منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مذا بعد النفط
الموضوع: مذا بعد النفط
عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-05-29, 22:07   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
syrus
محظور
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة isyami مشاهدة المشاركة
إلى الأخ syrus أرجو ن تكون قد قرأت مشاركتي التي تحمل رقم 10 ثم تشاهد هذا الفيديو


https://www.youtube.com/watch?v=9zc2r7yjc4y

و الذي ملخصه الآتي:

"

معذرة على استعمال اللغة الفرنسية و لكنني لست متخصصة في المجال لترجمته كما ينبغي.
هل ما زلت تؤمن بأن التنقيب عن البترول و الغاز لا خطورة فيه إلا ذلك التسرب.هذا تسرب داخلي هدام و أعلم أنه ليس الوحيد و لكنه الأضخم.
السلام عليكم


اختي isyami . بخصوص موضوع النفط فأنا أولا أحاول أن ارى الامر من منظور واقعي و براغماتي . فلابد للدولة من موارد , و المحروقات تكاد تشكل مصدر الدخل الوحيد من العملة الصعبة للبلد , و نحن لا نملك بدائل عملية و آنية ... تخيلي أنك الآن على رأس الدولة و بيدك قرار كل شيء , هل ستوقفين إنتاج البترول , هل ستوقفين عمليات التنقيب عن حقول جديدة و هل ستأمرين بوقف العمل في مركبات ارزيو و سكيكدة و الحجار و كل المصانع التي تسبب التلوث ؟ ... لا احد ينكر أن الصناعات الاستخراجية و التحويلية لها سلبياتها , لكن لو قارنا الأضرار التي ستنتج عن التوقف عن إنتاج النفط مع الأضرار الناتجة عن إنتاجه فالفرق سيكون شاسعا جدا ... و في الجزائر قد تكون للصناعة بعض الآثر على بعض الاراضي الزراعية لكن المشكلة الزراعية سببها الاول ضعف الإنتاجية و سوء استغلال الموارد المائية و سوء التخطيط و غياب ثقافة العمل ... و حقول النفط لا تشغل أصلا مساحات كبيرة من الأرض (الحفرة التي في الفيديو تمثل مساحتها 0.00001 من مساحة الجزائر , أي أن 100.000 حفرة مثلها ستغطي 1% فقط من مساحة الجزائر ) .. و سواء كان النفط في الشمال أو الجنوب فنحن لا نقدر الاستغناء عنه في هذه الوقت ... و شخصيا يبدو لي ان ضرر المواطنين على البيئة في الجزائر يعادل او يزيد عن الضرر الذي تحدثه الدولة ...


و الموارد الطبيعية وجدت لتستغل ,و استغلال الفحم و النفط و الغاز و مختلف المعادن كان ضروريا لانتقال البشرية من مجتمع زراعي إلى مجتمع صناعي و لا يزال ضروريا لبقاء البشر و استمرار الحضارة . والحضارة اصلا تقوم على غزو الطبيعة و هذا الأمر بدأ منذ العصر الحجري , فالنشاط الإنساني غير و لا يزال يغير وجه الارض ... الإنسان القديم مثلا كان يتعمد إشعال الحرائق من اجل الصيد , و الملايين من الهكتارات من الاراضي الزراعية التي تطعمنا اليوم هي نتيجة لقطع الغابات و الاحراش الطبيعية التي كانت تشكل أوساط بيئية متكاملة « ecosystems » , الحضارة المصرية مثلا قضت على الحياة البرية على ضفاف النيل و حولت كل الأراضي المحيطة به إلى اراضي زراعية , لكننا لا نشعر بهذا التغيير الدراماتيكي الذي احدثته الزراعة , و عندما نتجول في الحقول و البساتين نعتقد أننا في الطبيعة , في حين اننا في طبيعة اصطناعية , فمعظم الأصناف المزروعة هي أصناف مهجنة , و الطبيعة تقوم على التنوع في حين أن الزراعة تقوم على القضاء على التنوع و استغلال الأرض و الحقل من اجل محصول واحد و تعتبر بقية النباتات متطفلة و ضارة , في حين ان المتطفل الوحيد على تلك الأرض هو ذلك النبات المزروع ... الكثير منا لا يعلم ان الضرر الذي ألحقته الزراعة بالتنوع البيئي « biodiversity » أكبر من ضرر الصناعة ... و مع هذا تبقى الزراعة ضرورة , و معرفتنا بأثرها على البيئة يجب ان يكون دافعا لإعادة النظر في الأساليب الزراعية و ليس في التوقف عن الزراعة ... و نفس الامر بالنسبة للصناعات الاستخراجية و التعدين و الصناعات التحويلية ...


المشكلة هي أن صرنا اليوم بهذا التعداد السكاني الكبير أسرى لكثير من الحاجات ... الكهرباء و وسائل النقل و الاجهزة الحديثة و مواد البناء و الغذاء و الماء كلها حاجات صرنا نتحصل عليها عن طريق نسيج معقد من الانظمة ... قطعة غيار واحدة قد تتسبب في توقف تزويد عشرات الآلاف من الناس بالماء الصالح للشرب , و صناعة تلك القطعة المشكلة من البلاستيك و الحديد يحتاج اصلا لمشاركة الآلاف من البشر و مئات الخطوات قبل أن تخرج في شكلها النهائي ... هذا العالم المعقد و المتشابك له آثاره الجانبية الخطيرة على البيئة لكن لا يمككنا تفكيكه و لا يمكننا الرجوع إلى الطبيعة العذراء إلا إذا قبلنا موت الملايير من البشر و قبلنا أن التنازل عن الكثير من الترف الذي ألفناه بسبب التقدم التكنولوجي ... ما عدا ذلك لا توجد لدينا حلول سحرية , و التحول نحو انماط زراعة و إسكان وتعدين و صناعة صديقة للبيئة أمر سيأخذ وقتا و يستلزم إصلاحا تدريجيا , إلى حين تحقيق ذلك -و هو أمر لا اشك في تحققه مستقبلا- ستبقى الحاجة ماسة للنفط و الغاز و الحديد و النحاس و الاسمنت . و اي تغير حاد في معدلات الانتاج لهذه المواد سيؤدي إلى الحروب و المجاعات و الازمات معاناة كثير من البشر , و الحل الأفضل و الدائم يكمن في تغيير ثقافة الاستهلاك و تطوير تكنولوجيات تجعل الحلول البديلة مقبولة اقتصاديا ... لذا انا بالرغم من كوني من دعاة حماية البيئة إلا انني واقعي و أقبل بالتأثيرات الجانبية للحضارة لانه لا مناص منها ...

لنأخذ الصين كمثال , فالنهضة الصناعية التي تشهدها الصين منذ إصلاحات حكومة deng xioaping ادت إلى ارتفاع كبير في معدلات التلوث و لكنها في المقابل سمحت للصين بتحسين مستوى الصحة و المعيشة و التعليم و الإسكان و النقل و التعليم و تحقيق قفزة عملاقة في مجال البنية التحتية و اكتساب التكنولوجيا ... و لو قارنا الضرر الواقع بسبب النشاط الصناعي بالوضع الصحي و المعيشي قبله (معدلات العمر , وفيات الاطفال , مستوى الدخل ...الخ) لكان الفارق واضحا ... لذا هناك ضريبة لابد من دفعها و مراحل لابد من قطعها , و بعد ذلك سيمتلك المجتمع الموارد و التكنولوجيا و الوعي للتعامل مع المشكلة البيئية و تصحيح الوضع , و نفس الامر مرت به الدول المتقدمة ... و المشكلات الصحية و الضجيج و التلوث الناتج عن المناطق الصناعية لا تصلح ان تكون سببا في إلغاء الصناعة , و هذه المشكلات تقع في الغالب بسبب اللامبالاة السياسية و بسبب غياب الضغط على أرباب الصناعة من اجل تحمل مسؤولياتهم القانونية ... و انا اعي جيدا أن كل هذا الذي قيل اعلاه يمكن لأصحاب المصالح و الصناعيين الجشعين إعادة ترديده وفقا لنزعة ذرائعية لتبرير التلوث كضرورة , بل هم غالبا ما يلجاون لهذا المنطق في نزاعاتهم القضائية , لكن يبقى ذلك في نظري كلمة حق يراد بها باطل . و بالنسبة لي القضية تحتاج لتوازن و براغماتية , اي ضرورة و حتمية استغلال الموارد الطبيعية مع اهمية العمل على تقليص ضرر هذا الاستغلال على البيئة , و في بعض الدول تفرض ضرائب مرتفعة على الصناعات الاستخراجية و تستخدم تلك الاموال في مشاريع حماية البيئة و تطويرها و إعادة تأهيلها. لكن لا توجد دولة في العالم لا تستغل مواردها الطبيعية ...


الحل الافضل لحماية البيئة هو القضاء على الإنسان نفسه , عندئذ ستعمل البيئة على تطهير نفسها و ستعود الامور إلى نصابها ...

https://www.youtube.com/watch?v=4p8i-pr9BWs

لكن هذا الحل غير عملي , فنحن في نهاية الامر لا نفكر في حماية البيئة من اجل البيئة بل من أجل حماية الإنسان , و هذا الإنسان لا يتوقف عن التكاثر , و هذا التكاثر هو السبب في بحثه المستمر على الموارد الغذائية و الطاقوية لتغطية و إشباع حاجاته المتنامية ... و كنا سبق فانا أؤمن أن الإنسان سينجح في النهاية في التصالح مع البيئة , لكنني لا ارى ان هذا الامر سيتحقق قريبا ... لازلنا في البداية ...








 


رد مع اقتباس