مشاهدة النسخة كاملة : التفريق بين العلماء والمتشبهين بهم
جمال البليدي
2011-12-02, 02:45
التفريق بين العلماء والمتشبهين بهم
وهذا التفريق مهم من أجل إنزال الناس منازلهم ، ومن أجل الرجوع إلى العلماء عند الفتن ، ومن يتشبه بالعلماء قد يسعى لقطع الطريق الموصل إلى العلماء ، ولا تجد عصرا من العصور إلا وهم يشتكون من الصنف المتعالم ، وإليك بعض النقولات عن بعض أهل العلم:
قال الإمام الذهبي رحمه الله في "سير أعلام النبلاء" 7/152-153: (كان السلف يطلبون العلم فنبلوا وصاروا أئمة يُقتدى بهم وطلبه قوم منهم لا لله وحصلوه ثم استفاقوا وحاسبوا أنفسهم فجرهم العلم إلى الإخلاص في أثناء الطريق... وقوم طلبوه بنية فاسدة لأجل الدنيا وليثنى عليهم فلهم ما نووا... وقوم نالوا العلم وولوا به المناصب، فظلموا وتركوا التقيد بالعلم وركبوا الكبائر والفواحش فتبا لهم فما هؤلاء بعلماء وبعضهم لم يتق الله في علمه، بل ركب الحيل وأفتى بالرخص وروى الشاذ من الأخبار، وبعضهم اجترأ على الله ووضع الأحاديث، فهتكه الله وذهب علمه وصار زاده إلى النار, وهؤلاء الأقزام كلهم رووا من العلم شيئا كبيرا وتضلعوا منه في الجملة، فخلف من بعدهم خلف بان نقصهم في العلم والعمل وتلاهم قوم انتموا إلى العلم في الظاهر ولم يتقنوا منه سوى نزر يسير أوهموا به أنهم علماء فضلاء ولم يدر في أذهانهم قط أنهم يتقربون به إلى الله، لأنهم ما رأوا شيخا يقتدى به في العلم فصاروا همجا رعاعا غاية المدرس منهم أن يحصل كتبا مثمَّنة يخزنها وينظر فيها يوما ما فيصحف ما يورده ولا يقرره فنسأل الله النجاة والعفو).
قال الشوكاني ـ رحمه الله ـ في "البدر الطالع" (1/472) في ترجمة علي بن قاسم حنش : (ومن محاسن كلامه الذي سمعته منه : الناس على طبقات ثلاث:
فالطبقة العليا ، العلماء الأكابر وهم يعرفون الحق والباطل وإن اختلفوا لم ينشأ عن اختلافهم الفتن ، لعلمهم بما عند بعضهم بعضا.
والطبقة السافلة : عاملة على الفطرة لا ينفرون عن الحق وهم أتباع من يقتدون به إن كان محقا كانوا مثله ، وإن كان مبطلا كانوا كذلك.
والطبقة المتوسطة: هي منشأ الشر وأصل الفتن الناشئة في الدين ، وهم الذين لم يمعنوا في العلم حتى يرتقوا إلى رتبة الطبقة الأولى ، ولا تركوه حتى يكونوا من أهل الطبقة السافلة ، فإنهم إذا رأوا أحدا من أهل الطبقة العليا يقول ما لا يعرفونه مما يخالف عقائدهم التي أوقعهم فيها القصور فَـوّقُـوا إليه سهام التقريع ونسبوه إلى كل قول شنيع وغيروا فطر أهل الطبقة السفلى عن قبول الحق بتمويهات باطلة ، فعند ذلك تقوم الفتن الدينية على ساق ، هذا معنى كلامه الذي سمعناه منه. وقد صدق فإن من تأمل ذلك وجده كذلك) اهـ
وقال ابن حزم ـ رحمه الله ـ في كتابه "السير والأخلاق" (ص91) : (لا آفة أضر على العلوم وأهلها من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون ، ويفسدون ويقَدِّرون أنهم يصلحون).
وقال بعض العلماء : (العلم ثلاثة أشبار، من دخل في الشبر الأول تكبر ، ومن دخل في الشبر الثاني تواضع ، ومن دخل في الشبر الثالث علم أنه ما يعلم ) اهـ من"حلية طالب العلم" (ص198) ضمن "المجموعة العلمية" .
وقال بعض العلماء : (لو سكت من لا يعلم حتى يتكلم من يعلم لانتهى الخلاف) وراجع الرسالة النافعة "التعالم" للشيخ الفاضل / بكر بن عبد الله أبو زيد .
فمن المتشبهين بالعلماء
1-المفكرون والمثقفون ، ابتليت الأمة الإسلامية في هذا العصر بالمفكرين والمثقفين ، ونحن لا نوافق على التسمية فضلا عن الموافقة على مضمونها ، والمفكرون الغالب عليهم أنهم عاطلون من علوم الشريعة الإسلامية ، فليرجعوا إلى علماء الإسلام ، والمثقفون يحملون غالبا معلومات عن الإسلام مجملة ، وقد غشيتها أفكار ونظريات دخيلة على الإسلام ، فالحذر من الاغترار بهم ، فإن أحسن أحدهم في شيء فيكون قد أساء في أشياء.
2-الخطباء والوعاظ ، والخطباء والوعاظ قد يؤَثِّرون على الناس تأثيرا بالغا ويشكرون على ذلك ، فهم على ثغرة من ثغور الإسلام لو اقتصروا على ما يحسنون لكن الكثير منهم ينصب نفسه منصب العلماء ، أفما آن الأوان أن يعرفوا قدر أنفسهم.
3-الكُتّاب: لقد ابتليت أمة الإسلام بكُتَّاب كثير في عصرنا يكتبون في الجرائد والمجلات ، ويكتبون مؤلفات ، ويناطحون الجبال في نظرهم ، وكلما جاءت قضية ولو كانت من القضايا العويصة تجدهم قد سبقوا إلى التحرير والتنظير في نظرهم ، وقد صدق الرسول صلى الله عليه وسلم إذ يقول : ((إن بين يدي الساعة سنين خداعة يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويخوَّن فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن ويتكلم فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال: الفويسق يتكلم في أمر العامة)) أخرجه أحمد في مسنده 3/220 واللفظ له والبزار – كما في كشف الأستار 4/230 رقم (3373) – وأبو يعلى6/378 رقم (3715) ورجاله ثقات وفيه عنعنة ابن إسحاق, وقد صرح بالسماع من عبد الله بن دينار عند البزار، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/284: (رواه البزار وقد صرح ابن إسحاق بالسماع من عبد الله بن دينار وبقية رجاله ثقات. وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد وابن ماجة والحاكم ومن حديث عوف بن مالك عند الطبراني في "الكبير" والبزار كما في "كشف الأستار".
فهذه الأصناف التي ذكرتها يوجد فيهم من يسابق العلماء بل يحتقرهم ويرى أنهم لا شيء بجانبه مع أننا نحب لهم أن يأتوا البيوت من أبوابها، وصدق من قال:
تصدر للتدريس كل مهوس بليد تسمى بالفقيه المدرِّسِ
فحُق لأهل العلم أن يتمثلوا ببيت قديم شاع في كل مجلسِ
لقد هزلت حتى بدا من هزالها كُلاها وحتى سامها كل مفلسِ
والله المستعان.
نقلا من كتاب التنبيه الحسن في موقف المسلم من الفتن للشيخ عبد الله الإمام.
مناد بوفلجة
2011-12-02, 21:09
السلام عليكم
وقال بعض العلماء : (العلم ثلاثة أشبار، من دخل في الشبر الأول تكبر ، ومن دخل في الشبر الثاني تواضع ، ومن دخل في الشبر الثالث علم أنه ما يعلم ) اهـ من"حلية طالب العلم" (ص198) ضمن "المجموعة العلمية" .
هذه واقعة عايشتها بنفسي ,, صدق قائلها
بارك الله فيكم
أبو عمار
2011-12-02, 21:19
التفريق بين العلماء والمتشبهين بهم
]وهذا التفريق مهم من أجل إنزال الناس منازلهم ، ومن أجل الرجوع إلى العلماء عند الفتن ، ومن يتشبه بالعلماء قد يسعى لقطع الطريق الموصل إلى العلماء ، ولا تجد عصرا من العصور إلا وهم يشتكون من الصنف المتعالم ، وإليك بعض النقولات عن بعض أهل العلم:[/color]
قال الإمام الذهبي رحمه الله في "سير أعلام النبلاء" 7/152-153: (كان السلف يطلبون العلم فنبلوا وصاروا أئمة يُقتدى بهم وطلبه قوم منهم لا لله وحصلوه ثم استفاقوا وحاسبوا أنفسهم فجرهم العلم إلى الإخلاص في أثناء الطريق... وقوم طلبوه بنية فاسدة لأجل الدنيا وليثنى عليهم فلهم ما نووا... وقوم نالوا العلم وولوا به المناصب، فظلموا وتركوا التقيد بالعلم وركبوا الكبائر والفواحش فتبا لهم فما هؤلاء بعلماء وبعضهم لم يتق الله في علمه، بل ركب الحيل وأفتى بالرخص وروى الشاذ من الأخبار، وبعضهم اجترأ على الله ووضع الأحاديث، فهتكه الله وذهب علمه وصار زاده إلى النار, وهؤلاء الأقزام كلهم رووا من العلم شيئا كبيرا وتضلعوا منه في الجملة، فخلف من بعدهم خلف بان نقصهم في العلم والعمل وتلاهم قوم انتموا إلى العلم في الظاهر ولم يتقنوا منه سوى نزر يسير أوهموا به أنهم علماء فضلاء ولم يدر في أذهانهم قط أنهم يتقربون به إلى الله، لأنهم ما رأوا شيخا يقتدى به في العلم فصاروا همجا رعاعا غاية المدرس منهم أن يحصل كتبا مثمَّنة يخزنها وينظر فيها يوما ما فيصحف ما يورده ولا يقرره فنسأل الله النجاة والعفو).
قال الشوكاني ـ رحمه الله ـ في "البدر الطالع" (1/472) في ترجمة علي بن قاسم حنش : (ومن محاسن كلامه الذي سمعته منه : الناس على طبقات ثلاث:
فالطبقة العليا ، العلماء الأكابر وهم يعرفون الحق والباطل وإن اختلفوا لم ينشأ عن اختلافهم الفتن ، لعلمهم بما عند بعضهم بعضا.
والطبقة السافلة : عاملة على الفطرة لا ينفرون عن الحق وهم أتباع من يقتدون به إن كان محقا كانوا مثله ، وإن كان مبطلا كانوا كذلك.
والطبقة المتوسطة: هي منشأ الشر وأصل الفتن الناشئة في الدين ، وهم الذين لم يمعنوا في العلم حتى يرتقوا إلى رتبة الطبقة الأولى ، ولا تركوه حتى يكونوا من أهل الطبقة السافلة ، فإنهم إذا رأوا أحدا من أهل الطبقة العليا يقول ما لا يعرفونه مما يخالف عقائدهم التي أوقعهم فيها القصور فَـوّقُـوا إليه سهام التقريع ونسبوه إلى كل قول شنيع وغيروا فطر أهل الطبقة السفلى عن قبول الحق بتمويهات باطلة ، فعند ذلك تقوم الفتن الدينية على ساق ، هذا معنى كلامه الذي سمعناه منه. وقد صدق فإن من تأمل ذلك وجده كذلك) اهـ
وقال ابن حزم ـ رحمه الله ـ في كتابه "السير والأخلاق" (ص91) : (لا آفة أضر على العلوم وأهلها من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون ، ويفسدون ويقَدِّرون أنهم يصلحون).
وقال بعض العلماء : (العلم ثلاثة أشبار، من دخل في الشبر الأول تكبر ، ومن دخل في الشبر الثاني تواضع ، ومن دخل في الشبر الثالث علم أنه ما يعلم ) اهـ من"حلية طالب العلم" (ص198) ضمن "المجموعة العلمية" .
وقال بعض العلماء : (لو سكت من لا يعلم حتى يتكلم من يعلم لانتهى الخلاف) وراجع الرسالة النافعة "التعالم" للشيخ الفاضل / بكر بن عبد الله أبو زيد .
فمن المتشبهين بالعلماء
1-المفكرون والمثقفون ، ابتليت الأمة الإسلامية في هذا العصر بالمفكرين والمثقفين ، ونحن لا نوافق على التسمية فضلا عن الموافقة على مضمونها ، والمفكرون الغالب عليهم أنهم عاطلون من علوم الشريعة الإسلامية ، فليرجعوا إلى علماء الإسلام ، والمثقفون يحملون غالبا معلومات عن الإسلام مجملة ، وقد غشيتها أفكار ونظريات دخيلة على الإسلام ، فالحذر من الاغترار بهم ، فإن أحسن أحدهم في شيء فيكون قد أساء في أشياء.
2-الخطباء والوعاظ ، والخطباء والوعاظ قد يؤَثِّرون على الناس تأثيرا بالغا ويشكرون على ذلك ، فهم على ثغرة من ثغور الإسلام لو اقتصروا على ما يحسنون لكن الكثير منهم ينصب نفسه منصب العلماء ، أفما آن الأوان أن يعرفوا قدر أنفسهم.
3-الكُتّاب: لقد ابتليت أمة الإسلام بكُتَّاب كثير في عصرنا يكتبون في الجرائد والمجلات ، ويكتبون مؤلفات ، ويناطحون الجبال في نظرهم ، وكلما جاءت قضية ولو كانت من القضايا العويصة تجدهم قد سبقوا إلى التحرير والتنظير في نظرهم ، وقد صدق الرسول صلى الله عليه وسلم إذ يقول : ((إن بين يدي الساعة سنين خداعة يكذب فيها الصادق ويصدق فيها الكاذب ويخوَّن فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن ويتكلم فيها الرويبضة، قيل: وما الرويبضة؟ قال: الفويسق يتكلم في أمر العامة)) أخرجه أحمد في مسنده 3/220 واللفظ له والبزار – كما في كشف الأستار 4/230 رقم (3373) – وأبو يعلى6/378 رقم (3715) ورجاله ثقات وفيه عنعنة ابن إسحاق, وقد صرح بالسماع من عبد الله بن دينار عند البزار، وقال الهيثمي في "مجمع الزوائد" 7/284: (رواه البزار وقد صرح ابن إسحاق بالسماع من عبد الله بن دينار وبقية رجاله ثقات. وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة عند أحمد وابن ماجة والحاكم ومن حديث عوف بن مالك عند الطبراني في "الكبير" والبزار كما في "كشف الأستار".
فهذه الأصناف التي ذكرتها يوجد فيهم من يسابق العلماء بل يحتقرهم ويرى أنهم لا شيء بجانبه مع أننا نحب لهم أن يأتوا البيوت من أبوابها، وصدق من قال:
تصدر للتدريس كل مهوس بليد تسمى بالفقيه المدرِّسِ
فحُق لأهل العلم أن يتمثلوا ببيت قديم شاع في كل مجلسِ
لقد هزلت حتى بدا من هزالها كُلاها وحتى سامها كل مفلسِ
والله المستعان.
نقلا من كتاب التنبيه الحسن في موقف المسلم من الفتن للشيخ عبد الله الإمام.
بارك الله فيك
و لإتمام الفائدة هذا نقل لكلام الشيخ الفوزان حفظه الله :
" لا يؤخذ العلم من مجرد الكتب من دون قراءتها على العلماء وتلقي شرحها وبيانها منهم ، ولا يؤخذ العلم عن المتعالمين الذين يأخذون علمهم عن الأوراق ويشرحونها من أفكارهم وأفهامهم .
فالتعالم معناه ادعاء العلم نتيجة للاقتصار على مطالعة الكتب ، ومثل هذا يقال له : الجاهل المركب ، وهو الذي يجهل ولا يدري أنه جاهل بل يظن أنه هو العالم ، وكم جنت هذه الطريقة على الأمة - قديمًا وحديثًا - من الويلات ، فأول خريجي مدرسة التعالم هم الخوارج ؛ الذين كفروا الصحابة وقاتلوهم ، وقتلوا عثمان ، وعليًا ، وطلحة ، والزبير ، وغيرهم من الصحابة - رضي الله عنهم - .
ولا تزال أفواج خريجي هذه المدرسة يتوالى خروجها على الأمة ، وما حادث الحرم ، وحوادث التفجيرات وترويع الآمنين في عصرنا الحاضر إلا امتدادًا لهذه المدرسة المشؤومة ؛ كما أنه لا يزال يتخرج من هذه المدرسة من يكفرون أو يبدعون المسلمين ، ويتخرج منها من يفتون بغير علم فيحلون ما حرم الله ، أو يحرمون ما أحل الله ، ومازالت الأمة الإسلامية تعاني من أضرار هؤلاء الذين يحتقرون العلماء ويصفونهم بأنهم : علماء سلطة ، وأنهم مداهنون ، وأصحاب كراسي وغير ذلك . وينفرون من تلقي العلم عنهم .
والواجب على شباب الأمة الحذر من هؤلاء المتعالمين ، والحرص على تلقي العلم عن العلماء والرجوع إليهم في حل مشكلاتهم ؛ فإن العلماء ورثة الأنبياء ، وقد ميزهم الله عن غيرهم بالعلم ؛ فقال تعالى : ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ ) .
كما أنه يجب ألا يمكن من التدريس والافتاء إلا من عرف بالعلم ، وعرف أين تلقى العلم ."
http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=788437
و الله المستعان .
الامام الغزالي
2011-12-03, 09:09
بورك فيك اخي الكريم
مهاجرة إلى ربي
2011-12-03, 15:22
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله خيرا صاحب الموضوع وكل من أفادنا هنا
بصمة قلم
2011-12-04, 12:21
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
عبد الله-1
2011-12-04, 12:25
جزاك الله خيرا أخي جمال البليدي
والأغلبية من العوام عندنا في الجزائر متأثرين بأشباه العلماء ولذلك يصعب عليك إقناعهم بأمور دينهم إذا خالفت أقوال أشباه علمائهم إلا القليل
والله أعلم
جمال البليدي
2011-12-05, 02:13
وفيكم بارك الله أيها الإخوة والأخوات وجزاكم الله خيرا.
فائدة أنقلها من كتاب(من هم العلماء)) للشيخ عبد السلام برجس رحمه الله:
(لتحميل الكتاب كاملا إضغط هنا بسم الله (http://www.burjes.com/click/go.php?id=4)))
تحديد المفهوم الصحيح لمن يُطلق عليه لفظ العلماء
(من هم العلماء؟)
وهذه النقطة من الأهمية بمكان، إذ بسبب عدم إدراكها من الكثيرين تخلل صفوف العلماء من ليس منهم، فوقعت الفوضى العلمية التي نتجرع الآن غُصَصَها، ونشاهِد مآسيها بين آونة و أخرى.
إنّ من يستحق أن يطلق عليه لفظ العالم في هذا الزمن -وأقولها بكل صراحة- قليل جداَ، ولا نبالغ إن قلنا نادر، وذلك أنّ للعالم صفات قد لا ينطبق كثيرٌ منها على أكثر من ينتسب إلى العلم اليوم.
فليس العالم من كان فصيحا بليغا، بليغا في خطبه، بليغا في محاضراته، ونحو ذلك، وليس العالم من ألف كتابا، أو نشر مؤلفا، أو حقق مخطوطة أو أخرجها؛ لأن وزْن العالم بهذه الأمور فحسب هو المترسب وللأسف في كثير من أذهان العامة، وبذلك انخدع العامة بالكثير من الفصحاء والكتاب غير العلماء، فأصبحوا محل إعجابهم، فتري العامّي إذا أسمع المتعالم من هؤلاء يُجيش بتعالمه الكذّاب يضرب بيمينه على شماله تعجبا من علمه وطَرَبَه، بينما العالمون يضربون بأيمانهم على شمائلهم حُزنا وأسفا لانفتاح قبح الفتنة. فالعالم حقا من تَوَلَّعَ بالعلم الشرعي، وألَمَّ بمجمل أحكام الكتاب والسنة، عارفا بالناسخ والمنسوخ، بالمطلق والمقيد، بالمجمل والمفسر، واطلع أيضا على أقاويل السلف فيما أجمعوا عليه واختلفوا فيه، فقد عقد ابن عبد البر رحمه الله تعالى في ”جامع بيان العلم وفضله“ بابا فيمن يستحق أن يسمى فقيها أو عالما، فليرجع إليه في الجزء (2) ص (43).
ولا ريب أن تحصيلهم لهذه الأحكام الشرعية قد استغرق وقتا طويلا، واستفرغ جهدا كبيرا، وأضافوا إلى ذلك أيضا عدم الانقطاع عن التعلم، وقد ورد في بعض الآثار أن موسى سأل ربه أي عبادك أعلم؟ قال: الذي لا يشبع من العلم. فمن كان هذا حاله فهو العالم الذي يستحق هذا اللفظ الجليل، إذْ هو المبلغ لشرع الله تعالى, المُوَقِّع عنه سبحانه وتعالى, القائم لله عز وجل بالحجة على خلقه ولو قَلَّ كلامه ونَدُر، أو عُدِم تأليفه.
فهنا فائدة مهمة، تبين أن جذور الاغترار بمن كثر كلامه قديمة جدا، وليس حادثة جديدة، وليست وليدة الساعة، هذه الفائدة هي ما سطّره الحافظ ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى في كتابه القيم النافع فضل علم السلف على علم الخلف، راداً به على من اغتر بكثرة الكلام، واعتبره معيارا للعالم، يقول رحمه الله تعالى كما في كتابه الآنف الذكر: وقد ابتلينا بجهلة من الناس, يعتقدون في بعض من توسَّع في القول من المتأخرين أنه أعلم ممن تقدم، فمنهم من يظن في شخص أنه أعلم من كلِّ من تقدم من الصحابة ومن بعدهم؛ لكثرة بيانه ومقاله، ومنهم من يقول هو أعلم من الفقهاء المشهورين المتبوعين، -ثم ذكر الثوري والأوزاعي والليث وابن المبارك وقال- فإنّ هؤلاء كلهم أقل كلاما ممن جاء بعدهم، وهذا -أي هذا التفصيل- تَنَقُّص عظيم بالسلف الصالح، وإساءة ظن بهم، ونسبتهم إلى الجهل وقصور العلم, ولا حول ولا قوة إلا بالله. ثم ذكر أثر ابن مسعود ( وفيه أنه قال ”إنّكم في زمان كثير علماؤه قليل خطباؤه، وسيأتي بعدكم زمان قليل علماؤه كثير خطباؤه، فمن كثر علمه وقل قوله فهو الممدوح، ومن كان بالعكس فهو مذموم“. انتهى كلامه رحمه الله.
وهو يشير إلى من توسع في القول في مسائل العلم، وهذا يجب أن يلحظ، فكيف لو رأى متكلمي زماننا الذين اتخذهم الناس رؤساء علماء، وهم إنما يتكلمون عمَّا يسمونه بِفقه الواقع، أما فقه الشرع، وهو ما يسمونه بفقه الحيض والنفاس، فهذا في نظرهم قد تعداه الزمن، ولم يصبح بحاجة ماسة إليه الناس، ولذا فإنّ فقه الواقع يجعلونه فرض عين على كل عالم وطالب علم، أما فقه الحيض والنفاس فهذا فرض كفاية. أقول كيف لو رأى هؤلاء الذين لعبوا بعقول الناس، وصرفوهم عن دين الله عز وجل وشرعه إلى أهواء سوَّلَها لهم الشيطان وصدَّهم بها عن سبيل الله تعالى، لا ريب أنّ توجعه رحمه الله تعالى أقوى وأن شكايته أحق.
ومما ينبغي أن يميَّز به من يُطلق عليه لفظ عالم. كبر السن، وهذا وإن لم يكن شرطا في بلوغ مرتبة العلماء إلا أن في هذا الزمن ينبغي أن يُجعل هذا كشرط لما يترتب على أخذ العلم عن الصغار من المفاسد الكثيرة، وأيضا لعدم قُدرة كثير من الناس اليوم على تمييز العالم من غيره، ولذا قال عبد الله بن مسعود ( فيما صح عنه يقول ”لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم وعن أمنائهم وعن علمائهم، فإذا أخذوا من صغارهم وشرارهم هلكوا“. وقد أسند الخطيب البغدادي رحمه الله في كتابه ”نصيحة أهل الحديث“ بسنده إلى ابن قتيبة أنه سئل عن معنى هذا الأثر، فأجاب بما نصه، يقول ابن قتيبة: يريد لا يزال الناس بخير ما كان علماؤهم المشايخ ولم يكن علماؤهم الأحداث، -ثم يعلل هذا التـفسير فيقول- لأن الشيخ قد زالت عنه متعة الشباب وحِدَّتُه وعجلته وسفهه، واستصحب التجربة والخبرة، فلا يدخل عليه في علمه الشبهة، ولا يغلب عليه الهوى، ولا يميل به الطمع، ولا يستزل الشيطان استزلال الحَدَث، ومع السّن الوقار والجلال والهيبة، والحَدَث قد تدخل عليه هذه الأمور التي أُمنت على الشيخ فإذا دخلت عليه و أفتى هلك وأهلك. انتهى كلامه رحمه الله تعالى.
وهو كلام جدير بالتأمل, إن كان بعض العلماء يرى أن بعض الأصاغر هنا هم أهل البدع، فإن الصغار هنا لفظ عام، يتناول الصغير لفظا والصغير معنى، فعلى هذا ينبغي التوجه إلى أهل العلم الكبار وأخذ العلم عنهم ماداموا موجودين، أمّا لو كان الإنسان في بلد ليس فيها كبير وهناك صغير عنده من العلم ما يؤهله للتدريس، ويؤهله لتلقي العلم عنه، فلا بأس حينئذ للحاجة. لكن العيب كلَّ العيب أن يكون العلماء الكبار موجودين متوافرين فينصرف الإنسان عنهم إلى من دونهم.
هذا وهناك علامات يتميز بها أهل العلم النافع، أقول النافع؛ لأن العلم قسمان: علم نافع، وعلم ضار. فهناك علامات يتميز بها أهل العلم النافع؛ الذين ورد الشرع بفضائلهم وبتزكيتهم، وهذه العلامات قد ذكر بعضها ابن رجب رحمه الله تعالى في كتابه الآنف الذكر، سأنقل بعض كلماته رحمه الله بنوع تصرف، يقول رحمه الله في علامات ومميزات أهل العلم النافع، وهذه العلامات إنما نذكرها ليستطيع الإنسان أن يميز بين العالم وبين غيره من خلال هذه الصفات، يقول رحمه الله عن هؤلاء العلماء:
• إنّهم لا يرون لأنفسهم حالا ولا مقاما، ويكرهون بقلوبهم التزكية و المدح، ولا يتكبرون على أحد، وأهل العلم النافع كلما ازدادوا في العلم ازدادوا تواضعا لله وخشية وانكسارا وذُلاًّ.
• ومن علاماتهم أيضا -هذا كلامه - الهرب من الدنيا، وأولى ما يهربون عنه منها الرِّياسة والشُّهرة والمدح، فالتباعد عن ذلك والاجتهاد في مجانبته من علامات أهل العلم النافع، فإنْ وقع شيء من ذلك -يعني الرياسة أو الشهرة أو المدح- من غير قصد واختيار كانوا على خوف شديد من عاقبته وخشوا أن يكون مكرا واستدراجا، كما كان الإمام أحمد رحمه الله يخاف ذلك على نفسه عند اشتهار اسمه وبعد سيطه.
• ومن علاماتهم أيضا أنهم لا يدعون العلم، فلا يفخرون على أحد، ولا ينسبون غيرهم إلى الجهل؛ إلا من خالف(2) السنة وأهلها فإنهم يتكلمون فيه غضبا لله، لا غضبا للنفس، ولا قصدًا لرفعتها على أحد.
• ومن علاماتهم أيضا أنهم سيؤون الظن بأنفسهم، ويحسنون الظن بمن سلف من العلماء، ويقرون بقلوبهم وأنفسهم بفضل من سلف عليهم، وبعجزهم عن بلوغ مراتبهم والوصول إليها أو مقاربتها، وكان ابن المبارك إذا ذَكر أخلاق من سلف ينشد:
لا تعرضن بذكرانا لذِكـرهم ليس الصحيح إذا مشى كالمُقعـد
ولعل في هذه العلامات ما يستطيع به العامِّي وأمثاله أن يميز بين من يستحق أن يُطلق عليه لفظ العالم ممن لا يستحق هذا اللفظ، والفائدة المَرْجُوَّة من هذا التمييز هي الأخذ عن أهل العلم النافع دون من عَدَاهم من متكلم فصيح و كتاب كبير ممن ليس من أهل العلم.
وبعد أن بين ابن رجب رحمه الله تعالى علامات ومميزات أهل العلم النافع.....
khalil83
2011-12-05, 12:49
بارك الله فيكم
محبة الحبيب
2011-12-05, 15:13
جزاك الله خيرا أخي جمال البليدي
والأغلبية من العوام عندنا في الجزائر متأثرين بأشباه العلماء ولذلك يصعب عليك إقناعهم بأمور دينهم إذا خالفت أقوال أشباه علمائهم إلا القليل
والله أعلم
لم أفهم جيدا ماذا تقصد بأشباه العلماء و من هم هؤلاء الذين يأخذ عنهم العوام في الجزائر حسب ماجاء في مشاركتك بارك الله فيك
جمال البليدي
2011-12-05, 15:16
وفيكم بارك الله أخي خليل.
جزاك الله خيرا أخي جمال البليدي
والأغلبية من العوام عندنا في الجزائر متأثرين بأشباه العلماء ولذلك يصعب عليك إقناعهم بأمور دينهم إذا خالفت أقوال أشباه علمائهم إلا القليل
والله أعلم
كلامك خطير وجسيم اخي عبد الله،ويشهد الله أنني قرأتن مثل هذا الكلام المتهافت المستحقِر المزدري ولم أعبأ به لولا أني رأيت مكان إقامتك هو :سعيدة ! ، فإن كنت من اهلها حقا هل أسرد عليك أسماء اعيانها من العلماء والفقهاء الذين درجوا ومروا من هناك،خصوصا المسجد العتيق ودرسوا فيه صحيح الإمام البخاري ؟ فيبدوا أنه لا فكرتك لديك عنهم ولا عمن سكنوا معسكر ووهران وتلمسان //من العلماء والفقهاء واهل الفضل والمعرفة// وما بينها جميعا حتى القرى والمداشر ...!!
بصمة قلم
2011-12-15, 18:27
فقال تعالى : ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ )
جمال البليدي
2011-12-16, 02:24
بارك الله فيكم
مواضيع ذات صلة:
من هم العلماء:
http://www.burjes.com/click/go.php?id=4
الرويبضة ومطاولة العلماء
http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=778257
احذر فان لحومهم مسمومة
http://www.djelfa.info/vb/showpost.p...42&postcount=1 (http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=7548042&postcount=1)
بيان منبع ثقافة التجريح وبراءة السادة السلفيين مما يفتريه جهلة الإعلاميين:
http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=182996
الرد على أسطورة :السلفيون يسبون ويغتابون العلماء:
http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=750510
من هم الجراحون السبابون لا منازع :
http://www.djelfa.info/vb/showpost.p...10&postcount=4 (http://www.djelfa.info/vb/showpost.php?p=7645310&postcount=4)
حمل كتاب: «الإبانة عن كيفية التّعامل مع الخلاف بين أهل السّنّة والجماعة»
http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=780279
حمل رسالة: «رفقًا أهل السنة بأهل السنة» بصيغة PDF ـ
تأليف: فضيلة الشيخ العلامة عبد المحسن العباد البدر
http://www.archive.org/download/Refk...Ahlussunah.pdf (http://www.archive.org/download/RefkanAhlussunah/RefkanAhlussunah.pdf)
أو
http://www.pdfshere.com/up/index.php...ewfile&id=3604 (http://www.pdfshere.com/up/index.php?action=viewfile&id=3604)
◄ توضيح ((مهم)) للشيخ عبد المحسن العباد بخصوص رسالته «رفقًا أهل السنة» ـ صوتي ومفرغ:
http://www.ahl-elathar.net/vb/showthread.php?t=3751
الإرشاد في كشف المبطلين الذين يستترون خلف رسالة الشيخ العبَّاد
http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?t=27719
أبوعبد اللّه 16
2011-12-16, 08:18
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي، و بارك الله في الاعضاء المشاركين.
سبحان الله، حقيقة الناس كما قال على رضي الله عنه:
الناس ثلاثة ، عالم رباني ، ومتعلم على سبيل نجاة ، وهمج رعاع أتباع كل ناعق ، لن يستضيؤوا بنور العلم و لن يلجؤوا إلى ركن وثيق
بسم الله الرحمن الرحيـمـ
قال ابن القيم – رحمه الله – ضمن وجوه فضل العلم وطلبه:
الوجه التاسع والعشرون بعد المائة: ما رواه كُميل بن زياد النخعي، قال: أخذ علي بن أبي طالب رضي الله عنه بيدي فأخرجني ناحية الجبّانة، فلما أصحَرَ جَعَلَ يتنفس، ثم قال: « يا كميل بن زياد القلوب أوعية فخيرها أوعاها للخير، أحفظ عني ما أقول لك:
الناس ثلاثة:
1- فعالم رباني،
2- ومتعلم على سبيل نجاة،
3- وهمج رعاع، أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق.
العلم خير من المال، العلم يحرسك وأنت تحرس المال، العلم يزكوا على الإنفاق، - وفي رواية: على العمل -، والمال تنقصه النفقة، العلم حاكم والمال محكوم عليه، ومحبة العلم دين يدان بها، العلم يكسب العالم الطاعة في حياته وجميل الأحدوثة بعد وفاته، وصنيعة المال تزول بزواله، مات خزان الأموال وهم أحياء، والعلماء باقون ما بقي الدهر؛ أعيانهم مفقودة وأمثالهم في القلوب موجودة. هاه هاه، إن ههنا علماً -وأشار بيده إلى صدره - لو أصبت له حملة، بل أصبته لَقِناً غير مأمون عليه، يستعمل آلة الدين للدنيا، يستظهر حجج الله على كتابه وبنعمه على عباده، أو منقاداً لأهل الحق لا بصير له في أحنائه [أي: أطرافه]، ينقدح الشك في قلبه بأول عارض من شبهة، لاذا و لا ذاك، أو منهوماً للذات، سلس القياد للشهوات، أو مغرى بجمع الأموال والادخار، ليس من دعاة الدين، أقرب شبها بهم الأنعام السائمة، لذلك يموت العلم بموت حامليه، اللهم بلى: لن تخلو الأرض من قائم لله بحجته لكيلا تبطل حجج الله وبنياته، أولئك الأقلون عدداً، الأعظمون عند الله قيلا، بهم يدفع الله عن حججه حتى يؤدوها إلى نظرائهم ويزرعوها في قلوب أشباههم، هجم بهم العلم على حقيقة الأمر فاستلانوا ما استوعَرَ منه المترفون، وأنِسوا بما استوحش منه الجاهلون، صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالملأ الأعلى، أولئك خلفاء الله في أرضه ودعاته إلى دينه هاه هاه شوقا إلى رؤيتهم، واستغفر الله لي ولك، إذا شئت فقم ».
ذكره أبو نعيم في الحلية وغيره
قال أبو بكر الخطيب:
هذا حديث حسن من أحسن الأحاديث معنى وأشرفها لفظا وتقسيم أمير المؤمنين للناس في أوله تقسيم في غاية الصحة ونهاية السداد؛ لان الإنسان لا يخلو من أحد الأقسام التي ذكرها مع كمال العقل وإزاحة العلل؛ إما أن يكون عالماً، أو متعلماً، أو مغفلاً للعلم وطلبه ليس بعالم ولا طالب له.
فالعالم الرباني : هو الذي لا زيادة على فضله لفاضل، ولا منزلة فوق منزلته لمجتهد، وقد دخل في الوصف له بأنه رباني وصفه بالصفات التي يقتضيها العلم لأهله، ويمنع وصفه بما خالفها، ومعنى الرباني في اللغة: الرفيع الدرجة في العلم، العالي المنزلة فيه، قال ابن الأعرابي: إذا كان الرجل عالماً عاملاً معلماً قيل له هذا رباني، فإن خرم عن خصلة منها لم نقل له رباني.
وأما المتعلم على سبيل النجاة: فهو الطالب بتعلمه والقاصد به نجاته؛ من التفريط في تضييع الفروض الواجبة عليه، والرغبة بنفسه عن أحمالها واطراحها، والأنفة من مجانسة البهائم،
ثم قال: وقد نفى بعض المتقدمين عن الناس: من لم يكن من أهل العلم.
وأما القسم الثالث: فهم المهملون لأنفسهم الراضون بالمنزلة الدنية والحال الخسيسة التي هي في الحضيض الأسقط، والهبوط الأسفل، التي لا منزلة بعدها في الجهل، ولا دونها في السقوط، وما أحسن ما شبههم بالهمج الرعاع، وبه يشبه دناة الناس وأراذلهم، والرعاع: المتبدد المتفرق، وللناعق: الصائح؛ وهو في هذا الموضع الراعي يقال نعق الراعي بالغنم ينعق إذا صاح بها ...
قال ابن القيم : ونحن نشير إلى بعض ما في هذا الحديث من الفوائد:
فقوله رضي الله عنه: «القلوب أوعية» يشبه القلب بالوعاء والإناء والوادي؛ لأنه وعاء للخير والشر.
وفي بعض الآثار: إن لله في أرضه آنية - وهي القلوب - فخيرها أرقُّها وأصلبُها وأصفاها؛ فهي أواني مملوءة من الخير، وأواني مملوءة من الشر؛ كما قال بعض السلف: قلوب الأبرار تغلي بالبِّر، وقلوب الفجار تغلي بالفجور.
وفي مثل هذا قيل في المثل: وكل إناء بالذي فيه ينضح. وقال تعالى: { أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا} شبه العلم بالماء النازل من السماء، والقلوب في سَعتها وضيقها بالأودية؛ فقلب كبير واسع يسع علما كثيرا كوادٍ كبيرٍ واسع يسع ماءا كثيراً، وقلب صغير ضيق يسع علما قليلا كواد صغير ضيق يسع ماءا قليلا...
وقوله: « فخيرها أوعاها » يراد به أسرعها وعياً، وأكثرها وأثبتها وعياً، ويراد به أيضاً أحسنُها وعياً فيكون حُسن الوعي الذي هو إيعاء لما يقال له في قلبه هو سرعته وكثرته وثباته، ولما كان القلب وعاءا والأذن مدخل ذلك الوعاء وبابه كان حصول العلم موقوفا على حسن الاستماع، وعقل القلب هو ضبط ما وصل إلى القلب وإمساكه حتى لايتفلت منه ...، فخير القلوب ما كان واعيا للخير ضابطا له، وليس كالقلب القاسي الذي لا يقبله؛ فهذا قلبٌ حجري، ولا كالمائع الأخرق الذي يقبل ولكن لا يحفظ ولا يضبط، فتفهيم الأول كالرسم في الحَجَر، وتفهيم الثاني كالرسم على الماء، بل خيرُ القلوب ما كان لينا صلبا يقبلُ بلينه ما ينطبع فيه، ويحفظ صورته بصلابته فهذا تفهيمه كالرسم في الشمع وشبهه.
وقوله: «الناس ثلاثة ... » هذا تقسيم خاص للناس وهو الواقع فإن العبد:
إما ان يكون قد حصل كماله من العلم والعمل أو: لا.
فالأول: العالم الرباني، والثاني: إما أن تكون نفسه متحركة في طلب ذلك الكمال ساعية في إدراكه أو: لا
والثاني: هو المتعلم على سبيل النجاة.
الثالث: وهو الهمج الرعاج.
فالأول: هو الواصل، والثاني: هو الطالب، والثالث: هو المحروم.
والعالم الرباني: قال ابن عباس رضي الله عنهما: هو المعلِّم، أخذه من التربية، أي: يربى الناس بالعلم ويربيهم به كما يربى الطفل أبوه. وقال سعيد بن جبير: هو الفقيه العليم الحكيم...
ولا يوصف العالم بكونه ربانيا حتى يكون عاملا بعمله معلما له.
فهذا قسم.
والقسم الثاني: متعلم على سبيل نجاة؛ أي: قاصداً بعلمه النجاة، وهو المخلص في تعلمه، المتعلم ما ينفعه، العامل بما علمه، فلا يكون المتعلم على سبيل نجاة إلا بهذه الأمور الثلاثة؛ فإنه إن تعلم ما يضره ولا ينفعه لم يكن على سبيل نجاة، وإن تعلم ما ينتفع به لا للنجاة؛ فكذلك، وإن تعلمه ولم يعمل به لم يحصل له النجاة، ولهذا وصفه بكونه على السبيل أي: على الطريق التي تنجيه؛ أي: مفتش متطلع على سبيل نجاته، فهذا في الدرجة الثانية وليس ممن تعلمه ليمارى به السفهاء أو يجارى به العلماء أو يصرف وجوه الناس اليه فإن هذا من أهل النار كما جاء في الحديث ... فهؤلاء ليس فيهم من هو على سبيل نجاة، بل على سبيل الهلكة نعوذ بالله من الخذلان.
القسم الثالث : المحروم المعرض؛ فلا عالم، ولا متعلم، بل همج رعاع، والهمج من الناس حمقاؤهم وجهلتهم، وأصله من ( الهمج ) جمع ( همجة ) وهو ذباب صغير كالبعوض يسقط على وجوه الغنم والدواب وأعينها فشبه همج الناس به، ومعناه سوء التدبير في أمر المعيشة ، والرعاع من النساء الحمقى الذين لا يعتد بهم...
وقوله: «أتباع كل ناعق» أي: من صاح بهم ودعاهم تبعوه، سواء دعاهم إلى هدى أو إلى ضلال، فإنهم لا علم لهم بالذي يدعون إليه أحقٌّ هو أم باطل؟ فهم مستجيبون لدعوته، وهؤلاء من أضر الخلق على الأديان، فإنهم الأكثرون عدداً، الأقلون عند الله قدراً، وهم حطب كل فتنة، بهم توقد ويشب ضرامها فإنها يعتزلها ألو الدين، ويتولاها الهمج الرعاع.
وسمى داعيهم ناعقاً تشبيها لهم بالأنعام التي ينعق بها الراعي فتذهب معه أين ذهب!
وهذا الذي وصفهم به أمير المؤمنين هو من عدم علمهم وظلمة قلوبهم، فليس لهم نور ولا بصيره يفرقون بها بين الحق والباطل، بل الكل عندهم سواء.
وقوله رضي الله عنه: « يميلون مع كل ريح » وفي رواية: « مع كل صائح » شبّه عقولهم الضعيفة بالغُصن الضعيف، وشبه الأهوية والآراء بالرياح، والغصن يميل مع الريح حيث مالت، وعقول هؤلاء تميل مع كل هوى وكلِّ داعٍ، ولو كانت عقولاً كاملة كانت كالشجرة الكبيرة التي لا تتلاعب بها الرياح.
وهذا بخلاف المثل الذي ضربه النبي صلى الله عليه وسلم للمؤمن بالخامة من الزرع، تفيئه الريح مرّة وتقيمه أخرى، فهذا ضُرب للمؤمن وما يلقاه من عواصف البلاء والأوجاع والأوجال وغيرها.
وأما مع الأهواء ودعاة الفتن والضلال والبدع، فكما قيل:
تزول الجبال الرّاسيات وقلبه *** على العهد لا يلوي ولا يتغير
وقوله رضي الله عنه: «لم يستضيئوا بنور العلم، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق» بيّن السبب الذي جعلهم بتلك المثابة؛ وهو أنه لم يحصل لهم من العلم نور يفرقون به بين الحق والباطل، كما قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ﴾ وقال تعالى: ﴿ أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا﴾ وقوله تعالى: ﴿ يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ﴾ الآية، وقوله: ﴿وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا ﴾ فإذا عدم القلب هذا النور صار بمنزلة الحيران الذي لا يدري أين يذهب! فهو لحيرته وجهله بطريق مقصوده يؤم كل صوت يسمعه، ولم يسكن قلوبهم من العلم ما تمتنع به من دعاةِ الباطل، فإن الحق متى استقر في القلب قوي به وامتنع مما يضره ويهلكه، ولهذا سمى الله الحجة العلمية سلطانا.
فالعبد يؤتى من ظلمة بصيرته ومن ضعف قلبه، فإذا استقر فيه العلم النافع استنارت بصيرته وقوى قلبه وهذان الأصلان هما قطب السعادة اعني العلم والقوة.
وهؤلاء ليسوا من أهل البصائر الذين استضاؤا بنور العلم، ولا لجئوا إلى عالم مستبصر فقلدوه، ولا متبعين لمستبصر، فإن الرجل إما أن يكون بصيراً أو أعمى متمسكا ببصير يقوده، أو أعمى يسير بلا قائد!.
من كتاب مفتاح دار السعادة (2/403-416)
ابن القيم رحمه الله
منقول من البيضاء
جمال البليدي
2011-12-20, 03:15
الحمد لله أما بعد:
قل الفقهاء وكثر القراء وبكى الشيخ الفوزان وإلى المشتكى وعليه التكلان:
http://www.safeshare.tv/w/alloWEvweH
بصمة قلم
2012-01-17, 11:28
للــرفع
بارك الله فيكم
محمد جديدي التبسي
2012-01-22, 12:11
موضوع غاية في الأهمية بارك الله فيكم ووفقكم لكل خير ولاتباع العلماء الربانيين حقا
وليس أدعياء العلم
بارك الله فيك أخي جمال ونفع بك وبمنقولاتك القيمة وأنا في المتابعة متى سنحت الفرصة وإن كنت قليل المشاركة
بصمة قلم
2012-04-28, 12:48
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يُثبت الموضوع
فالكثيرون لا يُفرّقون بين العماء والمتشبهين بهم بل لا يفرقون بين العلماء والمفكرين والله المستعان
مساعد100/300
2012-05-01, 18:20
شكرا بارك الله فيك أخي
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-05-03, 13:03
بارك الله فيك يا اخي الفاضل
وسدد خطاك على هذا الموضوع القيم..
ابوالعلاء
2012-05-04, 10:04
لا حظت غياب الأخ جمال عن المنتدى منذ مدة ، والحق يقال بغيابه انخفض المستوى كثيرا في هذا المنتدى
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-05-04, 10:12
لا حظت غياب الأخ جمال عن المنتدى منذ مدة ، والحق يقال بغيابه انخفض المستوى كثيرا في هذا المنتدى
بارك الله فيك يا اخي بالفعل كما ذكرت انه فعلا خسارة للحق فهو سيف قاطع في الحجج والاثباتات نتمنى رجوعه
ـ‗جواهرودررالسلف‗ـ
2012-05-04, 10:13
جمال الاسلام نتمنى منك ان ترجع للمنتدى وكما عهدناك بارك الله فيك
التوحيد الخالص
2012-05-04, 10:14
بارك الله فيك يا صاحب الموضوع
ابوالعلاء
2012-05-04, 10:21
جمال الاسلام نتمنى منك ان ترجع للمنتدى وكما عهدناك بارك الله فيك
أضم صوتي لك أخية
alcario_159
2012-05-05, 08:08
مضوع جميل ومفيد بارك الله فيك
جزاك الله خيرا أخي جمال البليدي
والأغلبية من العوام عندنا في الجزائر متأثرين بأشباه العلماء ولذلك يصعب عليك إقناعهم بأمور دينهم إذا خالفت أقوال أشباه علمائهم إلا القليل
والله أعلم
اذن علماءكم الذي ليس لهم علم متصل ومعنعن ، وكتب شيوخكم التي كلها وجادة، لا عنعنة لها ، افضل من علمائنا الواصلون عننة من الشيخ الى شيخ، والله هذا هو البلاء العظيم
لزهر الصادق
2012-05-07, 22:40
مواضيع ذات صلة:
الإرشاد في كشف المبطلين الذين يستترون خلف رسالة الشيخ العبَّاد
http://www.albaidha.net/vb/showthread.php?t=27719
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ومَنْ سار على هديه واستن بسنته إلى يوم الدين؛ ثم أمابعد:
فهذه محاورة لطيفة ونقاش علمي هادئ مع الأخ رائد الطاهر في كتابته المعنونة بـ
"الإرشاد في كشف المبطلين الذين يستترون خلف رسالة الشيخ العبَّاد"
والتي تم نشرها في بعض المنتديات المنتسبة للعلم والسلفية.
وقد ترددت كثيرا في كتب هذه المحاورة لأسباب ولكن يخلق الله ما يشاء ويختار. وأسأل الله سبحانه أن ينفع بما أكتب.
(1) قال المسود وفقه الله لهداه معنونا:" الإرشاد في كشف المبطلين الذين يستترون خلف رسالة الشيخ العبَّاد"
أقول: يقصد " رفقا أهل السنة بأهل السنة" و " مرة أخرى رفقا.."
و كان الأجدر بالمسود أن يعنون لكتابته بـ " الإرشاد في كشف أباطيل رسالة الشيخ العباد"! فعنوانه (حيدة منه) عن أصل الموضوع كما كان يردد الشيخ الألباني – رحمه الله -. فإما أن (المسود) يرى أن رسالة الشيخ العباد " رفقا أهل السنة.." وشقيقتها " ومرة أخرى.." هي حق بمجملها والواجب ترسم خطاها كما نصح بذلك الشيخ صالح السحيمي – حفظه الله – وإما أنه يراها (خذلت السلفيين ونصرت أهل البدع والحزبيين...)! فإن كانت الأولى فقد كفانا الشيخ العباد – نفسه – مؤونة تستر المبطلين (المبتدعة أهل الإهواء ) خلف رسالته قائلا:" الكتاب الذي كتبته أخيراً وهو "رفقاً أهل السنَّة بأهل السنَّة" لاعلاقة للذين ذكرتهم في (مدارك النظر) بهذا الكتاب، لا يعني الإخوان المسلمين!، ولا يعني المفتونين بسيّد قطب وغيره من الحركيين!، ولا يعني أيضاً المفتونين بفقه الواقع والنيل من الحكام وكذلك التزهيد في العلماء!، لا يعني هؤلاء لا من قريب ولا من بعيد، وإنمايعني أهل السنَّةفقط، لا يعني هذه الطوائف، وهذه الفرق المنحرفة عن منهج أهل السنَّة والجماعة وعن طريقة أهل السنَّة والجـماعة"(1) وقال:"ولم أرد بأهل السنة في رسالة((رفقا أهل السنة بأهل السنة )) الفرق والأحزاب المنحرفة عما كان عليه أهل السنة والجماعة , كالذين ظهر حزبهم من المنصورة في مصر , ... وكالقابعين في لندن الذين يحاربون أهل السنة بما ينشرونه في مجلتهم التي سموها (السنة ) ... وكالذين ظهرت دعوتهم من دلهي في الهند , وهي لا تخرج عن ست نقاط ..."
أما إن كانت الأخرى – وهو الذي يظهر من مقال المسود - فتوجب الرد على الشيخ العباد ورسالتيه!! لا الحيدة والرد على المبطلين! فبإبطال الرسالة لا تقوم للمبطل (الذي يتستر خلفها) حجة! ويكون الرد عليه بالتبع. وقد يكون للعنوان وجهه إذا كانت رسالة العباد – عند المسود - حقا والمبطل يحتج فيها على باطله والرسالة لا تسعفه أصلا! كما احتج أهل الأهواء ببعض نصوص الوحي – ولا حجة لهم – فيتوجب الرد عليهم، لكنه لا يحملنا على التحذير من الحق ونشره! لكن العجب يزول إذا علمت أن من مقصود المسود بـ(المبطلين) هم أهل السنة الذين عناهم العباد في رسالته!
(2) قال المسود:" والشيخ العباد حفظه الله تعالى له موقف معروف في قضية النزاع مع أبي الحسن المأربي وأتباعه، حيث كان يرفض الخوض فيه، ويعتبره فتنة بين المنتسبين لأهل السنة، وينصح السلفيين بالانشغال بالعلم والتعليم والدعوة، وينصحهم أن يتركوا الكلام في فلان أو فلان."
أقول: أنعم بها من نصيحة بالانشغال بالعلم والتعليم والدعوة. وقد قالها كذلك الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله -:" اتركوهم كلهم , عافاك الله منهم , أتركوهم والزموا طريقة أهل الحق , ولا عليكم من المتنازعين، يصلحون بينهم" وغيرهم من أهل العلم الذين بات يُطعن فيهم! من أمثال المشايخ عبد العزيز آل الشيخ وصالح آل الشيخ و السحيمي والحصين والسدلان والعبيكان والرحيلي وعبد المالك رمضاني وعبد الرزاق البدر والعبيلان وغيرهم من أهل العلم، أفيكون جزاء من عمل بنصح هؤلاء الناصحين المشفقين مبطلا من أهل الأهواء؟! لكن الملاحظ على المسود أنه يحاول أن يرجع سبب تأليف الشيخ العباد لرسالة (رفقا..) فقط إلى الخلاف الذي حصل بين الشيخين ربيع بن هادي وأبي الحسن المأربي وليس ردا على منهج وفتنة التجريح بين أهل السنة! حيث يقول:" وقد كتب الشيخ العباد حفظه الله تعالى رسالته(رفقاً أهل السنة بأهل السنة) مدوناً فيها ما يتبناه من موقف من النزاع المتقدِّم." أقول: وهذا كلام من لم يقرأ رسالة الشيخ أو لم يفقهها! ولعل المسود تأثر بما جاء في رسالة الشيخ النجمي – يرحمه الله -. أما الشيخ العباد فقد انتقد منهج تجريح أهل السنة لأهل السنة وتتبع أخطائهم وعثراتهم. ولندع الشيخ يتحدث بنفسه فهو أعلم بمقصوده من المسود! يقول الشيخ العباد حفظه الله:" .. فقبل سنوات قليلة ,وبعد وفاة شيخنا الجليل شيخ الإسلام عبد العزيز بن عبد الله بن باز سنة (1420هـ), ووفاة الشيخ العلامة محمد بن صالح بن عثيمين سنة (1421هـ)رحمهما الله , حصل انقسام وافتراق بين بعض أهل السنة ,نتج عن قيام بعضهم بتتبع أخطاء بعض إخوانهم من أهل السنة , ثم التحذير منهم , وقابل الذين خطؤوهم كلامهم بمثله ,وساعد انتشار فتنة هذا الانقسام سهولة الوصول إلى هذه التخطئات والتحذيرات وما يقابلها , عن طريق شبكة المعلومات الانترنت , التي يقذف فيها كل ما يراد قذفه في أي ساعة من ليل أو نهار , فيتلقفه كل من أراده , فتتسع بذلك شقة الانقسام والافتراق , ويتعصب كل لمن يعجبه من الأشخاص وما يعجبه من الكلام , ولم يقف الأمر عند تخطئة من خطئ من أهل السنة , بل تعدى ذلك إلى النيل من بعض من لا يؤيد تلك التخطئة . وفي أوائل عام (1424هـ) كتبت رسالة نصح في هذا الموضوع بعنوان "رفقا أهل السنة بأهل السنة " قلت في مقدمتها : "ولا شك أن الواجب على أهل السنة في كل زمان ومكان التآلف والتراحم فيما بينهم , والتعاون على البر والتقوى . وإن مما يؤسف له في هذا الزمان ما حصل من بعض أهل السنة من وحشة واختلاف، مما ترتب عليه انشغال بعضهم ببعض تجريحاً وتحذيراً وهجراً، وكان الواجب أن تكون جهودهم جميعاً موجهة إلى غيرهم من الكفار وأهل البدع المناوئين لأهل السنة، وأن يكونوا فيما بينهم متآلفين متراحمين، يذكر بعضهم بعضاً برفق ولين" ويتابع الشيخ:" وقد رأيت كتابة كلمات؛ نصيحة لهؤلاء جميعاً سائلاً الله عز وجل أن ينفع بهذه الكلمات، إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب، وقد سميت هذه النصيحة " رفقاً أهل السنة بأهل السنة ". وأسأل الله للجميع التوفيق والسداد، وأن يصلح ذات بينهم وأن يؤلف بين قلوبهم وأن يهديهم سُبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور، إنه سميع مجيب." أقول: فالمسألة ليست مسألة خلاف بين شيخين يبين الشيخ العباد موقفه منه إنما هي نقد ونقض لمنهج يراه العباد دخيلا على الدعوة السلفية! أو على الأقل يراه مخالفا لمنهج أئمة الدعوة السلفية في زماننا، يدخل فيه – من ضمن ما يدخل – ما جرى بين الشيخين الربيع والمأربي - يؤكد ذلك قول العباد – نفسه – في معرض رده على أحد أركان(2) هذا المنهج الدخيل قوله: (وأنا في الحقيقة قد قرأتُ الرسالةَ، وعرفت موقفَ أهل السنَّة منها، ولعلَّكم رأيتم الردودَ من بعض العلماء والمشايخ، وما أظنُّ الردودَ تقف عند ذلك..) فرد عليه العباد قائلا:" أنَّ أهل السنَّة الذين عناهم هم الذين يختلف منهجهم عن منهج الشيخ عبد العزيز ـ رحمه الله ـ"
(3) قال المسود وفقه الله لهداه:" واليوم يجدد الشيخ العباد حفظه الله تعالى موقفه، لكن هذه المرة في أثناء النزاع مع علي الحلبي وأصحابه وأتباعه ومَنْ يوافقه ويدافع عنه،ويعيد التأكيد على هذا الموقف في رسالته الوجيزة(مرة أخرى: رفقاً أهل السنة بأهل السنة)."
أقول: يجدد الشيخ العباد موقفه من هذا المنهج الدخيل القائم على الغلو في التجريح وتتبع عثرات أهل السنة وإسقاطهم وإلزام الناس باجتهادات بعض البشر غير المعصومين وهجر طلبة العلم والتحذير منهم! وما ذلك منه – حفظه الله – إلا لمعرفته بواقع هذه الفتنة وإدراكه لأبعادها وما نتج عنها، لا كما يصوره المسود من أنه – حفظه الله – (لا يقرأ وغير مطلع..!). أما جعل المسود خلافه أو خلاف من يقلده هو مع شيخنا الفاضل (علي الحلبي وأصحابه وأتباعه ومن يوافقه ويدافع عنه)! فهذا من آثار غلوه! فهل حكم هؤلاء الأصحاب والأتباع والموافقين والمدافعين هو نفس الحكم الذي حكم به على شيخنا في منتديات أهل الغلو السلفية؟! يا له من تبديع بالجملة! وليتنبه هنا أن من المدافعين هو الشيخ العباد – نفسه – وثلة من المشايخ السلفيين!! فإن قال المسود: لا أقصد هؤلاء إنما أقصد فلانا وفلانا.. ثم يبين مقصوده ويفصل أجيب: وهل يجوز حمل مجمل كلام أهل العلم – فضلا عمن دونهم بمفاوز - على مفصله؟! غلو وتناقض في آن! والله سبحانه المستعان وعليه وحده التكلان.
(4) قال المسود وفقه الله لهداه:" وهذا الموقف من الشيخ العباد - حفظه الله تعالى - استغله بعضُ أهل الأهواء مع اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم في الطعن بأهل العلم السلفيين الذين يقومون بواجب النصيحة والتحذير من المبتدعة ومن أتباعهم والمدافعين عنهم، ونصبوا كلمة الشيخ العباد هذه لتكميم أفواه أهل السنة في بيان تجريح أهل الأهواء والتحذير من انحرافاتهم، حتى جعلوا الجاهل المغرر به يظنُّ أنَّ الشيخ العباد حفظه الله تعالى يقف مع أهل الأهواء هؤلاء ضد علماء السنة الراسخين الذين يحذَّرون منهم، فتستَّر المبتدعة وأفراخهم خلف الشيخ العباد، ورفعوا اسم الشيخ العباد ورسالته شعاراً لنشر انحرافاتهم، وصاحوا بها في وجه كل ناصح غيور على دينه."
أقول: الواجب على المسود تحرير مصطلحاته والتفصيل لا الإجمال في موضع هو أحوج ما يكون إلى التفصيل! عندما يقول عن موقف الشيخ العباد أنه (استغله بعض أهل الأهواء) أو يقول (من المبتدعة ومن أتباعهم والمدافعين عنهم) أو يقول (ونصبوا كلمة الشيخ العباد هذه لتكميم أفواه أهل السنة في بيان تجريح أهل الأهواء والتحذير من انحرافاتهم) وغير ذلك. فالسؤال للمسود: من تعني بأهل السنة؟ هل (هم الذين يختلف منهجهم عن منهج الشيخ عبد العزيز ـ رحمه الله) كما قاله وقرره الشيخ العباد؟! ومن هم أهل الأهواء هؤلاء الذين استغلوا رسالة العباد لتكميم أفواه أهل السنة؟! ومن هم هؤلاء المدافعون عن أهل الأهواء؟! هل هم أهل السنة الذين دافع ودفع عنهم الشيخ العباد وسماهم ونصح بأخذ العلم عنهم؟! سبق بيان مقصود الشيخ العباد من رسالته وأنها لأهل السنة ولا شأن لأهل الأهواء حقا بها! فهل أهل الأهواء الذين عناهم العباد هم هم الذين عناهم المسود؟! يا أيها المسود: أرجو أن لا تحرف رسالة الشيخ العباد عن مراد كاتبها منها، ولك الحق في أن تؤلف رسالة تبين فيها رأيك في هذه المسألة وإن شئت فسمها: (الشدة الشدة بعض أهل السنة على من أخطأ من أهل السنة! بدعوهم.. تتبعوا عوراتهم.. اهجروهم.. وإن لم تجدوا لهم أخطاء فافتروا عليهم)!
(5) قال المسود وفقه الله لهداه:" الوقفة الأولى: أنَّ الشيخ أحمد النجمي رحمه الله تعالى ردَّ على رسالة الشيخ العباد حفظه الله تعالى، ونصحه، وبيَّن ما في الرسالة من ملاحظات بأسلوب علمي وأدب رفيع واحترام لمكانة العباد وتقدير، ...
فالسلفي الذي يتحرى الحق عليه أن يقرأ هذا الرد، وينظر في أدلته، ثم تكون الحجة والبراهين هما المقياس لمعرفة المحق منهما. وهذا ما لم يفعله مَنْ ينسب نفسه للسلفية من المخالفين، بل سارعوا إلى نشر رسالة الشيخ العباد!، وغفلوا أنهم بنشرها هكذا يساعدون غيرهم من المبتدعة أن يتسلَّطوا عليهم ويرفضوا أحكامهم!؛ فضلاً عن أحكام أهل الحق من السلفيين فيهم وفي غيرهم!." أقول: نعم قد رد الشيخ النجمي على الشيخ العباد، وقد أحسن المسود عندما قال:" فالسلفي الذي يتحرى الحق عليه أن يقرأ هذا الرد، وينظر في أدلته، ثم تكون الحجة والبراهين هما المقياس لمعرفة المحق منهما " وهذا هو المنهج الذي ما فتئ أهل العلم يربون طلابهم عليه. لكن يبدو أن المسود لم يبلغه ذلك المنهج الدخيل الذي يقول: لا داعي للنظر في الأدلة! بل وذهب إلى أبعد من ذلك وقرر أن مطالبة العالم بالأدلة على حكمه هو من قبيل الطعن فيه!! والمسألة بكل بساطة عند أرباب هذا المنهج: فلان لا يتكلم إلا بالدليل وعليه فإن اتباعه هو اتباع للدليل!! وبحسبة بسيطة نخلص إلى النتيجة: لا تسأل عالمنا عن الدليل!! وعلى كل حال فلو أن سنيا نظر في رسالة العباد وفي رد النجمي واقتنع جملة بما ذهب إليه العباد فما حكمه عند المسود وإخوانه في المنهج؟! سؤال يحتاج إلى إجابة. وقد أساء المسود غاية عندما قال:" فالسلفي الذي يتحرى الحق عليه أن يقرأ هذا الرد، وينظر في أدلته، ثم تكون الحجة والبراهين هما المقياس لمعرفة المحق منهما. وهذا ما لم يفعله مَنْ ينسب نفسه للسلفية من المخالفين " سبحان الله! أغلو وطعن في النيات؟! ولكن لا غرو فقد صارا قرينين عند إخواننا الغلاة. يا رائد: أطلعت الغيب؟! أهو كشف الصوفية؟! أم هو من وحي الشياطين؟! ستكتب شهادتك هذه وستسأل عنها يوم الدين. يقول الله تعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) ويقول سبحانه: (ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد). ويبدو أن المسود لم ينتفع بقراءته لرسالة العباد – إن كان قرأها –! فما أجمل الفصل الذي عقده بعنوان: حفظ اللسان من الكلام إلا في خير، وكذلك الفصل الذي يليه: الظنُّ والتجسُّس. فلا أدري كيف وبأي حجة ودليل وبرهان! نسب المسود من يخالفه إلى عدم تحري الحق وعدم النظر في أدلة الشيخين! يبدو أن المعيار لذلك هو الموافقة! أو قل المخالفة!! فإذا خالفت الشيخ العباد فأنت متحر للحق ناظر في الأدلة والبراهين!! يتابع المسود قائلا:" وهذا ما لم يفعله مَنْ ينسب نفسه للسلفية من المخالفين، بل سارعوا إلى نشر رسالة الشيخ العباد!، وغفلوا أنهم بنشرها هكذا يساعدون غيرهم من المبتدعة أن يتسلَّطوا عليهم ويرفضوا أحكامهم!؛ فضلاً عن أحكام أهل الحق من السلفيين فيهم وفي غيرهم!. " يقال للمسود: قد سبقك النجمي – رحمه الله – في تبديع من يوزع هذه الرسالة فأجاب العباد قائلا:"وقد وصف الثاني والثالث مَن يُوزِّع الرسالةَ بأنَّه مبتدع، وهو تبديع بالجملة والعموم، ولا أدري هل علموا أو لم يعلموا أنَّه وزَّعها علماء وطلبة علم لا يُوصَفون ببدعة.." وهنا سؤال للمسود: ما حكم من يوصي طلبة العلم ويحثهم على قراءة رسالتي العباد ويدعو إلى ترسم خطاها؟! يقول فضيلة الشيخ صالح السحيمي – حفظه الله -:" وهناك مقال جديد لشيخنا الشيخ عبد المحسن العباد البدر .. بعنوان : "ومرة أخرى : رفقا أهل السنة بأهل السنة "هذه المقولة هي تهم طلبة العلم بشكل خاص، ولا تلتفتوا إلى ما يعلق به أرباب الشبكات الهزيلة التي تنتقد مثل هذا المقال لعلو وكبرياء في أنفسهم وجهل بحقيقة ما يتكلمون به، وقد اتخذوا ألقابا معينة، هذا المقال مقال عظيم ينبغي أن نترسَّم خُطاه، وأن نسير على نهجه،... فاستفيدوا من كتابات العلماء والمشايخ، ودعوا عنكم بُنيات الطريق."
يتبع إن شاء الله تعالى
لزهر الصادق
2012-05-07, 22:45
(6)قال الأخ رائد وفقه الله لهداه:" الوقفة الثانية: أنَّ الشيخ ربيعاً حفظه الله تعالى حاول أن يبيِّن للشيخ العباد حفظه الله تعالى ما عليه المخالفون من انحرافات منهجية لا يمكن السكوت عنها، فلم يقبل الشيخ العباد، وأخبره أنه لا يقرأ، أي لا يقرأ ما يُكتب في مثل هذه النزاعات المعاصرة، كما ذكر ذلك الشيخ ربيع في جلسته مع جماعة من الفلسطينيين من طرف علي الحلبي .وهذا يعني؛ أنَّ الشيخ العباد غير مطلع على تفاصيل انحرافات مَنْ ينسبهم إلى السنة!، وغير مطلع على ردود أهل العلم عليهم مع ما فيها من أدلة وبراهين تدين أولئك. ونحن جميعاً قد تعلَّمنا قاعدة علمية تقول: (أنَّ مَنْ علم حجة على مَنْ لم يعلم).."
أقول: وهذه شبهة أوهن من بيت العنكبوت! وجوابها من وجوه:
أولا: كون الشيخ العباد – حفظه الله –لا يقرأ في (ما يُكتب في مثل هذه النزاعات المعاصرة) أو أنه (غير مطلع على تفاصيل انحرافات مَنْ ينسبهم إلى السنة) هذا لا يؤثر على رسالته " رفقا أهل السنة..". ذلكم أن الشيخ – حفظه الله – يقرر ويؤصل منهجا في كيفية التعامل مع الخلاف بين أهل السنة، ويستدل له بنصوص من القرآن والسنة ويعضدها بآثار وكلام لأهل العلم. ولتوضيح المسألة أكثر أقول: جاءت الرسالة في ستة مباحث خلا المقدمة والخاتمة، المبحث الأول بعنوان( نعمة النطق والبيان) فيه:" نعمُ الله على عباده لا تُعدُ ولا تُحصى، ومن أعظم هذه النعم نعمة النطق التي يُبين بها الإنسان عن مراده، ويقول القول السديد، ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ومن فقدها لم تحصل له هذه الأمور، ولا يمكنه التفاهم مع غيره إلا بالإشارة أو الكتابة إن كان كاتباً..." ودلل على ذلك بالنصوص ثم خلص إلى " أن هذه النعمة إنما تكون نعمة حقاً إذا استعمل النطق بما هو خير، أما إذا استعمل بشر فهو وبالٌ على صاحبه، ويكون من فقد هذه النعمة أحسن حالاً منه." قلت: فهل يرد مثل هذا النصح بدعوى أن العباد لا يقرأ؟! ثم تلا ذلك مبحث بعنوان:" حفظ اللسان من الكلام إلا في خير" جاء فيه:" وروى البخاري في صحيحه (6475) ومسلم في صحيحه (74) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت " الحديث. قال النووي في شرح الأربعين في شرح هذا الحديث: " قال الشافعي: معنى الحديث إذا أراد أن يتكلم فليُفكر، فإن ظهر أنه لا ضرر عليه تكلم، وإن ظهر أن فيه ضرراً وشك فيه أمسك "، ونقل عن بعضهم أنه قال: " لو كنتم تشترون الكاغد للحفظة لسكتم عن كثير من الكلام... وروى مسلم في صحيحه (2581) عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " أتدرون من المُفلس ؟ قالوا: المُفلس فينا من لا درهم له ولا متاع، فقال: إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام و زكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيُعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يُقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار...". وهل يرد مثل هذا النصح بدعوى أن العباد لا يقرأ؟! والمبحث الثالث بعنوان:" الظنُّ والتجسُّس" جاء فيه:" قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا)). ففي هذه الآية الكريمة الأمر باجتنابه كثير من الظن، وأن منه إثماً، والنهي عن التجسس، والتجسس هو التنقيب عن عيوب الناس، وهو إنما يحصل تبعاً لإساءة الظن. وقال صلى الله عليه وسلم: " إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا، ولا تجسسوا، ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخوانا " رواه البخاري (6064)، ومسلم (2563). وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " ولا تظنن بكلمة خرجت من أخيك المؤمن إلا خيراً، وأنت تجد لها في الخير محملا " ذكره ابن كثير في تفسير آية سورة الحجرات. وقال بكر بن عبد الله المزني كما في ترجمته من تهذيب التهذيب: " إياك من الكلام ما إن أصبت فيه لم تؤجر، وإن أخطأت فيه أثمت، وهو سوء الظن بأخيك ". وقال أبو قلابة عبد الله بن زيد الجرمي كما في الحلية لأبي نعيم [2/285]: " إذا بلغك عن أخيك شيء تكرهه فالتمس له العذر جهدك؛ فإن لم تجد له عذراً فقل في نفسك: لعل لأخي عذراً لا أعلمه "." وهل يرد مثل هذا النصح أيضا بدعوى أن العباد لا يقرأ؟! وكذلك يقال في المبحث الذي يليه وهو بعنوان:" الرفق واللين". ولا أظن المسود يخالف الشيخ العباد في شيء من المباحث الأربعة السابقة وأنه لا يلزم لتقريرها اطلاع كاتبها على (ما يُكتب في مثل هذه النزاعات المعاصرة)! ثم جاء المبحث الخامس بعنوان:" موقف أهل السنة من العالم إذا أخطأ أنه يعذر فلا يبدع ولا يهجر" جاء فيه:" ليست العصمة لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلا يسلم عالمٌ من خطأ، ومن أخطأ لا يُتابع على خطئه، ولا يُتخذ ذلك الخطأ ذريعة إلى عيبه والتحذير منه، بل يُغتفر خطؤه القليل في صوابه الكثير، ومن كان من هؤلاء العلماء قد مضى فيستفاد من علمه مع الحذر من متابعته على الخطأ، ويدعى له ويترحم عليه، ومن كان حياً سواء كان عالماً أو طالب علم يُنبه على خطئه برفق ولين ومحبة لسلامته من الخطأ ورجوعه إلى الصواب... وقال شيخ الإسلام ابن تيميه (728هـ): " ومما ينبغي أن يعرف أن الطوائف المنتسبة إلى متبوعين في أصول الدين والكلام على درجات، منهم من يكون قد خالف السنة في أصول عظيمة، ومن من يكون إنما خالف السنة في أمور دقيقة. ومن يكون قد رد على غيره من الطوائف الذين هم أبعد عن السنة منه، فيكون محموداً فيما رده من الباطل وقاله من الحق، لكن يكون قد جاوز العدل في رده بحيث جحد بعض الحق وقال بعض الباطل، فيكون قد رد بدعة كبيرة ببدعة أخف منها، ورد باطلاً بباطل أخف منه، وهذه حال أكثر أهل الكلام المنتسبين إلى السنة والجماعة. ومثل هؤلاء إذا لم يجعلوا ما ابتدعوه قولاً يفارقون به جماعة المسلمين يوالون عليه ويعادون كان من نوع الخطأ، والله سبحانه وتعالى يغفر للمؤمنين خطأهم في مثل ذلك. ولهذا وقع في مثل هذا كثيرٌ من سلف الأمة وأئمتها لهم مقالات قالوها باجتهاد وهي تخالف ما ثبت في الكتاب والسنة، بخلاف من والى موافقه وعادى مخالفه، وفرق بين جماعة المسلمين، وكفر وفسق مخالفه دون موافقه في مسائل الآراء والاجتهادات، واستحل قتال مخالفه دون موافقه، فهولاء من أهل التفرق والاختلافات ". مجموع الفتاوى [3/348-349]... وقال الإمام الذهبي (748هـ): " ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه، وعلم تحريه للحق، واتسع علمه، وظهر ذكاؤه، وعرف صلاحه، وورعه واتباعه، يغفر له زلله، ولا نضلله ونطرحه، وننسى محاسنه، نعم! ولا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة من ذلك ". سير أعلام النبلاء [5/271]. وقال أيضاً: " ولو أنا كلما أخطأ إمامٌ في اجتهاده في آحاد المسائل خطأً مغفوراً له قمنا عليه وبدعناه وهجرناه، لما سلم معنا لا ابن نصر ولا ابن منده ولا من هو أكبر منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحق، وهو أرحم الراحمين، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة ". السير [14/39-40]. وقال أيضاً: " ولو أن كل من أخطأ في اجتهاده – مع صحة إيمانه وتوخيه لإتباع الحق – أهدرناه وبدعناه، لقل من يسلم من الأئمة معنا، رحم الله الجميع بمنه وكرمه " . السير [14/376]. وقال أيضاً: " ونحب السنة وأهلها، ونحب العالم على ما فيه من الإتباع والصفات الحميدة، ولا نحب ما ابتدع فيه بتأويل سائغ، وإنما العبرة بكثرة المحاسن " . السير [20/46]. وقال ابن القيم (751هـ): " معرفة فضل أئمة الإسلام ومقاديرهم وحقوقهم ومراتبهم وأن فضلهم وعلمهم ونصحهم لله ورسله لا يوجب قبول كل ما قالوه، وما وقع في فتاويهم من المسائل التي خفي عليهم فيها ما جاء به الرسول، فقالوا بمبلغ علمهم والحق في خلافها، لا يوجب اطراح أقوالهم جملة، وتنقصهم والوقيعة فيهم، فهذان طرفان جائران عند القصد، وقصد السبيل بينهما، فلا نؤثم ولا نعصم " إلى أن قال: " ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعاً أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة، وهو من الإسلام وأهله بمكان قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور، بل ومأجور لاجتهاده، فلا يجوز أن يتبع فيها، ولا يجوز أن تُهدر مكانته وإمامته ومنزلته من قلوب المسلمين " . إعلام الموقعين [3/295]."
قلت: هل يحتاج العباد لتقرير ما سبق إلى اطلاعه على ( ما يُكتب في مثل هذه النزاعات المعاصرة)؟! مع التذكير إلى أن ما قرره الشيخ العباد في مبحثه الخامس أعلاه قد قرره الشيخ محمد الإمام في كتابه الإبانة الذي قرأه وراجعه فضيلة الشيخ ربيع بن هادي، وبذلك لا أظن المسود يخالف الشيخ العباد هنا أيضا!! بقي المبحث السادس والأخير في الرسالة والذي هو بعنوان:" فتنة التجريح والهجر من بعض أهل السنة في هذا العصر، وطريق السلامة منها " جاء فيه:" حصل في هذا الزمان انشغال بعض أهل السنة ببعض تجريحاً وتحذيراً، وترتب على ذلك التفرق والاختلاف والتهاجر، وكان اللائق بل المتعين التواد والتراحم بينهم، ووقوفهم صفاً واحداً في وجه أهل البدع والأهواء المخالفين لأهل السنة والجماعة.." وهذا أيضا ما قرره الشيخ الإمام في " الإبانة " بقراءة ومراجعة الشيخ ربيع. وتأمل قول العباد:" حصل في هذا الزمان انشغال بعض أهل السنة ببعض تجريحاً وتحذيراً، وترتب على ذلك التفرق والاختلاف والتهاجر" تعرف أن الشيخ على دراية بما يحصل لا كما يحاول أن يصوره المسود!
ثانيا: إن الشيخ العباد – حفظه الله تعالى – يقرأ في مثل هذه النزاعات المعاصرة لا كما يزعم المسود! وللتدليل على ذلك:
1-ما ورد في (شبكة سحاب):السائل: أريد يا شيخ أن أسألك عن كتاب ( مدارك النظر) للرمضاني،الشيخ: : نعم. السائل: يقولون إنك لم تقرأ إلا مقدمة الكتاب، الشيخ : يقولون إيش ؟ السائل : إنك لم تقرأ إلا مقدمة الكتاب الشيخ ( مقاطعاً) : من هو الذي لم يقرأ …؟ السائل :أنت يا شيخ. وبعضهم يقول إن ما قرأته ليس هذا المطبوع الآن. الشيخ: لا لا ،أنا قرأت الكتاب من الأول، من أوله إلى آخره. السائل : تقصد هذا المطبوع يا شيخ؟ الشيخ : نعم هذا المطبوع ، لأنه طبع طبعتين ، الطبعة الأولى أنا اطلعت عليها السائل :الطبعة الثانية لا تخالف الأولى يا شيخ؟ الشيخ : فيها بعض الأشياء المعدَّلة نصحته بتعديلها و قد فعل. السائل : توصي به يا شيخ أم لا ، يعني توصي بقراءته؟ الشيخ ( متعجباً): لماذا كتبت له مقدمة ؟!http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=264046 (http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=264046)
يؤكد ذلك ما أجاب به العباد – نفسه – في الموضوع – نفسه – ومن (سحاب) كذلك! لكن فيه هذه المرة الربط بين (مدارك النظر) و (رفقا أهل السنة) من حيث اطلاع الشيخ – حفظه الله – على واقع هذه المسائل المعاصرة وأنه يقرأ ويعلم!
السؤال :لقد شاع عند بعض الشباب أن الشيخ عبدالمحسن العباد تراجع عن (تقريض) كتاب مدارك النظر للشيخ عبد المالك وأن دليل تراجعه هو كتابه المطبوع رفقا أهل السنة بأهل السنة فما هو الرد على هذا الكلام حفظكم الله؟ أجاب الشيخ عبد المحسن قائلاً: أولاً كتاب مدارك النظر أنا قرأته مرتين يعني أنا سُئِلت يعني عدة مرات أنني ما قرأت يعني الكتاب كله أو إنما قرأت بعضه أو اطلعت على بعضه و أنا قلت وأقول إنني قرأته مرتين من أوله إلى آخره المرة الأولى قرأته لأن ما طُلِب مني أن أكتب فيه أكتب شيء عنه فقرأته قراءة يعني الاطلاع على ما فيه من أوله لآخره و لمَّا فرغت و قلت لمؤلفه أني اطلعت عليه و أنه مفيد قال لو كتبت يعني مقدمة له فقلت إذاً أقرأه مرة ثانية فقرأته من أوله إلى آخره و انتقيت منه بعض المواضع التي تكلمت عليها التي تكلمت عليها فإذاً الكتاب قرأته كله من أوله إلى آخره و ما ذكرته يعني أو ما نصيت عليه هذا يعني ذكر لبعض ما فيه ذكر لبعض ما فيه و ليس لكل مافيه و لم أتراجع عن شيئاً مما كتبته.
والكتاب الذي كتبته أخيراً وهو (رفقاً أهل السنة بأهلالسنة) لا علاقة للذين ذكرتهم في مدارك النظر بهذا الكتاب لا علاقة للذين ذكرتهم في مدارك النظر بهذا الكتاب فهذا الكتاب الذي هو (رفقاً أهل السنة بأهل السنة ) لا يعني الإخوان المسلمين و لا يعني المفتونين بسيد قطب و غيره من الحركيين و لا يعني أيضاً المفتونين بفقه الواقع و النيل من الحكام و كذلك التزهيد في العلماء لا يعني هؤلاء لا من قريب و لا من بعيد وإنما يعني أهل السنة فقط وهم الذين على طريقة أهل السنة حيث يحصل بينهم الاختلاف فينشغل بعضهم ببعض تجريحاً و هجراً و ذماً "
ويتابع- حفظه الله-:"ذكرتُ أن هذا الكتاب لا يعني هذه الطوائف وهذه الفرق المنحرفة عن منهج أهل السنة والجماعة وعن طريقة أهل السنة و الجماعة و إنما يعني من كان من أهل السنة مشتغلاً بغيره من أهل السنة تجريحاً و هجراً و تتبعاً للأخطاء والتحذير بسبب هذه الأخطاء و كذلك إذا حصل خلاف بين شخصين ينقسم أهل السنة إلى قسمين قسم يؤيد هذا و قسم يؤيد هذا ثم يحصل التهاجر والتقاطع بين أهل السنة في كل مكان نتيجة لهذا الاختلاف فإن هذا من أعظم المصائب ومن أعظم البلاء يعني حيث يتهاجر أهل السنة و يتقاطعون بسبب خلاف بين شخص و شخص و ما قاله فلان في فلان و ما قاله في فلان و فلان و ما موقفك من فلان و إن وقفت سلمت و إن لم تقف وإن لم يكن لك موقف فإنك تكون مبتدعاً ثم يحصل التهاجر و ينقسم أهل السنة إلى هذا الانقسام الخطير هذا هذا هو هذا هو الذي يعنيه هذا الكتاب و من المعلوم أن هذا الكتاب لا يعجب الحركيين لأنهم لأن الحركيين يحبون أن ينشغل أهل السنة بعضهم ببعض حتى يسلموا منهم حتى يسلموا من أهل السنة و ذلك بانشغال بعضهم ببعض و هذاالكتاب يدعو إلى إصلاح ذات البين و أن يرفق أهل السنة بعضهم ببعض وأن يحرص بعضهم على تسديد البعض وهذا هو الذي يعنيه الكتاب وأما أهل الحركات المناهضة أو المباينة لطريقة أهل السنة فهؤلاء يعجبهم هذا الاختلاف لأنهم إذا انشغل أهل السنة بعضهم ببعض هم سلموا من أهل السنة وصار بأس أهل السنة فيما بينهم وهذا هو الذي يريدونه " http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=365851 (http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=365851)
قلت: فالشيخ العباد قرأ (مدارك النظر) كله من أوله إلى آخره ومرتين! ثم انظر كيف شخص ولخص واقع السلفيين تلخيصا دقيقا قائلا:" من كان من أهل السنة مشتغلاً بغيره من أهل السنة تجريحاً و هجراً و تتبعاً للأخطاء والتحذير بسبب هذه الأخطاء و كذلك إذا حصل خلاف بين شخصين ينقسم أهل السنة إلى قسمين قسم يؤيد هذا و قسم يؤيد هذا ثم يحصل التهاجر والتقاطع بين أهل السنة في كل مكان نتيجة لهذا الاختلاف فإن هذا من أعظم المصائب ومن أعظم البلاء يعني حيث يتهاجر أهل السنة و يتقاطعون بسبب خلاف بين شخص و شخص و ما قاله فلان في فلان و ما قاله في فلان و فلان و ما موقفك من فلان و إن وقفت سلمت و إن لم تقف وإن لم يكن لك موقف فإنك تكون مبتدعاً ثم يحصل التهاجر و ينقسم أهل السنة إلى هذا الانقسام الخطير هذا هذا هو هذا هو الذي يعنيه هذا الكتاب"
أفيقال بعد هذا: الشيخ العباد لا يقرأ أو ليس له علم بما يجري؟!
2- قال الشيخ العباد في معرض نقده للشيخ عدنان عرعور جوابا على سؤال سائل:" أَنا نَصيحَتي لكُم أنَّكُم لا تَشتَغلُونَ بِكلامِه ولا بِقواعدِه ولا تَلتفتُونَ إلى ما عندَهُ ، لأنَّ عندَه تخليط ، وأنا سبقَ و أن اِطَّلعتُ على شيءٍ من كلامِه وَرَأيتُ فيهِ كلاماً مَا يَصلح ولا يَنبَغي.."
فالشيخ اطلع هنا على شيء من كلام الشيخ عدنان عرعور، فكيف يقال وبصيغة الجزم أنه لا يقرأ؟!
3- ما قاله الشيخ العباد في رسالته (الحث على الاتباع) منتقدا أحد أركان منهج الغلو في التجريح:" ولاينتهي العجب إذا سمع عاقل شريطاً له يحوي تسجيلاً لمكالمة هاتفية طويلة بين المدينة والجزائر، أكل فيها المسئول لحومَ كثير من أهل السنَّة، وأضاع فيها السائل مالَه بغير حقٍّ، وقد زاد عدد المسئول عنهم في هذا الشريط على ثلاثين شخصاً، فيهم الوزير والكبير والصغير، وفيهم فئة قليلة غير مأسوف عليهم، وقد نجا مِن هذا الشريط مَن لم يُسأل عنه فيه، وبعض الذين نجوا منه لم ينجوا من أشرطة أخرى له، حوتها شبكة المعلومات الإنترنت، والواجب عليه الإمساك عن أكل لحوم العلماء وطلبة العلم، والواجب على الشباب وطلاَّب العلم ألاَّ يلتفتوا إلى تلك التجريحات والتبديعات التي تضرُّ ولا تنفع، وأن يشتغلوا بالعلم النافع الذي يعود عليهم بالخير والعاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة.."
قلت: فالشيخ سمع هذا الشريط! بل ووصف (المجروحين) وصفا دقيقا! وذكر أن بعض من نجا في هذا الشريط لم ينج منه في أشرطة أخرى له على الانترنت! فوا عجبا كيف سوغ المسود لنفسه اجترار هذه المقولة: العباد لا يقرأ!
4- ما نقله الأخ المكرم (علي أبو هنية) في هذه المنتديات قائلا:" وكذلك قرئ من كتاب شيخنا "منهج السلف الصالح.." على الشيخ العبّاد بواسطة شيخنا رمضاني".
لعلي أكتفي بالأمثلة أعلاه وهي كافية شافية لكل منصف إن شاء الله تعالى.
5- ما نقله - مؤخرا - فضيلة الشيخ عبد المالك رمضاني من أن الإمام العباد على دراية بهذا الخلاف الدائر بين أهل السنة من ألفه إلى يائه! (تمت إضافة هذه النقطة على المقال)
ثالثا: إن إطلاق هذه المقولة النكراء(العباد لا يقرأ) هو طعن في هذا الشيخ – من حيث يدري قائلها أو لا يدري -! " فالإمام المحدث العباد الذي شرح السنة ورد على أهل الأهواء أهواءهم وبدعهم ونصح وكتب لأهل السنة لا ينبغي أن يوصف بأنه لا يقرأ أبدا! وهذا وإن كان الشيخ ربيع لا يقصده على إطلاقه لكن اللفظ يدل على أن العباد لا يقرأ على إطلاقها، وهذا لتنبيه المتعصبين للشيخ ربيع أهمية حمل كلام الناس المجمل المحتمل وخاصة العلماء على ما أرادوه وقصدوه لا على كل ما يحتمله اللفظ! وإن كان الواجب اجتناب الألفاظ المجملة في هذه المقامات.
وأنا أعلم أن الشيخ ربيع - حفظه الله - أراد أن الإمام العباد لا يقرأ في الخلاف الدائر بين أهل السنة في الحكم على الرجال والجمعيات والامتحان بالأشخاص، وهذا -عند التحقيق - طعن في الشيخ العباد! إذ كيف يتكلم العباد في مسائل لا يفقه واقعها؟!ثم هب كذلك أن الشيخ العباد لايقرأ - أيضا على المعنى الذي أراده الشيخ ربيع - وأن غيره ممن يثق به يقرأ له ويخبره بملخص ما قرأ،هل على العباد أن يرد خبر هذا الثقة؟! وهل هذا ينسحب على غيرالعباد أم أنه مقصور عليه فقط؟!
سلمنا جدلا أن العباد لا يقرأ، وأن الثقات - عنده - الذين حوله لا يصدقونه في نقل الأخبار، فهل يمكن أن يكون ذلك لغير العباد من المشايخ الفضلاء؟! قد ثبت لكل ذي عينين أن بعض من حول الشيخ ربيع يكذب فهل لنا أن نقول: إن بطانة الشيخ ربيع مجرمة يأتمر بأمرها وأن الربيع لا يقرأ؟! إذا تقوم دنيا أهل الغلو ولا تقعد! وللأسف لم نرهم حركوا ساكنا عندما وصف العباد وبطانته بهذا الوصف ولو بتخطئة في منتديات الغلو! "
رابعا: إن كان المقصود أن الشيخ العباد لا يقرأ كلام رواد المنتديات الذي صاروا بين عشية وضحاها أشياخا وعلماء فهذا يسلم لقائله! وهو من نعم الله على العباد – حفظه الله -. ومصيبة المصائب أن يتهم هذا الإمام بعدم الاطلاع على الواقع بدعوى عدم قراءته لمقالات (حنبلي أو كثيري أو أبي جهاد – أسامة – أو منجد أو شريف أو ...)!
يتبع إن شاء الله تعالى
لزهر الصادق
2012-05-07, 22:47
(7) قال المسود وفقه الله لهداه:".. وهذا يعني؛ أنَّ الشيخ العباد غيرمطلع على تفاصيل انحرافات مَنْ ينسبهم إلى السنة!، وغير مطلع على ردود أهل العلم عليهم مع ما فيها من أدلة وبراهين تدين أولئك. "
قلت: قد تبين بفضل الله أن الشيخ العباد على اطلاع فيما يكتب، ولكن يبدو أن المسود لم يستوعب كون الشيخ العباد على اطلاع على أحوال بعض المشايخ وبين عدم تبديعه لهم! فاطلاعه حفظه الله على ما ينسب إليهم من أخطاء لا يلزم بالضرورة الحكم منه بتبديعهم! ذلك أن هذه الأخطاء المزعومة قد لا تكون أخطاء في الحقيقة إلا في ذهن المخَطئ فقط! أو قد تكون هذه الأخطاء مما لا يبدع به! " لأن الجارح والمعدل قد يظنان ما ليس بجارح جارحا"(1) . ثم المسألة ليست كون هذا الشيخ أو ذاك أخطأ وإنما عقدة المسألة: هل يُجرح العالم أو الشيخ بكل خطأ؟! ويحذر منه ويسقط ويهجر ويبدع؟! بل ويبدع من لا يبدعه؟! والسؤال للمسود: إذا كان الشيخ العباد لا يقرأ ولا يعلم وأنت – وإخوانك القراء العالمين – قرأتم وعلمتم! والكل مجمعون على إمامة العباد – فيما أحسب! - فهلا أطلعتموه وأقرأتموه وعلمتموه! فيحكم مثل حكمكم ويلزم مثل إلزامكم!
أما قول المسود:" مع ما فيها من أدلة وبراهين تدين أولئك" فيا ليته يسوق لنا الأدلة والبراهين التي جعلت شيخنا الفاضل عليا الحلبي (من أحط أهل البدع)؟! وليستحضر معنى الدليل في إجابته! ولا مانع من تذكيره بأن( البُرْهان هو الحُجّة الفاصلة البيّنة، يقال: بَرْهَنَ يُبَرْهِنُ بَرْهَنةً إذا جاء بحُجّةٍ قاطعة لِلَدَد الخَصم، فهو مُبَرْهِنٌ... وجَمْعُ البرهانِ براهينُ، وقد برهن عليه: أقام الحجة) كما يقول أهل اللغة. فإذا لم يبرهن المسود هذا الحكم فيقال له(إنما أنت متمنٍ)! كما قاله الزجاج. وقد عاب الله على أهل الكتاب عدم إتيانهم بالبرهان على أمانيهم فقال سبحانه(تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين). يقول ابن كثير – رحمه الله -:" وَهَكَذَا قَالَ لَهُمْ فِي هَذِهِ الدَّعْوَى الَّتِي اِدَّعَوْهَا بِلَا دَلِيل وَلَا حُجَّة وَلَا بَيِّنَة فَقَالَ تِلْكَ أَمَانِيّهمْ وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَة أَمَانِيّ تَمَنَّوْهَا عَلَى اللَّه بِغَيْرِ حَقّ وَكَذَا قَالَ قَتَادَة وَالرَّبِيع بْن أَنَس ثُمَّ قَالَ تَعَالَى ( قُلْ ) أَيْ يَا مُحَمَّد ( هَاتُوا بُرْهَانكُمْ) قَالَ أَبُو الْعَالِيَة وَمُجَاهِد وَالسُّدِّيّ وَالرَّبِيع بْن أَنَس حُجَّتكُمْ وَقَالَ قَتَادَة بَيِّنَتكُمْ عَلَى ذَلِكَ ( إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) "
أقول: ليت المسود يسوق لنا الأدلة والبراهين - وليس الأماني - التي جعلت شيخنا الفاضل عليا الحلبي (من أحط أهل البدع) من الروافض والجهمية والمعتزلة والخوارج؟!
أين عقولكم أيها السلفيون؟!
فإن زعم المسود القول بوحدة الأديان حجة له فقد قال شيخنا – حفظه الله -:" قلتُ في تحقيقي لكتاب العبودية..لشيخ الإسلام ابن تيميّة - رحمه الله - ...: فدندنة بعض العصرانيين حول ( وحدة الأديان ) و( التسامح الديني ) و( الأخوة الإنسانية ) من ضلالات هؤلاء المبطلين ، وانحرافاتهم ،بل كفرياتهم، وإنما يريدون بذلك اجتثاث أصل الإسلام ، ومحو حقيقة دين الله من النفوس ، فالحذر الحذر!!.
وذلك تعليقاً على قول شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في ( دين الإسلام ) ،قال: (وهوالدين الذي لا يقبل الله من أحد ديناً غيره).http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...ad.php?t=20012 (http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=20012)
وقد كتب شيخنا مقالا بعنوان: الإعــــــــــلان ببراءةِ أهلِ السُّنَّة والإيمان مِن دعوَى) وحدَةِ الأديان ( قال فيه:" وهأنَذا أقولُ(بمفسَّرِ القولِ)، و(صريحِ الكَلامِ):
إنَّ القولَ بوحدَةِ الأديانِ - وما إليها...- كُفرٌ -وأيُّ كُفر-؛ لا يقولُ به إلا كافرٌ مُستَبِين، أوجاهلٌ غيرُ أَمين، أو ضالٌّ عن الحقِّ والدِّين..وربُّنا – تعالى- يقولُ:
(قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُون.لاَ أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُون.وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَاأَعْبُد.وَلاَ أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّم.وَلاَ أَنتُمْ عَابِدُونَ مَاأَعْبُد.لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِين) "
وفيه أيضا:" فمَن نَسَبَ إليَّ -بالتجنِّي أو الإلزام! أو التقوُّلِ والاتِّهام- أنِّي أقولُ بهذه المَقولةِ الاعتقاديةِ الكُفرِيَّةِ الفاضحةِ -أو بِشيءٍ مِنها - مِن قبلُ أو مِن بَعدُ-: فلَنْ أُسامحَهُ كائناً مَن كان -أيًّا كان-!!
(قُلْ حَسْبِيَ اللهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ المُتَوَكِّلُونَ)" http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...ad.php?t=19920 (http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=19920)
قلت: وهي فرية بلا مرية لا يصدقها ويشيعها وينشرها عاقل! عرف شيخنا ودعوته.
أما إن اجتر المسود نسبة الطعن في الصحابة لشيخنا وعد ذلك دليلا وبرهانا على الحكم عليه بأنه (من أحط أهل البدع) فيقال له: وهذه فرية صلعاء! إذ كيف يطعن شيخنا بهؤلاء الصحابة ومنهجه ودعوته قائمة على اتباع فهمهم للكتاب والسنة؟! وعلى كل حال فقد سئل شيخنا: (هل تجيزون وصف الصحابة بالغثائية كما نُقل عنكم.. .؟ فأجاب – حفظه الله - :" لا يجوز هذا الوصف ولا ينبغي, وهذا وصف باطل, الصحابة خير الناس, والصحابة أفضل الناس, والصحابة أعظم من وطئ الحصى بعد الأنبياء, هذا الذي نقوله... فوصف الصحابة بالغثائية وصف باطل, وصف لا يجوز، وصف مخالف لعقائد أهل السنة في عظمة الصحابة ومكانتهم ،ولذلك نحن نعتذر إلى الله – سبحانه وتعالى – من كل كلمة قد يفهم منها شيء من هذا القول, أو ما هو قريب منه, أو ما هو أدنى منه, وإن كنا لم نقل ذلك ولله الحمد, ولم نقله ولن نقوله, نحن ننتسب إلى السلف, ورأس السلف هم الصحابة, فكيف نفعل بالطعن فيمن نحن إليهم ننتسب؟!" http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=3697
وأما إن كان السبب وراء الحكم على الشيخ الفاضل الحلبي بذاك الحكم الجائر هو كتابه (منهج السلف الصالح..) فدونكه أيها المسود! هات من الكتاب الدليل والبرهان ودون ذلك خرط القتاد!! مع التنبيه والتذكير إلى التشابه الكبير بين (منهج السلف) وبين (الإبانة) الذي قرأه وراجعه فضيلة الشيخ ربيع بن هادي – حفظه الله وأطال عمره على السنة -! هذا التشابه الذي يصل في كثير من مسائله حد التطابق!! وهذه مقارنة لطيفة – لم تنته فصولها بعد – بين الكتابين في أهم المسائل التي انتقدت على شيخنا ولعله بسببها ألحق بـ(أهل البدع) لا بل وبـ(أحطهم)!! http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/sh...ad.php?t=21381 (http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=21381)
فإذا لم يأت المسود بشيء من الحجج والبراهين واكتفى بترديد: قد بدعه (حامل اللواء) فعندها يقال له: هذا تقليد والتقليد ليس بعلم، ويقال له كذلك:" أنَّ التستر بعالم من فضلاء الأمة دون الأخذ بالدليل والبراهين هو من طريقة المبطلين الزائغين" (2) ويقال له كذلك:" أنَّ كلام أهل العلم يحتج له لا يحتج به؛ قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى (وليس لأحد أن يحتج بقول أحد في مسائل النزاع، وإنما الحجة: النص، والإجماع، ودليل مستنبط من ذلك تقرر مقدماته بالأدلة الشرعية؛ لا بأقوال بعض العلماء!؛ فإنَّ أقوال العلماء يحتج لها بالأدلة الشرعية لا يحتج بها على الأدلة الشرعية. ومَنْ تربى على مذهب قد تعوَّده واعتقد ما فيه وهو لا يحسن الأدلة الشرعية وتنازع العلماء لا يفرق بين ما جاء عن الرسول وتلقته الأمة بالقبول بحيث يجب الإيمان به، وبين ما قاله بعض العلماء ويتعسَّر أو يتعذَّر إقامة الحجة عليه!، ومَنْ كان لا يفرق بين هذا وهذا، لم يحسن أن يتكلم في العلم بكلام العلماء، وإنما هو من المقلدة الناقلين لأقوال غيرهم!).(3)
(1) انظر (الإبانة) للشيخ محمد الإمام بقراءة ومراجعة الشيخ ربيع بن هادي
(2) ( كما قاله المسود في وقفته الرابعة)
(3) قاله المسود في (وقفته الخامسة) وهو به وبأهل التعصب والتقليد الصق! ولكن: رمتني بدائها وانسلت!!
يتبع إن شاء الله تعالى
لزهر الصادق
2012-05-07, 22:59
(8) قال المسود – وفقه الله -:"وهذا يعني؛ أنَّ الشيخ العباد غيرمطلع على تفاصيل انحرافات مَنْ ينسبهم إلى السنة!، وغير مطلع على ردود أهل العلم عليهم مع ما فيها من أدلة وبراهين تدين أولئك. ونحن جميعاً قد تعلَّمنا قاعدة علمية تقول(أنَّ مَنْ علم حجة على مَنْ لم يعلم)، فلو اختلف صحابيان في مسألة قدَّمنا قول مَنْ كان عنده علم، لأننا لو قبلنا الآخر، فهذا يعني أننا نرد البراهين التي أمرنا بالأخذ بها، فكيف بمَنْ دون الصحابة؟!."
أقول: قد تبين بفضل الله تعالى وهاء ووهن شبهة (العباد غير مطلع أو لا يقرأ)! فإذا كانت هذه المقدمة لا تصح ولا تثبت فلا يستقيم للمسود الاحتجاج بقاعدة: (من علم حجة على من لم يعلم).
يؤكد ذلك عيب الشيخ ربيع بن هادي – أطال الله عمره على السنة – وإنكاره في (نصيحته) الأخيرة على علماء أهل السنة الذين لا يأخذون ببعض أحكامه قائلا ( ومع هذه الرزايا والبلايا وغيرها نجد من يزكيهم ويحكم لهم بأنهم من أهل السنة.) وذكرهم بقول النبي – عليه السلام -:" إذا رأى الناس المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب". فهل يقال لمن (لا يعلم) أنه (رأى) المنكر؟! وهل يلحق الذم بالذي (لا يعلم) كما يلحق بالذي (رأى) المنكر فلم يغيره؟! وكما لا يخفى على المسود أن (رأى) في الحديث تعني – من ضمن ما تعنيه – (علم)! يقول الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – في شرحه على حديث (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده...): ((مَنْ رَأَى)هل المراد من علم وإن لم يرَ بعينه فيشمل من رأى بعينه ومن سمع بأذنه ومن بلغه خبر بيقين وما أشبه ذلك، أو نقول: الرؤيا هنا رؤية العين، أيهما أشمل؟ الجواب : الأول). هذا أولا..
أما ثانيا، فالقاعدة تقول: (من علم حجة على من لا يعلم) نعم: (من علم) وليس من جهل! أو من شك! أو توهم! أو تخرص! أو من كذب وافترى! و(العلم نقيض الجهل) كما يقول أهل اللغة. وحينئذ لا يقال لمن أخبره فاسق بخبر أنه (علِم)! وهكذا لا يقال فيمن أساء الفهم: (علم)! فضلا عن أن يقال في المفتري: (علم)! نعم قد علم هذا المفتري كذبه وفريه!
ولتقريب المسألة – وهي قريبة وواضحة – أقول: اتهم شيخنا علي الحلبي – حفظه الله – بأنه يقول بوحدة الأديان (اليهودية والنصرانية والإسلام كلها مقبولة عند الله ويجوز التعبد بها). فيريد المسود أن يقول: إن الذي حكم بتبديع الحلبي (علم) أنه يعتقد ويقول ويدعو إلى (وحدة الأديان)! وأن العباد (لم يعلم) عن الحلبي هذا فلم يبدعه، ولو علم لبدعه فوجب الإعراض عن قول العباد في الحلبي لأن القاعدة تقول: (من علم حجة على من لم يعلم)!
نعم هكذا هو فهم المسود! ولعل المتابعينه على هذا الفهم كثر!! ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أين هذا العلم المزعوم من كلام الشيخ الحلبي؟! كيف والشيخ ما فتيء يقرر كفر القائل بـ(وحدة الأديان)؟! فإذا لم يستطع المسود إثبات ذلك فآل (علمه) إلى تخرص وبهتان! وحينئذ لا يستقيم استدلاله بهذه القاعدة.
على أني أقول: إن هذه القاعدة يسلم للمسود استدلاله بها – هنا – في حالة واحدة – وواحدة فقط -!! فإذا كان المسود يعتقد عصمة الشيخ ربيع وبالتالي كل ما يصدر عنه فهو بمنزلة الآي والحديث وهو العلم، فقول الشيخ ربيع بحد ذاته هو العلم! و(من علم حجة على من لم يعلم)!
يا رائد: لا تسطح المسألة. ليس الخلاف في قاعدة (من علم حجة على من لم يعلم) بحيث هذا معه نص صحيح صريح من الكتاب أو السنة لم يعلمه الآخر! أو هذا معه علم - حقيقة - لم يعلمه الآخر
يتبع إن شاء الله تعالى
لزهر الصادق
2012-05-07, 23:00
(9) قال الأخ رائد وفقه الله لهداه:" ومعلوم أنَّ الجرح المفسَّرمقدَّم على التعديل المبهم"
أقول: نعم هذا هو الأصل ولعل كثيرا من الشباب – يا أخ رائد - تعلم هذه القاعدة في مجالس شيخنا الحلبي أو من تآليفه في علوم الحديث! بل قد يكون شيخنا شرحها قبل أن يخلق كثير ممن يهرفون بما لا يعرفون! لكن (الأمر ليس بهذه السهولة كما قد يتصوره أو يصوره البعض)! وهذا الموضوع قد أشبعه إخواننا في هذا المنتدى بحثا بما لا مزيد عليهم فيه، غير أني أقول لك يا رائد: هل تعتقد – حقا – أن إخوانك – يخالفون في هذا الأصل بالعموم؟! أم أنهم يبينون – للغلاة – تفصيلات هذه القاعدة؟!
فمثلا: هل تقول يا رائد إن (كل جرح مفسر مقدم على التعديل)؟! هنا نقطة خلاف. ونقطة خلاف أخرى: (هل إذا اقتنع عالم – ولا أقول جاهل! – بجرح هو عنده مفسر مما يجرح به له أن يحمل بقية أهل العلم على رأيه ويلزمهم به؟!) وهذا يتفرع من مسألة: هل (الاختلاف في الجرح والتعديل كالاختلاف في غيره من العلوم)؟!
أما عن الأولى فلا بد أن يكون الجرح المفسر (مؤثرا) كما قاله الشيخ الإمام – ووافقه الشيخ ربيع – أو إن شئت قل (مقنعا) كما قاله الربيع ووافقه الحلبي! ( فإن كان مؤثرا اعتمد وإن كان غير مؤثر لم يعتمد) (ومرادنا من هذا البيان والإيضاح أن يعلم أن الإمام من المجرحين لا يقطع بجرحه في حق أي شخص من الأشخاص إلا أن يظهر منه ما لا يدفع، وأن يصير الجرح غير معارض من قبل أهل العلم ولا حول ولا قوة إلا بالله) (الإبانة 168).
( ولو تأملنا- مثلا- كتابي الإمام الذهبي: " من تكلم فيه وهو موثق"، و" الرواة المتكلم فيهم بما لا يوجب الرد" لرأينا من هذا الباب الشيء الكثير الكثير" .. . فَأَيْنَ بَابُ (الجَرْحِ المُفَسَّر) -هُنا-؟!
وَيَدُلُّكَ عَلَى عُمُومِ هَذا: مَا بَوَّبَهُ الخَطِيبُ البَغْدَادِيُّ فِي "الكِفَايَة" (ص342): " بَابُ ذِكْرِ بَعْض أَخْبَار مَنْ اسْتُفْسرَ فِي الجَرْح، فَذَكَرَ مَا لاَ يُسْقِطُ العَدَالَة "
ثُمَّ ذَكَرَ أَخْبَاراً فِي ذَلِك عَن ابْنِ مَعِين، وَوَهْب بن جَرِير –وَغَيْرِهِمَا-).. (منهج السلف 103-105)
وقال شيخنا:( وكذلك ما في (هدي الساري) الفصل التاسع: أسماء من طعن فيه ... والجواب عن الاعتراضات.. فهل كل ما فيه جرح مبهم غير مفسر؟!!) (منهج السلف 104 الهامش)
فإن لم يكن كلام شخنا الحلبي (مقنعا) للمسود فلا بأس أن أسوق له كلاما للشيخ محمد الإمام وافقه عليه الشيخ الفاضل ربيع بن هادي حيث يقول – حفظه الله -: (فهذه الآثار الصحيحة أفادت أن الجرح المفسر من شعبة ها هنا لم يقبل لأنه غير مؤثر على المجروح... وإذا كانت هذه الأخطاء في حق شعبة الذي قال فيه يحيى بن سعيد القطان:( كان شعبة أعلم الناس بالرجال).. والذي قال فيه أحمد:( كان شعبة أمة وحده في هذا الشأن) يعني في الرجال... فما بالك بغير شعبة وبمن هو دون شعبة؟!
فكمال الإنصاف في هذه المسألة النظر في الجرح المفسر والتعديل المفسر من قبل أهل الخبرة والمعرفة والمؤثر من غير المؤثر. ومن هذا التمثيل يتضح أن كلام أي إمام من أئمة الجرح والتعديل لا يقبل مطلقا، لأن هذا لا يكون إلا لرسول الله – صلى الله عليه وسلم –) ( الإبانة 178-180)
فهل يقال عن الشيخ الإمام هنا – وكذا الشيخ الربيع أيضا - إنه يرد الجرح المفسر؟!
أما جواب المسألة الثانية المتعلقة بالإلزام فلعل كلام محمد الإمام – الذي وافقه الربيع -(يقنع) المسود! يقول الإمام ( ومما سار عليه أئمة الجرح والتعديل أنه لا يترك حديث الراوي إلا إذا أجمع أكثر المجرحين على تركه، ولا يترك حديثه لقول بعض المجرحين: متروك، مع معارضة آخرين لهم من أهل هذا الشأن... وعلى كل يفرق بين أمرين: الأول: القدح في الرجل. والثاني الترك له. أما القدح فيه فهو يبدأ من عند واحد و اثنين و ثلاثة، وقد يتتابع أهل العلم على ذلك فيترك. وإما أن يتكلم فيه بعضهم ويعارضهم آخرون مثلهم ففي هذه الحالة يسلك مسلك النظر والترجيح فيعمل بالراجح) (الإبانة 240-241)
وأضاف ( وقال أحمد بن صالح (لا يترك حديث رجل حتى يجتمع الجميع على ترك حديثه. قد يقال فلان ضعيف قال فأما أن نقول فلان متروك فلا إلا أن يجتمع الجميع على ترك حديثه) (الإبانة 243)
ويضيف الشيخ الإمام ( وقال أيضا (يعني الذهبي)..(وبكل حال، كلام الأقران بعضهم في بعض يحتمل وطيه أولى من بثه، إلا أن يتفق المتعاصرون على جرح شيخ فيعتمد قولهم، والله أعلم)) (الإبانة 252)
ثم قرر – حفظه الله – أن ( اجتهادات كبار علماء السنة كثيرا ما تكون سديدة ورشيدة وعواقبها حميدة، وقد يحصل في اجتهاد آحادهم شيء من التجاوز والتضييق..هذا التضييق يعذر أصحابه لأنه من باب الاجتهاد السائغ ما لم يلزموابه غيرهم. أما إذا ألزموا غيرهم وبنوا عليه أحكاما كالتقريب لمن وافقهم والإبعاد لمن لم يوافقهم، فهذا خروج عن درجة الاجتهاد إلى درجة التعصب الخفي فليتنبه لهذا! فما كان من مسائل الاجتهاد فلا سبيل إلى فرضه على عباد الله. والله الهادي إلى سواء السبيل.) (الإبانة 249-250)
أقول: أذكر المسود هنا أن القائل هنا هو الشيخ محمد الإمام وقد قرأه وراجعه فضيلة الشيخ ربيع بن هادي!!
أما المسألة الثالثة فلا شك أن (الاختلاف في الجرح والتعديل كالاختلاف في غيره من العلوم !(فـ)إذا كان الاختلاف حاصلا في كثير من الأحكام الفقهية – مع أنها مبنية على ما قاله الله ورسوله صلى الله عليه وسلم – فمن باب أولى أن يكون حاصلا في مسائل يتكلم فيها أهل الجرح والتعديل حسب علمهم واجتهادهم، وهذا أمر لا ينكر) (الإبانة 173) و(إذا اختلف المعتد بهم في الجرح والتعديل فيما سبيله الاجتهاد فالأمر فيه سعة).
بقيت مسألة وهي قول المسود: (ومعلوم أنَّ الجرح المفسَّر مقدَّم على التعديل المبهم)
أقول: هل فعلا تعتقد يا رائد أن غالب أهل السنة الذين جرحهم متشد(دوا) أهل السنة وعدلهم مخالفوهم، تعديلهم هذا مجملا؟!
هل من اشتهر بين الناس بالسنة والسلفية يبقى تعديله مبهما؟ أم أن هذا الاشتهار هو بحد ذاته تعديل مفسر؟!
وعليه فهل يقال في حق شيخنا مثلا إن تعديله مجمل؟! هل يرد تعديل العباد المفسر للحلبي ومعه جل وجلة أهل العلم في زماننا ويقبل جرح من جرح بغير بينة ولا دليل ولا برهان! اللهم إلا بالتخرص والبهتان أو سوء الفهم والهذيان؟!
فإذا صعب على المسود فهم هذا فأحيله على من يقلده – ربما -! حيث يقول الشيخ ربيع بن هادي – أطال الله عمره على السنة - في نصيحته لمحنة أهل السنة من قبل ومن بعد! ( إنكم سئلتم عن أشخاص معينين مشهورين عند الناس بالسلفية والدعوة إليها وفيهم علماء في نظر الناس فأخرجتهم من السلفية وهذا الإخراج جرح شديد فيهم يحتاج إلى أدلة، فإذا لم تأت بالأدلة وأسباب هذا الجرح رأى الناس أنك قد ظلمتهم وتعديت عليهم وطعنت في دينهم بغير وجه حق، فصرت متهماً عند الناس فتحتاج إلى استبراء دينك وعرضك. فإن لم تفعل طعن فيك الناس ولن ترضى أنت ولا غيرك بهذا الطعن، فتقوم الفتنة ويحصل الاختلاف بين السلفيين وتكثر الطعون المتبادلة ولا يحسم ذلك إلا بذكر الأسباب المقنعة بهذا الإخراج )
يتابع الشيخ ربيع قائلا (إذا تعارض جرح مبهم وتعديل فالراجح أنه لا بد من تفسير هذا الجرح المبهم، والاشتهار بالدين والسنة والسلفية والدعوة لها أقوى من التعديل الصادر من عالم أو عالمين.)
قلت: وبه تعلم بطلان قول المسود ( فما بال الحلبي وأتباعه اليوم يأخذون بالتعديل المبهم ويرفضون الجرح المفسَّر؟!)
فإن الاشتهار بالسنة تعديل مفسر وليس مبهما يا رائد! وجرح شيخنا بـ(وحدة الأديان) جرح لبوسه الكذب والبهتان أو سوء فهم وهذيان وقد يجتمعان!
أما ما نقله المسود عن شيخنا: (فإذا جاءنا جرحٌ مفسَّر في راوٍ وثقَّه زيد أو عمرو من كبار أئمتنا!، فإنَّ الجرح المفسر مقدم على التعديل المبهم!!، بل نقول: مقدم على التعديل مطلقاً، لماذا؟ لأنَّ الجارح معه زيادة علم, ومعه بينة تزيد على الأصل في الراوي وهو الثقة)
فهذا كلام أهل العلم قديما وحديثا ولكن أين من يفهم كلامهم أين؟!
وبه تعلم أن شيخنا لا يرد هذه القاعدة كما يحاول المسود أن يثبت ذلك. فالجرح المفسر الذي يتحدث عنه شيخنا هنا هو (المؤثر) (المقنع) وليس غيره، و(العلم) المقصود في كلام شيخنا هو (العلم) حقيقة وليس التوهم أو الجهل فضلا عن التخرص والكذب والبهت!
يتبع إن شاء الله تعالى
لزهر الصادق
2012-05-07, 23:00
(10) قال الأخ رائد وفقه الله لهداه:" قلتُ: والعجيب أنَّ الحلبي وأتباعه لما حذَّرت اللجنة الدائمة من كتابَيه بعد مطالعة وتفصيل وأدلة!، لم يقبلوا بقرار اللجنة الدائمة مع أنهم علماء أكابر أحال عليهم الشيخ العباد في رسالته (رفقاً أهل السنة بأهل السنة) كمرجعية في أي نزاع يحصل بين المشايخ"
أقول: هل (الحلبي وأتباعه) فقط هم الذين لم يقبلوا (بقرار) اللجنة الدائمة؟! إذا الشيخ ربيع والشيخ عبيد فضلا عن (المتهور) صاحب البلايا فضلا عن (سحاب) كل هؤلاء هم من أتباع الشيخ الحلبي!
فما زال الشيخ ربيع بن هادي يثني على الشيخ الحلبي وعلى عقيدته بعد فتوى اللجنة الدائمة! ومن مشهور كلام الشيخ عبيد الجابري (الشيخ علي بن حسن من إخواننا السلفيين المعروفين بصحة المعتقد وسداد المنهج - إن شاء الله – وشيخه) كان زمان!أما الآن فلا! هل قرأ عليه البخاري... ( الألباني إمام - نحسبه كذلك والله حسيبه - إمام في السنة وعقيدته صحيحة ومنهجه سديد بتزكية سماحة الوالد الإمام الأثري عبد العزيز بن باز - رحمه الله - وكذلك الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - وغيرهم من أهل العلم عندنا من المعروفين بالعلم والفضل والإمامة، والشيخ علي رد ردًّا مؤدبًا قويًا دافع فيه عن نفسه فمن أراد أن يحكم للشيخ علي أو عليه أو يحكم للجنة أو عليها فليقارن بين رد اللجنة وملحوظاته ومحتوى الكتابين فإن وجد اللجنة مخطئة على الشيخ علي حكم له ولا يضر اللجنة خطأها من طبيعة البشر وأعتقد أنهم سيرجعون عن خطئهم وإن كانواالآن لم يردوا على الشيخ علي بشيء) أما (المتهور) فقد قال ( أن غيرهم من العلماء قد أنكر قولهم ورده عليهم كالشيخ ابن عثيمين ... وأنت تعلم أن كثيراً من الخوارج وأفراخهم قد طاروا بالفتوى واتخذوها سلماً لتكفير الحكام ومسوغاً للتفجير وقتل النساء والأطفال ..وأنت تعلم ما قاله الشيخ ابن عثيمين في هذا وأنها أفرحت الثوريين والتكفيريين ... انقسم هيئة كبار العلماء بين مقر لفتوى اللجنة ومخالف له .. أن أكثر من فرح بالفتوى هم الحزبيون والتكفيريون ) وأشار هذا (المتهور) إلى أن اللجنة أخطأت في فتواها قائلا ( من أصول السلفيين عدم تقليد العلماء وإنما اتباعهم بالدليل .من أصول السلفيين تقديم الكتاب والسنة على فهم السلف على كل أحد كائناً ما كان. من أصول السلفيين عدم اتباع زلات العلماء .من أصول السلفيين توقير أهل العلم مع رد ما أخطؤوا فيه ) أما (سحاب) فقد نشرت جواب الشيخ حسين آل الشيخ المشهور وتعليقه على فتوى اللجنة الدائمة جاء فيه(أولاً: يا إخوان! الشيخ علي هو و المشايخ على وفاق، و الشيخ علي هو أخ كبير، من جملة المشايخ - الذين أصدروا هذه الفتوى- و هو يعرفهم و يعرفونه، و بينه و بينهم محبّة.
و الشيخ علي قد أوتيَ – و لله الحمد- من العلم و البصيرة ما يمكن أن يعالج به هذه القضية العلمية التي بينه و بين المشايخ، و هي – و لله الحمد- في طريقها لبيان الحقّ.
أمّا الشيخ علي و شيخه –الشيخ الألباني-: من كان على منهج السنّة؛ فلا يشُكّ أحدٌ أنّهم –و لله الحمد- على المنهج المرضيّ.
و الشيخ علي – و لله الحمد- من المدافعين عن منهج أهل السنّة و الجماعة، و الفتوى لم تَنُصَّ على أنّ الشيخ مُرْجِئ - و حاشاها أن تقول هذا!- هي خلافها مع الشيخ علي في الكتاب و النقاش معه في هذا الأمر.
و كون الآخرين يريدون أن يقحموا من مضامين هذه الفتوى أنّها أوجبت الحكم على الشيخ بأنّه مرجئ!،فهذا أنا لا أفهمه، و أظنّ أنّ إخواني لا يفهمونه. و هي – و لله الحمد- لم تخالف ما بين الشيخ علي و ما بين المشايخ، و هم يقدّرونه و يحترمونه.
و الشيخ علي قد ردَّ رداً علمياً ["الأجوبة المتلائمة على فتوى اللجنة الدائمة"] كما عليه سلف هذه الأمة؛ ما منّا إلاّ آخذٌ و معطٍ؛ كلٌّ يؤخذ من قوله و يُرَدُّ إلاّ صاحب هذا القبر؛ أي: رسول الله صلى الله عليه و سلم، كما قال الشافعيّ - أو الإمام مالك-.
كلُّ كلامٍ منه ذو قَبولِ ... و منهُ مرْدودٌ سِوى الرسولِ
هكذا الأمّة؛ تختلف في أوّلها بين آخذ و بين رادٍّ، لكن البشر – من حيث هم- قد يكون في ثنايا أقوالهم أقوالٌ بمعنى ما يسمّى بالأقوال الصريحة التي تكون من جراء المناقشة، و من الطبيعة البشرية، فيكون فيها شيءٌ من الشدّة، حتى بين الصحابة – رضي الله عنهم- كما وقع بين أبي بكرٍ و عمر، و بين غيرهم من الصحابة؛ بين عائشةَ و علي.
الحاصل: أنّ هذه الفتوى – في نظري- أنّها لم تحكم و لم تَنُصّ نصاً صريحاً على أنّ الشيخ على هذا المنهج، إنّما هي مناقشة في كتاب كتبه الشيخ. و الشيخ – وفقه الله- كتب الكتابَ ["الأجوبة المتلائمة"] بعد الفتوى؛ ليس من باب الرّدّ، و إنما من باب البيان لما عليه الشيخ و ما عليه شيخه [الإمام الألباني –رحمه الله-].
و الذي نعتقد و نَدينُ اللهَ –جلّ جلاله- به: أنّ الشيخ و شيخه هم أبعد النّاس عن مذهب المرجئة، كما قلت سابقاً . الشيخ علي؛ لو قلت: ما الإيمان؟ - و الشيخ الألباني – رحمة الله عليه- لم نجد في قوله ما يقوله المرجئة: أنّ العمل ليس بداخل في الإيمان.
بل نصوص الشيخ [الألباني] – رحمة الله عليه- تنصّ على تعريف الإيمان بأنّه: اعتقادٌ بالجَنان، و قولٌ باللّسان، و عملٌ بالأركان، يزيد بالطاعات و ينقص بالعصيان.
و أظنّ الشيخ [علي الحلبي] يوافقني على هذا: أنّ اللجنة ليس فيها – كما يُطَنْطِنُ عليه كثير- أنّهم قالوا: الشيخ علي مرجئ! أبداً، لم يقولوا هذا، هم ناقشوه في كتاب! و هل المناقشة بين السلف إلاّ من لوازم محبّة معرفة السنّة و الحفاظ عليها؟!، بل المناقشة في جزئيّة من جزئيات هذا الكتاب.
سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ؛ ممّن يُحبّ الشيخ علياً – و أعرف هذا-، و يقدّره، و يدعو له؛ حتى بعد أن تقابل الشيخ مع سماحة الشيخ.
و يُجلّ و يحترم و يحبّ الشيخ الألبانيّ محبّة عظيمة جدّا من قديم، أعرفُ هذا و هو مدرّسٌ في كليّة الشريعة عام (1406 هـ)، دائماً في ذكرٍ للشيخ، و الثناء عليه، و الدّعاء له.
و الشيخ الألباني مع مشايخ المملكة؛ يجمعهم أصلٌ واحدٌ و هو منهج سلف هذه الأمّة.
لو اتّفقنا على الهوى لخرجنا، لكن هذا من لوازم المحبّة الصحيحة؛ الصّدق و المناصحة.
أمّا أن يأخذها [أي: فتوى اللجنة] الآخرون و يفرحوا بها، فيما لهم، و لا يأخذوا بها فيما عليهم؛ هذا شأن أهل البدع.
[و صلى الله على نبيّنا محمد و على آله و صحبه أجمعين]
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?p=493180 (http://www.sahab.net/forums/showthread.php?p=493180)
أقول: هذا هو موقف من ينتسب لهم المسود من فتوى اللجنة الدائمة المبنية على (المطالعة والتفصيل والأدلة)! ولا أدري إذا قدم بحث المسود – الأخير – حول مسألة تارك أعمال الجوارح بالكلية:أمسلم هو؟ وموافقة وإقرار الشيخ ربيع لمضمونه إلى بعض أعضاء اللجنة الدائمة لإبداء رأيها فيه: هل سيأخذ المسود بقرارها؟!
على أني أقول: كان الواجب على المسود أن يتوجه بنقده إلى العلامة عبد المحسن العباد – كما فعل صنوه الملتزم حديثا – إذ هو – حفظه الله – الذي وجه بالرجوع إلى اللجنة الدائمة وهو نفسه الذي قال فيها عن شيخنا الحلبي (لا تضره). لكن يبدو أنه لم يتجرأ بعدُ!
أمر آخر: يبدو أن المسود لا يفرق بين إجلالك لعالم ما وبين أن تخالفه في مسألة أو أكثر! وهذه مصيبة إخواننا الغلاة الذين إما أن تأخذ بقول معصومهم وإلا فأنت تطعن فيه! ومنهجك يباين منهجه! يؤكد ذلك ما جاء في مقال آخر للمسود – نفسه – جاء فيه (بينما الحلبي رفض حكم اللجنة الدائمة في التحذير منه ومن كتبه في مسائل الإيمان!، وكتب في ذلك عدة مؤلفات يرد بها على اللجنة الدائمة، ولا زال الحلبي وأنصاره يرون غلط اللجنة في إصدار ذلك الحكم، ويرفضونه.
أليس هذا تباين بين منهج الشيخ العباد وبين منهج الحلبي وأنصاره؟)
فجواب شيخنا الحلبي على فتوى اللجنة الدائمة لا يعد طعنا فيهم أو مباينة – مذمومة – لمنهجهم!
لذلك لا أرى هنا سببا لتعجب المسود – العجيب – اللهم إلا بناء على مذهبه الضيق في التعصب للأشخاص! فكأن المسود يريد أن يلزم شيخنا: إذا كنت تزكي رسالة (رفقا أهل السنة ..) للشيخ العباد وفي الرسالة التوجيه للرجوع إلى اللجنة الدائمة عند سؤال طلبة العلم عن حال أشخاص من المشتغلين بالعلم، وبما أن اللجنة أصدرت فتوى في حق شيخنا فالواجب إذن الأخذ بكل ما قالته اللجنة!
أقول: أنعم به من فهم!!
يا رائد: إن الثناء على (رفقا أهل السنة...) من شيخنا هو ثناء عليها بالمجمل كما أثنى عليها وحث على الاستفادة منها وقام بتوزيعها جمع من العلماء وطلبة العلم – لعلهم عندك من المبتدعة!- لا يعني الموافقة على كل حرف فيها. وحقيقة لا أدري من أين تحصل للمسود هذا الفهم العليل. فهل ثناء العلماء على (فتح الباري) يعني موافقتهم الحافظ ابن حجر على كل حرف أورده فيه؟! وعلى هذا فقس.
ولا أدري هل بلغك أيها المسود بعض ملاحظات شيخنا على رسالة (رفقا أهل السنة)؟! فلجأت إلى هذا الإلزام الهزيل.
يقول شيخنا الحلبي – رد الله عنه كيد الجاني المعتدي - (ذِكرُ (رئاسة الإفتاء) -الموقّرة- في بلاد الحرمين- لِتكون المرجع الوحيدَ للسؤال عن الأشخاص أو الجماعات: أمرٌحسنٌ جيِّد؛ لكنّ الإلزامَ به لِعُموم المُسلمين في العالم عسرٌ، قد يكون صعبَ التحقيق -جدّاً-؛ وذلك من وجهين:
أ- أَنّ (رئاسة الإفتاء) -الموقرة- هيئةٌ رسميّة تابعة لدولة إسلامية، ومثلها في ذلك -ولو مِن طَرَفٍ!- (إفتاء الأزهر)؛ فنخشى أنْ يكـونَ الإلزامُ بها سبيلاً للإلزام بغيرها - من غيرها!-.
ولهذا سلبيّاتُهُ الشديدةُ التي لا تخفى!!
نعم؛ قد يكونُ ذلك نافعاً وكافياً لأهل بلاد الحرمين فيما بينهم -أنفسِهم-؛ لِما يتضمّنه هذا الحَدُّ مِن نفي هاتيك السلبيّاتِ المتوقّعة، فضلاً عن قطعِ هذا العبث الدائر -السائر- مِن بعض الجهاتِ -هناك-!!
بينما لو جَعَلْنا الحُجَّةَ -وحدَها- هي المُرَجِّحَةَ لقولِ أيِّ قائلٍ -هيئةً كان أم فرداً- في جميع بلاد المسلمين-: فهذا سبيلُ الحقِّ، وأَهل الحقِّ، وهُو - في الوقت نفسِه- إغلاقٌ لذاك الطريق الوَعْرِ -السلبيِّ- المشار إليه -قَبْلُ-.
مع كُلِّ الاحترام والتقدير لـ(رئاسة الإِفتاء) -المبجَّلة-، وغيرها من الهيئات العلميَّة المعتبرة.
ب- من قواعد العلم: (الحكم على الشيء فَرْعٌ عن تصوُّره)، وهذا أمرٌ لا يتحقّق صوابُ الإفتاءِ في ضَوْئهِ - إلا مِن خلال التّواصُل التامّ-أو شبهه- بين (رئاسة الإفتاء) -من جهةٍ-، وبين أهل العلم وطلبَته - مِن أهل السنة ودُعاة منهج السَّلف - من جهة أخرى-؛ حتى يكونَ تصوُّر حقائق الأفراد والجماعات المسؤولِ عنهم - في سائر البلدان- على أقرب وُجُوه الصواب، وأدناها إلى الكمال. . .
وهذا أَمْرٌ - فوا أَسفاه- غيرُ مُتَحقِّقٍ على الوَجْهِ الكافي، وإنْ وُجِدَ منه شيءٌ: فليس هو المطلوب . . .
وعسى أن يتحقق على ما نرجو، وأن تزولَ عقباتُهُ، وتُحْمَدَ عَوَاقِبُهُ.... إنَّ هذه الملاحظات لا تَخْرُجُ بالكتاب -البتّةَ- عن أن يظلَّ مجموعُ محتواه (كلمة تُساوي ألفاً – (والله.(-http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.p (http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.p)
hp?t=17204
وختاما لهذه الفقرة أقول: هل يعني ثناء عالم ما (كالشيخ ربيع بن هادي مثلا) على كتاب ما موافقته لكل حرف فيه؟! بل هل يعني ثناؤك – أنت – على أي كتاب أو مقال موافقتك وإلزامك بكل حرف فيه؟! إذا سيأتيك بهذه الإلزامات ما لا قبل لك على ردها! ولكنه المنهج الوسط الذي تعلمناه وبه ومن خلاله منهج الغلو لفظناه!
يتبع إن شاء الله تعالى
لزهر الصادق
2012-05-07, 23:02
(11)قال الأخ رائد وفقه الله لهداه:" أنَّ التستر بعالم من فضلاء الأمة دون الأخذ بالدليل والبراهين هو من طريقة المبطلين الزائغين"
قلت: وهذا يحتاج إلى تحرير، إذ المقلد الذي لا يستطيع التمييز بين الأدلة والترجيح بين أقوال أهل العلم ويتخذ عالما من فضلاء الأمة يسأله ويستفتيه ويأخذ بأقواله لا يعد مبطلا زائغا! ولا طريقته هذه من طريقة المبطلين الزائغين!
فلا يعاب مثلا على من يقلد الشيخ عبد المحسن العباد – حفظه الله – في ثنائه على شيخنا الحلبي وحث السلفيين على أخذ العلم عنه! ولا يعاب عليه كذلك أخذه بكلام الشيخ العباد في ترك طريقة الشيخ ربيع في تجريح أهل السنة الفضلاء من المشايخ وطلبة العلم! فقد أدى هذا المقلد ما عليه، وحينئذ لايقال في حق هذا المقلد أنه زائغ أو مبطل أو مبتدع! إنما ضابط ذلك ما قرره الإمام ابن القيم – فيما نقله المسود!- (وهذا شأن كل مقلِّد لمن يعظمه فيما خالف فيه الحق – يعني إذا تبين له - إلى يوم القيامة).
أما إذا كان المقصود طلبة العلم والمشايخ الذين يميزون بين أقوال العلماء وأدلتها ولهم القدرة على الترجيح بين هذه الأقوال- في المسائل الاجتهادية – فإذا رجح بعض الطلبة والمشايخ قول فاضل من الفضلاء على قول آخر فاضل مثله فلا يقال في حق أحد الفريقين أنه مبطل أو زائغ وأن طريقته هي طريقة المبطلين والزائغين! إذن لا يسلم لنا أحد من فضلاء الأمة! فليتأمل هذا جيدا.
نعم – يا أخ رائد – المبطل والزائغ هو الذي يجعل كلام أحد الفضلاء – كالشيخ ربيع بن هادي مثلا – بمنزلة الوحي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه! ويتناسى أن الوحي: قال الله قال رسوله..
المبطل والزائغ – يا أخ رائد – من يوالي ويعادي على أقوال أحد الفضلاء – كالشيخ ربيع مثلا – ويتناسى الأصول التي جاء بها الشرع في ضوابط الموالاة والمعاداة!
المبطل هو المقيم على ما سبق في الوقت الذي ينفي عن نفسه التقليد ويدعي وصلا بالعلم والعلم لا يقر له بذاك!
قال الأخ رائد في وقفته الخامسة (أنَّ من المعلوم عند الجميع أنَّ كلام أهل العلم يحتج له لا يحتج به؛)
أقول: قد صدق المسود في أن كلام أهل العلم يحتج له ولا يحتج به، ولكن هل هذا حقا معلوم عند الجميع! كما يقرر الأخ رائد هنا؟! بعيدا عن تطويل الكلام سأستثني من (الجميع) هنا أهل البدع الذين يحتجون بأقوال غير المعصومين ويجعلون من ليس بمعصوم معصوما. وسأستثني كذلك من (الجميع) العوام من أهل السنة الذين لا يعلمون بهذه القاعدة. وسأفترض أن مقصود المسود بالجميع هو جميع علماء ومشايخ وطلبة علم أهل السنة السلفيين الذين تعلموا أن( كلام أهل العلم يحتج له ولا يحتج به)! وهذه القيود وهذا التوجيه هو منهج مبتدع عند بعض الناس ولعله كذلك عند المسود!
على كل حال بهذه القيود: هل علم بعض المنتسبين للشيخ ربيع ممن يسودون المنتديات السلفية بهذه القاعدة أم لم يعلموا؟! بمعنى هل يدخلون تحت (الجميع) في مصطلح الأخ رائد؟! فإن كان الجواب لا فما أحوجهم عندها إلى تعلم هذه القاعدة ولعل المسود يفرغ لهم من وقته لتعليمهم هذه القاعدة التي يعلمها هو قطعا!
أما إن كان الجواب بالإيجاب فيقال: فلماذا يكتب وينشر ويثنى على مقالات في تلك المنتديات تقول (لا حاجة للقراءة فقد قال الشيخ فلان كلمته)! وتقول (إن الشيخ فلان لا يتكلم إلا بالدليل ولا يصدر إلا عن دليل)! وحينما (أخطأ) أحد كتاب هذه المنتديات فقال – مفترضا - (ونحن لا نتبع الشيخ ربيع فيما أخطأ فيه إن أخطأ) أنكر عليه (طلبة العلم) قائلين (أثبت أولا هذا الخطأ لأنا لا نعلم له خطأ في كل من انتقدهم أو حكم عليهم من الرجال)! فاعتذر هذا المسكين (لحزبه) وتراجع عن (خطئه)! وعليه فما أحوجك – أيها المسود – أن تنصح أمثال هؤلاء وتعلمهم بأن (كلام أهل العلم يحتج له ولا يحتج به)!
وقد نقل المسود كلاما قيما لشيخ الإسلام – رحمه الله – فيه (وليس لأحد أن يحتج بقول أحد في مسائل النزاع، وإنما الحجة: النص، والإجماع، ودليل مستنبط من ذلك تقرر مقدماته بالأدلة الشرعية؛ لا بأقوال بعض العلماء؛فإنَّ أقوال العلماء يحتج لها بالأدلة الشرعية لا يحتج بها على الأدلة الشرعية. ومَنْ تربى على مذهب قد تعوَّده واعتقد ما فيه وهو لا يحسن الأدلة الشرعية وتنازع العلماء لا يفرق بين ما جاء عن الرسول وتلقته الأمة بالقبول بحيث يجب الإيمان به وبين ما قاله بعض العلماء ويتعسَّر أو يتعذَّر إقامة الحجة عليه، ومَنْ كان لا يفرق بين هذا وهذا: لم يحسن أن يتكلم في العلم بكلام العلماء، وإنما هو من المقلدة الناقلين لأقوال غيرهم)
فما أحوج المسود – وغيره – إلى فهم هذا الكلام وفقهه لا مجرد نقله! والحاجة ماسة كذلك إلى ما قاله ابن القيم (لا بد من أمرين... الثاني: معرفة فضل أئمة الإسلام ومقاديرهم وحقوقهم ومراتبهم وأن فضلهم وعلمهم ونصحهم لله ورسوله لا يوجب قبول كل ما قالوه وما وقع في فتاويهم من المسائل التي خفى عليهم فيها ما جاء به الرسول فقالوا بمبلغ علمهم والحق في خلافها لا يوجب اطراح أقوالهم جملة وتنقصهم والوقيعة فيهم فهذان طرفان جائران عن القصد وقصد السبيل بينهما فلا نؤثم ولا نعصم ولانسلك بهم مسلك الرافضة في علي ولا مسلكهم في الشيخين بل نسلك مسلكهم أنفسهم فيمن قبلهم من الصحابة فإنهم لا يؤثمونهم ولا يعصمونهم ولا يقبلون كل أقوالهم ولا يهدرونها فكيف ينكرون علينا في الأئمة الأربعة مسلكا يسلكونه هم في الخلفاء الأربعة وسائر الصحابة ولا منافاة بين هذين الأمرين لمن شرح الله صدره للأسلام وإنما يتنافيان عند أحد رجلين جاهل بمقدار الأئمة وفضلهم أو جاهل بحقيقة الشريعة التي بعث الله بها رسوله ومن له علم بالشرع والواقع يعلم قطعا أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة وهو من الإسلام وأهله بمكان قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور بل ومأجور لاجتهاده فلا يجوز أن يتبع فيها ولايجوز أن تهدر مكانته وإمامته ومنزلته من قلوب المسلمين)
أقول: ولسان حال الغلاة وقالهم: لا بل تهدر مكانته وإمامته ومنزلته ويبدع ويهجر ويهجر من لا يهجره ويبدع من لا يبدعه وهكذا في سلسلة حلقاتها عندهم لا تنتهي! إلا أن يشاء ربي شيئا.
والله الهادي
يتبع إن شاء الله تعالى
لزهر الصادق
2012-05-07, 23:03
(12) قال الأخ رائد وفقه الله لهداه:" أنَّ الشيخ العباد حفظه الله تعالى قد أشار أنه لا يقصد بـ (أهل السنة) الذين يطالب بالرفق بهم: القطبيين أو السروريين أو دعاة فقه الواقع الحركي....." ثم ذكر الأخ رائد أسماء كل من (المأربي وعدنان العرور والطيباوي، وكذلك الحلبي والحويني والمغراوي ومحمد حسان)
ثم قال:" ليس لهؤلاء حجة في كلام الشيخ العباد؛ لأنَّ الشيخ العباد لم يقصدهم في رسالته (!يعني "رفقا أهل السنة" وكذلك " ومرة أخرى رفقا")،فلا يلبسوا الأمر على الناس."
أقول: عجيب أمر المسود!
1- إذا كان مهتما فعلا بتحرير قصد الشيخ العباد فيمكنه سؤال الشيخ مباشرة! ويمكنه إن لم يستطع الاتصال بالشيخ عبر الهاتف أو لم يتمكن من سؤال الشيخ بنفسه مباشرة أن يطلب من طلبة العلم في المدينة (ابن عطايا مثلا إن كان عنده ثقة!) أن يسألوا الشيخ العباد: هل الشيخ علي الحلبي من أهل السنة الذين يشملهم عنوان رسالتكم يا فضيلة الشيخ؟ فالمسألة سهلة إن شاء الله.
2- والأسهل من ذلك هو قراءة ما كتبه الشيخ العباد في مقدمة رسالته! لندع الشيخ يتحدث. يقول فضيلته (وأوصي أيضا أن يستفيد طلاب العلم في كل بلد من المشتغلين بالعلم من أهل السنة في ذلك البلد , مثل تلاميذ الشيخ الألباني رحمه الله في الأردن , الذين أسسوا بعده مركزا باسمه , ومثل الشيخ محمد المغراوي في المغرب , والشيخ محمد علي فركوس والشيخ العيد شريفي في الجزائر , وغيرهم من أهل السنة , ومن النصح لأهل السنة أن من أخطأ منهم ينبه على خطئه ولا يتابع عليه , ولا يتبرأ منه بسبب ذلك , ويستفاد منه , لا سيما إذا لم يوجد من هو أولى منه في العلم والفضل . وأوصي أن يحذر الشباب من الاشتغال بتتبع عثرات طلاب العلم وتتبع مواقع الانترنت التي تعنى بجمع عثراتهم والتحذير منهم بسببها....).
أقول: فها هو الشيخ العباد يبين مقصوده بأهل السنة الواجب الرفق بهم! بل ويوصي بأخذ العلم عنهم!! ولا أشك أن العباد لم يرد الحصر فيمن ذكر من مشايخ وطلبة علم، ورغم ذلك فالشيخ الحلبي والشيخ المغراوي ممن ذكرهم وصفا للأول مثبتا له تلمذته لللألباني وتسمية للثاني!
فلا أدري كيف ساغ للأخ رائد أن ينسب للشيخ العباد ما لا يقصده؟!! وإحسانا للظن أقول: لعله لم يطلع على هذه المقدمة.
3- لكن يبدو أن المسود يأبى علينا أن نحسن الظن به! فقد ذكر في بداية مقاله أن (الشيخ العباد حفظه الله تعالى له موقف معروف في قضية النزاع مع أبي الحسن المأربي وأتباعه، حيث كان يرفض الخوض فيه، ويعتبره فتنة بين المنتسبين لأهل السنة، وينصح السلفيين بالانشغال بالعلم والتعليم والدعوة، وينصحهم أن يتركوا الكلام في فلان أو فلان.
وقد كتب الشيخ العباد حفظه الله تعالى رسالته رفقاً أهل السنة بأهل السنة مدوناً فيها ما يتبناه من موقف من النزاع المتقدِّم.
واليوم يجدد الشيخ العباد حفظه الله تعالى موقفه، لكن هذه المرة في أثناء النزاع مع علي الحلبي وأصحابه وأتباعه ومَنْ يوافقه ويدافع عنه، ويعيد التأكيد على هذا الموقف في رسالته الوجيزة مرة أخرى: رفقاً أهل السنة بأهل السنة.)
أقول: يثبت الأخ رائد هنا أن الشيخين المأربي والحلبي هما ممن قصدهم الشيخ العباد في رسالتيه! فيا ليت شعري كيف ينفي هنا ما أثبته هناك؟!
4- بل ها هو المسود نفسه يقول( نحن على يقين؛ أنَّ الشيخ العباد حفظه الله تعالى لو اطَّلع على كتابات الحلبي والمأربي وأتباعهما، .... لما كان موقفه هذا، أقصد: مجرد النصح بترك تجريحهم أو التحذير منهم لكونهم من أهل السنة!، ولما استنكر هذه الغلظة أو الشدة في الردود عليهم!.)
قلت: فالشيخان الحلبي والمأربي هما عند الشيخ العباد من أهل السنة وقد قصدهما في رسالته واستنكر الغلظة والشدة في الردود عليهم بنص كلام المسود!!
يتبع إن شاء الله تعالى
لزهر الصادق
2012-05-07, 23:06
(13) قال الأخ رائد وفقه الله لهداه:" الشيخ العباد حفظه الله تعالى أراد برسالته – في غالبها – الإنكار على الحدادية الغلاة؛ وهم أتباع فالح الحربي، وهم الطرف الثاني الحقيقي المقابل لأهل التهوين والتمييع."
1- أقول: أما كون من أنكر عليهم الشيخ العباد – حفظه الله – وأرادهم برسالته (رفقا أهل السنة..) هم (الحدادية الغلاة) فلا أدري هل يقرر المسود وصف الشيخ العباد لمن أنكر عليهم بالـ (الحدادية الغلاة)؟! أم أن هذا الوصف هو من كيس المسود؟! وهل (الحدادية الغلاة) = مبتدعة عند المسود؟!
أمر آخر: هل هذا الوصف كان لصيقا بالمنكَر عليهم ساعة كتابة الشيخ العباد لرسالته أم أنه لحق – ألحق - بهم فيما بعد؟!
2- لا يحتاج طالب العلم الذي قرأ رسالة العلامة العباد – حفظه الله – (رفقا أهل السنة..) وأختها (ومرة أخرى رفقا) إلى كبير جهد وكثير عناء ليدرك أن الشيخ العباد إنما عنى برسالته أهل السنة وأهل السنة فقط! وبنظرة إلى عنوان الرسالة يدرك هذا المعنى. أما الشيخ العباد فلا أعلم أنه وصف من أنكر عليهم – في رسالتيه - بهذا الوصف: (الحدادية الغلاة)، وحينئذ فالظن أن الذي وصف المعنيين في رسالة العباد ( في غالبها!) بالـ (الحدادية الغلاة) هو المسود.
3- وظاهر كلام المسود يشير إلى أن من أرادهم الشيخ العباد في رسالته (في غالبها!) هم (حدادية غلاة) في ذلك الوقت – في نظر المسود -.
وعليه فلئن كان المسود يرى أن (الحدادية الغلاة) مبتدعة فيلزم منه أنه يرى أن من رد عليهم الشيخ العباد في رسالته (رفقا) هم مبتدعة!!
4- في قول المسود:" الشيخ العباد حفظه الله تعالى أراد برسالته – في غالبها – الإنكار على الحدادية الغلاة وهم أتباع فالح الحربي "
لا وجه – في نقدي – لهذا القيد، لأن الشيخ (فالح) وأتباعه – في ذلك الوقت – كانوا من خيرة أهل السنة عند الشيخ ربيع بن هادي، وكذلك الشيخ أحمد بن يحيى النجمي – رحمه الله – زكى رد فوزي البحريني على رسالة الشيخ العباد، بل وتم تبديع من يوزع وينشر هذه الرسالة من قبل الشيخين عبيد الجابري وأحمد بن يحيى النجمي. وبذلك يتبين أن ما ذكره المسود من أن المراد بالرسالة في غالبها هم (أتباع فالح الحربي) = (الحدادية الغلاة) ليس بدقيق! وإلا لا معنى لتحذير الشيخين عبيد الجابري والنجمي من الرسالة بجملتها! ولا معنى كذلك للثناء على رد فوزي البحريني – ولا يزال هو والشيخ فالح على وفاق ومنهج واحد - من قبل الشيخ النجمي! اللهم إلا إذا كان الشيخان من (أتباع فالح الحربي) ومن (الحدادية الغلاة) بحسب تعبير المسود!
5- ثم ما هو غالب الرسالة الذي خصص للرد على (الحدادية الغلاة)؟! وما هو الباقي منها الذي خصص للرد على أهل السنة الذين لا يرفقون بإخوانهم أهل السنة؟! لن تجد جوابا عند المسود مستخرجا من الرسالة.
6- ولعل المسود نسي أنه ذكر في بداية مقاله هذا أن (رفقا أهل السنة..) جاءت أثناء الخلاف مع الشيخ أبي الحسن المأربي. فهل يا ترى الذي اختلف مع أبي الحسن وبدعه وشنع عليه هم (أتباع فالح الحربي) و(الحدادية الغلاة) فقط؟!
7- سلمنا جدلا بما يقوله المسود من قيد – غالبها – في الرسالة الأولى، فما بال (ومرة أخرى رفقا أهل السنة..) التي جاءت مؤكدة للرسالة الأولى؟! قد صرح المسود قائلا: "واليوم يجدد الشيخ العباد حفظه الله تعالى موقفه، لكن هذه المرة في أثناء النزاع مع علي الحلبي وأصحابه وأتباعه ومَنْ يوافقه ويدافع عنه، ويعيد التأكيد على هذا الموقف في رسالته الوجيزة(مرة أخرى: رفقاً أهل السنة بأهل السنة) "
فمن يا ترى الذي يبدع الشيخ علي الحلبي اليوم؟ أهم (الحدادية الغلاة)؟! يبدو أن الأخ رائد – وفقه المولى – قد أصاب حزبه في مقتل من حيث أراد الدفاع! وعلى كل حال فهذه لوازم كلامه.
8- إذا كانت الرسالة موجهة (في غالبها) إلى (الحدادية الغلاة) فمال بال أهل السنة الذين ليسوا بـ (حدادية غلاة) يردون على هذه الرسالة ولا ينشرونها ويحذرون من نشرها؟!
يقول فضيلة الشيخ صالح السحيمي - حفظه الله -(وهناك مقال جديد لشيخنا الشيخ عبد المحسن العباد البدر نُشر قبل يومين بعنوان : "ومرة أخرى : رفقا أهل السنة بأهل السنة "هذه المقولة هي تهم طلبة العلم بشكل خاص، ولا تلتفتوا إلى ما يعلق به أرباب الشبكات الهزيلة التي تنتقد مثل هذا المقال لعلو وكبرياء في أنفسهم وجهل بحقيقة ما يتكلمون به، وقد اتخذوا ألقابا معينة، هذا المقال مقال عظيم ينبغي أن نترسَّم خُطاه، وأن نسير على نهجه، وقد أثنى فيه شيخنا -حفظه الله- على كتاب الشيخ محمد الإمام آنف الذكر. فاستفيدوا من كتابات العلماء والمشايخ، ودعوا عنكم بُنيات الطريق.)
9- وقد سبق وبينت أن المسود غير دقيق في الضبط والنقل والفهم وها هو يؤكد ذلك – هنا – ثانية. فما له ينسب للشيخ العباد: أراد كذا وقصد كذا... على خلاف صريح كلام العباد نفسه! بل وعلى خلاف ما يقرره المسود نفسه!!
وعود على قيد (في غالبها)!
إن الشيخ العباد قال إن من تولى كبر فتنة التجريح والهجر بين أهل السنة هو الشيخ فالح – سدده الله -، وذكر أن من يشاركه ثلاثة هم المشايخ ربيع بن هادي وعبيد الجابري – حفظهما الله - وأحمد النجمي – رحمه الله – ولندع الشيخ العباد يتحدث عن مراده بنفسه:
( التحذير من فتنة التجريح والتبديع من بعض أهل السنة في هذا العصر
وقريبٌ من بدعة امتحان الناس بالأشخاص ما حصل في هذا الزمان من افتتان فئة قليلة من أهل السنَّة بتجريح بعض إخوانهم من أهل السنة وتبديعهم، وما ترتَّب على ذلك من هجر وتقاطع بينهم وقطع لطريق الإفادة منهم، وذلك التجريح والتبديع منه ما يكون مبنيًّا على ظنِّ ما ليس ببدعة بدعة،
ومن أمثلة ذلك أنَّ الشيخين الجليلين عبد العزيز بن باز وابن عثيمين ـ رحمهما الله ـ قد أفتيا جماعة بدخولها في أمر رأيَا المصلحة في ذلك الدخول، ومِمَّن لم يُعجبهم ذلك المفتَى به تلك الفئة القليلة، فعابت تلك الجماعة بذلك، ولَم يقف الأمر عند هذا الحدِّ، بل انتقل العيب إلى مَن يتعاون معها بإلقاء المحاضرات، ووصفه بأنَّه مُميِّع لمنهج السلف، مع أنَّ هذين الشيخين الجليلين كانا يُلقيان المحاضرات على تلك الجماعة عن طريق الهاتف.
ومن ذلك أيضاً حصول التحذير من حضور دروس شخص؛ لأنَّه لا يتكلَّم في فلان الفلاني أو الجماعة الفلانية،
وقد تولَّى كبر ذلك شخص من تلاميذي بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية، تخرَّج منها عام (1395 ـ 1396هـ)، وكان ترتيبه الرابع بعد المائة من دفعته البالغ عددهم (119) خرِّيجاً، وهو غير معروف بالاشتغال بالعلم، ولا أعرف له دروساً علميَّة مسجَّلة، ولا مؤلَّفاً في العلم صغيراً ولا كبيراً، وجلُّ بضاعته التجريح والتبديع والتحذير من كثيرين من أهل السنَّة، لا يبلغ هذاالجارحُ كعبَ بعض مَن جرَحهم لكثرة نفعهم في دروسهم ومحاضراتهم ومؤلفاتهم...
والواجب عليه الإمساك عن أكل لحوم العلماء وطلبة العلم، والواجب على الشباب وطلاَّب العلم ألاَّ يلتفتوا إلى تلك التجريحات والتبديعات التي تضرُّ ولا تنفع، وأن يشتغلوا بالعلم النافع الذي يعود عليهم بالخيروالعاقبة الحميدة في الدنيا والآخرة...
وقد أوردتُ في رسالتي "رفقاً أهل السنَّة بأهل السنَّة" جملة كبيرة من الآيات والأحاديث والآثارفي حفظ اللسان من الوقيعة في أهل السنَّة، ولا سيما أهل العلم منهم، ومع ذلك لَم تُعجب هذا الجارح، ووصفها بأنَّها غير مؤهَّلة للنشر، وحذَّر منها ومن نشرها...
وأمَّا قول جارح الرسالة: "وأنا في الحقيقة قد قرأتُ الرسالةَ، وعرفت موقفَ أهل السنَّة منها، ولعلَّكم رأيتم الردودَ من بعض العلماء والمشايخ، وما أظنُّ الردودَ تقف عند ذلك، إنَّما هناك مَن سَيَرُدُّ أيضاً... فالجواب: أنَّ أهل السنَّة الذين عناهم هم الذين يختلف منهجهم عن منهج الشيخ عبد العزيز ـ رحمه الله ـ...
وقد شارك التلميذَ الجارح ثلاثةٌ: اثنان في مكة والمدينة، وهما من تلاميذي في الجامعة الإسلامية بالمدينة، أولهما تخرَّج عام (1384 ـ 1385هـ)، والثاني عام (1391 ـ 1392هـ)، وأمَّا الثالث ففي أقصى جنوب البلاد، وقد وصف الثاني والثالث مَن يُوزِّع الرسالةَ بأنَّه مبتدع، وهو تبديع بالجملة والعموم، ولا أدري هل علموا أو لم يعلموا أنَّه وزَّعها علماء وطلبة علم لا يُوصَفون ببدعة، وآملُ منهم تزويدي بالملاحظات التي بنوا عليها هذا التبديع العام إن وُجدت للنظر فيها.) (انتهى مختصرا من رسالة الحث على الاتباع)
وعليه فقول المسود عن الرسالة أنها في غالبها رد على (أتباع فالح) غير دقيق! والشيخ العباد يقول أن من تولى كبر فتنة التجريح والتبديع بين أهل السنة هو فلان وشاركه فلان وفلان وفلان وهذا هو مراد الشيخ العباد، فالرسالة عامة يراد بها كل من يحمل منهج فلان ومن يشاركه ومن يسير على دربه، وقد ضرب بعض الأمثلة على هذا المنهج.
وفي ختام هذه المحاورة أوصي نفسي والأخ رائد بتقوى الله عزوجل في السر والعلن وفيما نأتي وما نذر وفيما نتكلم به ويخطه القلم. يقول الله – تعالى -(وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ)
والحمد لله رب العالمين
وإليك الرابط لقراءة المناقشة العلمية الهادئة مع تعليقات بعض الاخوة الطيبين
http://www.kulalsalafiyeen.com/vb/showthread.php?t=23748&highlight=%D8%C7%E5%D1
فـاطمة الزهراء
2012-05-11, 20:29
جزاكم الله خيرا على الموضوع
لي عودة باذن الله لاكمال القراءة
أبو fمهدي عبد العزيز
2012-05-24, 15:58
بارك الله فيك أخ لزهر، كلام دقيق عسى أن نرزق الفهم وعدم تحميل كلام العلماء ما لا يحتمل، حفظ الله علماءنا العباد وربيع والحلبي،
ورغمت أنوفٌ.
أم دجانة
2012-06-10, 18:51
لرفع بارك الله فيك
الحضني28
2012-07-02, 08:21
كارثة أن نقرأ مثل هذه المواضيع في عصرنا
ماعندي صحيح وما عندك باطل وكفى...هذا هو كل الموضوع...هل هو موضوع أصلا؟
بهذا الشكل وهذه الضحالة سنزداد ابتعادا عن الاسلام العظيم ..من المؤ سف أن يتكلم فيه كل من هب ودب ومنهم صاحب الموضوع
لزهر الصادق
2012-07-02, 08:45
...بهذا الشكل وهذه الضحالة سنزداد ابتعادا عن الاسلام العظيم ..من المؤ سف أن يتكلم فيه كل من هب ودب ومنهم صاحب الموضوع
ما جوابك لوقال قائل حاقد ليس له من العلم سوى التشغيب والتهريج :
بهذا الشكل وهذه الضحالة سنزداد ابتعادا عن الاسلام العظيم
من المؤ سف أن يتكلم فيه كل من هب ودب ومنهم الحضني المسيلي
لزهر الصادق
2012-07-02, 08:51
رغم محبتي للأخ الصبور جمال البليدي القديم والبليدي جمال الجديد
إلا أني لا أحب له كثرة الالتفات للمفلسين أهل الافتراء والمراء
على نحو المَثل الجزائري: أنا بالملعقة لفمه وهو بالشوكة لعيني
رغم محبتي للأخ الصبور جمال البليدي القديم والبليدي جمال الجديد
إلا أني لا أحب له كثرة الالتفات للمفلسين أهل الافتراء والمراء
على نحو المَثل الجزائري: أنا بالملعقة لفمه وهو بالشوكة لعيني
قال الله تعالى: (محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع اخرج شطأه فئازره فاستغلظ على سوقه يعجب الزراع ليغيظ به الكفار وعد الله الذين ءامنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة واجرا عظيما) الآية 29 سورة الحجرات
الحضني28
2012-07-07, 16:49
جزاك الله خيرا أخي جمال البليدي
والأغلبية من العوام عندنا في الجزائر متأثرين بأشباه العلماء ولذلك يصعب عليك إقناعهم بأمور دينهم إذا خالفت أقوال أشباه علمائهم إلا القليل
والله أعلم
الأغلبية عندنا متوازنة والحمد لله ، ولا تسمع لكل من هب ودب
المشكلة أن البعض يظن أن ماعنده هو الاسلام ويعض عليه بالنواجذ ، ولو ركز قليلا وراجع نفسه لوجد أنه كان على خطأ
لكنه لا يفعل بل يزداد تعنتا ويأسف أنه لم يستطع الاقناع
هذه هي المشكلة في بلدي
لزهر الصادق
2012-07-08, 12:51
المشكلة أن البعض يظن أن ماعنده هو الاسلام ويعض عليه بالنواجذ ، ولو ركز قليلا وراجع نفسه لوجد أنه كان على خطأ
لكنه لا يفعل بل يزداد تعنتا ويأسف أنه لم يستطع الاقناع
هذه هي المشكلة في بلدي
المشكلة أن البعض أمثال الحضني يظن أن ماعنده هو الاسلام ويعض عليه بالنواجذ ، ولو ركز قليلا وراجع نفسه لوجد أنه كان على خطأ
لكنه لا يفعل بل يزداد تعنتا ويأسف أنه لم يستطع الاقناع
هذه هي المشكلة عند هؤلاء
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/5/52/Mirror.jpg
محمد همام الحارث
2012-07-11, 15:44
شكرا لك على الموضوع
بارك الله فيك
مريديدة حارة
2012-08-07, 01:17
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله .....
أظن أن الموضوع شائك وخطير ..فأحدهم يشرق بك والآخر يغرب بك ومادام أنه قد وصل الاختلاف الى هذه الدرجة (من هو العالم )؟؟؟؟؟
فلي رأي لا ألزم به أحد : فلنرجع الى مذاهبنا المعتبرة والتي أسسها جهابذة لا يماري فيهم الا سفيه أو مغفل ....
الحنفي وقد أسسه الامام الأعظم أبو حنيفة رضي الله عنه وتلاميذه العباقرة الذين ملأوا الدنيا علما وفهما
وللاختصار قل القول نفسه عن الشافعي ومالك وابن حنبل رضوان الله عليهم ...والعلم باب مفتوح الى يوم القيامة
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir