الفقير الى ربه
2008-12-29, 11:19
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله، اما بعد:
قوله : ( ولا ينفع ذا الجد منك الجد )
قال الخطابي : الجد الغنى ويقال الحظ , قال : و " من " في قوله " منك " بمعنى البدل , قال الشاعر : " فليت لنا من ماء زمزم شربة مبردة باتت على الطهيان يريد ليت لنا بدل ماء زمزم " ا هـ .
وفي الصحاح : معنى " منك " هنا عندك , أي لا ينفع ذا الغنى عندك غناه , إنما ينفعه العمل الصالح . وقال ابن التين : الصحيح عندي أنها ليست بمعنى البدل ولا عند , بل هو كما تقول : ولا ينفعك مني شيء إن أنا أردتك بسوء . ولم يظهر من كلامه معنى , ومقتضاه أنها بمعنى عند أو فيه حذف تقديره من قضائي أو سطوتي أو عذابي .
واختار الشيخ جمال الدين في المغني الأول , قال ابن دقيق العيد : قوله منك يجب أن يتعلق بينفع , وينبغي أن يكون ينفع قد ضمن معنى يمنع وما قاربه , ولا يجوز أن يتعلق منك بالجد كما يقال حظي منك كثير لأن ذلك نافع ا هـ .
والجد مضبوط في جميع الروايات بفتح الجيم ومعناه الغنى كما نقله المصنف عن الحسن , أو الحظ . وحكى الراغب أن المراد به هنا أبو الأب , أي لا ينفع أحدا نسبه .
قال القرطبي : حكي عن أبي عمرو الشيباني أنه رواه بالكسر وقال : معناه لا ينفع ذا الاجتهاد اجتهاده . وأنكره الطبري . وقال القزاز في توجيه إنكاره : الاجتهاد في العمل نافع لأن الله قد دعا الخلق إلى ذلك , فكيف لا ينفع عنده ؟ قال : فيحتمل أن يكون المراد أنه لا ينفع الاجتهاد في طلب الدنيا وتضييع أمر الآخرة .
وقال غيره : لعل المراد أنه لا ينفع بمجرده ما لم يقارنه القبول , وذلك لا يكون إلا بفضل الله ورحمته ,وقيل المراد على رواية الكسر السعي التام في الحرص أو الإسراع في الهرب . قال النووي : الصحيح المشهور الذي عليه الجمهور أنه بالفتح وهو الحظ في الدنيا بالمال أو الولد أو العظمة أو السلطان , والمعنى لا ينجيه حظه منك , وإنما ينجيه فضلك ورحمتك . وفي الحديث استحباب هذا الذكر عقب الصلوات لما اشتمل عليه من ألفاظ التوحيد ونسبة الأفعال إلى الله والمنع والإعطاء وتمام القدرة , وفيه المبادرة إلى امتثال السنن وإشاعتها .
( فائدة ) :
اشتهر على الألسنة في الذكر المذكور زيادة " ولا راد لما قضيت " وهي في مسند عبد بن حميد من رواية معمر عن عبد الملك بن عمير بهذا الإسناد , لكن حذف قوله " ولا معطي لما منعت " ووقع عند الطبراني تاما من وجه آخر . ووقع عند أحمد والنسائي وابن خزيمة من طريق هشيم عن عبد الملك بالإسناد المذكور أنه كان يقول الذكر المذكور أولا ثلاث مرات .
نقلا من فتح الباري شرح صحيح البخاري: باب الاذان - الذكر بعد الصلاة
--------------------------------------
( لا ينفع ذا الجد منك الجد )
بفتح الجيم في اللفظين أي لا ينفع صاحب الغنى منك غناه إنما ينفعه العمل الصالح .
نقلا من تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: باب الصلاة - ما يقول إذا سلم من الصلاة ( ونقل كلام الحافظ بن حجر اي المذكور اعلاه )
والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد
قوله : ( ولا ينفع ذا الجد منك الجد )
قال الخطابي : الجد الغنى ويقال الحظ , قال : و " من " في قوله " منك " بمعنى البدل , قال الشاعر : " فليت لنا من ماء زمزم شربة مبردة باتت على الطهيان يريد ليت لنا بدل ماء زمزم " ا هـ .
وفي الصحاح : معنى " منك " هنا عندك , أي لا ينفع ذا الغنى عندك غناه , إنما ينفعه العمل الصالح . وقال ابن التين : الصحيح عندي أنها ليست بمعنى البدل ولا عند , بل هو كما تقول : ولا ينفعك مني شيء إن أنا أردتك بسوء . ولم يظهر من كلامه معنى , ومقتضاه أنها بمعنى عند أو فيه حذف تقديره من قضائي أو سطوتي أو عذابي .
واختار الشيخ جمال الدين في المغني الأول , قال ابن دقيق العيد : قوله منك يجب أن يتعلق بينفع , وينبغي أن يكون ينفع قد ضمن معنى يمنع وما قاربه , ولا يجوز أن يتعلق منك بالجد كما يقال حظي منك كثير لأن ذلك نافع ا هـ .
والجد مضبوط في جميع الروايات بفتح الجيم ومعناه الغنى كما نقله المصنف عن الحسن , أو الحظ . وحكى الراغب أن المراد به هنا أبو الأب , أي لا ينفع أحدا نسبه .
قال القرطبي : حكي عن أبي عمرو الشيباني أنه رواه بالكسر وقال : معناه لا ينفع ذا الاجتهاد اجتهاده . وأنكره الطبري . وقال القزاز في توجيه إنكاره : الاجتهاد في العمل نافع لأن الله قد دعا الخلق إلى ذلك , فكيف لا ينفع عنده ؟ قال : فيحتمل أن يكون المراد أنه لا ينفع الاجتهاد في طلب الدنيا وتضييع أمر الآخرة .
وقال غيره : لعل المراد أنه لا ينفع بمجرده ما لم يقارنه القبول , وذلك لا يكون إلا بفضل الله ورحمته ,وقيل المراد على رواية الكسر السعي التام في الحرص أو الإسراع في الهرب . قال النووي : الصحيح المشهور الذي عليه الجمهور أنه بالفتح وهو الحظ في الدنيا بالمال أو الولد أو العظمة أو السلطان , والمعنى لا ينجيه حظه منك , وإنما ينجيه فضلك ورحمتك . وفي الحديث استحباب هذا الذكر عقب الصلوات لما اشتمل عليه من ألفاظ التوحيد ونسبة الأفعال إلى الله والمنع والإعطاء وتمام القدرة , وفيه المبادرة إلى امتثال السنن وإشاعتها .
( فائدة ) :
اشتهر على الألسنة في الذكر المذكور زيادة " ولا راد لما قضيت " وهي في مسند عبد بن حميد من رواية معمر عن عبد الملك بن عمير بهذا الإسناد , لكن حذف قوله " ولا معطي لما منعت " ووقع عند الطبراني تاما من وجه آخر . ووقع عند أحمد والنسائي وابن خزيمة من طريق هشيم عن عبد الملك بالإسناد المذكور أنه كان يقول الذكر المذكور أولا ثلاث مرات .
نقلا من فتح الباري شرح صحيح البخاري: باب الاذان - الذكر بعد الصلاة
--------------------------------------
( لا ينفع ذا الجد منك الجد )
بفتح الجيم في اللفظين أي لا ينفع صاحب الغنى منك غناه إنما ينفعه العمل الصالح .
نقلا من تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: باب الصلاة - ما يقول إذا سلم من الصلاة ( ونقل كلام الحافظ بن حجر اي المذكور اعلاه )
والله اعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد