المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وقفات مع القوادح العقدية في قصيدة البردة للبوصيري


محمد أبو عثمان
2007-07-10, 15:16
وقفات مع القوادح العقدية في قصيدة البردة للبصيري (1) :

من منا لا يعرف محمد بن سعيد البوصيري صاحب الميمية في مدح النبي عليه الصلاة والسلام والمشهورة بقصيدة البردة هذه القصيدة التي كثيرا ما يرددها المتصوفة في احتفالهم بأعيادهم ولقد أردت من خلال هذا البحث أن أسلط الضوء على بعض ما جاء في هذه القصيدة من مخالفات عقدية لا ينبغي لم عرف التوحيد واردا النجاة من الغلو أن يسكت عنها لما فيها من أثر بالغ على عقيدة العبد وتوحيده
تسمية القصيدة:
للبردة أسماء كثير ولعل أشهرها (البردة) وكذلك من أسمائها (الكواكب الدرية في مدح خير البرية) وكذا يقال لها (البرأة) حيث قيل أن البوصيري شفي بسبب نظمها من مرض كان به ويسميها البعض (بقصيدة الشدائد) وذلك أنها تفرج الشدائد وتيسير كل أمر عسير , وقد تناولها كثير من الخلق بالشرح والتعليق ولعل من أشهر شروحها حاشية الباجوري على البردة .
[ أما عن صاحب البردة فهو محمد بن سعيد البوصيري نسبة إلى بلدته أبو صير بين الفيوم وبني سويف بمصر ولد سنة 608 هـ وإشتغل بالتصوف وعمل كاتبا مع قلة معرفته بصناعة الكتابة ويظهر من ترجمته وأشعاره أن الناظم لم يكن عالما فقيها كما لم يكن عابدا صالحا حيث كان ممقوتا عند أهل زمانه لإطلاقه لسانه في الناس بكل قبيح كما أنه كثير السؤال للناس ولذا كان يقف مع ذوي السلطان مؤيدا لهم سواءا كانوا على الحق أم على الباطل .
والبوصيري على الطريقة الشاذلية وقد نافح عنها والتزم بها فأنشد أشعارا في الالتزام بآدابها كما كانت له أشعار بذيئة يشكوا من حال زوجته التي يعجز عن إشباع شهوتها
توفي البوصيري سنة 795 هـ ولد ديوان شعر مطبوع(2)
والآن مع المقصود :
1- يقول البوصيري:
وكيف تدعـوا إلى الدنيا ضـــرورة من ******* لــولاه لم تخـرج الدنيا مـن العـدم

ولا يخفى ما في عَجُز هذا البيت من الغلو الشنيع في حق نـبـيـنــا محمد -صلى الله عليه وسلم-، حيث زعم البوصيري أن هذه الدنيا لم توجد إلا لأجله -صلى الله عليه وسلم-، وقد قال - سبحانه: ((ومَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإنسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ)) [الذاريات:56]، وربما عوّل أولئك الصوفية على الخبر الموضوع : لولاك لما خلقت الأفلاك (3).

2- ويقول :
لو ناسبت قــدره آيــاتــه عِظماً *** أحيا اسمه حين يُدعى دارس الرمم

يقول بعض شرّاح هذه القصيدة : لو ناسبت آياته ومعجزاته عظم قدره عند الله - تعالى - وكل قربه وزلفاه عنده لكان من جملة تلك الآيات أن يحيي الله العظام الرفات ببركة اسمه وحرمة ذكره(4).
يقول الشيخ محمود شكري الآلوسي منكراً هذا البيت : ولا يخفى ما في هذا الكلام من الغلو ؛ فإن من جملة آياته -صلى الله عليه وسلم- القرآن العظيم الشأن ؛ وكيف يحل لمسلم أن يقول : إن القرآن لا يناسب قدر النبي -صلى الله عليه وسلم-، بل هو منحط عن قدره ثم إن اسم الله الأعظم وسائر أسمائه الحسنى إذا ذكرها الذاكر لها تحيي دارس الرمم؟(5).

3- ثم قال :

أقسمتُ بالقمر المنشق إنّ له *** من قلبه نسبةً مبرورة القسم

ومن المعلوم أن الحلف بغير الله - تعالى - من الشرك الأصغر ؛ فعن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك(6).

وقال ابن عبد البر - رحمه الله - :لا يجوز الحلف بغير الله - عز وجل - في شيء من الأشياء ولا على حال من الأحوال، وهذا أمر مجتمع عليه... إلى أن قال : أجمع العلماء على أن اليمين بغير الله مكروهة منهي عنها، لا يجوز الحلف بها لأحد(7).
4- قال البوصيري :
ولا التمست غنى الدارين من يــده *** إلا استلمت الندى من خير مستلم

فجعل البوصيري غنى الدارين مُلتَمساً من يد النبي -صلى الله عليه وسلم-، مع أن الله - عز وجل - قال : ((ومَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ)) [النحل:53]، وقال - سبحانه - : ((فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ واعْبُدُوهُ)) [العنكبوت:17]، وقال - تعالى - : ((قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ) [يونس:31]، ((قُلِ ادْعُوا الَذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ الله لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ)) [سبأ:22] .

وأمر الله نبيه محمداً -صلى الله عليه وسلم- أن يبرأ من دعوى هذه الثلاثة المذكورة في قوله - تعالى - : ((قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ ولا أَعْلَمُ الغَيْبَ ولا أَقُولُ لَكُمْ إنِّي مَلَكٌ إنْ أَتَّبِعُ إلاَّ مَا يُوحَى إلَيَّ)) [الأنعام:50].

5- وقال البوصيري :

إن لم يـكـن في معادي آخذاً بيدي *** فضلاً وإلا فقل يا زلة الـقــدم

والشاعر في هذا البيت ينزل الرسول منزلة رب العالمين ؛ إذ مضمونه أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- هو المسؤول لكشف أعظم الشدائد في اليوم الآخر، فانظر إلى قول الشاعر، وانظر في قوله - تعالى - لنبيه -صلى الله عليه وسلم- : ((قُلْ إنِّي أَخَافُ إنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ)) [الزمر:13].

ويزعم بعض المتعصبين للقصيدة أن مراد البوصيري طلب الشفاعة ؛ فلو صح ذلك فالمحذور بحاله، لما تقرر أن طلب الشفاعة من الأموات شرك بدليل قوله - تعالى - : ((ويَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ ولا يَنفَعُهُمْ ويَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ ولا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)) [يونس:18]، فسمى الله - تعالى - اتخاذ الشفعاء شركاً.

الهوامش :

1- هذا المقال منقول بتصرف وإختصار من مقال بعنوان قوادح عقدية في بردة البوصيري للدكتور عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف وهو منشور في مجلة البيان طبعة 1422-2001 الطبعة الأولى.
2 - أنظر ترجمته في مقدمة ديوان البوصيري تحقيق محمد سيد كيلاني .
3 - قال الشيخ الألباني موضوع أنظر السلسة الضعيفة 1/299 رقم 282.
4 - غاية الأماني في الرد على النبهاني للآلوسي 2/349.
5- غاية الأماني في الرد على النبهاني للآلوسي 2/350.باختصار.
6- رواه أحمد والترمذي وحينه الأباني رحمه الله تعالى ينظر الإرواء رقم 2561.
7- التمهيد لابن عبد البر 14/366-367.

يتبع ----------

محمد أبو عثمان
2007-07-10, 15:22
6- وقال :
يا أكرم الرسل ما لي من ألوذ به *** سواك عند حلول الحادث العمم

يقول الشيخ سليمان بن محمد بن عبد الوهاب - رحمهم الله - تعقيباً على هذا البيت -: فتأمل ما في هذا البيت من الشرك : منها : أنه نفى أن يكون له ملاذ إذا حلت به الحوادث إلا النبي -صلى الله عليه وسلم-، وليس ذلك إلا لله وحده لا شريك له، فهو الذي ليس للعباد ملاذ إلا هو.
ومنها : أنه دعاه وناداه بالتضرع وإظهار الفاقة والاضطرار إليه، وسأل منه هذه المطالب التي لا تطلب إلا من الله، وذلك هو الشرك في الإلهية(8).

وانتقد الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن محمد ابن عبد الوهاب هذا البيت قائلاً : فعظم البوصيري النبي -صلى الله عليه وسلم- بما يسخطه ويحزنه ؛ فقد اشتد نكيره -صلى الله عليه وسلم- عما هو دون ذلك كما لا يخفى على من له بصيرة في دينه ؛ فقصر هذا الشاعر لياذه على المخلوق دون الخالق الذي لا يستحقه سواه ؛ فإن اللياذ عبادة كالعياذ، وقد ذكر الله عن مؤمني الجن أنهم أنكروا استعاذة الإنس بهم بقوله : ((وأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً)) [الجن: 6]، أي طغياناً، واللياذ يكون لطلب الخير، والعياذ لدفع الشر، فهو سواء في الطلب والهرب(9).
وقال العلامة محمد بن علي الشوكاني - رحمه الله - عن هذا البيت : فانظر كيف نفى كل ملاذ ما عدا عبد الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وغفل عن ذكر ربه ورب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- . إنا لله وإنا إليه راجعون(10).

7- وقال أيضا :
فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم

فجعل الدنيا والآخرة من عطاء النبي -صلى الله عليه وسلم- وإفضاله، والجود هو العطاء والإفضال ؛ فمعنى الكلام : أن الدنيا والآخرة له -صلى الله عليه وسلم-، والله - سبحانه وتعالى - يقول : ((وإنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ والأُولَى)) [الليل:13](11).

وقوله : ومن علومك علم اللوح والقلم. في غاية السقوط والبطلان ؛ فإن مضمون مقالته أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- يعلم الغيب، وقد قال - سبحانه - : ((قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَوَاتِ والأَرْضِ الغَيْبَ إلاَّ اللَّهُ)) [النمل:65] وقال - عز وجل - : ((وعِندَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إلاَّ هُوَ ويَعْلَمُ مَا فِي البَرِّ والْبَحْرِ ومَا تَسْقُطُ مِن ورَقَةٍ إلاَّ يَعْلَمُهَا ولا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ ولا رَطْبٍ ولا يَابِسٍ إلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)) [الأنعام:59]، والآيــات فـي هـذا كثيرة معلومة(12).

وأخـيـراً أدعو كل مسلم عَلِقَ بهذه القصيدة وولع بها أن يشتغل بما ينفع ؛ فإن حق النبي -صلى الله عليه وسلم- إنـمـا يكون بتصديقه فيما أخبر، واتباعه فيما شرع، ومحبته دون إفراط أو تفريط، وأن يشتغلوا بسماع القرآن والسنة والتفقه فيهما ؛ فإن البوصيري وأضرابه استبدلوا إنشاد وسماع هذه القصائد بسماع القرآن والعلم النافع، فوقعوا في مخالفات ظاهرة ومآخذ فاحشة.
وإن كـــان لا بد مـن قـصائد ففي المدائح النبوية التي أنشدها شعراء الصحابة -رضي الله عنهم- كحسان وكعب بن زهير ما يغني ويكفي.

سبحانك اللهم وبحمد أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

الهوامش :

8 - تيسير العزيز الحميد ص 219-220.
9- الدرر السنية 9/80 .
10- الدر الضيد ص 26.
11- تيسير العزيز الحميد ص 220.
12- أنظر الدرر السنية 49-50-81-82-85-268.

أختكم
2007-07-10, 15:30
بارك الله فيك أخي الكريم على هذا البحث الطيب الذي يعيننا في تثبيت و تصحيح العقيدة لدى من قرأ هذا الشرح ...فالأمر جلل ...حفظ الله علينا ديننا و عليكم ...و قد كانت هذه القصيدة قد وضعت على المندى و قد رد عليها أخي المشرف علي ...و لكن شرحك سيفيدنا في تثبيت الرد عليها ! جزاك الله عنا كل خير

**** رابط القصيدة ***** (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1101)

محمد أبو عثمان
2007-07-10, 15:34
وفيك بارك الله أختي المشرفة

عاشور
2007-07-31, 10:35
اللهم انصر اهل التوحيد يارب العلمين

أبو بكر
2008-02-19, 17:28
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

حسين القسنطيني
2008-02-19, 17:51
أخي الفاضل كنا قد كتبنا تعقيب العلماء على من انتقد البردة للبوصيري رحمه الله
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه و بعد:

هذه القصيدة انتقدها كثيرٌ من أهل العلم
هلا ذكرت لنا أهل العلم هؤلاء حتى ننظر كم هم بارك الله فيك، لأن الكثرة بالعدد، و أنا أدعي أن كثيرا من أهل العلم أثنوا عليها و على قائلها و كثير منهم شرحها و وضح معانيها... و أما من اعترض على بعض الأبيات فيها فقد وقع فيما كان يرجو الخلاص منه فتلفظ بكلام لا يصح في حق الله عزوجل، كقول القائل إذا كان النتبي يعلم كل هذا فماذا يتبقى لله، تعالى الله عن أن يحد علمه أو يحصر... و لعل الإخوة اهتموا برده أو ردود من رد، و نسي ما هو أدهى و أمر... والله المستعان.

و أما قوله رحمه الله تعالى:

إن لم يكن في معادي آخذاً بيدي = فضلاً وإلا فقل يا زلَّةَ القدم

وقوله:
يا أكرمَ الخلق ما لي من ألوذُ به = سواكَ عند حلولِ الحادثِ العَمِمِ

فهذان البيتان موافقان للسنة النبوية و اعتقاد أهل السنة و الجماعة في المقام المحمود و الشفاعة، و نحن نرتجي أن ننال منها حظا، و لا نأمن على أنفسنا بأفعالنا، بل هي خير لنا من أفعالنا إن لم يحرمنا الله تعالى منها، و لذلك كان عمر يحب النبي صلى الله عليه و سلم حتى قال له: "الآن يا عمر" لأن سيدنا عمر وجد أن النبي أنفع له من نفسه فكان أحب إليه من نفسه، و أما أكرم الخلق فسيدنا محمد صلى الله عليه و على آله و سلم هو أكرم الخلق كما دلت عليه الحديث الشريف عند الترمذي و الدارمي، و أما أنه يلوذ به، فصحيح و كل الخلائق تلوذ به بعد أن تذهب للأنبياء فيجعل الواحد منهم يحيلهم للآخر حتى لا يجدون غير نبينا صلى الله عليه و على آله و سلم فيقول لهم أنا لها ، أنا لها، و أما قول البعض لماذا لا يلوذ بالله، فقد شارح الناظم ذلك بقوله إذ الكريم تجلى باسممنتقم، و هو من موافقة الحديث من أن الله قد غضب غضبة لم يغضب قبلها قط و لن يغضب بعدها مثلها، فكان الناس كلهم يرجون من يتوسط لهم عند ربهم ليبدأ الحساب، و هذا مبثوث في حديث الشفاعة...

وقوله:

فإنَّ من جودك الدنيا وضرَّتها = ومن علومك علم اللوح والقلمِ

فأما الشطر الأول فاستعمل فيه البوصيري عليه رحمة الله القرينة السببية في علاقة المجاز المرسل و الذي هو من بين أبلغ صنوف البلاغة و المجاز البليغ الذي استعمله رب العزة في مثل قوله تعالى:" و ينزل لكم من السماء رزقا" فأرزاق الناس لا تنزل من السماء كما هي بل ينزل الله المطر الذي يتسبب في إخراجها للناس من الأرض، فكذلك أراد الناظم في هذا الشطر تبيين صلاح الدنيا و الآخرة به صلى الله عليه و على آله و سلم و ربما نعود إلى هذه النقطة من خلال مبحث يعرض وقوع المجاز في القرآن الكريم بين النافين (و هم قليل شاذون) و المثبتين له...
و أما الشطر الثاني من البيت فقال المعترض بأن من تبعيضية، و هذا ليس دائما واقع، و لكننا حتى لو سلمنا بأنها تبعيضية فماذا في ذلك؟ فمعلوم أن اللوح و القلم كتب بهما أقدار ما هو كائن منذ بدأ الخلق إلى قيام الساعة، و أما ما بعد ذلك فليس فيهما شيء منه بدلالة الحديث، فالعلم المتضمنانه علم محصور بفترة زمنية، و قد دلت أحاديث كثيرة على أن رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم يعلم أكثر من ذلك، فهو بشر أقواما بالجنة، و في حديث اختصام الملأا ذكر أن ربه علمه كل شيء، و هناك من الأحاديث الكثيرة المصدقة لذلك و منها حديث "أوتيت مفاتيح كل شيء إلا الخمس..." و هو عند احمد و الطبراني و غيرهما و هو صحيح الإسناد، و كذلك حديث عمر بن الخطاب عندالبخاري من أن رسول الله صلى الله عليه و سلم أخبرهم عن بدء الخلق و استرسل حتى أبلغهم و أما قولنا من أنها ليست دائما تبعيضية، فلأنها من قبيل قوله تعالى: "إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله و كلمته ألقاها إلى مريم و روح منه" فهل يقال هنا بأن نبي الله عيسى بعض من ربنا سبحانه و تعالى عما يقول النصارى علوا كبيرا...
و على فكرة فصاحب البردة هو نفسه من ابتدأها بقوله دع ما ادعته النصارى في نبيهم، فقد نهى أن يماثل مدحنا رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم ما قاله النصارى في نبي الله عيسى فأودى بهم ذلك إلى الكفر و العياذ بالله لأنهم أخذوا بظاهر ما وجدوه عندهم كما في الآية السابقة، تعالى الله أن يكون له ولد أو جزء أو بعض...و رحم الله البوصيري
يتبع إن شاء الله

أبو بكر
2008-02-19, 19:31
قول ابن عثيمين في البردة


فإننا نسمع أنه يلقى في هذه الاحتفالات من القصائد ما يخرج عن الملة قطعاً كما يرددون قول البوصيري :

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حدوث الحادث العمم

إن لم تكن آخذاً يوم المعاد يدي صفحاً وإلا فقل يا زلة القدم

فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم

مثل هذه الأوصاف لا تصح إلا لله عز وجل ، وأنا أعجب لمن يتكلم بهذا الكلام إن كان يعقل معناه كيف يسوغ لنفسه أن يقول مخاطباً النبي عليه الصلاة والسلام : ( فإن من جودك الدنيا وضرتها ) ومن للتبعيض والدنيا هي الدنيا وضرتها هي الآخرة ، فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود الرسول عليه الصلاة والسلام ، وليس كل جوده ، فما الذي بقي لله عز وجل ، ما بقي لله عز وجل ، ما بقي له شيء من الممكن لا في الدنيا ولا في الآخرة .
وكذلك قوله لله : ( ومن علومك علم اللوح والقلم ) ومن : هذه للتبعيض ولا أدري ماذا يبقى تعالى من العلم إذا خاطبنا الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الخطاب .

ورويدك يا أخي المسلم .. إن كنت تتقي الله عز وجل فأنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلته التي أنزله الله .. أنه عبد الله ورسوله فقل هو عبدالله ورسوله ، واعتقد فيه ما أمره ربه أن يبلغه إلى الناس عامة :
( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لك إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إلي ) ( الأنعام : 50 )
وما أمره الله به في قوله :
( قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً ) ( الجن : 21 )

وزيادة على ذلك :
( قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحداً ) ( الجن : 22 )
حتى النبي عليه الصلاة والسلام لو أراد الله به شيئاً لا أحد يجيره من الله سبحانه وتعالى

جزاك الله خيرا

DMA
2008-02-19, 19:36
بارك الله فيك أخي

حسين القسنطيني
2008-02-20, 11:52
بارك الله فيك أخي على نقل الرد إلى هنا لنرى من يقول كلاما كفريا ممن لم يخرج من معاني أحاديث رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم، و لم يزد على ترجمتها إلى لغة بسيطة عالية، انظر يرحمك الله إلى الكلام الذي تغضون عنه الطرف للشيخ رحمه الله و سامحه و غفر له:

قول ابن عثيمين في البردة

قوله لله : ( ومن علومك علم اللوح والقلم ) ومن : هذه للتبعيض ولا أدري ماذا يبقى تعالى من العلم إذا خاطبنا الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الخطاب .

جزاك الله خيرا

انظروا يرحمكم الله إلى أن الشيخ رحمه الله جعل علم الله محصورا أولا أي أن صفة الله التي هي علمه جعلها محصورة، و هذا القول كفر باجماع المسلمين، ثم جعل علم الله مقدرا بمقادير الخلق إلى قيام الساعة، و أما ما بعد ذلك فهو غير داخل في علم اللوح و القلم، فلو كان المسلمون كلهم على شاكلة منتقد البردة المباركة لما توانى الناس عن تكفير الشيخ رحمه الله بلازم مذهبه، و لكننا نحسن الظن بالشيخ يرحمه الله، و لعل ذلك سبق لسان منه، و غفلة عن حقيقة ما في البردة

أبو بكر
2008-02-20, 14:55
فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم

وهذا تكذيب للقرآن الذي يقول الله فيه:

{ وإن لنا للآخرة والأولى }

فالدنيا والآخرة هي من الله ومن خلْقِهِ، وليست من جود الرسول صلى الله عليه وسلم وخلقه، والرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم ما في اللوح المحفوظ، إذ لا يعلم ما فيه إلا الله وحده، وهذا إطراء ومبالغة في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم حتى جعل الدنيا والآخرة من جود الرسول وأنه يعلم الغيب الذي في اللوح المحفوظ بل إن ما في اللوح من علمه وقد نهانا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الإطراء فقال:

{ لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله } رواه البخاري.


قول العلامة عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين في البردة

قال العلامة عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين في كتابه الرد على البردة :

قوله :

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم

إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي فضلاً وإلا فقل : يا زلة القدم

فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم

مقتضى هذه الأبيات إثبات علم الغيب للنبي صلى الله عليه وسلم وأن الدنيا والآخرة من جوده وتضمنت الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم من أعظم الشدائد ورجاءه لكشفها وهو الأخذ بيده في الآخرة وإنقاذه من عذاب الله

، وهذه الأمور من خصائص الربوبية والألوهية التي ادعتها النصارى في المسيح عليه السلام وإن لم يقل هؤلاء إن محمداً هو الله أو ابن الله ولكن حصلت المشابهة للنصارى في الغلو الذي نهى عنه صلى الله عليه وسلم بقوله :

" لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا عبدالله ورسوله "

والإطراء هو المبالغة في المدح حتى يؤول " الأمر إلى " أن يجعل المدح شيء من خصائص الربوبية والألوهية .

وهذه الألفاظ صريحة في الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم كقوله : يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك . . أي وإلا فأنا هالك

والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه :

" لا ملجأ منك إلا إليك " . . .

حسين القسنطيني
2008-02-20, 15:05
يا أخي الفاضل هل قرأت ما كتبناه لكم ؟؟؟ تترك الكلام الكفري من غير ما تعلق عليه، و تتمسك بالإنكار على صنف بلاغي من أروع ما يكون في اللغة العربية ثم تنسبه إلى الإشراك و الكفر؟؟؟ أهذا هو الإنتصار لدين الله، و هكذا يكون اتباع الحق... ليس عيب البوصيري رحمه الله أنكم تتعصبون ضده من دون أدنى تذوق للعربية و لا معرفة بألوانها، لكن من عيب الشيخ العثيمين رحمه الله أن كل من حاموا حوله و تناقلوا أقواله لم يجد فيهم من يصوبهحينما يخطئ و يتعدى حدود الأدب مع الله

أبو بكر
2008-02-20, 15:13
الرد على من اعترض على الشيخ ابن عثيمين في نقده لبردة البوصيري


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على خاتم أنبيائه ورسله أما بعد :

فقد أنكر الشيخ ابن عثيمين على البوصيري غلوه في البردة ومن ذلك قول البوصيري :

فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم

قال الشيخ ابن عثيمين :

(( مثل هذه الأوصاف لا تصح إلا لله عز وجل ، وأنا أعجب لمن يتكلم بهذا الكلام إن كان يعقل معناه كيف يسوغ لنفسه أن يقول مخاطباً النبي عليه الصلاة والسلام : ( فإن من جودك الدنيا وضرتها ) ومن للتبعيض والدنيا هي الدنيا وضرتها هي الآخرة ، فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود الرسول عليه الصلاة والسلام ، وليس كل جوده ، فما الذي بقي لله عز وجل ، ما بقي لله عز وجل ، ما بقي له شيء من الممكن لا في الدنيا ولا في الآخرة .

وكذلك قوله : ( ومن علومك علم اللوح والقلم ) ومن : هذه للتبعيض ولا أدري ماذا يبقى لله تعالى من العلم إذا خاطبنا الرسول عليه الصلاة والسلام بهذا الخطاب . . ))

فاعترض أحد الكتاب على قول الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله تعالى - :

(( فما الذي بقي لله عز وجل ؟؟ ))

زاعما أن الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله تعالى - بهذا الكلام قد حد علم الله تعالى وحد جوده وكرمه ، كما زعم أنه لم يسبق الشيخ أحد من العلماء في الإنكار على البوصيري :

وجوابا على هذا يقال : مدار الكلام على أمرين :

الأمر الأول : اتهام الشيخ محمد بن عثيمين بأنه يرى أن علم الله محدود وكذا جوده وكرمه ، لأن الشيخ قال : (( فما الذي بقي لله عز وجل ؟؟ ))

وهذا الفهم لكلام الشيخ غير صواب من وجهين :

أحدهما : أن الشيخ رحمه الله تعالى في كتبه ورسائله يقرر أن علم الله شامل لكل شيء وأنه يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون ، وهذا لا ينكره إلا معاند مكابر ، أو جاهل بمؤلفات الشيخ وكلامه وكذا ما قرره الشيخ في جود الله وكرمه , وإذا تقرر هذا فإن كلام الشيخ يفهم مجموعا بعضه إلى بعض .

الثاني : أن هذا الذي ذكره الشيخ على سبيل الاستفهام الإنكاري سائغ في لغة العرب ، ألا ترى أن الملك من ملوك الدنيا يكون له ملك عظيم ، فإذا تجرأ أحد على شيء عظيم من ملكه صح أن يقال : وماذا أبقى فلان للملك ؟ على سبيل الإنكار والاستفهام , ولا مفهوم له ، ولا يُلزم قائله بمفهوم مخالفته ، خاصة وأنه لم يكن خارجا ممن يصح أن يكون قوله تشريعاً.

والشيخ رحمه الله حين أنكر على البوصيري هذه المقالة واستعظمها هو في ذلك معتمد على النصوص الشرعية كقوله تعالى :

((قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً إِلاَّ مَا شَاء اللّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ))

ولو كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم ما في اللوح المحفوظ لم يكن لهذه الآية معنى صحيح ، وكذا في قصة الإفك ، وشجه صلى الله عليه وسلم وكسر رباعيته في أحد ، كل هذا وأمثاله مكتوب في اللوح المحفوظ ومع ذلك لم يعلمه صلى الله عليه وسلم حتى أعلمه الله ووقع عليه ، فدل هذا على بطلان قول البوصيري من أنه صلى الله عليه وسلم يعلم ما في اللوح المحفوظ

الأمر الثاني : وهو ما ذكره الكاتب من أن أحدا لم يسبق الشيخ في الإنكار على البوصيري ، وهذا قول مغالط أو جاهل ، فإن الشيخ قد سبق بالإنكار على البوصيري من جمع من أهل العلم سواء هذا البيت أو غيره من أبيات البردة ، وتركا للإطالة فأحيل الكاتب والقاريء إلى كتاب : ( بردة البوصيري بالمغرب والأندلس ) للأستاذ سعيد بن الأحرش ص 570 فما بعدها فقد ذكر بعض الأبيات التي أنكرت على البوصيري .

الشيخ / عبد العزيز السعيد

حسين القسنطيني
2008-02-20, 15:59
قلت أخي الفاضل:
زاعما أن الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله تعالى - بهذا الكلام قد حد علم الله تعالى وحد جوده وكرمه
هذا ليس زعما و إنما هو الحقيقة التي وقع فيها الشيخ يرحمه الله من غير تعمد، نسأل الله أن يغفر له


و قلت :
وجوابا على هذا يقال : مدار الكلام على أمرين :

الأمر الأول : اتهام الشيخ محمد بن عثيمين بأنه يرى أن علم الله محدود وكذا جوده وكرمه ، لأن الشيخ قال : (( فما الذي بقي لله عز وجل ؟؟ ))

وهذا الفهم لكلام الشيخ غير صواب من وجهين :

قبل أن نستعرض معك الوجهان قل لي بالله عليك و أخلص أمرك لله، لو صدر هذا الكلام من عند شيخ مثل القرضاوي أو عمرو خالد أو غيرهما ممن جعلتم قدرهم بالأرض، أكان سيسلم منكم؟ أنا اسألك بكل صراحة راجيا من الله أن تخلص دينك و جوابك...


ثم قلت:
أحدهما : أن الشيخ رحمه الله تعالى في كتبه ورسائله يقرر أن علم الله شامل لكل شيء وأنه يعلم ما كان وما يكون وما لم يكن لو كان كيف يكون ، وهذا لا ينكره إلا معاند مكابر ، أو جاهل بمؤلفات الشيخ وكلامه وكذا ما قرره الشيخ في جود الله وكرمه , وإذا تقرر هذا فإن كلام الشيخ يفهم مجموعا بعضه إلى بعض .

يا رجل من يكلمك على كتب الشيخ و آرائه، نحن نكلمك عن كلمة صدرت منه كما صدرت كلمة من عند القرضاوي فملأتم بها الدنيا، هل رجعتم لكتب القرضاوي و آرائه في كتبه؟؟؟

الثاني : أن هذا الذي ذكره الشيخ على سبيل الاستفهام الإنكاري سائغ في لغة العرب ، ألا ترى أن الملك من ملوك الدنيا يكون له ملك عظيم ، فإذا تجرأ أحد على شيء عظيم من ملكه صح أن يقال : وماذا أبقى فلان للملك ؟ على سبيل الإنكار والاستفهام , ولا مفهوم له ، ولا يُلزم قائله بمفهوم مخالفته ، خاصة وأنه لم يكن خارجا ممن يصح أن يكون قوله تشريعاً.

قولك هذا و ادعئؤك أنه يصح و يقع لغة بحاجة إلى دليل أولا، و من ثم بحاجة إلى التمييز بين الكلام عن الله و الكلام عن ملك من ملوك الأرض... و لو أنك أخي تنزهت عن التعصب لرأيت بأم عينيك خطورة القول، لست بحاجة لكبير علم في ذلك...



والشيخ رحمه الله حين أنكر على البوصيري هذه المقالة واستعظمها هو في ذلك معتمد على النصوص الشرعية كقوله تعالى :


النصوص الشرعية التي تذكرها أخي لا تحسنون حتى التوفيق بينها و بين نصوص أخر، و لا تحسنون مع كل احترامي حتى الإستشهاد بها، فليتكتوفق بينها و بين حديث اختصام الملأا الأعلى و حديثأوتيت مفاتيح كطل شيء إلا الخمس و ما إلى ذلك من أحاديث منثورة... و أنا أحيلك إلى كلام ابن عبد البر في التمهيد عن فضائله صلى الله عليه و على آله و سلم لتعلم أنها تزيد و لا تنقص...


و قلت أخي:
الأمر الثاني : وهو ما ذكره الكاتب من أن أحدا لم يسبق الشيخ في الإنكار على البوصيري ، وهذا قول مغالط أو جاهل ، فإن الشيخ قد سبق بالإنكار على البوصيري من جمع من أهل العلم سواء هذا البيت أو غيره من أبيات البردة ، وتركا للإطالة فأحيل الكاتب والقاريء إلى كتاب : ( بردة البوصيري بالمغرب والأندلس ) للأستاذ سعيد بن الأحرش ص 570 فما بعدها فقد ذكر بعض الأبيات التي أنكرت على البوصيري .

و هذه عليك كذلك لأنني طلبت منك أن تأتي بالأسماء و نحن نأتيك عن كل اسم اسمين من أهل العلم من أهل السنة و الجماعة ممن أثنوا على البردة للبوصيري رحمه الله تعالى، فهل تفعل ذلك رجاء؟؟؟

أبو بكر
2008-02-20, 16:41
أقوال علماء السنة في قصيدة البردة







نظرا لما ينشر عن البردة ونظرا لتلك الادعاءات التي يدعيها البعض من ان هذه القصيدة لا تحوي بين طياتها شركا ولا بدعا
ارتايت ان اقدم لاعضائنا الاعزاء وزوارنا الكرام هذه الفتاوى بشان هذه القصيدة ليكون الجميع على بينة


كلام الإمام محمد بن عبدالوهاب في قصيدة البردة

قال : الإمام محمد بن عبدالوهاب : " في تفسير سورة الفاتحة "
وأما الملك فيأتي الكلام عليه ، وذلك أن قوله: ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) وفي القراءة الأخرى ( مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) فمعناه عند جميع المفسرين كلهم ما فسره الله به في قوله ك ( وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ {17} ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ {18} يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِّنَفْسٍ شَيْئاً وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ {19}‏ ([ سورة الانفطار الآيات: 17/19].
فمن عرف تفسير هذه الآية ، وعرف تخصيص الملك بذلك اليوم ، مع أنه سبحانه مالك كل شيء ذلك اليوم وغيره، عرف أن التخصيص لهذه المسألة الكبيرة العظيمة التي بسبب معرفتها دخل الجنة من دخلها ، وسبب الجهل بها دخل النار من دخلها، فيالها من مسألة لو رحل الرجل فيها أكثر من عشرين سنة لم يوفها حقها، فأين هذا المعني والإيمان بما صرح به القرآن ، مع قوله صلى الله عليه وسلم : (( يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئاُ )) [ أخرجه البخاري في صحيحة: كتاب الوصايا، باب هل يدخل النساء والولد في الأقارب رقم: 2753 ، والنسائي في سننه: كتاب الوصايا إذا أوصى لعشيرته الأقربين (6/ 248-250) رقم : 3644، 3646، 3647، من حديث أبي هريرة.
من قول صاحب البردة:
ولن يضيق رسول الله جاهك بي ***** اذا الكريم تحلي بأسم منتقم
فإن لي ذمة منه بتسميتي ***** محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي ***** فضلاً وإلا فقل يازلة القدم
فليـتأمل من نصح نفسه هذه الأبيات ومعناها ، ومن فتن بها من العباد، وممن يدعى أنه من العلماء واختاروا تلاوتها على تلاوة القرآن .
هل يجتمع في قلب عبد التصديق بهذه الأبيات والتصديق بقوله: ( يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله) وقوله: : (( يا فاطمة بنت محمد لا أغني عنك من الله شيئاُ )) لا والله ، لا والله لا والله إلا كما يجتمع في قلبه أن موسى صادق ، وأن فرعون صادق ، وأن محمداً صادق على الحق ، وأن أبا جهل صادق على الحق . لا والله ما استويا ولن يتلاقيا حتى تشيب مفارق الغربان.
فمن عرف هذه المسألة وعرف البردة ، ومن فتن بها عرف غربة الإسلام وعرف أن العدل واستحلال دمائنا وأموالنا ونسائنا، ليس عن التكفير والقتال ، بل هم الذين بدءونا بالتكفير وعند قوله: ( فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَداً ) [سورة الجن الآية : 18].وعند قوله: (أُولَـئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ ) [سورة الإسراء: الآية : 57]. وقوله: ( لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ) [سورة الرعد الآية: 14].
فهذا بعض المعاني في قوله : ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) بإجماع المفسرين كلهم ،وقد فسرها الله سبحانه في سورة ( إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ ) ( الإنفطار : 1 ) كما قدمت لك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تفسير سورة الفاتحة من مؤلفات الإمام محمد بن عبدالوهاب ص 13 المجلد الخامس
يقول الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله في أحد رسائلهِ الشخصية –كما في الدرر السنية 2/44- إلى الأخ حسن:
" وأما ما ذكرت من أهل الجاهلية كيف لم يعرفوا الالهية إذا أقروا بالربوبية هل هو كذا أو كذا أو غير ذلك.فهو لمجموع ما ذكرت وغيره.
وأعجــــــب من ذلك ما رأيت وسمعت ممن يدعي أنه أعلم الناس،ويفسر القرآن،ويشرح الحديث بمجلدات،ثم يشرح (البردة) ويستحسنها،ويذكر في تفسيره وشرحه للحديث أنه شرك،ويموت ما عرف ما خرج من رأسه ،هذا هو العجب العجاب!!أعجب بكثير من ناس لا كتاب لهم ولا يعرفون جنة ولا ناراً،ولا رسولاً ولا إلهاً."

................

كلام العلامة المجدد عبدالرحمن بن حسن في البردة

قال العلامة المجدد عبدالرحمن بن حسن :
وقد ذكر شيخ الإسلام ، عن بعض أهل زمانه : أنه جوّز الاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما يستغاث فيه بالله . وصنف في ذلك مصنفاً ، رده شيخ الإسلام ، ورده موجود بحمد الله .
ويقول : إنه يعلم مفاتيح الغيب ، التي لا يعلمها إلا الله . وذكر عنهم أشياء من هذا النمط . نعوذ بالله من عمى البصيرة .
وقد اشتهر في نظم البوصيري ، قوله :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ***** سواك عند حلول الحادث العمم !َ!
وما بعده في الأبيات ، التي مضمونها : إخلاص الدعاء ، واللياذ والرجاء والاعتماد في أضيق الحالات ، وأعظم الاضطرار لغير الله .
فناقضوا الرسول صلى الله عليه وسلم في ارتكاب ما نهى عنه أعظم مناقشة ، وشاقوا الله ورسوله أعظم مشاقة .
وذلك أن الشيطان أظهر لهم هذا الشرك العظيم ، في قالب محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه . وأظهر لهم التوحيد والإخلاص ، الذي بعثه الله به في قالب تنقصه .
وهؤلاء المشركون هم المتنقصون الناقصون ، أفرطوا فى تعظيمه بمانهاهم عنه أشد النهي ، وفرطوا في متابعته . فلم يعبؤوا بأقواله وأفعاله ، ولارضوا بحكمه ولاسلموا له ، وأنما يحصل تعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم بتعظيم أمره ونهيه .
وهؤلاء المشركون عكسوا الأمر . فخالفوا ما بلَّغ به الأمة ، وأخبر به عن نفسه صلى الله عليه وسلم . فعاملوه بما نهاهم عنه : من الشرك بالله ، والتعلق على غير الله ، حتى قال قائلهم :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ***** سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي ***** فضلاً وإلا فقل : يا زلة القد
فإن من جودك الدنيا وضرتها ***** ومن علومك علم اللوح والقلم
فانظر إلى هذا الجهل العظيم ، حيث اعتقد أنه لا نجاة له إلا بعياذه ولياذه بغير الله .
وانظر إلى هذا الإطراء العظيم ، الذي تجاوز الحد في الإطراء ، الذي نهى عنه صلى الله عليه وسلم بقوله " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم ، إنما أنا عبدٌ ، فقولوا عبدالله ورسوله " رواه مالك وغيره . وقد قال تعالى : ( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ولا أقول لكن إني ملك ) [ الأنعام : 50 ] .
فانظر إلى هذه المعارضة العظيمة للكتاب والسنة ، والمحادة لله ورسوله . وهذا الذي يقوله هذا الشاعر هو الذي في نفوس كثير ، خصوصاً ممن يدعي العلم والمعرفة ، ورأوا قراءة هذه المنظومة ونحوها لذلك وتعظيمها من القربات ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فتح المجيد لشرح كتاب التوحيد
باب ماجاء أن سبب كفر بنى آدم وتركهم دينهم هو الغلو ( 1 / 381 )
باب قول الله تعالى ( فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون ) ( 2 / 693 )

................

كلام العلامة ـالمحدث ـ سليمان بن عبدالله في البردة :

قال : العلامة المحدث سليمان بن عبدالله في كتاب تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد : :
ومن بعض أشعار المادحين لسيد المرسلين صلى الله عليه وسلم قول البوصيري :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ***** سواك عند حلول الحادث العمم
ولن يضيق رسول الله جاهك بي ***** إذا الكريم تجلى باسم منتقم
فإن لي ذمة منه بتسميتي ***** محمداً وهو أوفى الخلق بالذمم
إن لم يكن في معادي آخذاً بيدي ***** فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم
فتأمل ما في هذه الأبيات من الشرك .
منها : أنه نفى أن يكون له ملاذٌ إذا حلت به الحوادث ، إلا النبي صلى الله عليه وسلم ، وليس ذلك إلا لله وحده لا شريك له ، فهو الذي ليس للعباد ملاذ إلا هو .
الثاني : أنه دعاه وناداه بالتضرع وإظهار الفاقة والاضطرار إليه ، وسأل منه هذه المطالب التي لا تطلب إلا من الله ، وذلك هو الشرك في الإلهية .
الثالث : سؤاله منه أن يشفع له في قوله :
ولن يضيق رسول الله ... البيت ...
وهذا هو الذي أراده المشركون ممن عبدوه ، وهو الجاه والشفاعة عند الله ، وذلك هو الشرك ، وأيضاً فإن الشفاعة لا تكون إلا بعد إذن الله فلا معنى لطلبها من غيره ، فإن الله تعالى هو الذي يأذن للشافع أن يشفع لا أن الشافع يشفع ابتداء .
الرابع : قوله : فإن لي ذمة ... إلى آخره .
كذب على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم ، فليس بينه وبين من اسمه محمد ذمة إلا بالطاعة ، لا بمجرد الاشتراك في الاسم مع الشرك .
تناقض عظيم وشرك ظاهر ، فإنه طلب أولاً أن لا يضيق به جاهه ، ثم طلب هنا أن يأخذ بيده فضلاً وإحساناً ، وإلا فيا هلاكه .
فيقال : كيف طلبت منه أولاً الشافعة ثم طلبت منه أن يتفضل عليك ، فإن كنت تقول : إن الشفاعة لا تكون إلا بعد إذن الله ، فكيف تدعو النبي صلى الله عليه وسلم وترجوه وتسأله الشفاعة ؟ فهلا سألتها من له الشفاعة جيمعاً ، الذي له ملك السموات والأرض ، الذي لا تكون الشفاعة إلا من بعد إذنه ، فهذا يبطل عليك طلب الشفاعة من غير الله .
وإن قلت : ما أريد إلا جاهه ، وشفاعته ، بإذن الله .
قيل : فكيف سألته أن يتفضل عليك ويأخذ بيدك في يوم الدين ، فهذا مضاد لقوله تعالى : { وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدرك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً والأمر يومئذ لله } [ الانفطار ] ، فكيف يجتمع في قلب عبد الإيمان بهذا وهذا .
وإن قلت : سألته أن يأخذ بيدي ، ويتفضل عليَّ بجاهه وشفاعته .
قيل : عاد الأمر إلى طلب الشفاعة من غير الله ، وذلك هو محض الشرك .
السادس : في هذه الأبيات من التبري من الخالق - تعالى وتقدس - والاعتماد على المخلوق في حوادث الدنيا والآخرة ما لا يخفى على مؤمن ، فأين هذا من قوله تعالى : { إياك نبعد وإياك نستعين } [ الفاتحة ] ، وقوله تعالى : { فإن تولوا فقـل حسبي الله لا إله إلا هو عليه توكلـت وهـو رب العـرش العظيم } [ التوبة ] ، وقوله : { وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيراً } [ الفرقان ] ، وقوله تعالى : { قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً قل إني لن يجيرني من الله أحد ولن أجد من دونه ملتحدا إلا بلاغاً من الله ورسالاته } . [ الجن ]
فإن قيل : هو لم يسأله أن يتفضل عليه ، وإنما أخبر أنه إن لم يدخل في عموم شفاعته فيا هلاكه . قيل : المراد بذلك سؤاله ، وطلب الفضل منه ، كما دعاه أول مرة وأخبر أنه لا ملاذ له سواه ، ثم صرح بسؤال الفضل والإحسان بصيغة الشرط والدعاء ، والسؤال كما يكون بصيغة الطلب يكون بصيغة الشرط ، كما قال نوح عليه السلام : { وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين } . [ هود ]
ومنهم من يقول : نحن نعبد الله ورسوله ، فيجعلون الرسول معبودا .
قلت: وقال البوصيري :
فإن من جودك الدنيا وضرتها ***** ومن علومك علم اللوح والقلم
فجعل الدنيا والآخرة من جوده ، وجزم بأنه يعلم ما في اللوح المحفوظ ، وهذا هو الذي حكاه شيخ الإسلام عن ذلك المدرس ، وكل ذلك كفر صريح . ومن العجب أن الشيطان أظهر لهم ذلك في صورة محبته عليه السلام وتعظيمه ومتابعته ، وهذا شأن اللعين لابد وأن يمزج الحق بالباطل ليروج على أشباه الأنعام اتباع كل ناعق، الذين لم يستضيئوا بنور العلم ، ولم يلجئوا إلى ركن وثيق ، لأن هذا ليس بتعظيم، فإن التعظيم محله القلب واللسان والجوارح وهم أبعد الناس منه ، فإن التعظيم بالقلب: ما يتبع اعتقاد كونه عبداً رسولاً ، من تقديم محبته على النفس والولد والوالد والناس أجمعين .
....... فكيف بمن يقول فيه ؟ !
فإن من جودك الدنيا وضرتها ***** ومن علومك علم اللوح والقلم
ويقول في همزيته :
هذه علتي وأنت طبيبُ ***** ليس يخفى عليك في القلب داء

وأشباه هذا من الكفر الصريح .
ــــــــــــ
كناب تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد ( ص 621 )

.............

كلام العلامة محمد بن على الشوكاني في البردة :

فانظر رحمك الله تعالى ما وقع من كثير من هذه الأمة من الغلو المنهى عنه المخالف لما في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما يقوله صاحب البردة رحمه الله تعالى :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ***** سواك عند حلول الحادث العمم
فانظر كيف نفى كل ملاذ ما عدا عبدالله ورسوله صلى الله عليه وسلم وغفل عن ذكر ربه ورب رسول الله صلى الله عليه وسلم إنا لله وإنا إليه راجعون .
وهذا باب واسع ، قد تلاعب الشيطان بجماعة من أهل الإسلام حتى ترقوا إلى خطاب غير الأنبياء بمثل هذا الخطاب ، ودخلوا من الشرك في أبواب بكثير من الأسباب .
ومن ذلك قول من يقول مخاطباً لابن عجيل :
هات لي منك يابن موسى إغاثة ***** عاجلاً في سيرها حثاثة
فهذا محض الاستغاثه التي لاتصلح لغير الله لميت من الأموات قد صار تحت أطباق الثرى من مئات السنين .
وقد وقع في البردة والهمزية شيء كثير من هذا الجنس ، ووقع أيضاً لمن تصدى لمدح نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولمدح الصالحين والأئمة الهادين ما لا يأتي عليه الحصر ، ولا يتعلق بالاستكثار منه فائدةٌ فليس المراد إلا التنبيه والتحذير لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ( وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين ) .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
الدر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد ( 59 / 60 )


يتبع
..........

أبو بكر
2008-02-20, 16:44
يوجد رد من قبل


كلام العلامة عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين في البردة

قال العلامة عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين في كتابه الرد على البردة :
قوله :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ***** سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي ***** فضلاً وإلا فقل : يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ***** ومن علومك علم اللوح والقلم
مقتضى هذه الأبيات إثبات علم الغيب للنبي صلى الله عليه وسلم وأن الدنيا والآخرة من جوده وتضمنت الاستغاثة به صلى الله عليه وسلم من أعظم الشدائد ورجاءه لكشفها وهو الأخذ بيده في الآخرة وإنقاذه من عذاب الله ، وهذه الأمور من خصائص الربوبية والألوهية التي ادعتها النصارى في المسيح عليه السلام وإن لم يقل هؤلاء إن محمداً هو الله أو ابن الله ولكن حصلت المشابهة للنصارى في الغلو الذي نهى عنه صلى الله عليه وسلم بقوله : " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد فقولوا عبدالله ورسوله " والإطراء هو المبالغة في المدح حتى يؤول " الأمر إلى " أن يجعل المدح شيء من خصائص الربوبية والألوهية .
وهذه الألفاظ صريحة في الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم كقوله :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ***** سواكأي وإلا فأنا هالك والنبي
أي وإلا فأنا هالك والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه : " لا ملجأ منك إلا إليك " .
وقوله :
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي ***** ومنقذي من عذاب الله والألم
أو شافعاً لي ...... إلخ . [ أي ] وإلا هلكت ، وأي لفظ في الاستغاثة أبلغ من هذه الألفاظ وعطف الشفاعة على ما قبلها بحرف أو في قوله : " أو شافعاً لي " صريح في مغايرة ما بعد أو لما قبلها وأن المراد مما قبلها طلب الإغاثة بالفعل والقوة . فإن لم يكن فبالشفاعة .
والناظم آل به المبالغة في الإطراء الذي نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى هذا الغلو والوقوع في هذه الزلقة العظيمة ونحو ذلك قوله في خطابه للنبي صلى الله عليه وسلم :
الأمان الأمان إن فؤادي ***** من ذنوب أتيتهن هراء
هذه علتي وأنت طبيبي ***** ليس يخفى عليك في القلب داء
فطلب الأمان من النبي صلى الله عليه وسلم وشكا إليه علة قلبه ومرضه من الذنوب فتضمن كلامه سؤاله من النبي صلى الله عليه وسلم مغفرة ذنبه وصلاح قلبه ، ثم أنه صرّح بأنه لا يخفى عليه في القلب داء فهو يعلم ما احتوت عليه القلوب . وقد قال سبحانه : { وممن حولكن من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم ( التوبة آية 101 ) وقال : { وآخرون من دونهـم لا تعلمونهم الله يلعمهم } ( الأنفال آية 60 ) وخفى عليه صلى الله عليه وسلم أمر الذين أنزل الله فيهم : { ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم } ( النساء آية 107 ) الآيات حتى جاء الوحي وخفى عليه صلى الله عليه وسلم أمر أهل الإفك حتى أنزل الله القرآن ببراءة أم المؤمنين رضي الله عنها وهذا في حياته فكيف بعد موته وهذا يقول : " وليس يخفى عليه في القلب داء " يعني أنه يعلم ما في القلوب والله سبحانه يقول : { والله عليم بذات الصدور } ( آل عمران آية 154 / والمائدة آية 7 ) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إليّ ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض فأقضي له على نحو ما أسمع فمن قضيت له بحق أخيه فلا يأخذه فإنما اقطع له قطعة من النار " .
ـــــــــــــ
كتاب الرد على البردة للعلامة عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين ( ت / 1282 هـ ) ( ص 361 / 362 / 363 / 387 / 388 / )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلام العلامة عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين في البردة من كتابه كتاب تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس .
قال العلامة عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين :
قول الناظم : إن من جودك الدنيا وضرتها : أ ي من عطائك وإنعامك وإفضالك الدنيا والآخرة ، وهذا كلام لا يحتمل تأويله بغير ذلك ، ووازن بين قول الناظم من جودك الدنيا وضرتها وبين قوله تعالى : ( قل إني لا أملك لكم ضراً ولا رشداً) [ الجن : 21 ] . وقوله ( قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب ) [ الأنعام : 50 ] .
قال ابن كثير : " قل لا أقول لكم عندي خزائم الله " أي خزائن رزقه فأعطيكم ما تريدون ( ولا أعلم الغيب ) فأخبركم بما غاب مما مضى وما سيكون ( ولا أقول لكم إني ملك ) ؛ لأن الملك يقدر على ما لا يقدر عليه الآدمي ويشاهد ما لا يشاهده الآدمي .
وقوله تعالى : ( قل لا أملك لنفسي نفعاً ولا ضراً إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السـوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون) [ الأعراف : 118 ] . ص / 25
ــــــــــــ
وازن بين قول يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك ، وبين قول الذي له النبي صلى الله عليه وسلم : " أجعلتني لله ندًّا حيث قال له ما شاء الله وشئت " . فهذا لو قال ما لي من ألوذ به إلا الله وأنت ، لكان أقبح من قول القائل ما شاء الله وشئت ؛ لأن الله أثبت للعبد مشيئة لقوله : لمن شاء منكم أن يستقيم [ التكوير 28 ] فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلا [ الإنسان : 29 ] فكيف إذا أفرد الرسول باللياذ والالتجاء من عذاب ذلك اليوم لا تكلم فيه نفس إلا بإذنه ! . ص / 45
ـــــــــــ
قول صاحب البردة
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي ***** ومنقذي من عذاب الله والألم
هو استغاثة بل من أبلغ ألفاظ الاستغاثة، كقول الأبوين ( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنـا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) [ الأعراف : 23 ] . وقول نـوح : (وإلا تغفر لي وترحمني أكـن من الخاسرين [ هود : 47 ] . وقول بني إسرائيل : لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين ) [ الأعراف : 149 ] . أترى أن الأبوين وجميع المذكورين يخبرون الله بأنه إن لم يغفر لهم ويرحمهم فهم خاسرون وأن هذا منهم مجرد إخبار ، بل كل أحد يعرف أن هؤلاء الذين أخبر الله عنهم بهذا الكلام يسألون الله ويرغبون إليه في أن يغفر لهم ويرحمهم ومعترفون بأنه إن لم يغفر لهم ويرحمهم فهم خاسرون .
وأما قول صاحب البردة وقول المشطِّر :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ***** سواك عند حلول الحادث العم
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي**** ومنقذي من عذاب الله والألم
................................. ***** فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم
أي وإن لم تأخذ بيدي وتنقذني من عذاب الله فقل يا زلة القدم . أي فأنا خاسر أو هالك ، فهـو كقول الأبوين ( وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكـونن من الخاسريـن ) [ الأعراف : 23 ] . وقول نـوح : ( وإلا تغفـر لي وترحمني أكن من الخاسرين ) [ هود : 47 ] . وقول بني إسرائيل ( لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين) [ الأعراف : 149 ] . ص / 58 / 59
ـــــــــــ
كتاب تأسيس التقديس في كشف تلبيس داود بن جرجيس . ص ( 25 / 45 / 58 / 59 )
للعلامة عبدالله بن عبدالرحمن أبابطين ـ رحمه الله ـ

يتبع ..................

أبو بكر
2008-02-20, 16:45
كلام العلامة محمد بن صالح بن عثيمين ـ رحمه الله ـ في البردة

قال الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين رحمه الله في كتابه "القول المفيد على كتاب التوحيد " (1/218) :
وقد ضل من زعم أن لله شركاء كمن عبد الأصنام أوعيسى بن مريم عليه السلام ، وكذلك بعض الشعراء الذين جعلوا المخلوق بمنزلة الخالق ؛ كقول بعضهم يخاطب ممدوحاً له :
فكن كمن شئت يامن لاشبيه له ***** وكيف شئت فما خلق يدانيك
وكقول البوصيري في قصيدته في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم :
يا أكرمَ الخلْقِ مالي مَن ألوذُ به ***** سواك عند حدوثِ الحادثِ العَمــم
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي ***** فضلاً وإلا فقل يازلة القدم
فإن مِن جودك الدنيا وضَرتهـــا ***** ومن علومك علم اللوح والقلم
قال الشيخ ابن عثيمين حفظه الله: وهذا من أعظم الشرك لأنه جعل الدنيا والآخرة من جود الرسول صلى الله عليه وسلم، ومقتضاهُ أن الله جل ذكره ليس له فيهما شيء.
وقال -أي: البوصيري - [ومن علومك علم اللوح والقلم]، يعني : وليس ذلك كل علومك ؛ فما بقي لله علمٌ ولا تدبيرٌ ـ والعياذ بالله ـ . أ. هـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
‍ "القول المفيد على كتاب التوحيد " (1/218)

...........

كلام العلامة صالح بن فوزان الفوزان في على البردة

قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان في كتابه إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد :
قوله تعالى ; ولا شفيعٌ ; أي : واسطة ، يتوسط له عند الله ، ما أحد يشفع لـه يوم القيامة إلا بإذن الله سبحانه وتعالى ، وبشرط أن يكون هذا الشخص ممن يرضى الله عنه ، هذه شفاعة منفيّة فبطل أمر هؤلاء الذين يتخذون الشفعاء ويظنون أنهم يخلصونهم يوم القيامة من عذاب الله كما يقول صاحب " البردة " :
يا أكرم الخلق ما لي من أولذ به ***** سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذاً ***** بيدي فضلاً وإلا فقل يا زلّة القدم
هذا على اعتقاد المشركين أن الرسول يأخذ بيده ويخلصه من النار ، وهذا ليس بصحيح ، لا يخلصه من النار إلا الله سبحانه وتعالى إذا كان من أهل الإيمان .
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد ( 1 / 241 )
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن أنس رضي الله عنه : أن أناساً قالوا يارسول الله ، ياخيرنا وابن خيرنا ، وسيدنا وابن سيدنا ، فقال (( يا أيها الناس قولوا بقولكم ، ولايستهوينكم الشيطان ، أنا محمد رسول ؛ عبد الله ورسوله ، ما أحب أن ترفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عز وجل )) رواه النسائي بسند جيد .
فهذان الحديثان يُستفاد منهما فوائد عظيمة :
الفائدة الأولى : فيه التحذير من الغلوّ في حقِّه صلى الله عليه وسلم عن طريق المديح ، وأنّه صلى الله عليه وسلم إنّما يوصف بصفاتِه التي أعطاهُ الله إيَّاها : العبوديّة والرِّسالة ، أمّا أن يُغلي في حقَّه فيوصف بأنّه يفرِّج الكُروب ويغفر الذنوب ، وأنه يستغاث به - عليه الصلاة والسلام بعد وفاته ، كما وقع فيه كثيرٌ من المخرِّفين اليوم فيما يسمّونه بالمدائح النبوية في أشعارهم : " البردة " للبوصيري ، وما قيل على نسجها من المخرفين، فهذا غلو أوقع في الشرك،
كما قال البوصيري :
يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به ***** سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي ***** فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها ***** ومن علومك علم اللوح والقلم
فهذا غلوٌّ - والعياذ بالله - أفضى إلى الكفر والشِّرْك ، حتى لم يترُك لله شيئاً ، كلّ شيء جعله للرسول صلى الله غليه وسلم : الدنيا والآخرة للرسول ، علم اللوح والقلم للرسول ، لا ينقذ من العذاب يوم القيامة إلا الرسول ، إذاً ما بقي لله عز وجل ؟
وهذا من قصيدةٍ يتناقلونها ويحفظونها ويُنشدونها في الموالد .
وكذلك غيرُها من الأشعار ، كلّ هذا سببه الغلوّ في الرّسول صلى الله عليه وسلم .
وأمّا مدحُه صلى الله عليه وسلم بما وصفه الله به بأنّه عبدٌ ورسول ، وأنه أفضل الخلق ، فهذا لا بأس به ، كما جاء في أشعار الصحابة الذين مدحوه ، كشعر حسان بن ثابت ، وكعب بن زهير ، وكذلك كعب بن مالك ، وعبدالله بن رواحة ، فهذه أشعار نزيهة طيبة ، قد سمعها النبي صلى الله عليه وسلم وأقرها ، لأنها ليس فيها شيءٌ من الغلو ، وإنما فيها ذكر أوصافه صلى الله عليه وسلم .
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد ( 2 / 312 )
ـــــــــــــــــــــــ
ففي قوله : " عبدالله " ردٌّ على الغلاة في حقه صلى الله عليه وسلم .
وفي قوله : " رسوله " ردٌ على المكذبين الذين يكذّبون برسالته صلى الله عليه وسلم ، والمؤمنون يقولون : هو عبدالله ورسوله .
هذا وجهه الجمع بين هذين اللفظين ، أن فيهما رداً على أهل الإفراط وأهل التفريط في حقه صلى الله عليه وسلم .
وفيه : ردٌ على الذين غلو في مدحه صلى الله عليه وسلم من أصحاب القصائد ، كقصيدة البُردة والهمزية وغيرهما من القصائد الشركية التي غلت في مدحه صلى الله عليه وسلم ، حتى قال البوصيري :
يا أكرم الخلق ما لي من أولذ به ***** سواك عند حلول الحادث العمم
فنسي الله سبحانه وتعالى .
ثم قال :
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي ***** فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم
يعني : ما ينجيه من النار يوم القيامة إلاّ الرسول .
ثم قال :
فإن من جودك الدّنيا وضرّتها ***** ومن علومك علم اللّوح والقلم
الدنيا والآخرة كلها من وجود النبي صلى الله عليه وسلم ، أما الله فليس له فضل ، هل بعد هذا الغلو من غلو ؟؟ .
واللّوح المحفوظ والقلم الذي كتب الله به المقادير هذا بعض علم النبي صلى الله عليه وسلم ، ونسي الله تماماً - والعياذ بالله - .
وكذلك من نهج على نهج البردة ممن جاء بعده ، وحاكاه في هذا الغلو ، هذا كله من الغلو في مدح النبي صلى الله عليه وسلم ومن الإطراء .
أما المؤمنون فيمدحون الرسول صلى الله عليه وسلم بما فيه من الصفات الحميدة والرسالة والعبودية ، كما أرشد إلى ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ، كما عليه شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم الذين مدحوه وأقرّهم ، مثل : حسّان بن ثابت ، وكعب بن مالك ، وكعب بن زُهير ، وعبدالله بن رواحة ، وغيرهم من شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم الذين مدحوه بصفاته صلى الله عليه وسلم ، وردوا على الكفّار والمشركين .
هذا هو المدح الصحيح المعتدل ، الذي فيه الأجر وفيه الخير ، وهو وصفه صلى الله عليه وسلم بصفاته الكريمة من غير زيادة ولا نُقصان .
ومن الغلو في حقه صلى الله عليه وسلم : إحياء المولد كل سنة ، لأن النصارى يحيون المولد بالنسبة للمسيح على رأس كل سنة من تاريخهم ، فبعض المسلمين تشبه بالنصارى فأحدث المولد في الإسلام بعد مضي القرون المفضلة ، لأن المولد ليس له ذكر في القرون المفضلة كلها ، وإنما حدث بعد المائة الرابعة ، أو بعد المائة السادسة لما انقرض عهد القرون المفضلة ، فهو بدعة ، وهو من التشبه بالنصارى .
وتبين هنا ما يُستفاد من هذه الأحاديث باختصار :
المسألة الأولى : التحذير من الغلو في مدحه صلى الله عليه وسلم ، لأن ذلك يؤدي إلى الشرك ، كما أدى بالنصارى إلى الشرك .
المسألة الثانية : فيه الرد على أصحاب المدائح النبوية التي غلوا فيها في حقه صلى الله عليه وسلم ، كصاحب البردة ، وغيره .
المسألة الثالثة : فيه النهي عن التشبه بالنصارى ، لقوله : " كما أطرت النصارى ابن مريم " .
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد ( 1 / 274 / 280 / 281 )
ــــــــــ
فإذا كان الرسول أنكر الاستغاثة به فيما يقدر عليه ، فكيف بالاستغاثة به فيما لا يقر عليه إلا الله سبحانه وتعالى ؟ ، وكيف بالاستغاثة بالأموات ؟ . هذا أشد إنكاراً.
وإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم منع من الاستغاثة الجائزة في حياته تأدُّباً مع الله ، فكيف بالاستغاثة به بعد وفاته ؟ ، وكيف بالاستغاثة بمن هو دونه من الناس ؟ . هذا أمر ممنوع ومحرّم . وهذا وجه استشهاد المصنّف رحمه الله بالحديث للترجمة .
إذاً فقول البوصيري :
يا أكرم الخلق ما لي من أولذ به ***** سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذاً ***** بيدي فضلاً وإلا قل يا زلّة القدم
فإن من جودك الدّنيا وضرّتها ***** ومن علومك علم اللّوح والقلم
أليس هذا من أكبر الشرك ؟
يقول : ماينقذ يوم القيامه إلا الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولايخرج من النار إلا الرسول صلى الله عليه وسلم ، أين الله سبحانه وتعالى ؟ .
ثم قال : إن الدنيا والآخرة كلها من جود الرسول صلى الله عليه وسلم ، وعلم اللوح المحفوظ والقلم الذي كتب في اللوح المحفوظ بأمر الله هو بعض علم الرسول صلى الله عليه وسلم ، إذ الرسول صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب .
وهذه القصيدة ـ مع الأسف ـ تطبع بشكل جميل وحرف عريض ، وتوزع ، وتقرأ ، ويُيعتنى بها أكثر مما يعتنى بكتاب الله عز وجل ، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد ( 1 / 202 )
ـــــــــــــــــــــ
بل إن بعض الغلاة يقول : إن التسمي بمحمد يكفي ، يقول صاحب البردة :
فإن لي ذمة منه بتسميتي محمداً ***** وهو أوفى الخلق بالذمم
لاينفع عند الله إلا العمل الصالح ، لا الأسماء ولا القباءل ، ولا شرف النسب ، ولا كون إنسن من بيت النبوة ، كل هذا لاينفع إلا مع العمل الصالح والاستقامة على دين الله عز وجل .
نعم القرابة من الرسول صلى الله عليه وسلم إذا كانت مع العمل الصالح لها فضل لاشك فيه ، فأهل البيت الصالحون المستقيمون على دين الله لهم حق ، ولهم شرف كرامة ، ويجب الوفاء بحقهم ، طاعة للرسول صلى الله عليه وسلم ، فإنه أوصى بقرابته وأهل بيته ، لكن
يريد القرابة وأهل البيت المستقيمين على طاعة الله عز وجل ، أما المخرّف والدجّال والمشعوذ الذي يعتمد على قرابته من الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولكنه في العمل مخالف للرسول صلى الله عليه وسلم ، فهذا لا يُعنيه شيئاً عند الله ، لو كان هذا ينفع أبا لهب ، ونفع أبا طالب، ونفع غيرهم ممن لم يدخلوا في دين الله ، وهم من قرابة الرسول صلى الله عليه وسلم ، فالواجب أن نتنبّه لهذا .
إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد ( 1 / 201 )


هذا الموضوع نقله الأخ الفاضل الدر المنثور لسفينة النصح من أنا السلفي ولقد نقلتها وأضفت إليها التعليق الثاني لشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله

نقلها المنهج - شبكة الدفاع عن السنة

حسين القسنطيني
2008-02-21, 13:14
يا أخي الفاضل أبو بكر هل تقرأ ما نكتبه لك، أم أنك تحاول فقط ملأ الفراغ، و أن تكون لك الكلمة الأخيرة؟؟؟ هذا موقع كلام في الدين فتنبه أخي الفاضل:
نقلت :
قول البوصيري في قصيدته في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم :
يا أكرمَ الخلْقِ مالي مَن ألوذُ به ***** سواك عند حدوثِ الحادثِ العَمــم
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي ***** فضلاً وإلا فقل يازلة القدم
فإن مِن جودك الدنيا وضَرتهـــا ***** ومن علومك علم اللوح والقلم
قال الشيخ ابن عثيمين حفظه الله: وهذا من أعظم الشرك لأنه جعل الدنيا والآخرة من جود الرسول صلى الله عليه وسلم، ومقتضاهُ أن الله جل ذكره ليس له فيهما شيء.
وقال -أي: البوصيري - [ومن علومك علم اللوح والقلم]، يعني : وليس ذلك كل علومك ؛ فما بقي لله علمٌ ولا تدبيرٌ ـ والعياذ بالله ـ . أ. هـ

أقول: هذا سوء فهم من الشيخ يرحمه الله و قول كبير منه و إتهام خطير ناتج عن غفلة بالبديع من العربية و المجاز فيها، بل و قوله يرحمه الله "فماذا يبقى لله من علم " لهو كلام كفري وقع فيه الشيخ سامحه الله لأنه جعل علم الله محصورا محدودا، و جعل علم الله هو ما خطه بقلمه في لوحه من مقادير ما هو كائن إلى يوم القيامة منذ بدئ الخلق، و هذا كلام لا يصح منه، نسأل الله أن يسامحه و يغفر له...
و أما قول البوصيري رحمه الله تعالى فمعناه أن من جود رسولنا صلى الله عليه و على آله و سلم صلاح و خير الدنيا و الآخرة، و قلنا لك أن هذا اللون البلاغي معروف في اللغة مشهود له من كلام الله و نقلنا لك ذلك، فعد و اقرأ أخي الفاضل
قال العلامة صالح بن فوزان الفوزان في كتابه إعانة المستفيد بشرح كتاب التوحيد :
قوله تعالى ; ولا شفيعٌ ; أي : واسطة ، يتوسط له عند الله ، ما أحد يشفع لـه يوم القيامة إلا بإذن الله سبحانه وتعالى ، وبشرط أن يكون هذا الشخص ممن يرضى الله عنه ، هذه شفاعة منفيّة فبطل أمر هؤلاء الذين يتخذون الشفعاء ويظنون أنهم يخلصونهم يوم القيامة من عذاب الله كما يقول صاحب " البردة " :
يا أكرم الخلق ما لي من أولذ به ***** سواك عند حلول الحادث العمم
إن لم تكن في معادي آخذاً ***** بيدي فضلاً وإلا فقل يا زلّة القدم

هنا الشيخ يرحمه الله لم ينف الشفاعة و الحمد لله و إنما جعلها بإذن الله، و لو أنه نفاها لكان ناف لمعلوم من الدين بالضرورة، و البوصيري لم يتكلم عن شفاعة بلا إذن الله، فالشفاعة أصلا يشرط فيها الإذن من المشفع و إلا لكانت غصبا تعالى الله عن النقص، و قد بيننا لك أن قول البوصيري موافق لحديث الشفاعة و أن الخلق كلهم يلوذون برسول الله لتنصب الموازين و يقام الحساب يوم يغضب الله غضبة ما غضصب قبلها و لا يغضب بعدها، فيذهب الناس عند الأنبياء ليتوسطوا لهم عند الله فلا يجدون غير نبينا عليه و على آله و سلم فيقول لهم أنا لها أنا لها، بينما غيره من الأنبياء يقولون لهم نفسي نفسي، ارجع أخي للكلام الذي كتبناه لك سابقا ففيه غنية بارك الله فيك...

و نقلك عنه :
هذا على اعتقاد المشركين أن الرسول يأخذ بيده ويخلصه من النار ، وهذا ليس بصحيح ، لا يخلصه من النار إلا الله سبحانه وتعالى إذا كان من أهل الإيمان .
من يتكلم عن المشركين هنا؟؟؟ إلا إذا كنتم تعتقدون أن البوصيري رحمه الله مشرك بالله، نسأل الله العافية و السلامة، و رحم الله البوصيري رحمة واسعة...

و أما قولك و ما نقلته من أحاديث فخير من تكلم عنها بلغته الخاصة الممتعة البوصيري رحمه الله فقال دع ما ادعته النصارى في نبيهم و انسب إليه ما شئت من كرم... فهو صلى الله عليه و على آله و سلم أكرم الخلق على الله بقوله هو نفسه، و أوتي مفاتيح كل شيء إلا الخمس، و علمه ربه ما لم يكن يعلم، و علمه كل شيء في حديث اختصام الملأ، و قد سبق الكلام عن كل هذا لو تأملته أخي، لننتقل لما هو أهم و أعظم...

الفائدة الأولى : فيه التحذير من الغلوّ في حقِّه صلى الله عليه وسلم عن طريق المديح ، وأنّه صلى الله عليه وسلم إنّما يوصف بصفاتِه التي أعطاهُ الله إيَّاها : العبوديّة والرِّسالة ، أمّا أن يُغلي في حقَّه فيوصف بأنّه يفرِّج الكُروب ويغفر الذنوب

اعذرني أن أقول لك بأن هذا الكلام يشبه إلى حد المخض الفارغ فمن قال من المسلمين أن رسول الله يغفر الذنوب عن الله؟؟؟ و أما تفريج الكروب فله بإذن الله و بركته التي جعلها له الله في كل شأنه و الأحاديث عن ذلككثيرة في حياته و بعد مماته لمن جمع شعره و عرقه و ما إلى ذلك........ ثم عدت للكلام عن نفس البيتين السابقين أو سقت كلام هذا الشيخ، و فيه إعادة لنفس التهافت نسأل الله السلامة و العافية، بينما تحاولون جاهدين إخفاء الكلام الكفري الجاعل من علم الله كما محدودا محصورا في علم اللوح و القلم، و هذا علم قليل جدا نسبة إلى علم الله غير المحدود....
ثم قوله :
فهذا غلوٌّ - والعياذ بالله - أفضى إلى الكفر والشِّرْك ، حتى لم يترُك لله شيئاً ، كلّ شيء جعله للرسول صلى الله غليه وسلم : الدنيا والآخرة للرسول ، علم اللوح والقلم للرسول ، لا ينقذ من العذاب يوم القيامة إلا الرسول ، إذاً ما بقي لله عز وجل ؟

فهذا لا يختلف فيه مسلمان أنه كلام كفري، و لولا أنك نقلته عن شيخ لما تورع أحدنا عن القول لك بأن قائل هذا جاهل يعلم الأدب مع ربه، أو كافر خارج عن الملة، إلا أننا نقول بأن قائل هذا القول سبقه لسانه و يغفر الله لنا و له و يرحمه الله إن شاء الله و سامحه على هذا الكلام...

ثم قولك أو ما سقته من كلامهم :
وهذا من قصيدةٍ يتناقلونها ويحفظونها ويُنشدونها في الموالد .
وكذلك غيرُها من الأشعار ، كلّ هذا سببه الغلوّ في الرّسول صلى الله عليه وسلم .
وأمّا مدحُه صلى الله عليه وسلم بما وصفه الله به بأنّه عبدٌ ورسول ، وأنه أفضل الخلق ، فهذا لا بأس به ، كما جاء في أشعار الصحابة الذين مدحوه ، كشعر حسان بن ثابت ، وكعب بن زهير ، وكذلك كعب بن مالك ، وعبدالله بن رواحة ، فهذه أشعار نزيهة طيبة ، قد سمعها النبي صلى الله عليه وسلم وأقرها ، لأنها ليس فيها شيءٌ من الغلو ، وإنما فيها ذكر أوصافه صلى الله عليه وسلم .
فلو جئناك بقول مالك بن عوف رضي الله عنه كما روي عنه ذلك في الإصابة و في أسد الغابة:
أوفي فأعطى للجزيل لمجتد ******* و متى تشأ يخبرك عما في غد
و نفهم قول الصحابي رضي الله عنه فهما صحيحا نقرنه بما جاء في آية الأعراف و ما ورد في بداية الهجرة و أقوال ابن عبد البر، فهل لك إلى كل ذلك منجاة...

و قوله الذي سقته :
القصيدة الشركية التي غلت في مدحه صلى الله عليه وسلم ، حتى قال البوصيري : (أما نعته له بالشركية و صاحبها بمشرك، فنرجو الله أن يسامحه و يعفو عنه، و ليت البوصيري فعل ما فعله ابن عربي و تصدق بعرضه على المسلمين)

يا أكرم الخلق ما لي من أولذ به ***** سواك عند حلول الحادث العمم
فنسي الله سبحانه وتعالى .

هو لم ينسه و لكنه كان موافقا لحديث الشفاعة، فقال إذا ما الكريم تجلى باسم منتقم، و الله غاضب كما جاء في الحديث، فهل لك أن تعود إلى الحديث و تقرأه و تنقله للقارئ و تسأل صاحبه لماذا لم يذهب الناس إلى الله مباشرة بالتضرع، و توجهوا من نبي إلى نبي؟؟؟ قاتل الله الجهل و أهله...

ثم قال :
إن لم تكن في معادي آخذاً بيدي ***** فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم
يعني : ما ينجيه من النار يوم القيامة إلاّ الرسول .

البوصيري ليس مسؤولا عن لكنتنا و قلتنا في العربية، و ما فهمه صاحب القول بعيد عن الفهم السليم لقول البوصيري ، و نحن نحب شفاعته خيرا من أعمالنا بأبي و أمي هو رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم، و لذلك ألهم عمر لفهم ذلك حتى قال له رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم : الآن الآن يا عمر

و لست أعلم لماذا كنت تكرر الكلام و تعيده، و لو كنت مكانك أخي لاستغفرت لقائله من الكلام الكفري الذي تضمنه، و سألت الله أن يسامح الشيخ، فلعله لم ينتبه... و السلام عليك أخي الكريم

علال بن الشيخ
2008-02-26, 20:42
لي طلب عندك محمد ابو عثمان
وهو كما نقلت قوادح في البردة!
أن تنقل لنا كذلك أمورا وأشياء تتفق فيها مع البوصيري في بردته
ما رأيك أخي في حافظ الاسلام ابن حجر الهيثمي المكي الشافعي صاحب الكتاب العجيب "مجمع الزوائد"
وهو علم من أعلام الشافعية في الحرم المكي تاريخئذ
ألم يشرح الهمزية
كيف فاتت عليه تلك القوادح بين قوسين، كيف لم ينتبه لها!!
ثم أخي كيف تعير ميتا من أموات المسلمين بتلك العورات والقاذورات
لنلتزم دائما ملتزم الرد النزيه والنقد العلمي
وليكن النقد متوجها للأفكار
لا للأشخاص
انظر هداك الله الى قول البخاري
في فرق من المعتزلة، يقول: قالت القدرية كذا.. وفيه نظر
انظر سلامة اللسان
هل تظنه يحاسب غدا بين يدي الملك الديان على شيء بقوله ذاك؟!!!
أرجو أن تلبي لي رغبتي تلك، وهي بذكر شيء مما نتفق عليه جميعا وما أكثرها، تذكرها لي في هذا المنتدى
قال تعالى (ولا تبخسوا الناس أشياءهم..)

علال بن الشيخ
2008-02-26, 21:15
واليك أخي بعض أهل العلم ممن تناولوا البردة بالشرح أو التحشية ..
فأولهم: المُحدث الكبير الإمام شهاب الدين أحمد بن محمد القسطلاني المتوفى سنة 923، وهو صاحب كتاب ( إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري ) وكتاب ( المواهب اللدنية بالمنح المحمدية ) وسمى شرحهُ على البردة ( الأنوار المُضية في شرح الكواكب الدُرية ).
والثاني: ــ : الإمام الحافظ المحدث الفقيه نور الدين مُلا علي قاري الحنفي صاحب كتاب ( الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة ) وكتاب ( المِنح الفكرية على متن الجزرية ) وكتاب ( المورد الروي في المولد النبوي )وكتاب( شرح الفقه الأكبر ) المتوفى سنة 1014
والثالث: ــ جلال الدين المحلي المتوفى سنة 864 هـ وهو صاحب كتاب ( تفسير الجلالين ) و كتاب ( شـرح الـورقات في أصول الفقه ) وهو شيخ الحافظ جلال الدين السيوطي رحمهُ الله الذي أكمل تفسير الجلالين بعد وفاته.
الرابع : العلامة الكبير الزركشي محمد ابن بهادر صاحب كتاب ( النكت على مقدمة ابن الصلاح ) و كتاب ( البرهان فى علوم القرآن ) المتوفى سنة 794 هـ.
الخامس : الإمام اللغوي خالد الأزهري مؤلف كتاب ( التصريح على التوضيح ) وكتاب ( تهذيب اللغة ) وكتاب (موصل الطلاب إلى قواعد الإعراب ) المتوفى سنة 905هـ.
السادس : - الشيخ الباجوري صاحب كتاب ( شرح جوهرة التوحيد ) المتوفى سنة 1276هـ
السابع :- الإمام النحوي ابن هشام الحنبلي المتوفى سنة761هـ فقد شرح قصيدة البردة شرحاً لغوياً سماهُ بـ ( الكواكب الدرية )
الثامن :- محمد بن أحمد ابن مرزوق التلمساني صاحب كتاب ( مفتاح الوصول الى بناء الفروع على الاصول )المتوفى سنة 842 هـ.
التاسع :- ابن العماد صاحب كتاب ( شذرات الذهب ) المتوفى سنة 808 هـ.
العاشر : - شيخ الإسلام القاضي زكريا بن محمد الأنصاري المتوفى سنة 926هـ وسماهُ ( الزبدة الرائقة في شرح البردة الفائقة ).

الحادي عشر:- محمد علي بن علاَّن الصدّيقي المكي صاحب كتاب ( الذخر والعدة في شرح البردة )
الثاني عشر : ابن الصائغ المتوفى سنة 776 هـ.
الثالث عشر:- علاء الدين البسطامي المتوفى سنة 875 هـ.
الرابع عشر : محمد بن عبد الله بن مرزوق المالكي المغربي المتوفى سنة 781 هـ
الخامس عشر : - الشيخ القاضي بحر بن رئيس الهاروني المالكي.
السادس عشر : - علي القصاني المتوفى سنة 891 هـ.
السابع عشر :- أحمد بن حجر الهيتمي وسماهُ ( العمدة في شرح البردة )
وغيرهم الكثير مما لايتسع المجال لحصرهم.

فيا أمة التوحيد هل هؤلاء العلماء أهل المعرفة باللغة العربية والذين خدموا السنة المطهرة لم يعوا ولم يتفطنوا للأبيات التي يزعم المتطاول الجاهل باللغة العربية أنها شركية ومن أجل ذلك شنّ هذهِ الحرب الشعواء على هذهِ القصيدة ؟
وهنا ملحظٌ هام يجب التنبيهُ اليهِ وهو :
إما أن هذا المنتقد فهم وعلم بما تكتنفهُ جوانبهُ من علوم اللغة العربية مالم يفهمهُ ويعلمهُ هؤلاء العلماء الذين شرحوا هذهِ القصيدة !
وإما أن هؤلاء العلماء علموا وعرفوا أن في هذه القصيدة أبياتً شركية ولكن اطمئنت نفوسهم اليها وأقرّوها فأصبحوا من دعاة الشرك ولذلك تفننوا في شرحها ونشروها بين الناس !

محمد أبو عثمان
2008-02-26, 23:25
الحمد لله الذي بعث عباده المرسلين بتوحيده ، وأقام بهم الحجة على عبيده ، فاتفقوا أولهم وآخرهم على توحيده وتفريده ، ونبذ الشرك وتنديده ، وأنه الإله الحق المستحق للعبادة دون من سواه ، وعبادة غيره - كائنا من كان - باطلة ؛ فإنه ما عُبد غير الله إلا بالبغي ، والظلم ، والعدوان وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، تأكيدا بعد تأكيد ؛ لبيان مقام التوحيد ، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله ، صلى عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين ، أما بعد : -

أيها الإخوة على عجالة من الأمر وضيق في الوقت أكتب هذه الكلمات لعل الله أن ينير القلوب وتطمئن بها أنفس أقوام آثروا الرد على ما نقلت والآن مع المقصود والله المستعان :

يقول البصيري في قصيدته :

وكيف تدعـوا إلى الدنيا ضرورة من ******* لولاه لم تخرج الدنيا مـن العـدم

وهنا لا أقول قال فلان وعلان من الناس وإنما أقول قال الحق تبارك وتعالى : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون "

ويقول البصيري :

ولا التمست غنى الدارين من يــده *** إلا استلمت الندى من خير مستلم

يقول الله تعالى :" ((ومَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ)) [النحل:53]
وقال – سبحانه :" (( فَابْتَغُوا عِندَ اللَّهِ الرِّزْقَ واعْبُدُوهُ)) [العنكبوت:17].
وقال - تعالى:" (( قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ) [يونس:31].
وقال – سبحانه :" (( قُلِ ادْعُوا الَذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ الله لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ)) [سبأ:22].

يقول البصيري :

يا أكرم الرسل ما لي من ألوذ به *** سواك عند حلول الحادث العمم

واللياذ هو طلب الخير كما أن العياذ هو طلب دفع الشر
جاء في مسند الإمام أحمد : ( لما خطب عليه الصلاة والسلام خطبة قام رجل من الصحابة وقال له: ما شاء الله وشئت يا رسول الله! قال: أجعلتني لله نداً؟! قل: ما شاء الله وحده ) فتأملوا قوله صلى الله عليه وسلم : « أجعلتني لله ندا » فكيف بمن قال : " مالي من ألوذ به سواك " والبيتين بعده ؟ .


يقول البصيري :

فإن من جودك الدنيا وضرتها *** ومن علومك علم اللوح والقلم

تأملوا قول البصيري :" فإن من جودك الدنيا وضرتها " أي من عطاء النبي صلى الله عليه والله سبحانه وتعالى يقول : ((وإنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ والأُولَى)) [الليل:13] فهل نأخذ بقول البصري أو بقول الله تعالى ما لكم كيف تحكمون .

وتأملوا قوله :" علومك علم اللوح والقلم " وقد قال - سبحانه - : ((قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَوَاتِ والأَرْضِ الغَيْبَ إلاَّ اللَّهُ)) [النمل:65]

وقال - عز وجل - : ((وعِندَهُ مَفَاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إلاَّ هُوَ ويَعْلَمُ مَا فِي البَرِّ والْبَحْرِ ومَا تَسْقُطُ مِن ورَقَةٍ إلاَّ يَعْلَمُهَا ولا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ ولا رَطْبٍ ولا يَابِسٍ إلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ)) [الأنعام:59]

وأخير أقول لصاحب تلك الكلمة " يا أمة التوحيد " أقول يا أخ الإسلام دون كلام الله وكلام روسول الله صلى الله عليه وسلم فتامله وأترك الأمر لفطرتك السليمة ان بقيت سليمة ودونك ما كتبته لك على عاجلة من الأمر وهو والله لا يخرج عن قال الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أنقل فيه كلام عالم واحد فقد كفانا أحبة لنا مؤنة ذلك فجزاهم الله خيرا

دونك الكلام فإن كنت ترى أنه باطل فرده وإن كنت تعتقد أنه الحق فألزم والله المستعان .

سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك واتوبك إليك .