أختكم
2007-07-12, 15:23
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استجابة لطلب أخي الكريم samstar بعد موضوع
*** من بلاغات النساء ..زوجة أبو الأسود الدؤلي ***** (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=7863)
أحضرت اليوم مثالا لفصاحة الرجال و قد اخترت لكم كلام الحجاج مع عبد الملك بن مروان قبل أن يَلِيَ العراق..و أسوق لكم هذا الكلام بصفة أدبية محضة دون النظر في أخطاء الرجل
عن عبد الملك بن عمير أنه قال: لما بلغ أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان اضطراب أهل العراق جمع أهل بيته وأولي النجدة من جنده، وقال:
أيها الناس، إن العراق كدر ماؤها، وكثر غوغاؤها، وامْلَولَح عذبها، وعظم خطبها، وظهر ضرامها، وعسر إخماد نيرانها فهل من ممهد لهم بسيف قاطع، وذهن جامع، وقلب ذكي، وأنف حَمِيٍّ، فيخمد نيرانها، ويَرْدَعَ غيلانها، ويُنْصِف مظلومها، ويداوي الجرح حتى يندمل فتصفو البلاد، وتأمن العباد،
فسكت القوم، ولم يتكلم أحد، فقام الحجاج وقال:
يا أمير المؤمنين أنا للعراق.
قال: ومن أنت لله أبوك؟
قال: أنا الليث الضمضام، والهزبر الهشام، أنا الحجاج بن يوسف.
قال: ومن أين؟ قال: من ثقيف كهوف الضيوف ومستعمل السيوف. قال: اجلس لا أم لك، فلست هناك.
ثم قال: ما لي أرى الرؤوس مطرقة والألسن معتقلة، فلم يجبه أحد، فقام إليه الحجاج وقال: أنا مجندل الفساق، ومطفىء نار النفاق،
قال: ومن أنت؟
قال: أنا قاصم الظلمة، ومعدن الحكمة الحجاج بن يوسف معدن العفو والعقوبة، آفة الكفر والريبة،
قال إليك عني، وذاك، فلست هناك، ثم قال: من للعراق؟ فسكت القوم، وقام الحجاج وقال: أنا للعراق،
فقال: إذن أظنك صاحبها والظافر بغنائمها وإن لكل شيء يا ابن يوسف آية وعلامة، فما آيتك وما علامتك؟
قال: العقوبة والعفو، والاقتدار والبسط، والازورار والإدناء، والإبعاد والجفاء، والبر والتأهب، والحزم وخوض غمرات الحروب بجنان غير هيوب، فمن جادلني قطعته، ومن نازعني قصمته، ومن خالفني نزعته، ومن دنا مني أكرمته، ومن طلب الأمان أعطيته، ومن سارع إلى الطاعة بجلته، فهذه آيتي وعلامتي، وما عليك يا أمير المؤمنين أن تبلوني، فإن كنت للأعناق قطاعاً، وللأموال جماعاً، وللأرواح نزاعاً، ولك في الأشياء نفاعاً، وإلا فليستبدل بي أمير المؤمنين، فإن الناس كثير، ولكن من يقوم بهذا الأمر قليل،
فقال عبد الملك: أنت لها، فما الذي تحتاج إليه.
قال: قليل من الجند والمال،
فدعا عبد الملك صاحب جنده فقال: هيىء له من الجند شهوته وألزمهم طاعته، وحذرهم مخالفته، ثم دعا الخازن، فأمره بمثل ذلك، فخرج الحجاج قاصداً نحو العراق !
وعُلم وشاع بعدُ ما قام به فيها
يمكن أن يتبع بأول خطبة له في العراق إن طُلِب ذلك
استجابة لطلب أخي الكريم samstar بعد موضوع
*** من بلاغات النساء ..زوجة أبو الأسود الدؤلي ***** (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=7863)
أحضرت اليوم مثالا لفصاحة الرجال و قد اخترت لكم كلام الحجاج مع عبد الملك بن مروان قبل أن يَلِيَ العراق..و أسوق لكم هذا الكلام بصفة أدبية محضة دون النظر في أخطاء الرجل
عن عبد الملك بن عمير أنه قال: لما بلغ أمير المؤمنين عبد الملك بن مروان اضطراب أهل العراق جمع أهل بيته وأولي النجدة من جنده، وقال:
أيها الناس، إن العراق كدر ماؤها، وكثر غوغاؤها، وامْلَولَح عذبها، وعظم خطبها، وظهر ضرامها، وعسر إخماد نيرانها فهل من ممهد لهم بسيف قاطع، وذهن جامع، وقلب ذكي، وأنف حَمِيٍّ، فيخمد نيرانها، ويَرْدَعَ غيلانها، ويُنْصِف مظلومها، ويداوي الجرح حتى يندمل فتصفو البلاد، وتأمن العباد،
فسكت القوم، ولم يتكلم أحد، فقام الحجاج وقال:
يا أمير المؤمنين أنا للعراق.
قال: ومن أنت لله أبوك؟
قال: أنا الليث الضمضام، والهزبر الهشام، أنا الحجاج بن يوسف.
قال: ومن أين؟ قال: من ثقيف كهوف الضيوف ومستعمل السيوف. قال: اجلس لا أم لك، فلست هناك.
ثم قال: ما لي أرى الرؤوس مطرقة والألسن معتقلة، فلم يجبه أحد، فقام إليه الحجاج وقال: أنا مجندل الفساق، ومطفىء نار النفاق،
قال: ومن أنت؟
قال: أنا قاصم الظلمة، ومعدن الحكمة الحجاج بن يوسف معدن العفو والعقوبة، آفة الكفر والريبة،
قال إليك عني، وذاك، فلست هناك، ثم قال: من للعراق؟ فسكت القوم، وقام الحجاج وقال: أنا للعراق،
فقال: إذن أظنك صاحبها والظافر بغنائمها وإن لكل شيء يا ابن يوسف آية وعلامة، فما آيتك وما علامتك؟
قال: العقوبة والعفو، والاقتدار والبسط، والازورار والإدناء، والإبعاد والجفاء، والبر والتأهب، والحزم وخوض غمرات الحروب بجنان غير هيوب، فمن جادلني قطعته، ومن نازعني قصمته، ومن خالفني نزعته، ومن دنا مني أكرمته، ومن طلب الأمان أعطيته، ومن سارع إلى الطاعة بجلته، فهذه آيتي وعلامتي، وما عليك يا أمير المؤمنين أن تبلوني، فإن كنت للأعناق قطاعاً، وللأموال جماعاً، وللأرواح نزاعاً، ولك في الأشياء نفاعاً، وإلا فليستبدل بي أمير المؤمنين، فإن الناس كثير، ولكن من يقوم بهذا الأمر قليل،
فقال عبد الملك: أنت لها، فما الذي تحتاج إليه.
قال: قليل من الجند والمال،
فدعا عبد الملك صاحب جنده فقال: هيىء له من الجند شهوته وألزمهم طاعته، وحذرهم مخالفته، ثم دعا الخازن، فأمره بمثل ذلك، فخرج الحجاج قاصداً نحو العراق !
وعُلم وشاع بعدُ ما قام به فيها
يمكن أن يتبع بأول خطبة له في العراق إن طُلِب ذلك