اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة توفيق43
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ** (8) ...
|
الحمد لله والصلاة والسلام رسول الله , وبعد:
حقيقة لم أفهم ما سبب استدلالك بالآية الكريمة فيما يتعلق بموضوع الكتاب؟ فهل ترى الأنسياق وراء الغرب دون الرجوع إلى مبادئ الإسلام من الظلم حتى استدللت بالآية أم أن الظلم كل الظلم هو اتباع الغرب في كل شيء رغم قول النبي صلى الله عليه وسلم(من تشيه بقوم فهو منهم) وقوله عليه الصلاة والسلام((لا تتبعن سنن من كان قبلكم حذوة القذة بالقذة حتى لو دخلوا حجر ضب لدخلتموه... )))..
تعريف العلماء لمعنى العدل ولمعنى"الظلم":
قال ابن فارس في كتابه : "مجمل اللغة" في مادة "عَدَلَ" :
)) العدل : خلاف الجور (( .
قال الأزهري في مادة : عَدَلَ :
)) والعدل هو : الحكم بالحق، يقال : هو يقضي بالحق ويعدل، وهو حكم عادل، ومعدلة في حكمه (( .
فالعدل ـ كما ترى ـ خلاف الجور، وهو الحكم بالحق .
فإذا تكلمنا عن الكفار ومدى ضلالالهم وتخلفهم وحذرنا من أخلاقهم المخالفة لنور الحي،فقد قمنا بالعدل وليس بالظلم .
وقـال أبـو الحسين أحمـد بن فـارس في كتابه : "معجم مقاييس اللغة"( ) :
)) "ظَلَمَ" الظاء واللام والميم أصلان صحيحان :
1 ـ أحدهما : خلاف الضياء والنور .
2 ـ والآخر : وضع الشيء غير موضعه تعدياً .
فالأول "الظلمة"، والجمع : ظلمات، والظلام : اسم الظلمة . . .
والأصل الآخر : ظلمه يظلمه ظلماً، والأصل : وضع الشيء في غير موضعه، ألا تراهم يقولون:"من أشبه أباه فما ظلم" أي: ما وضع الشبه غير موضعه (( .
وقال الجوهري في صحاحه، في مادة : "ظَلَمَ" : (( ظلم يظلمه ظلماً ومظلمة، وأصله : وضع الشيء في غير موضعه، ويقال : "من أشبه أباه فما ظلم" ، وفي المثل : "من استرعى الذئب ظلم" (( .
وقال الأزهري في مادة : "ظَلَمَ" ، نقلاً عن ابن السكيت :
)) يقال : ظلمت الحوض إذا عملته في موضع لا تعمل فيه الحياض، قال : وأصل الظلم وضع الشيء في غير موضعه، ومنه قوله: "واليوم ظلم" أي : واليوم وضع الشيء في غير موضعه )) .
فقد تَبَيَّنَ لك أن الظلم هو : وضع الشيء في غير موضعه .
فمن انتقد كافرا لكفره ، أو كتاباً فيه بدع، أو جرح من يستحق الجرح، وقَدَحَ فيمن يستحق القدح؛ من راوٍ، وشاهد زور، وظالم، وفاسق معلن فسقه؛ فليس بظالم، لأنه وضع الأمور في نصابها ومواضعها .
والظالم المعتدي من يتصدى للطعن فيه، والتأليب عليه، وهو في الواقع الذي يضع الشيء في غير موضعه، حيث يزكي المجروحين الدعاة إلى أبواب الجحيم، ويطعن في الناصحين للمسلمين، الداعين إلى سلوك الصراط المستقيم، وأتباع السلف الصالحين، ومنه :
النقد والتحذير من المبتدعين .
بل من يدافع عنهم، ويجادل بالباطل عنهم؛ من أحق الناس بقول الله ـ تعالى ـ :
{ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خواناً أثيماً * يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطاً ها انتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلاً }