13- من غشنا فليس منا :
* لعب الجد مع حفيده لعبة , ولوحظ بأنه في كل مرة ينجح الحفيدُ . وفي آخر مرة قال الجد للحفيد " يا بني أنا أعلم أنك في كل مرة تنجح بالغش . أتعلم ماذا يحدث للذين يغشون ؟! ".
أجاب الحفيد " نعم يا جدي , هم في كل مرة ينجحون "!!! .
* * سأل المعلمُ التلميذ " ما هي في رأيك منافع الغش ؟" .
أجاب التلميذُ " للغش منافع كثيرة , وأهمها النجاح في الامتحان "!.
* * * سأل الأبُ الطفلَ عن امتحانات اليوم " كيف كانت ؟ ".
أجاب الطفلُ " كانت صعبة للغاية , بدليل أنني سألتُ المراقبَ أو الحارسَ عنها فلم يجبني "!.
تعليق :
1- يجب أن نتذكر دوما بأنه " من غشنا فليس منا " كما أخبر بذلك رسولـنا محمد عليه الصلاة والسلام . وإذا كان هناك من أصبح يقول من التلاميذ " من عسنا ( أي من حرسنا ) فليس منا " , أو يقول
" من نقل انتقل ومن اعتمد على نفسه بقي في قسمه " , أو يقول عن الحارس الذي يمنع التلاميذ من الغش
" من راقب الناس مات هما " , فإننا نقول له " صدق رسول الله وكذب غيره ممن خالفه " .
2- الغش حرام في الدراسة وفي غيرها , وهو حرام في مسائل الدين والدنيا معا .
3- الذي يتعود على الغش في الدراسة يُـخاف عليه من أن يصبح غاشا في جميع شئون حياته للأسف الشديد , فلننتبه .
4- الغش حرام وإثم وعدوان مهما انتشر في دنيا الناس وأصبح عاديا وطبيعيا . إن الحرام يبقى حراما مهما انغمس فيه الناس وتعودوا عليه .
5- عندما تمنع الناس من الغش ينزعجون منك في الحين لأنك منعتهم وحرمتهم من شهوة من شهواتهم ولذة من لذاتهم , ولكنهم في أعماق أنفسهم يحترمونك ويقدرونك ويعلمون أنك على الحق وأنهم على الباطل . وأما إن سمحت لهم بالغش فإنهم يُسرون ويفرحون بك في الحين , ولكنهم في أعماق أنفسهم يحتقرونك ولا يمكن أن يحبوك .
6- عندما تمنع الناس من الغش سيحترمونك ويُـقدرونك حتما ولو بعد حين , وسيزداد احترامهم لك إن رأوا أنك تمنع الغش عن نفسك وعن أولادك وبناتك كما تمنعه عن سائر الناس الآخرين .
إن الإدارة من زمان , على مستوى المؤسسات التعليمية , وفي كثير من الأحيان : هي ترسلني لأحرس التلاميذ في الأقسام التي يجد فيها المراقبون صعوبة في منعالتلاميذ من الغش . وبعض التلاميذ يقولون باستمرار معي أو مع غيري " نريد أنيُدرِّسَنا الأستاذُ رميته , ولكننا لا نحبُّ أن يحرسَنا في الامتحانات " . وهذا شيءٌ أنا أعتز به كل الاعتزاز : كونُ التلميذ يحبُّ أن يدرسَ عندي , وكونُ التلميذ الذييريدُ أن يغشَّ لا يريدني أن أحرسَه في الامتحان . ثم أنا دوما أقول للأساتذةوالإداريين و..." من يسمح لابني أو ابنتي أن يكتبَ ولو كلمة - في امتحان ما - عنطريق الغش , فإن الذي سمح له بالغشِّ غاشٌّ قبل أن يكون ابني ( أو ابنتي ) غاشا . وأولادي منهم المتوسطُ في دراسته ومنهم فوقُ المتوسط ومنهم الحسنُ ومنهم الجيدُ , ولكنليس منهم أحدٌ يَغشُّ في الامتحانات , والحمد لله رب العالمين .كانت لدي – منذ سنوات - بنتٌ تدرسُ في الثانوية التي أدرِّسُ بها , وكان مستواها فوق المتوسط . وفي نهاية السنة الدراسية وقبل صبِّ علاماتِ التلاميذ في كشوفِ النقاط وقبل مجالسِ الأقسام , استشارت أستاذةٌ أستاذة أخرى ( الأستاذتان تُدرسان ابنتي ) " هيا يا فلانة نضيفُ بضعَ نقاط لابنة الأستاذ "رميته" كمساعدة لها لأنها مجتهدةٌ ولأن سلوكها جيدُ , ولكن معدلَـها لا ندري إن كان سيسمحُ لها بالانتقالِ للمستوى الأعلى أم لا ؟ ( ولكنها انتقلتْ بعد ذلك بمعدلها الحقيقي وبدون أية " معونة " , وبمعدل أكبر من 11 / 20 والحمد لله ) . أجابتْها الأستاذةُ الأخرى " لا نفعلُ شيئا حتى نستشيرَ الأستاذ رميته , لعله هو لا يقبلُ , ويمكن أن يعتبرَ " المعونة " غشا , وهو دوما يعلنُ بأنه ضدَّ الغش من أي كان " . جاءت الأستاذتان واستشارتاني في الأمر فقلتُ لهما " والله ثم والله إن أضفتما لابنتي ولو نصف نقطة فإنني أعتبركما غاشَّتين قبل أن تكون ابنتي غاشة ".
7- قال الولد " نعم يا جدي , هم في كل مرة ينجحون "! , ونحن نقول له " إنهم لا ينجحون دوما , ثم إن نجحوا فبئس النجاح هو . إنه سيكون نجاحا منـزوع البركة , فضلا عما فيه من الإثم العظيم عند الله تعالى ".
14- عن الكسل في الحياة :
قال أحد المدرسين لتلميذه الكسول وغير المجتهد في القسم " هل تحب الدراسة أم العطلة ؟!" .
قال التلميذ " أنا أحب الدراسة " .
اندهش المدرس لجوابه وسأله من جديد " لماذا ؟! " .
فرد التلميذ " إن لم تكن هناك دراسة , لن تكون هناك عطلة " .
تعليق :
1-هذه كلمة حكيمة جدا وبليغة جدا " إن لم تكن هناك دراسة , لن تكون هناك عطلة " .
2- هذا تلميذ كسول ولكنه ذكي وحكيم , ولكن – في زماننا هذا - ما أكثر الكسالى , ولكنهم أغبياء ومغفلون لللأسف الشديد .
3-يا ليتنا نفهم ونعي ونعرف ونعلم علم اليقين بأننا سنسعد دنيا وآخرة بالجد والاجتهاد في مسائل الدين لا بالتكاسل والتهاون . إن المحافظ على الصلاة في وقتها سيسعد , ولكن لن يسعد أبدا المتكاسل عن صلاته في وقتها . إن الغاض لبصره ( لوجه الله ) عن النظر لعورات النساء سيسعد , ولكن لن يسعد أبدا الذي يتتبع عورات النساء , حتى ولو تظاهر أمام الناس بالتقوى . إن الذي يتعفف عن السرقة وعن أكل أموال الناس بالباطل سيسعد , ولكن لن يسعد أبدا الذي يطلب المال بالحلال والحرام . وهكذا ... يمكن أن تقاس على ذلك مئات وآلاف الأمثلة المشابهة .
4- وحتى الكافر الذي لا يطلب إلا الدنيا لأن شعاره فيها " إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا , وما يهلكنا إلا الدهر " لن يسعد في دنياه ولو سعادة ناقصة وشكلية إلا بالجد والاجتهاد في طلب الدنيا , وأما المتكاسل والمتهاون فيستحيل أن يسعد . وإن ادعى أنه بالتكاسل سعيد فهو إما أنه يكذب وإما أنه لا يعرف " السعادة " .
5- حتى المرأة – مسلمة أو كافرة – ترتاح وتهنأ وتسعد بأكلة تعبَ الزوجُ من أجل شراء لوازمها وتعبت هي من أجل تحضيرها , ترتاحُ بها أكثر بكثير مما ترتاح بأكلة ما خسرت ولا تعبت من أجلها .
6- لا قيمة للصحة إلا بعد المرض , ولا قيمة للشبع إلا بعد الجوع أو العطش , ولا قيمة للنوم إلا بعد الـتـعب , وهكذا ...
7- إذا أردتَ الفوزَ والنجاح والبطولة والعظمة و ... لا بد من دفع الثمن ولا بد من الجد والاجتهاد , وصدق رسول الله " إلا إن سلعة الله غالية , إلا إن سلعة الله الجنة " . وكما يقول المثل في الجزائر " اللي عَـوَّل على رمضان , يْـعوَّل على الجوع والعطش " .
8- العزيمة والإرادة تنـبع من داخل الإنسان لا من خارجه , ومنه لا يجوز لك أبدا أن تطلبَـهما عند الآخرين من أطباء أو رقاة أو ...
9- الكسول أسوأ من الحيوان أو هو في أحسن الأحوال صرصورٌ , ولا يجوز أن يكون نملة إلا بالجد والاجتهاد .
10- مهم جدا أن ننتبه إلى أن : الطاعة لله متعبة – عموما – ولكن تعبها يزول ويبقى ثوابها . وأما المعصية فهي لذيذة – عموما – ولكن لذتها تزول وتبقى عقوبتها .