2013-06-04, 20:18
|
رقم المشاركة : 1
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كريم الحنبلي
: التقية عند الصوفية
ولكن المتصوفة أخذوه بكامله عنهم ، وزادوا عليهم حيث اتهموا رسول الله بتهمة برّأ الله ساحته عنها بقوله : { وما هو على الغيب بضنين } [7] .
واستندوا بحديث مكذوب على رسول الله صلى الله عليه وسلم مع علمهم بأنه هو القائل : ( من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) [8] .
فقالوا :
( أمر الله نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم بكتم أشياء مما لا يسعه غيره للحديث المروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : أوتيت ليلة أسري بي ثلاثة علوم ، فعلم أخذ عليّ في كتمه ، وعلم خيّرت في تبليغه ، وعلم أمرت بتبليغه .
فالعلم الذي أمر بتبليغه هو علم الشرائع ، والعلم الذي خيّر في تبليغه هو علم الحقائق ، والعلم الذي أخذ عليه في كتمه هو الأسرار الإلهية ولقد أودع الله جميع ذلك في القرآن . فالذي أمر بتبليغه ظاهر . والذي خيّر في تبليغه باطن لقوله ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ) وقوله ( وما خلقنا السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق ) وقوله ( وسخر لكم ما في السموات وما في الأرض جميعا منه ) وقوله ( ونفخت فيه من روحي ) فإن جميع ذلك له وجه يدلّ على الحقائق ووجه يتعلق بالشرائع ، فهو كالتخير ، فمن كان فهمه إلهيا فقد بلغ ذلك ، ومن لم يكن فهمه ذلك الفهم وكان مما لو فوجئ بالحقائق أنكرها ، فإنه ما بلغ إليه ذلك لئلا يؤدي ذلك إلى ضلالته وشقاوته . والعلم الذي أخذ عليه في كتمه فإنه مودع في القرآن بطريق التأويل لغموض الكتم ، فلا يعلم ذلك إلا من أشرف على نفس العلم أولا ، وبطريق الكشف الإلهي ، ثم سمع القرآن بعد ذلك ، فإنه يعلم المحلّ الذي أودع الله فيه شيئا من العلم المأخوذ على النبي صلى الله عليه وسلم في كتمه وإليه الإشارة بقوله تعالى ( وما يعلم تأويله إلا الله ) على قراءة من وقف هنا ، فالذي يطلع تأويله في نفسه هو المسمى بالله فافهم ) [9] .
ويقول أبو نصر السراج الطوسي :
( إن حقائق رسالة محمد صلى الله عليه وسلم وما خصّه الله تعالى به من العلم ، لو وضعت على الجبال لذابت إلا أنه كان يظهرها لهم على مقاديرهم ) [10] .
أي لم يظهر النبي صلى الله عليه وسلم جميع العلوم التي كان قد خصه الله بها – حسب زعمهم – وذلك لأجل أن الناس لم يكونوا يقدرون على حملها ومعرفتها .
وبمثل ذلك نقل الشعراني عن سيده محمد الحنفي أنه قال :
( وههنا كلام لو أبديناه لكم لخرجتم مجانين لكن نطويه عمن ليس من أهله ) [11] .
وهذا عين ما ذكره الشيعة عن جعفر بن الباقر أنه قال :
( إن عندنا والله سرا من سرّ الله ، وعلما من علم الله ، أمرنا الله بتبليغه ، فبلّغنا من الله عز وجل ما أمرنا بتبليغه ، فلم نجد له موضعا ولا أهلا ولا حمالة يحتملونه ) [12] .
ونسبوا إلى علي رضي الله عنه أنه قال :
( إن أمرنا صعب مستصعب لا يحمله إلا عبد امتحن الله قلبه للإيمان ، ولا يعي حديثنا إلا صدور أمينة ، وأحلام رزينة ) [13] .
أيضا ( لا يحتمله ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، ولا مؤمن أمتحن الله قلبه للإيمان ) [14] .
هذا وأن الصوفية اتهموا أبا هريرة رضي الله عنه أنه قال :
( حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم جرابين من العلم : أما أحدهما فبثثته في الناس ، وأما الآخر فلو بثثته لقطع مني هذا البلعوم ) [15] .
كما كذبوا على عليّ بن الحسين زين العابدين أنه قال :
( يا ربّ جوهر علم لو أبوح به لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثـــنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي يرون أقبح ما يأتـــونه حســــــنا
إني لأكتم من علمي جـــواهره كي لا يرى الحق ذو جهل فيفتننا )[16] .
وقال النفزي الرندي :
( في قلوب الأحرار قبور الأسرار ، والسر أمانة الله تعالى عند العبد ، فافشى بالتعبير عنه خيانة ، والله تعالى لا يحب الخائنين ، وأيضا فإن الأمور المشهودة لا يستعمل فيها إلا الإشارة والإيماء ، واستعمال العبارات فيها إفصاح بها وإشهار لها ، وفي ذلك ابتذالها وإذاعتها ، ثم إن العبارة عنها لا تزيدها إلا غموضا وانغلاقا ، لأن الأمور الذوقية يستحيل إدراك حقائقها بالعبارات النطقية ، فيؤدي ذلك إلى الإنكار والقدح في علوم السادة الأخيار .
قال أبو علي الروذباري رضي الله تعالى عنه : علمنا هذا إشارة ، فإذا صار عبارة خفي ) [17] .
وأما لسان الدين بن الخطيب فقال :
( حملة علم النبوة هم الذين عناهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل ، قالوا : وهذا العلم هو الذي لا يجوز كشفه ، ولا إذاعته ولا ادعاؤه ، ومن كشفه وأذاعه وجب قتله واستحل دمه وينسبون في ذلك إلى خواص النبوة وخلفائها كثيرا كقوله :
يا ربّ جوهر علم لو أبوح به لقيل لي : أنت ممن يعبد الوثـــنا
ولاستحل رجال مسلمون دمي يرون أقبح ما يأتـــونه حســــــنا ) [18].
وكان كبار المتصوفة يعملون بهذا المبدأ ، ولم يكونوا يظهرون للناس علومهم وأفكارهم كما روى الكلاباذي عن الجنيد أنه قال للشبلي :
( نحن حبّرنا هذا العلم تحبيرا ، ثم خبأناه في السراديب ، فجئت أنت ، فأظهرته على رؤوس الملأ .
فقال : أنا أقول وأنا أسمع ، فهل في الجارين غيري ) [19] .
ونقل الشعراني كذلك عن الجنيد أنه ( كان يستر كلام أهل الطريق عمن ليس منهم ، وكان يستتر بالفقه والإفتاء على مذهب أبي ثور ، وكان إذا تكلم في علوم القوم أغلق باب داره ، وجعل مفتاحه تحت وركه ) [20] .
وأيضا روى عن الشاذلي أنه كان يقول :
( امتنعت عني الرؤيا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم رأيته ، فقلت : يا رسول الله ، ماذ نبي ؟ فقال : إنك لست بأهل لرؤيتنا لأنك تطلع الناس على أسرارنا ) [21] .
والصوفية يكتمون آراءهم ومعتقداتهم عن غيرهم ، ويوصون مريديهم في كتبهم ومؤلفاتهم التي كتبت للخاصة وخاصة الخاصة ، فالصوفي الشهير عبد السلام الفيتوري يكتب في كتابه ( الوصية الكبرى ) :
( إخواني ، وسنذكر لكم كلاما في المغيبات لكن يجب الإمساك عنها إلا لأهله الذين يكتمونه ، ولا ينبغي إظهاره للسفهاء الذين يلحقون به إلى الأمراء والجبابرة وأهل الدنيا ) [22] .
وهناك نص مهم جدا ذكره الشعراني يقطع في هذا الموضوع فيقول :
وكان بعض العارفين يقول
( نحن قوم يحرم النظر في كتبنا على من لم يكن من أهل طريقتنا ، وكذلك لا يجوز لأحد أن ينقل كلامنا إلا لمن يؤمن به ، فمن نقله إلى من لا يؤمن به دخل هو والمنقول إليه جهنم الإنكار ، وقد صرح بذلك أهل الله تعالى على رؤوس الأشهاد وقالوا :
من باح بالسرّ استحق القتل ) [23] .
وقد ذكر الدباغ حكايات كثيرة عن الذين لم يكتموا السرّ فابتلاهم الله ببلايا عديدة ، من القتل والصلب والحرق والعمى وغير ذلك [24] .
وكان منهم الحلاج ، لأنه لم يقتل إلا لإفشاء سرّه [25] .
وكما يروون أن الخضر عبر على الحلاج وهو مصلوب ، فقال له الحلاج :
( هذا جزاء أولياء الله ؟
فقال له الخضر : نحن كتمنا فسلمنا ، وأنت بحت فمتّ ) [26] .
وكما رووا عن أبي بكر الشبلي أنه قال :
( كنت أنا والحسين بن منصور شيئا واحدا إلا أنه أظهر وكتمت ) [27] .
وننقل أخيرا أن أحمد بن زروق ، وابن عجيبة ذكرا عن الجنيد أنه كان يجيب عن المسألة الواحدة بجوابين مختلفين ، فكان يجيب هذا بخلاف ما يجيب ذاك [28] .
هذا عين ما رواه الشيعة على محمد الباقر كما ذكر الكليني عن زرارة بن أعين أنه قال :
( سألت أبا جعفر عن مسألة فأجابني ، ثم جاءه رجل فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجابني . ثم جاء رجل آخر فأجابه بخلاف ما أجابني وأجاب صاحبي ، فلما خرج الرجلان قلت : يا ابن رسول الله ، رجلان من أهل العراق من شيعتكم قدما يسألان فأجبت كل واحد منهما بغير ما أجبت به صاحبه ؟
فقال : يا زرارة ، إن هذا خير لنا وأبقى لنا ولكم ، ولو اجتمعتم على أمر واحد لصدّقكم الناس علينا ، ولكان أقل لبقائنا وبقائكم .
قال : ثم قلت لأبي عبد الله عليه السلام : شيعتكم لو حملتموهم على الأسنة أو على النار لمضوا وهم يخرجون من عندكم مختلفين ، قال : فأجابني بمثل جواب أبيه ) [29] .
فهذا هو المبدأ الخطير الآخر الذي أخذه المتصوفة من الشيعة ليكونوا حزبا سرّيا يعمل في الخفاء لهدم مبادئ الإسلام وتعاليمه ، ولتأسيس ديانة جديدة تعمل لتوهين القوى الإسلامية ونشاط المسلمين لنشر الكتاب والسنة ، والتقاعد عن الجهاد والغزوات ، وبناء المجتمع الإسلامي على أسس كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، وقد وضعناه أمام الباحثين والقراء مع المقارنة بين أفكار الآخذين والذين أخذ عنهم ، معتمدين على أوثق الكتب وأثبتها وأهمها لدى الطرفين .[7] التكوير الآية 24 .[8] رواه البخاري وأبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد وغيرهم .
[9] الإنسان الكامل لعبد الكريم الجيلي ج1 ص 117 الطبعة الرابعة 1402 هـ مصر .
[10] كتاب اللمع للطوسي ص 159 .
[11] طبقات الشعراني ج2 ص 98 .
[12] الأصول من الكافي ج1 ص 402 ، أيضا بصائر الدرجات الكبرى للصفار ص 40 .
[13] انظر نهج البلاغة .
[14] الأصول من الكافي ج1 ص 402 .
[15] إيقاظ الهمم لابن عجيبة الحسني ص 145 ط مصر .
[16] أيضا .
[17] غيث المواهب العلية للنفزي الرندي ج1 ص 214 .
[18] روضة التعريف بالحب الشريف ص 432 .
[19] التعرف لمذهب أهل التصوف للكلاباذي ص 172 ط القاهرة .
[20] اليواقيت والجواهر للشعراني ج2 ص 93 ط مصطفى البابي الحلبي مصر 1378 هـ .
[21] انظر الطبقات للشعراني ج2 ص 75 .
[22] الوصية الكبرى لعبد السلام الأسمر الفيتوري ص 105 " مكتبة النجاح طرابلس ليبيا الطبعة الأولى .
[23] اليواقيت والجواهر للشعراني ص17 ط مصطفى البابي الحلبي مصر .
[24] انظر الإبريز للدباغ ص 12 .
[25] انظر تذكرة الأولياء لفريد الدين العطار ص 252 ط باكستان .
[26] شرح حال الأولياء لعز الدين المقدسي مخطوط ورقة 251 .
[27] أربعة نصوص ص 19 بتحقيق ماسينيون ط باريس .
[28] انظر قواعد التصوف لابن زروق ص 11 . ط القاهرة ، أيضا إيقاظ الهمم لابن عجيبة ص 144 .
[29] الأصول من الكافي كتاب فضل العلم باب اختلاف الحديث ج 1 ص 65 . ط طهران .
|
هكذا يستمر الحنبلي في الكذب والتزوير ، مقال بطول 1كلم من يقرأها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ معزة ولو طارة
|
|
|