منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - ما هي حدودُ تدخّل الوالدين الكريمين في حياة أبنائهم الزّوجيّة..؟؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-06-21, 18:48   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
راجي الصّمدِ
عضو متألق
 
الصورة الرمزية راجي الصّمدِ
 

 

 
الأوسمة
مبدع في خيمة الجلفة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نهج السلف مشاهدة المشاركة

بسم الله الرحمان الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

بارك الله فيكم على الطرح القيم و جزاكم خيرا

الموضوع فعلا حساس و يحتاج إلى فهم صحيح إنطلاقا من القرآن الكريم و السنة النبوية

كلنا نعلم أن حقوق الوالدين عظيمة و عقوقهما من كبائر الذنوب و العياذ بالله

قال تعالى : { وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً }[النساء36] ،

وقال (صلى الله عليه وسلم) : (( رغم أنف ، ثم رغم أنف ، ثم رغم أنف ، من أدرك أبويه عند الكبر ، أحدهما أو كلاهما فلم يدخل الجنة ))[مسلم]

قال(صلى الله عليه وسلم): (( لا يجزي ولد والداً إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه فيعتقه )) [مسلم] .

وعن أبي عبد الرحمن عبدالله بن مسعود(رضى الله عنه) قال : سألت النبي(صلى الله عليه وسلم) : أي العمل أحب إلى الله تعالى ؟ قال : (( الصلاة على وقتها ))قلت ثم أي ؟ قال : (( بر الوالدين ))قلت ثم أي ؟ قال : (( الجهاد في سبيل الله))[ متفق عليه]

و لكن ينبغي أن نعطي كل ذي حق حقه فنعطي الوالدين حقوقهما و كذلك الزوجة

فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كانت تحتي امرأة ، وكنت أحبها ، وكان عمر يكرهها فقال لي : طلقها ، فأبيت ، فأتى عمر رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم (( طلقها )) رواه أبو داود ، والترمذي ، وقال : حديث حسن صحيح (156) .

وقد ذكر الشيخ العثيمين شرحا لهذا الحديث في شرحه لرياض الصالحين قائلا :

ثم ذكر حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه كان له امرأة يحبها ، فأمره أبوه أن يطلقها ، لكنه أبى ذلك ؛ لأنه يحبها ، فذكر عمر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم ، فأمر ابن عمر بطلاقها .

وكذلك الحديث الآخر في امرأة كانت تأمر ابنها بطلاق زوجته فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن صلة الرحم أو بر الوالدين سبب لدخول الجنة ، وهو إشارة إلى أنه إذا بر والدته بطلاق زوجته كان ذلك سبباً لدخول الجنة .

ولكن ليس كل والد يأمر ابنه بطلاق زوجته تجب طاعته ؛ فإن رجلاً سأل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ، قال إن أبي يقول : طلق امرأتك ، وأنا أحبها ، قال : لا تطلقها ، قال : أليس النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر ابن عمر أن يطلق زوجته لما أمره عمر ، فقال له الإمام أحمد : وهل أبوك عمر ؟ لأن عمر نعلم علم اليقين أنه لن يأمر عبد الله بطلاق زوجته إلا لسبب شرعي ، وقد يكون ابن عمر لم يعلمه ؛ لأنه من المستحيل أن عمر بأمر ابنه بطلاق زوجته ليفرق بينه وبين زوجته بدون سبب شرعي . فهذا بعيد .

وعلى هذا فإذا أمرك أبوك أو أمك بأن تطلق امرأتك ، وأنت تحبها ولم تجد عليها مأخذاً شرعياَ، فلا تطلقها ؛ لأن هذه من الحاجات الخاصة التي لا يتدخل أحد فيها بين الإنسان وبين زوجته .

----------------------

ربما أطلت الكلام قليلا و ربما خرجت قليلا عن الموضوع و لكنني أردت أن أوصل الفكرة التي تدور ببالي و هي أن تدخل الوالدين في حياة أبنائهم يعد أمرا نسبيا بالنسبة لي

فمثلا لو رأى الوالدان أن الإبن يقدم على أمر خاطئ فهنا أنا أرى أنه ينبغي لهما التدخل

و لكن الأفضل أن يكون هناك إحترام متبادل فيكون التدخل عبارة عن نصح و يكون الرد عبارة عن قبول للنصح دون إعتبار ذلك تدخلا في الحياة الشخصية دونما إفراط و لا تفريط

أما عن المشاكل التي تقع غالبا فالأفضل أن تحل في نطاق ضيق و الأفضل أن لا يطلع عليها حتى الأولاد إن أمكن مراعاة لنفسياتهم و حتى لا ينشؤوا في جو مشحون و مضغوط

و أذكر نفسي و أخواتي بقوله عز و جل : ( فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّه )

ربما أفكاري مشوشة نوعا ما ومتناثرة هنا و هناك المهم أرجو أن تكون فكرتي قد وصلت

و صل اللهم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم

وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
وشكر الله لكم جهدكم في جمع النّقول
من كلام الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم
وسيرة سلفنا الصّالح رحمهم الله تعالى
فالحمد لله جاء التعقيب طيّبا مباركا
فجزاكم الله خيرا وسدّد الله خطاكم..









رد مع اقتباس