نون والقلم وما يسطرون .؟؟
عندما نتكلم عن العبقرية فإننا نتكلم عن إنجازات إعجازية قلما تتكرر على مر العصور وليس السنين ، ومرجع العبقرية هنا هو التوازن العقلى بين الفهم والإدراك فى أستخراج ( الجديد ) من خلال الإستنباط والبحث والتنقيب داخل بوتقة أصول الحكمة .
إذ أن الإستدلالية تحكمها معايير الحكمة والخبرة ..
وللوقوف على البينة لابد من إظهار ( الجديد ) فى ثوب تقبله عقول علماء البشرية وإلا وصم ( بالتخبل العقلى ) من المتفردين أصحاب اللاءات الرنانة لأنه من خلال أستعراض عصور التاريخ ، تعارف أن كافة عباقرة العالم قد نعتوا فى ذاتهم ( بالتخريف العقلى ) و ( التخبل الوجدانى ) . ؟؟ وليس هناك أدل من مقولة المكتشف العظيم إديسون عندما قال : ...... ( الناس يكرهون كل ماهو جديد ، بل كل مايدعوهم إلى التفكير ) . !!! لذلك عندما أكتشف الإنسان البدائى ( النار ) خاف منه أقرانه وأترابه . وعندما تساءل عن آليات ومقدرات ( التكوين ) ألقوا به فى النار ليحترق .!! وهكذا دوما ما من أكتشاف علمى ظهر فى الوجود إلا وتم محاربته طالما أنه لم يكن تابعا للجهة المختصة .!!! .. وتلك هى الطامة الكبرى والمصيبة العظمى .!!!!!!
بل هناك قناعة بدأت تنتشر بين أوساط بعض المتعلمين المسلمين، وهي أن نظرية ( النشوء ) قد دحضت تمام ، وأنها لم تعد مشكلة فكرية . .؟؟؟
والحقيقة أن هذه القناعة ليست في محلها؛ فما زالت جميع مناهج البيولوجيا
والجيولوجيا في جميع الكليات في العالم، وفي الدول العربية والإسلامية -عدا استثناءات قليلة جدا- تستند إلى هذه النظرية، وما زالت معظم المجلات والكتب العلمية في الغرب تقف إلى جانب هذه النظرية .؟؟؟؟
ورغم أن هذا لا يعني أن هذه النظرية ليست في عهد التدهور، فإن الحقيقة أن كثيرًا من الحقائق العلمية التي اكتشفها العلم أخيرا تؤيدها .. إلا أنه لم تكتب في العالم العربي كتب علمية جيدة في تفنيد هذه النظرية؛ فمعظم الكتب التي تناولت هذه النظرية بالنقد كتب إنشائية وبعيدة عن المنهج العلمي المطلوب .؟؟؟ لذا فعلينا ألا نستخف بخطر نظرية ( النشوء ) طالما أننا لم نستطع تفنيدها علميا كما ينبغي، ولم نستطع في جميع البلدان العربية وضع مناهج دراسية تؤيدها أو تنفيها ، حيث لم يتواجد إلى الآن علما ينفى تلك النظرية .؟؟؟؟ للمفكرين والعلماء على مستوى العالم موقفان متضادان من هذه النظريةفالبعض يقبل والبعض يرد، أما الذين يقبلون هذه النظرية فينقسمون لقسمين قسم يقبل هذه النظرية على أساس أن الصدف العشوائية نجحت في تكوين الخلية الأولى الحية، ثم بدأت آلية التطور بالعمل، ويندرج معظم علماء التطور والفلاسفة والمفكرين الملحدين في هذا القسم، حيث لا محل هنا للخالق .؟؟؟؟
أما القسم الآخر وهم فئة قليلة من علماء التطور والمفكرين والفلاسفة- فيرون أن التطور هو أسلوب الخلق لدى الخالق؛ أي أن الله تعالى هو الذي وضع قوانين التطور وآلياته، وهو الذي يوجه هذا التطور في جميع المخلوقات. فكما يوجه تطور الجنين في رحم الأم كذلك يطور مخلوقاته حسب قوانين دقيقة موضوعة من قِبله، ويدعي هؤلاء أن الإيمان بالتطور على هذا النحو لا يصادم الإيمان بالله ولا ينفيه .
وقد عُقدت في السنوات العشرة الأخيرة فقط ما يزيد على مائتي مناظرة في الجامعات وفي محطات التلفزيون الأمريكية بين أنصار التطور Evolution وأنصار الخلقCreation .. وسُجلت هذه المناظرات على أشرطة الفيديو كما طُبعت أيضا، وكانت مفاجأة للكثيرين عندما فاز أنصار "الخلق" في جميع هذه المناظرات تقريبا؛ فالأدلة العلمية كثيرة وعديدة، إلا أن أهم دليل علمي شهروه في وجه التطوريين هو قانون من أهم القوانين الفيزيائية، وهو القانون العام للحركة؛ فكان الفيصل الحاسم في مجرى المناظرات .؟؟؟؟
وأتباعا لمنطق الفهم والإدراك فإن ماأكتشفناه ووقفنا على براهينه وأثباته لسنا نحن الذين وضعنا أساسيات نصوصه .. بل هى نصوص الله القدسية البحتة . ودورنا ووليد فكرنا الشخصى – بعد أبحاث طالت الربع قرن - كان هو فقط أكتشاف مدلولات عبقرية الخالق الآعظم فى كيفية أظهار منظومة ( التكوين والخلق ) من المهد إلى اللحد .. من النشأة والتكوين وحتى النهاية والتكوير لذلك فمن يمتر جهلا لنظريتنا التى أطلقنا عليها :.. (( التكامل الطبائعى ))
هو من الممترين لعلوم الله تعالى ونظريات التكوين والخلق ، لأننا لم نخلق
تلك النظريات وتبعيات منظومة كل منهم ، بل جل ماقمنا به – بعد جهد جهيد – هو أكتشافهم علميا وعمليا وليس آدل على ذلك من وضع الحقيقة كاملة أمام العالمين لينزوى الممترون فى جحور جهلهم ، وليتقوقع المتشدقون فى غيابات جبوب نسيانهم ، وليقف كل المغالين على مقدار أحجامهم ، وليعلم أصحاب اللاءات أن العلوم لا تتباين أو تحارب بسلاطة الآلسن بقدر ماتقرع الحجة بالحجة ، والبيان والتبيان على صاحب الرأى السديد والبرهان الآكيد .لذلك يعد الفارق بين العلمانية واللاهوت هو الفارق بين باحث عن الحقيقةمن منطلق ( إيمانه ) بالله تعالى ومضمون مكونات التكوين بالبرهان الدامغوالدليل الساطع الذي لا يقبل شكاً أو تأويلاً غير متعارض مع كافة الأديان الأخرى ومذاهبها ومعتقداتها ، وبين ( عباقرة ) السفسطة ولغو الحديث وسرد كلمات تملأ حشايا الكتب بأوراق لا روح فيها ولا إيمان متعارضة مع كافة الأديان الأخرى شكلا وموضوعا . !!
وبين هذا وذاك – شتان الفارق- كان من البديهي تبيان حقائق النظريات بين علم منبعه الخالق الأعظم وعلم مبعثه مخلوق تمرد على خالقه وأنكره ،بل وجعل الزمن عامل هدم وليس عامل بناء، مع أن جميع الباحثون يلجئون إلى الزمن لتفسير جميع الأعتراضات والمصاعب التي تواجه فرضية التطور، فعندما تستبعد قيام المصادفات العمياء بإنتاج كل هذا النظام والتعقيد والجمال الذي يحفل به الكون يقفز أصحاب اللاءات من فوق مقاعد الجهل ليمترون مترا ملؤه مصنفات أدعاءات لاتوجد لهم قواعد أو اسنادات فى القوانين
العامة أو الخاصة ، بل هى من وحى أضغاث غباء الجهل والتخلف .؟؟؟؟
مقتضفات من كتاب
(نون القدماء الفراعنة والقلم وما يسطرون )