sollo44
2012-01-07, 15:46
عرف محمود منذ صغره بأنه شاب خامل لا فائدة منه ترتجى ، و أنه يحرص بعناية عجيبة على تحسين منظره ، فتراه لامع الشعر حليق الوجه ، أنيق الثياب دوما ، و ما تصرفه ذلك إلا دليل على ترسب النرجسية في عروقه ، و إذا خطر في المدينة تحسبه مركبا سار يشق اللج مختالا ، أماكن جلوسه معروفة للجميع ، المقهى و قاعة الإنتظار في محطة المسافرين ، أو تجده متسكعا في الدرب الموصل لحرم الجامعة ، يعتمد في مصروفه اليومي على منة من والده ينتزعها منه غلابا ، أو على دنانير يستلها من أمه بعد أن يلينها بقبلة على جبينها و أخرى على كفها ، كانت مأساة الوطن تكبر بلا شك ، و تعسر الحال حتى ظن الجميع أن لا مخرج و لا حيلة ترفع غبن المأساة أو تصرفه ، و طوق الخوف رؤوس العباد و أحلامهم و نقش الفقر على أجسادهم جروحا غائرة لا تندمل ، العيش الكريم طموح المحاويج ، و رغبة الرغائب الكبرى ، فما أجمل أن تستفيق صباحا متدثرا بغطاء غال الثمن ، ثم تستحم على عجالة داخل غرفة زجاجية تحبس الدفء و البخار ، و تختمها بوجبة فطور على الطريقة الإنجليزية و عيالك حولك محبورون بجمال النعمة ، ثم تنطلق بالسيارة الفاخرة إلى حوائجك اليومية ، لا هم ،لا كربات ، و لا كدر ينغص صفو الحياة عليك ، و لكن كيف السبيل لحياة يسيرة رغيدة بلا عمل و كيف لمحمود مثلا أن يغير من عقليته التافهة ؟؟.
يرن الهاتف فجأة و إذا به رشيد يطلب من محمود لقاءه عند مسجد الرحمن ، وفي ساحة المسجد التقى الصديقان و بسرعة قال رشيد :
- محمود ، هل ترغب في مصروف سريع و سمين ؟؟
فرد عليه في تذمر :
- لو علمت أنك هاتفتني من أجل العمل ما لبيت لك نداء و لا أنا هنا متسكع بلا فائدة .
فقال رشيد :
- فكر جيدا يا محمود ، لقد كبر والدك ، و أصبحت سخرية للجميع ، حتى صغار الحي صاروا يضربون بك في الكسل أمثالا .
فأجابه من فوره :
- لا تتعب نفسك يا صديقي ...... فلا فائدة من المحاولة .
- كيف تقول لا فائدة من المحاولة و أنت لم تعرف العمل الذي سنقوم به ؟؟
فهتف في استياء محمود :
- هات من الآخر و خلصنا من وجع الدماغ .
تنهد رشيد و سكت قليلا ثم قال متفائلا :
- " السي جلال " .... غني حينا و كبير أثريائه لا شك أنك تعرفه .
فعلق محمود ساخرا :
- رمز الفساد و الرشى و الصفقات المشبوهة فمن لا يعرفه ؟
- يا أخي كيف تعلم فساد الرجل و أنت لا تعرف منه إلا وجهه ؟؟ .... أتقول ذلك عن رجل شيد الجوامع ، و أطعم المساكين ، و أوفد للحج رجالا كثيرا ؟
و إذا بمحمود يضحك ضحكات مسعورة ، و يقول متهربا من النقاش :
- حسن ... ما بال الرجل ؟؟
- السي جلال يبحث عن عمال يقومون له ببعض الصيانة في قصره . و قد علمت ذلك من "عمي الديلمي " .... هو في الواقع يبحث عن شابين بلا عمل ، تماما مثلي و مثلك ليقوما له بما يحتاج من عمل و لكنه يحتاجهما ليوم واحد فقط ثم يدفع لهما و يذهبان في حالهما .
تعجب محمود و سأله بفضول كبير :
- و ما هو العمل الذي يتطلب يوما واحدا ينتهي باستقالة ؟؟ أنا لم أسمع بذلك في حياتي .
فقال رشيد :
اسمع يا محمود ، يرغب السي جلال بتغيير خطوط الصرف الصحي لقصره ، و كذلك تجديد المراحيض و الحمامات ، كما يريد جمع بعض النفايات المتراكمة جراء الحفلات المتتالية و الولائم الضخمة خلف الأسوار . إنه يفكر في انجاز هذا كله في أسرع وقت ممكن و بأقل عدد من العمال لأنه لا يحب دخول الأغراب إلى مسكنه .
نظر إليه الآخر و حدجه بنظرة جارحة و انفجر غاضبا :
- أتريدني ان أكون عاملا وضيعا عند الفاسد المرتشي ؟؟ تبا للقاء جمعني بك .... فلتذهب إليه وحدك .
و انطلق عائدا بسرعة كبيرة ، و تملكه الغضب و النقمة حتى صار كالأعمى الجاهل و أمام غضبه و نقمته قال رشيد :
- محمود ، بالعمل تصفو حياتك ، و لا تحتقر عملا ما دام يكفيك ذل السؤال . فأنت بلا عمل كجسد بلا روح .
فضحك الآخر و قال معلقا :
- حقا ؟ سنرى كيف تغدو و أنت عبد عند سيدك جلال .
فتمتم الآخر مستاء :
- أنت إنسان طيب يا محمود لولا عنادك و تكبرك على العمل .
************************
في الصباح الموالي ، انطلق رشيد إلى قصر السي جلال ، و ناء جسده الهزيل تحت ثقل العدة التي يحملها ، فأس ، رفش ، مطرقة و إزميل ، و معدات سباكة و عتاد آخر كأنه يتجه للحرب ، و ها هو بعد العناء الذي كابده خلال الطريق يصل آخر الأمر لمقصده و في انتظاره وجد عمي الديلمي فقال مبتسما :
- ظننت أنك لن تجيئ يا ولدي و لكنك أثبت العكس فمرحى لك .
فقال الآخر معللا :
- ليس لي في الدنيا غير الأعمال الحرة و خلى ذلك لا أملك شيئا .
ضحك عمي الديلمي و قال متندرا :
- المهم أنك قد جئت بعد أن ظننا البلاد خلت من الشباب .
فقال ربيع مستفسرا :
- خلت البلاد من الشباب ؟؟
- أجل ، إن السي جلال يبحث منذ أسبوعين عن العمال و لم يوفق حتى اليوم .
زادت الأمور ابهاما على رشيد و سأل مجددا :
- و لا واحد ؟؟
- في الحقيقة كانوا يأتون يوميا للإستفسار عن طبيعة العمل ، و عندما يعلمون أنه شاق و قذر ، ينسحبون في تكبر .
- الآن فهمت سبب تعجبك من قدومي .
و سارا معا إلى القصر أين استقبلهما السي جلال ، و عند دخولهما صاح السيد بصوت قوي :
- هل تعلم طبيعة العمل الذي ستقوم به أيها الشاب ؟؟
فقال رشيد :
أجل أعلم .... و هو لا يختلف عن أعمالي اليومية على كل حال .
- أراك أحضرت معك عدة ثقيلة قد أنهكتك .
- لا تقلق بشأن العدة يا سيدي فهي أخف علي من وطأة الفقر .
ضحك السي جلال و قال بلهجة حازمة :
إذن ...دعنا نقوم بالعمل .
و قاده إلى المطبخ رفقة عمي الديلمي ، أين كانت مائدة ضخمة تتوسط قاعة المطبخ ، و كان الفتى في حيرة شديدة تكاد تلتهمه و عند ذلك قال السي جلال :
- تفضل بالجلوس و كل معي .
تعجب الفتى و قال مترددا :
- أتهزأ مني يا سيدي ؟
- أنا لا أهزأ منك و لكنني أدعوك لمشاركتي هذه الوجبة البسيطة قبل شروعك في العمل ....
مائدة هائلة و مأكولات غريبة ، مشروبات غازية ، حلوى ، مقبلات ، أصناف غريبة من الطعام ... أي حلم هذا يا رشيد و أي غرابة تحياها الآن . لا شك انه الجنون المتوثب للنيل منك ، و لا شك ان الحياة الرغيدة حمل أثقل عليك من الفقر فانت لم تخلق لمثل هذا المستوى من الحياة ......
قال السي جلال قاطعا تأملات الفتى :
- كل حتى تشبع .
و بعد انتهاء الأكل ، طلب رشيد من عمي الديلمي ان يريه الأماكن التي سيعمل على صيانتها فضحك و قال بسرور :
- صيانة ؟؟ .... أي صيانة يا رشيد ؟؟ ... السي جلال لم يدعك إلى هنا من أجل العمل أبدا ... من قال لك هذا .
فقال معتذرا :
إذن سأغادر ... فلا جدوى من بقائي .
تدخل السيد و قال حازما :
- لا أحد يخرج من قصري كما دخله أول مرة .
تخيل الفتى نفسه جثة هامدة تخرج من القصر في كيس و قال خائفا :
سأتصل بالشرطة .
ضحك السيد و غمغم قليلا ثم صاح في عمي الديلمي :
- أحضر الكيس بسرعة ، ألا ترى انه سيهرب منا ؟
خاف الفتى و قال في أعماق نفسه المضطربة :
هل كان محمود على صواب حين حذرني من السي جلال ؟
و في الحين صاح مستجديا :
- أرجوك يا سيدي لا تصنع بي سوء .
و أقبل عمي الديلمي يحمل بالجهد كيسا منتفخا و رماه عند أقدام الفتى و قال صارخا :
- إحمل الكيس يا رشيد .
تناوله بيمينه المرتجفه و قلبه يخفق في أقدامه و قال له السيد :
- ما بالك ؟ لا تخف ..... هيا افتحه .
فتحه فوجد به مالا لم ير مثله في حياته ، عادت إليه انفاسه أخيرا و في الحين قال السيد :
- ما ذا وجدت ؟
- مال بالكيس .
- إنه لك يا رشيد ....خذه .
تعجب الفتى و قال معتذرا :
- لم أتعود على اخذ المال من احد .
- و لكنه لك ..... إنه من حقك .... خذه و لا تخف ......
و عندما رفض الفتى عرض السيد أقبل إليه و قال شارحا :
- رشيد ، أنا واحد من أثرياء البلد ، و قد حال الحول على اموالي فأخرجت منها الزكاة ، و قررت أن اعطيها لمن يستحقها فعلا ... فاصطنعت قصة المراحيض و الحمامات و الزبالة .
و قال عمي الديلمي :
إنك في حقيقة لا حلم .... خذ المال و لا تخف ....فهذا جزاء من لا يتكبر على العمل مهما كان .
ضحك الفتى من قلبه و قال مبتهجا :
- الله أكبر .....يا ألطاف الله .
يرن الهاتف فجأة و إذا به رشيد يطلب من محمود لقاءه عند مسجد الرحمن ، وفي ساحة المسجد التقى الصديقان و بسرعة قال رشيد :
- محمود ، هل ترغب في مصروف سريع و سمين ؟؟
فرد عليه في تذمر :
- لو علمت أنك هاتفتني من أجل العمل ما لبيت لك نداء و لا أنا هنا متسكع بلا فائدة .
فقال رشيد :
- فكر جيدا يا محمود ، لقد كبر والدك ، و أصبحت سخرية للجميع ، حتى صغار الحي صاروا يضربون بك في الكسل أمثالا .
فأجابه من فوره :
- لا تتعب نفسك يا صديقي ...... فلا فائدة من المحاولة .
- كيف تقول لا فائدة من المحاولة و أنت لم تعرف العمل الذي سنقوم به ؟؟
فهتف في استياء محمود :
- هات من الآخر و خلصنا من وجع الدماغ .
تنهد رشيد و سكت قليلا ثم قال متفائلا :
- " السي جلال " .... غني حينا و كبير أثريائه لا شك أنك تعرفه .
فعلق محمود ساخرا :
- رمز الفساد و الرشى و الصفقات المشبوهة فمن لا يعرفه ؟
- يا أخي كيف تعلم فساد الرجل و أنت لا تعرف منه إلا وجهه ؟؟ .... أتقول ذلك عن رجل شيد الجوامع ، و أطعم المساكين ، و أوفد للحج رجالا كثيرا ؟
و إذا بمحمود يضحك ضحكات مسعورة ، و يقول متهربا من النقاش :
- حسن ... ما بال الرجل ؟؟
- السي جلال يبحث عن عمال يقومون له ببعض الصيانة في قصره . و قد علمت ذلك من "عمي الديلمي " .... هو في الواقع يبحث عن شابين بلا عمل ، تماما مثلي و مثلك ليقوما له بما يحتاج من عمل و لكنه يحتاجهما ليوم واحد فقط ثم يدفع لهما و يذهبان في حالهما .
تعجب محمود و سأله بفضول كبير :
- و ما هو العمل الذي يتطلب يوما واحدا ينتهي باستقالة ؟؟ أنا لم أسمع بذلك في حياتي .
فقال رشيد :
اسمع يا محمود ، يرغب السي جلال بتغيير خطوط الصرف الصحي لقصره ، و كذلك تجديد المراحيض و الحمامات ، كما يريد جمع بعض النفايات المتراكمة جراء الحفلات المتتالية و الولائم الضخمة خلف الأسوار . إنه يفكر في انجاز هذا كله في أسرع وقت ممكن و بأقل عدد من العمال لأنه لا يحب دخول الأغراب إلى مسكنه .
نظر إليه الآخر و حدجه بنظرة جارحة و انفجر غاضبا :
- أتريدني ان أكون عاملا وضيعا عند الفاسد المرتشي ؟؟ تبا للقاء جمعني بك .... فلتذهب إليه وحدك .
و انطلق عائدا بسرعة كبيرة ، و تملكه الغضب و النقمة حتى صار كالأعمى الجاهل و أمام غضبه و نقمته قال رشيد :
- محمود ، بالعمل تصفو حياتك ، و لا تحتقر عملا ما دام يكفيك ذل السؤال . فأنت بلا عمل كجسد بلا روح .
فضحك الآخر و قال معلقا :
- حقا ؟ سنرى كيف تغدو و أنت عبد عند سيدك جلال .
فتمتم الآخر مستاء :
- أنت إنسان طيب يا محمود لولا عنادك و تكبرك على العمل .
************************
في الصباح الموالي ، انطلق رشيد إلى قصر السي جلال ، و ناء جسده الهزيل تحت ثقل العدة التي يحملها ، فأس ، رفش ، مطرقة و إزميل ، و معدات سباكة و عتاد آخر كأنه يتجه للحرب ، و ها هو بعد العناء الذي كابده خلال الطريق يصل آخر الأمر لمقصده و في انتظاره وجد عمي الديلمي فقال مبتسما :
- ظننت أنك لن تجيئ يا ولدي و لكنك أثبت العكس فمرحى لك .
فقال الآخر معللا :
- ليس لي في الدنيا غير الأعمال الحرة و خلى ذلك لا أملك شيئا .
ضحك عمي الديلمي و قال متندرا :
- المهم أنك قد جئت بعد أن ظننا البلاد خلت من الشباب .
فقال ربيع مستفسرا :
- خلت البلاد من الشباب ؟؟
- أجل ، إن السي جلال يبحث منذ أسبوعين عن العمال و لم يوفق حتى اليوم .
زادت الأمور ابهاما على رشيد و سأل مجددا :
- و لا واحد ؟؟
- في الحقيقة كانوا يأتون يوميا للإستفسار عن طبيعة العمل ، و عندما يعلمون أنه شاق و قذر ، ينسحبون في تكبر .
- الآن فهمت سبب تعجبك من قدومي .
و سارا معا إلى القصر أين استقبلهما السي جلال ، و عند دخولهما صاح السيد بصوت قوي :
- هل تعلم طبيعة العمل الذي ستقوم به أيها الشاب ؟؟
فقال رشيد :
أجل أعلم .... و هو لا يختلف عن أعمالي اليومية على كل حال .
- أراك أحضرت معك عدة ثقيلة قد أنهكتك .
- لا تقلق بشأن العدة يا سيدي فهي أخف علي من وطأة الفقر .
ضحك السي جلال و قال بلهجة حازمة :
إذن ...دعنا نقوم بالعمل .
و قاده إلى المطبخ رفقة عمي الديلمي ، أين كانت مائدة ضخمة تتوسط قاعة المطبخ ، و كان الفتى في حيرة شديدة تكاد تلتهمه و عند ذلك قال السي جلال :
- تفضل بالجلوس و كل معي .
تعجب الفتى و قال مترددا :
- أتهزأ مني يا سيدي ؟
- أنا لا أهزأ منك و لكنني أدعوك لمشاركتي هذه الوجبة البسيطة قبل شروعك في العمل ....
مائدة هائلة و مأكولات غريبة ، مشروبات غازية ، حلوى ، مقبلات ، أصناف غريبة من الطعام ... أي حلم هذا يا رشيد و أي غرابة تحياها الآن . لا شك انه الجنون المتوثب للنيل منك ، و لا شك ان الحياة الرغيدة حمل أثقل عليك من الفقر فانت لم تخلق لمثل هذا المستوى من الحياة ......
قال السي جلال قاطعا تأملات الفتى :
- كل حتى تشبع .
و بعد انتهاء الأكل ، طلب رشيد من عمي الديلمي ان يريه الأماكن التي سيعمل على صيانتها فضحك و قال بسرور :
- صيانة ؟؟ .... أي صيانة يا رشيد ؟؟ ... السي جلال لم يدعك إلى هنا من أجل العمل أبدا ... من قال لك هذا .
فقال معتذرا :
إذن سأغادر ... فلا جدوى من بقائي .
تدخل السيد و قال حازما :
- لا أحد يخرج من قصري كما دخله أول مرة .
تخيل الفتى نفسه جثة هامدة تخرج من القصر في كيس و قال خائفا :
سأتصل بالشرطة .
ضحك السيد و غمغم قليلا ثم صاح في عمي الديلمي :
- أحضر الكيس بسرعة ، ألا ترى انه سيهرب منا ؟
خاف الفتى و قال في أعماق نفسه المضطربة :
هل كان محمود على صواب حين حذرني من السي جلال ؟
و في الحين صاح مستجديا :
- أرجوك يا سيدي لا تصنع بي سوء .
و أقبل عمي الديلمي يحمل بالجهد كيسا منتفخا و رماه عند أقدام الفتى و قال صارخا :
- إحمل الكيس يا رشيد .
تناوله بيمينه المرتجفه و قلبه يخفق في أقدامه و قال له السيد :
- ما بالك ؟ لا تخف ..... هيا افتحه .
فتحه فوجد به مالا لم ير مثله في حياته ، عادت إليه انفاسه أخيرا و في الحين قال السيد :
- ما ذا وجدت ؟
- مال بالكيس .
- إنه لك يا رشيد ....خذه .
تعجب الفتى و قال معتذرا :
- لم أتعود على اخذ المال من احد .
- و لكنه لك ..... إنه من حقك .... خذه و لا تخف ......
و عندما رفض الفتى عرض السيد أقبل إليه و قال شارحا :
- رشيد ، أنا واحد من أثرياء البلد ، و قد حال الحول على اموالي فأخرجت منها الزكاة ، و قررت أن اعطيها لمن يستحقها فعلا ... فاصطنعت قصة المراحيض و الحمامات و الزبالة .
و قال عمي الديلمي :
إنك في حقيقة لا حلم .... خذ المال و لا تخف ....فهذا جزاء من لا يتكبر على العمل مهما كان .
ضحك الفتى من قلبه و قال مبتهجا :
- الله أكبر .....يا ألطاف الله .