اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mom147
هذا هو التفويض بعينه، وهذا ماقال به عبدالرحمان بن الجوزي وغيره من فضلاء الحنابلة، وليس كل الحنابلة.
|
فإن التجسيم على نوعين :1- تجسيم تفصيلي وهو اعتقاد أن الله تعالى له جسم كجسم المخلوق فيقول معتقده : يده كيدي وهكذا بأن يثبت الاشتراك بين الخالق والمخلوق في جنس الصفة وفصلها وهو كفر والعياذ بالله .
2- تجسيم إجمالي : وهو اعتقاد أن الله تعالى له جسم لا كالأجسام فيثبت الاشتراك بين الخالق والمخلوق في جنس الصفة لا في فصلها فيقول معتقده :أثبت لله يدا حقيقية من حيث المعنى بلا كيف وهو المعنى التفصيلي . فيجعل الصفة من قبيل الألفاظ المشككة التي يتحد أفرادها في جنس المعنى لا في فصوله كاليد بين الفيل والنملة يشتركان في المعنى الكلي وهو الجارحة ويختلفان في تفاصيل وكيفية هذه الجارحة وهذه بدعة ما قال بها أحد من السلف .
ولذا كان سلامة المعتقد وسلفيته في تنزيه صفات الله عن مشابهة معنى صفات المخلوق وكيفيتها .
وهذا الذي كان عليه الإمام أحمد رضي الله عنه وفضلاء أتباعه فدونك ما نقله الخلال في كتاب السنة عن حنبل أنه قال : ( سألت أبي عن الأحاديث التي تروى ( إن الله تبارك وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا ) و ( إن الله يرى ) و ( إن الله يضع قدمه ) وما أشبه هذه الأحاديث فقال أبو عبد الله :
(( نؤمن بها ونصدق بها ولا كيف ولا معنى ))
ودونك أيضا ما رواه التميمي عن الإمام أحمد في كتاب عقيدة الإمام أحمد قال : (سئل – أي الإمام أحمد - قبل موته بيوم عن أحاديث الصفات فقال :
تمر كما جاءت ويؤمن بها إذا كانت بأسانيد صحاح ولا يوصف الله بأكثر مما وصف به نفسه بلا حد ولا غاية ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ومن تكلم في معناها ابتدع )
فتأمل قوله لله دره (( ومن تكلم في معناها ابتدع ))
وهاهو شيخ المذهب ابن قدامة المقدسي يقول في لمعة الاعتقاد :
( وما أشكل من ذلك وجب اثباته لفظا وترك التعرض لمعناه )
هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه
قال ابن حمدان الحنبلي في الباب الأول من نهاية المبتدئين في أصول الدين ص 31. وهو باب معرفة الله تعالى، قال: لا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء، ومن شبهه بخلقه فقد كفر، نص عليه أحمد. وكذا من جسَّم، أو قال: إنه جسم لا كالأجسام. ذكره القاضي. اهـ.
قال الإمام الترمذي في سننه: قال إسحاق بن إبراهيم يعني ابن راهويه: إنما يكون التشبيه إذا قال: يد كيد، أو مثل يد، أو سمع كسمع، أو مثل سمع، فإذا قال: سمع كسمع أو مثل سمع، فهذا التشبيه. وأما إذا قال كما قال الله تعالى: يد وسمع وبصر، ولا يقول كيف، ولا يقول مثل سمع، ولا كسمع، فهذا لا يكون تشبيها، وهو كما قال الله تعالى في كتابه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ. {الشورى: 11}. اهـ
ففي أقاويل الثقات لمرعي الكرمي ص 64 : (ومن العجب أن أئمتنا الحنابلة يقولون بمذهب السلف ويصفون الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل ومع ذلك فتجد من لا يحتاط في دينه ينسبهم للتجسيم ومذهبهم أن المجسم كافر بخلاف مذهب الشافعية فإن المجسم عندهم لا يكفر فقوم يكفرون المجسمة فكيف يقولون بالتجسيم ) اه
قال الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه:
"من قال الله جسم لا كالأجسام كـَفَـرَ".
(رواه الحافظ بدر الدين الزركشي في كتابه تشنيف المسامع). ج4\ص 684
انظر فيكتاب (دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه) للإمام ابن الجوزي الحنبلي
.