2014-02-21, 21:11
|
رقم المشاركة : 2
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
[b]
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قَاسِمٌ.قَاسِم
[center][font=amiri]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،..
شكر الله لك وبارك فيك وأحسن إليك أستاذتنا الفاضلة
موضوع مميز وهادف كعادة مواضيعك وردودك
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وشكر الله لك أستاذ قاسم
بداية لا بد من تحرير مسالة معيّنة
وهي أن الثقة في النفس غير مطلوبة منّا أصلا والله أعلم
ولنعتبرها مثلا عدم الاستهانة بمقدرتنا الفردية في معالجة الاشياء والتعامل معها
وذلك لا لشيء سوى أن ثقتنا حريٌ بنا وضعها في الله سبحانه
لأنها بهذا المفهوم حسن ظنّ وليس كالأوّل
ولأن النبي صلى الله عليه وسلّم ورد عنه أنه كان يكثر في دعائه من
"..ولا تكِلني إلى نفسي طرفة عين.."
والله أعلم
أنظر أستاذ قاسم هناك ثقة المسلم بربه او ما نسميها حسن الظن بالله
هذا أمر مفروغ منه لا اعتراض عليه اطلاقا
لو نعود ربما الى بداية الاسلام ما دمت حصرت كلامك في ذلك
من أسلم من العبيد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
غرست في نفوسهم العزة بالاسلام للتغلب على ما كان من شرفاء مكة
والذين كانت ثقتهم بنفسهم تستمد من شرفهم وانهم الاعلون واولائك العبيد المستضعفون والذين كما قلت استمدوا ثقتهم من الله والعزة في الاسلام ( الاسلام اعزهم )
ولو نعرج قليلا على قصة عمار بن ياسر لقد كان مسلما واكيد كان حسن ظنه بالله كبير لا شك
لكن ماذا حدث ؟
عمار بن ياسر ضعف أما م التعذيب وفعل ما طلبه الكفار من تلك الاساءة طبعا
لا اشكك في اسلامه هنا
لكن لم تكن لديه القدرة على التحمل بمعنى آخر فقد ثقته في قوة تحمله للعذاب
وماذا قال له الرسول صلى الله عليه وسلم اذا عادوا فعد
لكن يبقى حسن الظن بالله امر آخر
لأن هناك النفس البشرية التي قد تحيد
ونعود ايضا الى غزوة حنين حين انهزم المسلمون
قال تعالى: ﴿ لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ﴾
المسلمون اغتروا هنا بكثرتهم
اذن المسلم قد يصيبه الغرور من حيث لا يدري
نعود الآن لصلب الطرح
وهو الثقة بالنفس (على التحوير السابق)
كثير من الناس يغترّ ببعض ما أوتي من علم أو فهم أو إدراك
من لدن الله تعالى متناسيا ان هذه المنح كما لم يكن له إسهام في الحصول عليها؛ لن يكون له قدرة على الإحتفاظ بها
وهذا رأس الخيط الرفيع أو الشعرة كما ذكرت الأستاذة..
فالثقة بالنفس(على التحوير السابق) ضرورية لكنها تتنافى مع الغرور في نظري- القاصر والعلم عند الله- لأن الغرور لا يركب إلا منعدم الثقة وخالي الوفاض وفارغ الجراب من أي شيء يمكن له أن يثق في نفسه من خلاله فضلا عن أن يغترّ به!!
ومن خلال ما نعيشه وما كنّا نقرأه فالمغرور المغترّ هو فقط الأجوف الفارغ وإلا فمن ثقلت موازينه وعظم حظّه في جانب من جوانب الحياة المفيدة سيثقل عن الغرور ويرتفع عنه بتواضعه
أستاذي قاسم انت هنا تتناول جانبا واحدا فقط هو الجانب الديني
وبالتأكيد التربية الدينية تلجم ركب الغرور
فكما قلت سابقا للأستاذ الواثق الثقة بالنفس لا تنحصر فقط في الثقة بالله مع انها ضرورية لتجاوز الكرب وان الله لن يخذلك
لكن في الأمر تتدخل النزعة البشرية التي قد تحيد
وذكرت لك آنفا الاستدلال بغزوة حنين فهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا على عهده فأنى لنا المقارنة بيننا وبين ذلك العهد الذهبي للاسلام
فهل يمكن ان ننعتهم بمثل ما وصفت
وقد يغتر الانسان لماله لقوته لعلمه كما قلت بمعنى ينتابه الكبر في جانب واحد أحيانا حسب شعوره النفسي
...
أعرّج الآن على التساؤل الثالث في الموضوع
مما لا شك فيه ولا تناطحَ أن زيادة الشيء عن حدّه تقلبه إلى ضدّه
فالثقة بالنّفس (بالتحوير السابق) إن تجاوزت الحدّ لا تنقلب غرورا فحسب؛ بل إنها ستجعل من صاحبها عبدا لهواه حاجبا نظره إلا عن رأيه ونظرته..
فيصبح كمن قال ((لا أريكم إلا ما أرى))و ((أفريت من اتخذ إلهه هواه)) وهنا فقد تجاوز هذا الواثق في نفسه عتبة الغرور، وارتمى بين أحضان أقصى درجات المحذور المحظور..
هنا يا استاذنا لا أوافقك فالثقة بالنفس محمودة مهما زادت وعلت
ما لم تناطح الغرور
وكما قلنا قبلا الثقة بالنفس لا تأتي فجأة هي ثمرة اجتهاد
ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه طبعا وحديثه قياس شامل
(( اعقلها وتوكل ))
اعقلها بمعناها العام قم بما يتلزم عليك ثم امض وهي دلالة على الثقة بالنفس
طبعا تزيد الثقة او تنقص حسب الشخص
((وجعلنا بعضكم فوق بعض درجات ))
كيف يمكن تفادي الغرور؟
يمكن تفاديه بلزوم الحدّ والتواضع والتعلّم أكثر فاكثر..
لأننا نقرأ قليلا ونتحدّث كثيرا؛ فكل من تعلّم -باستثناء أهل الفضل- حرفا استخدمه في المراء والجدال ومقارعة الرجال..
وكذلك عن طريق الإحتكاك بمن يفوقوننا في مجال معارفنا فهو كفيل بدحر الغرور ودرء ما يُحتمل جرّاءَه من المفاسد والشرور.
هذا بالتأكيد فمهما وصل الانسان من علم يجب ان يضع نصب عينيه بان هناك من هو اعلم منه وأفضل منه
مع أنك هنا حصرت جانب الغرور في العلم وهو يتعداه الى أمور أخرى كما قلنا في المال في جمال الخلقة المهم أن يرى المرء نفسه أنه الأفضل
ويجعل نفسه دائما في مقارنة بينه وبين غيره
ليست -في اعتقادي- ثمة معايير مطّردة لتمايز الثقة بالنفس(بالتحوير السابق دائما) عن الغرور
لأن قراءتنا للغرور تختلف من شخص لآخر
فالشخص الواقع في الغرور يراه ثقة بالنفس، والرّائي لهذه الثقة في غيره يعدّها غرورا.. وعندئذ نعود لما بدأنا منه وتبقى الرحى في جعجتها المعهودة دون طحين يرتجى ويُأمّل
لكن يا أستاذ قاسم أليس الاثم ما يحاك في الصدر
فكذلك الغرور ان شعر المغتر بينه وبين نفسه بأنه الافضل فليحكم على نفسه بأنه قد دخل مدخل الغرور والعياذ بالله
هو شعور داخلي طبعا لا يلبث أن تنعكس مساوئه للعيان
أستاذ قاسم بارك الله فيك
وشكرالله لك التنبيه وأرجو العمل به ان شاء الله
|
|
|