اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابومحمدالسعيد
السلام عليكم اختى الفاضلة شمعة امل
تقبل الله منا و منكم صالح الاعمال
|
لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم و لا نساء من نساء عسى أن يكن خيرا منهن.
أَبِاللَّهِ وَ آيَاتِهِ وَ رَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ.
..............
حكم التساهل في اللعن و الشتم.
لا يجوز اللعن و الشتم، يقول النبي - صلى الله عليه و سلم -: (لعن المؤمن كقتله)،
و يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (ليس المؤمن باللعان و لا الطعان ولا الفاحش ولا البذيء)،
و يقول- صلى الله عليه وسلم -: (إن اللعانين لا يكونوا شهداء و لا شفعاء يوم القيامة).
و يقول - صلى الله عليه و سلم -: (المستبان ما قالا فعلى البادئ ما لم يعتد المظلوم) فالواجب على المؤمن حفظ لسانه، و الحذر من شر لسانه،
و يقول النبي - صلى الله عليه و سلم -: (سباب المسلم فسوق) سباب يعني مسابته، فسوق يعني معصية و خروج عن الطاعة فالواجب الحذر من السب و الشتم و اللعن و الكلام السيء، و الواجب أن يعود المؤمن نفسه، أن يعود لسانه الكلام الطيب، و يعود نفسه الحلم والصبر، و نسأل الله للجميع الهداية.
..........
قال الله سبحانه: كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْن النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ[10] الآية،
و قال سبحانه: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ[11] الآية.
و صح عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه كان يقول في خطبه:
أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم فمن طعن في القرآن، بما ذكرنا أو غيره من أنواع المطاعن فهو مكذب لله - عز و جل - في وصفه لكتابه بأنه أحسن القصص و أحسن الحديث، و مكذب للرسول صلى الله عليه و سلم في قوله:
إنه خير الحديث
و قال سبحانه و تعالى في وصف القرآن الكريم: تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ[14]
و قال: وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ[15]
و قال وَ هَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ[16]
و قال: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ[17] و قال: وَ إِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ * لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ[18]
إلى أمثال هذه الآيات الكثيرة في كتاب الله، فمن زعم أنه متناقض أو مشتمل على بعض الخرافات التي أدخلها فيه الرسول صلى الله عليه و سلم مما تلقاه من بادية الصحراء أو غيرهم فقد زعم أن بعضه غير منزل من عند الله و أنه غير محفوظ، كما أنه بذلك قد وصف الرسول صلى الله عليه و سلم بأنه كذب على الله و أدخل في كتابه ما ليس منه، و هو - مع ذلك - يقول للناس:
إن القرآن كلام الله، و هذا غاية في الطعن في الرسول صلى الله عليه و سلم و وصفه بالكذب على الله و على عباده، و هذا من أقبح الكفر و الضلال و الظلم، كما قال الله سبحانه:
فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّهِ وَ كَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْكَافِرِينَ[19]
و قال عز وجل: وَ مَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَ لَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ[20] الآية،
و قال تعالى: قُلْ أَبِاللَّهِ وَ آيَاتِهِ وَ رَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ[21] الآية.
ذكر علماء التفسير أن هذه الآية نزلت في جماعة كانوا مع النبي صلى الله عليه و سلم في غزوة تبوك، قال بعضهم: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطونا و لا أكذب ألسنا، و لا أجبن عند اللقاء.
و قال بعضهم: أتحسبون جلاد بني الأصفر كقتال العرب بعضهم بعضا، و الله لنا بكم غدا مقرنين في الحبال، قال بعضهم: يظن هذا أن يفتح قصور الروم و حصونها، هيهات، فأنزل الله قوله سبحانه: وَ لَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَ نَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَ آيَاتِهِ وَ رَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ[22] الآية، فجاءوا إلى الرسول صلى الله عليه و سلم يعتذرون و يقولون: إنما كنا نخوض ونلعب، و نتحدث حديث الركب نقطع به عنا الطريق، فلم يعذرهم، بل قال لهم عليه الصلاة و السلام: أَبِاللَّهِ وَ آيَاتِهِ وَ رَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ، فإذا كان هذا الكلام، الذي قاله هؤلاء يعتبر استهزاء بالله و آياته و رسوله، و كفرا بعد إيمان، فكيف بحال من قال في القرآن العظيم: إنه متناقض أو مشتمل على بعض الخرافات، أو قال في الرسول صلى الله عليه و سلم: إنه إنسان بسيط لا يميز بين الحق و الخرافة، لا شك أن من قال هذا هو أقبح استهزاء، و أعظم كفرا!.