منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - هروب عدنان ابراهيم من المناظرة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-08-17, 21:30   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
أبو عبد الرحمـان
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله..

هذا موضوع حساس، لأنه -أيها الإخوة- من صنع السياسة -بامتياز- وهذا منذ عهد التدوين في عهد المتوكل وما بعده، ولا أستبعد أن ثمة توصيات من هنا وهناك، من أجل إقصاء كل من حاول أن يقول شيئا مزلزلا، يزرع الشك والريب في قلوب الأتباع، ولقد تم حظري مرار؛ لأني أدليت بدلوي في الموضوع، مع ذكر بعض الأفراد، وسأمسك هذه المرة عن ذكر أي فرد؛ لكن سأحاول تحريك العقول، بذكر آية قرآنية، وهي تخاطب -بكل حزم- جيل الصحابة -رضوان الله تعالى عليهم- وقد نزل فيهم القرآن الكريم.

فالله تعالى من عليائه يقول:
{إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسيؤتيه أجرا عظيما}.


فالآية الكريمة تشير إشارة قطعية إلى إمكانية أن يقع نكث من أصحاب البيعة، ولا ريب أنهم من الصحابة، فهل ينفي أحد ذلك؟ الجواب: لا!

وهل الآية الكريمة سوت بين الناكث للبيعة والموفي بها؟ الجواب: لا!

وهل نستطيع أن نجعل الجميع عدولا؟ الجواب: لا!

والتفرقة بين أولئك المجتمعين في تلك البيعة من حيث الإيمان والنفاق، لا يقوى عليها إلا مدع لعلم ما في الصدور، أليس كذلك؟ الجواب: بلى!

إذن علينا بالظواهر التي نراها ونتيقن منها، أو ما تثبته الأخبار ولو في مجموعها، هذا الذي سنحاسب عليه لا غير، أليس كذلك؟ الجواب: بلى!

والسؤال لماذا نحاسب؟ الجواب: لأننا مأمورون شرعا وجوبا بولاية أهل الطاعة، وإنكار منكر أهل المعصية {والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم } أليس كذلك؟

الجواب: بلى!


فما معنى النكث، ومتى يثبت النكث؟ الجواب: لا يخفى على أحد أن النكث هو الرجوع عما عوهد عليه النبي –صلى الله عليه وسلم- وبويع عليه، فمن ذلك النصرة على الأعداء.

والوعيد في ذلك شديد يقول الله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير}

لابد أن نستحضر أولا وقبل كل شيء أن هذه الآية نزلت في الصحابة –رضوان الله تعالى عليهم- فلو أن أحدا منهم فر من الزحف، فسيلحقه ذلك الوعيد قطعا إن لم يتب.. مهما فعل من خيرات، ومهما طالت صحبته، لأن الله لا يمن عليه بالطاعات؛


فلنتصور أن الثلاثة الذين تخلفوا يوم العسرة لم يتوبوا ولم يرجعوا فهل سينجون، الجواب قطعا: هم هالكون، وأتحدى من يثبت لهم النجاة مع ذلك، وأحذر من فتنة الروايات التي تلبس على وضوح الآيات، ولاسيما في آيات الأخبار التي لا تخصيص فيها ولا نسخ!


وأحذر من تمييع وعيد القرآن الكريم، لما يلزم في ذلك من نسبة الكذب والجهل إلى الله!