تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الأزهر الشريف : الفرقة الناجية ؟


عبد الله ياسين
2008-12-05, 10:24
نقلاً عن : دار الإفتاء المصرية (http://www.dar-alifta.com/ViewBayan.aspx?ID=234)

الفرقة الناجية



شهدت الأمة الإسلامية عبر تاريخها الطويل الكثير من الفرق والجماعات ، وقد ادعت كل فرقة من هذه الفرق أنها الفرقة الناجية من النار، وأن غيرها من الفرق - سواء أقتربت منها فكريا أم ابتعدت عنها - هي الضالة المعذبة في النار، وأنها لا تستحق النجاة، وقد تقيم بعض الفرق على دعواها برهانا أوْهَى من بيت العنكبوت، وذلك من آثار التعصب الممقوت الذي شاع للأسف في كثير من الأوساط، وساعد عليه كثير من العوامل السياسية والاجتماعية.

ومع كون كثير من الفرق نشأت بأسماء مختلفة رغم اتفاقها أو تقاربها في المحتوى، فإن كلا منها تدَّعي أنها الفرقة الناجية.

وقد استدلت هذه الفِرَق على تفرُّق وتشعب الأمة إلى فِرَقٍ كثيرةٍ، واحدة منها هي الناجية فقط- بحديث روي عن جماعة من الصحابة منهم: أبو هريرة، ومعاوية بن أبي سفيان، وعوف بن مالك، وأنس بن مالك، وعبد الله بن عمرو رضي الله عنهم، وفيما يلي نذكر بعض روايات الحديث :

1- حديث أبي هريرة قال فيه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "افْتَرَقَتِ اليَهُودُ علَى إِحْدَى أَوْ ثِنْتَينِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَتَفَرَّقَتِ النَّصَارَى علَى إِحْدَى أَوْ ثِنْتَينِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي علَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً"([1]).

2- حديث معاوية رضي الله عنه قال فيه: ألا إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام فينا فقال: "أَلا إِنَّ مَنْ قَبْلَكُمْ مِنْ أَهْلِ الكِتَابِ افْتَرَقُوا علَى ثِنْتَينِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً وَإِنَّ هَذِهِ المِلَّةَ سَتَفْتَرِقُ علَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ، ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ وَوَاحِدةٌ فِي الجَنَّةِ، وَهِيَ الجَمَاعَةُ"([2]).

وفي رواية الحاكم: "وَإِنَّهُ سَيَخْرُجُ فِي أُمَّتِي أَقْوَامٌ تُجَارِي بِهِمْ تِلْكَ الأَهْوَاءُ كَمَا يَتَجَارَى الكَلْبُ بِصَاحِبِهِ لا يَبْقَى مِنْهُ عِرْقٌ وَلا مِفْصَلٌ إِلا دَخَلَهُ".

3- حديث عوف بن مالك رضي الله عنه قال فيه: قال رسول الله صلى عليه وسلم: "افْتَرَقَتِ اليَهُودُ علَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، فَوَاحِدَةٌ فِي الجَنَّةِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ، وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى علَى ثِنْتَينِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، فَإِحْدَى وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِي الجَنَّةِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي علَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَاحِدَةٌ فِي الجَنَّةِ وَثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: الجَمَاعَةُ "([3]).

4- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال فيه: قال صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقَتْ علَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَإِنَّ أُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ علَى ثِنْتَينِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلا وَاحِدَةً، وَهِيَ الجَمَاعَةُ"([4]).

5- حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال فيه: قال صلى الله عليه وسلم: "لَيَأْتِينَّ علَى أُمَّتِي مَا أتَى علَى بَنِي إِسْرَائِيلَ حَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ حتَّى لَوْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ نَكَحَ أُمَّهُ عَلانِيَةً كَانَ فِي أُمَّتِي مَنْ يَصْنَعُ ذَلِكَ، وَإِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ تَفَرَّقَتْ علَى ثِنْتَينِ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، وَتَفْتَرِقُ أُمَّتِي علَى ثَلاثٍ وَسَبْعِينَ مِلَّةً، كُلُّهُمْ فِي النَّارِ إِلا وَاحِدَةً، قالوا: وَمَنْ هِيَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: مَا أَنَا عَلَيهِ وَأصْحَابِي"([5]).

- وقد تمسكت كلُّ فرقة بجملة "كلها في النار إلا واحدة" التي وردت في بعض الروايات على أن غيرها من الفرق هالك لا محالة، وقد حاول بعض المؤلفين كالبغدادي في "الفَرْقِ بَيْنَ الفِرْق" أن يحصر هذه الفرق في العدد الذي ورد في الحديث.

- وهذه الروايات قد اختُلف في تضعيفها وتصحيحها بين المحدثين، وخلاصة ما نعتمده أن هذه الروايات لا تخلو من ضعف([6])، وخاصة الرواية التي فيها زيادة "كلهم في النار إلا واحدة" فإنها ضعيفة بل قيل موضوعة ، فلا يصح الاستدلال بهذا الحديث لما يؤدي إليه من تضليل الأمة بعضها لبعض، بل وتكفيرها بعضها لبعض.

و ننقل إليك أقوال بعض الأئمة في شأن هذا الحديث، قال ابن حزم: "ذكروا حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم "أن القدرية والمرجئة مجوس بهذه الأمة"، وحديثا آخر "تفترق هذه الأمة على بضع وسبعين فرقة كلها في النار حاشا واحدة فهي في الجنة"، قال أبو محمد: هذان حديثان لا يصحان أصلا من طريق الإسناد، وما كان هكذا فليس حجة عند مَن يقول بخبر الواحد فكيف مَن لا يقول به"([7]).

وقال الشوكاني: "أما زيادة كونها في النار إلا واحدة، فقد ضعَّفها جماعةٌ من المحدثين، بل قال ابن حزم: إنها موضوعة"([8]).

وقد طعن العلامة ابن الوزير في الحديث عامة، وفي هذه الزيادة خاصة، قال رحمه الله: "وإياك والاغترار بـ"كلها هالكة إلا واحدة"، فإنها زيادة فاسدة، غير صحيحة القاعدة، ولا يؤمن أن تكون من دسيس الملاحدة، وعن ابن حزم أنها موضوعة، غير موقوفة ولا مرفوعة، كذلك جميع ما ورد في ذم القدرية والمرجئة والأشعرية، فإنها أحاديث ضعيفة غير قوية، ذكر ذلك الحافظ زين الدين أبو حفص عمر بن بدر الموصلي في كتابه (المغني عن الحفظ من الكتاب بقولهم لم يصح شيء في هذا الباب)، ونقل عنه الإمام الحافظ العلامة ابن النحوي الشافعي في كتاب له اختصر فيه كتاب الحافظ زين الدين، وفي كليهما نقلٌ عن المحدثين، حيث قالا بقولهم: "لم يصح شيء في هذا الباب"، فالضمير في (قولهم) راجع إلى أهل الفن بغير شك، وهما من أئمة هذا الشأن، وفرسان هذا الميدان"([9]).

ثم قال في موضع آخر: "وليس فيها شيء على شرط الصحيح؛ ولذلك لم يخرج الشيخان شيئا منها، وصحح الترمذي منها حديث أبي هريرة من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، وليس فيه "كلها في النار إلا فرقة واحدة"، وعن ابن حزم أن هذه الزيادة موضوعة، ذكر ذلك صاحب (البدر المنير)"([10]).

- وإن صحَّح الحديث أو حسَّنه بعض العلماء كالترمذي، والحاكم، وابن تيمية، وابن حجر وغيرهم- فإنه لا يدل على أن هذا الافتراق بهذه الصورة وهذا العدد أمر مؤبد ودائم من زمن تكلمه صلى الله عليه وسلم بهذه الجملة إلى قيام الساعة.

فالحكم بالافتراق والهلاك إنما هو في حينٍ من الأحيان، وزمنٍ من الأزمان، فلا يلزم أكثرية الهالكين وأقلية الناجين، بل يكفي لصدق الحديث أن يوجد هذا الافتراق في وقت من الأوقات، فقد توجد بعض هذه الفرق ثم يغلب الحق باطلها، فتنقرض ولا تعود أبدًا، وهذا ما حدث بالفعل لكثير من الفرق المنحرفة، فقد هلك بعضها، ولم يعد لها وجود، قال الشيخ الصنعاني: "ولا يبعد أن ذلك الحين والزمان هو آخر الدهر الذي وردت الأحاديث بفساده وفشو الباطل فيه وخفاء الحق ... ويحتمل أيضا أن الافتراق كان من بعد القرون المشهود لها بالخيرية، وأن في كل قرن بعدها فرق من الهالكة وأكثرها في آخر الزمان"([11]).

- والحديث يدل على أن هذه الفرق كلها جزء من أمته صلى الله عليه وآله وسلم، بدليل قوله صلى الله عليه وآله وسلم : "تفترق أمتي"، ومعنى هذا أنها برغم افتراقها لم تخرج عن كونها من الأمة الإسلامية.

وذهب بعض العلماء إلى أن المراد بالأمة في الحديث أمة الإجابة، أي: المسلمين، ولا يلزم من توعدهم بالنار - إن صحت تلك الزيادة - أنهم كفار، ولا يستلزم هذا خلودهم في النار، فالحكم على تلك الفرق بالهلاك والكون في النار حكم عليها باعتبار ظاهر أعمالها وتفريطها، كأنه قيل: "كلها هالكة باعتبار ظاهر أعمالها، محكوم عليها بالهلاك وكونها في النار"، ولا ينافي ذلك كونها مرحومة باعتبار آخر، فإن من المقرر عند أهل السنة أن عصاة الموحدين الذين يدخلون النار يخرجون منها متى شاء الله بشفاعة أحد الشافعين، أو برحمة من الله أرحم الراحمين.

وذهب آخرون إلى أن المراد بالأمة في الحديث أمة الدعوة لا أمة الإجابة، يعني الأمة التي دعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان بالله والإقرار بوحدانيته هي المفترقة إلى تلك الفرق، وأن أمة الإجابة هي الفرقة الناجية يريد بها من آمن بما جاء به النبي صلى الله عليه و سلم([12]) .

وقد رأى بعض العلماء أن العدد لا مفهوم له، بل المراد هو بيان كثرة الفِرق، على غرار ما قالوا في تفسيره قوله تعالى: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ} [التوبة: 80]، فقوله تعالى: {سَبْعِينَ مَرَّةً} غير مراد به المقدارُ من العدد، بل هذا الاسم من أسماء العدد التي تستعمل في معنى الكثرة([13])؛ فليس ذكر العدد في الحديث لبيان كثرة الهالكين وإنما هو لبيان اتساع طرق الضلال وشعبها ووحدة طريق الحق، ونظير ذلك ما ذكره أئمة التفسير في قوله تعالى: {وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام: 153] فإنه جَمَعَ السبل المنهي عن اتباعها لبيان شعب طرق الضلال وكثرتها وسعتها، وأفرد سبيل الهدى والحق لوحدته وعدم تعدده([14]).

بل ذهب الصنعاني إلى أن "الأحاديث الواردة في وصف آخر الزمان وأهله قد دلت على أنه زمان كثرة الهالكين وقلة الناجين وأحاديث الغرباء قد دلت أوصافهم بأنهم هم الفرقة الناجية في ذلك الزمان وليسوا بفرقة (يعنى بعينها) مشار إليها... بل هم النزاع من القبائل وهم متبعوا الرسول صلى الله عليه وسلم اتباعا قوليا وفعليا من أي فرقة كانت هذا وقد ذكر في الفرقة أنهم صالحوا كل فرقة"([15]).

ويرى الدكتور عبد الحليم محمود أن هذا الحديث أثار تفنن كثير من مؤرخي الفرق الإسلامية، فحكى ابن الجوزي - بعد أن ذكر أصول الفرق: الحرورية، القدرية، الجهمية، المرجئة، الرافضة، الجبرية - عن بعض أهل العلم أن أصل الفرق هذه الست، وقد انقسمت كل فرقة منها اثنتي عشرة فرقة، فصارت اثنتين وسبعين فرقة.

ثم علَّق بعد ذلك فضيلته بقوله: "لقد أراد بعض أهل العلم أن يتخلصوا من حصر الفرق، فكان منه هذا التقسيم السهل الساذج الذي يرتكز على المساواة في تقسيم كل أصل من أصول الفرق... وإذا كان مؤرخو الفرق قد تعسفوا في تعدادها فإن رجال الفرق أنفسهم قد دافع كل منهم عن فرقته، ورأى أنها وحدها هي الناجية، أما ما عداها فهو في النار، وقد وصل بهم الأمر في تبرير رأيهم أن يتلقفوا كل ما يتوهمون أنه يساعدهم ولو كان باطلا يدعو إلى السخرية... والفرقة الناجية إنها المعتزلة في رأى المعتزلة، وهي الكرامية في رأي الكرامية، وهي المشبهة في رأي المشبهة، وكل فرقة ترى أن من عداها في النار"([16]).

ويطرح فضيلته أساسا مغايرا فيما يتعلق بافتراق الأمة يهدف إلى التمييز بين نوعين من الافتراق: نوع هو أحزاب دينية، ونوع هو فرق دينية، فالأحزاب الدينية - كالشيعة والخوارج - لا شأن لها باعتبارها أحزابا بالعقائد إلا عرضا.

والفرق الدينية - وهي: المشبهة، المعتزلة، الأشاعرة، مدرسة ابن تيمية - لا شأن لها باعتبارها فرقا بالحكم إلا عرضا.

ويقول فضيلة الإمام عبد الحليم محمود : "وهذا التقسيم في رأينا يتمشى مع طبيعة الأشياء، إذ الأحزاب الدينية نشأت حول الإمامة بسببها، وأما الفرق الدينية فإنها نشأت من التفكير في الدين، وقد استقلت كل فرقة برأي يتصل بالعقيدة يخالف رأى غيرها، ونريد أن نزيد الأمر وضوحا: يقول الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء في كتابه: أصل الشيعة وأصولها: إن أهم ما امتازت به الشيعة عن سائر فرق المسلمين هو القول بإمامة الأئمة، وهو فرق جوهري أصلي، وما عداه من الفروق فرعية عرضية... وهذه الإمامة يقول عنها ابن خلدون: وقصارى أمر الإمامة أنها قضية مصلحية اجتماعية ولا تلحق بالعقائد، ونحن نتفق كل الاتفاق مع ما يراه الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء في أن الإمامة هي المميز الجوهري للشيعة، ونتفق مع ابن خلدون في أن الإمامة ليس مثلها في ناحية العقيدة كمثل الإيمان بالله أو برسله أو بالمعاد، إنها قضية مصلحية... بل إن الأمر ليصل إلى أن تجد شخصا شيعي الحزب، معتزلي العقيدة أو سنيها، شافعي المذهب أو حنفيه... والفرقة الناجية هي ما عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، إنها السلف، إنها ناجية من بلبلة الفكر، ومن ضلالات الأوهام، ومن زيغ العقول، وهى تمثل الاطمئنان التام"([17]).

فإذا كانت كل هذه الوجوه في فقه هذا الحديث الواحد وبيان المراد منه، فهل لمسلم بعد ذلك أن يجازف ويتهور في الحكم على أشخاص بأعيانهم أنهم ليسوا من الفرقة الناجية.

بالإضافة إلى أنه لابد من قراءة وفهم أي دليل في ضوء بقية أدلة الباب وما ورد فيه من الكتاب والسنة، ولا يخفى ما ورد فيها من التحذير من تكفير المسلم، فالمجازفة بالتكفير توهما أنه من العمل ببعض السنة هو في حقيقة الأمر ترك للعمل بنصوص الكتاب والسنة.

ومن الضروري التنبيه في هذا المقام: على أن استخدام بعضهم لهذا الحديث - مع التسليم بصحته - لتصنيف الناس، وجعلهم فرقا وطوائف، وإقامة الميزان عليهم، ووصمهم بأن هذا من فرقة كذا، وهذا من فرقة كذا- هو استخدام خاطئ، ومتجاوز لمقتضى الحديث نفسه كما سيأتى بيانه، ولم يعط الشارع الحكيم هذا الحق لأحد من الناس للحكم على الأشخاص بأعيانهم وتضليلهم وتكفيرهم.

والذي يجب على المسلم هو السعي المؤكد والحثيث للوصول إلى الحق، وهذا هو الذي تعبدنا الله تعالى به، ولم يتعبدنا تعالى بالاشتغال بالحكم على المسلمين.

والحديث المشار إليه أسلوب خبري - وليس إنشائيا - وهو من أعلام النبوة، حيث يخبرنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ذلك سيقع، وليس فيه أمر بالإيقاع، فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أنه ستقع الفرق، ولم يأمرنا بإيقاعها، ولا بالتفريق بين المسلمين وجعلهم فرقا وطوائف، بل الذي أمرنا به هو الوحدة وعدم التفرق لقوله تعالى {وَلا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103]، فاستعمال حديث الباب في التفريق بين المسلمين هو نقيض ما نهى عن الشارع، وعكس مقصوده، إذ مقصود الشارع هو الاشتغال بالتوحيد بين المسلمين ودرء التفرق عنهم ، والسعى إلى ما فيهم وحدتهم.

وإذا كان العلماء السابقون سواء أكانوا من أئمة الجرح والتعديل، أم من المتخصصين في مجال دراسة المذاهب والفرق الكلامية قد فعلوا شيئا من ذلك (أي: التصنيف والحكم على الناس) فإنما فعلوه في إطار قواعد وضوابط ومناهج محددة، ولضرورات علمية محضة، ومع هذا فهم مقرون بأن ذلك من قبيل الترخص في باب الغيبة للضرورة، والرخص تقدر بقدرها ولا يتجاوز بها محلها، كما هو مقرر في قواعد الشريعة.

ومن ثم فإن التوسع - بل التجاوز - الذي نراه اليوم من بعض الطوائف المدعية للعلم والتي أعطت لنفسها حق الحكم على الآخرين هو خرق للقواعد العلمية الصحيحة والضوابط الشرعية المقررة، وتحكم بالهوى في دين الله تعالى بحسب تصور كل طائفة وادعائها لنفسها امتلاك الحقيقة دون غيرها.

ومع إقرار الكل بأن الفرقة الناجية هي التي على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فإن ذلك أيضا محل اجتهاد واختلاف وتنوع في النقل والفهم والتفسير.

وكذلك فإنه لا يسلم لأحد أن يدعي لنفسه أن فهمه وحده هو الذي كان عليه السلف، وأن فهم الآخرين مخالف لهم، ولهذا فمن التعميم غير المقبول استخدام مثل هذه العبارات كالفرقة الناجية والطائفة المنصورة ومذهب السلف ونحوها كالسيوف المصلتة على رقاب الناس، وإرهاب الناس بذلك إرهابا شديدا، والذي يحكم بالنجاة أو عدمها إنما هو الله تعالى ونبيه صلى الله عليه وسلم.

ومن جهة أخرى وعلى المستوى القيمي والسلوكي: نرى أنه إذا كان الله قد أرشد قوما إلى عدم الحكم على أنفسهم بالإيمان {قَالَتِ الأَعْرَابُ آمنَّا} [الحجرات: 14]، إرشادا لئلا يدعي الإنسان من الأحوال والمقامات ما لم يتحقق به، فهل يجوز لإنسان أن يجزم بأنه من الفرقة الناجية وغيره ليس كذلك.

إن منظومة القيم والأخلاق الإسلامية ترشدنا إلى أن الذي ينبغي على المسلم إنما هو الطلب والرجاء واللجوء إلى الله تعالى أن يوفقه إلى الصواب والحق، وأن يهديه إلى موافقة الكتاب والسنة وفهمهما فهما صحيحا، وأن يحفظه من الاستدراج والخذلان، ولهذا كان من دعائه صلى الله عليه وسلم: "يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك"([18])، فقصارى جهد الإنسان ألا يألو النصيحة لنفسه في طلب الحق، وفي اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، وألا يألو النصيحة أيضا للمسلمين باتباع الكتاب والسنة ، وليس من النصيحة لله ورسوله ولعامة المسلمين وخاصتهم التفريق بينهم وإصدار الأحكام عليهم.

وإذا كان الإنسان لا يدري بماذا يختم الله تعالى له، ولا يدري فيما سيتقلب قلبه فيه من شعب الإيمان أو آفات العصيان، فينبغي أن يكون ديدنه السعي الدائم لصلاح قلبه، والاشتغال به، ودوام اللجوء إلى الله تعالى في ذلك، لا الاشتغال بالحكم على الناس بين مؤمن وكافر كما نراه من كثيرين لم يفقهوا من الإسلام فقها وعقيدة وقيما إلا الاشتغال بالحكم على المسلمين وعقائدهم.

منهج الفرقة الناجية (السلف) :
تناول فضيلة الأستاذ الأكبر عبد الحليم محمود رحمه الله تعالى ببيانه الرائع الحديث عن مذهب الفرقة الناجية (السلف) ، وذكر أن أهم خصائص مذهبهم ما يلى :

1- أن أول موقف يقفه السلف من الأخبار إنما هو التقديس لله سبحانه وتعالى والتنزيه له عن الجسمية وتوابعها، وجميع الألفاظ الموهمة في الأخبار يكفى في دفع إيهامها قرينة واحدة وهى معرفة الله، وأنه ليس بجسم، وليس من جنس الأجسام.

2- العلم - قطعا - أن هذه الألفاظ أريد بها معنى يليق بجلال الله وعظمته.

3- ويجب أمام الأخبار أن يعترف الإنسان بالعجز، فإن التصديق واجب، وهو عن إدراك المعنى عاجز، فإن ادعى المعرفة فقد كذب.

4- واشتغال الإنسان بالسؤال عن هذه الأمور الثابتة بالسمع تعرضه لما لا يطيقه.

5- لا يجوز تبديل لفظ من الألفاظ المتشابهة بلفظ آخر غير متشابه، ولا يجوز النطق إلا باللفظ الوارد.

6- يجب الاحتراز عن التصريف ، فلا تقول في قوله تعالى {استوى} أنه مستوٍٍ.

7- لا يجوز الجمع بين هذه الألفاظ المتشابهة في مكان واحد، لأنا إذا جمعنا الألفاظ المتشابهة وروينا هذا دفعة واحدة أَوْهَمت كثرتها أن المراد منها ظواهرها، فكان ذلك الجمع سببا للإيهام، وما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما ذكرها متفرقة، وما جمعها صلى الله عليه وسلم دفعة واحدة، وإنما جمعها المشبهة، وما ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمة منها إلا مع قرائن وإشارات يزول معها إيهام التشبيه، ومن أعظم القرائن في زوال الإيهام المعرفة السابقة بتقديس الله عن قبول هذه الظواهر.

8- وكما لا يجوز الجمع بين متفرق لا يجوز التفريق بين مجتمع، فإن ما يسبق الكلمة وما يلحقها له تأثير في تفهيم معناها، والله سبحانه وتعالى لم يذكر لفظ المتشابهات إلا وقرن بها قرينة من سابق أو لاحق تدل على زوال الوهم الباطل.
9- لا يقاس على هذه الألفاظ، فإذا ورد لفظ "اليد" فلا يجوز إثبات الساعد ، أو العضد، أو الكف، مصيرا إلى أن هذا من لوزام اليد، فكل ذلك محال.

10- وكما يجب على الإنسان إمساك اللسان عن السؤال، وعن التصريف، فإنه يجب عليه كف الباطن عن التفكير في هذه الأمور.

11- وختاما فالحق مذهب السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، فالصحابة رضي الله عنهم هم أعرف الناس بمعاني كلامه صلى الله عليه وسلم، وهم الذين شاهدوا الوحي والتنزيل، ولم يؤثر عنهم أنهم دعوا الخلق إلى البحث في المتشابه.

12- ومذهب السلف يقف عندما ورد في القرآن والسنة دون زيادة أو نقص([19]).


يُتبع ...

عبد الله ياسين
2008-12-05, 10:27
و نختم الكلام بذكر شيء من عقيدة الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة على ما حكاه الإمام الكبير الحافظ أبو بكر الإسماعيلي (ت 371 هـ) في اعتقاد أهل الحديث: "اعلموا رحمنا الله وإياكم أن مذهب أهل الحديث أهل السنة والجماعة الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله، وقبول ما نطق به كتاب الله تعالى، وصحت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا معدل عن ما ورد به ولا سبيل إلى رده، إذ كانوا مأمورين باتباع الكتاب والسنة، مضمونا لهم الهدى فيهما، مشهودا لهم بأن نبيهم صلى الله عليه وسلم يهدي إلى صراط مستقيم، محذرين في مخالفته الفتنة والعذاب الأليم ، ويعتقدون أن الله تعالى مدعو بأسمائه الحسنى وموصوف بصفاته التي سمى ووصف بها نفسه ووصفه بها نبيه صلى الله عليه وسلم، خلق آدم بيده، ويداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء، بلا اعتقاد كيف، وأنه عز وجل استوى على العرش، بلا كيف، فإن الله تعالى انتهى من ذلك إلى أنه استوى على العرش ولم يذكر كيف كان استواؤه ... وأنه مدعو بأسمائه، موصوف بصفاته التي سمى ووصف بها نفسه، وسماه ووصفه بها نبيه عليه الصلاة والسلام ... وأنه عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا على ما صح به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بلا اعتقاد كيف فيه، ويعتقدون جواز الرؤية من العباد المتقين لله عز وجل في القيامة، دون الدنيا، ووجوبها لمن جعل الله ذلك ثوابًا له في الآخرة، كما قال : {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22- 23]، وقال في الكفار: {كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15] فلو كان المؤمنون كلهم والكافرون كلهم لا يرونه، كانوا جميعا عنه محجوبين، وذلك من غير اعتقاد التجسيم في الله عز وجل ولا التحديد له، ولكن يرونه جل وعز بأعينهم على ما يشاء هو بلا كيف ...ولا يقطعون على أحد من أهل الملة أنه من أهل الجنة أو من أهل النار، لأن علم ذلك يغيب عنهم، لا يدرون على ماذا الموت؟ أعلى الإسلام ؟ أم على الكفر ؟ ولكن يقولون إن من مات على الإسلام مجتنبا للكبائر والأهواء والآثام، فهو من أهل الجنة، لقوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} ولم يذكر عنهم ذنبا {أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ} [البينة: 7- 8]، ومَن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بعينه وصح له ذلك عنه، فإنهم يشهدون له بذلك، اتباعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتصديقا لقوله ، ويقولون بتفضيل الصحابة رضي الله عنهم، لقوله: {لَقَدْ رَضِيَ الله عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18] وقوله: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ} [الفتح: 18].

و من أثبت الله رضاه عنه لم يكن منهم بعد ذلك ما يوجب سخط الله عز وجل، ولم يوجب ذلك للتابعين إلا بشرط الإحسان، فمن كان من التابعين من بعدهم يتنقصهم لم يأت بالإحسان، فلا مدخل له في ذلك ، ومن غاظه مكانهم من الله فهو مخوف عليه ما لا شيء أعظم منه، لقوله عز وجل: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ} إلى قوله {وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} [الفتح: 29]... ويرون أن أحدا لا تخلص له الجنة، وإن عمل أي عمل، إلا بفضل الله ورحمته التي يخص بهما من يشاء، فإن عمله للخير وتناوله الطاعات إنما عن فضل حجة ولا عذر، كما قال الله: {وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ} [النور: 21]، {وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا} [النساء: 83]، وقال: {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ} [آل عمران: 74]... ويرون مجانبة البدعة والآثام، والفخر، والتكبر، والعجب، والخيانة، والدغل، والسعاية، ويرون كف الأذى وترك الغيبة إلا لمن أظهر بدعة وهو يدعو إليها، فالقول فيه ليس بغيبة عندهم، ويرون تعلم العلم وطلبه من مظانه، والجد في تعلم القرآن وعلومه وتفسيره، وسماع سنن الرسول صلى الله عليه وسلم وجمعها والتفقه فيها، وطلب آثار الصحابة والكف عن الوقيعة فيهم، وتأول القبيح عليهم، ويكلونهم فيما جرى بينهم على التأويل إلى الله عزّ وجل"([20]).

والله تعالى أعلى وأعلم .


المصادر والمراجع :
- اعتقاد أهل الحديث، الحافظ أبو بكر الإسماعيلي، تحقيق: محمد عبد الرحمن الخميس، الرياض: دار العاصمة، ط1، 1412هـ.
- افتراق الأمة إلى نيف وسبعين فرقة، محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني، المملكة العربية السعودية: الرياض: دار العاصمة، تحقيق: سعد بن عبد الله بن سعد السعدان، ط1، 1415هـ.
- التحرير والتنوير، للإمام العلامة محمد الطاهر بن عاشور، الدار التونسية للنشر.
- التفكير الفلسفي في الإسلام، الدكتور عبد الحليم محمود (الأستاذ الأكبر ، شيخ الجامع الأزهر)، القاهرة: دار المعارف، ط 2، 1989 م.
- العواصم والقواصم في الذب عن سنة أبي القاسم، محمد بن إبراهيم الوزير اليماني، حققه وضبط نصه، وخرج أحاديثه، وعلق عليه: شعيب الأرنؤوط، بيروت: مؤسسة الرسالة، ط3، 1415هـ- 1994م.
- الفصل في الملل والأهواء والنحل، أبو محمد علي بن أحمد المعروف بـ"ابن حزم الظاهري"، تحقيق: د. محمد إبراهيم نصر، د. عبد الرحمن عميرة، بيروت: دار الجيل.
- الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل، محمود بن عمر الزمخشري، تحقيق وتعليق ودراسة: عادل أحمد عبد الموجود، علي محمد معوض، شارك في تحقيقه: د. فتحي عبد الرحمن أحمد حجازي، الرياض: مكتبة العبيكان، ط1، 1418هـ- 1998م.
- المستدرك على الصحيحين، لأبي عبد الله الحاكم النيسابوري، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا، بيروت : دار الكتب العلمية، ط1 ، 1411هـ- 1990م.
- المسند، الإمام أحمد بن حنبل، القاهرة : مؤسسة قرطبة ، مصورة على ط الميمنية.
- تفسير القرآن العظيم، عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي، تحقيق: مصطفى السيد محمد، محمد السيد رشاد، محمد فضل العجماوي، علي أحمد عبد الباقي، حسن عباس قطب، مصر: مؤسسة قرطبة، ومكتبة أولاد الشيخ للتراث، ط1، 1421هـ- 2000م.
- سنن ابن ماجه، تحقيق : محمد فؤاد عبد الباقي ، بيروت: دار الفكر .
- سنن أبي داود، تحقيق : محمد محيي الدين عبد الحميد، بيروت : دار الفكر.
- سنن الترمذي، بيروت : دار إحياء التراث العربي.
- سنن الدارمي، تحقيق: فواز أحمد زمرلي، وخالد السبع العلمي، بيروت : دار الكتاب العربي، ط1 ، 1407هـ.
- صحيح ابن حبان، تحقيق: شعيب الأرنؤوط، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1414هـ- 1993م.
- فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير، محمد بن علي بن محمد الشوكاني، بيروت: دار الفكر.

الهوامش :
([1]) أخرجه أحمد في مسنده (3/332) حديث (8377)، وأبو داود في كتاب «السنة» باب «شرح السنة» حديث (4596) واللفظ له، والترمذي في كتاب «الإيمان» باب «ما جاء في افتراق هذه الأمة» حديث (2640) وقال: "حديث حسن صحيح"، وابن ماجه في كتاب «الفتن» باب «افتراق الأمم» حديث (3991)، وابن حبان في صحيحه في باب «ذكر افتراق اليهود والنصارى فرقا مختلفة» (14/140) حديث (6247)، والحاكم في مستدركه (1/47) حديث (10)، وقال: صحيح على شرط مسلم.
([2]) أخرجه أحمد (4/102)، وأبو داود في كتاب «السنة» باب «شرح السنة» حديث (4597) واللفظ له، والدارمي في باب «افتراق هذه الأمة» (2/314) حديث (2518)، والحاكم في مستدركه (1/218) حديث (443).
([3]) أخرجه ابن ماجه في كتاب «الفتن» في باب «افتراق الأمم» حديث (3992).
([4]) أخرجه ابن ماجه في كتاب «الفتن» باب «افتراق الأمم» حديث (3993).
([5]) أخرجه الترمذي في كتاب «الإيمان» باب «ما جاء في افتراق هذه الأمة» حديث (2641) واللفظ له، وقال: هذا حديث حسن غريب، والحاكم في مستدركه (1/218) حديث (444).
([6]) أقر الحافظ ابن كثير بأن روايات الحديث لا تخلو من ضعف، مع ميله إلى أنه يتقوى بعضها ببعض فقال في تفسيره (7/489): "من طرق يشد بعضها بعضا".
([7]) انظر: الفصل في الملل والنحل (3/292).
([8]) فتح القدير (2/59).
([9]) انظر: العواصم والقواصم (1/186- 187).
([10]) انظر: العواصم والقواصم (3/170- 171).
([11]) افتراق الأمة إلى نيف وسبعين فرقة، الصنعاني، ص (73) وما بعدها.
([12]) حكاه الصنعاني في رسالته "افتراق الأمة إلى نيف وسبعين فرقة"، ص (56).
([13]) انظر: تفسير الكشاف (3/74)، والتحرير والتنوير (10/165).
([14]) انظر: افتراق الأمة إلى نيف وسبعين فرقة، الصنعاني، ص (68).
([15]) انظر: "افتراق الأمة"، الصنعاني، ص (91-93) باختصار ، وزيادة إيضاح بين القوسين .
([16]) التفكير الفلسفي في الإسلام ، الدكتور عبد الحليم محمود، (ص 72 - 75) باختصار .
([17]) التفكير الفلسفى فى الإسلام ، للدكتور عبد الحليم محمود ، (ص 75 - 86) باختصار .
([18]) أخرجه الترمذي في كتاب «القدر» باب «أن القلوب بين أصبعي الرحمن» حديث (2140)، والحاكم في مستدركه (1/707) حديث (1927) من حديث أنس رضي الله عنه.
([19]) التفكير الفلسفي في الإسلام، الدكتور عبد الحليم محمود، (ص 99- 106) باختصار وتصرف يسير.
([20]) انظر: رسالة "اعتقاد أهل الحديث"، الحافظ أبو بكر الإسماعيلي، ص (49- 51) ، (62- 79) باختصار وتصرف يسير .

ربوح ميلود
2008-12-05, 14:45
الاخ الكريم ان الفرقة الناجية التي تتكلم عنها وبدون مناقشة الزيادة المضطربة زعما او موضوعة او صحيحة فدلالتها ظاهرة بينة واضحة كوضوح الشمس في كبد السماء وهي المتابعة المطلقة في العبادات والعقائد التي بينها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم دون لف ولا دوران عل فهم ماقرره السلف الاوائل من الصحابة فكل قول او اعتقاد او عبادة لم يظهره هولاء فالعمل بها محل شك وخوف

عبد الله ياسين
2008-12-06, 00:32
الاخ الكريم ان الفرقة الناجية التي تتكلم عنها وبدون مناقشة الزيادة المضطربة زعما او موضوعة او صحيحة فدلالتها ظاهرة بينة واضحة كوضوح الشمس في كبد السماء وهي المتابعة المطلقة في العبادات والعقائد التي بينها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم دون لف ولا دوران عل فهم ماقرره السلف الاوائل من الصحابة فكل قول او اعتقاد او عبادة لم يظهره هولاء فالعمل بها محل شك وخوف

عفواً ؛ لم أفهم ما وجه مُعاتبتك ؛ هلاّ أفصحت أكثر ؟!!!

محمد همام الحارث
2012-10-05, 15:11
عفواً ؛ لم أفهم ما وجه مُعاتبتك ؛ هلاّ أفصحت أكثر ؟!!!

و أين رأيت المعاتبة هو قال لك بلا لف و لا دوران فقد اخبرنا رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الفرقة الناجية و هي ما كان عليه و اصحابه فأين المشكل هنا


لماذا كل هذا التهرب و التفنن في النفاق


هي واضحة وضوح الشمس

فالماء لا يصعد الا بمحرك ضخ مياه فقط


فلماذا ايها العضو تريد ان تجعل من الماء ان يصعد بلا محرك ضخ مياه ، أنت تتعب نفسك لو حاولت الف مرّة فالناس تعرف الحلال من الحرام و لكنهم يواصلون و في اخر المطاف حصرة و ندم ، و سينكشف الغطاء من على كل طاغي جبان حتى ولو كان الوقت بينه و بين الدنيا نصف ساعة

فقير إلى الله
2012-10-06, 16:41
لا تغترو به حتى الأزهر لا يوافقهم
بل كل مشاركاته رد على أهل السنة حتي بأقوال الجهمية المجمع على كفرهم
أنظرو إلى موظوعه كيف يكذب علينا ؟
عقيدة اليهود "جلوس الله على العرش" عند الوهابيّة المُجسّمة !!!
ل

علي عيش
2012-10-06, 17:00
الفرقة الناجية هي: ما كان عليه النبي ـ صلى الله عليه و سلم ـ و أصحابه

لزهر الصادق
2012-10-07, 08:38
لا تغترو به حتى الأزهر لا يوافقهم




بل كل مشاركاته رد على أهل السنة حتي بأقوال الجهمية المجمع على كفرهم
أنظرو إلى موظوعه كيف يكذب علينا ؟



أخي السطايفي أرجو ألا تكون مروجا لمواضيه
ورغم أني أحب لك غيرتك عن دين الله
ولكن لا أحب مناقشتك حينما تكون خارجة عن أصل الطامات والشبه التي يأتون بها من مواقع مشبوهة
كمواقع الصوفية الدراويش المخرفين أو مواقع الرافضة المجوسيين
أو بعبارة موجزة نقاشك غالبا ما يكون خارجا عن محل النزاع
ويغلب عليه النسخ واللصق
فيتوهم القارئ أنك ضعيف الحجة






وأرجو ألا تسيئ الظن بأخيك

لزهر الصادق
2012-10-07, 08:53
وذهب بعض العلماء إلى أن المراد بالأمة في الحديث أمة الإجابة، أي: المسلمين، ولا يلزم من توعدهم بالنار - إن صحت تلك الزيادة - أنهم كفار، ولا يستلزم هذا خلودهم في النار، فالحكم على تلك الفرق بالهلاك والكون في النار حكم عليها باعتبار ظاهر أعمالها وتفريطها، كأنه قيل: "كلها هالكة باعتبار ظاهر أعمالها، محكوم عليها بالهلاك وكونها في النار"، ولا ينافي ذلك كونها مرحومة باعتبار آخر، فإن من المقرر عند أهل السنة أن عصاة الموحدين الذين يدخلون النار يخرجون منها متى شاء الله بشفاعة أحد الشافعين، أو برحمة من الله أرحم الراحمين.



هذا القول حقٌ لا مرية فيه


وذهب آخرون إلى أن المراد بالأمة في الحديث أمة الدعوة لا أمة الإجابة، يعني الأمة التي دعاها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان بالله والإقرار بوحدانيته هي المفترقة إلى تلك الفرق، وأن أمة الإجابة هي الفرقة الناجية يريد بها من آمن بما جاء به النبي صلى الله عليه و سلم



هذا القول باطل لا دليل عليه ولا سند يعضده

hamza touazi
2012-10-07, 08:55
بارك الله فيكم

saqrarab
2012-10-07, 09:26
http://www.djelfa.info/vb/images/misc/tag.png حديث «الفرقة الناجية».. حديث ضعيف (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1097887)

لزهر الصادق
2012-10-07, 09:56
والحديث المشار إليه أسلوب خبري - وليس إنشائيا - وهو من أعلام النبوة، حيث يخبرنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ذلك سيقع، وليس فيه أمر بالإيقاع، فالنبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا أنه ستقع الفرق، ولم يأمرنا بإيقاعها، ولا بالتفريق بين المسلمين وجعلهم فرقا وطوائف، بل الذي أمرنا به هو الوحدة وعدم التفرق لقوله تعالى {وَلا تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103]، فاستعمال حديث الباب في التفريق بين المسلمين هو نقيض ما نهى عن الشارع، وعكس مقصوده، إذ مقصود الشارع هو الاشتغال بالتوحيد بين المسلمين ودرء التفرق عنهم ، والسعى إلى ما فيهم وحدتهم.

كلام جميل يكتب بما الذهب

لكن السعي الى ما فيه وحدة المسلمين لا يكون إلا بتوحيدهم على التوحيد الخالص وتوحيدهم على متابعة النبي صلى الله عليه وسلم لا اتباع الاهواء المُضِلة

وحتى يفهم الكلام على صوابه ، نسأل الناقل صاحب الموضوع
هل التحذير من التجسيم والمجسمة في قوله
- أن أول موقف يقفه السلف من الأخبار إنما هو التقديس لله سبحانه وتعالى والتنزيه له عن الجسمية وتوابعها، وجميع الألفاظ الموهمة في الأخبار يكفى في دفع إيهامها قرينة واحدة وهى معرفة الله، وأنه ليس بجسم، وليس من جنس الأجسام.

هو دعوة الى التفريق بين المسلمين أم هو حق يجب قَبُوله لأن المجسمة فرقة ضالة يجب تحذير المسلمين من شرهم
ومن الجدير بالذكر في هذا الموضع ، هل الجسم أو التجسيم ورد ذكره في القرآن أو السنة نفيا أو اثباتاً ؟

وحتى لا يُتهم الكاتب (ويُلحق به الناقل تبعا ) بالغش للمسلمين ، لماذا لم يحذر من التأويل والتعطيل وتوابعها
أم هو واقع في شر ذلك فمر عليه مرور الكرام ستراً لبدعته الأشعرية أو الماتوريدية

فالقضية ما تكاد تُدرس بموضوعية إلا وتتجاذبها نصرة المذهب الدي يتبناه الباحث
ولو على حساب الحق

لزهر الصادق
2012-10-07, 10:07
بارك الله فيكم

أخي حمزة وفقك الله لكل خير
نسأل الله أن تكون من الناجحين الرابحين في شهادة البكالوريا

بل في ما هو أعطم من ذلك أن تكون من الفائزين برضوان الله ورحمته وجناته جنات النعيم

لزهر الصادق
2012-10-07, 10:38
وحتى لا يُتهم الكاتب ويلحق به الناقل تبعا بالغش للمسلمين ، لماذا لم يحذر من التأويل والتعطيل وتوابعها
أم هو واقع في شر ذلك فمر عليها مرور الكرام ستراً لبدعته الأشعرية أو الماتوريدية

فالقضية ما تكاد تُدرس بموضوعية إلا وتتجاذبها نصرة المذهب الدي يتبناه الباحث
ولو على حساب الحق



ومما يدل على عدم الانصاف في البحث قوله :
6- يجب الاحتراز عن التصريف ، فلا تقول في قوله تعالى {استوى} أنه مستوٍ.

لماذا لم يتكلم عن المأولة الجهمية واتباعهم من الاشعرية الذين يحرفون معنى استوى إلى استولى ، وهو سبيل لأنكار ( الرحمن على العرش استوى )
أين النصح للمسلمين ؟

وفي آخر كلامه قال :
11- وختاما فالحق مذهب السلف من الصحابة والتابعين لهم بإحسان، فالصحابة رضي الله عنهم هم أعرف الناس بمعاني كلامه صلى الله عليه وسلم، وهم الذين شاهدوا الوحي والتنزيل، ولم يؤثر عنهم أنهم دعوا الخلق إلى البحث في المتشابه.

لم يوضح الكاتب ما هو المتشابه الذي يعنيه
ولا يستبعد أنه يقصد الآيات والاحاديث التي ورد فيها صفات الله عز وجل
إن كان هذا مقصده فقد أتى بقول من الزور عظيم


قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله مبينا ما عليه الاشاعرة من ضلال و عناد في رد الحق

وإذا تبين أن طريق السلف هو الحق والهدى والحجة فلماذا نتردد في طريق من خالفه، ونتذبذب في الحكم عليهم؟ إن الدين، والعقل، والحزم والشجاعة كلها تقتضي أن نقول للحق: "هو حق"، ولما خالفه: "هو ضلال" مهما كان القائل به كمّاً أو كيفاً، ليبين الحق ويتميز، فيعبد الناس ربهم على بصيرة ويدعوا إليه على بصيرة.

إنكم لو تأملتم طريقة الأشاعرة في باب أسماء الله تعالى وصفاته حق التأمل لتبين لكم أنه لا وجه للتردد في شأنهم ولا لتهيُّب إبطال طريقتهم .

* فالله يقول عن نفسه: {ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}، وهم يقولون: ليس لله تعالى وجه!
* الله يقول عن نفسه مخاطباً موسى: {ولتصنع على عيني}، وهم يقولون: ليس لله عين!
* الله يقول عن نفسه: {بل يداه مبسوطتان}، وهم يقولون: ليس لله يدان!
* والله يقول عن نفسه: {الرحمن على العرش استوى}، وهم يقولون: ما استوى على العرش!
* والله يقول عن نفسه: {وجاء ربك والملك}، ويقول: {أو يأتي ربك أو يأتي بعض آيات ربك}، وهم يقولون: إن الله لا يجيء ولا يأتي!
* والله يقول عن نفسه: {إن الله يحب المقسطين}، وهم يقولون: إن الله لا يحب!
* والله يقول عن نفسه: {لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة}، وهم يقولون: إن الله لا يرضى!
* والله يقول عن نفسه: {ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم}، وهم يقولون: إن الله لا يكره!
* والله تعالى يقول: {الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم}، وهم يقولون: إن الله لا يغضب!
* والله يقول عن نفسه: {وربك الغفور ذو الرحمة}، وهم يقولون: ليس لله تعالى رحمة هي وصفه!
* والنبي صلى الله عليه وسلم قال عن ربه: "ينزل ربنا إلى السماء الدنيا حين يبقي ثلث الليل الآخر" (متفق عليه)، وهم يقولون: إن الله لا ينزل!
* والنبي صلى الله عليه وسلم قال عن ربه: "وإذا أبغض عبداً دعا جبريل فيقول إني أبغض فلاناً فأبغضه" (رواه مسلم)، وهم يقولون: إن الله لا يبغض!
* والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "ولا يزال يدعو حتى يضحك الله منه، فإذا ضحك الله منه قال: ادخل الجنة" (متفق عليه)، وهم يقولون: إن الله لا يضحك!
* والنبي صلى الله عليه وسلم قال عن ربه: "لله أشد فرحا بتوبة أحدكم من أحدكم بضالته إذا وجدها" (رواه مسلم)، وهم يقولون: إن الله لا يفرح!
* والنبي صلى الله عليه وسلم قال عن ربه: "عجب الله من قوم يدخلون الجنة في السلاسل" (رواه البخارى)، وهم يقولون: إن الله لا يعجب!.

نقلا عن أخي رضا




ومذهب السلف يقف عندما ورد في القرآن والسنة دون زيادة أو نقص.

لزهر الصادق
2012-10-07, 11:02
حديث «الفرقة الناجية».. حديث ضعيف


تحت ما نقلته كتب الأخ رضا

الحديث صحيح رغم أنفك و رغم أنف الكاتب الجاهل الذي نقلت عنه هذا المقال
و قبل بيان صحة الحديث أريد أن أنوه الى أمرين اثنين.
الاول . أن دفاعنا على تصحيح الحديث ليس لاثبات أن فلان أو علان هو الفرقة الناجية
بل هو دفاع محض و ذب عن سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم
و سبحان الله لا تجد في هذا الزمان أحد يضعف هذا الحديث الا و تجد فيه من الطوام ما الله به عليم.

ثانيا . لم تجد من تنقل عنه تضعيف الحديث الا الصحفي اسلام بحيري و أين يكتب في صحيفة اليوم السابع
و هذا هو المقال الذي استل منه ما يريد
http://www.youm7.com/NewsPrint.asp?NewsID=109521
بربك يا أخي هذا الانسان الذي نقلت عنه هل هو من أهل العلم ؟
هل درس علم الحديث ؟ هل له دراية به؟
و لكن ماذا أقول تشابه فكركما و حقدكما على السلفيين فنقلت عنه
فدخلت في قول علي رضي الله عنه
وهمج رعاع، أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق.
و لكي يعرف الناس ما لدى هذا البحيري من طوام و ضلالات
هذا المقطع يبين عجيب فكره !!!!و الله المستعان

برنامج "آخر النهار" حوار مع "إسلام بحيرى" تطبيق الشريعة

http://www.safeshare.tv/w/WdOLGsFdDv

اللهم انا نبرأ اليك مما يقوله هذا البحيري

لزهر الصادق
2012-10-07, 11:07
و نختم الكلام بذكر شيء من عقيدة الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة على ما حكاه الإمام الكبير الحافظ أبو بكر الإسماعيلي (ت 371 هـ) في اعتقاد أهل الحديث: "اعلموا رحمنا الله وإياكم أن مذهب أهل الحديث أهل السنة والجماعة الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله، وقبول ما نطق به كتاب الله تعالى، وصحت به الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا معدل عن ما ورد به ولا سبيل إلى رده، إذ كانوا مأمورين باتباع الكتاب والسنة، مضمونا لهم الهدى فيهما، مشهودا لهم بأن نبيهم صلى الله عليه وسلم يهدي إلى صراط مستقيم، محذرين في مخالفته الفتنة والعذاب الأليم ، ويعتقدون أن الله تعالى مدعو بأسمائه الحسنى وموصوف بصفاته التي سمى ووصف بها نفسه ووصفه بها نبيه صلى الله عليه وسلم، خلق آدم بيده، ويداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء، بلا اعتقاد كيف، وأنه عز وجل استوى على العرش، بلا كيف، فإن الله تعالى انتهى من ذلك إلى أنه استوى على العرش ولم يذكر كيف كان استواؤه ... وأنه مدعو بأسمائه، موصوف بصفاته التي سمى ووصف بها نفسه، وسماه ووصفه بها نبيه عليه الصلاة والسلام ... وأنه عز وجل ينزل إلى السماء الدنيا على ما صح به الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، بلا اعتقاد كيف فيه، ويعتقدون جواز الرؤية من العباد المتقين لله عز وجل في القيامة، دون الدنيا، ووجوبها لمن جعل الله ذلك ثوابًا له في الآخرة، كما قال : {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22- 23]، وقال في الكفار: {كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين: 15] فلو كان المؤمنون كلهم والكافرون كلهم لا يرونه، كانوا جميعا عنه محجوبين، وذلك من غير اعتقاد التجسيم في الله عز وجل ولا التحديد له، ولكن يرونه جل وعز بأعينهم على ما يشاء هو بلا كيف ...ولا يقطعون على أحد من أهل الملة أنه من أهل الجنة أو من أهل النار، لأن علم ذلك يغيب عنهم، لا يدرون على ماذا الموت؟ أعلى الإسلام ؟ أم على الكفر ؟ ولكن يقولون إن من مات على الإسلام مجتنبا للكبائر والأهواء والآثام، فهو من أهل الجنة، لقوله تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} ولم يذكر عنهم ذنبا {أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ} [البينة: 7- 8]، ومَن شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بعينه وصح له ذلك عنه، فإنهم يشهدون له بذلك، اتباعا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتصديقا لقوله ، ويقولون بتفضيل الصحابة رضي الله عنهم، لقوله: {لَقَدْ رَضِيَ الله عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18] وقوله: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ} [الفتح: 18].

و من أثبت الله رضاه عنه لم يكن منهم بعد ذلك ما يوجب سخط الله عز وجل، ولم يوجب ذلك للتابعين إلا بشرط الإحسان، فمن كان من التابعين من بعدهم يتنقصهم لم يأت بالإحسان، فلا مدخل له في ذلك ، ومن غاظه مكانهم من الله فهو مخوف عليه ما لا شيء أعظم منه، لقوله عز وجل: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ} إلى قوله {وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ} [الفتح: 29]... ويرون أن أحدا لا تخلص له الجنة، وإن عمل أي عمل، إلا بفضل الله ورحمته التي يخص بهما من يشاء، فإن عمله للخير وتناوله الطاعات إنما عن فضل حجة ولا عذر، كما قال الله: {وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ} [النور: 21]، {وَلَوْلا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا} [النساء: 83]، وقال: {يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ} [آل عمران: 74]... ويرون مجانبة البدعة والآثام، والفخر، والتكبر، والعجب، والخيانة، والدغل، والسعاية، ويرون كف الأذى وترك الغيبة إلا لمن أظهر بدعة وهو يدعو إليها، فالقول فيه ليس بغيبة عندهم، ويرون تعلم العلم وطلبه من مظانه، والجد في تعلم القرآن وعلومه وتفسيره، وسماع سنن الرسول صلى الله عليه وسلم وجمعها والتفقه فيها، وطلب آثار الصحابة والكف عن الوقيعة فيهم، وتأول القبيح عليهم، ويكلونهم فيما جرى بينهم على التأويل إلى الله عزّ وجل"([20]).

والله تعالى أعلى وأعلم .



([20]) انظر: رسالة "اعتقاد أهل الحديث"، الحافظ أبو بكر الإسماعيلي، ص (49- 51) ، (62- 79) باختصار وتصرف يسير .




هذا الذي نعتقده أخي ياسين فلماذا كثرة التشغيب لتوسيع هوة الخلاف

هدانا الله وإياكم سواء الصراط

saqrarab
2012-10-07, 16:49
تحت ما نقلته كتب الأخ رضا

الحديث صحيح رغم أنفك و رغم أنف الكاتب الجاهل الذي نقلت عنه هذا المقال
و قبل بيان صحة الحديث أريد أن أنوه الى أمرين اثنين.
الاول . أن دفاعنا على تصحيح الحديث ليس لاثبات أن فلان أو علان هو الفرقة الناجية
بل هو دفاع محض و ذب عن سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم
و سبحان الله لا تجد في هذا الزمان أحد يضعف هذا الحديث الا و تجد فيه من الطوام ما الله به عليم.

ثانيا . لم تجد من تنقل عنه تضعيف الحديث الا الصحفي اسلام بحيري و أين يكتب في صحيفة اليوم السابع
و هذا هو المقال الذي استل منه ما يريد
http://www.youm7.com/newsprint.asp?newsid=109521
بربك يا أخي هذا الانسان الذي نقلت عنه هل هو من أهل العلم ؟
هل درس علم الحديث ؟ هل له دراية به؟
و لكن ماذا أقول تشابه فكركما و حقدكما على السلفيين فنقلت عنه
فدخلت في قول علي رضي الله عنه
وهمج رعاع، أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق.
و لكي يعرف الناس ما لدى هذا البحيري من طوام و ضلالات
هذا المقطع يبين عجيب فكره !!!!و الله المستعان

برنامج "آخر النهار" حوار مع "إسلام بحيرى" تطبيق الشريعة

http://www.safeshare.tv/w/wdolgsfddv

اللهم انا نبرأ اليك مما يقوله هذا البحيري



الحديث ضعيف رغم انفك وانف الاخ رضا
والادلة على ضعفه كثيرة جدااااااااااا
http://www.djelfa.info/vb/images/misc/tag.png حديث «الفرقة الناجية».. حديث ضعيف (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1097887)

والكاتب الذي نقلت عنه لم ياتي بشيء من عنده
بل نقل كلامه عن كبار العلماء
فقد ضعفه ابن حزم وغيره
وقال الشوكاني "زيادة "كلها في النار" لا تصح مرفوعة ولا موقوفة
ولم يرد الحديث في الصحيحين وحديث بمثل هذه الاهمية لا يغفل عنه رجال الصحيحين
===============
http://www.dr-hakem.com/portals/*******/?info=TmpJMEpsTjFZbEJoWjJVbU1RPT0rdQ==.jsp

saqrarab
2012-10-07, 17:05
رُوِيَ هذا الحديث عن أبي هريرة مرفوعاً وفي إسناده محمد بن عمرو بن علقمة وهو ضعيف . قال يحيى بن سعيد ومالك : (( ليس هو ممن تريد )) وقال ابن حبـــــان: (( يخطىء )) وقال ابن معين (( ما زال الناس يتقون حديثه )) . وقال ابـــن سعـــــــد (( يُسْتَضْعَف )) .

saqrarab
2012-10-07, 17:06
وروي عن معاوية مرفوعاً وفي السند أزهر بن عبدالله الهوزني أحد كبار النواصب الذين كانوا ينتقصون سيدنا علياً عليه السلام وله طامات وويلات . قال الأزدي : يتكلّمون فيه وأورده ابن الجارود في كتاب الضعفاء .

saqrarab
2012-10-07, 17:09
وروي عن أنس بن مالك من سبعة طرق كلها ضعيفة لا تخلو من كذاب أو وضاع أو مجهول
وروي عن عوف بن مالك مرفوعاً وفي سند روايته عباد بن يوسف وهو ضعيف أورده الذهبي في ديوان الضعفاء برقم (2089) .
وروي عن عبدالله بن عمرو بن العاصي مرفوعاً عند الترمذي في السنن (5/26) وفي إسناده عبدالرحمن بن زياد الإفريقي وهو ضعيف .



وروي عن أبي أمامة مرفوعاً عند ابن أبي عاصــــــم في (( السنة )) (1/25) وفي إسناده قطن بن نسير وهو ضعيف منكر الحديث .


وروي عن ابن مسعود مرفوعاً عند ابن أبي عاصم في سنته وفي سنده عقيل الجعدي . قال الحافظ ابن حجر في (( لسان الميزان )) (4/209) : (( قال البخاري منكر الحديث )) .


وروي عن سيدنا علي كرّم الله وجهه ممن رواه ابن أبي عاصم في كتابه (( السنة )) (2/467برقم995) وفي إسناده ليث ابن أبي سُلَيم وهو ضعيف جداً ، وحاله معروف عندهم . قال ابن حجر في التقريب برقم (5685) : (( اختلط جداً ولم يتميَّز حديثه فَتُرِك )) .

saqrarab
2012-10-07, 17:13
نقلا عن

د . حاكم المطيري
كلية الشريعة
قسم التفسير والحديث

ملخص البحث
هذه دراسة حديثية إسنادية للأحاديث الواردة في افتراق الأمة على ثلاث وسبعين فرقة، من خلال جمعها وتخريجها من مصادرها، ودراسة أسانيدها، ومعرفة صحيحها من سقيمها، ومعرفة سبب تجنب البخاري ومسلم تخريج شيء من طرقها مع كثرتها، وبيان عللها، التي حالت بينهم وبين تخريجها في صحيحيهما.

saqrarab
2012-10-07, 17:15
الحمد لله رب العالمين وصل الله وسلم على نبينا محمد الأمين وآله وصحبه أجمعين أما بعد :
فهذه دراسة حديثة نقدية إسنادية لحديث الافتراق " تفترق أمتي على ثلاث سبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة" فإنه مع شهرته وكثرة طرقه، إلا أن الشيخين البخاري ومسلما تنكبا عنه ولم يخرجاه،وحكم بعدم صحته ابن حزم فقال"لا يصح أصلا من طريق الإسناد وما كان هكذا فليس حجة عند من يقول بخبر الواحد".[1] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn1)

saqrarab
2012-10-07, 17:16
وغمز في قوة صحته شيخ الإسلام ابن تيمية ـ مع أنه يصححه ـ فقال "فمن كفر الثنتين والسبعين فرقة كلهم فقد خالف الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان، مع أن حديث " الثنتين والسبعين فرقة" ليس في الصحيحين، وقد ضعفه ابن حزم وغيره، لكن حسنه غيره أو صححه، كما صححه الحاكم وغيره".[2] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn2)

saqrarab
2012-10-07, 17:17
وقال الشوكاني "زيادة "كلها في النار" لا تصح مرفوعة ولا موقوفة"[3] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn3)،وقد أورده في الفوائد المجموعة.[4] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn4)
وفي المقابل صحح حديث الافتراق الترمذي وابن حبان والحاكم وتابعهم جماعة من المتأخرين، فاقتضى هذا الخلاف الشديد دراسته لمعرفة العلة في تنكب الشيخين عن إخراجه، وهل له إسناد على شرطهما أو شرط أحدهما، يلزم منه تصحيحه على ذلك الشرط، وذلك بجمع طرقه كلها ودراستها دراسة نقدية، فاشتملت هذه الدراسة على حديث:
ـ عوف بن مالك .
2 ـ ومعاوية بن أبي سفيان .
3 ـ وعبد الله بن عمرو .
4 ـ وسعد بن أبي وقاص .
5 ـ وعمرو بن عوف المزني .
6 ـ وأبي أمامة الباهلي .
7 ـ وأنس بن مالك .
8 ـ وأبي هريرة رضي الله عنهم أجمعين.

saqrarab
2012-10-07, 17:17
أولا: تخريج حديث عوف بن مالك مرفوعاً:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار، وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة، والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار، قيل يا رسول الله من هم؟ قال الجماعة".
رواه ابن ماجه[5] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn5) واللفظ له، وابن أبي عاصم[6] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn6)، واللالكائي[7] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn7)، كلهم من طريق عباد بن يوسف حدثنا صفوان بن عمرو عن راشد بن سعد عن عوف بن مالك به.
قال البوصيري في زوائد ابن ماجه "هذا إسناد فيه مقال راشد بن سعد قال فيه أبو حاتم صدوق، وعباد بن يوسف لم يخرج له أحد سوى ابن ماجة، وليس له عنده سوى هذا الحديث، قال ابن عدي روى أحاديث تفرد بها، وذكره ابن حبان في الثقات، وباقي رجال الإسناد ثقات".[8] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn8)
وعباد بن يوسف ذكره ابن عدي في الضعفاء وقال عنه "روى عن صفوان بن عمرو وغيره أحاديث ينفرد بها"[9] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn9)، وأورده الذهبي في المغني في الضعفاء وقال"ليس بالقوي"[10] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn10)، وقال عنه الحافظ ابن حجر"مقبول" [11] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn11) أي حيث يتابع وإلا فلين.
وهذا الحديث من روايته عن صفوان، ولم يتابع عليه، فروايته تعد منكرة لتفرده، مع عدم قوته،كما قال الذهبي "وإن تفرد الصدوق ومن دونه يعد منكراً، وإن إكثار الروي من الأحاديث التي لا يوافق عليها لفظاً أو إسنادا يصيره متروك الحديث".[12] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn12)
وله علة أخرى وهي المخالفة، فقد خالفه جماعة من الثقات فرووه عن صفوان بن عمرو بإسناد آخر من حديث معاوية بن أبي سفيان لا عن عوف بن مالك!
فاجتمعت فيه ثلاث علل: ضعف في راويه، وتفرده فيه، ورجحان رواية مخالفيه.

saqrarab
2012-10-07, 17:18
ثانيا: تخريج حديث معاوية بن أبي سفيان:
رواه الطيالسي[13] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn13)، وأحمد[14] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn14)، والدارمي[15] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn15) عن أبي المغيرة، وكذا رواه الآجري[16] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn16) من طريق أبي المغيرة.
وأبو داود[17] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn17) من طريق أبي المغيرة وبقية بن الوليد قالا حدثنا.
وابن أبي عاصم[18] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn18) من طريق بقية.
وابن بطة [19] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn19) من طريق إسماعيل بن عياش قال حدثنا، ومن طريق الحكم بن نافع.[20] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn20)
والحاكم[21] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn21) واللالكائي[22] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn22)من طريق الحكم بن نافع.
كلهم الطيالسي والحكم بن نافع وإسماعيل بن عياش وأبو المغيرة عبد القدوس بن الحجاج وبقيه بن الوليد عن صفوان قال حدثني أزهر بن عبد الله عن أبي عامر عبد الله بن لحي عن معاوية مرفوعاً "ألا إن من كان قبلكم من أهل الكتاب افترقوا على ثنثين وسبعين ملة، وإن هذه الملة ستفرق على ثلاث وسبعين: ثنتان وسبعون في النار، وواحدة في الجنة وهي الجماعة"،وفيه زيادة "وإنه سيخرج من أمتى أقوام تجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب لصاحبه" أو"الكلب بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله" وهذا لفظ أبي داود في سننه.
ورواية الطبراني "حججنا مع معاوية بن أبي سفيان فلما قدمنا مكة أخبر بقاص يقص على أهل مكة مولى لبني مخزوم فأرسل إليه معاوية فقال : أمرت بهذا القصص ؟ قال : لا قال : فما حملك على أن تقص بغير إذن ؟ قال : ننشر علما علمناه الله فقال معاوية : لو كنت تقدمت إليك قبل مدتي هذه لقطعت منك طائفا[23] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn23)، ثم قام حتى صلى الظهر بمكة ثم قال : إن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : " إن أهل الكتاب افترقوا على ثنتتين وسبعين ملة وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملة - يعني الأهواء - وكلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة " وقال : "إنه سيخرج من أمتي أقوام تتجارى بهم الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه فلا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله " والله يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به محمد صلى الله عليه و سلم لغيركم من الناس أحرى أن لا يقوم به"
فهؤلاء خمسة من كبار علماء الشام ومحدثيه يروونه عن صفوان بن عمرو بخلاف رواية عباد بن يوسف مما يدل على وهمه وأنه أخطأ في الإسناد كله، فليس للحديث أصل عن عوف بن مالك!
وإنما حديث عوف بن مالك مشهور من رواية نعيم بن حماد عن عيسى بن يونس عن حريز بن عثمان عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك مرفوعاً "تفترق أمتي على بضع وسبعين فرقة أعظمها فتنة على أمتي قوم يقيسون الأمور برأيهم ".
وهو مما أنكره الأئمة على نعيم بن حماد وضعفوه بسببه، وقال يحيى بن معين عن هذا الحديث :" لا أصل له " [24] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn24)
وقال الحافظ عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي دحيم بعد أن رد هذا الحديث : "هذا حديث صفوان بن عمرو، حديث معاوية". [25] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn25)
أي هذا الحديث مشهور عن صفوان من حديث معاوية لا عن حريز بن عثمان من حديث عوف بن مالك!
وقد رواه أحمد بن عبد الرحمن بن وهب عن عمه عبد الله بن وهب عن عيسى بن يونس عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه عن عوف بن مالك كما رواه نعيم بن حماد[26] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn26).
وأورده ابن عدي [27] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn27)في ترجمة أحمد بن عبد الرحمن وعده من منكراته مع كونه من رجال مسلم[28] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn28)، وقال ابن عدي : "هذا حديث رواه نعيم بن حماد عن عيسى و الحديث له وأنكروه عليه، وأنكروه على أبي عبيد الله ـ أحمد بن عبد الرحمن ـ أيضـاً " أي أن الحديث هو عن عيسى عن حريز بن عثمان لا عن صفوان بن عمرو .
وقد كتب أبو حاتم إلى أحمد بن عبد الرحمن بن وهب منكرا عليه هذا الحديث"بلغني أنك رويت عن عمك عن عيسى بن يونس حديث عوف بن مالك تفترق أمتي وليس هذا من حديث عمك ولا روى هذا".[29] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn29)
والحاصل أن صفوان بن عمرو إنما روى عنه الحفاظ الثقات حديث الافتراق عن أزهر عن عبد الله بن لحي عن معاوية، وخالفهم عباد بن يوسف مع ضعف فيه، فرواه عن صفوان بن عمرو عن راشد بن سعد عن عوف بن مالك نحو حديث معاوية!
فوافقهم في لفظه وخالفهم في إسناده كله.
كما رواه أحمد بن عبد الرحمن عن عمه عن عيسى بن يونس عن صفوان بن عمرو عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن عوف بن مالك .
فأخطأ على صفوان بن عمرو في إسناده ولفظه!
والصحيح عن صفوان ما رواه عنه الحفاظ الأثبات من أهل بلده وهم خمسة من العلماء الكبار ومن خالفهم فقد وهم فلا أصل لهذا الحديث عن عوف بن مالك، لا باللفظ الذي رواه نعيم بن حماد، ولا بالإسناد الذي رواه عباد بن يوسف، ومخالفة عباد بن يوسف لرواية الجماعة الحفاظ تقضي على روايته بالبطلان والنكارة، إذ اجتمع في روايته ثلاث علل: ضعفه، وتفرده بالغرائب عن المشاهير، ومخالفته لرواية الجماعة الحفاظ .
فإذا ثبتت رواية من رواه عن صفوان عن أزهر عن عبد الله بن لحي عن معاوية ـ كما هي رواية جماعة الحفاظ من أصحاب صفوان ـ ففي هذه الرواية أزهر بن عبد الله وهو الحرازي، وقد طعن فيه أبو داود وأورده ابن الجارود في الضعفاء[30] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn30)، وكان ناصبياً يسب علياً رضي الله عنه[31] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn31)، ولهذا ذكره الذهبي ولم يزد على قوله فيه "ناصبي " [32] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn32) وقال عنه ابن حجر : "صدوق تكلموا فيه للنصب" [33] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn33) ، وكان من رجال الحجاج بن يوسف وجنده وممن أسروا أنس بن مالك[34] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn34)!
قلت :كذا قال الحافظ "صدوق"وفيه نظر للآتي :
1 ـ إن الأئمة القدماء اختلفوا في تحديد شخصه ـ لجهالته ـ على أربعة تراجم فقد ذكره ابن أبي حاتم في أربعة مواطن تارة في : أزهر بن زيد، وتارة في: أزهر بن سعيد، وتارة في أزهر بن عبد الله بن جميع، وتارة في أزهر بن عبد الله.[35] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn35)
ولم يذكر في كل هذه المواطن فيه جرحاً ولا تعديلاً عن أحد من الأئمة.
وكذا فرق بينهم البخاري.[36] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn36)
ونقل المزي عن البخاري قوله :" أزهر بن يزيد، وأزهر بن سعيد، وأزهر بن عبد الله، الثلاثة واحد".[37] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn37) وقد ذكره ابن حبان في أربع تراجم ولم يذكر فيه ما يدل على أنه عرفه، ولذا لم يتكلم فيه بجرح ولا تعديل.[38] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn38)
وقد فرق المزي بين أزهر بن سعيد الجرازي، وأزهر بن عبد الله بن جميع الحرازي[39] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn39)، ولم يذكر فيهما جرحاً ولا تعديلاً.
2 ـ إنه على فرض صحة قول الحافظ أنهما رجل واحد فقد تكلم فيه أبو داود وذكره ابن الجارود في الضعفاء، وقال الأزدي:"يتكلمون فيه "[40] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn40) وأورده الذهبي في ديوان الضعفاء وقال:"كان يقع في علي"[41] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn41)، ولم يوثقه سوى العجلي[42] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn42)، وقال ابن سعد:"قليل الحديث".[43] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn43)
فإذا كان قليل الحديث، وغير معروف عند الأئمة إلا من طريق الرواية، ومتكلما فيه، ومعدودا في الضعفاء، ولم يوثقه إلا المتساهلون بتوثيق المجاهيل، فمثله مردود الرواية خاصة فيما انفرد به، ولا يقبل منه مثل هذا التفرد، خاصة وأنه لم يصرح بالسماع، فالحديث منكر، وأحسن أحواله ضعيف، فإن النصب بدعة كالرفض، فمن سب علياً كان كمن سب أبا بكر أو عمر أو عثمان رضي الله عنهم جميعاً، وهذا يخرجه عن حد العدالة عند كثير من الأئمة، والخلاف في رواية المبتدع إنما هو فيمن اشتهر بصلاحه وعبادته وصدقه، أما أزهر هذا فقد كان من رجال الحجاج بن يوسف وجنده وممن أسروا أنس بن مالك حين خرج على الحجاج بن يوسف مع أهل العراق. وهو شامي غال في النصب قال ابن معين عنه "أزهر الحرازي وأسد بن وداعة كانوا يسبون عليا بن أبي طالب، وكان ثور بن يزيد لا يسب عليا، فإذا لم يسب جروا برجله".[44] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn44)
وعلى كل فحديثه هذا عن ابن لحي عن معاوية لم يتابعه عليه أحد، وليس مثله حجة، بل أحسن أحواله حسن الحديث إذا لم يتفرد، وقد تفرد هنا، وروى ما قد يوافق هواه، فأوهن حديثه.
ثالثا: تخريج حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه في الافتراق:
رواه الترمذي[45] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn45)، والآجري[46] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn46)، وابن بطة[47] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn47)، والحاكم[48] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn48)، واللالكائي[49] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn49)، كلهم من طرق عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الأفريقي عن عبد الله بن يزيد عن عبد الله بن عمرو مرفوعاً وفيه :" إن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة، قالوا : ومن هي يا رسول الله ؟ قال : ما أنا عليه وأصحابي " .
وقال الترمذي بعد روايته :" غريب لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه "!
وفيه علل ثلاث:
1 ـ ضعف شديد في عبد الرحمن بن زياد الأفريقي حتى قال عنه ابن حبان"يروي الموضوعات عن الثقات، ويأتي عن الإثبات ما ليس من حديثهم "[50] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn50) ، وقال عنه ابن عدي : "عامة حديثة وما يرويه لا يتابع عليه"[51] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn51)، وقال عنه أحمد :" ليس بشيء، منكر الحديث " [52] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn52)وقال عنه أبو الحسن ابن القطان :"والحق فيه أنه ضعيف لكثرة روايته المنكرات وهو أمر يعتري الصالحين". [53] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn53)
2 ـ تفرده بهذا الإسناد ولهذا قال الترمذي :"غريب من هذا الوجه" فهو من مناكيره التي اشتهر بها .
3 ـ أنه مدلس وقد عده ابن حجر في المرتبة الخامسة الذين لا يقبل حديثهم حتى لو صرحوا بالسماع.[54] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn54)
وقد رواه بالعنعنة، وقد قال عنه ابن حبان :"كان يدلس على محمد بن سعيد بن أبي قيس المصلوب".[55] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn55)
وهذا شر أنواع التدليس، فلا يمكن قبول حديثه هذا عن عبد الله بن عمرو، وأقل أحوال روايته هذه أنها منكرة كما هو شأن روايات الضعفاء إذا تفردوا، فكيف إذا كانوا يدلسون على الوضاعين والمتروكين ؟! ولهذا قال الحاكم ـ مع تساهله ـ بعد روايته لهذا الحديث :"لا تقوم به الحجة".[56] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn56)
رابعا: تخريج حديث سعد بن أبي وقاص :
رواه البزار[57] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn57)، والآجري[58] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn58)، وابن بطة[59] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn59)، كلهم من طريق موسى بن عبيدة عن ـ عبد الله بن عبيدة[60] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn60) ـ عن عائشة بنت سعد ـ بن أبي قاص عن أبيها [61] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn61) ـ مرفوعاً: " افترقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين ملة، ثم إن أمتي ستفترق على مثلها، كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة".
وهذا لفظ ابن بطة، وقال البزار"وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه ، ولا نعلم روى عبد الله بن عبيدة، عن عائشة، عن أبيها إلا هذا الحديث".
وهذا الحديث من هذه الطريق منكر، فمداره على موسى بن عبيده وهو منكر الحديث حتى قال عنه أحمد: "لا يكتب حديث موسى بن عبيدة وإسحاق بن أبي فروة وجوبير وعبد الرحمن بن زياد" [62] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn62) وقال أيضاً:"لا تحل الرواية عنه"[63] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn63) ، وقال أيضاً :"منكر الحديث" [64] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn64)، وقال :"لا يكتب حديثه، حديثه منكر"[65] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn65)، وكذا قال أبو حاتم والساجي[66] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn66)، ولم يتابع على هذا الحديث عن سعد بن وقاص، فروايته منكرة لا يفرح بها في الشواهد، مع اضطرابه في إسناده.
خامسا: تخريج حديث عمرو بن عوف المزني :
رواه الحاكم[67] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn67) من طريق إسماعيل بن أبي أويس عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف عن أبيه عن جده مرفوعا"إلا أن بني إسرائيل افترقت على موسى على إحدى وسبعين فرقة كلها ضالة إلا فرقة واحدة الإسلام وجماعتهم، وأنها افترقت على عيسى بن مريم على إحدى وسبعين فرقة كلها ضالة إلا فرقة واحدة الإسلام وجماعتهم، ثم أنهم يكونون على اثنتين وسبعين فرقة كلها ضالة إلا فرقة واحدة الإسلام وجماعتهم".
وقد قال الحاكم عن هذا الحديث بعد روايته "تفرد به كثير بن عبد الله ولا تقوم به الحجة"، وقال عنه ابن حبان:"منكر الحديث جداً، يروي عن أبيه عن جده نسخة موضوعة لا يحل ذكرها في الكتب ولا الرواية عنه إلا على جهة التعجب".[68] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn68)
سادسا:حديث أبي أمامة رضي الله عنه :
رواه ابن أبي شيبة ـ وعنه ابن أبي عاصم[69] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn69) ـ عن قطن بن عبد الله.[70] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn70)
ورواه الطبراني[71] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn71) من طريق محمد بن عبيد بن حساب عن حماد بن زيد، ومن طريق داود بن أبي السليك، وقريش بن حيان، وسلم بن زرير.
واللالكائي[72] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn72) من طريق داود بن أبي السليك، وسليم بن زرير.
والداني[73] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn73) من طريق يحي بن سلام عن حماد بن سلمة.
والبيهقي من طريق حماد بن زيد.[74] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn74)
كلهم قطن وحماد بن زيد وداود وقريش وسليم وحماد بن سلمة عن أبي غالب عن أبي أمامة وفيه :"تفرقت بنو إسرائيل على سبعين فرقة، فواحدة في الجنة، وسائرها في النار، ولتزيدن هذه الأمة عليهم واحدة، فواحدة في الجنة، وسائرها في النار " فقلت : فما تأمرني ؟ فقال :" عليك بالسواد العظم ".
قال : فقلت في السواد العظم ما ترى ؟ قال : " السمع والطاعة خير من المعصية والفرقة" وهذا لفظ رواية الداني.
قال البيهقي بعد تخريجه للحديث "قال أبو سليمان الخطابي رحمه الله فيما بلغني عنه "قوله ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة" فيه دلالة على أن هذه الفرق كلها غير خارجين من الدين، إذ النبي صلى الله عليه وسلم جعلهم كلهم من أمته، وفيه أن المتأول لا يخرج من الملة وإن أخطأ في تأويله، قال الشيخ ـ أي البيهقي ـ رحمه الله :ومن كفر مسلما على الإطلاق بتأويل لم يخرج بتكفيره إياه بالتأويل عن الملة..".[75] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn75)
ولهذا الحديث علة فقد رواه الناس عن أبي غالب عن أبي أمامة ليس فيه حديث الافتراق هذا وإنما حديثه في شأن الخوارج وأنهم شر قتلى ..... الخ !
كذا رواه كل من :
1 ـ حماد بن سلمة :
كما عند الطيالسي[76] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn76)، وأحمد[77] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn77)عن وكيع وأبي كامل، ورواه الترمذي[78] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn78)من طريق وكيع، والطبراني [79] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn79) من طريق طالوت بن عباد وأحمد بن يحيى.
جميعهم الطيالسي ووكيع وأبو كامل وطالوت وأحمد بن يحيى عن حماد بن سلمة عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعاً في شأن الخوارج، ولم يذكر أحد منهم تلك الزيادة التي زادها يحيى بن سلام عن حماد بن سلمة كما عند الداني في الفتن!
ويحيى بن سلام ذكره الذهبي وقال :"ضعفه الدار قطني، وقال ابن عدي يكتب حديثه مع ضعفه".[80] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn80)
فهذه الرواية منكرة من حديث حماد بن سلمة.
2 ـ سفيان بن عينية :
كما عند الحميدي[81] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn81)، وابن ماجه[82] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn82) عن سهل بن أبي سهل، وعبد الله بن أحمد[83] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn83) عن أبي خيثمة.
ثلاثتهم : الحميدي وسهل وأبو خيثمة عن سفيان عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعاً في شأن الخوارج وأنهم شر قتلى ... الخ كما رواه الجماعة عن حماد بن سلمة.
3 ـ معمر بن راشد :
رواه عنه عبد الرزاق[84] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn84)، وعنه أحمد[85] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn85) ، وعنه ابنه عبد الله[86] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn86)، عن عبد الرزاق عن معمر عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعاً نحو رواية سفيان بن عينية وحماد بن سلمة.
4 ـ الربيع بن صبيح :
كما عند الترمذي[87] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn87) من طريق وكيع عن الربيع وحماد بن سلمة عن أبي غالب عن أبي أمامة به نحو رواية ابن عينية ومعمر وحماد بن سلمة وقال الترمذي : "حديث حسن" .
وكما عند الطبراني[88] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn88) من طريق عاصم بن علي عن الربيع بن صبيح به نحوه .
5 ـ سلام بن مسكين :
6 ـ وجعفر بن سليمان :
7 ـ أشعث بن عبد الملك :
رواه الطبراني [89] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn89) من طرق عنهم عن أبي غالب عن أبي أمامة مرفوعاً نحو رواية الجماعة في شأن الخوارج .
8 ـ عمران بن مسلم :
كما عند الطبراني[90] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn90) من طريقه به نحو رواية الجماعة .
9 ـ عبد الله بن شوذب :
10 ـ مبارك بن فضالة :
كما عند الطبراني[91] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn91) من طرق عنهما عن أبي غالب به نحو رواية الجماعة.
11 ـ علي بن مسعدة :
رواه الطحاوي[92] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn92) من طريقه به نحوه .
فهؤلاء أحد عشر راويا فيهم جماعة من الأئمة الحفاظ كابن عينيه ومعمر بن راشد وحماد بن سلمه وجعفر بن سليمان والربيع بن صبيح ومبارك بن فضالة لم يذكر أحد منهم في روايته حديث الافتراق، وقد ثبت أنه لا يصح عن حماد بن سلمه لضعف يحيى بن سلام وتفرده بهذه الزيادة عن جميع أصحاب حماد من الحفاظ الثقات.
كما أن قطن بن عبد الله ضعيف وقد قال الألباني عن إسناد حديثه : "إسناده ضعيف، قطن بن عبد الله مجهول الحال".[93] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn93)
وداود بن أبي السليك قال عنه الحافظ :"مقبول".[94] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn94)
وقد روى داود الحديث عن أبي غالب عن أبي أمامة مطولاً وفصل بين حديث الخوارج المرفوع عن حديث الافتراق الموقوف على أبي أمامة من قوله لم يرفعه إلى النبي r.
وكذا وقع في رواية حماد بن زيد عند الطبراني، فقد رواه مطولاً في شأن الخوارج ورفع الحديث إلى النبي r ثم قال أبو أمامة :" إن بني إسرائيل تفرقت ..الخ ".
قال أبو غالب:" قلت: يا أبا أمامة : ألا تراهم ما يعملون ؟ قال : عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم ".
وقد كشفت هذه الرواية وجه الخلل في رواية يحيى بن سلام الذي جعل هذا الحوار بين أبي أمامة والنبيr، بينما هو بين أبي غالب وأبي أمامة ؟
كما كشفت رواية حماد بن زيد ورواية داود بن أبي السليك وجه الخلل في رواية من روى عن أبي غالب حديث الافتراق مرفوعاً إلى النبي r بينما الصواب أنه موقوف من كلام أبي أمامة، وإنما المرفوع حديث الخوارج، والدليل عليه أن الحفاظ رووا قول أبي أمامة لما سئل هل سمع حديث الخوراج من رسول الله r فقال : "إني إذا لجريء!كيف أقول هذا عن رأيي، لقد سمعته غير مرة ولا مرتين" بعد روايته لقصة الخوارج وأنهم شر قتل تحت أديم السماء.فوهم قطن بن عبد الله فرواه كما عند ابن أبي عاصم في السنة عن أبي غالب عن أبي أمامة قال : "افترقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين فرقة" فقال له رجل : من رأيك أم سمعته من رسول الله r ؟ فقال : " إني إذا لجريء، بل سمعته من رسول الله r غير مرة ولا مرتين ولا ثلاثة".
وإنما قال أبو أمامة هذا الكلام بعد أن ذكر حديث الخوارج كما في روايات الحفاظ الإثبات، وكما فصلته رواية حماد بن زيد وداود بن أبي سليك .
وكذا وهم قريش بن حيان وسلم بن زرير حيث جعلا كلام أبي أمامة الموقوف في الافتراق مرفوعاً إلى النبيr !
وسلم بن زرير ضعفه يحيى بن معين، مع كونه من رجال الشيخين.[95] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn95)
وذكره النسائي في الضعفاء وقال:" ليس بالقوي" [96] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn96).
وقال ابن حبان:" كان الغالب عليه الصلاح يخطئ خطأ فاحشاً، لا يجوز الاحتجاج به إلا فيما وافق الثقات". [97] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn97)
وقد يكون هذا الوهم من أبي غالب نفسه،فقد قال عنه ابن معين "صالح الحديث"[98] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn98)،وقال الدارقطني تارة "ثقة"وتارة "يعتبر به"[99] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn99)،وأجمل ابن حجر فيه القول بقوله "صدوق يخطئ".[100] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn100)
وقال عنه ابن سعد :" منكر الحديث".[101] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn101)
وقال عنه النسائي:"ضعيف".[102] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn102)
وقال عنه أبو حاتم :"ليس بالقوي ".[103] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn103)
وقال عنه ابن حبان :" منكر الحديث على قلته لا يجوز الاحتجاج به، إلا فيما يوافق الثقات، وهو صاحب حديث الخوارج".[104] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn104)
وقد روى هذا الحديث عن أبي أمامة جماعة سوى أبي غالب فلم يذكروا إلا حديث الخوارج وليس في روايتهم حديث الافتراق، ومنهم :
أ- شداد بن عبد الله :
كما عند عبد الله بن أحمد[105] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn105)، والحاكم.[106] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn106)
ب - سيار الشامي : رواه أحمد.[107] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn107)
ج- صفوان بن سليم : كما عند أحمد.[108] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn108)
فاجتمع في رواية حديث الافتراق عن أبي غالب أربع علل :
1 ـ أن أكثر الرواة رووا عنه حديثه في الخوراج ليس فيه حديث الافتراق.
2 ـ وأن رواية حماد بن زيد وداود بن أبي سليك فرقتا بين روايته لحديث الخوارج المرفوع، وروايته لحديث الافتراق الموقوف عليه من كلامه، وفصلتا بينهما وكشفتا وهم من وهم عليه في ذلك.
3 ـ أن أبا غالب متكلم فيه وقد ضعفه جماعة من الأئمة، وذكر ابن حبان أن سبب تضعيفه كونه منكر الحديث لا يقبل منه إلا ما تابعه عليه الثقات .
4 ـ أن الثقات غيره ممن رووا هذا الحديث عن أبي أمامة لم يذكروا حديث الافتراق هذا، فعلى فرض ثبوته عنه فهو من مناكيره التي تفرد بها مع ضعفه .
سابعا: حديث أنس بن مالك في الافتراق :
وقد رواه عنه جماعة:
1ـ قتادة بن دعامة:
رواه ابن ماجه[109] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn109)، وأبن أبي عاصم[110] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn110)، كلاهما عن هشام بن عمار ثنا الوليد بن مسلم ثنا الأوزعي ثنا قتادة عن أنس مرفوعاً" إن أمتي ستفترق على أثنيتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة ".
وفيه أربعة علل :
أولا: ضعف في هشام بن عمار كما قال الحافظ ابن حجر عنه : "صدوق كبر فصار يتلقن".[111] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn111)
ثانيا: كون الوليد بن مسلم مشهورا بتدليس التسوية، ولم يذكر فيه سماع قتادة من أنس، فقد يكون أسقط بين قتادة وأنس راويا ضعيفا، ومثله لا يقبل منه إلا أن يصرح بالسماع بين كل راو شيخه.[112] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn112)
ثالثا: عنعنة قتادة وهو مشهور بالتدليس وقد جعله الحافظ في المرتبة الثالثة[113] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn113) فلا يقبل من حديثه إلا ما صرح فيه بالسماع .
رابعا : مخالفة هشام بن عمار أو شيخه الوليد بن مسلم لرواية الجماعة عن الأوزاعي:
حيث رواه كل من :
1 ـ معاوية بن صالح :
أخرجه اللالكائي[114] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn114)من طريقه عن الأوزعي أن يزيد الرقاشي حدثه أنه سمع أنس بن مالك يقول فذكر نحو حديث قتادة.
2ـ يحيى بن عبد الله البابلتي:
حيث رواه أبو نعيم وابن عساكر[115] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn115) من طرق صحيحة إلى يحيى بن عبدالله ثنا الأوزاعي قال حدثني يزيد عن أنس فذكره مطولاً ولفظه"قال ذكر رجل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا قوته في الجهاد واجتهاده في العبادة فإذا هو قد أشرف عليهم فقالوا هذا الذي كنا نذكره، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إني لأرى في وجهه سفعة من الشيطان" ثم أقبل فسلم عليهم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "هل حدثت نفسك حين أشرفت علينا أنه ليس في القوم أحد خيرا منك" قال نعم ثم مضى فاختط مسجدا وصفن بين قدميه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من يقوم إليه فيقتله؟" قال أبو بكر أنا فانطلق إليه فوجده قائما يصلي فهاب أن يقتله فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال "ما صنعت؟" قال وجدته يا رسول الله قائما يصلي فهبت أن أقتله، فقال رسول الله "أيكم يقوم إليه فيقتله؟" فقال عمر أنا فانطلق ففعل كما فعل أبو بكر فقال رسول الله "أيكم يقوم إليه فيقتله؟" فقال علي أنا قال "أنت له إن أدركته"، فانطلق فوجده قد انصرف فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له "ما صنعت؟" قال وجدته يا رسول الله قد انصرف،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "هذا أول من يخرج من أمتي لو قتلته ما اختلف اثنان بعده من أمتي" ثم قال "إن بني إسرائيل تفرقت على إحدى وسبعين فرقة، وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة" قال يزيد وهي الجماعة. رواه عكرمة بن عمار وغيره عن يزيد نحوه".
والبابلتي ابن امرأة الأوزاعي، وقد صرح بالسماع منه هنا، وقد تكلم ابن معين في سماعه منه، وقال ابن عدي عنه "ليحيى البابلتي عن الأوزاعي أحاديث صالحة وفي تلك الأحاديث أحاديث ينفرد بها عن الأوزاعي...والضعف على حديثه بين".[116] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn116)
وهذا الحديث لم ينفرد به، بل توبع عليه، تابعه معاوية بن صالح، وكذلك فضيل بن عياض.
3ـ فضيل بن عياض:
رواه الخطيب البغدادي بإسناد صحيح إلى عبد الرحمن بن مهدي بن هلال الواسطي عن فضيل عن الأوزاعي عن يزيد الواسطي "كذا" عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة".[117] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn117)
فثبت بذلك أن الأوزعي إنما يروي هذا الحديث عن يزيد الرقاشي لا عن قتادة كما وهم عليه هشام بن عمار .
وقد رواه عن يزيد الرقاشي أيضاً :
1 ـ عكرمة بن عمار وغيره :
ذكره أبو نعيم في الحلية، وقد أخرج رواية عكرمة أبو يعلي الموصلي[118] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn118) بنحو رواية أبي نعيم عن الأوزاعي.
2 ـ محمد بن يعقوب :
أخرجه ابن عدي في كامله من طريقه عن يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم "قال إن بني إسرائيل افترقوا على اثنين وسبعين فرقة، وإن هذه الأمة تفترق على ثلاثة وسبعين فرقة ،كلها في النار إلا فرقة واحدة، قالوا يا رسول الله ومن تلك الفرقة الواحدة؟ قال الجماعة جماعتكم وأمراؤكم".[119] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn119)
قال ابن عدي بعد حديثه "ومحمد بن يعقوب هذا بعض أحاديثه فيها نكارة".
قال الذهبي "ذكر له ابن عدى أحاديث منكرة لها شواهد".[120] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn120)
فثبت بذلك أن الحديث هو حديث يزيد الرقاشي وهو محفوظ عنه من رواية عكرمة بن عمار ومحمد بن يعقوب، وكذلك من رواية الأوزاعي التي حفظها عنه معاوية بن صالح ويحيى بن عبد الله البابلتي وفضيل بن عياض.
فإما أن يكون هشام بن عمار أخطأ ووهم في رواية هذا الحديث عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي فجعله عن قتادة مع أنه عن يزيد الرقاشي.
أو يكون الوليد بن مسلم رواه عن الأوزاعي عن قتادة عن الرقاشي، فأسقط الرقاشي من الإسناد، ودلسه تدليس التسوية، كما هو مشهور عنه، قال الدارقطني "الوليد بن مسلم يرسل في أحاديث الأوزاعي، عند الأوزاعي أحاديث عن شيوخ ضعفاء، عن شيوخ أدركهم الأوزاعي مثل نافع والزهري وعطاء، فيسقط الضعفاء ويجعلها عن الأوزاعي، عن نافع والزهري وعطاء".[121] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn121)
وهذا متحقق هنا فإن قتادة يروي عن أنس بن مالك، وقد سمع منه، كما يروي أيضا عن الرقاشي عن أنس، والأوزاعي يروي عن قتادة، وأيضا عن الرقاشي، فجاء الوليد بن مسلم ورأى في الإسناد الرقاشي وهو ضعيف، فأسقطه ودلسه تدليس التسوية، ليصبح كل رجال الإسناد ثقات!!
ويرجح هذا الاحتمال أن هذا الإسناد "هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم عن الأوزاعي" إسناد شامي، و"قتادة عن أنس" إسناد عراقي بصري، ولا يتصور أن يفوت أصحاب قتادة الحفاظ الأثبات مثل هذا الحديث مع جلالة هذا الإسناد ثم لا يرويه أحد من أهل العراق ولا يحدث به إلا هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم!
أو يكون الأوزاعي سمعه من الرقاشي ومن قتادة غير أن قتادة دلسه ورواه بالعنعنة، ويكون قد سمعه من الرقاشي فأسقطه من الإسناد، والرقاشي من شيوخ قتادة، وقد روى قتادة عنه عن أنس، فلا يبعد أن يكون هذا مما سمعه منه أو بلغه عنه فأسقطه من الإسناد ودلسه عنه.
ويزيد بن أبان الرقاشي قال عنه مسلم : " متروك الحديث" [122] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn122) ، وكذا قال عنه أحـمد"متروك الحديث".[123] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn123)
كما رواه عن أنس أيضا:
2 ـ عبد العزيز بن صهيب :
رواه أبو يعلي[124] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn124)، والآجري[125] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn125)، وابن بطة[126] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn126)، كلهم من طرق عن مبارك بن سحيم عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس مرفوعاً:"افترقت بنو إسرائيل على إحدى وسبعين فرقة وإن أمتي ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا السواد الأعظم ".
وقال الهيثمي عن هذا الطريق:"فيه مبارك بن سحيم وهو متروك ".[127] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn127)
وهو كما قال ففي تهذيب المزي"قال عبد الله بن أحمد بن حنبل سمعت أبي يقول وعرضت عليه أحاديث مبارك بن سحيم الذي حدثنا عنه سويد فأنكرها ولم يحمده أظنه قال ليس بثقة، وأنكرها إنكارا شديدا وأظنه قال اضربوا عليه، وقال أبو زرعة واهي الحديث منكر الحديث ما أعرف له حديثا صحيحا وقد حسنوه بمولى عبد العزيز بن صهيب، وقال أبو حاتم منكر الحديث ضعيف الحديث، وقال البخاري منكر الحديث، وقال النسائي ليس بثقة ولا يكتب حديثه، وقال في موضع آخر متروك الحديث، وقال أبو بشر الدولابي متروك الحديث، وقال الحاكم أبو أحمد ذاهب الحديث، وقال أبو حاتم بن حبان ينفرد بالمناكير لا يجوز الإحتجاج به".[128] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn128)
3 ـ زياد بن عبد الله النميري:
رواه أحمد[129] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn129) عن وكيع عن عبد العزيز بن الماجشون عن صدقة بن يسار عن زياد عن أنس مرفوعاً ولفظه:"إن بني إسرائيل قد افترقت على ثنتين وسبعين فرقة، وانتم تفترقون على مثلها، كلها في النار، إلا فرقة ".
وزياد النميري قال عنه ابن حبان :" منكر الحديث يروي عن أنس أشياء لا تشبه حديث الثقات لا يجوز الاحتجاج به، تركه يحيى بن معين ".[130] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn130)
فلا تنفع متابعة مثله.
4 ـ سعيد بن أبي هلال :
رواه أحمد[131] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn131) عن حسن عن ابن لهيعة ثنا خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن أنس مرفوعاً نحو حديث النميري وزاد في آخره : "قالوا : يا رسول الله من تلك الفرقة ؟ قال : الجماعة الجماعة ".
وفيه علتان :
أولا: ضعف ابن لهيعة قال عنه الحافظ:" اختلط في آخر عمره، وكثر عنه المناكير في رواياته، وقال ابن حبان كان صالحاً، ولكنه كان يدلس عن الضعفاء "[132] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn132)، وقد جعله الحافظ في كتابه هذا في المرتبة الخامسة وهم الذين يضعف حديثهم حتى لو صرحوا بالسماع .
وقال ابن حبان :" أما رواية المتأخرين عنه بعد احتراق كتبه ففيها مناكير كثيرة، فوجب التنكب عن رواية المتقدمين عنه قبل احتراق كتبه لما فيها من الأخبار المدلسة عن الضعفاء والمتروكين، ووجب ترك الاحتجاج براوية المتأخرين عنه بعد احتراق كتبه لما فيه مما ليس من حديثه ". [133] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn133)
ولم يروه عنه قدماء أصحابه وهم العبادلة الأربعة : عبد الله بن المبارك، وعبد الله بن يزيد المقرئ، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وعبد الله بن وهب.[134] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn134)
ثانيا:أن سعد بن أبي هلال لم يسمع من أنس قال المزي:" روى عن أنس بن مالك، يقال:مرسل" [135] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn135)، وجزم بذلك ابن حجر فقال:" روى عن جابر وأنس مرسلا ".[136] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn136)
هذا مع أنه ولد سنة 70 بمصر ونشأ بالمدينة.
فثبت بذلك معاصرته لأنس فروايته عنه مع عدم سماعه منه تكون تدليساً أو إرسالاً خفياً .ولم يصرح هنا بالسماع، وقد قال فيه أحمد : " ما أدري أي شيء يخلط في الأحاديث ؟". [137] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn137)
وعلى كل حال إن سلم الحديث من ضعف ابن لهيعة وتخليط لم يسلم من إرسال سعيد وتدليسه!
5 ـ سليمان بن طريف:
رواه الأجري [138] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn138)، وابن بطة[139] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn139) كلاهما من طريقين عن شبابه بن سوار أخبرنا سليمان بن طريف عن أنس مرفوعاً : "... وستفترق أمتي على ما افترقت عليه بنو إسرائيل وستزيد فرقة واحدة لم تكن في بني إسرائيل" وقد قال الشيخ الألباني : " وابن طريف هذا لم أجد له ترجمة ". [140] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn140)
كذا قال الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ مع إن هذا الراوي من رجال التهذيب؟!
وإنما أوردوه في الكني بسبب الخلاف في اسمه قال الحافظ ابن حجر : " أبو عاتكة اسمه طريف بن سليمان ويقال سليمان بن طريف كوفي ويقال بصري، روى عن أنس، قال أبو حاتم : ذاهب الحديث، وقال البخاري : منكر الحديث، وقال النسائي ليس بثقة ذكره السليماني فيمن عرف بوضع الحديث " [141] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn141) ، وقد ذكره ابن أبي حاتم فيمن اسمه طريف[142] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn142). وقد قال عنه ابن عدي: " منكر الحديث ... وعامة ما يرويه عن أنس لا يتابعه عليه أحد من الثقات". [143] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn143)
6ـ زيد بن أسـلم :
رواه الآجري[144] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn144)، وابن بطة[145] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn145) كلاهما من طريق أبي معشر نجيح بن عبد الرحمن عن يعقوب بن زيد التيمي عن زيد بن أسلم عن أنس مرفوعاً مطولا وفي آخره : قيل من هم يا رسول الله؟ قال:"الجماعة ".
وفيه علتان :
الأولى:ضعف نجيح بن عبد الرحمن حتى قال عنه البخاري "منكر الحديث" [146] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn146) ، وقد اختلط بأخرة وفحش حتى قال عنه ابن حبان" كان ممن اختلط في آخر عمره ... فكثر المناكير في روايته من قبل اختلاطه فبطل الاحتجاج به ". [147] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn147)
الثانية:أن زيد بن أسلم كثير الإرسال وروى عن جماعة من الصحابة لم يسمع منهم مع إدراكه لهم كمحمود بن الربيع ولهذا ذكر ابن عبد البر ما يدل على أنه كان يدلس[148] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn148).وقد روى هذا الحديث بالعنعنة ولم يصرح بالسماع فهو منقطع.
7ـ يحيى بن سعد الأنصاري :
رواه العقيلي[149] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn149) من طريق عبد الله بن سفيان الخزاعي عن يحيى بن سعيد عن أنس مرفوعاً: "تفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا فرقة واحدة " قيل : يا رسول الله ما هذه الفرقة ؟ قال:"من كان على ما أنا عليه اليوم وأصحابي" .
وقال العقيلي بعد روايته لهذا الحديث :" ليس له من حديث يحيى بن سعيد أصل، وإنما يعرف هذا الحديث من حديث الأفريقي"، وقال عن عبد الله بن سفيان :" لا يتابع على حديثه" .
فهذه كل طرق هذا الحديث عن أنس رضي الله عنه مدارها كلها على الضعفاء والمتروكين وليس فيها إسناد واحد سالم من الإعلال، بل كلها مناكير، ولهذا تنكب عنها أصحاب الكتب الستة سوى ابن ماجة فأخرج رواية قتادة المعلولة، ولذا يظهر تساهل الشيخ الألباني في قوله عن حديث أنس هذا : "حديث صحيح ... والحديث صحيح قطعا له ستة طرق أخرى عن أنس، وشواهد عن جمع من الصحابة ".[150] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn150)
وقد ثبت بدراسة طرقه كلها أنه لا يثبت عن أنس لا من طريق صحيح ولا حسن ولا حسن لغيره لشدة ضعف الطرق عنه!
8- حديث أبي هريرة رضي الله عنه :
رواه أحمد[151] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn151)، وأبو داود[152] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn152)، والترمذي[153] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn153) وقال :" حسن صحيح "، وابن ماجه[154] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn154)، والموصلي[155] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn155)، وابن حبان[156] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn156)، والحاكم.[157] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn157)
كلهم من طرق عن محمد بن عمرو عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة مرفوعا: " افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة" وهذا لفظ الرواية الأولى عند ابن حبان وباقي الروايات نحوه وليس في الحديث زيادة:" كلها في النار إلا واحدة "!
قال الحاكم بعد تخريجه للحديث"وقد احتج مسلم بمحمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة"، وقد تعقبه الذهبي فقال"ما احتج مسلم بمحمد بن عمرو منفردا بل بانضمامه إلى غيره".
وهو الصحيح كما قال المزي وابن حجر "روى له البخاري مقرونا بغيره ومسلم في المتابعات".[158] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn158)
وهذا الحديث هو أصح حديث يروى في الافتراق ومداره على محمد بن عمرو بن وقاص الليثي، وقد أجمل الحافظ ابن حجر أقوال الأئمة فيه فقال :" صدوق له أوهام " [159] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn159)، وقال عنه يحيى بن معين : "ما زال الناس يتقون حديثه".[160] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn160)
وقد تفرد محمد بن عمرو بهذا الحديث عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة من دون كل أصحاب أبي سلمة، ومن دون أصحاب أبي هريرة من الحفاظ الإثبات مع كثرتهم، ولم يروه أحد منهم، وهذا يوهن من قوته كما قال الذهبي : "وإن تفرد الصدوق ومن دونه يعد منكراً، وإن إكثار الراوي من الأحاديث التي لا يوافق عليها لفظاً أو إسنادا يصيره متروك الحديث".[161] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn161)
ولهذا لم يخرج له مسلم هذا الحديث في صحيحه حيث لم يجد من تابعه عليه لا عن أبي سلمة ولا عن أبي هريرة.
وإذ ثبت كل ذلك ظهر جلياً سبب تنكب البخاري ومسلم عن تخريج هذا الحديث مع شهرته وشيوعه وكثرة طرقه إذا لم يجدا له طريقاً واحداً صحيحا على شرطهما! بل ولم يبوب البخاري له بابا في جامعه مع أنه ربما بوب لترجمة بحديث ليس على شرطه، فدل ذلك على أن كثرة طرق الحديث قد تكون سبباً للإعراض عنه إذا كان مدارها كلها على الضعفاء، إذ في رواجها بينهم دون الثقات مع عناية الحفاظ الإثبات على حفظ الصحيح وجمعه وروايته ما يؤكد بطلانها وإن كثرت طرقها، إذ بعيد أن تروج وتشتهر كل هذا الاشتهار ولا يسلم لها طريق واحد من رواية الثقة عن الثقة .
كما قال المحقق أحمد شاكر :"وبذلك يتبين خطأ كثير من العلماء المتأخرين في إطلاقهم أن الحديث الضعيف إذا جاء من طرق متعددة ضعيفة ارتقى إلى درجة الحسن أو الصحيح، فإنه إذا كان ضعف الحديث لفسق الراوي أو اتهامه بالكذب ثم جاء من طرق أخرى من هذا النوع : ازداد ضعفاً إلى ضعف، لأن تفرد المتهمين بالكذب أو المجروحين في عدالتهم، بحيث لا يرويه غيرهم يرفع الثقة بحديثهم، ويؤيد ضعف روايتهم"[162] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn162) .
كما يظهر تساهل من صححوا هذا الحديث أو حسنوه بكثرة طرقه.[163] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn163)
وقد ضعف هذا الحديث ابن حزم، كما غمز شيخ الإسلام ابن تيمية في صحته بإعراض الشيخين عن تخريجه،مع أنه يرى صحته، فقال : "فمن كفر الثنتين والسبعين فرقة كلهم فقد خالف الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والتابعين لهم بإحسان، مع أن حديث " الثنتين والسبعين فرقة" ليس في الصحيحين، وقد ضعفه ابن حزم وغيره، لكن حسنه غيره أو صححه، كما صححه الحاكم وغيره،ورواه أهل السنن من طرق،وليس قوله "ثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة" بأعظم من قوله تعالى "إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا" وقوله "ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوق نصليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا". وأمثال ذلك من النصوص الصريحة بدخول من فعل ذلك النار ومع هذا فلا نشهد لمعين بالنار، لإمكان أنه تاب أو كانت له حسنات محت سيئاته أو كفر الله عنه بمصائب أو غير ذلك كما تقدم، بل المؤمن بالله ورسوله باطنا وظاهرا الذي قصد اتباع الحق وما جاء به الرسول إذا أخطأ ولم يعرف الحق كان أولى أن يعذره الله في الآخرة من المتعمد العالم بالذنب، فإن هذا عاص مستحق للعذاب بلا ريب، وأما ذلك فليس متعمدا للذنب بل هو مخطئ والله قد تجاوز لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان"[164] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn164) ،وقال قبل ذلك"وإذا قال المؤمن "ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان"يقصد كل من سبقه من قرون الأمة بالإيمان وإن كان قد أخطأ في تأويل تأوله فخالف السنة، أو أذنب ذنبا فإنه من إخوانه الذين سبقوه بالإيمان فيدخل في العموم، وإن كان من الثنتين والسبعين فرقة، فإنه ما من فرقة إلا وفيها خلق كثير ليسوا كفارا بل مؤمنين، فيهم ضلال وذنب يستحقون به الوعيد كما يستحقه عصاة المؤمنين، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يخرجهم من الإسلام بل جعلهم من أمته، ولم يقل إنهم يخلدون في النار فهذا أصل عظيم ينبغي مراعاته". [165] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn165)
وقد قال الشوكاني "زيادة "كلها في النار" لا تصح مرفوعة ولا موقوفة"[166] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn166)،وقد أورده في الفوائد المجموعة.[167] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn167)
بينما قال الألباني"الحديث ثابت لا شك فيه، ولذلك تتابع العلماء خلفا عن سلف على الاحتجاج به....ولا أعلم أحدا قد طعن فيه إلا من لا يعتد بتفرده وشذوذه".[168] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn168)
وقال أيضاً : "هذا المتن المحفوظ ورد عن جماعة من الصحابة منهم أنس بن مالك رضي الله عنه وقد وجدت له عنه وحده سبع طرق ".[169] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn169)
وفي كلامه هذا نظر إذ لم يتتابع العلماء خلفاً عن سلف على الاحتجاج بهذا الحديث، بل تنكب عن إخراجه الشيخان ولم يحتجا بشيء من أسانيد وطرق هذا الحديث مع كثرتها، وإنما صححه المتساهلون كالترمذي وابن حبان والحاكم ومن حديث أبي هريرة وحده فقط[170] (http://www.dr-hakem.com/controlpanel/scripts/blank.gif#_ftn170)، وليس فيه زيادة " كلها في النار إلا واحدة"، ومداره على محمد بن عمرو، وكل من لم يحتج بما تفرد به محمد بن عمرو أو لم يحتج به مطلقاً من المتقدمين فهو قائل برد هذا الحديث، ولا يشترط أن يحكم الإمام الناقد على كل حديث بعينه بالرد بل حكمه على الراوي حكم على مروياته إذا لم يتابع عليها، وليس في كل طرق هذا الحديث طريق واحد أجمع المتقدمون على الاحتجاج بكل رواته، فلا يمكن والحال هذه ادعاء تتابع العلماء خلفا عن سلف على الاحتجاج بهذا الحديث، نعم لو جاء هذا الحديث من طريق احتج البخاري ومسلم به ـ وإن لم يخرجاه ـ لكان لهذا القول وجه والأمر على خلاف ذلك فلا تصح هذه الدعوى، وتصحيح المتساهلين في التصحيح كالترمذي وابن حبان والحاكم لا يخرجه عن كونه حديثا غريبا تفرد به راو متكلم فيه، وتنكب البخاري ومسلم عن الاحتجاج بمحمد بن عمرو كاف في إثبات هذه الدعوى، وكذا تنكبهما عن إخراج هذا الحديث مع كثرة طرقه.
نتائج البحث
وبعد جمع كل طرق هذا الحديث المشهور، ودراسته دراسة نقدية إسنادية، وصل الباحث إلى ما يلي:
1 ـ ثبت أن حديث عوف بن مالك منكر لضعف عباد بن يوسف، ولتفرده بهذا الحديث، ومخالفته الثقات الذين رووا الحديث عن صفوان، حيث خالفوه في إسناد وجعلوه من حديث معاوية بن أبي سفيان ليثبت بذلك أنه لا أصل له عن عوف بن مالك،وأنه خطأ من عباد بن يوسف ولم يتابع عليه .
2 ـ كما ثبت ضعف حديث معاوية لأن مداره على أزهر بن أبي عبد الله، وهو ناصبي غال، يسب عليا رضي الله عنه،وقد طعن فيه أبو داود وذكره ابن الجارود في الضعفاء، وقد تفرد بهذا الحديث عن معاوية، مما يقضي بأنه منكر وأحسن أحواله أنه حديث ضعيف .
3 ـ وكذلك ثبت ضعف حديث عبد الله بن عمرو وأنه حديث منكر، لأن مداره على عبد الرحمن بن زياد الأفريقي وهو شديد الضعف منكر الحديث، وقد تفرد بهذا الحديث ولم يتابع عليه، وقد اشتهر برواية الغرائب والمناكير، ورواه بالعنعنة، وهو مشهور بالتدليس بل شر أنواعه وهو التدليس عن المتروكين مما يدل على أنه حديث منكر، ولا أصل له عن عبد الله بن عمرو .
4 ـ كما ثبت أيضا أن حديث سعد بن أبي وقاص حديث منكر، إذا مداره على موسى بن عبيدة ، وهو منكر الحديث لا يكتب حديثه، وقد تفرد بهذا الحديث ولم يتابع عليه من حديث سعد مما يقضي على حديثه هذا بالنكارة.
5 ـ وكذا ثبت أن حديث عمرو بن عوف المزني باطل لا أصل له، إذا مداره على كثير بن عبد الله، وهو منكر الحديث جداً، يروي عنه أبيه عن جده نسخة موضوعة وهذا الحديث منها .
6 ـ وثبت أيضاً أن حديث أبي أمامة في الافتراق مداره على أبي غالب، وقد ضعفه النسائي، وقال عنه ابن سعد وابن حبان :" منكر الحديث "، وقد اختلف عليه الرواة الذين ذكروا حديث الافتراق عنه، وقد كشفت رواية حماد بن زيد وداود بن أبي السليك أن حديث الافتراق موقوف على أبي أمامة من كلامه لم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم،فوهم عليه بعض الرواة وجعلوه مرفوعاً، وعلى كل حال فتفرده بهذا الحديث مع ضعفه يجعل حديثه هذا في عداد المناكير على فرض ثبوت الرواية عنه مرفوعة، فكيف وقد جاءت أيضاً موقوفة وهو الصحيح؟
7 ـ كما ثبت أيضا أن حديث أنس مع كثرة طرقه عنه ليس فيها إسناد واحد صحيح ولا حسن بل ولا ضعيف، بل مدارها كلها على المتروكين كيزيد بن أبان الرقاشي، وقد قال عنه مسلم " متروك الحديث"، ومبارك بن سحيم وهو" متروك "، وزياد النميري وهو " منكر الحديث " كما قال ابن حبان، وابن لهيعة وهو " متروك بعد اختلاطه"وقد رواه بالعنعنة وهو مشهور بالتدليس، وسليمان بن طريف وهو "منكر الحديث" ومتهم بالوضع، ونجيح بن عبد الرحمن وقد قال عنه البخاري :" منكر الحديث "، وسعد بن سعيد وهو " متروك الحديث " كما قال النسائي، وهذه كل طرقه عن أنس، لا يصح منها شيء، فبان خطأ قول الشيخ الألباني بأنه صحيح قطعا عن أنس اغترارا برواية قتادة المعلولة المدلسة عن الرقاشي.
8 ـ كما ثبت أن حديث أبي هريرة هو أحسنها حالاً ـ وإسناده حسن ـ وليس في حديثه زيادة :"كلها في النار إلا واحدة"، ومداره على محمد بن عمرو الليثي وهو صدوق له أوهام، وقد تفرد بهذا الحديث عن أبي سلمة عن أبي هريرة، ولهذا تجنب مسلم تخريج حديثه هذا، مع أنه أخرج له أحاديث أخرى في المتابعات،
وعلى كل فكل طرق هذا الحديث مناكير وغرائب ضعيفة ومنكرة، وأحسنها حالا حديث أبي هريرة وهو حديث حسن، مع تساهل كبير في تحسينه لتفرد محمد بن عمرو به، وهو صدوق له أوهام خاصة في روايته عن أبي سلمة عن أبي هريرة، ولهذا كان القدماء يتقون حديثه كما قال يحيى بن معين.
والله تعالي أعلم .

saqrarab
2012-10-07, 17:22
خاتمة البحث
وعلى كل فكل طرق هذا الحديث مناكير وغرائب ضعيفة ومنكرة، وأحسنها حالا حديث أبي هريرة وهو حديث حسن، مع تساهل كبير في تحسينه لتفرد محمد بن عمرو به، وهو صدوق له أوهام خاصة في روايته عن أبي سلمة عن أبي هريرة، ولهذا كان القدماء يتقون حديثه كما قال يحيى بن معين.
والله تعالي أعلم

==========================
حمل البحث
http://www.gulfup.com/?ME1Z8m

ابو الحارث مهدي
2012-10-09, 12:25
الحديث ضعيف رغم انفك وانف الاخ رضا


ولغيرك أن يقول:
الحديث ثابت صحيح رغم أنفك وأنف من تتشبع بهم
فمهمة النسخ واللصق التي أتعبت بها نفسك لا يعجز عنها غيرك من البطالين
ولكن:

الأواني الفارغة تحدث ضجة أكثر من الأواني الممتلئة
وكذلك البشر لا يحدث ضجة إلا ذوو العقول الفارغة
فلا نضيع وقتنا بالمجادلة معهم

ابو الحارث مهدي
2012-10-09, 12:35
http://www.albetaqa.com/waraqat/04salaf/001/salaf0004.jpg





حديث افتراق الأمة إلى نيف وسبعين فرقة للإمام الصنعاني,,تحقيق وتخريج: سعد بن عبد الله بن سعد السعدان
http://www.archive.org/download/fira...ak_sanaani.pdf (http://www.archive.org/download/firaksanaani/firak_sanaani.pdf)
http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/azhar.gif
دفع المراء عن حديث الافتراق للشيخ حمد بن إبراهيم العثمان
http://www.4shared.com/document/kA4h...______-__.html (http://www.4shared.com/document/kA4hOMGF/_____-___-______-__.html)
http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/azhar.gif
الوفاق في تأويل حديث الإفتراق للشيخ أبي عبد الله محمد بن عبد الحميد حسونة
http://www.hssona.com/eg/play.php?catsmktba=199 (http://www.hssona.com/eg/play.php?catsmktba=199)
http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/azhar.gif
بحث علمي حول حديث الافتراق والرد على بعض المتعالمين للدكتور عبد العزيز العتيبي
http://islamancient.com/play.php?catsmktba=1109 (http://islamancient.com/play.php?catsmktba=1109)
http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/azhar.gif
الإسلام على مفترق الطرق للدكتور محمد عمر بازمول:
http://islamancient.com/ressources/docs/239.zip (http://islamancient.com/ressources/docs/239.zip)
http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/azhar.gif
حكم الإنتماء إلى الفرق والأحزاب والجماعات الإسلامية للعلامة بكر أبو زيد رحمه الله
http://ia600202.us.archive.org/13/it...2327/22327.pdf (http://ia600202.us.archive.org/13/items/waq22327/22327.pdf)
http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/azhar.gif
الجماعات الإسلامية للشيخ سليم الهلالي:
http://www.archive.org/download/zad41/zad41.pdf (http://www.archive.org/download/zad41/zad41.pdf)
http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/azhar.gif
جماعة واحدة لا جماعات وصراط واحد لا عشرات للعلامة ربيع بن هادي المدخلي
http://www.rabee.net/show_des.aspx?pid=1&id=17 (http://www.rabee.net/show_des.aspx?pid=1&id=17)
http://forum.amrkhaled.net/images/smilies/azhar.gif

بداية الإنحراف ونهايتة للشيخ محمد بن عبد الله الإمام
http://sh-emam.net/play-504.html (http://sh-emam.net/play-504.html)

آلاء الرحـــــــمن
2012-10-11, 10:30
السلام عليكم ورحمة الله

لنفرض جدلا ان هذا القول صحيح وان الحديث ضعيف .....

بماذا تفسر كثرة الفرق من اشعرية وقديانية ورافضة شيعية و اخوانية وسلفية ؟؟؟؟؟

فكلها تنتمي الى الاسلام ولكنها متفرقة فسر لي هذا الافتراق ..... هل هو محض صدفة ام تصديق لقول رسول كريم لاينطق عن الهوى ؟؟؟

hamiddeg
2012-10-11, 10:55
السلام عليكم ورحمة الله

لنفرض جدلا ان هذا القول صحيح وان الحديث ضعيف .....

بماذا تفسر كثرة الفرق من اشعرية وقديانية ورافضة شيعية و اخوانية وسلفية ؟؟؟؟؟

فكلها تنتمي الى الاسلام ولكنها متفرقة فسر لي هذا الافتراق ..... هل هو محض صدفة ام تصديق لقول رسول كريم لاينطق عن الهوى ؟؟؟

لنفرض جدلا ان الحديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم

و أن الامة بالفعل قد انقسمت الى ما يربو عن سبعين و نيف

فما قولكم في حديثه صلوات ربي وسلامه عليه عندما قال :<< عليكم بالسواد الأعظم >>

و السواد الأعظم هم الاشعرية .

قول رسول كريم لاينطق عن الهوى

آلاء الرحـــــــمن
2012-10-11, 11:08
لنفرض جدلا ان الحديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم

و أن الامة بالفعل قد انقسمت الى ما يربو عن سبعين و نيف

فما قولكم في حديثه صلوات ربي وسلامه عليه عندما قال :<< عليكم بالسواد الأعظم >>

و السواد الأعظم هم الاشعرية .

قول رسول كريم لاينطق عن الهوى
انت لم تجب على تساؤلي

و لكن من سؤالك توضح ان الحديث صحيح فالانقسام موجود ... لا عليك سأجيبك بما جاء به العلماء الاجلاء و هذا ردهم على ما ذكرت
================================================== =====================================


جاء في رسالة (التمسك بالسنة النبوية وآثاره) للعلامة ابن عثيمين-رحمه الله- : "السؤال الرابع: يحتج بعض الناس بأن فعل الأكثرين دليل على صحة العمل، ويحتجون بحديث"عليكم بالسواد الأعظم" فما رأي فضيلتكم؟
الجواب:هذه الحجة غير صحيحة، لأن الله تعالى قال: (فإن تنازعتم في شيء فردوه) وإلى من؟ (إلى الله والرسول) [النساء:59]،لم يقل: ردوه إلى الأكثر، وليست المسألة مسألة تصويب برلمان وما أشبه ذلك، المسألة:دليل من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالواجب الرجوع إلى ما دل عليه الكتاب والسنة ولولم يكن إلاواحدا. وأما"عليكم بالسواد الأعظم" فإن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فالسواد الأعظم هم المسلمون المتمسكون بالحق،لأن كلمة الأعظم ليست كالأكثر; بل الأعظم منزلة والأعظم منزلة: هو من وافق قوله كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. هذا إن صح الحديث، وأظنه أثرا عن ابن مسعود أوغيره".


---------------

يقول الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في حكمه على هذا الحديث كما في كتابه ضعيف سنن ابن ماجة ضعيف جدا

حدثنا العباس بن عثمان الدمشقي حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا معان بن رفاعة السلامي حدثني أبو خلف الأعمى قال سمعت أنس بن مالك يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أمتي لا تجتمع على ضلالة فإذا رأيتم اختلافا فعليكم بالسواد الأعظم * ( ضعيف جدا ) _ دون الجملة الأولى ، فهي صحيحة ، المشكاة 173 و 174 ، الضعيفة 2896 ، صحيح الجامع 1848 .


----------------

لا تَجتَمِعُ أُمَّةُ محمدٍ على ضَلالَةٍ أبدًا وعليكم بالسَّوادِ الأعظَمِ فإنه مَن شَذَّ شَذَّ إلى النارِ
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث: ابن حزم - المصدر: أصول الأحكام - الصفحة أو الرقم: 1/592
خلاصة حكم المحدث: فيه المسيب بن واضح منكر الحديث لا يحتج به

-----------------

عليكم بالسواد الأعظم
الراوي: - المحدث: ابن حزم - المصدر: أصول الأحكام - الصفحة أو الرقم: 1/592
خلاصة حكم المحدث: لا يصح

---------------

إن أمتي لا تجتمع على ضلالة فإذا رأيتم الاختلاف فعليكم بالسواد الأعظم الحق وأهله
الراوي: أنس بن مالك المحدث: ابن كثير - المصدر: تحفة الطالب - الصفحة أو الرقم: 122
خلاصة حكم المحدث: إسناده ضعيف

----------

إن أمتي لن تجتمع على ضلالة فإذا رأيتم الاختلاف فعليكم بالسواد الأعظم
الراوي: - المحدث: ابن كثير - المصدر: نهاية البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 1/28
خلاصة حكم المحدث: ضعيف

--------------

وقال العلامة ابن القيّم رحمه الله ، في "إعلام الموقعين" :
( واعلم أنَّ الإجماع والحجَّة والسواد الأعظم هو العالم صاحب الحق ، وإن كان وحده ، وإن خالفه أهل الأرض )
إلى أن قال :
( وقال نعيم بن حمَّادٍ : إذا فسدت الجماعة فعليك بما كانت عليه الجماعة قبل أن تفسد ، وإن كنت وحدك فإنك أنت الجماعة حينئذٍ ، ذكرهما البيهقي وغيره )
إلى أن قال :
( وقد شذ الناس كلهم زمن أحمد بن حنبل إلا نفراً يسيراً ، فكانوا هم الجماعة ، وكانت القضاة حينئذٍ والمفتون والخليفة وأتباعه كلّهم هم الشاذّون ، وكان الإمام أحمد وحدهُ هو الجماعة ، ولمّا لم يتحمّل هذا عقول الناس قالوا للخليفة : يا أمير المؤمنين أتكون أنت وقضاتك وولاتك والفقهاء والمفتون كلّهم على الباطل وأحمد وحدهُ هو على الحق ؟ فلم يتّسع علمه لذلك ، فأخذه بالسياط والعقوبة بعد الحبس الطويل ، فلا إله إلا الله ، ما أشبه الليلة بالبارحة ، وهي السبيل المهيع لأهل السُّنة والجماعة حتّى يلقوا ربّهم ، مضى عليها سلفهم ، وينتظرها خلفهم { من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدّلوا تبديلاً } ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ) أهـ . إعلام الموقعين ص770 ، طبعة دار طيبة .


------------

قال الإمام المجدد شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في في الرسالة التاسعة التي يرد فيها على ابن سحيم:
( وأما استدلالك بالأحاديث التي فيها إجماع الأمة والسواد الأعظم ، وقول : من شذ شذّ في النار ، ويد الله على الجماعة ، وأمثال هذا ، فهذا أيضاً من أعظم ما تلبس به على الجُهّال ، وليس هذا معنى الأحاديث بإجماع أهل العلم كلهم ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الإسلام سيعود غريباً ، فكيف يأمرنا باتباع غالب الناس ؟! وكذلك الأحاديث الكثيرة ، منها قوله : "يأتي على الناس زمان ، لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ، ولا من القرآن إلا رسمه" . وأحاديث عظيمة كثيرة ، يُبيِّن صلى الله عليه وسلم أن الباطل يصير أكثر من الحق ، وأن الدين يصير غريباً ، ولو لم يكن في ذلك إلا قوله صلى الله عليه وسلم : "ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة" ، هل بعد هذا البيان بيان ؟ ياويلك ! كيف تأمر بعد هذا باتباع أكثر الناس وقد قال الله تعالى : " وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ"( ) وقوله تعالى (وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ (116)الأنعام
) أهـ . الدرر السنيَّة 10/42 .

---------

hamiddeg
2012-10-12, 07:15
ما أحذقكم يا وهابية !!!!

كنت أعلم مسبقا بأنك ستقولين بأن هذا الحديث ضعيف

لأنه لا يخدمكم

توبوا للرحمان

آلاء الرحـــــــمن
2012-10-12, 10:49
انتم قلتم ان حديث الافتراق غير صحيح وكل القرائن تدل على صحته وعندما نقول ان حديث غير صحيح تاخذكم العزة؟؟؟

لماذا تأخذون فقط بما وافق هواكم توبوا الى الرحمن

قطــــوف الجنــــة
2012-10-12, 10:59
جزء فيه ذكر من نصَّ على ثبوت حديث افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فِرقة
الحمد لله الولي الحميد، الغفور الودود، والصلاة والسلام على رسوله المبعوث رحمة لسائر العبيد، وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم الوعد والوعيد.
أما بعد:
فقد أخرج ابن ماجه ـ رحمه الله ـ في "سننه"(3993) عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ افْتَرَقَتْ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، وَإِنَّ أُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ عَلَى ثِنْتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، كُلُّهَا فِي النَّارِ، إِلَّا وَاحِدَةً وَهِيَ: الْجَمَاعَة )).
وسيكون الكلام على هذا الحديث في أربع مسائل:
المسألة الأولى / عن تخريجه.
هذا الحديث قد أخرجه على اختلاف رواته من الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ، وألفاظهم:
أحمد (12208و 16937و 12479و 8396) وأبو داود (4596) والترمذي (2640و 2641) وابن ماجه (3993و 3992و 3991) وابن أبي عاصم في "السنة"(2و64و65و69و71و45و63و70) وعبد الرزاق (18674) وابن أبي شيبة (37892 ) والبزار (2755و 6214) والحارث بن أبي أسامة كما في "بغية الباحث"( 706 ) والمروزي في "السنة"( 51 و 53 و 54 و 55 و56و57و58و60و61) وأبو يعلى (3938 و 4127و 3944و 5910و 6117و 5978و 3938) وعبد بن حميد في "المنتخب"( 148) والحاكم (444و 443و 445و 441و 10و 442و 3790و 6325و 8325) وابن حبان (6247و 6731) والطبراني في "الأوسط"( 7202 و 7840 ) وفي "الكبير"( 8035و 8053و 8054و 62و 3و 885و 3و 91و 129) والفسوي في " المعرفة والتاريخ "(3/387-388و2/381-382) والشاشي في "مسنده"( 772 ) والآجري في "الشريعة"( 23 و 24 و 26و27و28و21و23و 772و 111و 1860) وابن المقرئ في "معجمه"( 411) وابن بطة في "الإبانة الكبرى"( 264و 411و 263و 265و1و 267و 268و 271و 736و 266و 270و 275) واللالكائي في "شرح أصول الاعتقاد"( 146و 147و 145و 148و 150و 152و149) وابن وضاح في "البدع والنهي عنها"( 250) والبيهقي (20901و 16783) والخطيب البغدادي في " شرف أصحاب الحديث"(ص24) وفي "تاريخ بغداد"(15/419) وبحشل في "تاريخ واسط"(1/196وو235) وغيرهم.

قطــــوف الجنــــة
2012-10-12, 11:01
وممن رواه من الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ:
أبو هريرة وأنس بن مالك ومعاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن عمرو بن العاص وسعد بن أبي وقاص وعوف بن مالك الأشجعي وعمرو بن عوف المزني وأبو أمامة وعبد الله بن مسعود وجابر بن عبد الله وأبو الدرداء وواثله بن الأسقع وعلي بن أبي طالب وعبد الله بن عمر بن الخطاب وعبد الله بن عباس.
وبعض طرقه ثابتة، وبعضها ليست بثابتة.
وقال عبد القاهر البغدادي ـ رحمه الله ـ في كتابه " الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية"(ص5):
للحديث الوارد في افتراق الأمة أسانيد كثيرة، وقد رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من الصحابة.اهـ
المسألة الثانية / عن درجته، ومن نص من العلماء على ثبوته.
هذا الحديث ثابت صحيح.
بل نُقل عن جلال الدين السيوطي ـ رحمه الله ـ: أنه متواتر.
فقال عبد الرؤوف المناوي ـ رحمه الله ـ في كتابه " فيض القدير شرح الجامع الصغير"( 1223):
وعده المؤلف من المتواتر.اهـ
وذكره الكتاني ـ رحمه الله ـ في كتابه "نظم المتناثر من الحديث المتواتر"(18).
وقد نص على ثبوته جمع من أهل العلم، فدونكم ـ هُديتم إلى الرشد ـ الأسماء والمصادر والكلام:
1- قال الترمذي ـ رحمه الله ـ في "سننه"(2640 ):
حديث أبي هريرة حديث حسن صحيح.اهـ
وقال أيضاً (2641) عن حديث عبد الله بن عمرو:
هذا حديث حسن مفسَّر، لا نعرفه مثل هذا إلا من هذا الوجه.اهـ
وقال المباركفوري ـ رحمه الله ـ في "تحفة الأحوذي"(2/334رقم:2779):
فتحسين الترمذي له لاعتضاده بحديث الباب.اهـ
2- قال الحاكم ـ رحمه الله ـ في "المستدرك"( 443) بعد أن أسنده من حديث أبي هريرة ومعاوية بن أبي سفيان:
هذه أسانيد تقام بها الحجة في تصحيح هذا الحديث.اهـ
ووافقه الذهبي.
وقال أيضاً (441) بعد حديث أبي هريرة:
هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وله شواهد.اهـ
ووافقه الذهبي.
3- صححه ابن حبان ـ رحمه الله ـ في "صحيحه"(6247و 6731) من حديث أبي هريرة.
وقال السيوطي ـ رحمه الله ـ في كتابه "الدرر المنتثرة"(484):
حديث: (( تفترق الأمة على ثلاث وسبعين فرقة )) أخرجه أبو داود والترمذي والحاكم وابن حبان والبيهقي وصححوه من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ وغيره.اهـ

قطــــوف الجنــــة
2012-10-12, 11:02
- قال الجوزقاني ـ رحمه الله ـ في كتابه " الأباطيل والمناكير والصحاح والمشاهير"( 283) حين ساقه من حديث أنس بن مالك:
هذا حديث عزيز حسن مشهور، رواته كلهم ثقات أثبات كأنهم بدور وأقمار.اهـ
5- قال البغوي ـ رحمه الله ـ في كتابه "شرح السنة"(1/213):
وثبت عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( إن بني إسرائيل تفرَّقت ... )).اهـ
6- أخرجه الضياء المقدسي ـ رحمه الله ـ في كتابه "الأحاديث المختارة مما لم يخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما"( 16783و 2497و 2498و 2499و 2500).
7- قال أبو بكر ابن العربي ـ رحمه الله ـ في كتابه "أحكام القرآن"(3/432):
وثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( افترقت اليهود والنصارى ... )).اهـ
8- قال أبو إسحاق الشاطبي ـ رحمه الله ـ في كتابه "الاعتصام"(2/698):
صح من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ.اهـ
9- صححه عبد الحق الإشبيلي ـ رحمه الله ـ في كتابه "الأحكام الشرعية الصغرى"(1/96).
فقد ذكره فيها من حديث معاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنهما ـ.
وقد قال ـ رحمه الله ـ في المقدمة عن أحاديث كتابه هذا:
وتخيَّرتها صحيحة الإسناد معروفة عند النقاد، قد نقلها الأثبات، وتداولها الثقات.اهـ
10- قال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ كما في "مجموع الفتاوى"(3/345):
الحديث صحيح مشهور في "السنن" و "المسانيد".اهـ
وقال ـ رحمه الله ـ في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم"(1/137) عن حديث معاوية بن أبي سفيان:
هذا حديث محفوظ.اهـ
وقال أيضاً (1/135):
وهذا الافتراق مشهور عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أبي هريرة، وسعد، ومعاوية، وعمرو بن عوف، وغيرهم.اهـ
11- قال ابن كثير ـ رحمه الله ـ في "تفسيره"(4/361):
كما جاء في الحديث المروي في "المسانيد" و "السنن" من طرق يشد بعضها بعضاً : (( إن اليهود افترقت ... )).اهـ
وقال ـ رحمه الله ـ في كتابه " البداية والنهاية "(19/37) عن حديث أنس بن مالك:
وهذا إسناد جيد قوي على شرط الصحيح، تفرد به ابن ماجه.اهـ
وقال أيضاً (19/36) عن حديث عوف بن مالك:
وإسناده لا بأس به أيضاً.اهـ
وقال أيضاً (19/38) عن حديث معاوية بن أبي سفيان:
تفرد به أبو داود، وإسناده حسن.اهـ
12- قال الذهبي ـ رحمه الله ـ في "تلخيصه على المستدرك"( 443) عقب حديث أبي هريرة ومعاوية بن أبي سفيان موافقاً للحاكم:
هذه أسانيد تقوم بها الحجة.اهـ
وقال أيضاً (441) عند حديث أبي هريرة موافقاً للحاكم:
على شرط مسلم.اهـ
13- قال زين الدين العراقي ـ رحمه الله ـ في كتابه "المغني عن حل الأسفار"(1/885رقم:3240):
الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو، وحسنه: (( تفترق أمتي ... )) ولأبي داود من حديث معاوية وابن ماجه من حديث أنس وعوف بن مالك: (( وهي الجماعة )) وأسانيدها جياد.اهـ
وقال المناوي ـ رحمه الله ـ في كتابه "فيض القدير"( 1223):
وكذا الحاكم والبيهقي عن أبي هريرة، قال الزين العراقي: في أسانيده جياد.اهـ
14- قال شرف الدين الطيبي في كتابه "الكاشف عن حقائق السنن"(1/370رقم:171-172):
والرواية الصحيحة في "سنن أبي داود": (( وإن هذه الأمة ستفترق ... )).
15- قال ابن حجر العسقلاني ـ رحمه الله ـ في كتابه "الكاف الشاف في تخريج أحاديث الكشاف"(ص63رقم:17):
وعن معاوية: أخرجه أبو داود وأحمد والحاكم، وإسناده حسن.اهـ
16- قال البوصيري ـ رحمه الله ـ في كتابه "مصباح الزجاجة" (1412) عقب حديث أبي هريرة:
هذا إسناد صحيح رجاله ثقات.اهـ

قطــــوف الجنــــة
2012-10-12, 11:03
- قال السخاوي ـ رحمه الله ـ كما في "الأجوبة المرضية فيما سئل السخاوي عنه من الأحاديث النبوية"(2/569) عن حديث أنس عند ابن ماجه:
ورجاله رجال الصحيح.اهـ
وقال أيضاً (2/572) عن حديث عوف عند ابن ماجه:
ورجاله موثقون.اهـ
وقال أيضاً (2/574) عن حديث أبي أمامة عند الطبراني:
ورواته موثقون.اهـ
وقال الشوكاني ـ رحمه الله ـ في كتابه "الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة"(78) عن السخاوي ـ رحمه الله ـ:
قال في "المقاصد": حسن صحيح.اهـ
والذي في "المقاصد الحسنة"(340) للسخاوي ـ رحمه الله ـ:
أبو داود والترمذي، وقال حسن صحيح.اهـ
وقال الألباني ـ رحمه الله ـ في "سلسلة الأحاديث الصحيحة"( 203):
وممن وقع في هذا التقليد مع أنه كثير التنديد به العلامة الشوكاني فإنه أورده في "الفوائد المجموعة" بهذه الزيادة، وقال (502): " قال في "المقاصد": حسن صحيح، وروي عن أبي هريرة وسعد وابن عمر وأنس وجابر وغيرهم".
وهذا منه تلخيص لكلام "المقاصد"، وإلا فليس هذا لفظه، ولا قال: حسن صحيح، وإنما هو قول الترمذي كما تقدم، وقد نقله السخاوي عنه وأقره، ولذلك استساغ الشوكاني جعله من كلامه، وهو جائز لا غبار عليه.اهـ
18- قال جلال الدين السيوطي ـ رحمه الله ـ في كتابه "الجامع الصغير"(1223):
عن أبي هريرة، ( صح ).اهـ
وقال الأمير الصنعاني ـ رحمه الله ـ في كتابه "التنوير شرح الجامع الصغير"(1218):
رمز المصنف لصحته.اهـ
وقال المناوي ـ رحمه الله ـ في كتابه "فيض القدير شرح الجامع الصغير"( 1223):
وعده المؤلف ـ يعني: السيوطي ـ من المتواتر.اهـ
19- قال المناوي ـ رحمه الله ـ في كتابه "التيسير بشرح الجامع الصغير"(1/179):
عن أبي هريرة بأسانيد جيدة.اهـ
20- قال المقبلي ـ رحمه الله ـ في كتابه "العلم الشامخ في إيثار الحق على الآباء والمشايخ"(ص 512):
حديث افتراق الأمة إلى ثلاث وسبعين فرقة رواياته كثيرة يشد بعضها بعضاً بحيث لا يبقى ريبة في حاصل معناها.اهـ
21- قال الأمير الصنعاني ـ رحمه الله ـ في "حديث افتراق الأمة إلى نيف وسبعين فرقة"(ص94-95):
وهذا كله توفيق بين الأحاديث مبني على صحة قوله: (( كلها هالكة إلا فرقة ))، ولا شك أنه ثبت في كتب السُّنة كما سمعته.اهـ
22- ابن العلقمي ـ رحمه الله ـ.
فقد قال أحمد بن محمد الدهلوي المدني ـ رحمه الله ـ في كتابه "تاريخ أهل الحديث"(ص78):
وقال العزيزي في "السراج المنير" نقلاً عن العلقمي: حسن صحيح.اهـ
23- وقال سليمان بن سحمان ـ رحمه الله ـ في كتابه " الضياء الشارق في رد شبهات الماذق المارق"(ص565):
وهم المعنيون بقوله في الحديث الصحيح: (( وستفترق أمتي ... )).اهـ
وبنحوه في كتابه "كشف غياهب الظلام"(ص151).
24- وقال أحمد بن محمد الدهلوي المدني ـ رحمه الله ـ في كتابه "تاريخ أهل الحديث"(ص78):
رواه الحاكم بإسناد حسن، والترمذي قال: حسن صحيح، وأبو داود والنسائي وأحمد والبيهقي.اهـ
وقال أيضاً (ص84) في شأن رجلٍ في أحد أسانيده:
ويكفي هذان الوصفان في الراوي لصحة الحديث فيحتج به على المقصود، ويصح الاستدلال به، ويؤيده ما رواه ...اهـ
وقال أيضاً (ص118):
رواه الحاكم والترمذي وأبو داود والبيهقي، وقال الترمذي: حسن صحيح، كما تقدم تصحيحه.اهـ
25- قال عبد العزيز ابن باز ـ رحمه الله ـ كما في "فتاوى نور على الدرب"(1/18):
وداخلةٌ في الحديث الصحيح: (( ستفترق أمتي ... )).اهـ
26- قال أحمد شاكر ـ رحمه الله ـ في تعليقه على "تفسير ابن جرير الطبري"( 7577) عند حديث أبي هريرة:
وقال البوصيري في "زوائده": إسناده صحيح رجاله ثقات، وهو كما قال.اهـ
27- قال عبيد الله المباركفوري ـ رحمه الله ـ في كتابه "مرعاة المفاتيح"(1/276رقم: 171):
فالحديث لا ينحط عن درجة الحسن، بل هو صحيح.اهـ
28- قال الألباني ـ رحمه الله ـ في كتابه "ظلال الجنة في تخريج السنة"(64):
والحديث صحيح قطعاً، لأن له ست طرق عن أنس، وشواهد عن جمع من الصحابة.اهـ
وتوسع في الكلام عليها في كتابه "سلسلة الأحاديث الصحيحة"( 204و 203و 1492).
29- قال حمود التويجري ـ رحمه الله ـ في كتابيه "غربة الإسلام"(1/382) و "إتحاف الجماعة"(1/264) بعد أن ساقه من رواية عشرة من الصحابة، عند زيادة: (( من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي )):
فإن قيل: إن هذ الحديث ضعيف، قيل قد تقدم ما يشهد له من حديث عبد الله بن عمرو وأنس ـ رضي الله عنهم ـ.اهـ

قطــــوف الجنــــة
2012-10-12, 11:04
- قال ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ كما في "مجموع الفتاوى والرسائل"(1/37):
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه: (( أن اليهود افترقوا على إحدى وسبعين فرق ..)).اهـ
31- قال مقبل بن هادي الوادعي ـ رحمه الله ـ في كتابه "الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين"(5/113) عقب حديث أبي هريرة:
هذا حديث حسن.اهـ
32- قال عبد المحسن العباد ـ سلمه الله ـ في كتابه "الانتصار لأهل السنة والحديث في رد أباطيل حسن المالكي"(ص103):
وأما حديث افتراق الأمَّة إلى أكثر من سبعين فرقة، فقد جاء عن جماعة من الصحابة، منهم: معاوية ...، وقد حسَّنه الألباني في "السلسلة الصحيحة"(204)، وهو صحيح لشواهده التي جاءت عن أنس وعبد الله بن عمرو بن العاص وعوف بن مالك وأبي أمامة ـ رضي الله عنهم ـ.اهـ
33- قال ربيع بن هادي المدخلي ـ سلمه الله ـ في كتابه "الانتصار لكتاب الله العزيز الجبار ولأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الأخيار رضي الله عنهم على أعدائهم الأشرار"(ص352-353):
لأنهم الفرقة الناجية، كما جاء في الحديث المروي في المسانيد والسنن من طرق يشدّ بعضها بعضاً: (( إنّ اليهود افترقت على إحدى وسبعين فرقة، وإنّ النصارى افترقوا على اثنتين وسبعين فرقه، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا فرقة واحده، قالوا: ومن هم يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه وأصحابي )) رواه الحاكم في "مستدركه" بهذه الزيادة.اهـ
تنبيهات:
الأول: هذا الحديث نص على ثبوته أيضاً:
أبو نعيم الأصفهاني ـ رحمه الله ـ.
وقد دونته عندي منذ سنين مع أسماء من وقفت على تثبيتهم له، لكني نسيت الآن أين كتبت المرجع واللفظ، فلعل الله تعالى أن يَمن بتذكره فيما بعد أو يكرم بإرشاد أخ فاضل إليه، فألحقه مع من تقدم من أهل العلم.
الثاني: قال ابن بهادر الزركشي ـ رحمه الله ـ في كتابه "اللآلي المنثورة في الأحاديث المشهورة"(ص216):
أخرجه أبو داود وابن ماجة والترمذي من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( افترقت اليهود ... )).
وقال البيهقي: حسن صحيح.اهـ
وقال العجلوني ـ رحمه الله ـ في كتابه "كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس"(1001):
رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح، وأبو داود والحاكم وابن حبان والبيهقي وصححوه.اهـ
وقال السيوطي ـ رحمه الله ـ في كتابه "الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة"(484):
حديث: أخرجه أبو داود والترمذي والحاكم وابن حبان والبيهقي وصححوه من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ وغيره.اهـ
وقد يكون ذكر تصحيح البيهقي ـ رحمه الله ـ من الوهم، فيحتاج إلى مزيد تحرير.
ووجدته ـ رحمه الله ـ قد قال في كتابه "الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد"(ص261):
ويشبه أن يكون اختلاف هؤلاء وأمثالهم أريد بما رُوِّينا في حديث أبي هريرة، والذي يؤكده ما روي في حديث معاوية في هذا الحديث أنه قال: (( كلها في النار إلا واحدة، وهي الجماعة )) وفي حديث عمرو بن عوف: (( إلا واحدة، الإسلام وجماعتهم )) وفي حديث عبد الله بن عمرو: (( إلا واحدة، ما أنا عليه وأصحابي )).اهـ
وهذا قد يشعر بتقويته للحديث.
وقد مرَّ بي هذا الحديث في كتابه "السنن الكبرى" و "دلائل النبوة" و "المدخل إلى السنن الكبرى" وغيرها فلم أجد له التصريح بالتصحيح.
الثالث: قال الهيثمي ـ رحمه الله ـ في كتابه "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد"( 12096):
وعن أبي أمامة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (( تفرقت بنو إسرائيل ... )).
رواه الطبراني في "الأوسط" و "الكبير" بنحوه، وفيه أبو غالب، وثقه ابن معين وغيره، وبقية رجال "الأوسط" ثقات، وكذلك أحد إسنادي "الكبير".اهـ
وقال أيضاً (841):
عن عوف بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( تفترق أمتي ... )).
قلت: عند ابن ماجة طرف من أوله، رواه الطبراني في "الكبير" و "البزار"، ورجاله رجال الصحيح.اهـ
الرابع: قال أبو العلا محمد المباركفوري ـ رحمه الله ـ في كتابه "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي"(7/333رقم:2788):
ونقل المنذري تصحيح الترمذي، وأقره.اهـ

قطــــوف الجنــــة
2012-10-12, 11:05
المسألة الثالثة / عن منزلته.
قال الحافظ أبو عبد الله الحاكم ـ رحمه الله ـ في كتابه "المستدرك على الصحيحين"(10):
إنه حديث كبير في الأصول.اهـ
ولهذا لا زال أئمة أهل السنة والحديث ـ رحمهم الله ـ يوردونه ويحتجون به في كتب السُّنة والاعتقاد، ويجعلونه أصلاً في التحذير من الفرق المنحرفة وأهلها، وبيان مجانبتهم للسنة، ومعرفة أهل الحق، وأنهم طائفة واحدة لا طوائف، وجماعة واحدة لا جماعات، وهم من كان على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ـ رضي الله عنهم ـ في الاعتقاد والقول والعمل.
وبنى عليه كثير ممن صنف في الفِرَق كتابه، متحرياً الوصول إلى هذا العدد المُخْبَر به في هذا الحديث، مع بيان سبب خروج الفرق المنحرفة عن هدي الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة.
و قال أبو العلا محمد المباركفوري ـ رحمه الله ـ في كتابه "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي"(7/333رقم:2788):
قال العلقمي: قال شيخنا:
ألَّفَ الامام أبو منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي في شرح هذا الحديث كتاباً.اهـ
المسألة الرابعة / عن فوائده.
قال أحمد بن محمد الدهلوي المدني ـ رحمه الله ـ في كتابه "تاريخ أهل الحديث"(ص78-79):
والحديث نص في محل النِّزاع، فإنه يدل دلالة قطعية على ثلاثة أمور:
الأول: أن الأمة الإسلامية بعد وفاته ـ عليه الصلاة والسلام ـ تختلف وتصبح ذات نِحَل وأراء متفرقة في الدين، بعد ما جاءت البينات الواضحات أنها كلها في النار، بسبب اختلافها في مسائل الدين بعد التنزيل من رب العالمين.
الثاني: إلا ملة واحدة تكون ناجية بسبب اعتصامها بالكتاب والسنة، والعمل بهما بلا تأويل وتحريف.
الثالث: عيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم الفِرقة الناجية منهم، وأنها واحدة موصوفة بصفات مخصوصة، بينها النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه، فلا تحتاج لتأويل وتفسير.
فهذا الحديث عَلَم من أعلام النبوة، حيث وقع ما أخبر به صلى الله عليه وسلم،وقد وجِد مصداقه من أزمنة كثيرة.اهـ
منقول للامانة

saqrarab
2012-10-12, 11:39
السلام عليكم ورحمة الله

لنفرض جدلا ان هذا القول صحيح وان الحديث ضعيف .....

بماذا تفسر كثرة الفرق من اشعرية وقديانية ورافضة شيعية و اخوانية وسلفية ؟؟؟؟؟

فكلها تنتمي الى الاسلام ولكنها متفرقة فسر لي هذا الافتراق ..... هل هو محض صدفة ام تصديق لقول رسول كريم لاينطق عن الهوى ؟؟؟


حسب كلامك انتي تنطلقي من قاعدة اذا صح الحدث صح الحديث
وان هذا الحديث صحيح لانه تدعمه شواهد عقلية
لكن هناك احاديث كثيرة تدعمها شواهد عقلية واحداثها صحت لكنها موضوعة ومكذوبة
مثل هذا عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل :هذه المغارب اين تغرب ؟ وهذه المطالع اين تطلع ؟ فقال صلى الله عليه وسلم ( هي على رسلها لا تبرح ولا تزول , تغرب عن قوم وتطلع على قوم ,وتغرب عن قوم وتطلع , فقوم يقولون غربت ,وقوم يقولون طلعت )
وانا اعطيك قرن من اليوم لتاتي لي بدلائل صحة هذا الحديث
مع انه تدعمه ادلة عقلية قوية جداااااااا جدا
حديث الافتراق لو قراتي ردي جيدا لعرفت ان العلماء فيه على انقسام
هناك من صححه بالجملة
وهناك من انكر الزيادة فيه التي تقول كلها في النار الا واحدة
وهناك من ضعفه بالكلية سندا ومتنا
وأنا مع الراي الثالث ببساطة
لانه لم يذكر في الصحيحين وحديث بمثل هذه الاهمية لا يغيب عن رجال الصحيحين
ينفي الخيرية التي في امة محمد لان حسب الحديث افتراقها سيكون اكثر من افتراق اليهود والنصارى
سنده بمختلف طرقه ضعيف
متنه منكر او فيه زيادة في احسن احواله
يستعمله كثير من الفرق اليوم من اجل استباحة دماء المسلمين
..............الخ من اسباب لو ذكرناها لما اتسعت لها كتب
==============================
وحتى لو فرضنا صحة هذا الحديث جدلا فالناظر الى حال الفرق الاسلامية ماذا يجد
يجد فرق جعلت من التكفير ديدنها فاستباحت دماء واعرض المسلمين
ويجد فرق جعلت من القبور الهة تعبد من دون الله
وفرق جعلت من الحاكم والسلطان الطاغية ظلا لله في الارض لايعصى له امر وتبرر له كل ظلم
وفرق جعلت من المدعين انبياء
و و و و و و و و و .......الخ وكل هذه الفرق تدعي انها ناجية فلا حول ولاقوة الا بالله العظيم
=============================
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

ابو الحارث مهدي
2012-10-12, 15:55
الأواني الفارغة تحدث ضجة أكثر من الأواني الممتلئة


وكذلك البشر لا يحدث ضجة إلا ذوو العقول الفارغة
فلا نضيع وقتنا بالمجادلة معهم





الاختلاف سنة كونية حدد معالمها رسول الهدى -صلى الله عليه وسلم - في كلمة مختصرة
حيث يشخص لنا الداء ويصف لنا الدواء بقوله :


(ومن يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا) = (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي
عضوا عليها بالنواجذ


http://forum.hwaml.com/imgcache2/hwaml.com_1299135988_457.jpg

وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار )

ابو الحارث مهدي
2012-10-15, 09:10
ما أحذقكم يا وهابية !!!!


كم أكره الأغبياء
شكونا إليهم خراب العراق * فعابوا علينا شحوم البقر
فكانوا كما قيل فيما مضى * أريها السها وتريني القمر

قال الله تعالى


(قل موتوا بغيظكم ان الله مخرج ما كنتم تحذرون)


قال الشيخ العلامة عبد الحميد ابن باديس - رحمه الله –



( وصار من يُريد معرفتهم لا يجد لها موردا إلا كتب خصومهم الذين ما كتب أكثرهم إلا تحت تأثير السياسة التركية التي كانت تخشى من نجاح الوهابيين نهضة العرب كافة .
وأقلهم من كتب عن حسن قصد من غير استقلال في الفهم ولا تثبت في النقل فلم تسلم كتابته في الغالب من الخطأ والتحريف.
وأنَّى تُعرف الحقائق من مثل هاته الكتب أو تلك ، أم كيف تُؤخذ حقيقة قوم من كتب خصومهم ، ولا سيما إذا كانوا مثل الصِنفين المذكورين ) ."


"آثار عبد الحميد بن باديس " ( 5 / 23 – 24 )





وقال الأستاذ الزاهري - رحمه الله -
(عضو إداري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين)( العدد 5) من " الصراط السوي"
( 26جمادى الثانية 1352 هـ / 16 أكتوبر 1933 م ، ص 4 - 5 )




(الأتراك هم الذين سموا حنابلة نجد باسم " الوهابية " ، وهم الذين نشروا عنهم التهم والأكاذيب في العالم الإسلامي ، واستأجروا الفقهاء في جميع الأقطار ليؤلفوا ويكتبوا ويكذبوا على حنابلة نجد ، وهم الذين ألفوا كتابا ضد الوهابية ونسبوه إلى الشيخ سليمان بن عبد الوهاب - شقيق الإمام محمد بن عبد الوهاب - ، وهم الذين أخذوا ابن سعود أسيرا إلى الآستانة ولكنهم نكثوا العهد الذي عاهدوه فقتلوه غيلة وغدرا ، وأنا أعتقد أن للأجانب يدا في هذه الحرب التي أثارها الأتراك العثمانيون على ابن سعود ؛ فإنه يسوؤهم أن يستولي ابن سعود على الحجاز ويسوؤهم أن ينشر فيه الأمن والعدل والرحمة وأن يحكم فيه بما أنزل الله ، وكان الحجاز على عهد الأتراك مباءة فوضى وقطع طرق ، فلما جاء الوهابية أمنوا سبله ونشروا فيه الطمأنينة والعدل ) .
ويقول ايضا «بقي شيء واحد وهو قول الوزير:



(إنّ مؤسس هذا المذهب هو شيخ الإسلام ابن تيمية، واشتهر به ابن عبد الوهاب).


والواقع أنَّ مؤسس هذا المذهب ليس هو ابن تيمية ولا ابن عبد الوهاب، ولا الإمام أحمد ولا غيره من الأئمة والعلماء، وإنما مؤسسه هو خاتم النبيين سيدنا محمد بن عبد الله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم على أنه في الحقيقة ليس مذهبًا، بل هو دعوة إلى الرجوع إلى السنة النبوية الشريفة، وإلى التمسك بالقرآن الكريم، وليس هنا شيء آخر غير هذا.».


«مجلة الصراط السوي»:(5/5)





ألا فلا نامت أعين الجبناء
أَلاَ فَلاَ نَامَتْ أَعْيُنُ المُخَذِّلِينَ الكَذَبَةِ الدُخَلاَء



كنت أعلم مسبقا بأنك ستقولين بأن هذا الحديث ضعيف
لأنه لا يخدمكم



منذ متى تعرفون التمييز بين الحديث الموضوع والضعيف
فحال أسيادك من المبتدعة يردون المتواتر ويحتجون بكل كسير وعوير وثالث ما فيه خير
ثم يأتي جويهل مثلكَ يلوك البهتان ولا يُحسن له مضغا، ويتقيؤه عندنا هنا ، تبا لكم ولجهلكم وغباءكم أيها المفترون


http://www.munasbh.com/upload/uploads/images/0569944524-4933d86a65.gif


أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري ولد بالبصرة سنة (260هـ) وسكن بغداد وتوفي بها سنة(324هـ) . وعاش – رحمه الله - ملازما لزوج أمه شيخ المعتزلة في زمنه أبي علي الجبائي، فعنه أخذ الاعتزال حتى تبحر فيه وصار من أئمته ودعاته .
تحوله عن الاعتزال :
يجمع المؤرخون لحياة أبي الحسن رحمه الله على التحول الأول في حياته، وهو خروجه من مذهب الاعتزال ونبذه له .
فيذكر ابن عساكر –وغيره- أن أبا الحسن الأشعري - رحمه الله - اعتزل الناس مدة خمسة عشر يوما، وتفرغ في بيته للبحث والمطالعة، ثم خرج إلى الناس في المسجد الجامع، وأخبرهم أنه انخلع مما كان يعتقده، كما ينخلع من ثوبه، ثم خلع ثوبا كان عليه ورمى بكتبه الجديدة للناس.
ومع اتفاق الباحثين على رجوعه عن مذهب الاعتزال، إلا أنهم اختلفوا في تحديد سبب ذلك الرجوع
ان أئمة المذاهب لم يكونوا لا أشاعرة ولا ماتُريدية لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم من الأئمة المجتهدين ،بل كانوا من أئمة السلف أهل السنة والجماعة كالإمام الليث بن سعد إمام أهل مصر ، والإمام الأوزاعي إمام أهل الشام ، والإمام إسحق بن راهويه إمام خراسان ، والإمام سفيان الثوري إمام العراق ، والإمام المجاهد عبد الله بن المبارك ، وأئمة البصرة في زمانهم حماد بن سلمة وحماد بن زيد ، وإمام سمرقند الحجة عبد الله بن عبد الرحمن الدارمي السمرقندي وأئمة اليمن الحفاظ معمر بن راشد الأزدي وعبد الرزاق الصنعاني ، وأئمة الحديث الجهابذة الراسخين علي بن المديني وأبو زرعة الرازي وأبو حاتم الرازي ويحيى بن معين ، ويحي القطان وشعبة بن الحجاج الأزدي ، وإمام الدنيا في زمانه الإمام البخاري صاحب الصحيح وصحيحه يشهد بذلك ، وتلميذه الإمام الحافظ مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح أيضاً ، وبقية أصحاب الكتب الستة أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة ، وخاتمة الجهابذة إمام المسلمين في زمانه أبو الحسن الدارقطني وخليفته من بعده الخطيب البغدادي ، وإمام الأئمة ابن خزيمة والإمام ابن حبان والإمام الحاكم … وغيرهم كثير ولله الحمد
و من المعلوم أن المذهب الأشعري نشأ بعد القرن الثالث ، و لم يكتب له الظهور إلا في القرن السادس





أن المالكية والشافعية ليسوا أشاعرة وليس الحنفية ماتُريدية ، ولنضرب لذلك أمثلةً يتبين فيها ذلك :
أما المالكية :
فالإمام مالك (ت: 179ه) -رحمه الله تعالى- لم يكن أشعرياً لا هو ولا تلاميذه الذين أخذوا عنه كابن القاسم وسحنون وبشر بن عمر الزهراني ، ولا الذين رووا عنه الموطأ كالإمام يحيى الليثي وأبي مصعب الزبيري ومحمد بن الحسن الشيباني وغيرهم كثير ، وأما أتباع مذهبه من الأئمة الكبار فلم يكونوا أشاعرة بل كشيخهم وإمامهم من أئمة السلف
فمنهم : إمام المالكية في زمانه قاضي بغداد الإمام المشهور إسماعيل بن اسحاق القاضي أحد أحفاد الإمام الثبت حماد بن زيد ، وإمام المالكية في العراق في زمانه القاضي عبد الوهاب المالكي ، وإمام المالكية في زمانه لذي كان يُقال له مالك الصغير الإمام عبد الله بن أبي زيد القيرواني ، والإمام العلامة أبو عمرو الطلمنكي ، والإمام أبو بكر محمد بن وهب المالكي ، والإمام الحجة أبو عبد الله المشهور بابن أبي زمنين ، وحافظ المغرب في زمانه إمام الأندلس بل المغرب الحجة العلامة أبو عمر بن عبد البر ، وغيرهم كثير
ومن المتأخرين من المالكية وإن كان يُعتبر من الأئمة المجتهدين والجهابذة الراسخين الذي كان معدوم النظير في عصرنا الحاضر الإمام العلامة أبو عبد الله محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي ، وكتابهُ في التفسير ( أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن) شاهدٌ على ذلك وعلى تقدمه وعلو منزلته .
وأما الشافعية :
فإن الإمام الشافعي(ت: 204ه) -رحمه الله تعالى- لم يكن أيضاً أشعرياً لا هو ولا تلاميذه الذين أخذوا عنه كالإمام إسماعيل بن يحيى المزني ، والإمام الربيع بن سليمان المرادي ، وكالإمام البويطي وغيرهم ، وأما أتباع مذهبه الكبار الجهابذة فلم يكونوا أشاعرة بل أئمة سلفيين من أهل السنة والجماعة
أمثال : إمام الشافعية في زمانه أبي العباس بن سريج ، وإمام الشافعية في زمانه أبي العباس سعد بن علي الزنجاني ، والإمام حجة الإسلام أبي أحمد الحداد ، وإمام الشافعية في زمانه إسماعيل بن محمد بن الفضل التميمي ، وكالإمام الحجة أبي بكر بن المنذر ، والإمام المشهور الذي كان يقال له الشافعي الثاني أبو حامد الإسفراييني،وصاحبه الإمام العلامة الحجة شيخ الإسلام أبي القاسم الطبري اللالكائي وانظر كتابه ( شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة)
والإمام المشهور إمام المسلمين في زمانه أبي عبد الله محمد بن نصر المروزي ، وكذلك الأئمة حُفاظ عصرهم أبو الحجاج المزي ، والإمام علم الدين البرزالي وأبو عبد الله الذهبي مؤرخ الإسلام ومفيد الشام ، والإمام الحافظ أبو الفداء إسماعيل بن كثير الشافعي ، ومن المتأخرين من الشافعية الإمام العلامة أحمد بن عبد القادر الحِفظي وغيرهم كثير ولله الحمد .
وأما الحنفية :
فإمامهم الإمام الفقيه أبو حنيفة النعمان (ت: 150ه) - رحمه الله تعالى- لم يكن ماتُريدياً لا هو ولا تلامذته الجهابذة


أمثال : محمد بن الحسن الشيباني أحد رواة موطأ الإمام مالك ، والقاضي أبي يوسف وغيرهم ، وأما أتباع مذهبه الجهابذة الكبار فلم يكونوا لا ماتُريدية ولا أشعرية ، بل أئمة سلفيين أمثال :
الإمام الفقيه هشام ابن عُبيد الله الرازي عالم الرأي في زمانه ، والإمام العلامة المحدث الفقيه إمام الحنفية في زمانه بل محدث الديار المصرية وفقيهها الإمام أبو جعفر الطحاوي ، وعقيدته المسماة» بالعقيدة الطحاوية «مشهورة بين العلماء وطلبة العلم ، وأفضل من شرحها من العلماء الحنفية الإمام العلامة القاضي ابن أبي العز الحنفي وأما من المتأخرين من علماء الحنفية بل من علماء العلم الإسلامي الإمام المجتهد العلامة محمد بن صديق بن حسن خان القنُّوجي ، فقد أبان عن مذهب السلف في كتابه القيم » الدين الخالص « وهناك غيرهم من أئمة السلف .
وأما أتباع المذاهب الأخرى كالمذهب الزيدي مثلاً فقد ظهر منهم عُلماء اختاروا مذهب السلف وأيدوه ودافعوا عنه وردوا على من خالفه ، حتى على نفس المذهب الزيدي الذي نشأوا في بداية حياتهم عليه ، ومن هؤلاء العلماء :
السيد الإمام العلامة محمد بن إبراهيم بن عبد الله المشهور بابن الوزير المتوفى سنة (840) صاحب كتاب» العواصم والقواصم في الذب عن سُنة أبي القاسم «

وكذلك الإمام العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعاني المتوفى( 1182) صاحب كتاب» سُبل السلام شرح بلوغ المرام «
وكذلك الإمام العلامة المجتهد القاضي محمد بن علي الشوكاني المتوفى سنة 1250 ورسالته المسماة » بالتحف في مذاهب السلف تدل على ذلك

ابو الحارث مهدي
2012-10-15, 09:30
1- الحنفية:



معلوم أن واضع الطحاوية وشارحها كلاهما حنفيان ، وكان الإمام الطحاوي معاصراً للأشعري وكتب هذه العقيدة لبيان معتقد الإمام أبي حنيفة وأصحابه ، وهي مشابهة لما في الفقه الأكبر عنه وقد نقلوا عن الإمام
أنه صرح بكفر من قال إن الله ليس على العرش أو توقف فيه ، وتلميذه أبو يوسف كفر بشراً المريسي
ومعلوم أن الأشاعرة ينفون العلو وينكرون كونه تعالى على العرش ومعلوم أيضاً أن أصولهم مستمدة من بشر المريسي.




2- عند المالكية :



روى حافظ المغرب وعلمها الفذ ابن عبد البر بسنده عن فقيه المالكية بالمشرق ابن خويز منداذ أنه قال في كتاب الشهادات شرحاً لقول مالك : لا تجوز شهادة أهل البدع والأهواء ، وقال :

" أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام ، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعرياً كان أو غير أشعري، ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً ، ويهجر ويؤدب على بدعته ، فإن تمادى عليها استتيب منها .

وروى ابن عبد البر نفسه في الانتقاء عن الأئمة الثلاثة " مالك وأبي حنيفة والشافعي " نهيهم عن الكلام وزجر أصحابه وتبديعهم وتعزيرهم ، ومثله ابن القيم في " اجتماع الجيوش الإسلامية "

فماذا يكون الأشاعرة إن لم يكونوا أصحاب كلام ؟


3- عند الشافعية :



قال الإمام أبو العباس بن سريج الملقب بالشافعي الثاني ، وقد كان معاصراً للأشعري : " لا نقول بتأويل المعتزلة والأشعرية والجهمية والملحدة والمجسمة والمشبهة والكرامية والمكيفة بل نقبلها بلا تأويل ونؤمن بها بلا تمثيل " .

قال الإمام أبو الحسن الكرجي من علماء القرن الخامس الشافعية ما نصه : " لم يزل الأئمة الشافعية يأنفون ويستنكفون أن ينسبوا إلى الأشعري ويتبرأون مما بنى الأشعري مذهبه عليه وينهون أصحابهم وأحبابهم عن الحوم حواليه على ما سمعت من عدة من المشايخ والأئمة " ، وضرب مثالاً بشيخ الشافعية في عصره الإمام أبو حامد الإسفرائيني الملقب "الشافعي الثالث" قائلاً :

" ومعلوم شدة الشيخ على أصحاب الكلام حتى ميز أصول فقه الشافعي من أصول الأشعري ، وعلق عنه أبو بكر الراذقاني وهو عندي ، وبه اقتدى الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في كتابيه اللمع والتبصرة حتى لو وافق قول الأشعري وجهاً لأصحابنا ميزه وقال : " هو قول بعض أصحابنا وبه قالت الأشعرية ولم يعدهم من أصحاب الشافعي ، استنكفوا منهم ومن مذهبهم في أصول الفقه فضلاً عن أصول الدين " أ.هـ.


وبنحو قوله بل أشد منه قال شيخ الإسلام الهروي الأنصاري .

ابو الحارث مهدي
2012-10-15, 09:32
4- الحنابلة :

موقف الحنابلة من الأشاعرة أشهر من أن يذكر فمنذ بدّع الإمام أحمد " ابن كلاب " وأمر بهجره - وهو المؤسس الحقيقي للمذهب الأشعري- لم يزل الحنابلة معهم في معركة طويلة ، وحتى في أيام دولة نظام الملك - التي استطالوا فيها - وبعدها كان الحنابلة يخرجون من بغداد كل واعظ يخلط قصصه بشيء من مذهب الأشاعرة ، ولم يكن ابن القشيري إلا واحداً ممن تعرض لذلك ، وبسبب انتشار مذهبهم وإجماع علماء الدولة سيما الحنابلة على محاربته أصدر الخليفة القادر منشور " الاعتقاد القادري " أوضح فيه العقيدة الواجب على الأمة اعتقادها سنة (433هـ) .

وكذلك يفعل أتباعهم في عصرنا هذا بملئ خطبهم الحماسية ومواعظهم وقصصهم وما يسمونه بالكتب الفكرية لثقة قرائهم - من الشباب المتحمس - العمياء بهم ولجهل أكثر هؤلاء الشباب بعقيدتهم الصحيحة التي كان عليها سلفهم الصالح من الصحابة ومن تبعهم بإحسان .

هذا وليس ذم الأشاعرة وتبديعهم خاصة بأئمة المذاهب المعتبرين ، بل هو منقول أيضاً عن أئمة السلوك الذين كانوا أقرب إلى السنة وإتباع السلف ، فقد نقل شيخ الإسلام في الاستقامة كثيراً من أقوالهم في ذلك ، وأنهم يعتبرون موافقة عقيدة الأشعرية منافياً لسلوك طريق الولاية والاستقامة حتى أن عبد القادر الجيلاني لما سئل :

" هل كان لله ولي على غير اعتقاد أحمد بن حنبل ؟ قال : ما كان ولا يكون " .

هذا موجز مختصر جداً لحكم الأشاعرة في المذاهب الأربعة ، فما ظنك بحكم رجال الجرح والتعديل مما يعلم أن مذهب الأشاعرة هو رد خبر الآحاد جملة ، وأن في الصحيحين أحاديث موضوعة أدخلها الزنادقة ، وغيرها من الطوام ، وانظر إن شئت ترجمة إمامهم المتأخر الفخر الرازي في الميزان ولسان الميزان .

فالحكم الصحيح في الأشاعرة أنهم من أهل القبلة لاشك في ذلك
أَمَّا أَنَّهُم مِنْ أَهْلِ السُنَّة فَلاَ