abdelhaki
2011-02-07, 18:45
ككل ليلة ، بينما الأسر سامرة ، إذ يطلع على مسامعها صوت رجل ، ملئت كلماته حزنا.
كان الطفل محمد الأمين لا ينام إلا بعد مرور الرجل بالحي ، فيطل عليه من نافذة مثبثة شوقا لمعرفته .. لكن دون جدوى .. حتى كان يوم عطلة ، وبينما الطفل ساهر مع عائلته إلى ساعة متأخرة ، يصارع النصب والارتخاء حتى طلع الصوت كعادته منشدا : " دلوني على فقيد .. غاب عن قلبي زمانا .. أبدلته بدموع .. أسقي بها جروح قلبي .. "
أسرع الأمين إلى النافذة المفتوحة ليطل عليه فشده حوار الزوجين :
- هذا الرجل يزعجنا بصوته المشؤوم
- و لكنها يا زوجي عبرات قلب حزين
- أنتن النساء ضعيفات ، تعطفن على كل الشيء ..
- يكفي .. يكفي ..
وبينما محمد الأمين ينتظر طلوعه حتى رآه .. منحني الظهر ، قد اتخذ من عصاه متكأ .. يمشي الهوينة كأن به مرضا .
فلما اقترب من الدار ، اندهش الطفل لجمال ملمح الرجل ، ذي لحية يتخللها الشيب ، تلمع بدموع تتصبب عليها.
وتعجب الصغير ، لأنه لم ير إلا شاحب الوجه ، أشعث الشعر ، وسخ الثياب . حتى وقع بصر الرجل عليه ، فإذا بالظهر يستقيم ، وإذا بالصوت ينقطع ، وإذا باليد تمسح الخد الذي أحرقته الدموع ..
وتبادلا النظرات مليا كأن بينهما حديث قلب . فأدخل الطفل وبقي الرجل على حالته حتى انطفأ ضوء البيت. (يتبع)
كتبها عبد الحكيم
كان الطفل محمد الأمين لا ينام إلا بعد مرور الرجل بالحي ، فيطل عليه من نافذة مثبثة شوقا لمعرفته .. لكن دون جدوى .. حتى كان يوم عطلة ، وبينما الطفل ساهر مع عائلته إلى ساعة متأخرة ، يصارع النصب والارتخاء حتى طلع الصوت كعادته منشدا : " دلوني على فقيد .. غاب عن قلبي زمانا .. أبدلته بدموع .. أسقي بها جروح قلبي .. "
أسرع الأمين إلى النافذة المفتوحة ليطل عليه فشده حوار الزوجين :
- هذا الرجل يزعجنا بصوته المشؤوم
- و لكنها يا زوجي عبرات قلب حزين
- أنتن النساء ضعيفات ، تعطفن على كل الشيء ..
- يكفي .. يكفي ..
وبينما محمد الأمين ينتظر طلوعه حتى رآه .. منحني الظهر ، قد اتخذ من عصاه متكأ .. يمشي الهوينة كأن به مرضا .
فلما اقترب من الدار ، اندهش الطفل لجمال ملمح الرجل ، ذي لحية يتخللها الشيب ، تلمع بدموع تتصبب عليها.
وتعجب الصغير ، لأنه لم ير إلا شاحب الوجه ، أشعث الشعر ، وسخ الثياب . حتى وقع بصر الرجل عليه ، فإذا بالظهر يستقيم ، وإذا بالصوت ينقطع ، وإذا باليد تمسح الخد الذي أحرقته الدموع ..
وتبادلا النظرات مليا كأن بينهما حديث قلب . فأدخل الطفل وبقي الرجل على حالته حتى انطفأ ضوء البيت. (يتبع)
كتبها عبد الحكيم