تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : طلباتكم اوامر لأي بحث تريدونه بقدر المستطاع


الصفحات : [1] 2 3 4 5 6 7 8 9 10

محب بلاده
2010-11-25, 22:47
بسم الله الرحمن الرحيم


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



لتلبية طلباتكم على الاخوة الافاضل تحديد طلبهم ومستواهم وكذا اسم العضو وآخر اجل لتسليمه




اسم العضو :..............................

الطلب :.....................................

المستوى :.................................

أجل التسليم :............................


ملاحظة : أرجو من الاخوة أن يكون أجل التسليم ليس بالقريب يعني كأن يقول أريده غدا


وبارك الله فيكم لتفهمكم اخوتي اخواتي الأفاضل


لكم مني كل الإحترام والتقدير


أخوكم :/ محب بلاده

محب بلاده
2010-11-25, 22:51
اليكم مجموعة بحوث خاصة بالاقتصاد كبداية لما نقدمه لكم




بحوث اقتصادية

1-أزمة المديونية ولجوء الجزائر الى صندوق النقد الدولي
هنا (http://links.ingdz.com/?http://d.scribd.com/docs/2n4pmd4286kozfoj61ke.pdf)
2-أزمة التسويق في الوطن اللعربي
هنا (http://d.scribd.com/docs/2snlifuohzt1hw95wkm.pdf)
3-اداردة المعرفة أين المؤسسة الجزائرية
هنا (http://d.scribd.com/docs/19fz1wdf1kaobm9460ng.pdf)
4-أثر تكنولوجيا المعلومات على
هنا (http://d.scribd.com/docs/2d7w63tf1zi8gj6qqtdk.pdf)
5-أثر الجات على سوق التموين
هنا (http://d.scribd.com/docs/23beznq9y7oohsc825j.pdf)
6-اتفاقية منظمة التجارة العالمية واثرها على الدول النامية
هنا (http://d.scribd.com/docs/a0c7vb49lxbcs528tgp.pdf)
7-اتفاقية منظمة التةجارة العالمية وأثرها على الدول النامية
هنا (http://d.scribd.com/docs/1vyzors6s05kbwg5aaw3.pdf)
8-اتجاهات ادرات البنوك التجارية
هنا (http://d.scribd.com/docs/rfhygluubgsk4uv24a8.pdf)
9-اتجاهات ادرات البنوك الاردنية
هنا (http://d.scribd.com/docs/rw9uur10k82vad430pt.pdf)
10-الخوصصة
هنا (http://d.scribd.com/docs/2b95cc5e6bhcb0toid3z.pdf)
11-عمليات البنوك
هنا (http://d.scribd.com/docs/5x8ryrazmigpkgatibd.pdf)
13-Le rôle de Instance d'évaluation Et Sa nécessite
هنا (http://d.scribd.com/docs/fg8tmwqmszzpked43if.pdf)
14-Le Reseau Et La Pme Algerienne
هنا (http://d.scribd.com/docs/qkecw7epc1kzkwb41n.pdf)
Le Commerce Equitable15-
هنا (http://d.scribd.com/docs/1u30guoxkc0hj7fkhqov.pdf)
16-La Politique d’investissement Cadre
هنا (http://d.scribd.com/docs/15lsge4y6w85m7vdq1f7.pdf)
17-وظيفة الانتاج
هنا (http://d.scribd.com/docs/kl2k42balbv3h0uho10.pdf)
18-اIntégration à l’économie Mondiale
هنا (http://d.scribd.com/docs/sr6fl0fndw1db0j0jre.pdf)
19-المؤسسة ووظيفة التخزين
هنا (http://d.scribd.com/docs/2llq7m74ul0m238ww4ys.pdf)
Efficacit Institutionnelle Et Performances20- Des
هنا (http://d.scribd.com/docs/eb4rhsb5lh2uqgwu2ma.pdf)
21-المدارس الاقتصادية
هنا (http://d.scribd.com/docs/298t6ihorxpe76t9ltmt.pdf)
22-مقدمة لتطبيقات الحاسب الآلي
هنا (http://links.ingdz.com/?http://www.aliahmedali.com/PDF/Library/001.pdf)
23-رياضيات تخصصية
هنا (http://links.ingdz.com/?http://www.aliahmedali.com/PDF/Library/002.pdf)
24-محاسبة مالية 1
هنا (http://links.ingdz.com/?http://www.aliahmedali.com/PDF/Library/003.pdf)
25-محاسبة مالية 2
هنا (http://links.ingdz.com/?http://www.aliahmedali.com/PDF/Library/004.pdf)
26-محاسبة حكومية
هنا (http://links.ingdz.com/?http://www.aliahmedali.com/PDF/Library/005.pdf)
27-دراسة السوق
هنا (http://links.ingdz.com/?http://www.aliahmedali.com/PDF/Library/006.pdf)
28-سلوك المشترين
هنا (http://links.ingdz.com/?http://www.aliahmedali.com/PDF/Library/007.pdf)
29-إدارة مخازن
هنا (http://links.ingdz.com/?http://www.aliahmedali.com/PDF/Library/008.pdf)
30-مقدمة في الإحصاء
هنا (http://links.ingdz.com/?http://www.aliahmedali.com/PDF/Library/002.pdf)
31-مبادئ إدارة الأعمال
هنا (http://links.ingdz.com/?http://www.aliahmedali.com/PDF/Library/010.pdf)
32-سكرتارية 1
هنا (http://links.ingdz.com/?http://www.aliahmedali.com/PDF/Library/011.pdf)
33-مهارات في الطباعة العربية
هنا (http://links.ingdz.com/?http://www.aliahmedali.com/PDF/Library/012.pdf)
34-تقنية المكاتب
هنا (http://links.ingdz.com/?http://www.aliahmedali.com/PDF/Library/013.pdf)
35-إدارة فندقية
هنا (http://links.ingdz.com/?http://www.aliahmedali.com/PDF/Library/014.pdf)
36-أساسيات الفندقة
هنا (http://links.ingdz.com/?http://www.aliahmedali.com/PDF/Library/015.pdf)
37-استخدام الحاسب الآلي في الفندقة (1)
هنا (http://links.ingdz.com/?http://www.aliahmedali.com/PDF/Library/016.pdf)
38-مراسلات و تقارير فندقية
هنا (http://links.ingdz.com/?http://www.aliahmedali.com/PDF/Library/017.pdf)
39-إدارة الإشراف الداخلي
هنا (http://links.ingdz.com/?http://www.aliahmedali.com/PDF/Library/018.pdf)
40-أعمال الوكالات السياحية
هنا (http://links.ingdz.com/?http://www.aliahmedali.com/PDF/Library/020.pdf)
41-جغرافية السياحة والطيران
هنا (http://links.ingdz.com/?http://www.aliahmedali.com/PDF/Library/021.pdf)
42-تعرفة وأسعار تذاكر الطيران
هنا (http://links.ingdz.com/?http://www.aliahmedali.com/PDF/Library/022.pdf)
43-حجز خدمات سياحية
هنا (http://www.aliahmedali.com/PDF/Library/023.pdf)
-44 حسابات الوكالات
هنا (http://links.ingdz.com/?http://www.aliahmedali.com/PDF/Library/024.pdf)
-45 نظم حجز آلي (1)
هنا (http://links.ingdz.com/?http://www.aliahmedali.com/PDF/Library/025.pdf)
46- أنظمة وإجراءات المخزون
هنا (http://links.ingdz.com/?http://www.aliahmedali.com/PDF/Library/026.pdf)

محب بلاده
2010-11-25, 23:41
ارجوكم اريد بحث بعنوان المرشد النفسي في المدرسة


تحدَّث أرسطو وأفلاطون قبل أكثر من 400 سنة عن كثير من الأسئلة التي تشكِّل قلقاً لدى علماء النفس في التربية والتعليم، تمحورت حول: كيف يتعلَّم الطلاب؟ وما هي أغراض التعليم؟ وكم تؤثِّر بيئة المنزل في التعلُّم؟ وكيف ينبغي للطلاب أن يتلقّوا تعليمهم بصور مختلفة؟ وإلى أيِّ مدى يمكن أن يؤثِّر كلُّ ذلك في النواحي المعنوية والمادية والعاطفية لدى الطالب، وفي التنمية أيضا؟، وبالتالي كيف يمكن لنا أن نتجنَّب الآثار السلبية للمشاكل التي يتعرَّض لها الطالب في مدرسته ومع زملائه؟.. فهل أحسنت وزارة التربية توظيف هذه الأسئلة قبل استخدام ورقة المرشدين في مدارسها؟.

إنه واقع حذر عشوائي في تفاصيله، متخبِّط في عمله، لا بل هو كطفل خطا أولى خطواته، لكنه لم يُوفَّق في الثانية.. ربما هذه هي أدقُّ تفاصيل تجربة الإرشاد النفسي في المدارس السورية، فوزارة التربية على ما يبدو لم تحضِّر وجبتها كما يجب، والطالب لم يعجبه طعم طبخ أمه، وكانت النتيجة؛ أنَّ أحد الطلاب ذهب ذات يوم إلى مرشده النفسي ليعرض له مشكلة كان يعيشها، فما كان من المرشد النفسي إلا أن قال له: «حل عنّي، يلي فيني مكفيني». لذلك ارتأت الوزارة الموقَّرة أن تحلَّ عقدة الطالب النفسية بمرشد، لكن المرشد تعقَّد من معاملة الطالب، وانقلب السحر مرة أخرى على الساحر، بعد أن وجد نفسه وحيداً في وسط تتساءل فيه الوزارة ذاتها: مَن يكون المرشد النفسي؟ وما أهمية وجوده كمرشد للطلاب؟ أرضية معرفية
الحديث عن الإرشاد النفسي في سورية تحديداً، يتطرَّق إلى البعد الاجتماعي للمعرفة النفسية؛ أي ما يقصد في هذا الإطار يصبُّ في تساؤل: هل هناك أرضية معرفية نفسية يمتلكها المجتمع تؤهِّل الطالب للاستفادة من مرشده النفسي إذا ما تعرَّض إلى مشكلة؟.. المراقبون يقولون: «في الواقع، المسألة بحاجة إلى دراسة؛ فالأهل أساساً ليس لديهم أيُّ تقبُّل لفائدة الإرشاد النفسي أو الاجتماعي، وهم على درجة من الوعي في ما يتعلَّق بالسنِّ طبعاً، فكيف بابنِ 11 - 12- 13 سنة؟!، أضف إلى ذلك أنَّ النظريات النفسية التي تُدرَّس في الجامعات لا يمتلك المرشدون النفسيون القدرة على تطبيقها عملياً، ربما بسبب اصطدامهم ببعض العقبات الاجتماعية أو بالفجوة الكبيرة بين الثقافة والمجتمع، فالنظريات النفسية التي تُدرَّس اليوم قديمة ولا تمتُّ للنظريات الحديثة بأيِّ صلة»، فإلى أين يتَّجه الإرشاد النفسي في سورية؟.
من الواقع
نسبة كبيرة من الطلاب علَّقوا بأنَّ المرشد النفسي في المدرسة عبارة عن موظف عادي، لا يمارس مهنته الحقيقية على أكمل وجه، بل البعض تحدَّث عن أنَّ بعض المدارس قامت بتكليف المرشد بمهمات آخرى (كأمين مكتبة، أو موجّه داخلي، أو أستاذ فنون، أو بديل عن مدرب الفتوة وغيرها)، بحجة أنَّ الطلاب غير مقتنعين بفكرة ما يُسمَّى «الإرشاد النفسي»..
هبة (طالبة بكالوريا) تقول: «في الحقيقة، نشاهد المرشد عبارة عن موظف، ليست له أيُّ فائدة، فلم نحصل خلال سنوات الدراسة منه على أيِّ مساعدة في أيِّ مشكلة تحصل معنا، وهذا أمر غريب».
كلام هبة جاء تعقيباً على كلام زميلتها (سلمى)، التي استغربت الفكرة وبدأت تتساءل: «هل تتوقَّعون أن يكون لدينا مرشد نفسي؟ وماذا يعني هذا؟ فالمدرسة لم تقُل لنا أيَّ شيء عن هذا الأستاذ؟».
الجانب المهم في الموضوع، أنَّ بعض المدارس كفَّت عن اللجوء إلى الإرشاد النفسي أو الاجتماعي، بسبب عدم وجود الوقت الكافي لمسائل كهذه، على اعتبار أنَّ إعطاء المجال للمواد الأخرى والعناية بها أمر أكثر أهمية.. ملاك (في الصف الثامن)، قالت: «لا أفضِّل أن أبوح بمشاكلي الشخصية لأيِّ شخص، وأيُّ مشكلة تحصل معي في الدراسة تبقى طيَّ الكتمان ولا أخبر بها أحداً، ولا أفكِّر أبداً في اللجوء إلى المرشد الاجتماعي في مدرستي».. لكن رشا إبراهيم (طالبة في الصف العاشر)، ترى أنَّ: «وجود المرشد النفسي أو الاجتماعي أمر مهم، ويساعد الطلاب على تخطِّي الكثير من العوائق والمشاكل الموجودة، وبالطبع لا بدَّ أن تواجه هذه التجربة بعض الصعوبات، فلن تكون أكثر قبولاً من الطبيب النفسي الذي يخطر في ذهن الكثيرين من أبناء مجتمعنا أنه معقَّد نفسياً وأنَّ كلَّ مَن يزوره، مجنون».
لكن في المقابل، وُجد أنَّ نسبة ضئيلة من المدارس استطاعت أن توضح فكرة أهمية وجود مرشد نفسي، لكن بجهود شخصية وبمعاناة كبيرة.
التسويق السليم
الحديث عن الحالة النفسية يقود إلى مسألة في غاية الأهمية، وهي شخصية المرشد؛ هل تؤدِّي دوراً محورياً في الموضوع؟.. تقول ملاب شرفو (مرشدة نفسية): «ترجع فعالية الإرشاد إلى شخصية المرشد نفسه ومدى فعاليته والتسويق السليم لدور الإرشاد من خلال الدعاية والإعلان عنه, وتقبُّل المجتمع لدور المرشدين في المدارس يعود إلى عوامل عدة، منها البيئة الاجتماعية والسويَّة الثقافية والمنطقة السكنية والضمانات التي يقدِّمها المرشد إلى الطالب والأهل في الحفاظ على السريَّة». لا يزال دور المرشدين النفسيين ضئيلاً، وهو ضعيف إذا ما قيس إلى غيره من دول الجوار، لكن ما السبب؟، تضيف شرفو: «إذا أردنا أن نقيِّم وضع الإرشاد النفسي في المجتمع السوري، سنجد أنَّ الإرشاد لم يأخذ حقه حتى الآن، والسبب في ذلك أنه يحتاج إلى إمكانات وآليات واسعة، ذلك أنَّ بعض المرشدين لا يملكون غرفاً خاصة بهم في المدارس التي يمارسون عملهم فيها، علماً بأنَّ البعض منهم له في الخدمة أكثر من خمس سنوات، وهذه المشاكل يجب أن تؤخذ في الحسبان»..
الموضوع غريب
تقول سناء العجورية (مرشدة نفسية في ثانوية درويش الزوني): «الكثير من الطالبات لايوجد لديهن تقبُّل لفكرة الإرشاد النفسي، ففي السابق كان الموضوع إلى حدٍّ ما غريباً بالنسبة إليهن، ويشكِّل الإرشاد النفسي رهبة لديهن، ولكن سنة بعد سنة أصبح هناك تقبُّل منهن لهذا الموضوع، وأصبح إقبالهن جيداً إلى حدٍّ ما».. وبحسب خبرة العجورية المهنية بعد سبع سنوات، تقرُّ بوجود بعض الثغرات والمشاكل في تجربة الإرشاد النفسي في المدارس، منها عدم تخصيص وقت خاص للطالبات لمعرفة مشاكلهن، داعية إلى وجوب وجود حصة كاملة للإرشاد النفسي لسماع مشاكل الطالبات، مثله مثل أيِّ مادة دراسية.
المرشد النفسي لم يأخذ دوره
أكثر من تسع سنوات مرَّت على تطبيق تجربة الإرشاد الاجتماعي (الحلقة المدرسية الأولى حتى الصف الرابع) والإرشاد النفسي (من الصف العاشر حتى البكالوريا) من قبل وزارة التربية التي اتَّهمها البعض من المرشدين بأنها ارتكبت أخطاء بحقِّ المرشدين النفسيين بشكل خاص؛ إذ قامت بتعيين نحو 400 مرشد نفسي في المدارس، دون أن يكون لدى الأكثرية منهم اختصاص إرشاد نفسي، واكتفت التربية باختصاص تربية أو علم نفس، وهذه على حدِّ قول المرشدة النفسية (س . د ): «خطأ فادح ارتكبته التربية بحقنا، ولم تتنبَّه إلى الأمر، وتمَّ تعيينهم على حسابنا، فكيف سيتعامل هذا المرشد مع الطالب وعلى أيِّ أساس، وهو لا يملك الأرضية الصحيحة؟ وربما هذه هي الثغرة الأساس في عمل الإرشاد».. ولكن وزارة التربية، ترى أنَّ التجربة نجحت في مدارسنا وحقَّقت الأهداف المرجوَّة منها، والمرشد يؤدِّي دوره المطلوب منه على أكمل وجه.. سبيت سليمان، معاون مدير البحوث في وزارة التربية، تقول: «التجربة حتى الآن ناجحة، وتُطبَّق بشكل جيد ضمن المدارس، وهناك تعاون مثمر بين الإدارة والمرشد والأهل. وبدورنا نحن على تواصل مع المرشدين بشكل دائم من خلال موجِّهي الإرشاد النفسي أو الاجتماعي، وفي كلِّ شهر يتمُّ اللقاء مع المرشدين والتعرُّف إلى المشاكل التي ترافقهم إن وُجدت، ونحن بدورنا كوزارة نقوم بجولات ميدانية على المحافظات، وعمل المرشد يسير بشكل صحيح».. لكن مديرة البحوث تقرُّ في الوقت نفسه بوجود بعض المشاكل التي تواجه المرشدين، مشيرة إلى أنَّ أهم المشاكل هي عدم توافر مكان مخصَّص للمرشد داخل المدرسة؛ ما يؤثِّر في المرشد، إضافة إلى عدم وجود حصة إرشادية خاصة للإرشاد، إذ يقتصر لقاء المرشد بالطالب أثناء الفراغ، وفي الوقت ذاته تؤكِّد سليمان أنه لن تكون هناك حصة إرشادية. وعلى حدِّ قول المرشدة (س . د )، أنَّ المعاناة تبدأ من أنَّ المرشد النفسي لا يأخذ دوره الحقيقي في المدارس، فوزارة التربية فرضت على المرشدين اللجوء إلى الروتين والتقيُّد بملء استمارات تبغي من ورائها متابعة عمل المرشدين، لكن ذلك خلق لدى المرشدين تعقيدات أكبر وفرض عليهم وجود وظيفة إدارية فقط.
وتعدَّدت الأسباب..
يواجه الطلاب في مرحلة التعليم الأساسي مشكلات عدة، تتمثَّل في المشاكل الأسرية (كانفصال الأبوين أو وجود خلافات دائمة بينهما، أو تتعلَّق بعلاقة الأبوين بالأبناء)، إضافة إلى مشكلة رفاق السوء، والسلوك العدواني (كاعتداء الطالب بالضرب على زملائه أو السخرية منهم)، ومشكلات نفسية (ضعف الثقة بالنفس وعدم التكيُّف المدرسي سواء من حيث التكيف مع المناهج أم الإدارة).
وعن المشكلات الأخرى التي يتعرَّض لها الطلاب من الصف العاشر وحتى البكالوريا التي تعدُّ الفترة الحساسة والخطرة من حياة الطلاب، تحدَّثت سناء العجورية قائلة: «من خلال متابعتي للطالبات في المدرسة، لاحظت أنَّ أكثر مشاكلهن هي مشاكل عائلية، ونتيجة الظروف الموجودة داخل الأسرة؛ ما يؤثِّر في الطالبات ويؤدِّي إلى بعض المشاكل النفسية أو التراكمات، وبالتالي التأثير سيكون في تحصيلهن العلمي، إضافة إلى المشاكل العاطفية، إلا أنني لا أعتبرها مشاكل نتيجة سنّ المراهقة، فكلُّ مشكلة يمكن حلُّها، خاصة إذا كانت متعلِّقة بالأهل وداخل الأسرة، ولكن المشكلة الأهم من ذلك هو عدم تقبُّل الأهل للفكرة إطلاقاً، فبمجرد سماع الأهل كلمة «نفسي» يعتبرون ذلك كارثة».. فالإصلاح، بحسب المرشدة النفسية، يبدأ من الأهل، والكثير من الأهل يفضِّلون عدم تدخُّل المرشد النفسي في حياتهم، وغياب الوعي يحدث مشكلة كبيرة، فما الحلّ؟.
فسحة من الوقت
متطلبات عدة تحتاج إليها ممارسة مهنة الإرشاد النفسي في المدارس، فلم يعد كافياً التعيين فقط، فتوفير المكان والزمان المناسبين لهما دور فعّال، هند الغبن (مديرة ثانوية درويش الزوني)، تقول: «أهم مشكلة تعترض عمل المرشدين ضمن المدارس تتمثَّل في عدم تخصيص وقت للإرشاد النفسي كباقي المواد الدراسية، فلا يوجد فسحة من الوقت ليقوم المرشد بعمله الحقيقي والصحيح، فالمرشد دوره يقتصر عند لقائه الطلاب على وقت الفراغ الموجود، هذا إن وُجِد، وبالتالي فإنَّ ذلك لايعطي فرصة ليأخذ المرشد دوره، ولايساعد على تفعيل دور الإرشاد النفسي».
وفي رأي مديرة ثانوية درويش الزوني أنَّ: «الطلاب من جهة وأسرهم من جهة أخرى، لم تتم تهيئتهم لفكرة الإرشاد النفسي أو الاجتماعي، ولم يتم تعريفهم بعمل المرشد الذي يعدُّ أهم موضوع يساعد على حلِّ الكثير من المشاكل الموجودة ضمن المدارس، وما يلاحظ أنه خلال اجتماع أولياء الأمور نطرح من قبلنا بعض المشاكل على أهالي الطالبات ليساعدوننا على حلِّها وتجاوزها عندهن، لكن- من أسف- أنَّ معظم الأهالي لاتهمُّهم النواحي النفسية المتعلقة بأولادهم فكلمة «نفسي» ترعبهم كثيراً ولايتقبَّلونها، وهذا ربما مردُّه إلى أنَّ ثقافة الصحة النفسية مازالت غير موجودة في مجتمعنا».
آمين.. آمين.
أصبح نجاح تجربة الإرشاد النفسي يرتبط بمدى قدرة المرشد على مساعدة الطلاب، على الرغم من العوائق الكثيرة التي تعترض عملهم، ففكرة الإرشاد النفسي مهمة جداً، لكن السؤال الأهم من ذلك: هل يتمُّ تطبيقها بحيثياتها الصحيحة؟.. ولانعرف على مَن تقع المسؤولية في عدم التطبيق.
علياء (ماجستير إرشاد نفسي)، تقول: «ما نراه، أنَّ المرشد لم يأخذ حقه من ناحية تخصيص مكان له في المدارس ليمارس عمله، إضافة إلى عدم تخصيص وقت محدَّد ليقوم بدوره، فواقع المدارس غير مؤهِّل لوجود المرشدين، فبعد مضي وقت على تطبيق التجربة- من أسف- لم يُعطَ المرشد حقه الكافي، وهذا سبَّب لنا اليأس، كما أنَّ الكثير ممن يتمُّ تعيينهم هم ليسوا خريجي اختصاص نفسي، وما يقع على كاهل كافة الجهات المعنية هو التوعية بأهمية عمل المرشد الذي يسهم في حلِّ الكثير من المشاكل ضمن المدارس، مثل ثقافة الطب النفسي المعدومة في مجتمعنا، كذلك الإرشاد النفسي في المدارس، ونتمنَّى أن يكون هناك نظر في هذا الاختصاص، فهو في بلدان أخرى اختصاص مهم وله دور كبير، وأملنا أن يكون كذلك في مدارسنا عما قريب.. آمين».
عدم ثقة.. حواجز.. فشل
ربما يتعيَّن على وزارة التربية البحث عن بديل آخر لواقع المرشدين، فهي بدأت سلك المسار الخطأ، وبالتالي عليها إعادة ترميم ما خلَّفه فشل التجربة السابقة، فلا تزال أصابع الاتهام توجَّه إلى الوزارة، باعتبارها المرشد النفسي الأول، دنيا معروفي (اختصاصية في علم النفس)، تقول: «تجربة الإرشاد النفسي في سورية حديثة، والمرشدون لا يقومون بدورهم الفعلي في ما يتعلَّق بناحية الإرشاد، حيث إنَّ أغلب المدارس لايوجد فيها مرشدون، وهناك حلقة مفقودة بين المرشد والطالب، وذلك لعدم وجود ثقة متبادلة، فالحواجز مازالت موجودة بينهما، والطالب في أيِّ مرحلة من مراحل التعليم يتعرَّض لمشاكل، قد تكون عامة أو خاصة تتعلَّق بناحية الأسرة أو النظام التعليمي.. وتعامل المدرّس مع الطالب ونوع المنهاج وعدم تلاؤمه مع الطالب، أمور تحتاج إلى طريقة وأسلوب مرشد ناجح في عملية الإرشاد، للتعامل مع الطالب، حيث يتمُّ تأمين جو من الدفء والمحبة وملء الفراغ الناجم عن المشاكل المختلفة.. وعلى المرشد متابعة ما يتعلَّق بالمستجدات التربوية والنفسية والاجتماعية، كي يطوِّر نفسه ولا يبقى على وتيرة واحدة في العمل، ومن الضروري أن تكون هناك علاقة متَّصلة ما بين المرشد والأهل»..
فيتامين «واو».. ومضاره
النقطة المهمة، أنَّ أغلب المرشدين يغفلون عن أنه لابدَّ إيلاء ذوي المقدرات العالية منهم الاهتمام اللازم، لا أن ينحصر عملهم في الناحية الإصلاحية، وهذا ما لم يحصل، لكن ماذا عن وزارة التربية؟.. تقول معروفي: «في ما يتعلَّق بوزارة التربية، فهي لا تقوم بوضع ذوي الإمكانات والمقدرات من الأساتذة المرشدين في المكان الصحيح، واليوم نلاحظ أنَّ المحسوبيات لها دور كبير وفعّال، وهذا يؤدِّي إلى عدم استفادة المجتمع بشكل عام من أصحاب المقدرات والمواهب، وإلى خسارة المجتمع هذه الفئات المهمة، ما سيزيد من معاناة الطالب وعدم تكيُّفه مع المدرسة والأسرة بشكل عام، وسيزيد أيضاً من تسرُّب الطلاب من المدارس، ولن يأخذ كلُّ طالب دوره مستقبلاً في المجتمع»... معتبرة أنَّ الإرشاد النفسي هدفه تصحيح
مسار الطالب في الحياة الاجتماعية والعملية، وأيُّ خطأ في ذلك يؤدِّي إلى نتائج عكسية حتماً.
الإرشاد ليس شهادة
تقول سبيت سليمان: «منذ بداية تطبيق التجربة وحتى الآن، تمَّ إخضاع المرشدين إلى دورات مكثَّفة عالية المستوى، حول كيفية تعامل المرشد الاجتماعي أو النفسي مع الطلاب داخل المدارس، سواء من حيث الإرشاد الاجتماعي أم الإرشاد الفردي».. لكن أساتذة الإرشاد النفسي بدورهم يوجِّهون اللوم إلى خطأ في قرار التعيين، ويؤكِّدون أنَّ ما يحصل هو نتيجة حتمية.. الدكتورة ليلى الشريف، (أستاذة في كلية التربية- صحة نفسية تقول: «الخطأ الكبير هو صدور القرار بتعيين المرشدين النفسيين والاجتماعيين في المدارس دون تدريب، فالإرشاد ليس شهادة فقط، بل يلزمه تدريب وممارسة عملية كأيِّ اختصاص آخر، فالمحامي الناجح على سبيل المثال لايصبح ناجحاً من خلال شهادته فقط، فالنواحي النظرية غير كافية، بل لابدَّ من الممارسة على أرض الواقع، كذلك عمل المرشد النفسي يلزمه دورات تأهيلية تدريبية يخضع لها قبل التعيين في المدارس، ومن هنا بدأ الخلل، إضافة إلى أنَّ خريجي النظام القديم لم يكونوا مؤهَّلين قدر الكفاية، حتى نظرياً لم يكونوا مؤهّلين، لأنَّ دراستهم كانت تربية بشكل عام، وفي السنة الثالثة يختارون إما علم نفس أو تربية، ولم يكن هناك في الأساس إرشاد نفسي، وتمَّ تعيينهم في المدارس، وهنا بدأ الخلل الآخر، وعند التعيين لم يكن دورهم واضحاً بشكل جيد، سواء لإدارة المدرسة أم حتى للطالبات، وبالتالي انتقل دورهم من مرشدين إلى ملء شاغر في المدرسة، فإذا غاب مدرس مادة ما يحلُّ محله المرشد، ويكون بديلاً عنه.. هذه أيضاً من الأخطاء التي بدأت بشكل قوي، وارتكبت بحق الإرشاد النفسي، فقلة الخبرة والتدريب جعلتهم غير قادرين على معرفة دورهم الحقيقي»...
الدكتورة ليلى، أشارت إلى أنه من المفروض أن يكون المرشد صلة الوصل بين الأهل والطلاب، وهذا الدور لم يأخذه المرشد أيضاً، والسبب يعود إلى العوائق الموجودة ضمن عملهم. واليوم، بعد مضي أكثر من 9 سنوات على تطبيق التجربة، لا تزال هناك مشكلات عدة، من الممكن- إذا لم يتم حلّها ومنع تفاقمها- أن تؤثِّر في العملية التربوية، وتتحوَّل التجربة إلى عبء جديد يثقل كاهل النظام التربوي ويقف عائقاً أمام نجاحه، وفي هذا الصدد، وبحسب تقييم الدكتورة الشريف للتجربة، قالت: «مجرد بدء خطوة تطبيق الإرشاد في المدارس، يعدُّ خطوة إيجابية، لكنها تحتاج إلى وقت كثير وجهود مضاعفة، حتى نستطيع القول إنَّ هناك إرشاداً حقيقياً في المدارس، وتحتاج إلى تأهيل وتصحيح ما تمَّ ارتكابه من أخطاء، فإذا تنبَّهوا إلى الأمر وتمَّ تفعيل دور المرشد وتدريبه، تُحلُّ الأمور، وستكون النتيجة جيدة إذا ما استدركوا الأمر، وهذا يقع على عاتق وزارة التربية»..
جوهر المشكلة
حتى هذه اللحظة لا تزال العقبات تحضر تباعاً، شآم عباس (اختصاصية في علم الاجتماع) تقول: «المشكلة الأساس في الإرشاد النفسي والاجتماعي في المدارس، أنه غير فعال بشكل جيد, ذلك أنَّ صلاحيات المرشدين في المدارس محدودة للغاية, ويقتصر عملهم على إعطاء إرشادات صحية أو وقائية، أو إرشادات عامة في المجتمع، وجوهر الموضوع أنَّ المرشد غير قادر على العلاج وإيجاد الحلول، وإنما المساعدة بشكل بسيط للمسترشد، ناهيك عن أنَّ الطلاب يعتمدون على المرشد في تقديم المساعدة النفسية لهم دون الإفصاح عن مشكلاتهم إلى الأهالي، لاسيما أنَّ الأهالي يودُّون تربية أبنائهم في الدرجة الأولى دون الرجوع أو الاهتمام بما يقوله المرشد النفسي أو الاجتماعي». وتتابع عباس: «معظم المشاكل التي نتعرَّض لها مع الطلاب، هي مشاكل سلوكية وعدوانية من قبلهم.. وبالعودة إلى مشاكل الإرشاد النفسي والاجتماعي في المدارس، فهي تتمحور في أنَّ الأهل لا يتقبَّلون فكرة أن يفصح أولادهم عن المشاكل التي يعانون منها في المنزل، ولا يمكن لنا في النهاية الذهاب إلى منزل هؤلاء الطلاب ومناقشة ذويهم في أيِّ مشكلة، وفي الحال الطبيعية لوضع الإرشاد النفسي والاجتماعي، نكون متفائلين لو قلنا إنَّ نسبة 30 % من الطلاب يلجؤون إلى المرشد في المدرسة». مضيفة أنَّ: «المشكلة أنَّ البعض لا يعترف بعمل المرشد النفسي والاجتماعي، ويتمُّ تكليفهم بمهمات إدارية، وهذه من أكثر الصعوبات التي تواجهنا وتدفع الطلاب إلى تناسي مهمة المرشد الاجتماعي والنفسي.

محب بلاده
2010-11-25, 23:43
http://img501.imageshack.us/img501/9920/144oimr0.gif مهام وواجبات الأخصائى النفسى:http://img501.imageshack.us/img501/9920/144oimr0.gif

يقوم الأخصائى النفسى بمساعدة الطالب لفهم ذاته ،ومعرفة قدراته ، والتغلب على ما يواجهه من صعوبات ،ليصل إلى تحقيق التوافق النفسي والتربوي والاجتماعي والمهني لبناء شخصية سوية ، وذلك عن طريق الآتي :
1. إعداد الخطة العامة السنوية لبرامج التوجيه والإرشاد في ضوء التعليمات المنظمة لذلك واعتمادها من مدير المدرسة .
2. تبصير المجتمع المدرسي بأهداف التوجيه والإرشاد وخططه وبرامجه وخدماته لضمان قيام كل عضو بمسؤولياته في تحقيق أهداف التوجيه والإرشاد بالمدرسة على أفضل وجه .
3. تهيئة الإمكانات اللازمة للعمل الإرشادي من سجلات وأدوات يتطلبها تنفيذ البرامج الإرشادية في المدرسة .
4. تشكيل لجان التوجيه والإرشاد وفقاً للتعليمات المنظمة لذلك ومتابعة تنفيذ توصياتها وتقويم نتائجها .
5. تنفيذ برامج التوجيه والإرشاد وخدماته الإنمائية والوقائية والعلاجية والتي تشمل الآتي :
5/1- مساعدة الطالب في استغلال مالديه من قدرات واستعدادات إلى أقصى درجة ممكنة في تحقيق النمو السوي في شخصيته
5/2 – تنمية السمات الإيجابية وتعزيزها لدى الطالب في ضوء مبادئ الدين الإسلامي الحنيف .
5/3 – تنمية الدافعية لدى الطالب نحو التعليم والارتقاء بمستوى طموحه .
5/4- متابعة مستوى التحصيل الدراسي لفئات الطلاب جميعاً للارتقاء بمستوياتهم إلى أقصى درجة تمكنهم قدراتهم منها .
5/5 – تحديد الطلاب المتفوقين دراسياً وتعهد تفوقهم بالرعاية والتشجيع والتكريم .
5/6 – استثمار الفرص جميعها في تكوين اتجاهات إيجابية نحو العمل المهني لدى الطلاب وفقاً لأهداف التوجيه والإرشاد المهني في ضوء حاجة التنمية في المجتمع .
5/7 – التعرف على الطلاب ذوي المواهب والقدرات الخاصة ورعايتهم .
5/8 – مساعدة الطالب المستجد على التكيف مع البيئة المدرسية وتكوين اتجاهات إيجابية نحو المدرسة .
5/9- العمل على اكتشاف الإعاقات المختلفة والحالات الخاصة في وقت مبكر لاتخاذ الإجراء الملائم .
5/10- العمل على تحقيق مبادئ التوعية الوقائية السليمة في الجوانب الصحية والتربوية والنفسية والاجتماعية .
5/11- توثيق العلاقة بين البيت والمدرسة وتعزيزها واستثمار القنوات المتاحة جميعها بما يحقق رسالة المدرسة على خير وجه في رعاية الطالب من مختلف الجوانب .
5/12-التعرف على حاجات الطلاب ومطالب نموهم في ضوء خصائص النمو لديهم والعمل على تلبيتها .
5/13- التعرف على أحوال الطلاب الصحية والنفسية والاجتماعية والتحصيلية قبل بدء العام الدراسي ، وتحديد من يحتمل أنهم بحاجة إلى خدمات وقائية فردية أو جماعية ، ولاسيما الطلاب المستجدين في كل مرحلة من المراحل .
5/14- تصميم البرامج والخطط العلاجية المبنية على الدراسة العلمية للحالات الفردية والظواهر الجماعية للمشكلات السلوكية والتحصيلية وتنفيذها .
6- تنمية القدرات المعرفية الذاتية والخبرات العلمية للمرشد الطلابي وبخاصة في الجانب المهني التطبيقي في ميدان التربية والتعليم عامة ، وفي مجال التوجيه والإرشاد خاصة للارتقاء بمستوى أدائه .
7- بناء علاقات مهنية مثمرة مع أعضاء هيئة التدريس جميعهم ومع الطلاب وأولياء أمورهم مبنية على الثقة والكفاية في العمل والاحترام المتبادل بما يحقق الهدف من العمل الإرشادي .
8- إجراء البحوث والدراسات التربوية التي يتطلبها عمل المرشد الميداني ذاتياً ، أو بالتعاون مع زملائه المشرفين بقسم التوجيه والإرشاد ، أو المرشدين في المدارس الأخرى .
9- إعداد التقرير الختامي للإنجازات في ضوء الخطة التي وضعها المرشد الطلابي لبرامج التوجيه والإرشاد متضمناً التقويم والمرئيات حول الخدمات المقدمة .

محب بلاده
2010-11-25, 23:44
أريد بحث حول حيوان منقرض بالانجليزية أرجوكم أنا في أمس الحاجة اليه اليوم




http://en.wikipedia.org/wiki/Aurochs

محب بلاده
2010-11-25, 23:49
السلام عليكم
من فضلكم اريد بحث عنوانه المنهج التجريبي




خطة البحث


مقدمة


اٌلإشكالية : ما مفهوم المنهج التجريبي و ما هي تطبيقه في ميدان العلوم القانونية و الإدارية ؟
المبحث الأول : مفهوم المنهج التجريبي

المطلب الأول : تعريف المنهج التجريبي .
الفرع الأول : تعريف المنهج التجريبي .
الفرع الثاني : تمييز المنهج التجريبي عن مناهج البحث العلمي الكبرى الأخرى .
الفرع الثالث : مراحل و خطوات سير المنهج التجريبي .
المطلب الثاني : مقومات و عناصر المنهج التجريبي .
الفرع الأول : المشاهدة أو الملاحظة العلمية .
الفرع الثاني : الفرضيات العلمية .
الفرع الثالث : عملية التجريب .
المبحث الثاني : تطبيق المنهج التجريبي في مجال العلوم القانونية و الإدارية

المطلب الأول : تطبيقات المنهج التجريبي في مجال العلوم القانونية و الإدارية .
المطلب الثاني : تقدير قيمة تطبيق المنهج التجريبي في مجال العلوم القانونية و الإدارية .

الخــــاتمــة


يعد المنهج التجريبي من أهم في البحث العلمي من أقرب المناهج إلى الطريقة العلمية الصحيحة و الموضوعية و اليقينية في البحث عن الحقيقة و اكتشافها و تفسيرها و التنبؤ بها و التحكم فيها .
و ليبيان مدى و كيفية تطبيق المنهج التجريبي في العلوم القانونية و الإدارية يستوجب الأمر أولا التعرض لتحديد مفهوم المنهج التجريبي ، عن طريق تعريفه ، و تمييزه عن غيره من مناهج البحث العلمي ، عن طريق تعريفه ، و تمييزه عن غيره من مناهج البحث العلمي الأخرى و خاصة المنهج الاستدلالي ثم دراسة مراحل المنهج التجريبي المختلفة ثم نقوم ثانيا ببيان مدى و كيفية تطبيق المنهج التجريبي في ميدان العلوم القانونية و الإدارية ، و لذلك تطرقنا أو استخلصنا الإشكالية التالية : ما مفهوم المنهج التجريبي و ما هي تطبيقه في ميدان العلوم القانونية و الإدارية ؟



المبحث الأول : مفهوم المنهج التجريبيالمطلب الأول : تعريفه .


الفرع الأول : تعريف المنهج التجريبي .

هناك محاولات عديدة لتحديد ماهية و معنى المنهج التجريبي ، منها المحاولة التي تسعى إلى تعريف المنهج التجريبي بأنه " المنهج المستخدم حين نبدأ من وقائع خارجة عن العقل ، سواء أ كانت خرج عن النفس إطلاقا ، باطنة فيها كذلك1 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftn1) .

ـ و عرف ف تعريف آخر " على أنه المنهج المستخدم حين نبدأ من وقائع خارجة عن العقل و سواء كانت خارجة عن النفس أو باطنية فيها لتفسيرها بالتجربة دون اعتماد على مبادئ و قواعد المنطق الصورية وحدها2 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftn2) .
و هذه المحاولات أيضا المحاولة التي نحاول تحديد معنى المنهج التجريبي عن طريق تعريف و تحديد معنى التجربة حيث تقرر هذه المحاولة " فالتجربة ...هي ملاحظة مقصودة تحت ظروف محكومة ، و يقوم بها الباحث لاختيار الفرض و المحصول على العلاقات السببية..."3 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftn3) .
هذه بعض محاولات تحديد معنى المنهج التجريبي و التي مهما كانت كلها أو بعضها صائبة مد يده معنى و ماهية المنهج التجريبي ، فهي تظل ناقصة و عاجزة إذا ما لم تكملها و تدعمها بعناصر التعريف الأخرى للمنهج التجريبي مثل عناصر و مقومات المنهج التجريبي و تمييزه و تعريفه عن غيره من المناهج العلمية الأخرى و بيان خصائصه .

الفرع الثاني : تمييز المنهج التجريبي عن مناهج البحث العلمي الكبرى الأخرى

إن المنهج التجريبي يتميز بإثبات الفروض أو الافتراضات العلمية عن طريق التجربة للتعريف على العلاقات السببية أو العلاقات بين الظواهر المختلفة المشمولة بالتجربة و التنبؤ بها و التحكم فيها إذن فهو يختلف ن بقية مناج البحث الكبرى الأخرى و خاصة المنهج الاستدلالي ، من حيث كون المنهج التجريبي سلوك علمي و موضوعي و علمي خارجي ، إذ يعتمد المنهج التجريبي على التجربة الخارجية و على العقل و تفرض نفسها على العقل من الخارج ، ثم تتطلب من العقل تحليلها و تفسيرها و وضعها .
فالمنهج التجريبي موضوعه الظواهر و الوقائع الخارجية بينما موضوع المنهج الاستدلالي هو المخلوقات العقلية الداخلية1 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftn4) .

الفرع الثالث : مراحل و خطوات سير المنهج التجريبي .

تتضمن عملية ميكانيزم أو ديناميكية و سلسلة سير المنهج التجريبي و ثلاثة مراحل متسلسلة و مترابطة و متكاملة هي مرحلة الوصف و التعريف ، و مرحلة بيان العلاقات و الروابط و الإضافة أي مرحلة التحليل و مرحلة استخراج القوانين و النظريات العلمية أي مرحلة التركيب 2 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftn5).

أولا : مرحلة التعريف و التوصيف و التصنيف : و هي مرحلة نظر و مشاهدة الأشياء و الظواهر و الوقائع الخارجية ، و القيام بعمليات و وصفها و تعريفها و تصنيفها في قوالب أسر و فضائل و أصناف من أجل معرفة حالة الشيء أو الظاهرة أو الواقعة ، دون محاولة التجريبي و التفسير لهذه الأشياء و الظواهر و الوقائع.
ثانيا : مرحلة التحليل : و هي مرحلة التي تعب مرحة التعريف و التوصيف و التصنيف ، أي مرحلة حالة ـ الأشياء ـ و الوقائع و الظواهر ، و هدف وظيفة هذه المرحلة هو كشف و بيان العلاقات و الروابط و الإضافات القائم بين طائفة الظواهر و الأشياء و الوقائع المتشابهة و ذلك بواسطة عملية التحليل المعتمدة على تفسير الظواهر و الوقائع و الأشياء على أساس الملاحظة العلمية و وضع الفروض العلمية و استخراج القوانين العلمية العامة و المتعلقة بهذه الظواهر و الأشياء و الوقائع المشمولة بالتجربة 1 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftn6).

ثالثا : مرحلة التركيب : و هي مرحلة تركيب و تنظيم القوانين الجزئية و خاصة للظواهر و الأشياء و الوقائع الجزئية لاستخراج منها قوانين كلية و عامة في صورة مبادئ عامة أولية ، مثل الحركة و الجاذبية لنيوتن ، و قوانين سقوط الجسام لجاليلو و كيلر ، و قوانين الصوت و الضوء و الحرارة...الخ .2 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftn7)

المطلب الثاني : مقومات و عناصر المنهج التجريبي .

سنتناول في هذا المطلب مقومات و ع/0258اصر المنهج التجريبي و هي تتألف من ثلاثة و التي سنتطرق إليها في ثلاثة فروع و هي كالآتي :

الفرع الأول : المشاهدة أو الملاحظة العلمية .
للتعرف بصورة واضحة على هذا العنصر وجب تحديد تعريف واضح لها و أنواعها و بيان شروط الواجب توافرها فيها :

أولا / معناها : هي الخطوة الأولى في البحث العلمي و هي من أهم عناصر المنهج التجريبي و أكثرها خطورة و حيوية لأنها محرك أولي و أساسي لبقية عناصر المنهج التجريبي ، و الملاحظة أو المشاهدة في معناها العام الواسع هي الانتباه العفوي إلى حادثة أو واقعة أو ظاهرة أو شيء ما دون قصد أو سبق إصرار و تعمد أو إرادة 1 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftn8).
أما الملاحظة العلمية فهي المشاهدة الحسية المقصودة و المنظمة و الدقيقة للحوادث و الأمور و الأشياء و الظواهر و الوقائع بغية اكتشاف أسبابها و قوانينها و نظرياتها عن طريق القيام بعملية النظر في هذه الأشياء و الأمور والوقائع و تعريفها و توصيفها و تصنيفها في أسر و فصائل ، ذلك قبل تحريك عمليتي وضع الفرضيات و التجريب2 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftn9) .

ثانيا : أنواع الملاحظة : تنقسم الملاحظة من حيث عفويتها و عدم عفويتها و من حيث بساطتها و عدم بساطتها إلى نوعين أساسين هما :

1 ـ الملاحظة البسيطة : و هي المشاهدة أو الانتباه العفوي العرضي يحدثدون قصد أو تركيز أو دوافع محددة أو استعداد مسبق ، و لذلك فهذا النوع من المشاهدة أو الملاحظة يعتبر علميا بالرغم من أن الملاحظات و المشاهدات البسيطة و العفوية لها قيمتها العلمية ، لأن كثيرا من الاكتشافات و القوانين و النظريات العلمية و خاصة في العلوم الطبيعية قد تم تحقيقها بناء على الملاحظة العفوية و البسيطة ، مثل قوانين و نظريات سقوط الجسام ، و دوران الأرض و الجاذبية ، و تعتمد هذه المشاهدة أو الملاحظة البسيطة على الحواس مباشرة و أساسا3 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftn10) .

2 ـ الملاحظة العلمية المسلحة : و هي النظر أو الانتباه و المشاهدة المقصودة و المنظمة و الدقيقة للأشياء و الوقائع و الظواهر و الأمور بغية معرفة أحوالها و أوصافها و أصنافها و فصائلها من أجل وضع فرضيات بشأنها و إجراء عملية التجريب عليها و لاستنباط القوانين و النظريات اللازمة و لا تعتمد الملاحظة العلمية المسلحة على مجرد الحواس مباشرة بل هي تستخدم أدوات و وسائل مادية تكنولوجية لمساعدة و تقوية الحواس و اكتشافها الظواهر و الوقائع و الأشياء و الأمور بفاعلية و دقة أكثر و لهذا يطلق كلود برناد عليها بالملاحظة المسلحة لأنها تعتمد على وسائل و أدوات تكنولوجية مقوية و مدعمة للنظر و الحس و اللمس و التذوق و السمع1 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftn11) .

ثالثا : أدوات الملاحظة : و حتى تكون الملاحظة أو المشاهدة أكثر دقة و طبقا و تنظيما و علمية يجب استخدام أجهزة و وسائل و أدوات علمية تكنولوجية و ذلك لتقوية الإحساس و العيان و المشاهدة الحسية و الحواس ، و تتم عملية معرفة الأحوال الوقائع و الظواهر و الأشياء و الأمور و فصائلها و أجناسها و بالتالي قوانينها و نظرياتها بدقة و لقد ساعد على التقدم و الازدهار في الاختراعات التكنولوجية إلى توفير الوسائل و الأجهزة العلمية التكنولوجية التي زادت في عملية التحكم في الملاحظة العلمية بفاعلية و دقة و من أمثلة الأجهزة و الأدوات العلمية التكنولوجية المستخدمة في الملاحظة العلمية : الأجهزة المسجلة ، الإكتروسكوب ـ المجهر المكبر أو المصغر ـ أجهزة القياس و التسجيل و التوسيع في الإحساس ـ أجهزة قياس و تسجيل الأوزان ـ الرسوم و الرموز و الأفكار العلمية و النفسية و التكنولوجية .

رابعا : شروط الملاحظة العلمية : للقيام بعملية الملاحظة العلمية بصورة كاملة و واضحة و دقيقة لابد من توفير جملة من الشروط سواء كانت هذه الشروط ذاتية أو موضوعية و من أهم هذه الشروط الشروط التالية1 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftn12) :
1 ـ يجب أن تكون الملاحظة العلمية نزيهة و موضوعية و مجردة أي يجب أن لا تتأثر عملية الملاحظة بأشياء و معاني و أحاسيس و فرضيات سابقة على عملية الملاحظة و المشاهدة .
2 ـ يجب أن تكون الملاحظة العلمية منظمة و مضبوطة و دقيقة أي يجب على العالم الباحث الملاحظ أن يستخدم الذكاء و الفطنة والدقة العقلية و كذا أن يستعمل أدوات و وسائل القياس و التسجيل و الوزن و الملاحظة العلمية و التكنولوجية في الملاحظة العلمية .
3 ـ يجب أن تكون الملاحظة كاملة أي يجب أن يلاحظ الباحث كافة العوامل و الأسباب و الوقائع الظواهر و الأمور و الأشياء المؤثرة الموجودة المتصلة بها و أن إغفال أية عامل أو عنصر له صلة بالواقعة أو الظاهرة يؤدي إلى عدم المعرفة الكاملة و الشاملة للظاهرة و يحرك تسلسله الخطاء في بقية مراحل المنهج التجريبي الباقية ( الفرضيات و التجريب )
4 ـ يجب أن يكون العالم الباحث الملاحظ مؤهلا و قادرا على الملاحظة العلمية أي أن يكون ذكي و متخصص و عالم في ميدانه و سليم الحواس هادئ الطبع و سليم الأعصاب قادر على التركيز و الانتباه .
5 ـ يجب أن تكون الملاحظة العلمية مخططة بالمعنى العلمي للتخطيط .
6 ـ يجب تسجيل كافة الملاحظات في أوانها بدقة و ترتيب مضبوط و محكم .
7 ـ يجب معرفة و تجنب الخطاء التي مصدرها الملاحظ نفسه أو الأجهزة و الأدوات المستعملة في الملاحظة و الأخطاء الناجمة عن عدم مراعاة و ملاحظة الوقائع كما هي كما أن هذه الأخطاء قد يكون مصدرها العقل ذاته .
هذه الملاحظة أو المشاهدة العلمية كعنصر من عناصر المنهج التجريبي و إذا ما تمت بصورة كاملة و دقيقة و صحيحة تتطلب المر و وضع الفرضيات أو الفروض من أجل اكتشاف و خلق القوانين و استخراج النظريات التي تكشف و تفسر الظواهر و الوقائع المشمولة بالتجربة و التنبؤ و التحكم فيها .

الفرع الثاني : الفرضيات العلمية .

تعتبر الفرضية العنصر الثاني و اللاحق لعنصر الملاحظة العلمية في المنهج التجريبي و هو عنصر تحليل .
أولا : معنى الفرضيات : نتطرق أو المحاولات تعريف الفرضيات في المنهج التجريبي و تمييز الفرضيات عن غيرها من الاصطلاحات الأخرى ثم بيان القيمة العلمية و المنهجية للفرضيات ف مجال البحث العلمي .
1 ـ محاولة تعريف الفرضيات : و تعني لغة : تخمين أو استنتاج أو افتراض ذكي في إمكانية صحة و تحقق واقعة او شيء أو ظاهرة أو عدم تحققه و صحته و استخراج و ترتيب النتائج تبعا لذلك .
أما المفهوم الفرضيات اصطلاحا : فهو تفسير مؤقت لوقائع و ظواهر معينة و لا يزال بمعزل عن امتحان الوقائع حتى إذا ما امتحن في الوقائع أصبحت من بعد فرضيات زائفة يعد العدول عنها إلى غيرها من الفرضيات الأخرى أو صارت قانونا يفسر مجرى الظواهر 1 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftn13) .
ـ فالفرضيات هي عبارة عن فروض و حلول و بدائل و اقتراحات وضعها الباحث بواسطة عملية التحليل العلمي للبحث عن أسباب الظواهر و قوانينها و نظرياتها .

2 ـ تمييز الفرضية عن غيرها من الأفكار و المصطلحات :

تختلف الفرضية باعتبارها تفسير أو تخمين مؤقت و غير نهائي عن غيرها من الأفكار و الأمور و المصطلحات الأخرى مثل النظرية ، القانون ، المفهوم ، و العلوم الاديولوجية .
ثانيا : أسباب و مصادر نشأة وتكوين الفرضيات : هناك العديد من الأسباب و المصادر الخارجية و الباطنية و الداخلية التي تعمل على تكوينها و هي كما يلي :

1 / الأسباب و المصادر الخارجية لتكوين الفرضيات :
إن مصادر الفرضيات الخارجية قد تتبع من واقعة الملاحظة للوقائع و الظواهر كما هو الحال في مثال سقوط الجسام عند جاليلو الذي لاحظ في بداية الأمر بسرعة سقوط الأجسام كلما اقتربت من الأرض ، الأمر الذي دفعه إلى وضع فرضيات قانون سير و سقوط الجسام .
كما أنه من ا لأسباب الخارجية لنشأة و تكون الفرضيات العلمية الصدف و الانتباه العفوي إذ كثيرا ما تدفع هذه الصدف و الملاحظات و المشاهدات الفجائية و العفوية إلى وضع فرضيات علمية .
و قد تكون الأسباب و المصادر الخارجية لنشأة و تكون الفرضيات العلمية ، عندما يتعمد الباحث الملاحظ وضع فرضيات علمية لإجراء تجارب للرؤية و المشاهدة 1 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftn14) .
2 / الأسباب و المصادر الداخلية لنشأة و وجود الفرضيات العلمية :
و ينبثق هذا النوع من الأسباب و مصادر نشأة الفرضيات من داخل ذهن و خيال و عقل العالم المتخصص للباحث حيث تنبع هذه المصادر الداخلية للفرضيات من خصوبة العقل و إبداع الفكر وجموح الخيال و بعد النظر و الاستبصار و عمق التصور و حدة الذكاء و اتساع المدارك و قوة الخبرة و المعرفة 2 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftn15) و لا يتأتى ذلك بطبيعة الحال إلا لطليعة من العلماء و المتخصصين الذين يملكون معلومات واسعة.
فهكذا تختلف الفرضية عن النظرية في الدرجة و ليس في النوع حيث كون الفرضية تفسير و تخمين مؤقت و غير نهائي بينما النظرية تفسير و تخمين ثابت و نهائي نسبيا و أصل النظرية أنها فرضية أجريت عليها اختبارات و تجارب فأصبحت نظرية 1 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftn16) .
أما القانون فهو النظام أو العلاقة الثابتة و غير متغيرة بين ظاهرتين أو أكثر ..
أما المفهوم فهو مجموعة من الرموز و الدلالات التي يستعين بها الفرد لتوصيل ما يريده من معاني لغيره من الناس .
أما الإيديولوجية فهي مجموعة النظريات و القيم و المفاهيم الدينية و الاجتماعية القانونية العامة المتناسقة و المترابطة و المتكاملة و المتداخلة في تركيب و تكوين كيان عقادي كلي و عام و تستند إلى أسس و مفاهيم السمو و سيادتها للمجتمع .

3 / قيمة الفرضيات و أهميتها العلمية و المنهجية :
تلعب الفرضيات دور حيوي و هام في مجال استخراج النظريات و القوانين و التعديلات و التفسيرات العلمية للظواهر الوقائع و الأشياء و الأمور و هي تني العقل عن عقل خلاق و خيال مبدع و بعد النظر و هي تلعب دور حيوي في تسلسل و ربط عملية سير المنهج التجريبي من مرحلة الملاحظة العلمية إلى مرحلة التجريب و استخراج القوانين و استنباط النظريات العلمية المتعلقة بالظواهر والوقائع و شموله بالتجربة .
و لم تظهر قيمة الفرضيات المنهجية و العلمية إلا في بداية القرن 19 م حيث قبل ذلك عارض العلماء و الفلاسفة من وضع فرضيات و ذروا منها .
ـ و الباحث المتخصص يعتمد في تكييف و تحليل الظواهر و الوقائع و الأشياء و الأمور لمشمولة بالملاحظة العلمية من اجل تفسيرا و اكتشاف القوانين و النظريات العلمية المفسرة للعلاقات الدائمة بينها و المتحكمة فيها يعتمد في هذا التحليل العلمي عن المخزون المتخمر لديه من المعارف و المعلومات و الخبرات و المهارات و الملكات و المتون في وضع الفرضيات العلمية لتفسير هذه الظواهر و الوقائع و الأشياء و خلق القوانين و النظريات العلمية للتنبؤ بها و التحكم فيها .
فالفرضيات العلمية عي نابعة و منبثقة من داخل الذهن و العقل و الذكاء و الخيال الإنساني و تسمى مجموعة المعلومات و العلوم المتخصصة و الأفكار و قوة الخيال و عمق الثقافة و بعد النظر والقدرة على التكييف و التفسير و براعة الحسم و التي تشكل مصادر الفرضيات العلمية ، و من أهم العوامل المساعدة على خلق الفرضيات العلمية داخليا و باطنيا : التواصل ، المثال الجبرية ، الاستمرار و الاتصال و التكرار 1 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftn17) .

ثالثا : شروط صحة الفرضيات العلمية :
لكي تكون الفرضيات المفروضة أو المفترضة صحيحة و علمية و يمكن أن تتحول بالتجربة إلى قوانين و نظريات علمية عامة و ثابتة و سليمة في تفسير الظواهر و الوقائع و الحقائق لابد من توفر شروط علمية و هي :
1 ـ يجب أن تبدأ من وقائع و ظوهر محسوسة و مشاهدة و ليس من تأثير الخيال الجامح و هذا تكون الفرضيات العلمية أكثر واقعية و حتى تتحول بواسطة ملية التجريب إلى قوانين عامة و نظريات ثابتة .
2 ـ يجب أن تكون الفرضيات قابلة للتجريب و الاختيار و التحقق ، فالفرضيات النابعة من نصب الخيال و عمق الوجدان العاطفة أي إلى أي نتيجة علمية واقعية2 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftn18).
3 ـ يجب أن تكون الفرضيات العلمية شاملة و مترابطة ، أي يجب أن تكون الفرضيات معتمدة على كل الجزئيات و الخصوصيات المتوفرة و على التناسق مع النظريات السابقة اكتشافها.
4 ـ يجب أن تكون الفرضيات العلمية الخالية من التناقض للوقائع و الظواهر المعروفة .
5 ـ يجب أن تكون الفرضيات متعددة و متنوعة للواقعة أو الظاهرة الواحدة .

رابعا : تقدير تقييم الفرضيات :
بعد عملية إنشاء و خلق الفرضيات العلمية ، تأتي عملية نقد و تقييم و تحقيق الفرضيات العلمية بواسطة عملية التجريب جوهر المنهج التجريبي ، و ذلك لتأكد من مدى صحتها و سلامتها و لاختيار الفرضيات السليمة لتصبح قوانين علمية ثابتة و عامة تفسر علاقات السببية و الجبري ( الحتمية ) بين الظواهر ، و تتحكم فيها ، استبعاد الفرضيات الخائبة أو غير الصحيحة وفقا للنتائج التي تتوصل إليها عملية التجريب على الفرضيات المطروحة .

الفرع الثالث : عملية التجريب .

بعد عملية إنشاء و وجود الفرضيات العلمية تأتي عملية التجريب على الفرضيات لإثبات مدى سلامتها و صحتها ، عن طريق استبعاد الفرضيات التي تثبت يقينها عن صحتها و عدم صلاحيتها لتفسير الظواهر و الوقائع علميا و إثبات صحة الفرضيات العلمية بواسطة إجراء عملية التجريب في أحوال و ظروف و أوضاع متغايرة و مختلفة و الإطالة و التنوع في التجريب على ذات الفرضيات و استعمال قواعد و لوحات فرانسيس بيكون المعروفة باسم قواعد قنص بان و هي استعماله تنويع التجربة ، و قواعد إطالة التجربة ، و قاعدة نقل التجربة ، و قاعدة قلب التجربة و لوحات الحضور و الغياب و الانحراف و تفاوت الدرجات1 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftn19).
و كذا استعمال لوائح "إميل " المعروفة و هي " خمس لوحات " أو مناهج هي منهج الاتفاق ، منهج الافتراق ، المنهج المزدوج أو منهج البواقي ، و منهج المتغيرات المنسقة1 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftn20) .


المبحث الثاني : تطبيق المنهج التجريبي في مجال العلوم القانونية و الإدارية.

المطلب الأول : تطبيقات المنهج التجريبي في مجال العلوم القانونية و الإدارية .

قد أصبحت العلوم الاجتماعية و العلوم الإدارية و القانونية مع بداية القرن 18 ميدان أصيل لأعمال و تطبيق المنهج التجريبي في البحوث و الدراسات الاجتماعية و القانونية و الإدارية حيث بدأت عملية ازدهار و نضوج النزعة و العقلية العلمية و الموضوعية التجريبية تسود على العلوم الاجتماعية بصفة عامة و العلوم القانونية و الإدارية بصفة خاصة على حساب النزعة و العقلية الفلسفية التأملية و الميتافزيقية التي أصبحت تتناقض مع الروح و النزعة العلمية الناشئة .
فهكذا طبق المنهج التجريبي كمنهج من مناهج البحث العلمي في بحوث و دراسة العديد من الظواهر الاجتماعية القانونية و التنظيمية و الإدارية مثل البحوث و الدراسات المتعلقة بظاهرة علاقة القانون بالحياة الاجتماعية ( التضامن الاجتماعي) .
و علاقة القانون بمبدأ تقسيم العمل الاجتماعي و البحوث و الدراسات المتعلقة بعلاقة ظاهرة القانون بالبيئة الاجتماعية و الثقافية و السياسة و الجغرافيا .
كما طبق المنهج التجريبي من طرف علماء الإدارة في الدراسات و البحوث العلمية في نطاق العلوم الإدارية و لاسيما بعد ظهور نظرية الإدارة العلمية و بروز ظاهرة التداخل والترابط و التكامل الحتمي بين ظاهرة الإدارة من علم الاقتصاد و علم الاجتماع و علم النفس ، فأصبح يطبق و يستخدم المنهج التجريبي في الدراسات و البحوث العلمية للظواهر و المعطيات الإدارية مثل ظاهرة تقسيم العمل و التخصص ، و ظاهرة السلطة الإدارية و ظاهرة التدرج و غيرها .

و من الظواهر الإدارية التي استخدمت المنهج العلمي التجريبي في دراستها و بحثها مثل مبادئ و نظريات وحدة الهدف ، مبدأ الكفاية ، مبدأ نطاق الإدارة ، مبدأ تدرج السلطة ، مبدأ مستويات الإدارة ...الخ إلى غير ذلك من النظريات و المبادئ العلمية في نطاق العلوم الإدارية .
فقد استخدم " إميل دوركايم " المنهج التجريبي في دراسة و اكتشاف و تفسير ظاهرة العلاقة بين القانون و الروابط و العلاقات الاجتماعية و عملية التأثير المتبادل و المنظار بينهما ، ذلك في كتابه المعروف " التفسير العمل الاجتماعي " المنشور عام 1839 و في مقالة بـ " قانون التطور الجنائي المنشور بحولية علم الاجتماع .
و من النتائج و المبادئ العلمية التي استنبطها دوركايم من هذه الدراسة مبدأ الحتمية حاجة الحياة الاجتماعية للقانون لضبط العلاقات و الاستقاق الاجتماعية ضبطا قانونيا ، و ليحقق وسائل و عوامل الحياة القانونية و الاجتماعية و النفسية عن طريق تحقيق الاستقرار و الأمن و السلام الاجتماعي في المجتمع .
كما استنتج دوركايم من هذه الدراسة أن الجماعة و المجتمعات البشرية تحتاج في بداية نشأتها إلى القانون الجنائي الرادع و الجزائي الصارم أكثر من حاجتها إلى القانون المدني ، و أي قواعد قانون العقوبات تكون شديدة و صارمة في جزء منها كلما كان المجتمع بدائيا ثم تبدأ الصرامة و الشدة تخف كلما تقدم المجتمع اجتماعيا و ثقافيا و حضاريا و سياسيا و اقتصاديا1 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftn21) .
كما استخدم مونتيسكيو المنهج التجريبي في بحوثه و دراساته الاجتماعية السياسية و القانونية التي تضمنها كتابه " روح القوانين " الصادر عام 1748 عندما انطلق من مقولته المشهورة " نحن نقول هنا عما هو كائن لأننا يجب أن يكون "2 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftn22) .
- "On dit ici ce qu'est m et no; pas ce qui doit etre"

كما طبقت المدارس الوضعية و الاجتماعية في العلوم الجنائية المنهج التجريبي في البحوث و الدراسات العلمية المتعلقة بظاهرة الجريمة من حيث أسبابها و مظاهرها و عوامل الوقاية منها و كذا في دراسة و بحث فلسفة التجريم و العقاب .
و قد ازدهرت استخدامات المنهج التجريبي في مجال العلوم الجنائية و القانون الجنائي عندما تم اكتشاف حتمية العلاقة و التكامل بين العلوم الجنائية و علم النفس الجنائي و علم الاجتماع القانوني و علم الطبي النفسي و الطب العيادي و علم الوراثة و بعد سيادة المدارس الجنائية العلمية التجريبية.
كما طبق ماركس فيبد المنهج التجريبي في دراسة و بحث العلاقة بين المجتمع الصناعي و النمط البيروقراطي و القانون .
و استنتج العديد من النتائج العلمية منها أنه كلما اتجه المجتمع نحو اعتماد الصناعة كلما كان بحاجة إلى استخدام النموذج الديمقراطي و اتجه إلى استخدام الأنماط و الأساليب و الإجراءات البيروقراطية الرسمية في مجال القانون و العدالة و التقاضي و تسود العقلية القانونية البيروقراطية الصارمة و المتشددة في التمسك بالإجراءات و الشكليات القانونية الرسمية و نبذ و استبعاد روح و عواطف و العادات و التقاليد الاجتماعية .
و من أشهر التطبيقات الحديثة للمنهج التجريبي في مجال العلوم القانونية و الإدارية الدراسات و البحوث العلمية التي قامت بها بولندا عام 1960 لإصلاح نظامها القضائي و قانون الإجراءات و المرافعات و الدراسة التي قام بها الأستاذ مور بيروجو حول ظاهرة البيروقراطية و المجتمع في مصر الحديثة عام 1953 ـ 1954 .
ـ فالعلوم القانونية و الإدارية هي ميدان أصيل و خصب لاستخدام المنهج التجريبي في الدراسة و بحث الظواهر الاجتماعية القانونية و الإدارية التنظيمية دراسة علمية و موضوعية لاستخراج الفرضيات و المبادئ و النظريات و القوانين العلمية في مجال العلوم القانونية و الإدارية لكشف و تفسير الظواهر و المشاكل القانونية و الإدارية و التنبؤ بها علميا و التحكم فيها و حلها و استخدامها لتحقيق المصلحة العامة بكفاية و رشادة و بطريقة علمية صحيحة .
و أكثر فروع العلوم القانونية و العلوم الإدارية قابلية و تطبيقا للمنهج التجريبي في قانون الإجراءات و المرافعات و النظام القضائي في الوقت الحاضر القانون الجنائي و العلوم الجنائية و القانون الإداري و العلوم ا لإدارية نظرا لطبيعتها الخاصة من حيث كونها أكثر فروع العلوم القانونية و الإدارية واقعية و علمية و تطبيقية اجتماعية و وظيفية . فهذه الفروع تمتاز بأنها أكثر العلوم القانونية و الاجتماعية و الإدارية حيوية و حركية و تغييرا و تلاصقا بالواقع المحسوس و المتحرك و المتداخل و المعقد و السريع التطور و التغيير كما ان هذه الفروع أي العلوم الجنائية و القانون الجنائي و القانون الإداري و العلوم الإدارية و النظام القضائي أكثر الفروع في العلوم القانونية تداخلا وتكاملا و تفاعلا بالعلوم الاجتماعية الأخرى .
و لذا كانت هذه الفروع أكثر و أخصب العلوم القانونية و الإدارية و أسهلها في تطبيق و استخدام المنهج التجريبي في دراسة و بحوث الظواهر التي تحكمها و تنظمها .

المطلب الثاني : تقدير قيمة تطبيق المنهج التجريبي في مجال العلوم القانونية و الإدارية .

لقد سبق التعرف و التأكد من حقيقة كون المنهج العلمي التجريبي أقرب مناهج البحث العلمي إلى الطريقة العلمية الصحيحة في الدراسات و البحوث العلمية من أجل التعرف على الحقيقة العلمية و تفسيرها و التحكم فيها وتزداد قيمة استعمال هذا المنهج العلمي في ميدان العلوم الاجتماعية و الإنسانية بصفة عامة و العلوم القانونية و الإدارية بصفة خاصة نظرا لشدة تعقيدها و صعوباتها و سرعة تطورها و تبدلها فهي محتاجة باستعمال التطبيق المنهج التجريبي بكافة مراحله و عناصره لاكتشاف الحقيقة العلمية القانونية و الإدارية بصورة تقنية نسبيا و بالرغم من صعوبة تطبيق المنهج التجريبي في ميدان العلوم الاجتماعية و الإنسانية و منها العلوم القانونية و الإدارية ، كما سبقت الإشارة إلى ذلك بالقياس إلى تطبيقه في ميدان العلوم الطبيعية و حالات تطيق هذا لمنهج في ميدان العلوم القانونية و الإدارية كثيرة ـ كما سبق بيان ذلك فعن طريق الملاحظة العلمية الصحيحة و الموضوعية للظواهر و المعطيات القانونية و الإداري ، و وضع الفرضيات و البدائل بشأنها ، ثم القيام بالتجريب عن طريق التحويل و التركيب لهذه الفرضيات و البدائل المطروحة يمكن استخراج و استنباط الحقائق العلمية الموضوعية و السليمة حول الظواهر و الأمور و المعطيات القانونية و الإدارية عن طريق استخدام المنهج التجريبي هذا و قد سبقت الإشارة أمثلة من النظريات و القوانين العلمية و القانونية و الإدارية التي تم اكتشافها و تفسيرها بواسطة المنهج التجريبي.

الخـــــاتمة :
و في الأخير نخلص إلى أن التجريب هو أقوى الطرق التقليدية التي تستطيع بواسطتها اكتشاف و تطوير معارفنا كما يجدر التأكد على أن ذكاء الباحث و إخلاصه في عمله مع اتجاهاته الموضوعية و حرصه و دقته و صبره ... هذه الصفات النوعية التي يجيب توافرها فيه و ليست الآلات و التجهيزات المعقدة رغم حاجتنا له هي التي تؤدي إلى نتائج ناجحة و دقيقة في الدراسات التجريبية ، كما تجدر الإشارة إلى أن مهما كان نوع المنهج المتبع في البحث و التطبيق تبقى النتائج و الحقائق المحصل عليها نسبة لا مطلقة في كل الأحوال .
قائــــــمة المراجـــــع

1 ـ الدكتور عبد الرحمن بدوي " مناهج البحث العلمي " الكويت ، وكالة المطبوعات ، الطبعة الثالثة 1977 .

2 ـ محاولة الدكتور أحمد بدر " أصول مناهج البحث العلمي " الكويت ، وكالة المطبوعات .

3 ـ الدكتور عاقل فاخر ، أسس البحث العلمي ، لبنان ( بيروت) ، دار العلم للملايين ، الطبعة الثانية ، 1982.

4 ـ الدكتور كمال حمدي أو الخير ، أصول التنظيم و الإدارة ، القاهرة ، مكتبة عين الشمس ، 1977 .

5 ـ ـ د / محمود أبو زيد ، ـ م فيقر ، و فرنك ، شيررود ، التنظيم الإداري ـ ترجمة / د / محمد توفيق رمزي ، وحيد الدين عبد القوي .

1 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftnref1) ـ الدكتور عبد الرحمن بدوي " مناهج البحث العلمي " الكويت ، وكالة المطبوعات ، الطبعة الثالثة 1977 ، ص 128 .

2 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftnref2) ـ أحمد شاروج ، الطبعة الخامسة ، 1979 ، ص 258 .

3 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftnref3) ـ محاولة الدكتور أحمد بدر " أصول مناهج البحث العلمي " الكويت ، وكالة المطبوعات .

1 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftnref4) ـ الدكتور عبد الرحمن بدوي ، المرجع السابق ، ص 128 .

2 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftnref5) ـ الدكتور أحمد بدر ، المرجع السابق ، ص 259 ـ 260 .

1 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftnref6) ـ الدكتور عبد الرحمن بدوي ، المرجع السابق ، ص 127 .

2 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftnref7) ـ الدكتور عبد الرحمن بدوي ، المرجع السابق ، ص 128 ـ 129 .

1 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftnref8) ـ الدكتور عاقل فاخر ، أسس البحث العلمي ، لبنان ( بيروت) ، دار العلم للملايين ، الطبعة الثانية ، 1982 ، ص 84 ـ 85 .


2 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftnref9) ـ الدكتور عاقل فاخر ، المرجع السابق ، ص 85 .


3 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftnref10) ـالدكتور عبد الرحمن نفس المرجع 134 ـ 135 .

1 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftnref11) ـ الدكتور عبد الرحمن بدوي ، المرجع السابق ، ص 206 .

1 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftnref12) ـ الدكتور أحمد بدر ، المرجع السابق ، ص 259 ـ 274 .

1 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftnref13) ـ الدكتور أحمد بدر ، المرجع السابق ، ص 88 .

1 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftnref14) ـ عبد الرحمن بدوي ، المرجع السابق ، ص 174 .

2 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftnref15) ـ الدكتور فاخر عاقل ، المرجع السابق ، ص 98 .

1 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftnref16) ـ الدكتور أحمد بدر ، المرجع السابق ، ص 88 .

1 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftnref17) ـ عبد الرحمن بدوي ، المرجع السابق ، ص 147 ـ 148 .

2 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftnref18) ـ الدكتور أحمد بدر ، المرجع السابق ، ص 92 .

1 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftnref19) ـ عبد الرحمن بدوي ، المرجع السابق ، ص 155 ـ 170 .

1 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftnref20) ـ نفس المرجع ص 162 ـ 170 .

1 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftnref21) ـ الدكتور كمال حمدي أو الخير ، أصول التنظيم و الإدارة ، القاهرة ، مكتبة عين الشمس ، 1977 ، ص 402 ـ 407 .

2 (http://djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=62#_ftnref22) ـ د / محمود أبو زيد ، المرجع السابق ص 103 و جون ـ م فيقر ، و فرنك ، شيررود ، التنظيم الإداري ـ ترجمة / د / محمد توفيق رمزي ، وحيد الدين عبد القوي .

النويري
2010-11-26, 07:08
بارك الله فيك

محب بلاده
2010-11-26, 10:49
بارك الله فيك اخي الفاضل

محب بلاده
2010-11-26, 21:58
مفهوم القيادة الإدارية و أنواعها
كثيرون هم الذين تطرقوا إلى تعريف القيادة سواء كانوا علماء أم قادة ظهروا في التاريخ ،لكن القيادة لم تكن في كل هذه التعاريف موضوعا قابلا للجدل بقدر ما كانت موضوعا يستدعي الرصد المستمر و الدراسة و المناقشة وتعرف القيادة الإدارية بأنها النشاط الذي يمارسه القائد الإداري في مجال إتخاذ وإصدار القرار و إصدار الأوامر و الإشراف الإداري على الأخرين بإستخدام السلطة الرسمية وعن طريق التأثير والإستمالة بقصد تحقيق هدف معين، فالقيادة الإدارية تجمع في هذا المفهوم بين إستخدام السلطة الرسمية وبين التأثير على سلوك الأخرين و إستمالتهم للتعاون لتحقيق الهدف
و يمكن تصنيف القيادة إلى ...
القيادة الرسمية: وهي القيادة التي تمارس مهامها وفقا لمنهج التنظيم (أي اللوائح و القوانين) التي تنظم أعمال المنظمة، فالقائد الذي يمارس مهامه من هذا المنطلق تكون سلطاته و مسؤولياته محددة من قبل مركزه الوظيفي والقوانين و اللوائح المعمول بها.
القيادة غير الرسمية: وهي تلك القيادة التي يمارسها بعض الأفراد في التنظيم وفقا لقدراتهم و مواهبهم القيادية وليس من مركزهم ووضعهم الوظيفي، فقد يكون البعض منهم في مستوى الإدارة التنفيذية أو الإدارة المباشرة إلا أن مواهبه القيادية و قوة شخصيته بين زملاؤه وقدرته على التصرف و الحركة و المناقشة و الإقناع يجعل منه قائدا ناجحا، فهناك الكثير من النقابيين في بعض المنظمات يملكون مواهب قيادية تشكل قوة ضاغطة على الإدارة في تلك المنظمات.
وبشكل عام فإن كلا من هذين النوعين من القيادة لاغنى عنه في المنظمة فالقيادة الرسمية وغيرالرسمية متعاونان في كثير من الأحيان لتحقيق أهداف المنظمة و قلما أن تجتمعان في شخص واحد.
ثانيا: هل القائد يولد أم يصنع؟
وهو تساؤل مشهور إختلفت إجابات المتخصصين عليه إختلافًا واسعًا، فأكد بعضهم إلى أن القيادة موهبة فطرية تمتلكها فئة معينة قليلة من الناس ،يقول وارين بينسي: "لا تستطيع تعلم القيادة، القيادة شخصية وحكمة وهما شيئان لا يمكنك تعليمهما" ،وأكد آخرون أن القيادة فن يمكن اكتسابه بالتعلم والممارسة والتمرين، يقول وارن بلاك:" لم يولد أي إنسان كقائد، القيادة ليست مبرمجة في الجينات الوراثية ولا يوجد إنسان مركب داخليًا كقائد " ومثله بيتر دركر يقول :" القيادة يجب أن تتعلمها وباستطاعتك ذلك".
والذي يتبين لنا أن القيادة تارة تكون فطرية وأخرى تكون مكتسبة، فبعض الناس يرزقهم الله تعالى صفات قيادية فطرية ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للأحنف بن قيس رضي الله عنه "إنك فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة، فقال الأحنف: يا رسول الله: أنا تخلقت بهما أم الله جبلني عليهما؟ قال: بل الله جبلك عليهما، فقال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله".






ثالثا: صفات القائد الإداري
قام كلا من داني كوكس(Danny Cox) وجون هوفر(John Hoover) بدراسة على مجموعة من القادة الإداريين في بعض المنظمات و إستطاعوا من خلالها تلخيص صفات القادة إلى عشر صفات ...
1-صقل المقاييس العليا للأخلاقيات الشخصية : بحيث لا يستطيع القائد الفعَال أن يعيش أخلاقيات مزدوجة إحداها في حياته العامة (الشخصية) و الأخرى في العمل ،فالأخلاقيات الشخصية لابد أن تتطابق مع الأخلاقيات المهنية.
2- النشاط العالي: بحيث يترفع القائد عن توافه الأمور و ينغمس في القضايا الجليلة في حال إكتشافه بأنها مهمة و مثيرة.
3- الإنجاز: فالقائد الفعَال تكون لديه القدرة على إنجاز الأولويات ،غير أن هناك فرقا مابين إعداد الأولويات وإنجازها.
4- إمتلاك الشجاعة: فهناك فرق في الطريقة التي يتعامل بها الشخص الشجاع و الشخص الخجول مع الحياة ،فالشخص الجريء المقدام قد يلجأ إلى المشي على الحافة بهدف إنجاز الأعمال مع تحمله لكافة النتائج المترتبة على ذلك والمسؤولية الكاملة ،في حين أن الشخص المسالم ذا الحركة البطيئة و الثقيلة يعكف على المشي بحذر وعلى أطراف الأصابع بهدف الوصول إلى الموت بسلام.
5- العمل بدافع الإبداع: يتميز القادة الفعالون بدوافعهم الذاتية للإبداع و الشعور بالضجر من الأشياء التي لاتجدي نفعا أما الأفراد الذين يتمتعون بالحماس و الإقدام فلن يكون لديهم الصبرلإنتظار رنين الهاتف من أجل البدء بالعمل ،فالقائد الفعال هو شخص مبدع خلاَق يفضل أن يبدأ بطلب المغفرة على طلب الإذن.
6- العمل الجاد بتفان وإلتزام: فالقادة الفعالين يقوموا بإنجاز أعمالهم بتفان و عطاء كبير كما يكون لديهم إلتزام تجاه تلك الأعمال.
7- تحديد الأهداف: فجميع القادة الفعَالين الذين تم دراستهم يمتلكون صفة تحديد الأهداف الخاصة بهم والتي تعتبر ذات ضرورة قصوى لإتخاذ القرارات الصعبة.
8- استمرار الحماس: إن أغلب القادة يمتلكون حماسا ملهما ،فهم تماما كالشعلة التي لاتنطفئ أبدا لتبقى متقدة على الدوام ،فنمو القائد وتطوره يتطلب حماسا حقيقيا ملهما وإذا كان الفرد في حيرة حول الكيفية التي يمكن الحصول بها على ذلك الحماس فما عليه إذا إلا إعادة الصفات القيادية السابقة لوجود علاقة وثيقة و متراصة بين تلك الصفات.
9- إمتلاك الحنكة: فالقائد الفعَال هو ذلك الشخص الذي يمتلك مستوى رفيعا من الحنكة بحيث يتمكن من تنظيم المواقف الفوضوية، فهو لا يتجاوب مع المشاكل بل يستجيب لها.
10 - مساعدة الأخرين على النمو: فالقادة الحقيقيون لايسعون للتطوير و النمو الذاتي فقط ،وعندما يكون جو العمل سليما و صحيا و خاليا من التفاهات يتم حينها تبادل الأفكاربحرية مما يؤدي إلى التعاون ،ومن خلال هذا التعاون تصبح المنظمة و العاملون فيها جزءا متكاملا لايتجزأ منتجين فريقا يتصدى لأقوى الفرق و المهام.
حدد الصفات الشخصية و القيادية كما يلي...
• الصفات الشخصية:
1. السمعة الطيبة و الأمانة و الأخلاق الحسنة.
2-الهدوء و الإتزان في معالجة الأمور و الرزانة و التعقل عند إتخاذ القرارات.
3- القوة البدنية و السلامة الصحية.
4- المرونة وسعة الأفق.
5- القدرة على ضبط النفس عند اللزوم.
6- المظهر الحسن.
7-إحترام نفسه و إحترام الغير.
8-الإيجابية في العمل.
9- القدرة على الإبتكار و حسن التصرف.
أ10- تتسم علاقاته مع زملائه و رؤسائه و مرؤوسيه بالكمال والتعاون.
• الصفات القيادية:
• كالمهارات والقدرات الفنية والتي يمكن تنميتها بالتدريب وأهمها ما يلي :
1. الإلمام الكامل بالعلاقات الإنسانية وعلاقات العمل.
2. الإلمام الكامل باللوائح و القوانين المنظمة للعمل.
3. القدرة على إكتشاف الأخطاء وتقبل النقد البناء.
4. القدرة على إتخاذ القرارات السريعة في المواقف العاجلة دون تردد.
5. الثقة في النفس عن طريق الكفاءة العالية في تخصصه وإكتساب ثقة الغير.
6. الحزم وسرعة البت وتجنب الإندفاع و التهور.
7. الديمقراطية في القيادة وتجنب الإستئثار بالرأي أو السلطة.
8. القدرة على خلق الجو الطيب و الملائم لحسن سير العمل.
9. المواظبة و الإنتظام حتى يكون قدوة حسنة لمرؤوسيه.
10. سعة الصدر و القدرة على التصرف و مواجهة المواقف الصعبة.
11. توخي العدالة في مواجهة مرؤوسيه.
12. تجنب الأنانية وحب الذات وإعطاء الفرصة لمرؤوسيه لإبراز مواهبهم وقدراتهم.
رابعا: اختيار القادة الإداريين واكتشافهم
تفشل الكثير من المنظمات في الوصول إلى صورة محددة و واضحة عن المرشحين لمراكز قيادية بسبب الخلل في الإجراءات التي تتخذها لتقييم المرشحين لتلك المراكز ،فغالبا ما يؤاخذ أشخاص واعدين جدا بخطأ واحد في حين يصل المحظوظون متوسطو الكفاءة إلى المراكز العالية(الفريان،2002،ص638).
فعملية إختيار القادة الإداريين غاية في الدقة وتتطلب عناية بالغة ،لذلك فإنه يمكن أن تتم وفق القواعد التالية (عليوة،2001،ص55):
أولا: تقدم رئاسات الأجهزة ترشيحها للأفراد الذين يتولون المناصب القيادية دون التقيد بقاعدة الأقدمية على أن تؤخذ في الإعتبارعند الترشيح القواعد والمعايير التالية:
1. توافر الصفات المطلوبة في القائد الإداري.
2. الكفاءة في العمل و القدرة على الإنتاج.
3. أن تكون التقارير التي كتبت عنه طوال مدة خدمته عالية التقدير وخالية من الإنحرافات.
4. أن يكون سلوكه خارج مجتمع الوظيفة سلوكا سليما.
5. أن يكون مارس أعمال القيادة في المستوى الإشرافي الأول بنجاح.
6. أن يكون الإختيار النهائي مبني على نتائج التدريب.
7. توافر الصفات العامة و الخاصة التي تلزم الوظيفة المرشح لها.
ثانيا: أن يكون الترشيح قبل التعيين في الوظيفة القيادية بفترة زمنية معقولة تتيح لجهات الإختصاص تحري الدقة اللازمة في إجراء عملية الإختيار.
ثالثا: أن تعد من حين لأخر دورة تدريبية لإعداد المرشحين للمستوى القيادي المطلوب ،ويتم تقييم المرشحين خلال ستة أشهر عن طريق:
1. التقارير عن المرشح في نهاية الدورة التدريبية.
2. التقرير الفني عن أداء و إنتاج المرشح الذي تعده رئاسته الفنية نتيجة للتفتيش الفني في أدائه.
3. التقرير عن الكفاءة الإدارية نتيجة للتفتيش الإداري بواسطة أجهزة الرقابة المختصة.
4. التقرير عن النواحي السلوكية و العقائدية.
ويتم تجميع التقارير المطلوبة وترفع إلى الجهة صاحبة السلطة في التعيين لإصدار القرار اللازم.
ويتأثر إختيار القائد بمؤثرات قد تختلف بعض الشيء في جوهرها عن إختيار المدير ومن أهمها
1. حجم المنظمة ونوعها: فحجم المنظمة ونوعها يمكننا من خلق الظروف المواتية لصنع القائد ووجود جمع من الأتباع يساندونه.
2. موقع المنظمة: فوجود المنظمة في منطقة مكتظة بالسكان له تأثير مخالف عن وجودها في منطقة نائية أو غير مكتظة بالسكان.
3. نوع المشكلة التي تصنع الموقف الذي بدوره يصنع القائد: فهل هي مشكلة عامة تتعلق بالأجور والحوافز أم مشكلة فنية تتعلق بالأجهزة والآلات والمعدات، وعلى سبيل المثال فإن مشكلة إستخدام معدات مستهلكة وأسلحة وذخيرة فاسدة في حرب 1948م ضد اليهود في فلسطين وما ترتب على ذلك من آثار خلفت مواقف وصنعت قيادات قامت بثورة يوليو سنة 1952م.
4. نوع العاملين ومدى إيمانهم بمشكلتهم: أي مدى معرفتهم لأبعادها وقدرتهم على صنع القيادة بتأييدها و الإلتفاف من حولها و حمايتها من الضغوط التي تقع عليها والأذى الذي قد يتوقعها.
5. المناخ المناسب لظهور القائد و القدرة على الاستمرار في الوقوف من حوله: فالمناخ الديمقراطي يساعد على ظهور القيادات كما يعاونها على الحركة أما المناخ الإستبدادي الذي يعتمد على القهر وعلى البطش فلا يساعد على ظهور القيادات وممارستها لمهامها ولكنه قد يصنعها لتعمل طويلا في الخفاء.
6. الوقت المناسب: فكما أن المناخ يؤثر في صنع القيادات وظهورها فإن الوقت المناسب يكون له تأثير بالغ على ذلك أيضا.
7. مقدار الوقت المتاح: يؤثر هو الآخر في صنع القيادات وظهورها، ففي المنظمات الحديثة قد لاتتاح الفرصة لصنع القيادات (بينما قد يحتاج ذلك لتلك المنظمة في الأجل الطويل(.
خامسا: الأخطاء الرئيسية في عملية التقييم
قد لاينتج معلومات دقيقة ومتكاملة عن عملية التقييم في العديد من المنظمات مما يجعل كبار المديرين عرضة للكثير من الأخطاء عند تقييمهم للمرشحين ،ومن تلك الأخطاء الرئيسية النزعة إلى المبالغة في تقدير أهمية بعض الصفات و الخصائص مثل (الفريان،2002،ص ص633- 638):
1. المهارة في العمل كعضو في فريق: يفضل كبارالمديرين الأشخاص الذين يديرون إداراتهم أو أقسامهم بسلاسة وبدون مشاكل مع العاملين ومثل هؤلاء الأشخاص عادة ما يصعدون السلالم الوظيفية بسرعة بسبب هذه الخاصية ،لأن كبار المديرين لايريدون أن يضيعوا وقتهم في حل المشاكل و الحفاظ على الوئام بين مديري الإدارات و الأقسام وموظفيهم، إلا أن مثل هؤلاء الأشخاص لايمكن أن يصبحوا قادة مميزين، لأن القادة المميزين ليسوا عادة لاعبين ضمن فريق بل ربما يفضلون أن يعمل الآخرون كفريق في حين أنهم يرددون الشعارات المؤيدة للفرق ،ولكن عندما يتطلب الأمر إتخاذ قرار حاسم فإنهم يدركون أنهم ليسوا في حاجة ماسة إلى الإستماع الكامل إلى الآخرين قبل القيام بخطوتهم ،فهم مستقلون في تفكيرهم ولايمانعون في إتخاذ القرارات بأنفسهم وهي قرارات تجعلهم في عزلة عن المجموعة.
2. التدريب الشخصي: من الإعتقادات الخاطئة و الشائعة أن القادة يمكن أن يطوروا الآخرين عن طريق التدريب الشخصي و المباشر لهم ،إلا أن الكثير من القادة المتميزين يفضلون إختيار مرشحين أقوياء ومتمكنين ومن ثم إعطائهم صلاحيات كافية ومنحهم الفرص لتطوير أنفسهم من خلال تجاربهم و الإستفادة من أخطائهم.
3. البراعة في الأعمال التشغيلية: كثير من كبار المديرين يبالغون في تقدير قيمة المديرين الجيدين في أداء الأعمال التشغيلية وفي حل المشكلات لأنهم يسهلون و ييسرون عليهم العمل ،وعلى الرغم من أن مثل هؤلاء قد يكونون في وضع جيد في منظماتهم ،إلا أنهم غالبا لايكونون قادة فعالين، حيث يعتمد هؤلاء المديرون الفنيون و المختصون بشكل رئيس على الأنظمة و السياسات و الإجراءات فيكون هناك جمود تام ،لذا فإنهم يعتقدون أنه على كل شخص أن يعمل بنفس الأسلوب و الطريقة ،فهؤلاء يمكن أن ينجحوا في منظماتهم وأن يصلوا إلى أرفع المراكز ،لكن هذا الأمر قد يؤدي إلى إغتراب و إنعزال الآخرين في المنظمة و الحد من إبداعهم.
4. الخطابة الفعالة: إن كبار المديرين يبالغون في أهمية كيفية الظهور أمام الناس ،وبشكل خاص يركزون على مهارات الإلقاء ومع أن هذه المهارات مهمة إلا أنه يمكن أن تطور بالتدريب المكثف.
5. الطموح الواضح: يتسبب الإنطباع المتعلق بعدم وجود طموح واضح في فقد الكثير من الناس للترقيات المستحقة ،ولسوء الحظ فإن كبار المديرين يغفلون عن أن طموح الشخص قد لا يكون معبرا عنه.
6. التشابه و الإنسجام: كثير من كبار المديرين يفضلون الأشخاص الذين لديهم خلفيات و تجارب و صفات تشبههم ،وفي بعض الأحيان فإن المرشحين الواعدين يتم تجاهلهم بسبب الإختلاف في العرق أو الجنس أو الخلفية الإجتماعية أو الإقتصادية أو الثقافية أو الأكاديمية أو الجغرافية أو بسبب أنهم لم يتولوا مناصب في شركات متشابهة.
سادسا: المهام الأساسية للقائد المدير
لا شك أن القيادة لا تأتي بالتنصيب أوالإعتبارات الخاصة ولا تأتي بالمال أيضاً ،بل هي قدرات خاصة ومواهب يعتمد عليها القائد وتضفي عليها التجارب وقوة التفكير وسعة الأفق ورحابة الصدر مهارات رائعة تجعله يمسك بزمام الأمور بثقة واقتدار بل لا بد أن يتولى القائد مهاماً أساسية في المنظمة التي يديرها حتى يصلح أن يكون في هذا المقام ،وتقسم مهام القائد في الغالب إلى قسمين:
• مهام رسمية تنظيمية:
وتتلخص المهام الرسمية في مراعاة تنفيذ مبادئ التنظيم الإداري في المنظمة لكي تسير الأمور بانضباط وجدية، وأبرز هذه المهام ما يلي:
1. التخطيط: أي رسم السياسات ووضع الإستراتيجيات وتحديد الأهداف البعيدة والقريبة، ووضع الخطط الموصلة إليها، وتحديد الموارد والإمكانات المادية والبشرية في ذلك كله. ولكي يتمكن القائد من إنجاز مهامه بشكل فاعل وناجح عليه أن يقوم بتوضيح أهداف المنظمة للعاملين معه، والإستماع إلى آرائهم حول القضايا، والتعرف إلى أهدافهم الشخصية، وليس الحصول على تعهداتهم والتزاماتهم بالمشاركة في إنجاز الأدوار والخطط فقط ، فالقيادة الناجحة و الفاعلة تقوم على القناعات الشخصية للأفراد وتحظى بالتعاطف والتعاون بإرادة ورضا، وهذا لا يتحقق في الغالب إلا إذا شعر الأفراد أن في إنجاز خطط المنظمة وتحقيق أهدافها تحقيقاً لأهدافهم وطموحاتهم أيضاً، ولو تلك الطموحات الذاتية التي يجب أن يشعر فيها الكثير من الأفراد بالإحترام والتقدير والإعتناء برأيهم والإهتمام بدورهم.
2. التنظيم: أي تقسيم العمل وتوزيع المسؤوليات والوظائف بين الأفراد وتوزيع العاملين عليها حسب الكفاءات والخبرات والقدرات والطموحات. ولا يكون التوزيع ناجحاً إلا إذا وضع الرجل المناسب في مكانه المناسب، وهذا ما يفرض عليه أن يراعي الخبرة والتخصص والقدرة والفاعلية في الأفراد، ولعلّ أنجح أسلوب وأبقى لضمان التنظيم الأقوى هو التوزيع على أساس اللجان أو الهيئات والجماعات المستقلة التي تحظى بصلاحية التفكير والتخطيط في مهامها حسب نظام شورى مفتوح، ويبقى للمدير دور الإستشارة لأنه في هذا يضمن تفرغاً كبيراً للإدارة الأهم ويضمن للأفراد طموحاتهم وإحترام آرائهم،فهذا الأسلوب يؤدي دوراً كبيراً في دفع العاملين إلى المشاركة في العمل بحماس وقناعة ويضمن إلتزامهم في تحقيق الأهداف وبهذا يكفي نفسه المزيد من الرقابة والقلق من التسيب والإنفلات.
3. التنسيق بين أطراف العمل وأجنحته وتوجيه الجميع للمسير باتجاه هدف المنظمة الأول والحث على الأداء بأعلى مستوى من الكفاءة والفاعلية: وهنا لابد للمدير من العمل على تذليل العقبات التي تقف أمام التنسيق وتمنع من تحققه أو تعرقل نجاحه من النزاعات الشخصية بين الأفراد أو عدم قناعة البعض الآخر المؤمن بالفردية أو الذي يصعب عليه تجاوزها للقبول بالجماعية والتنسيق، وغير ذلك من الموانع والمعرقلات التي تواجه التنسيق والتعاون، وهذا ما يتطلب منه الاتصال الدائم مع العاملين وشرح أهداف المنظمة لهم وتذكيرهم بها بإستمرار لشحذ هممهم وتحفيزهم للتعاون، وبعبارة مختصرة عليه أن يعمل دائماً لخلق روح الفريق المتكامل والمتعامل المتحد الأهداف والطموحات.
4. تشكيل شبكة من الإتصالات العمودية والأفقية: وذلك لنقل المعلومات والأفكار والقرارات والإطلاع على مجريات الأمور وتذليل الصعوبات أو معرفتها ليكون الجميع في أجواء العمل وتفهم حاجاته ومتطلباته.
5. المتابعة والإشراف: فنجاح و إستمرار الكثير من الأعمال يعود على مهمة المتابعة التي يقوم بها المدير مباشرة أو بوساطة المهام والخطط، كما تعد المتابعة المستمرة وسيلة للثواب والعقاب وأداة للإصلاح والتقويم والتطوير،وأيضاً تعد مهمة كبيرة لإكتشاف الطاقات الكبيرة من تلك الخاملة، لتحفيزالخامل وترقية الكفؤ المتحمس إلى غير ذلك من فوائد جمة ،فمهمة المتابعة المتواصلة من المدير تعد من أكثر المهام تأثيراً على الإنجاز وتحقيقاً للنجاحات.
• مهام غير رسمية:
تعتمد بشكل كبير على شخصيته وآفاقه وأسلوبه الشخصي في التعامل مع الآخرين، إلا أن لها الدور الكبير في تحقيق أهداف المنظمة وتطوير العاملين وتماسكهم ،ومن هذه المهام:
1. الإهتمام بالجماعات غير الرسمية: وهي عبارة عن جماعات تتكون بشكل طبيعي ،وفي كل جماعة مصالح مشتركة تجمعهم بشكل إختياري أو مخطط فيعملون على فرض سياسة تخدم أهدافهم بعيداً عن شكل الإدارة الرسمي كجماعات الإختصاص العلمي أو الإنتماء الإقليمي أو الديني أو غير ذلك وهنا يتوجب على القائد الإهتمام بهذه الجماعات وإقامة إتصالات جيدة معهم وذلك بهدف الإقتراب منهم والتعرف على مشكلاتهم وأفكارهم من الداخل لتذليل الصعوبات وتحقيق ما يمكن تحقيقه بما لا يضر بمصالح المنظمة بل يصب في خدمتها.
2. الإتصال مع الجماعات المختلفة في المنظمة: بحيث يكسر الحاجز بين الطابع الرسمي الذي يفرضه العمل وغير الرسمي الذي يفرضه الشعور أو الطموح أو المصلحة المشتركة مما يجعل المدير متفهماً لمطالبهم ،وبذلك يحتويهم نفسياً وفكرياً ويبعد عنهم المضايقات كما يقرب وجهات النظر معهم من خلال شرح رؤيته بلا نقل من الغير،كما يمنع من الحدس والتحليلات البعيدة عن الواقع فيحول دون الإنقسامات والإضطرابات التي قد تحدث جراء هذا الخلاف وبهذا يكون قد ضمن الوحدة والتفاهم وتحقيق النجاح للجميع.
3. المشاركة: وقد بات أنموذج الإدارة التشاركية حقيقة مفروضة على واقع المنظمات إذا أرادت الإنتصار في المجالات المختلفة ،وتتمثل القيادة التشاركية في إقامة العلاقات الإنسانية الطيبة بين القائد والعاملين معه وإحتوائهم عاطفياً وتحسيسهم بأهميتهم وموقعهم من قلب القائد ورعايته فيجعلهم دائماً في ظله وكنفه ينعمون بالراحة والطمأنينة والثقة به،وبهذا يمنع من وجود أفراد يسبحون خارج فضاء المنظمة وإن وجد منهم فإن أسلوبه الحكيم هذا من شأنه أن يحتويهم ويرجعهم إلى الأجواء.
4. مشاركة العاملين في إتخاذ القرارات الإدارية وبحث مشكلات العمل ومعالجتها و وضع الحلول الناجحة لها بروح جماعية متوحدة: فمن الخطأ أن يتصور بعض المدراء أن مشاركة المدير للعاملين معه في الرأي والقرار يقلل من شأن المدير القائد أو ينزل من مستواه ،بل الروح الجماعية المتفتحة ترفع من شأن المدير وتعطيه قوة فوق قوته وتضفي عليه إحتراماً وتقديراً قد لا يحصل عليه إلا بهذا الأسلوب كما تعد من أبرز عوامل نجاحه في القيادة وتأثيره على الأفراد وحفظ تماسك المنظمة وتحقيق أهدافها.
5. درجة الرعاية التي يبديها المدير تجاه القيم والمثل الإنسانية والأخلاقية في التعامل: كقيمة الوفاء والستر على النواقص و العثرات والعفو والصفح والسماحة والكرم وغيرها من صفات إنسانية نبيلة تجعله قدوة وأسوة يحتذيها الجميع ،فيسعى لتقمص شخصيتها وبذلك يحول المدير منظمته إلى مدرسة للتربية والتهذيب والتعليم وهي تمارس أدوارها اليومية في العمل.
6. مهارة تبصر الأهداف العامة للمنظمة وربطها بأهداف المجتمع ومعالجة المشكلات الإدارية في إطار الأعراف العامة: وهذا يتطلب منه معرفة جيدة بالسياسة العامة للدولة، وتفهم كافي للإتجاهات السياسية وتبصرها والقدرة على التعامل معها بحكمة، ليكون أقدر على التوفيق بين الضغوط العامة وإتجاهات المجتمع والدولة وبين نشاط المنظمة ،مع إعطاء الأهمية للصالح العام.
7. المهارة في تنظيم الوقت وإدارته: وذلك من خلال تحديد المهمات المطلوب إنجازها وتحديد الأولويات وتتابعها الإنجازي على مراحل الزمن ، وتلافي الأوقات المهدورة.
سابعا : النظريات القيادية
هناك العديد من النظريات التي تناولت القيادة من جوانبها المتعددة ،ومن هذه النظريات(الفياض،1995،ص ص27-35):
أولا: نظريات التأثير على المرؤوسين
وتتعلق بالأسباب أو الأساليب التي تمكن القادة من التأثير على مرؤوسيه ،بغض النظر عن فعاليته كقائد ،وهي من أوائل النظريات القيادية ومنها:
1. السمات القيادية: وهي صفات شخصية يمتلكها القائد ،مثل: القوة الجسدية و الذكاء و قوة الشخصية ،مما يجعل المرؤوسين يقبلوا به كقائد و يتأثروا به.
2. القدوة: حيث يقوم المرؤوسون بتقليد قائدهم الذي يعتبرونه نموذجا لتصرفهم ،وعندما لايكون تصرف القائد قدوة ،فإنه يرسخ عدم الثقة في نفوس مرؤوسيه.
3. الحزم و الإصرار: يستجيب المرؤوسين لقائدهم نتيجة حزمه في طلبه و إصراره عليه ،ويكون هذا القائد عادة صريحا و واضحا في طلبه.
4. التبرير المنطقي: القائد هنا يحمل أتباعه على الأداء المطلوب عن طريق تبريره و تسويغه لهم.
5. التودد للمرؤوسين و الثناء عليهم: بعد ذلك يطلب منهم ما يراد أداؤه ،وهذا أسلوب يتبعه كل قائد لا يثق بنفسه.
ثانيا: نظريات سلوك القائد وقدراته
تطورت هذه النظريات عن سابقاتها ،حيث يقول أصحابها ليس المهم حمل المرؤوسين على أداء المهمة فحسب ،وإنما المهم هو فعالية هذا الأداء ومن هذه النظريات:
1. القائد السلطوي: هو القائد الذي لديه تصميم على إستخدام سلطته للتأثير على تفكير وسلوك مرؤوسيه، وأن يظهر دائما أمامهم بمظهر القوة.
2. القائد الميال للإنجاز: بحيث يميل القائد للإنجاز و الشروع بمشاريع جديدة يتم إنجازها تحت بصره.
3. القدرة على حل المشاكل: فالقائد الفعال هو القائد القادر على حل المشاكل ،ومثل هذا القائد يكون ذكيا و قادرا على وضع الخطط و الإستراتيجيات و صنع القرارات الفعالة.
4. القدرة على المبادرة: فالقائد الفعَال هو القائد القادر على الشروع بأعمال جديدة من تلقاء نفسه ،ويعتبر هذا القائد ممن يثقون بأنفسهم و لديهم القدرة على المبادرة بإكتشاف المشاكل و الثغَرات.
5. القدرة الفنية: بالإضافة إلى القدرات الإدارية يعتبر القائد الذي يمتلك قدرات فنية في العمل الذي يديره أكثر صلة بمرؤوسيه ممن لا يمتلك مثل هذه القدرات الفنية ،وبذلك يكون هذا القائد أكثر كفاءة و أكثر فعالية.
6. دعم المرؤوسين: فالمدير الذي يشجع مرؤوسيه و يثني عليهم و يمدحهم بشكل يساعد على رفع معنوياتهم و دفعهم لمزيد من العطاء ،يكون أكثر فعالية من غيره وقد يدفع لمزيد من الأداء عن طريق رفع معاييرالأداء.
7. التغذية الراجعة : وهي خاصية مهمة لابد من توافرها لدى القائد ليكون فعالا ،بحيث تمكن المرؤوسين من معرفة موقعهم و بعدهم عن الأهداف التي يسعون لتحقيقها ،كما أنها تمكنهم من معرفة أداءهم الفعَال وفي ذلك تعزيز إيجابي لهم.
ثالثا:نظريات النمط القيادي
و تصف هذه النظريات نمط القائد الذي ينشأ عن مجموعة توجهات القائد و بناءا على هذه النظريات فإنه يمكن أن نتنبأ بسلوك القائد مع مرؤوسيه بمجرد أن نعرف نمطه القيادي و الذي قد يكون فعَالا أو غير فعال ،ومن هذه النظريات:
1) أنماط إستخدام السلطة: أي مدى إستئثار القائد بعملية صنع القرار، وهناك العديد من النماذج التي وضحت هذه الأنماط ومنها:
أ‌- نموذج وايت و ليبيت: ومن هذه الأنماط
أ‌- السلطوي (الأوتوقراطي): حيث يحاول القائد أن يستأثر بأكبر قدر من السلطة وعلى المرؤوسين الإطاعة و الإستجابة.
ب‌- النمط المشارك: وهو النمط الفعَال في هذا النموذج حيث يشترك المرؤوسين بصنع القرار ،ومن صور هذا النمط مايسمى (الإدارة بالتجوال) ،حيث يقوم القائد بجمع المعلومات من المرؤوسين أثناء الجولات التي يقوم بها على أقسام المنظمة ،ويتخذ في هذا النمط قراره بأسلوبين هما:
1. القرار بالإجماع : بحيث يشجع القائد النقاش حول الموضوع ،وبعد ذلك يتخذ القرار الذي يحظى بموافقة جميع الأطراف المعنية.
2. القرار الديمقراطي: القرار هنا لايتطلب الإجماع وإنما تلزم موافقة الأغلبية عليه.
ج-النمط المتسيب: وفيه يخوَل سلطة صنع القرار للمجموعة ويكتفي بإعطاء إرشادات و توجيهات وبعد ذلك يتدخل عندما يطلب منه فقط.
ب- نموذج تننبوم و شمت: ويسمى (نظرية الخط المستمر في القيادة( ،ويشتمل على سبعة أنماط قيادية هي:
1. يتخذ القرار بشكل أوامر على المرؤوسين تنفيذها.
2. يتخذ القرار لوحده ويبرره للمرؤوسين.
3. يحاور المرؤوسين بشأن القرار ولايلتزم بتنفيذ إقتراحاتهم.
4. يستشير المرؤوسين بشأن القرار وقد ينفذ بعض مقترحاتهم.
5. تتم مناقشة القرار بجو ديمقراطي ويتخذ القرار بناءا على رأي الأغلبية.
6. يصدر توجيهات بشأن القرار للمرؤوسين ويتركهم يتخذون القرار بأنفسهم.
7. يعطي الحرية الكاملة للمرؤوسين بشأن إتخاذ القرار حيث يتخذون القرار بأنفسهم.
جـ - نموذج ليكرت: حيث قسم القيادة إلى أربع فئات هي:
أ‌- المتسلط الإستغلالي: يتخذ القرار ويلزم المرؤوسين بتنفيذه.
ب‌- المتسلط النفعي: يحاور المرؤوسين بموضوع القرار ثم يتخذه بنفسه.
ت‌- الإستشاري: يستشير مرؤوسيه بأمور القرار و يسمح بمشاركتهم في بعض جوانب القرار.
ث‌- الجماعي/المشارك: تتم مشاركة المرؤوسين في صنع القرار الذي يتخذ بالأغلبية ،وقد دعا ليكرت لإستخدام هذا الأسلوب القيادي لإعتقاده بفعاليته ،وذلك لإن الإدارة الوسطى همزة الوصل بين الإدارتين العليا و الدنيا في مجال صنع القرار.
2) أنماط تعتمد على إفتراضات القائد: ومنها
أ‌- نموذج مكريجور:
نظرية(x): يفترض القائد فيها أن العامل لا يرغب في العمل و يتهرب منه ولذلك يجب إجباره عليه ،ويجب توجيهه و مراقبته و معاقبته إذا خالف التعليمات.
نظرية(y): يفترض القائد فيها أن المرؤوس لايكره العمل إلا بسبب عوامل خارجية ،ويتمتع المرؤوس برقابة ذاتية ويمكن توجيهه بأساليب غير الرقابة و التهديد ،وتحفيزه بأساليب كثيرة مثل: التفويض وزيادة حريته ،الإثراء الوظيفي ،التوسع الوظيفي ،المشاركة في صنع القرار ،ويفترض في الفرد أنه قادر على الإبداع.
ب - نموذج أوشي (نظرية Z): ويفترض (أوشي) أن الفرد الأمريكي يختلف في ثقافته عن الفرد الياباني، وحتى يتم الإستفادة من الأساليب القيادية اليابانية حاول (أوشي) تعديل هذه الأساليب لتناسب الثقافة الأمريكية، فعلى سبيل المثال الممارسات اليابانية التالية:
القراربالإجماع ، أسلوب جمع المعلومات من أسفل لأعلى، المسؤولية الإجتماعية ،التنظيم غير الرسمي يجب أن تمارس في المؤسسات الأمريكية على الشكل التالي: القرار بالأغلبية ،حرية إنسياب المعلومات ويغلب عليها من أعلى لإسفل، المسؤولية الجماعية و الفردية معا، التنظيم الرسمي و البيروقراطي مصحوبا بشبكة من العلاقات غير الرسمية ومحاولة ترسيخ الثقة و الإحترام المتبادل.

محب بلاده
2010-11-26, 22:03
مفهوم القيادة الإدارية و أنواعها
كثيرون هم الذين تطرقوا إلى تعريف القيادة سواء كانوا علماء أم قادة ظهروا في التاريخ ،لكن القيادة لم تكن في كل هذه التعاريف موضوعا قابلا للجدل بقدر ما كانت موضوعا يستدعي الرصد المستمر و الدراسة و المناقشة وتعرف القيادة الإدارية بأنها النشاط الذي يمارسه القائد الإداري في مجال إتخاذ وإصدار القرار و إصدار الأوامر و الإشراف الإداري على الأخرين بإستخدام السلطة الرسمية وعن طريق التأثير والإستمالة بقصد تحقيق هدف معين، فالقيادة الإدارية تجمع في هذا المفهوم بين إستخدام السلطة الرسمية وبين التأثير على سلوك الأخرين و إستمالتهم للتعاون لتحقيق الهدف
و يمكن تصنيف القيادة إلى ...
القيادة الرسمية: وهي القيادة التي تمارس مهامها وفقا لمنهج التنظيم (أي اللوائح و القوانين) التي تنظم أعمال المنظمة، فالقائد الذي يمارس مهامه من هذا المنطلق تكون سلطاته و مسؤولياته محددة من قبل مركزه الوظيفي والقوانين و اللوائح المعمول بها.
القيادة غير الرسمية: وهي تلك القيادة التي يمارسها بعض الأفراد في التنظيم وفقا لقدراتهم و مواهبهم القيادية وليس من مركزهم ووضعهم الوظيفي، فقد يكون البعض منهم في مستوى الإدارة التنفيذية أو الإدارة المباشرة إلا أن مواهبه القيادية و قوة شخصيته بين زملاؤه وقدرته على التصرف و الحركة و المناقشة و الإقناع يجعل منه قائدا ناجحا، فهناك الكثير من النقابيين في بعض المنظمات يملكون مواهب قيادية تشكل قوة ضاغطة على الإدارة في تلك المنظمات.
وبشكل عام فإن كلا من هذين النوعين من القيادة لاغنى عنه في المنظمة فالقيادة الرسمية وغيرالرسمية متعاونان في كثير من الأحيان لتحقيق أهداف المنظمة و قلما أن تجتمعان في شخص واحد.
ثانيا: هل القائد يولد أم يصنع؟
وهو تساؤل مشهور إختلفت إجابات المتخصصين عليه إختلافًا واسعًا، فأكد بعضهم إلى أن القيادة موهبة فطرية تمتلكها فئة معينة قليلة من الناس ،يقول وارين بينسي: "لا تستطيع تعلم القيادة، القيادة شخصية وحكمة وهما شيئان لا يمكنك تعليمهما" ،وأكد آخرون أن القيادة فن يمكن اكتسابه بالتعلم والممارسة والتمرين، يقول وارن بلاك:" لم يولد أي إنسان كقائد، القيادة ليست مبرمجة في الجينات الوراثية ولا يوجد إنسان مركب داخليًا كقائد " ومثله بيتر دركر يقول :" القيادة يجب أن تتعلمها وباستطاعتك ذلك".
والذي يتبين لنا أن القيادة تارة تكون فطرية وأخرى تكون مكتسبة، فبعض الناس يرزقهم الله تعالى صفات قيادية فطرية ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للأحنف بن قيس رضي الله عنه "إنك فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة، فقال الأحنف: يا رسول الله: أنا تخلقت بهما أم الله جبلني عليهما؟ قال: بل الله جبلك عليهما، فقال: الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله ورسوله".






ثالثا: صفات القائد الإداري
قام كلا من داني كوكس(Danny Cox) وجون هوفر(John Hoover) بدراسة على مجموعة من القادة الإداريين في بعض المنظمات و إستطاعوا من خلالها تلخيص صفات القادة إلى عشر صفات ...
1-صقل المقاييس العليا للأخلاقيات الشخصية : بحيث لا يستطيع القائد الفعَال أن يعيش أخلاقيات مزدوجة إحداها في حياته العامة (الشخصية) و الأخرى في العمل ،فالأخلاقيات الشخصية لابد أن تتطابق مع الأخلاقيات المهنية.
2- النشاط العالي: بحيث يترفع القائد عن توافه الأمور و ينغمس في القضايا الجليلة في حال إكتشافه بأنها مهمة و مثيرة.
3- الإنجاز: فالقائد الفعَال تكون لديه القدرة على إنجاز الأولويات ،غير أن هناك فرقا مابين إعداد الأولويات وإنجازها.
4- إمتلاك الشجاعة: فهناك فرق في الطريقة التي يتعامل بها الشخص الشجاع و الشخص الخجول مع الحياة ،فالشخص الجريء المقدام قد يلجأ إلى المشي على الحافة بهدف إنجاز الأعمال مع تحمله لكافة النتائج المترتبة على ذلك والمسؤولية الكاملة ،في حين أن الشخص المسالم ذا الحركة البطيئة و الثقيلة يعكف على المشي بحذر وعلى أطراف الأصابع بهدف الوصول إلى الموت بسلام.
5- العمل بدافع الإبداع: يتميز القادة الفعالون بدوافعهم الذاتية للإبداع و الشعور بالضجر من الأشياء التي لاتجدي نفعا أما الأفراد الذين يتمتعون بالحماس و الإقدام فلن يكون لديهم الصبرلإنتظار رنين الهاتف من أجل البدء بالعمل ،فالقائد الفعال هو شخص مبدع خلاَق يفضل أن يبدأ بطلب المغفرة على طلب الإذن.
6- العمل الجاد بتفان وإلتزام: فالقادة الفعالين يقوموا بإنجاز أعمالهم بتفان و عطاء كبير كما يكون لديهم إلتزام تجاه تلك الأعمال.
7- تحديد الأهداف: فجميع القادة الفعَالين الذين تم دراستهم يمتلكون صفة تحديد الأهداف الخاصة بهم والتي تعتبر ذات ضرورة قصوى لإتخاذ القرارات الصعبة.
8- استمرار الحماس: إن أغلب القادة يمتلكون حماسا ملهما ،فهم تماما كالشعلة التي لاتنطفئ أبدا لتبقى متقدة على الدوام ،فنمو القائد وتطوره يتطلب حماسا حقيقيا ملهما وإذا كان الفرد في حيرة حول الكيفية التي يمكن الحصول بها على ذلك الحماس فما عليه إذا إلا إعادة الصفات القيادية السابقة لوجود علاقة وثيقة و متراصة بين تلك الصفات.
9- إمتلاك الحنكة: فالقائد الفعَال هو ذلك الشخص الذي يمتلك مستوى رفيعا من الحنكة بحيث يتمكن من تنظيم المواقف الفوضوية، فهو لا يتجاوب مع المشاكل بل يستجيب لها.
10 - مساعدة الأخرين على النمو: فالقادة الحقيقيون لايسعون للتطوير و النمو الذاتي فقط ،وعندما يكون جو العمل سليما و صحيا و خاليا من التفاهات يتم حينها تبادل الأفكاربحرية مما يؤدي إلى التعاون ،ومن خلال هذا التعاون تصبح المنظمة و العاملون فيها جزءا متكاملا لايتجزأ منتجين فريقا يتصدى لأقوى الفرق و المهام.
حدد الصفات الشخصية و القيادية كما يلي...
• الصفات الشخصية:
1. السمعة الطيبة و الأمانة و الأخلاق الحسنة.
2-الهدوء و الإتزان في معالجة الأمور و الرزانة و التعقل عند إتخاذ القرارات.
3- القوة البدنية و السلامة الصحية.
4- المرونة وسعة الأفق.
5- القدرة على ضبط النفس عند اللزوم.
6- المظهر الحسن.
7-إحترام نفسه و إحترام الغير.
8-الإيجابية في العمل.
9- القدرة على الإبتكار و حسن التصرف.
أ10- تتسم علاقاته مع زملائه و رؤسائه و مرؤوسيه بالكمال والتعاون.
• الصفات القيادية:
• كالمهارات والقدرات الفنية والتي يمكن تنميتها بالتدريب وأهمها ما يلي :
1. الإلمام الكامل بالعلاقات الإنسانية وعلاقات العمل.
2. الإلمام الكامل باللوائح و القوانين المنظمة للعمل.
3. القدرة على إكتشاف الأخطاء وتقبل النقد البناء.
4. القدرة على إتخاذ القرارات السريعة في المواقف العاجلة دون تردد.
5. الثقة في النفس عن طريق الكفاءة العالية في تخصصه وإكتساب ثقة الغير.
6. الحزم وسرعة البت وتجنب الإندفاع و التهور.
7. الديمقراطية في القيادة وتجنب الإستئثار بالرأي أو السلطة.
8. القدرة على خلق الجو الطيب و الملائم لحسن سير العمل.
9. المواظبة و الإنتظام حتى يكون قدوة حسنة لمرؤوسيه.
10. سعة الصدر و القدرة على التصرف و مواجهة المواقف الصعبة.
11. توخي العدالة في مواجهة مرؤوسيه.
12. تجنب الأنانية وحب الذات وإعطاء الفرصة لمرؤوسيه لإبراز مواهبهم وقدراتهم.
رابعا: اختيار القادة الإداريين واكتشافهم
تفشل الكثير من المنظمات في الوصول إلى صورة محددة و واضحة عن المرشحين لمراكز قيادية بسبب الخلل في الإجراءات التي تتخذها لتقييم المرشحين لتلك المراكز ،فغالبا ما يؤاخذ أشخاص واعدين جدا بخطأ واحد في حين يصل المحظوظون متوسطو الكفاءة إلى المراكز العالية(الفريان،2002،ص638).
فعملية إختيار القادة الإداريين غاية في الدقة وتتطلب عناية بالغة ،لذلك فإنه يمكن أن تتم وفق القواعد التالية (عليوة،2001،ص55):
أولا: تقدم رئاسات الأجهزة ترشيحها للأفراد الذين يتولون المناصب القيادية دون التقيد بقاعدة الأقدمية على أن تؤخذ في الإعتبارعند الترشيح القواعد والمعايير التالية:
1. توافر الصفات المطلوبة في القائد الإداري.
2. الكفاءة في العمل و القدرة على الإنتاج.
3. أن تكون التقارير التي كتبت عنه طوال مدة خدمته عالية التقدير وخالية من الإنحرافات.
4. أن يكون سلوكه خارج مجتمع الوظيفة سلوكا سليما.
5. أن يكون مارس أعمال القيادة في المستوى الإشرافي الأول بنجاح.
6. أن يكون الإختيار النهائي مبني على نتائج التدريب.
7. توافر الصفات العامة و الخاصة التي تلزم الوظيفة المرشح لها.
ثانيا: أن يكون الترشيح قبل التعيين في الوظيفة القيادية بفترة زمنية معقولة تتيح لجهات الإختصاص تحري الدقة اللازمة في إجراء عملية الإختيار.
ثالثا: أن تعد من حين لأخر دورة تدريبية لإعداد المرشحين للمستوى القيادي المطلوب ،ويتم تقييم المرشحين خلال ستة أشهر عن طريق:
1. التقارير عن المرشح في نهاية الدورة التدريبية.
2. التقرير الفني عن أداء و إنتاج المرشح الذي تعده رئاسته الفنية نتيجة للتفتيش الفني في أدائه.
3. التقرير عن الكفاءة الإدارية نتيجة للتفتيش الإداري بواسطة أجهزة الرقابة المختصة.
4. التقرير عن النواحي السلوكية و العقائدية.
ويتم تجميع التقارير المطلوبة وترفع إلى الجهة صاحبة السلطة في التعيين لإصدار القرار اللازم.
ويتأثر إختيار القائد بمؤثرات قد تختلف بعض الشيء في جوهرها عن إختيار المدير ومن أهمها
1. حجم المنظمة ونوعها: فحجم المنظمة ونوعها يمكننا من خلق الظروف المواتية لصنع القائد ووجود جمع من الأتباع يساندونه.
2. موقع المنظمة: فوجود المنظمة في منطقة مكتظة بالسكان له تأثير مخالف عن وجودها في منطقة نائية أو غير مكتظة بالسكان.
3. نوع المشكلة التي تصنع الموقف الذي بدوره يصنع القائد: فهل هي مشكلة عامة تتعلق بالأجور والحوافز أم مشكلة فنية تتعلق بالأجهزة والآلات والمعدات، وعلى سبيل المثال فإن مشكلة إستخدام معدات مستهلكة وأسلحة وذخيرة فاسدة في حرب 1948م ضد اليهود في فلسطين وما ترتب على ذلك من آثار خلفت مواقف وصنعت قيادات قامت بثورة يوليو سنة 1952م.
4. نوع العاملين ومدى إيمانهم بمشكلتهم: أي مدى معرفتهم لأبعادها وقدرتهم على صنع القيادة بتأييدها و الإلتفاف من حولها و حمايتها من الضغوط التي تقع عليها والأذى الذي قد يتوقعها.
5. المناخ المناسب لظهور القائد و القدرة على الاستمرار في الوقوف من حوله: فالمناخ الديمقراطي يساعد على ظهور القيادات كما يعاونها على الحركة أما المناخ الإستبدادي الذي يعتمد على القهر وعلى البطش فلا يساعد على ظهور القيادات وممارستها لمهامها ولكنه قد يصنعها لتعمل طويلا في الخفاء.
6. الوقت المناسب: فكما أن المناخ يؤثر في صنع القيادات وظهورها فإن الوقت المناسب يكون له تأثير بالغ على ذلك أيضا.
7. مقدار الوقت المتاح: يؤثر هو الآخر في صنع القيادات وظهورها، ففي المنظمات الحديثة قد لاتتاح الفرصة لصنع القيادات (بينما قد يحتاج ذلك لتلك المنظمة في الأجل الطويل(.
خامسا: الأخطاء الرئيسية في عملية التقييم
قد لاينتج معلومات دقيقة ومتكاملة عن عملية التقييم في العديد من المنظمات مما يجعل كبار المديرين عرضة للكثير من الأخطاء عند تقييمهم للمرشحين ،ومن تلك الأخطاء الرئيسية النزعة إلى المبالغة في تقدير أهمية بعض الصفات و الخصائص مثل (الفريان،2002،ص ص633- 638):
1. المهارة في العمل كعضو في فريق: يفضل كبارالمديرين الأشخاص الذين يديرون إداراتهم أو أقسامهم بسلاسة وبدون مشاكل مع العاملين ومثل هؤلاء الأشخاص عادة ما يصعدون السلالم الوظيفية بسرعة بسبب هذه الخاصية ،لأن كبار المديرين لايريدون أن يضيعوا وقتهم في حل المشاكل و الحفاظ على الوئام بين مديري الإدارات و الأقسام وموظفيهم، إلا أن مثل هؤلاء الأشخاص لايمكن أن يصبحوا قادة مميزين، لأن القادة المميزين ليسوا عادة لاعبين ضمن فريق بل ربما يفضلون أن يعمل الآخرون كفريق في حين أنهم يرددون الشعارات المؤيدة للفرق ،ولكن عندما يتطلب الأمر إتخاذ قرار حاسم فإنهم يدركون أنهم ليسوا في حاجة ماسة إلى الإستماع الكامل إلى الآخرين قبل القيام بخطوتهم ،فهم مستقلون في تفكيرهم ولايمانعون في إتخاذ القرارات بأنفسهم وهي قرارات تجعلهم في عزلة عن المجموعة.
2. التدريب الشخصي: من الإعتقادات الخاطئة و الشائعة أن القادة يمكن أن يطوروا الآخرين عن طريق التدريب الشخصي و المباشر لهم ،إلا أن الكثير من القادة المتميزين يفضلون إختيار مرشحين أقوياء ومتمكنين ومن ثم إعطائهم صلاحيات كافية ومنحهم الفرص لتطوير أنفسهم من خلال تجاربهم و الإستفادة من أخطائهم.
3. البراعة في الأعمال التشغيلية: كثير من كبار المديرين يبالغون في تقدير قيمة المديرين الجيدين في أداء الأعمال التشغيلية وفي حل المشكلات لأنهم يسهلون و ييسرون عليهم العمل ،وعلى الرغم من أن مثل هؤلاء قد يكونون في وضع جيد في منظماتهم ،إلا أنهم غالبا لايكونون قادة فعالين، حيث يعتمد هؤلاء المديرون الفنيون و المختصون بشكل رئيس على الأنظمة و السياسات و الإجراءات فيكون هناك جمود تام ،لذا فإنهم يعتقدون أنه على كل شخص أن يعمل بنفس الأسلوب و الطريقة ،فهؤلاء يمكن أن ينجحوا في منظماتهم وأن يصلوا إلى أرفع المراكز ،لكن هذا الأمر قد يؤدي إلى إغتراب و إنعزال الآخرين في المنظمة و الحد من إبداعهم.
4. الخطابة الفعالة: إن كبار المديرين يبالغون في أهمية كيفية الظهور أمام الناس ،وبشكل خاص يركزون على مهارات الإلقاء ومع أن هذه المهارات مهمة إلا أنه يمكن أن تطور بالتدريب المكثف.
5. الطموح الواضح: يتسبب الإنطباع المتعلق بعدم وجود طموح واضح في فقد الكثير من الناس للترقيات المستحقة ،ولسوء الحظ فإن كبار المديرين يغفلون عن أن طموح الشخص قد لا يكون معبرا عنه.
6. التشابه و الإنسجام: كثير من كبار المديرين يفضلون الأشخاص الذين لديهم خلفيات و تجارب و صفات تشبههم ،وفي بعض الأحيان فإن المرشحين الواعدين يتم تجاهلهم بسبب الإختلاف في العرق أو الجنس أو الخلفية الإجتماعية أو الإقتصادية أو الثقافية أو الأكاديمية أو الجغرافية أو بسبب أنهم لم يتولوا مناصب في شركات متشابهة.
سادسا: المهام الأساسية للقائد المدير
لا شك أن القيادة لا تأتي بالتنصيب أوالإعتبارات الخاصة ولا تأتي بالمال أيضاً ،بل هي قدرات خاصة ومواهب يعتمد عليها القائد وتضفي عليها التجارب وقوة التفكير وسعة الأفق ورحابة الصدر مهارات رائعة تجعله يمسك بزمام الأمور بثقة واقتدار بل لا بد أن يتولى القائد مهاماً أساسية في المنظمة التي يديرها حتى يصلح أن يكون في هذا المقام ،وتقسم مهام القائد في الغالب إلى قسمين:
• مهام رسمية تنظيمية:
وتتلخص المهام الرسمية في مراعاة تنفيذ مبادئ التنظيم الإداري في المنظمة لكي تسير الأمور بانضباط وجدية، وأبرز هذه المهام ما يلي:
1. التخطيط: أي رسم السياسات ووضع الإستراتيجيات وتحديد الأهداف البعيدة والقريبة، ووضع الخطط الموصلة إليها، وتحديد الموارد والإمكانات المادية والبشرية في ذلك كله. ولكي يتمكن القائد من إنجاز مهامه بشكل فاعل وناجح عليه أن يقوم بتوضيح أهداف المنظمة للعاملين معه، والإستماع إلى آرائهم حول القضايا، والتعرف إلى أهدافهم الشخصية، وليس الحصول على تعهداتهم والتزاماتهم بالمشاركة في إنجاز الأدوار والخطط فقط ، فالقيادة الناجحة و الفاعلة تقوم على القناعات الشخصية للأفراد وتحظى بالتعاطف والتعاون بإرادة ورضا، وهذا لا يتحقق في الغالب إلا إذا شعر الأفراد أن في إنجاز خطط المنظمة وتحقيق أهدافها تحقيقاً لأهدافهم وطموحاتهم أيضاً، ولو تلك الطموحات الذاتية التي يجب أن يشعر فيها الكثير من الأفراد بالإحترام والتقدير والإعتناء برأيهم والإهتمام بدورهم.
2. التنظيم: أي تقسيم العمل وتوزيع المسؤوليات والوظائف بين الأفراد وتوزيع العاملين عليها حسب الكفاءات والخبرات والقدرات والطموحات. ولا يكون التوزيع ناجحاً إلا إذا وضع الرجل المناسب في مكانه المناسب، وهذا ما يفرض عليه أن يراعي الخبرة والتخصص والقدرة والفاعلية في الأفراد، ولعلّ أنجح أسلوب وأبقى لضمان التنظيم الأقوى هو التوزيع على أساس اللجان أو الهيئات والجماعات المستقلة التي تحظى بصلاحية التفكير والتخطيط في مهامها حسب نظام شورى مفتوح، ويبقى للمدير دور الإستشارة لأنه في هذا يضمن تفرغاً كبيراً للإدارة الأهم ويضمن للأفراد طموحاتهم وإحترام آرائهم،فهذا الأسلوب يؤدي دوراً كبيراً في دفع العاملين إلى المشاركة في العمل بحماس وقناعة ويضمن إلتزامهم في تحقيق الأهداف وبهذا يكفي نفسه المزيد من الرقابة والقلق من التسيب والإنفلات.
3. التنسيق بين أطراف العمل وأجنحته وتوجيه الجميع للمسير باتجاه هدف المنظمة الأول والحث على الأداء بأعلى مستوى من الكفاءة والفاعلية: وهنا لابد للمدير من العمل على تذليل العقبات التي تقف أمام التنسيق وتمنع من تحققه أو تعرقل نجاحه من النزاعات الشخصية بين الأفراد أو عدم قناعة البعض الآخر المؤمن بالفردية أو الذي يصعب عليه تجاوزها للقبول بالجماعية والتنسيق، وغير ذلك من الموانع والمعرقلات التي تواجه التنسيق والتعاون، وهذا ما يتطلب منه الاتصال الدائم مع العاملين وشرح أهداف المنظمة لهم وتذكيرهم بها بإستمرار لشحذ هممهم وتحفيزهم للتعاون، وبعبارة مختصرة عليه أن يعمل دائماً لخلق روح الفريق المتكامل والمتعامل المتحد الأهداف والطموحات.
4. تشكيل شبكة من الإتصالات العمودية والأفقية: وذلك لنقل المعلومات والأفكار والقرارات والإطلاع على مجريات الأمور وتذليل الصعوبات أو معرفتها ليكون الجميع في أجواء العمل وتفهم حاجاته ومتطلباته.
5. المتابعة والإشراف: فنجاح و إستمرار الكثير من الأعمال يعود على مهمة المتابعة التي يقوم بها المدير مباشرة أو بوساطة المهام والخطط، كما تعد المتابعة المستمرة وسيلة للثواب والعقاب وأداة للإصلاح والتقويم والتطوير،وأيضاً تعد مهمة كبيرة لإكتشاف الطاقات الكبيرة من تلك الخاملة، لتحفيزالخامل وترقية الكفؤ المتحمس إلى غير ذلك من فوائد جمة ،فمهمة المتابعة المتواصلة من المدير تعد من أكثر المهام تأثيراً على الإنجاز وتحقيقاً للنجاحات.
• مهام غير رسمية:
تعتمد بشكل كبير على شخصيته وآفاقه وأسلوبه الشخصي في التعامل مع الآخرين، إلا أن لها الدور الكبير في تحقيق أهداف المنظمة وتطوير العاملين وتماسكهم ،ومن هذه المهام:
1. الإهتمام بالجماعات غير الرسمية: وهي عبارة عن جماعات تتكون بشكل طبيعي ،وفي كل جماعة مصالح مشتركة تجمعهم بشكل إختياري أو مخطط فيعملون على فرض سياسة تخدم أهدافهم بعيداً عن شكل الإدارة الرسمي كجماعات الإختصاص العلمي أو الإنتماء الإقليمي أو الديني أو غير ذلك وهنا يتوجب على القائد الإهتمام بهذه الجماعات وإقامة إتصالات جيدة معهم وذلك بهدف الإقتراب منهم والتعرف على مشكلاتهم وأفكارهم من الداخل لتذليل الصعوبات وتحقيق ما يمكن تحقيقه بما لا يضر بمصالح المنظمة بل يصب في خدمتها.
2. الإتصال مع الجماعات المختلفة في المنظمة: بحيث يكسر الحاجز بين الطابع الرسمي الذي يفرضه العمل وغير الرسمي الذي يفرضه الشعور أو الطموح أو المصلحة المشتركة مما يجعل المدير متفهماً لمطالبهم ،وبذلك يحتويهم نفسياً وفكرياً ويبعد عنهم المضايقات كما يقرب وجهات النظر معهم من خلال شرح رؤيته بلا نقل من الغير،كما يمنع من الحدس والتحليلات البعيدة عن الواقع فيحول دون الإنقسامات والإضطرابات التي قد تحدث جراء هذا الخلاف وبهذا يكون قد ضمن الوحدة والتفاهم وتحقيق النجاح للجميع.
3. المشاركة: وقد بات أنموذج الإدارة التشاركية حقيقة مفروضة على واقع المنظمات إذا أرادت الإنتصار في المجالات المختلفة ،وتتمثل القيادة التشاركية في إقامة العلاقات الإنسانية الطيبة بين القائد والعاملين معه وإحتوائهم عاطفياً وتحسيسهم بأهميتهم وموقعهم من قلب القائد ورعايته فيجعلهم دائماً في ظله وكنفه ينعمون بالراحة والطمأنينة والثقة به،وبهذا يمنع من وجود أفراد يسبحون خارج فضاء المنظمة وإن وجد منهم فإن أسلوبه الحكيم هذا من شأنه أن يحتويهم ويرجعهم إلى الأجواء.
4. مشاركة العاملين في إتخاذ القرارات الإدارية وبحث مشكلات العمل ومعالجتها و وضع الحلول الناجحة لها بروح جماعية متوحدة: فمن الخطأ أن يتصور بعض المدراء أن مشاركة المدير للعاملين معه في الرأي والقرار يقلل من شأن المدير القائد أو ينزل من مستواه ،بل الروح الجماعية المتفتحة ترفع من شأن المدير وتعطيه قوة فوق قوته وتضفي عليه إحتراماً وتقديراً قد لا يحصل عليه إلا بهذا الأسلوب كما تعد من أبرز عوامل نجاحه في القيادة وتأثيره على الأفراد وحفظ تماسك المنظمة وتحقيق أهدافها.
5. درجة الرعاية التي يبديها المدير تجاه القيم والمثل الإنسانية والأخلاقية في التعامل: كقيمة الوفاء والستر على النواقص و العثرات والعفو والصفح والسماحة والكرم وغيرها من صفات إنسانية نبيلة تجعله قدوة وأسوة يحتذيها الجميع ،فيسعى لتقمص شخصيتها وبذلك يحول المدير منظمته إلى مدرسة للتربية والتهذيب والتعليم وهي تمارس أدوارها اليومية في العمل.
6. مهارة تبصر الأهداف العامة للمنظمة وربطها بأهداف المجتمع ومعالجة المشكلات الإدارية في إطار الأعراف العامة: وهذا يتطلب منه معرفة جيدة بالسياسة العامة للدولة، وتفهم كافي للإتجاهات السياسية وتبصرها والقدرة على التعامل معها بحكمة، ليكون أقدر على التوفيق بين الضغوط العامة وإتجاهات المجتمع والدولة وبين نشاط المنظمة ،مع إعطاء الأهمية للصالح العام.
7. المهارة في تنظيم الوقت وإدارته: وذلك من خلال تحديد المهمات المطلوب إنجازها وتحديد الأولويات وتتابعها الإنجازي على مراحل الزمن ، وتلافي الأوقات المهدورة.
سابعا : النظريات القيادية
هناك العديد من النظريات التي تناولت القيادة من جوانبها المتعددة ،ومن هذه النظريات(الفياض،1995،ص ص27-35):
أولا: نظريات التأثير على المرؤوسين
وتتعلق بالأسباب أو الأساليب التي تمكن القادة من التأثير على مرؤوسيه ،بغض النظر عن فعاليته كقائد ،وهي من أوائل النظريات القيادية ومنها:
1. السمات القيادية: وهي صفات شخصية يمتلكها القائد ،مثل: القوة الجسدية و الذكاء و قوة الشخصية ،مما يجعل المرؤوسين يقبلوا به كقائد و يتأثروا به.
2. القدوة: حيث يقوم المرؤوسون بتقليد قائدهم الذي يعتبرونه نموذجا لتصرفهم ،وعندما لايكون تصرف القائد قدوة ،فإنه يرسخ عدم الثقة في نفوس مرؤوسيه.
3. الحزم و الإصرار: يستجيب المرؤوسين لقائدهم نتيجة حزمه في طلبه و إصراره عليه ،ويكون هذا القائد عادة صريحا و واضحا في طلبه.
4. التبرير المنطقي: القائد هنا يحمل أتباعه على الأداء المطلوب عن طريق تبريره و تسويغه لهم.
5. التودد للمرؤوسين و الثناء عليهم: بعد ذلك يطلب منهم ما يراد أداؤه ،وهذا أسلوب يتبعه كل قائد لا يثق بنفسه.
ثانيا: نظريات سلوك القائد وقدراته
تطورت هذه النظريات عن سابقاتها ،حيث يقول أصحابها ليس المهم حمل المرؤوسين على أداء المهمة فحسب ،وإنما المهم هو فعالية هذا الأداء ومن هذه النظريات:
1. القائد السلطوي: هو القائد الذي لديه تصميم على إستخدام سلطته للتأثير على تفكير وسلوك مرؤوسيه، وأن يظهر دائما أمامهم بمظهر القوة.
2. القائد الميال للإنجاز: بحيث يميل القائد للإنجاز و الشروع بمشاريع جديدة يتم إنجازها تحت بصره.
3. القدرة على حل المشاكل: فالقائد الفعال هو القائد القادر على حل المشاكل ،ومثل هذا القائد يكون ذكيا و قادرا على وضع الخطط و الإستراتيجيات و صنع القرارات الفعالة.
4. القدرة على المبادرة: فالقائد الفعَال هو القائد القادر على الشروع بأعمال جديدة من تلقاء نفسه ،ويعتبر هذا القائد ممن يثقون بأنفسهم و لديهم القدرة على المبادرة بإكتشاف المشاكل و الثغَرات.
5. القدرة الفنية: بالإضافة إلى القدرات الإدارية يعتبر القائد الذي يمتلك قدرات فنية في العمل الذي يديره أكثر صلة بمرؤوسيه ممن لا يمتلك مثل هذه القدرات الفنية ،وبذلك يكون هذا القائد أكثر كفاءة و أكثر فعالية.
6. دعم المرؤوسين: فالمدير الذي يشجع مرؤوسيه و يثني عليهم و يمدحهم بشكل يساعد على رفع معنوياتهم و دفعهم لمزيد من العطاء ،يكون أكثر فعالية من غيره وقد يدفع لمزيد من الأداء عن طريق رفع معاييرالأداء.
7. التغذية الراجعة : وهي خاصية مهمة لابد من توافرها لدى القائد ليكون فعالا ،بحيث تمكن المرؤوسين من معرفة موقعهم و بعدهم عن الأهداف التي يسعون لتحقيقها ،كما أنها تمكنهم من معرفة أداءهم الفعَال وفي ذلك تعزيز إيجابي لهم.
ثالثا:نظريات النمط القيادي
و تصف هذه النظريات نمط القائد الذي ينشأ عن مجموعة توجهات القائد و بناءا على هذه النظريات فإنه يمكن أن نتنبأ بسلوك القائد مع مرؤوسيه بمجرد أن نعرف نمطه القيادي و الذي قد يكون فعَالا أو غير فعال ،ومن هذه النظريات:
1) أنماط إستخدام السلطة: أي مدى إستئثار القائد بعملية صنع القرار، وهناك العديد من النماذج التي وضحت هذه الأنماط ومنها:
أ‌- نموذج وايت و ليبيت: ومن هذه الأنماط
أ‌- السلطوي (الأوتوقراطي): حيث يحاول القائد أن يستأثر بأكبر قدر من السلطة وعلى المرؤوسين الإطاعة و الإستجابة.
ب‌- النمط المشارك: وهو النمط الفعَال في هذا النموذج حيث يشترك المرؤوسين بصنع القرار ،ومن صور هذا النمط مايسمى (الإدارة بالتجوال) ،حيث يقوم القائد بجمع المعلومات من المرؤوسين أثناء الجولات التي يقوم بها على أقسام المنظمة ،ويتخذ في هذا النمط قراره بأسلوبين هما:
1. القرار بالإجماع : بحيث يشجع القائد النقاش حول الموضوع ،وبعد ذلك يتخذ القرار الذي يحظى بموافقة جميع الأطراف المعنية.
2. القرار الديمقراطي: القرار هنا لايتطلب الإجماع وإنما تلزم موافقة الأغلبية عليه.
ج-النمط المتسيب: وفيه يخوَل سلطة صنع القرار للمجموعة ويكتفي بإعطاء إرشادات و توجيهات وبعد ذلك يتدخل عندما يطلب منه فقط.
ب- نموذج تننبوم و شمت: ويسمى (نظرية الخط المستمر في القيادة( ،ويشتمل على سبعة أنماط قيادية هي:
1. يتخذ القرار بشكل أوامر على المرؤوسين تنفيذها.
2. يتخذ القرار لوحده ويبرره للمرؤوسين.
3. يحاور المرؤوسين بشأن القرار ولايلتزم بتنفيذ إقتراحاتهم.
4. يستشير المرؤوسين بشأن القرار وقد ينفذ بعض مقترحاتهم.
5. تتم مناقشة القرار بجو ديمقراطي ويتخذ القرار بناءا على رأي الأغلبية.
6. يصدر توجيهات بشأن القرار للمرؤوسين ويتركهم يتخذون القرار بأنفسهم.
7. يعطي الحرية الكاملة للمرؤوسين بشأن إتخاذ القرار حيث يتخذون القرار بأنفسهم.
جـ - نموذج ليكرت: حيث قسم القيادة إلى أربع فئات هي:
أ‌- المتسلط الإستغلالي: يتخذ القرار ويلزم المرؤوسين بتنفيذه.
ب‌- المتسلط النفعي: يحاور المرؤوسين بموضوع القرار ثم يتخذه بنفسه.
ت‌- الإستشاري: يستشير مرؤوسيه بأمور القرار و يسمح بمشاركتهم في بعض جوانب القرار.
ث‌- الجماعي/المشارك: تتم مشاركة المرؤوسين في صنع القرار الذي يتخذ بالأغلبية ،وقد دعا ليكرت لإستخدام هذا الأسلوب القيادي لإعتقاده بفعاليته ،وذلك لإن الإدارة الوسطى همزة الوصل بين الإدارتين العليا و الدنيا في مجال صنع القرار.
2) أنماط تعتمد على إفتراضات القائد: ومنها
أ‌- نموذج مكريجور:
نظرية(x): يفترض القائد فيها أن العامل لا يرغب في العمل و يتهرب منه ولذلك يجب إجباره عليه ،ويجب توجيهه و مراقبته و معاقبته إذا خالف التعليمات.
نظرية(y): يفترض القائد فيها أن المرؤوس لايكره العمل إلا بسبب عوامل خارجية ،ويتمتع المرؤوس برقابة ذاتية ويمكن توجيهه بأساليب غير الرقابة و التهديد ،وتحفيزه بأساليب كثيرة مثل: التفويض وزيادة حريته ،الإثراء الوظيفي ،التوسع الوظيفي ،المشاركة في صنع القرار ،ويفترض في الفرد أنه قادر على الإبداع.
ب - نموذج أوشي (نظرية Z): ويفترض (أوشي) أن الفرد الأمريكي يختلف في ثقافته عن الفرد الياباني، وحتى يتم الإستفادة من الأساليب القيادية اليابانية حاول (أوشي) تعديل هذه الأساليب لتناسب الثقافة الأمريكية، فعلى سبيل المثال الممارسات اليابانية التالية:
القراربالإجماع ، أسلوب جمع المعلومات من أسفل لأعلى، المسؤولية الإجتماعية ،التنظيم غير الرسمي يجب أن تمارس في المؤسسات الأمريكية على الشكل التالي: القرار بالأغلبية ،حرية إنسياب المعلومات ويغلب عليها من أعلى لإسفل، المسؤولية الجماعية و الفردية معا، التنظيم الرسمي و البيروقراطي مصحوبا بشبكة من العلاقات غير الرسمية ومحاولة ترسيخ الثقة و الإحترام المتبادل.

محب بلاده
2010-11-26, 22:08
السلام عليكم :mh92:
من فظلكم اريد بحث مستعجل
لادارة الضرائب في الجزائر
انا في الانتظاركم
اخوكم جيمس:19:



حث حول : الضرائب ( مختصر و شامل ) السلام عليكم .. إليكم هذا البحث من اعداد طالبات من المركز الجامعي بالوادي للفائدة . اللهم اغفر لي و لوالدي و للمسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات

مقدمة
المبحث الأول : ماهية الضرائب
المطلب الأول : نشأة الضريبة
المطلب الثاني : تعريف الضريبة و خصائصها .
المطلب الثالث : الأساس القانوني للضريبة .
المطلب الرابع : أهداف الضرائب .
المبحث الثاني : التنظيم الفني للضرائب .
المطلب الأول : القواعد الأساسية للضرائب .
المطلب الثاني : الوعاء الضريبة .
المطلب الثالث : أنواع الضرائب .
المطلب الرابع : تصفية و تحصيل الضرائب .
المبحث الثالث : الآثار الاقتصادية للضرائب
المطلب الأول : أثر الضريبة على الاستهلاك و الادخار .
المطلب الثاني : أثر الضريبة على الإنتاج .
المطلب الثالث : أثر الضريبة على الأسعار
المطلب الرابع : أثر الضريبة على إعادة توزيع الدخل .
خاتمة






المقــدمة

تعتبر الضريبة من أقدم و أهم المصادر المالية للدولة نظرا لضخامة الموال التي توفرها للخزينة العامة للدولة، و قد تزايدت أهميتها بتزايد حصتها في هيكل الإيرادات العامة و كذا الدور الكبير الذي تلعبه في مجال تحقيق أهداف الدولة السياسية و المالية و الاجتماعية و الاقتصادية و التنموية ومن ثم ضخامة آثارها على مختلف مستويات القطاع الإنتاجية و الاستهلاكية و التوزيعية ومع التطور الذي عرفته الدولة من اقتصاد اشتراكي إلى اقتصاد السوق فقد احتلت الضريبة خيرا كبيرا من الدراسات المالية و الاقتصادية و الاجتماعية، حيث أصبحت موضوع اهتمام رجال الفكر المالي سعيا منهم لإيجاد حلول للأزمات المالية و الاقتصادية كما أصبحت أداة من أدوات السياسة المالية للدولة التي تؤثر بشكل مباشر على اقتصاد الدولة و نظرا للأهمية التي تتصف بها الضريبة في مختلف المجالات الجبائية و لكثرة ما تثيره من مسائل تستحق الدراسة أصبح الحديث عن هذا الموضوع علما قائما في كل أقطار العالم و الذي هو حديثنا في هذا البحث، حيث سنحاول الإتمام بجوانب عديدة تتعلق بالضريبة فما المقصود بالضريبة؟ و ما هي أهدافها و آثارها الاقتصادية؟ .











المبحث الأول : ماهية الضريبة
المطلب الأول : نشأة الضريبة : لقد كان يعيش أفراد المجتمع قديما في شكل قبائل، وكان يتم ذلك دون أن يستلزم نفقات عامة، لكن سرعان ما ظهرت الحاجة المشتركة بين الأفراد في القبيلة الواحدة و القبائل الأخرى كالحاجة إلا المن و الدفاع و الغذاء و بالتالي استلزم على الرغم " رئيس القبيلة" الاستعانة بالهبات و الأموال و التبرعات، وكان العمل التطوعي الفردي أو الجماعي .
إن تعدد حاجات الفرد و تنوعها أدى إلا طهور ما يسمى بالحاجة العامة التي لا يمكن لأي فرد تحمل نفقاتها لوحده، مما استلزم وجود مجلس القبيلة، يقوم بتنظيم الحياة داخل القبيلة و تقسيم العمل من أجل توزيع النفقات بين جميع الأفراد، و مع توسيع القبيلة و زيادة مهام مجلس القبيلة ظهر مفهوم الدولة كمنظم للحياة الاجتماعية و أصبح من الضروري للدولة تامين الموارد اللازمة للمحافظة على المن و الدفاع عن ممتلكات الأفراد مما أدى بها إلى فرض تكاليف إلزامته على الأفراد نظير ممارسة بعض المهن أو عبور بعض الجسور و لقد عرف المسلمين أول توع من الضريبة التي فرضت عليهم و التي نظم أسسها الحليفة عمر بن خطاب ومن أول البلدان المطبقة لها سوريا و مصر، و في ذلك العهد كانت توجد أربعة أنواع من الضرائب الزكاة و الخراج و الجزية و العثور، الزكاة هي أقدم معين من النصاب الحولي يخرجه المسلم لله تعالى فهو حق واجب في مال مخصوص لطائفة مخصوصة لتحقيق رضا الله و تزكية النفس و المال و تحقيق أهداف اقتصادية، اجتماعية، سياسية و مالية1 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftn1)
المطلب الثاني : تعريف الضريبة و خصائصها
تعريف الضريبة : هناك عدة تعاريف للضريبة ومن بينها ما يلي :
- عرف الفقيه الفرنسي جيز jesse حيث يعرف الضريبة أنها " استقطاع نقدي تقرضه السلطة على الأفراد بطريقة نهائية و بلا مقابل بقصد تغطية الأعباء العامة .
- كما عرف الأستاذ Mell يعرف الضريبة بشكل أوسع و أعم و أشمل " الضريبة استقطاع نقدي تفرض السلطات العامة على الأشخاص الطبيعين و الاعتباريين وفقا لقدراتهم التكليفية، بطريقة نهائية، و بلا مقابل بقصد تغطية الأعباء العامة و لتحقيق تدخل الدولة1 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftn2)
تعريف ثالث : الضريبة هي مبلغ من المال تقتطعه السلطة العامة من الأفراد جبرا و بصفة نهائية دون مقابل و ذلك لتحقيق أهداف المجتمع2 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftn3)
التعريف الشامل :من التعاريف السابقة يمكن أن تعرف الضريبة على أنها خدمة مالية أو تأدية نقدية تفرض على الأفراد جبرا من السلطة العامة دون مقابل و بصفة نهائية، من أجل تغطية النفقات العامة و تحقيق الأهداف المحددة من طرف الدولة، و يعتبر تحديد الضريبة نسبتها و طرق تحصيلها من اختصاص السلطة التشريعية، و من خلال هذه التعاريف تتضح لنا الخصائص التالية3 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftn4):
· الضريبة إلتزام نقدي : خلافا لما كان سائدا قديما حيث كانت الضريبة تفرض عينا، ذلك نتيجة لعدم سيادة الاقتصادية النقدي، و مع التقدم الاقتصادي و الاجتماعي و ظهور عيوب الضرائب و صعوبة جبايتها، أخذت الضريبة صفة الاستقطاع النقدي من مال المكلف .
· الضريبة فريضة جبرية :إن الضريبة تفرض جبرا، أي المكلف ليس حرا في دفعها، بل أن السلطات العامة، هي التي تحدد مقدار الضريبة و كيفيتها و موعد دفعها، لذلك فالضريبة تأخذ بقرار من جانب واحد و هذا ما يميزها عن غيرها من الإيرادات المالية الأخرى كالرسوم و القروض الاختيارية التي تستخدم الدولة أساليب لإغراء الاكتتاب الأفراد مع تعهدها برد الأصل و سدد قيمة القرض4 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftn5)
· الضريبة فريضة نهائية : بمعنى لا يستطيع المكلف دافع الضريبة المطالبة باسترجاع المبلغ الضريبي المدفوع مهما كانت الظروف و الأحوال .
· الضريبة تفرض بلا مقابل :فلا يتوقع المكلف دافع الضريبة أن تعود عليه بمنفعة خاصة مباشرة، و لكن المنفعة تعود عليه بصفته عضو في المجتمع، من خلال المنفعة العامة التي تعود على جميع المواطنين فليس من المنطق أن يطلب المكلف أي نفع مقابل دفعه للضريبة5 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftn6)

و هدف الضريبة في تحقيق المنفعة العامة : إن هذه الصفة هي من أبرز علامات التطور التي مرت به الضريبة فقد رأى الفكر التقليدي إن هدف الضريبة الأساسي، بل الأوحد في إيراداتها المالية، غير أن الدساتير و القوانين خلال القرنين 18 و 19، منعت استخدام إيرادات الضريبة في إشباع الحاجات الخاصة بالملوك و الأمراء بل يجب أن تخصص إيرادات الضريبة لتحقيق المنفعة العامة إلا أن الحلاف قد قام بين الاقتصاديين حول تحديد المنفعة العامة1 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftn7)
المطلب الثالث :الأساس القانوني للضريبة : ان الأساس القانوني للضريبة كان ميثار جدل بين نظريات كثيرة انتشرت في القرن التاسع منها من قال إن فرض الضريبة يستند إلى العلاقة التعاقدية بين الدولة و الفرد و منهم من اعتبر فرض الضريبة واجبا وطنيا " نظرية التضامن" لذلك سندرس هذه النظريات .
1- النظرية التعاقدية للضريبة : اعتبر أصحاب هذه النظرية، الضريبة علاقة تعاقدية بين الدولة و الفرد و فسر ذلك على النحو التالي " الفرد يدفع الضريبة لأنه يحصل على شيء بالمقابل فيكون أساس فرض الضريبة عقدا ضمنيا بين الفرد و الدولة، يتم الاتفاق على أحكامه بين الدول و الأفراد بواسطة ممثلي الشعب، و السلطة التشريعية" و لكن ليس هذا هو التفسير الوحيد للعقد. بعضهم اعتبروا الضريبة " عقد بيع " تبتاع من الدولة بجزء من ماله الخدمات المقدمة له من الدولة، و منهم اعتبر الضريبة " عقد إيجار " فالدولة تقدم خدمات و تعد المرافق للأفراد، و الأفراد تدفع لها الضريبة مقابل هذه الخدمات و آخرون نظروا إلى 2 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftn8)الضريبة على أنها " عقد تامين " دافع الضريبة عندما يدفعها، يؤمن بقسط من ماله على باقية و هناك من قال على إن الضريبة " عقد مقايضة " بين مال المكلف و المنفعة التي يحصل عليها من الدولة و آخرون قالوا " الضريبة عقد شراكه " معتبرين الدولة شركة تقدم خدماتها العامة للأفراد و تتقاضي مقابل ذلك حصتها من أرباح هذه الشركة .
و الواقع أن النظرية التعاقدية للضريبة ماهي الإنتاج النظرية الفردية في تفسير الدولة، تلك النظريةو التي نادى بها كل من مونتيسكو و آدم سميث، و أن التطورات التي حدثت في كل العالم مع بداية القرن العشرين، جعل من النظرية التعاقدية للضريبة تقدم تفسير يناسب فترة معنية قد انقضت و حاليا تعرض الضريبة بلا مقابل فالمكلف الذي يدفع الضريبة، لا يحمل على نفع خاص به بل يدفع الضريبة لكونه عضوا في الجماعة السياسية، و لما كانت الدولة ضرورة إجتماعية و سياسية و يجب أن تقدم بتحقيق غايات مادية و معنوية للأفراد و هذه الغايات تتطلب الإنفاق، كان للدولة الحق في أن تطالب رعاياها و القاطنين فيها بالمساهمة بعبء الإنفاق العام
2- نظرية التضامن الاجتماعي :اعتبر أصحاب هذه النظرية، الضريبة عبارة عن تضامن بين الجماعة الاجتماعية الخاضعة بسلطة سياسية واحدة، و هم لذلك يستمدون فكرتهم من التطور التاريخي للضريبة، حيث كانت الضريبة عبارة عن تضامن شخصي بين الجماعات السياسية كالعشيرة و القبيلة، ثم أصبحت هبة مالية يدفعها الأفراد إلى الحاكم لمساعدته على تنفيذ بعض المشروعات كالحروب، ومن ثم من أجل تغطية بعض النفقات العامة، لتصبح الضريبة مشاركة أو مساعدة، و أخيرا أصبحت الضريبة فريضة يدفعها الإفراد كواجب اجتماعي تضامني، و بذلك الضريبة هي إحدى الطرائق التوزيع الأعباء العامة التي يتطلبها التضامن الاجتماعي بين الأفراد .
و هكذا فنظرية التضامن الاجتماعي هي الأكثر مطابقة للواقع لأن الضريبة لا تقوم على أساس عقد بين الدولة و الفرد بل تقوم على أساس ما للدولة من سلطة مبعثا التضامن الاجتماعي و الرغبة في الحياة المشتركة[1] (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftn9)
المطلب الرابع :أهداف الضرائب :تفرض الضريبة على الأفراد من اجل تحقيق أعراض و أهداف معنية مالية و اقتصادية و اجتماعية و سياسية و قد تطورت لهذه الأهداف بتطور دور الدولة و يمكن حصرها على النحو التالي :
1- الهدف المالي : يتمثل الهدف المالي لضريبة في كونها تعتبر من أهم الموارد المالية التي تعتمد عليها الدولة لتغطية نفقاتها العامة، ة لتحقيق لهذا الغرض يشترط وفرة حصيلة الضريبة، أي أن يكون مردود الضريبة كبيرا و بقدر كافي لتغطية احتياجات الاتفاق العام .
2- الهدف الاقتصادي : و يتمثل في تحقيق الاستقرار عبر الدورة الاقتصادية عن طريق تخفيض الضرائب أثناء فترة الركود و الإنكماش و زيادتها أثناء فترة التضخم من أجل الحفاظ على القدرة الشرائية، كما تستخدم الضريبة لتشجيع نشاط و قطاع اقتصادي معين بمنحة فترة إعفاء ضريبة معين .
3- الهدف الاجتماعي : تستخدم الضريبة لإعادة توزيع الدخل الوطني الفائدة الفئات الفقيرة محدودة الدخل فالإجراءات الضريبة تساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية و ذلك بزيادة القدرة الشرائية للفئات محدودة الدخل و تقليص الهوة بين هذه الفئات وتلك التي لها مداخيل مرتفعة .
4- الهدف السياسي : يسمحالنظام الضريبي لدولة بتحقيق أهداف سياسية معنية مثل تحقيق التوازن الجهوي 1 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftn10)
المبحث الثاني : التنظيم الفني للضرائب2 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftn11)
المطلب الأول : القواعد الأساسية للضرائب
يقصد بالمبادئ العامة التي تحكم الضريبة مجموعة قواعد و أسس التي يتعين على المشروع إتباعها و مراعاتها عن وضع أسس النظام الضريبي في الدولة و تتلخص فيما يلي :
1- قاعدة العدالة : على مواطني كل دولة أن يماطموا في نفقات الحكومة قدرها يمكن قدراتهم التكليفية، بمعنى تناسبا مع الدخل، الذين يتمتعون به تحت حماية الدولة .
تماثل نفقة الحكومة، اتجاه أفراد نفس الأمة، مصاريف الإدارة اتجاه الملاك في ملكية كبيرة الذين يجدون أنفسهم مجبرين جميعا على مساهمة في هذه المصاريف تناسبا مع الفائدة التي يتمتعون بها في هذه الملكية .
2- قاعدة اليقين : يجب أن تكون الضريبة أو جزء منها الذي يلزم كل فرد بدفعها، أن تكون يقينتة و ليست عشوائية . فالفترة، النمط، حجم الدفع كل هذا يجب أن تكون واضحا و دقيقا سواء للمكلف بالضريبة أو بالنسبة لكل دفع آخر .
3- قاعدة الملائمة : يجب أن تحصل كل ضريبة في الفترة و حسب النمط الذي يمكن تراه الأكثر ملائمة للمكلف بالضريبة " و ذلك عند حصوله على دخله " .
4- قاعدة الاقتصادي في النفقة : يجب أن تحصل كل الضريبة بطريقة تجعل، أقل حجم ممكن من النقود يخرج من أيادي الشعب مقارنة بما يجب أن يرد إلى الخزينة العمومية
هذه هي القواعد الأربعة الأولى تتعلق بتوزيع الضريبة، فلهي قاعدة نظرية تم انتقادها في الكثير من الأحيان.
أما القواعد الثلاث الأخرى : فهي قواعد تطبيقية، مملاة من طرف الحس الجيد و تطبيقها لا يتضمن الكثير من الصعوبات .
باختصار فإن هذه القواعد تسمح ب :
- المساواة أمام الضريبة (قاعدة العدالة).
- أن الضريبة تكون يقينية و ليست غامضة أو غير معقولة (قاعدة اليقين).
- أن يتم تحصيل الضريبة في الفترة حسب النمط الذي يلائم جميع المواطنين (قاعدة الملائمة) .
- أن تكون الموارد المالية التي تجنيها الدولة من الضريبة أكبر من تلك التي استعملت في تحصيلها1 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftn12)
المطلب الثاني : الوعاء الضريبة
يقصد يه المادة الخاضعة للضريبة، و يتم تحديد وعاء الضريبة الأسلوبين التحديد الكيفي لوعاء الضريبة، التحديد الكمي لوعاء الضريبة .
* التحديد الكيفي لوعاء الضريبة : عند تحديد وعاء الضريبة يتم أخذ يعين الاعتبار الظروف الشخصية للفرد و التي تتمثل في :
- مركزه العائلي و الاجتماعي : فيستبعد من الضريبة الجزء من الدخل المتعلق بإشباع الحاجات الضرورية للفرد و عائلته .
- مصدر الدخل : تفرض الضريبة و تختلف حسب مصدر الدخل إذا كان عملا أو رأسمال
- المركز المالي : تميز الضريبة في المعاملة بين المركز المالي لكل مكلف بها من حيث حجم دخله
* التحديد الكمي لوعاء الضريبة : تستخدم عدة طرق لتقدير قيمة المادة الخاضعة للضريبة
- طريقة المظاهر الخارجية : تعتمد إدارة الضرائب عند تحديد وعاء الضريبة على بعض المظاهر الخارجية التي تتعلق بالمكلف بها كأن تقدر دخله على أساس القيمة الإيجارية لمنزله .
- طريقة التقرير الجزافي : تقوم هذه الضريبة على أساس تحديد دخل المكلف بالضريبة تحديد جزافيا استناد إلى بعض المؤشرات مثل رقم الأعمال الذي يعد دليلا على ربح التاجر و عدد عمل ساعات الطبيب يعد دليلا على دخله .
- طريقة التقدير المباشرة : يتم تحديد وعاء المادة الخاضعة للضريبة بصورتين :
إما بالتصريح أو عن طريق التقدير المباشر بواسطة الإدارة بالنسبة للتصريح يتم من طرف المكلف بالضريبة، و تحتفظ الإدارة بحقها في رقابة هذا التصريح و تعديله في حالة وجود غش أو خطأ و قد يصدر التصريح الذي يقدم للإدارة عن شخص آخر غير المكلف بالضريبة شريطة أن تكون هناك رابطة قانونية بينهما كعلاقة دائن و مدين .
- التقدير بواسطة إدارة الضرائب : يخول القانون للإدارة تقدير وعاء المال أو المادة الخاضعة للضرائب بصفة مباشرة و تسمى هذه الطريقة بالتفتيش الإداري مثل مناقشة المكلف بالضريبة أو فحص دفاتره و سجلاته المحاسبية و قد أعطى القانون للمكلف بالضريبة حق الطعن في صحة تقدير الإدارة وفقا لقواعد و إجراءات محددة1 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftn13)
المطلب الثالث : أنواع الضرائب
تنقسم إلى عدة أنواع تختلف باختلاف الزاوية التي ينظر إليها منها :
1- من حيث تحمل العب : تتكون إما مباشرة أو غير مباشرة .
أ‌- الضرائب المباشرة : هي كل اقتطاع قائم مباشرة على الأشخاص أو على الممتلكات، و الذي يتم تحصيله بواسطة قوائم أسمية، و التي تنتقل مباشرة من المكلف بالضريبة إلى الخزينة العمومية2 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftn14)
1- مزايا ضريبة المباشرة : ومن مزايا و عيوبها نذكر
- ثبات حصيلتها : إذ تفرض على عناصر تتمتع بالثبات النسبي
- مرونتها : بالإمكان زيادة حصيلة هذا النوع من الضرائب كلما اقتضت الحاجة و ذلك يرفع سعر الضريبة .
- عدالتها : و ذلك من خلال توزيع الأعباء الضريبة وفقا لمقدرة المكلفين على الدفع .
- قلة تكاليف جبايتها : حيث أنها تفرض على عناصر يسهل حصرها و بالتالي لسنا بحاجة إلى وقت و جهد كبيرين للوصول إليها .
- أشعار المواطنين بواجبهم : إذ يتحدد شروط دفنها و مواعيد الدفع بما يتفق و ظروف الممول.
2- عيوب الضريبة :
- بطء حصيلتها و مرور فترة بين استحقاق الضريبة و توريدها للخزانة .
- ضخامة العبء الضريبي بدفع المكلف إلى التهوب الضريبي1 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftn15)
ب- الضرائب غير مباشر : فهي تقع في معظم الأحيان على عناصر الاستهلاك أو الخدمات المؤداة و بالتالي يتم تسديدها، طريقة غير مباشرة، من طرف الشخص الذي يود استهلاك هذه الأشياء أو استعمال الخدمات الخاضعة للضريبة، مثل الضرائب على الواردات، لصنع، البيع، النقل2 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftn16)........الخ
3- مزايا الضريبة غير مباشرة :
1- مرونتها ز ارتفاع حصيلتها لاتساع نطاقها إذ تشمل الإنتاج، الاستهلاكالمبيعات كما يساهم كافة المواطنين في أدائها جانب سهولة دفعها دون أن يشعر المواطن .
2- السرعة تحصيلها و تدفقها المستمر خلال السنة المتعلقة بها، لأن الإنفاق تتداول بطريقة مستمر لمدة سنة
عيوب الضريبة غير مباشرة :
1- عدم عدالتها لأن عبء الضرائب مباشرة بشكل عام أكبر على ذوي الدخول الصغيرة منه على ذوي الدخول المرتفعة، حيث يخصص الفقراء بنسبة أكبر من دخلهم على الاستهلاك، كما أن حصيلة الضرائب يستطيع التركيز على السلع الضرورية .
2- ارتفاع تكاليف جبايتها – كي تجبي الضرائب غير مباشرة بحاجة إلى إجراءات تقدير و مراقبة و نفقات تحصيل3 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftn17) ............الخ

3- من حيث المادة الخاضعة للضريبة :
أ‌- الضريبة على الأشخاص : المقصود بالضريبة على الأشخاص تلك الضريبة التي يكون مطردها الشخص ذاته و هي من أقدم الضرائب في التاريخ، و عرفتها الحضارات كافة و كان يطلق عليها سابقا " الضريبة على الرؤوس " و طبقها العرب تحت اسم " الجزية "
ب‌- الضريبة على الأموال :فهي الضريبة التي تفرض على المال ذاته أو ما يطلق عليها ضريبة رأس المال حيث تصيب العقارات بحد ذاتها و ليس إيرادها و الأموال بذاتها و ليس ناتجها .
4- من حيث تحديد الوعاء الضريبي :
أ‌- الضريبة الواحدة : منذ أندخلت حيز التنظيم، و أصبحت جزءا من السياسة المالية و السياسة الاقتصادية، ومنذ أن اعتبرت مصدرا ماليا لا يمكن تجاهله، لتغطية النفقات العامة، منذ ذلك الحين أخذ الدارسون على دراسة التنظيم الفني للضريبة فهل تفرض ضريبة وحيدة .
- تراعي حالة المكلف الشخصية لكونها توجد الأعباء الضريبة و بالتالي يستطيع المكلف التحقيق عن أعبائها عليه.
- نفقات الضريبة الوحيدة قليلة : فهي ضريبة بسيطة، تسمح بالاقتصاد في تحقيقها و رقابتها و جبايتها، و هي بذلك سهلة التنظيم، والأقل إزعاجا للمكلف .
ب‌- الضريبة المتعددة : في نظام الضرائب المتعددة يتم فرض أكثر من ضريبة أساسية واحدة على أنواع متعددةمن الدخول و الأموال، وكلمازادت حاجة الدولة إلى المال، تزداد أنواع الضرائب المفروضة، وهنا النظام يختلف تطبيقية باختلاف الدولة و درجة تطورها .
- الضرائب المتعددة أكثر مراعاة الحالة المكلف النعمية، لأن المكلف يدفع الضريبة على أكثر من مطرح ضريبي دون أن يشعر بدفعها و بخاصة تلك التي يدفعها من ثمن السلع الخدمات
- الضرائب المتعددة، تحد من ظاهرة التهرب الضريبي ففي نظام الصربية الوحيدة إذا ما تم تهرب ضريبي ستكون النتيجة سيئة 1 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftn18)
5- من حيث السعر : و تنقسم إلى2 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftn19) :
الضريبة النسبية : هي تلك الضرائب التي يبقي سعرها ثابت تغيير المادة الخاضعة للضريبة، كأن تفرض ضريبة على الدخل بسعر 10 % فهذا السعر ينطبق على جميع الدخول كبيرة كانت أم صغيرة
الضريبة التصاعدية : و هي تلك الضرائب التي يزداد سعرها بازدياد المادة الخاضعة للضريبة، فتلاحظ أن معدل الضريبة يزيد كلما ازداد المبلغ الخاضع للضريبة و بالتالي تزيد حصيلة الضريبة، هذا النوع من الضريبة تستخدمه معظم التشريعات الضريبة، خاصة التي تراعي العدالة الاجتماعية، فتمتاز الضرائب التصاعدية بتحقيق العدالة و المساواة لان أصحاب الدخول العالية يتحملون عبئا أكبر من أصحاب الدخول المتدنية كما تؤدي إلى إعادة توزيع الدخل الثروة و عدم تمركزها بتدفئة قليلة من أفراد المجتمع .
أشكال الضرائب التصاعدية :
أ‌- التصاعد بالطبقات : حسب هذه الطريقة يقسم المكلفون إلى عدد معني من الطبقات بحيث تدفع كل طبقة سعر ضريبي معين، و يزداد معدل الضريبة كلما زاد دخل المكلف و دخل في طبقة أعلى هذه الطريقة على الرغم مما يميزها من بساطة، إلا أن فيها عيبا جوهريا لأن صاحب الدخل قد يلحق به الضرر أحيانا بسبب زيادة بسيطة جدا في دخله.
ب‌- التصاعد بالشرائح :حسب هذه الطريقة تنقسم المادة الخاضعة للضريبة إلى شرائح يطبق على كل منها سعر معين يرتفع بالانتقال من شريحة إلى أخرى و هذا الأسلوب يتلافى العيب السابق، فلا تطبق الضريبة على الدخل كله بمعدل واحد و إنما تطبق عليه معدلات بعدد شرائح المادة الخاضعة للضريبة و تعتبر التصاعد بالشرائح من أكثر الأساليب المستخدمة في تطبيق الضريبة .


المطلب الرابع : تصفية و تحصيل الضرائب1 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftn20)
· تصفية الضريبة : المقصود بها هو حساب قيمتها المستحقة للخزانة العامة و ذلك بعد تحديد و تقدير عناصر وعاء الضريبة حسب الطرق التي تم ذكرها سابقا فبعد تحديد الوعاء الضريبي يتم حساب قيمة الضريبة الواجبة الدفع للدوائر المالية و هذا الحساب غالبا ما يتم من قبل الدوائر المالية، و خاصة فيما يتعلق بالضرائب المجباة بموجب جداول مثل الضريبة على الرواتب و الجور، و أحيانا يتم حساب الضريبة المستحقة على المكلف من قبل المكلف تقسمه، و يتم دفع الضريبة على أقساط بعد التدقيق من قبل الدوائر المالية.
· تحصل الضريبة (جباية الضريبة) : يدخل العائد الضريبي إلى خزانة الدولة وفقا للأصول و القواعد المقررة قانونيا حيث يترك للدوائر المالية، أمر اتخاذ التدابير و الإجراءات القانونية لجمع إيراداتالضرائب، فالتشريع الضريبي يحدد عادة بالإضافة إلى مطرح الضريبة و معدلها المدة التي يجب إن تدفع خلالها هذه الضريبة و المؤيدات و الامتتيازات التي تتمتع بها الدولة تأمينا لجباية الأموال العامة، و هناك أكثر من شكل لجباية الضرائب منها:
التحصيل المنظم : و به يتم العمل بموجب جداول مهيأة من قبل الإدارة المالية، التي تقوم بإعداد جداول تحقق، و هي عبارة عن قائمة تبين أسماء المكلفين، و مكان الضريبة و مبلغ الضريبة و نوعها و المستندات التي تقرر بموجبه الضريبة.
التحصيل الطوعي : يتم التحصيل الضريبي وفق هذه الطريقة دون الحاجة إلى صدور جداول تحقق، فالمكلف يقوم بنفسه بتوريد الضرائب المستحقة عليه للدوائر المالية مثل الضريبة على القيمة المضافة بفرنسا حيث يتم توريد الضريبة للخزانة العامة كل ثلاثة أشهر و كذلك الضريبة على المبيعات في الأردن .
التحصيل بالعودة إلى المنبع : و بها يقوم الغير بدفع الضريبة إلى الإدارة المالية نيابة عن المكلف، وأكثر الضرائب حجزا في المنبع هي ضريبة الرواتب و الجور، حيث يقوم صاحب العمل سواءا كان شخصا خاصا بتوريد الضريبة إلى الدوائر المالية وفق القوانين و القواعد الناظمة لذلك .

الجباية بطريقة لصق الطابع : حيث تستوفي الضريبة عن طريق استعمال ورقة مدفوعة من فئات مختلفة أو إلصاق طوابع خاصة منفصلة .
المبحث الثالث : الآثار الاقتصادية للضريبة
المطلب الأول : أثر الضريبة على الاستهلاك و الادخار:
إن فرص الضرائب يؤدي بشكل عام إلى تخفيض الاستهلاك، و خاصة استهلاك أصحاب الدخول المحدودة، لأن اقتطاع جزء من دخولهم على شكل ضرائب يحد من قوتهم الشرائية لأن الدخل المعد للإنفاق سوف ينخفض، نلاحظ هذا جليا في الدول النامية، حيث تدنى الدخول و اقتطاع جزء كبير من الدخل للإنفاق الاستهلاكي، إذ تصل هذه النسبة في بعض هذه الدول إلى 90 %كما أن الاستهلاك الأغنياء يتأثر من الضرائب بنسبة ضئيلة .
إلى جانب اثر الضرائب الاستهلاك يوجد أثر على الادخار، و لكن المتضرر من ذلك هم الأغنياء لأن بإمكانهم أن يقتطعوا جزء من دخلهم على شكل ادخار، فزيادة الضرائب يؤدي إلى تخفيض ادخارهم إما الفقراء تأثرهم يكون قليل جدا، لن ادخارهم منخفض جدا1 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftn21)
المطلب الثاني : أثر الضريبة على الإنتاج : تؤثر في الإنتاج بالنقصان، كذلك يتأثر الإنتاج نتيجة تأثير الضرائب في عرض الطلب رؤوس الموال الإنتاجية .
فعرض رؤوس الموال الإنتاجية يتوقف على الادخارهم الاستثمار. و كما رأينا من قبل فإن الضرائب تؤدي إلى الادخار وقلة رؤوس الأموال الإنتاجية، فإنه يتأثر بمقدار الربح المحقق، فإذا كان فرض الضريبة يؤدي إلى تقليل الربح، فبطبيعة الحال يقل الطلب عليها أما إذا زاد الربح فإن الطلب يزيد عليها و كذلك فإن فرض الضريبة قد يؤدي إلى انتقال عناصر الإنتاج الأخرى قليلة العبء الضريبي، مما يؤثر على النشاط الاقتصادي.
المطلب الثالث : أثر الضريبة على الأسعار : يترتب على إن الضريبة تقتطع جزء من دخول الأفراد إن يقل الطلب على سلع و خدمات معينة من جانب هؤلاء الأفراد، و بالتالي يؤدي ذلك إلى انخفاض أسعار هذه السلع، بشرط ألا تدخل الدولة حصيلة الضريبة في مجال التداول، بمعنى أن تستخدمها الدولة في تسديد قروض خارجية مثلا، و تكوين احتياطي معني، فإن تيار الانفاق النقدي يقل و بالتالي يقل الطلب و تنخفض الأسعار و خاصة في فترات التضخم، أما في فترات الانكماش، حيث تلجأ الدولة إلى تقليل الاقتطاع الضريبي من الدخول الإفراد، رغبة منها في تشجيع الإنفاق، مما يؤدي إلى حدوث حالة من الانتعاش و زيادة في الطلب الكلي الفعال1 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftn22)أما إذا استخدمت الدولة تلك الحصيلةفي مجال التداول كشراء سلع و خدمات أو دفع رواتب العمال أو مبالغ مستحقة للموردين أو المقاولين، فإن هؤلاء يستخدمون هذه المبالغ في زيادة الطلب على السلع و الخدمات مما يؤدي إلى عدم انخفاض الأسعار .
المطلب الرابع : أثر الضريبة توزيع الدخل :
و قد ينتج على الضريبة أن يعاد توزيع الدخل و الثروة بشكل غير عادل، صالح الطبقات غير الغنية على حساب الفئات الفقيرة، و يحدث هذا بالنسبة للضرائب غير مباشرة، باعتبارها أشد عبئا على الفئات الفقيرة، أما الضرائب المباشرة فهي تؤثر على الطبقات الغنية و مستوى الادخار، كما أوضحنا من قبل .
و مما هو جدير بالذكر، أن الطريقة التي تستخدم بها الدولة الحصيلة الضريبة تؤثر على نمط التوزيع، فإذا أنفقت الدولة هذه الحصيلة في شكل نفقات تحويليه أو ناقلة، بمعنى تحويل الدخول من طبقات اجتماعية معنية إلى طبقات أخرى دون أية زيادة في الدخل، بحيث تستفيد منها الفئات الفقيرة، فإن هذا يؤدي إلى تقليل التفاوت بين الدخول2 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftn23)






خاتــــمة

حسب ما ذكرناه فإن الضريبة هي عبارة عن فريضة نقدية جبرية دفعها يكون بلا مقابل مباشر و نهائي، تخضع المجموعة من مبادئ و القواعد تتمثل في مبدأ العدالة اليقين، الملائمة في التحصيل و أخيرا قاعدة الاقتصاد في التحصيل، و الهدف من هذه القواعد هو التوفيق بين مصلحة الدولة و مصلحة المكلفين أي أنها تحقق مصلحة المكلفين بها من جهة أخرى تحقق مصلحة الخزينة العمومية كما نجدها تنفي إلى عدة أنواع و هذا وفقا لعدة معايير .
كما نستخلص أيضا أن الضريبة إلى جانب كونها تمويلية فهي أيضا وسيلة لتحقيق أهداف الدولة الاقتصادية و السياسية و اجتماعية .
و لقد أتضح إن كل دولة تختار مزيحا ضريبيا خاصا بها إذ أن هذه النظم لا تكون شرطا في كل دولة، المهم أن تحقق ما خططت لتحقيقه كما نجد إن تطبيق هذه الضرائب و تنفيذها ينجر عنه وقوع عدة آثار التي بدورها تأثر بصفة مباشرة على النشاط الاقتصادي لدولة، نذكر أهمها تأثيرها على الدخل و الإنتاج و الاستهلاك و الأسعار و الادخار .
- و عليه نظرا لأهمية هذا المورد في زيادة تحصيل الإيرادات لدولة فيجب على هذه الأخيرة أن تحافظ عليه.










قائـــمة المـراجع

1- د/ أحمد لهبيبات و آخرون، الاقتصاد و المانجمنت و القانون، الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، الطبعة الأولى 2007- 2008 .
2- د/ خالد شحادة الطخيب و آخرون، أسس المالية العامة، دار وائل للنشر، طبعة ثانية عمان، 2005 .
3- طارق الحاج، مالية عامة، دار الصفاء للنشر و التوزيع، الطبعة الأولى عمان 1999 .
4- محمد طاقة و آخرون، اقتصاديات المالية العامة، دار المسيرة للنشر و التوزيع طبعة الأولى بغداد، 2007 .
5- أ/ محمد عباس محرزي، اقتصاديات المالية العامة، ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر سنة 2003 .
6- منتدى طلبة الجزائر، منتدى علوم التسيير و التجارة .

1 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftnref1) منتدى طلبة الجزائر، منتدى علوم التسيير و التجارة، يوم 13 – 01 – 2010 على الساعة 16:13

1 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftnref2) د/ خالد شحادة الخطيب و آخرون: أسس المالية العامة، دار وائل للنشر، طبعة الثانية، عمان، سنة 2005، ص 145 .

2 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftnref3) د / محمد طاقة و آخرون، اقتصاديات المالية العامة، دار المسيرة للنشر و التوزيع، طبعة الأولى، بغداد، 2007، ص 89 .

3 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftnref4) د/ أحمد لهيبات و آخرون، الاقتصاد و المانجمنت و القانون، الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، الطبعة الأولى، 2007، 2008، ص: 150 .

4 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftnref5) د / خالد شحادة الخطيب و آخرون، مرجع سبق ذكره، ص : 126 .

5 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftnref6) د/ طارق الحاج، مالية عامة، دار الصفاء للنشر و التوزيع، الطبعة الولى، عمان 1999 . ص ص : 47، 48 .

1 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftnref7) خالد شحادة الخطيب ، مرجع سبق ذكره، ص : 147 .

2 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftnref8) خالد شحادة الخطيب ، مرجع سبق ذكره، ص : 156 .

[1] (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftnref9)خالد شحادة الخطيب ، مرجع سبق ذكره، ص : 157 .

1 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftnref10) أحمد لهيبات و آخرون، مرجع سابق ذكره، ص: 153 .

2 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftnref11) محمد عباس محرزي، اقتصاديات المالية العامة ديوان المطبوعات الجامعية الجزائر ص : 187 .

1 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftnref12) محمد عباس محرزي، مرجع سابق ذكره، ص : 188، 189، 190 .

1 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftnref13) أحمد لهيبات و آخرون، مرجع سابق ذكره، ص: 154- 155 – 156 .

2 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftnref14) د/ محمد عباس محرزي، مرجع سابق ذكره، ص : 205.

1 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftnref15) طارق الحاج، مرجع سابق، ص ص : 56 – 57 .

2 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftnref16) د/ محمد عباس محرزي، مرجع سابق، ص : 205 – 206 .

3 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftnref17) خالد شحادة الخطيب و آخرون، مرجع سبق ذكره، ص ص : 161- 162- 163 .

1 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftnref18) خالد شحادة الخطيب و آخرون، مرجع سبق ذكره، ص ص : 161- 162- 163 .

2 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftnref19) طارق الحاج، مرجع سابق، ص ص : 77- 79- 80- 81 .

1 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftnref20) د/ خالد شحادة الخطيب و آخرون، مرجع سبق ذكره، ص ص : 193- 194 .

1 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftnref21)د/ طارق الحاج، مرجع سابق، ص 97 .

1 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftnref22) د/ محمد عباس محرزي، مرجع سابق، ص ص : 323 – 324 .

2 (http://www.djelfa.info/vb/newthread.php?do=newthread&f=99#_ftnref23) د/ محمد عباس محرزي، مرجع سابق، ص :325 .

محب بلاده
2010-11-26, 22:20
اريد بحث حول استغلال الاطفال في الاعمال الشاقة



حث حول استغلال الأطفال لا تقتصر هذه الظاهرة الخطيرة على الدول الفقيرة والنامية، بل تنتشر أيضا في الدول الصناعية، انها صور مأساوية خصوصا ان أكثر من 22 مليون طفل بيعوا في الأسواق العالمية خلال العقد الماضي, (212) مليون طفل يُسخرون في أعمال قاسية وسط ظروف صعبة وخطرة على حياتهم وهناك نحو 15 مليون طفل يموتون سنويا نتيجة هذه الممارسات غير الإنسانية بحق الأطفال رجال الغد وكثيرا ما يتعرض الأطفال للبيع كأية سلعة تجارية في العائلات الكبيرة الغارقة في الفقر.
يستغل عدد كبير من الاطفال في الحقول والمصانع والمناجم والأعمال الشاقة المختلفة مقابل أجر زهيد أو لمجرد غذاء غير كاف لنمو قواهم العقلية والجسدية ويحرمون من التعليم الذي يجب ان يكون إلزاميا ومجانيا، عبر مشارف القرن الواحد والعشرين مازال عشرات ملايين الأطفال يعاملون كعبيد وأسرى حرب.
تبدأ المخاطر الاجتماعية بالتنامي عندما يتحول الأطفال الى عبء على العائلة والمجتمع والدولة، وفي ظل هذا الوضع فان عشرات ملايين الأطفال يتعرضون للوفاة قبل بلوغهم سن الخامسة إضافة الى ملايين أخرى يولدون وهم يحملون اعاقات ذهنية وجسدية مختلفة تحد من نموهم.
واذا كانت الانجازات العلمية الكبرى التي تحققت في مختلف الميادين وخصوصا غزو الفضاء ومحاولة الهبوط على الكواكب شدت أنظار واهتمام العالم، فانها حجبت مخاطر تهدد بتدمير بنية حضارة المستقبل المتمثلة ب685 مليون طفل محرومين من أبسط الحقوق الانسانية يعانون حاليا من سوء التغذية والتشرد والأمية والأمراض المختلفة.
من المعروف ان انتشار البطالة والحروب وتراكم الديون وهدر الأموال الخاصة والعامة في مشاريع غير منتجة سيتحمل أعباءها أجيال المستقبل أطفال اليوم وكثيرا ما يستغل بؤس العائلات في الهند والباكستان وعشرات الدول في افريقيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية، فتتضاعف معاناة الأطفال الذين يضطرون ويجبرون على دخول أسواق العمل في سن مبكرة، وبعضهم تتراوح أعمارهم بين 8 و12 عاما يفرض عليهم المشاركة في الحروب والعمل في المناجم والمصانع والأعمال الزراعية في ظروف شديدة الخطورة.
ويذكر ان مرحلة الطفولة تختلف من دولة وأخرى مع العلم انها تشمل فترة نمو الطفل جسديا وذهنيا وصولا الى مرحلة النضج والاعتماد على النفس, وتحاول الدول المتطورة اطالة مرحلة الطفولة لتجنب الأطفال المعاملات القاسية ومحاولات الاستغلال بكل أشكاله، وتخصص لهم دور حضانة متطورة وتراقب أوضاعهم الصحية والتعليمية.
واستنادا الى وثائق رسمية في منظمة اليونيسيف تعمل فتيات تتراوح أعمارهن بين الثامنة والثانية عشرة لفترة اثنتين وسبعين ساعة في الأسبوع في مصنع للسجاد في بلد افريقي، وقد كشفت دراسة في كولومبيا عن صبيان يعملون في مصانع الآجر منذ السابعة من عمرهم، وآخرين يعملون خدما في المطاعم من الساعة الثامنة صباحا حتى الحادية عشرة ليلا حيث يصاب هؤلاء بتشوهات جسدية على المدى الطويل.
وفي ايران تشكو الفتيات العاملات في حياكة السجاد راكعات على ركبهن ومثنيات الأجساد من تشوهات في أعضائهن السفلية,,,
هكذا يصبح حملهن صعبا وقد يصبن بالعقم، وفي تايوان تعمل فتيات تتراوح أعمارهن بين الثانية عشرة والرابعة عشرة حوالي أربع عشرة ساعة يوميا في جمع خيوط الحرير الرقيقة جدا التي يقال عنها الخيوط المجهرية التي تستخدم لصنع التجهيزات الالكترونية، حيث تعاني الكثيرات منهن من اضطرابات في النظر بعد خمس سنوات من ممارسة هذا العمل الشاق.
أما في شوارع أوروبا الشرقية فهناك مئات الأطفال المشردين بعضهم يعاني من عاهات جسدية وذهنية، ويعتمدون على التسول كمصدر للرزق دون ان يلقوا أي اهتمام أو رعاية، وفي البيرو وكولومبيا تزدهر أيضا تجارة الأطفال، وتنظم هذه الصفقات عصابات سرية مختصة شبيهة بمافيات تهريب المخدرات، وتشير الإحصاءات الصادرة عن منظمات دولية الى بيع نحو 15 ألف طفل سنويا تقوم بعملية التسويق وكالات تعتمد على تجارة الأطفال وبين هذه الدول أسر غريبة محرومة من الانجاب، لكن معظم الأطفال الذين ينشأون في بيئة ومجتمع غريبين عنهم ينتهون الى أوضاع مأساوية.
أطفال المناجم
أما أطفال المناجم والمصانع فيتراوح عددهم من 175 و212 مليون طفل ينتشرون في آسيا وافريقيا وأميركا اللاتينية وتركيا، ويجمع الخبراء الدوليون على ان أطفال الشوارع المشردين هم أشبه بقنبلة موقوتة تهدد المجتمعات البشرية بالفوضى ونشر الجريمة والادمان على المخدرات وكل الممنوعات ومنها السطو والبغاء ويطلق على هؤلاء الأطفال في الهندوراس اسم المتمردين الصغار وفي كولومبيا أولاد الغبار وفي رواندا الهامشيون وفي بوليفيا سوس الخشب الى ما هناك من تسميات تدل على مدى بؤس هؤلاء المشردين وما يمكن ان يشكلوه في المستقبل من مخاطر، ويصل عدد هؤلاء الأطفال الهائمين في شوارع مدن العالم أكثر من 14 مليون طفل هم عرضة لشتى أنواع الاستغلال غير الأخلاقي ولتعاطي المخدرات والانتساب الى العصابات والمافيات التي تستغل أوضاعهم أبشع استغلال.
وتستغل الآن هذه الظاهرة الخطيرة في العديد من دول العالم نتيجة الفقر وانعدام الرعاية وعدم توفر قوانين للتعليم الإلزامي المجاني في هذه الدول وتجاهل الميسورين وكبار رجال الأعمال لهذه الظاهرة، وغرق الدول المذكورة في الديون والبطالة والحروب وتخصيص ميزانيات كبرى على التسلح، هذا في الوقت الذي تعادل كلفة بناء حاملة طائرات رعاية عشرات الملايين من هؤلاء المشردين وتأمين المأوى لهم ومقاعد للدراسة وهناك اجماع في المنظمات الدولية على ان أكثر من (225) مليون طفل مشرد تتحمل مسؤولية بؤسهم تصرفات غير سليمة عائلية وسياسية واجتماعية، الى جانب الأزمات والحروب الأهلية في العديد من مناطق العالم ويقول علماء النفس:
الصغار هم ضحايا ممارسات وأخطاء يرتكبها الكبار,,, .
وما يزيد وضع رعاية الأطفال صعوبة وتعقيدا النزاعات المسلحة في الدول النامية والفقيرة بدءا من جنوب السودان والصومال وافغانستان امتدادا حتى أمريكا اللاتينية، هذه النزاعات تلتهم معظم ميزانيات الحكومة مما ينعكس سلبا على الأطفال بالدرجة الأولى، والى جانب استخدام مئات الآلاف من هؤلاء الأطفال كجنود ووقود لهذه الحروب، وآخر الاحصاءات تشير الى انه يموت طفل كل ثلاث دقائق بسبب الحروب أو المرض والجوع، ونحو 1000 طفل يموتون شهريا بسبب انفجار الألغام، كما ان مئات الآلاف يصابون بعاهات جسدية ونفسية خطيرة، ففي الحرب الافغانية وحدها قتل أكثر من 1,3 مليون طفل وعشرات الآلاف الذين قتلوا في الحرب اللبنانية الاسرائيلية ونحو 200 ألف في أوغندا، وفي يوغسلافيا قتل ما لا يقل عن 175 ألف طفل.
ويقول عدد من كبار المختصين برعاية الأطفال ان 29 مليار دولار تكفي لتحويل بؤس نحو 250 مليون طفل في العالم الى سعادة، مع العلم ان هذا الرقم يقل عن 2,5 بالمائة من اجمالي النفقات العسكرية التي تزيد على 200 مليار دولار، وهو أقل مما ينفقه الامريكيون على المرطبات والأوروبيون على المشروبات؟؟
الأطفال العرب
لأن المجتمع العربي مازال محافظا على التعاليم السماوية والعادات والتقاليد فإن وضع الأطفال العرب على العموم أقل سوءا من وضع باقي أطفال العالم وبخاصة تجارة الأطفال، هذا الى جانب العديد من دور الحضانة والرعاية ومراكز الاهتمام بالأيتام.
وتشير آخر احصاءات الأمم المتحدة واليونيسيف الى ان نسبة الضحايا بين الأطفال العرب هي الأقل في العالم، لكن هذا لا ينفي وجود مئات آلاف الأطفال العرب خارج مقاعد الدراسة ينتشرون في الشوارع والأزقة أو يعملون كباعة متجولين.
وتشير التوصيات النهائية في اتفاقية جرى التوقيع عليها في القاهرة تحمل عنوان الاهتمام بالأطفال العرب جاء فيها:
أ انشاء المزيد من مراكز رعاية الأطفال لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الأطفال المشردين نتيجة الحرب والبطالة.
ب فرض التعليم الإلزامي والمجاني وتحسين المستوى وتشديد الرقابة.
ج نشر التوعية الاجتماعية من خلال وسائل الاعلام.
د انشاء عدد كاف من العيادات الطبية لمكافحة الأمراض السارية.
ومع كل هذا فان تجارة الأطفال على المستوى العالمي تبقى وصمة عار بحق الانسانية والطفولة البريئة.

ايمانalg
2010-11-26, 22:32
السلام عليكم اتستطيع مساعدتي في التاريخ
موقف الدول الاوربية من الاحتلال الفرنسي للجزائر
ادا كان بامكانك ذلك
لم اجد سوى معلومات قليلة وانا احتاج بحث بفصول ومباحث

محب بلاده
2010-11-26, 22:32
اريد بحث حول شطب القرارالاداري السابق




الغاء القرار الاداري

القرار الإداري عمل قانوني يصدر عن الإدارة بما لها من سلطة عامة فيحدث مركزا قانونيا جديدا أو يؤثر في مركز قانوني سابق وحتى ينشأ القرار الإداري فإنه لا ينشأ من فراغ إذ فلابد من توافر مقومات يرتكز عليها وتمده بأسباب الحياة والإستمرار وهذه المقومات هي الأركان وشروط الصحة ثم يدخل القرار الإداري صوره النهائي ويقتضي القرار الإداري ونحن إذا شبها بحياة الكائن الحي لاتجد مبالغة في ذلك فما هي طرق و أساليب و نهاية القرار الإداري و كيف يمكن إلغاء القرار الإداري ؟

المبحث الأول :



إن النظام القانوني للقرارات الإدارية لا يتوقف على قواعد تكوينها أو تطبيقها بل أيضا قواعد إنهائها و هناك طريقتين لأنها القرارات الإدارية عن طريق إرادة الإدارة أي أن الإدارة هي التي تقوم بنفسها بأنها لقراراتها الإدارية أو بغير إرادة عن طريق القضاء بدعوى الإبطال أو بالنهاية الطبيعية و لكن المشكل هذا هو عدم احترام القرارات الإدارية و بالتالي المراكز القانونية التي أنشأتها فإنه بالنسبة لإنهاء القرار الإداري بواسطة دعوى الإبطال أو الإلغاء فيكون أيضا بالنسبة للماضي و هذا ما يسمى بالأثر الرجعي للإلغاء القضائي أما إذا انتهت القرارات عن الطريق الإداري فهي تلغى بقرار إداري آخر من نفس الطبيعة أو من نفس السلطة لكن المشكل يبقى مطروح في القرار الإداري الملغى لأنه أكيد أنشأ مراكز قانونية فكيف يمكن تصدر قرار يلغي هاته المراكز القانونية و بالتالي يؤدي إلى عدم استقرار الأعمال الإدارية لهذا فإن المبدأ المهم هو المبدأ المتعلق بعدم رجعية الأعمال الإدارية أي لا يكون له أثر لا في المستقبل و نشوء المركز القانوني يجب احترامه و إلا أدى إلى فوضى و عدم مصداقية في الإدارة و السبب الآخر هو أن الحق المكتسب يكون ناجم عن قانون إداري صدر في الماضي وولد أثره في المستقبل . فالقاضي الإداري الذي ألغى حقوق مكتسبة يكون بنفس السياق فيكون له أثر في المستقبل فقط لكن إذا كنا نعمل بمبدأ كهذا فإننا نتعثر بشيء آخر هو أنه إذا نشأ حق من قرار إداري أساسه منعدم ( بفقدانه إلى حد أركانه الثلاثة ) ومنه فالحق الذي ينشاه باطل و بالتالي فهنا اندلعت عملية اكتشاف القانون الإداري للتفرقة بين الإلغاء و السحب فالأولى لا يكون إلا في المستقبل و السحب يكون في المستقبل و الماضي (كأن لم يكن )فهو لا يحترم حق المكتسب بعكس الإلغاء و منه فالإلغاء يختلف عن السحب من حيث أن الإلغاء يقضي على آثار القرار الإداري بأثر فوري بينما يقضي السحب على آثار القرار الإداري بأثر رجعي و لذا يجب التطرق لكل منهما في :



المطلب الأول :


نهاية القرارات الإدارية بواسطة الإلغاء :



الإلغاء الإداري للقرارات هو إنهاء و إعدام الآثار القانونية للقرارات الإدارية بالسبة للمستقبل فقط، و ذلك اعتبارا من تاريخ الإلغاء مع ترك وإبقاء آثارها السابقة قائمة بالنسبة للماضي وسلطة الإلغاء الإداري للقرارات الإدارية تنصب على القرارات الإدارية غير المشروعة والإدارية مقيدة في إستعمال سلطة الإلغاء الإداري بالمدة القانونية وهي شهران .أما بالنسبة للإلغاء الإداري للقرارات الإدارية المشروعة ومدى إمكانية إلغائها إداريا فيجب التميز في هذا الشأن بين القرار الإداري الفردي والقرار الإداري التنظيمي
مثال كان يوظف شخص أو يستفيد شخص من سكن

عمار عوابدي : النشاط الإداري " الجزء الأول "
فالقرار الفردي المشروع لا يجوز للإدارة العامة أن تمس بإلغاء أو تعديله على إعتبار أنها أنشأت مراكز قانونية ذاتية وفردية أي ولدت حقوقا ذاتية مكتسبة لأصحابها لا يجوز المساس بها وأن استعمال الإدارة العامة لسلطة الإلغاء في وجه هذا النوع من القرارات يشكل اغتصابا لحقوق مكتسبة وإستثناء على هذه القاعدة فإنه يجوز إلغاء القرار الإداري في الحالات الآتية :


1-إذا كان مؤقتا ومثال ذلك قرار الإستلاء على عقار معين يلغى بعد انتهاء أسباب الإستلاء .
2-إذا كان إلغاؤه متروكا لتقدير الإدارة حيث تلغي الإدارة قرارات ندب وإعادة الموظفين مثلا متى ترى أن حاجة العمل تقتضي ذلك .
3-إذا كان الإلغاء لا يمس حقوقا مكتسبة لأحد كقرار رفض منح الجنسية



أما بالنسبة للقرار التنظيمي المشروع فإنه يجوز للإدارة أن تعدلها أو تلغيها وفقا لمتطلبات الصالح العام وفي حدود الأوضاع والإجراءات القانونية المقررة وذلك راجع إلى أن القرار التنظيمي يخلف مراكز قانونية عامة وموضوعية ولا ينشئ مراكز قانونية ذاتية وشخصية ولذلك لا يعتبر تعديل أو إلغاء قرار تنظيمي إغتصابا لحق مكتسب والقيد الوحيد الذي يجد من سلطة الإدارة في إلغاء القرار التنظيمي هو مقتضبات المصلحة العامة وقواعد المشروعية والموضوعية والشكلية أي أن قرار تنظيمي يلغي سهولة فلا يصطدم بمبدأ الحق المكتسب كما أمه يلغى في كل وقت لأنه لا يؤدي إلى حقوق فردية لحقوق المكتسبة



سحب القرارات الإدارية :


يقصد بالسحب إزالة آثار هذه القرارات بالنسبة للمستقبل والماضي على السواء وذلك بإعدام آثارها بأثر رجعي اعتبارا من تاريخ صدورها يجعلها كأنها لم تكن وهذا يؤدي إلى ملاحظة تكمن في الإشارة إلى مبدأ عدم رجعية الأعمال الإدارية وبالتالي فالسحب يسيء إلى هذا المبدأ مما يؤدي إلى إصابة خطيرة لحقوق الأفراد وحرياتهم ويجب أن يتقيد السحب بشروط قد ترقى إلى درجة ضمانات الفرد في مواجهة عمليات سحب القرارات الإدارية وإنطلاقا من ذلك يجب التمييز بين القرار الفردي والقرار التنظيمي (السحب يستند إلى عدم المشروعية).




1-بالنسبة للقرار الفردي : القرار الفردي يسحب في أي وقت حتى وإن أنشأ حقوق مكتسبة فالسحب جاء من أجل إنهاء القرار الإداري الباطل فمادام لا يمكن إلغاء القرار الفردي كما أشرنا سابقا لأنه أنشأ حق مكتسب فأنشأ وخدعة قانونية وهي السحب فيكون القرار كأن لم يكن، وهذا بشرط أن يكون القرار أنشأ حق مكتسب وباطل وسحب القرار الإداري يكون مقبول فيكون السحب إذا تعذر الإلغاء ويكون في أي وقت ولكن بشروط هي :


-أن يستند لشرعية (وليس بالملاءمة) بمعنى بشروط أنه يمكن سحب القرار الإداري إستنادا إلى أنه باطل (للعيوب 04) إستنادا إلى أنه غير ملائم والملاءمة تكمن في عملية التفسير .
2
-أن يتم السحب خلال شهرين حتى تتراجع على القرار وبالتالي لا يحق للفرد خلال مدة الشهرين أن يطالب بسحبه وأساس الشهرين لأنها المدة المحددة لمباشرة الرقابة القضائية على ذلك القرار فقانون الإجراءات المدنية يمنع الفرد من إلغاء قرار إداري إلا بعد مرور شهرين من صدوره م 280 ق . إ . م وبعدها يطالب بسحبه أمام القضاء عن طريق الإلغاء القضائي ومنه السحب يجنب العمل القضائي أي فإنه إذا انقضت هذه المدة القانونية فإن القرار يكتسي الإلغاء والسحب معا مما يجعله يولد حقوقا مكتسبة للأفراد لا يجوز تمسها الإدارة بالإلغاء ولا بالسحب ويضاف إلى هذين الشرطين شرط 3



2-بالنسبة للقرار التنظيمي : لا يمكن أن يشكل أبدا موضوعا للسحب ولا يمكن لأي فرد الاحتجاج بحق نشأ عنه، ولكن الإستثناء يمكن أن يسحب القرار لتنظيم مرفق أو مركز قانوني معين واستفاد بعد ذلك المعنيون من هذا القرار بأن تم فعلا إنشاء حقوق مكتسبة فلا يمكن أن يسحب وإذا لم يستفيدوا منه يمكن سحبه .مثال : المرسوم المتعلق بإجراءات العفو من الخدمة الوطنية للدخول في مهنة ما فإنه يمكن سحبه إذا لم يستفد منه شخصيا أي إعفاء أشخاص من الخدمة الوطنية .

مثال آخر : أنه في حالة مرسوم تنظيمي أعلن عن مسابقة وطنية للدخول في مهنة ما فإنه يمكن أن تسحب المسابقة الوطنية إذا لم تنشأ حقا مكتسبا الذي ينشأ يوم إعلان النتائج لكن قبل إعلان .




المطلب الثاني :



نهاية القرارات الإدارية عن طريق القضاء :


تنقضي وتزول القرارات الإدارية بالقضاء على آثارها القانونية بواسطة حكم قضائي نهائي حائز على قوة الشيء المقضي به بعد تحريك ورفع دعوى الإلغاء من ذوي الصفة والمصلحة القانونية من الأفراد أمام السلطات القضائية المختصة وطبقا للإجراءات والشكليات قانونا ولمعرفة ماهية وأحكام الإلغاء القضائي للقرارات الإدارية يجب دراسة دعوى الإلغاء .




الفرع الأول: تعريف دعوى الإلغاء وخصائصها :





دعوى الإلغاء هي دعوى قضائية عينية أو موضوعية والتي يحركها ويرفعها أصحاب الصفة القانونية والمصلحة أمام القضاء الإداري طالبين فيها الحكم بإلغاء قرار إداري نهائي غير مشروع ويختص القاضي بالنظر في مدى شرعية أو عدم شرعية القرار الإداري المطعون فيه بعدم الشرعية ومن خلال هذا التعريف نجد خصائص لدعوى الإلغاء وهي كالتالي :
- دعوى الإلغاء دعوى قضائية وليست بطعن أو تظلم إداري :
لم تكتسب دعوى الإلغاء الصفة والطبيعة القضائية إلا في نهاية القرن 19 وبداية القرن 20 أي بعد 1872 حيث كانت دعوى الإلغاء قبل هذا التاريخ مجرد طعن أو تظلم إداري رئاسي وذلك في ظل فترة إنعدام وجود القضاء الإداري البات وسيادة فترة القضاء المحجوز وبعد استغلال (ق إ) أصبحت (دعوى الإلغاء) موجودة قانونيا في شكل دعوى قضائية .
المبحث الثاني : إنتهاء القرارات الإدارية عن طريق تغير إرادة الإدارة :
وينتج عن حقيقة كون دعوى الإلغاء دعوى قضائية أن عملية تحريكها ورفعها من قبل أصحاب الصفة القانونية والمصلحة وممارستها من قبل القضاء المختص فلابد أن تتم على أساس قاعدة أو حجة قانونية وطبقا للشروط والإجراءات القانونية المقررة في ق. إ . والمرافعات المتعلقة بالدعوى الإدارية .
كما أنه لا يجب مقارنة أو معادلة دعوى الإلغاء بالدفوع القضائية والتظلمات الإدارية فدعوى الإلغاء دعوى أي أداة هجوم ولست وسيلة دفاع كما هو الحال في الدفوع القضائية ودعوى الإلغاء قضائية وليست بتظلم إداري
*دعوى الإلغاء هي الدعوى الأصلية والوحيدة الإلغاء القرارات الإدارية غير المشروعة إلغاء قضائيا:
أي أنه لا يمكن إلغاء قرار إداري غير مشروع إلغاءا قضائيا وإزالة آثاره القانونية إلا بواسطة دعوى الإلغاء فقط وبالتالي فلا يمكن أن تقوم الدعاوى المختلفة كدعوى التفسير والتعويض ودعوى فحص وتقدير الشرعية ؟؟؟ تقوم بتعويض أي كبديل عن دعوى الإلغاء (لا يمكن) "1"
* دعوى الإلغاء عينية وموضوعية وليست دعوى شخصية ذاتية
أ‌- وذلك لأن رفع دعوى الإلغاء أمام جهة القضاء المختص لا يهاجم ولا يخاصم السلطات الإدارية مصدرة القرار المطعون فيه وإنما يهاجم ويخاصم القرار الإداري غير المشروع ذاته .
ب‌- كما دعوى الإلغاء لا تهدف مثل دعاوى القضاء الكامل إلى حماية المراكز القانونية الذاتية والشخصية وإنما تستهدف دعوى الإلغاء حماية المصلحة العامة والمركز القانوني العام أي أنها تستهدف حماية سيادة ونفاذ مبدأ الشرعية القانونية والنظام القانوني النافذ في الدولة .
شرحه مبدأ الشرعية والقانونية : لأنها تلقي وتقضي على كل قرار إداري مخالف القانون في معناه العام ويخرج عن أحكام الشرعية وقواعد النظام القانوني السائد في الدولة .
الفرع الثاني : الشروط الشكلية والموضوعية لدعوى الإلغاء :
1-الشروط الشكلية : يقصد بالشروط الشكلية لقبول دعوى الإلغاء هي مجموعة الشروط التي يجب توافرها حتى يمكن لجهة القضاء المختص بدعوى الإلغاء أن ينعقد الإختصاص لها بقبول النظر والفصل في دعوى الإلغاء وهي
-القرار الإداري : أي أن يكون محل وموضوع دعوى الإلغاء الطعن في قرار إداري (المادة 274 ق.إ.م) . فلكي يقبل القاضي دعوى الإلغاء ويفصل فيها لابد أن يكون موضوع الطعن قرارا إداريا نهائيا له موصفات القرار الإداري فهو عمل إداري بقصد إحداث أو تعديل أو إلغاء مراكز قانونيا أي انشاء حقوق وترتيب إلتزامات فلا يمكن رفع دعوى الإلغاء هذا كل من ضد أعمال إدارية مادية أو عقود إدارية وكذا لا يمكن رفع دعوى الإلغاء هذا كل من الأعمال التشريعية والأعمال السياسية والأعمال القضائية وبالتالي يشترط في القرار الإداري محل الطعن بدعوى الإلغاء عدة مواصفات وهي:
1-ج. م . اوبي وردواجو المرجع السابق ص 136
1 -يجب أن يكون القرار إداريا موجودا فلا يقبل الطعن في الإلغاء في قرار لم يصدر أو قرار ألغي قضائيا أو إداريا .
2-أن يكون القرار الإداري صادرا من سلطة إدارية وأن يكون مولدا لآثار قانونية أما بالتعديل أو الإنشاء أو لاغيا لإلتزامات وحقوق ومراكز قانونا
3-أن يكون القرار إداريا قابلا للنفاذ وجوب عرضه بعد ذلك على سلطة عليا .
شرط التنظيم الإداري السابق لا تقبل دعوى الإلغاء في النظام القضائي الجزائري إلا بعد القيام بعملية التظلم الإداري الرئاسي أساسا وأصلا أو التظلم الإداري الولائي في حالة عدم وجود سلطة رئاسية للسلطة الإدارية مصدرة القرار المطعون فيه بدعوى الإلغاء"1"(لاتكون الطعون بالبطلان مقبولة مالم يسبقها الطعن التدريجي الذي يرفع أمام السلطة الإدارية التي تعلو مباشرة الجهة التي أصدرت القرار فإن لم توجد فأمام من أصدر القرار نفسه)
-فالتظلم حسب المادة 275 برفع إلى السلطات الإدارية الرئاسية أصلا خلال شهرين من تاريخ العلم الشخصي بالقرار الإداري الفردي وابتداءا من النشر الرسمي للقرارات الإدارية التنظيمية العامة "2".
تنص المادة 275 ق .إ.م : " أن الطعن المسبق المنصوص عليه في المادة 275 يجب أن يرفع خلال شهرين من تاريخ تبليغ القرار المطعون فيه أو نشره "
2- شرط المدة أو شرط ميعاد رفع الدعوى : ميعاد رفع الدعوى الإلغاء هو شهران من تاريخ التبليغ والعلم بالقرار الصحيح لرفض السلطات الإدارية المختصة لمضمون ومحتوى التظلم الإداري من خلال ( 275 ق.إ.م) في حالة الرد الصريح من الإدارة العامة على التظلم
-وفي حالة سكوت السلطة الإدارية المختصة والمتظلم أمامها ولم ترد على التظلم مدة 03 أشهر فيجوز رفع ذلك التظلم أن يرفع دعوى الإلغاء خلال مدة شهرين من مدة 03 أشهر لسكوت السلطة الإدارية والمتظلم أمامها وهذا ما نصت عليه عنه ( 275 ق. إ) تنص على "أن سكوت السلطة الإدارية مدة تزيد عن 03 أشهر عن الرد على طلب الطعن التدريجي أو الإداري يعد بمثابة رفض له ، وإذا كانت السلطة الإدارية هيئة تداولية فلا يبدأ ميعاد 03 أشهر في السريان إلا من تاريخ قفل أول دورة قانونية تلي إيداع الطلب "
ويمكن مد رفع الدعوى للأسباب التالية :
1-رفع دعوى الإلغاء أمام محكمة قضائية غير مختصة : إن الحكمة من اعتبار رفع الدعوى الإلغاء أمام محكمة غير مختصة سبب من أسباب قطع الميعاد في رفع دعوى الإلغاء وبداية هذا الميعاد من جديد، ذلك أن تحرك رافع دعوى الإلغاء وخطأه في جهة الإختصاص القضائي دليل على تمسكه بحقه في المطالبة بإلغاء القرار الإداري غير المشروع ولكنه أخطأ في الوصول إلى جهة الإختصاص القضائي بدعوى الإلغاء فلا يجب حرمانه من حقه (دعوى الإلغاء ) وتبدأ من تاريخ لتبليغه بالحكم بعد الاختصاص .

1-نص المادة 275 من قانون الإجراءات المدنية
2-راجع ذلك في بيان المحكمة من خلال ص 13 – 16
2-طلب المساعدة القضائية أو طلب الإعفاء من الرسوم القضائية :
والحكمة من هذه القاعدة أنه لا يجب حرمان صاحب الصفة القانونية من استعمال حق رفع دعوى الإلغاء بسبب فقره وعجزه عن رفع الرسوم القضائية وطلبه للمساعدة القضائية دليل على تمسك صاحب الصفة بحقه في استعمال دعوى الإلغاء وننبه هنا بأن المشرع الجزائري لقد حول مسألة طلب المساعدة القضائية سببا من أسباب وقف المدة وليس سببا من أسباب قطع الميعاد أو المدة إذ يبدأ الميعاد في السريان من جديد لمدة شهرين كاملين حسب نص المادة 237 " يوقف سريان ميعاد الطعن بإيداع طلب المساعدة القضائية فكم كتابة المجلس الأعلى – ويبدأ سريان ميعاد من جديد للمدة الباقية من تاريخ تبليغ قرار أو رفض الطلب من مكتب المساعدة القضائية لكل ذي مصلحة أما بالطريق الإداري أو لكتاب موصى عليه يعلم الوصول .
3-القوة القاهرة كسبب لوقف الميعاد : يقرر القضاء الإداري أن القوة القاهرة يترتب عليها وقف أو توقف ميعاد رفع دعوى الإلغاء بحيث لا تبدأ المدة الباقية في السريان من جديد إلا بعد زوال أسباب القوة القاهرة .
آثار زوال القضاء بميعاد رفع دعوى الإلغاء :
الفرع الأول : نشير إلى أن القرار الإداري يكسب بحصانة نهائية ضد الإلغاء إذا لم ترفع الدعوى في ميعادها المحدد حفاظا على استقرار القرارات الإدارية ونظرا لكون ميعاد رفع دعوى الإلغاء من النظام العام لا يجوز مخالفتها أو الإتفاق على مخالفتها فإنه يجوز للمحكمة إثارة مسألة القضاء ميعاد رفع الدعوى أي مرحلة من مراحل التقاضي كما يجوز ان تقضي المحكمة من تلقاء نفسها بعدم قبول دعوى الإلغاء غير انه في حالة اكتساب القرار الإداري الحصانة ضد دعوى الإلغاء يمكن اللجوء إلى وسائل أخرى
1. الدفع بعدم شرعية هذا القرار بصفة عرضية فالدفوع لا تتقادم
2. الطعن بدعوى الإلغاء في القرارات الفردية التي تصدر تطبيقا لقرار تنظيمي إداري غير مشروع : واكتسب حصانته ذد دعوى الإلغاء سبب قوات ميعاد رفع دعوى الإلغاء ضد القرار التنظيمي العام .
3. رفع دعوى التعويض والمسؤولية لأصحاب الصفة القانونية المضرورين من قرار إداري غير مشروع
4. إذا ألغى القانون الذي أسس عليه هذا القرار أو عدل .
*شرط المصلحة والصفة في رفع دعوى الإلغاء : لا يجوز لأحد أن يرفع دعوى الإلغاء مالم يكن حائزا على صفة قانونية ومصلحة من خلال مبدأ " لا دعوى بدون مصلحة " وقد تكون المصلحة (أدبية أو معنوية)
· شرط انتفاء الطعن المقابل أو الدعوى الموازية : مباشرة من كل المشرعين الجزائريين والفرنسيين أي أنه لا يمكن قبول دعوى الإلغاء إلا إذا كان الطاعن يملك دعوى قضائية أخرى تمكنه من الحصول على طلباته بدلا من دعوى الإلغاء نص المادة 276 ق.إ.م. " لا تكون الطعون بالبطلان مقبولة أيضا إذا كان الطاعنون يملكون الدفاع عن مصالحهم طريق الطعن العادي أمام أية جهة قضائية أخرى "

الفرع الثاني : الشروط الموضوعية لدعوى الإلغاء الحكم بالإلغاء
بعد تحقيق الشروط الشكلية لقبول دعوى الإلغاء وينعقد الإختصاص للقاضي المختص بدعوى الإلغاء في فحص وتحليل القرارات الإدارية من حيث المشروعية وعدمها أي البحث في مدى توافر وشرعية الأركان في القرار المطعون فيه بدعوى الإلغاء وسلامته وخلوه من عيوب الشرعية وهي :
1-عيب السبب : يقصد بعيب السبب إنعدام الوقائع المادية أو القانونية أو وقوع خطأ في تقديرها وتكيفيها خلال صدور قرار إداري معين من قبل سلطة إدارية مختصة كأن تصدر السلطة الإدارية المختصة قرار إداريا بحرق منزل على إعتقاد بأنه موبوء ولكنه سليم من كل وباء (أو تهديمه ). كذلك يمكن أن تصدر السلطة الإدارية قرار إداريا بمعاقبة الموظف على أنه خالف القانون في حين أنه لم يخالفه .
2-عيب عدم الإختصاص : يعرف على أنه انعدام القدرة والأهلية والصفة القانونية على اتخاذ قرار إداري معين بإسم ولحساب الإدارة العامة بصفة شرعية (اعتداء سلطة مركزية على أخرى مثل اعتداء وزير على سلطات وزير آخر)

محب بلاده
2010-11-26, 22:34
اريد بحث حول شطب القرارالاداري السابق




الغاء القرار الاداري

القرار الإداري عمل قانوني يصدر عن الإدارة بما لها من سلطة عامة فيحدث مركزا قانونيا جديدا أو يؤثر في مركز قانوني سابق وحتى ينشأ القرار الإداري فإنه لا ينشأ من فراغ إذ فلابد من توافر مقومات يرتكز عليها وتمده بأسباب الحياة والإستمرار وهذه المقومات هي الأركان وشروط الصحة ثم يدخل القرار الإداري صوره النهائي ويقتضي القرار الإداري ونحن إذا شبها بحياة الكائن الحي لاتجد مبالغة في ذلك فما هي طرق و أساليب و نهاية القرار الإداري و كيف يمكن إلغاء القرار الإداري ؟

المبحث الأول :



إن النظام القانوني للقرارات الإدارية لا يتوقف على قواعد تكوينها أو تطبيقها بل أيضا قواعد إنهائها و هناك طريقتين لأنها القرارات الإدارية عن طريق إرادة الإدارة أي أن الإدارة هي التي تقوم بنفسها بأنها لقراراتها الإدارية أو بغير إرادة عن طريق القضاء بدعوى الإبطال أو بالنهاية الطبيعية و لكن المشكل هذا هو عدم احترام القرارات الإدارية و بالتالي المراكز القانونية التي أنشأتها فإنه بالنسبة لإنهاء القرار الإداري بواسطة دعوى الإبطال أو الإلغاء فيكون أيضا بالنسبة للماضي و هذا ما يسمى بالأثر الرجعي للإلغاء القضائي أما إذا انتهت القرارات عن الطريق الإداري فهي تلغى بقرار إداري آخر من نفس الطبيعة أو من نفس السلطة لكن المشكل يبقى مطروح في القرار الإداري الملغى لأنه أكيد أنشأ مراكز قانونية فكيف يمكن تصدر قرار يلغي هاته المراكز القانونية و بالتالي يؤدي إلى عدم استقرار الأعمال الإدارية لهذا فإن المبدأ المهم هو المبدأ المتعلق بعدم رجعية الأعمال الإدارية أي لا يكون له أثر لا في المستقبل و نشوء المركز القانوني يجب احترامه و إلا أدى إلى فوضى و عدم مصداقية في الإدارة و السبب الآخر هو أن الحق المكتسب يكون ناجم عن قانون إداري صدر في الماضي وولد أثره في المستقبل . فالقاضي الإداري الذي ألغى حقوق مكتسبة يكون بنفس السياق فيكون له أثر في المستقبل فقط لكن إذا كنا نعمل بمبدأ كهذا فإننا نتعثر بشيء آخر هو أنه إذا نشأ حق من قرار إداري أساسه منعدم ( بفقدانه إلى حد أركانه الثلاثة ) ومنه فالحق الذي ينشاه باطل و بالتالي فهنا اندلعت عملية اكتشاف القانون الإداري للتفرقة بين الإلغاء و السحب فالأولى لا يكون إلا في المستقبل و السحب يكون في المستقبل و الماضي (كأن لم يكن )فهو لا يحترم حق المكتسب بعكس الإلغاء و منه فالإلغاء يختلف عن السحب من حيث أن الإلغاء يقضي على آثار القرار الإداري بأثر فوري بينما يقضي السحب على آثار القرار الإداري بأثر رجعي و لذا يجب التطرق لكل منهما في :



المطلب الأول :


نهاية القرارات الإدارية بواسطة الإلغاء :



الإلغاء الإداري للقرارات هو إنهاء و إعدام الآثار القانونية للقرارات الإدارية بالسبة للمستقبل فقط، و ذلك اعتبارا من تاريخ الإلغاء مع ترك وإبقاء آثارها السابقة قائمة بالنسبة للماضي وسلطة الإلغاء الإداري للقرارات الإدارية تنصب على القرارات الإدارية غير المشروعة والإدارية مقيدة في إستعمال سلطة الإلغاء الإداري بالمدة القانونية وهي شهران .أما بالنسبة للإلغاء الإداري للقرارات الإدارية المشروعة ومدى إمكانية إلغائها إداريا فيجب التميز في هذا الشأن بين القرار الإداري الفردي والقرار الإداري التنظيمي
مثال كان يوظف شخص أو يستفيد شخص من سكن

عمار عوابدي : النشاط الإداري " الجزء الأول "
فالقرار الفردي المشروع لا يجوز للإدارة العامة أن تمس بإلغاء أو تعديله على إعتبار أنها أنشأت مراكز قانونية ذاتية وفردية أي ولدت حقوقا ذاتية مكتسبة لأصحابها لا يجوز المساس بها وأن استعمال الإدارة العامة لسلطة الإلغاء في وجه هذا النوع من القرارات يشكل اغتصابا لحقوق مكتسبة وإستثناء على هذه القاعدة فإنه يجوز إلغاء القرار الإداري في الحالات الآتية :


1-إذا كان مؤقتا ومثال ذلك قرار الإستلاء على عقار معين يلغى بعد انتهاء أسباب الإستلاء .
2-إذا كان إلغاؤه متروكا لتقدير الإدارة حيث تلغي الإدارة قرارات ندب وإعادة الموظفين مثلا متى ترى أن حاجة العمل تقتضي ذلك .
3-إذا كان الإلغاء لا يمس حقوقا مكتسبة لأحد كقرار رفض منح الجنسية



أما بالنسبة للقرار التنظيمي المشروع فإنه يجوز للإدارة أن تعدلها أو تلغيها وفقا لمتطلبات الصالح العام وفي حدود الأوضاع والإجراءات القانونية المقررة وذلك راجع إلى أن القرار التنظيمي يخلف مراكز قانونية عامة وموضوعية ولا ينشئ مراكز قانونية ذاتية وشخصية ولذلك لا يعتبر تعديل أو إلغاء قرار تنظيمي إغتصابا لحق مكتسب والقيد الوحيد الذي يجد من سلطة الإدارة في إلغاء القرار التنظيمي هو مقتضبات المصلحة العامة وقواعد المشروعية والموضوعية والشكلية أي أن قرار تنظيمي يلغي سهولة فلا يصطدم بمبدأ الحق المكتسب كما أمه يلغى في كل وقت لأنه لا يؤدي إلى حقوق فردية لحقوق المكتسبة



سحب القرارات الإدارية :


يقصد بالسحب إزالة آثار هذه القرارات بالنسبة للمستقبل والماضي على السواء وذلك بإعدام آثارها بأثر رجعي اعتبارا من تاريخ صدورها يجعلها كأنها لم تكن وهذا يؤدي إلى ملاحظة تكمن في الإشارة إلى مبدأ عدم رجعية الأعمال الإدارية وبالتالي فالسحب يسيء إلى هذا المبدأ مما يؤدي إلى إصابة خطيرة لحقوق الأفراد وحرياتهم ويجب أن يتقيد السحب بشروط قد ترقى إلى درجة ضمانات الفرد في مواجهة عمليات سحب القرارات الإدارية وإنطلاقا من ذلك يجب التمييز بين القرار الفردي والقرار التنظيمي (السحب يستند إلى عدم المشروعية).




1-بالنسبة للقرار الفردي : القرار الفردي يسحب في أي وقت حتى وإن أنشأ حقوق مكتسبة فالسحب جاء من أجل إنهاء القرار الإداري الباطل فمادام لا يمكن إلغاء القرار الفردي كما أشرنا سابقا لأنه أنشأ حق مكتسب فأنشأ وخدعة قانونية وهي السحب فيكون القرار كأن لم يكن، وهذا بشرط أن يكون القرار أنشأ حق مكتسب وباطل وسحب القرار الإداري يكون مقبول فيكون السحب إذا تعذر الإلغاء ويكون في أي وقت ولكن بشروط هي :


-أن يستند لشرعية (وليس بالملاءمة) بمعنى بشروط أنه يمكن سحب القرار الإداري إستنادا إلى أنه باطل (للعيوب 04) إستنادا إلى أنه غير ملائم والملاءمة تكمن في عملية التفسير .
2
-أن يتم السحب خلال شهرين حتى تتراجع على القرار وبالتالي لا يحق للفرد خلال مدة الشهرين أن يطالب بسحبه وأساس الشهرين لأنها المدة المحددة لمباشرة الرقابة القضائية على ذلك القرار فقانون الإجراءات المدنية يمنع الفرد من إلغاء قرار إداري إلا بعد مرور شهرين من صدوره م 280 ق . إ . م وبعدها يطالب بسحبه أمام القضاء عن طريق الإلغاء القضائي ومنه السحب يجنب العمل القضائي أي فإنه إذا انقضت هذه المدة القانونية فإن القرار يكتسي الإلغاء والسحب معا مما يجعله يولد حقوقا مكتسبة للأفراد لا يجوز تمسها الإدارة بالإلغاء ولا بالسحب ويضاف إلى هذين الشرطين شرط 3



2-بالنسبة للقرار التنظيمي : لا يمكن أن يشكل أبدا موضوعا للسحب ولا يمكن لأي فرد الاحتجاج بحق نشأ عنه، ولكن الإستثناء يمكن أن يسحب القرار لتنظيم مرفق أو مركز قانوني معين واستفاد بعد ذلك المعنيون من هذا القرار بأن تم فعلا إنشاء حقوق مكتسبة فلا يمكن أن يسحب وإذا لم يستفيدوا منه يمكن سحبه .مثال : المرسوم المتعلق بإجراءات العفو من الخدمة الوطنية للدخول في مهنة ما فإنه يمكن سحبه إذا لم يستفد منه شخصيا أي إعفاء أشخاص من الخدمة الوطنية .

مثال آخر : أنه في حالة مرسوم تنظيمي أعلن عن مسابقة وطنية للدخول في مهنة ما فإنه يمكن أن تسحب المسابقة الوطنية إذا لم تنشأ حقا مكتسبا الذي ينشأ يوم إعلان النتائج لكن قبل إعلان .




المطلب الثاني :



نهاية القرارات الإدارية عن طريق القضاء :


تنقضي وتزول القرارات الإدارية بالقضاء على آثارها القانونية بواسطة حكم قضائي نهائي حائز على قوة الشيء المقضي به بعد تحريك ورفع دعوى الإلغاء من ذوي الصفة والمصلحة القانونية من الأفراد أمام السلطات القضائية المختصة وطبقا للإجراءات والشكليات قانونا ولمعرفة ماهية وأحكام الإلغاء القضائي للقرارات الإدارية يجب دراسة دعوى الإلغاء .




الفرع الأول: تعريف دعوى الإلغاء وخصائصها :





دعوى الإلغاء هي دعوى قضائية عينية أو موضوعية والتي يحركها ويرفعها أصحاب الصفة القانونية والمصلحة أمام القضاء الإداري طالبين فيها الحكم بإلغاء قرار إداري نهائي غير مشروع ويختص القاضي بالنظر في مدى شرعية أو عدم شرعية القرار الإداري المطعون فيه بعدم الشرعية ومن خلال هذا التعريف نجد خصائص لدعوى الإلغاء وهي كالتالي :
- دعوى الإلغاء دعوى قضائية وليست بطعن أو تظلم إداري :
لم تكتسب دعوى الإلغاء الصفة والطبيعة القضائية إلا في نهاية القرن 19 وبداية القرن 20 أي بعد 1872 حيث كانت دعوى الإلغاء قبل هذا التاريخ مجرد طعن أو تظلم إداري رئاسي وذلك في ظل فترة إنعدام وجود القضاء الإداري البات وسيادة فترة القضاء المحجوز وبعد استغلال (ق إ) أصبحت (دعوى الإلغاء) موجودة قانونيا في شكل دعوى قضائية .
المبحث الثاني : إنتهاء القرارات الإدارية عن طريق تغير إرادة الإدارة :
وينتج عن حقيقة كون دعوى الإلغاء دعوى قضائية أن عملية تحريكها ورفعها من قبل أصحاب الصفة القانونية والمصلحة وممارستها من قبل القضاء المختص فلابد أن تتم على أساس قاعدة أو حجة قانونية وطبقا للشروط والإجراءات القانونية المقررة في ق. إ . والمرافعات المتعلقة بالدعوى الإدارية .
كما أنه لا يجب مقارنة أو معادلة دعوى الإلغاء بالدفوع القضائية والتظلمات الإدارية فدعوى الإلغاء دعوى أي أداة هجوم ولست وسيلة دفاع كما هو الحال في الدفوع القضائية ودعوى الإلغاء قضائية وليست بتظلم إداري
*دعوى الإلغاء هي الدعوى الأصلية والوحيدة الإلغاء القرارات الإدارية غير المشروعة إلغاء قضائيا:
أي أنه لا يمكن إلغاء قرار إداري غير مشروع إلغاءا قضائيا وإزالة آثاره القانونية إلا بواسطة دعوى الإلغاء فقط وبالتالي فلا يمكن أن تقوم الدعاوى المختلفة كدعوى التفسير والتعويض ودعوى فحص وتقدير الشرعية ؟؟؟ تقوم بتعويض أي كبديل عن دعوى الإلغاء (لا يمكن) "1"
* دعوى الإلغاء عينية وموضوعية وليست دعوى شخصية ذاتية
أ‌- وذلك لأن رفع دعوى الإلغاء أمام جهة القضاء المختص لا يهاجم ولا يخاصم السلطات الإدارية مصدرة القرار المطعون فيه وإنما يهاجم ويخاصم القرار الإداري غير المشروع ذاته .
ب‌- كما دعوى الإلغاء لا تهدف مثل دعاوى القضاء الكامل إلى حماية المراكز القانونية الذاتية والشخصية وإنما تستهدف دعوى الإلغاء حماية المصلحة العامة والمركز القانوني العام أي أنها تستهدف حماية سيادة ونفاذ مبدأ الشرعية القانونية والنظام القانوني النافذ في الدولة .
شرحه مبدأ الشرعية والقانونية : لأنها تلقي وتقضي على كل قرار إداري مخالف القانون في معناه العام ويخرج عن أحكام الشرعية وقواعد النظام القانوني السائد في الدولة .
الفرع الثاني : الشروط الشكلية والموضوعية لدعوى الإلغاء :
1-الشروط الشكلية : يقصد بالشروط الشكلية لقبول دعوى الإلغاء هي مجموعة الشروط التي يجب توافرها حتى يمكن لجهة القضاء المختص بدعوى الإلغاء أن ينعقد الإختصاص لها بقبول النظر والفصل في دعوى الإلغاء وهي
-القرار الإداري : أي أن يكون محل وموضوع دعوى الإلغاء الطعن في قرار إداري (المادة 274 ق.إ.م) . فلكي يقبل القاضي دعوى الإلغاء ويفصل فيها لابد أن يكون موضوع الطعن قرارا إداريا نهائيا له موصفات القرار الإداري فهو عمل إداري بقصد إحداث أو تعديل أو إلغاء مراكز قانونيا أي انشاء حقوق وترتيب إلتزامات فلا يمكن رفع دعوى الإلغاء هذا كل من ضد أعمال إدارية مادية أو عقود إدارية وكذا لا يمكن رفع دعوى الإلغاء هذا كل من الأعمال التشريعية والأعمال السياسية والأعمال القضائية وبالتالي يشترط في القرار الإداري محل الطعن بدعوى الإلغاء عدة مواصفات وهي:
1-ج. م . اوبي وردواجو المرجع السابق ص 136
1 -يجب أن يكون القرار إداريا موجودا فلا يقبل الطعن في الإلغاء في قرار لم يصدر أو قرار ألغي قضائيا أو إداريا .
2-أن يكون القرار الإداري صادرا من سلطة إدارية وأن يكون مولدا لآثار قانونية أما بالتعديل أو الإنشاء أو لاغيا لإلتزامات وحقوق ومراكز قانونا
3-أن يكون القرار إداريا قابلا للنفاذ وجوب عرضه بعد ذلك على سلطة عليا .
شرط التنظيم الإداري السابق لا تقبل دعوى الإلغاء في النظام القضائي الجزائري إلا بعد القيام بعملية التظلم الإداري الرئاسي أساسا وأصلا أو التظلم الإداري الولائي في حالة عدم وجود سلطة رئاسية للسلطة الإدارية مصدرة القرار المطعون فيه بدعوى الإلغاء"1"(لاتكون الطعون بالبطلان مقبولة مالم يسبقها الطعن التدريجي الذي يرفع أمام السلطة الإدارية التي تعلو مباشرة الجهة التي أصدرت القرار فإن لم توجد فأمام من أصدر القرار نفسه)
-فالتظلم حسب المادة 275 برفع إلى السلطات الإدارية الرئاسية أصلا خلال شهرين من تاريخ العلم الشخصي بالقرار الإداري الفردي وابتداءا من النشر الرسمي للقرارات الإدارية التنظيمية العامة "2".
تنص المادة 275 ق .إ.م : " أن الطعن المسبق المنصوص عليه في المادة 275 يجب أن يرفع خلال شهرين من تاريخ تبليغ القرار المطعون فيه أو نشره "
2- شرط المدة أو شرط ميعاد رفع الدعوى : ميعاد رفع الدعوى الإلغاء هو شهران من تاريخ التبليغ والعلم بالقرار الصحيح لرفض السلطات الإدارية المختصة لمضمون ومحتوى التظلم الإداري من خلال ( 275 ق.إ.م) في حالة الرد الصريح من الإدارة العامة على التظلم
-وفي حالة سكوت السلطة الإدارية المختصة والمتظلم أمامها ولم ترد على التظلم مدة 03 أشهر فيجوز رفع ذلك التظلم أن يرفع دعوى الإلغاء خلال مدة شهرين من مدة 03 أشهر لسكوت السلطة الإدارية والمتظلم أمامها وهذا ما نصت عليه عنه ( 275 ق. إ) تنص على "أن سكوت السلطة الإدارية مدة تزيد عن 03 أشهر عن الرد على طلب الطعن التدريجي أو الإداري يعد بمثابة رفض له ، وإذا كانت السلطة الإدارية هيئة تداولية فلا يبدأ ميعاد 03 أشهر في السريان إلا من تاريخ قفل أول دورة قانونية تلي إيداع الطلب "
ويمكن مد رفع الدعوى للأسباب التالية :
1-رفع دعوى الإلغاء أمام محكمة قضائية غير مختصة : إن الحكمة من اعتبار رفع الدعوى الإلغاء أمام محكمة غير مختصة سبب من أسباب قطع الميعاد في رفع دعوى الإلغاء وبداية هذا الميعاد من جديد، ذلك أن تحرك رافع دعوى الإلغاء وخطأه في جهة الإختصاص القضائي دليل على تمسكه بحقه في المطالبة بإلغاء القرار الإداري غير المشروع ولكنه أخطأ في الوصول إلى جهة الإختصاص القضائي بدعوى الإلغاء فلا يجب حرمانه من حقه (دعوى الإلغاء ) وتبدأ من تاريخ لتبليغه بالحكم بعد الاختصاص .

1-نص المادة 275 من قانون الإجراءات المدنية
2-راجع ذلك في بيان المحكمة من خلال ص 13 – 16
2-طلب المساعدة القضائية أو طلب الإعفاء من الرسوم القضائية :
والحكمة من هذه القاعدة أنه لا يجب حرمان صاحب الصفة القانونية من استعمال حق رفع دعوى الإلغاء بسبب فقره وعجزه عن رفع الرسوم القضائية وطلبه للمساعدة القضائية دليل على تمسك صاحب الصفة بحقه في استعمال دعوى الإلغاء وننبه هنا بأن المشرع الجزائري لقد حول مسألة طلب المساعدة القضائية سببا من أسباب وقف المدة وليس سببا من أسباب قطع الميعاد أو المدة إذ يبدأ الميعاد في السريان من جديد لمدة شهرين كاملين حسب نص المادة 237 " يوقف سريان ميعاد الطعن بإيداع طلب المساعدة القضائية فكم كتابة المجلس الأعلى – ويبدأ سريان ميعاد من جديد للمدة الباقية من تاريخ تبليغ قرار أو رفض الطلب من مكتب المساعدة القضائية لكل ذي مصلحة أما بالطريق الإداري أو لكتاب موصى عليه يعلم الوصول .
3-القوة القاهرة كسبب لوقف الميعاد : يقرر القضاء الإداري أن القوة القاهرة يترتب عليها وقف أو توقف ميعاد رفع دعوى الإلغاء بحيث لا تبدأ المدة الباقية في السريان من جديد إلا بعد زوال أسباب القوة القاهرة .
آثار زوال القضاء بميعاد رفع دعوى الإلغاء :
الفرع الأول : نشير إلى أن القرار الإداري يكسب بحصانة نهائية ضد الإلغاء إذا لم ترفع الدعوى في ميعادها المحدد حفاظا على استقرار القرارات الإدارية ونظرا لكون ميعاد رفع دعوى الإلغاء من النظام العام لا يجوز مخالفتها أو الإتفاق على مخالفتها فإنه يجوز للمحكمة إثارة مسألة القضاء ميعاد رفع الدعوى أي مرحلة من مراحل التقاضي كما يجوز ان تقضي المحكمة من تلقاء نفسها بعدم قبول دعوى الإلغاء غير انه في حالة اكتساب القرار الإداري الحصانة ضد دعوى الإلغاء يمكن اللجوء إلى وسائل أخرى
1. الدفع بعدم شرعية هذا القرار بصفة عرضية فالدفوع لا تتقادم
2. الطعن بدعوى الإلغاء في القرارات الفردية التي تصدر تطبيقا لقرار تنظيمي إداري غير مشروع : واكتسب حصانته ذد دعوى الإلغاء سبب قوات ميعاد رفع دعوى الإلغاء ضد القرار التنظيمي العام .
3. رفع دعوى التعويض والمسؤولية لأصحاب الصفة القانونية المضرورين من قرار إداري غير مشروع
4. إذا ألغى القانون الذي أسس عليه هذا القرار أو عدل .
*شرط المصلحة والصفة في رفع دعوى الإلغاء : لا يجوز لأحد أن يرفع دعوى الإلغاء مالم يكن حائزا على صفة قانونية ومصلحة من خلال مبدأ " لا دعوى بدون مصلحة " وقد تكون المصلحة (أدبية أو معنوية)
· شرط انتفاء الطعن المقابل أو الدعوى الموازية : مباشرة من كل المشرعين الجزائريين والفرنسيين أي أنه لا يمكن قبول دعوى الإلغاء إلا إذا كان الطاعن يملك دعوى قضائية أخرى تمكنه من الحصول على طلباته بدلا من دعوى الإلغاء نص المادة 276 ق.إ.م. " لا تكون الطعون بالبطلان مقبولة أيضا إذا كان الطاعنون يملكون الدفاع عن مصالحهم طريق الطعن العادي أمام أية جهة قضائية أخرى "

الفرع الثاني : الشروط الموضوعية لدعوى الإلغاء الحكم بالإلغاء
بعد تحقيق الشروط الشكلية لقبول دعوى الإلغاء وينعقد الإختصاص للقاضي المختص بدعوى الإلغاء في فحص وتحليل القرارات الإدارية من حيث المشروعية وعدمها أي البحث في مدى توافر وشرعية الأركان في القرار المطعون فيه بدعوى الإلغاء وسلامته وخلوه من عيوب الشرعية وهي :
1-عيب السبب : يقصد بعيب السبب إنعدام الوقائع المادية أو القانونية أو وقوع خطأ في تقديرها وتكيفيها خلال صدور قرار إداري معين من قبل سلطة إدارية مختصة كأن تصدر السلطة الإدارية المختصة قرار إداريا بحرق منزل على إعتقاد بأنه موبوء ولكنه سليم من كل وباء (أو تهديمه ). كذلك يمكن أن تصدر السلطة الإدارية قرار إداريا بمعاقبة الموظف على أنه خالف القانون في حين أنه لم يخالفه .
2-عيب عدم الإختصاص : يعرف على أنه انعدام القدرة والأهلية والصفة القانونية على اتخاذ قرار إداري معين بإسم ولحساب الإدارة العامة بصفة شرعية (اعتداء سلطة مركزية على أخرى مثل اعتداء وزير على سلطات وزير آخر)

moussa71
2010-11-29, 08:41
بحث في مقياس المرافعات و عنوان البحث الإختصاص المحلي أرجو المساعدة من فضلك في أقرب الآجال

moussa71
2010-12-01, 09:19
أرجو المساعدة لم يتبقى لي وقت

samsoma.asma
2010-12-01, 09:47
:dj_17:بحث حول الرقابة
بحث حول الازمات المالية والنقدية العالمية
المستوى جامعي

madjid08
2010-12-01, 12:26
السلام عليكم
اريد مقالة عن التغير المناخي اسبابه وانعكاساته وماهي الاجراءات التي يجب اتخادها للحد منه على المستوى الفردي والمؤسساتي
اما المقالة التانية :
مند سنين طويلة تعاني مدننا تناقص فادح في النظافة و هدا ما ادى الى انتشار كبير لكل انواع الفضلات و النفايات التي شوهت بصفة كبيرة الاماكن العامة و هددت صحة المواطن
رغم عمليات حمع القمامة المنزلية تبقى الوضعية على حالها
المحافظة وصيانة الاماكن العامة تتوقف على درجة وعينا نحن كمواطنين
ان النظافة تعتبر جزء من ايماننا و تحدي يجب علينا ان نجسده
* من خلال اكمالك لهده الاشكالية ما هو رأيك في الحلول التي من الممكن ان تحسن حياة و ظروف أحيائنا ؟

سهلي مولاي
2010-12-01, 13:00
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا

bbnbbn
2010-12-01, 15:49
اسم العضو : bbnbbn
الطلب :التسيير الاداري في المؤسسات الادارية

المستوى : أولى جامعي علوم انسانية

أجل التسليم : يوم الاثنين

محب بلاده
2010-12-01, 17:04
اسم العضو : bbnbbn
الطلب :التسيير الاداري في المؤسسات الادارية

المستوى : أولى جامعي علوم انسانية

أجل التسليم : يوم الاثنين


اليك طلبك اخي الفاضل


من هنا (http://www.infpe.edu.dz/COURS/administratifs/directeurs/gestion%20adm/gestion%20administratif.htm)

محب بلاده
2010-12-01, 17:05
او من



هنا (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=69741)

محب بلاده
2010-12-01, 17:06
:dj_17:بحث حول الرقابة
بحث حول الازمات المالية والنقدية العالمية
المستوى جامعي



بحث حول الرقابة (http://www.ibndz.com/vb/t17784.html)





التحميل من هنا :

http://www.zshare.net/download/58726213f5527884 (http://www.zshare.net/download/58726213f5527884/)

محب بلاده
2010-12-01, 17:08
:dj_17:بحث حول الرقابة
بحث حول الازمات المالية والنقدية العالمية
المستوى جامعي





المقدمة

المبحث الأول: الأزمة المالية العالمية، مفهومها و أنواعها
المطلب الأول: مفهوم الأزمة المالية........................................... ...................1
المطلب الثاني: أنواع الأزمات المالية .................................................. .........2
المطلب الثالث: عرض بعض الأزمات المالية .................................................. 3

المبحث الثاني: الأزمة المالية الحالية
المطلب الأول: تشخيص الأزمة المالية و جذورها............................................ ..8
المطلب الثاني: أسباب الأزمة المالية........................................... ................12
المطلب الثالث: نظرية دومينو .................................................. ...............14

المبحث الثالث: أثار الأزمة المالية على الاقتصاد الجزائري و التدابير الوقائية لتجنب أثارها
المطلب الأول: أثار الأزمة المالية على الاقتصاد الجزائري................................16
المطلب الثاني: التدابير الوقائية لتجنب أثار الأزمة المالية على الاقتصاد الجزائري.......18

الخاتمة
المراجع




المقدمة:

يطغى الحديث هذه الأيام عن الأزمة المالية العالمية عما سواه من أحداث اقتصادية، حيث ظهرت مصطلحات عديدة سيطرت على التحاليل مما زاد من إشاعة الهلع بين الناس، والغريب حقا أ  ن الكثيرين من هؤلاء، ولاسيما في الدول العربية لا يتوانون عن التأكيد بأّنهم لا يعرفون التفاصيل وأسباب الأزمة وكيف حدثت.وما زاد من الحيرة، عودة النقاشات الإيديولوجية مثل الأزمة الهيكلية للنظام الرأسمالي، أو الأزمة الدورية للرأسمالية، أو سقوط النموذج الليبرالي وعودة التأميم والاشتراكية؛ ويؤكد الأخصائيون من جهة أخرى أن ما يحدث
أثناء هذه الأزمة المالية أمر بسيط، ولكن يتم تفسيره عادة بكلمات ومصطلحات معّقدة وهو ما يزيد في واقع الأمر من حالة الذعر.
وعليه نحاول من خلال هدا البحث تحليل الإشكالية التالية:
ما المقصود بالأزمة المالية؟ ما أسباب وجذور الأزمة الحالية؟ ما هي نتائجها على المدى القصير والطويل؟ وما هي الحلول الممكنة لهذه الأزمة؟
وتتمثل أهمية هذه الدراسة في تسليط الضوء على موضوع في غاية الأهمية، ألا وهو الأزمة المالية الحالية،فالتحديات الراهنة التي تفرضها هذه الأزمة أفرزت ولا زالت تفرز أثارا في أغلبها هي سلبية ليست فقط على الدول النامية، بل تعدى ذلك إلى الدول المتقدمة، وما نشهده يوميا من إفلاس المؤسسات، وتسريح آلاف العمال،وإحالتهم على البطالة لهو خير دليل على هذه الآثار السلبية؛ الأمر الذي يقودنا إلى ضرورة تشخيص هذه الأزمة.
بينما تهدف الدراسة إلى تحليل مفهوم الأزمة المالية من خلال التعريف بهذا المفهوم، وعرض المراحل التي تعكس التطور التاريخي للأزمات المالية، ثم تسليط الضوء بتركيز أكثر على الأزمة المالية u1575 .لحالية من حيث مراحلها،جذورها، وتأثيراتها على الوطن العربي عموما، وعلى الجزائر خصوصا، وأخيرا تتناول الدراسة الدروس المستفادة من هذه الأزمة.








































المبحث الأول:الأزمة المالية العالمية،مفهومها و أنواعها.

المطلب الأول:مفهوم الأزمة المالية:

يعرف السيد عليوة الأزمة بصفة عامة من الناحية الاجتماعية على أنها" توقف الأحداث المنظمة والمتوقعة واضطراب العادات والعرف مما يستلزم التغيير السريع لإعادة التوازن لتكوين عادات جديدة أكثر ملائمة" .
ويعرفها محسن أحمد الخضيري على أنها " لحظة حرجة و حاسمة تتعلق بمصير الكيان الإداري الذي أصيب بها مشكلة بذلك صعوبة حادة أمام متخذ القرار تجعله في حيرة بالغة، وبذلك فهي تتعلق ببعدين هما:
• التهديد الخطير للمصالح والأهداف الحالية والمستقبلية.
• الوقت المحدد المتاح لاتخاذ القرار المناسب لحل الأزمة.

أما من الناحية الاقتصادية فيقصد بالأزمة بأنها" ظاهرة تعرف بنتائجها، ومن مظاهرها انهيار البورصة، وحدوث مضاربات نقدية كبيرة ومتقاربة، وبطالة دائمة".

وتعرف الأزمة المالية بشكل خاص بأنها "انهيار النظام المالي برمته مصحوبا بفشل عدد كبير من المؤسسات المالية وغير المالية مع انكماش حاد في النشاط الاقتصادي الكلي".
فالأزمة المالية هي" انهيار مفاجئ في سوق الأسهم، أو في عملة دولة ما، أو في سوق العقارات، أومجموعة من المؤسسات المالية، لتمتد بعد ذلك إلى باقي الاقتصاد، ويحدث مثل هذا الانهيار المفاجئ في أسعار الأصول نتيجة انفجار" فقاعة سعريه" مثلا، والفقاعة المالية أو السعرية، أو فقاعة المضاربة كما تسمى أحيانًا هي بيع وشراء كميات ضخمة من نوع أو أكثر من الأصول المالية أو المادية كالأسهم أوالمنازل بأسعار تفوق أسعارها الطبيعية أو الحقيقية."

من مجمل المفاهيم المقدمة نستخلص التعريف التالي للأزمة المالية:
هي تلك التذبذبات العميقة التي تؤثر كليا أو جزئيا على مجمل المتغيرات المالية، وعلى حجم إصدار وأسعار الأسهم والسندات، وإجمالي القروض والودائع المصرفية، و معدل الصرف، وتعبر على انهيار شامل في النظام المالي والنقدي.

وتبرز الخصائص الأساسية للأزمة المالية في النقاط التالية :
- حدوثها بشكل عنيف ومفاجئ، واستقطابها لاهتمام الجميع.
- التعقيد، والتشابك، والتداخل في عواملها وأسبابها.
- نقص المعلومات الكافية عنها.
- تصاعدها المتواصل يؤدي إلى درجات عالية من الشك في البدائل المطروحة لمجابهة الأحداث المتسارعة.
- سيادة حالة من الخوف من آثار الأزمة وتداعياتها.
- أن مواجهة الأزمة يستوجب درجة عالية من التحكم في الطاقات والإمكانيات، وحسن توظيفها في إطار تنظيمي يتسم بدرجة عالية من الاتصالات الفعالة التي تؤمن التنسيق والفهم
الموحد بين الأطراف ذات العلاقة.



المطلب الثاني:أنواع الأزمات المالية

على اختلاف وتعدد أنواع الأزمات المالية والاقتصادية، يمكن تصنيفها إلى عدة أنواع كمايلي:

• أزمة مصرفية: تظهر الأزمات المصرفية عندما يواجه بنك ما زيادة كبيرة ومفاجئة في طلب سحب الودائع وبالتالي تحدث "أزمة سيولة" لدى البنك، وإذا إمتدت إلى بنوك أخرى تحدث في تلك الحالة
وعندما تتوفر الودائع لدى البنوك وترفض ،"Systematic Banking Crisis منح القروض خوفًا من عدم قدرتها على الوفاء بطلبات السحب تحدث أزمة إقراض أو ما يسمى Overend &ومن حالات التعثر المالي بنك بريطانيا ،" Credit Crunch" ب"أزمة ائتمان عام 1931 "Bank of United States" وبنك الولايات المتحدة الأمريكية ،"Gurney

• أزمة عملة "أزمة ميزان المدفوعات": تحدث الأزمة عندما تتعرض عملة بلد ما لهجوم مضاربي شديد يؤدي إلى انخفاض قيمتها انخفاضا كبيرا، وهو ما يفرض على السلطات النقدية خفض قيمتها وبالتالي تحدث أزمة إنهيار سعر صرف العملة.

• أزمة أسواق المال "حالة الفقاعات": تحدث الأزمات في الأسواق المالية نتيجة ما يعرف اقتصاديًا والتي تحدث عندما يرتفع سعر الأصل بشكل يتجاوز قيمتها العادلة نتيجة "bubble" " بظاهرة "الفقاعة شدة المضاربة، ويكون الهدف من شراء الأصل هو الربح الناتج عن ارتفاع سعره وليس بسبب قدرة هذا الأصل على توليد الدخل، و لكن بمجرد عودة أسعار الأصول إلى قيمتها الحقيقية يحدث الانهيار وتصل إلى أدنى مستوياتها، ويرافق ذلك حالات من الذعر والخوف فيمتد أثرها نحو أسعار الأصول الأخرى سواء في نفس القطاع أو قطاعات أخرى.
المطلب الثاني:عرض بعض الأزمات و أسبابها:

شهدت الأسواق المالية العالمية خلال القرن العشرين انهيارات كبيرة تسببت في حدوث أزمات مالية تميزت بسرعة انتشارها وتباين أسباب حدوثها، وكان آخرها الأزمة العالمية الأمريكية والتي سنحاول التركيز عليها،
وفيمايلي نستعرض مختلف الأزمات ضمن النقاط التالية:

• أزمة 1929 شهدت العلاقات النقدية والمالية الدولية استقرارا نسبيا بعد تجاوز الأزمة التي اجتاحت معظم دول العالم خلال فترة الحرب العالمية الأولى، ومع استمرار ارتفاع أسعار الأوراق المالية ببورصة نيويورك منذ عام 1924 على مدى خمس سنوات متتالية أين وصلت إلى أعلى مستوياتها في 28 أكتوبر 1929حيث سجل مؤشر داوجونز ارتفاعا كبيرا إذ انتقل من 110 نقطة إلى 300 نقطة بنسبة 273 % مما أدى إلى حدوث أزمة حقيقية بخسارة المستثمرين لعملياتهم في الأسواق المالية بحوالي 200 مليار دولار، وإفلاس حوالي 3500 بنك في يوم واحد، وتميزت هذه الأزمة بالخصائص التالية:
• زعزعة الاستقرار النسبي في النظام الرأسمالي بكامله.
• كانت لها صفة الدورية انطلاقا من ارتباطها الوثيق بالأزمات الاقتصادية الدورية في النظام الرأسمالي.
• استمرارها لفترة طويلة نسبيا.
• عمق وحدة هذه الأزمة، ففي الولايات المتحدة انخفضت الودائع لدى البنوك ب 33 % كما انخفضت عمليات الخصم والاقتراض بمقدار مرتين، ووصل عدد البنوك المفلسة من عام 1929 إلى 1933أكثر من 10.000 بنك، أي حوالي 40 % من إجمالي عدد البنوك الأمريكية.
• الانخفاض الكبير في مستويات أسعار الفائدة، حيث كان سعر الخصم في بنك انجلترا خلال الفترة 1930-1933بحدود 3.1 % مقابل 5.5 % في عام 1929 ويرجع سبب ارتفاع أسعار الفائدة مع بداية الأزمة إلى تزايد الطلب على النقود لسداد القروض السابقة، فالمستويات المتدنية لأسعار الفائدة تسببت في إطالة أمد الأزمة، كما أن المقرضين كانوا يغالون في طلب الضمانات على القروض مما كان يؤدي إلى انخفاض الطلب عليها.
• اختلاف مدة وحدة الأزمة من بلد لآخر بشكل كبير.
• التقلبات الحادة في أسعار صرف العملات، مما نتج عنه انهيار النظام الذهبي في معظم الدول، ففي انجلترا تم إيقاف قابلية إبدال النقود الورقية بالذهب بتاريخ 21 سبتمبر 1931 ، مما نتج عنه تدهور الجنيه الإسترليني، كما تسببت الأزمة في تخفيض قيم العملات الرئيسية الدولية
• توقف 25 دولة عن سداد قروضها الخارجية منها ألمانيا و النمسا.

وتعود أسباب أزمة 1929 إلى جملة من الانحرافات الحاصلة u1601 في الأسواق الدولية وتتلخص أساسا فيما يلي:
- ضآلة نسبة هامش الأمان في البيع النقدي الجزئي بنسبة 10 %، وباعتبار المتعاملين لم تتوفر لديهم السيولة المطلوبة للرفع من مساهماتهم مما أدى إلى تصفية معاملاتهم المرتبطة بالشراء النقدي.
- البيع على المكشوف من طرف المضاربون للأسهم التي ليست في ملكيتهم بأسعار مرتفعة على أمل شرائها عند انخفاض أسعارها مقابل هامش ربح.
- الممارسات غير الأخلاقية واستغلال تقة العملاء، والتلاعب في أسعار الأوراق المالية.

• أزمات الثمانينات : خلال الثمانينات حدثت أزمتين متتاليتين هما أزمة 1989،1987 ويعود السبب الأساسي لنشوئهما في تغيرات الأسعار في أسواق رأس المال الناتجة عن اختلال التوازن بين العرض و الطلب، وفيما يلي نتناول أهم أسباب وتداعيات الأزمتين ضمن النقاط التالية:
أزمة 1987 "أزمة الاثنين الأسود": عرفت بورصة وول ستريت بنيويورك في 19 أكتوبر 1987انخفاضا متتاليا في أسعار تداولاتها المالية صاحبه اندفاع المستثمرون إلى بيع أسهمهم مما أدى إلى انخفاض مؤشر داوجونز بمقدار 508 نقطة في يوم واحد، مما أثر على باقي البورصات العالمية وكانت الخسائر كبيرة، ففي بورصة نيويورك سجل انخفاض قدره 800 بليون دولار بنسبة 26 %، ولندن 22 %، وطوكيو
%17 ، وفي بورصة فرانكفورت 15 %، في أمستردام 12
و تعود أسباب الأزمة إلى انهيار أسعار 30 نوعا من أسهم أشهر الشركات الصناعية في الولايات المتحدة الأمريكية حيث فقد مؤشر داوجونز نسبة 21.6 % من مستواه السابق، وانخفضت أسعار أسهم بورصة نيويورك نتيجة الخلل في التوازن بين العرض والطلب الناشئ من جراء كثرة أوامر البيع بشكل واسع.
وتتلخص أهم الأسباب المؤدية إلى حدوث أزمة الاثنين الأسود في النقاط التالية:
. • نشاط السوق المالية الدولية بشكل مذل حيث بلغ ذروته سنة 1987
• قوة ارتباط الأسواق المالية فيما بينها.
• ضخامة الصفقات والعمليات المتداولة في الأسواق المالية العالمية.
• تنوع الأصول المتعامل بها.
• استخدام أحدث الأساليب في الاتصال، وأكثر التقنيات تطورا في إدارة الأنشطة والعمليات ساعد على سرعة انتقال الأزمات من سوق لآخر.
• قوة العلاقات النقدية والمالية كان من أهم قنوات انتقال الأزمة، ومثال ذلك تداول العملات الرئيسية. كالدولار تسببت تدهور قيمته في تفاقم الأزمة المالية الدولية في أكتوبر 1987
• التفسيرات المتناقضة التي تتعلق بكفاءة السوق المالية.
أزمة 1989 بدأت آثار الأزمة في شهر سبتمبر 1989 عقب إعلان الحكومة الأمريكية عن رفع5% من أسعار الجملة والتجزئة ، مع امتناع البنك المركزي الأمريكي "البنك الاحتياطي الفدرالي" عن تخفيض أسعار الفائدة، وفي 13 أكتوبر 1989 انخفض مؤشر بنسبة 190 نقطة، أي داو جونز بمقداره 7%، وفي طوكيو فقد مؤشر نيكاي 647 نقطة، كما أضاع مؤشر فايننشال تيمز 142 نقطة.
وتختلف أزمة 1989 بالمقارنة بأزمة أكتوبر 1987 لأسباب عديدة أهمها:
• تحسن الظروف الاقتصادية وعدم توافر ما يدل على اقتراب حدوث أزمة اقتصادية.
• نظرا لارتفاع عوائد الأسهم بسبب ارتفاع مستوى نشاط معظم الشركات وتحسن أرباحها، ولم تكن هناك دوافع لبيع الأسهم، لهذا كانت زيادة عرض الأسهم للبيع ضعيفة نسبيا و بعيدة عن أحداث تدهور في الأسعار.
• اقتصار بيع الأوراق المالية الأسهم خاصة على المستثمرين الصغار دون تدخل الشركات الكبيرة، مما يعني ضعف حجم و نطاق العمليات و بالتالي عدم تسببها في التأثير بشكل كبير على الأسعار.
• عدم وجود توقعات حول إمكانية ارتفاع أسعار الفائدة بشكل ملحوظ.
• إن إسراع المستثمرين عام 1987 لبيع أسهمهم تسبب فعلا في انخفاض الأسعار، أما عام 1989 فضل المستثمرين عدم الاستعجال بالبيع، مما ساعد على تهدئة الأسواق والحد من انخفاض الأسعار.
• اتسم موقف الحكومة الأمريكية باللامبالاة في أزمة أكتوبر 1987 اتسم مما أثر سلبا وزاد في تفاقم الأزمة، على خلاف عام 1989 حيث سارعت الحكومات إلى التدخل لإيقاف الأزمة، عن طريق مواجهة عمليات البيع المتزايدة بحجم كبير جدا من السيولة، وهو ما ساعد على احتواء الأزمة.

• أزمة الأسواق المالية الناشئة: شهدت فترة التسعينات العديد من الأزمات منها الأزمة المالية التي عصفت بالأسواق المالية الناشئة كالمكسيك، والأرجنتين، وفنزويلا...، ويقصد بالأسواق الناشئة على أنها أسواق مالية لبلدان تعودت على تلقي تدفقات رؤس أموال خارجية ضخمة لفترة طويلة فأصبحت أكثر اندماجا في السوق الدولية واستجابة وأشد حساسية لآليات السوق، ومع توقف هذه التدفقات النقدية حدثت الأزمة المالية وأصبح الاقتصاد يواجه التزامات وديون مالية، وفيما يلي نأخذ نموذج من هذه الأزمة ونقدم شرح
لأزمة المكسيك ضمن النقطة التالية:
أزمة المكسيك: حدثت أزمة المكسيك سنة 1994 بعد عجز ميزان العمليات الجارية في ميزان المدفوعات أدى إلى عجز المكسيك عن سداد ديونها الخارجية u1605 مما نتج عنه انخفاض أسعار صرف العملة2005 مقارنة بسنة 1994وتعود الأسباب الرئيسية لتفاقم أزمة سعر الصرف المكسيكي إلى النقاط التالية:
• تقييم العملة الوطنية بقيمة أعلى من قيمتها الحقيقية، وإخفاء العجز في حساب العمليات الجارية.
• إلغاء قيود تحويل العملة الوطنية وتطبيق نظام التعويم الكامل، و فتح أسواق المال على مصراعيه للاستثمار الأجنبي.
•التوسع في استيراد السلع التي يعتقد أن أسعارها سترتفع فيما بعد، وهذا الارتفاع ناتج عن المغالاة في تقييم عملة البيزو.
• ارتفاع أسعار الفائدة، وإدارة الدين الحكومي قصير الأجل، والتوسع في منح الائتمان من قبل البنوك هي من أهم الأسباب المؤدية لحدوث أزمة المكسيك، والتي دفعت بالحكومة المكسيكية إلى انتهاج سياسة نقدية انكماشية للمحافظة على استقرار العملة.

• أزمة جنوب شرق آسيا: شكل النموذج التنموي الأسيوي مثالا نال إعجاب الكثير من الاقتصاديين، وهو ما شجعهم على الاستثمار فيها، وقد عرفت دول جنوب شرق آسيا أزمات مالية قبل عام 1997 كأزمة اندونيسيا عام 1978 ، وكوريا عام 1980 ...، إلا أن أزمة 1997 كانت من أخطرها، وتعود أسبابها إلى تجاهل حكومات دول اندونيسيا، تايلاند، كوريا، ماليزيا للمشاكل المالية التي تتفاقم نتيجة ثقتهم في الأداء الاقتصادي المتميز مما سبب لها أزمة سعر صرف حقيقية سنة 1997 حيث انخفضت أسعار الصرف بفعل عمليات المضاربة على سعر العملة و تدنت الأرباح في أسواق الأسهم مما اضطر السلطات النقدية إلى رفع الفائدة لهدف وقف التحويل من العملة الوطنية إلى العملات الأجنبية خاصة الدولار الأمريكي، فارتفعت أسعار الفائدة في أسواق بعض هذه الدول إلى 200 % من السعر السابق، مما دفع بالمستثمرين للتخلص من الأوراق
50 % من ،% المالية التي لديهم والاستفادة من سعر الفائدة، وبلغت نسبة انخفاض أسعار الأسهم ما بين 25أسعار السائدة في السوق، وقد بدأت الأزمة في تايلاند لاعتبارها أضعف الحلقات في المنظومة الآسيوية عندما قام ستة من كبار تجار العملة في بانكوك بالمضاربة على خفض العملة الوطنية "البات" وذلك بعرض كمية كبيرة منها للبيع، مما أضعف من قدرة الحكومة في الحفاظ على عملتها بسبب تآكل الاحتياطي خاصة بعد قرار الأجانب بالانسحاب من السوق، ثم انتقلت العدوى إلى ماليزيا بإنهيار عملتها بنسبة 17.8 % في
1997/09/15 مقارنة بسنة 1996 ، أما التايوان رغم محافظتها على مستوى عملتها، إلا أنه انخفض مؤشر سوق المال فيها بنحو 20 %، وكذلك الأمر لهونج كونج التي امتدت الأزمة إليها مما دفع بالحكومة إلى رفع سعر الفائدة إلى 200 % فحدث تحول ضخم ورهيب للأموال من سوق الأوراق المالية إلى الأسواق النقدية، مما أدى إلى انهيار أسعار الأسهم والسندات، وأثر بدوره سلبا على أسواق الدول المتقدمة كبورصة نيويورك، لندن، باريس، فرانكفورت، وطوكيو. وعما تتلخص أهم الأسباب الرئيسية لأزمة دول جنوب شرق أسيا ضمن النقاط التالية:
• كثرة تدفق رؤوس الأموال نحو هذه البلدان بسبب النمو الاقتصادي المرتفع، والاستقرار السياسي، وإلغاء أوجه الرقابة على حركة رؤوس الأموال.
• منح قروض للقطاع الخاص دون ضمانات كافية.
• ضعف الجهاز المصرفي والمالي وعدم القدرة على تطويره، بالإضافة إلى انسحاب الحكومة من القطاع المصرفي نتج عنه عدم كفاءة التخصيص المحلي للموارد الأجنبية.
• حرية البنوك في الاقتراض من الأسواق العالمية بأسعار فائدة منخفضة مما أدى إلى زيادة الإنفاق.
• تحويل الاستثمار في الأوراق المالية إلى إيداعات بالبنوك بسبب الرفع في أسعار الفائدة للحد من التحويلات من العملة الوطنية إلى العملات الأجنبية.
• توسيع التعامل بالمشتقات المالية فتح المجال واسعا للمضاربات المحفوفة بالمخاطر.
• الاعتماد في تمويل العجز في الموازنة العامة على تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية

• الأزمة المالية الراهنة :سوف نتطرق لها بالتفصيل في المطلب اللاحق.












المبحث الثاني:الأزمة المالية الحالية

المطلب الأول:تشخيص الأزمة المالية و جدورها:
أولا: بداية الأزمة المالية الحالية:
انطلقت بداية الأزمة الجديدة مع إعلان مؤسسة مالية عملاقة، هي "ليمان براذرز" عن إفلاسها الوقائي، وهذه كانت بداية رمزية خطرة، لأن هذه المؤسسة العريقة كانت من الشركات القليلة التي نجت من مذبحة الكساد الكبير في عام 1929، وتعتبر من أقدم المؤسسات المالية الأمريكية، التي تأسست في القرن التاسع عشر، وهذا ما أ ّ كد تنبؤات "ألن غرسيبان"، رئيس الاحتياطي الفدرالي الأمريكي السابق، بأن مؤسسات مالية ُ كبرى جديدة ستسير على درب "ليمان براذرز". في سبتمبر 2008 بدأت أزمة مالية عالمية والتي اعتبرت الأسوأ من نوعها منذ زمن الكساد الكبير سنة 1929 م، ابتدأت الأزمة أو ً لا بالولايات المتحدة الأمريكية ثم امتدت إلى دول العالم ليشمل الدول الأوروبية والدول الآسيوية والدول الخليجية والدول النامية التي يرتبط اقتصادها مباشرة بالاقتصاد الأمريكي، وقد وصل عدد البنوك التي انهارت في الولايات المتحدة خلال العام 2008 م إلى 19 بنكًا، كما توقع آنذاك المزيد من الانهيارات الجديدة بين البنوك الأمريكية البالغ عددها 8400 بنك.

المراحل الكبرى في الأزمة المالية منذ اندلاعها:
نوجز المراحل الكبرى في الأزمة المالية التي اندلعت في بداية العام 2007 في الولايات المتحدة وبدأت تطال أوروبا كما يلي:
• فبراير 2007: عدم تسديد قروض الرهن العقاري الممنوحة لمدينين لا يتمتعون بقدرة كافية على التسديد هذا التراكم في الولايات المتحدة سبب أولى عمليات الإفلاس في مؤسسات مصرفية متخصصة.
• أغسطس 2007: البورصات تدهورت أمام مخاطر اتساع الأزمة، والمصارف المركزية تدخلت لدعم سوق السيولة.
• أكتوبر إلى ديسمبر2007 : عدة مصارف كبرى أعلنت انخفاضًا كبيرًا في أسعار أسهمها بسبب أزمة الرهن العقاري.
• يناير 2008: الاحتياطي الاتحادي الأمريكي (البنك المركزي) خفض معدل فائدته الرئيسية ثلاثة أرباع النقطة
إلى 3.50 %، كإجراء استثنائي؛ ثم جرى التخفيض تدريجيا إلى 2% بين شهري كانون الثاني ونهاية نيسان.
17• فبراير2008: الحكومة البريطانية أممت بنك "نورذرن روك"
• مارس 2008: تضافر جهود المصارف المركزية مجددا لمعالجة سوق القروض.
• مارس2008: "جي بي مورغان تشيز" أعلن شراء بنك الأعمال الأمريكي "بير ستيرنز" بسعر متدن ومع المساعدة المالية للاحتياطي الاتحادي.
7 • سبتمبر 2008:وزارة الخزانة الأمريكية وضعت المجموعتين العملاقتين في مجال قروض الرهن العقاري: "فريدي ماك" و"فاني ماي" تحت الوصاية طيلة الفترة التي تحتاجانها لإعادة هيكلة ماليتهما، مع كفالة ديونهما حتى حدود 200 مليار دولار.
15• سبتمبر 2008:اعترف بنك الأعمال "ليمان براذرز" بإفلاسه بينما أعلن أحد أبرز المصارف الأمريكية وهو "بنك أوف أميركا" شراء بنك آخر للأعمال في بورصة وول ستريت هو بنك "ميريل لينش".
• عشرة مصارف دولية اتفقت على إنشاء صندوق للسيولة برأسمال 70 مليار دولار لمواجهة أكثر حاجاتها إلحاحًا، في حين وافقت المصارف المركزية على فتح مجالات التسليف؛ إلا أن ذلك لم يمنع تراجع البورصات العالمية.
16• سبتمبر 2008: الاحتياطي الاتحادي والحكومة الأمريكية تؤممان بفعل الأمر الواقع أكبر مجموعة تأمين في العالم "أي آي جي" المهددة بالإفلاس عبر منحها مساعدة بقيمة 85 مليار دولار مقابل امتلاك 9.79 % من رأسمالها.
17• سبتمبر2008: البورصات العالمية واصلت تدهورها والقروض يضعف في النظام المالي و المصارف المركزية كثفت من العمليات الرامية إلى تقديم السيولة للمؤسسات المالية.
18• سبتمبر 2008:البنك البريطاني "لويد تي أس بي" اشترى منافسه "أتش بي أو أس" المهدد بالإفلاس
• السلطات الأمريكية أعلنت أنها تعد خطة بقيمة 700 مليار دولار لتخليص المصارف من أصولها غير القابلة للبيع.
19• سبتمبر 2008:الرئيس الأمريكي جورج بوش وجه نداء من أجل "التحرك فورًا" بشأن خطة إنقاذ المصارف لتفادي تفاقم الأزمة في الولايات المتحدة.
23• سبتمبر 2008 الأزمة المالية طغت على المناقشات في الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
• الأسواق المالية ضاعفت قلقها أمام المماطلة حيال الخطة الأمريكية للإنقاذ المالي.
26• سبتمبر 2008:انهيار سعر سهم المجموعة المصرفية والتأمين البلجيكية الهولندية "فورتيس" في البورصة. بسبب شكوك بشأن قدرتها على الوفاء بالتزاماتها؛ وفي الولايات المتحدة اشترى بنك "جي بي مورغان" منافسه "واشنطن ميوتشوال" بمساعدة السلطات الفدرالية.
28 • سبتمبر2008: خطة الإنقاذ الأمريكية موضع اتفاق في الكونغرس؛ بينما أوروبا جرى تعويم "فورتيس" من قبل سلطات بلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ. وفي بريطانيا جرى تأميم بنك "برادفورد وبينغلي".
29• سبتمبر2008 : مجلس النواب الأمريكي رفض خطة الإنقاذ، وبورصة وول ستريت انهارت بعد ساعات قليلة من تراجع البورصات الأوروبية بشدة، في حين واصلت معدلات الفوائد بين المصارف ارتفاعها مانعة المصارف من إعادة تمويل ذاتها.
• أعلن بنك "سيتي غروب" الأميركي أنه يشتري منافسه بنك "واكوفيا" بمساعدة السلطات الفدرالية.
1• نوفمبر2008 : مجلس الشيوخ الأميركي أقر خطة الإنقاذ المالي المعدلة.


ثانيا: جذور الأزمة:
يبقى السؤال الأهم في نظرنا هو: ما هي أسباب هذه الأزمة؟ وهل هي عابرة سببها اضطراب سوق العقار أو انفصال الاقتصاد المالي عن الاقتصاد الحقيقي أو انخفاض، ثم ارتفاع أسعار الفائدة أو مجرد حركة تصحيحية في الأسواق المالية"، أم أن سببها الأعمق العولمة النيو - ليبرالية المنفلتة من لجامها والفجوة التي تتوسع في داخل الدول
بين الفقراء والأغنياء، والتضخم الكبير في أسعار المواد الغذائية والطاقة؟
خلال حقبة العولمة النيو - ليبرالية التي بدأت في سبعينات القرن العشرين،مرت المراكز الرأسمالية الكبرى، خاصة انتقلت بموجبها الرأسمالية الغربية ،(deindustrialization) الولايات المتحدة، بعملية "لا تصنيع" أو نزع التصنيع من الاعتماد على الأسواق المحلية - القومية إلى الشكل الحالي من العولمة عبر نقل الصناعات الثقيلة الملوثة إلى الصين والهند وغيرهما. وترافق ذلك مع "تحرير" أسواق المال ونزع كل القيود المنظمة لها، مما أدى إلى هجرة جماعية للرؤوس الأموال إلى "الجّنات الآسيوية" وأيضًا إلى تقسيم عمل دولي جديد:
"التكنولوجيا المتطورة والبحث والتطوير والسلع"الخاصة"الخدمات المالية في المراكز الرأسمالية والعمليات الصناعية التقليدية في الأطراف.
هذا التطور لم يؤدي فقط إلى خلق بطالة واسعة النِّطاق في الغرب، بل أيضًا إلى توسع هائل للأسواق المالية التي انفتحت بسرعة، فبات القطاع المالي في بريطانيا، على سبيل المثال، مسؤولاعن نصف النمو الاقتصادي، وكذا الأمر بالنسبة للقطاع المالي العقاري في أمريكا حتى عام 2006 ، وكلا القطاعين اعتمدا بشكل كامل على المضاربة وليس على الاقتصاد الحقيقي.
بدأت الأزمة بعد تزايد حدة قلق المتعاملين في أسواق المال بشأن الظروف التي تمر بها أسواق الائتمان في العالم، والتي أرجع المحللون معظمها إلى المشاكل التي تعرضت لها سوق الإقراض العقاري الأمريكي المعروفة باسم "ساب برايم" والتي تمنح للراغبين في السكنى من دون الاشتراط بأن يكون للمقترض سجل مالي قوي،
شهدت القروض الموجهة لضعيفي الملاءة طفرة في أمريكا خلال الأعوام الأخيرة ولم يكن هناك ما هو أسهل من الحصول على قرض سكني.
فإذا كانت الجدارة الائتمانية لطالب القرض متدنية أو كان لديه تاريخ بالإفلاس، u1601 .هذا لا يهم؛ وإذا كان دخله متدنيًا إلى حد لا يكفي للتأهل للحصول على قرض، فكل ما عليه أن يفعله هو محاولة الحصول على القرض من خلال تعبئة طلب خاص "يصرح فيه عن دخله" ويكتفي البنك بذلك وإن كان يتعين عليه التحقق من بيان الدخل.
وإذا كان طالب القرض يشعر بالتوتر من أن الجهة المقرضة يمكن أن تستعلم عن "الدخل المصرح" فكل ما عليه هو زيارة موقع شركة معينة على الإنترنت ومقابل رسوم مقدارها 55 دولارا سيساعدك المأمورون العاملون في هذه الشركة الصغيرة مقرها ولاية كاليفورنيا في الحصول على قرض بتوظيفك على أنك "مقاول مستقل"، وسيعطونك إشعارات بالرواتب لتكون على إطلاع على الدخل، وإذا دفعت رسمًا إضافيًا مقداره 25 دولارًا فإنهم يضعون مأموري الهاتف الذين يردون على المكالمات ويجيبون أجوبة تعطي عنك صورة براقة إذا احتاج البنك إلى الاستفسار عن وضعك.
لعل أكثر جانب سقيم بالنسبة لسوق القروض لضعيفي الملاءة في السنوات الأخيرة هو أن الجهات المقرضة بلغت من السخاء في تزويد القروض للمقترضين الفقراء حدًا جعل القلة القليلة منها فقط هي التي تقوم بالاستفسارات إن فعلت ذلك أصلا.
"الساب برايم" ساهمت في تدهور أسعار الأسهم بشكل ملحوظ خلال الفترة الماضية، وقد كانت أسهم القطاع المصرفي وعلى وجه التحديد بنوك يو بي إس، وإتش إس بي سي، وباركليز قاطرة الانهيار في أسعار الأسهم، حيث كانت هي الأكثر تضررا خلال الأزمة، وهو أمر لفت أنظار المحللين الماليين الذين فسروا ذلك بأن المستثمرين في البورصة لا يعرفون أي البنوك معرضة لمشكلات الائتمان العقاري ومدى خسائرها المحتملة، فبدأ الجميع في البيع بشكل هستيري. وعلى هذا الصعيد علقت قرابة 70 شركة رهن عقاري أمريكية عملياتها وأعلنت إفلاسها، أو عرضت للبيع منذ بداية عام 2006 وحتى الآن، وذكرت شركة "كونتري فاينانشيال" أن مصاعب سوق الرهن العقاري أصبحت تهدد أرباحها ووضعها المالي جديا، وأخيرا أعلنت شركة "هوم مورتجيج إنڤستمنت" إفلاسها، وانخفضت الإيرادات ربع السنوية
لشركة "تول بروذرز" العقارية، وأعلنت شركة هوم ديبو العاملة في المجال العقاري توقع تراجع أرباحها أيضا بسبب تراجع سوق العقارات السكنية.
وعلى الرغم من كل الإجراءات إلا أن هذا لم يؤد إلى منع انتشار الظاهرة عالميا، والتي عبرت عن نفسها في تراجع أسواق المال في كل من تايلاند وماليزيا وهونج كونج وإندونيسيا وكوريا وسنغافورة وتايوان كان تراجع سوق الصين أقل من نظيراتها الآسيوية حيث أعلنت البنوك في الصين أنها لا تمتلك استثمارات مرتبطة بمشكلات الرهن العقاري الأمريكي، وفي أوروبا وصف المحللون الماليون الأزمة هناك بأنها أزمة خطيرة تهدد النظام المالي الأوروبي ولكنها ليست كارثية، وقد تراجعت أسواق السويد وهولندا والنرويج وبلجيكا والنمسا والدنمارك وفنلندا، وانخفض مؤشر فاينانشيال تايمز البريطاني، وداكس الألماني، وكاك 40 الفرنسي، وڤوستي البريطاني، وميبتل الإيطالي، وتوبكس الأوسع نطاقا والذي سجل أدنى نقطة منذ نوفمبر 2006 ، ومؤشر نيكاي الياباني الذي أقفل عند أقل معدل له منذ ثمانية
أشهر، وذلك بعد أن انعكست مشاعر المستثمرين المضطربة بشكل واضح على مؤشر داو جونز الصناعي الذي اهتز بعنف لينخفض إلى مستويات أدنى من حاجز ال 13000 نقطة، بينما فقد مؤشر ناسداك نحو 1.7 من قيمته.



المطلب الثاني: أسباب الأزمة المالية الحالية:

أولا: أزمة الرهن العقاري: يعتبر موضوع الرهن العقاري السبب الرئيس والمباشر للأزمة، حيث شجع الازدهار الكبير لسوق العقارات الأمريكية ما بين عامي 2001 و 2006 البنوك وشركات الإقراض على اللجوء إلى الإقراض العقاري مرتفع المخاطر، ويتم بموجبه التعاقد بين ثلاث أطراف بين مالك لعقار ومشتري وممول بنك أو شركة تمويل عقاري على أن يقوم المالك ببيع العقار للمشترى بمبلغ معين ويدفع المشترى جزءًا من الثمن ( 10 % مثلا) ويقوم الممول في ذات العقد بدفع باقي الثمن للبائع مباشرة واعتباره قرضا في ذمة المشتري مقابل رهن العقار للممول ويسدد القرض على أقساط طويلة 30 سنة بفائدة تبدأ عادة بسيطة في السنتين الأوليتين ثم تتزايد بعد ذلك و يسجل العقار باسم المشتري ويصبح مالكه له حق التصرف فيه بالبيع أو الرهن. وكون البنوك أغفلت التحقق من الجدارة الائتمانية للمقترضين وأغرتهم بفائدة بسيطة في الأول ثم تزايدت وتوسعت في منح القروض مما خلق طلبا متزايدا على العقارات إلى أن تشبع السوق فانخفضت أسعار العقارات وعجز المقترضون عن السداد وكانت البنوك قد باعت هذه القروض إلى شركات التو ريق التي أصدرت بها سندات وطرحتها للاكتتاب العام وبالتالي ترتب على الرهن العقاري كم هائل من الديون مرتبط بعضها ببعض في توازن هش أدى إلى توقف المقترضين عن السداد وبالتالي حدثت المشكلة.
كما توسعت المؤسسات المالية في إعطاء القروض للمؤسسات العقارية وشركات المقاولات والتي زادت عن 700 مليار دولار. لكن ارتفاع معدل الفائدة العام أدى إلى إحداث تغير في طبيعة السوق الأميركية تمثل في انخفاض أسعار المساكن، الأمر الذي شكل بداية اشتعال الأزمة إذ توجب على الكثير من المقترضين سداد قروضهم، فبدأت المؤسسات المالية وشركات الإقراض تعاني تداعيات هذه القروض الكبيرة المتراكمة.
وأدى ارتباط عدد كبير من المؤسسات المالية خاصة الأوروبية والآسيوية بالسوق المالية الأمريكية إلى أن تطال الأزمة شركات القروض العقارية والمصارف وصناديق التحوط وشركات الاستثمار والأسواق المالية في جميع أنحاء العالم.
وبلغ حجم القروض المتعثرة للأفراد نحو 100 مليار دولار، مما أدى إلى تراجع أسهم المؤسسات المالية المقرضة وهبوط مجمل الأسواق المالية الأمريكية ثم الأسيوية والأوروبية تبعًا لها.

ثانيا: التو ريق أو الخصم: عندما تتجمع لدى البنك محفظة كبيرة من الرهون العقارية، يقوم باستخدام هذه "المحفظة من الرهون العقارية“ لإصدار أوراق مالية جديدة يقترض بها من المؤسسات المالية الأخرى بضمان هذه المحفظة، وهو ما يطلق عليه التوريق ، حيث أن البنك لم يكتف بالإقراض الأولي بضمان هذه العقارات، بل أصدر موجة ثانية من الأصول المالية بضمان هذه الرهون العقارية فالبنك يقدم محفظته من الرهون العقارية كضمان للاقتراض الجديد من السوق عن طريق إصدار سندات أو أوراق مالية مضمونة بالمحفظة العقارية، وهكذا فإن العقار الواحد يعطي مالكه الحق في الاقتراض من البنك، ولكن البنك يعيد استخدام نفس العقار ضمن محفظة أكبر، للاقتراض بموجبها من جديد من المؤسسات المالية الأخرى، وهذه هي المشتقات المالية، وتستمر العملية في موجة بعد موجة، بحيث يولد العقار طبقات متتابعة من الإقراض بأسماء المؤسسات المالية واحدة بعد الأخرى، هكذا أدي تركز الإقراض
في قطاع واحد ”العقارات“ على زيادة المخاطر، وساعدت الأدوات المالية الجديدة "المشتقات“ على تفاقم هذا الخطر بزيادة أحجام الإقراض موجة تلو الموجة.
وإذا تعثر مالكي العقارات عن السداد أو انخفضت قيمة العقارات في الأسواق فإن حملة السندات يسارعوا إلى بيع ما لديهم فيزيد العرض وينخفض سعرها وتزيد الضغوط على كل من المؤسسات المالية وشركات التو ريق وهكذا يمكن القول إن التو ريق بما ينتجه من تضخم لقيمة الديون وانتشار حملة السندات الدائنين وترتيب مديونيات متعددة على نفس العقار هو حجر الزاوية في حدوث الأزمة المالية.

ثالثا: المشتقات المالية: وأثر المشتقات على الأزمة يظهر في أن التوسع في اشتقاق أدوات مالية جديدة تعتمد على الثقة في تحقيقها مكاسب في المستقبل، ونظرًا لانهيار أسعار الأسهم والسندات الصادرة عن البنوك والشركات الاستثمارية انهارت قيمة هذه المشتقات وحدث ذعر في الأسواق المالية نتيجة لتزاحم الجميع على تصفية مراكزهم فانخفضت مؤشرات الأسواق انخفاضًا كبيرًا أدى إلى شلل هذه الأسواق، ومن العجب أن من أهم أهداف هذه المشتقات هو مواجهة المخاطر التي يمكن أن تحدث وأظهرت الأزمة عجزها حتى عن حماية نفسها.



رابعا: نمو نشاط المضاربات:
إن النمو المتعاظم في حجم قطاع المضاربات لم يقابله حصول نمو حقيقي مماثل في القيمة
الاقتصادية للمؤسسات المصدرة لهذه الأسهم ، لذلك فقد أجريت المضاربات في u1571 أسواق البورصات العالمية بصورة غير منضبطة وغير مستندة إلى أسس اقتصادية سليمة مما تسبب لاحقا في عرقلة التسديد وحصول أزمة .
نتج توسع نشاط المضاربة في سوق العقارات في الولايات المتحدة عن الأرباح العالية المحققة فيه، ومن التسهيلات الائتمانية الواسعة التي قدمتها البنوك للمستثمرين في هذا القطاع ، كل ذلك شجع المستثمرين على التوسع الكبير في الاستثمار في هذا القطاع ، وأدى إلى حصول فارق كبير بين أسعارها الحقيقية والسوقية ، وعندما حصل تغير في المتغيرات المؤثرة على عوامل العرض والطلب حدثت الأزمة، التي سرعان ما انتقلت إلى الأنشطة الأخرى والدول الأخرى المرتبطة معها بعلاقات بينية واسعة .

خامسا: نقص أو انعدام الرقابة أو الإشراف الكافي علي المؤسسات المالية الوسيطة: تخضع البنوك التجارية في معظم الدول لرقابة دقيقة من البنوك المركزية، ولكن هذه الرقابة تضعف أو حتى تنعدم بالنسبة لمؤسسات مالية أخرى مثل بنوك الاستثمار وسماسرة الرهون العقارية أو الرقابة على المنتجات المالية الجديدة مثل المشتقات المالية أو الرقابة علي الهيئات المالية التي تصدر شهادات الجدارة الائتمانية، وبالتالي تشجع المستثمرين علي الإقبال علي الأوراق المالية.


المطلب الثالث: نظرية دومينو:
توجد عدة إسهامات علمية تناولت هذه الأزمة بالدراسة والتحليل، وحاول البعض تقديم صورة مبسطة للأزمة المالية العالمية الأخيرة، من بينهم الباحث الفرنسي الشاب طوماس غينولي؛ فقد تبعا لوجهة نظرة غينولي فإن ما يلخص الأزمة هو مفعول الدومينو؛ فإذا كان هناك صفين من الدومينو تم وضعهما إلى جانب بعضهما البعض، وهناك صف آخر من الدومينو تم وضعه خلفهما: الصفان الأماميان يقعان، وكرد فعل تتابعي يسقط البقية؛ ففي الولايات
المتحدة مثلا تقوم مؤسسات إقراض بتمويل أصول وعقارات وممتلكات وبضائع لأناس يكون واضحا من الأول أنهم ليسوا قادرين على الوفاء بالتزاماتهم المالية، ينبغي على هؤلاء خلال السنتين الأوليين دفع فوائد تلك القروض، وفي السنة الثالثة يقومون بدفع الدين وفوائده.
ولكن هناك حاليا الكثير من هؤلاء الذين لا يقدرون على الدفع، وهو ما يعني أن قيمة تلك القروض قد ضعفت، وهذا هو أول دومينو في الصفين الأولين؛ يضاف إلى ذلك أنه في الولايات المتحدة مؤسسات إقراض توافق على ديون تمنح بموجبها أموالا لأناس يملكون عقّارا يتم استخدامه ككفالة أو ضمانة للقرض، ولكن منذ مدة بدأ الطلب على العقارات في التضاؤل إلى أن وصل إلى حد التجمد حيث ليس هناك طلب أصلا على شراء العقارات، وأدى ذلك بطبيعة الحال إلى هبوط أسعار العقارات، وهو ما يدفع مؤسسات الإقراض إلى طلب السيولة، والتعويض من أولئك الأشخاص الذين لا يملكون بالضرورة مالا.
وتبعا لذلك تبدأ تلك المؤسسات في المعاناة من أجل الحفاظ على قيمة تلك القروض والديون، هو ما يضعف من قيمتها في السوق والتعاملات المالية، وهذا هو الدومينو الثاني؛ هذه المؤسسات المالية قامت بتحويل تلك القروض إلى "أصول" أي أنها حولتها إلى منتج جديد يمكن بيعه وشراؤه في البورصة، أي مثل أن تكون تدين لشخص بالمال، ويقوم هذا الشخص ببيع دينك لشخص آخر، ونظرا لكون "الأرباح الموعودة" من هذه العملية مرتفعة، فقد أقدمت صناديق الاستثمار على شراء هذه "الأصول" في البورصة؛ ولكن مع بدء هذه الأصول في فقدان قيمتها، أرادت صناديق الاستثمار التخلص منها ببيعها؛ ولكن المشكل أّنه ليس هناك من مشترين باستثناء راغبين في الشراء بأسعار متدنية، وهذا هو الدومينو الثالث.
ولتجنب مشاكل انعدام السيولة، تقوم صناديق الاستثمار هذه ببيع أصول أخرى تملكها في البورصة ولا علاقة لها بهذه القروض، وبفعل ذلك، ولاسيما التسرع ، تهبط قيمة هذه الأصول، ولكن زيادة على ذلك، فإن البنوك التي اشترت منها هذه الصناديق تلك الأصول، تخسر الكثير من الأموال، وهذا هو الدومينو الرابع.هذه البنوك التي فقدت الكثير من الأموال وتعاني من نقص السيولة، ستحاول الحصول على الأموال بواسطة الاقتراض من بنوك أخرى، وهو أمر يومي في الأسواق ويعرف بالسوق المالية بين البنوك؛ لكن ولأن كلّ بنك يجهل حقيقة وعمق المشكل المالي الذي يعاني منه البنك الآخر، فإّنه يرفض بالتالي إقراضه، وذلك يعني تزايد عدد البنوك التي تعاني من مشاكل سيولة حتى لو كان وضعها جيدا وغير مشمولة بالأزمة، وهذا هو الدومينو الخامس.
وبطبيعة الحال، إذا كان هناك عدد كبير من البنوك تعاني من مشاكل السيولة فإن النشاط المالي ككلّ يتأثر، ولذلك فإن البنوك المركزية الأمريكية والأوروبية تقرض تلك البنوك أموالا، والهدف هو الحفاظ على توازن على المدى المتوسط ، وهذا هو الدومينو السادس.
العاملون في البورصة يحتاجون دائما إلى سيولة تحت أيديهم حتى لا يكونوا مضطرين إلى بيع أصول كلّ مرة يطلب فيها أحد مستثمريهم مالا يستحقه عليهم، ولأن الكثير من أصول البورصة والأسهم تنخفض، فإنهم يبيعونها سواء للحصول على السيولة أو بفعل الذعر من الوضع الذي تمر به السوق.
ويؤدي ذلك إلى مزيد من الهبوط في قيمة تلك الأصول، وهذا هو الدومينو السابع.
وهو ما يفسر سبب هبوط قيمة الأصول والأسهم ومعانات البنوك من نقص و انحصار السيولة.


المبحث الثالث: أثار الأزمة المالية على الاقتصاد الجزائري و التدابير الوقائية لتجنبها

المطلب الأول: أثار الأزمة المالية على الجزائر
مما لا شك فيه أن الاقتصاد الجزائري كغيره من الاقتصاديات العالمية سوف يتأثر بالأزمة المالية العالمية، وإن كان بنسبة أقل مقارنة بالدول الأخرى و ذلك للأسباب التالية:
• عدم وجود سوق مالية بالمعنى الفعلي في الجزائر.
• عدم وجود ارتباطات مصرفية للبنوك الجزائرية مع البنوك العالمية بالشكل الذي يؤثر عليها.
• انغلاق الاقتصاد الجزائري بشكل نسبي على الاقتصاد العالمي، ذالك أن الإنتاج الجزائري لا يعتمد على التصدير بإستثناء المحروقات و ذلك ما يجعله في مأمن من أي كساد قد يصيب الاقتصاد العالمي والكثير من الدول التي تعتمد على صادرات قد تتأثر بالركود والكساد في الدول المستهلكة لمنتجاتها.
• اعتماد الحكومة الجزائرية على موازنة بسعر مرجعي يقل كثيرا عن أسعار السوق وهذا ما يجنبها أي انعكاسات في حالة انخفاض أسعار البترول. وباعتبار أن الجزائر من الدول العربية المصدرة للبترول والذي ساهم في ارتفاع المداخيل خلال النصف
الأول من سنة 2008 حسب تقرير البنك العالمي الذي أشار إلى أن الجزائر حققت نسبة نمو هذه السنة ب 4,9 % مقابل 3,1 % سنة 2007 وقدرت نسبة النمو خارج المحروقات ب 6% وهي نتاج النفقات العمومية في قطاعات مثل البناء والخدمات المتعلقة بالبنى التحتية والهياكل القاعدية، وأشار تقرير البنك العالمي أن الجزائر تتمتع بوضع مالي مريح إذ قدر احتياطي الصرف نهاية سبتمبر من سنة 2007 ب 130 مليار دولار بزيادة قيمتها 30 مليار دولار مقارنة بنهاية 2007 ، إلا أن تراجع الأسعار بدأ يشكل بالنسبة للدول النفطية عامل ضغط مستمر وهو ما يتوقع حسبه إلى أن سنة 2009 هي آخر سنة لمخطط دعم النمو الاقتصادي الذي ومع تراجعه جند له أكثر من 150 إلى 160 مليار دولار ستنتهي بنسبة نمو متواضعة تقدر ب 3,8 أسعار البترول إلى أقل من 50 دولار للبرميل واستمرار تدني الأسعار وعزوف الرأسمال الأجنبي على الاستثمار في الجزائر فمن المتوقع أن تتأثر المشاريع الخاصة بالهياكل القاعدية والبنى التحتية التي تمول من قبل الدولة تدريجيا فضلا عن تأثر المداخيل الجبائية أيضا وهوما من شأنه أن يؤثر على الاقتصاد الجزائري.وعن تأثيرات الأزمة المالية على القطاع المصرفي فتشير التقارير الاقتصادية بأن الجزائر في منأى من
تداعياتها نظرا لعدم مخاطرتها في مجال التوظيف المالي، فضلا عن عدم ارتباط بنوك الجزائر بشبكات وتعاملات خارجية رغم الخسائر المسجلة في أصول البنوك الكبرى والمقدرة من قبل بنك التسوية العالمية ب 650 مليار دولار وأكثر من 1400 مليار دولار حسب صندوق النقد الدولي، وكنتيجة للتسيير الحذر لاحتياطات الصرف الجزائرية مع غياب أي استثمار في أصول ذات مخاطر، وتفادي خسائر في رأسمال محافظ الأصول ذلك ساهم في تحقيق نسبة مردودية مقدرة ب 4,6 % عام 2007 موازاة مع تخفيض قيمة المديونية الخارجية التي بلغت نهاية نوفمبر 2008 ما قيمته 3,9 مليار دولار، وأشار محافظ بنك الجزائر إلى أنه تم تقليص التزامات البنوك اتجاه الخارج التي تمثل أقل من 1% من مواردها وتم التركيز على التمويل المحلي بالدينار الجزائري بالنظر لتسجيل فوائض في الادخار تقدر بنسبة 57,2 % في 2007 و 55 في 2006 و 52 % في 2005 ، وقد بلغت قيمة صندوق ضبط الموارد في نهاية نوفمبر 2008 نسبة 40 % من الناتج الوطني الخام وهو عامل يساهم في امتصاص الصدمات الخارجية الناتجة عن الأزمة، إضافة إلى أن فائض السيولة النقدية في البنوك الجزائرية قدر ب 4192 مليار دينار أي ما يعادل 58,14 مليار دولار يكفي لتمويل الإقتصاد وتغطية كافة النفقات لمدة تتجاوز السنتين، وتعتبر توظيفات الجزائر المالية من احتياطاتها والمقدرة بحوالي 70 مليار دولار بنسب متواضعة تصل 1,5 % على شكل سندات خزينة أمريكية بنسبة 3,8 %، وتوظيفات لدى البنوك من الدرجة الأولى بعيدة عن المخاطرة

ورغم الآثار الغير مباشر للأزمة العالمية، إلا أنه قد انعكست إيجابا على بعض الجوانب في الاقتصاد الجزائري وتمثلت في النقاط التالية:
• انخفاض أسعار العديد من السلع في السوق العالمية: فكما يؤدي نمو الاقتصاد العالمي إلى زيادة أسعار السلع فركوده يؤدي إلى انخفاض أسعار السلع في السوق العالمية، وباعتبار الجزائر بلد مستورد للسلع فالأزمة نافعة للاقتصاد على الأمد القريب.
• انخفاض تكاليف مواد الإنتاج قد يخلق دينامكية في الاقتصاد، ومثال انهيار أسعار الحديد ساعدت قطاع العقار في الجزائر على النهوض بعد تعثره إثر ارتفاع أسعاره في السوق العالمية.
• اختلال التوازنات المالية الكبرى إن استمر

محب بلاده
2010-12-01, 17:11
:dj_17:بحث حول الرقابة
بحث حول الازمات المالية والنقدية العالمية
المستوى جامعي


بحث آخر عن الازمات المالية


يحث حول الأزمات المالية
------------------------
الخطة:
المبحث الأول: ماهية الأزمات المالية.
المطلب الأول: مفهوم الأزمة المالية.
المطلب الثاني: تصنيف الأزمات المالية:
المطلب الثالث: أسباب حدوث الأزمات.

المبحث الثاني: أهم الأزمات المالية.
المطلب الأول: أزمة وولستريت 1929
المطلب الثاني: أزمة وولستريت 1987.
المطلب الثالث: أزمة المكسيك 1994 .

المبحث الثالث: أزمة جنوب شرق آسيا
المطلب الأول: أسباب الأزمة
المطلب الثاني: انفجار الأزمة
المطلب الثالث:انعكاسات الأزمة الآسيوية على الأسواق الأخرى
المطلب الرابـع: آثار الأزمة
الخاتمة
----------------------------------------------------------
مقدمة:
لقد كان للأزمات المالية وقع و أثر كبيرين على اقتصاديات البلدان، إذ أنها غالبا ما سببت تدهورا حادا في الأسواق المالية، نظرا لفشل الأنظمة المصرفية المحلية في أداء مهامها الرئيسية و الذي ينعكس في تدهور كبير في قيمة العملة و في أسعار الأسهم. وبالتالي التأثير السلبي على قطاعات الإنتاج والعمالة، وما ينتج عنه من إعادة توزيع للدخول و الثروات فيما بين الأسواق المالية الدولية ككل.
ولمناقشة هذه القضية طرحنا الأسئلة التالية:
- ما المقصود بالأزمات المالية ؟.
- ما هي أسباب ظهور تلك الأزمات ؟.
- ما هي أهم الأزمات التي عرفتها دول العالم في السابق ؟.
- كيف حدثت الأزمة الآسيوية ؟ وماذا نتج عنها ؟وكيف كانت تأثيراتها؟
- ما هي الدروس التي أمكن استخلاصها من الأزمات السابقة ؟

ولمعالجة هذه التساؤلات، ارتأينا اقتراح الخطة التالية:

----------------------------------
المبحث الأول: ماهية الأزمات المالية.

المطلب الأول: مفهوم الأزمة المالية.

الأزمة المالية يمكن تعريفها على أنها تلك التذبذبات التي تؤثر كليا أو جزئيا على مجمل المتغيرات المالية ، حجم الإصدار، أسعـار الأسهـم و السندات، و كذلـك اعتمادات الودائع المصرفية، و معدل الصـرف.
هـذا الاختلاف في تقديـر الظـواهر الخاصة بالارتفاع و الانخفاض يستلزم فترة طويلة لتفسيرها.( )
و عادة ما تحدث الأزمات المالية بصورة مفاجئة نتيجة لأزمة ثقة في النظام المالي مسببها الرئيسي تدفق رؤوس أموال ضخمة للداخل يرافقها توسع مفرط و سريع في الإقراض دون التأكد من الملاءة الائتمانية للمقترضين، وعندها يحدث انخفاض في قيمة العملة، مؤديا إلى حدوث موجات من التدفقات الرأسمالية إلى الخارج.
و قد عرف الاقتصاد الدولي عدة أزمات مالية إبان فترة الكساد العظيم خلال الفترة 1929 - 1933
حيث ارتبطت أسباب هذه الأزمة بالظروف العالمية السائدة حقبة ما بعد الحرب العالمية الأولى، و بالفكر الكلاسيكي السائد آنذاك.
كما تعرضت بورصة نيويورك سنة 1987 إلى الانهيار و حققت خسارة قدرها 500 مليار دولار، ثم المكسيك سنة 1994 و الكثير من البورصات الأخرى و التي سنتطرق إلى أهم أزماتها.
المطلب الثاني: تصنيف الأزمات المالية( ):

الفرع الأول: أزمة النقد الأجنبي .
تحدث الأزمة في النقد الأجنبي أو العملة، عندما تؤدي إحدى هجمات المضاربة على عملة بلد ما إلى تخفيض قيمتها أو إلى هبوط حاد فيها،أو ترغم البنك المركزي على الدفاع عن العملة ببيع مقادير ضخمة من احتياطاته، أو رفع سعر الفائدة بنسبة كبيرة.
و يميز بعض المحللين بين أزمات العملة ذات" الطابع القديم " أو "الحركة البطيئة" و بين الأزمات ذات "الطابع الجديد"، إذ أن الأولى تبلغ ذروتها بعد فترة من الإفراط في الإنفاق، و الارتفاع الحقيقي في قيمة العملة
التي تؤدي إلى إضعاف الحساب الجاري غالبا في سياق من الضوابط المتزايدة على رأس المال، بما يؤدي في النهاية إلى تخفيض قيمة العملة.
أما في الحالة الثانية، فإن القلق الذي ينتاب المستثمرين بشأن جدارة ميزانيات جزء مهم من الاقتصاد
( سواء كان عاما أو خاصا ) بالثقة، يمكن أن يؤدي في مناخ الأسواق المالية و الرأسمالية الأكثر تحررا و تكاملا إلى الضغط سريعا على سعر الصرف.
الفرع الثاني: الأزمة المصرفية.
تحدث الأزمات المصرفية عندما يؤدي اندفاع فعلي أو محتمل على سحب الودائع من أحدى البنوك، أو إخفاق البنوك، إلى قيامها بإيقاف قابلية التزاماتها الداخلية للتحويل، أو إلى إرغام الحكومة على التدخل لمنع ذلك، بتقديم دعم مالي واسع النطاق للبنوك، و تميل الأزمات المصرفية إلى الاستمرار وقتا أطول من أزمات العملة ، و لها آثار أقسى على النشاط الاقتصادي، وقد كانت الأزمات نادرة نسبيا في الخمسينات و الستينات بسبب القيود على رأس المال و التحويل ، و لكنها أصبحت أكثر شيوعا منذ السبعينات، و تحدث بالترادف مع أزمة العملة.
الفرع الثالث: أزمة الديون.
تحدث أزمة الديون إما عندما يتوقف المقترض عن السداد، أو عندما يعتقد المقرضون أن التوقف عن السداد ممكن الحدوث و من ثم يتوقفون عن تقديم قروض جديدة، و يحاولون تصفية القروض القائمة .
و قد ترتبط أزمة الديون بدين تجاري (خاص)، أو دين سيادي (عام)، كما أن المخاطر المتوقعة بأن يتوقف القطاع العام عن سداد التزاماته، قد تؤدي إلى هبوط حاد في تدفقات رأس المال الخاص إلى الداخل، و إلى أزمة في الصرف الأجنبي.

المطلب الثالث: أسباب حدوث الأزمات.( )

و قد تحدث الأزمات لأسباب عديدة يمكن التنبؤ ببعضها، و البعض الآخر يصعب قياسه بدقة، و تفيد الخبرات المتراكمة في تقدير الإتجاهات البورصية ( مثال: مؤشر داو جونز، كما حدث في الأسبوع الماضي لأزمة نيويورك 1929 ، و قد ترجع أسباب الأزمات إلى :
- التغيرات الدولية، من الكوارث و الحروب و الأزمات الاقتصادية و الحروب التجارية.
- المتغيرات المحلية في معدل التضخم (أسواق السندات )، و أسعار الصرف ( أسواق العملات الحرة)، و أسعار الأسهم، و تغير أسعار الفائدة.
- التغيرات التكنولوجية مثل المنتجات الجديدة و الاختراعات، و تحول الطلب على المنتجات و الخدمات و هياكل محفظة الاستثمار.
- الإشاعات و المعلومات الملوثة غير الحقيقية.
- المضاربة غير المحسوبة.
و يترتب على الأزمات تدهور في الأسعار و الخسائر، و تدهور التداول في البورصة، و فقدان الثقة في بعض الأوراق المالية، لذا يفيد الإفصاح المالي في الكشف عن حقيقة التغيرات في البورصات و يمكن مواجهة الأزمات البورصية إما بالانتظار أو بالانسحاب، أو بتطبيق التخطيط الاستراتيجي الفعال كما هو موضح في الشكل، حيث يوضح الشكل أساليب التعامل مع الأزمات، و تشغيل آليات البورصة سواء من حيث الانفراد بالقرارات أو التشاور ، أو تحقيق درجة عالية من قبول العاملين و المتعاملين في البو رصة، أو عدم تحقيق ذلك.
أسباب
الأزمة
نتائج
الأزمة المتغيرات الدولية

الكوارث والحروب المتغيرات
المحلية
الاقتصادية
و السياسية التغيرات
التكنولوجية
و دورات
الأعمال الإشاعات
و المعلومات
الملوثة المضاربة
و المعلومات
المحسوبة
" تدهو الأسعار
"انخفاض التداول
"البيع بأقل الأسعار
" الشراء بأسعار غير واقعية
"توقف المعاملات
"خسائر فادحة
"فقدان الثقة في السوق
السياسات أسلوب
الصدمات أسلوب
الانسحاب أسلوب
التراجع التكيف
و التأقلم أسلوب
الصدمات

المصدر: د. فريد النجار، البورصات و الهندسة المالية، مرجع سابق، ص 208

المبحث الثاني: أهم الأزمات المالية.

وقد شهد العالم موجات متتالية من الأزمات، أدت في غالب الأحيان إلى إحداث ثغرات ضخمة في الاقتصاديات الدولية ، مما يتطلب إعادة هيكلة جذرية للسياسات الاقتصادية المنتهجة، و ضياع أصول هائلة من المستثمرين في الأسواق المالية لهذه الدول.
و بهدف التعرف على أهم الأزمات المالية التي زعزعت اقتصاديات هذه الدول، ارتأينا دراسة بعضها من خلال ثلاث مطالب نتعرض في كل منها لإحداها.

المطلب الأول: أزمة وولستريت 1929

بعد الأزمة التي اجتاحت معظم دول العالم خلال سنوات الحرب العالمية الأولى، شهدت فترة ما بعد الحرب نوعا من الاستقرار في العلاقات النقدية و المالية الدولية، و استفاد المواطنون من زيادات في المستوى المعيشي و الإقتصادي عن طريق بعض سياسات الإقراض المسهلة آنذاك و ذلك نتيجة للإصلاحات النقدية و المالية التي شهدتها هذه الفترة، لكن هذا الاستقرار ما لبث أن اختفى مع انفجار أزمة أكتوبر1929 .
الفرع الأول: مظاهر الأزمة.
هذا الرخاء، أدى بالمواطن الأمريكي إلى التوسع في الاقتراض من أجل شراء مختلف المواد الاستهلاكية و الأجهزة، فزاد ذلك من حدة الديون.
و كانت الآراء الاقتصادية و اعتمادا على الفكر الكلاسيكي، تدعم فكرة أن قوى العرض و الطلب سوف تؤدي تلقائيا إلى إعادة التوازن و القضاء على الكساد القائم، خاصة عند اتخاذ البنك الفدرالي الأمريكي قرار التوسع النقدي، الذي أدى إلى ارتفاع إنتاج السلع الاستهلاكية و انخفاض البطالة مؤقتا، كما اتجه سوق الأوراق المالية إلى صعود لا نهاية له.
و نتيجة للأوضاع المذكورة، انصبت المضاربة على سوق الأوراق المالية، وارتفعت أسعار الأوراق المالية ،و أدت هذه السلوكات إلى ارتفاع أسعار أسهم أردأ الشركات، و أصبحت البنوك تضارب بأموال زبائنها، وزاد عدد المتدخلين في السوق المالي إلى أعداد ضخمة من أفراد، مضاربين، شركات سمسرة، و أسر أمريكية.
و قد استمرت الحكومة بتوفير القروض السهلة، حتى الوقت الذي اندلعت فيه الأزمة، وقد زادت أيضا في تقديم القروض الأجنبية بقصد المزيد من ربط الاقتصاديات لدى الأقطار الأوربية برأس المال الأمريكي، و هكذا ارتفعت الإصدارات الجديدة من الأوراق المالية للقيام بالاستثمارات الإضافية في مختلف القطاعات من 4000 مليون$ سنة 1923 غالى 10000مليون $ سنة 1929.
و كانت الأمور تبدو و كأن الرخاء هو السائد و أن السياسة النقدية و المالية تجري في الطريق الصحيح، و قبل انتهاء السنة، كانت الأسواق المالية الأمريكية قد غمرتها الأزمة، و هبطت أسعار الأوراق المالية هبوطا حادا، و أخذت أسعار السلع في السوق العالمية تجنح إلى الهبوط السريع، و في سنة 1930 تبين حقيقة أن الاقتصاد الأمريكي يواجه أزمة خطيرة و ليس مجرد ركود طفيف، و استمرت الدوائر الأمريكية الحاكمة في إصدار المزيد من السندات لتمويل الأشغال العامة للمحافظة على الاستخدام و القوة الشرائية، و في نفس السنة، ارتفعت البطالة إلى 8% بعدما كانت0,9 % عام 1929، و استمرت بالارتفاع في السنوات التالية إلى غاية 25,1% سنة 1933.( )

الفرع الثاني: خصائص الأزمة.
تميزت هذه الفترة بمجموعة خصائص تمثلت في( ) :
1- تسببت في زعزعة الاستقرار النسبي في النظام الأمريكي بأكمله.
2- استمرار هذه الأزمة لفترة طويلة نسبيا.
3- عمق وحدة هذه الأزمة بشكل استثنائي، ففي الولايات المتحدة مثلا، انخفضت الودائع لدى البنوك بمقدار 33% ، كما انخفضت عمليات الخصم و الإقراض مرتين، و كان عدد البنوك التي أفلست منذ بداية عام 1929 حتى منتصف عام 1933 أكثر من 10000 بنكا، أي حوالي 40% من إجمالي عدد البنوك الأمريكية، وقد أدى هذا إلى ضياع الكثير من مدخرات المودعين، خاصة الصغار منهم.
4- الانخفاض الكبير في مستويات أسعار الفائدة في البنك المركزي لنيويورك إلى2,6% في الفترة (1930-1933) مقابل 5,2% سنة 1929.
في بداية الأزمة، كان الارتفاع في أسعار الفائدة ناجما عن تزايد الطلب على النقود لسداد القروض، لكن مع استمرار الأزمة، انخفضت الطلبات على القروض بسبب زيادة عرض رؤوس الأموال.
الفرع الثالث: آثار الأزمة على الدول الصناعية.( )
أحدثت الأزمة انهيارات كبيرة في الأسعار لدى الدول الصناعية، حيث انتقلت أسعار الجملة في ألمانيا من137% سنة 1929 إلى 93% سنة 1933. أما في فرنسا، فقد انتقلت السعار من 137% سنة 1929 إلى 94% سنة 1933، و كذا في اليابان من 166% سنة 1929 إلى 136% سنة 1933.
هذا الانخفاض، له انعكاسات مباشرة على انخفاض الأرباح و تراكم رأس المال، و على النشاط الاقتصادي ككل، يتبع ذلك ارتفاع في معدلات البطالة وانخفاض الأجور، ففي انكلترا، انخفضت الأرباح من 120 مليون جنيه إسترليني سنة 1929، إلى 75,8 مليون جنيه إسترليني سنة 1932، و كذا بالنسبة لألمانيا، كانت الأرباح 315 مليون مارك عام 1929 لتنخفض إلى 72 مليون مارك عام 1932 .
و هذه المعطيات تعطي فكرة عن الميل إلى الانخفاض القوي لمدا خيل الطبقة الرأسمالية، و كل هذا له انعكاسات مباشرة ليس فقط على نشاطات رأس المال الداخلية الخاصة بكل بلد، و لكن كذلك على تصدير رأس المال الذي انخفض من 1325 مليون $
عام 1928 إلى 1,6 مليون $ عام 1933 بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، أما في انكلترا، فقد كان 219 مليون جنيه إسترليني سنة 1928 لينخفض إلى 30 مليون جنيه إسترليني
سنة 1933 .
و إضافة إلى هذا ، فانه بين سنتي 1929 و 1933 ، انخفضت أسعار المنتجات بـ %45,7 ،. و بصفة عامة، فقد شهدت هذه البلدان الصناعية الأساسية الستة ( وم أ ، اليابان، فرنسا، ألمانيا، انكلترا، وايطاليا) انخفاضا في دخلها الوطني يقدر بالنصف، كما عرفت التجارة الخارجية انكماشا بـ 40% مقارنة بسنة 1929، و بـ 74% مقارنة بحجمها العادي.

المطلب الثاني: أزمة وولستريت 1987 .

الفرع الأول: ظروف حدوث الأزمة.
إن الأزمة التي شهدتها أسواق رأس المال الدولية في أكتوبر 1987 ، و المتمثلة في الانخفاض الكبير و المستمر في أسعار الأوراق المالية، فقد نتجت عن اتجاه أسعار الفائدة نحو الارتفاع، و توقع حدوث أزمة اقتصادية عامة بسبب تراجع مؤشرات النمو الاقتصادي في معظم الدول، بالإضافة إلى عوامل أخرى، منها تدهور قيمة الدولارفي أسواق الصرف،
كما تعرضت أسعار الأوراق المالية( خاصة الأسهم) إلى انخفاضات متتالية و متسارعة، مما دفع بحملة الأوراق المالية إلى ىالبيع تجنبا انخفاضات أخرى في أسعارها، الشيء الذي كان يثير القلق في الأوساط الماليةخاصة و أن معظم أصحاب الأوراق المالية كانوا يرغبون في البيع و لا يوجد مشترون.
و قد أدى تفاقم الأزمة، في الأسواق المالية إلى أزمة الدولار الأمريكي، نظرا لأن جزءا هاما من الأوراق المالية محرر بالدولار،و لجوء حملتها إلى بيعها مقابل عملات أخرى قوية، زاد ذلك من العرض و تسبب في استمرار انخفاض قيمة الدولارالأمريكي مقابل العملات الأخرى.
و كان للجوء الحكومة الألمانية إلى فرض ضريبة بنسبة 10% على الادخارات و الاستثمارات تأثيرا سالبا على أسعار الأوراق المالية هناك نتيجة انخفاض عوائدها، بينما يعود ارتفاع أسعار الأوراق المالية في و م أ في بداية 1986 إلى زيادة إرباح الشركات الأمريكية و دخول الاقتصاد الأمريكي في نمو اقتصادي متسارع أفضل مما كان متوقعا.
ثم أدى الانخفاض الحاد في أسعار البترول إلى إثارة قلق في الأوساط المالية خاصة البنوك الكبيرة التي قدمت قروضا ضخمة لبعض الدول المنتجة للبترول كالمكسيك( )
الفرع الثاني: أسباب حدوث الأزمة.
لقد اختلفت الآراء حول تحديد الأسباب الحقيقية التي أدت إلى حدوث أزمة أكتوبر1987 ، فنجد في هذه الحالة أسباب تتعلق بكفاءة السوق و أسباب أخرى، وسوف نتطرق لهذه الأسباب فيما يلي:
أ – أسباب تتعلق بكفاءة السوق: هناك ثلاث تفسيرات، و هي:
1 – الإنهيار هو انعكاس لردود الأفعال المبالغ فيها، حيث تتابعت موجات المضاربة للشراء اللاعقلاني المبالغ فيه في أوساط المتعاملين في البورصة، و انتقال المدخرين من الإستثمارات الحقيقية إلى الاستثمارات المالية.
2 – الإنهيار عبارة عن تصحيح الأوضاع السابقة، أي تصحيح ارتفاع أسعار الأسهم إلى قيم تفوق بكثير قيمتها، لتعود إلى المستويات التي ينبغي ان تكون عليها.
3 _ انتشار المعلومات التي تدل على أزمة واشكة الوقوع بسبب استمرار العجز في ميزان المدفوعات المريكي.
ب _ أسباب أخرى: ( ) من بينها:
1 – استمرار العجز في الموازنة الأمريكية، و في هذا الصدد فكرت حكومة "ريقان"، بتخفيض العجز بـ 23 مليار $ ، و ذلك بتخفيض النفقات و زيادة الضرائب، و بعد فشل الوعود بإصلاح الأوضاع، أدى ذلك إلى فقدان الثقة بالحكومة.
2 _ رفع أسعار الفائدة، بسبب استمرار العجز في الموازنة الأمريكية، لذلك اضطر البنك الفدرالي الأمريكي إلى رفع أسعار الفائدة على السندات طويلة الأجل من أجل بيع الإصدارات الجديدة من سندات الخزينة، و قد أقدمت كل من اليابان و الدول الأوربية إلى ذلك لمنع خروج رؤوس الأموال، الأمر الذي أدى إلى انخفاض الطلب على الأسهم وهبوط أسعارها .
3 _ تدهور سعر الدولار الأمريكي أمام العملات الرئيسية، وذلك منذ سنة 1985 ، بنسب جد عالية، و قد لعبت تصريحات وزير الخزينة الأمريكي دورا هاما في إقبال قوي على بيع الأسهم ، حيث أقر أنه يفضل انخفاض أسعار صرف الدولار على رفع أسعار الفائدة ، مما أدى بالكثير من المستثمرين إلى التخلص من الأسهم التي بحوزتهم مقابل السندات و الودائع ذات العائد الثابت.
4 _ اعتماد الأسواق المالية على أجهزة الكمبيوتر، حيث تبرمج هذه الأجهزة على أساس أوامر الشراء و البيع، كما تحتوي على برامج تعطي مؤشر إنذار مبكر بمجرد هبوط الأسعار إلى حد معين، فيقوم الكمبيوتر بإصدار أوامر بالبيع، كما أن التغيرات في أسعار العملات، و الأسهم، زادت من عرض الأسهم و انخفاض الطلب عليها مما أحدث فوضى أدت إلى المزيد من الانهيار.
الفرع الثالث: نتائج الأزمة
استنادا إلى المؤشرات السابق ذكرها، توقع العديد من الاقتصاديين وقوع أزمة تفوق في حدتها أزمة 1929 ، و في يوم 17 أكتوبر 1987 ، بلغت أسعار الوراق المالية أدنى مستوى لها ،حيث فقد مؤشر "داو جونز" 502 نقطة مخلفا خسارة تقدر بـ 500 مليار $، خاصة و أن بورصات القيم المنقولة كانت تستعمل النظام الآلي لإصدار أوامر البيع و الشراء، و بعد أسبوع من ذلك أمر الرئيس "ريقن" بتشكيل لجنة لمراقبة هذا النظام، في حالة ما إذا كان التغير في مؤشر "داو جونز" يفوق 50 نقطة.
و لقد أدى إلى سرعة انتشار هذه الأزمة مجموعة من الأسباب أهمها:
¤ الروابط الوثيقة بين الأسواق المالية.
¤ التعامل عن طريق أحدث الوسائل و الأساليب الإلكترونية مما سهل انتقال الأزمة و بسرعة من سوق إلى أسواق أخرى.
¤ التطور الهائل في نشاط هذه الأسواق .

المطلب الثالث: أزمة المكسيك 1994 .

لقد ظهر السوق المالي المكسيكي في الحقبة الزمنية التي سبقت الأزمة كفرصة استثمار مثالية للأجانب، نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة، و الذي نجم عن الإصلاحات الإقتصادية الشاملة بالبلد،
تمثلت أهم هذه الإصلاحات في خوصصة المؤسسات، و رفع القيود على التجارة الخارجية، إضافة إلى إصلاحات أخرى في السياسة المالية.
و لقد أفضى هذا الوضع إلى تهاطل رؤوس الأموال الأجنبية لشراء العقارات و القيم المنقولة، مما أدى إلى خلق عجز في ميزان المدفوعات المكسيكي، و نظرا لاستقرار العملة المكسيكية بسبب ارتباطها بعملة أخرى، توسع الإئتمان المصرفي، مع تواصل العجز في ميزان المدفوعات المكسيكي، حينها بدأ التوقع بحدوث أزمة مالية ،
و نتيجة لهذه المؤشرات، اضطرت الحكومة إلى الرفع المتزايد لأسعار الفائدة من أجل دعم العملة، لكن و بمجرد تعويم العملة، انخفضت قيمة البيزو، وتباطأ التوسع الائتماني نتييجة ارتفاع أسعار الفائدة.
هذه الأوضاع، أدت إلى انفجار أزمة مالية لم يسبق لها مثيل في المكسيك، زاد من حدتها عبء ديون ضخمة تطلبت إعادة هيكلة استعجالية كعنصر أساسي لحل الأزمة.

المبحث الثالث:أزمة جنوب شرق آسيا

شهدت الأسواق المالية لدول جنوب شرق آسيا( النمور الآسيوية) انهيارا كبيرا منذ يوم الاثنين 1997/10/2والذي أطلق عليه بيوم الاثنين المجنون حيث ابتدأت الأزمة من تايلندا ثم انتشرت بسرعة إلى بقية دول المنطقة حينما سجلت أسعار الأسهم فيها معدلات منخفضة بشكل حاد، فانخفض مؤشر(Hang Seng) بنحو 1211نقطة لأول مرة منذ أكثر من ثلاثين سنة،
إضافة إلى انخفاض مؤشرات بقية بورصات دول المنطقة، دون أن يكون متوقعا انهيار هذه الأسواق بهذه الدرجة و السرعة نظرا لما تتمتع به اقتصاديات الدول المعنية من معدلات نمو مرتفعة في السنوات الأخيرة ( %8 - %7 كمتوسط)، وتنوع قاعدتها التصديرية، واندماج أسواقها و اقتصادياتها في الأسواق العالمية...

المطلب الأول:أسباب الأزمة

وفقا لمؤشرات اقتصادية كلية، فقد ظهرت علامات مبكرة للأزمة والتي ساعدت في انفجارها الإختلالات التالية في الاقتصاد التايلندي:

1. الإنخفاض الحاد في قيمة الـ(Bhat)-العملة الوطنية التايلندية- بعد فترة طويلة من الإعتماد على نظام سعر الصرف الثابت، وهذا ما حفز على الإقتراض الخارجي وعرّض قطاع الأعمال و المال إلى المخاطر.
2. فشل السلطات العامة في تقليل الضغوط التضخمية الجامحة و المتجسدة بحالات العجز الخارجي الواسع و اضطراب أسواق المال.
3. ضعف الإشراف و الرقابة الحكومية و بالتالي تصاعد الشكوك السياسية حول التزامات الحكومة، و مدى مقدرتها على إجراء الإصلاحات المناسبة لمواجهة الأزمة.
4. إضافة إلى ما سبق، فقد ساهمت التطورات الخارجية في تفاقم الأزمة، وأهمها:
أ‌- التدفقات الضخمة لرؤوس الأموال إلى تايلندا وبقية دول المنطقة، في منتصف التسعينيات، بسبب انخفاض أسعار الفائدة لدى الدول الصناعية في تلك الفترة.
ب‌- أدى الإنخفاض في قيمة الدولار الأمريكي إلى منافسة العملات الآسيوية التي ترتبط به بشكل أو بآخر، ثم إلى تضاءل درجة منافسة الدول الآسيوية في الأسواق العالمية.
كما أن الدول التي تعرضت للأزمة، كانت تعاني من اختلالات اقتصادية داخلية، وذلك ما ساعد على تفشّي الأزمة، ومن تلك الاختلالات:
1) الاعتماد المفرط على التصدير لتحقيق النمو.
2) الاعتماد الكبير على التدفقات المالية من الخارج، سواء في شكل قروض أو استثمار أجنبي مباشر، إلى جانب الإقتراض الخارجي غير المغطى من قبل القطاع الخاص المحلي.
3) الإنخفاض الحاد في قيمة العملات المحلية.
4) ضعف الثقة بالأنظمة الإقتصادية و المالية نتيجة لضعف الثقة بالأنظمة السياسية القائمة أساسا.
5) نقص الشفافية، ويقصد بها عدم كفاية ودقة البيانات و المعلومات عن أداء الكثير من الشركات و المؤسسات العامة و الخاصة، خاصة فيما يتعلق بالكشف عن الحجم الحقيقي للإحتياطات الدولية للبلدان المعنية من النقد الأجنبي، مما تسبب في فقدان كبير للثقة، وهروب رأس المال للخارج.

المطلب الثاني: انفجار الأزمة

لقد أعطى نظام سعر الصرف الثابت في بلدان جنوب شرق آسيا ( تايلندا-إندونيسيا-الفيليبين-كوريا....) إحساسا زائفا بالأمن، مما شجع هذه البلدان على إبرام ديون ضخمة مقومة بالدولار، إضافة إلى هذا فإن صادرات هذه البلدان كانت ضعيفة في منتصف السبعينيات بسبب ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي مقابل الين الياباني و قيام الصين بخفض قيمة عملتها في عام 1994، وقد انعكست تدفقات رؤوس الأموال الضخمة إلى الداخل و ضعف الصادرات في اتساع عجز الحساب الجاري إضافة إلى أن قسما كبيرا من التدفقات كان في صورة اقتراض قصير الأجل، ما جعل هذه البلدان معرضة للصدمات الخارجية ¹.

وبفعل عمليات المضاربة على سعر العملة وتدني الأرباح في أسواق الأسهم، اضطرت السلطات النقدية في تلك الأسواق إلى رفع سعر الفائدة بهدف وقف التحويلات من العملة الوطنية إلى العملات الأجنبية خاصة الدولار الأمريكي و محاولة تشجيع مختلف المستثمرين الحائزين للدولار الأمريكي على تحويل المبالغ الموجودة لديهم إلى العملات الوطنية. وعليه فقد ارتفعت أسعار الفائدة إلى حد %25في تايلندا، و%35 في كوريا، وظلت عند هذا الحد لعدة أيام، مما اضطر بالمستثمرين في هذه الأسواق إلى التخلي عن الأوراق المالية و إيداع قيمتها في البنوك للإستفادة من سعر الفائدة المرتفع. مما نتج عنه زيادة المعروض من الأوراق المالية في السوق دون أن يقابله طلبات شراء و هذا ما أدى إلى انخفاض شديد في أسعار الأسهم وصل إلى%25 و %50 من الأسعار السائدة في السوق. وانفجرت الأزمة في تايلندا بعد الهجوم على الـ(BAHT) التايلندي في جويلية 1997 من خلال قيام ستة (6) أفراد من تجار العملة في بانكوك بالمضاربة على خفض سعر هذه العملة بعرض كميات كبيرة منها للبيع، أدت إلى انخفاض قيمته بالنسبة للعملات الأخرى. وتزامن هذا مع فشل الحكومة في الحفاظ على قيمة عملتها بعد تآكل الإحتياطي النقدي
__________________

(1)-دونالد ماشيسون، الأزمات المالية في الأسواق الناشئة،مجلة التمويل و التنمية،FMI،المجلد 36،العدد3،جوان 1999،ص29.

الأجنبي لديها، مما أدى بها إلى خفض رسمي في قيمة العملة تسبب و بصورة فورية في تراجع حاد لأسعار الأسهم بعد أن قرر الأجانب الانسحاب من السوق.

المطلب الثالث: انعكاسات الأزمة الآسيوية على الأسواق الأخرى
منذ أن وقع أول هجوم على الـ(BAHT) التايلندي في جويلية 1997، انخفضت أسعار العملات و الأصول في كل آسيا نتيجة هروب رؤوس الأموال من أسواق هذه البلدان.مما كان له تأثير مدمر وواسع المدى على اقتصاديات العديد من دول المنطقة و حتى البعيدة منها. وكانت كل من دول كمبوديا، جمهورية اللاوس...من بين الدول الأكثر تضررا من انتشار عدوى هذه الأزمة ¹:
ففي هاتين الأخيرتين تباطأت قوة دفع الإصلاحات بصورة كبيرة و بالتالي لم يتم علاج نقاط الضعف الأساسية في اقتصادياتهما، حيث فقدت الإصلاحات الهيكلية في كمبوديا القوة الدافعة مع ازدياد التوترات السياسية خلال النصف الأول من عام 1997. وتباطأت إلى حد كبير في النصف الثاني من نفس العام، بسبب تفاقم نقاط الضعف في تعبئة الإيراد و إدارة الإنفاق العام، فبدأت الدول المانحة (المقرضة) توقف مدفوعاتها بسبب عدم الاستقرار السياسي، وأخذت ثقة المستثمر الخاص تضعف، كما كانت إصلاحات جمهورية لاوس مثبطة منذ 1997وتفاقم ضعف الإدارة الإقتصادية نتيجة بطء بناء توافق الرأي في عملية اتخاذ القرار، مما صعب من مهمة تصدي سلطات البلاد بسرعة للتدهور الإقتصادي الذي انتاب الإقتصاد المحلي، وفي أعقاب هذه الأزمة انخفضت تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية نحو جمهورية لاوس بنسبة %91، وتعرضت كمبوديا لانخفاض يقدر بنسبة %45 بسبب هذه الصدمة، إضافة إلى الاضطراب السياسي المحلي الذي بلغ ذروته بالإطاحة برئيس الوزراء الأول الأمير "نوردوم راناريده" في جويلية 1997، والذي كان له تأثير كبير على الأداء الاقتصادي لكمبوديا. وإضافة إلى هذه التحولات و الانهيارات بدأت عملتي البلدين تفقدان قيمتهما، حيث هبطت في بداية الأمر قيمة الريال الكمبودي بسرعة أقل من سرعة تغير العملات الآسيوية الأخرى نتيجة للدولرة المكثفة للاقتصاد الكمبودي.
غير أن عملة الـ(كيب) في جمهورية اللاوس تأثرت بصورة خاصة بتقلبات أسعار الصرف التي هزت المنطقة نظرا لارتباطها الوثيق جدا بالـ(باهت) التايلندي، وفيما بين جويلية1997و جوان1998 فقد الـ(كيب) ما يصل إلى %70من قيمته أمام الدولار، وبدأ التضخم في الارتفاع، وبدرجة أكبر في اللاوس مقارنة بكمبوديا، و كان الأثر الإجتماعي كبيرا، وفي كلا البلدين، أطلق تزايد ضعف الثقة في الاقتصاد الكلي و أيضا في العملتين العنان لتدفق الأموال إلى خارج النظام المصرفي.
ومن بين الآثار الإجتماعية لأزمة آسيا في البلدين مايلي(¹):

ـــــــــــــــــــ
((1-ظفار احمد،تأثير الأزمة المالية في آسيا على كمبوديا و جمهورية اللاوس،مجلة التمويل و التنمية،المجلد36،العدد3،سبتمبر1999،ص43
أولاً: في كمبوديا:

- أفضى الجفاف و الصادرات غير القانونية، الواسعة النطاق للأرز إلى تايلندا و فيتنام إلى نقص حاد في الأغذية في بعض المناطق، و بالإضافة إلى هذا قلل الإنكماش الإقتصادي من فرص استكمال الأفراد لدخولهم.
- زادت الهجرة من المناطق الريفية إلى الحضرية مما زاد الضغوط على البنية الأساسية و الموارد الإجتماعية و الإقتصادية المحدودة، وتتفشى الأمراض المرتبطة بالأوضاع السكنية البائسة، وعدم كفاية فرص الحصول على مياه نظيفة وسوء التغذية.

ثانياً: في جمهورية اللاوس:

- أفضى التضخم السنوي المؤلف من ثلاثة أرقام و الزيادات الكبيرة في أسعار السلع الأساسية إلى تقليل الدخول الحقيقية و القدرة الشرائية، مما فرض إجراء تغيرات في أنماط الاستهلاك و الادخار وتم تعديل النظم الغذائية وتخفيض الإنفاق على الكساء.
- زادت تكلفة اللوازم المدرسية و الأدوية بصورة كبيرة فوق طاقة الكثير من الأسر الريفية الفقيرة.
- تبدلت الأنماط التقليدية لهجرة العمل، وتناقص عدد العمال الصينيين الذين كانوا يهاجرون من قبل جنوباً إلى أودوماكسي للعمل في صناعة التشييد مع ازدياد ضعف الـ(كيب)، مما وفر وظائف في هذه الصناعة لعمال لاوس وفي نفس الوقت تعرض عمال لاوس في تايلندا المجاورة لضغط العودة إلى وطنهم.

______________

1)-أندريا بيكويز،الآثار الإجتماعية لأزمة شرق آسيا،مجلة التمويل و التنمية،مرجع سابق،ص44.

المطلب الرابـع:آثار الأزمة

أولاً: آثار الأزمة على الدول المعنية بها:

أدت الأزمة المالية لدول جنوب شرق آسيا إلى إلحاق العديد من الأضرار على اقتصادياتها و على مناخها السياسي و الإجتماعي، ولعل من أهمها:
1. تضاءل الثقة بالأنظمة الاقتصادية -خاصة المالية منها- والسياسية القائمة.
2. الانسحاب المفاجيء لرؤوس الأموال الأجنبية في الوقت الذي ساهمت هذه الأموال في رفع معدلات النمو لهذه الدول خلال السنوات الأخيرة و خاصة في القطاعات الموجهة للتصدير.
3. ثم إن هذه التحويلات الرأسمالية للخارج ستنسحب إلى خفض في الإنفاق العام و الخاص وزيادة عجز الحساب و تفاقم في المديونية للخارج.

ثانيا: آثار الأزمة على الصعيد العالمي:

يمكن القول أن آثار الأزمة المذكورة على الصعيد العالمي يحتمل أن تأخذ البعدين التاليين معا:
1) أدّت الأزمة إلى تدهور في مؤشرات البورصات الأوروبية، وانخفاض في أسعار الأسهم و خاصة لكبريات الشركات متعددة الجنسيات، وبالتالي من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى هبوط عام في الأسعار و إلى حدوث بطالة قد تجر إلى ثورات اجتماعية.
2) غير أن هذا الإنخفاض في قيمة عملات الدول المعنية بالأزمة، سينجم عنه تزايد في عرض المنتجات الآسيوية في الأسواق العالمية نظراً لانخفاض أثمانها، و إذا ما استمر هذا الحال سيعود الانتعاش الإقتصادي ثانية لدول المنطقة على المدى الطويل.

وإدراكاً بالآثار المحتملة للأزمة الآسيوية على حركة التجارة و المال الدولي، بادرت بعض المؤسسات المالية إلى معالجة الأزمة لتضيق نطاقها إلى الدول الأخرى، حيث قام صندوق النقد الدولي و البنك الدولي بالتنسيق مع بعض الدول المتقدمة بتقديم تسهيلات مالية إلى الدول المعنية بعد أن فرض مشروطيته التي تضمنت إجراء جملة من التغييرات الهيكلية على الإستراتيجيات الإنمائية التي تبنتها هذه الدول في السنوات السابقة و خاصة في الميدانين التاليين:
- إعادة تقييم العملات الآسيوية.
- إغلاق عدد من البنوك الآسيوية.

الخاتمة:

وأخيرا، وبعد تطرقنا للأزمات المالية السابقة، خاصة أزمة دول جنوب شرق آسيا، ارتأينا استخلاص عدد من الدروس أو النقاط بغية تفادي مثل تلك الأزمات مستقبلا:

الدرس الأول: ضرورة الإهتمام المبكر بتصحيح الإختلالات الإقتصادية الكلية، بمجرد ظهورها، وهذا لم يحدث في إندونيسيا و تايلندا بالرغم من التحذيرات المتكررة في هذا الصدد.

الدرس الثاني: بمقدور الدول المجاورة التي تعرضت إلى الأزمة ذاتها أن تأخذ جانب الحذر مقدما وذلك من خلال تعزيز سياساتها الإقتصادية.

الدرس الثالث: لقد تجلى من الأزمة الآسيوية صعوبة تجديد الثقة لدى الجمهور، وهو ما يستدعي بالضرورة التزاما رسميا صارما بإجراء الإصلاحات الاقتصادية حتى و إن تطلب ذلك بعض النتائج المؤلمة.

الدرس الرابع: إن معدلات النمو الاقتصادي التي حققتها دول الأزمة إنما كانت تخفي بعض المشاكل، ومنها العجز الكبير في الحساب الجاري و تدفق الاستثمارات الأجنبية عبر نظم اقتصادية اعتمدت على نحو واسع على تقديم قروض بالعملات الصعبة بأسعار فائدة منخفضة للغاية لصالح قطاعات غير منتجة.

الدرس الخامس: إن التطورات الأخيرة لأسواق رأس المال الآسيوية لا تكشف النقاب عن مخاطر الأسواق العالمية فحسب، بل في كيفية التعامل معها بصورة مسئولة من خلال إتباع سياسات اقتصادية تقوم على أسس متينة من الإصلاحات الهيكلية التي يمكن أن تقود إلى تجديد الثقة، وبالتالي تساعد على تخصيص الموارد بصورة كفوءة.

_________________________________

المراجع:

- منير ابرهيم هندي،الأوراق المالية و أسواق رأس المال، توزيع منشأة المعارف الإسكندرية، مصر 1997.

- محمد لخضر بن حسين، الأزمات الاقتصادية، فعلها و وظائفها في البلدان الرأسمالية المتطورة و البلدان النامية، ترجمة أحمين شفير، الجزائر ، المعهد الوطني للثقافة العمالية وبحوث العمل، 1995.

- مروان عطون، الأسواق النقدية و المالية (البورصات و مشكلاتها في عالم النقد والمال ) ، الجزء الثاني، ديوان المطبوعات الجامعية، الجزائر، 1993.

- فريد النجار، البورصات و الهندسة المالية، مؤسسة شباب الجامعة للنشر، 1998 – 1999.
- ستاد نيجنكو، الأزمة النقدية في النظام الرأسمالي : أصلها و تطورها، ترجمة محمد عبد العزيز، مطبعة جامعة بغداد، بغداد، 1979.

-الصافي وليد أحمد، سوق الأوراق المالية و دورها في التنمية الاقتصادية، رسالة ماجيستير علوم اقتصادية، معهد العلوم الاقتصادية، 1997.

-مجلة التمويل و التنمية، جوان 1999، سبتمبر1999، ديسمبر 2002.

- Barthalon Eric, Crises financières: Revue problèmes économiques, n° 2595 , 1998

hadil09
2010-12-01, 20:26
اسم العضو : hadil09
الطلب : بحث حول نشر المعلومات - بحث حول الانفعالات
المستوى : سنة اولى جامعي علوم اجتماعية
اجل التسليم : نهاية الاسبوع القادم
ارجو ان تكون البحوث بالخطة و بالمراجع اخي الفاضل
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك
شكرا مسبقا

محب بلاده
2010-12-01, 20:37
اسم العضو : hadil09
الطلب : بحث حول نشر المعلومات - بحث حول الانفعالات
المستوى : سنة اولى جامعي علوم اجتماعية
اجل التسليم : نهاية الاسبوع القادم
ارجو ان تكون البحوث بالخطة و بالمراجع اخي الفاضل
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك
شكرا مسبقا



بحث حول نظام المعلومات تمهيــــد

إن نظام المعلومات يلعب دورا هاما و حساسا داخل المؤسسة بصفته منتجا للمعلومات ، فهو يعتبر عنصر حيوي ، إذ على أساس المعلومات التي ينتجها يتم اتخاذ القرارات الفورية و الاستراتيجية للمؤسسة .

هذا ما سنحاول إبرازه في الفصل الأول من هذا البحث من خلال تقسيمه إلى مبحثين ، نعرض في الأول بعض المفاهيم العامة حول المعلومة و النظام و مختلف التعاريف التي تميز بها نظام المعلومات و توضيح أسباب نشأته و أهم أنواعه ، أما في المبحث الثاني فسنكشف الضوء على وظائف، أهداف و خصائص نظام المعلومات وأهم مصادر تصميمه و تطويره .























المبحث الأول :مفاهيم حول نظام المعلومات

حتى يمكن فهم نظام المعلومات علينا أن نبدأ بفهم كل من المعلومة و النظام فالمعلومة هي منتج نظام المعلومات ، مهنا يجب التفرقة بين البيانات و المعلومة فالبيانات هي حقائق خام و قد تكون أرقاما أو حتى رموزا و هي تمثل مدخلات نظام المعلومات و بالتالي فان المعلومة هي بيانات تم تحويلها إلى معلومة و ذلك بتشغيلها .

أما النظام فهو إطار متكامل له هدف واحد أو أكثر من هدف و يقوم بالتنسيق فيما بين الموارد المطلوبة لتحويل المدخلات إلى مخرجات ، والموارد قد تكون خامات أو آلات أو طاقة و ذلك بالاعتماد على نوع النظام .

و نظرا للترابط الموجود بين هذه العناصر الثلاثة أي المعلومة و النظام و نظام المعلومات ، فقد ارتأينا إلى تقسيم هذا المبحث إلى ما يلي :

 مفاهيم عامة حول النظام و المعلومــــة .
 تعريف و أسباب نشأة نظام المعلومات .
 أنواع و مــــوارد نظــــام المعلومـــات .

المطلب1 : مفاهيم عامة حول النظام و المعلومة

1- بعض المفاهيم الأساسية للنظم :

أ- يمكن تعريف النظم على أنه مجموعة من المكونات المرتبطة و التي تكون معا كيانا واحدا ، وهناك العديد من أنواع النظم موجودة في العالم مثلا : المجموعة الشمسية ، جسم الإنسان و غيرها .

* أما مفهوم النظام من منظور نظم المعلومات فهو مجموعة من المكونات المرتبطة و التي تعمل معا نحو تحقيق هدف واحد عن طريق قبول مدخلات من البيئة و إجراء عمليات تحويلية عليها لتحولها إلى مخرجات .







و يعتبر النظام ديناميكيا في حالة قيامه بالوظائف الثلاثة التالية و هي :

- الإدخال : ينطوي على تجميع العناصر اللازمة لتشغيل النظام فمثلا لابد من تجميع المواد الخام ، و الأفراد و البيانات قبل أن يتم التشغيل .

- التشغيل : ينطوي على عملية تحويل المدخلات إلى مخرجات مثل إجراء عملية حسابية على البيانات .

- المخرجات : تنطوي على نقل المخرجات الناتجة من عملية التحويل إلى مقرها النهائي ، مثل توزيع التقارير على المستخدمين .

و يعتبر النظام قادر على تنظيم نفسه إذا تمت إضافة العنصرين التاليين :

- التغذية المرتدة : و هي تمثل معلومات حول أداء النظام مثل : صدور معلومات حول أداء رجال البيع لمدير المبيعات .

- الرقابة : تنطوي على متابعة وتقييم المعلومات المرتدة لتحديد أي انحرافات للنظام عن أهدافه ، وكذلك اتخاذ الإجراء اللازم لتعديل مدخلات و عمليات النظام لضمان الوصول إلى مخرجات ملائمة ، كأن يقوم مدير المبيعات بإعادة توزيع رجال البيع على المناطق البيعية بعد تقييمه للمعلومة المرتدة .

ب- أهم الخصائص التي يتميز بها النظام :

- يجب أن يتكون النظام من مجموعة من الأجزاء تتمثل في المدخلات و عمليات التشغيل و المخرجات و التغذية العكسية و يمكن توضيح هذه الأجزاء من خلال الشكل التالي :

المدخلات عمليات التشغيل المخرجات
التغذية العكسيـة

- يجب أن تكون هناك علاقة متبادلة و متداخلة بين الأجزاء الأساسية .

- يجب أن تعمل أجزاء النظام من أجل تحقيق هدف مشترك قد يكون في شكل إنتاج سلعة مادية ملموسة أو خدمة غير ملموسة أو إتاحة معلومات كما هو الحال بالنسبة لنظام المعلومات .


2- بعض المفاهيم الأساسية للمعلومة :

أ- يمكن تعريف المعلومة على أنها هي المعرفة التي لها معنى و مفيدة في تحقيق الأهداف ، و يجب أن تتصف المعلومة بالدقة في الوصف و السرعة في تحضيرها و جلبها إضافة إلى تميزها بالبساطة .

ب- نحصل على المعلومات من المصادر التالية :

- المصادر الداخلية : هذه المصادر تعطي البيانات على شكل رسمي و غير رسمي من داخل المؤسسة و يتم تجميعها للأحداث الواقعة حقيقة ، و بمجرد الحاجة إلى المعلومات يتم تصميم أسلوب لجمعها و استخراج الحقائق منها .

- المصادر الخارجية : تتشكل من المعطيات الناتجة عن المحيط الخارجي للمؤسسة و تشمل أطرافا متعددة فالحكومة مثلا تصدر معلومات عن القوانين و السياسات الاقتصادية ، إضافة إلى هذا هناك مصادر أخرى كالموردين والعملاء .

- المصادر الشفهية : تعرف على أنها المناقشات التي تجري بين العمال و كذا اللقاءات و الاجتماعات .

- المصادر الوثائقية : و تنقسم بدورها إلى مصادر أولية وأخرى ثانوية :

- حيث أن المصادر الأولية تتمثل في الدوريات و البحوث الميدانية و كذلك الأطروحات الجامعية ، ومن ميزات هذه المصادر أنها وسيلة للوصل إلى الكثير من الناس كما أنها تكون من قبل خبراء .
- أما المصادر الثانوية فيمكن حصرها في القوانين و الأجهزة الحكومية و كذا المطبوعات و المنشورات ، ومن ميزة هذه المصادر أنها محددة و جاهزة وتكلفتها رخيصة نسبيا و تقدم حجم كبير من المعلومات .

ج- هناك طرق متعددة لجمع المعلومات و يتم اختيار أنسب طريقة تبعا إلى الاحتياجات و فيما يلي ذكر أهم الطرق :

- البحث و فحص السجلات : و تتم عن طريق متابعة الخريطة التنظيمية للملفات و التقارير و نماذجها ، سجلات العمل ، القرارات ، الشكاوى إضافة إلى المشاكل التي سجلت حين إعداد و تنفيذ الخطط و الموازنات و كذلك خرائط المسارات .

- أسئلة الاستبيان : هي استمارة يتم ملؤها من قبل المستوجب الذي يعتبر سيد القرار ويعتبر الاستبيان طريقة للكشف عن الحقائق و ميول الأفراد .
- المقابلة الشخصية : هي من أهم الطرق للحصول على المعطيات إذ تساعد في ملاحظة سوك الأفراد و الجماعات ومعرفة آرائهم .

- الملاحظة : تعتمد على إرسال الملاحظين لتسجيل الوقائع أثناء العمل على شكل إحصائيات الرقابة الموجودة .

- العينات : هي عبارة عن أخذ عينة من المدخلات و المخرجات أو عينة من المواقف مثل عينة على طلبات البيع ، شكاوى العملاء ، الموظفين .

- الأنترنت : إن الأنترنت أو ما يعرف بشبكة الشبكات ، هي من أحدث طريقة لجمع المعلومات ظهرت مع التطور التكنولوجي ، وسببها التفتح العالمي إضافة إلى الخدمات التي توفرها الشبكة فهي تتميز بسهولة الاستعمال و تكلفة منخفضة .


المطلب2 : تعريف نظام المعلومات و أسباب نشأته

1- تعريف نظام المعلومات : نظام المعلومات هو إطار يتم في ظله التنسيق بين الموارد ( موارد بشرية ، موارد مادية) ، لتحويل المدخلات ( البيانات ) إلى مخرجات ( معلومات ) و ذلك لتحقيق أهداف المشروع .
و لقد تعددت تعاريف و مفاهيم نظام المعلومات و ذلك حسب اختلاف وجهات نظر الباحثين فنجد :

أ-Robert Reix يعرفه بأنه " مجموعة من الموارد و الوسائل و البرامج و الأفراد و المعطيات و الإجراءات التي تسمح بجمع و معالجة و إيصال المعلومات على شكل نصوص ، صور ، رموز ..... في المؤسسة " ¹.

ب- و يعرفه عبد الهادي مسلم " على أنه مجموعة من الإجراءات التي يتم من خلالها تجميع أو استخراج ، تشغيل ، تخزين و نشر المعلومات ، بغرض دعم عمليات وضع القرار و تحقيق الرقابة داخل المؤسسة " ² .

ج- أما أحمد رجب فقد عرف نظام المعلومات على أنه " نشاط المشروع الذي ينطوي على تجميع و تصنيف و تبويب و توزيع البيانات " ³ .


¹ Robert Reix " Traitement des informations " édition vubret , 2001 , P165.
² عبد الهادي مسلم " مذكرة في نظم المعلومات الإدارية – المبادئ و التطبيقات - " مركز التنمية الدراسية مصر ، 1994 ، ص 16 .
³ أحمد رجب عبد العالي " المعاصرة في اللآمحاسبة الإدارية " الدار الجامعية للطباعة والنشر، بيروت ،1992 ص13 .
2- أسباب نشوء نظم المعلومات : تعددت الأسباب حول استخدام نظم المعلومات هذه الأسباب يمكن حصرها في العوامل التالية :

2-1- المشكلة الإدارية : إن جوهر المشكلة الإدارية يتمثل في اتخاذ القرارات التي تحدد كيفية توزيع الموارد المحدودة على أوجه الاستخدام الغير محدود ، حيث أن الإدارة الغير السليمة لا تملك القدرة للسيطرة على العوامل الخارجية التي تتأثر بها لكن تستطيع أن تخفف من أثرها السلبي ، كما أن تلك القرارات تتخذ في ظروف تتصف بنقص المعلومات و عدم التأكد وصعوبة الرؤية المستقبلية و هذا كله يتطلب نظام معلومات فعال يساعد الإدارة على تقدير الاحتمالات المستقبلية بصورة صحيحة و اتخاذ القرارات السليمة .

2-2- تقسيم العمل : إن تقسيم العمل أدى إلى ظهور تبادل المعلومات ، فالمؤسسة تنقسم اليوم إلى العديد من الإدارات المختلفة ( المشتريات ، الإنتاج ، التسويق .....) و حتى يتم أداء الأنشطة بشكل فعال يجب أن تتم عملية تبادل المعلومات بين هذه الإدارات و الأقسام بشكل أفقي بين الإدارات في المستوى الواحد ، و عمودي بين الإدارات في المستويات المختلفة من أجل تحقيق الأهداف المرسومة ، و منه نقول أنه كلما زاد التقسيم الوظيفي للعمل زادت أهمية تبادل المعلومات بين الإدارات المختلفة و بالتالي تنشأ الحاجة إلى نظم المعلومات .

2-3- التقدم العملي والفني : إن التطورات العلمية و التقنية للإنتاج تجعل العملية الإنتاجية أكثر تعقيدا ، فالمشروعات أصبحت كبيرة الحجم ، و تحتاج إلى تمويل كبير، كل هذه العوامل أدت إلى صعوبة اتخاذ القرار ، إذ أن كل قرار خاطئ يعود بخسارة كبيرة ، و بالتالي فالمؤسسة تحتاج إلى كم هائل من المعلومات الصحيحة المفيدة و المؤكدة التي يجب أن تتدفق بشكل منتظم بين المراكز الإدارية المتعددة في المؤسسة .

2-4- المنافسة الدولية و المحلية : إن الاقتصاديات المعاصرة تتسم بالانفتاح على العالم أي تقوم على اقتصاد السوق ، حيث توجد مؤسسات عديدة منافسة على الصعيد الدولي و المحلي .

2-5- العرض : نقصد به العرض الذي يتطلب على المؤسسة ضمان بقائها في السوق و استمرارها في العمل في ظل جميع الظروف ، و هذا يتطلب جمع بيانات هامة تساعد المؤسسة على التحدي و متابعة كل التغيرات .





المطلب3 : أنواع و موارد نظم المعلومات

1- أنواع نظم المعلومات ¹ : من أهم أنواع نظم المعلومات ما يلي :

1-1- نظام معلومات الإنتاج : تختص وظيفة الإنتاج بتحويل مجموعة من المدخلات إلى مجموعة من المخرجات في شكل سلع و خدمات ، فمثلا في نظام صناعي مثل صناعة السيارات ـ تقوم وظيفة الإنتاج بتحويل مجموعة من المدخلات متمثلة في الموارد المتاحة من عمالة و رأس مال إلى منتجات نهائية في شكل سيارات .

ويتكون نموذج معلومات الإنتاج من المكونات التالية :

* تخطيط الاحتياجات من الموارد .
* العمليات التحويلية ( تحويل فعلي إلى منتجات و خدمات ) .
* الهندسة الصناعية ( تعمل على اتصال وثيق مع التسويق عند تصميم المنتوج ) .
* الشحن و الاستلام ( العملاء و الموردين ) .
* المشتريات .
* رقابة الجودة .

1-2- نظام معلومات التسويق : منذ عام 1950 بدأت وظيفة التسويق تزداد و تنمو أهميتها و في بعض المؤسسات تتضمن وظيفة التسويق إدارة المخزون و التوزيع المادي للمنتجات النهائية .

و يتكون نموذج معلومات التسويق من المكونات التالية :

* بحوث التسويق ( دراسة السوق ).
* التسعير ( تحديد السعر الصحيح ) .
* الترويج .
* إدارة المبيعات ( نجاح أو فشل التسويق ينسب لقوة رجال البيع ) .







¹ سونيا محمد البكري و إبراهيم سلطان " نظم المعلومات الإدارية " دار النشر الجامعية الجديدة ، 2002 ص 254 .
1-3- نظام معلومات التمويل :إن نظام معلومات التمويل يتضمن وظائف محاسبية و تتمثل المكونات الأساسية لهذا النظام في :

* الميزانية ( تعد أداة رقابية لكل الموارد المالية ) .
* محاسبة التكاليف .
* إدارة الأموال ( الغرض هو التأكد من أن الأموال متاحة لمواجهة الالتزامات المالية للتنظيم و في نفس الوقت تنظم العائد على الأموال المتاحة للاستثمار ) .
* المحاسبة المالية .
* التحصيل .
* حسابات القبض ( تعتبر امتداد منطقي للتحصيل ).
* حسابات الدفع ( الدفع للموردين ) .

1-4- نظام معلومات الأفراد : إن نظام معلومات الأفراد لم يلق الاهتمام المناسب و قد يرجع السبب في هذا إلى أن تطبيقات الأفراد عادة ما تكون روتينية مثل أنشطة حفظ السجلات ، وبسبب آخر يرجع إلى أنه ما لم يكن عدد الموظفين كبير فان سجلات الأفراد من السهل المحافظة عليها يدويا .

و يتكون نموذج معلومات الأفراد من المكونات التالية :

* علاقات العمل (يمثل التداخل مع نقابات العمال و غيرها من التنظيمات العمالية ) .
* شؤون الأفراد ( المحافظة على سجلات الأفراد ) .
*التدريب ( يعتبر نشاط غير محدد ويجب أن يتم تحديده وفقا لميزانية معينة ).
* المرتبات و الأجور .

1-5- نظام المعلومات المحاسبي : هو نظام معلوماتي منهجي ، فهو يشمل على خصائص مصدرها طبيعة المحاسبة ، التي تتعلق بالتأثير الاقتصادي للأحداث التي تأثر على أنشطة المشروع .

يقبل نظام المعلومات المحاسبي البيانات الاقتصادية الناتجة من الأحداث الخارجية و يتم التعبير عن معظم هذه العناصر من البيانات في شكل مالي مثل كمية المبيعات للعميل ، و لكنها تحول إلى بيانات كمية في النهاية مثل إجمالي المبلغ المسدد للعميل .

ومن جانب المخرجات ينتج نظام المعلومات المحاسبي المستندات و القوائم و غيرها من معلومات المخرجات التي يتم التعبير عن محتواها بشكل مالي ،هذه المعلومات تساعد على اتخاذ القرار .
2- موارد نظم المعلومات : هناك 5 موارد أساسية يتم استخدامها في استقبال موارد البيانات و تحويلها إلى منتجات معلوماتية ، وهذه الموارد هي :

2-1- الموارد البشرية : إن وجود الأفراد ضروري لعمل أي نظام معلوماتي و هناك نوعين أساسيين من الموارد البشرية و هما المستخدمين النهائيين و الأخصائيون في نظم المعلومات .

2-2- الموارد المادية " المعدات " : تتضمن جميع الأجهزة المادية و الموارد المستخدمة في تشغيل المعلومات و هي تشمل الحاسوب و هي وحدة التشغيل المركزية ، و الأجهزة المكملة و نقصد بها مكونات الحاسوب و الوسائط و هي جميع الأشياء الملموسة و التي يتم تسجيل البيانات عليها .

2-3- موارد البرمجيات : تشمل جميع أنواع تعليمات تشغيل البيانات من برنامج و إجراءات .

2-4-موارد البيانات : يتم الاحتفاظ بالبيانات داخل قواعد البيانات ، و التي تتكون من مجموعة من الملفات و السجلات المرتبطة بطريقة منطقية .

2-5- موارد الشبكات : و يستخدم هذا المورد في حالة نظم المعلومات الآلية ،حيث أصبحت شبكات الاتصال ضرورية لقيام المؤسسة بالتجارة و الأعمال الالكترونية في جميع المؤسسات وفي نظم المعلومات .
















المبحث الثاني : وظائف و مصادر تصميم نظم المعلومات

إن نظام المعلومات الفعال هو الذي يسعى إلى تحقيق عدة أهداف من خلال الوظائف التي يقوم بها ، و بتعدد الوظائف التي يقوم بها نظام المعلومات تعددت الخصائص و الدعائم التي يتميز بها ، و حتى يبقى نظام المعلومات دائما يتلائم مع استراتيجيات المؤسسة وجب عليه أن يتميز بمصادر تطوير و تصميم خاصة به .

المطلب1 : وظائف و أهداف نظم المعلومات

1- وظائف نظم المعلومات : هناك أربعة وظائف رئيسية موضحة كما يلي :

1-1- وظيفة الإعلام :هي وظيفة الحصول على البيانات و تتضمن تحديد كل البيانات اللازمة سواء داخل المؤسسة أو من خارجها ، في ضوء احتياجات المستويات الإدارية في المؤسسة و الملخصة كما يلي :

أ- الإدارة العليا : تحتاج الإدارة العليا إلى المعلومات اللازمة لتحديد الأهداف و السياسات العامة للمؤسسة ، ووضع الخطط الاستراتيجية التي تمتد لعدة سنوات .

ب- الإدارة التنفيذية : تختص الإدارة التنفيذية بوضع الخطط القصيرة الأجل و تحديد الإجراءات اللازمة لتنفيذها ومن ثم تحتاج إلى المعلومات التالية :

 معلومات عن سوق توزيع المنتجات و سوق المواد المستخدمة في الإنتاج .
 معلومات عن سوق التوزيع الفعلي للمنتجات و التوزيع المستهدف .
 معلومات عن تكاليف العمل و عن مستويات المخزون ...الخ .

1-2- وظيفة المعالجة : إن معالجة البيانات هي مجموعة متباينة من العمليات التي تسمح بتغيير المدخلات إلى مخرجات و هي :

أ- إعداد التعليمات الخاصة بتشغيل البيانات : تتحدد هذه التعليمات في ضوء الاعتبارات التالية :

 الاستخدام : يحدد طبيعة استخدام المعلومات و ثم طريقة معالجة البيانات .
 الخبرات المتخصصة : يشترك متخصصون في وضع تعليمات و برامج التشغيل اللازمة لإعداد التقارير المطلوبة .
 تكنولوجيا المعلومات : تحديد التكنولوجيا و الإجراءات الفنية المستخدمة .

ب- تجميع و تحليل وتلخيص البيانات : تتضمن هذه الوظيفة تقييم البيانات للتأكد من صحتها و مناسبتها للغرض التي تستعمل فيه، و يتم تشغيل البيانات بهدف إعداد المعلومات .

1-3- وظيفة التخزين : و تسمى أيضا بتصنيف المعلومات في ملفات ، حيث تحتفظ بجميع المعلومات المتحصل عليها ، بطريقة يسهل الرجوع إليها عند الحاجة و هذا وفقا للتكنولوجيا المتاحة .

1-4- وظيفة الاتصال : إن الوظيفة الحيوية في نظم المعلومات هي إيصال المعلومات إلى مستخدمها النهائي ، و قد يتطلب ذلك نقلها من مكان معالجتها إلى مكان استخدامها باستعمال عدة وسائل :

أ- استخراج المعلومات وفقا لحاجة مستخدميها : بعد تشغيل البيانات يتم استخراج المخرجات التي تحقق الهدف و بعد حفظ نسخة من كل المعلومات، تعد منها نسخة لترسل إلى الأشخاص المعنيين بها .

ب- توصيل المعلومات إلى مستخدميها : ليس للمعلومة أي قيمة إذ لم يتم استخدامها لذلك وجب توصيلها بالشكل المطلوب ، و في الوقت المناسب ، و لا تقتصر وظيفة الاتصال في نظم المعلومات على مجرد توصيل المعلومات بل لابد أن يكون هناك اتصال مزدوج من أجل التأكد من فهم للمعلومة المطلوبة و يمكن أن يكون الاتصال على عدة أشكال مثل أن يكون شفهيا ، مرئيا على شاشة الحاسوب ، مستنديا .

2- أهداف وضع نظم المعلومات في المؤسسة :

* إنتاج معلومة مفيدة .
* تقديم وصف دقيق للمؤسسة .
* تسهيل وضع التقديرات .
* توضيح القرارات الضرورية الواجب اتخاذها .
* استخراج الانحرافات بين التقديرات و الإنجازات ، وإمكانية تحديد أسبابها و تقليصها .
* يسمح بوضع إجراءات تصحيحية مفيدة لحركة المؤسسة .
* ينبه المؤسسة قبل وقوع الخطأ (نظام تنبئي ).
* يساعد المسيرين و العاملين في تحديد المشاكل ، و تطوير المنتجات و إنشاء منتجات جديدة .



المطلب2 : خصائص و دعائم نظم المعلومات

1- خصائص نظم المعلومات :يمكن إجمال خصائص نظم المعلومات في العناصر التالية :

1-1- شبكة الاتصال : يشبه نظام المعلومات حالة شبكة الاتصال في أنه يزود بمسارات معلوماتية إلى الكثير من النقاط ، و هو يساعد المعلومات على التدفق في كل مكان بالمشروع و ربما إلى أماكن خارج المشروع .

1-2- مراحل تحويل و توظيف البيانات : تقوم نظم المعلومات بتحويل المدخلات إلى مخرجات ، و هنا توجد ثلاثة مراحل أساسية في هذا التحويل و هي مرحلة الإدخال و مرحلة التشغيل و مرحلة الإخراج ، وترتبط بهذه المراحل عدة وظائف هي تجميع البيانات و تشغيلها و إنتاج المعلومات ، كما يتم تنفيذ وظائف أخرى هي رقابة و إدارة البيانات .

1-3- إدخال البيانات و إخراج المعلومات : يتم إدخال البيانات خلال مرحلة الإدخال بينما يتم الحصول على المعلومات خلال مرحلة المخرجات ، وعليه فان البيانات هي الخامات التي تتحول إلى منتجات معلوماتية ، كما تنتج المعلومات لمختلف الأهداف و المستخدمين .

1-4-مستخدموا المعلومات : يتم إنتاج المعلومات من نظام المعلومات بالمشروع وذلك لاستخدامه من طرف المستخدم الداخلي أو الخارجي ، و يشمل المستخدم الداخلي المديرين و الموظفين بالمشروع ، أما المستخدم الخارجي فيشمل كافة الجهات المهتمة خارج المشروع مثل الدائنين و الموردين و حملة الأسهم و الوكالات الحكومية و اتحاديات العمال .

1-5- الأهداف : أي نظام معلومات بأي مشروع له ثلاثة أهداف أساسية هي :
 التزويد بالمعلومات المساندة لعملية اتخاذ لقرار .
 التزويد بالمعلومات المساندة للعمل اليومي الروتيني .
 التزويد بالمعلومات المساندة .

1-6- الموارد : يحتاج نظام المعلومات إلى موارد لإتمام وظائفه ، ويمكن تبويب هذه الموارد على أنها بيانات ، مهمات ، معدات ، أفراد و أموال وعموما يتم شرح نظام المعلومات حسب موارده ، فنظام المعلومات الذي يعمل باستخدام الموارد البشرية هو نظام معلومات يدوي و نظام المعلومات الذي يركز على استخدام المعدات يعرف على أنه نظام معلومات الكتروني .

إدخال البيانات و خروج المعلومات من نظام المعلومات


المشروع



معلومات تساعد متخذ بيانات غير روتينية
القرارات الإداريــــة أهداف وسياســـــات
و معايير معتمدة على
القرارات الإداريـــة


معلومات تساعد متخذ العميلات الروتينيـــــــة
القرارات الخارجي و البيانات الغير روتينية
و للعمليات اليومية نظام المعلومات من المصادر الخارجية
و تعكس التطــــور




معلومات لمتابعة
العمليات اليومية



بيانـــات روتينيـــــة
من العمليات الداخلية



المصدر : د. ثناء على القباني " نظم المعلومات المحاسبية " دار الجامعية الإسكندرية ، 2002 – 2003
ص 13.










2- دعائم نظام المعلومات : في أغلب الأحيان يفضل التمييز بين مختلف دعائم نظام المعلومات تبعا للغاية من وجودها و الشكل التالي يمثل تقسيم دعائم نظام المعلومات :

دعائم الأنظمة




أنظمة مدعمة للعمليات بنك المعلومات أنظمة مدعمة للتسيير




معالجة دعم ومراقبة دعم عمليات أنظمة وضع الأنظمة المدعمة
المعاملات العمليــــــات المكاتب و التقـــــاريـــر للقرار
الصناعيــــة الاتصال

المصدر :
Robert Reix " Systèmes d'information et management des organisations " édition vubert , 2001 , , P 97 .


2-1- الأنظمة المدعمة للعمليات : هذه الأنظمة التي تزود بالمعلومات مختلف الأنشطة ، يمكن أن تكون على 3 أشكال مختلفة :

أ- أنظمة معالجة المعاملات : إن أي مؤسسة تجري عدة معاملات ( الشراء ، البيع اللوائح ،القوانين ) ، إذا لتحضير هذه المعاملات لابد من إتمام عدة عمليات متعلقة بمعالجة المعلومات و غالبا ما تكون هذه العمليات مادية .

ب- دعم ومراقبة العمليات الصناعية : في أغلب الأنشطة الصناعية يتم مراقبة تشغيل الأجهزة و الآلات الإنتاجية عن طريق حواسيب تطبق نماذج للمراقبة ، هذا التشغيل بدوره ينتج معلومات مثل الكميات المنتجة ، المواصفات ، مشاكل ومعوقات التشغيل و التي يمكن أن تخزن و تستعمل من طرف أنظمة المعلومات مختلفة و أيضا إلى جانب هذه الأنظمة الإنتاجية المدعمة بالحواسيب ، نجد أنظمة للتصميم و أنظمة رسم و هذا في مصلحة الدراسات .

ج- دعم عمليات المكاتب و الاتصال : تم تطوير أنظمة مدعمة للمعلومات هدفها الرئيسي إنهاء و لو جزئيا أنشطة المكاتب و بصفة عامة أنشطة الاتصال داخل المؤسسة .
2-2- بنك المعلومات : نظام بنك المعلومات هو مجموعة من البرامج لفحص السجلات على الحاسوب ، الهدف منه حفظ البيانات و المعلومات و جعل هذه المعلومات متاحة للمستخدمين عند الحاجة إليها .

2-3- الأنظمة المدعمة للتسيير : يعتبر الهدف الأساسي لهذه النظم هو جمع معلومات لمتخذي القرارات ، ويمكن التمييز بين :

أ- أنظمة وضع التقارير : في أغلب المنظمات و المؤسسات يتم إيصال المعلومات الضرورية بمساعدة تقارير دورية كجداول المبيعات ، الموازنات الشهرية الانحرافات و في أغلب الأحيان يشكل النظام المحاسبي الركيزة لمثل هذه التقارير ، و يمكن لهذه التقارير أن توضع تبعا لما يلي :

 بطريقة نظامية تبعا لفترة دورية محددة سلفا .
 بناءا على طلب المستعملين .

ب- أنظمة دعم القرار : هي أنظمة هدفها الرئيسي مساعدة المقررين عند مختلف سواء من ناحية البحث و جمع المعلومات ، أو اختيار النماذج الملائمة لاتخاذ القرار المناسب .
















المطلب3 : مصادر تصميم نظم المعلومات ¹

نتطرق أولا إلى حاجات تطوير و تصميم نظم المعلومات و التي نعرضها بالشكل موجز فيما يلي :

* اكتشاف الأفراد لخطأ في النظام الحالي كنتيجة لفشل النظام في تسجيل بعض العمليات أو تعطله بصورة متكررة .

* ظهور تكنولوجيا جديدة يترتب على استخدامها تخفيض التكاليف .

* قد ترى الإدارة العليا عند قيامها بالتخطيط الاستراتيجي أن إدخال نظام جديد للمعلومات يعطي المؤسسة ميزة تنافسية ، أو أن المنافسين استخدموا تكنولوجيا جديدة للمعلومات مما يمثل تهديدا للمؤسسة .

أما ثانيا نذكر الأطراف المشاركة في بناء النظم و التي هي كالتالي :

1- المجموعات التنظيمية : تتضمن ما يلي :

أ- الإدارة العليا : توفر الخطة الاستراتيجية للمؤسسة و تقدم التمويل و الدعم اللازمان لبناء النظام .

ب- المجموعة المهنية : مثل القانونيين الذين يتولون عقود شراء البرامج و الحسابات .

ج- الإدارة الوسطى : تبني نظم المعلومات لمساعدة الإداريين على اتخاذ القرار .

د- الإدارة الإشرافية : عليها أن تمد المحللين و المصممين بكافة المعلومات التي يطلبونها أثناء المقابلات الشخصية معهم .









¹ د. سونيا محمد البكري و د. إبراهيم سلطان – مرجع سابق – ص 282 .
2- المجموعات الفنية : تحتوي على مالي :

أ- الإدارة العليا : في مجال تشغيل البيانات ، إذ يتولى هؤلاء مهام التنسيق بين النظام المقترح و النظم الأخرى داخل المؤسسة ، و ترجع إليهم مسؤولية الحصول على تأييد الإدارة العليا بالمؤسسة ، الحصول على التمويل اللازم لتنفيذ مشروع تطوير النظام .

ب- مديري المشروع : يتولى مدير المشروع التأكد من الموارد المطلوبة لبناء النظام و التأكد من أن التاريخ المستهدف يمكن تحقيقه .

ج- المحلل الرئيسي : يقوم بالتنسيق بين محللي النظم و المبرمجين و المصممين .

د- محللو النظم : يحددون متطلبات النظام الجديد و المفاهيم و الإجراءات اللازمة لتطوير النظام و الوصول إلى التصميم الفعلي له .

و- المبرمجون : يقومون بكتابة و تشفير و تحقيق الاتصال و الربط بين أجزاء النظام بحيث يصبح صالح للعمل و التشغيل .




















خلاصة الفصل


لقد أصبحت المعلومة في عصرنا الحالي تعلب دورا هاما في حياة البشرية في كل المجالات الاقتصادية ، الاجتماعية و السياسية و خاصة في المؤسسات الصناعية و التجارية الكبرى ، حيث نجد على مستوى كل مؤسسة .

نظم المعلومات تلعب دورا هاما و حساسا داخل المؤسسة فبصفته هو المنتج للمعلومات إذا فهو العنصر الحيوي داخل المؤسسة ، لذا لا يمكن أن نتجاهل بأن نظم المعلومات هو تكامل العنصر البشري و الوسائل المادية التي يستعملها كالآلات و الحاسوب ، و الذي يسهر على إعداد المعلومات المناسبة و النافعة في الأوقات اللازمة ، لذلك وجب تحديد نظام المعلومات كلما تطلبت الظروف لذلك .

























تمهيـــد

يعد نظام المعلومات عنصرا أساسيا في التسيير فالمراقبة لا تتحقق إلا عن طريق شبكة معلومات ، فالمعلومات هي المادة الأولية لمراقبة التسيير و لاتخاذ القرارات ، و لا تكتفي هذه الأخيرة بتوفير المعلومات فقط بل يجب عليها التأكد من قدرة انتقالها إلى جميع الهياكل .

و ما سنحاول توضيحه في الفصل الثاني من هذا البحث هو علاقة نظام المعلومات بمراقبة التسيير و اتخاذ القرار من خلال تقسيمه إلى مبحثين ، الأول نعرض فيه دورة حياة نظام المعومات ، وعمليات الرقابة عليه و أهم المشاكل التي يتعرض لها، أما في المبحث الثاني فإننا سنسلط الضوء على العلاقة الموجودة بين نظام المعلومات و مراقبة التسيير و علاقته مع اتخاذ القرار .

























المبحث الأول : عملية تطوير نظام المعلومات

لكل نظام معلومات دورة حياة تبدأ بعملية التخطيط و تنتهي بعملية الصيانة و هذا ما سوف نحاول توضيحه في هذا المبحث و ذلك من خلاله تقسيمه إلى ما يلي :

 دورة حياة نظام المعلومات .
 أمن ورقابة نظام المعلومات .
 أسباب نجاح فشل نظام المعلومات .

المطلب1 : دورة حياة نظام المعلومات

تتمثل دورة حياة نظام المعلومات في المراحل التي يمر بها نظام المعلومات منذ مرحلة نشأته إلى غاية مرحلة تشغيلية بشكل عام وتشمل هذه المراحل فيما يلي :

1- تخطيط النظام : من خلال هذه المرحلة يتم التعرف على مختلف الأنظمة الفرعية المكونة للنظام و التي تكون بحاجة إلى تجديد ، والهدف من عملية التخطيط ما يلي :

* تحديد بكل دقة المشاكل و معالجتها بصفة مباشرة أو في المستقبل بعد فترة زمنية محددة حيث يقوم المحلل خلال هذه الفترة بالتعرف على بيئة النظام و بعدها التعرف على الهيكل التنظيمي للمؤسسة .

* بعدها يقوم المحلل للنظام بالقيام بالدراسة المبدئية هدفها التأكد من مدى الحاجة للنظام ، وتتضمن هذه المرحلة ما يلي :

أ- الجدوى الفنية: تتناول دراسة النواحي المادية و المتعلقة بالبرمجيات ، و يحاول محلل النظم أن يتخذ قرارا فنيا بما إذا كان التصميم المبدئي يمكن أن يطور و يطبق باستخدام الإمكانيات الآلية و البرمجية و الخبرات المتاحة .

ب- الجدوى الاقتصادية : يحدد المحلل ما إذا كانت الفائدة التي يمكن أن تتحقق من النظام المقترح تساوي المجهود و المال و الوقت المنفق لبناء هذا النظام .

ج- الجدوى القانونية : يجب أن يتأكد محلل النظم من أنه لا توجد أي عقابات قانونية و أن التنظيم نفسه قادر على الوفاء بالالتزامات القانونية الناشئة عن النظام .

د- الجدوى العملية ( التشغيلية ) : يتم تحديد قدرة النظام على القيام بالوظائف المسندة إليه .

يتم ترجمة نتائج الدراسة المبدئية في صورة خطة مشروع نظام جديد إذ يتم عرضها على الإدارة ، و تمثل تلك الخطة الاقتراح المبدئي و التي على أساسها يتم الاختيار من بين البدائل الاستثمارية المتاحة لتطوير النظم في ضوء التمويل المتوافر لتنفيذها .

2- تحليل النظام : تبدأ هذه المرحلة بعد الانتهاء من المرحة السابقة و يتمثل هدفها الأساسي في الفهم المعمق للنظام القائم و مشاكله ، من أجل تحديد الحاجة إلى المعلومات و وضع تصور أولي حول كيفية عمل النظام المستقبلي و تمر هذه المرحلة بأربع خطوات تتمثل في :

أ- فحص النظام الحالي : بعد أن يتمكن محلل النظام بالتعرف على كل جوانب العمل في النظام القائم ، و بناءا على تصوره العام للكيفية التي يكون عليها العمل داخل المؤسسة يبدأ المحلل بإجراء دراسات معمقة على النظام القائم بهدف التغيير و هنا يجب الإشارة إلى أنه من الخطورة أن تقوم بتعديل نظام قائم دون أن تقوم بتحليله و فهمه و تحديد نقاط القوة و الضعف و قدرته على تحقيق أهداف إدارة المؤسسة .

ب- تحديد الحاجات إلى المعلومات : الهدف من هذه الخطوة هو التعرف إلى حاجة المراكز الإدارية المختلفة إلى المعلومات عند عملية صنع القرارات ، بمعنى آخر نحاول من خلال هذه الخطوة تحديد مدى مساهمة هذه المعلومات في عمليات اتخاذ القرار .

ج- تحديد متطلبات النظام : يمكن عرض ما تحتويه هذه الخطوة في تحديد احتياجات النظام الخاصة و وضعها في صورة مدخلات النظام و مخرجاته ، أي تحديد المدخــلات الضروريــة للنظـام و لكي يتمكن من تقديم المعلومات المطلوبـة منه و توفيرها في الأوقات المحددة ، كما تهدف هذه الخطوة إلى تحديد العلاقات بين النظم الفرعية ، فمخرجات أحد النظم الفرعية تشكل مدخلات نظام فرعي آخر .

د- وضع تقرير و تحليل البيانات : تصاغ النتائج النهائية لعمليات التحليل على شكل تقرير يحتوي على العناصر التالية :

* ملخص مدى و أهداف مرحلة التخطيط .
* تصوير العلاقة بين النظام المحلل و كل خطة النظم المعلومات الرئيسية في المؤسسة .
* تصوير لكل المشاكل و الصعوبات التي تواجه النظام المستخدم .
* ملخص عن القرارات التي يتم اتخاذها و المعلومات التي يجب توفيرها حتى يتم اتخاذ القرار .
* تحديد متطلبات النظام .
* إعداد موازنة تقديرية لتكاليف إنشاء النظام الجديد و الوقت الذي يستغرقه .
* التوصيات ما بعد تعديل النظام القائم أو تصميم نظام جديد .
* التوصيات حول تعديل أهداف النظام المفتوح .

حيث يقدم هذا التقرير إلى إدارة المؤسسة و يناقش معها حتى يتم اتخاذ القرار بشأن استبدال النظام القائم أو تعديله .

3- تصميم النظام : من خلال هذه المرحلة يتم إعداد المخطط العام للنظام بشكل كامل و يتم تصميم النظام على شكل تدريجي من العام إلى الخاص حسب مدخل النظم حيث يجب أولا تحديد الأهداف ووظائف النظام و تتضمن هذه المرحلة 3 خطوات و هي :

أ- تحديد بدائل التصميم : يمكن أن نحل مشكلة النظام القائم بعدة طرق لذلك يقوم مصمم النظام بجمع كل البدائل من الحلول أو الإمكانيات الممكنة لتصميم النظام الجديد و توصيف هذه البدائل ، وبعد ذلك يقوم مصمم النظام بناءا على الدراسات الاقتصادية بتصنيف البدائل حسب أفضليتها ، ثم اختيار البديل الأفضل من وجهة نظره و تقديم هذا البديل كنظام مقترح يمثل الحل الأمثل في ضل الإمكانيات المتاحة لمشاكل المؤسسة .

ب- تحديد مواصفات النظام المصمم : يتمثل العمل المهم في هذه الخطوة في تحديد مخرجات النظام و هي التقارير الإدارية و التي من مهام النظام تقديمها .

ج- إعداد و تقديم مواصفات تصميم النظام : و هي المتمثلة فيما يلي :

* المخرجات : بعد تحديد المخرجات يقوم المصمم للنظام بوضع المواصفات العامة لكل شكل من أشكال المخرجات و صورها المختلفة .

* المعالجة : أما فيما يخص مواصفات المعالجة فهي تضم تحديد مواصفات المكونات المادية و المكونات البرمجية للنظام المصمم ، و يتعلق تحديد مواصفات المكونات المادية بكل الوسائل المادية ( الآلات ) التي تستخدم في المعالجة مثل الحاسوب .

أما مواصفات المكونات البرمجية فتتمثل في تحديد الخطوات الواجب إتباعها في عملية المعالجة للبيانات من أجل الوصول إلى النتائج المطلوبة ، و تتم المعالجة الآلية بواسطة الخوارزميات .

* المدخلات : بعد تحديد المواصفات التفصيلية للمخرجات و المواصفات الخاصة بالمعالجة ، يأتي دور المواصفات الخاصة بالمدخلات ، أي تلك المدخلات التي تدخل من قبل استخدم النظام ، بهدف الحصول على المخرجات و بالتالي فان المدخلات ( البيانات ) تكون هي الأبطئ بالنسبة لنظام المعلومات و ذلك لأنها تتم بشكل يدوي مما يعرضها بنسبة كبيرة إلى الأخطاء ، مما يؤكد أنها تحتاج إلى وقت أطول نسبيا مقارنة بالمعالجة و المخرجات .

4- تنفيذ النظام : قبل بدأ عملية تنفيذ النظام يجب أن تهيأ كل الظروف اللازمة حيث تتضمن عملية تنفيذ النظام الجديد تطبيق المواصفات المادية و المعنوية التي تم اختيارها في مرحلة التصميم بشكل فعلي .

فعند التنفيذ تبدأ العملية باختيار أشخاص ذات كفاءة للقيام بهذه العملية داخل نظام المعلومات ، فأول ما يقام به هو اختيار التجهيزات الضرورية لكتابة البرامج التطبيقية ، و كذلك يجب تدريب الأشخاص الذين سيشرفون على تشغيل الحواسيب .

5- تشغيل النظام و تقييمه : بعد الانتهاء من مرحلة تنفيذ النظام تأتي المرحلة الحساسة و هي مرحلة تشغيل النظام و ذلك بعد التحول من النظام القديم إلى النظام الجديد ، و يمكن أن تتم عملية التحول إما بطريقة مباشرة أي إيقاف العمل بالنظام القديم تماما و تشغيل النظام الجديد فورا .

و هناك تحول آخر و هو التحول الموازي و نقصد به إيقاف النظام القديم و نضيف له النظام الجديد و يبقى يعملان سويا حتى يتم التأكد من صلاحيته .

و إما بالتحول التدريجي أي الاستغناء على النظام القديم تدريجيا و إحلال النظام الجديد بعد فترة زمنية .

و بعد أن يتم الاختيار كيف تتم عملية التحول من النظام القديم إلى النظام الجديد الذي تم تصميمه ، تبدأ عملية تشغيل النظام و في هذا الصدد هناك 3 اعتبارات يجب أن نراعيها و هي :

* الزمن اللازم لإنجاز عملية الإحلال .
* مقارنة النتائج التي يتم الحصول عليها في النظام الجديد مع نتائج النظام القديم .
* تتبع مواضع الأخطاء أثناء التشغيل و تصحيحها ، ثم تأتي بعد ذلك عملية تقييم شاملة سواء من الناحية الفنية أو من الناحية المالية و الاقتصادية .
أما فيا يخص التقييم المالي فهو يتعلق بتحليل تكاليف النظام الجديد مقابل العوائد المترتبة عليه .

6- صيانة النظام : تأتي مرحلة الصيانة بعد العمل بنظام المعلومات أو بعد تشغيله فقد تطول مدة تشغيله أو تقصر ، و منه فان فترة حياته يمكن أن تحتاج إلى تعديلات من أجل أن يبقى يعطي ثماره فهو يتأثر بالبيئة كما يؤثر فيها .

لذلك فان نظام المعلومات يحتاج بشكل أو بآخر إلى تعديلات أو تغييرات ليستطيع الاستمرار في العمل ضمن حدود أداءه التي صممت من أجل إنجازه و لأطول فترة ممكنة .

نموذج عن نظام المعلومات

أجهزة حكومية مساهمون الجمهور



اتخاذ القرار تفسير نشر المعلومات



مخرجات

معلومات ، بيانات

تجميع البيانات

العمليات الداخلية منتجات و خدمات المؤسسة





اقتصاد / سوق منافسون مستهلكون


المصدر : عبد الهادي مسلم " مذكرات في نظم المعلومات الإدارية المبادئ و التطبيقات " مركز التنمية ، مصر 1994 ، ص 102 .




المطلب2 : أمن ورقابة نظام المعلومات

تعتبر نظم المعلومات اليدوية أكثر أمانا من نظم المعلومات المبنية على الحاسوب ، فهذه الأخيرة تحفظ بالبيانات في ملفات يمكن الوصول إليها بواسطة عدد كبير من الأشخاص من خارج المؤسسة ، و على الرغم من الخصائص التي تتمتع بها نظم المعلومات المعتمدة على الحاسوب لتحقيق الأمان إلا أنه مازال هناك تهديدات تتعرض لها تلك النظم .

و اختراق النظام يرجع إلى العوامل التالية :

1- صعوبة عمل نسخ ورقية لنظم المعلومات المعقدة نظرا لضخامة حجم البيانات التي تتضمنها .
2- عادة لا توجد آثار ظاهرة لأي تغيير في نظم المعلومات المبنية على الحاسوب لأنه لا يتم التعامل معها أو قراءة سجلاتها إلا بواسطة الحاسوب و الذي لا يكتشف أي تغيير .
3- إن الإجراءات المبنية على الحاسوب غير مرئية و ليس من السهل مراجعتها .
4- تغيير النظم الآلية عملية معقدة و مكلفة بالنظم اليدوية .

و هناك عدة أنواع من الرقابة للتأكد من فعالية العمليات الخاصة بإجراءات البرمجة و هي تشمل ما يلي :

1- الرقابة على عملية تطبيق النظام : الهدف من تلك الرقابة هو التأكد من أن نظم المعلومات المبنية على الحاسوب تقابل احتياجات المستخدم .
2- الرقابة على التصميم : يتم بناء خصائص و معايير الرقابة على تصميم النظم من خلال محللي النظم ، يجب مراعاة أن لا تزيد تكلفة الرقابة عن المنافع المترتبة عليها .
3- رقابة البرمجيات : تغطي تشغيل النظام و التي تقوم بتنظيم إدارة موارد الحاسوب لتسهيل تنفيذ البرمجيات التطبيقية .
4- الرقابة على المكونات المادية : يجب حماية الأماكن التي يوجد بها الحاسوب بالطريقة التي تسمح للأفراد المرخص لهم فقط بالتعامل مع الحاسوب .
5- الرقابة على تشغيل الحاسوب : تساعد على التأكد من أن إجراءات البرمجة متناسقة و تطبق بطريقة مصححة .
6- الرقابة على أمن البيانات : حمايتها ضد التزوير و السرقة أو التلف .
7- الرقابة الإدارية : تتشكل من معايير و قواعد وإجراءات و مبادئ الرقابة .

بعد أن يتم تصميم النظام الرقابي يجب التأكد من فعاليته و ذلك من خلال مراجعته دوريا ، و بصورة شاملة .
المطلب3 :أسباب نجاح و فشل نظم المعلومات و مشاكله

1- أسباب نجاح و فشل نظم المعلومات : هناك العديد من العوامل التي تمثل مسببات نجاح أو فشل نظم المعلومات هي :
أ- اشتراك المستخدم النهائي : له أثار ايجابية تتمثل في :
 تشجيع المشاركة على زيادة الالتزام بالتغير.
 زيادة معرفة المشاركين بالتغيير و تنمية مهاراتهم و قدرتهم على الرقابة و السيطرة .

ب- الفجوة بين مصممي النظام و مستخدميه من أهم الأسباب التي تقابل تطبيق و تنفيذ نظم المعلومات .

ج- دعم الإدارة : إذا حصل مشروع نظم المعلومات على المساندة والتدعيم من كافة المستويات الإدارية فهذا يؤدي إلى توليد اتجاهات ايجابية نحو النظام .

د- مستوى التعقيد و المخاطرة : قد تفشل بعض مشروعات النظم نتيجة لما تتضمنه من مستوى مرتفع من المخاطرة و يتأثر مستوى المخاطرة بالعناصر التالية ( حجم المشروع الذي يقاس إما بتكلفته أو بعدد الأفراد أو الوقت اللازم لتنفيذه ، هيكل المشروع ، الخبرة السابقة مع التكنولوجيا )

و- وفرة المعلومات التي يبنى عليها النظام .

ي- وفرة الأدوات المناسبة لإمكانية تخزين المعلومات و التعامل معها بالتحليل و القدرة على استرجاعها عند الضرورة .

2- مشاكل نظم المعلومات : ترجع مشاكل نظم المعلومات إلى المصادر التالية :
أ- التصميم : يفشل التصميم إذا لم يكن متوافقا مع القيم و الثقافة و الأهداف التنظيمية أو إذا كان معقدا بدرجة لا تسمح للمستخدم غير الفني باستخدامه .

ب- البيانات : إذا كانت البيانات التي يتم الاعتماد عليها في إنتاج المعلومات غير دقيقة و غير منسقة هذا يؤدي إلى غموض المعلومات الناتجة عن النظام .

ج- التكاليف :قد يعمل النظام بصورة فعالة ، إلا أن تكلفة تنفيذه و تشغيله قد تكون مكلفة عما هو مقدر له في الموازنة المخصصة له .

د- التشغيل : في هذه الحالة لا يعمل النظام بصورة جيدة كأن تصل المعلومات متأخرة نتيجة لفقدان بعض البيانات مثلا .
المبحث الثاني : دور نظم المعلومات في مراقبة التسيير و اتخاذ القرار

تعد المعلومة الوسيلة الفعالة و المدعمة لاتخاذ القرارات في جميع المستويات الإدارية و مراقبة تلك القرارات ، هذه المعلومة يتم تنظيمها في إطار ما يسمى بنظم المعلومات الخاصة باتخاذ لقرارات و مراقبتها .

لهذا وجب أن نضع خطا أحمرا للعلاقة الموجودة بين نظم المعلومات و مراقبة التسيير ثم علاقته باتخاذ القرارات و ترشيدها ، لذا ارتأينا إلى تقسيم هذا المبحث إلى :

 الخطوات الأساسية لمراقبة التسيير و خصائص نظام الرقبة الفعال .
 علاقة نظم المعلومات بمراقبة التسيير .
 علاقة نظم المعلومات باتخاذ القرارات .

المطلب1 : الخطوات الأساسية لمراقبة التسيير و خصائص نظام الرقابة الفعال

1- تعريف مراقبة التسيير : هي عملية مستمرة لمقارنة الإنجازات الفعلية بالعمليات المخططة ، و الحد من الانحرافات الحاصلة في الأداء التنفيذي ووضع التصحيحات اللازمة لتحقيق الأهداف ، و تعتبر مراقبة التسيير مجموعة من التقنيات الكمية و الكيفية التي يمكن استعمالها لمساعدة المسؤول عن التسيير من أجل تحقيق الأهداف إضافة إلى ذلك فإنها تعد العملية التي تسمح للمسيرين بالتأكد من أن الموارد المادية و البشرية قد استخدمت بفعالية من أجل الوصل إلى الهدف .

بصفة مختصرة يمكن تعريف مراقبة التسيير بأنها التحكم في التسيير ، و أن الخطوات ألأساسية لها تكمن في :

 تحديد الهدف بدقة مسبقا .
 قياس مستوى الأداء .
 تخصيص الانحرافات و تصحيحيها .

2- شروط مراقبة التسيير : من بين الشروط نذكر منها :

* وجود أهداف دقيقة في جميع المستويات و قابلة للتحقيق و محفزة .

* وجود التنظيم لأنه يسمح بتحديد المهام و توزيع الصلاحيات بشكل واضح .
* التنسيق .
* يعمل مراقب التسيير بمنهجية الإدارة الاستثنائية ( أي يتدخل في الانحرافات الكبيرة الغير مقبولة ) .

* وجود نظام معلومات حيث أن مراقبة التسيير تتطلب استعمال مؤشرات مالية وغير مالية نتحصل عليها من عدة مصادر في المؤسسة ( محاسبة عامة ، مالية مراقبة المخزون ) وعلى أساس هذه المعلومات يتم متابعة أنشطة المؤسسة و اتخاذ التصحيحات المناسبة في حالة وجود انحرافات و تحديد المسؤوليات في إطار مراقبة التسيير .

3- خصائص نظام الرقابة الفعال : لوجود نظام رقابة واضح يمكن المؤسسة من تحقيق أهدافها بفعالية فلا بد من توفر الخصائص التالية :

أ- الوضوح : يجب أن يكون نظام الرقابة واضحا و سهل الفهم من جميع المسؤولين على تطبيقه .

ب- انخفاض التكاليف : مردودية نظام الرقابة لابد أن تكون منافعه أكثر من تكاليفه .

ج- المرونة : نظام الرقابة لابد عليه أن يتكيف مع التغيرات الحاصلة داخل المؤسسة و خارجها .

د- سرعة الإبلاغ عن الانحرافات : و ذلك قبل وقوعها لتصحيحها .

و- إمكانية تصحيح الانحرافات : تظهر فعالية و كفاءة نظام الرقابة من خلال إمكانية تصحيح الانحرافات بعد تحديد الأسباب التي أدت إليها .













المطلب2 : علاقة نظم المعلومات بمراقبة التسيير

يتدخل كل نوع من أنظمة المعلومات في الرقابة على الوظيفة التي أنشأ من أجلها و سنتطرق إليها باختصار كما يلي :

1- فيما يخص نظام المعلومات التسويقي : انه يلعب دورا هاما في تدعيم أنشطة الرقابة على العمليات التسويقية كالتالي ¹:

* جمع و تسجيل البيانات و المعلومات التي تعكس مستوى الأداء الفعلي للأنشطة التسويقية داخل المؤسسة .
* مقارنة الأداء الفعلي بالأداء المعياري و تحديد الانحرافات و تحديد أسباب حدوثها .
* إعداد التقارير التي تمكن في تدعيم الرقابة .
* تحديد أهداف و خطط نمطية تسويقية للمؤسسة .

و من أهم مخرجات نظام المعلومات التسويقي تتمل في التقارير التالية ²:

* تقارير تقييم كفاءة المؤسسة في استغلال الفرص التسويقية على مستوى السوق و المنتج و الزبون .

* تقارير بمعدل ربحية كل سلعة ، عميل ، منطقة بيع ، منطقة التوزيع ....الخ .

* تقارير كفاءة النظم التسويقية بالمؤسسة .

* تقارير تقييم كفاءة الإطار التنظيمي المسؤول عن وظيفة التسويق داخل المؤسسة .

* تقارير كفاءة الإنفاق التسويقي .

* تقارير تقييم الأنشطة التسويقية من خلال توضيح الأنشطة الواجب تدعيمها أو التخلص منها أو إعادة النظر فيها .

* قرارات تصحيحية لتعديل الخطط التسويقية مستقبلا .



¹ أمينة محمود حسين محمود " نظام المعلومات التسويقية " مطبعة كلية الزراعة القاهرة ، سنة 1994- 1995 ص 185 .
² أمينة محمود حسين محمود – مرجع سابق – ص 182 .
2- فيما يخص نظام المعلومات الإنتاجي : يهدف إلى تقديم المعلومات في الوقت المطلوب لترشيد اتخاذ القرارات الخاصة بالمؤسسة و المرتبطة بوظيفة الإنتاج ، و هو يلعب دورا هاما في مراقبة التسيير إذ يساعد على :

* تقديم خدمات أفضل للزبائن .

* مساعدة الإنتاج في سرعة الاستجابة لاحتياجات الزبائن .

* تقديم المعلومات في الوقت المناسب و التي تمكن من تحليل العمليات الإنتاجية في الوقت الحالي و المستقبل .

* تحسين درجة التنسيق بين إدارة الإنتاج و الإدارات الأخرى .

3- فيما يخص نظام المعلومات المالي : يلعب دورا في الرقابة على التدفقات النقدية الخارجة و الداخلة المنظمة ، و متابعة الأسواق المالية و الأطراف ذات العلاقة بالنواحي المالية للمؤسسة ، مما تمكن المديرين في اتخاذ قراراتهم الخاصة ، بنواحي تمويل الأعمال و تخصي الموارد المالية ، و الرقابة على استعمالها .

4- فيما يخص نظام المعلومات الفردي : يلعب دورا هاما في الرقابة على وظيفة الموارد البشرية ، بأنها تعتبر الركيزة الأساسية في المؤسسة وهي تعمل على التنبؤ باحتياجات المؤسسة للأفراد ، و التأكد من استقطاب الأفراد الذين تحتاجهم المؤسسة و التأكد من أن الأفراد المختارين لشغل المناصب المعينة في المنشأة ذات كفاء .
كما يهدف إلى تصميم و تقديم برنامج لضمان صحة و أمن الأفراد و المساعدة على حل المشاكل التي تؤثر على مهامهم .

5- فيما يخص نظام المعلومات المحاسبي : يقوم بتسجيل تدفق الأموال تاريخيا وتعد التقارير بناءا على ذلك بالإضافة للقوائم المالية المستقبلية ، كل ذلك من أجل وضع أهداف موضوعية للمستقبل ، و يشمل ذلك تقييم إمكانيات المؤسسة الداخلية و إمكانيات البيئة المحيطة بها ، و يتم الاعتماد على البيانات الداخلية التي تولدها نظم تشغيل البيانات كمصدر أساسي للمعلومات عن الوضع الحالي و الماضي .

ويقوم أيضا بتشخيص الانحرافات و العمل على تصحيحها ، فعند إجراء المقارنة بين الأداء و الخطط تظهر اختلافات تبين أهمية الرقابة العلاجية ، و التي تضم الأنشطة المختصة في اتخاذ الخطوات لإعادة التوازن للنظام ، و يساهم نظام المعلومات في هذه المرحلة في تشخيص الانحرافات ، و تحديد طبيعته و سبب وجوده ، و التوصل إلى تحديد الحلول الملائمة لحل المشكلة و تفادي الانحرافات في المستقبل .

المطلب3 : علاقة نظم المعلومات باتخاذ القرارات


قبل إظهار العلاقة الموجودة بين نظم المعلومات و اتخاذ القرارات لابد من معرفة النظم التي تستخدم في اتخاذ القرار و نلخصها كما يلي :

1- نظم المعلومات المستخدمة في اتخاذ القرارات : تعمل نظم المعلومات على تدعيم جميع مستويات اتخاذ القرارات و التي تندرج من مستوى التخطيط الاستراتيجي ثم الرقابة الإدارية و الرقابة التشغيلية ، و لكي تقوم هذه النظم بخدمة الاحتياجات المتنوعة ، تظهر الحاجة إلى وجود العديد من نظم المعلومات و هنا سنعرض ثلاثة أنواع من نظم المعلومات التي تشغل آليا :

1-1- نظم تشغيل البيانات DPS" " : " هي نظم آلية تختص بتسجيل و تشغيل العمليات اليومية الروتينية الضرورية لسير العمل " ¹ و هي تحل محل عملية مسك الدفاتر في نظم المعلومات اليدوية ، وتقوم هذه النظم بتجميع و فرز و تصنيف و تشغيل و تلخيص و تخزين البيانات الناتجة عن المعاملات و ذلك بطريقة تمكن من استخدامها في فترات لاحقة .

مخرجات هذه النظم مفيدة في عملية الرقابة التشغيلية و اتخاذ القرارات الهيكلية لذلك هي ملائمة لخدمة مديري الإدارة الدنيا و الإشرافية ، و تساهم في التأكد من أداء المهام الجزئية وفقا لمستويات الأداء المتفق عليها و تعتبر هذه المخرجات مصدر للإجابة على التساؤلات الروتينية حيث أنها تمد المديرين بمعلومات عن الموقف الحالي و الماضي مع اعتباره مصدرا أساسيا يغذي نظم المعلومات الأخرى بما تحتاجه من بيانات ، كما تقوم نظم تشغيل البيانات بالربط بين المؤسسة و البيئة الخارجية من خلال تسجيل تدفقات المدخلات و المخرجات .

و تلخص أهم مخرجات نظم تشغيل البيانات في ¹:

 تقارير عن ملخصات المعاملات .
 تقرير مراجعة أخطاء التشغيل .
 تقارير رصد المعاملات التفصيلية .




¹ سعد غالب ياسين " المعلوماتية و إدارة المعرفة " المستقبل العربي ، مركز دراسة الوحدة العربية ، بيروت ، ص 121 .

1-2- نظم دعم القرار "DSS" : هي نظم معلومات حاسوبية تفاعلية تساعد الإدارة على اتخاذ القرارات الغير هيكلية و الشبه هيكلية ، و ذلك من خلال استخدام النماذج و قاعدة البيانات ، وواجهة مساعدة للمستفيد .¹

و تتميز نظم دعم القرار بدعمها المباشر للإدارة العليا و الوسطى مع إمكانية استفادة الإدارة الدنيا ، كما تتميز بسهولة الاستخدام و المرونة و اقتراح الحلول بدلا من تقديم المعلومات التي تحتاج إليها الإدارة ، و تتميز بإمكانية تحليل عالية عن طريق استخدامها لقواعد بيانات داخلية وخارجية و هي تستمد الاحتياجات الداخلية عادة من نظم تشغيل البيانات و نظم المعلومات الإدارية .

1-3- النظم الخبيرة : هي برامج تتسم بالذكاء ، تعتمد على معارف مستمدة من الخبرة البشرية و قواعد الاستدلال المنطقي في الوصول إلى النتائج و أسباب حصولها .
معرفة + استدلال = نظم خبيرة ²

و من أهم المزايا التي يمكن أن تعود على المؤسسة من خلال استخدام النظم الخبيرة هي :

* الحصول على الخبرات النادرة .

* تحسين الإنتاجية ، حيث تعمل النظم الخبيرة بشكل أسرع و أدق من العنصر البشري ، زيادة إلى كونها تخفض التكاليف الخاصة و التكاليف متعلقة بالاستعانة بالخبراء و التكاليف الناتجة عن الأخطاء .

* تتصف النظم الخبيرة بالمرونة في الحلول المقدمة للمستخدمين .

و يمكن تصنيف النظم الخبيرة إلى 3 أنواع أساسية هي :

 نظم تعمل كمساعدة : تعتبر هذه النظم أقل النظم خبرة ، حيث تقوم بمساعدة المستخدم في أداء التحليل الروتيني .

 النظم التي تعمل كزميل : هي تسمح للمستخدم أن يناقش المشكلة مع النظام .

 نظم تعمل كخبير حقيقي : حيث يقبل المستخدم نصيحة النظام دون مناقشة .

¹ منال محمد الكردي و جلال إبراهيم العبد " نظم المعلومات الإدارية " جامعة الإسكندرية ،دار الجامعة ص192.
² منال محمد الكردي و جلال إبراهيم العبد – مرجع سابق – ص 255 .
2- علاقة نظم المعلومات باتخاذ القرارات : تلعب نظم المعلومات بأنواعها المختلفة دورا هاما في كل مرحلة من مراحل عملية اتخاذ القرارات ، ويظهر هذا بالتحديد حسب نموذج H.Simon"" الذي ميز فيه بأربعة مراحل أساسية لاتخاذ القرارات و هي :

1- مرحلة الاستخبارات : أهم ما تحتاجه مرحلة الاستخبارات خاصة في خطواتها الأولى المتعلقة بالبحث عن المشكلات هو التعرف على البيئة الداخلية و الخارجية للمؤسسة ، بغرض جمع و تخزين كميات هائلة من المعلومات التي يمكن أن تقيد صانع القرار للقيام بهذه الخطوة بسهولة و يكون ذلك عن طريق نظم المعلومات اليدوية أو المبنية على الحاسب الآلي .

فالبيانات الداخلية و الخارجية توفر قاعدة من المعلومات التي تساعد في التعرف على المشكلات و نظم دعم الإدارة العليا من خلال اتصالها الشبكي بمصادر المعلومات التي تساعد المدير على سرعة اكتشاف المشكلات .

2- التصميم : هي عملية تجميع الكثير من المعلومات ، وهذه المعلومات قد تكون في صورة حقائق مختزنة في قواعد بيانات أو ملفات نظم المعلومات ، أو تقديرات و تنبؤات عن المتغيرات الهامة المكونة للمشكل و عملية توليد البدائل و تجميع المعلومات تستغرق وقتا كبيرا ، لكن نظم المعلومات يمكنها تدنية تلك الجهود من خلال توفير إمكانيات الاتصال السريع و السهل بقواعد البيانات .

لهذا فان لنظم دعم القرارات دورا هام في مساندة المديرين ، إلا أن العامل المؤثر في استخدام هذه الأدوات يمكن في الحكم الشخصي للمدير الذي يقوم باختيار أسلوب التحليل الملائم لطبيعة البديل و المشكلة و تفسير و ترجمة نتائج التحليل ، كما أن النظم الخبيرة أيضا تساعد في إظهار بدائل الحل بالنسبة للمشكلات المعقدة .

3- البحث و الاختيار : إن نظم المعلومات لا تقوم بصنع القرار و لكن تساهم في تحديده ، وذلك بما توفره من نماذج رياضية وكمية ....الخ ، وتعمل على تحديد الحلول الممكنة وتقييمها مما يسر عملية اختيار الحل المناسب ، و يمكن أن تساهم هنا نظم دعم القرار عن طريق إجراء عملية التقييم الكمي للبدائل كما أن النظم الخبيرة يمكنها أن تساهم في عملية تقييم و اقتراح الحلول الممكنة .





4- التنفيذ : لا يتوقف دور نظم المعلومات في عملية المساهمة في تحديد القرار النهائي ، بل يتعداه إلى العمل في تسهيل عملية تنفيذ القرار التي تستلزم عمليات اقتناع الأطراف المشاركة و الأطراف المنفذة ، و إن عملية الإقناع نفسها تحتاج إلى عمليات اتصال بين العديد من الأطراف المعنية بالقرار ، و هنا يمكن استخدام نظم دعم القرار في إجراء هذه الاتصالات من خلال شبكات الاتصال ، و كلما اعتمدت عملية الإقناع على تقديم مخرجات النظام و عرضها في أشكال بيانية و نتائج تحليل الحساسية كلما كانت أسهل ، و النظم الخبيرة تساهم في هذه المرحلة من خلال استخدامها في عمليات التفسير و التبرير المصاحبة للقرار الذي تم صنعه حتى يسهل تنفيذه .

و الدور الأهم لنظم المعلومات في هذه المرحلة ، هو متابعة نتائج التنفيذ من خلال توفير تقارير واضحة و محددة عن نتائج الأداء ، بحيث يساعد في اتخاذ الإجراءات التصحيحية و تقييم جودة القرارات .

و من خلال الشكل أدناه سنبين دور نظم المعلومات في كل مرحلة من المراحل السابقة الذكر .


العلاقة بين مراحل اتخاذ القرارات و الأنواع المختلفة لنظم المعلومات

نظم تشغيل العمليــــات
الاستخبارات نظم المعلومات الإدارية
نظـــــــم دعــــم القـــرار


التصميم نظم دعم القرار
النظم الخبيــرة


الاختيار نظم دعم القرار



التنفيذ نظم دعم القرار
النظم الخبيـــــرة

المصدر : معالي فهمي حيدر " نظم المعلومات " الدار الجامعية الإسكندرية ، سنة 2002 ، ص 131.

خلاصة الفصل


من خلال الدراسة يتبين لنا أن نظم المعلومات تتدخل في مختلف الوظائف و المستويات الإدارية في المنظمة ، إذ نلمس تدخله في وظيفة جد هامة و هي مراقبة التسيير فهي تضمن تحقيق النتائج المرغوبة ، و تصحح مسار الوصول إلى الهدف ولا تصحح الهدف بحد ذاته ، و لكي تكون مراقبة التسيير فعالة لا بد أن تستخدم نظام معلومات ، فهو يقدم خدمات لمتخذي القرارات سواء كانت القرارات فورية أو اسراتيجية

المعزلدين الله
2010-12-02, 05:24
اسم العضو :....تابط شرا..........................

الطلب :...........بحث حول تصنيف الكفاءات في التعليم الابتدائي..........................

المستوى :...................../............

أجل التسليم :.....10/12/2010.......................
شكرا محب بلاده

moussa71
2010-12-02, 08:49
يا أخ محب بلاده عاونا شوية

madjid08
2010-12-02, 10:12
السلام عليكم
اريد مقالة عن التغير المناخي اسبابه وانعكاساته وماهي الاجراءات التي يجب اتخادها للحد منه على المستوى الفردي والمؤسساتي
اما المقالة التانية :
مند سنين طويلة تعاني مدننا تناقص فادح في النظافة و هدا ما ادى الى انتشار كبير لكل انواع الفضلات و النفايات التي شوهت بصفة كبيرة الاماكن العامة و هددت صحة المواطن
رغم عمليات حمع القمامة المنزلية تبقى الوضعية على حالها
المحافظة وصيانة الاماكن العامة تتوقف على درجة وعينا نحن كمواطنين
ان النظافة تعتبر جزء من ايماننا و تحدي يجب علينا ان نجسده
* من خلال اكمالك لهده الاشكالية ما هو رأيك في الحلول التي من الممكن ان تحسن حياة و ظروف أحيائنا ؟

عاون ولاد بلادك

samsoma.asma
2010-12-02, 12:07
بحث حول الرقابة (http://www.ibndz.com/vb/t17784.html)





التحميل من هنا :

http://www.zshare.net/download/58726213f5527884 (http://www.zshare.net/download/58726213f5527884/)
:dj_17:
لايعمل

moussa71
2010-12-02, 14:49
:dj_17: إسمي موسى
السنة الثالثة حقوق
طلب بحث في مقياس المرافعات حول الإختصاص المحلي
آخر أجل لإستلامه يوم الأحد 05 ديسمبر 2010 :sdf:

kaka_ricardo22
2010-12-02, 17:23
اسم العضو kaka_ricardo
الطلب :..بحث حول سوء التغذية

المستوى الرابعة متوسط
أجل التسليم :.....05/12/2010
وشــــــــــــــــــــــــــكرا
ارجوكم لبوا طلبي
ســــــــــــــــــــــلام

محب بلاده
2010-12-03, 10:57
اسم العضو kaka_ricardo
الطلب :..بحث حول سوء التغذية

المستوى الرابعة متوسط
أجل التسليم :.....05/12/2010
وشــــــــــــــــــــــــــكرا
ارجوكم لبوا طلبي
ســــــــــــــــــــــلام


سوء التغذية

يعرف سوء التغذية الناتج عن نقص البروتين والطاقة بحدوثه في طيف واسع من الحالات المرضية التي تنتج عن نقص البروتين والطاقة في الغذاء ، مصحوباً بإصابات متنوعة من الأمراض المعدية وخاصة تلك التي تصيب الجهاز الهضمي مثل الإسهال وهو يصيب عادة الرضع والأطفال الصغار ويعرف في أشد درجاته بالسغل والكواشركور.
يصاب الشخص بسوء التغذية بالبروتين والطاقة في الحالات التالية:-
عندما لا يحتوي طعامه على الكمية الكافية من البروتين والطاقة.
عندما يوجد ما يعيق امتصاص أو الاستفادة من البروتين والطاقة.
عندما تكون احتياجات الجسم من البروتين والطاقة أكثر من الكمية المتناولة منه بسبب النمو السريع أو المرض.
ومن المرجح أن نقص الطاقة أكثر شيوعاً وأهمية من نقص البروتين ، وفي العادة إذا كان الطعام يوفر الكمية الكافية من الطاقة فسيكون محتويا على البروتين الكافي . ويعتبر سوء التغذية الناتج عن نقص البروتين والطاقة من الحالات الشائعة بين الأطفال دون سن خمس سنوات من العمر.
الرسائل الست التالية تلقي الضوء على أهمية تناول الغذاء الصحي و سبل قواعد التغذية السليمة و إعداد الطعام و كذلك أهم المشاكل المتعلقة بسوء التغذية.
سوء التغذية
:الرسائل الأساسية
الغذاء الصحي هو الغذاء المتوازن المتنوع الذي يحتوي على كافة العناصر الغذائية اللازمة لضمان صحة الجسم-
الغذاء المتوازن في مرحله الحمل هي نقطة البداية للوقاية من سوء التغذية عند الأطفال-
الرضاعة الطبيعية من مراحل العمر الأولى حتى عمر السنتين هي أفضل غذاء للطفل-
الاهتمام بالأطعمة المكملة من خلال دمج المجموعات الغذائية-
إتباع الإرشادات الصحية السليمة في التحضير الأمن للأطعمة المكملة-
نقص المغذيات الدقيقة بالطعام ( الحديد، اليود و فيتامين أ) يؤدي إلى بعض المشاكل الصحية-

:الأمــراض المترتبة علي سوء التغذية

من الصعب حصر الأمراض المترتبة على سوء التغذية عند الأطفال ، وذلك لكون عملية التغذية تؤثر على بنية الطفل الجسمية ، العقلية وحتى النفسية... الخ، ولكننا، في هذا التقرير سنقتصر الحديث على ثلاثة أمراض، تتعلق بالجانب الجسمي للطفل، وهي
فقر الدم -
مرض فقر الدم أو الأنيميا ، هو من أكثر الأمراض ، المنتشرة بين الأطفال بسبب سوء التغذية ، ,وقد تبين ما نسبته 45% من الأطفال دون سن 5 سنوات ، يعانون من فقر الدم وأن 55% من السيدات الحوامل الأقل من 45 عاماً يعانين من فقر الدم وفيما يتعلق بفقر الدم لدى الأطفال من سن 6 أشهر إلى 59 شهراً
قصر القامة -
مثلما يسبب ، سوء التغذية ، مرض فقر الدم ، فإنه يؤثر أيضاً على عملية النمو الجسمي الخاصة بالأطفال ، وقد تبين أن معدل انتشار قصر القامة ، بسبب سوء التغذية المزمن ، بين الأطفال أقل من 5 سنوات ، يصل إلى 7.7 % من نفس الفئة العمرية
الهزال-
وقد تبين أن معدل الهزال بين الأطفال يصل إلى 2.7% من نفس الفئة العمرية

محب بلاده
2010-12-03, 10:58
او هذا






سوء التغذية
(Malnutrition)


سوء التغذية * سوء التغذية:
- يعنى سوء التغذية (التغذية السيئة) وتفسيرها كالتالى غياب الغذاء المتوازن بل نقص المواد الغذائية التى تصل لجسم الإنسان مما تؤدى إلى إصابته بمشاكل صحية.

فليس الأمر فى سوء التغذية يقف عند حد قياس الكمية التى يأكلها الإنسان أو الفشل فى تناول الأكل. ومن الناحية الطبية تشخص سوء التغذية بعدم تناول الكميات الملائمة من البروتينات والطاقة والمواد الغذائية الأخرى وتشخص أيضاً بالإصابة بعدوى ما أو مرض. والحالة الغذائية لأى شخص تكون نتاج التفاعل المعقد ما بين الطعام الذى نأكله وحالة الصحة العامة والبيئة التى نعيش فيها وبإيجاز فى ثلاث كلمات انعدام سوء التغذية: طعام - صحة - عناية وهم دعامات الصحة السليمة.

* تعريف سوء التغذية:
سوء التغذية هو عدم حصول جسم الإنسان على القدر الكافى من المواد الغذائية. وهذه الحالة قد تنتج من عدم توافر الغذاء المتوازن، عسر الهضم، سوء الامتصاص، أو أية أمراض طبية أخرى.
والمرادفات الأخرى لسوء التغذية هو التغذية غير الكافية.

* أسباب سوء التغذية:
- قد تحدث سوء التغذية إحدى الأسباب الآتية:
- نقص فيتامين فى النظام الغذائى (إحدى الفيتامينات فقط كافٍ للإصابة بسوء التغذية).
- عدم حصول الشخص على القدر الكافى من غذائه.
- المجاعات هى إحدى صور سوء التغذية.
- تحدث سوء التغذية أيضاً عندما يتم تناول الطعام بشكل متكامل ولكن إحدى العناصر الغذائية أو أكثر لا تهضم أو لا تمتص.
- إدمان الكحوليات.
- التهاب القولون.
- اضطرابات الطعام.
وقد لا تظهر أعراض لسوء التغذية عندما تكون الحالة وسط أو قد تكون حادة وتسبب أضرار صحية بالغة لا يمكن معالجتها ويظل الشخص على قيد الحياة.
وتعتبر مشكلة سوء التغذية هى مشكلة عالمية وخاصة بين الأطفال، ويساهم الفقر والكوارث الطبيعية وأيضاً المشاكل السياسية والحروب ما بين الدول فى كون هذه الظاهرة ليست بالغريبة على عالمنا الذى نعيش فيه.

* أعراض سوء التغذية:
تختلف أعراض سوء التغذية حسب نوع الاضطراب الذى يصاب به الإنسان والمتعلق بالطعام، لكن هناك بعض الأعراض العامة والتى تتضمن على الإرهاق، الدوار، نقص الوزن، تناقص الاستجابة المناعية لجسم الإنسان، الارتباك، الغازات، الاكتئاب، الإسهال، الجفاف، السمنة.
وإذا تركت سوء التغذية بدون علاج ستؤدى إلى تغير فى وظائف الجسم البيوكيميائية بل وهيكله مثل اضطرابات متصلة بالدم متمثلة فى النزيف.
وفى مراحل متقدمة يصبح الجلد جافاً، تتساقط الأسنان، تتورم اللثة وتنزف، يصبح الشعر جافاً ومتقصفاً ويتساقط، تتقعر الأظافر وتصبح هشة، يضعف النظر، تتأثر العظام وتتألم المفاصل.
الاختبارات والفحوصات التى يقوم بها الشخص لاكتشاف سوء التغذية تعتمد أيضاً على الاضطراب المتصل بسوء التغذية، ولكن معظمها يتصل بتقييم الشخص من الناحية الغذائية وبواسطة اختبارات الدم.

* أمراض سوء التغذية:
- هشاشة العظام.
- اضطرابات الهضم.
- الهِرم السريع وظهور كافة أنواع العدوى.
- (Cancer heart disease).

* علاج سوء التغذية:
يتكون العلاج غالباً من إمداد الجسم بالمواد الغذائية التى تنقصه، علاج الأعراض، وعلاج أية اضطرابات صحية تنشأ من سوء التغذية.
وهل يتم علاج سوء التغذية كلية ويختفى بعد اتباع الخطوات السابقة؟ هذا يعتمد على السبب فمعظم أنواع القصور الغذائى يمكن علاجه .. لكن إذا كان السبب حالة صحية مرضية أخرى فلابد من علاج المرض الأصلى الذى سبب سوء التغذية وكنتيجة حتمية ستختفى أعراض سوء التغذية.

* الآثار المترتبة على سوء التغذية:
إذا لم تعالج سوء التغذية فمن الممكن أن تؤدى إلى إعاقة عقلية أو جسدية أو مرض عقلى أو جسدى .. والموت أحياناً.

* متى تستشير الطبيب لأنك تعانى من سوء التغذية؟
إذا لاحظت أى تغير فى قدرة الجسم على آداء وظائفه، ونجد الأعراض متضمنة على لكنها ليست مقتصرة على: الإحساس بالإعياء، ضعف فى نزول الدورة الشهرية عند الإناث، ضعف النمو عند الأطفال، تساقط الشعر السريع.

* كيف تمنع الإصابة بسوء التغذية؟
بتناول طعام صحى متوازن يساعد على منع أو تجنب الإصابة بمعظم أشكال سوء التغذية.

محب بلاده
2010-12-03, 11:07
:dj_17:
لايعمل









الرقابة الادارية

http://www.4shared.com/file/46278563...nline.html?s=1 (http://www.4shared.com/file/46278563/45a4d896/__online.html?s=1)


الرقابة 01مالية
http://www.4shared.com/file/10028660...4/_01.html?s=1 (http://www.4shared.com/file/100286607/1a4e854/_01.html?s=1)

الرقابة 02 مالية
http://www.4shared.com/file/10028678.../_02_.html?s=1 (http://www.4shared.com/file/100286786/bfb838fd/_02_.html?s=1)



الرقابة.doc

http://www.4shared.com/file/82089661...nline.html?s=1 (http://www.4shared.com/file/82089661/7d286700/_online.html?s=1)


الرقابة الجبائية في المؤسسة

http://www.4shared.com/file/75692709...d/___.html?s=1 (http://www.4shared.com/file/75692709/4d4430d/___.html?s=1)

بحث في الرقابة

http://www.4shared.com/file/10182393...nline.html?s=1 (http://www.4shared.com/file/101823932/2b3dc864/___online.html?s=1)

محب بلاده
2010-12-03, 11:09
عاون ولاد بلادك





التغير المناخي مشكلة حقيقية تحدث الآن وتتفاقم باطراد. لكنه مشكلة نستطيع تجنبها لأننا من تسبب بها ولا احد غيرنا يستطيع إيقافها.



لقد أدى التوجه نحو تطوير الصناعة في الأعوام ال150 المنصرمة إلى استخراج وحرق مليارات الأطنان من الوقود الاحفوري لتوليد الطاقة. هذه الأنواع من الموارد الاحفورية أطلقت غازات تحبس الحرارة كثاني أكسيد الكربون وهي من أهم أسباب تغير المناخ. وتمكنت كميات هذه الغازات من رفع حرارة الكوكب إلى 1.2 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية. ولكم أن أردنا تجنب العواقب الأسوأ ينبغي أن نلجم ارتفاع الحرارة الشامل ليبقى دون درجتين مئويتين.

التغير المناخي:
- يودي بحياة 150 إلف شخص سنويا
- سبق أن حكم على 20% من الأنواع الحية البرية بالانقراض مع حلول العام 2050
- سبق أن بدأ يكبد صناعات العالم خسارات بمليارات الدولارات كالصناعات الزراعية إضافة إلى اكلاف التنظيفات جراء ظروف مناخية قصوى.

لكن ما حدث ويحدث ليس بهول ما قد يأتي في المستقبل. فإذا تقاعسنا عن التحرك لكبح سرعة عواقب التغير المناخي يتفاقم عدد البشر المهددين وترتفع نسبة الأنواع المعرضة للانقراض من 20% إلى الثلث بينما من المتوقع أن تؤدي العواقب المالية للتغير المناخي إلى تجاوز إجمالي الناتج المحلي في العالم اجمع مع حلول العام 2080.

لدينا الفرصة لوقف هذه الكارثة إذا تحركنا على الفور.


ما هو التغير المناخي؟

التغير المناخي هو اختلال في الظروف المناخية المعتادة كالحرارة وأنماط الرياح والمتساقطات التي تميز كل منطقة على الأرض. عندما نتحدث عن تغير المناخ على صعيد الكرة الأرضية نعني تغيرات في مناخ الأرض بصورة عامة. وتؤدي وتيرة وحجم التغيرات المناخية الشاملة على المدى الطويل إلى تأثيرات هائلة على الأنظمة الحيوية الطبيعية.


ما هو مفعول الدفيئة؟

مفعول الدفيئة هو ظاهرة يحبس فيها الغلاف الجوي بعضا من طاقة الشمس لتدفئة الكرة الأرضية والحفاظ على اعتدال مناخنا. ويشكل ثاني أكسيد الكربون احد أهم الغازات التي تساهم في مضاعفة هذه الظاهرة لإنتاجه أثناء حرق الفحم والنفط والغاز الطبيعي في مصانع الطاقة والسيارات والمصانع وغيرها، إضافة إلى إزالة الغابات بشكل واسع. غاز الدفيئة المؤثر الآخر هو الميثان المنبعث من مزارع الأرز وتربية البقر ومطامر النفايات وأشغال المناجم وأنابيب الغاز. أما الـ "Chlorofluorocarbons (CFCs)" المسؤولة عن تآكل طبقة الأوزون والأكسيد النيتري (من الأسمدة وغيرها من الكيميائيات) تساهم أيضا في هذه المشكلة بسبب احتباسها للحرارة.


ما هي أسباب التغير المناخي؟

التغير المناخي يحصل بسبب رفع النشاط البشري لنسب غازات الدفيئة في الغلاف الجوي الذي بات يحبس المزيد من الحرارة. فكلما اتبعت المجتمعات البشرية أنماط حياة أكثر تعقيدا واعتمادا على الآلات احتاجت إلى مزيد من الطاقة. وارتفاع الطلب على الطاقة يعني حرق المزيد من الوقود الاحفوري (النفط-الغاز-الفحم) وبالتالي رفع نسب الغازات الحابسة للحرارة في الغلاف الجوي. بذلك ساهم البشر في تضخيم قدرة مفعول الدفيئة الطبيعي على حبس الحرارة. مفعول الدفيئة المضخم هذا هو ما يدعو إلى القلق، فهو كفيل بان يرفع حرارة الكوكب بسرعة لا سابقة لها في تاريخ البشرية.


ما هي عواقب التغير المناخي؟

تغير المناخ ليس فارقا طفيفا في الأنماط المناخية. فدرجات الحرارة المتفاقمة ستؤدي إلى تغير في أنواع الطقس كأنماط الرياح وكمية المتساقطات وأنواعها إضافة إلى أنواع وتواتر عدة أحداث مناخية قصوى محتملة. إن تغير المناخ بهذه الطريقة يمكن أن يؤدي إلى عواقب بيئية واجتماعية واقتصادية واسعة التأثير ولا يمكن التنبؤ بها. بعض العواقب المحتملة هي التالية:

1. خسارة مخزون مياه الشفة: في غضون 50 عاما سيرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص في مياه الشرب من 5 مليارات إلى 8 مليارات شخص.
2. تراجع المحصول الزراعي: من البديهي أن يؤدي أي تغير في المناخ الشامل إلى تأثر الزراعات المحلية وبالتالي تقلص المخزون الغذائي.
3. تراجع خصوبة التربة وتفاقم التعرية: إن تغير مواطن النباتات وازدياد الجفاف وتغير أنماط المتساقطات سيؤدي إلى تفاقم التصحر. وتلقائيا سيزداد بشكل غير مباشر استخدام الأسمدة الكيميائية وبالتالي سيتفاقم التلوث السام.
4. الآفات والأمراض: يشكل ارتفاع درجات الحرارة ظروفا مؤاتية لانتشار الآفات والحشرات الناقلة للأمراض كالبعوض الناقل للملاريا.
5. ارتفاع مستوى البحار: سيؤدي ارتفاع حرارة العالم إلى تمدد كتلة مياه المحيطات، إضافة إلى ذوبان الكتل الجليدية الضخمة ككتلة غرينلاند، ما يتوقع أن يرفع مستوى البحر من 0,1 إلى 0,5 متر مع حلول منتصف القرن. هذا الارتفاع المحتمل سيشكل تهديدا للتجمعات السكنية الساحلية وزراعاتها إضافة إلى موارد المياه العذبة على السواحل ووجود بعض الجزر التي ستغمرها المياه.
6. تواتر الكوارث المناخية المتسارع: إن ارتفاع تواتر موجات الجفاف والفيضانات والعواصف وغيرها يؤذي المجتمعات واقتصاداتها.

لم تواجه البشرية سابقا أزمة بيئية هائلة كهذه. ومن السخرية أن الدول النامية التي تقع عليها مسؤولية اقل عن تغير المناخ هي التي ستعاني من أسوأ عواقبه. كلنا مسؤولون عن السعي إلى وقف هذه المشكلة على الفور. أما إذا تقاعسنا عن اتخاذ الإجراءات اللازمة الآن لوقف ارتفاع الحرارة الشامل قد نعاني من عواقب لا يمكن العودة عنها.


الحل لوقف تغير المناخ

بما أن حرق الوقود الاحفوري هو المصدر الأساسي لغازات الدفيئة ينبغي أن نقلص اعتمادنا على النفط كمصدر أساسي للطاقة. والحلول البديلة موجودة: الطاقة المتجددة "المسالمة" وترشيد استخدام الطاقة.

تقدم الطبيعة مجموعة من الخيارات البديلة من اجل إنتاج الطاقة. ومع توخي ترشيد استعمال الطاقة، تؤمن موارد الطاقة المتجددة كالشمس والهواء والأمواج والكتلة الحيوية مصادر فاعلة وموثوقة وتحترم البيئة لتوليد الطاقة التي نحتاجها وبالكميات التي نرغبها.

لن يتطلب تطبيق هذه الحلول أي تنازل من المواطنين عن أنماط حياتهم، بل سيخولهم الدخول إلى عصر جديد من الطاقة يأتي عليهم بالازدهار الاقتصادي وفرص العمل والتطور التكنولوجي والحماية البيئية.

سنركز بين الحلول البديلة المتوافرة على الموردين الذين يتمتعان بأكثر التقنيات تطورا في هذا المجال


الشمس

ضوء الشمس إلى كهرباء
تتلقى الكرة الأرضية ما يكفي من الإشعاع الشمسي لتلبية الطلب المتزايد على أنظمة الطاقة الشمسية. إنّ نسبة أشعة الشمس التي تصل إلى سطح الأرض تكفي لتأمين حاجة العالم من الطاقة ب 3000 مرة. ويتعرّض كل متر مربع من الأرض للشمس، كمعدل، بما يكفي لتوليد 1700 كيلوواط/الساعة من الطاقة كل سنة. يتمّ تحويل أشعة الشمس إلى كهرباء والتيار المباشر الذي تم توليده يتم تخزينه في بطاريات أو تحويله إلى تيار متواتر على الشبكة من خلال محوّل كهربائي.

الكهرباء – مصانع الطاقة الحرارية الشمسية
تركّز مرايا ضخمة ضوء الشمس في خط أو نقطة واحدة. وتستخدم الحرارة التي تنتج لتوليد البخار. يستعمل البخار الحار المضغوط لتشغيل توربينات تولد الكهرباء. في المناطق التي تغمرها الشمس، تؤمن مصانع الطاقة الحرارية الشمسية كميات كبيرة من الكهرباء. وقد استنتجت دراسة أجرتها "غرينبيس" تحت عنوان "مصانع الطاقة الحرارية الشمسية 2020" بالتعاون مع صناعة الطاقة الحرارية الشمسية الأوروبية أنّ كمية الطاقة الشمسية المنتجة حول العالم قد تصل إلى 54 مليار كيلواط/الساعة (كو/س) بحلول العام 2020. في العام 2040، من الممكن توليد أكثر من 20% من إجمالي الطلب على الكهرباء.


الهواء

بلغ استغلال طاقة الرياح مراحل متقدمة. والطاقة الهوائية هي ظاهرة شاملة وأكثر مصادر الطاقة المتجددة تطورا بالاعتماد على تقنية حديثة نظيفة، فعالة، مستدامة، ولا تلوث. تشكّل توربينات الرياح الحالية تكنولوجيا متطورة جدا- فهي قابلة للتعديل، سهلة التركيب والتشغيل وقادرة على توليد طاقة تفوق 200 مرة حاجة العالم اليوم.

assous
2010-12-03, 11:22
هندسة معمارية مساعدة في مذكرة تخرج حول hopilat des malades mental

لخضر.
2010-12-03, 11:26
الاسم : لخضر
طلب بحث حول السفر والسياحة بالجزائر في الشمال والجنوب باللغة الفرنسية
المستوى : الثالثة متوسط
اجال التسليم بعد يومين او ثلاثة
اشكرك اخي دزيل الشكر ولك مني تحية تقدير واحترام

محب بلاده
2010-12-03, 11:32
اسم العضو :....تابط شرا..........................

الطلب :...........بحث حول تصنيف الكفاءات في التعليم الابتدائي..........................

المستوى :...................../............

أجل التسليم :.....10/12/2010.......................
شكرا محب بلاده




المقاربـــة بالكفاءات (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81+%D8%A7%D9% 84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9+%D8%A8%D8%A 7%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-07-18&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)

أولا : المدخل

ثانيا :متطلبات الكفاءة

ثالثا : مراحل الكفاءة

رابعا : مركبات الكفاءة

خامسا :مميزات الكفاءة

سادسا: تقويم الكفاءة

سابعا: وسيلة التقويم

ثامنا : الخاتمة


أولا : المدخل

لقد أصبح التعليم صناعة كبرى في جميع أنحاء العالم، ولقد أصبحت للكفاءة التعليمية أهمية كبرى بالنسبة للدول الكبرى، وأصبح مصطلح الكفاءات متداولا في مجال التربية، وفرضت المقاربة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81+%D8%A7%D9% 84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9+%D8%A8%D8%A 7%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-07-18&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) بالكفاءات (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81+%D8%A7%D9% 84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9+%D8%A8%D8%A 7%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-07-18&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) نفسها في كل الميادين, واعتمدتها البلدان المتقدمة في أنظمتها التربوية.
ولا تقتصر أهمية هذه المقاربة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81+%D8%A7%D9% 84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9+%D8%A8%D8%A 7%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-07-18&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) على المجال التربوي فحسب بل له انعكاسات مباشرة على الأفراد في عالم الشغل بمختلف أبعاده ( الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية …….) . لأن التكوين في عصرنا لا يقتصر على المنظومة التربوية وحدها بل تقوم به أيضا مؤسسات تكوينية أخرى خارج النظام التربوي.
إذا كان الاهتمام إلى عهد قريب منصبا على تحسين المضامين وتكوين المعلمين في الجانب المعرفي لتلقين التلميذ جملة من المعارف وعليه أن يستظهرها عندما يقتضي الأمر ذلك إذن ما جدوى تغيير البرامج الدراسية, مالم يكن من أجل تمكين المزيد من التلاميذ من بناء كفاءات ومعارف أوسع, ثابتة, وجيهة, قابلة التجنيد في الحياة العامة وميدان العمل ثم طبقت خلال منتصف التسعينات بيداغوجية الأهداف ( المقاربة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81+%D8%A7%D9% 84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9+%D8%A8%D8%A 7%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-07-18&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) بالأهداف ). و أصبح العمل التربوي أكثر دقة من حيث تخطيطه وآداؤه إلا أن هذه المقاربة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81+%D8%A7%D9% 84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9+%D8%A8%D8%A 7%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-07-18&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) على نجاعتها لم تهتم بالأهداف كوحدة متكاملة إذ ينشغل المعلم بتحقيق الأهداف مجزأة غير مترابطة ( متقاطعة) مع محاولة تعديل سلوك التلميذ ومهما قيل من انتقادات تربوية لهذه المقاربة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81+%D8%A7%D9% 84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9+%D8%A8%D8%A 7%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-07-18&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) فهي ضرورية في نظرنا لبناء المقاربة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81+%D8%A7%D9% 84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9+%D8%A8%D8%A 7%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-07-18&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) الجديدة (المقاربة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81+%D8%A7%D9% 84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9+%D8%A8%D8%A 7%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-07-18&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) بالكفاءات (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81+%D8%A7%D9% 84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9+%D8%A8%D8%A 7%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-07-18&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)) لأن الأهداف الجزئية للدرس قد تشكل في حد ذاتها كفاءات قاعدية أو مؤشرات كفاءة إذا كانت قابلة للملاحظة والقياس ولن تصاغ إلا كذلك.
وبطبيعة الحال وما دام النظام التربوي العالمي في تطور سريع فعلى القائمين على رعاية شؤون القطاع البحث عن كيفية تحديث الطرائق والمناهج لمواكبة العولمة التربوية ومسايرة العصر فكان أن تم اعتماد ( المقاربة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81+%D8%A7%D9% 84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9+%D8%A8%D8%A 7%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-07-18&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) بالكفاءات (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81+%D8%A7%D9% 84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9+%D8%A8%D8%A 7%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-07-18&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) ) وممارسة التعليم والتعلم وانتقـاء ( الطريقة البنائية ) وجعل المتعلم يكتشف ويبحث ويكتسب بوضعه أمام مشاكل ( نشاطات تربوية ) محيرة فيقوده تفكيره واجتهاده أمام أعين وتوجيهات معلمه إلى الحل وبإمكانه فعل ذلك بعيدا عن المؤسسة التربوية.

- المقاربة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81+%D8%A7%D9% 84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9+%D8%A8%D8%A 7%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-07-18&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) بالكفاءات (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81+%D8%A7%D9% 84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9+%D8%A8%D8%A 7%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-07-18&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search):
أسلوب تعليمي ظهر في أوربا حوالي سنة 1948 طبقته الولايات المتحدة الأمريكية لتطوير جيوشها ثم انتقلت هذه المقاربة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81+%D8%A7%D9% 84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9+%D8%A8%D8%A 7%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-07-18&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) بصفة فعلية إلى المؤسسات التعليمية الأمريكية بدءا من سنة 1960م ثم إلى بلجيكا عام 1993م و تونس عام1999………
- المقاربـــة:
تصور مستقبلي لفعل قابل للتنفيذ وفق مرام وخطط منسجمة مع الشروط والعوامل الضرورية اللازمة للأداء ( الكفاءات المستهدفـة, الطرئق, الوسائل, الوسط التربوي …) وهذا كله لتحقيق المردود المرتقب.






- الكـفـــاءة :
تعريف (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81+%D8%A7%D9% 84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9+%D8%A8%D8%A 7%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-07-18&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)ات الكفاءة عديدة وتتجاوز الـ ( 100 ) تعريف (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81+%D8%A7%D9% 84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9+%D8%A8%D8%A 7%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-07-18&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) و نذكر منها مايلي :
هي مجموعة التصرفات الإجتماعية الوجدانية والمهارات المعرفية أو المهارات الحس حركية التي تمكن من ممارسة دورة وظيفية, نشاط, مهمة أو عمل معقد على أكمل وجه ( تعريف (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81+%D8%A7%D9% 84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9+%D8%A8%D8%A 7%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-07-18&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) دينو)، أما ديكاتل قد أعطاها تعريف (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81+%D8%A7%D9% 84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9+%D8%A8%D8%A 7%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-07-18&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)ا آخر لا يكاد يختلف عن سابقيه حيث عرفها بأنها: مجموعة من المعارف ومن القدرات الدائمة من المهارات المكتسبة عن طريق إستيعاب معارف وجيهة وخبرات مرتبطة في مجال معين .

ثانيا : متطلبات الكفاءة

تتطلب الكفاءة جملة من القدرات والمعارف والمهارات ذات العلاقةغير أن الكفاءة لا ترتبط أبدا بالمعرفة بل ترتبط بمكتسبات قابلة للقياس والملاحظة، والكفاءة مفهوم عام يشمل القدرة على استعمال المهارات والمعارف في وضعيات جديدة ضمن حقل مهني معين فهي بالتالي تشمل التنظيم والتخطيط للعمل والتجديد والقدرة على التكيف مع نشاطات جديدة، وتشكل المعارف والمهارات والقدرات الأساسية لبناء الكفاءة عند المتمدرس.

ثالثا : مراحل الكفاءة

تتحقق الكفاءة على مراحل معينة وهي كالتالي :

الكفاءة القاعدية : ترتبط مباشرة بوحدة تعليمية من خلال ما يتحقق في حصة (نشاط) أو في عدد من الحصص إذا كان الدرس مشكلا من مجموعة من الوحدات (المحاور)غير أنه إذا كانت الحصة الواحدة هي الدرس بذاتها قد تصبح عنذئد مؤشرات الكفاءة والمعايير هي (الكفاءة القاعدية).
الكفاءة المرحلية: كفاءة نسبية يكتسبها المتعلم خلال فترة معينة مضبوطة بزمن محدد (شهر- ثلاثي – سداسي)
الكفاءة الختامية: تلاحظ وتقاس بعد مرحلة تعليمية معينة( الطور الأول – المرحلة الابتدائية – المرحلة الأساسية بجميع أطوارها.
الكفاءة الختامية المندمجة : كفاءات متعددة مكتسبة في مجالات متنوعة سواء أكان ذلك في مواضيع مادة واحدة (نشاط) أو في مواد دراسة مختلفة عناصرها متفاعلة منسجمة في نهاية مستوى طور تعليمي.
الكفاءة المجالية: مجموعة الكفاءة القاعدية المحققة في مجال ما (مجال العبادات) ، (مجال المعرفة)..
الكفاءة المنهجية : كفاءة يظهر من خلالها المتعلم كل مكتسباته المتعلقة بالتخطيط ووضع الطرائق والأساليب في مجال ما أو في موضوع معين.
الكفاءة العرضية المستعرضة: كفاءة مشتركة تكسب بعد التعليم في كل المواد الدراسية وتشمل كل النشاطات التربوية تتحول فيما بينها خلال مرحلة التعليم والتعلم لتكمل بعضها البعض وتتطور خلال المسار لتشكل فيما بعد كفاءات جديدة أكثر تطوراً تعتمد عليها كفاءات أخرى متقاطعة، وهناك كفاءات أخرى نذكر منها الكفاءة الشخصية الكفاءة المهنية…





رابعا : مركبات الكفاءة

1- القدرة : هي أشكال من الذكاء وفق استعدادات فطرية ومكتسبات حاصلة في محيط معينة ومميزاتها :
أ‌- استعراضية : قابلة للتوظيف في موارد مختلفة.
ب‌- تطورية : تنمو وتتطور طوال الحياة الإنسان وقد تنقص(تنخفض).
ت‌- تحويلية :تتحول من حالة إلى أخرى(التفاوض=الكلام+الاستماع+ البرهنة)
ث‌- غير قابلة للتقويم : يتعذر التحكم فيها بدقة مثلا تدوين معلومات في وضعيات مختلفة.
2- المهارة : إنها قدرة مكتسبة من حيث القيام بنشاط ملؤه البراعة والذكاء والسهولة، فالمهارة قدرة وصلت إلى درجة الإتقان والتحكم في إنجاز مهمة.
3- الإنجاز : ما يتمكن الفرد من تحقيقه آنيا من سلوك محدد، وما يستطيع الملاحظ الخارجي أن يسجله بأعلى درجة من الوضوح والدقة.


خامسا :مميزات الكفاءة


تتميز الكفاءة عن القدرة بخمس مميزات هي :
1- الكفاءة توظيف جملة من الموارد : مكتسبات خبرات، معارف، قدرات، مهارات.
2- الكفاءة ترمي إلى غاية منتهية : أي أن المجتمع ينتظر منتوجا بجملة مواصفات محددة بعد التعلم .
3- الكفاءة مرتبطة دائما بجملة الوضعيات ذات المجال الواحد: كفاءة آداء الصلاة مرتبطة بمجال العبادات فقط
4- الكفاءة غالبا ما تتعلق بالمادة : وهو جوهر اختلافها عن القدرات التي تتصل بمواد تعليمية
5- الكفاءة قابلة للتقييم : حيث يلاحظ شكل الانتاج و نوعية المنتوج أو النتائج المحصلة غير أن القدرة تفتقد لهذين المعيارين.
بالإضافة إلى ذلك لا يمكن أن توجد كفاءات في غياب توفر الموارد اللازمة (قدرات و معارف ) وبعد توفر هذه الموارد يمر تجنيدها وتحويلها بإجراءات ذهنية عالية المستوى يصعب تدريسها كاملة ما دامت من نوع التركيب والتكهن المسبق والاستراتجية والتخبط و التفكير النظامي .إن إعطاء أهمية حقيقية لتحويل المعارف و تجنيدها يعني :
1- بناء المعارف انطلاقا من إشكالية عوض استعراض نص المعرفة وسردها..
2- جعل التلاميذ يواجهون مواقف مستحدثة غيرمعروفة، وتقييم قدراتهم..
والسؤال الذي يطرح : فما علاقة الأستاذ بالمعرفة ؟ هنا سوف نتطرق إلى موضوع جد حساس. نتقبل بسهولة فكرة أن مدرسي التعليم الابتدائي لا يتوفرون جميعا على كفاءات دقيقة في كل مادة ملزمة بتدريسها ولاسيما في مادتي العلوم والرياضيات، وهذا يدعو للشك في قدرتهم على تطوير علاقة فعالة بالمعارف لدى تلاميذهم، ذلك لأن علاقتهم بالمعارف التي يدرسونها تبدو ضعيفة من حيث استقلاليتها وجدارتها.
أما فيما يخص أساتذة التعليم الثانوي فالأمر على غير ذلك خصوصا أنهم يتلقون تكوينا جامعيا مكتملا في مادة ما أو عدة مواد وهو ما يفترض أنهم يتمتعون على الأقل بأدنى مستويات التكوين في البحث، ومن تم فهم قادرون عليه رغم ذلك..

التجريد من فكرة : يكفي أن نكون باحثين حتى يتسنى لنا وضع التلاميذ في حالة بحث.



سادسا: تقويم الكفاءة

قياس وتفسير مكتسبات التلميذ :
يرى (مونتانييه) أن التلميذ المكوّن خير من تلميذ رأسه محشو بالمعلومات المختلفة، والتربية الحديثة تصبو وترمي إلى هذا النوع من التكوين إبتداء من المراحل الأولى من التعليم، فلمواجهة الحياة في المستقبل يحتاج الفرد إلى كيفية وضع استراتجية اقتحام هذا المستقبل المجهول وبالتالي فهو يحتاج إلى معارف، لكن ليست المعارف وحدها التي تمكنه من بناء حياته خارج أسوار المدرسة، ولذلك فعندما نقيم تلميذ اليوم إنما نقيس مدى توظيفه للمكتسبات، وهذا يتجلى أننا نقيم المتعلم دون الخروج عن نطاق ملاحظة عمل يقوم به هذا الأخير مظهرا فيه كفاءته المكتسبة والتي لا تعدو في النهاية أن تكون شكل كفاءة واحدة (تحرير فقرة، كتابة موضوع ، رسم مخطط، عرض شفهي ….)
وتتميز بالتركيز على ثلاثة أهداف :
1- الهدف التشخيصي : يحصل في بداية عملية التعليم
- تقويم المكتسبات العقلية.
- تحديد الاستعدادات والميول والقدرة الذهنية.
- تصنيف المتعلمين.
هدفه : تشخيص الصعوبات
2- الهدف التوجيهي :
- تقويم مستوى التحكم في المستويات.
- يكون فرديا لكل تلميذ.
- التعرف على جوانب الضعف والقوة للتلميذ.
هدفه : علاج الصعوبات .
3- الهدف النهائي :
- يدل على النتيجة النهائية عندما نقوم بتحديد مدى اكتساب التلميذ للمستوى الأدنى من الكفاءات التي تسمح له بالانتقال إلى الصف الأعلى.
هدفه : قياس الفرق بين الكفاءات المتوخاة والمحققة.

سابعا: وسيلة التقويم

من المعتاد أن يقيم الفرد في عالم الشغل حسب كفاءته، وذلك ليس غريبا عن عالم التدريس ولو من حيث أن امتحانا أو اختبارا كتابيا/ أو إستجوابا شفويا، كلها وضعيات لا يشترط للخروج منها مجرد معارف فقط، وإنما معارف قابلة للتجنيد لتحقيق هدف مناسب في الوقت المناسب، بالشكل المطلوب مع القدرة على إعادة التركيب من جديد بل القدرة على ابتكار ما لا نعرف. ويشترط تطور المدرسة خارج وضعيات التقييم قدرات، بعضها عرضية (كالبحث عن معلومة من المعلومات أو طرح أسئلة، أو المشاركة في المناقشة) و بعضها يتعلق بمواد التدريس( مثل تصميم نماذج و إنجاز تقارير أو أخذ مقاسات صحيحة و تقديم ملاحظات).




ثامنا : الخاتمة


إن مهنة التدريس من المهن الصعبة لأنها تتطلب إرادة قوية ورغبة طبيعية لممارستها، وإطلاعا واسعا لكثير من العلوم والتكنولوجيات المساعدة ورصيدا من التجارب والخبرات المكتسبة، وممارسة مستمرة وواعية لما هو قائم ولما هو آت.
فالمقاربة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81+%D8%A7%D9% 84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9+%D8%A8%D8%A 7%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-07-18&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)بالكفاءات (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81+%D8%A7%D9% 84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9+%D8%A8%D8%A 7%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-07-18&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) قادرة على تعميق الفوارق المدرسية إذا كانت سيئة التصور أو رديئة الإعداد والتنفيذ. وحتى إذا كانت جيدة التصور وممتازة الإنجاز فلا يمكنها أن تدعي القضاء عليها بواسطة المنهاج وحده. ومهما كان نوع البرنامج المعتمد فإن بيداغوجيا الفوارق وإفراد المسارات سيظلان من مواضيع الساعة.
فيما يخص هذه النقطة الأخيرة؛ فالصراع قائم ضد إيديولوجيا الموهبة، والمنتظرات النخبوية لفئة من “مستهلكي” المدرسة، والسياسة الرخوية لعدة من الأنظمة التربوية الأكثر إسراعا إلى ادعاء مقاربة الكفاءات منهم إلى دعمها بالأفعال الملموسة ووسائل التكوين والمرفقات الأخرى. إن العراقيل كبيرة، غير أن المقاربة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81+%D8%A7%D9% 84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9+%D8%A8%D8%A 7%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-07-18&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)بالكفاءات (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81+%D8%A7%D9% 84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9+%D8%A8%D8%A 7%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-07-18&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) إن كانت تجدد هذه العراقيل فإنها لا تختلقها من العدم.
إن غموض إصلاحات المناهج وطابعها الاستعجالي وغير المكتمل أكثر إثارة للقلق. فهل الأنظمة التربوية مستعدة للتنازلات في مجال المواد الدراسية؟.هل هي جاهزة للاستثمار بقوة في ممارسات أخرى للتعليم والتعلم؟ جاهزة لمواجهة مقاومة التلاميذ الذين ينجحون وعائلاتهم؟جاهزة لإغضاب الكثير من الأساتذة المتشبتين بالوضع الراهن ايديولوجيا، لأنه – في الوقت ذاته - يثبتهم في علاقتهم بالمعرفة وممارستهم البيداغوجة ويرسمهم فيهما.
قد نشك في ذلك، ولكن لو بقيت المقاربة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81+%D8%A7%D9% 84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9+%D8%A8%D8%A 7%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-07-18&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)بالكفاءات (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81+%D8%A7%D9% 84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9+%D8%A8%D8%A 7%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-07-18&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) مجرد”نصف إصلاح” لا يتنازل على أي شيء، ولا يرغم أحدا على أي شيء، فلا يمكن الجزم بأنها ستجعل مكافحة الإخفاق المدرسي تتقدم. إن لم يتغير أي شيء عدا الكلمات، وإن بقينا نعمل تحت غطاء الكفاءات ما كنا نعمله بالأمس تحت غطاء المعرفة، فلم انتظار تقلص حجم الإخفاق المدرسي؟ .
قد تخشى حصول العكس، فالمقاربة (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81+%D8%A7%D9% 84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9+%D8%A8%D8%A 7%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-07-18&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search)بالكفاءات (http://www.maktoobblog.com/search?s=%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81+%D8%A7%D9% 84%D9%85%D9%82%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%A9+%D8%A8%D8%A 7%D9%84%D9%83%D9%81%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA&button=&gsearch=2&utm_source=related-search-blog-2009-07-18&utm_medium=body-click&utm_campaign=related-search) التي لا أثر لها سوى في النصوص الوزارية ، والتي لا يتبناها عدد من الأساتذة، قد تزيد قوانين اللعبة المدرسية غموضا، وشروط الأساتذة تعدادا، بعضهم يتراخى في الإصلاح، والبعض الآخر يدرس ويقيم وفق هواه.
إن المشكل الأساسي يكمن كغالب الأحيان في إيجاد التوازن المفقود بين تناسق الإصلاحات وانسجامها، وبين طبيعة مكوناتها وتطبيقها بالنظر إلى التطورات المتوازية في عدد من الدول المتقدمة. وقد تخشى أن تسارع الوزارات الوصية إلى ما تحسن صنعه - نصوص ، برامج - وتترك مهمة تطبيقها إلى صدف الخيارات الفردية والمشاريع المدرسية.

sara-89
2010-12-03, 12:02
اسم العضو:sara-89
سنة الثالثة محاسبة
طلب بحث من بين هذه البحوث: الوعاء الضريبي-خصائص الضريبة-وميموار تاع :إدارة المعرفة
وشكرا

محب بلاده
2010-12-03, 12:32
بحث حول الضرائب المباشرة (http://etudiant19.montadarabi.com/montada-f14/topic-t27.htm#56)

http://illiweb.com/fa/empty.gif
المقدمة


تعتبر الدولة في صورتها الحديثة نتيجة لتطور تاريخي طويل ، واذا تتبعنا تطور الدولة و أهدافها ، ألقينا الضوء على تطور مفهوم المالية العامة ، و ذلك لما بينهما من ارتباط وثيق فالمالية العامة بمعنى الحصول على الموارد الضرورية لإنفاقها من أجل القيام بالخدمات الازمة وتوزيع الأعباء ، لم تكن معروفة منذ القدم بل ترجع الى عهد قريب.
ففي العصور الوسطى كان الحاكم هو الدولة فاختلطت ماليته بماليتها ،و كان ينفق على الدولة كما ينفق على أهله و عشيرته معتمدا على الإستيلاء و المصادرة-اذا احتاج لأموال- و كان نتيجة ذلك تحمل الشعب عبء نزواته و تمتع الاشراف و رجال الدين بالإمتيازات.
و في مرحلة الإقتصاد الحر ، وهي المرحلة التي كانت نتاج ثورتين هما الثورة الصناعية في انجلترا والثورة الفرنسية ، والتي نتج عنها ميلاد النظام الرأسمالي ، و الذي يقوم على أن الدولة لا تقحم نفسها في مضمار الحياة الإ قتصادية ، بل يتعين عليها حماية الأفراد و ممتلاكتهم و القيام بالخدمات الازمة لإزدهار هذا الإقتصاد.
و في مرحلة التدخل و الإقتصاد الموجه لم يعد هدف الدولة قاصرا على المحافظة على الأمن و النظام، و لكن أصبح تحقيق الرفاهية العامة بتنمية مستمرة للإقتصاد القومي واستخدام رشيد للموارد.
ونتيجة لذلك تحدد علم المالية العامة و تلخصت المشكلة بالنسبة لموضوعه و هو أن هناك نفقات عامة يتعين تغطيتها ، و لتغطيتها تلجأ الدولة الى الضرائب و القروض و ايرادات الدومين العام.
و ان أهمية الإيرادات الضريبية لا تكمن في كبر حجمها اذا ما قورنت بغيرها من مصادر الإيراد الأخرى فقط ، بل تكمن الأهمية في مدى تأثير الضريبة على أوجه النشاط الإقتصادي و الإجتماعي والسياسي ، فباتت الضريبة أداة من أدوات السياسة المالية العامة للدولة ، والتي تستخدمها بهدف تحقيق اهدافها ، ولهذا أخذ مفهموم الضريبة مكانة مهمة في دراسة علم المالية العامة.
و في هذا البحث سنتطرق الى عنصر واحد ألا وهو الضرائب و بالأخص الضرائب الباشرة.





الفصل الأول: نظرة عامة حول الضرائب المباشرة

المبحث الأول: تعريف الضرائب المباشرة
نشأ قانون الضرائب المباشرة و الرسوم المماثلة بمقتضى المادة 38 من القانون36-90المؤرخ في
1990/12/31 0
والمتضمن قانون المالية لسنة 1990 وكذلك المادة 4 الى 57 من القانون 25-91 المؤرخ في
1991/12/18 و المتضمن لقانزن المالية لسنة 1991 و يظم الضريبة على الدخل الإجمالي irg الضريبة على أرباح الشركات ibs .
و لقد قدمت عدت تعاريف للضريبة المباشرة منها : " الضرائب المباشرة هي تلك الضرائب المفروضة مباشرة على الأشخاص أو الممتلكات و المتحصل عنها بموجب وثيقة محضرة مسبقا من طرف ادارة الضرائب ". وتفرض عادة على الموارد المتميزة باثبات النسبي . ( كالأجور، رؤوس الأموال 00 الخ)
و بعد تحديد الواقعة المنشئة للضريبة ( الوعاء) بشكل دقيق ، وتصب عليه مباشرة ويقع عبؤهاعلىالمكلف قانونا ولا يمكن نقل عبؤها الى أشخاص آخرين . والى جانب ما سبق نجد التعاريف التالية استنادا الى المعيار الإداري و القانوني و التقني .
• فحسب المعيار الإداري : " الضريبة المباشرة هي التي يتم حسابها و تغطيتها و ملاحقة المكلفين بدفعها من قبل ادارة الضرائب المباشرة " .
• أما المعيار الالقانوني :" فان الضريبة المباشرة هي ضريبة تفرض بموجب وثيقة محضرة ومعدة سلفا من قبل الإدارة تحدد فيها الشخص و الوعاء الضريبي (سلع ، رؤوس أموال ، دخل ،راتب ...الخ) وكذلك مقدار الدين الضريبي بحيث تتمكن الإدارة بناءا على هذه الوثيقة من ملاحقة المكلفين أمام المحاكم في حالة امتناعهم عن تسديد مستحقاتهم "
• أما المعيار التقني :" ان الضريبة المباشرة هي ضريبة دائمة و ان الواقعة المنشئة لها متكررة و ستتكرر بمواعيد محددة سلفا من طرف المشرع كما هو الحال في الرواتب " 0

المبحث الثاني : خصائص و مميزات الضرائب المباشرة .
1- تتمع الضرائب المباشرة بالثبات النسبي و الإنتظام ، أي أن حصيلتها ليست عرضة لتقلبات شديدة ( تقلبات اقتصادية ) .
هذه الميزة كانت مقبولة في الماضي حيث كانت تجد وعائها بصفة أساسية في دخول العقارات و التي كانت تقدر بمدة طويلة ، ثم فقدت هذه الميزة كثيرا من اهميتها حينما تعددت الضرائب على مختلف الدخول الأخرى و مثلها الأجور و ضريبة على الأرباح التجارية و الصناعية و هي دخول ذات طبيعة متغيرة .
غير أنها من الممكن القول بأن حصيلة الضرائب المباشرة مقاومة للأزمات أكثر مما تبديه الضرائب الغير مباشرة .
2- و نظرا لما تتمع به الضرائب المباشرة في الثبات النسبي و لما تتمع به العناصر التي تفرض عليها من وضوح ، فانه يسهل على الدولة رفع سعر الضريبة عند الرغبة في الحصول على موارد اضافية في اللأوقات أوقات الأزمات .
3- تفرض الضريبة على ممولين معروفين لدى ادارة الضرائب مما يوفر قاعدة " الملائمة" أكثر من الضرائب الغير مباشرة ، ذلك أن الدولة يمكنها أن تتخير طريقة الدفع و شروطه ومواعيده الملائمة .
4- كما تتميز الضرائب المباشرة بمبدأ العدالة الجبائية في فرض الضرائب المباشرة اذ تأخذ بعين الإعتبار المستوى الإجتماعي و الدخل الفردي ، كما أنها تفرض بموجب معدلات متفاوتة حسب الدخل و الطبيعة الإجتماعية ( أعزب ، متزوج ، عدد أفراد الأسرة 000 الخ ) .


المبحث الثالث : مساوئ الضرائب المباشرة

1- لاتتمع الضرائب المباشرة و على ما تقدم بالمرونة الكافية و لذلك فانها لا تعكس الإنتعاش الإقتصادي الا ببطء .
2- جباية الضرائب المباشرة تتطلب جهازا ضريبيا أكثر ضخامة مما تتطلبه جباية الضرائب الغير المباشرة ، وهذا نظرا لكون ادارة الضرائب تعرف الخاضعين و تراعي فيها قدرتهم على الدفع ( قاعدة الملائمة ) .
3- ليست الضرائب المباشرة بطبيعتها ضرائب عامة ، و لذلك فكثيرا ما تخرج الدولة فتقرر اعفاء بعض الفئات من بعض الضرائب مثلا : أصحاب الدول المنخفضة .
4- عادة ما تكون الضرائب المباشرة و خاصة اذا كانت تدفع مرة واحدة في السنة ، ثقيلة على الممول و هو ما يدعوه الى محاولة التهرب منها و في المقابل احساس الممول بهذا النوع من الضرائب يدعوه الى زيادة مراقبة الإنفاق الحكومي .


الفصل الثاني : طرق تقدير الوعاء الضريبي.

البحث الأول :تعريف الوعاء الضريبي .
يقصد بالوعاء الضريبي موضوع الضريبة ، أو المادة الخاضعة للضريبة مصدرها شكلها ( مباشر ، غير مباشر ) . و هذا العنصر يمكن أن الفاعل بنفسه أو نتاج نشاطاته كرؤوس الأموال أو الدخل أو السلعة .
كيف يقدر الوعاء الضريبي ؟.
1- التقدير التقريبي : و يدخل في هذا النوع من التقدير على أساس المظاهر الخارجية و طريقة التقدير الجزافي .
-1 التقدير على أساس المظاهر الخارجية :
في هذه الحالة يتم تحديد الوعاء الضريبي على أساس عدد من المظاهر الخارجية يسهل الوقوف عليها،
و تعتبر معبرة عن ثروة المكلف ، وهنا لا تفرض الضريبة على المادة الخاضعة لها و انما على أساس المظاهر الخارجية و تتميز هذه الطريقة كونها : - سهلة الإستعمال لإدارة الضرائب ، اذ لا يستدعي الأمر أكثر من ملاحظة المظاهر الخارجية التي حددها القانون دون الحاجة الى التحري عن حقيقة دخل الممول .
- المحافظة على أسرار المكلف و عدم تدخل موظفي الدولة في الشؤون المهنية لهذا الأخير .
- و ما يعاب على هذه الطريقة هي أن المظاهر الخارجية لا تظهر حقيقة المقدرة التكليفية للممول ومنه الدخول لا تعبر عنه هذه المظاهر ، و لهذا فان أغلب التشريعات الضريبية الحديثة عدلت عن هذه الطريقة و ان كانت تستعملها كوسيلة مراقبة في بعض الأحيان على ما يقره المكلف عن حقيقة دخله أو ممتلكاته .

-2 طريقة التقدير الجزافي :
في هذه الطريقة القيمة الخاضعة للضريبة ( الوعاء الضريبي ) تقدر تقديرا جزافيا على أساس القرائن التي يحددها المشرع الضريبي و التي تعبر على دخل المكلف و تختلف هذه الطريقة عن سابقتها ، في أنها عادة ما يكون العنصر الذي يرتكز عليه في التقدير الجزافي ذا علاقة مباشرة بالثروة أو الدخل الخاضع للضريبة مثل الصائغ ، و لهذا فانه في التقدير الجزافي لا تفرض الضريبة على المظاهر الخارجية و انما على المادة و لهذه الضريبة مزاياه الخاصة .
- اذ تعتبر سهلة الإستعمال تالنسبة للإدارة الضريبية .
لا تحتاج الى كثير من الرقابة
و يعاب عليها أنها لا تسمح للمكلف باثبات حقيقة دخله أو ثروته التي قدرت تقديرا جزافيا . اذ أن التقدير الجزافي يعتبر نسبي و بعيد في بعض الأحيان عن الحقيقة و العدالة .

2-التقدير التحديدي :
وتبني هذه الطريقة على أساس تقدير تحديدي أو حقيقي مباشرة كما في الواقع على أساس اقرار المكلف أو من الغير و على أساس طريقة التقدير الإداري .
-1 الإقرار من الممول :
ففي هذه الحالة ، يقوم نوع من التقارب بين المكلف و الإدارة . بمقتضاه تطلب الإدارة المالية من المكلف تقديم اقرار عن ثروته أو دخله أو عن المادة الخاضعة للضريبة - بصفة عامة – و تعتمد الإدارة هنا على حسن نية المكلف و أمانته و لكنها تحتفظ لنفسها بالحق في مراقبة الإقرار ، أو تعديله اذا ما بنيا على غش أو خطا .
و ما يعاب عليها احتمال وجود غش جسيم يصعب على ادارة الضرائب اكتشافه و تدخل الإدارة في شؤون المكلف و التعرف على تفاصيل حياته الخاصة بأساليب قد تكون غير مقبولة بالنسبة اليه في حالة لجوئها الى الرقابة .
-2 طريقة الإقرار من الغير:
في هذه الحالة يقوم شخص آخر غير المكلف بتقديم اقرار الى الإدارة يحدد فيه دخل المكلف الأصلي الخاضع للضريبة ، و الأصل هنا أن يكون هذا الغير مدينا للمكلف بمبلغ ضمن الدخل الخاضع للضريبة .
-3 طريقة التقدير الإداري :
في هذه الحالة تلجأ ادارة الضرائب الى كافة الأدلة التي تكشف عن مقدار دخل المكلف ، و منها مناقشة المكلف نفسه ، و تجد هذه الطريقة تطبيقها الأساسي في تقدير دخل الملكية العقارية ، أراضي زراعية أو أبنية سكنية لأن المصدر هنا أموال ظاهرة ولا يمكن اخفاؤها من جهة ، كما أنه من السهل نسبيا معرفة ما تديره من دخل من جهة أخرى .
وتتميز هذه الطريقة ، بانها أقرب الى تقدير الدخل تقديرا حقيقيا أكثر من طريقتي المظاهر الخارجية و التقدير الجزافي و انه يمكن استعمالها لتقدير كافة الدخول الا أنه ما يعاب عليه هو احتمال تعسف الإدارة المالية في التقدير ، و مغالاتها فيه انحيازا الى خزينة الدولة .

المبحث الثاني : طرق تحصيل الضرائب المباشرة واعتبارات التحصيل .
تتبع ادارة الضرائب طرقا مختلفة لتحصيل الضرائب ، فهي تنتقي لكل ضريبة طريقة تحصيل مناسبة التي تحقق كلا من الإقتصاد في النفقات الجبائية و الملائمة في تحديد مواعيد الأداء دون أي تعسف أو تعقيد في اجراءاتها الإدارية محالتا الحد من حساسية الممول اتجاه الضريبة و تتلخص فيما يلي :
التوريد المباشر .
الأقساط المقدمة .
الحجز من المنبع
1- طريقة التوريد المباشر :
قد تلجأ ادارة الضرائب الى طريقة تحصيل الضريبة عن طريق التوريد المباشر بقيام الممول بسداد قيمة الضريبة المستحقة بشكل مباشر الى قباضة الضرائب من واقع الإقرار الذي يقدمه عن دخله أو ثروته و قد تكون كذلك من خلال قيام الممول بلصق طوابع الذمغة بمجرد تحديد دين ضريبة الذمغة ، بلصق الطوابع الازمة على العقود و الشهادات .
2-طريقة الأقساط المقدمة :
قد تتبع الإدارة طريقة الأقساط المقدمة التي يقوم الممول بمقتضاها بدفع أقساط دورية خلال السنة طبقا لإقرار عن دخله المتوقع أو حسب قيمة الضريبة المستحقة عن السنة السابقة ، على أن يتم التسوية النهائية بعد ضبط القيمة الواجب تحصيلها ، و يدفع ما قد يقل عنها ، و تنطوي هذه الطريقة على ميزة كبرى ، فهي تزود الخزينة العامة بسيولة متدفقة من الإيرادات على مدار السنة الى جانب أنها تخفف
واقع الضريبة على الممول و بسهولة دفعها، عكس اذا كانت دفعة واحدة في نهاية السنة مما يجعل الممول يبحث عن سبيل التهرب منها .
2- طريقة الحجز من المنبع :
كما قد تلجأ ادارة الضرائب لتحصيل بعض الضرائب الى طريقة الحجز من المنبع ، بأن شخص ثالث تربطه بالممول علاقة دين أو تبعية ، بحجز قيمة الضريبة المستحقة و توريدها مباشرة الىالخزينة العامة ، على أن يتم ذلك خلال الشهر المعني في مدة لاتتعدى 15 يوم .
و ما يعاب على هذه الطريقة أنها تعتمد في جباية الضرائب على شخص ثالث غير الإدارة ، قد لا يكون على علم تام بقوانين الضرائب و أحكامها مما يؤدي الى احتمال حدوث خطأ في تقدير قيمة الضريبة التي يتعين عليه استقطابها .
*- اعتبارات التحصيل :
يتطلب قيام الدولة بالإنفاق في كل وقت على مدار السنة ، اذ يوجد دائما تحت تصرفها كميات مناسبة من الإيرادات النقدية لتغطية النفقات . و ان حصيلة الضرائب المباشرة صعبة التقدير ، و تحديد مقدار الضريبة و ما يستلزمه من اقرارات و مراجعة هذه الإقرارات ، و الضرائب المباشرة يحدد لها فترة معينة من السنة تحصل فيها في كل أنحاء البلاد .
الا أن هذا لا يمثل الإعتبار الوحيد الذي ينبغي أخذه في الحسبان عند تحديد وقت التحصيل اذ يجب أن يراعى اعتباران ىخران :- أن تحصل الضريبة بقدر الإمكان في أكثر الأوقات مناسبة بالنسبة للمكلف - وأن يتم ذلك بأقل قدر من النفقات الجبائية .

المبحث الثالث : أثر الضرائب على الإقتصاد وتوزيع المداخيل .

1- على الإقتصاد :
يؤدي فرض الضرائب المباشرة الى تحقيق أو الوصول الى حالة استقرار اقتصادي غير منشوب بالتضخم أو بالإنكماش ، ففي حالة التضخم نستخدم الضريبة كأداة للعلاج الإقتصادي ، عن طريق رفع نسبتها في فرضها بغرض امتصاص كمية النقد الزائدة .
و في حالة الإنكماش تخفض أسعارها و تزيد الإعفاءات مما يزيد من الإدخار و بالتالي التوسع في الإستثمار ، و بذلك تكون الضريبة لها فعاليتها في علاج مساوئ الدورة التجارية و ما ينجم عنها من أثار سيئة .
كما أن زيادة نسبة الضريبة أو فرضها بالنسبة لقطاع معين و خفضها أو الغاءها بالنسبة لقطاع آخر، يعتبر تشجيعا لانتاج معين و خفض انتاج آخر ، مما يجعل الموارد الإقتصادية للدولة تستغل بالشكل الذي تحدده السياسة العامة للدولة.
2- على توزيع المداخيل :
تقوم الضريبة المباشرة بدور هام في تحقيق العدالة في توزيع المداخيل ، اذ أنها تقتطع نسبة من مداخيل الأفراد الإسمية تتغير وفقا لمصادر هذه المداخيل و حجمها .
فتميز اذا الضرائب المباشرة بين مصادر الدخل ، فنجد سعرا مرتفعا على المداخيل المستمدة من رأسمال ، كالضريبة على التركات ، و التي تقف حائلا دون تركيز الثروات ، و نجد سعرا مخفضا للضرائب المباشرة المفروضة على المداخيل الناجمة عن العمل ، كالضريبة على المرتبات و الأجور ، ونجد الى جانب ذلك سعرا يترواح بين الشدة و اللين على المدخيل الدختلطة المستمدة من العمل و رأس المال كالضريبة على الأرباح التجارية و الصناعية.


الخاتمة


على ضوء ما قدمناه في هذا البحث في فصله الأول من نظرة عامة حول الضرائب المباشرة و ابراز مميزاتها و عيوبها و في الفصل الثاني من طرق تحصيل الضرائب المباشرة وعاءها وكذا أثرها على الإقتصاد و توزيع المداخيل .
يمكن القول أن الضرائب المباشرة ، تبقى مصدرا أساسيا و دائما و مستقرا للإيرادات العامة التي تواجه الدولة بها نفقاتها العامة لأداء الخدمات اللازمة لإزدهار الإقتصاد الوطني ، وضمان الرفاهية للمواطنين .
و لا يمكن لأي دولة أن تعتمد على الضرائب المباشرة فقط لمواجهة نفقاتها ، ولتغطية عيوبها (ضرائب مباشرة ) وجدت هناك ضرائب غير مباشرة كشق ثاني من أنواع الضرائب المعتمدة في الجزائر

محب بلاده
2010-12-03, 12:36
الوعاء الضريبي
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله...

الخطة المقترحة :
مقدمة :
المبحث الأول : تحديد المادة الخاضعة للضريبة
المطلب الأول : الدخل
المطلب الثاني : النفقة
المطلب الثالث : رأس المال
المبحث الثاني : الطرق المعتمدة في تقدير المادة الخاضعة للضريبة
المطلب الأول : الطريقة المعتمدة من طرف الإدارة
المطلب الثاني : الطريقة المعتمدة من طرف المكلف
خاتمة
مقدمة :
الوعاء الضريبي هو المادة الخاضعة للضريبة ، أي المال الذي تقتطع منه ، سواء كان شخصا أو مالا مع ضرورة توافر عنصر الزمن لهذا الوعاء .(فقد تفرض الضريبة سنويا أو عند جني المحصول .... الخ ) حسب الأنظمة المحددة .
و قد تطور هذا الوعاء مع تطور الضريبة حيث كان في القديم الشخص هو وعاء الضريبة و خاصة في روما أين كان يطلق على الضريبة على الأشخاص باسم " تريبيتوم كابيتيس " أو " كابيتاتو أومانا " .
و تعتبر الضريبة على الأشخاص نموذجا من الضرائب السهلة إلا أنها تتميز بضعف مرد وديتها و انعدام العدالة فيها ، إذا أن الأشخاص نجدهم يدفعون نفس المبلغ رغم اختلاف وضعياتهم بالنسبة للثراء، لذلك أنشئ نظام الضريبة التدرجية على الأشخاص بهدف التخفيف من هذا العيب .
و تعتبر الضريبة اليوم أداة من أدوات تحقيق التوازن الاقتصادي و الاجتماعي ، و يهدف من خلال وعاء الضريبة تحديد المادة الخاضعة للضريبة ، فالمشرع قام باختيار المواد التي تحقق أحسن النتائج من حيث المردودية الضريبية و مرونتها ، و تحقيق العدالة و سهولة تحصيلها ، و يراعى من خلال ذلك حجم الدخل و مصدره ، المركز الشخصي و الظروف الشخصية للمكلف ، و توجد العديد من الطرق لتقدير المادة الخاضعة للضريبة ، من خلال استخدام عدة أسس .
و الإشكالية المطروحة هي : * ما هي المادة الخاضعة للضريبة ؟
* ماهي الطرق المعتمدة لتقدير المادة الخاضعة للضريبة ؟
للإجابة عن هذه الإشكالية نتبع الخطة التالية :
المبحث الأول : تحديد المادة الخاضعة للضريبة
المطلب الأول : الدخل
المطلب الثاني : النفقة
المطلب الثالث : رأس المال
المبحث الثاني : الطرق المعتمدة في تقدير المادة الخاضعة للضريبة
المطلب الأول : الطريقة المعتمدة من طرف الإدارة
المطلب الثاني : الطريقة المعتمدة من طرف المكلف
خاتمة


المبحث الأول : تحديد المادة الخاضعة للضريبة
المطلب الأول : الدخل Le revenu
في البداية نتطرق إلى تعريف الدخل
هناك عدة تعريفات للدخل : تعريف كلاسيكي ، تعريف اقتصادي و تعريف جبائي .
- بالنسبة للتعريف الكلاسيكي : يعرف الدخل على أنه : " القيمة النقدية ( المبلغ المالي ) أو القابل للتقدير بالنقود تأتي بصفة دورية و منتظمة من مصدر مستمر أو قابل للاستمرار "
و يتضح لنا من خلال هذا التعريف العناصر التالية : الشكل النقدي ، الثبات و الدورية .
- أما التعريف الاقتصادي للدخل فهو : الزيادة النقدية في قيمة السلع و الخدمات التي يستهلكها الشخص خلال فترة زمنية معينة ، أو هو مجموع نفقات الشخص الاستهلاكية مضافا إليه أي تغيير في صافي ثروته خلال فترة زمنية معينة .
- بينما التعريف الجبائي للدخل فيشملهما معا ( الكلاسيكي و الاقتصادي ) ، حيث أن التعريف الكلاسيكي هو الأشمل .
و أيا كان تعريف الدخل ، فالضرائب على الدخل تمثل مكانة هامة و لها أهمية كبيرة في الأنظمة الضريبية الحديثة لكونها تتضمن أوجه النشاطات الاقتصادية المختلفة ، مما يفرض تطبيقها على كافة الدخول التي تتحقق من عمل أو رأس مال .
فالضرائب على الدخل تمثل مصدرا ثابتا و دائما لإيرادات العامة للدولة ، فهي وسيلة تستعملها الدولة لإعادة توزيع الدخل الوطني تحقيقا للعدالة الاجتماعية .
و أثار إخضاع الدخل للضريبة مشكل تحديده و تعيينه ، و لتحديده هناك 3 اقتراحات :
1- الدخل الإجمالي :Le revenu brut
الدخل الإجمالي = المبيعات – المشتريات
يتشكل الدخل الإجمالي من كافة الموارد الناتجة من النشاطات أو أرباح المؤسسات فهي كافة القيم النقدية أو القابلة للتقدير النقدي التي يحصل عليها الشخص نتيجة استغلاله مصدرا من مصادر الثروة .
الدخل الإجمالي يساوي : المبيعات ناقص المشتريات دون خصم مصاريف الصيانة و المستخدمين و الإهتلاكات

2- الدخل الصافي: Le revenu net
الدخل الصافي = الدخل الإجمالي – (نفقات الاستغلال + الاهتلاك + الصيانة )
و هو يتمثل في الإيرادات و المداخل المتبقية للمكلف بالضريبة بعد خصم تكاليف اللازمة للحصول على الدخل
و النفقات التي استقر الفقه و القضاء على خصمها من الدخل الإجمالي هي :
* بالنسبة لنفقات الاستغلال : تتمثل بالنسبة لمشروع ما في ثمن المواد الأولية و أجور العمال ، إيجار العقارات التي يستغلها المشرع و كذا الأدوات و الآلات المستعملة للممارسة النشاط ، إضافة إلى مصارف الدعاية و الإعلام .
فهي إذن كل النفقات اللازمة لتسيير المشروع .
* أما نفقات الصيانة : فهي كل نفقات التي لها علاقة بإصلاح و استبدال أجزاء التالفة من الآلات و المباني ، على أن يكون ذلك ناتجا عن الاستعمال العادي لها .
* أما نفقات الاهتلاك : فهي المبالغ التي يقتطعها صاحب المشروع من أرباحه بصورة ثابتة كل فترة زمنية معينة عادة ما تكون سنة كمقابل لما يطرأ على الأصول الإنتاجية من قدم أو عطب أو استهلاك نتيجة الاستهلاك العادي .و هذه النفقات تستعملها المؤسسة لتتمتع من استبدال أصول ثابتة جديدة مكان الأصول القديمة التي استهلكت بفعل الزمن ، و هذا ما يسمى بالاهتلاك الصناعي الذي يختلف عن الاهتلاك المالي " قيام المؤسسة خلال حياتها بتسديد قيمة رأسمالها و غيرها من الديون إلى أصحابها " هذا النوع لا يعد من التكاليف الواجبة الخصم من الأرباح الإجمالية .
* الدخل الحر : Le revenu libre
الدخل الحر = الدخل الصافي –التكاليف العائلية و الاجتماعية
يتم تحديده بخصم التكاليف العائلية و الاجتماعية من الدخل الصافي ، فالدخل الخاضع للضريبة هو ما تبقى للمكلف بالضريبة و الذي يستعمله من أجل إشباع حاجاته الخاصة

تقنيات إخضاع الدخل للضريبة : Les techniques d’imposition du revenu
هناك تقنيتان يعتمد عليهما لإخضاع الدخل للضريبة :
* التقنية الأولى : تتمثل في احذاث ضريبة على المداخل فتنشأ بذلك عدة مداخل تترتب في مجموعات بحيث تخضع كل مجموعة دخل ( مدخول عمل ، مدخول رأس المال ....) لضريبة تسمى بالضريبة النوعية .
الضريبة النوعية تفرض على أساس مصدر كل دخل من مختلف النشاطات التي يقوم بها المكلف بالضريبة ، حيث تتعدد هنا الأوعية الضريبية التي تفرض على أساسها الضريبة على الشخص الواحد .
و يتميز هذا النظام بتنوع أحكام الضريبة ، من حيث أسلوب تقديره و تحصيله و سعر الضريبة .
و يؤخذ عليه أنه مكلف بالنسبة للدولة من حيث نفقات تحصيلها ، بالإضافة إلى عدم إمكان تطبيق نظام الضريبة التصاعدية ، نظرا لتعدد الأوعية الضريبية ، فضلا عن عدم إمكانية تطبيق فكرة شخصية الضريبة ، و عدم مراعاة ظروف المكلف بالضريبة .
* أما التقنية الثانية : تتمثل في إنشاء ضريبة واحدة على الدخل تمس المداخل في مجملها ، فيتم النظر إلى المكلف بالضريبة بصورة شاملة ، و هي إجمال دخله المتحقق من أنشطة مختلفة دون التمييز بينها ، و هذا ما يمكن من معرفة مقدرته التكليفية و حالته المالية .
و يتميز هذا النظام بأنه أقدر على تحقيق فكرة العدالة الضريبية ، فيساوي بين المكلفين من حيث القدرة المالية بغض النظر عن المصدر ، و يتميز أيضا بالبساطة ، قلة النفقات لعدم تعدد عمليات الربط و التحصيل إذ كان يتطلب من الإدارة الضريبية قدرا كبيرا من الكفاءة التقنية و الإدارية و المحاسبية ، و يعاب عليه أنه يتطلب درجة عالية من الوعي الضريبي للأفراد المكلفين بالضريبة و ذلك أن فرض ضريبة واحدة على الدخل يعني أن يكون عبؤها ثقيلا عليهم مما يدفعهم إما إلى إخفاء جزء من إراداتهم أو التهرب من دفعها مما يؤثر سلبا على تحصيل الضريبة : مثال I.R.G

المطلب الثاني : النفقة La dépense
تعتبر من الضرائب الغير مباشرة كونها تفرض على الدخل بمناسبة إنفاقه ، لذا فهي تصيب الدخل بطريقة غير مباشرة .
فهذه الضرائب هي نتاج واقعة استهلاك التي مفادها أن الالتزام بدفع الضريبة ينشأ بمجرد شراء السلع .
قد تفرض على أنواع معينة من السلع مثل : الرسم الداخلي على الاستهلاك أو تفرض على جميع أنواع السلع في صورة ضريبة عامة مثل T.V.A .
فالضرائب على الإنفاق تحتل مكانة بارزة في الأنظمة الضريبية لغزارة الحصيلة الضريبية الناتجة عنها و سهولة تحصيلها ، كما أنها تتناسب مع فكرة العدالة الضريبية ، فكل فرد ينفق دخله بالصورة الملائمة له في حدود احتياجاته و قدراته .
فالضرائب المتعددة على النفقة تطبق على مصاريف متعلقة بمواد محددة تحديدا دقيقا مثل : الضريبة على التبغ ، الوقود ... الخ .
فهي ( هذه الضريبة ) تمس المادة الخاضعة لها عند : - دخولها لإقليم الدولة ( حقوق جمركية )
- إنتاجها T.V.A
- مرورها أو سيرها ( حق المرور)
- شرائها قصد الاستهلاك T.V.A
كما يتم حسابها و تحديد مبلغها بالاعتماد إما :
على وحدات أوزان أو السوائل أ و إما على سعر وحدة كل مادة ( الرسوم المحسوبة بنسبة القيمة ) .
و عند اختيار المشرع النفقة الخاضعة للضريبة يجب التوفيق بين 3 اهتمامات :
- الـتأكد من مردودية جيدة
- تحقيق المساواة بين مختلف المصاريف
- و سهولة إخضاع المواد المختارة للضريبة .

طرق تطبيق الضريبة على النفقة : Les modalités de l’impôt sur la dépense
يعتمد نظامين
أولا : نظام الرسوم المتعددة : Le système des taxes multiples
أين تخضع كل عملية تجارية لضريبة تؤسس على القيمة الإجمالية للمنتوج هذا ما سمى بالنظام التراكمي الذي يتميز بتجميع الضرائب .
ثانيا : نظام الرسم الوحيد : Le système de la taxe unique
يتميز بإمكانيتين ، الأولى تتم بالدفع الوحيد للضريبة أين تكون المادة أو المنتوج خاضعا لها مرة واحدة ، و في وقت واحد الإخضاع للضريبة يكون على مستوى واحد فقط و يعاب عليها أنها مشجعة للغش إذ يكفي الهروب مرة واحدة لتجنب الضريبة كلها .
الإمكانية الثانية : تقتصر على دفع الضريبة بصفة مجزئة ، فهي تمس المنتوج مرة واحدة ، لكن على عدة مراحل في كل مرحلة لا تمس الضريبة إلا جزءا من القيمة التي لم يتم إخضاعها بعد للضريبة ، تفاديا للتراكم و تتميز هذه الطريقة بمردودية عالية ، لكنها في نفس الوقت رهينة الحياة الاقتصادية ، فهي مرتبطة بكثرة و تطور المعاملات و قلتها .
و في الأخير الضريبة على النفقة يعاب عليها أنها لا تراعي الظروف الشخصية و الاجتماعية للأفراد لكن من الناحية النفسية أكثر تقبلا لعدم الإحساس بها .كما أنها تعتبر أداة فعالة ووسيلة ناجعة لتسيير و توجيه النشاطات الاقتصادية .

المطلب الثالث : رأس المال Le capital
المقصود برأس المال :
يعرف بأنه مجموعة الثروة أو الأموال التي بحوزة المكلف بالضريبة.فقد يكون رأس المال هذا ناتج عن ادخار،تركة ،هبة ،أو عن عملية استثنائية(ربح من رهان اللوطو).
يتم إخضاع رأسمال للضريبة بطريقتين:
الضريبة المقدرة حسب رأس المال: L’impôt mesuré d’après le capital
تكون الضريبة على رأسمال أدنى من المدخول الناتج عنه(رأسمال)أو مساوية له في أقصى الحالات .فالمراد بهذه الطريقة هو تجنب إخضاع رأس المال نفسه للضريبة.
إن الهدف من وراء هذه الضريبة هو أحيانا تصحيح نقائص الضريبة على المدخول وذلك بالتحاور معها وأحيانا زيادة إخضاع المدخول للضريبة بصفة منبع من رأس المال وذلك بالازدواج أفقيا معها(أي الضريبة على
المدخول ).
الضريبة على رأس المال:L’impôt prélevé sur le capital
قد يظهر للمشرع أحيانا أن الضريبة المقدرة حسب رأس المال أنها جباية غير كافية فيلجأ إلى تأسيس اقتطاع على رأس المال نفسه والذي (الاقتطاع)قد يأخذ صف تتم الضريبة بإخضاع أرباح الثروة أي العناصر الجديدة التي تشكل زيادة لثروة المكلف القائمة. الديمومة أو الاستثناء.
أ- الضريبة العادية:
- وهي الضريبة على رأس المال المقتطعة بصفة دائمة فهذه الضريبة لها صفة الدورية والتجدد كسائر الضرائب المفروضة على الدخل ومن تم فهي ضرائب دائمة وتظل قائمة إلى أن تلغى وفقا لقانون الإجراءات المقررة.
كما أن هذه الطريقة الوحيدة التي يمكن أن نتبعها حيث يكون سعر الضريبة منخفض إلى درجة تسمح للمكلف بالضريبة أن يسدد ضريبة من الدخل المحقق من هذا رأسمال دون أن يضطر إلى اقتطاع جزء من رأسماله وفاءا لمبلغ الضريبة.

ب -الضريبة الاستثنائية:
- لا تتصف بالدورة والتجدد ،تعتبر ضريبة عرضية بنص القانون الصادر في شأنها وعلى فرضها مرة واحدة وفي مناسبة ما.
ويكون سعر الضريبة مرتفعا إلى درجة يضطر معها المكلف بالضريبة إلى التصرف في جزء من رأسماله وفاءا لدين الضريبة.
وهذا النوع يشمل كحالة الحرب، الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة وفي هذه الحالة تفرض الدولة الضرائب على رؤوس الأموال غير المنتجة والمجردة كما يشمل الضريبة على زيادة القيمة العقارية والمنقولة وكذا الضريبة على التركات.
وعليه فالضريبة على رأس المال المقتطعة بصفة استثنائية هنا يأخذ الاقتطاع الاستثنائي شكل اقتطاع عام يتوصل بواسطته إلى تسوية لجميع أشكال الثروة الموجودة لدى الناس وإلى إعادة تقسيمها وتوزيعها.
يعاب على هذه الضريبة:قد يؤثر سلبا على وسائل الإنتاج ومن ثم حرمان الدولة من موارد حقيقية.

المبحث الثاني : الطرق المعتمدة في تقدير المادة الخاضعة للضريبة
إن تقييم الأساس الخاضع للضريبة هو عملية مفادها تحديد وعاء الضريبة assiette de l’impôt و يكون هذا التقييم إما من فعل الإدارة أو من فعل و عمل المكلف بالضريبة .
المطلب الأول : الطريقة المعتمدة من طرف الإدارة L’evaluation par l’administration
لتقييم الأساس الخاضع للضريبة تلجأ الإدارة إلى ثلاث طرق:
التقييم أو التقدير المباشر : l’évaluation directe
في هذه الطريقة يعهد المشرع لإدارة الضرائب أن تقوم وحدها دون استشارة المكلف بالضريبة عن طريق موظفيها بتقدير وعاء الضريبة بناء على مختلف المعلومات التي تحصل عليها دون أن تتقيد بقرائن أو مظاهر معينة.
وواضح أن هذه الطريقة تعطي الإدارة المالية حرية واسعة في التقدير ،بحيث تلجأ إلى كافة الأدلة للوصول إلى تحديد حقيقي للوعاء الضريبي.ومن بين هذه الأدلة فحص دفاتر المكلف بالضريبة ،مناقشة المكلف نفسه.
وتجد طريقة التقدير الإداري تطبيقها الأساسي في تقدير دخل الملكية العقارية، أرض زراعية أو أبنية سكنية.لأن مصدر الدخل هنا أموال ظاهرة لا يمكن إخفاؤها من جهة ومن السهولة نسبيا معرفة ما تعطيه سنويا من دخل من جهة أخرى.
إلا أن المشرع قد يلجأ إلى هذه الطريقة أيضا،بالنسبة إلى ضرائب أخرى،كجزاء على امتناع الممول عن تقديم إقراره في الموعد المحدد أو عدم تقديم الدفاتر والمستندات التي نص عليها القانون ومثال:تشريع ضرائب مصري في المادة45 قانون رقم14 سنة1939 إذا امتنعت الشركة الخاضعة للضريبة على الأرباح التجارية والصناعية عن تقديم الإقرار أو المستندات أو البيانات المطلوبة منها واللازمة لمعرفة أرباحها فإن مصلحة الضرائب هي التي تقوم بنفسها بتقدير الأرباح وربط الضريبة وفقا لهذا التقدير.كذلك ضريبة المهن غير التجارية،وضريبة عامة على الإيراد.ففي كل هذه الضرائب تقوم مصلحة الضرائب بتقدير الأرباح أو الإيراد الخاضع للضريبة وتكون واجبة الأداء فورا.وللممول أن يطعن في هذا التقدير إدا شاء طبقا لقواعد الطعن المقررة أمام الجهات المختصة.
ويلاحظ أن القانون اشترط امتناع الممول عن تقديم الإقرار حتى يجوز للمصلحة القيام بتقدير إيراده تقديرا مباشرا ومن تم فان عدم تقديم القرار بسبب قوة قاهرة أو استحالة لا يعطي للمصلحة هذا الحق.
كما نلاحظ أن المشرع أعطى للمصلحة حق إجراء تقدير إداري أيضا في حالة تقديم الممول لإقراره في الميعاد ثم إخطار المصلحة له بإجراء تعديل أو تصحيح فيه وعدم رده عليها في الموعد المحدد.
والجدير بالذكر أن إعطاء المصلحة حق تقدير دخل الممول في هذه الحالات لا يعني معاقبته بالمغالاة في هذا التقدير إذ لا يعدو هذا أن يكون طريقة من طرق تقدير الدخل.ومن تم يجب أن تعتمد المصلحة في تقديرها على أسس حقيقية موضوعية إذا توافرت لها،و إلا على القياس والمظاهر الخارجية الدالة على حقيقة دخل الممول.
وتتميز طريقة التقدير الإداري بأنها اقرب إلى تقدير الدخل تقديرا حقيقيا من طريقتي المظاهر الخارجية والتقدير الجزافي وأنه يمكن استعمالها لتقدير كافة أنواع الدخول سواء كانت ظاهرة أم مستترة.
إلا أنه يعاب على هذه الطريقة:
- احتمال تعسف الإدارة المالية في لتقدير ومغالاتها فيه انحيازا إلى جانب الخزينة العامة.
لذلك نجد المشرع الحديث يلجأ إلى طرق أخرى لتحديد أوعية الضرائب المختلفة.
الطريقة الاستدلالية أو القياسية(المظاهر الخارجية ): la méthode indiciaire
تقوم هذه الطريقة على أساس أن الإدارة الضريبية تعتمد في تحديد وعاء الضريبة على بعض العلامات والمظاهر الخارجية التي تتعلق بالمكلف بالضريبة والتي يكون من السهل على الإدارة الضريبية تقديرها.
فهذه العلامات يحددها القانون لتقدير دخل المكلف باعتبارها كاشفة عن مقدار هذا الدخل.
وأهم هذه المظاهر على سبيل المثال :تقدير دخل المكلف بالضريبة على أساس القيمة الإيجارية لمنزله، عدد أبواب المنزل ونوافذه،استخدام سيارة، أجرة المكان الذي تباشر فيه المهنة أو الذي يسكن فيه الممول ، عدد العمال وعدد العمال وعدد الآلات المستخدمة.
و في فرنسا ابتداء من عهد الثورة حتى عام 1925 كانت توجد ضريبة على الدخل مفروضة على أساس مظاهر خارجية معينة هي عدد الأبواب والنوافذ باعتبار أن منزل الممول الغني أكثر أبوابا ونوافذ من منزل الممول الفقير.
ومثل ذلك ما قرره التشريع المصري فيما يتعلق بالضريبة على أرباح المهن غير التجارية قبل تعديل نظامها فقد قررت المادة 73 من قانون 14 عام 1939 ملغاة بقانون رقم 146 عام 1950 أن" تحتسب الضريبة على مجموع القيمة الايجارية للمكان أو الأمكنة التي تشغلها المهنة والقيمة الاجارية للمسكن الخاص لصاحب المهنة
ويكون سعرها 7.5% من هذا المجموع .فإذا كان صاحب المهنة يشغل مكان واحدا لمهنته وسكناه احتسبت الضريبة باعتبار 10% من القيمة الاجارية.
مميزات هذه الطريقة:
و تمتاز طريقة المظاهر الخارجية بالسهولة، البساطة بالنسبة للإدارة المالية والوضوح وقلة النفقات لا تلزم المكلف بالضريبة تقديم أية وثائق لإدارة الضرائب،إذ لا يستدعي ربط الضريبة أكثر من ملاحظة المظاهر والعلامات الخارجية التي حددها القانون دون حاجة إلى التحري عن حقيقة دخل الممول.
- كما تمتاز بالمحافظة على أسرار الممول وعدم تدخل موظفي الإدارة المالية في شؤونه من جهة وضمان عدم تعسف الإدارة في تقديرها لدخله من جهة أخرى.

عيوب:
ومع ذلك فيمكن أن يؤخذ على هذه الطريقة عدة أمور:
- هي طريقة غير منضبطة بشأن تحديد وعاء الضريبة ولا تناسب المجتمعات الحديثة والمتقدمة ،فلا يمكن الاعتماد عليها في تقدير بعض الدخول وذلك نظرا لعدم وجود مظاهر خارجية تدل عليها مثل دخل الأوراق المالية ودخل العمل المأجور أو أن تكون تلك المظاهر مخالفة للحقيقة
- أنها لا تراعي الظروف الشخصية للممول فمن المؤكد أن هذه الظروف الشخصية وبالتالي الأعباء المالية يمكن أن تختلف من ممول إلى آخر وذلك على الرغم من وحدة المظاهر الخارجية ،ومعنى ذلك أن المقدرة التكليفية للممولين يمكن أن تختلف وعلى الرغم من وحدة المظاهر الخارجية من ممول إلى آخر تبعا للظروف الشخصية لكل منهم.
ومعنى ذلك أن طريقة تقدير وعاء الضريبة بالاعتماد على العلامات و المظاهر الخارجية تتنافى مع مبدأ شخصية الضريبة ولا تحقق العدالة الضريبية.
فكثيرا ما تتغير الدخول وهي وعاء الضريبة بالارتفاع أو بالانخفاض دون أن تتغير المظاهر الخارجية ذلك أن المظاهر الخارجية تتمتع بثبات نسبي بالقياس إلى الدخول ومعنى ذلك أن المظاهر الخارجية لا تكون صادقة الدلالة في التعبير عن المقدرة التكليفية للممول وعليه فقد يحقق المكلف بالضريبة خسارة معينة كل سنة ومع ذلك يلتزم بدفع الضريبة على أساس المظاهر الخارجية التي لا تختلف بالطبع خلال هذه السنة نظرا للثبات النسبي للمظاهر الخارجية.
وعليه أن الاعتماد عليها في هذا المجال لا يضمن دائما العدالة المالية هذا بالإضافة أن الاعتماد على هذه المظاهر يحول دون أن تعكس الضرائب حقيقة التطورات الاقتصادية.
وعليه نظرا إلى عيوب هذه الطريقة فقد عدلت عنها أغلب التشريعات الضريبية في العصر الحديث وان كانت الإدارة المالية لا تلجأ إليها إلا نادرا فلا تطبق إلا بصورة تكميلية للتأكد من صحة التقدير فيمكن الالتجاء إليها كأداة للرقابة على الإقرارات التي يقدمها الممولون عن الأموال الخاضعة للضريبة .

طريقة التقدير الجزافي: la méthode forfaitaire
هي إجراء يتم بواسطته تحديد مقدار الأساس الخاضع للضريبة بصفة تقريبية وبغض النظر عن حجم المادة المعنية بها،فتبقى الضريبة قائمة عليه مدة طويلة نسبيا وقد يلجأ إلى تصحيحه(الأساس) إذا ما تغيرت المعطيات التي بني عليها.
ومن أمثلة بعض المؤشرات: القيمة الايجارية ،إذ يعد مؤشرا أو دليلا لتحديد دخل صاحب العقار ورقم الأعمال الذي يعد دليلا لمعرفة ربح التاجر وعدد ساعات عمل الطبيب يعد دليلا على دخله ونفس الشيء بالنسبة لأصحاب المهن الحرة.
وهذا إما أن يضع القانون تلك الدلائل فتسمى الجزاف القانوني،وإما أن تحدد هذه القرائن بصورة اتفاقية بين الإدارة الضريبية والمكلف بالضريبة ويسمى الجزاف الاتفاقي.
طريقة الجزاف القانوني: le forfait légal(ou collectif)
-عملا بهذه الطريقة يحدد المشرع مسبقا المادة الخاضعة للضريبة(الدخل)وذلك بناء على قرينة ثم يتم بعد ذلك إبراز بصفة تقريبية واستناد إلى عناصر معروفة أساسها الواجب إخضاعه.
ففي هذه الطريقة نجد أن الإدارة الضريبية تحدد وعاء الضريبة بصورة جزافية بالاستناد إلى قرائن معينة ينص عليها المشرع.مثل:أن يعتبر دخل الفلاح مساويا للقيمة الايجارية للأرض الفلاحية التي يستغلها.
وتتشابه هذه الطريقة مع طريقة المظاهر الخارجية من حيث الوصول إلى تقدير تقريبي فقط للدخل الخاضع للضريبة وكذلك نجد أوجه شبه :لا يصح أن يستخدم التقدير الجزافي إلا إذا تعذر على المكلف بالضريبة تقديم إقرار صحيح أو دفاتر منتظمة ولم تكن لدى الإدارة الوسائل الكافية لتقدير المال بقة أما فيما عدا ذلك فيحسن عدم التوسع في هذه الطريقة لأنها قائمة على أساس تقريبي ولا تتناول المقدرة الحقيقية للمكلف وهي تتضمن عادة نسبة الخطأ وقد تلحق أضرار بالخزينة العامة شأنها في ذلك شأن طريقة المظاهر الخارجية كما وضحناها سابقا.
فهي لا تحتاج إلى كثير من الرقابة .ويعاب عليها أنها لا تسمح للمكلف بإثبات حقيقة دخله أو ثروته التي قدرت تقديرا جزافيا.إذ أن التقدير الجزافي يعتبر نسبي وبعيد في بعض الأحيان عن الحقيقة والعدالة.
فكلا من الطريقتين يفتقدان الدقة والانضباط بشأن تحديد المادة الخاضعة للضريبة وان كانت طريقة التقدير الجزافي أكثر دقة من طريقة المظاهر الخارجية تعتمد على قرائن موضوعية تعبر بصورة أدق عن مقدار الدخل الحقيقي.
أما أوجه التفرقة:
فنجد طريقة التقدير الجزافي تنصرف إلى الاعتماد في تقدير وعاء الضريبة على عدة قرائن داخلية حيث أن الضريبة لا تفرض على القرائن ذاتها بل تفرض على الوعاء الذي يعتمد في استخلاصه على هذه القرائن.
مثال:أن كل مقدار معين من قصب السكر ينتج كمية معينة من السكر وعلى ذلك يعتمد تبعا لطريقة التقدير الجزافي في تقدير وعاء الضريبة على إنتاج السكر على الكمية المستخدمة في الإنتاج من قصب السكر..في حين طريقة المظاهر الخارجية تنصرف بالاعتماد على المظاهر الخارجية التي تشكل بذاتها وعاء الضريبة.
متى تستعمل هذه الطريقة:
تستعمل هذه الطريقة بشكل أساسي ،لحساب الربح ورقم الأعمال للمؤسسات الصغيرة ومعظم المستغلات الزراعية .
والواقع أن إدارة الضرائب هي التي تحدد المكلفين الذين يستفيدون من هذه الطريقة سواء حسب طبيعة نشاطهم المهني أو حسب رقم الأعمال المحقق.
طريقة الجزاف الاتفاقي: le forfait conventionnel ( ou individuel)
يتم في هذه الحالة تحديد الأساس الخاضع للضريبة عن اتفاق بين الإدارة الجبائية والمكلف بالضريبة فهنا المشرع لا يحدد القرائن التي تلتزم الإدارة المالية بتأسيس تقديرها عليها بل ترك حرية إجراء هذا التقدير عن طريق مناقشة الممول والاتفاق معه على رقم معين يمثل مقدار دخله.
وعليه فالاتفاق هو الحوار الذي يدور بين (الإدارة والمكلف)للوصول في نهاية الأمر بعد الأخذ والرد إلى اتفاق حول هذا الأساس وكيفية تحديده.ويبقى هذا التقييم الجزافي قائما لمدة غالبا ما يكون سنتين قابلتين للتجديد ضمنيا إلا في حالة الفسخ الصريح من إحدى الطرفين.
ويلاحظ أنه بواسطة هذه الطريقة تصفى وتحصل الضريبة دون أي مشكل سواء بالنسبة للإدارة أو المكلف بالضريبة.
المطلب الثاني : الطريقة المعتمدة من طرف المكلف la declaration par le contribuable
تعمل هذه الطريقة على تقدير المادة الخاضعة للضريبة تحديدا أكثر انضباط و دقة ، إذ أنها تستند مباشرة إلى معرفة المادة الخاضعة للضريبة و ذلك عن طريق تصريح الكلف بها ، و يتم ذلك إما عن طريق تصريح المكلف بنفسه أو عن طريق تصريح الغير .
الفرع الأول : التصريح المراقب :la déclaration controlée
لقد نص التشريع الضريبي على أن المكلف هو المعني أولا و القادر على تقدير قيمة ما يملك من المال و ما يحصل عليه من دخل ، لذلك أوجب المشرع على المكلف بالتصريح بممتلكاته في موعد يحدده القانون يتضمن التصريح بعناصر ثروته أو دخله مع افتراض حسن النية و أمانة المكلف بالضريبة باعتباره أقدر شخص يعرف مقدار دخله .
الإدارة الجبائية تطالب المكلفين بالضريبة من خلال التصريح المراقب بتقديم إقرار عن نتيجة أعمالهم و بصفة عامة تبيان العناصر الخاضعة للضريبة في الآجال المحددة قانونا بعد تحقيق الحدث المنشئ للضريبة ، و عموما فإن تاريخ تقديم التصريح محدد في بداية كل سنة جبائية * قبل 30 أفريل من كل سنة * ، بالنسبة للضرائب على المداخل .
فالمكلف بالضريبة هو الذي يحدد بنفسه وفق القواعد المعمول بها قانونا الأسس الخاضعة للضريبة ، و ينحصر دور الإدارة في مراقبة مدى احترامه للقواعد المنصوص عليها في القانون الجبائي و كذلك التأكد من صحة المبالغ المصرح بها .
و الملاحظ أن تصريح المكلف بالضريبة يختلف حسب درجة الوعي الضريبي من مكلف لآخر ، و لذلك لا تكتفي التشريعات الضريبية بتصريحات المكلفين فتستعين في تحديد الوعاء الضريبي باستعمال قرائن و أدلة مكملة ، حيث نص القانون الضريبي الجزائري لأعوان الإدارة الضريبية برتبة مراقب على الأقل الإطلاع على محاسبة المكلفين و طلب الكشوف المفصلة لدى الإدارات العمومية .

الفرع الثاني : التصريح من طرف الغير: la declaration par les tiers
هو إجراء من شأنه تمكين الإدارة فحص المعلومات المصرح بها من طرف المكلف بمقارنتها مع المعلومات المحصل بها من طرف الغير ، التي تأتي كشهادات على ما قام به المكلفين بالضريبة من عمليات مختلفة .
حيث تلجأ الإدارة الضريبية إلى تصريح الغير لتقدير و تحديد الوعاء الضريبي ، حيث يلزم المشرع الغير بتقديم تصريحات مثل إلزام صاحب العمل بتصريح مدا خيل عماله أو إلزام المستأجر بتصريح بقيمة الإيجار و إلزام إدارة السجل العقاري بتصريح بالأوعية العقارية .
و الأصل في ذلك أن يكون هذا الغير مدينا للمكلف بمبالغ تعتبر من ضمن الدخل الخاضع للضريبة .
و في هذا الصدد نجد في القانون الجبائي ما يلي : المادة 224 من قانون الضرائب المباشرة و الرسوم المماثلة : *يلزم سنويا كل شخص طبيعي أو معنوي فيما يتعلق بالعمليات التي تتم وفق شروط البيع بالجملة ، تقدم إلى مفتش الضرائب المباشرة كشف مفصل عن زبائنهم رفقة بيان أسمائهم و ألقابهم و عناوينهم و أرقام تسجيلهم في السجل التجاري و كذا مبلغ العمليات المحققة مع كل واحد منهم * .

خاتمة :
يعتبر الوعاء الضريبي أداة من أدوات تحقيق التوازن الاقتصادي الوطني من خلال تحصيل الإيرادات العامة للدولة لتغطية النفقات العامة و إعادة تقسيم الدخل الوطني العام بهدف تحقيق العدالة .
و يراعي المشرع في تحديد الوعاء ثلاث اهتمامات :
المر دودية الضريبية .
سهولة طريقة التحصيل
المساواة و العدالة في الضرائب .

نسر حساني
2010-12-03, 15:36
من فضلكم بحث حول التجربة التكاملية الاوروبية.......عاجل جدا .......... ارجو المساعدة

محب بلاده
2010-12-03, 15:53
من فضلكم بحث حول التجربة التكاملية الاوروبية.......عاجل جدا .......... ارجو المساعدة





مقدمة:
منذ انتهاء ويلات الحربين العالميتين وبنهاية الحرب الباردة وانتهاء الصراع الإيديولوجي بين المعسكرين الشرقي بزعامة الاتحاد السوفيتي والغربي بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية تيقنت العديد من الدول وخاصة تلك المتضررة من الحروب وويلاتها إلى البحث عن وسيلة لاجتناب النزاعات فيما بينها وتوطيد علاقات سلمية ومحاولة رسم المستقبل على أساس التعاون والتواصل بدل النزاعات والحروب ولهذا بدأت التجارب التكاملية تظهر على الساحة الدولية وكانت أول التجارب التكاملية التجربة الاروبية بين دول كانت المتغيرات التي تحكم العلاقات فيما بينها تميل إلى القطيعة أكثر منها إلى التواصل إلا أن الرغبة السياسية والأهداف المشتركة جعل من القارة الاروبية نموذجا جعل العديد من الدول في العالم وفي كافة القارات الخمس تحاول إما إتباع نفس خطوات الاتحاد الاروبي في عملية التكامل أو إتباع نماذج جديدة حسب الطروحات النظرية السائدة حول التكامل الدولي وقد ظهرت عدة تكتلات إقليمية تحاول إما منافسة الاتحاد الاروبي في السوق الدولية وفي المنظمات الدولية مثل(نافتاNAFTA ) وإما القضاء على النزاعات والتوترات فيما بين دولها والتوجه نحو تنمية نفسها بدل التقاتل مثل ( سين-صاد والاكواس بالنسبة لإفريقيا SEN-SAD et ECOWAS وتجارب أخرى في أمريكا اللاتينية والشرق الأوسط كمجلس التعاون الخليجي)، إلا أن الملاحظ أن جل إن لم نقل كل هذه التكتلات التي جاءت بعد الحرب الباردة كان الهدف الأسمى لها هو تحقيق التنمية في جانب والسلم والأمن الدوليين في جانب آخر ولذالك فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو :
الإشكالية: هل استطاعت التجارب التكاملية لفترة مابعد الحرب الباردة القضاء على بؤر النزاع والتوتر من خلال تحقيق أهداف التنمية والسلم والأمن الدوليين؟
وللإجابة على هذه الإشكالية استعنت بالفرضيتين التاليتين:


أهمية الموضوع: تكتسب دراسة موضوع التجارب التكاملية ودورها في تحقيق أهداف التنمية والسلم والأمن الدوليين أهمية كبيرة نظرا لعدة أسباب منها:


أسباب اختيار الموضوع: إن السبب الأساسي من اختيار موضوع التكتلات الإقليمية يتمثل في تسليط الضوء على سمات مرحلة مابعد الحرب الباردة وكيفية التحول من مفهوم الدولة القومية حسب المنظور الواقعي التقليدي إلى مفهوم التكامل بين عدة دول متجاورة إقليميا لتحقيق غايات وأهداف مشتركة.
المناهج والمقاربات: لقد اعتمدت في دراستي هذه على المنهج التحليلي كمستوى من مستويات البحث نظرا لطبيعة البحث التي تستلزم منا عملية تحليل وفي جانب آخر اعتمدت على المنهج التاريخي هذا لسرد مختلف الحوادث التاريخية.
سأقسم دراستي إلى عنصرين في العنصر الأول سأتكلم فيه عن النماذج التي استطاعت ولو نسبيا تحقيق تنمية لوحداتها وتحقيق الأمن والسلم الدوليين أما في العنصر الثاني سأتكلم عن النماذج التي لم يكن بمقدورها التنسيق والتخطيط فيما بين وحداتها من اجل تحقيق ماسبق ذكره.
إن الكلام عن التجارب التكاملية لمرحلة مابعد الحرب الباردة يتركنا ننحاز لا إراديا إلى دراسة النموذج الأوروبي وان لم نبالغ لقلنا النموذج الناجح الأول إلى حد بعيد وهو الاتحاد الاروبي وسأستعمله كمدخل لدراسة النماذج الأخرى ومدى تحقيقها لأهداف التنمية والأمن والسلم الدوليين، إن الحديث عن الاتحاد الأوروبي هو الحديث عن عدة دول ارتأت على أن تتجاوز جميع خلافاتها من اجل الصالح العام هذا الاتحاد الذي تأسس وفقا لاتفاقية روما في 25مارس 1958 ودون الخوض في نشأته التاريخية لأنه لاتهمنا بقدر مايهمنا المدى الذي استطاع فيه الاتحاد الاروبي منذ نشأته إلى يومنا هذا أن يحقق فيه التنمية لوحداته وتحقيق السلم والأمن الدوليين" لقد تعهد الإتحاد الأوروبي منذ بداياته وألتزم بإزالة الحواجز والموانع أمام التبادل التجاري بين أعضائه على اعتبار أن تحرير التجارة سيحفز حالة من الرخاء الاقتصادي على الصعيدين الوطني والفردي لدول الأعضاء. وقد تبنى الإتحاد ذات المبادئ على المسرح العالمي. فالتجربة الاروبية استطاعت أن تثبت نفسها سواء على المستوى الداخلي (من خلال تحقيق تنمية داخلية وتحقيق السلم والأمن بين أفراده) أو على المستوى الخارجي من خلال( مشاركته في التنمية في عدة مناطق بالعالم والتي تعرف فقرا مدقعا مثل إفريقيا وكذلك المشاركة في حفظ السلام والأمن الدوليين في كثير من مناطق العالم خاصة الشرق الأوسط فيما يخص القضية الفلسطينية والأزمة العراقية وكذلك بعض بؤر التوتر والنزاع في القارة الإفريقية)، " يعد الإتحاد الأوروبي الشريك الرئيسي للدول النامية بالعالم، إذ يزودها بما يعادل 55% من مجموع المساعدات الدولية الرسمية، ويعتبر إلى حد بعيد أكبر تاجر ومستثمر أجنبي فيها. وعلى المستوى الثنائي فإن الإتحاد يمنح تفضيلات تجارية غير متبادلة وذلك بالإضافة إلى ترتيبات تناسب طبيعته الأقل تطوراً. وقد أبرم الإتحاد اتفاقيات التعاون الاقتصادية والتجارية، والتي ستؤدي إلى إنشاء مناطق للتجارة الحرة مع مرور الزمن، وذلك في دول عدة كتجمعات إقليمية في منطقة البحر الأبيض المتوسط، وأمريكا اللاتينية وأفريقيا والكاريبي والمحيط الهادي. لقد زاد تهميش عدد من الاقتصاديات نتيجة زيادة حجم الفقر في العالم، وهو ما يشير لضرورة وجود إدارة بيئة أفضل تسهم في الاعتماد على الذات، آثار الهجرة، ونتائج النزاعات المسلحة، والكوارث والأوبئة الطبيعية هي المخاوف الرئيسية لدى كل فرد، ومواطنو أوروبا يريدون من الإتحاد الأوروبي أن يقوم بدور فعّال للحد من هذه الظواهر. لذا فقد قام الإتحاد بمنح التمويلات تحت تصرفه وذلك ليتمكن بوزنه السياسي والاقتصادي من إحداث التأثير المطلوب".
وبالتالي فان الاتحاد الاروبي استطاع من خلال عمله كمجموعة واحدة من تحقيق الأمن والتنمية على الأقل على المستوى الداخلي وهو الآن في محادثات مع دول المغرب العربي من خلال تحقيق أمنه الإقليمي خاصة فيما يخص تجارة المخدرات والهجرة السرية وانتقال الإرهابيين من الجنوب ويظهر هذا في عدة مشاريع مع دول المغرب(كالشراكة الاورومغاربية والاتحاد من اجل المتوسط) وهو يسعى إلى لعب دور ايجابي واستراتيجي في عدة مناطق متوترة بالعالم ، وعلى الرغم من كل هذا فانه وفي جانب آخر هناك من يرى أن محاولات الاتحاد الاروبي نحوى توسيع بيته شرقا سيفرض عليه تحديات جديدة في مجالي الأمن والتنمية نظرا لعدة اعتبارات تتعلق بالمستوى الاقتصادي لدول شرق أوروبا وبعض النزاعات في مناطق منها.
كذالك ففي جانب آخر من الضفة الأمريكية ظهرت إلى الوجود مايعرف باتفاقية نافتا بين ثلاث دول هي(الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك) وربما الجديد هنا هو دخول دولتين متقدمتين إلى جانب دولة تنتمي إلى دول الجنوب وهي المكسيك وكل هذا من اجل تحقيق تنمية اقتصادية لجميع دوله في مواجهة التكتلات الأخرى خاصة الاتحاد الأوروبي وكذلك تحقيق الأمن بين دوله وقد استطاع هذا التكتل من تحقيق الأهداف الثلاث السالفة الذكر حيث أصبحت المكسيك في المرتبة التاسعة دوليا من حيث الاقتصاد بعدما كانت تحتل مرتبة أدنى بكثير كما تضاعف الاقتصاد الأمريكي والكندي إلى مستويات أعلى كما أن المكسيك بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية هي تمثل تهديد امني من خلال الهجرة السرية للمكسيكيين وكذالك الوافدين من أمريكا اللاتينية وتجارة المخدرات ولهذا فان اتفاقية نافتا بالنسبة للولايات المتحدة وكندا هي مكسب امني من خلال حماية الحدود إلا أن هذا لايمنع في مساعدتها للمكسيك في النهوض باقتصادها وهذا ماحدث فعلا وبالتالي فقد ساهمت هذه الاتفاقية هي أيضا على الأقل في تحقيق أهداف التنمية والسلم الدوليين.
أما الآن سأنتقل إلى العنصر الثاني والمتمثل في التجارب التكاملية التي لم تستطع من خلال عدة أسباب أن تحقق أهداف التنمية والأمن والسلم الدوليين وذلك على الأقل داخل حدودها وربما من هذه التجارب التجربة المغاربية التي لم تتركها مشاكله العديدة من تحقيق ذلك المكسب فهذه التجربة على الرغم من كافة المجهودات سواء الداخلية أو الخارجية لمساعدتها في تحقيق تكامل تسعى من خلاله تلك الدول إلى القضاء على بؤر التوتر والنزاع فيما بينها والمرور قدما نحو تنمية اقتصادية تواجه من خلاله التكتلات الأخرى في عالم أصبح يتكلم لغة التكامل والتكتل إلا أن زعمائها من خلال البحث عن أهداف أخرى غير تلك (الزعامة والمصلحة الفردية بلغة المنظور الواقعي) حال دون ذلك " غلبة الهاجس السياسي: الأزمة الجزائرية المغربية تعكس مدى ضعف الاتحاد المغاربي وعجزه سياسياً واقتصادياً، وقضية الصحراء الغربية كانت موجودة قبل تشكيله لكن ذلك لم يجعلها عائقاً أمام عمل هذا الاتحاد. وهنا نتساءل عن قيمة الاتحاد المغاربي والحاجة إليه أو الأسباب الداعية إلى تأسيسه".
فالواقع الدولي مازال يثبت ذلك فبدل التنمية هناك غلق للحدود الجزائرية – المغربية وبدل تحقيق تطور اقتصادي مشترك هناك نسبة تبادل تجاري لاتسوى شيئا أمام التبادل مع الاتحاد الاروبي والعالم الخارجي وبدل تحقيق امن وسلم هناك نزاع وتوتر وتهديدات متبادلة فعلى أي تجربة نتكلم ؟
كما انه وهناك بجوار هذه التجربة توجد تجربة أخرى وهي تجربة السين-صاد والاكواس في القارة الإفريقية هذه التجربة هي الأخرى والى حد الآن لم تستطع أن تحقق لا تنمية ولا امن وسلم وتبقى كل الأهداف والغايات المسطرة لها ماهي إلا حبر على ورق فعلى المستوى الواقعي فان نصف إن لم نقل معظم سكان القارة الإفريقية يعيشون تحت خط الفقر ولولا المساعدات الخارجية من طرف الأمم المتحدة وبعض المنظمات الإنسانية الأخرى والاتحاد الاروبي لتأزم الوضع أكثر من ذلك كما أن القارة تعرف أمراض فتاكة بقيت تلك المجموعة عاجزة حتى على وضع برامج للقضاء عنها لولا التدخل الخارجي كما انه وفي جانب آخر فان القارة الإفريقية وحتى البلدان المؤسسة والمنظمة إلى هذه التجربة تعرف نزاعات داخلية وحدودية تحول دون تحقيق السلم والأمن الدوليين وربما راجع هذا إلى توفر عدة شروط تتعلق بمقومات العمل من آليات وسياسات ناجعة من طرف دول المجموعة كما تتطلب إعانة خارجية لإتمام هذا المشروع حتى يرقى إلى المستوى الذي يسمح له بتحقيق أهداف التنمية والسلم والأمن الدوليين.
خاتمة
إن المتتبع للتجارب التكاملية في مرحلة مابعد الاتحاد السوفيتي يلاحظ أن الكثير منها وخاصة تلك التي تكون في دول الجنوب أو بالأحرى دول العالم الثالث كما تصفه قواميس العلاقات الدولية لاترقى إلى تجارب بمعنى الكلمة أي أن لها القدرة على حفظ الأمن والسلم الدوليين وتحقيق تنمية تجعلها قادرة على المنافسة في السوق الدولية ولعل السبب الأساسي هو عدم وجود إرادة سياسية لقادة دول العالم الثالث هذه الإرادة التي تكتسب لباسها من الديمقراطية الحقيقية الغائبة في معظم تلك الدول، إلا انه وبالرغم من ذلك فان مرحلة مابعد الحرب الباردة أنتجت تجارب تكاملية تمثل نموذجا لابد للغير أن يقتدي به خاصة في مجال تحقيق الأمن والسلم الدوليين والنهوض بالتنمية المشتركة وذلك على أن المسار الذي سلكته أوروبا في معالجة حاجتها للوحدة والتكامل والاندماج، والإدارة الموضوعية الديمقراطية الواعية لجوانب إقامة الاتحاد واستكمال مؤسساته وتوسعه، ودرجة الرشد العالية التي حولت قارة كانت قبل عقود مشروع فناء واقتتال لا تبدو له نهاية، إلى مشروع تعاون وتكامل، يتجه نحو الوحدة والاندماج رغم صعوبات ومشكلات عديدة، كلها عوامل يمكن أن تمثل نموذجاً يحتذى للمشروعات العربية التي امتلكت دوماً أهدافاً أعظم من تلك التي سعى إليها الأوروبيون ووسائل أبعد ما تكون عن تلك التي اعتمدها هؤلاء في بناء اتحادهم.
1- اختيار الدول لنهج التنمية الاقتصادية كبديل للنزاعات والحروب جعلها تتبنى ثقافة السلام ، وبناءه وحفظه كسبيل وحيد للتكامل فيما بينها. 2- كلما كان التكامل بين الدول تحت إرادة سياسية قوية من اجل تحقيق أهداف التنمية والسلم والأمن الدوليين كلما كان ذلك مؤشرا على نجاحه.
1- فعلى المستوى الأكاديمي نجد المفكرين والباحثين خاضوا في هذا الموضوع من جميع جوانبه (السياسية،الاقتصادية،الاجتماعية وحتى العسكرية) كما انه وفي جانب آخر فان الدراسات تعددت حول الهدف من هذا التكامل وغاياته واختلفوا حتى في المراحل التي يجب إتباعها لتحقيق أعلى مراحله.
2- أما على المستوى العملي فالواقع يثبت لنا أن العالم يشهد عدة تكتلات يريد كل منها فرض نفسه على الساحة الدولية من خلال سعيه لتحقيق تنمية شاملة تخص جميع المجالات هذا في جانب وفي جانب آخر فان القادة السياسيين أصبحوا يدركوا انه لامجال للدخول في المعترك الدولي منفردين وخاصة في عالم أصبحت تميزه التكتلات.

hadil09
2010-12-03, 18:54
بارك الله فيك يا اخي الكريم واشكر لك مجهودك لكن بحثي نشر المعلومات وليس نظم المعلومات
اتمنى ان تعيد البحث وشكرا لك مرة اخرى
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
انتظر ردك سريعا لان الوقت يداهمني ولم يبقى كثيرا الا ايام فقط

محب بلاده
2010-12-03, 19:31
بارك الله فيك يا اخي الكريم واشكر لك مجهودك لكن بحثي نشر المعلومات وليس نظم المعلومات
اتمنى ان تعيد البحث وشكرا لك مرة اخرى
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك
انتظر ردك سريعا لان الوقت يداهمني ولم يبقى كثيرا الا ايام فقط


من هنا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%B1%D9%88%D8%A8%D8%A7%D8%AC%D9%86%D8%AF%D 8%A7)



ارجوا أن أكون قد أفدتكِ اختي الفاضلة

محب بلاده
2010-12-03, 19:33
الوسائل الحديثة للنشر و البحث عن المعلومات


أحدثت شبكة الإنترنت طفرة فى طريقة النشر و الحصول على المعرفة. هذه الطفرة ساهمت فى نمو المعرفة بطرقة لم نشهد مثلها منذ اختراع جوتنبرج لآلة طباعة الكتب منذ خمسمائة عام. كم المحتوى على الإنترنت يتضاعف كل بضع سنوات و بطريقة متسارعة.
وسائل المعرفة قبل الإنترنت كانت قاصرة على المؤسسات التعليمية كالمدرسة، الجامعة، و مراكز التدريب. الكتب و المراجع، والمطبوعات الدورية. الندوات و المؤتمرات و غيرها من والوسائل التى ما زالت من أفضل الوسائل من حيث نوع و جودة المحتوى و لكن جاءت الإنترنت لتضيف عليها مصادر أخرى و لتضيف أبعاد أخرى للوسائل التقليدية تمكنها من الوصول إلى الباحث عن المعرفة بطرق أبسط و فى متناول أى شخص و فى أى مكان.
الإنترنت جعلت عملية البحث و الحصول على المعرفة فى متناول أى فرد و بذلك أصبحت المعرفة (سواء خلقها أو البحث عنها) من أساسيات أنشطة الحياة اليومية للإنسان إذا كان له أن يلحق بالتطور الهائل من حوله فى مجال تخصصه أو فى الحياة عموماً.
الإنترنت وسيلة نشر
الآن يمكن لأى فرد أن ينشر كتاباته على الإنترنت على شكل جريدة أو مدونة يومية. و أن يكون له مشتركين و قراء دائمين. الآن يمكن لأى شخص أن يطلق محطته الإذاعية على الإنترنت (http://www.odeo.com/) و أن يكون له برنامج إذاعى ومستمعين من كل أنحاء العالم، كل ذلك من خلال ميكروفون كلفته بضع جنيهات و جهاز كمبيوتر متوفر فى بيته أو فى أى مكان كالمدرسة أو نادى التكنولوجيا. بل يمكن لأى شخص أن يبث على الإنترنت فقرات فيديو مسجلة (http://www.************/) سواء كانت محاضرة، درس، طريقة صنع، طرائف، فقرات إخبارية و صحفية من مراسلين و غيرها من أنواع المحتوى المختلفة. هذه الأدوات الخطيرة التى وفرتها الإنترنت فجرت طاقات خلق و توليد المعرفة عند أى مستخدم للإنترنت. مما أدى إلى انتاج مليارات من الصفحات على الإنترنت منتظرة من يقرأها و يحللها و يستفيد منها.
الإنترنت مصدر للمعرفة
هذا الكم الهائل من المعلومات صاحبه تطور فى أدوات البحث و طرق الإشتراك فى قنوات النشر المختلفة. فى ظل وجود آلاف الملايين من الصفحات على الإنترنت يجب أن يتمكن مستخدم الإنترنت من طرق البحث و الحصول على المعلومة. أبسط طرق الوصول إلى الصفحات هى استخدام محركات البحث مثل Google (http://www.google.com/) و Yahoo و لكن أصبحنا الآن فى حاجة ملحة إلى طرق أخرى لمتابعة التحديثات و آخر ما نشر فى المواقع التى نهتم بها. مثلا، إذا أخذنا موضوع مثل "استخدام أحدث طرق التكنولوجيا فى التعليم" سنجد أن عدد المواقع الجيدة التى تتناول هذا الموضوع يتعدى المئات، و انتاج هذه المواقع من المحتوى يكون مرة أو اثنتين اسبوعياً فى المتوسط، و يجب على الشخص المهتم بالموضوع أن يتابع يوميا مئات المواقع ليكون مطلع على كل جديد يحدث فى العالم أول بأول. و بقليل من الحساب يتضح أن علينا أن نتصفح الإنترنت ما لا يقل عن 4 ساعات يوميا و هذا فقط لمتابعة المعارف الجديدة. هذا غيرالوقت اللازم لقراءتها. لذلك تطورت طرق حديثة للاشتراك فى المواقع و الحصول على كل ما هو جديد فيها و قراءته من خلال متصفح اشتراكات المواقع.

hadil09
2010-12-04, 16:16
ليس هذا ما ابحث عنه لكن بارك الله فيك يا اخي الكريم وشكرا على مجودك وتعبك

soufaine
2010-12-04, 16:28
بحث عن جمال الجزائر بالفرنسية

sara-89
2010-12-04, 17:40
الوعاء الضريبي
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله...

الخطة المقترحة :
مقدمة :
المبحث الأول : تحديد المادة الخاضعة للضريبة
المطلب الأول : الدخل
المطلب الثاني : النفقة
المطلب الثالث : رأس المال
المبحث الثاني : الطرق المعتمدة في تقدير المادة الخاضعة للضريبة
المطلب الأول : الطريقة المعتمدة من طرف الإدارة
المطلب الثاني : الطريقة المعتمدة من طرف المكلف
خاتمة
مقدمة :
الوعاء الضريبي هو المادة الخاضعة للضريبة ، أي المال الذي تقتطع منه ، سواء كان شخصا أو مالا مع ضرورة توافر عنصر الزمن لهذا الوعاء .(فقد تفرض الضريبة سنويا أو عند جني المحصول .... الخ ) حسب الأنظمة المحددة .
و قد تطور هذا الوعاء مع تطور الضريبة حيث كان في القديم الشخص هو وعاء الضريبة و خاصة في روما أين كان يطلق على الضريبة على الأشخاص باسم " تريبيتوم كابيتيس " أو " كابيتاتو أومانا " .
و تعتبر الضريبة على الأشخاص نموذجا من الضرائب السهلة إلا أنها تتميز بضعف مرد وديتها و انعدام العدالة فيها ، إذا أن الأشخاص نجدهم يدفعون نفس المبلغ رغم اختلاف وضعياتهم بالنسبة للثراء، لذلك أنشئ نظام الضريبة التدرجية على الأشخاص بهدف التخفيف من هذا العيب .
و تعتبر الضريبة اليوم أداة من أدوات تحقيق التوازن الاقتصادي و الاجتماعي ، و يهدف من خلال وعاء الضريبة تحديد المادة الخاضعة للضريبة ، فالمشرع قام باختيار المواد التي تحقق أحسن النتائج من حيث المردودية الضريبية و مرونتها ، و تحقيق العدالة و سهولة تحصيلها ، و يراعى من خلال ذلك حجم الدخل و مصدره ، المركز الشخصي و الظروف الشخصية للمكلف ، و توجد العديد من الطرق لتقدير المادة الخاضعة للضريبة ، من خلال استخدام عدة أسس .
و الإشكالية المطروحة هي : * ما هي المادة الخاضعة للضريبة ؟
* ماهي الطرق المعتمدة لتقدير المادة الخاضعة للضريبة ؟
للإجابة عن هذه الإشكالية نتبع الخطة التالية :
المبحث الأول : تحديد المادة الخاضعة للضريبة
المطلب الأول : الدخل
المطلب الثاني : النفقة
المطلب الثالث : رأس المال
المبحث الثاني : الطرق المعتمدة في تقدير المادة الخاضعة للضريبة
المطلب الأول : الطريقة المعتمدة من طرف الإدارة
المطلب الثاني : الطريقة المعتمدة من طرف المكلف
خاتمة


المبحث الأول : تحديد المادة الخاضعة للضريبة
المطلب الأول : الدخل Le revenu
في البداية نتطرق إلى تعريف الدخل
هناك عدة تعريفات للدخل : تعريف كلاسيكي ، تعريف اقتصادي و تعريف جبائي .
- بالنسبة للتعريف الكلاسيكي : يعرف الدخل على أنه : " القيمة النقدية ( المبلغ المالي ) أو القابل للتقدير بالنقود تأتي بصفة دورية و منتظمة من مصدر مستمر أو قابل للاستمرار "
و يتضح لنا من خلال هذا التعريف العناصر التالية : الشكل النقدي ، الثبات و الدورية .
- أما التعريف الاقتصادي للدخل فهو : الزيادة النقدية في قيمة السلع و الخدمات التي يستهلكها الشخص خلال فترة زمنية معينة ، أو هو مجموع نفقات الشخص الاستهلاكية مضافا إليه أي تغيير في صافي ثروته خلال فترة زمنية معينة .
- بينما التعريف الجبائي للدخل فيشملهما معا ( الكلاسيكي و الاقتصادي ) ، حيث أن التعريف الكلاسيكي هو الأشمل .
و أيا كان تعريف الدخل ، فالضرائب على الدخل تمثل مكانة هامة و لها أهمية كبيرة في الأنظمة الضريبية الحديثة لكونها تتضمن أوجه النشاطات الاقتصادية المختلفة ، مما يفرض تطبيقها على كافة الدخول التي تتحقق من عمل أو رأس مال .
فالضرائب على الدخل تمثل مصدرا ثابتا و دائما لإيرادات العامة للدولة ، فهي وسيلة تستعملها الدولة لإعادة توزيع الدخل الوطني تحقيقا للعدالة الاجتماعية .
و أثار إخضاع الدخل للضريبة مشكل تحديده و تعيينه ، و لتحديده هناك 3 اقتراحات :
1- الدخل الإجمالي :Le revenu brut
الدخل الإجمالي = المبيعات – المشتريات
يتشكل الدخل الإجمالي من كافة الموارد الناتجة من النشاطات أو أرباح المؤسسات فهي كافة القيم النقدية أو القابلة للتقدير النقدي التي يحصل عليها الشخص نتيجة استغلاله مصدرا من مصادر الثروة .
الدخل الإجمالي يساوي : المبيعات ناقص المشتريات دون خصم مصاريف الصيانة و المستخدمين و الإهتلاكات

2- الدخل الصافي: Le revenu net
الدخل الصافي = الدخل الإجمالي – (نفقات الاستغلال + الاهتلاك + الصيانة )
و هو يتمثل في الإيرادات و المداخل المتبقية للمكلف بالضريبة بعد خصم تكاليف اللازمة للحصول على الدخل
و النفقات التي استقر الفقه و القضاء على خصمها من الدخل الإجمالي هي :
* بالنسبة لنفقات الاستغلال : تتمثل بالنسبة لمشروع ما في ثمن المواد الأولية و أجور العمال ، إيجار العقارات التي يستغلها المشرع و كذا الأدوات و الآلات المستعملة للممارسة النشاط ، إضافة إلى مصارف الدعاية و الإعلام .
فهي إذن كل النفقات اللازمة لتسيير المشروع .
* أما نفقات الصيانة : فهي كل نفقات التي لها علاقة بإصلاح و استبدال أجزاء التالفة من الآلات و المباني ، على أن يكون ذلك ناتجا عن الاستعمال العادي لها .
* أما نفقات الاهتلاك : فهي المبالغ التي يقتطعها صاحب المشروع من أرباحه بصورة ثابتة كل فترة زمنية معينة عادة ما تكون سنة كمقابل لما يطرأ على الأصول الإنتاجية من قدم أو عطب أو استهلاك نتيجة الاستهلاك العادي .و هذه النفقات تستعملها المؤسسة لتتمتع من استبدال أصول ثابتة جديدة مكان الأصول القديمة التي استهلكت بفعل الزمن ، و هذا ما يسمى بالاهتلاك الصناعي الذي يختلف عن الاهتلاك المالي " قيام المؤسسة خلال حياتها بتسديد قيمة رأسمالها و غيرها من الديون إلى أصحابها " هذا النوع لا يعد من التكاليف الواجبة الخصم من الأرباح الإجمالية .
* الدخل الحر : Le revenu libre
الدخل الحر = الدخل الصافي –التكاليف العائلية و الاجتماعية
يتم تحديده بخصم التكاليف العائلية و الاجتماعية من الدخل الصافي ، فالدخل الخاضع للضريبة هو ما تبقى للمكلف بالضريبة و الذي يستعمله من أجل إشباع حاجاته الخاصة

تقنيات إخضاع الدخل للضريبة : Les techniques d’imposition du revenu
هناك تقنيتان يعتمد عليهما لإخضاع الدخل للضريبة :
* التقنية الأولى : تتمثل في احذاث ضريبة على المداخل فتنشأ بذلك عدة مداخل تترتب في مجموعات بحيث تخضع كل مجموعة دخل ( مدخول عمل ، مدخول رأس المال ....) لضريبة تسمى بالضريبة النوعية .
الضريبة النوعية تفرض على أساس مصدر كل دخل من مختلف النشاطات التي يقوم بها المكلف بالضريبة ، حيث تتعدد هنا الأوعية الضريبية التي تفرض على أساسها الضريبة على الشخص الواحد .
و يتميز هذا النظام بتنوع أحكام الضريبة ، من حيث أسلوب تقديره و تحصيله و سعر الضريبة .
و يؤخذ عليه أنه مكلف بالنسبة للدولة من حيث نفقات تحصيلها ، بالإضافة إلى عدم إمكان تطبيق نظام الضريبة التصاعدية ، نظرا لتعدد الأوعية الضريبية ، فضلا عن عدم إمكانية تطبيق فكرة شخصية الضريبة ، و عدم مراعاة ظروف المكلف بالضريبة .
* أما التقنية الثانية : تتمثل في إنشاء ضريبة واحدة على الدخل تمس المداخل في مجملها ، فيتم النظر إلى المكلف بالضريبة بصورة شاملة ، و هي إجمال دخله المتحقق من أنشطة مختلفة دون التمييز بينها ، و هذا ما يمكن من معرفة مقدرته التكليفية و حالته المالية .
و يتميز هذا النظام بأنه أقدر على تحقيق فكرة العدالة الضريبية ، فيساوي بين المكلفين من حيث القدرة المالية بغض النظر عن المصدر ، و يتميز أيضا بالبساطة ، قلة النفقات لعدم تعدد عمليات الربط و التحصيل إذ كان يتطلب من الإدارة الضريبية قدرا كبيرا من الكفاءة التقنية و الإدارية و المحاسبية ، و يعاب عليه أنه يتطلب درجة عالية من الوعي الضريبي للأفراد المكلفين بالضريبة و ذلك أن فرض ضريبة واحدة على الدخل يعني أن يكون عبؤها ثقيلا عليهم مما يدفعهم إما إلى إخفاء جزء من إراداتهم أو التهرب من دفعها مما يؤثر سلبا على تحصيل الضريبة : مثال I.R.G

المطلب الثاني : النفقة La dépense
تعتبر من الضرائب الغير مباشرة كونها تفرض على الدخل بمناسبة إنفاقه ، لذا فهي تصيب الدخل بطريقة غير مباشرة .
فهذه الضرائب هي نتاج واقعة استهلاك التي مفادها أن الالتزام بدفع الضريبة ينشأ بمجرد شراء السلع .
قد تفرض على أنواع معينة من السلع مثل : الرسم الداخلي على الاستهلاك أو تفرض على جميع أنواع السلع في صورة ضريبة عامة مثل T.V.A .
فالضرائب على الإنفاق تحتل مكانة بارزة في الأنظمة الضريبية لغزارة الحصيلة الضريبية الناتجة عنها و سهولة تحصيلها ، كما أنها تتناسب مع فكرة العدالة الضريبية ، فكل فرد ينفق دخله بالصورة الملائمة له في حدود احتياجاته و قدراته .
فالضرائب المتعددة على النفقة تطبق على مصاريف متعلقة بمواد محددة تحديدا دقيقا مثل : الضريبة على التبغ ، الوقود ... الخ .
فهي ( هذه الضريبة ) تمس المادة الخاضعة لها عند : - دخولها لإقليم الدولة ( حقوق جمركية )
- إنتاجها T.V.A
- مرورها أو سيرها ( حق المرور)
- شرائها قصد الاستهلاك T.V.A
كما يتم حسابها و تحديد مبلغها بالاعتماد إما :
على وحدات أوزان أو السوائل أ و إما على سعر وحدة كل مادة ( الرسوم المحسوبة بنسبة القيمة ) .
و عند اختيار المشرع النفقة الخاضعة للضريبة يجب التوفيق بين 3 اهتمامات :
- الـتأكد من مردودية جيدة
- تحقيق المساواة بين مختلف المصاريف
- و سهولة إخضاع المواد المختارة للضريبة .

طرق تطبيق الضريبة على النفقة : Les modalités de l’impôt sur la dépense
يعتمد نظامين
أولا : نظام الرسوم المتعددة : Le système des taxes multiples
أين تخضع كل عملية تجارية لضريبة تؤسس على القيمة الإجمالية للمنتوج هذا ما سمى بالنظام التراكمي الذي يتميز بتجميع الضرائب .
ثانيا : نظام الرسم الوحيد : Le système de la taxe unique
يتميز بإمكانيتين ، الأولى تتم بالدفع الوحيد للضريبة أين تكون المادة أو المنتوج خاضعا لها مرة واحدة ، و في وقت واحد الإخضاع للضريبة يكون على مستوى واحد فقط و يعاب عليها أنها مشجعة للغش إذ يكفي الهروب مرة واحدة لتجنب الضريبة كلها .
الإمكانية الثانية : تقتصر على دفع الضريبة بصفة مجزئة ، فهي تمس المنتوج مرة واحدة ، لكن على عدة مراحل في كل مرحلة لا تمس الضريبة إلا جزءا من القيمة التي لم يتم إخضاعها بعد للضريبة ، تفاديا للتراكم و تتميز هذه الطريقة بمردودية عالية ، لكنها في نفس الوقت رهينة الحياة الاقتصادية ، فهي مرتبطة بكثرة و تطور المعاملات و قلتها .
و في الأخير الضريبة على النفقة يعاب عليها أنها لا تراعي الظروف الشخصية و الاجتماعية للأفراد لكن من الناحية النفسية أكثر تقبلا لعدم الإحساس بها .كما أنها تعتبر أداة فعالة ووسيلة ناجعة لتسيير و توجيه النشاطات الاقتصادية .

المطلب الثالث : رأس المال Le capital
المقصود برأس المال :
يعرف بأنه مجموعة الثروة أو الأموال التي بحوزة المكلف بالضريبة.فقد يكون رأس المال هذا ناتج عن ادخار،تركة ،هبة ،أو عن عملية استثنائية(ربح من رهان اللوطو).
يتم إخضاع رأسمال للضريبة بطريقتين:
الضريبة المقدرة حسب رأس المال: L’impôt mesuré d’après le capital
تكون الضريبة على رأسمال أدنى من المدخول الناتج عنه(رأسمال)أو مساوية له في أقصى الحالات .فالمراد بهذه الطريقة هو تجنب إخضاع رأس المال نفسه للضريبة.
إن الهدف من وراء هذه الضريبة هو أحيانا تصحيح نقائص الضريبة على المدخول وذلك بالتحاور معها وأحيانا زيادة إخضاع المدخول للضريبة بصفة منبع من رأس المال وذلك بالازدواج أفقيا معها(أي الضريبة على
المدخول ).
الضريبة على رأس المال:L’impôt prélevé sur le capital
قد يظهر للمشرع أحيانا أن الضريبة المقدرة حسب رأس المال أنها جباية غير كافية فيلجأ إلى تأسيس اقتطاع على رأس المال نفسه والذي (الاقتطاع)قد يأخذ صف تتم الضريبة بإخضاع أرباح الثروة أي العناصر الجديدة التي تشكل زيادة لثروة المكلف القائمة. الديمومة أو الاستثناء.
أ- الضريبة العادية:
- وهي الضريبة على رأس المال المقتطعة بصفة دائمة فهذه الضريبة لها صفة الدورية والتجدد كسائر الضرائب المفروضة على الدخل ومن تم فهي ضرائب دائمة وتظل قائمة إلى أن تلغى وفقا لقانون الإجراءات المقررة.
كما أن هذه الطريقة الوحيدة التي يمكن أن نتبعها حيث يكون سعر الضريبة منخفض إلى درجة تسمح للمكلف بالضريبة أن يسدد ضريبة من الدخل المحقق من هذا رأسمال دون أن يضطر إلى اقتطاع جزء من رأسماله وفاءا لمبلغ الضريبة.

ب -الضريبة الاستثنائية:
- لا تتصف بالدورة والتجدد ،تعتبر ضريبة عرضية بنص القانون الصادر في شأنها وعلى فرضها مرة واحدة وفي مناسبة ما.
ويكون سعر الضريبة مرتفعا إلى درجة يضطر معها المكلف بالضريبة إلى التصرف في جزء من رأسماله وفاءا لدين الضريبة.
وهذا النوع يشمل كحالة الحرب، الظروف الاقتصادية والاجتماعية الصعبة وفي هذه الحالة تفرض الدولة الضرائب على رؤوس الأموال غير المنتجة والمجردة كما يشمل الضريبة على زيادة القيمة العقارية والمنقولة وكذا الضريبة على التركات.
وعليه فالضريبة على رأس المال المقتطعة بصفة استثنائية هنا يأخذ الاقتطاع الاستثنائي شكل اقتطاع عام يتوصل بواسطته إلى تسوية لجميع أشكال الثروة الموجودة لدى الناس وإلى إعادة تقسيمها وتوزيعها.
يعاب على هذه الضريبة:قد يؤثر سلبا على وسائل الإنتاج ومن ثم حرمان الدولة من موارد حقيقية.

المبحث الثاني : الطرق المعتمدة في تقدير المادة الخاضعة للضريبة
إن تقييم الأساس الخاضع للضريبة هو عملية مفادها تحديد وعاء الضريبة assiette de l’impôt و يكون هذا التقييم إما من فعل الإدارة أو من فعل و عمل المكلف بالضريبة .
المطلب الأول : الطريقة المعتمدة من طرف الإدارة L’evaluation par l’administration
لتقييم الأساس الخاضع للضريبة تلجأ الإدارة إلى ثلاث طرق:
التقييم أو التقدير المباشر : l’évaluation directe
في هذه الطريقة يعهد المشرع لإدارة الضرائب أن تقوم وحدها دون استشارة المكلف بالضريبة عن طريق موظفيها بتقدير وعاء الضريبة بناء على مختلف المعلومات التي تحصل عليها دون أن تتقيد بقرائن أو مظاهر معينة.
وواضح أن هذه الطريقة تعطي الإدارة المالية حرية واسعة في التقدير ،بحيث تلجأ إلى كافة الأدلة للوصول إلى تحديد حقيقي للوعاء الضريبي.ومن بين هذه الأدلة فحص دفاتر المكلف بالضريبة ،مناقشة المكلف نفسه.
وتجد طريقة التقدير الإداري تطبيقها الأساسي في تقدير دخل الملكية العقارية، أرض زراعية أو أبنية سكنية.لأن مصدر الدخل هنا أموال ظاهرة لا يمكن إخفاؤها من جهة ومن السهولة نسبيا معرفة ما تعطيه سنويا من دخل من جهة أخرى.
إلا أن المشرع قد يلجأ إلى هذه الطريقة أيضا،بالنسبة إلى ضرائب أخرى،كجزاء على امتناع الممول عن تقديم إقراره في الموعد المحدد أو عدم تقديم الدفاتر والمستندات التي نص عليها القانون ومثال:تشريع ضرائب مصري في المادة45 قانون رقم14 سنة1939 إذا امتنعت الشركة الخاضعة للضريبة على الأرباح التجارية والصناعية عن تقديم الإقرار أو المستندات أو البيانات المطلوبة منها واللازمة لمعرفة أرباحها فإن مصلحة الضرائب هي التي تقوم بنفسها بتقدير الأرباح وربط الضريبة وفقا لهذا التقدير.كذلك ضريبة المهن غير التجارية،وضريبة عامة على الإيراد.ففي كل هذه الضرائب تقوم مصلحة الضرائب بتقدير الأرباح أو الإيراد الخاضع للضريبة وتكون واجبة الأداء فورا.وللممول أن يطعن في هذا التقدير إدا شاء طبقا لقواعد الطعن المقررة أمام الجهات المختصة.
ويلاحظ أن القانون اشترط امتناع الممول عن تقديم الإقرار حتى يجوز للمصلحة القيام بتقدير إيراده تقديرا مباشرا ومن تم فان عدم تقديم القرار بسبب قوة قاهرة أو استحالة لا يعطي للمصلحة هذا الحق.
كما نلاحظ أن المشرع أعطى للمصلحة حق إجراء تقدير إداري أيضا في حالة تقديم الممول لإقراره في الميعاد ثم إخطار المصلحة له بإجراء تعديل أو تصحيح فيه وعدم رده عليها في الموعد المحدد.
والجدير بالذكر أن إعطاء المصلحة حق تقدير دخل الممول في هذه الحالات لا يعني معاقبته بالمغالاة في هذا التقدير إذ لا يعدو هذا أن يكون طريقة من طرق تقدير الدخل.ومن تم يجب أن تعتمد المصلحة في تقديرها على أسس حقيقية موضوعية إذا توافرت لها،و إلا على القياس والمظاهر الخارجية الدالة على حقيقة دخل الممول.
وتتميز طريقة التقدير الإداري بأنها اقرب إلى تقدير الدخل تقديرا حقيقيا من طريقتي المظاهر الخارجية والتقدير الجزافي وأنه يمكن استعمالها لتقدير كافة أنواع الدخول سواء كانت ظاهرة أم مستترة.
إلا أنه يعاب على هذه الطريقة:
- احتمال تعسف الإدارة المالية في لتقدير ومغالاتها فيه انحيازا إلى جانب الخزينة العامة.
لذلك نجد المشرع الحديث يلجأ إلى طرق أخرى لتحديد أوعية الضرائب المختلفة.
الطريقة الاستدلالية أو القياسية(المظاهر الخارجية ): la méthode indiciaire
تقوم هذه الطريقة على أساس أن الإدارة الضريبية تعتمد في تحديد وعاء الضريبة على بعض العلامات والمظاهر الخارجية التي تتعلق بالمكلف بالضريبة والتي يكون من السهل على الإدارة الضريبية تقديرها.
فهذه العلامات يحددها القانون لتقدير دخل المكلف باعتبارها كاشفة عن مقدار هذا الدخل.
وأهم هذه المظاهر على سبيل المثال :تقدير دخل المكلف بالضريبة على أساس القيمة الإيجارية لمنزله، عدد أبواب المنزل ونوافذه،استخدام سيارة، أجرة المكان الذي تباشر فيه المهنة أو الذي يسكن فيه الممول ، عدد العمال وعدد العمال وعدد الآلات المستخدمة.
و في فرنسا ابتداء من عهد الثورة حتى عام 1925 كانت توجد ضريبة على الدخل مفروضة على أساس مظاهر خارجية معينة هي عدد الأبواب والنوافذ باعتبار أن منزل الممول الغني أكثر أبوابا ونوافذ من منزل الممول الفقير.
ومثل ذلك ما قرره التشريع المصري فيما يتعلق بالضريبة على أرباح المهن غير التجارية قبل تعديل نظامها فقد قررت المادة 73 من قانون 14 عام 1939 ملغاة بقانون رقم 146 عام 1950 أن" تحتسب الضريبة على مجموع القيمة الايجارية للمكان أو الأمكنة التي تشغلها المهنة والقيمة الاجارية للمسكن الخاص لصاحب المهنة
ويكون سعرها 7.5% من هذا المجموع .فإذا كان صاحب المهنة يشغل مكان واحدا لمهنته وسكناه احتسبت الضريبة باعتبار 10% من القيمة الاجارية.
مميزات هذه الطريقة:
و تمتاز طريقة المظاهر الخارجية بالسهولة، البساطة بالنسبة للإدارة المالية والوضوح وقلة النفقات لا تلزم المكلف بالضريبة تقديم أية وثائق لإدارة الضرائب،إذ لا يستدعي ربط الضريبة أكثر من ملاحظة المظاهر والعلامات الخارجية التي حددها القانون دون حاجة إلى التحري عن حقيقة دخل الممول.
- كما تمتاز بالمحافظة على أسرار الممول وعدم تدخل موظفي الإدارة المالية في شؤونه من جهة وضمان عدم تعسف الإدارة في تقديرها لدخله من جهة أخرى.

عيوب:
ومع ذلك فيمكن أن يؤخذ على هذه الطريقة عدة أمور:
- هي طريقة غير منضبطة بشأن تحديد وعاء الضريبة ولا تناسب المجتمعات الحديثة والمتقدمة ،فلا يمكن الاعتماد عليها في تقدير بعض الدخول وذلك نظرا لعدم وجود مظاهر خارجية تدل عليها مثل دخل الأوراق المالية ودخل العمل المأجور أو أن تكون تلك المظاهر مخالفة للحقيقة
- أنها لا تراعي الظروف الشخصية للممول فمن المؤكد أن هذه الظروف الشخصية وبالتالي الأعباء المالية يمكن أن تختلف من ممول إلى آخر وذلك على الرغم من وحدة المظاهر الخارجية ،ومعنى ذلك أن المقدرة التكليفية للممولين يمكن أن تختلف وعلى الرغم من وحدة المظاهر الخارجية من ممول إلى آخر تبعا للظروف الشخصية لكل منهم.
ومعنى ذلك أن طريقة تقدير وعاء الضريبة بالاعتماد على العلامات و المظاهر الخارجية تتنافى مع مبدأ شخصية الضريبة ولا تحقق العدالة الضريبية.
فكثيرا ما تتغير الدخول وهي وعاء الضريبة بالارتفاع أو بالانخفاض دون أن تتغير المظاهر الخارجية ذلك أن المظاهر الخارجية تتمتع بثبات نسبي بالقياس إلى الدخول ومعنى ذلك أن المظاهر الخارجية لا تكون صادقة الدلالة في التعبير عن المقدرة التكليفية للممول وعليه فقد يحقق المكلف بالضريبة خسارة معينة كل سنة ومع ذلك يلتزم بدفع الضريبة على أساس المظاهر الخارجية التي لا تختلف بالطبع خلال هذه السنة نظرا للثبات النسبي للمظاهر الخارجية.
وعليه أن الاعتماد عليها في هذا المجال لا يضمن دائما العدالة المالية هذا بالإضافة أن الاعتماد على هذه المظاهر يحول دون أن تعكس الضرائب حقيقة التطورات الاقتصادية.
وعليه نظرا إلى عيوب هذه الطريقة فقد عدلت عنها أغلب التشريعات الضريبية في العصر الحديث وان كانت الإدارة المالية لا تلجأ إليها إلا نادرا فلا تطبق إلا بصورة تكميلية للتأكد من صحة التقدير فيمكن الالتجاء إليها كأداة للرقابة على الإقرارات التي يقدمها الممولون عن الأموال الخاضعة للضريبة .

طريقة التقدير الجزافي: la méthode forfaitaire
هي إجراء يتم بواسطته تحديد مقدار الأساس الخاضع للضريبة بصفة تقريبية وبغض النظر عن حجم المادة المعنية بها،فتبقى الضريبة قائمة عليه مدة طويلة نسبيا وقد يلجأ إلى تصحيحه(الأساس) إذا ما تغيرت المعطيات التي بني عليها.
ومن أمثلة بعض المؤشرات: القيمة الايجارية ،إذ يعد مؤشرا أو دليلا لتحديد دخل صاحب العقار ورقم الأعمال الذي يعد دليلا لمعرفة ربح التاجر وعدد ساعات عمل الطبيب يعد دليلا على دخله ونفس الشيء بالنسبة لأصحاب المهن الحرة.
وهذا إما أن يضع القانون تلك الدلائل فتسمى الجزاف القانوني،وإما أن تحدد هذه القرائن بصورة اتفاقية بين الإدارة الضريبية والمكلف بالضريبة ويسمى الجزاف الاتفاقي.
طريقة الجزاف القانوني: le forfait légal(ou collectif)
-عملا بهذه الطريقة يحدد المشرع مسبقا المادة الخاضعة للضريبة(الدخل)وذلك بناء على قرينة ثم يتم بعد ذلك إبراز بصفة تقريبية واستناد إلى عناصر معروفة أساسها الواجب إخضاعه.
ففي هذه الطريقة نجد أن الإدارة الضريبية تحدد وعاء الضريبة بصورة جزافية بالاستناد إلى قرائن معينة ينص عليها المشرع.مثل:أن يعتبر دخل الفلاح مساويا للقيمة الايجارية للأرض الفلاحية التي يستغلها.
وتتشابه هذه الطريقة مع طريقة المظاهر الخارجية من حيث الوصول إلى تقدير تقريبي فقط للدخل الخاضع للضريبة وكذلك نجد أوجه شبه :لا يصح أن يستخدم التقدير الجزافي إلا إذا تعذر على المكلف بالضريبة تقديم إقرار صحيح أو دفاتر منتظمة ولم تكن لدى الإدارة الوسائل الكافية لتقدير المال بقة أما فيما عدا ذلك فيحسن عدم التوسع في هذه الطريقة لأنها قائمة على أساس تقريبي ولا تتناول المقدرة الحقيقية للمكلف وهي تتضمن عادة نسبة الخطأ وقد تلحق أضرار بالخزينة العامة شأنها في ذلك شأن طريقة المظاهر الخارجية كما وضحناها سابقا.
فهي لا تحتاج إلى كثير من الرقابة .ويعاب عليها أنها لا تسمح للمكلف بإثبات حقيقة دخله أو ثروته التي قدرت تقديرا جزافيا.إذ أن التقدير الجزافي يعتبر نسبي وبعيد في بعض الأحيان عن الحقيقة والعدالة.
فكلا من الطريقتين يفتقدان الدقة والانضباط بشأن تحديد المادة الخاضعة للضريبة وان كانت طريقة التقدير الجزافي أكثر دقة من طريقة المظاهر الخارجية تعتمد على قرائن موضوعية تعبر بصورة أدق عن مقدار الدخل الحقيقي.
أما أوجه التفرقة:
فنجد طريقة التقدير الجزافي تنصرف إلى الاعتماد في تقدير وعاء الضريبة على عدة قرائن داخلية حيث أن الضريبة لا تفرض على القرائن ذاتها بل تفرض على الوعاء الذي يعتمد في استخلاصه على هذه القرائن.
مثال:أن كل مقدار معين من قصب السكر ينتج كمية معينة من السكر وعلى ذلك يعتمد تبعا لطريقة التقدير الجزافي في تقدير وعاء الضريبة على إنتاج السكر على الكمية المستخدمة في الإنتاج من قصب السكر..في حين طريقة المظاهر الخارجية تنصرف بالاعتماد على المظاهر الخارجية التي تشكل بذاتها وعاء الضريبة.
متى تستعمل هذه الطريقة:
تستعمل هذه الطريقة بشكل أساسي ،لحساب الربح ورقم الأعمال للمؤسسات الصغيرة ومعظم المستغلات الزراعية .
والواقع أن إدارة الضرائب هي التي تحدد المكلفين الذين يستفيدون من هذه الطريقة سواء حسب طبيعة نشاطهم المهني أو حسب رقم الأعمال المحقق.
طريقة الجزاف الاتفاقي: le forfait conventionnel ( ou individuel)
يتم في هذه الحالة تحديد الأساس الخاضع للضريبة عن اتفاق بين الإدارة الجبائية والمكلف بالضريبة فهنا المشرع لا يحدد القرائن التي تلتزم الإدارة المالية بتأسيس تقديرها عليها بل ترك حرية إجراء هذا التقدير عن طريق مناقشة الممول والاتفاق معه على رقم معين يمثل مقدار دخله.
وعليه فالاتفاق هو الحوار الذي يدور بين (الإدارة والمكلف)للوصول في نهاية الأمر بعد الأخذ والرد إلى اتفاق حول هذا الأساس وكيفية تحديده.ويبقى هذا التقييم الجزافي قائما لمدة غالبا ما يكون سنتين قابلتين للتجديد ضمنيا إلا في حالة الفسخ الصريح من إحدى الطرفين.
ويلاحظ أنه بواسطة هذه الطريقة تصفى وتحصل الضريبة دون أي مشكل سواء بالنسبة للإدارة أو المكلف بالضريبة.
المطلب الثاني : الطريقة المعتمدة من طرف المكلف la declaration par le contribuable
تعمل هذه الطريقة على تقدير المادة الخاضعة للضريبة تحديدا أكثر انضباط و دقة ، إذ أنها تستند مباشرة إلى معرفة المادة الخاضعة للضريبة و ذلك عن طريق تصريح الكلف بها ، و يتم ذلك إما عن طريق تصريح المكلف بنفسه أو عن طريق تصريح الغير .
الفرع الأول : التصريح المراقب :la déclaration controlée
لقد نص التشريع الضريبي على أن المكلف هو المعني أولا و القادر على تقدير قيمة ما يملك من المال و ما يحصل عليه من دخل ، لذلك أوجب المشرع على المكلف بالتصريح بممتلكاته في موعد يحدده القانون يتضمن التصريح بعناصر ثروته أو دخله مع افتراض حسن النية و أمانة المكلف بالضريبة باعتباره أقدر شخص يعرف مقدار دخله .
الإدارة الجبائية تطالب المكلفين بالضريبة من خلال التصريح المراقب بتقديم إقرار عن نتيجة أعمالهم و بصفة عامة تبيان العناصر الخاضعة للضريبة في الآجال المحددة قانونا بعد تحقيق الحدث المنشئ للضريبة ، و عموما فإن تاريخ تقديم التصريح محدد في بداية كل سنة جبائية * قبل 30 أفريل من كل سنة * ، بالنسبة للضرائب على المداخل .
فالمكلف بالضريبة هو الذي يحدد بنفسه وفق القواعد المعمول بها قانونا الأسس الخاضعة للضريبة ، و ينحصر دور الإدارة في مراقبة مدى احترامه للقواعد المنصوص عليها في القانون الجبائي و كذلك التأكد من صحة المبالغ المصرح بها .
و الملاحظ أن تصريح المكلف بالضريبة يختلف حسب درجة الوعي الضريبي من مكلف لآخر ، و لذلك لا تكتفي التشريعات الضريبية بتصريحات المكلفين فتستعين في تحديد الوعاء الضريبي باستعمال قرائن و أدلة مكملة ، حيث نص القانون الضريبي الجزائري لأعوان الإدارة الضريبية برتبة مراقب على الأقل الإطلاع على محاسبة المكلفين و طلب الكشوف المفصلة لدى الإدارات العمومية .

الفرع الثاني : التصريح من طرف الغير: la declaration par les tiers
هو إجراء من شأنه تمكين الإدارة فحص المعلومات المصرح بها من طرف المكلف بمقارنتها مع المعلومات المحصل بها من طرف الغير ، التي تأتي كشهادات على ما قام به المكلفين بالضريبة من عمليات مختلفة .
حيث تلجأ الإدارة الضريبية إلى تصريح الغير لتقدير و تحديد الوعاء الضريبي ، حيث يلزم المشرع الغير بتقديم تصريحات مثل إلزام صاحب العمل بتصريح مدا خيل عماله أو إلزام المستأجر بتصريح بقيمة الإيجار و إلزام إدارة السجل العقاري بتصريح بالأوعية العقارية .
و الأصل في ذلك أن يكون هذا الغير مدينا للمكلف بمبالغ تعتبر من ضمن الدخل الخاضع للضريبة .
و في هذا الصدد نجد في القانون الجبائي ما يلي : المادة 224 من قانون الضرائب المباشرة و الرسوم المماثلة : *يلزم سنويا كل شخص طبيعي أو معنوي فيما يتعلق بالعمليات التي تتم وفق شروط البيع بالجملة ، تقدم إلى مفتش الضرائب المباشرة كشف مفصل عن زبائنهم رفقة بيان أسمائهم و ألقابهم و عناوينهم و أرقام تسجيلهم في السجل التجاري و كذا مبلغ العمليات المحققة مع كل واحد منهم * .

خاتمة :
يعتبر الوعاء الضريبي أداة من أدوات تحقيق التوازن الاقتصادي الوطني من خلال تحصيل الإيرادات العامة للدولة لتغطية النفقات العامة و إعادة تقسيم الدخل الوطني العام بهدف تحقيق العدالة .
و يراعي المشرع في تحديد الوعاء ثلاث اهتمامات :
المر دودية الضريبية .
سهولة طريقة التحصيل
المساواة و العدالة في الضرائب .








بااارك الله فيك أخي....................:o

محب بلاده
2010-12-04, 21:40
وبارك فيك وجزاك الجنة ووفقك الله

الموناليزا
2010-12-04, 22:58
ارجووووووووووووووووووووووووك عاجل احتاجه يوم ا لاربعاء الجاري
بحث حول الات الروااااااااااااااافع في مادة الفيزياء مستوى الرابعة متوسط سوف اكون ممتنة كثيرااااااااااااااا

inesse nounou
2010-12-05, 13:24
شكرا جزيلا على بحث الضرائب

محب بلاده
2010-12-05, 16:54
لا شكر على واجب اختي الفاضلة


تمنياتي لكِ بالنجاح والتوفيق

محب بلاده
2010-12-05, 17:09
لا شكر على واجب اختي الفاضلة


تمنياتي لكِ بالنجاح والتوفيق

محب بلاده
2010-12-05, 17:11
ارجووووووووووووووووووووووووك عاجل احتاجه يوم ا لاربعاء الجاري
بحث حول الات الروااااااااااااااافع في مادة الفيزياء مستوى الرابعة متوسط سوف اكون ممتنة كثيرااااااااااااااا






الآلات البسيطة
Simple Machines


ما هي الآلة البسيطة؟؟

التعريف : هي أداة صلبة تستعمل للقيام بأعمال مختلفة، وفيها تستخدم قوة عند نقطة معينة تسمى (الجهد) للتغلّب على قوة أخرى تؤثر عند نقطة أخرى مختلفة تسمى ( الحمولة ).

هنالك ستة أنواع أساسية من الآلات البسيطة:
1- الرافعة .Lever
ومن الأمثلة على الروافع: العتلة , المقص , الزرّادية , الملقط .

2- البكرات Pulleys .
ومن الأمثلة عليها البكرة الثابتة والمتحركة.

3-السطح المائل Inclined Plane :
وهو سطح يميل عن الأفق بزاوية معينة اعتماداً على الارتفاع المطلوب.

4- العجلة والمحور The wheel and axle .

5- البرغي Screw .

6- الإسفين Wedge .



ما هي فوائد استخدام الآلات؟:

1- توفير الجهد
2- تغيير اتجاه الشد أو اتجاه القوة "مثل حالة بكرة إلى اعلى"
3- الدقة في أداء العمل مثل استخدام الملقط
4- تجنب تلويث الأيدي مثل استخدام الملقط لحمل قطعة صوديوم

soumia52
2010-12-05, 19:10
السلام عليكم
العضو : soumia52
المستوى: جامعي
اريد بحثا عن حسابات الاعباء
من فضلك قبل يوم السبت المقبل

محب بلاده
2010-12-05, 19:43
السلام عليكم
العضو : soumia52
المستوى: جامعي
اريد بحثا عن حسابات الاعباء
من فضلك قبل يوم السبت المقبل




:_مفاهيم أساسية في التكاليف:_here:

أولاً-مفهوم التكلفة وسعر التكلفة :

تعتمد المحاسبة التحليلية بصفة أساسية على تحليل التكاليف ولقد وجد هناك تباين في التعاريف المختلطة لكل من ( تكاليف ، الأعباء ، المصاريف ) بين الإقتصادين والمحاسبين،حيث يوجد بعض الخلط بين المفاهيم لهذا ارتأينا قبل التطرق إلى دراسة وتحليل التكاليف وسعر التكلفة إلى إبراز الفرق بين هذه المفاهيم الثلاثة .
1ـ التكاليف :
التكاليف هي القيمة الاقتصادية لأية تضحية اختيارية سواء مادية أو معنوية والتي يمكن قياسها بالعملة النقدية التي تبدل في سبيل الحصول على منفعة حاضرة أو مستقبلية .
أو هي ـ التكاليف ـ تلك النفقات المتعلقة بالإنتاج والتي تقابل مع الإيرادات في ا لفترة التي يباع فيها هذا المنتوج .
من خلال التعريفين يمكن إعطاء تعريف شامل للتكلفة .
التكاليف هي مجموع الأعباء المتعلقة بنشاط المؤسسة ( منتوج ـ الخدمة ) والمقدمة في مرحلة معينة قبل المرحلة النهائية أي قبل وصولها إلي مرحلة البيع والأداء .
2ـالمصاريف :[1]
المصاريف هي عملة خروج حقيقي لقيم جاهزة مباشرة ، أو بعبارة أخرى خروج النقود ، والمصروف يقابله الإيراد الذي يعتبر تحصيل على النقود ، ومن الوهلة الأولى يتبادر إلى الذهن أنه بإمكان المؤسسة الحصول على نتائجها بالفرق بين المصاريف والإيرادات السائلة ، إلا أن هذا ليس ممكنا إلا في حالات مدة طويلة من حياة المؤسسة أو على المدى الطويل نظرا لأن المصاريف والإيرادات لا تتزامن مع النشاط الاستغلالي للمؤسسة ، أي هناك تحمل مصاريف نظرية قبل أو بعد دفعها نقدا أو العكس بنسبة للإيرادات .
3ـ الأعباء :
العبء يتقابل مع الناتج اللذان يعملان على تحديد نتيجة الدورة ومن بين الأعباء : استهلاك البضائع والمواد واللوازم ومخصصات الإهتلاك... الخ ، ففي حين نجد أن المصاريف تتميز بالصفة المادية وهي سهلة الحساب وتحديد الزمن الذي تصرف فيه ، فإن الأعباء لها الصيغة غير المادية أو بصفة أخرى فهي تجريدية وقابلة للتقييم .
إذن فإن العبء هو نظام لتقسيم المصاريف على الفترات والناتج عن أن حساب النتيجة يتم على أساس الدورة وليس على أساس العمليات أو مدة حياة المؤسسة ، فهناك إذن فرق في تاريخ تحقيق المصاريف وتاريخ تسجيل أو تحمل الأعباء ، ويفيدنا التاريخ الأول في تحديد مستوى الخزينة ، بينما لا يتعلق بنتيجة الدورة عكس تسجيل للأعباء إذا تحدد النتيجة على أساس تاريخ تسجيل الأعباء ( نظريا) وليس على أساس صرفها ، حيث هذه العملية قد تكون قبل أو بعد تسجيل الأعباء بينما تحمل للدورة التي تسجل فيها ( الأعباء ) .
ثانياً-مفهوم سعر التكلفة :
"هي مجموع التكاليف التي يتكلفها منتوج معين أو خدمة مقدمة ابتداء من انطلاق عمليات إعدادها إلى مرحلة وصولها إلى المرحلة النهائية أو مجموعة من المنتجات المادية أو مجموعة خدمات في المرحلة بيعها" .
" هي مجموع التكاليف المعلقة بالمنتجات المباعة التي تشمل تكلفة الإنتاج المباع ومصاريف التوزيع " .
ومن خلال هذين التعريفين نستخلص أن :
" سعر التكلفة : هو مجموع عناصر التكاليف لمنتج أو خدمة في مرحلة النهائية جاهزة للبيع إضافة مصاريف التوزيع " .
ثالثاً- تصنيف التكاليف:
حسب ما جاء في تعريف التكاليف فإن هذه الأخيرة هي كل ما ينفق من أجل عملية إنتاجية معينة ولهذا فإننا نجد عدة تصنيفات للتكاليف هي كالتالي :
1ـ تصنيف التكاليف حسب الأقسام :
إذا نظرنا إلى الجانب التنظيمي للمؤسسة نلاحظ أنها مقسمة إلى أقسام رئيسية تهتم بالإنتاج وبالتالي فإن تحميل التكاليف الخاصة بها يكون على السلع التي أنتجت فيها . وأقسام مساعدة تعمل على تقديم خدمات للأولى وفي هذه الحالة نفقاتها توزع على الأقسام الرئيسية ( الأساسية ) .
2ـتصنيف التكاليف حسب حجم النشاط :
تصنف التكاليف إلى ثابتة ومتغيرة عدد مرات تكرارها .
3ـ حسب وظيفتها في المؤسسة :
الوظائف الرئيسية في معظم المؤسسات هي : وظيفة الإنتاج ، التسويق والإدارة وحسب هذه الوظائف لدينا التصنيفات التالية :
أ ـ تكاليف التصنيع ( الإنتاج ) : وهي كل النفقات التي تنتج عن عملية التصنيع سواء كانت مواد مباشرة أو عمل مباشر ....الخ
ب ـ تكاليف التسويق : كل عملة ترويج لتصريف المنتجات تنجم عنها نفقات عدة مثل نفقات التوزيع .
ج ـ تكاليف الإدارة العامة : تتمثل في النفقات التي تواجه لتسير الإدارة .
4 ـ تصنيف التكاليف حسب السلعة :
تصنف التكاليف مباشرة وغير مباشرة هي الطريقة التي يعتمد عليها محاسب التكاليف في تبويب عناصر التكاليف من أجل تحديد تكلفة الوحدة المنتجة وتوجد طريقة أخرى في هذا المجال وهي ترتيب الأعباء إلى متغيرة وثابتة .
رابعاً- تصنيف الأعباء:
المحاسبة التحليلية ترتب التكاليف حسب الهدف من إنفاقها عكس المحاسبة العامة التي ترتبها حسب طبيعتها من الترتيب لدينا :
1ـ الأعباء المباشرة : وهي الأعباء التي تدخل كلية في إنتاج منتوج معين دون أن تجري عليها حسابات أولية وبالتالي يمكن تحديد وبسهولة مقدار ما تحملت به المنتوجات من هذه الأعباء كالمواد الأولية ، أجرة اليد العاملة .
2 ـ الأعباء الغير مباشرة : وهي الأعباء المشتركة بين منتجين وأكثر أو بين عدة وظائف وأقسام لا يمكن تحميل هذه الأعباء إلا معالجة أولية ومن أمثلة هاذ ه الأعباء أجور الوظيفة الإدارية وكذا الأعباء التسويق ....الخ
3 ـ الأعباء الثابتة : هي الأعباء التي تدفع حتى ولو لم تقم المؤسسة بأي نشاط وتتأثر بزيادة الإنتاج أو انخفاضه فزيادة على أنها ثابتة فهي تتميز بما يـــــلي :
ـــ تناقص التكلفة الثابتة للوحدة بزيادة الإنتاج والعكس صحيح .
ـــ يجري توزيعها على الأقسام بواسطة قرارات إدارية .
ـــ تنتج عن قرارات إدارية .
4 ـ الأعباء المتغيرة : هي الأعباء المرتبطة بحجم الإنتاج ، إذا زاد حجم الإنتاج زادت وإذا انخفض انخفضت ومن خصائصها ما يـــــــــــلي :
ـــ تتغير مع حجم النشاط ( الإنتاج ) أي متغيرة بالنسبة للمجموع وثابتة بالنسبة للوحدة .
ـــ يمكن تحميلها بسهولة وبدرجة معقولة من الدقة إلى أقسام إنتاج .
ـــ يمكن مراقبة صرفها واستهلاكها .

خامساً-طبيعة الأعباء التي تعالجها المحاسبة التحليلية:

بما أن مصدر المعلومات المحاسبة التحليلية ليست المحاسبة العامة فقط فإنا نستطيع تصنيف الأعباء التي تدرس في المحاسبة التحليلية إلى :

1ـ الأعباء غير قابلة للتحميل :

وهي مجموع العناصر التي يرى صاحب المؤسسة أن تحميلها أو إدخالها في التكاليف ليس له معنى وتعتبر كفوارق تحمل على أعباء أخرى وهذه الأعباء قد تكون استثنائية أو عادية وتحميلها يجر التكاليف من معناها ويمكن ترتيبها في :
أ / منها ما ليس محددا في الصنف (6) من حسابات المخطط الوطني وهي :
ـــ إما أن تكون مصاريف مسجلة مباشرة في إحدى حسابات الأصول .
ـــ إما أن تكون خسائر أو مصاريف يمكن اعتبارها خسائر.
ب/ الأعباء التي توجد في الصنف (6) من المحاسبة العامة وتتمثل في العناصر التالية :
ـــ الرسوم التي لا تبقى نهائيا كعبء على المؤسسة الرسم الإجمالي على الأعمال والرسوم التعويضية .
ـــ الأعباء التي تدخل ضمن الاستغلال العادي واليومي للمؤسسة مثل الإستهلاكات المصاريف الإعدادية .
ج/ الأعباء التي تدخل ضمن النشاط الطبيعي للمؤسسة ولكن ليس لها ميزة عادية في النشاط والتي يجب أن تعتبر كأخطاء مثل المؤونات الاستثنائية على تدني قيم الأصول أو مؤونة قضية معينة أو مصاريف إعداد اللافتات أو المنح غير العادية التي قد تكون في سنة أو في أخرى .
2ـ الأعباء الإضافية ( العناصر الإضافية ) :
هي الأعباء لا تتعلق بالأعباء المسجلة في المحاسبة العامة أو المصاريف المدفوعة ولا تدخل ضمن تقديم عناصر الأصول في الميزانية وتتمثل فيما يلي :
أ ـ مبلغ الفائدة المحسوبة على رأسمال الموظف الخاص : وهي تكلفة رأس المال الموظف الخاص .
ب ـ الدفع لصاحب المشروع : وهي أجور بعض الأعمال الإدارية يقوم بها الإطارات في المؤسسة .
3 ـ الأعباء المعتبرة ( المحملة ) :
وهي كل الأعباء العادية في الدورة الاستغلالية والتي نجدها في القسم (6) من المخطط الوطني المحاسبي وهذه الأعباء يمكن حصرها في ما يلي :
ـــ استهلاك البضائع .
ـــ استهلاك المواد الأولية واللوازم .
ـــ مصاريف العمال .
ـــ الإهتلاكات والمؤونات .
ـــ أعباء أخرى مثل : الضرائب ، الرسوم ، المصاريف مالية وتأمينات

الممتاز
2010-12-05, 20:40
تحية طيبة وبع
يسرني ان اطلب منكم الاخ الكريم برنامجين :
الاول : تحويل pdf الى الوورد والعكس
اثاني : برنامج رسم المستقيم المدرج .................................................. ...................وشكرا

soumia52
2010-12-05, 21:23
بارك الله فيك.الف شكرا

الموناليزا
2010-12-05, 22:13
الآلات البسيطة
simple machines


ما هي الآلة البسيطة؟؟

التعريف : هي أداة صلبة تستعمل للقيام بأعمال مختلفة، وفيها تستخدم قوة عند نقطة معينة تسمى (الجهد) للتغلّب على قوة أخرى تؤثر عند نقطة أخرى مختلفة تسمى ( الحمولة ).

هنالك ستة أنواع أساسية من الآلات البسيطة:
1- الرافعة .lever
ومن الأمثلة على الروافع: العتلة , المقص , الزرّادية , الملقط .

2- البكرات pulleys .
ومن الأمثلة عليها البكرة الثابتة والمتحركة.

3-السطح المائل inclined plane :
وهو سطح يميل عن الأفق بزاوية معينة اعتماداً على الارتفاع المطلوب.

4- العجلة والمحور the wheel and axle .

5- البرغي screw .

6- الإسفين wedge .



ما هي فوائد استخدام الآلات؟:

1- توفير الجهد
2- تغيير اتجاه الشد أو اتجاه القوة "مثل حالة بكرة إلى اعلى"
3- الدقة في أداء العمل مثل استخدام الملقط
4- تجنب تلويث الأيدي مثل استخدام الملقط لحمل قطعة صوديوم

جزاك الله كل خير وجعله في ميزان حسناتك

محب بلاده
2010-12-05, 22:57
وجزاكم بالمثل اختاه


وفقكِ الله

محب بلاده
2010-12-06, 11:08
تحية طيبة وبع
يسرني ان اطلب منكم الاخ الكريم برنامجين :
الاول : تحويل pdf الى الوورد والعكس
اثاني : برنامج رسم المستقيم المدرج .................................................. ...................وشكرا





Tweak PDF Converter 2.0

http://i703.photobucket.com/albums/ww35/arfrem10/TweakPDFConverter20.jpg

Tweak PDF Converter is an application which can easily convert PDF to Word s, which can be edited as required. All the formatting of the original file is retained after conversion.
Text, layout, images and tables are all kept intact. In fact, you can even extract relevant images like logos, banners etc. from the PDF file. The Word you get after the PDF to Word conversion is a completely editable Word You also have the option of converting your PDF to the .rtf format.



واجهة البرنامج

http://forum.jsoftj.com//images/statusicon/wol_error.gifتم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لرؤية الصورة كاملة. الحجم الأصلي للصورة هو 780 * 570.http://www.rocketdownload.com/pictures/large/tweak_pdf_converter_business_word_processing-99822.jpeg
Features of "Tweak PDF Converter":
· Fast and Simple to Use
· Tweak PDF Converter is easy and friendly, allowing you to convert a file fast. Open the file you want to convert, Select an output format and folder, and click the Convert to Word button.
· Save time with batch conversion
· There's no need to waste time opening and converting each individual when you can drag and drop all of the files you need into Tweak PDF Converter, and with one click process multiple files at once to maximize time savings.
· 100% preservation
· Tweak PDF Converter recognizes rotated pages and its *******s and preserves text, formatting, tables and images in the converted Word as in the original PDF Text fonts and style, image placement, text columns, and overall layout is preserved 100%.
· Partial Conversion
· Tweak PDF Converter provides the ability to specify a range of pages in a Useful for converting small sections within large s.
· Hyperlink & Bookmark
· Retains PDF hyperlinks beginning with converted DOC or RTF
· SuperScript & SubScript
· Maintains PDF superscript and subscript text in the converted
· Non dependency on MS Word application
· Tweak PDF Converter is a standalone program i.e. it does not require Microsoft Word, Adobe Acrobat, or Acrobat Reader installed.
· Extract images
· Extracts images from all PDF s in a folder by creating same folder structure.
· Header and footer conversion
· Converts headers and footers as headers/ footers or as text in the body. You can also choose to remove them.
· Unconditional support
· Any time you need help with Tweak PDF Converter, just read the instructions in the online Help or contact us directly with your questions at our Support Center








http://img255.imageshack.us/img255/9030/todownloadpreesdownloadag6.gif





http://i232.photobucket.com/albums/ee143/SHINAWY/avatar8aq1.gif

http://f.imagehost.org/0633/images_10.jpg




http://uploading.com/files/QZ8FIDHJ/Tweak PDF Converter 2.0.rar.html (http://downloads.m5zn.com/showlink.php?link=aHR0cDovL3VwbG9hZGluZy5jb20vZmls ZXMvUVo4RklESEovVHdlYWslMjBQREYlMjBDb252ZXJ0ZXIlMj AyLjAucmFyLmh0bWw=)



UploadBox :: Downloading Tweak PDF Converter 2.0.rar (http://downloads.m5zn.com/showlink.php?link=aHR0cDovL3VwbG9hZGJveC5jb20vZmls ZXMvVllxeWZZZDlOdg==)



رابط مباشر


http://i44.tinypic.com/260zn8p.jpg (http://downloads.m5zn.com/showlink.php?link=aHR0cDovL3d3dy5kb3dubG9hZDMyLmNv bS9nby82MTE0Mi9odHRwJTNBJTJGJTJGd3d3LnJlZ25vdy5jb2 0lMkZzb2Z0c2VsbCUyRnZpc2l0b3IuY2dpJTNGYWZmaWxpYXRl JTNEMjM1NzklMjZhY3Rpb24lM0RzaXRlJTI2dmVuZG9yJTNEMT gxOTUlMjZyZWYlM0RodHRwJTNBJTJGJTJGd3d3LnR3ZWFrcGRm LmNvbSUyRmRvd25sb2FkcyUyRlR3ZWFrX1BERl9Db252ZXJ0ZX JfVHJpYWxfU2V0dXAuZXhlLw==)



[]http://i44.tinypic.com/260zn8p.jpg[] (http://downloads.m5zn.com/showlink.php?link=aHR0cDovL3d3dy5kb3dubG9hZDMyLmNv bS9nby82MTE0Mi9odHRwJTNBJTJGJTJGd3d3LnJlZ25vdy5jb2 0lMkZzb2Z0c2VsbCUyRnZpc2l0b3IuY2dpJTNGYWZmaWxpYXRl JTNEMjM1NzklMjZhY3Rpb24lM0RzaXRlJTI2dmVuZG9yJTNEMT gxOTUlMjZyZWYlM0RodHRwJTNBJTJGJTJGd3d3LnR3ZWFrcGRm LmNvbSUyRmRvd25sb2FkcyUyRlR3ZWFrX1BERl9Db252ZXJ0ZX JfVHJpYWxfU2V0dXAuZXhlLw==)

بوزيد بن ويس
2010-12-06, 12:40
اسم العضو :بوزيد بن ويس

الطلب :مشكلة السيولة النقدية في البنوك التجارية و أساليب ادارة السيولة النقدية

المستوى :.................................

أجل التسليم :............................

hadil09
2010-12-06, 18:42
اسم العضو : hadil09
الطلب : بحث حول بنوك المعلومات وبحث حول المكتبات الرقمية بالمراجع
المستوى : اولى جامعي علوم اجتماعية
الاجل : 10 ايام
شكرا

سهلي مولاي
2010-12-06, 22:22
من فضلك وربي يحفضك ويخليك لينا دائما اريد بحث حول تنازع الاختصاص بين القضاة من المحكمة العادية الى المحكمة العليا ( حسب قانون الاجراءات المدنية الجديد )

محب بلاده
2010-12-06, 23:41
من فضلك وربي يحفضك ويخليك لينا دائما اريد بحث حول تنازع الاختصاص بين القضاة من المحكمة العادية الى المحكمة العليا ( حسب قانون الاجراءات المدنية الجديد )





المبحث الأول: ماهية محكمة التنازع.
تعد محكمة التنازع الجهة القضائية التي تقوم بالفصل في تنازع الاختصاص، وتستمد أساسها أو مصدر النظام القانوني لها من نصوص قانونية محددة التي أكسبتها خصائص معينة.
..ومن خلال هذا قسمنا هذا المبحث إلى ثلاث مطالب تتمثل في:
المطلب الأول: التعريف بمحكمة التنازع.
المطلب الثاني: المكانة القانونية لمحكمة التنازع.
المطلب الثالث: خصائص محكمة التنازع.

المطلب الأول: التعريف بمحكمة التنازع.
تعد محكمة التنازع مؤسسة دستورية قضائية، أسندت لها مهمة ذات طابع تحكيمي تتمثل في الفصل في حالات التنازع في الاختصاص التي قد تحدث بين جهات القضاء العادي وجهات القضاء الإداري، ولا يمكن لها أن تفصل في منازعات الاختصاص بين الجهات القضائية الخاضعة لنفس النظام فهذه الأخيرة تخضع لتنازع الاختصاص بين القضاة والذي يتم الفصل فيه عن طريق قانون الإجراءات المدنية، وقد نظمت إجراءات تنازع الاختصاص بين القضاة المواد من 205 إلى 213 قانون الإجراءات المدنية ، أما في القانون رقم 08-09 المؤرخ في 25 فبراير 2008 يتضمن قانون الإجراءات المدنية والإدارية فقد نظمت في المواد من 398 إلى 403.
وقد نظم المشرع محكمة التنازع في القانون العضوي رقم 98-03 المؤرخ في 03 يوليو 1998 الذي يحدد اختصاصات محكمة التنازع وتنظيمها وعملها.
وقد جاء في نص المادة 2 من القانون 98-03 أن مقر محكمة التنازع يكون في الجزائر العاصمة، طبقا لأحكام المادة 93 من الدستور.
كما أنه ألزم في المادة 4 منه أن كل أشغال ومداولات ومناقشات المحكمة ومذكرات الأطراف تكون باللغة العربية.
المطلب الثاني: المكانة القانونية لمحكمة التنازع
إن محكمة التنازع تستمد مكانتها القانونية من الدستور ومن القانون العضوي 98-03 ومن بعض النصوص القانونية الأخرى ولهذا سنتناولها كما يلي:
الفرع الأول: الأساس الدستوري
لقد اقر صراحة دستور 96 على تأسيس محكمة التنازع وهذا ما جاء في نص المادة 152/4: ""تؤسس محكمة تتولى الفصل في حالات تنازع الاختصاص بين المحكمة العليا ومجلس الدولة".
وتعد هذه الفقرة بمثابة شهادة ميلاد دستورية لمحكمة التنازع، إذ أن المشرع الدستوري كرس فيها الضمانة الأساسية لحسن سير النظام القضائي المزدوج، وذلك بتأسيسه محكمة التنازع فقد أوكل لها اختصاص تحكيمي محدد، وهو الفصل في حالات تنازع الاختصاص بين المحكمة العليا ومجلس الدولة.
كما نجد أن المادة 153 من الدستور تنص على: " يحدد قانون عضوي تنظيم المحكمة العليا، ومجلس الدولة، ومحكمة التنازع، وعملهم واختصاصاتهم الأخرى".
وقد نصت هذه المادة على أن الثوب الذي يفرغ فيه نظام محكمة التنازع يكون في شكل قانون عضوي، إلا أن ما جاء في آخرها " من شأنه إثارة عدة تساؤلات قانونية بالمقارنة الاختصاص المحدد سالفا الذكر والوارد في المادة 152/4 من دستور 96.
الفرع الثاني:الأساس القانوني
يتمثل الأساس القانوني لمحكمة التنازع في القانون العضوي 98-03 المؤرخ في 3 يوليو 1998، والمتعلق باختصاصات محكمة التنازع وتنظيمها وعملها ويعد بطاقة تعريفها، وقد تم عرضه على المجلس الدستوري لمراقبة مطابقته للدستور طبقا لنص المادة 123/2 من الدستور، وتمت المصادقة عليه من قبل المجلس الشعبي الوطني في جلسته المنعقدة في 3 فبراير 1998، ومصادقة مجلس الأمة في جلسته المنعقدة في 3 مايو 1998ونلاحظ انه من خلال تفحص أولي لهذه البطاقة القانونية نجد أنه تكتنفها عدة نقائص منهجية، شكلية وإجرائية وموضوعية.
• من حيث منهجية القانون العضوي 98-03:المتمثلة في سوء ترتيب وتقسيم مواده حسب مواضيع محددة تسهل فهمه، ويتمثل هذا النقص في عدم تخصيص فصل لاختصاصات محكمة التنازع رغم أن المادة 153 من دستور 96 نصت صراحة على ذلك، وان القانون العضوي 98-03 هو بذاته نص على ذلك في المادة الأولى التي نصت على:" يحدد هذا القانون العضوي اختصاصات محكمة التنازع وتنظيمها وعملها طبقا لأحكام المادة 153 من الدستور".
وقد تضمن القانون العضوي 98-03 على 35 مادة مقسمة إلى 5 فصول: حيث أن الفصل الأول يتكون من 4 مواد تتضمن أحكام عامة، ويتشكل الفصل الثاني من 7 مواد تتعلق بتشكيلة محكمة التنازع، أما الفصل الثالث فيحتوي على 3 مواد مخصصة لعملها، والفصل الرابع من 19 مادة وتشمل الإجراءات المتبعة أمامها، أما الخامس فمن مادتين تتعلقان بالأحكام الانتقالية والختامية.
وفضلا عن ذلك وعلى سبيل المثال المواد 3،15،16،17/2،18 كلها تتعلق بمجال اختصاص محكمة التنازع، لكنها وردت في الفصل المعنون بالإجراءات -باستثناء المادة 3 فقد وردت في الفصل الأول- كما وردت المواد 30،31،32 المتعلقة بقرارات محكمة التنازع .
• من الناحية الإجرائية: أنه لم يحترم ترتيب تأشيرات أي الترتيب بين مصادقة البرلمان ورأي المجلس الدستوري على القانون العضوي، حيث أن المشرع رتب مصادقة البرلمان بعد رأي مجلس الدستوري، فإنه لم يراعي في ذلك أحكام المادة 165/2 من الدستور التي تقر صراحة أن المجلس الدستوري يبدي رأيه وجوبا في دستورية القوانين العضوية بعد أن يصادق عليها البرلمان .
• من الناحية الموضوعية: فيمكن ملاحظة سوء توظيف المصطلحات القانونية فمثلا في عنوان القانون العضوي وبعض أحكامه، فباعتبار أن المشرع باستعماله في عنوان القانون العضوي وعنوان الفصل الثالث والمادتان الأولى و14 المصطلحات ""صلاحيات"، ""سير""، و ""تسيير" فإنه لم يعبر بأمانة عن المصطلحات المقابلة لها الواردة في المادة 153 من الدستور.
كما نلاحظ الاختلاف بين عبارتين ""تنازع الاختصاص" الواردة في المادة 152 من دستور96 وعبارة "منازعات الاختصاص" التي وردت في نص المادة3 من القانون العضوي 98-03، فشتان بين العبارتين لغة واصطلاحا.
كما عيب على المادة3 من القانون العضوي 98-03 التعبير المطل فقد حددت مجال اختصاص محكمة التنازع في الفصل في تنازع الاختصاص بين الجهات القضائية الخاضعة للنظام القضائي العادي والجهات القضائية الخاضعة للنظام القضائي الإداري فكان من الأفضل قول: تنازع الاختصاص بين جهات القضاء العادي وجهات القضاء الإداري.
وبالإضافة إلى المواد الموجودة في الدستور والموجودة في القانون العضوي 98-03 نجد أن هناك نصوص قانونية عامة لها علاقة بمحكمة التنازع، فهي تشمل النظام القانوني العام، والتي يستند غليها في القيام باختصاصاتها وهي تتمثل في:
1. الأمر 65-278 المؤرخ في 16-11-1965 والمتضمن التنظيم القضائي.
2. الأمر 66-154 المؤرخ في 8-6-1966 والمتضمن قانون الإجراءات المدنية المعدل والمتمم.
3. القانون 89-21 المؤرخ في 12-12-1989 المتضمن القانون الأساسي للقضاء المعدل والمتمم.
4. القانون 89-22 المؤرخ في 12-12-1989 المتعلق بصلاحيات المحكمة العليا وتنظيمها وسيرها المعدل والمتمم.
5. القانون العضوي 98-01 المؤرخ في 30-5-1998 المتعلق باختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه وعمله.
6. القانون 98-02 المؤرخ في 30-5-1998 المتعلق بالمحاكم الإدارية .

المطلب الثالث: خصائص محكمة التنازع.

بناءا على النصوص القانونية السالفة الذكر المتعلقة بالنظام القانوني لمحكمة التنازع يمكن أن نستنتج أن محكمة التنازع تتمتع بجملة من الخصائص تميزها عن بقية المؤسسات الدستورية المستحدثة من قبل الدستور 96 ومن أهمها:
1. أن محكمة التنازع تابعة للنظام القضائي باعتبارها مؤسسة قضائية دستورية مستقلة عن الجهات القضاء الإداري والعادي، وليست مؤسسة إدارية، تقع خارج هرمي التنظيمين القضائيين الإداري والعادي، ومن ثمة لها وضع متميز ومكانة خاصة.
2. تشكيلة أعضاءها يسودها مبدأ التناوب والتمثيل المزدوج بين قضاة القضاء العادي والقضاء الإداري.
3. إن قضاء محكمة التنازع قضاء تحكيمي محدد وليس باختصاص عام، فهو يقتصر على الفصل في حالات تنازع الاختصاص بين جهات القضاء الإداري وجهات القضاء العادي.
4. إن ملزم سواء لجهات القضاء الإداري أو العادي، ونهائي غير قابل لأي طعن .
المبحث الثاني: قواعد تنظيم محكمة التنازع:
سنتناول في هذا المبحث تشكيلة محكمة التنازع وكيفية سيرها ولهذا ارتأينا تقسيم هذا المبحث إلى مطلبين هما:
المطلب الأول: تشكيلة محكمة التنازع.
المطلب الثاني: تسير محكمة التنازع
المطلب الأول: تشكيلة محكمة التنازع.
لقد تناولت المواد من 5الى 10 من القانون العضوي 98-03 المتعلق بمحكمة التنازع أعضاء محكمة التنازع و من خلالها يمكن القول أن تشكيلها يسوده مبدأ التمثيل المزدوج و مبدأ التناوب بين قضاة القضائيين الإداري والعادي وعلى هذا الأساس تتشكل من عدة أعضاء هم: رئيس محكمة التنازع, قضاة المحكمة ومحافظ الدولة.
الفرع الأول: رئيس محكمة التنازع
خلافا للوضع في فرنسا حيث يتولى وزير العدل رئاسة محكمة التنازع، فان رئيس محكمة التنازع بالجزائر يعد قاضيا والذي يتم تعينه لمدة 3 سنوات بالتناوب من بين قضاة المحكمة العليا أو مجلس الدولة، وهذا ما جاء في نص المادة 7 من القانون العضوي 98-03 والتي تنص على:" يعين رئيس محكمة التنازع لمدة 3 سنوات بالتناوب من بين قضاة المحكمة العليا أو مجلس الدولة من قبل رئيس الجمهورية بالاقتراح من وزير العدل و بعد الأخذ بالرأي المطابق للمجلس الأعلى للقضاء" .
الفرع الثاني: قضـاة المحكمة
إضافة رئيس المحكمة تتشكل محكمة التنازع من 6 قضاة نصفهم من قضاة المحكمة العليا (القضاء العادي)، ونصف الآخر من قضاة مجلس الدولة (القضاء الإداري)أي المستشارين في مهمة عادية. ويضفي تشكيل محكمة التنازع على النحو السابق الطابع التحكيمي لها.
ويتم تعيين أعضاء المحكمة التنازع بمرسوم رئاسي صادر عن رئيس الجمهورية كما هو الحال بالنسبة لرئيس المحكمة وهذا ما جاء به نص المادة 8 من القانون العضوي:" يعين نصف عدد قضاة محكمة التنازع من بين قضاة المحكمة العليا، والنصف الآخر من بين قضاة مجلس الدولة، من قبل رئيس الجمهورية باقتراح من وزير العدل وبعد الأخذ بالرأي المطابق للمجلس الأعلى للقضاء".
الفرع الثالث: محافظ الدولة
إضافة إلى تشكيلة محكمة التنازع المؤلفة من7 قضاة بما فيهم الرئيس (المادة 5)يعين بالمحكمة محافظ الدولة ومساعد له، وهذا جاء في النص المادة 9 من القانون العضوي:" إضافة إلى تشكيلة محكمة التنازع المبينة في المادة 5 أعلاه، يعين قاض بصفته محافظ دولة و لمدة 3 سنوات من قبل رئيس الجمهورية باقتراح من وزير العدل وبعد الأخذ بالرأي المطابق للمجلس الأعلى للقضاء لتقديم طلباته وملاحظاته الشفوية.


يعين حسب نفس الشروط المذكورة في الفقرة الأولى أعلاه ولنفس المدة محافظ دولة مساعد.
يقدم محافظ الدولة ومحافظ الدولة المساعد طلباتهما وملاحظاتها الشفوية ".
إلا أن القانون هنا لم يبين جهة انتماء محافظ الدولة ومساعده كما هو عليه بالنسبة لقضاة محكمة التنازع, وهذا من شأنه المساس بمبدأ ازدواجية التمثيل والتناوب، كما انه لم يبين مدى التأثير القانوني للرأي المطابق للمجلس الأعلى للقضاء على المرسوم الرئاسي المتضمن تعيين قضاة محكمة تنازع في حالة عدم الحصول على الرأي المطابق للمجلس الأعلى للقضاء .
الفرع الرابع: كتابة الضبـط
كتابة الضبط التي يتولاها كاتب الضبط رئيسي يعد قاضيا يعين من قبل وزير العدل، إلا أنه لم ينص صراحة على ذلك في المادة 10من القانون العضوي 98-03 التي نصت على: " يتولى كتابة ضبط محكمة التنازع كاتب ضبط رئيسي يعين من قبل وزير العدل"، على خلاف كاتب الضبط الرئيسي بمجلس الدولة الذي نص صراحة على أن يكون قاضيا وفقا للمادة 16 من القانون العضوي 98-01 المتعلق بمجلس الدولة ، حيث نصت على:" لمجلس الدولة كتابة ضبط يتكفل بها كاتب ضبط رئيسي يعين من بين القضاة، بمساعدة كاتب ضبط، وذلك تحت سلطة رئيس مجلس الدولة".
وقد وضع وزير العدل تحت تصرف رئيس محكمة التنازع الموظفين والوسائل الضروري لتمكن من تسييرها، وهذا ما أشارت إليه المادة 11 من القانون العضوي98-03.
المطلب الثاني: عمل محكمة التنازع.

وتتلخص قواعد سير محكمة التنازع فيما نصت عليه المادتان 12 و13 من القانون العضوي 98-03 اللتان جاء فيهما انه لصحة مداولات محكمة التنازع يجب أن تتشكل من 5 أعضاء على الأقل من بينهم عضوان من المحكمة العليا وعضوان من مجلس الدولة برئاسة رئيس محكمة التنازع، وفي حالة حدوث مانع لحضور هذا الأخير يخلفه القاضي الأكثر اقدمية دون أن تبين مصدر انتمائه، إذ يحتمل أن يكون القاضي الأكثر اقدمية لا ينتمي إلى الجهة القضائية التي ترأس محكمة التنازع، وهذا لا يخدم مبدأ التناوب خاصة أنهم كلهم خاضعون للقانون الأساسي للقضاء، وعليه فانه من الأفضل لفكرة التناوب في حالة وجود مانع لرئيس محكمة التنازع أن يخلفه القاضي الأكثر اقدمية ضمن القضاة الممثلين لنفس الجهة التي ينتمي إليها الرئيس.
أما المواد 27، 28 و29 من القانون العضوي 98-03 فنصت على أن محكمة التنازع تعقد جلساتها
بدعوة من رئيسها وهو الذي يسهر على ضبط الجلسة.
كما تفصل في الدعاوي المرفوعة أمامها بمقتضى قرارات تتخذ بأغلبية الأصوات، وفي حالة تساويها يرجح رأى الرئيس وهذا خلال مدة 6 أشهر ابتداءا من تاريخ تسجيلها، كما أحالت المدتان13و14 إعداد النظام الداخلي لمحكمة التنازع والموافقة عليه إلى أعضائها والذي يحدد كيفية عملها خاصة استدعاء الأعضاء وتوزيع الملفات وكيفية إعداد التقارير .
المبحث الثالث: اختصاصات محكمة التنازع وإجراءات المتبعة.
باعتبارها هيئة قضائية فان اختصاص محكمة التنازع يكمن في النظر والفصل في تنازع الاختصاص، حيث تنص المادة 15 من القانون العضوي 98-03 على ما يلي:"لا ترفع أمام محكمة التنازع إلا المواضيع المتعلقة بتنازع الاختصاص".
ولدراسة هذا يجب تحديد معيار ذلك الاختصاص والإجراءات المتبعة أمامها ولهذا ارتأينا تقسيم هذا المبحث إلى مطلبين:
المطلب الأول: من حيث الاختصاص.
المطلب الثاني: من حيث رفع الدعوى والفصل فيها.
المطلب الأول: من حيث الاختصاص.
انطلاقا من المادتين 152/4 و153 من دستور 96، والمواد رقم 15الى18 من القانون العضوي 98-03 المتعلق بمحكمة التنازع، يستخلص أن اختصاص محكمة التنازع خاص ومحدد قانونا، يقتصر على حل مسالة تنازع الاختصاص بين درجات القضاء العادي والإداري دون التطرق إلى الموضوع الدعوى المنشورة أمامها إلا في حالة ما إذا كان النظر في الموضوع ضروري لتحديد الجهة القضائية المختصة.
ويمكن تحديد اختصاص محكمة التنازع من الناحية العضوية ومن الناحية الموضوعية والذي يتمثل في:
الفرع الأول: من الناحية العضوية.
لا تختص محكمة التنازع بالنظر بتنازع الاختصاص بين جبهات القضاء الإداري فيها بينها، أو جهات القضاء العادي فيما بينها، إذ يخضع الأمر بهذا الصدد إلى أحكام تنازع القضاة طبقا لقانون الإجراءات المدنية.
لقد نصت م152/4 من دستور على أن:" تؤسس محكمة تنازع تتولى الفصل في حالات تنازع الاختصاص بين المحكمة العليا ومجلس الدولة".
ومع ذلك فان القانون العضوي98-03 قد وسع من نطاق ذلك الاختصاص، حينما نص في مادة 03 منه على:" تختص محكمة التنازع في الفصل في منازعات الاختصاص بين الجبهات القضائية الخاضعة للنظام القضائي العادي الجبهات القضائية الخاضعة للنظام القضائي الإداري حسب الشروط المحددة في هذا القانون" .
وعليه فان اختصاص محكمة التنازع إنما يطال وينصب على التنازع في الاختصاص القائم بين مختلف هيئات القضاء العادي والإداري: المحاكم الإدارية ومجلس الدولة من ناحية، والمحاكم والمجالس القضائية والمحكمة العليا من ناحية أخرى.
الفرع الثاني: من الناحية الموضوعية.
كما هو الحال في فرنسا ومصر, فان اختصاص محكمة تنازع بالجزائر يتعلق وينصب على مختلف صور وأشكال التنازع وهي تتمثل في :"تنازع ايجابي، تنازع السلبي، تناقض الأحكام ونظام الإحالة.
أولا:التنازع الايجابي:وتتمثل هذه الحالة في تمسك كل من جهتي القضاء العادي والقضاء الإداري باختصاصها في نفس النزاع موضوعا و أطرافا. إلا أن هذا التعريف الذي نصت عليه م16 ق.ع يتعارض مع الغاية الأساسية المبتغاة من تكريس الازدواجية القضائية والمتمثلة في وجود قضاء إداري مختص مبدئيا دون سواه بالفصل في النزاعات الإدارية واستبعاد القضاء العادي في ذلك.
إن شروط تحقيق هذه الحالة لا يمكن إطلاقا تصورها عمليا والمتمثلة في:
• القضاء المزدوج لجهات القضاء العادي والإداري باختصاصها في الفصل في نفس النزاع، كأن يقضي مجلس الدولة باختصاصه في نفس القضية التي تقضي المحكمة باختصاصها فيها أيضا .
• وحدة النزاع من حيث الأطراف والموضوع وقد ورد هذا في المادة 16/2: "يقصد بنفس النزاع عندما يتقاضى الأطراف بنفس الصفة أمام جهة إدارية وأخرى قضائية، ويكون الطلب مبنيا على نفس السبب ونفس الموضوع المطروح أمام القاضي".
ثانيا: التنازع السلـبي:ويتجلى في حالة إصدار كل من القضاء العادي والقضاء الإداري حكمين بعدم اختصاصهما بنظر ذات النزاع، ومثاله أن يرفع شخص دعوى أمام القضاء العادي فيقضي بعدم اختصاصه، فيتوجه إلى القضاء الإداري ليرفع أمامه ذات النزاع فيحكم بعدم اختصاصه كذلك.
ومن ثم فان التنازع السلبي يقوم كما جاء في المادة 16في حالة قضاء جهة القضاء العادي والقضاء الإداري بعدم الاختصاص في نفس النزاع موضوعا وأطرافا .
ومن هنا سنتخلص شروط التنازع السلبي والمتمثلة:
1-إصدار كل جهة من القضائين العادي والإداري حكمين بعدم اختصاصهما في الفصل في نفس
الدعوى على أساس آن موضوعها يدخل ضمن اختصاص القضاء الآخر.
2-أن تتحقق وحدة الدعوى من حيث الأطراف والموضوع والطلبات.

ثالثا:حالة تناقض الأحكام:وهي تعني وجود حكمين متناقضين صدرا في موضوع دعوى واحدة احدهما عن محكمة عادية والآخر عن محكمة إدارية. الأمر الذي يترتب عنه إنكار للعدالة
وقد نصت المادة17/02 ق.ع على: "وفي حالة تناقض أحكام النهائية ودون مراعاة للأحكام المنصوص عليها في الفقرة الأولى أعلاه، تفصل محكمة التنازع بعدي في الاختصاص".
ويقوم هذا الشكل على توافر الشروط التالية:
• صدور قرارين نهائيين عن كل من مجلس الدولة ومحكمة النقض فصلا في نفس النزاع
• أن ينصب النزاع على الموضوع لا على الاختصاص.
• أن يتناقض القراران فيما قضيا بصفة تؤدي إلى إنكار العدالة، وهنا على محكمة التنازع وبخلاف اختصاصها التحكيمي الأصيل في مسألة تنازع الاختصاص مجبرة على التصدي لموضوع النزاع بصفة سيادية لتفصل محددة الجهة القضائية المختصة بالفصل فيه، ومن ثمة إبطال قرار الجهة القضائي غير المختصة نوعيا وتثبيت قرار الجهة القضائية المختصة نوعيا .
ومنبت هذه الحالة في فرنسا هي قضية rosai والتي صدر عقبها قانون 20-04-1932 الذي نظمها، وتتمثل وقائع هذه القضية في أن السيد روزاي ركب سيارة يقودها صديق له وأصيب بجروح إثر اصطدام مع سيارة تابعة للجيش. رفع دعوى أمام المحكمة المدنية طالبا التعويض، رفضت هذه الأخيرة دعواه على أساس أن الضرر كان بسبب سيارة تابعة للجيش (مرفق عام)، رجع أما محكمة الإدارية التي بدورها رفضت دعواه على أساس أن مسؤولية الضرر تعود لسائق السيارة الخاصة إذ نتج عن هذه القضية صدور حكمين متعارضين من جهتين قضائيتين عادية وإدارية وأصبح المتقاضي في حالة إنكار للعدالة نتيجة عدم إنصاف السيد روزاي وجبر الضرر الذي لحقه ولتغطية هذه الوضعية أصدر المشرع الفرنسي القانون السالف الذكر وأجاز للمتقاضي اللجوء لمحكمة التنازع لكي تفصل في الموضوع بحكم نهائي غير قابل للطعن .
رابعا: نظام الإحالة:يشكل نظام الإحالة طريقة لتفادي التنازع أي السعي لإيجاد حل للنزاع المحتمل قبل حدوثه، حيث تنص المادة 18 ق.ع:" إذا لاحظ القاضي المخطر في خصومة أن هناك جهة قضائية قضت باختصاصها أو بعدم اختصاصها، وأن قراره سيؤدي إلى تناقض في أحكام قضائية لنظامين مختلفين. يتعين عليه إحالة ملف القضية بقرار مسبب غير قابل لأي طعن إلى محكمة التنازع للفصل في موضوع الاختصاص، في هذه الحالة تتوقف كل الإجراءات إلى غاية صدور قرار محكمة التنازع.
عند الإحالة يتعين على كاتب الضبط للجهة القضائية المخطرة إرسال نسخة من قرار الإحالة إلى محكمة التنازع مصحوبة بكل الوثائق المتعلقة بالإجراءات في أجل شهر ابتداءا من تاريخ النطق بهذا القرار".
وعليه فإن هذه الحالة تقوم على الشروط التالية:
• صدور حكم قضائي بالاختصاص أو بعدم الاختصاص صادر عن جهة قضائية تابعة لنظام قضائي آخر يختلف عن النظام الذي يتبعه قاضي الإحالة.
• تقدير قاضي الإحالة أنه في حالة فصله في الدعوى فإن حكمه سيكون متناقضا مع الحكم الصادر عن القاضي الآخر.
وهكذا فإن نظام الإحالة له طابع وقائي، كما يهدف إلى تبسيط الإجراءات وتوفير الجهد والوقت بالنسبة للمتقاضين بموجب قرار مسبب غير قابل لأي طعن .

المطلب الثاني: من حيث رفع الدعوى والفصل فيها.
وقد نصت المواد 17على 21 من القانون العضوي98-03 على الإجراءات المتبعة، حيث ترفع الدعوى أمام محكمة التنازع بموجب عريضة خلال أجل معين.ويجب أن تستوفي الشروط الأساسية وهي:
1. أن تكون العريضة مكتوبة تودع وتسجل بكتابة الضبط طبقا للمادة19 من القانون 98-03.
2. أن تكون موقعة من طرف محام معتمد لدى المحكمة العليا ولدى مجلس الدولة، أما بالنسبة للدولة أي السلطات الإدارية المركزية فيجب التوقيع العريضة من طرف الوزير المعني أو من طرف موظف مؤهل لهذا الغرض، وبالنسبة للجماعات العمومية الأخرى ( الولايات والبلديات) والمؤسسات العمومية، فإن تمثيلها يكون من طرف الشخص المؤهل قانونا (الوالي، رئيس البلدية والمدير)، وإن كان ذلك لا يعفيها من ضرورة تمثيلها بمحام وهذا ما جاء في المادة 20.
3. أن تكون العريضة مرفقة بعدد النسخ حسب الأطراف الواجب تبليغهم، وفي حالة الإخلال بهذا الشرط، تنذر كتابة ضبط محكمة التنازع الطرف المعني لتقديم عدد النسخ اللازمة في أجل شهر، وإلا ترتب على ذلك عدم قبول العريضة وبالتالي الطعن وهذا ما جاء في المادة 21.
أما بالنسبة للأجل المحدد لرفع الدعوى فنجده يختلف فبالنسبة لحالات وأنواع التنازع الثلاث (التنازع الإيجابي، السلبي وتناقض الأحكام) فترفع الدعوى أمام محكمة التنازع في اجل شهرين من تاريخ الذي يصبح فيه القرار الأخير نهائيا أي غير قابل للطعن.


أما في حالة الإحالة فيتعين على كتابة ضبط الجهة القضائية أن ترسل قرار الإحالة مصحوبا بكل الوثائق على محكمة التنازع في اجل شهر واحد من تاريخ النطق بالقرار.
وبعد إخطار رئيس محكمة التنازع بالنزاع يقوم بتعين أحد قضاة المحكمة مستشارا مقررا ليقدم تقريره كتابيا إلى كتابة الضبط قصد إرساله إلى محافظ الدولة ، ويجب على الطرف المبلغ إليه الرد خلال شهر إذا كان مقيما بالجزائر وخلال شهريين إذا كان مقيما بالخارج من تاريخ التبليغ ، وفي حالة عدم الرد ينذره المستشار المقرر ويمهله مدة شهر أخر من تاريخ منحه الأجل .
تعقد المحكمة جلساتها بدعوة من رئيسها في تشكيلة تضم خمسة أعضاء على الأقل –من بينهم عضوان من مجلس الدولة وعضوان من المحكمة العليا - لنظر في النزاع ويترأس الجلسة رئيس محكمة التنازع ويضبطها طبقا لقانون الإجراءات المدنية ويتم استخلافه لوجود مانع من طرف القاضي الأكثر أقديمة.
وبعد تلاوة تقرير المستشار، يمكن للأطراف أو محاميهم تقديم ملاحظاتهم الشفوية، ثم تسمع مذكرة محافظ الدولة.
تصدر قرارات محكمة التنازع بأغلبية الأصوات مع ترجيح صوت الرئيس في حالة التساوي، وذلك خلال 6 أشهر من تاريخ تسجيل الدعوى فيها .
وتصدر محكمة التنازع قراراتها باسم الشعب الجزائري، ويجب أن تشمل أسماء الأطراف والمستندات الرئيسية المؤشر عليها والنصوص المطبقة وعند الاقتضاء طلبات الأطراف. وتكون قراراتها مسببة وتذكر بها أسماء القضاة المشاركين في اخذ القرار وكذا اسم محافظ الدولة. ويوقع الرئيس والمستشار المقرر وكاتب الضبط على الأصل ( المادة 30).
ويتم تبليغ قراراتها من طرف كتابة الضبط إلى الأطراف المعنية في أجل أقصاه شهر من تاريخ النطق به، وفي حالة الإحالة تقوم كتابة الضبط بإرسال ملف القضية مرفقة بنسخة من القرار إلى الجهة القضائية التي كانت قد أحالت القضية طبقا للمادة 18 من القانون العضوي 98-03.
والقرارات التي تصدرها محكمة التنازع غير قابلة لأي طعن، وهي ملزمة لقضاة النظام القضائي سواء الإداري أو العادي

محب بلاده
2010-12-06, 23:54
اسم العضو : hadil09
الطلب : بحث حول بنوك المعلومات وبحث حول المكتبات الرقمية بالمراجع
المستوى : اولى جامعي علوم اجتماعية
الاجل : 10 ايام
شكرا



بنوك المعلومات على الإنترنت

الغداء قبل الدواء! قول مأثور، لا يقلل من أهمية الأدوية، بقدر ما يوضح الأولويات في سلم الاحتياجات الإنسانية. وكما يحتل الزاد المرتبة الأهم في حاجات البشر، تحتل وفرة المعلومات المكانة الأولى لنجاح الأنشطة الإنسانية، وعلى رأسها البحوث العلمية والأكاديمية والدراسات، التي تخدم قطاع الأعمال والخطط الاقتصادية والإنمائية.
ولا يخلو أي بحث علمي من عنصرين أساسيين: أولهما تحديد وجهة البحث، وثانيهما تحديد أدواته.
وتكون المراجع العلمية على رأس تلك الأدوات، غالباً.
ولا تنحصر المراجع في الكتب، بل تشمل كل ما يطلعنا على المعلومات، التي توصل إليها من سبقونا في المجال الذي نتدارسه.
وبما أن الانطباع السائد عن الإنترنت مرتبط ارتباطاً وثيقاً بوفرة المعلومات، يصبح من الضروري والمنطق، التساؤل عن دور الشبكة في تعزيز أدوات الباحث ومساعدته في الوصول إلى المعلومات التي يحتاجها. وهذا هو موضوع هذه الصفحات.. هل يمكن استخدام الإنترنت في تعزيز جهود البحوث العلمية والأكاديمية، والدراسات التي تهم قطاع الأعمال وخطط ومشاريع التنمية ..؟ وإذا كانت الإجابة بالإيجاب، فما هو السبيل إلى ذلك..؟

إبرة في أكوام من قش

تعبير “البحث العلمي” فضفاض، لأنه لا يعني أكثر من الالتزام بقواعد علمية في تحديد المنهج المراد استخدامه في الدراسة المزمع البدء فيها. وقد يكون هدف الدراسة إبراز القضايا الفكرية في أدب نجيب محفوظ، أو البحث في تطبيقات جديدة لعلوم الهندسة الوراثية، أو إثبات العلاقة بين مستويات الدخل وصدق التمثيل الديمقراطي في مجتمع معين. وقد نبحث في التراث، أو في التركيبات السكانية، أو في علاقة السينما بنشر الوعي السياسي. ليس للبحث العلمي حدود. فلا يمكن تحديد نوع المعلومات المطلوبة بدون معرفة موضوع البحث، لذلك فإن ما نقدمه في السطور التالية، هو أدوات عامة، تقدمنا إلى قنوات ومصادر متنوعة لتوفير المعلومات. تضم الإنترنت، مثلاً، “كتالوجات” تعرض محتويات المكتبات المتخصصة الموجودة في الكليات والجامعات والمؤسسات الأكاديمية بأنواعها. وتضم أيضاً، “كتالوجات” توضح محتويات المكتبات العامة في الأحياء والمدن انظر موقع
WebCats
في العنوان التالي
www.lights.com/webcats (http://www.lights.com/webcats)
وكتالوجات أخرى ترشدنا لمقتنيات المكتبات التجارية التي تبيع كتبها في إصدارات إلكترونية ملفات نصية مخزنة على الكمبيوتر، أو كتب ورقية بالشكل التقليدي. وتحتوي إنترنت على مواقع تختص بتقديم أشكال محددة من المراجع، مثل الموسوعات العلمية، أو كتب الإحصاءات السنوية، التي تهتم برصد المتغيرات الاقتصادية والسكانية والحكومية في كل أقطار العالم، كما هو الحال في كتاب
The Book of Facts
الذي يصدر عن وكالة المخابرات الامريكية. أو كتاب المعلومات
Almanac
، وما شابهما. ويتخصص عدد من المواقع، في تجميع وتصنيف ما سبق نشره في المجلات والدوريات المتخصصة الدوريات والمجلات العلمية: الطبية والفلكية والاقتصادية الخ، لتقدمها لمن يحتاجها، نظير مقابل مادي، يتمثل في اشتراك سنوي أو رسوم محددة. وتتخصص خدمات في البحث عن المعلومة المطلوبة، وتتكفل بالعثور عليها، وإرسالها لمن يطلبها نظير مقابل مادي. ويمكن للبحث العلمي، الاستفادة من جميع تلك الوسائل.

المكتبات أولاً !

على الرغم من النمو الهائل في محتويات المكتبات الإلكترونية الموجودة على إنترنت، وانتقال عدة أطنان من أوراق الكتب، إلى نصوص نستطيع قراءتها على شاشة الكمبيوتر، إلا أن هذه الشبكة ما زالت بعيدة عن اليوم الذي تتحول فيه إلى بديل، أو منافس حقيقي، للمكتبات الفعلية التي تحفظ الكتب على الأرفف وتحميها بالأسقف والجداران. ولا يعود ذلك إلى بطء التقدم في الإنترنت ذاتها، بقدر ما يعود إلى تطور نشاط المكتبات، واستخدامها العديد من التقنيات الحديثة، بما فيها الإنترنت. فالمكتبات تستخدم الشبكة لعرض مقتنياتها على العالم بأسره. فإذا أردت التأكد من وجود مخطوط نادر في مكتبة جامعة الإسكندرية، فلن تحتاج للسفر أو حتى للاتصال بالمكتبة، فالإنترنت يمكن أن تؤكد، أو تنفي، هذا الاعتقاد، وأنت في مكانك. لكن الأهم من ذلك، أن محركات البحث الخاصة بالمكتبات تحولت إلى أدوات، تتيح لنا التعرف على مراجع لم نكن نعلم بوجودها. فقد يخطر لك البحث عن كتاب محدد لمؤلف معين. وقد تستخدم اسم المؤلف في عملية البحث، فتكتشف أن له كتباً أخرى في المجال الذي تريده. وإذا قررت البحث في الموضوع، فقد تجد عشرات الكتب التي لم تكن تعلم بوجودها. وإذا كنت تبحث عن كتاب تعرف عنوانه ولا تعرف اسم مؤلفه، أو لا تعرف اسم دار النشر التي تبيعه، فقد تجد ضالتك في المعلومات التي تأتيك بها محركات البحث الخاصة بتلك المكتبات.

أين تجد المكتبات العربية المتخصصة

تبدأ أسرع وسيلة للوصول إلى كل مكتبات العالم الموجودة على إنترنت، بموقع

WebCATS
الذي أشرنا إلى عنوانه في السطور السابقة.
ويشمل الموقع عدة تصنيفات، أهمها اثنين :
الجغرافي
Geographical Index
، والنوعي
Library-Type Index.
. ويؤدي النقر فوق التصنيف الجغرافي إلى البحث عن المكتبات جغرافياً مكتبات بلد معين، بينما يقود النقر فوق التصنيف النوعي إلى البحث في المكتبات حسب نوعها مكتبات للقوات المسلحة، مكتبات الكليات والجامعات، مكتبات حكومية، مكتبات مدرسية، مكتبات طبية، مكتبات قانونية..الخ. ويلاحظ أن التصنيف النوعي يحتوي على بند يعرف باسم
Consortia
، خاص بالمكتبات المترابطة. والمقصود بهذا الوصف مجموعة من المكتبات، تتبادل الخدمات المكتبية فيما بينها، لتوفر خدمات أشمل مما تقدمه كل مكتبة على حدة، وتوجد كل رابطة، غالباً، داخل منطقة جغرافية واحدة. أما التصنيف الجغرافي، فيعرض لنا قوائم بأسماء القارات والمناطق الإقليمية الرئيسية في العالم، فنجد أفريقيا داخل تصنيف مستقل، وكذلك آسيا، بينما يندمج الشرق الأوسط مع أوربا داخل تصنيف واحد. ويقودنا النقر على اسم المنطقة الجغرافية إلى تضييق نطاق البحث، حتى نصل إلى الدولة المطلوبة. وسواء استخدمت التصنيف الجغرافي، أو التصنيف النوعي، فلن تجد حضوراً عربياً، سوى لمصر تقود قنوات التصنيف الجغرافي إلى 88 مكتبة عامة ومتخصصة، مصرية. وإذا كان هذا الأمر لا يعني غياب المكتبات العربية الأخرى عن إنترنت، إلا أنه يعني أن مكتباتنا لا تدرك أهمية وجودها داخل دليل موحد للمكتبات العالمية على الشبكة. ويعتبر الموقع المذكور، واحداً من أهم إن لم يكن أهم المواقع الخاصة بالمكتبات على الإنترنت. ولم نجد في التصنيف النوعي تحت قائمة المكتبات الجامعية، حتى للمكتبات المصرية، سوى مكتبة الجامعة الأمريكية بالقاهرة. والطريف في الأمر أن الأدوات متاحة للمكتبات الراغبة في الانضمام، فتبدو مكتباتنا العربية، وكأنها تنأى بنفسها عن التعريف..!
وعلى الباحث عن مواقع المكتبات باستثناء
WebCAT
، استخدام الطرق التقليدية في البحث، أي اللجوء إلى محركات البحث المعروفة، وخاصة التي تتعامل مع العالم العربي واللغة العربية. جرب محرك البحث
www.alltheweb.com (http://www.alltheweb.com/)
، وسيقودك إلى العديد من المكتبات العربية، منها مكتبة بنك البحرين الوطنية العامة، وهي واحدة من المكتبات العربية الخليجية التي تضع كتالوجاً لمقتنياتها من الكتب والدوريات على إنترنت. وسيقودك، أيضاً، إلى مكتبة المجمع الثقافي في أبوظبي دار الكتب الوطنية، التي تندرج تحت عنوان المجمع الثقافي في أبوظبي www.cultural.org.ae/arabic/arabic.htm (http://www.cultural.org.ae/arabic/arabic.htm)
، وهي مكتبة عامة تضع كتالوجاً، على الإنترنت، مكوناً من 170 ألف عنوان عربي و 45 ألف عنوان أجنبي. وتسمح بالبحث بالعنوان، أو باسم المؤلف، أو بالموضوع.

من أين نبدأ ؟

البداية المنطقية، هي البحث في نطاق التخصص. فإذا افترضنا، مثلاً، أن الباحث يريد الاطلاع على مواضيع تتعلق بتطور وسائل الإعلام العربي ، فقد يجد أن أنسب بداية، هي البحث داخل مكتبات كليات الإعلام في الجامعات العربية. جرب الانتقال إلى موقع
WebCATS
وانقر فوق التصنيف الجغرافي الذي سيبدأ بالقائمة الأفريقية، وعلى رأسها مصر. انقر فوق اسم مصر
Egypt
، لتجد نفسك أمام أسماء سبعة مصادر للمكتبات المصرية معروضة بالإنجليزية. انقر فوق سادسها
Egyptian Cabinet Information and Decision Support Center
، لتنتقل إلى واجهة هذا المركز. تحول إلى الواجهة العربية، بالنقر فوق عبارة “اللغة العربية”، وانقر في أسفل هذه الواجهة، على “زر” شبكة المكتبات، لتجد نفسك وجهاً لوجه، أمام شبكة المكتبات المصرية. وتستطيع، بالطبع، اختصار الطريق السابق، والتوجه مباشرة إلى الشبكة المصرية، بكتابة العنوان التالي:
http://www.topteamclub.net/link/199195522601/ (http://www.topteamclub.net/link/199195522601/)
تخبرك هذه الصفحة أنك تستطيع البحث في كتالوجات 88 مكتبة فقط، من المكتبات المسجلة في الشبكة. لكن، يمكنك الحصول على بعض المعلومات العناوين وأرقام الهاتف الخ، عن المكتبات الأخرى المدرجة في الشبكة بالنقر فوق زر “اسم المكتبة” . جرب الانتقال إلى عنوان “ابحث عن المكتبة” لتختار منه الدرب الذي يقودك إلى وجهتك: إما عن طريق اسم المكتبة، أو نوع المكتبة، أو وفقاً للتوزيع الجغرافي على محافظات الجمهورية. انتقل إلى قائمة البحث وفقاً لنوع المكتبة، وانقر فوق كلمة “أكاديمية”. اختر من قائمة المكتبات الأكاديمية مكتبة كلية الأعلام – جامعة القاهرة.وتستطيع أيضاً، اختصار الطريق المذكور لتصل إلى هدفك مباشرة إذا عرفت عنوانه التالي: http://163.121.19.203/math_comm_arb.htm
وأهم ما يجب معرفته قبل البدء في استخدام محركات البحث الخاصة بالمكتبات العربية، هو ضرورة التعرف على الطرق التي يعمل بها المحرك. فقد تكتشف أن البحث عن مؤلف يتم بكتابة اسمه الأخير، وليس اسمه الأول. وقد تحتاج مع بعض المحركات، إلى كتابة الاسم الأخير، ثم تعقبه بفاصلة، تكتب الاسم الأول، وقد لا تحتاج للفاصلة للاسم الأول. المهم، أننا تعلمنا أن محركات البحث الخاصة بالمكتبات العربية تعمل بطرق مختلفة. ويندر، للأسف أن تجد موقعاً يرشدك للطرق التي يجب اتباعها عند استخدام محرك البحث.

الطريق المباشر للمعلومات

نستطيع أن نشبه “كتالوجات” المكتبات الموجودة على إنترنت، بقوائم الأطعمة التي تجدها في المطاعم. فالقائمة في المطعم تصف المأكولات التي يمكن أن تطلبها، لكنها لا تستطيع إشباعك! وكذلك كتالوج المكتبة. فهو يدلنا على مكان المعلومة، أو مصدرها، لكنه لا يأتينا بها. ونستطيع في المقابل، القول أن معرفة مصدر أو مكان المعلومة، هو نصف الطريق للوصول إليها. لكن ما يعنينا في السطور التالية، هو الحديث عن المنافذ التي تتيحها إنترنت للحصول على المعلومة المطلوبة، وليس اسم الكتاب أو المجلة أو الجريدة التي تتضمن تلك. ولو كنا نعيش في أوروبا أو الولايات المتحدة وكندا، لاستخدمنا الأسلوب الذي يعرف باسم
ILL
اختصاراً لتعبير
Inter Library Loan
، وهي الخدمة التي تسمح لمشترك في مكتبة عامة أو متخصصة، بالحصول على كتاب أو اكثر، من مكتبة أخرى، داخل الحي، أو الولاية، أو الدولة التي يقطن فيها. وتتولى مكتبة المنطقة التي يسكنها المشترك، أو مكتبة الكلية التي يدرس فيها ترتيب إجراءات هذه الخدمة، التي لا تكلف، في العادة، سوى رسوم إرسال وإعادة المادة المستعارة. وعلى الرغم من أننا لسنا في الغرب، فإن المغامرين ينجحون كثيراً، في الحصول على معلومات قيمة من المكتبات الغربية. إذا أردت مقالة منشورة في دورية أو جريدة متخصصة، جرب كتابة رسالة مهذبة إلى إحدى المكتبات التي تنتقيها من موقع
WebCATS
بالبريد الإلكتروني ، مستفسراً من مسؤول المكتبة عن إمكانية الحصول على صورة من، المقال، عن طريق الفاكس، أو البريد التقليدي، أو البريد الإلكتروني، مع إبداء استعدادك لدفع أية تكاليف يتطلبها ذلك. وقد تفاجأ بنسخة مجانية من المقالة، أو بخطاب يدلك على منفذ آخر يمكنك الحصول منه على المعلومة!! والأهم من ذلك أن ندرك أن أفضل من يمكن أن يرشدنا إلى المعلومات التي نبحث عنها، هم المتخصصون في علوم المكتبات
Liberians
الذين تجدهم بطبيعة الحال داخل المكتبات.

كيف تشتري المعلومات؟

إذا فشلت كل جهودك في الحصول على المعلومة المطلوبة بدون مقابل، ففي إنترنت منافذ تعرض خدماتها المعلوماتية، مقابل رسوم تدفع ببطاقات الائتمان، وغيرها من وسائل الدفع. ومن أشهر تلك المنافذ، الخدمة التي تعرف باسم
UnCover
. جرب البحث في قاعدة بيانات
UnCover
، عنوانها
http://uncweb.carl.org (http://uncweb.carl.org/)
، التي تحتوي على أرشيف لأكثر من 18 ألف مجلة علمية تعود حتى عام 1989.
ترسل هذه الخدمة، نسخاً من المادة المطلوبة، إما عن طريق الفاكس، أو كملف يمكن جلبه من الموقع في شكل صورة تحتوي على المادة المطلوبة، بهيئة
TIF.
ويفهم من ذلك، أن العاملين في الخدمة يقومون بمسح الصورة ضوئياً، ثم يبلغونك بالبريد الإلكتروني، أنها جاهزة للجلب، فتقوم أنت بالباقي. ولا يستغرق كل ذلك أكثر من ساعة أو ساعتين. وتختلف سعر المقالة باختلاف تكلفة حقوق المؤلف، وتكلفة الإرسال، بالإضافة إلى الرسوم التي تتقاضاها الخدمة. فهناك مقالات لا تكلفك شيئاً ومقالات يبلغ سعرها من 10 إلى 100 دولار. وستعرف سعر المقالة المطلوبة قبل أن تتخذ قراراً بشأن شرائها. ويعيب هذه الخدمة أن المستخدم لا يستطيع جلب كل ما هو موجود في قاعدة البيانات. فعلى الرغم من توفر المادة لديهم، إلا أنهم لا يملكون تصريحاً من أصحاب حقوق النشر بتوزيع كل الموجود. وتضطر أحياناً كثيرة، إلى الانتظار، حتى يبلغوك إن كان بإمكانهم إرسال المادة، أم لا.

توجد خدمات أخرى تقوم بجلب المعلومات المطلوبة من مصادر خارجية. فإذا كنت ترغب، مثلاً، في الحصول على نسخة من مقال منشور في مجلة متخصصة، لم تستطع الحصول عليها من الناشر، ترسل تلك الخدمات مندوبين يقومون بتصوير نسخة من المقالة من مكتبة عامة، أو متخصصة، ويرسلونها لك، إما بالفاكس، أو بطرق أخرى. جرب زيارة موقع http://www.docdel.com (http://www.docdel.com/)
، أو موقع
http://www.express.com (http://www.express.com/)
، مع ملاحظة أن نشاط هذه النوعية من الخدمات لا يقتصر على جلب المعلومات من المكتبات، وإنما يمتد إلى الاتصال بالنقابات المهنية ومنظمي المؤتمرات، وغيرها من المصادر ، بل يمكنها الاتصال بالمؤلف أو الناشر، إن لزم الأمر. وإذا أردت المزيد من هذه النوعية من الخدمات، جرب الانتقال إلى موقع
Association of Independent Information Professionals
على العنوان
http://www.aiip.org (http://www.aiip.org/)
، ثم انقر فوق عبارة
Membership Directory
ضمن العناوين الموجودة على الهامش الأيسر للصفحة، لتنتقل إلى قائمة بأسماء المنظمات التي تقدم خدمات معلوماتية. اختصر الوقت والجهد، للوصول إلى أسماء المنظمات التي تقوم بتوصيل المعلومة المطلوبة، بفتح قائمة تحرير
Edit
، ثم انقر فوق كلمة
Find
، واكتب داخل صندوق البحث عبارة
Document delivery
، فتنتقل إلى اسم أول شركة تقدم هذه النوعية من الخدمات. اضغط بعد ذلك، على مفتاح
Next
، لتنتقل إلى الشركة التالية، وهكذا، حتى تجمع أكبر عدد من أسماء هذه المؤسسات، وتزور ما تشاء منها.

لا تنس صاحبة الجلالة!

صاحبة الجلالة، لقب يطلقه الصحافيون على مملكة الصحافة، التي تدعى أيضاً، السلطة الرابعة، لتجسيد أهميتها في حياة المجتمع. وعلى الرغم من أن إنترنت تحولت إلى مصدر ثابت للعديد من الصحف العربية، التي نستطيع قراءتها، أو قراءة مختارات منها على الشبكة يومياً، إلا أن الصحافة الغربية هي التي استطاعت أن تحول ما يقدمه الحبر وورق المطابع إلى كنوز من المعرفة، يمكن العودة إليها في رصد الأحداث، التي تتحول، مع الأيام، إلى تاريخ. فالفارق ضخم، بين جريدة “نيويورك تايمز” التي تشتريها من بائع الجرائد في الشارع، وبين “نيويورك تايمز” الموجودة على شبكة إنترنت، إذ لا تكتفي الأخيرة بعرض أحداث اليوم، بل تقدم للباحث الأدوات التي تسمح بالوصول إلى خلفيات كل خبر. فإذا أردت مثلاً معرفة التطورات والأحداث التي انتهت بما يعرف باسم “حرب الخليج”، تقودك النسخة الإلكترونية بصحيفة نيويورك تايمز، إلى الخلف، بالقدر الذي تريده، حتى تصل إلى بدايات الحدث الذي تطور إلى الوضع القائم حالياً. جرب الانتقال إلى موقع الجريدة
http://www.nytimes.com (http://www.nytimes.com/)
، وانقر في صفحتها الأولى على أيقونة “الارشيف”
Archives
، ثم اكتب الكلمتين الشهيرتين
Gulf War
، لتجد أمامك ما لا يقل عن 1061 مقالاً عن الموضوع. وستقرأ تفسيرات غربية للأحداث، إلا أنها أفضل من لا شيء. ولا تقدم الجريدة هذه الخدمة مجاناً. ويمكن البحث عن المعلومة مجاناً، لكن قراءتها، أو إنزالها، أو طباعتها، تكلف الباحث دولارين ونصف الدولار، عن كل موضوع. وتتيح لنا “الطبعة التفاعلية” لجريدة التجارة ورجال الأعمال
The Wall Street Journal
خدمات بالغة التخصص، في مجال المعلومات المالية والتجارية، وما يتعلق منها بالبورصات وأسواق الأسهم والسندات، وهو أمر سنتطرق إليه لاحقاً، بشيء من التفصيل.
——————————————————–
أما إذا كان طلبك ينتمي إلى مجالات الصناعة والتكنولوجيا، فلا تفوتك زيارة موقع
Engineering Information Inc
.، الذي ترجع بداياته إلى عام 1884 ، وتمتع باشتراك تجريبي مجاني، لمدة شهر كامل:
www.ei.org (http://www.ei.org/)
، وينقسم الموقع السابق إلى ثلاث قرى، تختص كل منها بمجال معلوماتي محدد. وتتعامل الأولى مع المعلومات الهندسية، بينما تقدم الثانية خدماتها في مجال معلومات الكمبيوتر، وتختص الثالثة بقطاع صناعة الورق.
———————————————————
المال والأعمال

تلاشت مع سيادة الاتجاه إلى “العولمة” وسيطرة سياسات الاقتصاد الحر، الحدود أمام حركة الاستثمارات وتنقلات المال والتجارة. وازدادت بذلك، أهمية الدور الذي تلعبه وسائل الأعلام وعلى رأسها الصحف، المتخصصة في تحليل الأوضاع والتوجهات التجارية والمالية. وتتزعم تلك الصحف، جريدة “وول ستريت جورنال”، ذات التاريخ والصيت في تحليل أنشطة التجارة والمال، وتوجهات قطاع الأعمال. وبعد أن أصبحت إنترنت عنصراً مهماً من عناصر العولمة، كان طبيعياً أن تزداد أهمية الإصدارة الإلكترونية للجريدة، التي نجدها على الشبكة، تحت اسم
The Wall Street Journal Interactive Edition.
وبما أننا نتكلم عن قطاع يتعامل مع حسابات الربح والخسارة، على المستخدم دفع رسوم مقابل الخدمات التي يقدمها. وتفرض الخدمة رسماً شهرياً قدره 4 دولارات و95 سنتاً، أو رسماً سنوياً يصل إلى 49 دولاراً، أو أقل، إذا كان المستخدم مشتركاً في الطبعة الورقية للجريدة. ولا تقتصر المميزات التي نحصل عليها مقابل الاشتراك المذكور، على خدمات الإصدارة الإلكترونية للجريدة، وإنما يعطينا حق استخدام الخدمات التي تقدمها جريدتان شقيقتان، هما
Barons وsmartMoney.
ويحصل المشترك على تقارير مفصلة عن مجموعات عديدة من الشركات، كما يحق له استخدام مكتبة
Dow Jones Publication Library.
ويستطيع المشترك تصميم، أو تفصيل، الهيئة التي يريد أن يطالع بها الجريدة ، فيحدد أنواع المعلومات التي تهمه، ومصادرها، وطريقة عرضها، ليتحول هذا التحديد إلى شكل يجده في كل مرة يدخل الموقع. ويستطيع أيضاً، تصميم أكثر من شكل، أو هيئة، ليختار منها ما يشاء، في كل زيارة للموقع.
ألقي نظرة على خدمات الجريدة الشهيرة في العنوان التالي:
www.wsj.com. (http://www.wsj.com/)
وإذا لم تجد الخدمات السابقة كافية، وأردت ما هو أشمل وأعمق، فعليك بموقع
Dow Jones Interactive
، الذي يعتبر التوأم الأكبر لجريدة “وول ستريت جورنال”. وإذا كنت تطلب الأفضل، فتوقع أن تدفع أكثر. ولا يزيد الاشتراك السنوي على 29 دولاراً و95 سنتاً، لكنك مطالب بدفع دولارين و95 سنتاً، عن كل مقالة تقرؤها أو تجلبها أو تطبعها. وفي حالة استخدام طور البحث المتقدم، الذي يوفر لنا اختيارات إضافية تتعلق بهيئة المقالات التي تستخرجها، فستدفع بالإضافة إلى المبلغ المذكور، دولاراً لقراءة موجز لموضوع المقالة إذا استخدمت نصها الكامل. وتستطيع قبل اتخاذ قرار بشأن الاشتراك في هذه الخدمة، القيام بجولة استطلاعية، لتقييم فوائدها، بالنقر فوق دعوة التجول
Take a Tour
، التي تجدها أعلى الهامش الأيسر للصفحة الرئيسية، على العنوان التالي:
http://nrstg2p.djnr.com (http://nrstg2p.djnr.com/)
، ويضيف الموقع السابق إلى الخدمة الخبرية دراسات أكثر عمقاً، حول مركز وأنشطة الشركات القائمة، وتاريخ أسعار أسهمها، ووصلات إلى مواقع مهمة على الإنترنت، تعمل في مجال المعلومات التي تبحث عنها. وتحتاج محركات البحث التي تستخدمها المواقع السابقة، إلى شيء من التدريب الذي يمكن أن يستغرق عدة جلسات. فهي تستخدم أساليب عديدة منها الطرق المختصرة، لنقلك إلى المعلومة التي تبحث عنها.
ويلاحظ أنها تحفظ معلوماتها داخل مجموعات ضخمة من قواعد البيانات، وليس داخل قاعدة بيانات واحدة.
وعلى الرغم من وفرة الأدوات التي تجلب المعلومة بدون الحاجة إلى التنقل من قاعدة بيانات لأخرى، إلا أن الباحث قد يجد نفسه تائهاً في خضم القنوات المعلوماتية التي تربط قواعد البيانات المختلفة.
والحل الذي ينصح به الخبراء، هو قراءة الكتيب أو الكتيبات الخاصة بإرشادات البحث، ومنها ما قد تضطر إلى شرائه !!
ولا تنس قبل ترك المواقع الصحفية، تخصيص جزء من وقتك للبحث في الدوريات الأكاديمية المنشورة بهيئات إلكترونية. وقد تكون أفضل نقطة انطلاق في هذا الاتجاه موقع
e.Journal
، الذي تجده على العنوان التالي:
http://www.edoc.com/ejournal. (http://www.edoc.com/ejournal)

القانون وحيثياته

حيث أن كاتب هذه السطور لا يعرف عن القانون، سوى أن نصوصه تصف الممنوعات التي يؤدي تجاهلها إلى غياهب السجون، فإنه يرجو القارئ التعامل مع السطور التالية، بشيء من الحذر. ويقول المحنكون في العلوم القانونية أن أهم مواقع القضاء الغربي، الذي يفترض فيه براءة المتهم حتى تثبت إدانته هما موقعان، الأول
Lexis-Nexis
، الذي تجده على العنوان التالي:
http://www.lexis-nexis.com (http://www.lexis-nexis.com/)
والثاني هو
Westlaw
، الذي تصل إليه على العنوان التالي:
www.westlaw.com (http://www.westlaw.com/).
ولأن الجهل بالقانون لا يحميك من العقوبة فأول ما يجب معرفته عن الموقعين المذكورين هو ارتفاع تكلفة استخدامهما!! فالرسوم يمكن أن تكون باهظة. ويتوقف حجمها على الاتفاق الذي يتم التوصل إليه مع القائمين على الموقع، حيث تتوفر عدة طرق للدفع، تختلف باختلاف فئة المشتركين التي تنتمي إليها. فالعضو يمكن أن يكون شركة أو مؤسسة، كما يمكن أن يكون مكتباً للمحاماة، أو هيئة أكاديمية، أو حكومية، أو شخصياً مهتماً بالجوانب القانونية، لسبب معين. وتكفي لإعطاء صورة عن حجم المعلومات التي يضمها الموقع الأول، الإشارة إلى أن “الكتيب” الذي يصف قواعد بياناته يقع في 300 صفحة، مكتوبة بخط صغير وفراغات ضيقة بين السطور! وإذا كنت تبحث عن خدمات مجانية، جرب زيارة الموسوعة القانونية، التي تعرف باسم
Cornell Legal Research Encyclopedia
، على العنوان التالي، مع ملاحظة أن أجزاء من الموسوعة كانت لا زالت تحت التكوين عند زيارتنا لها:
www.lawschool.cornell.edu/lawlibrary/take1.html (http://%20www.lawschool.cornell.edu/lawlibrary/take1.html)

مراجع للجميع

تتوفر على إنترنت، إلى جانب المراجع المعلوماتية سالفة الذكر، مجموعة من المراجع شائعة الاستخدام، والتي باتت تعتبر من الثوابت المرجعية التي لا غنى لأحد عنها. فالقواميس والموسوعات العلمية والكتب السنوية. التي تعرض الإحصائيات والمعلومات الرئيسية عن بلدان العالم وأحداثه، تتيح لنا الرجوع إليها من وقت لآخر بسهولة كبيرة. ويضع موقع شركة صخر بين أيدينا “القاموس” ومعاجم لغوية عربية بالغة الأهمية. فالقاموس عربي-إنجليزي-إنجليزي-عربي، هو الوحيد، كما نعلم، الذي يوفر شروحاً للكلمة باللغة المقابلة، ويعطينا أيضاً، المرادفات والمتضادات للكلمة موضع البحث، سواء كانت عربية أو إنجليزية. كما أن سينما العرب في الموقع صخر، تعتبر المرجع الوحيد على الإنترنت، الذي يوفر لنا قاعدة بيانات غنية بالمعلومات، عن الأفلام العربية التي أنتجت بين عامي 1955 و1995. فإذا أضفنا إلى ذلك، مجموعة الموسوعات العلمية الغربية، والكتب السنوية للإحصاءات والمعلومات الرئيسية، بالإضافة إلى المواقع التي تتخصص في علوم الكمبيوتر والاتصالات، تصبح لدينا مكتبة ضخمة على إنترنت، نختار منها ما يناسب احتياجاتنا. فالشبكة توفر لنا ما لا يقل عن أربع موسوعات علمية شاملة، تتمتع بصيت وشهرة عالمية، بالإضافة إلى مجموعة من الموسوعات التي تتخصص في مجالات محددة، منها الجيد ومنها المتواضع. وتأتي في المقدمة في مجال الموسوعات الشاملة، الموسوعة البريطانية:
www.eb.com (http://www.eb.com/)
، تليها موسوعة
Grolier
، التي تندرج تحتها الموسوعة الامريكية
http://ea.grolier.com (http://ea.grolier.com/)
ثم موسوعة
Encarta:
http://encarta.msn.com (http://encarta.msn.com/)
، وموسوعة
Comptons
الموجهة بشكل أساسي للشباب:
http://www.comptons.com/school. (http://www.comptons.com/school)
ويتطلب استخدام الموسوعات الأربع المذكورة دفع مبلغ شهري أو سنوي، إلا أنها جميعاً، تمنحنا فترات تجريبية مجانية مدتها من أسبوع واحد لثلاثة أسابيع. ويستخدم محرك البحث الخاص بجريدة “نيويورك تايمز” قواعد بيانات الموسوعة البريطانية، بالإضافة لقواعد بيانات الجريدة، لكن العكس غير صحيح، أي أن الاشتراك في الجريدة يمكن أن يغنيك عن الاشتراك في الموسوعة. وتمتاز موسوعات إنترنت على النسخ الورقية والإصدارات التي تباع على أقراص مدمجة، بقابليتها للتحديث المستمر، واحتوائها على روابط تقود إلى مواقع أخرى على الشبكة، مختارة بعناية شديدة. وإذا أردت موسوعات مجانية، جرب الاطلاع على الموسوعة التي شيدها مؤسس إنترنت
Tim Berners-Lee
، وهي الموسوعة التي تعرف باسم
The World Wide Web Virtual Library
، على العنوان:
http://vlib.org. (http://vlib.org/)
وتجد في مجال البحث عن معاني ومصطلحات الكمبيوتر وإنترنت، عدة موسوعات وقواميس مجانية، من أفضلها NetLingo
، على العنوان
www.Netlingo.com، (http://www.netlingo.com/)
FOLDOC
، على العنوان
foldoc.doc.ic.ac.uk/foldoc (http://foldoc.doc.ic.ac.uk/foldoc).
وتلي الموسوعات في الأهمية، الكتب المرجعية العامة، مثل كتاب “حقائق العالم”، أو “حقائق عن العالم”
The World Factbook
، الذي يأتينا مباشرة، من مطابع المخابرات الأمريكية. وطالما أن المخابرات الأمريكية ترصدنا وتجمع عنا المعلومات، فلماذا لا نستفيد من بعض ما جمعته عنا؟! ويقسم الكتاب إلى عدد من الأبواب الرئيسية. ومنها الباب الجغرافي، وباب يتعلق بالسكان الحجم والتركيبة السكانية ومعدلات الولادة والوفاة، الخ، وباب عن الحكومات، ورابع عن اقتصاديات الدول، وخامس عن الاتصالات، وسادس عن المواصلات، وفصل سابع عن الأمور العسكرية، وثامن عن القضايا الإقليمية والدولية، يشمل النزاعات على الحدود وما شابهها. جرب زيارة موقع هذا المرجع السنوي المهم على العنوان التالي:
http://www.odci.gov/cia/publications/factbook. (http://www.odci.gov/cia/publications/factbook)
وتستطيع الانتقال من الموقع السابق إلى صفحات تحمل مطبوعات أخرى لوكالة الاستخبارات الأمريكية، أو إلى الموقع الرسمي للوكالة الشهيرة.
وإذا لم يعجبك كتاب الحقائق، فقد تجد بديلاً جيداً في كتاب
Almanac
السنوي، الذي تجده على العنوان التالي:
http://nscp.snap.com (http://nscp.snap.com/)
، ثم انقر على إحدى الفئات التي ترغب في البحث ضمنها. وقد تجد متعة في الشرح الذي يقدمه موقع مثل “كيف تعمل الأشياء”، الذي تختار من قوائمه الآلة، أو الجهاز الذي ترغب في فهم الطريقة التي يعمل بها، لتجد شرحاً لمكونات الآلة والجهاز وطريقة عملهما. لكن الأهم من ذلك، أنه يمكن لابنك أو أبنتك، إرسال سؤال إلى الموقع عن شئ معين، لتأتي الإجابة بعد أيام قليلة:
http://landau1.phys.virginia.edu/Education/Teaching/HowThingsWork/home.html. (http://landau1.phys.virginia.edu/Education/Teaching/HowThingsWork/home.html)

مطبوعات إلكترونية مجاناً!
تقل تكاليف نشر الكتب على إنترنت، عشرات المرات، عن تكاليف الكتب المطبوعة على الورق. فورق المطابع وحبرها وألوانها تكلف الكثير. كما أن توزيع الكتب الإلكترونية أسهل مئات المرات، من توزيع الكتب الورقية. لأن الكتب الإلكترونية موجودة داخل ملفات يمكن نسخها أينما كانت على الإنترنت، وإرسال النسخ إلى أقصى أرجاء الكرة الأرضية، خلال ثوان أو دقائق. أما الكتب المطبوعة، فتنقل بحراً، في طرود ضخمة، تتفاوت أوزانها باختلاف أحجام الكتب وعدد صفحاتها، ثم تنتقل إلى المكتبات وتوضع على الرفوف، تنتظر المشتري. وهذه الأسباب هي التي شجعت هجرة الكتب من الشكل الورقي إلى الهيئة الإلكترونية. وعلى الرغم من أن موجات الهجرة لا زالت في بداياتها، إلا أنها بدايات لا يمكن الاستهانة بها، أو تجاهلها. جرب زيارة الموقع الذي يعرف باسم
The Online Books Page
، ويضم أكثر من تسعة آلاف مطبوعة إلكترونية يمكن قراءتها أو نسخها مجاناً، وتشتمل على آلاف الأعمال الكلاسيكية الضخمةً مثل “الحرب والسلام” لتولستوي، و”الجريمة والعقاب” لدوستويفسكي، وآخرين من عمالقة الأدب العالمي، تتضمن مجموعة مهمة من الدوريات المتخصصة في مختلف العلوم. فنجد في مجال الاقتصاد
The American Economic Review
التي تصدر كل أربعة أشهر، ونجد في مجال الأدب، المجلة الشهرية
The Atlantic Monthly
، وفي مجال الفنون المجلة الأسبوعية الكندية
Eye Weekly
. جرب زيارة هذا الموقع المهم على العنوان التالي:
www.cs.cmu.edu/books.html. (http://www.cs.cmu.edu/books.html)
انتقل بعد ذلك إلى العنوان التالي:
www.books-on-line.com (http://www.books-on-line.com/)
، لزيارة موقع مجاني آخر للكتب الإلكترونية يعرف باسم
Books online
. جرب التنقل بين أرجائه وتصفح صفحاته، لتكتشف معنا أن كتاباً مثل
Philip and Alex’s Guide to Web Publishing
، الذي يباع في هيئته الورقية بأكثر من 40 دولاراً، يمكن نسخه من الإنترنت، وقراءته مجاناً.
إن أغلب ما قدمناه هو قليل من كثير، تزخر به إنترنت. إذ لم نتطرق إلى مجال المكتبات التجارية، التي يوجد منها عدد غير قليل عربية وأجنبية على الشبكة، اعتمادا منا على السهولة النسبية في العثور عليها بأساليب البحث التقليدية.ويوجد العديد من الدوريات المتخصصة التي يمكن الإشارة إليها بشكل اكثر استفاضة.

محب بلاده
2010-12-06, 23:58
مدخل إلى المكتبات الرقمية
أ. أحمد يوسف حافظ احمد
(http://informatics.gov.sa/writer.php?id=68) موجه أول المكتبات المدرسية – دولة الإمارات

لقد ساهمت التغييرات والتطورات المتلاحقة التي أحدثتها ثورة الاتصالات الحديثة والشبكات المتطورة والإنترنت في إبهار المستفيد وإثارته وتزويده بكم هائل ومتنوع من المعلومات ، الأمر الذى أدى إلى تسريع وتيرة التحول نحو الرقمنة Digitization وبالتالى الانتقال من حقبة سادت خلالها المكتبات والمصادر التقليدية إلى حقبة جديدة غزت خلالها المكتبات الحديثة العالم ومنها المكتبات المحوسبة والمهجنة وصولاً إلى المكتبات الرقمية والافتراضية عبر شبكات المعلومات والإنترنت كأحد روافدها الرئيسية .

إن المكتبات الرقمية قد تأثرت بالتكنولوجيا الحديثة، وأصبحت وسيطاً بين المستفيد ومصادر المعلومات الإلكترونية ، فالحواسيب وتقنيات الاتصال عن بعد والمتاحة في العديد من المكتبات الإلكترونية أصبح بإمكان المستفيد استخدامها للحصول على ما يريده من المصادر المتوافرة في قواعد البيانات وشبكات المعلومات المحلية والخارجية وقد وفرت مصادر المعلومات الإلكترونية للفرد إمكانية الاتصال والحصول على المعلومات التى تلبى حاجاته وهو في بيته ، أو فى عمله أو فى أى مكان وبمعنى آخر فإن مكتبة المستقبل هي المكتبة التي تحقق الوصول السريع والفوري للمعلومات عبر شبكات الاتصال بغض النظر عن مكان وجودها ، كما أنها لا تشغل حيزاً مكانياً واسعاً ولا تضم سوى التقنيات والأجهزة ومنافذ ومعدات الاتصال لربط المستفيد بقواعد وشبكات المعلومات أينما كانت ، لا سيما أن إدخال المزيد من التكنولوجيا لأتمتة وظائف المكتبة سيجعلها في النهاية مركزاً مفتوحاً في عصر بدأ يتجه نحو النشر الإلكتروني للإنتاج الفكري في مختلف حقول المعرفة مع توفير تسهيلات أكبر للوصول إلى المعلومات .

ويمكن القول أن المكتبات الإلكترونية ينظر إليها باعتبارها الأساس فى وجود الأنواع الأخرى من المكتبات الحديثة ، وهى الأساس لوجود المكتبات الرقمية التى أدت بدورها إلى إنشاء رابطة المكتبات الرقمية Digital Library Federation DLF عام 1995م والتى تتألف من مكتبة الكونجرس والأرشيف الوطنى الأمريكي ومكتبة نيويورك العامة ومجموعة من المكتبات الجامعية الأمريكية الكبيرة وعلى الرغم من أن مصطلح المكتبات الرقمية يعتبره الكثير حديث العهد فإن هناك جذور تاريخية له تمتد من الستينيات حيث ارتبط باستخدام الحاسبات الآلية فى المكتبات وعلى وجه التحديد فى الولايات المتحدة التى شهدت فى هذه الفترة تطوراً ملحوظاً فى الاتصالات بين المكتبات وقواعد البيانـات على الخط المباشرOnline إلى أن وصلنا لعصر استخدام الإنترنت (داولين ،كينيث،1995 ) ، وثمة من يعتبر المكتبة الرقمية من حيث الشكل والمضمون مايلى :-

1- موقعاً على شبكة الإنترنت .

2- مجموعات من الصفحات العنكبوتية .

3- مجموعات من الأقراص المليزرة .

4- ملفات تتاح عبر الحواسيب الآلية .

5- مجموعات من الكتب التى سقط عنها حقوق التأليف ومتاحة إلكترونياً .

6-مصادر ومؤلفات لمؤلف ما قام بنشرها على الشبكة العنكبوتية .(عبد الهادى ، زين،2000)

وعلى الرغم من التشابه الكبير وصعوبة الفصل بين أنماط المكتبات مثل المكتبة المهيبرة ( الهجينة )Hybrid Library والمكتبة الافتراضية Virtual Library والمكتبة الرقمية Digital Library والمكتبة الإلكترونية Electronic Library إلا أن إرهاصات المستقبل تشير بقوة إلي التحول التدريجي إلي أنواع هذه المكتبات الجديدة التي ارتبطت بالحاسب الآلي وشبكة الإنترنت والتقنيات المتطورة فى المعلومات ، وبصفة عامة هناك عدم توحيد للتعريفات الخاصة بأنماط المكتبات السابقة ) Arms,2000).



وهناك التباس يحدث أحياناً فى فهم مصطلح المكتبة الرقمية مع المصطلحات ذات العلاقة والتى ذكرناها من قبل ، وإن كانت ثمة اجتهادات من قبل العديد من الخبراء والعاملين وعدد من المتخصصين لوضع تصور حول أنواع المكتبات المطورة وتحديد إطار لكل منها ، أما بالنسبة للإنتاج الفكري الغربى فى المجال فهناك غزارة فى التعريفات ذات العلاقة بمفهوم "المكتبة الرقمية" وقد قدمت بورجمان Borgman عرضاً للعديد من التعريفات حول هذا الموضوع واستخلصت منها التعريف التالي :

" المكتبة الرقمية مجموعة من المصادر الإلكترونية والإمكانات الفنية ذات العلاقة بإنتاج المعلومات ، والبحث عنها واستخدامها ، وهى امتداد ودعم لنظم تخزين المعلومات واسترجاعها وإدارة المعلومات الرقمية بغض النظر عن نوع مصدرها نصي أو صوتى أو كلاهما وتكون متاحة خلال شبكات موزعة ، وهى أيضاً عبارة عن قاعدة واسعة للمعلومات Large-D.Base من وجهة نظر المعلوماتية ، وتعد شكلاً من أشكال التطبيقات العلمية فى نظر المتخصصين بتكنولوجيا النص الإلكتروني ، وتعنى أيضاً توفير فضاء واسع للمعلومات عبر شبكة الويب Web " (Borgman,1999) ، ولكن البعض ينظر إلى الإنترنت باعتبارها ليست مكتبة رقمية لأن هذه الشبكة المعلوماتية الضخمة ماهى إلا مستودعات هائلة الحجم تضم الفكر البشرى العالمى على شكل رقمى يفتقر إلى التنظيم أو الفهرسة والإجراءات الأخرى التى تعمل فى ضوئها المكتبات ( الشيخ ، 2000) .

كما ينظر البعض إلى المكتبة الرقمية باعتبارها مؤسسة أو مرفق يقدم مصادر المعلومات بمساعدة كادر متخصص في اختيار وبناء هيكل المعلومات عن طريق تهيئة الوسائل المساعدة للوصول إليها والحفاظ عليها والتأكيد على التواصل والاستمرارية لبناء المجاميع وتطويرها لكي تصبح جاهزة ومتوافرة بشكل اقتصادي للمستفيد Bruce,Schatz,1993)) .

ويذكر معجم أودليس الإلكتروني أن المكتبة الرقمية هي مكتبة بها مجموعة لا بأس بها من المصادر المتاحة في شكل مقروء آليًا في مقابل كل من المواد المطبوعة والفيلمية ويتم الوصول إليها عبر الحاسبات ، وهذا المحتوى الرقمي يمكن الاحتفاظ به محليًا أو إتاحته عن بعد عن طريق شبكات الحاسبات (Joan,Reitz,2004) .

ويرى آرمز أن التعريف غير الرسمي للمكتبة الرقمية ، هو أنها مجموعة منظمة من المعلومات ، تصحبها بعض الخدمات ، وتكون هذه المعلومات مختزنة في أشكال رقمية ومتاحة عبر إحدى الشبكات ، وإن العنصر الحاسم في هذا التعريف هو أنها معلومات منظمة بصورة منهجية أى أن المكتبة الرقمية عبارة عن مجموعات كبيرة من المعلومات الرقمية المنظمة وهى تتفاوت غالباً في أحجامها من مكتبات بالغة الصغر إلى أخرى بالغة الضخامة ، كما أنها يمكن أن تستخدم أنماطاً محددة من أجهزة الحاسبات بالإضافة إلى البرمجيات الملائمة (ِArms,Willam,1997) .

ومن وجهة نظر اليونسكو فإنه لا ينبغي النظر إلى المكتبات الرقمية بوصفها مجموعة من مصادر المعلومات الرقمية وأدوات لإدارة هذه المجموعة فحسب ، وإنما ينبغي النظر إليها بوصفها تلك البيئة التي تجمع معـًا بين المجموعات والخدمات والأشخاص، لدعم الدورة الكاملة لإنتاج البيانات والمعلومات الرقمية ، وبثها والإفادة منها (Engida,2003)

وهناك تعريف شامل طرحه محمد فتحى عبد الهادى " المكتبة الرقمية تلك التى تقتنى مصادر معلومات رقمية سواء المنتجة فى شكل رقمى ، أو التى تم تحويلها إلى الشكل الرقمى وتجرى عمليات ضبطها ببليوجرافياً باستخدام نظام آلي ، كما يتاح الوصول إليها باستخدام الحاسبات الآلي أو عبر شبكات محلية أو موسعة أو الإنترنت (عبد الهادى ،2000) .

وفى المقابل ينظر إلى المكتبة الرقمية على أنها الوجه الآخر للمكتبة التقليدية ولكن باستخدام مواصفات ومعايير خاصة ومصادر إلكترونية وأخرى تقليدية ومواد إعلامية ومن خلال تنفيذ مجموعة من الإجراءات والخدمات المتطورة التي تشكل العمود الفقري لأنظمة المكتبات ، وينبغى أن يجمع العاملون فيها بين المهارات الأساسية فى المكتبات ومهارات استخدام التقنيات الحديثة والحاسب الآلى والإنترنت وتكنولوجيا المعلومات ، ويجب الاتفاق على أن أهم ما يميز المكتبة الرقمية اعتمادها الأساسي على المعلومات والوثائق والمواد الرقمية والإلكترونية وتقديم خدمات مؤتمتة ومطورة بناء على ما يتوافر لديها من مقومات .

وفى بناء المكتبة الرقمية ينبغى أن يراعى الجمع بين المواد التقليدية ونصوص الوثـائق في شكلهـا المحوسب ، على أن يراعى التصميم التكنولوجي الذي يستند إلى بناء شبكة اتصال عالية السرعة وارتباط سريع بالإنترنت مع ضرورة إعداد قواعد بيانات متعددة الأطراف قادرة على تخزين وتنظيم وإتاحة المصادر الإلكترونية بمختلف أشكالها مع توفير مداخل خاصة لاسترجاعها وتقديم خدمات الإنترنت المعروفة ، وأهمها البريد الإلكتروني ، وإنزال الملفات ، وتصفح المواقع ونقل الملفات ، وتراسل المعلومات ، وإدارة الملفات والمصادر الإلكترونية مثل الكتب والدوريات الإلكترونية ، وقواعد البيانات الببليوغرافية ، والأدلة والمراجع المحوسبة والفهارس والكشافات والمستخلصات ووسائط الملتيميديا Multimedia والنصوص وغيرها وهناك سمات أساسية للمكتبة الرقمية وهي (كينيث ، داولين،1995) :

1- قدرة النظام المؤتمت (الآلي) على إدارة مصادر المعلومات.

2- القدرة على ربط متعهد المعلومات بالمستفيد من خلال القنوات الإلكترونية.

3- قدرة العاملين على التدخل في التعامل الإلكتروني عندما يعلن المستفيد عن حاجته إلى المساعدة للوصول إلى المعلومات .

4- القدرة على تخزين المعلومات وتنظيمها ونقلها إلكترونياً، واستيعاب التقنيات الجديدة المتاحة في عصر الإلكترونيات لدعم قدرتها على تقديم خدمات جديدة متطورة.

إن نجاح المكتبة الرقمية وضمان فاعلية خدماتها يعتمد بشكل أساسي على كفاءة العاملين فيها ومدى قدرتهم على التعامل مع وسائل تخزين وتنظيم وبث المعلومات واستثمار التقنيات المستخدمة فى مختلف مراحل التشغيل ، باعتبار أن أتمتة المكتبات التقليدية وتحويلها إلى مكتبات رقمية لا ينبغى أن يقف عند حدود تجهيزها بعدد من الحاسبات الآلية والتقنيات الحديثة ، بل يجب أن يتخطى ذلك ليشمل نظم المعلومات والبرمجيات المناسبة والموارد البشرية المتخصصة فى مجالات المكتبات والحاسبات من ذوي الكفاءة العالية الذين لديهم الدراية الكافية بأساليب العمل في المكتبات الإلكترونية .



ويخطئ من يظن أن المكتبيين سيتقلص دورهم وينعدم فى هذا النمط المتطور من المكتبات بل على العكس من ذلك فإنهم مطالبون للقيام بكافة مراحل التشغيل وإدارة النظم وانتقاء المعلومات وتجهيزها وفهرستها ورقمنتها وتخزينها وتكشيفها واستخلاصها وحفظها وبثها وتوزيعها وإتاحتها للتداول فالمعلومات فى البيئة الرقمية لاجدوى لها بدون الشخص المتخصص والمؤهل الذى يستطيع أن يتعامل معها بشكل سليم وفعال .

ومن خلال ما سبق عرضه يتضح أن هناك العديد من التعريفات غير الموحدة والمتداخلة أحياناً حول المكتبة الرقميةD.L ، ويجب ألا نتجاهل تعريف رابطة مكتبات البحث Association of Research Libraries ARL الذى تضمن مجموعة الجوانب الأساسية التى تميز المكتبة الرقمية على النحو التالى (Mogge,dru,1999) :

• ليس للمكتبة الرقمية كيان واحد.

• تتطلب المكتبة الرقمية تقنيات لربط مصادرها العديدة.

• تربط المكتبة الرقمية بين العديد من المكتبات والمعلومات الرقمية .

• الهدف من المكتبات الرقمية عموماً الوصول السريع والربط بين المكتبات الرقمية وخدمات المعلومات في أنحاء العالم .

• مجموعة المكتبات الرقمية لم تحدد فقط لتوثيق البدائل ، بل امتدت لتشمل الأعمال الرقمية التي لا يمكن أن تتاح في صيغ مطبوعة.

ونضيف إلى الجوانب السابقة مايلى :

· تضم مجموعات من المواد القابلة للتبادل الإلكتروني .

· تقوم بمسح جميع أشكال المصادر ضوئياً وتتيح الوصول إليها آلياً .

· تتصل المكتبة الرقمية بالإنترنت وبقواعد البيانات الخارجية (McGinty,1997).

· تقتني مصادر رقمية سواء المنتجة أصلاً فى شكل رقمي أو التي تم تحويلها الى الشكل الرقمي ، وتجري عمليات ضبطها ببليوجرافياً باستخدام نظام آلي ، ويُتاح الولوج إليها عن طريق شبكة حواسيب سواء كانت محلية أو موسعة أو عبر شبكة الإنترنت .

· تتُميز المكتبة الرقمية بإدارة واختزان وتنظيم ونقل المعلومات آلياً ، وتقدم خدماتها للباحثين من خلال قنوات إلكترونية .

· الإنترنت تعد البيئة المثالية لإتاحة الدخول إلى المكتبات الرقمية التي تقوم بتوفير أوعية ومصادر على وسائط رقمية أو فى شكل قواعد بيانات مرتبطة بشبكة الإنترنت ، بحيث تتيح للمستفيدين الإطلاع والحصول على هذه الأوعية من خلال نهايات طرفية مرتبطة بقواعد المعلومات الخاصة بالمكتبة ومن أي مكان تتوافر فيه نهايات طرفية مرتبطة بها .

· من أهم العوامل الرئيسية التي تساهم فى إيصال خدمات المكتبات الرقمية إلى قطاع واسع من المستفيدين إنشاء وتصميم موقع للمكتبة على شبكة الإنترنت بحيث تتمكن من خلال واجهة تصفح المواقع وإتاحة جميع الكتب ومصادر المعلومات الرقمية وغير الرقمية التي تقتنيها المكتبة ، ومصادر المعلومات لديها على الخط المباشر أو عبر قواعد البيانات على أقراص الليزر والتي تمتلك المكتبة تصريح باستخدامها ، وخاصة التي تتضمن قواعد بيانات النص الكاملFull Text والفهرس المُوحدUnion Catalog ، وخدمات التكشيف والاستخلاص وأدوات الخدمة المرجعية الأخرى كالأطالس والقواميس والموسوعات ، ومصادر المعلومات المجانية .

· يجب أن تحتوى المكتبة الرقمية على فهرس المكتبة العام ، وتتيح الاتصال بخدماته كطلبات الإعارة ، ومجموعة المحتويات الرقمية مثل قواعد المعلومات والكتب والمجلات الرقمية والخدمات التفاعلية مثل الدعم الفني والإجابة على الاستفسارات والإحاطة الجارية إلخ ، ومن أهم شروط الولوج للمكتبة الرقمية والتمتع بخدماتها يجب أن تتوافر إمكانية النفاذ إلى الحواسيب لديها مع وجود خط هاتف ومودم ، والارتباط بشبكة الإنترنت ، وتوافر مزودين لخدمات الشبكة ومعرفة مواقع المكتبات الرقمية الأخرى وعناوينها وبيانات أخرى عنها .



وتأسيساً على ماتم عرضه ومن خلال ماورد بالإنتاج الفكرى حول المكتبات الرقمية يمكن الخروج بالجوانب الأساسية التى تميزها عن غيرها من المكتبات على النحو التالي :

1) المكتبات الرقمية يمكن اعتبارها نمط متطور من المكتبات التقليدية ولكن على شكل رقمى يضم مجاميع وكيانات معلومات رقمية بالإضافة إلى المواد التقليدية وتضم كذلك مواد إعلامية أخرى ثابتة ومصادر إلكترونية وأخرى مطبوعة .

2) تضطلع بالإجراءات والخدمات التي تشكل أساس عمل المكتبات معتمدة فى ذلك على حوسبة المواد التقليدية وتنظيم وإتاحة المواد الرقمية.

3) تقدم منظوراً عاماً متناسقاً لكافة أشكال المعلومات التي تحتوي عليها المكتبة بصرف النظر عن شكلها وتصميمها .

4) يتطلب العمل فى المكتبات الرقمية الجمع بين المهارات المكتبية ومهارات استخدام الحاسب ونظم وشبكات المعلومات .

5) تتكون من المصادر الإلكترونية والرقمية وأجهزة حواسيب متطورة وهى لا تحتاج إلي مساحات كبيرة لتخزين المصادر باعتبار أنها متاحة إلكترونياً خلال الحاسبات الآلية .

6) ليست مستقلة وتتشابه مع المكتبة التقليدية في مصادرها ومقوماتها وخدماتها ولكن يتم معالجة عملياتها وإجراءاتها وخدماتها آلياً ، ويعتبر الكثير أنها توازى أو تتساوى مع المكتبة الإلكترونية Electronic-library بمفهومها الشامل المرتبط باستخدام التقنيات الحديثة في تنظيم وتخزين واسترجاع المعلومات والمصادر .

7) يعتبرها البعض مكتبة محوسبة أي يمكن أن تقتنى مصادر المعلومات والأوعية التقليدية جنباً إلي جنب مع وسائط الملتيميديا Multimedia والأقراص المدمجة وقواعد البيانات والوسائط الإلكترونية بأشكالها .

8) تمتلك مجموعة كبيرة من المواد التى تم تحويلها من الشكل المطبوع أو التقليدي إلي وسيط إلكتروني من خلال المسح الضوئي ، بحيث يمكن تخزينها فيما بعد واسترجاعها إلكترونياً سواء داخلياً أو حتى على المستوى العالمي عبر مواقع خاصة على الإنترنت ، أى أنها تتيح الوصول إلى الفئات التالية من أنواع مصادر المعلومات الإلكترونية (قاسم ،1996) ، (الشيخ ،200):

· مجموعة من المصادر التي تم تحويلها إلى صفحات عنكبوتية أو أية أشكال إلكترونية أخرى .

· مجموعة من الخدمات التي تم توليفها adapted مع البيئة الإلكترونية.

· مصادر الإنترنت المرقمنة.

· بعض المواد الإرشادية التي أُعدت خصيصا لإتاحتها على العنكبوتية.

· مجموعة من المصادر ذات القيمة المضافة من الروابط الفائقة على العنكبوتية [المكتبة الافتراضية].

· مجموعة من المصادر الإلكترونية المجانية أو المرسمة ، مثل مراصد البيانات الوراقية أو ذات النصوص الكاملة .

9) المكتبة الرقمية تضع شروطاً وتشريعات خاصة للبحث والحصول على المعلومات والمصادر الإلكترونية خلالها ، وتضع شروطاً لدفع الرسوم مقابل الخدمات كما توفر للمستفيدين الأدوات والأساليب اللازمة للبحث فيها وفقاً لأنماط احتياجهم للمعلومات .

10) يمكن أن يزورها المستفيدون فى الواقع ، وإذا تعذر ذلك فإنها يمكن أن تكون بين أيديهم أينما كانت مواقعهم ، وتقدم لهم خدماتها في أي وقت دون قيود الوقت والمكان وذلك على شبكات المعلومات والإنترنت .

11) يمكنها أيضاً أن تمتلك أو تتوافر على وسائل أخرى غير الإنترنت لتخزين واسترجاع معلوماتها وهذا ما جعل قدراتها الفائقة أكثر تميزاً عن المكتبات التقليدية التى نرتادها ونستفيد من خدماتها .

12) تتيح كماً من المعلومات لا حصر له في مختلف المجالات أو فى مجال محدد ، وهذا الكم الهائل من المعلومات لا يمكن أن تتيحه مكتبة تقليدية بإمكاناتها المحدودة بل ويمكن أن تمتلك القدرة والإمكانات على تجاوز ذلك وتقدم معلومات ومصادر إلكترونية من قواعد بيانات عالمية ترتبط بها عن طريق البحث على الخط المباشرOn Line Search .

13) تتميز المكتبة الرقمية بعملها من أجل الفصل بين المحتوى******* أو المعلومات من جهة والشكل المادى والوعاءMedia من جهة أخرى بعد أن كانا لمدة طويلة متلازمين و مترابطين ارتباطًا عضويًا فيما بينهما.

14) يمكن أن تقوم بتحديث المصادر والمعلومات لديها بيسر وبصورة مستمرة دون تعقيدات ، كما يمكنها أن تقوم بعمليات الاستبعاد والإحلال عندما تتقادم المعلومات والمصادر وتتقلص قيمتها العلمية ولا تلقى رواجاً أو إقبالاً من قبل المستفيدين .

15) معظم الآراء تتفق على ضرورة تقييم المكتبات الرقمية بناء على ما تقدمه من خدمات معلومات لا على ما تحتويه من معلومات ومواد كما كان متبعاً فى المكتبات التقليدية .

16) إن دور هذه المكتبات سوف يتغير، فقد لا تصبح المكان الذي يرتاده المستفيدون وإنما المصدر الذي يمكن الإفادة منه عن بعد ، فضلاً عن التغيرات التى سوف تطرأ في مهام المكتبيين ووظائفهم في ظل التطورات التكنولوجية المتلاحقة والتحديات التي تواجهها المكتبات .

17) ستحدث المكتبات الرقمية تغييرات في نظم العلاقات التي كانت سائدة بين مؤسسات المعلومات والمستفيد ليصبح الارتباط بين المعلومات والبيئة الرقمية وبنية الاتصالات أقوى من عناصر المكان والزمان .



3- مزايا المكتبة الرقمية

تعمل العديد من المكتبات الرقمية على تطويرها خدماتها من خلال توظيف التقنيات والاستفادة من المحتويات التقليدية والرقمية واستثمار البنية التحتية للشبكات وأنظمة المكتبات والمعلومات وهذه النظم مبنية على أساس إلكترونى بحت ، وترتكز على أربعة محاور أساسية :

فهرس المكتبة العام – المصادر الإلكترونية – الخدمات التفاعلية – المكتبات الافتراضية الكاملة ( الأحمدى ، 2003 ) .

وبغض النظر عن أوجه التشابه أو التباين بين المكتبات الرقمية وأنماط المكتبات المطورة الأخرى ، إلا أنه أمكن رصد بعض المزايا التى تبرز أهميتها على النحو التالي :-

q توفير الحيز والمساحات التي كانت تشغلها المصادر التقليدية من قبل باعتبار أن تحويلها إلى الشكل الإلكتروني باستخدام الحاسب الآلي وإتاحتها على أقراص مدمجة أو وسائط إلكترونية قد يسر سبل ضغطها وتخزينها واسترجاعها وبالتالي لم تعد تحتاج إلى مساحات إضافية .

q توفير الوقت والجهد على العاملين في المكتبات ، فبعد أن كانت المصادر التقليدية ترهق الكثير منهم في جوانب التنظيم الفني تغيرت الأمور بحيث أصبح إنشاء المكتبات الرقمية لا يتطلب منهم سوى الإلمام بالتقنيات الحديثة ومهارات استخدام الحواسيب وشبكة الإنترنت.

q توفير الكثير من التكاليف وتخفيف الأعباء المالية الإضافية التي ينبغي أن تتوافر للمكتبات التقليدية سواء في صيانة المباني ، أو فى توفير المصادر وأوعية المعلومات أو الموارد البشرية المؤهلة والمدربة وأدوات التشغيل والتجهيزات الخاصة للمكتبات من الأثاث والأجهزة والشراء وصيانة لكافة الموارد والمقتنيات ( الأحمدى ، 2003 ) .

q دعم وسائل النشر الإلكتروني المختلفة : حيث أصبح بإمكان المؤلفين والناشرين إنتاج المادة العلمية الإلكترونية أو الرقمية ونشرها وتوزيعها فى وقت قياسي مع الاحتفاظ بالأصل على وسائط إلكترونية مما يسهل تعديلها وتحديثها إذا اقتضت الضرورة ، كل ذلك لم تستطع وسائل النشر التقليدية من تحقيقه في نشر وتوزيع المصادر التقليدية المطبوعة (العلى ، 2003) .

q المكتبة الرقمية تصل بخدماتها إلى عدد غير محدود من المستفيدين في أنحاء متفرقة ، خلاف المكتبات التقليدية التي لا تستطيع أن تخدم إلا مجتمع محدود من المستفيدين وربما فئات محددة فقط منهم وعليهم أن يتكبدوا العناء للذهاب إليها والالتزام بلوائحها وتشريعاتها للاستفادة من خدماتها والحصول على المصادر والمعلومات المطلوبة (صادق ،2003).

q إن تطوير وأتمتة Automation المكتبات التقليدية قد أضاف الكثير من الإيجابيات للمكتبات بحيث أمكن تنويع الخدمات وتوسيع نطاقها وتيسيرها لقاعدة أعرض من المستفيدين إما على المستوى المحلي أو الوطني وربما الدولي ، كما طور الطرق التقليدية العقيمة في تخزين وتنظيم واسترجاع المعلومات مما خفف الأعباء على كاهل المكتبيين من جهة وقلل من حجم التكاليف التي كانت تشكل عبئاً على المخصصات والميزانيات المتاحة للمكتبات التقليدية من جهة أخرى .

q المكتبة الرقمية تأتى بالمعلومات إلى المستفيد وهو في مكانه دون الذهاب إليها وتحمل الأعباء والتكاليف وضياع الوقت والجهد والأموال في البحث عن المعلومات المطلوبة ( أبا الخيل ، 2003 ) .

q إتاحة كم هائل من المعلومات إلى عدد غير محدد من المستفيدين طوال الوقت أحياناً وفى الوقت نفسه إذا توافرت المقومات اللازمة أولها أجهزة الخادمات Servers التى تختزن مجموعات من قواعد للبيانات في مختلف المجالات وفقاً للاهتمامات الموضوعية للمستفيدين والمجالات التي تخدمها المكتبات الرقمية .

q توفير البدائل المناسبة وتنويع أدوات وطرق البحث وتحديث Updating قواعد البيانات والخروج من القوالب الجامدة للمعلومات التقليدية المطبوعة التي لا تسمح غالباً بالتعديلات أو التحديث .

q السرعة والفورية فى الحصول على المعلومات دون الانتظار ربما لساعات أو أيام للوصول إلى المصادر المطلوبة كما كانت عليه في الماضي لعدم توافر نسخ منها داخل المكتبات التقليدية أو لتلفها أو استبعادها أو إعارتها أو فقدانها .

q تقليص العمليات الفنية والإجراءات العقيمة التى يقوم بها العاملون فى المكتبات التقليدية كالجرد inventory والاستبعاد والإحلال في المجموعات المكتبية ناهيك عن التسجيل والمتابعة والفهرسة والتصنيف والتعشيب والترفيف والتكعيب ...إلخ

q توفير سبل التعاون بين المكتبات على المستويين الوطني والعالمي من خلال توحيد معايير الاتصال وتبادل المعلومات وإنزال الملفات والبحث خلال الفهرس العام المباشر أوباك OPAC وتبادل الإعارة وتبادل الرسائل الإلكترونية والأفكار والآراء والبحث المتبادل في قواعد البيانات المتاحة بالمكتبات الرقمية المتصلة ببعضها البعض .

q الارتقاء بمستوى المكتبات التقليدية والخروج بها من الصورة المقولبة التى فرضتها عليها الظروف فى الماضي ، والارتقاء أيضاً بالوضع المهني والوظيفي للمكتبيين وتغيير النظرة المجتمعية إليهم وإدراجهم ضمن منظومة متطورة تجمعهم بالعاملين في مجالات تكنولوجيا المعلومات .

q التغلب على مشكلات الإعارة وما تتطلبه من ميزانيات إضافية لتوفير عدد من النسخ لكل مادة أو وعاء ، إضافة إلي قيودها والجزاءات المترتبة على عدم الالتزام بقواعدها وشروطها ، فالمعلومات الإلكترونية التي تتيحها المكتبة الرقمية يمكن نسخها إذا ما تهيأت ظروف ذلك دون قيود ، كما أن للمستفيد الحق فى الاحتفاظ بها وفقاً لحاجته .

q مشاركة عدد لا حصر له من المستفيدين معاً فى البحث والحصول على المعلومات إذا كانوا مشتركين فى عمل جماعى واحد دون صعوبات بمعنى أنه يمكن أن يطِّلع عدد كبير من المستفيدين الذين تربطهم اهتمامات مشتركة على نفس الوثيقة في آن واحد ، كما أن تعدد الاستخدام للوثيقة الواحدة يوسع من نطاق الفائدة ويوفر أيسر الأساليب لاسترجاع المعلومات وفقاً للموضوع المحدد حيث أن المعلومات تكون معدة بشكل متسلسل من العام إلى الخاص إلى الأكثر خصوصية مما يمكن المستفيد من الانتقال خطوة بخطوة لكي يصل إلى الموضوع المطلوب ( السريحى وحمبيشى ، 2000) .

q تقديم المعلومات على وسائط إلكترونية وإتاحة تخزينها ونسخها على هذه الوسائط بإمكاناتها الاستيعابية الهائلة فى تخزين المعلومات كالأقراص المدمجة CDS وأقراص الفيديو DVD وأوعية المعلومات الرقمية التي تتمتع بمزايا ربما لا يمكن أن تتوافر في المصادر وأوعية المعلومات التقليدية.

q دعم البنية الأساسية للمعلوماتInfrastructure وتقديم الحلول والبدائل والمقومات التي تساهم في بناء النموذج الأمثل والمتوافر في الدول المتقدمة للحكومات الإلكترونية Electronic-government الذي تسعى إلى تحقيقه الدول النامية وخاصة الدول العربية .

q سهولة السيطرة على مصادر المعلومات الإلكترونية بدقة وفاعلية من خلال تنظيم البيانات والمعلومات وتخزينها وحفظها بما يخدم المستفيد .

q إكساب المستفيد مهارات إضافية عند استخدامه لبرمجيات معالجة النصوص وبرامج الفهرسة الآلية ، والبرامج الإحصائية، فضلاً عن الإفادة من إمكانات نظام النص المترابط ، والوسائط المتعددة واستخدام شبكات المعلومات والبوابات الإلكترونية وبرامج إدارة البيانات وغيرها.

q تخطي الحواجز المكانية والحدود المفروضة بين الدول والأقاليم واختصار الجهد والوقت في الحصول على المعلومات عن بعد .

q إتاحة الفرصة للباحث لنشر نتائج بحوثه فى وقت قياسى ليقرأه المتخصصون والمهتمون فى أى مكان على مستوى العالم فهى تمكن المستفيد من الاطلاع على الوثائق والمعلومات التي يطلبها وهو في مكان عمله أو بمنزله .

q سرعة استرجاع للمعلومات باستخدام الفهارس والكشافات والببليوجرافيات الإلكترونية التى تمكن الباحث من النفاذ عن بعد إلى مجاميع المواد الإلكترونية وتوفر له اختيارات عديدة مثل انتقاء الوثائق أو نسخ مقالات كاملة أو أجزاء منها على وسائط تخزين محوسبة كالأقراص المدمجة أو ذاكرة الفلاش أو القرص الصلب الخارجى وكذلك توفير سبل الاطلاع عليها ، أو الاحتفاظ بها على الحاسب الشخصى لحين الرجوع إليها .

q توفير أساليب سريعة وفورية لبناء مجموعات كبيرة ومنظمة من المعلومات والمعارف في صيغة رقمية .

q تشجيع التعاون وتضافر الجهود واستثمار الموارد ومصادر البحث واستخدام الحاسبات وشبكات الاتصال وتقوية التعاون والاتصال بين مجالات البحوث والأعمال الحكومية والمجتمع التربوي .

q للمكتبات الرقمية دور أساسى فى نشر المعرفة عالمياً والمساهمة في إتاحة فرص للتعلم الذاتى والتعليم المستمر. (http://www.ifla.org)

q إمكانية تحديث المعلومات في المكتبة الرقمية ، حيث أنها تحتوي على مصادر معلومات تحتاج إلى تحديث كالموسوعات والأدلة وغيرها من المراجع ، فيمكن أن تُضاف التعديلات الجديدة إلى قاعدة المعلومات بيسر عن طريق ناشرها أو صاحبها وفقاً لمجموعة من الضوابط والإجراءات التى تحكم عمليات التحديث والإضافة والتعديل .

q إن استخدام المصادر الإلكترونية فى المكتبات الرقمية لايرتبط بعدد مرات محددة للمستفيدين كما أنه لا يوجد عمر افتراضي لها مثل المصادر التقليدية التى تتهرأ وتتلف مع تكرار الاستخدام .

q تساهم المكتبة الرقمية في مجالات التعليم عموماً سواء كان التعليم العام أو الجامعي وكذلك البحث العلمى .

q يمكن الوصول إلى المعلومات الرقمية بسرعة بالغة من أى مكان بالعالم ، كما يمكن نسخها لأغراض الحفظ دون أخطاءٍ ويمكن تخزينها بصورة مكتنزة Stored Compactly مع إمكانية البحث فيها بسرعة فائقة .





4- مهام أمين المكتبة الرقمية

إن للعلم مقام عظيم في شريعتنا الغراء ، فأهل العلم هم ورثة الأنبياء ، وفضل العالم على العابد كما بين السماء والأرض، فما بالك بمن هو قائم على تيسير هذا العلم أليس أجره أعظم وهذا من فضل الله علينا بأن من علينا بمهنة من أشرف المهن وأعظمها قدرًا وهى مهنة " أمين المكتبة أو اختصاصي المعلومات " فهو أساس تقديم الخدمة المكتبية وخدمات المعلومات ، فعلي عاتقه تقع مسئولية خدمة المجتمع بكافة فئاته وتخصصاته لذا يجب أن يكون هذا الشخص مطلعاً ومثقفًا إلى حد كبير فهو يتعامل مع الباحثين والمستفيدين حسب ميولهم وتخصصاتهم .

ومنذ كان ولا يزال المكتبي حلقة الوصل بين المستفيدين والمعلومات ، ولقد تغيرت مهام ووظائف أمين المكتبة كما ظهرت مسميات وظيفية جديدة مثل :

§ استشاري معلومات

§ مدير معلومات

§ موجه أبحاث

§ وسيط معلومات

§ اختصاصى المصادر الرقمية

§ خبير المكتبة الرقمية

§ اختصاصى الخدمات المرجعية الإلكترونية

§ مفهرس المصادر الإلكترونية

§ مسئول الدعم الفنى

§ اختصاصى المواقع الإلكترونية

§ منسق المصادر الرقمية

§ مدير الوثائق الإلكترونية

وغيرها من المسميات ذات العلاقة ، والمهام التى تبنى على أساس القيام بعمليات معالجة المعلومات وتفسيرها وترجمتها وتحليلها وإتقان مهارات الاتصال للإجابة على أسِئلة المستفيدين، وكذلك الارتباط ببنوك وشبكات المعلومات وممارسة تدريب المستفيدين على استخدام النظم الآلية المتطورة وتسهيل مهام الباحثين للوصول إلى المعلومات ، مما سيزيد حتماً من الطلب على اختصاصيي المعلومات من أصحاب الخبرة فى مجال المكتبات والمعرفة بمجالات التقنيات وتكنولوجيا المعلومات .

فلاشك أنه لا قيمة للمكتبات ومؤسسات المعلومات بدون توافر العنصر البشرى المؤهل والمتخصص الذى يملك القدرة على استيعاب قدرات تكنولوجيا المعلومات ويعرف جيداً كيفية استخدامها وتوظيفها لتقديم خدمات تلبى احتياجات المستفيدين وتتوافق مع اتجاهاتهم ورغباتهم فبدون الإنسان تصبح المكتبات الرقمية مستودعات للمعلومات باعتبار أن من أهم متطلبات العمل فى بيئة المعلومات الإلكترونية الجمع بين المهارات المكتبية وتقنيات المعلومات .

إن التطور السريع في مجال تكنولوجيا المعلومات وتحول بيئتها من الشكل التقليدي إلي الأشكال الرقمية أو الإلكترونية ، وفى ظل تنامي المكتبات الرقمية في الدول المتقدمة وتزايد الحاجة إلى الاهتمام بهذا النمط الجديد من أنواع المكتبات ليحل تدريجياً محل المكتبات التقليدية التي أصبحت تعانى من هموم وإشكاليات كثيرة سواء من النواحي المالية أو التمويل والدعم من جهة والحاجات الملحة للتطوير لمواكبة تكنولوجيا المعلومات ومسايرة التطور الذي تشهده المكتبات من جهة أخرى ، كل ذلك جعل المكتبة التقليدية في وضع حرج بين مطرقة الظروف والمشكلات التى تعانيها ولا تجد لها حلولاً وبين سندان التغييرات التكنولوجية المهيمنة على المجال واحتياجات المستفيدين الملحة والتي تنادى بضرورة التطوير .

وهذا بطبيعة الحال لا ينأى عن أوضاع السواد الأعظم من المكتبات العربية ، كما أن أمين المكتبة التقليدية أصبح في موقف صعب بين القيام بمهامه الروتينية من اختيار المصادر المطبوعة واقتنائها وتنظيمها وإتاحتها للمستفيدين وإجراء التنقية والإحلال والجرد للمجموعات المكتبية المتوافرة في المكتبة من جهة ، وبين تحقيق آمال وتطلعات المستفيدين بشأن تطوير المكتبات والارتقاء بها وخاصة إذا كان غير مهيأ للانخراط في التغيير المستمر ومواكبة الاتجاهات المعاصرة أو غير مستعد أيضاً للتعامل مع مصادر المعلومات الإلكترونية والرقمية في ظل عدم توافر الموارد اللازمة لتدريبهم وان توافرت فإن الوقت المتاح لتحقيق ذلك لا يعد كافياً لتوزيعه بين الأعمال والمهام التقليدية في المكتبات والتدريب على التقنيات الحديثة ، وحتى لو تحقق ذلك فهل سيطبق أمين المكتبة ما تعلمه وتدرب عليه من أساليب وأدوات متطورة لأتمتة المكتبات وتطوير خدماتها ، ومن جهة أخرى تشغل قضية إدارة المعلومات الرقمية بال الكثير من المهتمين والمهنيين وخاصة العاملين فى مجالات المكتبات وتكنولوجيا المعلومات ولاشك يرجع صعوبة هذا الطرح إلى تعدد أبعاد القضية وتشابكها ، حيث توجد مجموعة من الأسئلة التى تفرض نفسها على النحو التالى :
1- ما المهارات والخبرات المطلوبة للعمل فى بيئة إدارة المعلومات الرقمية ؟
2- هل اختصاصيي المعلومات هو المحور الرئيس لهذا العمل ؟
3- ما دوره فى تنظيم المعلومات وتوفير سبل الوصول إليها فى عصر المعلومات الرقمية والمكتبات الإلكترونية ؟
4- هل جميع اختصاصيي المعلومات مؤهلون للقيام بهذا العمل ؟
لاشك أن تكنولوجيا المعلومات خلال العقدين الماضيين أحدثت ثورة هائلة فى جميع المجالات ، واعتبرت العنصر الأكثر أهمية في الإنتاج والاستثمار, وأحد الموارد الهامة للدول ، وارتبطت التكنولوجيا بالأجهزة والعتاد والبرمجيات والنظم الجاهزة والصيانة وتدريب العنصر البشرى الذى ترمى على عاتقه إدارة المعلومات وفقاً لأحدث تقنيات العصر ، من خلال إكسابه الخبرات والمهارات التى تمكنه من التعامل مع متطلبات العصر الرقمى الذى نعيشه والذى يتصف بمجموعة من المتغيرات على النحو الآتى :
§ التغير المستمر والسريع فى مجال المعلوماتية .

§ تضاعف المعلومات والإنتاج الفكرى والمعارف الإنسانية بصورة مطردة يصعب السيطرة عليها والتحكم فيها .

§ التنافس الكبير بين الشركات والمؤسسات الإنتاجية والخدمية فى مختلف المجالات عامة وفى مجالات المعلومات والحاسبات خاصة .

§ التحول إلى العالم الافتراضي والرقمى فى ظل اتساع استخدام الإنترنت حتى أصبحنا نسمع عن التعليم الافتراضي والمدرسة والجامعة والمكتبة الافتراضية وغيرها من المسميات .

§ صعوبة التنبؤ بما يمكن أن يستجد فى مجالات المكتبات والمعلومات .

§ التغيير فى نظم المعلومات وتحول إدارة الأعمال من الأساليب التقليدية إلى الأساليب الحديثة المؤتمتة باستخدام تكنولوجيا المعلومات ووسائل الاتصالات عن بعد .



إن التكنولوجيا يجب النظر إليها باعتبارها وسيلة أو أداة وليست هدفاً نهائياً نصبو إلى تحقيقه ، فالأجهزة والعتاد والتقنيات لا أهمية لها بدون العنصر البشرى الذى يستطيع أن يوظفها على الوجه الأمثل ، وذلك من خلال مشاركاته الإيجابية فى التطوير والإبداع ومكتسباته من الخبرات والمهارات والقيم والسمات الشخصية ، ودوره فى معالجة المعلومات وتفسيرها وترجمتها وتحليلها وإنتاجها وتنظيمها وبثها , وإتقان مهارات الاتصال للإجابة عن أسِئلة المستفيدين وتقديم العون لهم ، وانطلاقاً من ذلك فهناك العديد من المهام يتوقع أن يقوم بها اختصاصي المعلومات أو أمين المكتبة الرقمية ومثل هذه المهام تتطلب إعداداً خاصاً لاكتساب مهارات معينة في مواجهة التطورات السريعة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتقديم خدمات معلومات شاملة ومتجددة تتماشى مع روح العصر وتتوافق مع تحديات ثورة المعلومات التى فرضت على المكتبات ومؤسسات المعلومات إعادة النظر في برامجها وخدماتها ، كما حتمت أيضاً على مساقات معاهد المكتبات والمعلومات تغيير وتطوير مناهجها لتواكب التطورات الراهنة لإكساب خريجيها المهارات اللازمة لمواجهة هذه التحديات والتحكم في هذا الفيض الهائل من المعلومات . وبتفصيل أكثر فإن مهام أمين المكتبة الرقمية يمكن أن تتضمن مايلى :-

· اختيار وتحضير وتجهيز ومعالجة المواد والمصادر الرقمية مهما تعددت أنواعها ( نصوص ، صور ، وسائط متعددة ، صوت ، أرقام ، مجسمات ، فيديو ...) ومهما اختلفت أشكال مصادرها ( كتب ودوريات ومراجع إلكترونية ومصادر مهيبرة...) وكذلك تنظيمها ، وهيكلتها، وتحليلها وترتيبها وحفظها وصيانتها واستكمالها وإعداد أدوات الوصف الببليوجرافى لها واتباع إجراءات تخزين الملفات المجهزة في مستودعات المكتبة بعد تدقيقها.

· إعداد نظم وأدوات للإتاحة باستخدام المواد الببليوجرافية المختلفة مثل الكشافات ، الفهارس ، الببليوجرافيات ، المستخلصات المكشفة ، قوائم محتويات الإتاحة الجزئية أو الكلية للنصوص ، أدوات البحث الببليوجرافى بأنواعه .

· القيام بدور "حاجب البوابات الإلكترونية Gatekeeper" وهى مهمة تناولتها المصادر الأجنبية وركزت عليها ، وتعنى تحكم أمين المعلومات الرقمية فى تدفق المعلومات وحراسة البوابات الإلكترونية لمنع الوصول إلى المعلومات غير المرغوب فيها (Gerald,Shield,1978).

· مساعدة المستفيدين وتوجيههم إلى بنوك ومصادر المعلومات المناسبة .

· تدريب المستفيدين على استخدام المصادر والنظم الإلكترونية وتقنيات المعلومات ومواكبة تطورها .

· إنشاء ملفات بحث وتقديمها عند الطلب للباحثين والدارسين.

· إنشاء ملفات للمستفيدين تتضمن معلوماتهم الشخصية .

· البحث في المصادر التى يجهلها المستفيدون وتقديم النتائج الجاهزة لهم .

· مساعدة المستفيدين علي استثمار شبكة الإنترنت وشبكات وقواعد البيانات المحلية والخارجية في الحصول على المعلومات.

· دعم تشريعات الحماية الفكرية للمعلومات وتحديد ضوابط الاستخدام الفعلي لها .

· المعرفة التامة بمصادر المعلومات الرقمية ، واستغلالها بأكبر قدر من الفعالية .

· تنفيذ إجراءات التكشيف وبناء المكانز، وصياغة استراتيجيات البحث.

· معرفة استخدام تقنيات الاتصال، وتحقيق أقصى قدر من التفاعل في تسهيل طلبات المستفيدين (السالم ،2000) .

· بث المعلومات بالأسلوب الذي يساعد على سرعة النفاذ إلى المعلومة المطلوبة وبما يحقق الفورية فى الوصول إلى المعلومات ومواقعها .

· إتباع أساليب التقييم والمتابعة من خلال الاستبيانات واستمارات استطلاع الآراء لرصد التغذية الراجعة Feedback للمستفيدين من المكتبة الرقمية بهدف تطوير الخدمات وتنويعها .

· المشاركة فى دعم البنية التحتية للمعلومات ، وبناء العلاقات الإنسانية وتوطيد جسور المودة والصلة مع أفراد المجتمع وفئاته وهيئاته بما يخدم مصالح العمل .

· بناء قواعد البيانات واستخدام تكنولوجيا المعلومات في معالجة وتحليل وإدارة المعلومات الرقمية .

· المشاركة فى رسم سياسات المعلومات وهيكلتها ومعرفة احتياجات المجتمع لتحقيق التكامل بين الموارد والإمكانات وتوظيفها فى خدمة المستفيدين .

· استخدام محركات البحث وأدوات الوصول إلى المعلومات بكفاءة .

· الاستفادة من التكنولوجيا في تطبيق نظم الجودة وقياس الأداء.

· إدارة الشبكات الداخلية والإشراف على تنفيذ برامج التعاون مع مؤسسات المعلومات والجهات المعنية محلياً وخارجياً .

· إدارة المؤتمرات عن بعد أو مؤتمرات الفيديوVTC ، واستخدام البريد الإلكتروني وتنفيذ برامج المشاركة مثل ورش العمل وأنشطة وبرامج التعليم والتدريب الجماعى وتقديم التسهيلات وأساليب الإتاحة المناسبة للوصول إلى المعلومات .

· بناء مجموعات المعلومات الرقمية واستخدام أحدث التكنولوجيا وتطبيقاتها في عمليات التخزين والاسترجاع (عثمان ، 1998) .

· تطوير أساليب العمل التنظيمى وتوجيهها وفقاً لاهتمامات وخبرات المستفيدين وكذلك المشاركة فى إنتاج المعلومات ونشرها بحيث لا يقتصر دور الأمين على تنظيمها وإعداد الكشافات والمستخلصات الوصفية أو التحليلية وتصنيفها وفهرستها.

· إعداد وصياغة النماذج والاستمارات الخاصة بخدمات الإحاطة الجارية وخدمة البث الانتقائي للمعلوماتSDI ، إضافة إلى إعداد وتصميم استراتيجية البحثSearch Strategy وتصميم أنسب الأدوات اللازمة لإجرائها .

· التعاون في وضع المقاييس والمعايير المتعلقة بالعمل والمساهمة فى صياغة المقترحات والأفكار الجديدة وتحكيمها لما يمتلكه من واقع خلفيته العلمية وإلمامه بمنهجية البحث العلمي .

· تكريس خبراته ومهاراته فى عمليات انتقاء مصادر المعلومات وتنمية مجموعات المعلومات الرقمية , سواء من خلال شبكات المعلومات والإنترنت والناشرين وذلك باستخدام أنسب الأدوات للتقييم مثل الاستبيانات واستمارات استطلاع الآراء والبيانات الإحصائية وقوائم المراجعات وغيرها .

· ممارسة الدور الرقابى على موارد المعلومات والمواقع غير المناسبة والتحكم فى آليات الاتصال وتدفق المعلومات عبر الإنترنت ، ووضع البرمجيات المتطورة التى توفر أساليب الحماية والأمن للأجهزة المتاحة بالمكتبة الرقمية .

· انتقاء أفضل المواقع التى تلبى احتياجات المستفيدين وتخدم اهتماماتهم وتصميم خطة محكمة تحقق الاستخدام الأمثل لمجموعات المكتبة ومواردها الخارجية المتمثلة فى الإنترنت والشبكات وقواعد البيانات الأخرى .

· القيام بدور استشاري المعلومات واكتساب معرفة متخصصة في المجال الذي يعمل فيه , والإلمام باحتياجات مجتمع المستفيدين عن طريق ورش العمل والدورات التدريبية .

· المشاركة فى توفير المعلومات المناسبة التى تساعد المسئولين فى عملية اتخاذ القرارات وخاصة فى المكتبات المؤسسية أو المهنية (قدورة ، 2002).

· رقمنة الوثائق والصور والمواد السمعية والبصرية وغيرها من المصادر.

· إدارة أجهزة العتاد والبرمجيات لتحويل تلك المصادر إلى الصورة الرقمية.

· عرض المجموعات الرقمية بشكل فعال ويسير .

· تنظيم عناصر ما وراء البيانات- الميتاداتا - والتأكد من توافق المجموعات الرقمية مع متطلبات الملكية الفكرية وأداء المهام الإدارية الأخرى ذات الصلة.

ففى أحد المشروعات كانت هناك مجموعة من التوصيات حول إنشاء المكتبة الرقمية تضمنت النشاطات والبرامج الخاصة باختصاصيّ المعلومات والمهارات المطلوبة في البيئة الرقمية على النحو الآتي :

1- التحكم في بناء وتصميم الوثائق الإلكترونية .

2- توفير وسائل البحث فى الوسائط المتكاملة والحاسب الآلى .

2- فهم أو إدراك طبيعة المعلومات والبحث في عالم الشبكات والإنترنت .

3- امتلاك آليات مناسبة للوصول إلى المعلومات المحلية والعالمية فى مختلف المجالات.

4- الإلمام التام بالتقنيات الحديثة وأساليب تراسل البيانات عبر الحواسيب والشبكات.
وتأسيساً على ما سبق ذكره فإنه ينبغى أن تتوافر مجموعة من المهارات والمبادئ العامة للمهنة لدى اختصاصى المعلومات فى المكتبات الرقمية ومنها :-
1ـ التأهيل العلمى في مجال علم المكتبات والمعلومات .
2ـ التأهيل اللازم لاستخدام تقنيات المعلومات والحاسب وشبكات المعلومات والإنترنت .
3ـ القدرة على بناء المصادر الرقمية وإدارتها وتنظيمها وتحليلها وبثها .
4- متابعة أحدث التطورات والمستجدات في مجالات المكتبات والمعلومات والتقنيات الحديثة في المجال .

5- القدرة على تدريب العاملين والمستفيدين للاستفادة من المكتبات الرقمية فى الوصول إلى المعلومات والتعرف على الخدمات المقدمة إليهم (عبد الهادى،2002). .

6- الالتزام بالمبادئ العامة للأخلاقيات المهنية فى المجال كالحرص على الصالح العام فى العمل ، واحترام الآخرين داخل المجتمع مع تعدد اتجاهاتهم وانتماءاتهم الدينية والعقائدية وتنوع احتياجاتهم للمعلومات ، الحرص على توفير الفرص المتكافئة بين المستفيدين والتمتع بالسمعة الطيبة ، والتعهد بالدفاع عن مهنة المكتبات وتطويرها لتواكب المتغيرات المستقبلية .

7- القدرة على التخطيط الإستراتيجي ووضع الخطط الآنية والخطط بعيدة المدى ، والقدرة على صناعة القرار وتصميم النظم المناسبة للمكتبات ، والإلمام بمهارات تطوير المنظمات وتشكيل فرق العمل ، والتمتع بمهارات الاتصال الفعال وتوفير البيئة المناسبة للاتصال التقليدى أو الاتصال الإلكتروني ، إضافة إلى المهارات القيادية ومهام إدارة العملياتProcess Management .

8- تقديم أفضل الخدمات والتسهيلات في ضوء الإمكانات المتاحة.

9- الحرص على تحقيق التوازن بين احتياجات المستفيدين ، والالتزام بالنزاهة والابتعاد عن الانحياز عند الحصول على المعلومات وتقويمها وتقديمها للمستفيدين منها وفقاً للشكل والنوع والحجم الذى يتوافق مع متطلباتهم .

10- احترام السرية والخصوصيةPrivacy في التعامل مع المستفيدين من المعلومات.

11- المحافظة على المعلومات في جميع أشكالها واحترام وإدراك قيمة كيانات مصادر المعلومات والجهود الفكرية للمسؤولين عنها.

12- الحرص على تطوير المعرفة والمهارات والقدرات المهنية والمحافظة عليها واحترام مهارات وقدرات الآخرين، سواء كانوا من المتخصصين في المكتبات والمعلومات أو المستفيدين أو أرباب العمل او زملاء المهنة .



المصادر

1) أبا الخيل ،عبد الوهاب. المكتبات الرقمية ( الإلكترونية ) بين النظرية والتطبيق . المرجع السابق . ص ص 3 – 33 .

2) إبراهيم ،أحمد الحافظ." نحو مكتبة رقمية فى دولة الإمارات العربية ".- فى وقائع المؤتمر العربي الثاني عشر للإتحاد العربي للمكتبات والمعلومات .- حول المكتبات العربية فى مطلع الألفية الثالثة – بُنى وتقنيات وكفاءات متطورة .- مج1 - الشارقة : الإتحاد العربي للمكتبات والمعلومات ، 2001 . ص 281 .

3) الإنترنت والمكتبات المرجعية" - الرسالة الإخبارية (مركز التوثيق والمعلومات بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية)، مج8 ، ع57 - (يوليو - تموز 1999م) .

4) أبو لويفة، أسماء بشير. التحول نحو المكتبة الرقمية في المؤسسات المصرفية : دراسة حالة لواقع مكتبة مصرف ليبيا المركزي .- cybrarians journal .- ع 5 (يونيو 2005) .- < متاح في : http://www.cybrarians.info/journal/no5/dlib.htm

5) الاحمدى ،عبد العزيز سعد. المكتبات الرقمية الطموحات والواقع . ندوة المكتبات الرقمية . مرجع سابق ص 41-42 .

6) أيوب ، هيفاء . نظام الفهرس الآلي والمكتبة الرقمية : نموذج مكتبات جامعة أكسفورد . ورقة عمل مقدمة إلى ندوة الفهرسة العربية الآلية فى القرن الحادى والعشرين . الإمارات ، جامعة زايد ،2005 م.

7) بديري ، ظافر أبو القاسم. "المكتبات الإلكترونية - مكتبات الغد" مجلة المكتبات والمعلومات العربية، س9 ، ع1 ، (يناير 1999م) ، ص 111 .

8) بو عزة ، عبد المجيد . المكتبات الرقمية : تحديات الحاضر وآفاق المستقبل . الرياض ، مكتبة الملك فهد الوطنية ، 2006م.

9) بومعرافي ، بهجة مكي. تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في المكتبة الحديثة .- عمان : دار الفرقان، 1997م، ص 114 .

10) جرجيس، جاسم محمد ؛ صباح محمد كلو. مقدمة في علم المكتبـات والمعلومـات. صنعاء : دار صنعـاء : دار الفكـر المعاصر ، 1999م ، ص 302 .

11) جعفر ،محمد عارف ، العريني ،محسن السيد ." مكتبة المستقبل العامة نموذج للمكتبات الرقمية : دراسة تحليلية لأهدافها ووظائفها وخدماتها ".- الإتجاهات الحديثة فى المكتبات والمعلومات ، ع18 ، 2002 . ص 23

12) الحديثي، خبير.الأوساط الرقمية في تكنولوجيا المعلومات والتشريعات القانونية، أعمال الندوة العربية الأولى للمعلومات، 25-27 سبتمبر 1999م، جامعة منتوري قسنطينة الجزائر، 2000._ ص 29-35.

13) حسان ، محمد علي (كلية الهندسة بجامعة الملك سعود). رسالة شخصية عبر البريد الإلكتروني ، 8/4/2005.

14) داولين، كينيث. المكتبة الإلكترونية : الآفاق المرتقبة ووقائع التطبيق؛ ترجمة حسني عبدالرحمن الشيمي.- الرياض: جامعة الإمام محمد بن سعـود الإسلامية ، عمادة البحث العلمي، 1995م، ص 75 - 76 .

15) دحمان ، مجيد._ "تكنولوجيا المعلومات الحديثة وتطور الحقوق"._ في تكنولوجيا المعلومات والتشريعات القانونية، أعمال الندوة العربية الأولى للمعلومات، 25-27 سبتمبر 1999م، جامعة منتوري قسنطينة، الجزائر، 2000م – ص 23-28.

16) الزهيري، طلال ناظم._ "التوزيع الإلكتروني للمعلومات بتقنية النص المترابط"._ المجلة العربية للمعلومات، مج 22 ، ع1 (2001م) ._ ص 5 – 24.

17) عبد الهادى ، زين . مكتبة الأطفال الرقمية : بحث مقدم فى المؤتمر الحادى عشر للاتحاد العربى للمكتبات والمعلومات ، اغسطس ، 2000 .

18) السالم، سالم محمد. تطوير الموارد البشرية في قطاع المعلومات في البيئة الالكترونية، مجلة عالم الكتب، الرياض، المجلد 23، العدد الخامس والسادس، 1423هـ/2000م.

19) السامرائي ، إيمان ." الدوريات الإلكترونية ماهيتها ، وجودها ومستقبلها فى المكتبات العربية ".- فى وقائع المؤتمر العربي الثاني عشر للإتحاد العربي للمكتبات والمعلومات .- حول المكتبات العربية فى مطلع الألفية الثالثة – بُنى وتقنيات وكفاءات متطورة .- مج1 - الشارقة : الإتحاد العربي للمكتبات والمعلومات ، 2001 . ص 331 .

20) السريحي ، حسن عواد. "مبنى المكتبة الإلكترونية : دراسة نظرية للمؤثرات والمتغيرات" حسن عواد السريحي، ناريمان خالد حمبيشي - مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية، مج6، ع2 ، (أكتوبر 2000م - مارس 2001م) ، ص 199، 202 .

21) السريحي، حسن وناريمان حمبيشي. مبنى المكتبة الالكترونية "دراسة نظرية للمؤثرات والمتغيرات"، مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية، الرياض، المجلد السادس، العدد الثاني، 2000/2001م.

22) الشيخ، منى. المكتبة الرقمية D.L "المفهوم والتحدي"، المجلة العربية للمعلومات، إدارة التوثيق والمعلومات، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، تونس، المجلد21، العدد الأول، 2000م.

23) صادق، أمينة مصطفى. الاتجاهات الحديثة في المكتبات الرقمية. عالم المعلومات والمكتبات. مج 5، ع1 (يوليو 2003)، ص 45-94.

24) صوفي، عبد اللطيف._"المكتبات وحقوق التأليف الرقمية والنشر الإلكتروني"._ في: تكنولوجيا المعلومات والتشريعات القانونية، أعمال الندوة العربية الأولى للمعلومات، 25-27 سبتمبر 1999م، جامعة منتوري قسنطينة الجزائر، 2000م، ص 105-126.

25) عباس ، بشار. "الفهرسة والبحث عن المعلومات في شبكة الاتصالات الدولية" ، مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية، مج4 ، ع1 - (مايو - أكتوبر 1998م) ، ص 47 - 65 .

26) عبد الرحمن فراج . مفاهيم أساسية في المكتبات الرقمية . مقالة إلكترونية على موقع مجلة المعلوماتية ، ع7 ، 2003

27) العبيد الله ،احمد محمد. الجوانب القانونية للمصادر الإلكترونية للمعلومات : تحديد الخصائص المشتركة لاتفاقيات الترخيص . الرياض ، مكتبة الملك عبد العزيز العامة ، 2003م . ص ص 47-59 .

28) عبد الهادي ، محمد فتحي. إعداد اختصاصي المكتبات والمعلومات في بيئة إلكترونية. الاتجاهات الحديثة في المكتبات والمعلومات. ع18 (2002)، ص 13-22.

29) عبد الهادي ، محمد فتحي . مكتبة المستقبل . الاتجاهات الحديثة فى المكتبات والمعلومات ،ع17 ، 2002 .ص ص 8-10.

30) عثمان ، سمير. "أمين مكتبة المستقبل أو أمين المكتبة المحسبة"، عالـم الكتـاب، ع 58-59 (يوليو- سبتمبر 1998م) ، ص 105- 106.

31) العلى ،على سعد .المكتبة الإلكترونية : ماهيتها ومستقبلها . ورقة عمل ضمن ندوة المكتبات الرقمية : الواقع وتطلعات المستقبل . الرياض ، مكتبة الملك عبد العزيز العامة ، 2003 م . ص ص 274 – 276 .

32) العمران ،حمد إبراهيم ." المكتبة الرقمية وحماية حقوق النشر والملكية الفكرية ".- مقالة إلكترونية على موقع مجلة المعلوماتية ، ع2 ، 2003 ،

33) فراج ، عبدالرحمن. البوابات ودورها في الإفادة من المعلومات المتاحة على الإنترنت. المعلــوماتية. ع5 (يناير 2004). 6-9.

34) فراج ، عبدالرحمن. المكتبات الرقمية ... المعلــوماتية. ع5 (يناير 2005).

35) قاسم ، حشمت . نحو مبادرة عربية لمكتبة بحثية افتراضية. في كتابه: الاتصال العلمي في البيئة الإلكترونية. القاهرة: دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع، 2005.

36) قاسم ، حشمت . المكتبات والمستقبل : مقالات حول المكتبة في القـرن الحادي والعشرين،. دراسات عربية في المكتبات وعلم المعلومات، س1، ع1، (يناير 1996م) ، ص 205 - 216 .

37) قدورة، وحيد.-"المكتبة الرقمية والنص الإلكتروني: أي تغيير و أي تأثير؟".- المجلة العربية للأرشيف و التوثيق و المعلومات، ع11-12، س6(ديسمبر 2002م).-ص.107-125 .

38) قنديلجى ،عامر ، السامرائى، إيمان . حوسبة ( أتمتة ) المكتبات . عمان ، دار المسيرة ، 2003

39) معوض ،محمد حامد.دليل أدوات العمل الفنية المتاحة عبر الإنترنت. متاح خلال الموقع mhamed@aucegypt.edu

40) محيريق ،مبروكة عمر ." المكتبة الإلكترونية وأثرها على العاملين بالمكتبات ومراكز المعلومات ".- الإتجاهات الحديثة فى المكتبات والمعلومات ، ع17 ، 2002 .

41) مستقبل المكتبة الرقمية فى المملكة العربية السعودية .- مجلة المعلوماتية ، ع5 ، 2004 . ص ص 11 - 12 .

42) المفلح ، سعد عبد العزيز . تنظيم مجموعات المكتبة الرقمية : التصنيف ، التكشيف ، الميتاداتا . الرياض ، مكتبة الملك عبد العزيز العامة ، 2003 . ص 260-268 .

43) لانكستر، ولفرد. نظم استرجاع المعلومات / تأليف ولفرد لانسكتر، ترجمة حشمت قاسم .- القاهرة : مكتبة غريب، 1981م ، ص 457 - 458 .

44) ميخائيل ، موريس أبو السعد. " النظم الرقمية وإسهاماتها في النهوض بخدمات المكتبات المتخصصة " مجلة مكتبة الملك فهد الوطنية، مج6 ، ع2 ، (أكتوبر 2000م - مارس 2001م)

45) الهوش، أبو بكر محمود . المعلومات والتنمية . طرابلس ، أكاديمية الدراسات العليا . 2003 م

46) يونس، عبدالرازق._ "أمن المعلومات وحقوق الملكية الفكرية". في: تكنولوجيا المعلومات والتشريعات القانونية، أعمال الندوة العربية الأولى للمعلومات، 25-27 سبتمبر 1999م، جامعة منتوري قسنطينة الجزائر، 2000م ._ ص 66-81.

47) يوسف ، عاطف. "صعوبات استخدام الباحث العلمي للمكتبـة الإلكترونيـة". رسالة المكتبة، مج 35، ع 1- 2 (آذار- حزيران 2000م) ، ص 6- 7 .





1) Borgman Borgman, C. (2003). Fourth DELOS Workshop on Evaluation of Digital
Libraries: Testbeds, Measurements, and Metrics. http:/www.sztaki.hu.

2) Polger, T.W; Shapiro, C.D. and Josephs, M. R. (1995) The concept of models of use and its application in digital libraries. In: Proceedings of the Second Electronic Library and Visual Information Research Conference, ELVIRA 2, De Montfort University, Milton Keynes, UK, May 1995. London, Aslib, 1995, pp.62-9.

3) Mogge, Dru "Seven years of tracking electronic publishing; the ARL Directory of Electronic Journals" Library hi tch vol.17: no.1 (1999) p.17-25.

4) Joan M. Reitz (2004). ODLIS: Online Dictionary for Library and Information Science. Available at: http://lu.com/odlis/odlis_d.cfm.

5) Lesk, Michael. (1997) Practical Digital Libraries: Books, Bytes & Bucks. San Francisco, Morgan Kaufmann Publishers.

6) Bruce,Schatz,(1993( . Basic Elements for Academic Digital Libraries . Doplen,Magic Sources press. 1993.

7) Arms, Willam Y (2000). Digital Libraries. MIT Press.



8) UNESCO-IITE (2003). Digital Libraries in Education: Analytical Survey. Moscow: Education Service.

9) Tennant, Roy (1999). Digital v. Electronic v. Virtual Libraries. Available at: http://sunsite.berkeley.edu/mydefinitions.html

10) Deegan, Marilyn (2001). Management of the Life Cycle of Digital Library Materials. Liber Quarterly 11, no. 4 . pp. 400-409.

11) Kuny, Terry and Cleveland, Gary (1998). The Digital Library: Myths and Challenges. IFLA Journal. Vol. 24, no. 2. pp. 107-113. Available at: http://www.ifla.org/IV/ifla62/62-kuny.pdf

12) Breaks, Michael (2002). Building the Hybrid Library: A Review of UK Activities. Learned Publishing .vol.15. pp. 99-107.

13) Kovacs, Diane K. and Elkordy, Angela (2000). Collection development in cyberspace: building an electronic library collection. Library Hi Tech. vol. 8. no. 4. pp. 335-359.

14) Rowley, Jennifer E. The Electronic Library. 4th ed. London: Library Association, 2004. 224p. (Computers for Libraries).

15) ) Koehler, Wallace (2000). Definitions of Electronic Collections. Available at: http://www.ou.edu/cas/slis/courses/LIS5990A/slis5990/DigLib/sld001.htm

16) National Library of Australia (2000) . Definitions for Web-Based Services. Available at: http://www.nla.gov.au/initiatives/servicetypes.html.

17) Ernest Ackermann and Karen Hartman (2000). Searching and Researching on the Internet and the World Wide Web. 2nd ed. Franklin, Beedle and Associates, Incorporated, Wilsonville OR.

18) http://informatics.gov.sa/magazine/modules.

19) Bas Savenije & Natalia Grygierczyk (2000). Libraries without resources : Towards personal collections. Paper presented at the 66th General Conference of IFLA. Jerusalem, 13-18 August 2000. Available at: http://www.library.uu.nl/staff/savenije/publicaties/jerusalem.htm

20) National Library of Australia . Definitions for Web-Based Services. Available at: http://www.nla.gov.au/initiatives/servicetypes.html.

21) Andy Holt Virtual Library. http://www.utm.edu/vlibrary/vlhome.shtml.
Argus Clearinghouse. http://www.clearinghouse.net.
Infomine: Scholary Inernet Resource Collections. http://infomine.ucr.edu/Main.html.
World Wide Web Virtual Library. http://vlib.org/Overview.html.
Librarians' Index to the Internet. http://lii.org/

22) Sun Microsystems (2002). Digital Library Technology Trends. Available at: http://www.sun.com/products-n-solutions/edu/whitepapers/pdf/digital_library_trends.pdF.

23) Engida, Temechegn (2003). Conceptions of Digital Libraries. UNESCO IICBA-Newsletter. Vol.5, no. 3 . pp 2-4.

24) Corral,D. Attitudes & Concepts of Modern Libraries . London,OTP ,1995.

25) Digital/Electronic Libraries (2003).UNESCO IICBA-Newsletter.Vol.5, no3

26) Hsinchun Chen. Towards Building Digital Library as an Institution of Knowledge. NSF Post Digital Library Futures Workshop. Available at:.
http://www.sis.pitt.edu/~dlwkshop/paper_chen.html.

27) Barry , Jones. Social implications of information Based-Economy. VVAL,1982,p13.

28) Fox, Edward A. and Urs, Shalini, R. “Digital Libraries”. ARIST, v.36 (2002).P.518.

29) J,C,R,Licklider .Libraries of Future . Cambridge.Mass . mi .T.Press.

30) Butler, Meredith. (Electronic Publishing and its Impact on Libraries) Library Resources and Technical Services, vol. 28 , No. 1- (1984)

31) http://montada.gawthany.com

محب بلاده
2010-12-06, 23:59
http://www.sst5.com/images/177603.jpg (http://www.sst5.com/GuidDefDetails.aspx?SDC=1) تكنولوجيا إدارة المكتبات الإلكترونية (http://www.sst5.com/GuidDefDetails.aspx?SDC=1) يشهد العصر الحالي تطورات تقنية ضخمة ومتسارعة، في مجالات مختلفة، ومنها مجالات الاتصالات وتقنية المعلومات، مما جعل العالم وحدة واحدة تتأثر وتتفاعل مع الأحداث، فأصبح لزاما على من يريد السير في هذا الركب الحضاري مواكبة الانفجار المعرفي الحاصل، والتقدم العلمي المتسارع. وهذا يتطلب بذل كل جهد وتسخير كل الإمكانات ونقل تقنيات ومعلومات تقود إلى إحداث نهضة علمية وتقنية شاملة.
لقد لعب التطور التقني دوراً كبيراً في بناء الحضارة الإنسانية الحديثة وكان السبب في كل التحولات الجذرية في جميع مجالات الإنتاج الذي هو الأساس الحاوي للحياة في المجتمع. كما أدت التقنية إلى تغيير المجتمعات التقليدية في الدولة الصناعية الحديثة إلى مجتمعات تقنية أثرت بدورها على السلوك الإنساني للأفراد وعلى الإدارة وعلى المجتمع.
"وبينما يصف البعض عصرنا الحاضر بعصر ما بعد الثورة الصناعية، يصفه البعض الآخر بعصر ثورة المعلومات. فمما لا شك فيه أن المعلومات من المصادر الأساسية ذات التأثير الواضح على جميع مجالات النشاط في العالم. كما تؤدي التطورات المتلاحقة في تقنية المعلومات إلى تحويل المجتمع الصناعي إلى مجتمع يدور في فلك المعلومات، ومن ثم فإن التنظيم المنهجي للمعرفة النظرية سوف يكون هو المصدر الأساسي لتوجيه وتشكيل بنية المجتمع في المستقبل.
تكنولوجيا المعلومات

الصورة المعاصرة لتقنية المعلومات "تتكون من ثلاثة عناصر أساسية، وهي الحاسبات الإلكترونية بقدرتها الهائلة على الاختزان وسرعتها الفائقة في التجهيز والاسترجاع، وتقنيات الاتصالات بعيدة المدى بقدرتها الهائلة على تخطي الحواجز الجغرافية والمصغرات بكل أشكالها من فيلمية وضوئية، وبقدرتها الهائلة على توفير الحيز اللازم لاختزان الوثائق، فضلاً عن سهولة التداول والاستنساخ والاسترجاع.
لقد حقق الإنسان على مدى العصور الماضية تطوراً هائلاً في مجال تقنية المعلومات والاتصالات، وفى وجود البيئة الإلكترونية للمعلومات والتي ازدادت كماً وكيفاً بوجود شبكة الإنترنت انبثق منها عدة مصطلحات جديدة في جميع المجالات الحياتية، ومن بين المؤسسات التي استفادت من هذا التطور التقني الهائل المكتبات ومراكز المعلومات، ونتج عنه ظهور مسميات جديدة للمكتبة مثل المكتبة الإلكترونية Electronic Library، والمكتبة الافتراضية Virtual Library، والمكتبة بدون جدران Library without walls، إلا أن جمعية مكتبات البحث الأمريكية أشارت في تعريفها للمكتبات الرقمية إلى أن تلك المصطلحات هي مرادفات للمكتبة الرقمية Digital Librsries[3]، وقد ساد كل منها في فترة من فترات التطور التي شهدتها المكتبات بإدخال تقنية الحواسيب في المكتبات، واستخدمت بشكل تبادلي لكي تصف المفهوم الواسع للمكتبة الرقمية.
تحول المكتبة:-
مع التحول الذي يشهده العالم المتقدم وانتقاله من المجتمع الصناعي إلى مجتمع المعلومات، ظهرت حتمية التحكم في إنتاج المعلومات، ومعالجتها، ومحاولة الاستفادة منها. فوقفت المكتبات بشتى أنواعها عاجزة عن توفير كل ما ينشر في اختصاصات الباحثين والإلمام بمستجدات بحوثهم العلمية. ومع ظهور تكنولوجيا البث والاتصال، استخدمت طريقة البحث على الخط المباشر. وبظهور الوسائط الضوئية، والمغناطيسية، والإلكترونية، فقد استخدمت تقنيات حديثة في المعالجة وبث المعلومات، ناهيك عن توفيرها للصورة والصوت.
ومما لا شك فيه أن هذه الثورة في المعلومات قد بدأت تهدد الأرصدة الورقية أو المطبوعة، حيث أصبحت لا تمثل سوى نسبة ضئيلة من الإنتاج الفكري المنشور، وذلك نظرا لما توفره من سرعة في الحصول على المعلومات بأدق الكيفيات وبأقل التكـاليف. ويقـول النقاد إن ثورة المعلومات سوف لن تلغي المكتوب و إنما تغير في شكله، فالناس لن تقرأ جريدة مصنوعة من الورق، ولا كتابا ولا قاموسا مصنوعا بالورق، بعدما اصبح كل ذلك عبارة عن صفحات إلكترونية تقرأ على الشاشة بفضل تقنيات الكمبيوتر والأقراص المضغوطة.
وفي هذا الصدد يقول واندوب كريستين Christian Wandendope، عضو في جمعية الحدود الإلكترونية: "إن النصوص الموجهة للقراءات الجارية ستكون على وسائط رقمية كما هو الحال في البريد الإلكتروني ونشاطات القراءة على صفحات الويب (WEB)، والكتاب الإلكتروني سيعجل في التغيير من الورقي إلى الرقمي،"[4] وبدون شك فإن حصة الورق في نشاطاتنا القرائية اليومية ستنخفض عما كانت عليه بالأمس، الأمر الذي يتطلب من القائمين على المكتبات التنبه إلى ذلك مع أهمية الحفاظ على الكتاب الورقي وتطويره.
الكتاب أو عصر الأوعية الورقية إلى أين؟
في عام 1982 توقع "الأستاذ الدكتور سعد الهجرسي" بأن عصر الأوعية الورقية لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية، وفي عام 1990 أكد للمرة الثانية تلك التوقعات[5]، والأسباب التي دفعته إلى التصريح بهذه الرؤية، هي: الارتفاع المستمر في تكاليف الأوعية الورقية، مقابل الانخفاض المستمر في أسعار الأوعية غير التقليدية – الحيز والفراغ الكبير الذي تتطلبه الأوعية التقليدية عند الاختزان – التلف الذي يلحق الأوعية الورقية بسبب نسبة الحموضة في صناعة ومنتجات الأوراق الحديثة – التطور الهائل المذهل والمتواصل في تكنولوجيا الأوعية غير التقليدية – كما يفيد "الدكتور الهجرسي" بأن التنبؤ المتوازن بالنسبة لهذه القضية يتلخص في أن بنوك المعلومات، وما تمثله من أنماط حديثة للاختزان والإتاحة، ستشارك الكتب وما تمثله من الأنماط المطبوعة، بدرجات متفاوتة بحسب التقدم الحضاري العام في المجتمع، وبحسب الوظيفة القرائية للوعاء الذي يتم تحويله، فيزداد نصيب بنوك المعلومات في المجتمعات المتقدمة وفي الأوعية المرجعية.
"يؤكد كيست Kist بدوره، أن الأعمال المطبوعة تتمتع بقوة متأصلة بها، تمكنها أن تؤمن دورها على مسرح النشر في المستقبل ولعقود قادمة"[6]، فالكتب والدوريات وغيرها من المطبوعات تتوافر فيها الصفات والسمات الآتية: محمولة، حافظة، آمنة، محسوسة، سهل التكيف معها، لها هويتها الخاصة وشخصيتها المميزة، الانفراد بشكل وهيئة متميزة.
حالياً تتفوق كفة أوعية الوسائط المتعددة على كفة الأوعية المطبوعة في ميزان وسائل الاتصال، إن أوعية الوسائط المتعددة تتوافر فيها كافة عناصر إنتاج وسائل الاتصال مثل:-
الرموز اللفظية: الرموز الكتابية وأنماطها وأشكالها المتطورة.
الرموز التصويرية: النقوش والرسوم والأساليب المماثلة، وتتضمن أيضاً الصورة الصوتية في تسجيل الحدث.
اللون: الذي يلقي الضوء على الرموز اللفظية، ويبرز المظاهر الحية في رسمها.
الصوت: نسخ وانتقال الأصوات والموسيقى.
الحركة: بث الصور والرسوم المتحركة، أو حركة الأشخاص.
بل أن الوسائط المتعددة تضيف ميزة أخرى بأنها تعمل على الحاسوب، الذي يمكن استغلاله في أغراض أخرى متعددة.
وهكذا فإن المكتبات بدأت تتغير وأصبح لها دور حيوي في هذا العصر الإلكتروني ورسالتها في اختيار وتخزين وتنظيم ونشر المعلومات أصبحت ذات أهمية كبيرة، لذا فإن طريقة تنفيذ هذه الرسالة أو المهمة يجب أن تتغير بصورة فاعلية، فيما إذا أريد لهذه المكتبات مواصلة الحياة[7].
ولقد أوجدت المؤسسات الكبرى ذات الأعمال الواسعة في التجارة والصناعة والمصارف والنفط وغيرها مكتبة العمل ( Business Library ) وسخرتها لخدمة أعمالها وفقاً لتخصصها العام وحققت منها فوائد عديدة.
نظرة مستقبلية
إن طموحات مشغلي نظم المعلومات في العالم تتمثل في تحويل المعلومات المتاحة لديها – الأوعية التقليدية من كتب ومراجع ودوريات - إلى الشكل اللازم، ليتم استرجاعها من خلال شبكة المعلومات الدولية (Web)، ونشرها عبر الانترنت.
وفي دراسات عديدة حول اتساع استخدام الوسائط المتعددة، وتفضيل المستخدمين لها بسب ميزاتها وقصور بعض الطرق المستخدمة مسبقاً، برزت عدة أسباب منها:-
1.اتساع دائرة انتشار الندوات الفيدوية بفضل تراجع أسعار معدات هذه الندوات.
2.عدم تحقق الآمال المعلقة على توزيع برامج الفيديو والألعاب عبر الشبكات بسبب تعدد الأنظمة وعدم توافقيتها.
3.فشل تجربة التلفزيون التفاعلي، لتميز الحاسوب التفاعلي، وذلك بالنظر إلى الطبيعة الخاصة لأجهزة التلفزيون المصممة، لتكون وسيلة للمشاهدة وحسب.
4.انتشار الصحف الإلكترونية التي تنشر عبر شبكة الانترنت.

تعريف المكتبة الرقمية
من أبرز تعريفات المكتبة الرقمية ما قدمه مجلس المكتبات وموارد المعلومات CLIR[8]، "وهي عبارة عن مؤسسات توفر الموارد المعلوماتية التي تشمل الكادر المتخصص، لاختيار وبناء المجموعات الرقمية ومعالجتها وتوزيعها وحفظها، وضمان استمراريتها وانسيابها وتوفيرها بطريقة سهلة واقتصادية لجمهور من المستفيدين" [9].
ويعرف محمد فتحي عبد الهادي المكتبة الرقمية بأنها : " تلك المكتبة التي تقتني مصادر معلومات رقمية، سواء المنتجة أصلاً في شكل رقمي أو التي تم تحويلها إلى الشكل الرقمي، وتجري عمليات ضبطها ببليوجرافيا باستخدام نظام آلي، ويتاح الولوج إليها عن طريق شبكة حواسيب سواء كانت محلية أو موسعة أو عبر شبكة الإنترنت" [10].

1.6 - وهناك أربع سمات تميز المكتبة الرقمية وهي:-
1- إدارة مصادر المعلومات آلياً.
2- تقديم الخدمة للباحث من خلال قنوات إلكترونية.
3- قدرة العاملين بالمكتبة الرقمية على التدخل في التعامل الإلكتروني في حالة طلب المستفيد.
4- القدرة على اختزان وتنظيم ونقل المعلومات إلى الباحث منها من خلال قنوات إلكترونية[11].

ومن خلال تعريف المكتبة الرقمية وعرض سماتها نستنتج أن الإنترنت تعد هي البيئة المثالية لاحتضان وإتاحة الدخول إلى المكتبات الرقمية التي تقوم بتوفير أوعية ومصادر المعلومات على وسائط رقمية مخزنة في قواعد معلومات مرتبطة بشبكة الإنترنت، بحيث تتيح للمستفيدين الاطلاع والحصول على هذه الأوعية من خلال نهايات طرفية مرتبطة بقواعد المعلومات الخاصة بالمكتبة، وبهذه الطريقة تتيح للمستفيدين الاطلاع والحصول على أوعية ومصادر المعلومات في أي وقت، ومن أي مكان تتوفر فيه نهايات طرفية مرتبطة بتلك القواعد المعلوماتية[12].
ومن أهم العوامل الرئيسية التي تساهم في إيصال خدمات المكتبات الرقمية إلى قطاع واسع من المستفيدين إنشاء وتصميم موقع للمكتبة على شبكة الإنترنت بقالب تفاعلي جذاب يقبل عليه طالبو المعرفة، وبشكل تحفيزي.
2.6- وتتمثل خدمات المكتبة الرقمية في ثلاثة بنود رئيسية وهي:-
- فهرس المكتبة العام، والاتصال بخدماته كطلبات الإعارة.
- مجموعة المحتويات الرقمية مثل قواعد المعلومات والكتب والمجلات الرقمية.
- الخدمات التفاعلية مثل الدعم الفني والإجابة على الاستفسارات والإحاطة الجارية والأخبار وغيره.

3.6- ومن أهم شروط الولوج للمكتبة الرقمية والتمتع بخدماتها توفر ما يلي :-
1- إمكانية النفاذ إلى حاسوب ووجود خط هاتف ومحول مودم.
2- الارتباط بشبكة الإنترنت، أي وجود مزودين لخدمات الإنترنت.
3- معرفة مواقع المكتبات الرقمية وعناوينها وأرصدتها[13].

4.6- متطلبات إنشاء المكتبة الرقمية:-
ليتم إنشاء مكتبة رقمية لابد من المرور بعدة مراحل من أهمها إدخال المعلوماتية في الوظائف الرئيسية للمكتبة التقليدية، وتشمل التزويد والفهرسة والإعارة وغيره، وحوسبة أغلب إجراءاتها ثم رقمنة ( ( Digitalization محتويات المجموعات النصية وتحويلها إلى أشكال جذابة وصور متحركة، ومن أهم متطلبات إنشاء المكتبة الرقمية ما يلي :
1- احتياجات قانونية وتنظيمية إذ يتعين على المكتبة عند تحويل موادها النصية من تقارير وبحوث ومقالات وغيرها إلى أشكال يمكن قراءتها ألياً الحصول على إذن خاص من صاحب الحق عملاً بقوانين حقوق الطبع والملكية الفكرية.
2- أجهزة خاصة لربط المكتبة بشبكة اتصالات داخلية وشبكة الإنترنت العالمية.
3- أجهزة تقنية خاصة بتحويل مجموعات المكتبة من تقليدية إلى رقمية، وأجهزة حاسوب وملحقاته المختلفة، وطابعات ليزرية متطورة، وماسحات ضوئية، وأجهزة تصوير.
4- برمجيات ( Software ) وبروتوكولات لربط نظم استرجاع المعلومات على الخط.
5- الاشتراك في الدوريات الإلكترونية، حيث يتم ربط المكتبة بالناشر أو مقدم الخدمة برقم النطاق ( IP Address ).
6- الربط بين موقع الدوريات الإلكترونية والدوريات التي يحتويها نظام الفهرس الآلي في المكتبة، وكتابة الحواشي الخاصة بموقع الدوريات الإلكترونية.
7- كوادر بشرية فنية مؤهلة وقادرة على التعامل مع هذه التقنيات الحديثة.
8- الدعم المالي القوي الذي يساعد على تنفيذ المشروع وتشغيله.


5.6- مشاكل التحول إلى المكتبة الرقمية وسبل تذليلها:-
إن التحول من الشكل التقليدي للمكتبة إلى الشكل الإلكتروني يواجه العديد من المشاكل المتعلقة بالأمور التقنية والقانونية والمادية، ومن أهم تلك العقبات والمشاكل ما يلي :
1. التكاليف المادية المرتفعة لمصادر المعلومات الرقمية.
2. التكاليف الباهظة للتجهيزات التقنية اللازمة للتحول الرقمي.
3. الصياغة القانونية للعقود مع مزودي المعلومات، عند اقتناء قواعد البيانات أو مصادر المعلومات الرقمية.
4. حماية حقوق النشر والملكية الفكرية.
5. عدم الوعي لدى المستفيدين بأهمية الاستفادة من التقنية الحديثة[14].
وبرغم من هذه المشاكل إلا أنه يمكن تفادي بعضها، وذلك بدراسة تجارب بعض المكتبات العامة والمتخصصة العربية والدولية في مجال التحول الرقمي، والاستفادة من الخبرات في المجال، للتعرف على كيفية التغلب على تلك الصعوبات التي واجهتهم.
ومن حيث عدم الوعي الكافي بمكاسب التحول الرقمي التي ستعود على المستفيدين أنفسهم، هنا يتطلب الأمر تدريب المستخدم أو الباحث على كيفية استخدام مصادر المعلومات المتاحة في المكتبة للوصول إلى المعلومات المطلوبة، ولتحقيق ذلك يتطلب الأمر التركيز على الأجيال الناشئة من خلال المؤسسات التعليمية لتعليمهم كيفية استخدام الحاسوب وتطبيقاته، والتعامل مع شبكة الإنترنت وبرامج التصفح المختلفة[15].
المقترحات

فكرة المقترح هي امتداد إلى ما نسميه المكتبات الرقمية التي بدأت مع فكرة Vannenar Bush لنظام Memex عام 1945، واستمرت في التطور مع كل تقدم في تكنولوجيا المعلومات. حيث تركز المفهوم مع استخدام الحاسبات في بناء قواعد البيانات الببليوجرافية الكبيرة، الآن يعرف بأنظمة الإتاحة العامة والاسترجاع على الخط المباشر والتي تكون جزءاً من أي مكتبة معاصرة. عندما اتصلت الحاسبات بشبكات كبيرة تشكلت الإنترنت، فإن المفهوم تتطور مرة ثانية، والبحث تحول إلى خلق مكتبات من معلومات رقمية والتي يمكن أن تتاح إلى أي شخص من أي مكان في العالم.[16] للحصول على المعلومات أو الانخراط في التدريب التفاعلي.


قطاع المعلومات كما بينه العالم "ماكلوب – Machlup"، يضم خمسة أقسام رئيسية لصناعات المعرفة وهي (التعليم، البحوث، التنمية، وسائل الإعلام والاتصال، آلات المعلومات وخدمات المعلومات)،


تنادي الورقة بتأسيس المكتبة الرقمية ، مسخرة كل الطاقات البشرية والخبرات في قطاع التعليم وقطاعات البحث العلمي والتنمية والتطوير، تكون هذه المكتبة وفروعها بيئة لتقديم الخدمات التالية :
منبراً للتعليم المتواصل،
التدريب الفعال
تلبية احتياجات المستفيدين من المعلومات التي يبحثون عنها،
تقديم برامج التدريب التفاعلي كلما أمكن ذلك، من مساكنهم أو أماكن عملهم
ربط المستفيد بالخدمات حيثما وجدت، عن طريق شبكات الانترنت، - حيث تحتسب الورقة المكتبة هي الوعائي الرئيسي للمعلومات والبيئة هي الانترنت والوسط أو الوعاء هو الوسائط المتعددة Multimedia-.
نجد أن المكتبات العامة تلعب دورها الهام في نشر الوعي الثقافي بين أفراد المجتمع، إضافة للدور الذي تقدمه مكتبة المؤسسة التعليمية والتدريبية، بذلك تتناول المكتبة الرقمية تلك الفئة التي تتواجد خارج حدود المؤسسات التعليمية، والمراكز التدريبية.

1.7- هيكلية ومكونات المكتبة الرقمية:-
1. المكتبة الافتراضية - الرقمية[17]، بحيث تشمل الوحدات التالية:-
- وحدة إنتاج الدروس (العرض المرئي – Video courses) خدمة مشروع إنتاج الكتاب الإلكتروني. ((هناك مقترح بالخصوص مقدم من الأخت م. فهيمة الهادي الشكشوكي بخصوص مشروع انتاج الكتاب الإلكتروني معتمد ، التقرير التفصيلي تحت الإعداد))
- وحدة المكتبة الإلكترونية (التوثيق الإلكتروني والاسترجاع).
- وحدة طباعة الدروس التعليمية، والتدريبية.
- وحدة دروس العرض المرئي Video courses
- وحدة دروس العرض المباشر Visio conference courses


والتي تعتمد على تقنيات الحاسوب والإنترنت، وتشمل :-
1. مكتبة المطبوعات ( المراجع، الموسوعات، الوثائق، الخرائط).
2. مكتبة الوسائط، الأشرطة المرئية، الاسطوانات المكتنزة، وتسجيلات الحلقات الدراسية المنقولة ( Video courses , CD…. Videotape)
3. مكتبة الشبكة:-
للقيام بعرض الدروس التفاعلية، والدورات التدريبية عن طريق :
· وحدة إدارة الدروس الموثقة.
· الإنترانيت / الايترنت.( الشبكة الداخلية للمعلومات)
· الإنترنت ( الشبكة العالمية للمعلومات)


2.7- إعداد وتأهيل القوى العاملة لإدارة المكتبة الرقمية:-
لإدارة المكتبة الرقمية يتطلب تأهيل كوادر فنية متخصصة في مجال المكتبات وعلم المعلومات والتوثيق، قادرة على تطبيق القواعد والأنظمة المتبعة المعمول بها عالمياً، قادرة على استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة في هذا المجال، وإيجاد آلية من شأنها أن تمكن المختصين في مجال المكتبات والمعلومات من مواكبة التطورات العملية والتقنية في تقديم الخدمات المعلوماتية.


1.2.7- دور ومواصفات أخصائي المكتبة الرقمية:-
لقد أصبح هناك مؤشران يوضحان دور الأخصائي (باحث المكتبات) المؤشر الأول يشير إلى تضاؤل أو محدودية دور أمين المكتبة في ظل تأثير التقنيات الحديثة المتراكمة ويشير المؤشر الثاني إلى تأييد دور باحثي المكتبات والمعلومات واستمرارية الدور المنوط به.
المؤشر الأول: الخاص بتضاؤل دور المكتبي" الأخصائي يستند إلى التقنيات الحديثة باعتبارها أضافت متغيراً جديداً وبعداً آخر للبنية أو التوسط المعلوماتى (Information MEDITATING) فالمعلومات على الخط المباشر وعلى الشبكة العنكبوتية، أصبحت داخل وخارج المكتبة وباستطاعة المتصفح على الحاسب أن يكسر حاجز الوصول إلى المعلومات، عن طريق النفاذ أو الوصول إلى شبكات المعلومات البعيدة بل والقدرة على اقتناء هذه المعلومات باستخدام الوسائط الإلكترونية، ويتناقص دور المكتبي أمام تناقص "الأمية المعلوماتية"
المؤشر الثاني: يؤيد استمرارية احتفاظ المهني بدوره ومكانته مشيرًا إلى أن الدور المنوط بالمكتبي يمثل حلقة وصل بين المستفيدين وبين المعلومات. لقد تغيرت مهام ووظائف أمين المكتبة الإلكترونية من أداء الوظائف التقليدية إلى مهام استشاري معلومات، ومدير معلومات، وموجه أبحاث، ووسيط معلومات للقيام بعمليات معالجة المعلومات وتفسيرها وترجمتها وتحليلها، وإتقان مهارات الاتصال للإجابة عن أسِئلة المستفيدين، وكذلك الارتباط ببنوك وشبكات المعلومات وممارسة تدريب المستفيدين على استخدام النظم والشبكات المتطورة، وتسهيل مهمات الباحثين.


وكذلك ترى الورقة أن المكتبة ستزيد الطلب على اختصاصي المعلومات ذي الخبرة والمعرفة. والدور المناط به يتمثل في:-
1- استشاري معلومات يعمل على مساعدة المستفيدين وتوجيههم إلى بنوك ومصادر معلومات أكثر استجابة لاحتياجاتهم.
2- تدريب المستفيدين على استخدام المصادر والنظم الإلكترونية.
3- تحليل المعلومات وتقديمها للمستفيدين.
4- إنشاء ملفات بحث وتقديمها عند الطلب للباحثين والدارسين.
5- إنشاء ملفات معلومات شخصية وتقديمها عند الحاجة.
6- البحث في مصادر غير معروفة للمستفيد وتقديم نتائج البحث.
7- مساعدة المستفيد في استثمار شبكة الإنترنت وقدراتها الضخمة في الحصول على المعلومات، والوصول إلى مراكز التدريب الإلكترونية.


ومثل هذه المهام تتطلب إعداداً خاصاً لاكتساب مهارات معينة في مواجهة التطورات السريعة والمذهلة في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتقديم خدمات شاملة ومتجددة تتماشى مع روح العصر وثورة المعلومات. ولكي تقوم المكتبة الرقمية بوظائفها لا بد أن يعمل بها أمناء مكتبات متفرغون حيث يتم اختيارهم وانتقاؤهم حسب المواصفات والمؤهلات المطلوبة. مع الحرص على وضع برامج تعليم وتدريب لهؤلاء الأمناء بحيث يتم تأهيلهم فنيا وتربويا للتعامل مع المستفيدين الذين يترددون على المكتبة الرقمية.
يتطلب من تم اختياره أو توجيهه للعمل في المكتبة الرقمية ( الرئيسية أو الفرعية)، كموظف مختص أو ما يلي:-
أ- الموظف المختص: يجب أن يكون حاصلاً على شهادة في المكتبات والمعلومات سواء (الدراسات العليا أو البكالوريوس أو الدبلوم العالي في المكتبات).
ب – الموظف المعاون: إن من يتم اختياره مع عدم توفر الشرط السابق يجب أن يكون على الأقل حاصلاً على دورة تدريبية في المكتبات وضرورة أن يكون حاصلاً على بكالوريوس ويفضل أن يكون في مجال الإدارة.
جـ - يتطلب أن يحسن كل من الموظف المختص، والموظف المعاون، استخدام الحاسب الآلي.
د - أن يتحليا بالصفات الحميدة والأخلاق الفاضلة. لاسيما كونهما يستقبلان جمهورا مختلف الطباع.
هـ - أن يكونا قادرين على بناء علاقات إنسانية مع الآخرين.
و - أن يكونا محبي للاطلاع ومثقفين، ليقدما المساعدة لمن يطلبها.


2.2.7- جانب من المسميات الوظيفية للعاملين بالمكتبة الرقمية:-
1- مفهرس مواقع
2- مدير موقع المكتبة
3- أخصائي خدمات رقمية
4- أخصائي دليل بحث المكتبة
5- مرشد تدريبي
6- محلل معلومات


3.7- محتويات المكتبة بنوعيها الورقي والإلكتروني:-

أولاَ :- الكتب ( الورقية منها والإلكترونية):-
· دوائر المعارف والموسوعات Encyclopedias، بنوعيها العام والخاص
· المعاجم اللغوية : Dictionaries
· معاجم التراجم : Biographical Dictionaries
· الأطالس ومعاجم البلدان : Atlases and Gazetteers
· الكتب السنوية ( الحوليات) Year book
· الإحصائيات : Statistics
· الأدلة : Directories
· الخرائط
المراجع الورقية والإلكترونية
•الببليوجرافيات
•الكشافات
•المستخلصات
•الدوريات :- Periodicals
•الكتيبات والنشرات Book lets and pamphlets
•الرسائل ووقائع المؤتمرات
•القصاصات : Clippings or cuttings

ثانياً :- المصادر غير المطبوعة.
أ/ المصادر البصرية : Visual media
الشرائح Slides، الشرائح الفيلمية Filmstrips، الشفافيات Transparencies.
ب/ المواد السمعية: الأقراص ( الأسطوانات Discs, Records )، الأشرطة الصوتية ( Sound taps)
ج/ المواد السمعية البصرية Audio visual Media

4.7- العمليات:-
العمليات الفنية والخدمات
1- الفهرسة :-
· فهرسة عبر برامج آلية
· فهرسة آلية عبر التدخل البشرى
· الفهرسة الآلية عبر النسخ
2- الخدمات:-
· إعارة إلكترونية محددة المدة
· تحميل Downloading
· نسخ Copying
· قراءة مباشرة Online Reading
3- التعليم* والتدريب (المجاني والمدفوع) :-
· التعليم التفاعلي المفتوح
· التعليم المستمر
· التدريب التفاعلي
"*وهناك عدة جهات متخصصة تنتج برمجيات لتصميم نظم خاصة للبرمجة التلقائية في حقل التعليم بحيث يسهل على معلمي المدارس والكليات إعداد وتقديم دروس مختلفة لطلابهم، ومن هذه الدروس التدريب أو عرض مادة جديدة أو إجراء اختبار، أو محاكاة لواقع محدد أو غير ذلك من الأنشطة القائمة داخل الفصل، مما يسهل ويساعد على استخدام وانتشار الحاسوب في المدارس. ويستخدم لهذا الغرض برامج تسمى: COMPUTER ASSISTED INSTRUCTION , CAI، أو، COMPUTER BASED INSTRUCTION , CBI"[20]
4- خدمات التجارة الإلكترونية :-
· عضوية أفراد.
· عضوية مؤسسات.
· عضوية محددة المدة.
المصدر: فهيمة الهادي الشكشوكي- مركز المعلومات والتوثيق / اللجنة الشعبية العامة للتعليم

محب بلاده
2010-12-07, 00:07
نظم المعلومات فى المكتبات الرقمية (http://www.google.dz/url?sa=t&source=web&cd=20&ved=0CC8QFjAJOAo&url=http%3A%2F%2Fwww.ibtesama.com%2Fvb%2Fattachmen ts%2Ff82%2F9172d1266925423-%25E4%25D9%25E3-%25C7%25E1%25E3%25DA%25E1%25E6%25E3%25C7%25CA-%25DD%25EC-%25C7%25CF%25C7%25D1%25C9-%25C7%25E1%25E3%25DF%25CA%25C8%25C7%25CA-%25C7%25E4%25CA%25D5%25C7%25D1-%25C7%25E1%25DE%25E1%25ED%25C8-%25D8%25D1%25C7%25C8%25E1%25D3-%25E1%25ED%25C8%25ED%25C7-%25E4%25D9%25E3-%25E3%25DA%25E1%25E6%25E3%25C7%25CA-%25DD%25EC-%25C7%25E1%25E3%25DF%25CA%25C8%25C7%25CA-%25C7%25E1%25D1%25DE%25E3%25ED%25C9-doc&rct=j&q=%D8%A8%D8%AD%D8%AB%20%D8%AD%D9%88%D9%84%20%D8%A8 %D9%86%D9%88%D9%83%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%8 4%D9%88%D9%85%D8%A7%D8%AA%20%D9%88%D8%A8%D8%AD%D8% AB%20%D8%AD%D9%88%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83 %D8%AA%D8%A8%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%B1%D9%8 2%D9%85%D9%8A%D8%A9&ei=n2j9TITRNIiz8QOije3QCw&usg=AFQjCNF7ZHKilskDHTe7VEJkqzQjpxzDJQ&cad=rja)

Bellout
2010-12-07, 13:32
اريد بحت عن phénomene naturel+les legendes de phenoméne
السنة التالتة متوسط
2ايام

هوارية 123
2010-12-07, 13:43
ارجوووووووك اريد بحث حول العلم الجزائري بالفرنسية واريد ايضا كيفية حماية البيئة بالفرنسية

محب بلاده
2010-12-07, 14:13
ارجوووووووك اريد بحث حول العلم الجزائري بالفرنسية واريد ايضا كيفية حماية البيئة بالفرنسية


نصائح للمحافضة على البيئة


cadre de l'environnement pour la vie et une ressource pour la richesse des sacs en plastique noir environnement Crow voler utilisation inabordables un besoin urgent pour éviter des sacs en plastique qui nuisent à l'environnement de la planète dans un besoin constant de maintenir son environnement, il Iitna nous de le préserver de tout dommage et l'épuisement de l'eau, l'origine du secret de la vie de l'existence: pour éviter gaspillage et extravagant de son utilisation dans le maintien de la eau, la santé et le développement de l'accès à une goutte d'eau coûte beaucoup, éviter l'eau excessive de l'environnement pour O petit cercueil au milieu d'un environnement vert et propre dans la ville Nmodjip

cadre de l'environnement pour la vie et une ressource pour la richesse des sacs en plastique noir environnement Crow voler utilisation inabordables un besoin urgent pour éviter des sacs en plastique qui nuisent à l'environnement de la planète dans un besoin constant de maintenir son environnement, il Iitna nous de le préserver de tout dommage et l'épuisement de l'eau, l'origine du secret de la vie de l'existence: pour éviter gaspillage et extravagant de son utilisation dans le maintien de la eau, la santé et le développement de l'accès à une goutte d'eau coûte beaucoup, éviter l'eau excessive de l'environnement pour O petit cercueil au milieu d'un environnement vert et propre dans la ville Nmodjip

personnage Miatherna et de notre civilisation donnant éducation à l'environnement une des clés du maintien de Moar réutilisation naturelles est un facteur important pour réduire le risque des déchets maintenu la propreté de votre ville, ne jetez pas Balazbal dans la rue pour maintenir l'intégrité de notre environnement, en préservant l'intégrité de notre santé. empoisonnement pollution de l'air et de l'extinction de la richesse de la biodiversité et la diversité biologique un cadre précieux nationales relatives à l'équilibre écologique, laissez-nous de la préserver de l'extinction. effets du changement climatique du plomb dans l'air à la déshydratation qui est causée par la désertification et la futilité de la nature pour nous tous: d'éviter les installations d'élimination des déchets dans les lieux publics et privés afin de ne pas créer un terrain vague de la pollution causant le hasard. Éviter l'exploitation forestière et les feux de forêt, le surpâturage, parce que ce serait conduire à l'aggravation de la désertification et la dégradation des terres. Maintenir Altrop l'eau doit être évitée extravagance et le gaspillage dans leur utilisation, et de travailler autant que possible sur la pureté et la protection contre la pollution à nous dans notre industrie afin d'éviter l'utilisation des mécanismes de contamination et de rémunération des technologies propres de l'équilibre biodiversité de Nevis écologique et national, efforçons-nous de protéger la richesse des animaux et des extinctions usine de manière à ne pas perturber l'équilibre environnement. Votre rôle dans la protection de l'environnement laissez-nous travailler ensemble pour réduire la dégradation de l'environnement autant que possible en suivant ces recommandations: - Éloignez-vous de l'achat et l'usage de l'équipement et les outils utilisés (fluorescent carbonate de CFC), comme les climatiseurs, les réfrigérateurs, les congélateurs et des bouteilles de parfums et les pesticides .. Parce qu'il est la cause directe du trou d'ozone et les effets directs et indirects lui. - L'utilisation de produits de papier, fibre de cellulose (Amis de la Nature) au lieu de sacs de produits de plastique et d'autres qui sont difficiles à retourner à la normale après la nature de la consommation. - Sacs à provisions réutilisation plus d'une fois, au lieu d'utiliser de nouveaux sacs ou des contenants pour s'habituer à l'utilisation de permanent à cet effet, tels que des paniers de feuilles de palmier et d'autres Alafp et constitués de matériaux naturels pour la fabrication. - L'utilisation d'outils et de la céramique de verre à manger et à boire au lieu de bouteilles en plastique et en verre de boissons gazeuses qui peuvent être utilisés plus d'une fois au lieu de plastique, qui sont jetés après usage. - "L'eau est la moins chère et la plus précieuse existants manquant" des eaux usées de la vie Vihdar Vaguetsd dans l'utilisation de l'eau que possible. Il n'est pas nécessaire de laver votre voiture, par exemple, y compris le contenu du réservoir d'eau ou laisser couler le robinet lors du rasage ou le lavage des dents.


- Réduire l'utilisation des voitures privées et la tendance à utiliser les transports en commun chaque fois que possible, ou en utilisant un vélo ou à pied Cela contribue à réduire la quantité de plomb émis par les gaz d'échappement des voitures des piles de l'atmosphère. - Participer à la préservation de la biodiversité ou de ne pas les nids de sabotage chasse des espèces en péril ou arrachage d'arbres. - Eviter l'utilisation du charbon et de chauffage au kérosène .. De ne pas augmenter le poison de monoxyde de carbone dans l'atmosphère et de son impact. Et réduire le réchauffement climatique de la Terre. - Participation à l'air propre et purifié planté un arbre "de la Terre du poumon arbres - pour identifier les derniers développements dans les conditions environnementales au moyen de dépliants, magazines, médias et aux moyens de l'éducation. - Maintenir un environnement propre vers le début de votre chambre et dans le Lakek jusqu'à votre ville. Il a exhorté les membres de la famille de ce comportement. - le maintien d'une propreté partout y entrer. - essayer d'organiser les habitants de votre quartier, dans le cadre de l'environnement. méthodes de prévention des risques pour l'environnement: - résumés dans les points suivants: - prendre des mesures préventives. hygiène, qui est la clé de la prévention, par tous les moyens: - Une hygiène - personnelle . b - propre environnement de travail. C - machines propres. d - des vêtements propres. examen médical périodique. afin d'améliorer le niveau d'immunité. afin d'améliorer le sport mode de vie. améliorer les systèmes pour l'alimentation. suivre bonnes habitudes de santé. purifier l'eau. l'utilisation appropriée des pesticides. éliminer le bon grain de l' rongeurs déchets. Éliminer les insectes. débarrasser de véhicules vétustes. ventilation. le bon choix pour n'importe quel endroit pour traiter des droits. débruitage. protéger le corps: - l'utilisation - des lunettes de protection. b - chapellerie. c - crèmes pour la peau. d - vêtements de protection . Enfin, la surveillance environnementale continue. l'élaboration de normes pour la santé. * priorités essentielles: Que devons-nous si, pour la préservation de notre magnifique environnement? à accrocher dans l'esprit à l'évocation de l'esthétique terme encadrer votre seule et ne pas être impliqués plus tard, sur les mots de la pollution et synonymes de causer un dommage ou détérioration, la destruction des ressources ... etc. Créer une base de données que nous fournit l'information de base pour une liste des priorités nécessaires pour la préservation des ressources environnementales. sanctions strictes et est sans préjudice de l'environnement, même si elle est à l'intérieur de la maison. coordination entre les différents acteurs et entre les individus ainsi. sensibiliser entre les citoyens et les peuples du monde les conséquences des dommages causés à l'environnement, qui apparaît dans le long terme. fournissant des fonds pour aider à la mise en œuvre des plans pour le domaine de l'environnement. de fournir des ressources humaines qualifiées dans le domaine de la conservation de l'environnement. pour préparer des plans spécifiques pour la promotion des différents secteurs de l'environnement.

محب بلاده
2010-12-07, 14:18
اريد بحت عن phénomene naturel+les legendes de phenoméne
السنة التالتة متوسط
2ايام







la légende de l'arc en ciel




Le grand sorcier, qui connaît le secret des étoiles, l’avait prédit bien longtemps, à l’avance. Si longtemps, que les hommes, insouciants, avaient oublié. Pourtant elle vint, cette sécheresse impitoyable qui brûla les rivières. Nulle part, il n’y eut plus d’eau douce. Ni pour les animaux, ni pour les hommes. Même les cascades cachées, les sources profondes avaient disparu et la soif terrible se faisait cruellement sentir.
Un jour, le Woobat, qui est une sorte de cochon sauvage, était en train de creuser un trou dans la terre sèche , avec l’espoir de trouver un peu de fraîcheur. Il déplaça une très grosse pierre, et du trou de cette pierre jaillit une source d’eau limpide, qui se répandit sur la terre craquelée.
Aussitôt, tous les animaux, alertés par ces mille petits signes qui sont leur langage, accoururent pour se désaltérer et burent avec respect de cette eau miraculeuse qui était leur vie.Tous furent sages et prudents : l’eau était rare et il fallait la ménager. Ils s’arrêtèrent vite de boire. Tous, sauf un. Le grand serpent. Il but, il but, il but le ruisseau tout entier. Les autres animaux essayèrent de l’en empêcher. Mais rien n’y fit, et leur colère augmenta avec leur impuissance. Et les animaux tuèrent le grand serpent qui avait bu toute leur eau. Et l’esprit du serpent s’envola vers le ciel.
Quelques jours plus tard, les bêtes assoiffées virent s’agiter dans la poussière de tous petits serpents qui venaient de naître. Le Kiwi aurait bien voulu les manger, mais le Kangourou s’interposa :
- Attends! Ils sont trop jolis, ces petits serpents, avec leurs couleurs vives. Nous allons les mettre à l’ombre d’une pierre. Peut-être pourront-ils y vivre.
Quand le grand serpent, dans le ciel, vit les soins dont ses petits étaient entourés, il s’attendrit et, se parant de merveilleuses couleurs, il renvoya aux animaux toute l’eau qu’il leur avait bue.
Et la pluie remplit les bouches, les poitrines, les rivières.
Aussi, chaque fois que dans la poussière on trouve un petit serpent égaré, il faut en prendre grand soin, si l’on veut que dans le ciel son grand-père envoie de l’eau pour faire chanter les cascades.

محب بلاده
2010-12-07, 14:21
اريد بحت عن phénomene naturel+les legendes de phenoméne
السنة التالتة متوسط
2ايام



او هذا






http://bahi01.b.a.pic.centerblog.net/p1fefwil.jpg (http://bahi01.centerblog.net/3533513-la-legende-de-la-nuit-polaire-)
C'était il y a très longtemps, au début de l'apparition des hommes dans le Grand Nord.
A cette époque, les Esquimaux étaient le peuple le plus heureux de la planète bleue. Ils disposaient d'une nourriture abondante, avaient de l’eau en suffisance et surtout ne se disputaient jamais. Le jour, ils jouissaient de la lumière du soleil et durant la nuit, ils profitaient de la clarté de la lune. Pour la tribu, tout était source de joie et prétexte à fêter.
Mais il arriva que trois d'entre eux, Itouk, Kakouk et Marouk, devinrent jaloux du bonheur des autres. Ils essayaient par tous les moyens de se quereller avec les membres de la tribu... mais sans succès. Ils décidèrent donc de s'attaquer à l'astre du jour, père de toute chose afin de le tuer. Ils souhaitaient ainsi que leurs compagnons soient privés de chaleur et de lumière, que la vie devienne difficile et que tous soient malheureux.

Ils préparèrent leur attaque avec le plus grand soin : des flèches et harpons qu'ils projetteraient dans le ciel en plein midi.
Au jour dit, ils lancèrent leurs armes vers le soleil mais en vain. Tout ce qui était envoyé vers le ciel retombait sur la terre, brûlé par les rayons du soleil.
Nullement découragés, ils entreprirent de refroidir le soleil en lui envoyant d'énormes blocs de glace. Mais leurs résultats ne furent pas plus brillants. La glace fondait et retombait sur les attaquants.

Ils se réunirent alors dans l'igloo de Kakouk pour mettre au point une tactique qui leur permettrait de faire disparaître l'astre de la nuit. Ils y consacrèrent de nombreuses semaines sans trouver de solution.
Un soir qu'ils avaient beaucoup bu, ils regardèrent la lune et commencèrent à se moquer d'elle en l'injuriant.
Fort peinée, la gentille lune pleura longtemps de leurs méchancetés. Voyant que leurs insultes portaient, Itouk, Marouk et Kakouk redoublèrent leurs attaques pendant des jours et des jours.

La lune en eut assez. Elle confia son malheur au soleil qui décida d'intervenir. Ce que les trois esquimaux ignoraient, c'est que la lune était la soeur du soleil et qu'ils se voyaient deux fois par jour.

Il s'adressa tout d’abord à eux pour leur demander de cesser leurs attaques. Malheureusement pour la tribu, seuls étaient restés au village les trois vauriens, bien trop paresseux pour aller chasser. Ils n'écoutèrent pas l'appel du soleil et ils lui rirent même au nez.

Alors il se fâcha et décida de leur donner une bonne leçon dont tous se souviendraient : il disparaîtrait du ciel des Esquimaux six mois par an pour ne revenir que six mois plus tard.

Et c'est ainsi qu'apparut la nuit polaire.

Bellout
2010-12-07, 14:55
شكرا جزيلالا لك
جعله الله في ميزان حسناتك

toke
2010-12-07, 15:02
اسم العضو :................toke..............

الطلب :...........
السلام عليكم أريد بحث صغير عن الزراعة في وهران+ المهن التي توجد فيها لكن بالفرنسية و شكرا
المستوى :...................السنة الرابعة..............

أجل التسليم :......................اليوم.جزاكم الله خيرا.....
....................

adelmedr
2010-12-07, 16:27
لسلام عليكم ممكن تساعدوني في كابة فقرة بالعربية او بالفرنسية
المطلوب :
لقد احرزت الانسانية تطورا وتقدما كبيرا وغيرت حيات الانسان
-----اكتب ثمانية اسطر تتحدث عن هذه التغيرات باستعمال : الماضي(يعني في القديم)-الحاضر(الان)-المستقبل[
في اية مجال

hadil09
2010-12-07, 20:56
بارك الله فيك

soumia52
2010-12-07, 21:04
انا العضو soumia52 المستوى :جامعي
من فضلك اريد مساعدتي في العناصر التالية: -مفهوم و تطور التسيير
-انواع التسيير
-خصائص التسيير
عندي بحث الاسبوع القادم

محب بلاده
2010-12-07, 21:19
* مفهوم التسيير: هو تلك المجموعة من العمليات المنسقة و المتكاملة التي تشمل اساسا التخطيط و التنظيم و التوجيه و الرقابة انه باختصار تحديد الاهداف و تنسيق جهود الاشخاص لبلوغها هذا هو جوهر مهمة المسير ان التنسيق شانه في رذلك اتخاذ القرارات وظيفة تسييرية مستمرة تصادف في مختلف الوظائف الاخرى من التخطيط و الرقابة.
* مفهوم التنظيم: يتناول التنظيم باعتباره جزءا من العملية التسييرية تصميم بنية المنشاة او هيكلهتها بما تشتمل عليه البنية من تقسيمات ادارية ومناصب عمل و علاقة سلطة و غيره يمكن ان يوسع مفهوم التنظيم ليشمل منشاة الاعمال ككل باعتبارها نتاج العملية التسييرية واثرها العملي المحسوس و يشمل التسيير من منظور حركي عملية دائرية تشمل تخطيط وتنظيم و توجيه و رقابة. و تبدا بتحديد الاهداف اي التخطيط فانه لا يجوز ان نعتبرها تنتهي عند الرقابة فالرقابة لابد ان تكشف عن وجود انحرافات و تصحيحها و لابد ان يتطلب الاجراء تعديلات جذرية او طفيفة على السياسات و الاجراءات و غيرها من الخطط بمعنى ان الرقابة تعود من جديد الى التخطيط . كذلك فان العلاقة بين العملية التسييرية و التنظيم هي علاقة دائرية مبنية على اساس من التفاعل ذلك ان العملية التسييرية لدى تطبيقها تنتج التنظيم الذي يصبح بدوره و سيلة لدعم عملية التسيير و هو الامر الذي يؤدي من جديد الى تحسين التنظيم نفسه و تطويره . ان المفهوم الحديث للتطوير التنظيمي ينظر الى هذه العملية على انها مستمرة على اعتبار ان ظروف المحيط و معطيات البيئة تتغير باستمرار.
*خصائص التسيير:
- التفاعل و التغذية العكسية: ان التفاعل المشار اليه فيما بين التسيير و التنظيم امر حيوي و ضروري شانه في ذلك شان التفاعل بين تشغيل الالة و عملية تصميمها الهندسي و الافكار النظرية التي تكمن واءها فكلما كان التفاعل اقوى و اكثر ارتباطا لمتطلبات التشغيل كلما زادت صلاحية الافكار و التصميم و كلما ارتفع اداء التشغيل الذي هو الهدف الهدف النهائي من النظرية و التصميم.
- اما التغذية العكسية فهي عملية ارجاع للمعلومات للتعرف على النتائج و التصحيح و التحسين فالمسير يستفيد من نتيجة تجاربه السابقة لتحسين سلوكاته و بالتالي تجاربه اللاحقة فان فحوى التغذية العكسية هي ان يستمد النظام المعلومات عن حالة مخرجاته لاستعمالها في تعديل سلوكياته و مدخلاته بما يؤمن المحافظة على هدفه.
- التسيير عملية تحويل منتجة للمنافع و الفوائض: ان المبرر العملي في وجود التسيير و اجهزته هو قدرته على اداء الهدف و هو خلق المنافع على اختلاف انواعها كالمنافع الاقتصادية او الاجتماعية واذا كان التسيير يمثل جهاز المؤسسة فان المؤسسة هي جهاز المجتمع توجد للقيام بمساهمات ووظائف اقتصادية و اجتماعية معينة لذا لا بد من النظر الى العملية التسييرية بانها عملية تحويل منتجة وعنصر تماس لا غنى عنها لتحويل السلع و الخدمات و الفوائض.

محب بلاده
2010-12-07, 21:22
انا العضو soumia52 المستوى :جامعي
من فضلك اريد مساعدتي في العناصر التالية: -مفهوم و تطور التسيير
-انواع التسيير
-خصائص التسيير
عندي بحث الاسبوع القادم


وهذا





اهمية واهداف التسيير :
يعتبر التسيير المحرك الاساسي الذي يعمل على تشغيل الطاقات و القوى المتاحة للمؤسسة فهو المسؤول عن متابعة و انجاز الاهداف التي تحقق الرفاهية الاقتصادية و الاجتماعية للفرد و المجتمع و المؤسسة ككل .
1 اهمية التسيير : تتمثل فيما يلي :
- يقوم بتحديد الاهداف و توجيه الفرد الى تحقيقها و كذلك توفير مقومات النتاج و تخصيص الموارد و توزيعها على استخداماتها البديلة و ازالة الفوضى في المحيط
- التسيير السؤول عن بقاء و استمرار المؤسسة و هذا ليتحقق الا من خلال القدرة على مواجهة الكثير من التحديات و من بينها الندرة في عوامل الانتاج و التطور التكنولوجي وحدة المنافسة
- مسؤول عن التحقيق التكامل الخارجي بين المحيط و المؤسسة و توفير احتياجات المؤسسة من الموارد المختلف مع بعضها البعض لتلبية حاجات المحيط من سلع و خدمات و كذلك مسؤول عن التكامل الداخلي من خلال التنسيق و الربط بين جهود العاملين و الموارد الاخرى حتى يتسنى بلوغ الاهداف التي تسعى لتحقيقها المؤسسة
- التسيير له مسؤولية تحقيق كل الاهداف الاقتصادية و الاجتماعية ، التكنولوجية
- له مسؤولية التعامل مع الغير المستمرة في حاجات و تفاهم المشكلات الصحية و الاجتماعية لايقاف التلوث
- المسؤولية و الاستقرار لانها تعتبر من المهام الاساسية في الوقت الحاضر
2 اهداف التسيير : تتضح اهداف التسيير كلما كان من الممكن تحقيقها حسبا الامكانيات المتاحة للمؤسسة و تتمثل الاهداف فيما يلي :
- يتمثل هدف التسيير الاساسي في خلق المنافع و الفوائض التي تظهر عندما تكون القيمة الاقتصادية للسلع اكبر من تكاليفها و هو يسهل الحصول على المنفعة بدا من الموارد المتاحة للمؤسسة
- يعمل لتحقيق النتائج بكفاءة عالية أي العمل بطريقة معينة بحيث يتم استغلال الموارد الانتاجية المتاحة بالكامل دون ضياع او اسراف
- يسمى لتحقيق الاهداف بفعالية ان يعمل اشياء صحيحة في الزمن المناسب و بالطريقة الملائمة
- تعتبر الكفاءة و الفعاليات هدفين معينين للتسيير حيث ترتبط الكفاءة بمستوى وحدة النتائج المرتبة عند استخدام الموارد
خصائص التسيير
1 التسيير عملية هادفة حيث انه يسعى الى تحقيق اهداف محددة و هذه الاهداف لا تخرج عن كونها الانجاز الفاعال لاهداف المنظمة بل قدر من التكلفة في الوقت او الجهد او المال
2 التسيير يمارس في مختلف المجالات و هذا يعني ان الادارة لا تقتصر مجال واحد من مجالات الحياة الانسانية لذلك فانها تستخدم في المجالات الانتاجية و مجالات الخدمات ، تمارس في المجال الاقتصادي و الاجتماعي و التعليمي
3 التسيير يمارس في المنظمات في جميع المستويات الادارية سواء في مستوى القمة او المستوى الاداري المتوسط او المستوى الاشرافي المباشر او المستوى الخط الاول
4 التسيير يعني بتوجيه سلوك الافراد لتحقيق الاهداف المحددة و هي المسؤولة عن توجيه هذا السلوك بصحيح سلوك تنظيميا بما يؤدي الى استمرار النشاط من ناحية و انتظامه من ناحية اخرى و انجاز الاهداف التي قامت من اجلها المنظمة فمن المعلوم ان الافراد حيثما ينضمة الى منظمة معينة لا ينتفي عنهم الغرض أي ان لكل منهم غرض او اكثر يسعى لتحقيقه كما ان لكل منهم قيمة و معايير التي انشئت من اجلها لذلك عقد تتفق اهداف المنظمة و اهداف اعضائها و قد تختلف بدرجة اة اخرى كما قد يتفق سلوك الاعضاء مع ما تتطلبه المنظمة من سلوك و قد تختلفان لذلك يصبح من غير المنطقي ان يترك كل عضو من اعضاء المنطمة يسلك و فقا لاغراضه و اهدافه او قيمه و اتجاهاته الخاصة بل يكون من الضروري تطوير ذا السلوك و تشكيله وفقا لمقتضيات المنظمة و متطلبات اهدافها و لكي يكون هذا السلوك سلوك تنظيما كان لا بد ان تقوم الادارة بتوجيه سلوك هؤلاء الافراد الاهداف المحدد و المتفق عليها في المنظمة و لا شك ان هذه العملية من شانها ان تحافظ على النظيم و تساعد على استمرارية ممارسة نشاطه
5 الادارة يعني باستخدام و توظيف الموارد بشرية ، مادية ، مالية ، او معلوماتية ، دون ان يكون هناك فاقد و هذا من شانه ان يؤدي الى تحقيق المنظمة الاهدافها
6 يحرص التسيير على ان يتصف سلوك العاملين بالتعاون و التنسيق بحيث يكمل كل منهم الاخر و بدون ان يكون هناك تكرار او تعارض في المسؤوليات التي يقوم بها العاملون في المنظمة
7 اتخاذ القرارات هي اساس التسيير و جوهرة هذه القرارات هي التي تحكم سلوك العاملين في استخدامهم للموارد المتاحة لتحقيق الاهداف المحددة
انواع التسيير
المفهوم التسويقي الحديث و عناصره
1 يعرف المفهوم التسويقي بانه : تعريف التسيير التسويقي
2 ذلك النهج الهادف الى تحديد حاجات ورغبات المستهلكين و العمل على اشيائها بتقديم سلع و خدمات تدر ارباحا معقولة للمنظمة ولاجال طويلة يقوم على اساس ان المستهلكين يفظلون المنتجات المتوفرة بشكل كبير وذات الكلفة المتخصصة
3 111 ان الخطط و عمليات المنظمة يجب ان توجه نحو اشباع حاجات و رغبات المستهلك
2 تحقيق التكامل بين الانشطة التسويقية من جهة و انشطة المنظمة من جهة اخرى
3 3 تحقيق كميات من المبيعات التي تضمن ارباح مناسبة
4 فاشباع الحاجات و الرغبات يؤدي الى كسب ولاء المستهلك و ضمان تكرار تعامله مع المنظمة الامر الذي يؤدي الى ضمان بيع كميات مناسبة و تحقيق ارباح ملائمة
5 2 اساباب اهمية التسيير التسويقي
6 تتبع اهمية التسويق في انه يساهم في الاتي :
7 1 الانشطة التسويقية تعمل على ايجاد مجموعة من المنافع تتمثل في المنفعة المكانية و الحيازية و الزمنية و الرمزية كما تساهم بالعمل على ايجاد المنفعة الشكلية و ذلك عن طريق تزويد ادارة الانتاج او التصميم برغبات المستهلكين و ارئهم فيما يتعلق بالسلع و الخدمات سواء من حيث الجودة او الاستخدامات او التغليف او اللون
2 يمثل التسويق جزءا حيويا من الاقتصاد الوطني حيث يعمل على ايجاد الكثير من فرص التوظيف امام افراد المجتمع كوظاءف مندوبي البيع و من العاملين في مجال الاعلان ... اخ
3 تحديد حجم الانتاج كما و نوعا بما يتناسب و احتياجات السوق المستهدفة
4 القدرة على مواجهة المنافسة و خاصة من قبل الشركات التي تغزو الاسواق الوطنية
5 ايجاد الفرص التسويقية الداخلية و الخارجية
6 يساعد التسويق المنظمات على تحقيق اهدافها من خلال محاولتها اشباع حاجات ورغبات العملاء في الاسواق المستهدفة
7 يساعد الافراد على ان يصبحوا مستهلكين رشيدين و في معرفة كيفية اشباع حاجتهم و في رفع مستوى معيشهم
8 ان كلفة التسويق تشكل اكثر من 50 بمائة من قيمة السلع و الخدمات التي يتحملها المستهلك
اهداف التسويق
يتفق الباحثون و الممارسون على وجود اهداف يسعى التسويق بصفة عامة الى تحقيقها و تتمثل في
1 تعظيم حصة المنظمة في السوق
2 تحقيق رقم معين من الاباح
3 التنبؤ بحاجات ورغبات المجتمع و محاولة اشباعها بسلع معين
4 المحافظة على المركز التنافسي للمنظمة
5 تحقيق مستوى عال من رضا العملاء
اولا التسيير المالي تعريف التسيير المالي
تعتبر التسيير المالي " العمود الفقري للمؤسسة " التسيير الوحيد الذي يجمع جميع انواع المؤسسات و لكن هناك عدة مشاكل و تعتبر الادارة المالية و بحل هذه المشاكل يجب اتباع الرقابة المالية باحد طرقها و التجاهات الحديثة لحل هذه المشاكل
1 المشكلات المالية : المشاكل التي تواجه التسيير المالي
ان المشكلات التي تواجه المسير المالي و الذي ينبغي عليه حلها تنبع اساسا من مصدرين هما :
1 1 احتياجات تحويل المؤسسة
1-2 التصرفات و القرارات التي تتخذ في القطاعات الرئيسية للهيكل التنظيمي فمهما كان المصدر يجب الوصول الى الحل الصحيح ذلك من اجل استمرارية المؤسسة و نجاحها
1 1 احتياجات تمويل المؤسسة :
يجب في البداية توفير راس مال يكفي للتنفيذ العمليات على النطاق المحدد فعند توسيع المؤسسة تظهر لنا الحاجة الى اموال اضافية التي يمكن الحصول عليها عن طريق الافتراض او زيادة راس المال المدفوع اما في حالة الانكماش في العمليات تطوي علي عدة مشاكل مالية .
ثالثا : تسيير الانتاج : تعريف تسيير الانتاج
يفي الانتاج جميع الجهود المبذولو عن تجميع للموارد ثم تشكيلها و كيفية ايصالها للمستهلك في شكل سلع او خدملت بقص تحقيق اشباعهم و تمكن مسؤولية المسير الانتاجي في تنمية افضل الطرق و الخطط لتصنيع المتتجات و كذا تنسيق القوى العاملة اللازمة .......... الخ .
فتسيير الانتاج يكون جيد يجب اتباع مجموعة من الخطوات التي قد الزامية في بعض الاحيان .
الخطوات اللازمة للوصول الي تسيير الانتاج الجيد .
01- اختيار الموقع :
يعتبر تحديد الموقع من الخطوات اللازمة التي تواجه المؤسسة و يؤدي الاختيبار السليم للموقع درجة مرتفعة من الكفاءة الانتاجية للمؤسسة و هناك عوامل متعددة يجب ان تؤخذ في الحساب و هي :
أ - القرب من المصادر الاولية
ب – القرب من الاسواق
ج - توفر مسائل النقل و المواصلات
هـ - القربمن مصادر المياه و شبه الصحة
و – الابتعاد عن المناطق السكنية لتجنب الامراض
2- تصميم المباني :
يتوقف تصميم المباني علي طبيعة العملية الانتاجية التي ستتم داخله و علي ان تتخذ قرار بخصوص مسالة الاختيار بين مبنى يتكون من طابق واحد و اخر من طابقين و ذلك بعد معرفة مزايا كل نوع .
فالنوع الاول من بين مزايا ما يلي :
أ - قلة تكاليف الانشاءات و انخفاض الوقت لازم لاتمامها .
ب - سهولة التوسع في المستقبل
ج - تخفيض تكاليف الكهرباء ( مصاعد كهربائية غير موجودة )
د - تسهيل عملية الاشراف
و من بين مزايا النوع الثاني ما يلي :
أ - يستلزم مساحة اقل من الارض
ب - يسمح بالتوسع الراسي للاعلى بسهولة



03- التخطيط الداخلي لنشاط المؤسسة :
يكون التخطيط الداخلي لنشاط المؤسسة عدة اسباب :
أ - تخفيض تكلفة الوحدة ( تشيل الالات بسرعة )
ب - زيادة الانتاج الكلي
ج - زيادة الخدمات لعملاء
د – توفير المرونة ( تخفيض وقت الالة عند الضرورة و استغلال الموارد المستثمرة بكاملها )
هـ - تحقيق اكبر دقة في الانفاق ( عن طريق الاستعمال الامثل للالات )
و - المحافظة علي التنافس
ز- ضمان امان اكبر للعاملين
04- التخطيط للمواد :
يرى معظم المسيرين ان التخطيط الجيد للموارد تعتبر واحدة من اهم مجالات نشاط الانتاج و هنالك عدة اعتبارات تتحكم في عملية التخطيط الجيد للموارد تعتبر واحدة من اهم مجاللات نشاط الانتاج و هناك عدة اعتبارات تتحكم في عملية التخطيط الموادمنها ، الكمية ، الواجب توافرها في المخازن ، الكمية المشتراة بمعني ان اساس هذا التخطيط هي السياسات و الاجراءات البشرية من بين السياسات يمكن اتبع سياسة الشراء حسب السوق بمعني الشراء طبقا للظروف المتوقعة و الماضية و يمكن اتباع سياسة اخرى و شراء مواد تفوق حاجتها لتوقع ارتفاع اسعارها في المستقبل زو هناك سياسات اخرى مثل الشراء في الوقت و المكان المناسب و بالسعر المحدد سابقا كل هذه السياسات تختلف من مؤسسة الي اخرى و من منتوج الي اخر و ذلك حسب اهمية المنتوج للمؤسسة .
05- تنظيم الجهود :
يعتبر تسيير الانتاج من اهم الأقسام في المؤسسة الإنتاجية هذا بالإضافة " الى انها تمثل اكبر وحدات التنظيمية و ذلك من وجهت نظر عدد من الاشخاص يعملون في الانتاج " و توقف درجة تعقيد الهيكل التنظيمي بنشاط الانتاج علي حجم المؤسسة .
التسيير و الوظيفة التشريعية في مؤسسة انتاجية :
دراسة حالة : الجزائرية لتحويل المنسوجات altraex
اعداد الطالبتان
اميرة زروق
عواطف بوقفة
دفعة 2002 /2003 جامعة تبسة
6- الرقابة الإنتاجية : تعتبر الرقابة الإنتاجية من الأمور الحيوية في تسير الإنتاج وإنما مفاهيم الرقابة الاولى أول ما طبقت على الناحية الإنتاجية ، و ذلك لان قياس الاداء يقتصر على قسم الإنتاج و هناك عدة أنواع من الرقابة و منها الرقابة على الآلات تتمثل في صيانة الآلات الكشف على ما بها من عيوب و اقتراح التغيرات الواجبة يبقى التسيير التسويقي الذي لم نتطرق اليه بعد .
بعد الراقبة الانتاجية
تسيير الموارد البشرية
تعريف التسيير للموارد البشرية
لقد اختلفت وجهات النظر في تحديد مفهوم موحد لإدارة الأفراد ، لكن يمكن التمييز بين وجهتي نظر مختلفين و هما التقليدية و الحديثة ، و يرى أصحاب النظرة التقليدية أن أدارة الأفراد ما هي إلا نشاط روتيني ، يشتمل على نواحي تنفيذية مثال ذلك حفظ ملفات و سجلات العاملين و متابعة النواحي المتعلقة بيهم كضبط أوقات حضورهم و انصرافهم و إجازاتهم ، و انعكس ذلك على الدور الذي يقوم به مدير الأفراد و كذلك الوضع التنظيمي للجهاز الذي يقوم بأداء الوظيفة في الهيكل التنظيمي العام للمنشأة .
من ناحية أخرى يرى أصحاب وجهة النظر الحديثة ، أن إدارة الأفراد تعتبر احدي الوظائف الأساسية في المنشأة و لها نفس أهمية تلك الوظائف ( الإنتاج ، التسويق ، التمويل ...) و ذلك لأهمية العنصر الإنساني وتأثيره على الكفاية الإنتاجية للمنشأة .
أهداف الموارد البشرية
تكوين قوى عاملة مستقرة و ذات كفاءة ، و يشتمل ذلك على عدة أنشطة فرعية مثال ذلك :
- تحليل التنظيم .
- توصيف الوظائف .
- إعداد خطة القوى العاملة و تحديد الاحتياجات المنشأة من الأيدي العاملة من حيث النوع و العدد .
- دراسة المصادر التي يمكن الحصول منها على الأيدي العاملة المناسبة .
- و البحث و الاستقطاب .
- الاختيار و التعيين لأفضل الأشخاص المتقدمين للعمل و شغل الوظائف الشاغرة
- صيانة و تدريب و تنمية القوى العاملة :
بعد أن يتم اختيار و تعيين الأفراد اللازمين للعمل بالمنشأة ، ينبغي أن يتم تدريبهم و تنميتهم بصفة مستمرة لزيادة قدراتهم و و لمقابلة التغيرات في أساليب و نظم العمل . و قد أصبحت التنمية الإدارية من أهم الأنشطة التي تقوم بها إدارة الأفراد لتوفير الكفاءات الإدارية اللازمة للمنشأة .
مكافأة الأفراد و تعويضهم ، حيث لابد أن يحصل الأفراد على تعويض مناسب مقابل الجهد و العمل الذي يؤدونه ، ويتطلب ذلك من إدارة الأفراد إعداد هيكل مناسب للرواتب و الأجور و نظام للحوافز و المكافآت المادية و المعنوية .
- تحقيق التكامل بين مصالح الفرد و المنشأة ، و العمل على خلق جو نفسي مناسب للعمل ، و يتطلب ذلك من إدارة الإفراد العمل المستمر لمعرفة اتجاهات العاملين و رغاباتهم ، و يرتبط ذلك بعدة مشاكل فرعية مثال ذلك نظام الاتصالات في التنظيم ، و النمط القيادي السائد ، و التنظيمات غير الرسمية ، العلاقات مع المنظمات أو الاتحادات التي ينتمي إليها العاملون .
توفير الرعاية الصحية و الاجتماعية و للعاملين ، و ذلك للمحافظة على صحة العاملين و إيجاد نوع من الاتجاهات الايجابية نحو المنشأة .

محب بلاده
2010-12-07, 21:25
مبادئ التسيير
1- مبدا تقسيم العمل : ويكون تقسيم العمل في المؤسسة علي جميع الاعمال فنية ام تسيرية .
2- مبدا السلطة و المسؤولية : و هنا تجب علي المسبر انة يساوي بين السلطة التي تعطيه الحق في اصدار الاوامر و المسؤولية اليت تجبره علي انجاز المهمة الموكلة له .
3- مبا الانضباط : يعني الانضباط هنا ضرورة احترام النظم و اللوائح و عدم الاخلال بالاوامر و يعكس نوعية الرؤساء في المستويات التنظيمية .
4- مبدا الامر : حيث يتلقى الموظف الاوامر من مصدر واحد هو رئيسه المباشر
5- مبدا وحدة التوجيه : يقتضي هذا المبدا وجود رئيس واحد و خطة واحدة لكل مجموعة من النشاطات الموحدة الهدف .
6- مبدا خضوع المصلحة الفردية لمصلحة العامة : بمعني ان تكون لاهداف المؤسسة الاولية علي اهداف الاشخاص ىالعاملين فيها
7- مبدا اللامركزية او تفويض السلطة : و يكون ذلك بما يتناسب مع نوعية المهام و نوعية الاشخاص .
8- مبدا النظام : وهو وضع كل شخص او كل شئ في مكانه المناسب
9- مبدا الانصلف و المساواة أي معاملة العاملين بالمؤسسة بالعدل و حسب النية .
10-مبدا استقرار الاشخاص : يتطلب الاداء الجيد للاعمال وقتا لذا فان عدم استقرار الاشخاص في هذه الاعمال تنفيذية كانت او تسييرية يعتبر ظاهرة سيئة .
11- مبدا المبادلة : و يكون ذلك بتشجيع روح المبادرة للعاملين و هذا يتطلب من الرؤساء التضحية بغرورهم الشخصي من اجل تشجيع مرؤوسهم.
12- مبدا روح الجماعة : يتعين علي الرئيس من خلال ممارسته لوحدة الامر ان يحافظ علي وحدة و تماسك مجموعته و ان ينتخب تفريقها حيث تكون قوة المجموعة في الاتحاد و يستلزم تامين روح الجماعة وجود اتصالات مكثفة .
من خلال هذه المبادئ نلاحظ ان كل مؤسسة تسعى الى تطبيق هذه الى تطبيق هذه المبادئ بالشكل الصحيح من حيث الواجبات و الحقوق و كذا الانظباط في العمل و السعي الى تحقيق اهداف المؤسسة و عمل الرؤساء الجاهدين على انهاء وظائفهم

محب بلاده
2010-12-07, 21:27
*خصائص التسيير:
- التفاعل و التغذية العكسية: ان التفاعل المشار اليه فيما بين التسيير و التنظيم امر حيوي و ضروري شانه في ذلك شان التفاعل بين تشغيل الالة و عملية تصميمها الهندسي و الافكار النظرية التي تكمن واءها فكلما كان التفاعل اقوى و اكثر ارتباطا لمتطلبات التشغيل كلما زادت صلاحية الافكار و التصميم و كلما ارتفع اداء التشغيل الذي هو الهدف الهدف النهائي من النظرية و التصميم.
- اما التغذية العكسية فهي عملية ارجاع للمعلومات للتعرف على النتائج و التصحيح و التحسين فالمسير يستفيد من نتيجة تجاربه السابقة لتحسين سلوكاته و بالتالي تجاربه اللاحقة فان فحوى التغذية العكسية هي ان يستمد النظام المعلومات عن حالة مخرجاته لاستعمالها في تعديل سلوكياته و مدخلاته بما يؤمن المحافظة على هدفه.
- التسيير عملية تحويل منتجة للمنافع و الفوائض: ان المبرر العملي في وجود التسيير و اجهزته هو قدرته على اداء الهدف و هو خلق المنافع على اختلاف انواعها كالمنافع الاقتصادية او الاجتماعية واذا كان التسيير يمثل جهاز المؤسسة فان المؤسسة هي جهاز المجتمع توجد للقيام بمساهمات ووظائف اقتصادية و اجتماعية معينة لذا لا بد من النظر الى العملية التسييرية بانها عملية تحويل منتجة وعنصر تماس لا غنى عنها لتحويل السلع و الخدمات و الفوائض.

محب بلاده
2010-12-07, 21:30
بحث آخر



مقدمة:
إن دراسة المكونات الأساسية للمؤسسة تقودنا إلى معرفة العناصر التي تسمح لها بتحقيق بقاءها أو تحسين قوتها التنافسية بصفة مستديمة وهذا في بيئة أو تتميز بأقل التوقع أو بشدة التعقيد. وهذا البقاء لا يكون إلا بكون المؤسسة تسير تسييرا سليما أو استراتيجيا. ومن هذا ا لمنطلق تستطيع القول: كيف تطور هذا المفهوم وما هي الآثار التي يتركها هذا المفهوم على المؤسسة والمجتمع؟.
وفي عرضنا هذا سنحاول الجواب عن هذا السؤال.
1- مفهوم التسيير(Mangement):(1)
يعتبر التسيير طريقة عقلانية للتنسيق بين الموارد البشرية، المادية والمالية قصد تحقيق الأهداف المرجوة تتم هذه الطريقة حسب السيرورة التي تتمثل في:التخطيط التنظيم الإدارة، الرقابة للعمليات قصد تحقيق أهداف المؤسسة بالتوفيق بين مختلف الموارد
ولقد تعددت المفاهيم بتعدد الأفكار والتيارات الفكرية حيث عرفه الكلاسيكي تايلور(Taylor) بأنه علم مبني على قوانين وقواعد وأصول علمية قابلة للتطبيق على مختلف النشاطات الإنسانية أما حسب المدرسة القرارية ومن أبرزها سمون (H.Simon) بأن البشر والشؤون البشرية يجب أن تفكر فيها كعمليات آخذ قرار بقدر ما هي عمليات تنطوي على فعل.
- إن المصطلح الفرنسي (Gestion) في الحقيقة هو ضيق المضمون حيث أنه لا يشير على مجموعة التقنيات في عملية التسيير، بينما مفهوم التسيير حسب المصطلح الإنجليزي (Management) فإنه يشمل المفهوم الضيق بالإضافة إلى القدرات والكفاءات القيادية التي يجب أن يتوفر عليها المسير
- ولكي تعرف أكثر هذا المفهوم يجب علينا أن نبرز مميزات أساسية وهي:
1) التسيير علم وفن: يعرف التسيير بأنه مجموعة من مختلف العلوم بالإضافة إلى ممارسة كفاءات خاصة (تكوين، سمات القائد، قدرة الاتصال ومعرفة المهام...الخ). إن التفكير التسييري عرف تطور هائلا بفضل مساهمات البحوث في شتى الميادين كالاقتصاد، المحاسبة، الرياضيات، علم الاجتماع، علم النفس، العلوم السياسية وعلوم الاتصال الإعلام الآلي، الأنثربولوجيا (َAnthropologie).
2) التسيير مبني على وظائف: تتأثر فيما بينها وتكون وحدة متماسكة لهذا تستطيع أن تخطط عمليات التنظيم والإدارة والرقابة كما تستطيع أن تنظم عمليات التخطيط والقيادة والمراقبة هكذا للوظائف الأخرى حسب الشكل التالي والمستمر بعجلة التسيير المنقسمة إلى أربعة مراحل وكل مرحلة تظم ثلاثة عناصر أساسية وبذلك سنصل إلى اثني عشر عنصرا.
3) يتطور التسيير حسب دورة متواصلة، ولكي يتم تحقيق بقاء المؤسسة يجب على عجلة التسيير أن تجدد بصفة متواصلة خلال الزمن حسب المستويات المطلوبة.
4) التسيير مبني على تقارب تيارين وهما العقلانية والإنسانية لدمج ثقافة المؤسسة.
5) للتسيير تطابق مع الأداء وهذا يتضمن ثلاثة عناصر:
- تحقيق مشروع معقد يستلزم علينا مساهمة أكثر من عامل واحد.
- دور المسير يكمن في تحديد الاتجاه الدقيق لممارسة عملية ما.
- إن البحث عن الفعالية –إنتاجية (Efficacité) الكلية هي من متطلبات الكل في كل لحظة.
6) لتسيير أبعاد وتطبيقات عالمية.
7) نستنج أن للتسيير مناهج عدة عامة وخاصة تكون تابعة للشكل المدروس.




















II- تطور مفهوم التسيير:
لقد أقترن تطور التسيير بتطور نظريات التنظيم. وسوف نستعرض تطور نظريات التنظيم كالتالي:
يمكن استعراض ذلك من خلال ثلاثة مدارس أساسية وهي المدرسة الكلاسيكية، مدرسة العلاقات الإنسانية، مدرسة التسيير.
1- المدرسة الكلاسيكية: إن اسم هذه المدرسة مرتبط بإسم المنظرين من أمثال: Gulick gilbreth Guntt Riley, weber, Fayol, Taylor, Urnick, C. Bernard. .
ومن أهم مبادئها الكبرى نذكر:
- وحدة القيادة والإدارة.
- تقسيم العمل وتخصص الوظائف.
- تعقد التنظيم (الشكل الهرمي، الإجراءات، والقواعد والمعايير).
- مركزية السلطة.
- التحليل العقلاني والعلمي للعمل.
- الفصل بين الوظائف.
- إيجاد أمثل طريقة لأداء العمل.
إن المدرسية ساهمت إلى حد كبير في إرساء قواعد التسيير تنظيرًا وممارسة وذلك لإستبدالها الحدس بالأساليب العلمية، بالمقابل فقد تعرضت للعديد من الانتقادات أهمها:
- اللجؤ إلى مبدأ الطريقة الوحيدة المثلى(The One Best Way ) يعني جعل العامل كالآلة.
- النظر إلى الأفراد في المؤسسة من زاوية التنظيم الرسمي وعوامل العقلانية الاقتصادية فقط.
- جمود وعد مرونة مبادئ النظرية الإدارية.
- الإفراط في التخصص وتقسيم العمل وهذا بدوره إلى الإنهيار المعنوي الكامل للعمال.
- تجاهل حقيقة الطبيعة البشرية بإغفال آثار الصراعات، والسلوك الجماعي، التنظيم غير الرسمي.
2- مدرسة العلاقات الإنسانية:
من أهم رواد هذه النظرية نذكر:
Maslow, Mayo, Lewin, Likert, Mac gregor.
فرضية هذه النظرية هي وجود علاقة وثيقة بين الإنتاجية وظروف العمل، إن هذه المدرسة عرفت التسيير بأنه "فن الحصول على النتائج باستخدام المجهود المشترك للأفراد".


من أهم مبادئ هذه النظرية نذكر:
- لا مركزية السلطة والمسؤولية.
- البحث عن العلاقات المبينة على الثقة والعلاقات الشخصية المتبادلة.
- تعزيز العمل الجماعي.
- تحسين جو العمل.
- تحسين الاتصال والتآزر.
- التركيز على ديناميكية المجموعات (التنظيم اللارأسي).
- تكوين المسؤولين ي العلاقات الإنسانية.
ونذكر للتو أهم الانتقادات التي وجهت لهذه النظرية:
- إغفال الجوانب الخارجة عن الجانب الإنساني.
- التركيز على الحوافز المعنوية.(1)
3- مدرسة التسيير:
من أهم الذين طوروا هذه النظرية الخاصة بالتسيير نذكر:
Cyert, Simon , March, Drucker, Woodward, Chandler, Lorsh, Ansoff, Crosier وآخرون.
ولقد طور هؤلاء الباحثين المدارس السابقة (الملخصة للمدرستين الكلاسيكية والعلاقات الإنسانية)، بالاستفادة جوانب النقص والضعف، والبحث عن أمثل مدرسة لتمثيل الواقع الاقتصادي والمحيطي والزمني، وجاءت هذه المدرسة بمادئ جديدة وأخرى قديمة ممتزجة من أجل الوصل إلى نظرية ترقى للكمال.
أهم مبادئ النظرية:
- الطريقة النسبية والمتعددة للبنية.
- تطبيق الطريقة النظامية.
- نظرية السياق الحتمي.
- الإدارة حسب الأهداف.
- التخطيط الاستراتيجي.تطوير أشكال جديدة للتنظيم.
- تطبيق الطرق "اجتماعية – تقنية" و" اجتماعية – اقتصادية" لحل المشاكل التنظيمية.
- تخطيط التغيير.
- الأولوية في العنصر المنهجي للتنظيم.
وقد ساهم عدة عوامل أخرى كذلك في تطور مفهوم التسيير، ونذكر من أهمها:
4- يتعلق بالدور الفعال لعامل الإنتاج
• الدور الفعال لعامل الإنتاج:
لقد خصصت المدرسة الكلاسيكية اهتمامها على العنصر المادي والمتمثل في الآلة وأعتبر ت العامل كالآلة، عكس ذلك قامت مدرسة العلاقات الإنسانية بإبراز الإنسان بحساسياته ودوافعه وتفكيره ونشاطه، ولكن هذان العاملان لا يحققان ما تصبو إليه المؤسسة الحديثة.
وقد أورد الباحثين تصنيفات خاصة بمراحل تطور التسيير.
تصنيف Chauvet الموضح في الشكل (02) التالي:











إن هذا الشكل مبني على محورين أساسيين:
- محور الصلابة أي الانغلاق المضاد للمرونة أي الانفتاح، هذا المحور "صلابة-مرونة" يقسم أنظمة التسيير من جهة إلى الأنظمة المتعلقة بالموارد والعوامل الداخلية للمؤسسة ومن جهة أخرى إلى الأنظمة المفتوحة المبنية على تأقلم المؤسسة لعناصر البيئة.
- المحور الثاني يظم عنصرين متضادين " المؤسسة الفرد".
ومن خلاله يعرف (chauvet) منظورين للمؤسسة:
المنظور الأول يشمل الطريقة العقلانية المبنية على تحديد الأهداف بصفة واضحة بالإضافة إلى تطبيق عام للعقلانية في العمل.
- أما المنظور الثاني يكمن في التوجه الاجتماعي المتضمن الإجماع الإنتاجي المبني على شروط اجتماعية ملائمة,
استطاع (chauvet) من خلال هذا المحورين أن يظهر أربعة أنماط للتسيير التي تعكس بدورها أربعة مراحل لتطور التسيير في غضون القرن العشرين.
1) التسيير التقليدي ( مغلق ومعلن) (أنظر المدرسة الكلاسيكية).
2) التسيير العقلاني المبني على العلاقات الإنسانية ( مغلق واجتماعي) (أنظر مدرسة العلاقات الإنسانية) .
3) التسيير المخطط ( مفتوح وعقلاني).
الهدف من هذا النوع من التسيير يكمن في " التكيف مع البيئة"
ومن منظري مدرسة التسيير(simon) وممثلي المدرسة القرارية: (la wrence scott) ( أنظر الفصل الثالث للباب الأول).
يكمن التسيير المخطط في التحكم فيما يخص التقلبات والاضطرابات التي تمس البيئة وعلاقاتها بالمؤسسة وهذا يتم بعملية تكيف بنيات المؤسسات مع هذه القيود باستعمال مناهج عدة منها:
- تسيير الجودة، تسيير المشاريع، تحاليل القيمة، تسيير مناصب العمل، التحاليل الاستراتيجية الكلاسيكية.
وفي هذا الجانب يتعلق الاهتمام بإعداد الاستراتيجية.
• أسس التسيير الاستراتيجي: لا ينبغي أن يعتبر التسيير الاستراتيجي عملية تقنية فقط، لكي لا يفصل من المؤسسة وهذا بدمجه مع كل أبعاده، وهذا شيء صعب أننا نرى في معظم المؤسسات أنه:
أولاً: الاقتصاديون والتقنيون يعتبرون المؤسسة وحدة تقنية للإنتاج، وهذا يعكس التيار الكلاسيكي التيلوري المبني على الإنتاجية.
ثانيا: الباحثون في التنظيم وأشكاله فإنهم يعتبرون المؤسسة كمنظمة إجتماعية، هنا نجد مدرسة النظام الاجتماعي (Bernard, Simon) التي تنضم إلى مدرسة العلاقات الإنسانية وتسعى لتحقيق الإنتاجية بواسطة العامل الإنساني.
المنظور الثاني: يكمن في التوجه الاجتماعي المتضمن الإجماع الإنتاجي المبني على شروط اجتماعية ملائمة.
استطاع chauvet من خلال هذين المحورين أن يظهر أربعة أنماط للتسيير التي تعكس بدورها أربعة مراحل لتطور التسيير في غضون القرن العشرين.
1- التسيير التقليدي (مغلق وعقلاني).
2- التسيير العلاقاتي المبني على العلاقات الإنسانية (مغلق واجتماعي).
3- التسيير المخطط (مفتوح وعقلاني).
الهدف من هذا النوع من التسيير يكمن في "التكيف مع البيئة".
ومن منظري مدرسة التسيير (Simon) وممثلي المدرسة القرارية: Scott Lawrence.
يكمن التسيير المخطط في التحكم فيما يخص التقلبات والاضطرابات التي تمس البيئة وعلاقاتها بالمؤسسات وهذا يتم بعملية تكيف بنيات المؤسسة مع هذه القيود باستعمال مناهج عدة منها:
- تسيير الجودة، تسيير المشاريع، تحاليل القيمة، تسيير مناصب العمل، التحاليل الاستراتيجية الكلاسيكية.
وفي هذا الجانب يتعلق الاهتمام بإعداد الاستراتيجية .
4- أما التسيير المشترك Participatif فبدأ بالظهور في السبعينات إلى يومنا هذا ويضم هذا المصطلح المفاهيم الآتية:
- الثقافة الاستراتيجية والقيم المشتركة لــ (Pascale ,athos) .
- التسيير من النوع الثالث (Seriey 1986 ,Archier) .
- التسيير الاستراتيجي حسب تصنيف (Avenir).
يكمن هذا التسيير في التحكم في القيود الخارجية من جهة وفي القدرات الداخلية للمؤسسة من جهة أخرى.
لقد تم مرور من التخطيط الاستراتيجي إلى التسيير الاستراتيجي نتيجة أربع متطلبات:
- الوعي فيما يخص السرعة المتفاوتة للتغيير الذي يمس عناصر البيئة.
- الصعوبة في توقع هذه التغيرات.
- المرور من منظور "اقتصادي – تقني" للبيئة إلى منظور"اقتصادي – اجتماعي".
- مراعاة تحقيق الترابط الفعال بين عملية إعداد الاستراتيجية وعملية إنجازها وتشغيلها وهذا ما يعكس وجود عناصر السلطة التي كانت مجهولة.
وبهذا نريد أن نجند الأفراد على أساس ثقافتهم قصد توجيه نشاطهم بصفة فعالة.
نستطيع إن نسمي هذا التسيير الحديث بالتسيير "مرونة – قروبة " Proximite-flexibilite.
هذا النوع من التسيير يهتم بتطبيق وإعداد الاستراتيجية.





III- أنواع التسيير:
1- التسيير العملي:
يتميز بالتعددية، اليومية، التكرار في كل ميادين التسيير.
إن فعالية كل الأعمال الجارية تقاس على المدى القريب بواسطة المعايير الكمية كالإنتاجية بالنسبة للإنتاج المادي، رقم المبيعات بالنسبة لكل بائع أو بمقياس الميزانية الإجتماعية.
وباختصار نستطيع أن نقول أن التسيير العملي يكمن في تشغيل الطاقة المتواجدة في المؤسسة وهذا بأقصى فعالية ممكنة.
2-التسيير الإستراتيجي:
إن التسيير العادي يسمح للمؤسسة أن تحقق أهدافها والتسيير الإستراتيجي يضع المؤسسة في حالة تحقيق أهدافها إذا أن هذه الوضعية تكون متصلة بمفهوم الاستثمار بالمعنى العام أي بالإنسان، بحث، تنمية، جذب الزبائن، التنظيم....الخ.
وبصفة تكاملية يتمثل التسيير العادي في تحويل الاستثمارات إلى نتائج.
إن كثير من الأخطاء ترتكب بسبب عدم فهم هذا الفرق وهذا ما يؤدي إلى ضعف في المسؤولية.

خاتمة: نستطيع أن نقول أن التسيير قد مر بعدة تطورات وهذا راجع للتعقيدات التي طرأت على معظم المتغيرات الماكرو والميكروبيئية ولكي نتفهم بشكل أدق معنى التسيير من الضروري أن نذرك التضافر بين العناصر الثلاثة التالية؛ الاستراتيجية والبنية وثقافة المؤسسة التي تسمح للمقرر الوصول لأمثل قرارات لصالح المؤسسة في المدى البعيد.

moussa71
2010-12-08, 09:14
السلام عليكم ما زلت أنتظر غدا آخر أجل

soumia52
2010-12-08, 12:49
بارك الله فيك.شكرا جزيلا

alibenaissa
2010-12-09, 19:12
السلام عليكم
اسم العضو :alibenaissa

الطلب مسير الاداري
المستوى :السنة الأولى تسيير عمومي
أجل التسليم :يوم السيبت

محب بلاده
2010-12-09, 19:24
السلام عليكم

اسم العضو :alibenaissa

الطلب مسير الاداري
المستوى :السنة الأولى تسيير عمومي
أجل التسليم :يوم السيبت







تعريف الإطار المسير


تنص المادة 02 المرسوم التنفيذي 90/290 على أنه:
» يعتبر مسير» قصد تطبيق هذا المرسوم كل من:
 المسير، الأجير الرئيسي (المدير العام و الوكيل أو أي مسير أجير رئيسي آخر) لأي شركة ذات رؤوس أموال تربطها علاقة عمل و جهاز إدارة (مجلس إدارة أو مجلس مراقبة أو أي جهاز إداري آخر للشركة المذكورة).
 إطارات المديرية الذين يعينهم المدير العام.
بعد قراءتنا لنص المادة يتضح لنا أن المشرع ضيق مفهوم التسيير فالمسير طبقا لهذا المرسوم هو المدير العام الذي يتولى الإشراف على المؤسسة لتحقيق النتائج و الأهداف المسطرة لها. لكن السؤال الذي يمكن أن يطرح: هل يمكن اعتبار أن كل مدير مشرف على مؤسسة إطار مسير أم لا؟ أو ما هو المعيار الذي بواسطته يجعله يتمتع بهذه الصفة؟
يجب أن نعرف أولا أن تكييف عقد الإطار المسير يخضع لشروط قانونية و موضوعية باعتباره من النظام العام و الذي لا يجب أن يخضع لإرادة الأطراف باعتبار أن تحديد الصفة من الشروط الشكلية الجوهرية المنصوص عليها قانونا و الخاضعة لرقابة القضاء الذي يحدد من خلال هذه الرقابة إن كان العقد هو عقد مسير أم لا دون الاعتماد على التسميات التي يمنحها الأطراف له.
إن المشرع من خلال المرسوم التنفيذي 90/290 حصر المسيرين في فئتين و هما:
1/ المسير الأجير الرئيسي
2/ إطارات المديرية المساعدين للمسير الأجير الرئيسي.
المطلب الأول: المسير الأجير الرئيسي:
تنص المادة 02 من المرسوم 90/290 أن المسير الأجير الرئيسي هم: أم المدير العام، أو الوكيل أو أي مسير أجير رئيسي آخر. و تبعا لهذا نحاول تحديده من خلال شركة المساهمة ذات مجلس الإدارة و شركة المساهمة ذات مجلس المديرين.

الفرع 1: شركة المساهمة ذات مجلس الإدارة:
في هذه الشركة يتم توزيع الإدارة فيما بين أجهزة متعددة جمعية عامة تتداول حول أمور نشاطها و إدارتها تطبيقا لمبدأ ارتباط الإدارة بملكية رأس المال(1)، و لتعذر ممارسة كل المساهمين لحقهم في الإدارة مباشرة يتم انتخاب هيئة محددة العدد تقوم بالتسيير الفعلي للشركة ألا و هي مجلس الإدارة.
- يتولى مجلس الإدارة و هو جهاز تنفيذي بتسيير أمورها عن طريق اتخاذ القرارات اللازمة لتحقيق غرضها و يضع قرارات و توصيات الجمعية العامة موضع التنفيذ و هذا ما تبينه المادة 610 من القانون التجاري «بتولي إدارة شركة المساهمة مجلس إدارة و المادة 622 من نفس القانون التي تنص يخول مجلس الإدارة كل السلطات للتصرف في كل الظروف باسم الشركة« (2).
لكن بالرجوع إلى المرسوم التنفيذي 90/290 يطرح السؤال التالي:
• من هم المسيرون المعنيين بهذا المرسوم التنفيذي التنظيم الخاص؟
إن شركة المساهمة ذات مجلس إدارة بها عدة فئات من المسيرين وهم:
1/ الإداريين
2/ رئيس مجلس الإدارة المنتخب من بين أعضاء المجلس
3/ المدير العام أو المديرين العامين المقترحين من قبل مجلس الإدارة لمساعدة الرئيس.
4/ إطارات المديرية المعينين من قبل المدير في إطار المرسوم التنفيذي 90/290 المادة الخامسة منه.
باستثناء الإداريين أو أعضاء مجلس الإدارة و إن كانوا مسيرين طبقا لأحكام القانون التجاري، فإنهم لا يتمتعون بهذه الصفة حسب مفهوم المرسوم التنفيذي 90/290 للمسير

1/ أنظر أحمد محرز: القانون التجاري. القاهرة، مصر 1986 صفحة 486
2 / أنظر المرسوم التشريعي 93/08 المؤرخ في 25/04/1993 المعدل و المتمم للأمر 75/59 المتضمن القانون التجاري في المادتين 610، 622.

فهم وكلاء اجتماعيين هذا ما يجعل المجلس مجرد جهاز داخلي في الشركة و كذا إطارات
المديرية المساعدين للمدير العام و الذين وفقا للمادة الثانية من المرسوم المشار إليه أعلاه فإنهم يعدون مسيري مؤسسات (1).
وبالنسبة لكل من رئيس مجلس الإدارة و المدير العام، فهاتين الوضعيتين تطرحان عدة تساؤلات حول مكانتهما القانونية في المؤسسة أين سنحاول دراسة كل واحدة على حدا.
I. رئيس مجلس الإدارة: نتساءل هل يمكن لرئيس مجلس الإدارة أن يستفيد من أحكام المرسوم التنفيذي 90/290 و أن يحل محل المسير الأجير الرئيسي؟
ينتخب مجلس الإدارة من بين أعضائه رئيسا المادة 635 قانون تجاري و يتولى تحت مسؤوليته الإدارة العامة للشركة و تمثيلها في علاقتها مع الغير و يمتنع بالسلطات الواسعة للتصرف باسمها المادة من القانون التجاري (2).
من خلال المادتين المذكورتين أعلاه نجد أن لرئيس مجلس الإدارة صلاحيات لرئاسة المجلس و إدارة الشركة و عمليا يفهم الكثير منا أن الأولى يحكمها القانون التجاري باعتبارها تعد وكالة، و الثانية ينظمها قانون العمل باعتبارها منظمة بعقد عمل وأنه يجمع بين وظيفتين قانونيتين بطبيعيين مختلفتين.
و رجوعا إلى القانون التجاري و بالتحديد المادة 639 منه و التي تنص "على أنه يجوز لمجلس الإدارة بناءا على اقتراح الرئيس أن يكلف شخصا واحدا أو اٍثنين من الأشخاص الطبيعيين ليساعد الرئيس كمديرين عامين" والتي تبين صراحة أن وظيفة الإدارة العامة للشركة وظيفة لصيقة برئيس مجلس الإدارة فالوظيفتين مرتبطتين لا يمكن الفصل بينهما، ولا يوجد أي نص صريح يفصل بين وظيفة رئيس مجلس الإدارة وتولى المديرية العامة، و الاٍستحالة التي تؤكدها المادة 638 المذكورة آنفا والتي أتت في طابع الوجوب و الإلزام

1/ أنظر المادة 02 من المرسوم 90/290
2/ أنظر المادتين 635 – 638 من المرسوم التشريعي 93/08

على أن رئيس مجلس الإدارة يتولى تحت مسؤوليته الإدارة العامة، أيضا المادة 02 من المرسوم التنفيذي 90/290 لم تذكر صراحة مصطلح رئيس مجلس الإدارة.
وعليه يبقى رئيس مجلس الإدارة محل عقد وكالة ولا يحتاج إلى عقد أخر لتولى الإدارة العامة بناء على ذلك نستبعده من نظام علاقات العمل و من تطبيق المرسوم التنفيذي90/290 عليه و لا يمكنه بذلك أن يكتسبه صفة المسير الأجير الرئيسي فهو وفقا للقانون التجاري وكيلا اٍجتماعيا فقط.
II. المدير العام: إن رئيس مجلس الاٍدارة يتولى الاٍدارة مهام تقيلة ولهذا يمكنه أن يقترح على مجلس الإدارة تعين شخص أو اٍثنان للقيام بمساعدته فى القيام بمهام الاٍدارة العامة تحت مسؤوليته الشخصية بصفته مديرا عاما ( المادة 639 من القانون التجارى) فتعينه يخضع لحرية مجلس الاٍدارة و رئيسها و فى هذه الحالة يعتبر جهاز من أجهزة الشركة و بالاٍتفاق مع رئيسه يحدد مجلس الإدارة مدى و مدة السلطات المفوضة للمدير العام المادة 644/1 من القانون التجارى، رغم أن له كل السلطات للتصرف باسم الشركة وله اٍتجاه الغير نفس سلطات رئيس مجلس الاٍدارة وفقا لأحكام المادة 641/2 من القانون التجاري.
إن المدير العام يرتبط بعقد عمل مع المؤسسة طبقا للمرسوم 90/290 المتعلق بالنظام الخاص بعلاقات العمل الخاصة بمسيري المؤسسات الذي لا يخص سوى الإدارة العامة فهو أول منصب معنى به مباشرة، وعليه فهو يتمتع بصفة المسير الأجير الرئيسى في هذه الشركة.
إن المادة 02 من المرسوم التنفيذى 90/290 ينص على أنه "يعتبر مسير المؤسسة وفق تطبيق هذا المرسوم كل من المسير الأجير الرئيسي، المدير العام، والوكيل أو أي مسير أجير رئيسي أخر......" وهذا ما يطرح الإشكالية التالية: فالمدير العام من جهة القانون التجاري يعد وكيل اٍجتماعى ومن جهة قانون العمل مسير أجير رئيسى.
وأن الجمع بين الوظيفتين أثار عدة صعوبات عملياخاصة فى حالة قطع علاقة العمل باعتبار أن كل من عقد الوكالة وعقد العمل مستقلين عن بعضهما البعض مما يجعل المدير العام يحكمه قانونين القانون التجارى كقانون عام وقانون العمل كقانون خاص.
- ما يجب أن نلاحظ أن عقد العمل هو تابع للوكالة عكس ما يعتقده البعض أن صفة المدير العام جاءت وفق عقد العمل المبرم بل وفقا للقانون التجارى المادة 639 منه وعليه بزوال الوكالة أو سحبها ينقضى عقد عمله.
لكن بالنظر إلى طبيعة تشريح العمل والذى من طابعه الخاص الحماية التى تفرض نفسها في كل مرة أين المرسوم التنفيذى 90/290 لم يأخد بعين الاٍعتبار كل هذه الاٍشكالات بعدم التطرق إليها نتيجة الثغرات القانونية الواردة به.(1)

الفرع 02: شركة المساهمة ذات مجلس المديرين:
تعتبر هذه الشركة الشكل الحديث لشركة المساهمة، و قد أدخلها المشرع الجزائري في نظامها القانوني بموجب المرسوم التشريعي 93/08 المؤرخ في 25/04/1993 و يتولى إدارة هذه الشركة ثلاثة أجهزة ألا وهي: الجمعية العامة للمساهمين، مجلس مراقبة و مجلس مديرين، و يتولى الإدراة العامة لها طابعا للمادة 643/1 من القانون التجاري، التي تنص "يدير شركة المساهمة مجلس مديرين يتكون من ثلاثة الى خمسة أعضاء على الأكثر" و عدد أعضاء مجلس المدريرين يحدده القانون الأساسي، و يتم تعيينهم من طرف مجلس المراقبة عن طريق عقد التعيين الذي يحدد كيفية دفع الأجر المادة 647 من القانون التجاري و تسند الرئاسة لأحدهم المادة 645 قانون تجاري و السؤال الذي يطرح: هل يمكن أن نطيق أحكام المرسوم التنفيذي 90/290 على أعضاء مجلس المديريين ؟
- إذا رجعنا إلى القانون التجاري نجده يعتبر أعضاء مجلس المديريين وكلاء إجتماعيين لكن بصدور المرسوم التنفيذي 90/290 نجده أضفى عليهم صفة الأجير أي صفة المسيد.

- M- AHmed Nasr-Eddin KORRICHE les relations de travail concernant les dirigeants de l entrepris, un 1
régime spécifique et problématique, Revue Algérienne du travail n° 24 Institut National du travail P. 103.



الأجير الرئيسي لأنهم يتمتعون بسلطات مماثلة في التسيير و يمكن تحديد لكل واحد منهم الأهداف و النتائج التي يجب تحقيقها فهم يرتبطون بعقود عمل و يستفيدون هكذا من أحكام
المرسوم التنفيذي 90/290 و الحماية المقررة للعمال بمقتضى قانون 90/11 المتعلق بعلاقات العمل.
المطلب الثاني: إطارات المديرية
إن قائمة هاته الإطارات و مستوى رواتبهم يحددها إتفاق بين المسير الأجير الرئيسي وهيئة الإدارة للشركة، مما يعني أن نفس الوظيفة يمكن أن تعطي صفة الإطار السامي لصاحبها في شركة و لا تعطيها في شركة أخرى (1)، لكن إذا ما ثبت لدينا أن عاملا هو من الإطارات المسيرة للمؤسسات فبماذا تتميز وضعيته ؟
إذا رجعنا الىالمرسوم التنفيذي 90/290 نلاخظ أنه ينص على فريق الإطارات المسيرة دون تحديد معايير تعريفهم، و عليه اصبح تحديدهم لا يخضع لنفس المبادىء المحددة في المرسوم 86/129 المؤرخ في 05/08/1986، فالتصنيف الفعلي لهذه الفئة اصبح بالضرورة تعاقدي يحدد بالإتفاق بين المسير الأجير الرئيس و جهاز الإدارة للشركة عند التفاوض حول بنود عقد هذا الأخير، و هذا ما تؤكده المادة 05 من المرسوم 90/290 التي تبين من خلالها أنها مساعدة للمسير الأجير الرئيسي و تتحمل معه مسؤولية التسيير فرديا و النتائج الاقتصادية و المالية للمؤسسة، فأسس تحديدهم تختلف من مؤسسة لأخرى و إن كان الاتفاق على أن تعيينهم يكون في كل المؤسسات من طرف المسير الأجير الرئيسي للمؤسسة، و ذلك يخضع لعدة عوامل نخص بالذكر:
• اتساع وطبيعة نشاط المؤسسة
• تنظيم الوظائف و الهياكل.

1/ أنظر محمد شرفي : سريان علاقة العمل ، نشأتها و نهايتها ، مجلة الغرفة الاجتماعية للمحكمة العليا عدد خاص ، إصدارات المحكمة العليا الجزائر ص 60 .


• تقسيم سلطات الإدارة و التسيير على مستوى الجهاز المركزي و مراكز النشاطات.
• أهداف العقد المحدد من طرف الجهاز الإداري للشركة و اتساع الالتزامات و النتائج.
فالمرسوم 90/290 أعطى الحرية التامة في تفسير مفهوم التسيير، نفس المنصب يمكن أن يكون مسيرا في شركة و ليس كذلك في شركة أخرى، حتى و لو كانت الأعمال و المسؤوليات متماثلة، ذلك أن الهدف الرئيسي لوجود هذا المرسوم هو الوصول إلى تجنيد أكبر للإطارات المسيرة للوصول إلى الأهداف المحددة مسبقا من طرف الإدارة العامة.
نتيجة لهذا التجنيد جعل المشرع من حقوق والتزامات الإطارات المسيرة لا يخضع للتفاوض الجماعي كما أنهم لا يخضعون للنظام الداخلي للمؤسسة (1)، مما يجعلنا نقول ان الإطارات المعينة بالمرسوم هى تلك التى تتمتع بسلطة إدارية قادرة على التأثير إما إيجابا أو سلبا على المردود العام و النتائج النهائية، هذه السلطة ناتجة عن تفويض من المسير الأجير الرئيسى الذي يضع تحت تصرف الإطار: السلطة، الوسائل، المسؤولية المسؤولية المباشرة، والاستقلال النسبى فى التصرف. حيث تنص المادة 08 فى فقرتها الثالثة من المرسوم 90/290 "يكون عقد العمل الخاص بالمسير الأجير موضع تفاوض مع جهاز إدارة الشركة، و يحدد على الخصوص ما يلي: سلطات المسير الأجير الرئيسى لتوظيف إطارات المديرية المذكورة فى المادتين 02 ،05 أعلاه "
طبقا لهذه المادة فالمسير الأجير الرئيسى يمكن أن يحدد وحده من هم الاٍطارات المسيرة الحقيقيين الذين يكونون مساعديه و الحاصلين على جزء من سلطة الاٍدارة التى يملكها كاملة، فالمعايير الوحيدة لتحديد الاٍطارات الحقيقية هى التى يضعها المسير الأجير الرئيسى طبقا للعقد الذى يربطه مع الجهاز الاٍدارى للشركة و هو يعتمد فى هذا على الكفاءة و القدرة على التسير و التوجيه و على أساسها يمنح و يكلف الاٍطارات بالأعمال التى تتناسب مع صفاتهم و هذا ما نصت عليه المادة 05 من المرسوم التنفيدى 90/290

1/أنظر المادة 05 من المرسوم التنفيذي 90/290

" يمكن للمسير الأجير الرئيسي وفقا للسلطات التي يسندها له الإدارة للشركة ذات رؤوس الأموال أن يوظف إطارات المديرية لمساعدته "
"يحدد قائمة المناصب المعينة لإطارات المديرية وكذلك كيفية دفع مرتباتهم باتفاق بين المسير الأجير الرئيسي وجهاز الإدارة التابعة للشركة أين تصبح هذه المادة مهمة جدا في تكييف الوضعية القانونية للإطار إذا كان يحكمه هذا المرسوم أم لا لان تسمية الوظيفة لا تكفي فقد يوظف عامل كمدير لكنه ليس من الإطارات التي يحكمها المرسوم لان منصب المدير الذي عين من اجله لم يكن وفق الاتفاق الوارد مع مجلس الإدارة"(1)
فالمعيار قائم على الاٍتفاق الوارد بين المسير الرئيسي الأجير ومجلس الإدارة على تحديد قائمة المناصب لا الأشخاص و عليه فالمسير الأجير الرئيسي هو الذي يصنع عقود الإطارات المسيرة و يتفاوض حولها مع المعنيين تبعا للعقد الذي يربطه مع جهاز الإدارة و الذي يخضعه لالتزام النتائج في الأخير يمكن أن نقول أن المسير الأجير الرئيسي له مسؤولية و سلطة في هذا المجال محددة مسبقا من طرف جهاز الإدارة مما يعني أنه لا يلتزم تجاه الإطارات باسمه. و لكن باسم جهاز الإدارة في الحدود المرسومة له مسبقا لهذا السبب من الضروري الإبرام الدقيق لعقد الإطار المسير و يجب أن يتضمن التقدير الحقيقي للنتائج المطلوبة و مبالغ العلاوات المناسبة لها. و ما يمكن أن نقوله في نهاية هذا البحث أن المشرع الجزائري قد خفض كثيرا من فريق المسيرين و ذلك خلال حصرهم في المادة الثانية من المرسوم 90/290 مع بقاء الإشكالية المفروضة ألا و هي أن هؤلاء المسيرين ما عدا إطارات المديرية يعدون في نظر القانون التجاري وكلاء إجتماعيين بعد صدور المرسوم 90/290 أين أصبحوا أيضا في نظر قانون العمل رغم نظاهم الخاص أجراء يرتبطون مع المؤسسة بعقود عمل مما يجعل وظيفتهم تحكمها عدة قوانين عامة منها و خاصة.

1-انظر محمد شرفي. المرجع السابق، صفحة 62.

و السؤال المطروح: هل يمكن الجمع بين عقد الوكالة و عقد العمل ؟
إن فكرة الجمع بين العقدين غير ممنوع مبدئيا، يخضع فقط لبعض الشروط، فالقانون التجاري لم ينظم سوى الجمع بالنسبة للقائمين بالإدارة، هذه الشروط لا تطبق على ممثلي العمال المنتخبين في أجهزة الإدارة للشركة طبقا لنص المادة 95 من القانون 90/11 " تضم الهيئة المستخدمة أكثر من 150 عاملا و عندما يوجد بداخلها مجلس إدارة أو مراقبة تعين لجنة المشاركة من أعضائها أو من غير أعضائها قائمين بالإدارة يتولون تمثيل العمال من هذا المجلس طبقا للتشريع المعمول به "
و من خلال الفقرة الأولى من المادة 615 من القانون التجاري التي تنص " لا يجوز للأجير المساهم في الشركة أن يعين قائما بالإدارة إلا إذا عقد عمله سابقا بسنة واحدة على الأقل لتعنيه و مطابقا لمنصب العمل الفعلي دون أن يضيع منفعة عقد العمل و يعتبر كل تعيين مخالف لأحكام هذه الفقرة باطلا و لا يؤدي هذا البطلان إلا إلغاء المداولات التي ساهم فيها القائم بالإدارة المعين بصورة مخالفة للقانون".
عند تحليلنا لهذه المادة نجد أن الشرط الأساسي الذي يوقف عليه المشرع الجمع هو وجود عقد عمل فعلى هذا يجعل مسير المؤسسة يجمع بين الوكالة و عقد العمل ما دام أن المشرع لا يمنعه و عليه يمكن لأعضاء مجلس المديرين لشركة المساهمة و للمدير العام الجمع بين العقدين بتوفر الشروط الآتية:
• يجب أن يكون عقد العمل مطابقا لعمل فعلي و هو شرط عام.
• شرط أقدمية سنة بالنسبة للمدير العام القائم بالإدارة.
• شرط الإذن المسبق و الرقابة للاحقة في بعض الحالات.
إن المرسوم التنفيذي 90/290 الخاص بعلاقات العمل لمسيري المؤسسات يصف العلاقة بين المسير و الشركة أنها علاقة عمل، جعله يثير نوع آخر من الجمع خاصة في منظور قانون العمل هو جمع عقد عمل عادي و عقد عمل مسير خاصة إذا دعي أجير لشغل منصب مسير.

فهل يمكن الجمع بين عقدي عمل ؟
إن الاعتراض على الجمع قد يجد دعمه في أنه من غير المنطقي أن يرتبط أجير مع نفس المستخدم بعقدي عمل، فيمكن إعتبار الموافقة على العقد الثاني تغييرا جذريا للعقد الأول باتفاق الطرفان طبقا لنص المادة 63 من قانون 90/11 (1).
كما أن المرسوم 90/290 خلق عقد حتى و إن كان يكيف تنظيما أنه عقد عمل إلا أنه يختلف عن عقد العمل الكلاسيكي فهو يقترب أكثر من الوكالة طبقا للقانون التجاري مما يجعل الجمع بين عقد عمل عادي و عقد عمل مسير ممكن.
في الأخير يمكن أن نقول أن المسير في القانون التجاري وكيل اجتماعي رغم أن قانون العمل أضفى عليه صفة الأجير، هذا يجعلنا نجد أنفسنا أمام تطبيق لقانونين على علاقة واحدة.

امينة قندوز
2010-12-09, 19:36
بحث حول التلوث
المستوى 1 ثانوي
قندوز سليمان
2010.11.09

محب بلاده
2010-12-09, 19:49
بحث حول التلوث
المستوى 1 ثانوي
قندوز سليمان
2010.12.09






التَّلَوُّث البيئي يدمر الأماكن التي تحيط بنا. وتُعد الغازات والدخان في الهواء، والمواد الكيميائية والمواد الأخرى في الماء، والنفايات الصلبة على الأرض، من أسباب التلوث.
التلوث البيئي مصطلح يُعنى بكافة الطرق التي بها يتسبب النشاط البشري في إلحاق الضرر بالبيئة الطبيعية. ويشهد معظم الناس تلوث البيئة في صورة مَطْرَح مكشوف للنفايات أو في صورة دخان أسود ينبعث من أحد المصانع. ولكن التلوث قد يكون غير منظور، ومن غير رائحة أو طعم. وبعض أنواع التلوث قد لا تتسبب حقيقة في تلوث اليابسة والهواء والماء، ولكنها كفيلة بإضعاف متعة الحياة عند الناس والكائنات الحية الأخرى. فالضجيج المنبعث من حركة المرور والآلات مثلاً، يمكن اعتباره شكلاً من أشكال التلوث.

والتلوث البيئي أحد أكثر المشاكل خطورة على البشرية، وعلى أشكال الحياة الأخرى التي تدب حاليًا على كوكبنا. ففي مقدور هواء سيئ التلوث أن يسبب الأذى للمحاصيل، وأن يحمل في طياته الأمراض التي تهدد الحياة. لقد حدّت بعض ملوثات الهواء من قدرة الغلاف الجوي على ترشيح إشعاعات الشمس فوق البنفسجية، والتي تنطوي على الأذى. ويعتقد العديد من العلماء أن هذه الإشعاعات، وغيرها من ملوثات الهواء، قد أخذت تحدث تغييرًا في مناخات العالم. وتهدد ملوثات الماء والتربة قدرة المزارعين على إنتاج الغذاء الضروري لإطعام سكان العالم، كما تهدد الملوثات البحرية الكثير من الكائنات العضوية البحرية.


تلوث المدن
يرى كثير من الناس في ملوثات الهواء والماء والتربة أشكالاً متميزة من أشكال التلوث. إلا أن كل جزء من أجزاء البيئة ـ أي الهواء والماء والتربة ـ يعتمد كل منها على الآخر، وعلى النباتات والحيوانات التي تعيش ضمن هذه البيئة. وتشكل العلاقات بين كل الكائنات الحية وغير الحية في بيئة معينة نظامًا يسمى النظام البيئي. وترتبط كل الأنظمة البيئية بعضها ببعض. وهكذا فإن الملوث الذي يبدو وكأنه يؤثر في جزء واحد فقط من البيئة، ربما أثر أيضًا في أجزاء أخرى. فالدخان السخامي المنبعث من محطة قدرة، على سبيل المثال، قد يبدو مؤثرًا على الغلاف الجوي فقط. ولكن في مقدور الأمطار أن تطرد بعض الكيميائيات الضارة الموجودة في الدخان وإسقاطها على الأرض أو على مجاري المياه.

تنبعث بعض الملوثات، مثل أنبوب المجاري الذي يطرح ماء متسخًا في نهر من الأنهار، من نقطة محدودة أو مكان محدد، ويعرف هذا بتلوث المصدر المحدود، في حين تنبعث ملوثات أخرى من مناطق واسعة. ففي مقدور الماء الجاري في المزارع أن يحمل معه المبيدات والأسمدة إلى الأنهار، كما أن بإمكان مياه الأمطار أن تجرف الوقود والزيت والأملاح من الطرق ومواقف السيارات، وتحملها إلى الآبار التي تزودنا بمياه الشرب. ويسمى التلوث الصادر عن مثل هذه المناطق الواسعة بتلوث المصدر اللامحدود.

يرغب كل شخص تقريبًا في الحد من التلوث، ولكن معظم التلوث الذي يهدد صحة كوكبنا حاليًا يأتي، لسوء الحظ، من منتجات يحتاجها كثير من الناس ويرغبون فيها. فمثلاً، توفر السيارات الراحة بنقلها للأشخاص، ولكنها تُنتج نسبة عالية من تلوث الهواء في العالم. وتنتج المصانع منتجات يستخدمها الناس، ويستمتعون بها، ولكن العمليات الكيميائية في مقدورها أن تسبب التلوث. وتساعد المبيدات والأسمدة في نمو كميات كبيرة من الأغذية، ولكنها تسمم التربة ومجاري المياه.

يتوجب على الناس أن يقللوا من استخدام السيارات، ووسائل الراحة الحديثة الأخرى، وذلك من أجل وضع نهاية للتلوث، أو التقليل منه إلى حد كبير، كما أن على بعض المصانع أن تغلق أبوابها أو أن تغير طرق إنتاجها. ولكن إغلاق هذه الصناعات سيزيد من البطالة، وذلك لأن معظم أعمال الناس تعتمد على صناعات تسهم في التلوث البيئي. وبالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي توقف المزارعين فجأة عن استخدام المبيدات والأسمدة إلى الحد من الغذاء اللازم لإطعام الناس في هذا العالم.

وعلى أي حال يمكن تقليل التلوث، بمرور الزمن، بعدة طرق، دونما أي تعطيل جدي لمسيرة حياة الناس. فمثلاً، يمكن للحكومات أن تسن تشريعات تشجع المؤسسات على تبني طرق تشغيلية قليلة التلوث. ويمكن للعلماء والمهندسين أن يطوروا منتجات تصنيعية نظيفة وأكثر أمانًا بالنسبة للبيئة، كما يمكن للأفراد والجماعات في العالم أن يجدوا بأنفسهم طرقًا تقلل من التلوث البيئي.


أنواع التلوث البيئي

أنواع التلوث
تشتمل أنواع التلوث البيئي على تلوث الهواء، وتلوث الماء، وتلوث التربة، والتلوث الناتج عن المخلفات الصلبة والمخلفات الخطرة والتلوث بالضجيج.


تلوث الهواء. يعني اختلاط الهواء بمواد معينة، مثل وقود العادم والدخان. وبإمكان تلوث الهواء الإضرار بصحة النباتات والحيوانات، وتخريب المباني والإنشاءات الأخرى. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن ما يقرب من خمس سكان العالم يتعرضون لمستويات خطرة من ملوثات الهواء.

يتكون الغلاف الجوي، في وضعه الطبيعي، من النيتروجين والأكسجين وكميات صغيرة من ثاني أكسيد الكربون والغازات الأخرى والهبائيات (جسيمات دقيقة من المواد السائلة أو الصلبة). ويعمل عدد من العمليات الطبيعية على حفظ التوازن بين مكونات الغلاف الجوي. فمثلاً، تستهلك النباتات ثاني أكسيد الكربون وتطلق الأكسجين، وتقوم الحيوانات بدورها باستهلاك الأكسجين وإنتاج ثاني أكسيد الكربون من خلال دورة التنفس. وتنبعث الغازات والهبائيات إلى الغلاف الجوي من جراء حرائق الغابات والبراكين، حيث تجرفها أو تبعثرها الأمطار والرياح.

يحدث التلوث الهوائي عندما تطلق المصانع والمركبات كميات كبيرة من الغازات والهبائيات في الهواء، بشكل تعجز معه العمليات الطبيعية عن الحفاظ على توازن الغلاف الجوي. ويوجد نوعان رئيسيان من التلوث هما: 1- التلوث الخارجي 2- التلوث الداخلي.

تلوث الهواء الخارجي. تُطلق في كل عام مئات الملايين من الأطنان من الغازات والهبائيات داخل الغلاف الجوي. ويحدث معظم هذا التلوث نتيجة احتراق الوقود المستخدم في تشغيل المركبات وتدفئة المباني، كما يصدر بعض التلوث عن العمليات الصناعية والتجارية. فمثلاً، يُستخدم مركّب فوق كلوريد الإثيلين ـ وهو ملوِّث خطر ـ في الكثير من معامل التنظيف الجاف، لإزالة الأوساخ من على الملابس. وقد يؤدي حرق النفايات إلى انطلاق الدخان والفلزات الثقيلة مثل الرصاص والزئبق داخل الغلاف الجوي. ومعظم الفلزات الثقيلة سام جدًا.

ومن أكثر الملوثات الهوائية الخارجية شيوعًا الضباب الدخاني، وهو مزيج ضبابي من الغازات والهبائيات بني اللون، يتكون عندما تتفاعل غازات معينة، منطلقة نتيجة احتراق الوقود والمنتجات البترولية الأخرى، مع أشعة الشمس في الغلاف الجوي، حيث ينتج عن هذا التفاعل مواد كيميائية ضارة تشكل الضباب الدخاني.

ومن الكيميائيات الموجودة في الضباب الدخاني شكل سام من أشكال الأكسجين يسمى الأوزون. ويؤدي التعرض لتركيزات عالية من الأوزون إلى الإصابة بالصداع وحرقة العيون وتهيج المجرى التنفسي لدى العديد من الأفراد. وفي بعض الحالات قد يؤدي وجود الأوزون في الطبقات المنخفضة من الغلاف الجوي إلى الوفاة. كما يمكن للأوزون أن يدمر الحياة النباتية، بل ويقتل الأشجار.

يطلق مصطلح المطر الحمضي على المطر وغيره من أشكال التساقط، التي تتلوث بشكل رئيسي بحمضي الكبريتيك والنيتريك. ويتكون هذان الحمضان عندما يتفاعل غاز ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين مع بخار الماء في الهواء. وتنتج هذه الغازات أساسًا عن احتراق الفحم والغاز والزيت في المَرْكَبات والمصانع ومحطات القدرة. وتتحرك الأحماض الموجودة في المطر الحمضي خلال الهواء والماء، ويسبب الضرر للبيئة على مدى مساحات شاسعة. وقد أدى المطر الحمضي إلى قتل تجمعات سمكية كاملة في عدد من البحيرات. ويؤدي أيضًا إلى تلف المباني والجسور والنصب التذكارية. ويرى العلماء أن التركيزات العالية من المطر الحمضي يمكنها أن تتسبب في الإضرار بالغابات والتربة. وتشمل المناطق المتأثرة بالمطر الحمضي أجزاء شاسعة من شرق أمريكا الشمالية وإسكندينافيا ووسط أوروبا.

وتلوث كيميائيات تسمى الكلوروفلوروكربونات طبقة الأوزون في الغلاف الجوي العلوي. وتستخدم هذه المركبات في الثلاجات والمكيفات وفي صناعة عوازل الرغوة البلاستيكية. ويشكل الأوزون، وهو الملوث الضار الموجود في الضباب الدخاني، طبقة واقية في الغلاف الجوي العلوي، حيث تحمي سطح الأرض من أكثر من 95% من إشعاعات الشمس فوق البنفسجية. ولأن الكلوروفلوروكربونات تقلل طبقة الأوزون فإن المزيد من الإشعاعات فوق البنفسجية سيصل إلى الأرض. ويدمر التعرض المفرط لهذه الإشعاعات النباتات، ويزيد من خطورة تعرض الناس لسرطان الجلد.

وتأثير البيت المحمي هو التسخين الناتج عن احتباس الغلاف الجوي لحرارة الشمس. ويسبب هذه الظاهرة غاز ثاني أكسيد الكربون والميثان والغازات الجوية الأخرى، والتي تسمح لأشعة الشمس بالوصول إلى الأرض، ولكنها تحول دون خروج الحرارة من الغلاف الجوي. وتسمى هذه الغازات التي تعمل على احتباس الحرارة غازات البيت المحمي.

يؤدي احتراق الوقود والنشاطات البشرية الأخرى إلى زيادة كمية غازات البيت المحمي في الغلاف الجوي. ويعتقد كثير من العلماء أن هذه الزيادة تكثف تأثير البيت المحمي وتؤدي إلى رفع درجة الحرارة عالميًا. وقد تؤدي هذه الزيادة في درجة الحرارة والتي تسمى التدفئة العالمية إلى حدوث مشاكل كثيرة. وبإمكان تأثير البيت المحمي، إذا كان قويًا، أن يتسبب في انصهار المثالج وأغطية الجليد القطبية، وأن يؤدي إلى فيضان الشواطئ. وبإمكانه أيضًا إحداث تحول في أنماط تساقط الأمطار، مما يؤدي بدوره إلى ازدياد الجفاف وحدوث العواصف المدارية الشديدة.

تلوث الهواء الداخلي. يحدث هذا التلوث عن احتباس الملوثات داخل المباني التي تعاني أنظمة تهويتها من سوء التصميم. وأنواعه الرئيسية هي : دخان السجائر، والغازات المنبعثة من المواقد والأفران، والكيميائيات المنزلية، وجسيمات الألياف، والأبخرة الخطرة المنبعثة من مواد البناء، مثل العوازل والبويات والأصماغ. وتتسبب الكميات الكبيرة من هذه المواد داخل بعض المكاتب في حدوث الصداع وتهيج العيون ومشاكل صحية أخرى للعاملين فيها. وتسمى مثل هذه المشاكل الصحية أحيانًا متلازمة المباني المريضة.

والرادون ـ وهو غاز مشع ينبعث عن انحلال اليورانيوم في الصخور الأرضية ـ ملوث خطر آخر. ففي مقدوره أن يسبب سرطان الرئة إذا ما استنشق بكميات وافرة. ويتعرض الناس لغاز الرادون إذا ما تسرب هذا الغاز إلى الطوابق السفلى من المنازل المبنية فوق تربة أو صخور مشعة. وفي مقدور المباني عالية الكفاءة، والتي تحافظ على الهواء الساخن أو البارد داخلها، أن تحتبس الرادون في الداخل وأن ترفع من تركيزه.


تلوث الماء. هو اختلاط الماء بمياه المجاري أو الكيميائيات السامة أو الفلزات أو الزيوت أو أية مواد أخرى. وفي مقدور هذا التلوث أن يؤثر في المياه السطحية، مثل الأنهار والبحيرات والمحيطات، كما يمكن أن يؤثر في المياه التي في باطن الأرض، والمعروفة بالمياه الجوفية. وبإمكانه أيضًا أن يسبب الأذى لأنواع عديدة من النباتات والحيوانات. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يموت ما يقرب من خمسة ملايين شخص سنويًا، بسبب تجرعهم ماءً ملوثًا.

وفي النظام المائي الصحي، تعمل دورة من العمليات الطبيعية، على تحويل المخلفات إلى مواد نافعة أو ضارة. وتبدأ الدورة عندما تستخدم كائنات عضوية تعرف بالبكتيريا الهوائية الأكسجين الذائب في الماء، لهضم المخلفات. وتنتج هذه العملية النترات والفوسفات وغيرها من المغذيات (عناصر كيميائية تحتاجها الكائنات الحية في نموها). وتمتص الطحالب والنباتات المائية الخضراء هذه المغذيات، وتأكل حيوانات مجهرية تدعى العوالق الحيوانية الطحالب، وتأكل الأسماك تلك العوالق. أما الأسماك فقد تأكلها أسماك أكبر منها أو طيور أو حيوانات أخرى. وتنتج عن هذه الحيوانات مخلفات جسمية، ثم ما تلبث أن تموت. وتحلل البكتيريا هذه الحيوانات الميتة، والمخلفات الحيوانية، ثم تعاود الدورة الكرة مرة أخرى.

يحدث التلوث المائي عندما يُلقي الناس بكميات من المخلفات في نظام مائي ما، بحيث تصل إلى درجة لايكون معها في وسع عمليات التنقية الطبيعية التابعة له أن تؤدي وظيفتها على الوجه المطلوب. وبعض المخلفات، مثل الزيت والأحماض الصناعية والمبيدات الزراعية، تسمم النباتات المائية والحيوانات، بينما تلوث بعض المخلفات الأخرى مثل المنظفات الفوسفاتية والأسمدة الكيميائية وروث الحيوانات، بمد الحياة المائية بمزيد من المغذيات. وتسمى هذه العملية الإثراء الغذائي، وتبدأ عندما تنساب كميات كبيرة من المغذيات إلى أنظمة المياه حيث تعمل المغذيات على تحفيز النمو الزائد للطحالب. وكلما ازداد نمو الطحالب، ازداد فناؤها بالمقابل. وتستهلك البكتيريا الموجودة في الماء كميات كبيرة من الأكسجين لتهضم بذلك الفائض من الطحالب الميتة. ويؤدي ذلك إلى نقص مستوى الأكسجين في الماء مما يتسبب في موت الكثير من النباتات المائية وكذلك الحيوانات.


التلوث الحراري يحدث حينما يضاف الماء الساخن إلى جسم مائي. وفي هذه الصورة التي أخذت بوساطة فيلم خاص للأشعة تحت الحمراء، يظهر الماء الأدفأ أكثر تلونا من بقية المياه في النهر. ويأتي الماء الساخن من محطة توليد طاقة نووية، ويحمله التيار إلى أسفل المجرى
يصدر التلوث المائي عن المؤسسات التجارية والمزارع والمنازل والمصانع ومصادر أخرى، ويشتمل على نفايات المجاري والكيميائيات الصناعية والكيميائيات الزراعية ومخلفات المواشي. ومن أشكال التلوث المائي أيضًا الماء الحار النظيف المنبعث من محطات القدرة إلى مجاري المياه. ويتسبب هذا الماء الحار المسمى بالتلوث الحراري في الإضرار بالأسماك والنباتات المائية عن طريق تقليل كمية الأكسجين في الماء. وفي مقدور الكيميائيات والزيوت المنسكبة أن تحدث تلوثًا مائيًا مدمرًا يتسبب في قتل الطيور المائية والمحار والحياة الفطرية الأخرى.

ويحدث بعض التلوث إذا لم يَجْر فصل مُحْكم بين مجاري المياه ومياه الشرب النظيفة. ففي المناطق التي تفتقر إلى محطات حديثة لمعالجة مياه المجاري، يمكن أن تنساب المياه التي تحمل معها المخلفات البشرية إلى موارد المياه. مما يؤدي إلى اختلاط البكتيريا الناقلة للأمراض بماء الشرب وتتسبب في الإصابة بأمراض مثل الكوليرا والدوسنتاريا.

أما في المناطق التي تحظى بصرف صحي جيد فإن معظم المخلفات البشرية تنساب في أنابيب وضعت في باطن الأرض، حيث ينتهي بها المطاف إلى محطات معالجة خاصة تقتل البكتيريا الضارة وتزيل المخلفات الصلبة.



الأمطار الحمضية قتلت أو أتلفت مساحات شاسعة كثيفة الأشجار (أعلاه)، في منطقة الغابات السوداء بألمانيا.
تلوث التربة هو التدمير الذي يصيب طبقة التربة الرقيقة الصحية المنتجة، حيث ينمو معظم غذائنا. ولولا التربة الخصيبة لما استطاع المزارعون إنتاج الغذاء الكافي لدعم سكان العالم.

تعتمد التربة الصحية على البكتيريا والفطريات والحيوانات الصغيرة لتحليل المخلفات التي تحتويها، وإنتاج المغذيات. وتساعد هذه المغذيات في نمو النباتات. وقد تحد الأسمدة والمبيدات من قدرة الكائنات العضوية التي في التربة على معالجة المخلفات. وبناء عليه، فإن في مقدور المزارعين الذين يفرطون في استخدام الأسمدة والمبيدات أن يعملوا على تدمير إنتاجية التربة.

وهناك عدد من النشاطات البشرية الأخرى التي يمكنها تدمير التربة. وقد يؤدي ري التربة في المناطق الجافة، مع وجود نظام تصريف سيئ، إلى ترك الماء راكدًا في الحقول. وإذا ما تبخر هذا الماء الراكد فإنه سيخلف الرواسب الملحية من ورائه جاعلاً التربة شديدة الملوحة، مما يؤثر في نمو المحاصيل. وتؤدي عمليات التعدين والصهر إلى تلويث التربة بالفلزات الثقيلة السامة. كما يرى كثير من العلماء أن في إمكان المطر الحمضي أن يقلل من خصوبة التربة.


المخلفات الصلبة ربما تكون أكثر أشكال التلوث ظهورًا للعيان. ففي كل عام يُلقي الناس ببلايين الأطنان من المخلفات الصلبة. وتُسهم المخلفات الصناعية بنصيب وافر من هذه المواد المطروحة. وتسمى المخلفات الصلبة الصادرة عن المنازل والمكاتب والمخازن المخلفات البلدية الصلبة، وتشمل الورق والبلاستيك والقوارير والعلب والنفايات الغذائية ونفايات الحدائق. ومن المخلفات الأخرى خُرد السيارات والمعادن ومخلفات العمليات الزراعية ومخلفات التعدين المسماة نفايات الحُفر.


النفايات الصلبة التي تلفظها المنازل والمصانع، ربما كانت أكثر مسببات التلوث وضوحًا. درجت كثير من المجتمعات على دفن المخلفات في مناطق واسعة مكشوفة تدعىمدافن النفايات.
يمثل تداول المخلفات الصلبة مشكلة في حد ذاته، لأن معظم طرق التخلص من المخلفات تعمل على تدمير البيئة. فمطارح النفايات المكشوفة تسيئ إلى الجمال الطبيعي للأرض، وتوفر مأوى للفئران والحيوانات الأخرى الناقلة للأمراض. وقد تحتوي المطارح المكشوفة وحُفر الرّدم (مساحات تدفن فيها النفايات) على مواد سامة قد تتسرب إلى المياه الجوفية أو مجاري المياه والبحيرات. ويكوِّن الاحتراق غير المراقب للمخلفات الصلبة دخانًا وملوثات جوية أخرى. وحتى حرق المخلفات في المحارق قد يطلق الكيميائيات السامة والرماد والفلزات الضارة إلى الهواء.


المخلفات الخطرة تتكون من المواد المطروحة التي قد تهدد صحة البشر والبيئة. ويعد المخلف خطرًا إذا ما تسبب في تآكل المواد الأخرى، أو انفجر، أو اشتعل بسهولة، أو تفاعل بشدة مع الماء، أو كان سامًا. وتشمل مصادر المخلفات الخطرة المصانع والمستشفيات والمعامل، وفي مقدورها أن تتسبب في إحداث الإصابات الفورية إذا ما تنفسها الناس أو ابتلعوها أو لمسوها. وقد تلوث بعض المخلفات الخطرة ـ إذا ما دُفنت في باطن الأرض أو تُركت في المطارح المكشوفة ـ المياه الجوفية، وقد تختلط بالمحاصيل الغذائية.

لقد أدى سوء التداول والطرح غير المقصود للمخلفات الخطرة إلى العديد من الكوارث في العالم. ففي سنة 1978م أدى تسرب كيميائيات خطرة من مطرح للنفايات قرب شلالات نياجارا في ولاية نيويورك إلى تهديد صحة القاطنين بالقرب من هذه المنطقة، مما أجبر المئات من الناس على ترك منازلهم. وفي سنة 1984م أدى تسرب غاز سام من مصنع للمبيدات في مدينة بوبال في الهند إلى مقتل أكثر من 2800 شخص، وأحدث تلفًا في عيون وأجهزة تنفس أكثر من 20,000 شخص.

ويمكن لبعض المخلفات الخطرة أن تُحدث الأذى الشديد لصحة الناس والحياة البرية والنباتات، ومن هذه المخلفات الإشعاع والمبيدات والفلزات الثقيلة.

الإشعاع ملوث غير منظور يمكنه تلويث أي جزء من البيئة. وينتج معظم الإشعاع عن مصادر طبيعية مثل المعادن وأشعة الشمس، كما أن في وسع العلماء إنتاج العناصر المشعة في معاملهم. وقد يسبب التعرض لكميات كبيرة من الإشعاع تلف الخلايا، وقد يؤدي إلى الإصابة بالسرطان.

وتمثل المخلفات المشعة الناتجة عن المفاعلات النووية ومصانع الأسلحة مشكلة بيئية كامنة الخطورة، حيث تبقى بعض هذه المخلفات نشطة في إشعاعها آلاف السنين، كما أن التخزين الآمن للمخلفات المشعة صعب وباهظ التكاليف.

المبيدات يمكنها الانتقال لمسافات شاسعة خلال البيئة. فقد تحملها الرياح، عند رشها على المحاصيل أو في الحدائق، إلى مناطق أخرى. وقد تنساب المبيدات مع مياه الأمطار إلى جداول المياه القريبة أو تتسرب خلال التربة إلى المياه الجوفية. ويمكن لبعض المبيدات أن تبقى في البيئة لسنوات طويلة، وأن تنتقل من كائن عضوي لآخر. فالمبيدات الموجودة في مجرى مائي، على سبيل المثال، قد تمتصها الأسماك الصغيرة والكائنات العضوية الأخرى. وتتراكم كميات أكبر من هذه المبيدات في أنسجة الأسماك الكبيرة التي تأكل الكائنات العضوية الملوثة.

الفلزات الثقيلة تشمل الزئبق والرصاص. وقد تطلق عمليات التعدين وحرق المخلفات الصلبة والعمليات الصناعية والمركبات الفلزات الثقيلة إلى البيئة. ومثل المبيدات يمتد أثر الفلزات الثقيلة لفترات طويلة، وبإمكانها الانتشار في البيئة. ومثل المبيدات أيضًا، قد تتجمع هذه الفلزات في عظام وأنسجة الحيوانات. وفي البشر قد تؤدي هذه الفلزات إلى تدمير الأعضاء الداخلية والعظام والجهاز العصبي. ويمكن للكثير منها أن يؤدي إلى الإصابة بالسرطان.


التلوث بالضجيج. ينتج عن الآلات، مثل الطائرات والمركبات ومعدات الإنشاءات والمعدات الصناعية. ولايسبب الضجيج اتساخ الهواء أو الماء أو اليابسة، لكنه قادر على تنغيص الحياة وإضعاف السمع لدى البشر والحيوانات الأخرى.


مكافحة التلوث
تعتمد مكافحة التلوث على جهود الحكومات والعلماء والمؤسسات والمصانع والزراعة والمنظمات البيئية والأفراد.



إعادة تصنيع النفايات
النشاط الحكومي. تعمل الحكومات ـ القومية والمحلية ـ في مختلف أرجاء العالم على التخلص من التلوث الذي يسبب التلف لأرضنا من يابسة وهواء وماء. وبالإضافة إلى ذلك بذلت جهود دولية عديدة لحماية الموارد الأرضية.

وقد سنت العديد من الحكومات المحلية القوانين التي تساعد في تنقية البيئة. وفي بعض مدن العالم الكبرى وأكثرها تلوثًا وضعت الحكومات المحلية الخطط للحد من التلوث الهوائي. وتشتمل مثل هذه الخطط على خطوات تحد من استخدام المركبات الخصوصية وتشجع النقل الجماعي.

وفي مقدور الحكومات سن القوانين الخاصة بعملية إعادة التدوير (إعادة التصنيع). وإعادة التدوير عملية تهدف إلى استرداد المواد وإعادة استخدامها بدلاً من التخلص منها. ففي فيينا بالنمسا مثلاً، يتوجب على المواطنين أن يفرزوا نفاياتهم في حاويات خاصة بالورق والبلاستيك والمعادن وعلب الألومنيوم والزجاج الأبيض والزجاج الملون ومخلفات الطعام والحدائق. وتشجع العديد من الولايات الأمريكية وعدد من الدول الأوروبية على إعادة استخدام القوارير بفرض تأمين مسترد في حالة إعادة القارورة.

كذلك سنت العديد من الدول تشريعاتها الخاصة بالتخلص من التلوث، كما أنها تنظم وسائل التخلص من المخلفات الصلبة والخطرة. ولدى العديد من الدول الصناعية وكالات تملك سلطة مراقبة التلوث وفرض التشريعات.

ومن الطرق الفعّالة التي يمكن أن تلجأ إليها الحكومات لمكافحة نوع معين من أنواع التلوث حظر الملوث. فمثلاً، حظرت بعض الدول استخدام المبيد الحشري الخطر (دي تي تي) في كل الأغراض، عدا الأغراض الأساسية. وقد وجد المزارعون بدائل أقل ضررًا يمكن أن تحل محله.

وقد تحظر حكومة ما بعض الاستخدامات لمادة معينة وتبيح بعضها الآخر. فالرصاص مثلاً، فلز سام في مقدوره أن يسبب تلف الدماغ والكلى والأعضاء الأخرى. وقد حظرت الولايات المتحدة الأمريكية استخدام البنزول المرصص والدهانات المنزلية الرصاصية، ولكنها تسمح باستخدام الرصاص في البطاريات ومواد البناء والدهانات الصناعية. وعلى الرغم من الاستخدام المستمر للرصاص في بعض المنتجات إلا أن القيود على هذا الفلز في الدهانات والوقود قد حدت المشاكل الصحية التي يسببها.

ومن الاستراتيجيات الحكومية التي يمكن أن تساعد في مكافحة التلوث، فرض الغرامات على الشركات المسببة للتلوث. ففي أستراليا وعدد من الدول الأوروبية تُفرض الغرامات على المؤسسات التي تلوث مجاري المياه. ومثل هذه الغرامات كفيلة بتشجيع الشركات على الاستثمار في أجهزة مكافحة التلوث أو في تطوير وسائل تشغيل قليلة التلوث. وفي إمكان الحكومات أن تفرض الضرائب على المنتجات الملوثة. فمثلاً، تفرض معظم الدول الإسكندينافية الضرائب على القوارير غير المسترجعة. وتقضي بعض الأنظمة الحكومية ببساطة أن على المؤسسات أن تُعْلِم الجمهور بعدد الملوثات التي تلقي بها إلى البيئة. وقد دفعت هذه الأنظمة بعض الشركات إلى البحث عن طرق تحد بها من التلوث، للحيلولة دون تكوين المستهلكين لانطباع سيئ عنهم والانصراف عن شراء منتجاتهم.

ويصعب التحكم في العديد من أنواع التلوث، ويرجع السبب في ذلك إلى أن ملكية الموارد العالمية، أي المحيطات والغلاف الجوي، ليست فردية، ولا تخص أُمَّة بعينها. ولابد لسكان العالم، والحالة هذه، من أن تتضافر جهودهم من أجل مكافحة التلوث.

وقد دأب ممثلون عن الكثير من الدول على الاجتماع منذ السبعينيات لمناقشة الطرق الكفيلة بالحد من التلوث الذي يؤثر في ماء وهواء كوكب الأرض. وعقدت هذه الدول المعاهدات والمواثيق التي تساعد في مكافحة مشاكل مثل المطر الحمضي ونقصان طبقة الأوزون وإلقاء المخلفات في المحيطات. ففي الاتفاقية التي أطلق عليها بروتوكول مونتريال حول المواد التي تستنزف طبقة الأوزون، والتي عقدت في سنة 1989م، اتفقت الدول المنتجة للكلوروفلوروكربونات على إيقاف إنتاجها لهذه الكيميائيات تدريجيًا. ونص تعديل لهذه الاتفاقية أجري في سنة 1991م على حظر الكلوروفلوروكربونات حظرًا تامًا بحلول عام 2000م. وفي عام 1992م وافقت العديد من الدول الأوروبية على وقف إنتاجها من الكلوروفلوروكربونات قبل ذلك التاريخ، أي بحلول 1996م. وقد أوقفت معظم الدول إنتاج الكلوروفلوروكربونات في الموعد المحدد، وأرجأت بعض الدول تنفيذ القرار إلى عام 2010م. وفي عام 1992م أيضًا اجتمع ممثلون عن 178 دولة في ريودي جانيرو لحضور مؤتمر الأمم المتحدة حول البيئة والتنمية. وقد كان هذا المؤتمر، الذي عُرف بقمة الأرض، أهم مؤتمر عالمي انعقد حول البيئة، حيث وقّع أعضاء الأمم المتحدة على اتفاقيات لمنع تأثير البيت المحمي والحفاظ على الغابات والكائنات المهددة بالانقراض ومواضيع أخرى.

وفي عام 2001م، وقّعت 127 دولة على اتفاقية حظر استخدام 12 من الملوثات العضوية المداومة. وتنتقل هذه المواد الكيميائية ومن بينها مادة د.د.ت. بالهواء والماء عبرالدول مهددة الإنسان والحيوان على حد سواء. وحثت الاتفاقية العلماء والشركات الصناعية والحكومية على التقليل من وجود الملوثات العضوية المداومة في البيئة.


الجهود العلمية. دفع الاهتمام الواسع بالبيئة العلماء والمهندسين إلى البحث عن الحلول التقنية لهذه المسألة. فبعض الأبحاث تحاول إيجاد طرق للتخلص من التلوث أو تدبيره، وبعضها الآخر يهدف إلى منعه. ويعمل العديد من الباحثين الصناعيين على إيجاد المزيد من الطرق الاقتصادية لاستخدام الوقود والمواد الخام الأخرى. ونتيجة لهذه الأبحاث تستخدم بعض المدن الأوروبية حاليًا حرارة المخلفات الناتجة عن محطات القدرة ومحارق النفايات، في تدفئة البيوت. وتحرق المحركات الحديثة الوقود بطريقة أنظف وأكثر فعالية من المركبات القديمة. كما طور بعض الباحثين سيارات تستخدم وقودًا نظيف الاشتعال مثل الميثانول (وهو مادة كحولية) والغاز الطبيعي. وتستخدم بعض السيارات في البرازيل نوعًا آخر من الكحولات، وهو الإيثانول وقودًا. ويعكف العلماء أيضًا على تطوير سيارات تعمل بغاز الهيدروجين، وهو غاز لا يُصدر أي تلوث إذا ما اشتعل.

ويبحث العلماء والمهندسون في طرق لتوليد الطاقة الكهربائية بتكلفة أقل من الموارد المتجددة مثل الرياح والشمس، والتي قلما نتج عنها أي تلوث. وتزود حقول واسعة من طواحين الهواء، تسمى مزارع الريح العديد من الأقطار بالكهرباء، حيث تُحوِّل نبائط تسمى الخلايا الفولتية الضوئية أشعة الشمس مباشرة إلى الكهرباء. ففي مدينة ساكرامنتو بكاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية تنتج محطة قدرة فولتية ضوئية تكفي لإنارة ألف منزل.


المؤسسات والمصانع. اكتشفت العديد من الشركات أن الحد من التلوث أمر مطلوب من المنظور التجاري. فقد وجد بعضها أن الحد من التلوث يحسِّن صورتها لدى الجماهير كما أنه يوفر المال. وطور آخرون منتجات أو وسائل لا تشكل خطورة على البيئة، وذلك سعيًا لكسب رضى المستهلكين، كما طور البعض الآخر أنظمة لمكافحة التلوث لاعتقادها بأن القوانين سترغمهم على فعل ذلك، آجلاً أو عاجلاً. وتحد بعض الشركات من التلوث لأن القائمين على هذه الشركات آثروا أن يفعلوا ذلك.

لقد كان التخلص من المخلفات في الماضي رخيصًا نسبيًا لمعظم المؤسسات. أما اليوم فإن المواقع المصرح بها للتخلص من النفايات أضحت نادرة، وزادت تكاليف استخدامها. ونتيجة لذلك ابتدعت العديد من المؤسسات طرقًا لإنتاج أقل قدر ممكن من المخلفات. فمثلاً قد يستخدم المصنعون حدًا أدنى من التغليف، ومواد تغليفية يمكن إعادة تدويرها، إذ كلما خفّ التغليف قلّ استهلاك موزعي المنتجات للوقود، وقلّ ما يلقي به المستهلكون من التغليف في النفايات.

وتتخصص العديد من المؤسسات في أنواع مختلفة من وسائل إدارة التلوث. ويتوقع لأعمال الحد من التلوث، أو القضاء عليه، أن تكون واحدة من أسرع الصناعات المستقبلية نموًا. فمثلاً، طورت بعض مؤسسات إدارة التلوث نبائط للتخلص من الهبائيات الضارة المنطلقة من المداخن. فالهبائيات يمكن احتجازها باستخدام المرشحات، أو المصائد التي تستخدم الكهرباء الساكنة، أو نبائط تسمى المغسالات، تغسل الهبائيات عن طريق الرش بالكيميائيات. وتساعد مؤسسات أخري الشركات في تنفيذ الأوامر الحكومية من أجل التخلص من التلوث. وتدير بعض المؤسسات برامج إعادة التدوير وحفظ الطاقة. كما تساعد بعض المؤسسات الأخرى في تطوير عمليات تقلل من الملوثات.

وبصرف النظر عن السبب والكيفية التي بدأت فيها الصناعات في التخلص من الملوثات، فإنها عملية بطيئة وباهظة التكاليف. وتعتمد العديد من المؤسسات على أرخص طرق الإنتاج المتاحة، حتى لو كانت هذه الطرق تحمل التلوث في طياتها. فمحطات القدرة، على سبيل المثال، تحرق عادة الزيت والفحم لتوليد الكهرباء، نظرًا لكونها أكثر الطرق ملاءمة من الناحية الاقتصادية. ويستخدم المصنعون الكادميوم والرصاص والزئبق في صناعة البطاريات، لأن هذه الفلزات، على الرغم من سميَّتها، تحسن كفاءة البطاريات. وعندما تضاف تكلفة التخلص من التلوث الناتج عن طرق الإنتاج الحالية إلى تكاليف التصنيع، يتضح أن الطرق قليلة التلوث هي الأفضل من الناحية الاقتصادية.


الزراعة. يطور العلماء والمزارعون طرقًا لتنمية الغذاء تتطلب القليل من الأسمدة والمبيدات. ويستخدم الكثير من المزارعين الدورات الزراعية، أي المناوبة بين المحاصيل من سنة لأخرى، لتقليل الحاجة إلى الأسمدة الكيميائية. فالمناوبة بين الذرة والقمح والمحاصيل الأخرى والبقول، كالفصفصة وفول الصويا، تساعد في تعويض النيتروجين المفقود من التربة. وتساعد الدورات الزراعية أيضًا في مكافحة الآفات والأمراض الزراعية. ويستخدم بعض المزارعين خليط التسميد والأسمدة الأخرى التي لاتضر التربة. وبدلاً من رش المحاصيل بالمبيدات الضارة يكافح بعض المزارعين الحشرات بإطلاق أنواع من البكتيريا أو الحشرات الأخرى التي تفترس هذه الآفات. ويعكف العلماء على تطوير نباتات مهندسة وراثيًا، تقاوم الآفات الزراعية.

ويسمى استخدام الدورات الزراعية واستخدام الأعداء الطبيعيين للآفات معًا المكافحة الطبيعية للآفات. ويطلق على التجميع بين الاستخدام المحدود للمبيدات الحشرية الكيميائية والمكافحة الطبيعية الإدارة المتكاملة لمكافحة التلوث للآفات. ويستخدم الذين يلجأون إلى هذا النوع من المكافحة كميات قليلة من المبيدات الكيميائية، وحتى هذه الكميات القليلة لا يستخدمونها إلا إذا رأوا أنهم سيحصلون على نتائج جيدة.


المنظمات البيئية. تساعد في مكافحة التلوث عن طريق محاولة التأثير على المشرِّعين وانتخاب القادة السياسيين الذين يولون اهتمامًا بالبيئة. وتقوم بعض الجماعات بجمع الأموال لشراء الأراضي وحمايتها من الاستغلال. وتدرس جماعات أخرى تأثيرات التلوث على البيئة، وتطور نظمًا لإدارة ومنع التلوث، وتستخدم ما توصلت إليه من نتائج لإقناع الحكومات والصناعات بالعمل على منع التلوث أو الحد منه. وتقوم المنظمات البيئية أيضًا بنشر المجلات والمواد الأخرى لإقناع الناس بضرورة منع التلوث. وتقف جماعة السلام الأخضر وأصدقاء الأرض في طليعة هؤلاء الناشطين.

وقد تشكلت أحزاب سياسية تمثل الاهتمامات البيئية في العديد من الدول الصناعية. ولهذه المنظمات ـ والتي تعرف بأحزاب الخُضْر ـ تأثير متنام على السياسات الحكومية تجاه البيئة. ومن الدول التي توجد فيها مثل هذه الأحزاب أستراليا والنمسا وألمانيا وفنلندا وفرنسا ونيوزيلندا وأسبانيا والسويد.



جهود الأفراد
جهود الأفراد. يعد حفظ الطاقة من أهم الطرق التي يمكن للفرد أن يتبعها للحد من التلوث. فحفظ الطاقة يحدّ من التلوث الهوائي الناجم عن محطات القدرة. وقد تؤدي قلة الطلب على الزيت والفحم الحجري إلى التقليل من انسكاب الزيت، ومن التلف الحاصل للمناطق المشتملة على الفحم الحجري. والتقليل من قيادة السيارات يعد أيضًا أحد أفضل طرق توفير الطاقة وتجنب التلوث الحاصل للهواء.

وفي مقدور الناس توفير الطاقة الكهربائية عن طريق شراء مصابيح الإنارة والأجهزة المنزلية ذات الكفاءة العالية. فمصابيح الفلورسنت، على سبيل المثال، تستهلك 25% فقط من الطاقة التي تستهلكها المصابيح المتوهجة. ويمكن أيضًا توفير الطاقة بالتقليل من استخدام الأجهزة، وبإطفاء الأجهزة والمصابيح في حالة عدم وجود حاجة إليها، وبتوقيت ضابط الحرارة المنزلي على 20°م أو أقل في الشتاء، وعلى 26°م أو أكثر في الصيف. وبالإضافة إلى ذلك، تحتاج المباني التي عولجت نوافذها بطريقة خاصة، وذات العزل الجيد، إلى قدر من الوقود والكهرباء ـ بغرض التدفئة أو التبريد ـ أقل بكثير من المباني التي تخلو من هذه الميزات.

وفي مقدور الناس أيضًا شراء المنتجات التي لاتشكل خطرًا على البيئة. فبإمكان الأسر، على سبيل المثال، أن تحدّ من التلوث عن طريق تقليل استخدام المنظفات السامة، والتخلص الصحيح من هذه المنتجات. فإذا ما امتنع المستهلكون عن شراء المنتجات الضارة فلسوف يتوقف المصنعون عن إنتاجها.

ومن الطرق الأخرى التي يمكن للناس أن يحدوا بها من التلوث الحد من أكل اللحوم. فالمزارعون يستخدمون كميات كبيرة من الأسمدة لزيادة كمية الحبوب التي تتغذى بها المواشي. ولو أن الناس قللوا من أكل اللحوم وزادوا أكل الحبوب والخضراوات لقلل المزارعون من استخدامهم للأسمدة والمبيدات. ولا يرضى كثير من الناس من الفاكهة والخضراوات إلا الصحيحة الكاملة، والخالية من العيوب، وهذا ما يقدر المزارعون على توفيره دون استخدام كميات كبيرة من المبيدات. ولو أن الناس ارتضوا الفاكهة والخضراوات بما فيها من عيوب طفيفة، لقلل المزارعون استخدامهم للكيميائيات.

ومن أسهل الطرق التي يمكن للأفراد اتباعها من أجل منع التلوث، إعادة استخدام المنتجات. فمثلاً، يستخدم بعض منتجي الألبان القوارير الزجاجية بدلاً عن العبوات الكرتونية الورقية. ويمكن إعادة تعبئة هذه القوارير واستخدامها مرة أخرى. وفي مقدور الناس إعادة استخدام الأوراق القديمة والحقائب البلاستيكية لحمل مشترياتهم أو وضع النفايات فيها. وبإعادة استخدام المنتجات يمكن للناس تجنب التلوث المرتبط بإنتاج المزيد من المنتجات والتلوث المتسبب عن رمي المنتج.

والتدوير طريقة أخرى لإعادة استخدام المواد. فالعديد من المدن والبلدات تنظم عملية تجميع المخلفات من أجل إعادة معالجتها. ويوفر التدوير كلا من المادة والطاقة، ويمنع التلوث. وهناك الكثير من المخلفات المتنوعة التي يمكن تدويرها. ومن المخلفات الشائع تدويرها : العلب والزجاج والورق والأوعية البلاستيكية والإطارات القديمة. فالعلب يمكن صهرها واستخدامها في تصنيع علب جديدة. والزجاج يمكن سحقه وتصنيع أوعية جديدة منه، أو استخدامه في مواد البناء. والورق يمكن معالجته إلى منتجات ورقية مختلفة. ويمكن صهر البلاستيك وإعادة تشكيله إلى سياج أو ألواح أو مناضد أو سجاد. أما الإطارات القديمة فيمكن حرقها لإنتاج الطاقة، أو تقطيعها وإضافتها إلى الأسفلت، أو صهرها وقولبتها إلى منتجات مثل الحصائر الأرضية ومعدات الملاعب.

وأهم الطرق التي يمكن للناس أن يكافحوا بها التلوث، أن يتعلموا قدر استطاعتهم كيف يمكن لنشاطاتهم أن تؤثر على البيئة. وفي مقدورهم بعد ذلك، أن يلجأوا إلى خيارات ذكية، للتقليل من الدمار الحاصل لهذا الكوكب.


نبذة تاريخية
يتسبب البشر على الدوام في إحداث تلوث ما للبيئة. فقد أوجد الناس المخلفات منذ عصور ما قبل التاريخ. ومثل النفايات في هذه الأيام، كانت المخلفات تحرق، أو تلقى في مجاري المياه، أو تدفن في الأرض، أو تطرح فوق سطحها. ولكن مخلفات الأقدمين كانت في معظمها نفايات طعام، أو مواد أخرى سهلة التحلل عن طريق عمليات الانحلال الطبيعي. وعدد السكان في الماضي كان قليلاً، وكانوا موزعين على مناطق شاسعة من الأرض. ونتيجة لذلك كان تركيز التلوث قليلاً، ولم يسبب إلا القليل من المشاكل.


انتشار التلوث. بدأ انتشار التلوث في العصور الغابرة عندما أخذت مجموعات كبيرة من الناس تعيش معاً في المدن، واتسع باتساع هذه المدن. وقد تسببت الممارسات غير الصحية، وموارد المياه الملوثة، في تفشي الأوبئة الجماعية في المدن القديمة. وأصبحت المشاكل البيئية أكثر خطورة، واتسع نطاقها، في القرن الثامن عشر ومطلع القرن التاسع عشر، خلال الحقبة المسماة بالثورة الصناعية، التي بدأت في إنجلترا ثم انتشرت إلى الأقطار الأوروبية الأخرى وأمريكا الشمالية. وقد تميزت هذه الفترة بتطور المصانع وازدحام المدن بالعاملين في الصناعة.

كانت المصانع، خلال فترة الثورة الصناعية، تستمد معظم طاقتها من الفحم الحجري. واستخدمت معظم منازل المدن الفحم الحجري وقودًا للتدفئة. وأدى احتراق الفحم الحجري إلى إغراق أجواء لندن والمدن الصناعية الأخرى بالدخان والسناج. وبسبب سوء المرافق الصحية وصلت مياه المجاري إلى موارد مياه الشرب في المدن، حيث أدى الماء الملوث إلى الإصابة بحمى التيفوئيد، وغير ذلك من الأمراض.

وفي الولايات المتحدة بدأ تلوث الهواء يشكل خطورة كبيرة، في مطلع القرن العشرين. فبحلول ثلاثينيات القرن العشرين امتلأت أجواء كثير من مدن الشرق والغرب الأوسط بالدخان والسناج المنبعث من مصانع الفولاذ ومحطات القدرة والسكك الحديدية ومحطات التدفئة. وفي بعض المدن الصناعية كانت كثافة الدخان تصل، في الكثير من الأحايين، حدًا يضطر معه السائقون إلى استخدام المصابيح الأمامية، والاستعانة بمصابيح الشوارع أثناء النهار.


تطورات مكافحة التلوث. أمكن الحد من التلوث الهوائي الناجم عن احتراق الفحم الحجري، إلى حد كبير منذ خمسينيات القرن العشرين، في أكثر مدن العالم. وتستخدم كل القطارات تقريبًا، والكثير من الصناعات ومحطات التدفئة المنزلية حاليًا الوقود النظيف مثل الغاز الطبيعي والزيت. وبالإضافة إلى ذلك اتخذت الصناعات التي ما زالت تستخدم الفحم الحجري، عدة خطوات لمكافحة التلوث المنبعث من أفرانها. أما الأوبئة التي تسببها العضيات الدقيقة، الناقلة للأمراض، والتي توجد في موارد مياه الشرب في المدن، فلم تعد تشكل مشكلة رئيسية في معظم أجزاء العالم، وذلك لأن المدن تعالج مياهها الآن، وتبقي عليها خالية من العضيات الدقيقة، قدر المستطاع.


القضايا البيئية الحالية
تشمل القضايا البيئية الحالية الحاجة إلى الموازنة بين مكاسب ومخاطر مكافحة التلوث، والآثار المترتبة على انتشار التلوث.


الموازنة بين المكاسب والمخاطر. أدى الاهتمام المتزايد بالبيئة إلى الاحتجاج على كثير من المنتجات والممارسات. ولكن بعض المنتجات والعمليات موضع النزاع، تقدم فوائد للمجتمعات. فمثلاً، تجادل الناس حول الحفاظات ذات الاستعمال الواحد، لأنها تحتل حيزًا في حفر الردم وتتحلل ببطء، غير أن الحفاظات القماشية تتطلب غسيلاً، والغسيل يلوث الماء ويستهلك الطاقة. وتولد محطات القدرة النووية الطاقة دون أن تسبب تلوثًا للهواء، ولكن هذه المحطات تنتج مخلفات إشعاعية يصعب التخلص منها.

وتعمل المؤسسات وجماعات البيئة والعلماء على تحديد: أي المنتجات والمواد والعمليات ينتج معظم التلوث. ولكن الخيارات المتاحة قليلة، ويصعب في الغالب تحديد المكاسب والمخاطر التي تعود على البيئة من المنتجات والممارسات المختلفة.

وعند إصدار القوانين الخاصة بالتلوث، ينبغي على المسؤولين الحكوميين أن يأخذوا بعين الاعتبار المخاطر الناجمة عن الملوث والآثار المالية المترتبة على اختيار نظام معين. وتقتضي بعض الأنظمة أن تحصل الصناعات على أجهزة لمكافحة التلوث عالية التكلفة، أو تحدث تغييرات إنتاجية مكلفة أو تتوقف عن تصنيع بعض المنتجات. وقد تسبب مثل هذه التكاليف الفجائية خروج بعض الصناعات عن مجال العمل مما يخلق البطالة. وقد ينتج عن ذلك أن تشكل الآثار المترتبة على بعض قوانين التلوث المقترحة ضررًا على الناس أكبر من الضرر المترتب على الملوِّث نفسه.


آثار النمو السكاني. على الرغم من التقدم المطرد في حماية البيئة، إلاّ أن مسألة التلوث قد اتسع نطاقها وازداد خطرها الكامن. ويعود السبب الرئيسي في ازدياد التلوث إلى النمو الكبير في عدد سكان الأرض يوميًا. ويعني المزيد من الناس وجود المزيد من المخلفات من كل صنف. وبناء عليه فإن الحد من النمو السكاني يعد من أهم الطرق التي يمكن أن تستهل بها عملية مكافحة التلوث البيئي، حيث يتوقع أن يخفف الحد من النمو السكاني حدة التلف، ويعطي الناس مزيدًا من الوقت لتطوير أنظمة فعالة لمكافحة التلوث.

ويحدث معظم النمو السكاني العالمي في الأجزاء الفقيرة من العالم، بما في ذلك دول معينة في آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، حيث يستغل الناس في هذه المناطق ما يتاح لهم من موارد قليلة لسد الكفاف. وتكافح حكومات الدول النامية من أجل بناء الصناعات الحديثة والنظم الزراعية الكفيلة بتوفير متطلبات الحياة الأساسية لمواطنيها. ولكن العديد من الدول النامية تستخدم تقنيات قديمة تؤدي إلى التلوث، وذلك لعدم قدرة هذه الدول على تحمل تكاليف الميكنة الحديثة والفعالة. وحتى لو استطاعت توفير تكاليف مكافحة التلوث، فسيستمر التلوث في العالم النامي في الارتفاع، وذلك ـ ببساطة ـ لأن هذه الدول ماضية في طريق التصنيع، ويعني المزيد من الصناعة المزيد من التلوث.


الإسراف في العالم الصناعي. اعتاد كثير من الناس في اليابان والدول الغنية في أمريكا الشمالية وأوروبا على أنماط حياتية مريحة، حيث تستهلك كميات كبيرة من الطاقة والمواد الخام وينتج عن ذلك الكثير من المخلفات. فالشخص الذي يعيش في الدول الصناعية يستهلك حوالي عشرة أضعاف ما يستهلكه الشخص في الدول النامية من الوقود الأحفوري والكهرباء، وينتج ما يتراوح بين ضعفي وثلاثة أضعاف ما ينتجه الشخص في الدول النامية من المخلفات البلدية. وربما كان على الناس في العالم الصناعي أن يقبلوا بمستويات من الراحة والرفاهية أقل مما هي عليه إذا ما أريد للتلوث أن يصل إلى حده المعقول. ويتطلب حل مشاكل التلوث البيئي العالمية تعاون الحكومات والصناعات في كل الدول، غنيها وفقيرها، كما يتطلب تضافر جهود الأفراد في كل أنحاء العالم

محب بلاده
2010-12-09, 19:51
بحث حول التلوث
المستوى 1 ثانوي
قندوز سليمان
2010.12.09



او هذا



التلـــوث Pollution
الفصل الأول:
أ-تعريف التــلوث.
ب- أنواع التــلوث.
الفصل الثـانـي:
أ-أضرار التــلوث.
ب- وسـائل مكافحة التـلوث. المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين..
في البداية أحب أن أوضح سبب اختياري لهذا الموضوع بالذات للكتابة فيه لما رأيت من حالة البيئة اليوم في هذا العالم الواسع، فلقد انتشرت الأمراض ومات العديد من الأطفال بسبب التلوث البيئي.
لذلك أحببت أن أناقش هذه القضية وأطرح الحلول التي أراها مناسبة، عسى القارئ أن ينتفع منها عند قراءتها. ارجوا من الله أن يوفقني في هذا البحث ويحوز على استحسانكم.
الفصل الأول:
أ- تعريـف التلوث:
لقد عرف التلوث بطرق مختلفة فيها: أن التلوث هو وضع المواد في غير أماكنها الملائمة أو أنه تلوث البيئة (المقصود أو غير المقصود) بفضلات الإنسان.
وهناك بعض التعريفات الأكثر تفصيلاً ودقة، مثل تعريف هولستر و بورتوز اللذان عرفا التلوث تعريفاً شاملاً من خلال تعريف الملوث، فالملوث هو مادة أو أثر يؤدي إلى تغير في معدل نمو الأنواع في البيئة يتعارض مع سلسلة الطعام بإدخال سموم فيها أو يتعارض مع الصحة أو الراحة أو مع قيم المجتمع .
وتدخل الملوثات إلى البيئة في المادة بكميات ملحوظة على شكل فضلات ومهملات أو نواتج جانبية للصناعات أو أنشطة معينة للإنسان وينطوي التلوث في العادة على تبديد الطاقة ( الحرارية والصوتية أو الاهتزازات ) وبشكل عام فإن التلوث يلحق أضراراً بوظائف الطبقة الحيوية (بيوسفير )التي تحيط بالكرة الأرضية … ويمكن تلخيص هذه الأضرار على النحو التالي :
1-أضرار تلحق بصحة الإنسان من خلال تلوث الهواء والتربة والغذاء بمواد كيميائية وأخرى مشعة .
2-أضرار تلحق بالمحاصيل الزراعية والنباتات والمياه و التربة والحيوانات .
3-أضرار تلحق بالنواحي الجمالية للبيئة مثل الدخان والغبار والضوضاء والفضلات والقمامة .
4-الأضرار التي لا يظهر أثرها إلا في المدى البعيد ولكنها ذات أثر تراكمي ،مثل السرطانات (المواد التي تؤدي إلى الإصابة بمرض السرطان ) والمواد المشعة والضوضاء.
أنواع التلوث :
1- التلوث الغذائي :
أدى الاستخدام الجائر للمخصبات الزراعية والمبيدات إلى حدوث العديد من الأضرار الصحية والاقتصادية بالمواد الغذائية التي يستهلكها الإنسان ،ونشأ نتيجة لذلك التلوث الغذائي .
2- التلوث الهوائي :
يحدث التلوث الهوائي من المصادر مختلفة والتي قد تكون طبيعية أو من الأنشطة المختلفة للإنسان ، فالطبيعية مثل :العواصف والرعود والإمطار والزلازل والفيضانات .ويسهم الإنسان بالجزء الأكبر في حدوث التلوث الهوائي عن طريق مخلفات الصرف الصحي والنفايات والمخلفات الصناعية والزراعية والطبية والنفط ومشتقاته والمبيدات والمخصبات الزراعية والمواد المشعة،وهذا يؤدي إلى إلحاق العديد من الأضرار بالنظام البيئي .
3- التلوث المائي :
ينزل الماء إلى الأرض في صورة نقية ،خالية من الجراثيم الميكروبية أو الملوثات الأخرى،لكن نتيجة للتطور الصناعي الهائل يتعرض للعديد من المشكلات مما يحوله إلى ماء غير صالح للشرب والاستهلاك الآدمي .ومن أكثر الأمثلة على ذلك تلوث ماء المطر بما تطلقه المصانع من أبخرة وغازات ، ونتيجة لذلك نشأ ما يسمى بالمطر الحمضي . كما يتلوث الماء بالعديد من الملوثات المختلفة فيتلوث على سبيل المثال بمخلفات الصرف الصحي وبالمنظفات الكيميائية المختلفة وببعض العناصر المعدنية مثل : الرصاص والزئبق والفوسفات والنترات والكلور والنفط.
4- التلوث الإشعاعي:
تسبب الإنسان في إحداث تلوث يختلف عن الملوثات المعروفة وهو التلوث الإشعاعي الذي يٌعد في الوقت الحالي من أخطر الملوثات البيئية .وقد يظهر تأثير هذا التلوث بصورة سريعة ومفاجئة على الكائن الحي ،كما قد يأخذ وقتاً طويلاً ليظهر في الأجيال القادمة ، ومنذ الحرب العالمية الثانية وحتى وقتنا الحالي استطاع الإنسان استخدام المواد المشعة في إنتاج أخطر القنابل النووية والهيدروجينية .
5- التلوث المعدني :
تعد مشكلة التلوث بالعناصر المعدنية السامة في الوقت الحاضر من أهم المشكلات التي تواجه المتخصصين في مجال البيئة ،ذلك لأنها ذات أضرار صحية بالغة على صحة الإنسان . وقد تفاقمت هذه المشكلة نتيجة للتطور السريع في المجالات الصناعية المختلفة ،فعلى سبيل المثال زادت نسبة غاز أول أكسيد الكربون في الهواء الجوي . أما عنصر الرصاص فقد لوحظت زيادته باستمرار نتيجة لاحتراق العديد من وقود المركبات .
6- الضوضاء :
تزداد شدة الضوضاء في عالمنا المعاصر بشكل ملحوظ ،ولم تعد مقتصرة على المدائن الكبرى والمناطق الصناعية ،وإنما وصلت إلى الأرياف ،واستطاع الإنسان أن يصنع الضوضاء بفضل إنشاء طرق لسيارات الحديثة والسكك الحديدية والطائرات والآلات الزراعية والصناعة .كما لم تسلم البيوت من الضوضاء بعد أن سخر الإنسان كل وسائل التقنية الحديثة لرفاهيته من راديو وتلفزيون وأدوات تنظيف وأدوات طبخ وغيرها ،وبكلمات أخرى لقد غزت الضوضاء المآوي القليلة الباقية للصمت في العالم . وربما حتى نهاية هذا القرن لن يجد الإنسان مكاناً باقياً كي يلجأ إليه إذا أراد الهرب إلى بقعة هادئة .
وهناك العديد من أنواع الملوثات الأخرى التي لا تحصى في العالم .
الفصل الثاني
1- أضرار التلوث :
أ-التلـوث الهوائي : أسهم تلوث الهواء في انتشار الكثير من الجراثيم التي تسبب بالأمراض للناس منها: الأنفلونزا ، الإمراض الوبائية القاتلة التي تنتشر بسرعة في الوسط البيئي ، ومرض الجمرة الخبيثة ومرض الطاعون والكوليرا ومرض الجدري والحمى ،كما تحدث حالات تسمم للإنسان نتيجة لتأثيرات الضارة للمركبات المتطايرة من الزرنيخ نتيجة للنشاط الميكروبي لبعض الأنواع الفطرية ، كما أثر بشكل كبير على طبقة الأوزون ويدمرها .
ب-التلـوث المائي : من أهم الأضرار الصحية تلوث الماء بمخلفات الصرف الصحي التي تحمل العديد من المسببات المرضية مثل بعض الأنواع البكترية والفطرية والفيروسية .ويؤدي تلوث الماء إلى حدوث تسمم للكائنات البحرية ،كما يتحول جزء من النفط إلى كرات صغيرة تٌلتهم بواسطة الأسماك مما يؤثر بشكل مباشر على السلسلة الغذائية، كما يؤدي تلوث الماء بالكائنات الحية الدقيقة إلى حدوث العديد من الأمراض مثل حمى التيفوئيد وفيروس شلل الأطفال ، وكذلك الطفيليات .
ج-التلـوث الإشعاعي : من أهم الأمراض التي يتعرض لها الإنسان بسبب الإشعاع ظهور احمرار بالجلد أو اسوداد في العين ،كما يحدث ضمور في خلايا النخاع العظمي وتحطم في الخلايا التناسلية ،كما تظهر بعض التأثيرات في مرحلة متأخرة من عمر الإنسان مثل سرطان الدم الأبيض وسرطان الغدة الدرقية وسرطان الرئة ،ويؤدي إلى نقص في كريات الدم البيضاء والالتهابات المعوية وتتعدى أخطاره لتصل إلى النباتات والأسماك والطيور مما يؤدي إلى إحداث اختلال في التوازن البيئي ،وإلحاق أضرار بالسلسلة الغذائية .
د-الضوضاء : تؤثر الضوضاء في قشرة المخ وتؤدي إلى نقص في النشاط ، ويؤدي إلى استثارة القلق وعدم الارتياح الداخلي والتوتر و الارتباك وعدم الانسجام والتوافق الصحي ، كما تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم وآلام في الرأس وطنين في الأذن والتحسس والتعب السريع ، ويعانون من النوم الغير هادئ والأحلام المزعجة وفقدان جزئي للشهية إضافة إلى شعور بالضيق والانقباض وهذا ينعكس في القدرة على العمل والإنتاج ،كما يؤثر على الجهاز القلبي الوعائي ويسبب عدم انتظام النبض وارتفاع ضغط الدم وتضييق الشرايين وزيادة في ضربات القلب إضافة إلى التوتر والأرق الشديدين.
2-وسائل معالجة التلوث :
أ- تلوث الهواء :
1- بما أن الكبريت المسئول الرئيسي عن التلوث بأكاسيد الكبريت ،فيجب علينا انتزاعه بصورة كاملة ولأن هذه العملية مكلفة،
موجود في الوقود والفحم والبترول المستخدم في الصناعة فينصح بالتقليل من نسبة وجوده.
2- التقليل من الغازات والجسيمات الصادرة من مداخن المصانع كمخلفات كيميائية بإيجاد طرق إنتاج محكمة الغلق،كما ينصح باستخدام وسائل عديدة لتجميع الجسيمات والغازات مثل استخدام المرسبات الكيميائية ومعدات الاحتراق الخاصة والأبراج واستخدام المرشحات.
3- البحث عن مصدر بديل للطاقة لا يستخدم فيه وقود حاوٍ لكميات كبيرة من الرصاص أو الكبريت، وربما يعتبر الغاز الطبيعي أقل مصادر الطاقة الحرارية تلوثاً.
4- الكشف الدوري على السيارات المستخدمة واستبعاد التالف منها.
5- إدخال التحسينات والتعديلات في تصميم محركات السيارات.
6- الاستمرار في برنامج التشجير الواسع النطاق حول المدن الكبرى.
7- الاتفاق مع الدول المصنعة للسيارات بحيث يوضع جهاز يقلل من هذه العوادم، وذلك قبل الشروع في استيراد السيارات.
ب- تلـوث المــاء :
1- وضع المواصفات الدقيقة للسفن المسموح لها بدخول الخليج العربي بما يتعلق بصرف مخلفات الزيوت، وتحميلها مسؤولية خلالها بقواعد حماية البحر.
2- مراقبة تلوث ماء البحر بصورة منتظمة، وخاصة القريبة بمصبات التفريغ من المصانع.
3- إقامة المحميات البحرية على شاطئ الخليج العربي، وفي مناطق تضم أدق الكائنات البحرية الحية في العالم.
4- بالنسبة للتلوث النفطي تستخدم وسائل عديدة منها : -استخدام المذيبات الكمياوية لترسيب النفط في قاع البحر أو المحيطات.ويستخدم هذا الأسلوب في حالة انسكاب النفط بكميات كبيرة بالقرب من الشواطئ ويخشى من خطر الحريق.
5- بالنسبة لمياه المجاري الصحية فإن الأمر يقتضي عدم إلقاء هذه المياه في المسطحات البحرية قبل معالجتها .
ج-الضوضاء :
1- وضع قيود بالنسبة للحد الأقصى للضوضاء الناجمة عن السيارات بأنواعها والمسموح بها في شوارع المدن كما هو متبع في بعض الدول المتقدمة.
2- تطبيق نظام منح شهادة ضوضاء للطائرات الجديدة.
3- مراعاة إنشاء المطارات الجديدة وخاصة للطائرات الأسرع من الصوت بعيداً عن المدن بمسافة كافية.
4- عدم منح رخص للمصانع التي تصدر ضوضاء لتقام داخل المناطق السكنية ،ويكون هناك مناطق صناعية خارج المدن.
5- الاعتناء بالتشجير وخاصة في الشوارع المزدحمة بوسائل المواصلات ،وكذلك العمل على زيادة مساحة الحدائق والمتنزهات العامة داخل المدن.
د- تلوث التربة :
1- التوسع في زراعة الأشجار حول الحقول وعلى ضفاف البحيرات والقنوات والمصارف وعلى الطرق الزراعية .
2- يجب التريث في استخدام المبيدات الزراعية تريثاً كبيراً.
3- يجب عمل الدراسة الوافية قبل التوسع باستخدام الأسمدة الكيماوية بأنواعها.
4- يجب العناية بدراسة مشاكل الري والصرف ،والتي لها آثار كبيرة في حالة التربة الزراعية .
المصادر والمراجع
1- التلوث : إبراهيم أحمد مسلم .الطبعة الأولى.مطابع الجمعية العلمية الملكية …
2- التلوث مشكلة العصر : د.أحمد مدحت إسلام .عالم المعرفة يصدر من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب (الكويت).
3- التلوث البيئي أضراره وطرق معالجته دراسة علمية وتطبيقية : أحمد بن إبراهيم المحيميد.من إصدارات نادي أبها الأدبي.
4- التلوث البيئي : د.عبد الوهاب رجب هاشم بن صادق .النشر العلمي والمطابع .جامعة الملك سعود .الرياض .

محب بلاده
2010-12-09, 20:01
او هذا بحث آخر




http://www.ouarsenis.com/vb/mwa2009/mwa17/misc/download.gif
تحميل الملف (http://www.ouarsenis.com/vb/attachment.php?attachmentid=504&d=1229642239) إسم الملف : التلوث.doc‏ (http://www.ouarsenis.com/vb/attachment.php?attachmentid=504&d=1229642239)
نوع الملف: doc http://www.ouarsenis.com/vb/images/attach/doc.gif
حجم الملف : 36.5 كيلوبايت

kadaoui
2010-12-10, 10:47
اريد بحث حول السجلات والوثائق لدى المقتصد
الإسم : قداوي
الوظيفة : مسير جديد
المدة: قبل14/12/2008 ب05أيام

محب بلاده
2010-12-10, 13:03
اريد بحث حول السجلات والوثائق لدى المقتصد
الإسم : قداوي
الوظيفة : مسير جديد
المدة: قبل14/12/2008 ب05أيام


مواضيع حول المقتصد مهام المدير والمقتصد في مؤسسات التربية والتكوين

مهام المدير والمقتصد في مؤسسات التربية والتكوين
________________________________________
كيفيات إحداث و تنظيم و تسيير مؤسسات التربية والتكوين محددة بموجب عدة نصوص تشريعية
تتمتع هذه المؤسسات ( باستثناء مؤسسات التعليم التحضيري ) بالشخصية المعنوية و الاستقلال المالي
( المادة 77 من الأمر رقم 76/35 مؤرخ في 16/4/76 المتعلق بتنظيم التربية و التكوين ).

وعلى ضوء ذلك تصبح هذه المؤسسات خاضعة لأحكام القانون 90/21 المؤرخ في 15/8/90 الخاص بالمحاسبة العمومية كونها تنفذ ميزانية عمومية.

يحضر مدير المؤسسة بصفته الآمر بالصرف ميزانية و يعرضها للمناقشة على:

• مجلس التوجيه و التسيير للمؤسسات التعليم الثانوي.
• مجلس التربيـــــــــــــــة و التسيير للإكماليات.
• مجلس الإدارة للمعاهــــــــــــــد التكنولوجية للتربية .

و تعرض الميزانية اثر ذلك على سلطة الوصاية للمصادقة عليها.
تشتمل هذه الميزانية على باب للموارد و باب للنفقات.

يكون مدير المؤسسة التعليمية الآمر بالصرف للميزانية وهو الذي يلتزم بالنفقات و يأذن بصرفها كما يقرر أنواع الدخل في حدود التقديرات المقررة لكل سنة مالية.

يقوم مقتصد المؤسسة بصفته محاسبا بتنفيذ العمليات الحسابية و يثبت بشهادته بأن حوالات الصادرة و سندات التحصيل مطابقة لمحرراته و يضع حساب التسيير. و يعرض المدير هذا الحساب على مجلس المؤسسة ، مرفقا بتقرير يتضمن كل توضيح لازم عن التسيير المالي للمؤسسة و بأموالها المنقولة و العقارية و يعرض اثر ذلك على السلطة الوصية للمصادقة عليه مشفوعا بملاحظات مجلس المؤسسة .
من جهة و من جهة أخرى يتولى أيضا صلاحيات إدارية و تربوية و تسيير أموال المؤسسة المنقولة و العقارية تحت إشراف و مسؤولية المدير

إن صلاحيات مدير و مقتصد المؤسسة التربوية محددة في النصوص التالية :

- المرسوم رقم 90/49 المتضمن القانون الأساسي الخاص بعمال التربية .
- القرار رقم 825 مؤرخ في 13/11/1991 يحدد مهام مدير المعهد التكنولوجي للتربية
- القرار رقم 176 المؤرخ في 02/03/1991 يحدد مهام مدير مؤسسة التعليم الثانوي
- القرار رقم 175 المؤرخ في 02/03/1991 يحدد مهام مدير المدرسة الأساسية
- القرار رقم 829 المؤرخ في 13/11/1991 يحدد مهام المقتصدين ومن يقوم بوظيفتهم في مؤسسات التعليم والتكوين.

رئيس المؤسســة :

للمدير أربعة صلاحيات :
بيداغوجية
تربويــــــــة
إداريـــــــــة
ماليـــــــــــة
يكلف مدير المؤسسة بتأطير و التنسيق البيداغوجي ، التربوي والإداري للمؤسسة و يكون آمر بالصرف لميزانيتها و يشارك في تكوين الموظفين المبتدئين و تحسين مستواهم .ويمارس سلطته على مجموع الموظفين الذين يقومون بالخدمة داخل المؤسسة و يسهر على حسن السير المؤسسة

النشاطات المالـــــــية :

يكون مدير مؤسسة التعليمية الآمر الوحيد بالصرف في المؤسسة و بهذه الصفة يتولى عمليات الالتزام بالنفقات وتصفيتها و دفعها في حدود الاعتمادات المخصصة في ميزانية المؤسسة .
و يقوم المدير بمعاينة حقوق المؤسسة في ميدان الإيرادات و تصفيتها واسترجاعها ويكون مسؤولا عن قانونية العمليات الخاصة بمعاينة الإيرادات والالتزام بالنفقات و العمليات الحسابية أمام السلطة السلمية .

يساعد مدير المؤسسة في هذه المرحلة عون محاسب وهو المقتصد يكلف بالتسيير المالي و المادي للمؤسسة و فق لأحكام المرسوم رقم 90-49 تحت إشرافه ومسؤوليته

- يجب على مدير المؤسسة بصفته الآمر بالصرف آن يتابع بانتظام وضعية الالتزامات و يراقب التواريخ المحددة للالتزامات وخصوصية الاعتمادات و محدوديتها .
- يراقب المدير مسك المدونات الحسابية و تداول الأموال و المواد التابعة للمؤسسة و يقوم دوريا بمراقبة صندوق المال و العتاد.
- لا يتداول المدير الأموال التابعة للمؤسسة و لا يحتفظ بمفاتيح صندوق المال و المخزن إلا في حالات خاصة و استثنائية وحسب الشروط المحددة في التعليمات الوزارية .
- يقوم المدير بالتعاون مع الموظف المكلف بالتسيير المالي و المادي و هو مقتصد المؤسسة بأعداد مشاريع الميزانية و طلبات المقررات المعدلة و يقدم بالاشتراك معه الحساب المالي آلي مجلس التربية و التسيير آو مجلس التسيير و التوجيه آو المجلس الإداري إلي السلطة السلمــــــــية و مجلس المحاسبة .

هو مسؤول :

- على الإثباتات الكتابية التي يسلمها.
- على الأفعال اللاشرعية و الأخطاء التي يرتكبها والتي لا يمكن آن تكشفها المراقبة الحسابية للوثائق.
- مدنيا و جزائيا على صيانة واستعمال الممتلكات المكتسبة من الأموال العمومية.
- شخصيا على مسك جرد الممتلكات المنقولة و العقارية المكتسبة آو المخصصة له.
- و يجب عليه مسك محاسبة حددت إجراءاتها و كيفياتها و محتواها عن طريق مناشير مختلفة.

ج- صلاحيـــــــــــاتـــــه :

- هو آمر بالصرف ابتدائي( آو أساسي )
- يقوم بتنفيذ الميزانية وهي الوثيقة التي تقدر للسنة المدنية مجموع الإيرادات و النفقات الخاصة بالتسيير و الاستثمار ومنها نفقات التجهيز بالرأسمال و ترخص بها.

و يقوم بالإجراءات الماليــــــــــــــة التالية :

الإيرادات تشمل :

- الإثبات : وهو الإجراء الذي يتم بموجبه تكريس حق الدائن العمومي
- التصفية : وهو تحديد المبلغ الصحيح للديون الواقعة على المدين
و تدون في السجلات المحاسبية التالية :
- سجل الحساب المفتوح لدى الخزينة ولدى الغير في الجانب إثبات الإيرادات
- سجل الحقوق المثبتة على العائلات
- سجل الحقوق المثبتة على المستفيدين من المائدة المشتركة
- سجل الخدمات الممنوحة في المؤسسة ( الكهرباء- الغاز- الماء ، كراء .... )
- كل سجل يثبت حقوق لفائدة المؤسسة

النفقــــــات تشمل :

- الالتزام : وهو الإجراء الذي يتم بموجبه إثبات نشوء الدين
- التصفية : وتسمح بالتحقيق على أساس الوثائق الحسابية وتحديد المبلغ الصحيح للنفقات العمومية .
- الأمر بالصرف : وهو تحرير الحوالة الإجراء الذي يأمر بموجبه دفع النفقات العمومية.

و تدون في السجلات و الوثائق المحاسبية التالية :

- طلبات الشــراء
- بطاقات الالتزام
- بطاقة الممونين
- سجل الجــــــرد
- آما الوثائق المحاسبية الموجودة بالمؤسسة فأنها تبقى تحت مسؤولية المقتصد

- يفتح المدير السجلات الإدارية والحسابية المتداولة في مختلف المصالح بالمؤسسة و يؤشر عليها قبل البدء في استعمالها.
يخلف مدير المؤسسة في حالة مانع أو انشغال بنائب المدير للدراسات بالثانويات و مستشار
التربية بالاكماليات ويتولى مسؤولياته الإدارية والتربوية غير انه لا يمكن للمكلف بالإدارة
مؤقتا ممارسة المسؤوليات المالية آلا بمقرر التكليف بالمهام .
يتوجب على مدير المؤسسة في حالة النقل آو الانتداب وانتهاء علا قه العمل آن يقوم بنقل المهام إلي المدير الذي يخلفه وفقا لشروط المحددة في التعليمات الوزارية .

- المقتـــــــــصــــــــــــد :
له ثلاث صلاحيات :
تربوية
إدارية
مالية
يمارس المقتصد نشاطات إدارية و تربوية ومالية و محاسبية.
- يكلف المقتصد و من يقوم بوظيفته بالتسيير المالي و المادي للمؤسسة و يكون بهذه الصفة عونا محاسبا و يشارك في تربية التلاميذ و تكوينهم و يكون في وضعية القيام بالخدمة في المؤسسة
- ويشارك بالتعاون مع السيد مفتش التربية والتكوين للتسيير المالي في تكوين الموظفين المبتدئين و في لجان تقويم المدونات الحسابية للمؤسسات التعليم و ضبطها ويقوم بالنشاطات التالية :
- يكلف المقتصد تحت سلطة مدير المؤسسة بتسيير الوسائل المالية و تسخيرها لتحقيق الأهداف المرسومة للمؤسسة.
- يتولى مدير المؤسسة مسؤولية الآمر بالصرف و يقوم المقتصد بوظيفة العون المحاسب فيه طبقا للأحكام القانونية والتنظيمية السارية المفعول.
- يعتبر المقتصد من المساعدين المباشرين لمدير المؤسسة في كل ما يتعلق بتوفير الشروط الضرورية لتنظيم حياة الجماعة التربوية في المؤسسة.
- يتلقى المقتصد التعليمات و التوجيهات من مدير المؤسسة و يقدم أليه يوميا تقريرا عن الوضعية في المؤسسة.
- يلزم المقتصد بالحضور الدائم في المؤسسة و يمكن في إطار تأدية مهماته آن يسخر في أي وقت من الليل أو النهار .
- يكون المقتصد عضوا شرعيا في جميع المجالس القائمة في المؤسسة باستثناء مجالس الأقسام حيث يمكن استدعاؤه للمشاركة في اجتماعاتها بصفة استشارية عند الضرورة .
- يشارك المقتصد في عمليات التكوين وتحسين المستوى وتجديد المعارف وفــــــــــي المسابقــات و الامتحانات التي تنظمها السلطة السلمية .

النشاطــــــات الإدارية :
يتولى المقتصد تحت إشراف و مسؤولية المدير بالعمليات المالية الخاصة بالآمر بالصرف في جانب إثبات و تصفية الايرادات و الأمر بالصرف و تصفيته في جانب النفقات .
تشتمل هذه المهام الإدارية التي يمارسها المقتصد في :
- إعداد مشروع ميزانية المؤسسة
- تحضير القرارات المعدلة للميزانية
- القيام بعمليات التحقيق و التصفية في مجال الإيرادات
- القيام بعمليات الالتزام و التصفية في مجال الصرف
- إعداد الصفقات و العقود
- ضمان التموين ومتابعة الاستهلاك
- إجراء الجرد العام و الجرد الدائم
- إمساك الملفات المالية لموظفين

النشاطــــــات التربوية:

تتعلق النشاطات التربوية التي يمارسها المقتصد بالمشاركة في الآتي :
- تدعيم العلاقات المنسجمة ضمن الجماعة التربوية
- تحسين الشروط التي يجرى فيها تمدرس التلاميذ
- تطوير النشاطات التربوية و الاجتماعية
- تفقد الوسط المدرسي و حمايته
- العناية بالحياة في النظام الداخلي
- تطوير العلاقات مع أولياء التلاميذ
- توفير الوسائل التعليمية المطلوبة للأداء الأنشطة التربوية و يسهر على صيانتها

النشاطات المــــالية والمحاسبـــــــة :
يصبح المقتصد و من يقوم بمهامه في هذه المرحلة محاسبا عموميا خاضع لأحكام القاوانين السارية المفعول و خاصة القانون 90 – 21 المؤرخ في 15/08/1990 المتعلق بالمحاسبة العمومية .
– صلا حياته :
- مكلف بعملية الدفع و التحصيل
- يعد الدفع الأجراء الذي يتم بموجبه إبراء الدين العمومي
- يعد التحصيل الأجراء لقبض الديون العمومية
- ضمان حراسة الأموال آو السندات آو القيم آو الأشياء آو المواد المكلف بها وحفظها
- تداول الأموال و المستندات و القيم و الممتلكات و العتاد والمواد .
- حركة الحسابات المتعلقة بالأرصدة و الموجودات .
- هو مسؤول شخصيا وماليا على العمليات الموكلة إليه


- يتولى المقتصدون الرئيسيون مهام التسيير المالي و المادي في مؤسسة و عند الحاجة في مؤسستين وفقا للأحكام المذكورة أعلاه و يشاركون علاوة على ذلك بالتعاون مع مفتشي التربية و التكوين للتسيير في تكوين الموظفين المبتدئين وفي مجال تقويم الخدمات الحسابية للمؤسسات .

- يتوجب على المقتصد في حالة النقل آو الانتداب وانتهاء علاقة العمل آن يقوم بنقل المهام إلي المقتصد الذي يخلفه رفق شروط المذكورة أسفله.

V - الخاتمـــــــــــــــة :

وفي الأخير يمكن القول آن ما جاء بهذا العرض لا يمثل آلا بعض الجوانب التي تلقى الضوء على مهام المدير و المقتصدوتبقى جوانب أخرى تحتاج منا آلي وقفات و توضيحات خاصة وان الميدان التربوي يزخر بقضايا عديدة و متشعبة تتطلب منا المزيد من الجهد والعمل ضمن فريق منسجم يشعر فيه كل طرف بالمسؤولية الملقاة على عاتقه ومن الضروري التأكيد على آن المهام الإدارية والمالية ما هي آلا وسيلة للارتقاء بالعمل التربوي والبيداغوجي لكي يحقق أهدافه و يصل آلي غاياته منعكسا على التلاميذ بالدرجة الأولى .
و من هنا على كل متعامل آن يسعى آلي التطوير خبرته لاكتساب الآليات التي تساعده على تحقيق الأهداف المنشودة ويبقى هذا كله مرهونا بروح التعاون.

محب بلاده
2010-12-10, 13:07
مهام المقتصد

المادة 77 من الأمر رقم 76/35 مؤرخ في 16/4/76 المتعلق بتنظيم التربية و التكوين
- المقتـــــــــصــــــــــــد :
له ثلاث صلاحيات :
تربوية
إدارية
مالية
يمارس المقتصد نشاطات إدارية و تربوية ومالية و محاسبية.
- يكلف المقتصد و من يقوم بوظيفته بالتسيير المالي و المادي للمؤسسة و يكون بهذه الصفة عونا محاسبا و يشارك في تربية التلاميذ و تكوينهم و يكون في وضعية القيام بالخدمة في المؤسسة
- ويشارك بالتعاون مع السيد مفتش التربية والتكوين للتسيير المالي في تكوين الموظفين المبتدئين و في لجان تقويم المدونات الحسابية للمؤسسات التعليم و ضبطها ويقوم بالنشاطات التالية :
- يكلف المقتصد تحت سلطة مدير المؤسسة بتسيير الوسائل المالية و تسخيرها لتحقيق الأهداف المرسومة للمؤسسة.
- يتولى مدير المؤسسة مسؤولية الآمر بالصرف و يقوم المقتصد بوظيفة العون المحاسب فيه طبقا للأحكام القانونية والتنظيمية السارية المفعول.
- يعتبر المقتصد من المساعدين المباشرين لمدير المؤسسة في كل ما يتعلق بتوفير الشروط الضرورية لتنظيم حياة الجماعة التربوية في المؤسسة.
- يتلقى المقتصد التعليمات و التوجيهات من مدير المؤسسة و يقدم أليه يوميا تقريرا عن الوضعية في المؤسسة.
- يلزم المقتصد بالحضور الدائم في المؤسسة و يمكن في إطار تأدية مهماته آن يسخر في أي وقت من الليل أو النهار .
- يكون المقتصد عضوا شرعيا في جميع المجالس القائمة في المؤسسة باستثناء مجالس الأقسام حيث يمكن استدعاؤه للمشاركة في اجتماعاتها بصفة استشارية عند الضرورة .
- يشارك المقتصد في عمليات التكوين وتحسين المستوى وتجديد المعارف وفــــــــــي المسابقــات و الامتحانات التي تنظمها السلطة السلمية .

النشاطــــــات الإدارية :
يتولى المقتصد تحت إشراف و مسؤولية المدير بالعمليات المالية الخاصة بالآمر بالصرف في جانب إثبات و تصفية الايرادات و الأمر بالصرف و تصفيته في جانب النفقات .
تشتمل هذه المهام الإدارية التي يمارسها المقتصد في :
- إعداد مشروع ميزانية المؤسسة
- تحضير القرارات المعدلة للميزانية
- القيام بعمليات التحقيق و التصفية في مجال الإيرادات
- القيام بعمليات الالتزام و التصفية في مجال الصرف
- إعداد الصفقات و العقود
- ضمان التموين ومتابعة الاستهلاك
- إجراء الجرد العام و الجرد الدائم
- إمساك الملفات المالية لموظفين

النشاطــــــات التربوية:

تتعلق النشاطات التربوية التي يمارسها المقتصد بالمشاركة في الآتي :
- تدعيم العلاقات المنسجمة ضمن الجماعة التربوية
- تحسين الشروط التي يجرى فيها تمدرس التلاميذ
- تطوير النشاطات التربوية و الاجتماعية
- تفقد الوسط المدرسي و حمايته
- العناية بالحياة في النظام الداخلي
- تطوير العلاقات مع أولياء التلاميذ
- توفير الوسائل التعليمية المطلوبة للأداء الأنشطة التربوية و يسهر على صيانتها

النشاطات المــــالية والمحاسبـــــــة :
يصبح المقتصد و من يقوم بمهامه في هذه المرحلة محاسبا عموميا خاضع لأحكام القاوانين السارية المفعول و خاصة القانون 90 – 21 المؤرخ في 15/08/1990 المتعلق بالمحاسبة العمومية .
– صلا حياته :
- مكلف بعملية الدفع و التحصيل
- يعد الدفع الأجراء الذي يتم بموجبه إبراء الدين العمومي
- يعد التحصيل الأجراء لقبض الديون العمومية
- ضمان حراسة الأموال آو السندات آو القيم آو الأشياء آو المواد المكلف بها وحفظها
- تداول الأموال و المستندات و القيم و الممتلكات و العتاد والمواد .
- حركة الحسابات المتعلقة بالأرصدة و الموجودات .
- هو مسؤول شخصيا وماليا على العمليات الموكلة إليه


- يتولى المقتصدون الرئيسيون مهام التسيير المالي و المادي في مؤسسة و عند الحاجة في مؤسستين وفقا للأحكام المذكورة أعلاه و يشاركون علاوة على ذلك بالتعاون مع مفتشي التربية و التكوين للتسيير في تكوين الموظفين المبتدئين وفي مجال تقويم الخدمات الحسابية للمؤسسات .

- يتوجب على المقتصد في حالة النقل آو الانتداب وانتهاء علاقة العمل آن يقوم بنقل المهام إلي المقتصد الذي يخلفه رفق شروط المذكورة أسفله

محب بلاده
2010-12-10, 13:09
المحاسبة العمومية


مسؤولية المحاسب العمومي
المحاسب العمومي مسؤول شخصيا وماليا على العمليات الموكلة إليه، وعلى
جميع عمليات القسم الذي يديره منذ تاريخ تنصيبه فيه إلى تاريخ انتهاء مهامه.
يكون كذلك المحاسب العمومي مسؤولا شخصيا على كل مخالفة التي يرتكبها في
تنفيذ العمليات فإذا:
• يتعين عليه قبل التكفل بسندات الإيرادات التي يصدرها الآمر بالصرف أن يتحقق
من أن هذا الأخير مرخص له بموجب القوانين والأنظمة بتحصيل الإيرادات.
• يجب عليه على الصعيد المادي مراقبة صحة إلغاءات سندات الإيرادات والتسويات.
• يجب عليه قبل قبوله لأية نفقة أن يتحقق من:
- مطابقة العملية مع القوانين والأنظمة المعمول بها.
- صفة الآمر بالصرف أو المفوض له.
- شرعية عملية تصفية النفقات.
- توفر الاعتمادات.
- أن الديون لو تسقط آجالها أو أنها محل معارضة.
- الطابع الإبرائي للدفع .
- تأشيرات عمليات المراقبة التي نصت عليها القوانين والأنظمة المعمول بها.
- الصحة القانونية للمكسب الإبرائي.
إذا استلزم الأمر ورفض المحاسب العمومي القيام بالدفع، يمكن للآمر بالصرف أن
يستعمل سلطة التسخير التي يتمتع بها ويطلب من المحاسب العمومي كتابيا وتحت
مسؤوليته دفعها.
وفي هذه الحالة امتثال المحاسب العمومي للتسخير يبرر ذمته من المسؤولية
الشخصية والمالية ويتحملها الآمر بالصرف ويجب على المحاسب العمومي أن يقدم
تقريرا مفصلا بذلك مصحوبا بنسخة من وثائق المحاسبة إلى الوزير المكلف بالمالية خلال
خمسة عشر يوما ( 15 يوما ).
وعندما يتعلق الأمر بالحالات الخمسة التالية:
- عدم توفر الإعتمادات المالية ماعدا بالنسبة للدولة.
- عدم توفر أموال الخزينة.
- انعدام إثبات أداء الخدمة.
- طابع النفقة غير الإبرائي.
- انعدام تأشيرة مراقبة النفقات الموظفة أو تأشيرة لجنة الصفقات المؤهلة إذا كان
ذلك منصوصا عليه في التنظيم المعمول به.
يجب على المحاسب العمومي أن يتمسك برفضه وأن لا يمتثل للتسخير وكل عقوبة
تسلط على المحاسب العمومي الذي يرفض القيام بالدفع تعد باطلة إذا ثبت أن الأوامر التي
رفض تنفيذها كان من شأنها أن تحمله المسؤولية الشخصية والمالية.
إن المحاسب العمومي مسؤولا ماليا عن كل نقص في الأموال والقيم وعليه أن
يغطي بأمواله الخاصة أي عجز مالي في الصندوق وكل نقص حسابي مستحق يتحمله.
يعد المحاسب العمومي غير مسؤول بسبب تسيير لأسلافه إلا في العمليات التي
يتكفل بها دون تقديم تحفظات أو اعتراض عند تسليم المهام
3.4 الأخذ بمسؤولية المحاسبين العموميين
المحاسب العمومي المأخوذ بمسؤوليته المالية يسدد وجوبا من أمواله الخاصة
الذي تسبب فيه والذي يمكن أن ينتج إما عن عجز في (debet) مبلغا يساوي مبلغ الباقي
حسابات الصندوق أو إيراد غير محصل، أو عن نفقة مدفوعة خطأ أو عن ضياع ملك من
أملاك، في حالة ما إذا كان المحاسب يمسك محاسبة عينية ولا يأخذ بمسؤولية المالية
للمحاسب العمومي إلا الوزير المكلف بالمالية أو مجلس المحاسبة وفقا للشروط التي
1991 بإمكان المحاسب /09/ 312 المؤرخ في 07 – حددها المرسوم التنفيذي 91
العمومي المؤخذ بمسؤوليته المالية حسب هذا المرسوم أن يحصل على إعفاء جزئي من
مسؤوليته بتقديم طلب إلى مجلس المحاسبة كما بإمكانه أن يطلب من الوزير المكلف
بالمالية إبراء رجائيا من المبالغ المتروكة على عاتقه.
إن المحاسب العمومي هو كل شخص يتم تعينه بموجب القانون للقيام بالعمليات التالية :
- تحصيل الإيرادات و دفع النفقات .
- ضمان حراسة الأموال أو السندات أو القيم أو الأشياء أو المواد المكلف بها و حفظها .
- تداول الأموال و السندات و القيم و الممتلكات و العائدات و الموارد .
- حركة حسابات الموجودات .
إضافة إلى هذه الوظائف أسندت إليه مهمة ثانية تتمثل في إعداد تحصيل الإجراء الذي يتم بموجبه إيراد الدين العمومي . ويتم تعينه من طرف الوزير المكلف بالمالية ، ويخضع أساسا لسلطته .
و تكمل صلاحيات المحاسب العمومي و مدى مسؤوليته فإنه يمسك في مجال عمليات الخزينة حسابات حركات الأموال نقدا كانت أم قيما في حسابات ودائع أو في حسابات جارية أو في حسابات دائنة أو مدينة ،كما تبين عمليات الخزينة الأموال المودعة لفائدة الخواص و الأموال الداخلة إلى الصندوق و الخارجة منه مؤقتا و عمليات التحويل .و تعرض الحسابات الخاصة الجرد العيني و المالي للمواد و القيم و السندات التي تطبق عليها .كما يتولى المحاسب العمومي المعين بأعمال المطالبة بباقي الحساب الذي يمكنه أن يقوم شخصيا بتحصيل أو يسند ذلك إلى قابض الضرائب المختلفة للقيام بالمتابعة المعتادة في مجال الضرائب المباشرة .
و المحاسب العمومي يتمتع بالمسؤولية الشخصية و المالية على العماليات الموكلة له ، كما يمكن له أن يتمتع بالمسؤولية التضامنية بينه وبين الأشخاص الموضوعين تحت أوامره . ونستنتج من هذا أن مسؤولية المحاسب العمومي تتقرر عندما يحدث عجز في الأموال العمومية سواء تعلق الأمر بتحصيل الإيرادات أو تسديد النفقات .
وتكمن المسؤولية الشخصية و المالية للمحاسب العمومي عن كل تصرفاته خاصة إذا تعلق الأمر ب:
- تسديده للنفقات العمومية في ظروف غير شرعية .
- حراسة وحفظه لأرصدة و قيم الهيئات العمومية .
- تحريكه للأرصدة و القيم و الحركات الحسابية .
- محافظته على الوثائق و المستندات المثبتة للعمليات المحاسبية .
- قيامه بمهمة المحاسب للمنصب الذي يشغله .
كما يعتبر المحاسب العمومي مسؤولا عن تصرفات غيره التي تصدر من مساعديه في تسيير مصلحة المحاسبة و الخاضعين لسلطته و مراقبته ، تكون هذه الأخيرة تبعا لصفة الموظفين الذين هم تحت إشرافه و المتمثلة في أعوان المصلحة ن المحاسبون السابقون ن المحاسب المفوض ، المحاسب الفعلي الملحقون الوكلاء المكلفون بإجراء عمليات قبض الأموال و دفعها للمحاسب العمومي المسؤول شخصيا و ماليا عن هذه العمليات .
و يمكن حصر الهدف من ممارسة وظيفة رقابة النفقات المستعملة يتمثل فيما يلي :
- السهر على صحة توظيف النفقات بالنظر إلى التشريع المعمول به .
- التحقق مسبقا من توفر الإعتمادات .
- إثبات صحة النفقات بوضع تأشيرة على الوثائق الخاصة بالنفقات أو تعليل رفض التأشيرة عند الاقتضاء و ضمن الآجال المحددة عن طريق التنظيم و التي تراعي فيها طبيعة الوثيقة .
- تقد يم نصائح للأمر بالصرف في المجال المالي .
- إعلام الوزير المكلف بالمالية شهريا بصحة توظيف النفقات و الوضعية العامة للاعتمادات المفتوحة و النفقات الموظفة .
المحاسبة الخاصة بالآمرين بالصرف :الآمر بالصرف الرئيسي بالنسبة لميزانية الولاية يتمثل في الوالي ، أما على مستوى البلدية فيتمثل في رئيس المجلس الشعبي البلدي . و يمسك الآمرون الرئيسيين في الولاية و البلدية محاسبة إدارية للإيرادات و النفقات العمومية في مجال الالتزام ، التصفية و الإذن بالدفع .

نتائج الرقابة الممارسة على ميزانية الجماعات المحلية من طرف المحاسب العمومي :

إن للمحاسب العمومي صلاحية الرقابة من الناحية الخارجية إذ يطلب ملف النفقة المقدمة غليه ن وليس له الحق في التحقق من مدى شرعيتها ، وبالتالي فإذا تأكد من شرعية النفقة العمومية بعد قيامه بالتحقيقات يقوم بوضع التأشيرة القابلة للدفع ، مما يسمح بتسليم مبلغ النفقة إلى الدائن المعني ، إضافة إلى إمكانية رفض القيام بالتسديد أو الدفع و يقوم بإعلام الآمر بالصرف عن طريق مذكرة خطية يحدد فيها أسباب الرفض لكي يجري عليها التسويات اللازمة . ففي حالة رفض الآمر بالصرف تسوية الملاحظات المشار إليها في المذكرة يرفض المحاسب العمومي بوضع التأشيرة بصفة نهائية إلا أن سلطة المحاسب العمومي ليست مطلقة .

محب بلاده
2010-12-10, 13:12
تابع للمحاسبة العمومية


الفصل التمهيدي : فكرة المحاسبة العمومية

مكانة المحاسبة العمومية في التسيير الاقتصادي والمالي للأملاك العمومية :
لا يمكن التطرق إلى الأملاك العمومية دون التطرق إلى كيفية تسيير ميزانيات الإدارات العمومية فدراسة المالية العمومية لا تكفي للإطلاع على جميع الأموال العمومية وتوزيعها ( إيرادات، نفقات )لذا يتم اللجوء إلى المحاسبة العمومية.
تعريف المحاسبة العمومية:
تتطرق لمجموع المعاملات التي يكون فيها طرف على الأقل ذو طابع إداري ، بالمقابل هناك بعض العمليات ذات الطابع الإداري لا تخضع للنظام المحاسبي العمومي مثل الحسابات الخاصة بالخزينة
Les comptes d’affectation spéciale
علاقة المحاسبة العمومية بالمحاسبة الخاصة: هناك اتجاه يرمي إلى توحيد المحاسبة العامة وإخضاع الإدارة للنظام المحاسبي الخاص .
والقانون يجبر المحاسبة العمومية مثلها مثل المحاسبة الخاصة على ضبط العمليات تحت النظام المحاسبي المزدوج
).la partie double(
وستجبر الإدارة مستقبلا على تطبيق نظام المحاسبة التحليلية . الإدارة المسؤولة على الإيرادات عليها معرفة النظام المحاسبي الخاص لتسهيل رقابتها وتعاملها لتحديد قيمة الضرائب ، لكن العكس غير صحيح لأن الخواص غير ملزمين بالإحاطة بالمحاسبة العمومية ومعرفتها .
علاقة المحاسبة العمومية بالمحاسبة الوطنية :
علاقة المحاسبة العمومية بالمحاسبة الوطنية:المحاسبة الوطنية نظام محاسبي دولي تهدف إلى تقييم النشاط الاقتصادي القومي لكل بلد فهدفها تحديد لضبط العلاقة بين كل بلد الهيئة الأممية لتحديد اشتراكاتها وإمكانية إقراضها. فالعلاقة بين المحاسبتين تهدف إلى تقدير العمليات الإدارية و إدخالها في تقييم القدرات الاقتصادية للبلاد.
التنظيم المحاسبي و حسابات الدولة:حسابات الدولة نظام تقني يهدف إلى تنظيم العمليات في إطار محاسبي معين لتسهيل الانتقال إلى المستوى المركزي لتركيز الإحصائيات المالية التي تساهم في تحضير قانون المالية ،فهناك تكامل بين نظام المحاسبة العمومية و حسابات الدولة مع العلم إن الأول (نظام المحاسبة العمومية )أوسع


دروس المحاسبة العمومية الفصل التمهيدي : فكرة المحاسبة العمومية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

من الثاني إلى جانب أن المحاسبة العمومية تأخذ بعين الاعتبار حسابات الخزينة لتحديد الناتج الداخلي الخام ولا يمكن تصور وجود إطار دون تنظيم حسابات الدولة لتحديد الناتج الداخلي الخام .
التنظيم المحاسبي : احد أهم أهداف المحاسبة العمومية تحديد العلاقة بين كل أعوانها خاصة الأمرين بالصرف و المحاسبين العموميين وهذه العلاقات نوعان :
أفقيا: تحدد علاقة الأمر بالصرف و المحاسب العمومي مع المراقب المالي وكذلك بين أعوان المحاسبة العمومية و هيئات المراقبة .
عموديا :إلى جانب الوصاية الادارية هناك وصاية محاسبية وتهدف إلى تركيز جميع الحسابات على مستوى مصالح الدولة خاصة الأمرين بالصرف فيما يخص الوزارات التي ينتمون إليها وكذا المحاسبين العموميين على مستوى وزارة المالية خاصة المديريات المالية وكذا العون المحاسبي المركزي للخزينة .
خلاصة :تعريف المحاسبة العمومية ورد في المادة 01من القانون 90/21،كما يحدد التزامات الأمرين بالصرف و المحاسبين العموميين وكذا مسؤولياتهم و تطبق هذه الأحكام على تنفيذ النفقات العمومية وتحصيل الإيرادات ،وعلى عمليات الخزينة وكذا نظام محاسبتها ، هذا ما جاء في المادة 02.














دروس المحاسبة العمومية الفصل الأول : أعوان المحاسبة العمومية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ


الفصل الأول : أعوان المحاسبة العمومية

01) الأمرين بالصرفLes ordonnateurs :
الأمر بالصرف هو كل مسؤول إداري مخول له من طرف القانون إمكانية تنفيذ عمليات مالية مشار إليها في ميزانية عمومية ،ولكن فيما يتعلق بالشطر الإداري فقط .
بحكم المادة 23من قانون 90/21يعد أمرا بالصرف كل شخص (طبيعي )يؤهل لتنفيذ عمليات مالية مشارا ليها في المواد16،17،21.
المادة 16خاصة بإثبات عمليات الإنفاق Constatation des dépenses

لان له إمكانية معرفة ما إذا كانت النفقة مستحقة أو غير مستحقة ،أما المادة 17 تخص تصفية الإيرادات و هي تحديد المبلغ النهائي الذي يجب تقبله من طرف الخزينة .
و أيضا المادة 21تنص على تحرير وثيقة تمكن المحاسب العمومي من تنفيذ عمليات الإيرادات و النفقات ، وهذه الوثيقة تعرف بالحوالة Mandat ,Ordonnance في حالة النفقات أما في حالة الإيرادات فتعرف الوثيقة بالأمر بالدفع Titre de perception .

1.1 أنواع الأمرين بالصرف:
المادة 25 م القانون 90/21 ميزة بين نوعين من الأمرين بالصرف : الأمرين بالصرف الابتدائي أو الأمرين بالصرف الرئيسي .
- و الأمر بالصرف الثانوي .
لكن المادة السادسة من المرسوم التنفيذي 90/313 المؤرخ في 07/12/1991 والمتعلق بإجراءات المحاسبة التي يمسكها الآمرون بالصرف والمحاسبون العموميون ، نصت على ما يلي : " يكون الآمرون بالصرف إما ابتدائيين أو رئيسيين أو ثانويين " .
1- الأمر بالصرف الرئيسي أوالإبتدائي : ou primaire L’ ordonnateur principal : الآمرون بالصرف الرئسيون أو الإبتدائيون هم المذكورون في الجدول "ب"من قانون المالية أي الوزراء وهناك أيضا الوالي في حالة تنفيذه لميزانية الولاية ،و رئيس المجلس الشعبي البلدي في حال تنفيذ ميزانية البلدية .
دروس المحاسبة العمومية الفصل الأول : أعوان المحاسبة العمومية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

المادة 26 تأخذ بعين الاعتبار الأمر بالصرف الرئيسي وتتخلى عن الابتدائي ، وتعطي قائمة تضم :
+ أولا : مسؤولي التسيير بالنسبة للمجلس الدستوري ،لمجلس المحاسبة، ،لمجلس الشعبي الوطني ، وعلى اثر إحداث الغرفة الثانية للبرلمان تم إضافة مسؤولي التسيير بالنسبة لمجلس الأمة ، مجلس الدولة مع صدور دستور 1996.
+ ثانيا : الفئة الثانية متعلقة بالوزراء
+ ثالثا : الولاة بالنسبة لتدخلاتهم في تنفيذ ميزانية الولاية ، بالإضافة إلى رؤساء المجالس الشعبية البلدية عندما يتصرفون في تنفيذ ميزانية البلدية.
+ رابعا: كل مسؤولي مؤسسة عمومية ذات طابع إداري .
L’ordonnateur secondaire 2- الأمر بالصرف الثانوي :
وهم مشار إليهم في المادة 27 من القانون 90/21التي عدلت بموجب قانون المالية التكميلي لسنة 1992 في مادته 73 ،وهي تعرف الأمر بالصرف الثانوي حسب درجة المسؤولية ، ومفاد نصها أن الأمر بالصرف الثانوي هو الشخص المسئول على تنفيذ العمليات المالية بالنسبة لميزانية التسيير بصفته رئيس مصلحة إدارية غير وله صلاحيات بإمكانية déconcentrésممركزة
تنفيذ العمليات المنصوص عليها في المادة 23 من القانون 90/ 21 .
- المصالح المعنوية التي يشرف عليها الأمر بالصرف الثانوي ليس لها صفة الشخصية المعنوية ولا الاستقلال المالي L’ordonnateur unique 3-الأمر بالصرف الوحيد:
هناك عمليات ذات طابع وطني ولكن بحكم طابعها الجغرافي يستحسن تسجيلها باسم شخص محلي كفء لتسييرها ،وعادة ما يكون الوالي الذي يعتبر في هذه الحالة الأمر بالصرف الوحيد.
بالنسبة لعمليات التجهيز اللاممركزة و المسجلة باسم الوالي في نطاق عمليات تجهيز القطاعات اللاممركزة وهو الأمر بالصرف الوحيد لأنه يمثل جميع السلطات المركزية والقطاعات الوزارية .
الأمر بالصرف الوحيد صفة جديدة أنشئت بموجب قانون المالية التكميلي لسنة 1993( المادة 73 )
- بالنسبة للأمر بالصرف الثانوي و الابتدائي فان مسؤوليتهم تبقى ثابتة في إنجاز العمليات المالية ولكن يبقى مطالبا باحترام الأوامر التي تأتيه من طرف السلطة المركزية ، وفي حالة تناقض الأوامر الإدارية و الاعتمادات الموضوعة تحت تصرفه يجب عليه أن يمتنع عن تنفيذ العمليات التي قد لا تحترم قانون المحاسبة العمومية ، لان الأمر بالصرف الثانوي ( أو الابتدائي ) بنفس القواعد المعمول بها من طرف الأمر بالصرف الرئيسي سيكون مسؤولا شخصيا وماليا عن الأموال التي ينفقها.

دروس المحاسبة العمومية الفصل الأول : أعوان المحاسبة العمومية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

L’ordonnateur par délégation 4- الأمر بالصرف بالتفويض :
يعطي قانون 90/21لكل أمر بالصرف الحق أن يفوض صلاحياته المحاسبية في حدود اختصاصاته ، وتحت مسؤولياته في إعطاء تفويض بالإمضاء إلى موظفين دائمين ( مرسمين )يكونون تحت سلطته المباشرة (المادة 29) ومنه الشروط الخاصة بتفويض الصلاحيات :
*أن يكون أمرا بالصرف
* أن يكون التفويض في حدود اختصاص الأمر بالصرف .
* أن يكون تفويض الإمضاء لصالح موظف مرسم ،وهذا التفويض شخصي يزول بمجرد انتهاء مهام احد طرفيه .
* أن يكون الموظف موضوعا تحت السلطة الإدارية المباشرة للأمر بالصرف .
الأمر بالصرف المفوَض لصالحه ينفذ العمليات المالية ولكن تبقى المسؤولية تابعة للأمر بالصرف الأصلي .وتنتهي مهام الأمر بالصرف بالتفويض بنهاية وظيفة الأمر بالصرف الأصلي أو الموظف.
2.1 اعتماد الآمر بالصرف من طرف المحاسب ا لمختص:
فكرة الاعتماد في العادة تستعمل في المجال الدبلوماسي و مفهوم اعتماد الآمر بالصرف من طرف المحاسب العمومي أتى به القانون 90/21 في المادة 24 : " يجب اعتماد الآمرين بالصرف لدى المحاسبين العموميين المكلفين بالإيرادات و النفقات اللذين يأمرون بتنفيذها ، يحدد كيفيات الاعتماد عن طريق التنظيم " .
طريقة الاعتماد جاءت في المقرر الوزاري المؤرخ في 06/01/1991 بحيث تضم إجراءات اعتماد الآمر بالصرف ، و جاء بتحديد مفهوم الاعتماد الذي يعتبر بحكم هذا النص " إشعار المحاسب العمومي بوثيقة التعيين الإداري للآمر بالصرف أو محضر انتخاب الآمر بالصرف الجديد و بتسليم نموذج إلغاء الآمر بالصرف إلى المحاسب العمومي .
إذا كان هناك تفويض من الآمر بالصرف إلى موظف أو نائب مكلف بتنفيذ العمليات المالية يجب إحضار نموذج إمضاء خاص بالشخص المستفيد .
و طريقة تسليم هذه النماذج بالإمضاء تخضع لإجراءات معينة و هي أن ينتقل الآمر بالصرف إلى مكتب المحاسب العمومي ، و أن يوقع على سجل خاص بالاعتمادات ( يصادق المحاسب العمومي على هذه الإمضاءات ) ، أما الاعتماد يبدأ من تاريخ التوقيع على هذا السجل الخاص و ينتهي في ما يتعلق بالأشخاص الموظفين بانتقال الآمر بالصرف أو المستفيد من التفويض ( أو انتهاء مهامهم ) .


دروس المحاسبة العمومية الفصل الأول : أعوان المحاسبة العمومية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

ويصير الاعتماد غير لائق بعد خروج الآمر بالصرف من وظيفته على رأس المؤسسة .
لماذا لا يعتمد الآمر بالصرف من طرف المحاسب العمومي:
L’unité de trésor إن المصالح المالية للدولة تخضع لما يعرف ب وحدة الصندوق على المؤسسات المالية والخزينة ولا يطبق على الأشخاص ، وهذا فإن المحاسب العمومي غير معني بأي اعتماد من طرف الآمر بالصرف ، الذي يتوجه إلى مصلحة معينة تؤدي دور المحاسب العمومي بالنسبة إليه ، أما الشخص الطبيعي الذي له مهمة التنفيذ المالي للعمليات المالية للأمر بالصرف ، فتقتصر صلاحياته على تنفيذ مهام مؤقتة كلف بها من طرف وزارة المالية ، و بذلك فتغير المحاسب العمومي لن يكون له أي تأثير بالنسبة لسير عمليات الأمر بالصرف ،فإذا انتهت مهام المحاسب العمومي كشخص طبيعي سيفوض الأمر مباشرة إما لموظف داخل مصالح المحاسب العمومي و إما إلى محاسب عمومي جديد يستمر في تنفيذ عمليات الأمر بالصرف .
:Les comptables publiques2) المحاسبون العموميون
تعريف المحاسب العمومي : ورد ذلك في المادة 33 من قانون 90/21 حيث تنص على : " يعد محاسبا عموميا في مفهوم هذه الأحكام ، كل شخص يعين قانونا للقيام فضلا عن العمليات المشار إليها في المادتين 18 و 22 بالعمليات التالية :
- تحصيل الإيرادات و دفع النفقات .
- ضمان حراسة الأموال أو السندات أو القيم أو الأشياء أو المواد المكلف بها و حفظها .
- تداول الأموال و السندات و القيم و الممتلكات و العائدات و المواد .
- حركة الحسابات الموجودة ."
من خصائص المحاسب العمومي أن يكون موظفا منصبا و هذا التوظيف غالبا ما يصدر عن وزير المالية أي أن هناك تبعية المحاسب العمومي لوزير المالية من الناحية الوظيفية .
القانون يفسح المجال لتزكية بعض المحاسبين العموميين اللذين لا ينتمون إلى وزارة المالية .




دروس المحاسبة العمومية الفصل الأول : أعوان المحاسبة العمومية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

و ينقسم المحاسبون العموميون إلى عدة أنواع ورد ذكرها في المرسوم التنفيذي 91/311 الصادر في 07/09/1991 و المتعلق بتعيين المحاسبين العموميين و اعتمادهم :
1-2 المحاسبون العموميون الرئيسيون :Les comptables principaux
ورد ذكرهم في المادة 31 من المرسوم التنفيذي 91/313 المؤرخ في 07/09/1991 المتعلق بإجراءات المحاسبة ، وهو المحاسب الذي له مهمة تركيز الحسابات على مستوى التقسيم الإقليمي ، فمثلا أمين خزينة الولاية هو محاسب رئيسي لأنه يجمع و يركز حسابات المحاسبين الثانويين على مستوى ولايته .
1.1.2- العون المحاسبي المركزي للخزينة L’agent comptable central de trésor (ACCT): و يتولى مهمتين أساسيتين :
- تركيز كل الحسابات التي يتكفل بها المحاسبون الرئيسيون الآخرون Les comptables publiques) (
أي ال48 أمين خزينة ولائي (TW ) + أمين الخزينة المركزي (TC) + أمين الخزينة الرئيسي (TP ) .
- متابعة الحساب المفتوح باسم الخزينة العمومية على مستوى البنك المركزي Le compte courant de trésor .
إن القانون يمنع ACCT من التداول النقدي ، فهو لا يملك الصندوق La caisse .
2.1.2- أمين الخزينة المركزي (TC) Le trésorier central : هو المسؤول عن تنفيذ الميزانية على المستوى المركزي خاصة ميزانيات الوزارات ، فله مهمة انجاز عمليات الدفع الخاصة بميزانيات التسيير و كذا ميزانيات التجهيز .
يصعب في بعض الحالات على TC أن يتابع عمليات خاصة بمؤسسات وطنية بعيدة عن العاصمة و لهذا يمنح تفويضا لأمين الخزينة الولائي .
3.1.2- أمين الخزينة الرئيسي (TP) Le trésorier principal : يتكفل بعمليات الخزينة opérations du trésor Lesولايهتم بتنفيذ العمليات الميزانيةLes opération budgétaires و إن كان في الواقع يتكفل بها بصفة غير مباشرة عند تغطية المديونية .
- يتكفل بمعاشات المجاهدين Les pensions لأنها تعتبر شبه ديون على عاتق الدولة ، و جميع ما يتعلق بالمديونية يكون من اختصاص TP و ليس من اختصاص TC .
4.1.2 – أمين الخزينة الولائيLe trésorier de wilaya :
له جميع الصلاحيات السابقة ، كما يتكفل بمهام تركيز العمليات التي يجريها المحاسبون الثانويون على مستوى ولايته ، ويتولى إنفاق نفقات الدوائر الوزارية على المستوى المحلى أي تلك التي يأمر بصرفها الآمرون الثانويون

دروس المحاسبة العمومية الفصل الأول : أعوان المحاسبة العمومية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

(مثلا المدراء التنفيذيون للمديريات الجهوية ) ، كما ينوب عن TP فيما يتعلق بتوزيع الأموال الخاصة بالخزينة ، وتوزيع المعاشات Les pensions .

كما لا نغفل ذكر المهمة الأساسية ل TW والمتمثلة في دفع نفقات ميزانية الولاية وتحصيل إيراداتها .
2-2 المحاسبون العموميون الثانويون Les comptables secondaires :
ورد ذكرهم في المادة 32 من المرسوم التنفيذي 91/313، ويختلف المحاسب الثانوي عن الرئيسي في كون هذا الأخير له جميع الصلاحيات في جميع المجالات أما المحاسب الثانوي فغالبا ما يكون إختصاصه في تنفيذ نوع محدد من المجالات ، فمثلا تنفيذ الاحكام الجبائية يتكفل بها قابض الضرائب .
1.2.2 – قابض الضرائبLe receveur des impôt :
يتدخل لتنفيذ جميع عمليات الإيرادات العـمومية تارة بصفة مباشرة ( TVA) وتارة بصفة غير مباشرة ( الإقتطاعات الإجتماعية ) ومهمته الرئيسية تتمثل في جمع الضرائب ، مع أنه في السابق كان يتكفل بتنفيذ ميزانيات البلديات ، أما الآن فقد أناط المشرع هذه المهمة بالمحاسب البلديLe comptable de la commune الذي سنراه لاحقا .

2.2.2 – قابض أملاك الدولة : Le receveur des domaines
3.2.2 - قابض الجمارك Le receveur de douane
4.2.2 – محافظ الرهون Le conservateur des hypothèques
5.2.2 – أمين الخزينة البلدي Le trésorier de la commune
يتولى تنفيذ ميزانية البلدية ، إلا أنه منصب جديد مازال لم يطبق نصه بشكل كلي عبر كامل التراب الوطني .
6.2.2 – أمين خزينة المؤسسات الصحية : Le trésorier des établissements de la santé : هو أيضا منصب جديد ، وقبل إحداثه كان قابض الضرائب هو الذي ينفذ ميزانية المؤسسات الصحية أما الآن فأوكلت المهمة لأمين خزينة المؤسسات الصحية .
2-3 مسؤولية المحاسب العمومي و واجباته :
إن المحاسب العمومي يخضع لإطار قانوني خاص بالمسؤوليات التي قد تكون شخصية او مالية ، مذكورة في القانون 90/21 من المادة 38 إلى المادة 46 .
دروس المحاسبة العمومية الفصل الأول : أعوان المحاسبة العمومية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ

ويكلف بمجموعة من الواجبات منصوص عليها في المواد 35،36،37 .
1.3.2مسؤولية المحاسب العمومي :
حسب نص المادة 38 من القانون 90/21 فان المحاسبين العموميين مسؤولون شخصيا وماليا عن العمليات الموكلة إليهم ، ولا تقوم هذه المسوؤولية إلا بقرار من وزير المالية Arrête de débet بقرار من مجلس المحاسبة Arrêt de débet (المادة 46 )
أ - المسؤولية المالية :
المادة 42 صريحة في تطبيق المسؤولية النقدية، حيث ان المحاسب مسؤول على تعويض الأموال والقيم الضائعة او الناقصة من الخزينة، وتغطية العجز الذي سببه وليس بإمكانه أن يصلح الإجراءات فبمجرد وجود خلل في الحسابات يجب عليه التعويض مباشرة أي لا ياخذ بالنية في الأخطاء .
غالبا ما يكون اثبات حالة العجز من طرف المحاسب العمومي نفسه .
ب - المسؤولية الشخصية :
المادة 43 تنص على أن المحاسب مسؤول شخصيا عن كل مخالفة في تنفيذ العمليات المالية ، ولا يمكنه ارجاع هذه المسؤولية على موظف أو عون ينتمي إليه .

2.2.3 حماية المحاسب العمومي :
حسب المادة 08 من المرسوم التنفيذي 91/312 فانه " يمكن للمحاسب العمومي المأخوذ بمسؤوليته أن يحصل على إعفاء جزئي من مسؤوليته ..."
كما تنص المادة 10 من نفس المرسوم على ان يمكن للمحاسب الذي لم يقدم طلبا بالاعفاء الجزئي من المسؤولية أو الذي رفض طلبه كليا او جزئيا ان يطلب من الوزير المكلف بالمالية إبراء رجائي من المبالغ المتروكة على عاتقه .
بالنسبة للمساعدي المحاسب العمومي فانه يكون مبدئيا مسؤولا عن تصرفاتهم اعوانه في حدود احترام سلطته الرقابية ، فهو معفيا من الاخطاء التي يرتكبها مساعدوه اذا احترم حدود رقابته ، وفي حالة تحمله لاخطائهم يمكنه الرجوع عليهم حسب قواعد القانون المدني .
ملاحظة: توجب المادة 15 من المرسوم التنفيذي سالف الذكر المحاسبين العموميين ان يقوموا قبل تسلمهم لمهامهم اكتتاب تامين يخصهم شخصيا ويضمن المخاطر المتعلقة بمسؤوليتهم .


دروس المحاسبة العمومية الفصل الأول : أعوان المحاسبة العمومية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

أ‌- واجبات المحاسب العمومي :
يتعين على المحاسب العمومي ما يلي :
- متابعة الحسابات Tenue de la comptabilité
- المحافظة على الوثائق المبررة للنفقات والايرادات وكذلك الوثائق المحاسبية فبالنسبة للايرادات يتكفل بجميع السندات الخاصة بالتحصيل Les titres de perception فهو غير مطالب بالتحصيل الحقيقي ولكن ببذل مجهوده في ذلك ، وعليه ان يتاكد من صحة القرارات الملغية لبعض الإيرادات اما بخصوص النفقات فيجب المحاسب العمومي ان يتحقق من صحة الانفاق وذلك عملا بالنقاط الثمانية التي جاءت بها المادة 36 من القانون 90/21 :
* مطابقة العملية مع القوانين والانظمة المعمول بها .
* صفة الآمر بالصرف او المفوض له .
* شرعية عمليات تصفية النفقات .
* توفر الاعتمادات .
* أن الديون لم تسقط آجالها او أنها محل معارضة .
* الطابع الابرائي للدفع .
* تأشيرات عمليات المراقبة التي نصت عليها القوانين والأنظمة المعمول بها خاصة ما يتعلق بتأشيرة المراقب المالي .
* الصحة القانونية للمكسب الإبرائي أي التحقق من صلاحية الدفع .
هذا في ما يتعلق بميزانية الدولة ، اما في الميزانيات الأخرى فيجب على المحاسب ان يتحقق من وجود المخزون المالي الكافي ، ويوجد فرق بينها وبين الاعتمادات ، فهذه الاخيرة مخصصة لقسم معين في باب معين ، والمخزون غير مخصص .
كما أن المحاسب العمومي بعد تأكده من النقاط السابقة ملزم بدفع النفقات أو تحصيل الإيرادات في آجالها القانونية .
ب-حماية المحاسب العمومي : إن مسؤولية المحاسب العمومي كبيرة وثقيلة ، لذلك يمنحه القانون إمتيازات وظيفية وشخصية مقابلة .
1- قبل التعيين في منصب المحاسب العمومي يجرى تحقيق حول السيرة الذاتية.

دروس المحاسبة العمومية الفصل الأول : أعوان المحاسبة العمومية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ

2- يجب أن تكون له أقدمية في شغل الأمور المحاسبية .
3- يجب أن يغطي إحتياجاته المادية ولو جزئيا
3- يجب أن يغطي إحتياجاته المادية ولو جزئيا – سكن وظيفي –
4- ضمان المسار المهني والترقية .
5- تسمية المحاسب العمومي تكون عن طريق وزير المالية ، وهذا ما يجعله بعيدا عن تدخلات الإدارة الخارجية فهو خاضع مباشرة لسلطة وزير المالية .
6- المحاسب العمومي محمي من قِبل قانون الوظيف العمومي حيث تنص المادة 19 من المرسوم 85/59علىأن المؤسسة أو الإدارة العمومية الملحق بها المحاسب العمومي ، تحميه من جميع التعديات التي يتعرض لها من الغير ، فتقوم بتتبع الأشخاص المتسببين في الضرر * الوكيل القضائي للخزينة * ، ويمكن له الحصول على تعويضات من وزير المالية بالنسبة للأضرار التي تعرض لها من الآخرين.
إذا قامت مسؤولية المحاسب العمومي المالية فإن بإمكانه الإستفادة من إجرائين لحمايته :
La décharge de responsabilité * الإعفاء من المسؤولية :
حسب المادة 38 من القانون 91/12 المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة 1992 فان المحاسب العمومي يمكن ان يستفيد في حالة قيامه مسؤوليته المالية من إعفاء من المسؤولية وهذا في حالة اثباته ان الخطأ كان
La force majeur ناجم عن القوى القاهرة
La remise gracieuse * الإبراء المجاني :
تنص الفقرة الثانية من المادة 46 من القانون 90/21 المتعلق بالمحاسبة العمومية على أن المحاسب العمومي Le comptable mis en débit القائمة مسؤوليته المالية
Bonne foi يمكن ان يستفيد من إبراء مجاني كامل أو جزئي في حالة إثباته لحسن النية
3 ) مبدأ الفصل بين وظيفتي الآمر بالصرف و المحاسب العمومي :
1/كيف يعبر القانون على هذا المبدأ :جاء في المادة 55 :Les fonctions d’ordonnateur et de comptable public sont incompatible.
تنص المادة على تفريق الوظائف لا المعاملات ،ففي بعض الأحيان يتدخل الآمر بالصرف أو المحاسب العمومي في بعض العمليات غير الخاصة به و ذلك في حالة الضرورة .

دروس المحاسبة العمومية الفصل الأول : أعوان المحاسبة العمومية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

المادة 56 تقول أن هذا المبدأ يطبق حتى بين الأزواج بحيث لا يمكن ان يكون زوج الآمر بالصرف هو المحاسب العمومي الذي ينفذ عملياته الميزانية.Le conjoint d’un ordonnateur ne peut pas être son comptable assignataire.
2/كيفية تطبيق هذا المبدأ عمليا :إن هذا المبدأ هو نظري أكثر مما هو عملي :
-قلما يكون الآمر بالصرف له صلة الزواج مع المحاسب العمومي : و يكون علاجها بنقل الموظف( المحاسب العمومي CP )و إعطائه منحة ، ولا يتم نقل الآمر بالصرف الذي قد يكون منتخبا .
-صعوبة تطبيق هذا المبدأ تأتي من الفرق الموجود بين الوضع الإجتماعي للقانون الأصلي –الفرنسي- و الوضع الإجتماعي الجزائري .
إن هذا القانون لا يجب فهمه بصفة قانونية بحتة (صلة الزواج ) و إنما بصفة أدبية أي أن لا تكون هناك علاقة قرابة بين الآمر بالصرف و المحاسب العمومي (ممكن علاقة أبوة أو أخوة ... ).
3/جزاء مخالفة هذا المبدأ : بقدر ما نجد هذا المبدأ غير مطبق من الناحية القانون بقدر ما نجد المتابعة على خرقه غير مطبقة بصفة كبيرة ، نشير أن هذا المبدأ يخضع لجميع الأحكام المطبقة بالنسبة للمخالفات الأخرى التي يرتكبها المحاسب العمومي ، فبالرجوع إلى الأمر 95/20 المتعلق بمجلس المحاسبة ، نجد حالتين لهما علاقة مع تطبيق هذا المبدأ: المادة 88 التي تحتوي على قائمة المخالفات المتعلقة بتنفيذ العمليات المالية:
(...إذا كان هناك مخالفة عمدية بالنسبة لتطبيق الأحكام القانونية أو التنظيمية بخصوص تنفيذ الإيرادات و النفقات.... )كما تنص النقطة 9 من هذه المادة على التسيير غير القانوني للأموال العمومية .
و جزاء هذا الخرق جاء طبقا للمادة 91 من قانون مجلس المحاسبة ، فيعاقب بغرامة محددة بضعف الأجر العام السنوي الذي يتقاضاه المحاسب العمومي أو الآمر بالصرف المخطئ.
إن تطبيق هذا المبدأ يؤدي إلى فكرة المحاسب الفعليLe comptable de fait و هو شخص أو موظف يتكفل بعمليات الدفع أو التحصيل دون أن يتمتع بالأهلية القانونية لذلك ، فالمحاسب الفعلي يطبق عليه القانون الجزائي بصفته متقلدا لوظيفة لا تعنيه، و كذا القانون المدني ينص على ذلك في حالة وجود ضرر، و القانون المحاسبي أيضا حيث يصير المحاسب الفعلي مجبرا على تعويض أمول الخزينة الضائعة من أموله الخاصة و لا يستفيد من الحماية الخاصة بالمحاسب العمومي (لعدم وجود تأمين عليه،و لا يستفيد من الطعون).

: contrôle financière 4) المراقب المالي
هو موظف ينتمي إلى وزارة المالية مهمته التأشير على مشروع الالتزام الذي يحرره الآمر بالصرف . وله صلاحية رفض بعض العمليات المخالفة للقانون .
دروس المحاسبة العمومية الفصل الأول : أعوان المحاسبة العمومية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

يمكن للمراقب المالي أن يعطي إرشادات ونصائح للآمر بالصرف فهو بمثابة مستشاره المالي .
1.4 النظام القانوني للمراقب المالي :
القانون لا يعتبر المراقب المالي وكأنه عون محاسبي ، وهذا يجعله غير خاضع للمسؤوليات التي يخضع لها المحاسب العمومي .
المواد 58 ،59 ،60 تنظم بصفة مبدئية وظيفة المراقب المالي وأعطت له مهمة المراقبة المسبقة لعمليات النفقات فهو لا يتدخل في الإيرادات ، وهذه المواد تدخل في الباب الثالث الخاص بالمراقبة وليس في باب الأعوان المحاسبين ، فالمادة 58 تحدد مهام المراقب المالي :

1 – عليه أن يراقب عملية الالتزام ، فالدولة لا يمكن أن تلتزم إلا في حدود مطابقة القانون وهي مسؤولية كبيرة ملقاة على عاتق الآمر بالصرف لأنه يتصرف باسم الدولة .
2 – أن يتأكد من صحة الالتزامات التي يقررها، (نقصد هنا الصحة القانونية) .
3 – أن يتحقق من وجود إعتمادات كافية لتغطية العملية الملتزم بها .
4 – أن يؤكد صحة الالتزام بان يمنح تأشيرة توضع على الوثائق المكونة لملف الالتزام والذي يقدمه الآمر بالصرف قبل تنفيذ عملية الشراء ، فان لم يكن الملف مطابقا للقانون يجب على المراقب المالي أن يرفض إعطاء إعطاء التأشيرة شريطة أن يبرر ذلك الرفض كتابيا.
5 – مساعدة الآمر بالصرف و تقديم الارشادات الضرورية التي يلتمسها والخاصة بعمليات تنفيذ النفقات .
6 – تقديم معلومات وإحصائيات دورية خاصة بالالتزامات ومستوى الإعتمادات لوزير المالية " شهرية أو سنوية " تفيده في إعادة تنظيم العمل .
هذه المهام مذكورة أيضا في المرسوم التنفيذي 92-414 المؤرخ في 14/11/1992 ج ر 82 ، وبحكم المادة 60 من القانون 90-21 تخول سلطة تعيين المراقب المالي لوزير المالية .

2.4 مجال تطبيق الرقابة ( رقابة الالتزام بالنفقات ) : تطبق هذه الرقابة المسبقة على العمليات التالية :
1 – النفقات الداخلية في الميزانية المركزية " الوزارات ، المؤسسات ذات الطابع الدستوري مثل المجلس الدستوري ، مجلس المحاسبة مجلس الأمة ، المجلس الشعبي الوطني ، مجلس الدولة "
2 – الاعتمادات المخصصة للإدارات الجهوية والإقليمية .


دروس المحاسبة العمومية الفصل الأول :أعوان المحاسبة العمومية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

3 – الميزانيات الملحقة " لا توجد حاليا حيث كانت تخص البريد والمواصلات ثم ألغيت بموجب قانون المالية لسنة2004 " .
4 –ميزانية الولاية .
5 – المؤسسات ذات الطابع الإداري .
بالنسبة لجميع هذه الميزانيات يتدخل المراقب المالي فيما يتعلق ب :
*متابعة قائمة الموظفين وكذا عمليات التوظيف .
* يتابع تسجيل التأشيرات ، وهذا مهم جدا لضرورة وجود تسلسل للملفات ، وكذا التأشيرة يجب أن يكون لها وقت محدد " سنة مالية ".ويقوم كذلك بتسجيل قرارات الرفض .
* متابعة حسابات الالتزامات .
وتخرج من مجال تطبيق المرسوم 92-414 :
- العمليات الخاصة بغرفتي البرلمان التي تخضع لإجراءات جاءت عن طريق النظام الداخلي لغرفتي البرلمان .
- فيما يتعلق بميزانية البلديات لا يتدخل المراقب المالي بل تطبق أحكام القانون 90-08 الخاص بالبلديات ، وهذا القانون لا يذكر الرقابة المسبقة مع أنه من الأحسن أن تعاد الرقابة المالية المسبقة كما كانت من قبل ، قبل أن تلح وزارة الداخلية على حذفها .
- هناك بعض العمليات لا تتطلب التأشيرة المسبقة للمراقب المالي :
* الصفقات العمومية بل التأشيرة تأتي عن طريق لجنة الصفقات العمومية ، ولكن يؤشر عليها فقط من اجل تسجيلها .
* الإعتمادات المتعلقة ببرامج خاصة أو قطاعات معينة ( مثلا حسابات التخصيص الخاص) ، فالمراقب المالي لا يتدخل في هذه العمليات و الهدف من ذلك هو تبسيط الإجراءات و بالتالي الإسراع في إنجاز المشاريع.
وفي حالة عدم تسديد الديون يجب على الحكومة أن تدفع مباشرة هذه المبالغ دون المرور على الإجراءات العادية .
- تخضع بعض العمليات المالية لرقابة مسبقة ولكن ليس من طرف المراقب المالي مثل العمليات الخاصة بالسلطة العسكرية .



دروس المحاسبة العمومية الفصل الأول : أعوان المحاسبة العمومية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

3.4 شروط منح التأشيرة :
۱ – العمليات الخاضعة للتأشيرة :
* القرارات الخاصة بالتوظيف والأجور ما عدا القرارات المتعلقة بالترقية السلمية ،أما فيما يتعلق بترقية الدرجة فيجب المرور على المراقب المالي .
* القوائم الاسمية لجميع الموظفين التابعين للمصلحة ( في كل آخر سنة )
" لا تأخذ بعين الاعتبار المناصب الشاغرة و يكون فيها état matrice * جرد الأجور"
تحديد الأجور و المنح والاقتطاعات ....يؤشر عليها المراقب المالي في أول السنة لذلك يسمى جرد الأجور « initiale » الأولي،
* الالتزامات الخاصة بنفقات التسيير والتجهيز شريطة ان لا يفوق مبلغ الالتزام الحد الأدنى للصفقات العمومية
* المقررات الإدارية الخاصة بالمنح وكذلك الخاصة بتفويض الاعتمادات .
* التحويلات في الميزانية وتكون التأشيرة هنا مهمة جدا .
. (Le régisseur) * النفقات المنفذة من طرف وكيل النفقات
۲ – اجراءات تحضير التاشيرة :
* يجب على الامر بالصرف ان يقدم للمراقب المالي ملفا خاصا بالالتزام يحتوي على وثيقتين : - طلب تموين،
- الفاتورة الاولية :هذه الوثيقة لا تجبر الآمر بالصرف أن يشتري تلك البضائع فهي وثيقة معاينة فقط وغالبا ما تكون هذه الفاتورة غير مرقمة برقم تسلسلي وبذلك تسمح للمراقب المالي مقارنة الطلبات بما هو موجود في الخزينة وينظر فيما إذا كانت الفاتورة مناسبة ومطابقة للقوانين من حيث المادة والفصل .
وفي بعض الحالات الخاصة يجب إضافة ترخيصات إدارية خاصة مثلا : ترخيص شراء الأسلحة يتطلب رخصة من وزارة الداخلية . وتسمى هذه الرخص بالرخص الإدارية التقنية .
* يجب على الآمر بالصرف تحرير ما يسمى بكشف الالتزام وهذا الكشف يحدد نوعية الإنفاق وكذا المبلغ والرصيد ، وهذا لكي يتمكن المراقب المالي من معرفة تناسب الرصيد مع ما هو موجود في الخزينة ، وكذلك لكي يعرف إذا كان هناك تغير في الرصيد فيبحث عن أسباب ومبررات هذا التغيير وإذا كانت هناك زيادة في الرصيد يحرر الآمر بالصرف كشف اقتصاد يبين فيه المبلغ المتبقي .



دروس المحاسبة العمومية الفصل الأول : أعوان المحاسبة العمومية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

۳- مشروعية عملية الالتزام :
يجب على المراقب المالي أن يتحقق من صحة الالتزام ومشروعية الإنفاق المحتمل و هذا على أساس 6 نقاط :
1 – صحة الصفة بالنسبة للامر بالصرف ، و كذا التحقق من فيما إذا كان فيه تكليف او تفويض الإمضاء من طرف الآمر بالصرف لشخص ما .
2 – مطابقة العملية للقوانين والتنظيمات .
3 – وجود اعتمادات كافية لتغطية الالتزام .
4 – يجب على المراقب المالي أن يتابع بصفة جيدة نوعية مناصب التوظيف المعلن عليها فالنقل من فقرة إلى فقرة يتم عن طريق قرارمن الآمر بالصرف ، النقل من مادة إلى مادة عن طريق قرار من وزير المالية ، والنقل من فصل إلى فصل عن طريق مرسوم تنفيذي .
5- يجب احترام صحة الاقتطاع بالنسبة للانفاق فالمراقب المالي يتابع بالتدقيق الفصل والمادة والفقرة
6 – تطابق جميع الوثائق الخاصة بالالتزام مع مبلغ الالتزام .
٤- العوامل الظاهرية للتأشيرة :
تأتى تأشيرة المراقب المالي عن طريق وضع طابع على كشف الالتزام وكذلك على الوثائق لملف الالتزام .
* آجال التأشير :
التنظيم يعطي للمراقب المالي 10 أيام لكي يأشر أو يرفض أي ملف ولكن في الواقع إن وجد ملف معقد نوعا ما فيمكن أن يؤشر خلال 20 يوما من تاريخ تسليم الملف للمراقب المالي ، وهناك اجل آخر خاص بإغلاق السنة المالية فيجب عليه منح التأشيرة قبل 10/12 من كل سنة بالنسبة لنفقات التسيير ما عدا التوظيف ، أما التجهيز وكذلك التوظيف فهذا الأجل يمكن أن يمدد إلى 20/12 من كل سنة .

4.4رفض التأشير :
قد يكون مؤقتا وقد يكون نهائيا .
+الرفض المؤقت : يأتي في حالات يكون فيها تصحيح الملف ممكنا .
+ الرفض النهائي : يأتي في حالات يكون فيها تصحيح الملف غير ممكن ، مثلا :
- إذا كان الرصيد غير كاف .
- عدم مطابقة الالتزام للقانون .

دروس المحاسبة العمومية الفصل الأول : أعوان المحاسبة العمومية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

- إذا أعاد الآمر بالصرف الملف الذي لم يؤشر عليه المراقب المالي بصفة مؤقتة لسبب معين دون أن يعالجه .
يجب على المراقب المالي أن يبرر الرفض ويكون ذلك كتابيا .
5.4 مسؤولية المراقب المالي : " إدارية ، محاسبية ، جزائية "
* المسؤولية الإدارية : لا تطبق عليه المسؤولية المالية والشخصية لأنه لا يعتبر عونا محاسبيا ، ويكون مسؤولا إداريا أمام وزير المالية، والمراقب المالي اقرب اكثر إلى المحاسب العمومي بالنسبة لاحترام الأوامر والسلمية
* المسؤولية المحاسبية : المراقب المالي يجب عليه ضبط حسابات الالتزام وهذا سيؤدي به إلى دفع التقارير الدورية لوزير المالية لكي يتمكن من متابعة تنفيذ الميزانية .
* المسؤولية الجزائية : هناك عدة نقاط داخلة في المادة80 من الأمر 95-20 ونذكر على الخصوص التأخير غير الشرعي في إعطاء التأشير الذي يعرض المراقب المالي إلى متابعة من مجلس المحاسبة ، لان هذا التأخير يتسبب في ديون على عاتق الدولة ويسبب خسارة في الخزينة ، ولا يتمكن الأمر بالصرف أن يغطي بعض الديون ، فيذهب الدائن مباشرة إلى القضاء لاستيفاء دينه دون علم الأمر بالصرف ، وبذلك يسبب مشاكل للإدارة كانت في غنى عنها .
















دروس المحاسبة العمومية الفصل الثاني : العمليات المحاسبية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ


الفصل الثاني : العــمليات المحــاسبــية

Les opérations budgétaires 1 ) عمليات الميزانية :
إن القانون 90-21 يدرج في طبيعة العمليات المنفذة في إطار المحاسبة العمومية في المواد 14-21 تحت عنوان عمليات التنفيذ ، وتدخل كل عون لا يمكن أن يكون إلا في حدود صلاحياته الخاصة وباحترام مسؤولياته ، وتعدد العمليات الخاصة في تنفيذ الميزانيات يجعل انه من الضروري تنظيم تلك الإجراءات :
أولا : لمعرفة طريقة تنفيذ الميزانية من طرف الآمر بالصرف وكذلك لتحديد صلاحيات المحاسب العمومي وخاصة فيما يخص تنظيم المخزون المالي في الخزينة .
فيما يخص الصلاحيات و المسؤولية الخاصة بأعوان المحاسبة العمومية فهي محددة في القانون 90-21 والأمر 95-20 ومجموعة من القوانين المالية ، كذلك مبدأ منع تحصيل الضرائب دون أساس شرعي يصدر كل سنة في قانون المالية .
القانون لا يعطي الطريقة الدقيقة لتنفيذ العمليات ، فكثير من العمليات تأتي طريقة تنفيذها بواسطة التنظيم لا عن طريق القانون ، ونجد وزير المالية يلعب دورا هاما في ذلك خاصة على مستور المديرية العامة للخزينة والمديرية العامة للمالية .
وهذه العمليات تتأثر بالقانون ، فنجد عمليات خاصة بالإيرادات وأخرى تتعلق بالنفقات وتدخل أعوان المحاسبة العمومية يكون دقيقا اكثر في مجال النفقات " تدخل السلطة التنفيذية يكون اكثر في ميدان النفقات " .

1.1 - الإيرادات :
ونسبة الضرائب الواجب تحصيلها ، فالمادة 13 من القانون 84/17 المتعلق يحدد القانون إنشاء واوعاء ، بقوانين المالية ، تحدد الإجراءات الخاصة بالتحصيل ، أما الدستور فيشير إلى إنشاء الضرائب ووعاءها والإعفاءات.
المادة 22 من الدستور في النقطة 14 تذكر التعريفة الجمركية وكذا الإقليم الجمركي والمياه الإقليمية ، وفي الفقرة 28 فالدستور خول للقانون تحديد القواعد الخاصة بنقل الملكية العمومية الى القطاع الخاص . وكذلك

دروس المحاسبة العمومية الفصل الثاني : العمليات المحاسبية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

فالقانون يمنع بصفة صريحة تحصيل ضرائب غير منصوص عليها قانونا ( المادة 90 من القانون 84/17 )والمادة 64 من الدستور تنص على ان المواطنين متساوون امام الضريبة، مع احترام قدراتهم الجبائية ( م65 ) . كما
يحدد القانون كذلك انشاء الاقتطاعات شبه الجبائية وكذلك كيفية التحصيل على الحقوق الخارجة عن الضرائب واملاك الدولة .
كما انه يجب على المحاسب العمومي ان يتحصل على جميع الايرادات المنصوص عليها من طرف القانون والا فسوف يتعرض الى مسؤولية التقصير في أداء مهامه ، وفي المقابل فالقوانين الجبائية تعطي للمحاسب العمومي وسائل ملموسة يمكن استعمالها لإجبار الأشخاص المعنيين على دفع الضريبة في آجالها المحددة ، لذلك فاذا تخلى المحاسب العمومي عن تحصيل الايرادات فسيعتبر كأنه قرر إعفاءات جبائية غير مقررة قانونا وتطبق عليه المادة 79 من القانون 84/17 ، لكن اذا قام بما بما يجب عليه ولكنه لم يستطع ان يتحصل على نتيجة فهو معفى من المسؤولية . فالاجراءات الخاصة بالامتناع عن دفع الضريبة لها أهمية كبيرة محددة في التنظيم حتى يتصرف جميع الأعوان بنفس الإجراءات تجاه الممتنعين عن دفع الضريبة .
القانون حدد في المادتين 10 و 15 أنواع العمليات وهي ثلاث فيما يتعلق بالايرادات :النوع الاول خاص باثبات الايرادات ثم التصفية ثم التحصيل.
1.1.1 الاثبات :هو ان نتحقق من ان شخصا معينا مجبر على دفع الضريبة أي معرفة الأشخاص المعنيين بكل نوع من الضريبة ، كل شخص معني بالضريبة يجب أن تعرف مصلحة الضرائب القيم المفروضة عليها الضريبة ، ثروة كل شخص بالعلاقة مع ما يجب ان يدفع من الضريبة .
2.1.1 التصفية : هدفها هو المقارنة مع المعطيات الناتجة من الاثبات أي المقارنة مع الوضعية القانونية للمعني بالضريبة ( عناصر الضريبة المطبقة على الشخص من طرف القانون ) ونتيجة التصفية هي الحصول على مبلغ محدد يمثل الضريبة المفروضة على المعني بها وكلما توفرت وسائل الاثبات ستكون الجباية عادلة ويكون الدخل الضريبي معتبرا فالتصفية مبنية على نجاعة وسائل الاثبات ، والتصفية تتم على قسمين :
* الإجراءات الإدارية
* عدم معارضة المعني بها .
التصفية مهمة للميزانية لانه قبل التصفية لا تكون فيه ايرادات كافية ولكن يجب ان تكون جدية حتى لا تقع هناك مشاكل مع المعني بالضريبة .
3.1.1 التحصيل : هو عملية خاصة بالمحاسب العمومي وعلى العموم تعني محاسبي الضرائب والجمارك و المحاسبين العموميين المنتمين الى المؤسسات المستفيدة من الاقتطاعات شبه الجبائية ، وقد يكون التحصيل مباشرا

دروس المحاسبة العمومية الفصل الثاني : العمليات المحاسبية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

وقد يكون بصفة غير مباشرة فالعمال مثلا يدفعون الضريبة على الدخل الاجمالي بواسطة المشغل ولا يمكن للعامل دفع الضريبة بنفسه الى مصالح الضرائب .
اوهناك ايضا العامل الزمني ، فهناك ضرائب تدفع حسب الحالات وقد تكون دورية فالحقوق الجمركية تطبق على عمليات الاستيراد كل شهر ( العمال ) ، كل ثلاثة اشهر ( التجار والمهن الحرة ) ، وقد يكون سنويا وهو يعني اكثر العائد العقاري و الرسوم العقارية ) .

2.1. النفقات :
تخضع لعمليات :الالتزام ، التصفية ، الامر بالدفع ، تحرير حوالات الدفع .وهذا ما تنص عليه المادة 15 من القانون 90/21
l’engagement 1.2.1 الالتزام
- تعريف : الالتزام بالنسبة لعملية الدفع هو عملية ضرورية لكي تفتح المجال لاخراج مبلغ مالي من الخزينة لصالح دائن للادارة ، ولكن تنفيذ العملية المالية باكملها يجب ان يضاف اليها التصفية والامر بالصرف ، والدفع ويمكن توقيف النفقة عند غياب اي مرحلة وتفتح المجال امام دفع الاموال لدائني الادارة ، وتنفذ مهام المسؤول الاداري وبرنامجه ويهتم الامر بالصرف بتادية مهامه بالدرجة الاولى ، اما الشرعية فهي من اختصاص جهاز الرقابة .
وهي منظمة في المرسوم 92/414 المؤرخ في 14/11/1992 المتعلق بالرقابة السابقة للنفقات اضافة الى المواد 19 ، 20 ، 21 ، 22 ، 58 من القانون 90/21 .
وحسب المادة 19 : يعد الالتزام الاجراء الذي يتم بموجبه اثبات نشوء الدين .
- النفقات محل الالتزام : هي الخاصة بالمؤسسات والادارات العمومية وايضا الميزانية الملحقة والحسابات الخاصة بالخزينة وميزانية الولاية والمؤسسات العمومية ، اما البلديات فغالبا ما تكون عملية الالتزام الناتجة عن موافقة مجلس تنفيذي للبلدية : (رئيس المجلس ونوابه )
فتخضع غرفتا البرلمان لقانونهما الداخلي وقد يخالف مضمون القانون 90/21 نظرا لوجود الفصل بين السلطات.
العمليات الخاصة بالقطاع العسكري : فعملية الالتزام تاتي مبادرة من الضباط المعنييين بالميزانية وتخضع تاشيرة المراقب المالي لمراقبين ماليين عسكريين معينين بمقرر مشترك بين رئيس الجمهورية ووزير الدفاع ووزير المالية .

دروس المحاسبة العمومية الفصل الثاني : العمليات المحاسبية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

فالالتزام يكون غالبا بمبادرة من مسؤول المصلحة الادارية الذي تنسب اليه صفة الامر بالصرف .
معنى الالتزام : له ثلاث معان
* هو نتيجة قرار تتخذه السلطة الادارية المعنية شريطة ان تنتج عليه نفقة عمومية مثلا تاجير محلات لفائدة المصلحة العمومية او مشروع صفقة او تسجيل أعوان او تموين .
* في المجال المحاسبي عملية الالتزام تؤدي الى تخصيص الأموال بحسب المبلغ الذي يغطي الالتزام وهي تتم من طرف الامر بالصرف .
* الالتزام غالبا ما يتسبب اما في تطبيق نظام قانوني مطبق مسبقا او إنشاء التزام تعاقدي .
ويجب ان بكون هناك اطار قانوني مباشر او غير مباشر مثلا (الصفقة) يسمح بتنفيذ النفقة مثل قانون الوظيف العمومي كما يجب وجود اعتماد في العمليات المالية الملتزم بها وايضا ان تكون علاقة بين النظام القانوني للادارة وهدف الانفاق .
* وجوب وجود قرار اداري صريح من طرف الآمر بالصرف المعني بالالتزام .
- إجراءات الالتزام :
* نشأة الالتزام : ينشا بقرار فعلي للآمر بالصرف على وثيقة مكتوبة تثبت وتمثل تعهدا من الآأمر بالصرف بالنفقة مثل تحرير صفقة عمومية او سند طلب او مقرر تسمية موظف .وإذا كان الالتزام له أساس تعاقدي فيجب كذلك موافقة الدائن على نفس الوثيقة .
* الملف الخاص بالالتزام : هو الوثيقة المعلنة او المثبتة للالتزام على سبيل المشروع أي بصفة ممضية من طرف الإدارة ( الأمر بالصرف ) على سبيل الاحترام .
وثيقة الالتزام :تحدد البند الخاص بالالتزام في الميزانية كما يعلن على الرصيد السابق والرصيد الموالي مهمة في الالتزام .
- الرقابة على الالتزام : بحكم المادة 58 من القانون 90/21 توضع قاعدة الرقابة أما المادة 60 فتعطي صلاحيات الرقابة إلى أعوان معينين من طرف وزير المالية ويجب أن يخضع ملف الالتزام إلى تأشيرة المراقب المالي قبل إمضائه من طرف الآمر بالصرف .
- العمليات المحاسبية الخاضعة لإجراءات الالتزام :
1. القرارات المتعلقة بالموظفين : تشغيل ، ترسيم ، والعقود الخاصة بالوظيف العمومي والترقية .
2. القوائم الاسمية في آخر السنة .

دروس المحاسبة العمومية الفصل الثاني : العمليات المحاسبية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

3. قوائم تحديد الأجور في بداية السنة .
4. نفقات التسيير .
5. نفقات التسيير .
6. التغير في الاعتماد .
- صلاحية الالتزام : بما أن الالتزام هو تخصيص أموال للنفقات العمومية فالالتزام الذي تتبعه التأشيرة يبقى قابلا للتنفيذ إلى غاية نهاية السنة المالية ، فنهاية السنة تسقط الالتزام غير المتبوع بأمر الدفع ، وليس للآمر
بالصرف المطالبة بدفع اعتمادات جديدة بعد نهاية سنة الالتزام والمر بالصرف يحتفظ بالحرية المطلقة بالنسبة للتنفيذ أو الامتناع ولو كان الالتزام متبوعا بتأشيرة المراقب المالي أو لجنة الصفقات العمومية .
- الحالات الخاصة : احيانا المراقب المالي يأشر حتى ولو لم تكن هناك أموال كافية :
1. الاعتمادات التقييمية ( الدين ) .
2. النفقات الناتجة عن النزاعات القضائية .
3. التعويضات المدنية .
4. ارجاع المبالغ المحصلة وهي غير مستحقة .
او تخفيف الضرائب جزئيا .Restitution 5. الاعفاءات الجديدة

2.2.1 التصفية:
مشار إليها في المواد 15.20.36 ، و جاءت بعد الإلتزام، حيث المادة 20 لا تعرف التصفية و لكن تعطي الهدف منها ."تسمح التصفية بالتحقيق على أساس الوثائق الحـسابية و تحديد المبـلغ الصحيح للنفقات العمومية ".
التصفية مجرد إجراء مرحلي للوصول إلى مراحل أخرى تساعد على تنفيذ النفقات .
أما المادة 36 فتذكر بصفة غير مباشرة التصفية على أساس أنها خاصة بالمحاسب العمومي و مهامه التي من بينها التأكد من صحة تصفية الإلتزام.
تصفية النفقات هو إجراء موضوع تحت مسؤولية الآمر بالصرف يهدف إلى إثبات وجود دين نهائي على عاتق الدولة لصالح شخص خاص أو عمومي ، وهي تحدد المبلغ النهائي لذلك الدين و لها عدة أهداف :
-تنفيذ الميزانية لكل مؤسسة عمومية .
- لها علاقة مع مراجعة المديونية العمومية .
دروس المحاسبة العمومية الفصل الثاني : العمليات المحاسبية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

- علاقة الإدارة مع مدينيها و فكرة جدية التصفية و سرعتها تجعل المتعاملين مع الإارة يثقون فيها أكثر .
(التصفية تجعل النفقة العمومية شرعية و قابلة للدفع بصفة نهائية ).
*أهداف التصفية :
1/التصفية تثبت بصفة نهائية وجود دين عمومي.
الآمر بالصرف يجب أن يتحقق من نفقات الإدارة أو الخدمات التي طلبت تأديتها من الدائن .هذه النفقات التي كانت محل إلتزام مسبق و تحصلت عليها فعلا ،فهي مهمة خاصة عند تغيير الآمر بالصرف.
2/التأكد من نوعية و كمية السلع المشتراة من طرف الإدارة :
هي عملية مادية يقوم بها الآمر بالصرف الذي يعاين وجود مجموع الأشياء التي حصلت عليها الإدارة ، و يكون ذلك بإثبات تعداد الأشياء و نوعيتها (الكم و النوع).
3/ مقارنة الأشياء الموجودة ومحتوى الإلتزام :
يجب مراجعة الإلتزام و تجديده طبقا لما هو موجود فعلا في حالة وجود إختلاف بين الواقع و ماهو متفق عليه ، و مراجعة الإلتزام تكون بإلغاء الإلتزام الأول.
4/ تصفية االنزاعات بين الإدارة و الممول فيما يتعلق بعملية تنفيذ الإلتزام و التموين:
التأكد من صلاحية المشتريات قبل الدفع ، قد تكون هذه الإجراءات ذات طابع تجاري أو مالي .فالنزاعات ذات الطابع التجاري تخص نوعية الأشياء و كميتها أما النزاعات المالية فهي تخص أسعار السلع .
5/شرعية الإنفاق و نزاهته:
المراقب المالي يراقب مدى توفر الإعتمادات أما المحاسب العمومي فله مهمة رقابية أوسع نوعا ما،أما الآمر بالصرف فله دراية بشرعية العملية لأنه يعيش واقعها و له معطيات لا يمكن توفرها في الملف ( نية الآمر بالصرف في تنفيذ هذه النفقة) فالآمر بالصرف بإمكانه أن يشتري آلة مستعملة سابقا و في ملف الإلتزام أن الآلة جديدة .بغض النظر عن الثمن هناك صلاحية الآلة و الآمر بالصرف هو الوحيد الذي يمكنه معرفة ذلك.في حال إكتشاف مثل هذه المخالفات يتابَع الآمر بالصرف .
6/ تحديد المبلغ النهائي الفعلي .
7/ التأكد من وجود إعتمادات كافية لصرف النفقة :
مبدئيا الآمر بالصرف له ضمان بأن الميزانية قادرة على تغطية نفقة معينة ، و لكن هناك عوامل إجبارية قد تؤدي إلى خفض هذه الإعتمادات:
- التخفيض من عملية الإنفاق طبقا لأحكام قانونية خاصة .

دروس المحاسبة العمومية الفصل الثاني : العمليات المحاسبية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

- التنفيذ المباشر لأحكام قضائية .
يمكن أن تكون الإعتمادات كافية يوم التصفية ، لكن هذه العوامل تؤدي إلى عدم تغطيتها للنفقات المسجلة بإسمها .
ملاحظة : إذا لم يأخذ الممون أمواله خلال أربع سنوات فإنها تسقط بالتقادم (سقوط آجال الدفع) ، شريطة أن يكون التأخير بسبب الممون.و لا علاقة للإدارة به .أما إذا كان التأخير لمدة تتعدى أربع سنوات ناتجا عن أسباب إدارية فلا تسري آجال التقادم بشرط أن تضاف إلى ملف الدفع شهادة تعترف فيها الإدارة أن التأخير كان بسببها.
8/تحديد صفة الدائن الفعلي : يجب على الآمر بالصرف أن يتحقق من طبيعة الممون الذي يستفيد من الدفع.
9/ تسجيل المشتريات على دفتر الجرد:دفتر الجرد هو الوثيقة التي تسجل فيها جميع منقولات الإدارة بشرط :
-أن تكون الأشياء قابلة للإستهلاك المتكرر .
- دفتر الجرد يكون متواصلا طيلة السنة .
- يجب أن يتعدى سعر المادة المجرودة قيمة معينة .(300 دج).
في دفتر الجرد يخصص لكل مادة سطر يحتوي على تاريخها ، نوعيتها ،مبلغها و توظيفها.
كما توجد وثيقة أخرى هي كشف الجرد و تحتوي على نفس المعلومات دون المبلغ ، و تعلق في كل قاعة من المصلحة الإدارية ، ففي حالة إتلاف أي مادة منقولة من المواد المجرودة يجب تحرير محضر ، فالمحاسب له الحق في طلب من الآمر بالصرف أن يعطيه دفتر الجرد .
10/ جمع الوثائق التي يجب أن تدفع مع الأمر بالدفع للمحاسب العمومي :
ملف الإلتزام ( Facture proforma , bon de commande ) ، والملف التجاري الذي يثبت الأشياء المحصل عليها ، ويضيف الآمر بالصرف لهذه الوثائق شهادة عدم التقادم .
11/ شهادة آداء الخدمة وتنفيذ العمل : وهي عبارة عن طابع يحمل عبارة خدمة مؤداة Service fait .
و عندما تنتهي العمليات يحرر الآمر بالصرف الأمر بالدفع و يحول الملف إلى المحاسب العمومي .
3.2.1- الأمر بالدفع ( أمر بالصرف + حوالة الدفع ) :
عند تنفيذ الميزانيات نجد العمليات المالية و العمليات المحاسبية ، و المادة 15 تحدد الأمر بالدفع في المرتبة الثالة ، و القانون يميز بين الأمر بالصرف و حوالة الدفع و كذلك الدفع كمرحلة أخيرة و عملية الأمر بالدفع تكون في المرحلة الثالثة و الأخيرة بالنسبة للجانب الإداري الذي يتكفل به الآمر بالصرف .


دروس المحاسبة العمومية الفصل الثاني : العمليات المحاسبية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

إن الأمر بالدفع هو الأمر الذي يعطيه الآمر بالصرف للمحاسب العمومي لتنفيذ الدفع بالنسبة لعملية كانت محل إلتزام و تصفية سابقين ، و يعطى هذا الأمر بالدفع إلى المحاسب العمومي المختص Le comptable assignataire .
نميز بين حالتين هما :
أ‌- الأمربالصرف : المرسوم التنفيذي 91/313 المؤرخ في 07/09/1991 يحدد إجراءات و كيفيات و محتوى محاسبة الآمرين بالصرف و المحاسبين العموميين ، حيث أن الآمرين بالصرف الإبتدائيين لهم الحق في تحرير الأمر بالدفع و كذلك الآمرين بالصرف الرئيسيين ، و خاصية الأمر بالصرف أن الإنفاق لا يفيد مباشرة الآمر بالصرف بل يوجه هذه الأموال إلى مصلحة أخرى لصالح آمر بالصرف ثانوي .

ب- حوالة الدفع : أما الآمر بالصرف الثانوي فلا يمكنه إصدار أمر بالصرف بل فقط حوالات دفع Mandats de paiement كما يمكن للآمر بالصرف الرئيسي أو الابتدائي إصدارحوالات الدفع في حالة نفقة مباشرة .
المادة 12 من المرسوم السابق تحدد فكرة المحاسب المختص comptable assignataire Le
و الأمر بالدفع هو وثيقة مكتوبة في شكل نموذج صادرعن وزارة المالية .
 السلطة التقديرية للآمر بالصرف في مجال الأمر بالدفع :
يبقى اللآمر بالصرف يتحكم في العمليات مادام لم يقدم الأمر بالدفع للمحاسب العمومي ، و بإمكانه أن يتخلى عن الصرف و لو وقع فيه تصفية و التزام سابقين .
- تحديد آجال الدفع : بإمكان الآمر بالصرف الدفع مباشرة بعد التصفية ( و هي الحالة الغالبة ) كما بإمكانه أن يؤجل عملية الدفع حتى و لو نفذ التصفية ، بسبب نزاع أو حالة عدم وجود إعتمادات كافية ، و هذا رفض مؤقت كما يمكن أن يكون الرفض نهائيا و ذلك عند تغير الآمر بالصرف قبل تمام مراحل تنفيذ النفقة ، و القانون 91/02 المتعلق بالإجراءات الخاصة ببعض القرارات القضائية فسخ المجال للقطاع الخاص لتقديم الشكوى بسبب عدم الدفع ، هذا الإجراء يحمي المتعاملين مع الإدارة و مموليها لكنها عملية صعبة لأنها تتطلب آجالا طويلة .
- إستعمال وسائل الطعن : الممول يجب عليه أولا أو يتصل بالإدارة و يكون ردها الرفض سواء صريحا أو ضمنيا ، كما يجب أن يكون القرار القضائي نهائيا قابلا للتنفيذ ، و على المحاسب العمومي الدفع في أجل 03

دروس المحاسبة العمومية الفصل الثاني : العمليات المحاسبية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

أشهر و من حقه أن يتجه من جديد إلى النائب العام لمراجعة العملية و تدفع هذه الأموال من الخزينة من حساب Exécution des décisions rendue .
- حدود السلطة التقديرية للآمر بالصرف : نجد 03 أنواع من الأمر بالدفع فمبدئيا كل نفقة يجب أن يقابلها أمر بالدفع خاص بها كما أن الأمر بالصرف يجب أن يسبق عملية الدفع ( المادة 30 : " الآمر بالصرف يجب عليه أن يصدر أمرا بالدفع مسبقا قبل تنفيذ العملية " ) .
هناك بعض الاستثناءات بحكم المرسوم التشريعي 93/01 المتضمن قانون المالية في المادة 153 التي تنص على أنه رغم الأحكام التي تفوض لوزير المالية بإجراءات النفقات في بعض الحالات لا يشترط وجود أمر بالدفع مسبق للنفقات ( وكالات النفقات Les régies de dépense) أو لا يوجد أمر بالدفع على الإطلاق ( منح المجاهدينLes pensions ) .
4.2.1 الدفع : تنص المادة 22 من القانون 90/21 على أن " الدفع هو الإجراء الذي يتم بموجبه إبراء الدين العمومي " ، و بحكم المادة 33 فإن عملية الدفع تنفذ من طرف المحاسب العمومي .
* أجل الدفع : محدد عن طريق مرسوم تنفيذي 93/46 الصادر في 06/02/1993 :
عملية الدفع هي إخراج الأموال من صندوق الخزينة العمومية إلى الطرف المستحق لها Le créancier
و بصفة منظمة عن طريق القانون و التنظيمات أجل الدفع : محدد عن طريق مرسوم تنفيذي 93/46 الصادر في 06/02/1993 :
عملية الدفع هي إخراج الأموال من صندوق الخزينة العمومية إلى الطرف المستحق لها Le créancier
و بصفة منظمة عن طريق القانون و التنظيمات .
و يحدد المرسوم التنفيذي أجل تسليم الملفات للمحاسب العمومي ( أمر بالصرف أو حوالة ) التي تمتد من 01 إلى 20 يوما عند كل شهر .
و مدة تنفيذ عملية الدفع 10 أيام على أن مدة الرد في حالة الرفض 20 يوما .
و عمليا فإن مدة دراسة الملف من طرف المحاسب العمومي هي 20 يوما و تتعلق بالعلاقات بين الآمر بالصرف و المحاسب العمومي و يكون الرد كتابيا و مبررا .
و المحاسب العمومي عليه اقتطاع الأموال المطالب بها اتجاه الخزينة .



دروس المحاسبة العمومية الفصل الثاني : العمليات المحاسبية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

1.4.2.1/ الحالات العادية للدفع : تنص المادة 36 على أن المحاسب العمومي عليه أن يتحقق من 08 نقاط قبل القيام بعملية الدفع .
مطابقة العملية للقوانين و الأنظمة المعمول بها ، هذا الشرط مطلوب من الإدارة في كل الحالات و له محتوى فعلي و نظري ، بامكان المحاسب العمومي رفض العملية التي تكون مخالفة لأي قانون ، (مثلا قانون المرور) ، و لكن المحاسب العمومي ليس مسؤولا فيما يتعلق بمحتوى الملف المقدم إليه و هو مسؤول فقط على النقص في الرقابة ( واجب الرقابة ) .
و حسب المادة 31 فإن المحاسب العمومي مسؤول على جميع الإمضاءات التي يقدمها للآمر بالصرف و لكن عليه أن يتحقق من المبالغ الإجمالية .
صفة الآمر بالصرف أو المفوض له ، و عليه أن يتأكد من أن الآمر بالصرف هو المستفيد من الإعتماد ، و للآمر بالصرف سجل فيه نماذج لمختلف الآمرين بالصرف المعتمدين .
ملاحظة : كل آمر بالصرف لديه ترقيم لا بد من ذكره في حوالة الدفع ، الأمر بالصرف .
 شرعية عملية التصفية ، الإمضاء ، كمال الملف .
توفر الاعتمادات Disponibilité du crédits و هو أمر منطقي و طبيعي و هناك استثناء في حالة النفقات الإجبارية ( D’office) مثل المصاريف القضائية حيث يتم دفعها من حساب خاص للخزينة و لو في حالة عدم توفر الاعتمادات .
فيما يخص عمليات التسيير توفر الاعتمادات يتعلق بكل فصل أو مادة من الميزانية و لا تؤخذ بعين الاعتبار الفقرة ، أما نفقات التجهيز فلااعتمادات تكون على مستوى القطاعات و كذا العمليات و هنا على المحاسب العمومي التأكد من أن العملية لها اعتمادات كافية ( المادة 16 و 17 من قانون 84/17 )
 عدم سقوط أجل الدين ( التقادم أو المعارضة ) .
التقادم مذكور في المواد 16 و 17 من القانون 84/17 و مدته 04 سنوات تنطلق من بداية جانفي لسنة تنفيذ العملية أي تحسب السنة و لو كان التنفيذ في ديسمبر .
 الطابع الإبرائي للدفع : يجب على المحاسب العمومي أن يتحقق من أن المستفيد من الدفع هو الدائن الفعلي للإدارة .
 تأشيرات عمليات المراقبة : تأشيرة المراقب المالي أو لجنة الصفقات .


دروس المحاسبة العمومية الفصل الثاني : العمليات المحاسبية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

2.4.2.1 التسخير : وارد في المواد 47 و 48 من قانون 90/21 و تطبيقا لها صدر المرسوم التنفيذي 91/314 المؤرخ في 07/09/1991 الذي يحدد إجراءات تسخير المحاسبين العموميين من طرف الآمر بالصرف .
تعريف : التسخير هو إعطاء أمر لشخص غير موجود في النظام السلمي للذي يقوم بإصدار هذا الأمر و تظهر مثلا عند حصول كوارث طبيعية و عجز الدولة عن مجابهتها صلوحدها فتحتاج لإمكانيات الأفراد .
و يرجع التسخير لفكرة استمرارية المرفق العام الذي يلتزم به الآمر بالصرف و يعرف محاسبيا بأنه :
الأمر الذي يعطيه الآمر بالصرف للمحاسب العمومي ( الذي لا يوجد ضمن السلم الإداري للآمر بالصرف ) ، لكي ينفذ عملية دفع كان قد رفض تنفيذها رغم وجود أمر بالدفع أو حوالة دفع سابقة .
* شروط عملية التسخير :
أ – موضوعية :
1- وجود رفض للدفع من طرف المحاسب العمومي ، المادة 47 تنص على أنه : " إذا رفض المحاسب العمومي القيام بالدفع يمكن للآمر بالصرف أن يطلب منه كتابيا و تحت مسؤوليته أن يصرف النظر عن هذا الرفض حسب الشروط المحددة في المادة 48 أدناه " أي لا بد من تقديم طلب مسبق ، و أضاف المرسوم فكرة تعليق الدفع مثلا لدراسة تأخير ، مع اعتبار أن المحاسب العمومي يمكن أن ينبه الآمر بالصرف لغياب وثيقة مهمة و قانونية مثلا : الفاتورة ، و هذا يذكره المحاسب في مذكرة التحقيق La note de vérification غير أن ياب هذه الوثيقة يمكن تداركه عن طريق إضافتها .
القانون يشترط رفضا نهائيا من طرف المحاسب العمومي Rejet و هي تقابل الرفض المؤقت بالنسبة للمراقب المالي .
2- التسخير موجه للمحاسب العمومي المختص Le comptable assignataire الذي قام باعتماد الآمر بالصرف .
3- أن تخرج الحالة عن مجموع الحالات التي لا يجوز فيها التسخير ( المادة 48 ) :
- عدم وجود اعتمادات كافية و هذا يبرز في حالة الإقتطاع المباشر مثلا أحكام قضائية أو أمر حكومي بتخفيض الاعتمادات أو جعل جزء منها مجمدا .
- عدم توفر أموال للخزينة ما عدا بالنسبة للدولة .
- انعدام إثبات أداء الخدمة .
- طابع النفقة غير لإبرائي أي الشخص المعني بالدفع هنا هو غير الدائن الحقيقي .
- انعدام تأشيرة المراقب المالي أو تأشيرة الصفقات عند الضرورة .
دروس المحاسبة العمومية الفصل الثاني : العمليات المحاسبية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

أما باقي الحالات الأخرى فيمكن فيها التسخير مثلا غياب تأشيرة خبراء شراء سلعة معينة .
ب‌- شكلية :
1/ يجب أن يكون التسخير مكتوبا لإثبات إعفاء المحاسب العمومي من المسؤولية .
2/ يجب أن يضم التسخير فكرة "المحاسب مسخر ليدفع "
3/ يجب أن يحتوي التسخير أسباب لجوء الآمر بالصرف إليه .
4/ يجب أن يكون فيه أمر بالتسخير بالنسبة لكل عملية و ليس تسخير إجمالي .
ج- آثار التسخير : إن الشروط السابقة تدل على أهميتها :
* في المجال المحاسبي : - بالنسبة للآمر بالصرف سيتحمل المسؤولية للتسخير لأن هذا الإجراء استثنائي لتنفيذ العمليات المالية للدولة .
- بالنسبة للمحاسب يجب عليه أن ينفذ الأمر بالتسخير إذا توفرت الشروط السابقة .
* في المجال الإداري : هو يتعلق بالقطاع المالي .
- يجب على المحاسب بعد تنفيذ عملية التسخير أن يحرر تقريرا يرسله لوزير المالية يضم نسخة من ملف الدفع ، أسباب الرفض الذي أدى إلى التسخير ، الإشعار بأنه نفذ بالفعل الدفع بتاريخ ...
و وزير المالية بإمكانه طلب توضيحات من الآمر بالصرف تخص عملية التسخير .
* فيما يخص المسؤولية : يكون المحاسب العمومي معفيا من المسؤولية في حالة وجود تسخير و يصيح الآمر بالصرف مسؤولا و كأنه محاسب فعلي Comptable de faite بحكم المادة 47 من القانون 90/21 .
فكرة التسخير ناولها أيضا الأمر 95/ 20 المؤرخ في 17/07/1995 المتعلق بمجلس المحاسبة : المادة 88 تكيف كخطأ بالنسبة لقواعد آداب الميزانية في النقطة 12 " الاستعمال التعسفي للإجراء الذي يجبر المحاسب العمومي على الدفع دون قاعدة قانونية أو تنظيمية " .

*جزاء الإفراط في اللجوء إلى التسخير :
بحكم المادة 89 يعاقب العون المخطئ بغرامة مالية لا تتجاوز الأجر الخام السنوي الذي يتقاضاه غير أن هذا لا يعني أن العون المخطئ لا يعوض الخزينة ، و في حالة خطأ له علاقة بقانون العقوبات يوجه مجلس المحاسبة الملف إلى النائب للناحية القضائية التي ينتمي لها العون المخطئ .



دروس المحاسبة العمومية الفصل الثاني : العمليات المحاسبية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

2 )عمليات الخزينة : Les opérations de trésorerie
(لم يتطرق لها الأستاذ باري في محاضراته التي ألقاها ، لكن سنحاول إعطاء فكرة عامة عنها )
- من حيث النصوص القانونية : - المواد من 48 إلى 66 من القانون 84/17 ، والمواد 9 و 12 من القانون 90/21 والمواد 40، 41 من المرسوم التنفيذي 91/313 .
- التعريف : مجموع عمليات الخزينة في المدى المتوسط، و الطويل تتضمن بشكل يومي تغطية الفائض في الأعباء الميزانية مقارنة مع الموارد المحصنة في إطار التنفيذ العادي لقانون المالية .
التعريف منقول من قاموس المالية العمومية Dictionnaire encyclopédique ( cote 28506/2) .

تشمل عمليات الخزينة مايلي :
- إعانات البنك المركزي Concours de la banque centrale à l’état
- ودائع مراسلي الخزينة Dépôts des correspondants
- القروض متوسطة وطويلة المدى Les emprunts à moyen et long terme ،
- سندات الخزينة ( قروض قصيرة المدى ) Bons du trésor
و تهدف هذه الفئة من عمليات الخزينة إلى إرجاع التوازن بشكل يومي الى الرصيد السالب الناتج عن تنفيذ العمليات الميزانية.
نظرا للعجز الدائم الذي أصبحت تعاني منه الخزينة لجأت الى التقريب بين إيراداتها ونفقاتها، وذلك عن طريق الدفع الشهري للضرائب مثلTVA وكذلك les acomptes provisionnelles (أقساط مؤقتة)بالنسبةIBS وهذا بالطبع من اجل ان تتمكن الخزينة من تغطية الأعباء الميزانية لفترة زمنية معينة بنفس الإيرادات الخاصة بنفس الفترة.
إضافة إلى هذا تشمل عمليات الخزينة الحسابات الخاصة بالخزينة المتمثلة في :




دروس المحاسبة العمومية الفصل الثاني : العمليات المحاسبية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

1- حساب التسبيقات Les avances : يتعلق الأمر بالتسبيقات التي تمنحها الدولة لصالح الجماعات المحلية و المؤسسات العمومية ذات الطابع الإداري ، في حدود الإعتمادات المفتوحة لهذا الغرض ، ويتم تسديد هذه التسبيقات في أجل أقصاه سنتين دون فائدة ، وفي حالة عدم الوفاء نكون أمام حالتين هما :
* إما تمديد المدة إلى أجل أقصاه سنتان مع إحتمال تطبيق معدل الفائدة على هذه الفترة الأخيرة ،
* إما تحويل التسبيق إلى قرض .
2- حساب القروض Les prêts : تدرج ضمن هذه الحسابات القروض الممنوحة من طرف الدولة في إطار الإعتمادات المفتوحة لهذا الغرض ، وهنا نجد أن للخزينة دوران :
* تسيير أموال الدولة في إطار الميزانية ،
* القيام بعمليات مصرفية حيث تقدم القروض لمختلف المؤسسات العمومية .
3- الحسابات التجارية : تشمل المداخيل الناتجة عن العمليات الصناعية والتجارية التي تقوم بها المصالح العمومية التابعة للدولة بصفة إستثنائية ، وكذا النفقات المخصصة لها ، ونشير إلى أن هذا النوع من الحسابات لا تحدد لها اعتمادات حصريةLes crédits limitatifs فحسب ، بل مبلغ سنوي أقصى لا يمكن تجاوزه وإن كان في الواقع يحصل ذلك بالنسبة لجميع الحسابات التجارية .
ومثل هذه الحسابات : إيرادات ونفقات الأعمال التي يقوم بها السجناء داخل مراكز اعادة التربية، او الإيرادات المحصلة من تأجير سيارات الإسعاف الخاصة بالمستشفيات لصالح أشخاص آخرين.
4-حساب التسوية مع الحكومات الأجنبية: هي عبارة عن الإعانات التي تقدمها الدولة للدول والحكومات الأجنبية في إطار الاتفاقيات الدولية، وكذا التعاون الدولي في حالة الكوارث.
5-حسابات التخصيص الخاص Les comptes d’affectation spéciales:هي الحسابات التي يخصص لها القانون نفقات معينة عن طريق تخصيص إيرادات معينة ذات طابع جبائي وبصفة مؤقتة ولذا فهي تعتبر استثناء عن قاعدة عدم تخصيص الإيرادات لنفقات معينة .
في حالة عجز هذه الحسابات تستفيد من مساهمة من ميزانية الدولة كما يحدد لها مصدر التمويل ودرجة الإنفاق ، ومثال هذه الحسابات صندوق دعم الإنعاش الاقتصادي.
في حالة اقفال حسابات التخصيص الخاص فان المتبقي منها يأخذ حالتين :
*إما أن يدفع الباقي الى حساب نتائج الخزينة،
*إما أن يدفع لفائدة حساب تخصيص خاص آخر.


دروس المحاسبة العمومية الفصل الثاني : العمليات المحاسبية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ


مقارنة بين عمليات الميزانية وعمليات الخزينة :

عمليات الميزانية: عمليات الخزينة:
-تنفيذ الإيرادات -إعانات البنك المركزي
-تنفيذ النفقات -ودائع المرسلين
-يرد ذكرها في الميزانية العامة للدولة -سندات الخزينة
-يتولى تنفيذها الآمر بالصرف والمحاسب العمومي -قروض متوسطة وطويلة الأجل
-تمر عبر مراحل تنفيذ الإيرادات وتنفيذ النفقات -لا تذكر في الميزانية العامة للدولة
سابقة الذكر -يتولى تنفيذها المحاسب وحده
-لا تمر عبر مراحل تنفيذ العمليات الميزانية

ملاحظة:تختلف عمليات الحسابات الخاصة بالخزينة عن عمليات الخزينة الأخرى(إعانات البنك المركزي، ودائع المرسلين، سندات الخزينة، قروض متوسطة وطويلة الأجل) في أنها تنفذ من طرف المحاسب العمومي والآمر بالصرف، كما تمر بمراحل تنفيذ النفقة العادية.

3 )العمليات المحاسبية الخاصة : (وكالات النفقات والإيرادات)
القانون 90/21 يشير في المادة 49و50 ويعتبر الوكيل من الناحية القانونية ولا يعطي مفهوم الوكيل . فتعيين على الوكيل لا يكون من طرف وزير المالية وانما من طرف الامر بالصرف لذلك نجد له بعض المهام المشابهة لمهام المحاسب العمومي ولكن لايعتبر محاسبا عموميا ، لا تجد امكانية تسخير من طرف الآمر بالصرف للوكيل

1.3 تعريف الوكيل للنفقات والإيرادات:
الوكالة المحاسبية هي مصلحة منصبة على مستوى الآمر بالصرف وتحت سلطته الإدارية تسمح للمؤسسة بتنفيذ بعض الإيرادات و النفقات التي يشترط فيها غالبا السرعة ولا تتجاوز مبلغا محدد من خلال قرار انشاء الوكالة

دروس المحاسبة العمومية الفصل الثاني : العمليات المحاسبية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

أما من الناحية الإيرادات فانه لايمكن أن تنفذ عمليات تحصيل إذا كان العمليات المعنية تدخل في مجال القانون الجبائي او أملاك الدولة و في العماليات الخارجة عنها فلا يوجد مالي اتدخل
تعريف الوكيل ياتي في المرسوم الخاص بالوكاللة 93/108 يحددالاجراءات الخاصة بإنشاء و تنظيم وكالات الإيرادات و النفقات م2 " تعد الوكالات الخاصة كإجراء تعد الوكالات كإجراء غير عادي لتنفيذ بعض
الإيرادات والنفقات العمومية التي لا يمكن ان تطبق بصددها الإجراءات العادية ولا الآجال الخاصة باحترام عمليات الالتزام والتصفية والدفع العادي تخص العمليات ذات السرعة .
2.3 إنشاء وتنظيم الوكالة: إنشاء الوكالة يتطلب اتفاق الآمر بالصرف والمحاسب العمومي حيث المادة03
من المرسوم :يمكن انشاء وكالات الإيرادات والنفقات بقرار من الآمر بالصرف بعد موافقة مكتوبة من طرف المحاسب المختص ويجب ان يوجد في كل قرار إنشاء وكالة بعض المعلومات :
.نوعية الوكالة:إيرادات او نفقات
.مقر الوكالة:
.تسمية الوكالة التابعة للمؤسسة
.الترقيم الحاسبي للآمر بالصرف
.تحديد النفقات او العمليات التي ستنفذ من طرف الوكالة
.تحديد المبلغ الأقصى للتسبيق المقدم من طرف المحاسب العمومي للوكيل الذي يكون في إطار الميزانية .وكذا تحديد المبلغ الفردي لكل عملية
.تحديد اجل تقديم ملف التسوية (شهريا غالبا)

3.3 الوكيل:
* الوضعية القانونية للوكيل :
الوكيل يجب ان يكون موظفا مرسما ويجب ان يكون تابعا للمصالح الادارية الموضوعة تحت سلطة الآمر بالصرف كما يجب ان يكون تعيين الوكيل المعتمد من طرف المحاسب العمومي المختص وقرار تعيين الوكيل ترسل نسخة منه الى المراقب المالي و المحاسب العمومي .
*الوضعية المحاسبية للوكيل :
بحكم المادة 49 من القانون90-21 الوكيل له مسؤولية شخصية ونقدية بالنسبة للعمليات التي ينفذها في اطار الوكالة العمومية ومن هذا المنطلق فانه في حالة حدوث عجز في الميزانية في حسابات الوكيل فانه تطبق

دروس المحاسبة العمومية الفصل الثاني : العمليات المحاسبية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

عليه نفس القواعد التي تطبق على المحاسب العمومي ويكون تدخل المحاسب العمومي قد يشارك في مسؤولية الوكيل في حدود ما كان بامكانه الإطلاع عليه بمناسبة الرقابة العملية على الوكيل .
4.3 تسيير الوكالات :
1.4.3 وكالات الايرادات :
الوكيل يمكنه ان يتحصل على الإيرادات ما عدا الإيرادات المتعلقة بالضرائب والحقوق الجمركية وأملاك الدولة
أنواع الإيرادات تحدد بقرار من طرف الآمر بالصرف ، واهم الإيرادات يمكن ان نعبر عنها وكأنها إيرادات تعاقدية .
كيفية التحصيل على الإيرادات : تخضع لنفس القواعد التي يخضع لها المحاسب العمومي : ان يتحصل عليها في آجال معينة .
يجب ان يتوقف على الايرادات المحددة من طرف الآمر بالصرف واذا كان فيه عجز فعلى الوكيل متابعة تحصيل الإيرادات المتأخرة ويجب إشعار المحاسب العمومي الذي يتخذ الإجراءات الخاصة بالضرائب المباشرة .
تسوية وضعية الإيرادات أسبوعيا مع المحاسب العمومي اذا كانت هذه الإيرادات نقدية وكذا يجب وضع السندات لدى المحاسب العمومي في اليوم الموالي للتحصيل عليها .
فيما يتعلق بالصكوك البريدية فهي ترسل لمركز البريد في اليوم الموالي .
2.4.3 وكالات النفقات :
* النفقات الصغيرة :
- أجور الأعوان المؤقتين .
- تكاليف المهام .
- الأشغال المنفذة مباشرة .
* التسوية :
- تكون شهرية : الوكيل سيضع تحت تصرف الآمر بالصرف جميع الوثائق اللازمة ، ويحرر حوالة دفع تغطي جميع العمليات في شهر معين وترسل هذه الحوالة للمحاسب العمومي ويخفض مبلغ التسبيق .
- تكون سنوية : هنا الوكيل يجب عليه ان يصفي الوضعية النقدية للوكالة ويحول الى الخزينة .
يكون تقريبا غلق كامل للوكالة في آخر السنة .


دروس المحاسبة العمومية الفصل الثالث :مراقبة العمليات المالية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

- التسوية بمناسبة تغيير الوكيل : الوكيل الخارج ليس مجبرا على إرجاع الأموال إلى المحاسب العمومي وإنما يمكنه تركها للوكيل الجديد .
كما يخضع الوكيل لضبط الحسابات .


الفصل الثالث: مراقبة العمليات المالية
1) المفتشية العامة للمالية : تنظمها ثلاث نصوص اساسية :
_ 80/53 أول مارس 1980 متعلق بإنشاء المفتشية العامة للمالية ( ج ر10) .
_ المرسوم التنفيذي 92//32 الصادر في 20 جانفي 1992 ج ر 6 المتضمن تنظيم الهياكل المركزية للمفتشية العامة .
_ المرسوم التنفيذي 92/33 الصادر في 20 جانفي 1992 ج ر 6 المتضمن تنظيم و تحديد الصلاحيات للمصالح الخارجية للمفتشية العامة للمالية .
: هي مصلحة ادارية مهمتها الرقابة الإدارية على تسيير العمليات المالية والمحاسبية الجارية على IGF
مستوى مصالح الدولة والجماعات العمومية الأخرى وكذلك المؤسسات التالية :
المؤسسات العمومية ذات الطابع الإداري
صناديق الضمان الاجتماعي و التقاعد
جميع الهياكل العمومية التي تستفيد من إعانة عن طريق ميزانية الدولة
المؤسسات العمومية الاقتصادية التي تستفيد من إعانات واستثمارات عمومية شريطة أن لا تدخل في إطار الرقابة على الاستثمارات الذاتية .
المفتشية العامة للمالية موضوعة تحت السلطة السلمية لوزير المالية ، لكنه قليلا ًما يتدخل في شؤونها لانه شخصية سياسية بعيدة عن هذا المجال البيروقراطي .
وتتكفل المفتشية بنوعين من الصلاحيات :
رقابة الأموال العمومية ،
دراسات ذات الطابع المالي ،

دروس المحاسبة العمومية الفصل الثاني : العمليات المحاسبية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

الفرق بينهما هو أنه في حالة الرقابة تحرر المفتشية تقرير التفتيش أو الرقابة ، أما في حالة الدراسات فتحرر وثيقة مذكرة الدراسات .
وتقرير التفتيش يرسل إلى الشخص أو المؤسسة المعنية بتلك العملية و يعطى شهر كامل كأجل أو فرصة للإجابة عليه و الدفاع عن نفسه ، ثم تحرر مفتشية المالية التقرير النهائي ، و القصد هو كيفية تحسين تسيير الأموال العمومية .
المفتشية العامة للمالية تتكون من عدة موظفين : مفتشين عامين(رئيسيين) ، مفتشين فرعيين (مساعدين) ، اذا كان المشرف على فوج التفتيش مفتشا عاما يسمى فوجه " بعثة التفتيش " وإذا كان المشرف مفتشا فرعيا يسمى فوجه " فرقة التفتيش " .
تتكون المفتشية العامة للمالية من عدة مصالح منها مركزية ومنها محلية.
أهم المصالح المركزية تتكون من هياكل تدخل في مجال الرقابة والتقييم و هياكل أخرى معنية بالدراسات والتسيير .
فيما يتعلق بالهياكل العملية نجد قسما خاصا بالإدارات ذات السلطة او السيادة ، مثلا المتعلقة بمجال الدفاع ، فهنا يجب موافقة وزير المالية مع وزير الدفاع ، وقسم خاص بالجماعات المحلية وآخر خاص بمصالح التسيير المالي ، الخزينة والضرائب ، وقسم خاص بالوكالات المالية .
ولا تتدخل المفتشية في العمليات والمؤسسات التي يتدخل فيها مجلس المحاسبة ولكن تتدخل كخبير قضائي فقط من طرف العدالة .
أما المصالح الخارجية للمفتشية العامة للمالية تتكون من مديريات جهوية وتتدخل بنفس الطريقة .

2 ) مجلس المحاسبة :
المادة 170 من التعديل الدستوري لسنة 1996 (مدرجة في الفصل الخاص بالرقابة ) :" يؤسس مجلس محاسبة يكلف بالرقابة البعدية لأموال الدولة والجماعات الإقليمية والمرافق العمومية ، يعد مجلس المحاسبة تقريرا سنويا يرفعه الى رئيس الجمهورية" ، يحدد القانون صلاحيات مجلس المحاسبة ويضبط تنظيمه وعمله وجزاءات تحقيقاته



دروس المحاسبة العمومية الفصل الثاني : العمليات المحاسبية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

1.2 النظام القانوني لمجلس المحاسبة :
1 – لم يؤسس مجلس محاسبة لأول مرة في 1996 ومنه فالدستور المرجع هو دستور 1989 وانشأ لأول مرة في دستور 1976 .
2 – أول قانون أتى لتنظيم مجلس المحاسبة هو القانون 80/05المؤرخ في أول مارس 1980 ، و من جملة الأشغال التي قام بها في تلك الفترة هي : التحقيق في مشروع قانون ضبط الميزانية لسنة 1980 .
3 – ثم جاء القانون 90/32 في 4/12/1990 الخاص بتنظيم و تسيير مجلس المحاسبة الذي ورد فيه :
- المؤسسات العمومية الإقتصادية لا تخضع لرقابة مجلس المحاسبة .
- تخلي مجلس المحاسبة على وظيفته القضائية و أصبح له وظيفة رقابة إدارية فقط .
4 – و أرجعت له الوظيفة القضائية في سنة 1995 بالأمر 95/20 المؤرخ في 17/07/1995 الخاص بمجلس المحاسبة و قد سمي بالمؤسسة العليا للرقابة المالية لأموال الدولة و الجماعات الإقليمية و المؤسسات العمومية الإدارية .
5 – مجلس المحاسبة يكلف بالرقابة البعدية أي لا يتدخل في العمليات التي تنفذ ماليا و هذا يفتح المجال للمفتشية العامة للمالية للتحقيق في العمليات الجارية و لو لم تنتهي بعد .
6 – تدخل مجلس المحاسبة خاص بالمجال المالي الذي يعني الدولة و الجماعات المحلية و المرافق العمومية و يمكن له أن يتدخل في الأموال العمومية و لو كانت في مؤسسات ليست ذات طابع إداري .
7 – نشر تقرير واحد لمجلس المحاسبة في الجريدة الرسمية لسنة 1995 و بعد ذلك لم ينشر أي تقرير ، و هذا يبين التخوف من هذه التقارير .
* و تكمل المادة السابعة أنه يخضع لرقابة مجلس المحاسبة جميع مصالح الدولة و الجماعات المحلية و المؤسسات العمومية و الهيئات العمومية مهما كانت طبيعتها .
و القاعدة هي تطبيق المحاسبة العمومية حتى تكون قابلة لتدخل مجلس المحاسبة .
* المادة الثامنة (8) تنص : " كذلك تخضع للرقابة المؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي و التجاري و الهيئات العمومية التي تمارس نشاط صناعي أو تجاري أو مالي شريطة أن تكون أموالها لها طابع عمومي (كل أموالها) .
* المادة ( 9) يتدخل كذلك على مستوى أي مؤسسة مهما كان نظامها القانوني ، شريطة أن تكون الأموال لها مصدر عمومي ( جزء من أموالها ) .


دروس المحاسبة العمومية الفصل الثاني : العمليات المحاسبية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

* المادة( 10) : خاصة بالهيئات العمومية التي لا تطبق المحاسبة العمومية وتسير النظام الاجتماعي الإجباري مثل الضمان الاجتماعي .
وكذلك الجمعيات التي تستفيد من منح عن طريق الخزينة العمومية .
الإمكانيات لا تسمح للمجلس بالتدخل في جميع المجالات لذلك فوضت بعض الصلاحيات إلى بعض المصالح الإدارية مثل : مصالح البريد ومصالح الضرائب .
2.2 تنظيم مجلس المحاسبة :
يستفيد مجلس المحاسبة من استقلالية التسيير وتضع الدولة تحت تصرفه الإمكانيات البشرية والمادية اللازمة لتسيير وتنفيذ صلاحياته . ويخضع المجلس إلى نظام المحاسبة العمومية ( المادة 28 من أمر 95/20 ).
وينظم مجلس المحاسبة كما يلي : مصالح مركزية ثم غرف ذات طابع وطني ثم غرف جهوية .
* المصالح المركزية : يشرف على مجلس المحاسبة رئيس مجلس المحاسبة و يساعده نائب رئيس ، ومن صلاحياته أنه :1 / ينظم العلاقة بين مجلس المحاسبة و رئيس الجمهورية و مع رئيس الحكومة ، و مع رؤساء الغرف البرلمانية لأن لهم الحق في التدخل في عمل مجلس المحاسبة .
2/وكذلك له صلاحيات تعيين رؤساء الغرف الوطنية والجهوية كما أن له الحق في ان يرأس إحدى الغرف الوطنية ويمكن له ان يشرف على عدة غرف مجتمعة .
ويوجد كذلك الناظر العام : يساعده عدة نظار ، ومهمته انه يؤدي دور النائب العام او وكيل الجمهورية على مستوى المؤسسات العمومية .
وله صلاحيات الاتصال مع الإدارات لمتابعة ملفاتها وكذلك له صلاحيات توجيه الملفات الى الغرف المختصة ، متابعة الجلسات وإرسال التقارير الأولية و النهاية .
3.2 صلاحيات مجلس المحاسبة :
1 / تصفية حسابات المحاسبين العموميين .
2 /مراقبة جودة التسيير وخاصة المؤسسات العمومية الإدارية التي تستفيد من تمويل عن طريق الخزينة العمومية ، وهي لا تعني التدخل في عملية التسيير التي يقوم بها الآمر بالصرف .
3 / رقابة آداب وضوابط الميزانية والمالية ( تكون نهايتها متابعة جزائية بشرط فيها أن تكون هناك خسارة مالية للخزينة ).


دروس المحاسبة العمومية الفصل الثاني : العمليات المحاسبية بولرواح محمد 2004/2005
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ

4 / استشارة مجلس المحاسبة في بعض المواضيع : يمكن أن تلجأ بعض الهيئات إلى إستشارة مجلس المحاسبة :
ا – في مشروع قانون ضبط الميزانية ويحرر تقرير خاص بذلك يلحق بالمشروع .
ب – جميع مشاريع النصوص المالية تقدم إلى مجلس المحاسبة لإبداء رأيه فيها .
ج – مسؤولو الدولة يطلبون مساعدة مجلس المحاسبة ( رئيس الجمهورية ، رئيس الحكومة ، رؤساء الغرفتين البرلمانيتين ، رؤساء الكتل البرلمانية ) شريطة ان تكون الملفات لها علاقة بالمالية العمومية وان تكون لها طابع وطني وأهمية وطنية وغالبا ما تكون في التحقيقات البرلمانية .
رئيس الغرفة مسؤول عن كل ما يجري في الغرفة وتحديد تاريخ الجلسات ، إصدار القرار الخاص بكل جلسة بحضور ممثل الناظر العام وممثل كتابة الضبط .
تكون المناقشات باللغة الوطنية .
وظيفة الرقابة وآثارها :
*التأثير القضائي أو الجزائي : هنا مجلس المحاسبة يحدد غرامات لها طابع جزائي حدها الأقصى الأجر الخام السنوي للموظف المعني بالمتابعة وهي تطبق على المحاسبين العموميين وعلى الآمرين بالصرف وهي تتعلق بمراقبة
الحسابات فقط . وهناك فرق بين الغرامة العادية والغرامات التهديدية ( تمنح للمحاسب العمومي مهلة لمراجعة الحسابات ) .
كل محاسب عمومي يقوم مجلس المحاسبة بتصفية حساباته لتحديد هل هناك خسارة في الميزانية أو هناك فائض في الإيرادات .
*التأثير الإداري : بعد التحقيق في مجال أي حساب يحرر مجلس المحاسبة على مستوى كل فرع مذكرة تقييم يعطي رأيه فيها في كيفية تسيير الحسابات وإعطاء إرشادات واقتراحات تهدف إلى تحسين تنفيذ العمليات ( المادة 73 من القانون 95/20)
رسالة رئيس الغرفة : ترسل إلى المحاسب أو الأمر بالصرف .
يتكفل مجلس المحاسبة بتحرير مذكرة تتعلق باحترام مبادىء التسيير: تحرر من طرف رئيس المجلس يرسلها الى السلطات المعنية ( وزير المالية ، وزير العدل ) وهي مجرد رسالة غالبا ما تناقش فيها مسائل قانونية .
التقرير المبرر : هذا التقرير يحرره الناظر العام ويوجه مع الملف الى وكيل الجمهورية المختص إقليميا .
التقرير السنوي : هو عـرض ملخص عن كيـفية التسيير واقـتراحات لتحسين الأمور دون ذكـر القطاعات المعنية .

محب بلاده
2010-12-10, 13:18
مواضيع ذات صلة


من

1- هنا (http://www.dzworld.net/vb/archive/index.php/t-53593.html)

2- هنا (http://saidotba.mam9.com/montada-f22/topic-t441.htm)

3- هنا (http://etudiantdz.net/vb/t50242.html)

4- هنا (http://intendant.my-goo.net/montada-f11/topic-t52.htm)

5- هنا (http://intendant.my-goo.net/montada-f11/topic-t52.htm)

6- هنا (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=407827)

7- هنا (http://www.djelfa.info/vb/%C3%AF%C2%BA%C2%8D%C3%AF%C2%BB%C2%9F%C3%AF%C2%BA%C 2%B4%C3%AF%C2%BA%C2%A0%C3%AF%C2%BB%C2%BC%C3%AF%C2% BA%C2%95%20%C3%AF%C2%BB%C2%AD%C3%AF%C2%BA%C2%8D%C3 %AF%C2%BB%C2%9F%C3%AF%C2%BA%C2%A9%C3%AE%C2%A0%C2%A 5%C3%AF%C2%BB%C2%93%C3%AF%C2%BA%C2%8E%C3%AF%C2%BA% C2%98%C3%AF%C2%BA%C2%AD%20%C3%AF%C2%BB%C2%AD%C3%AF %C2%BA%C2%8D%C3%AF%C2%BB%C2%9F%C3%AF%C2%BB%C2%9C%C 3%AF%C2%BA%C2%B8%C3%AF%C2%BB%C2%AD%C3%AF%C2%BB%C2% 91%20%C3%AF%C2%BB%C2%AD%C3%AF%C2%BA%C2%8D%C3%AF%C2 %BB%C2%9F%C3%AF%C2%BB%C2%AD%C3%AF%C2%BA%C2%9C%C3%A F%C2%BA%C2%8E%C3%AF%C2%BA%C2%8C%C3%AF%C2%BB%C2%95% 20%C3%AF%C2%BA%C2%8D%C3%AF%C2%BB%C2%9F%C3%AF%C2%BB %C2%A4%C3%AF%C2%BA%C2%A8%C3%AF%C2%BA%C2%98%C3%AF%C 2%BB%C2%A0%C3%AF%C2%BB%C2%94%C3%AF%C2%BA%C2%94%20% C3%AF%C2%BB%C2%A4%C3%AF%C2%BA%C2%B4%C3%AF%C2%BB%C2 %9C)


ارجوا ان اكون قد افدتك اخي الفاضل

تقبل تقديري واحترامي

الديك الأسطوري2
2010-12-10, 15:13
[center][color="red"]اسم العضو : الديك الأسطوري2

الطلب : بحث حول دور المكتبات الجامعية في توفير مصادر المعلومات

المستوى : جامعي.

ممكن يكون بمنهجية أي مقدمة خطة البحث ثم العرض والخاتمة

soumia52
2010-12-11, 15:39
السلام عليك اخي الفاضل
انا بحاجة الى موضوع او بحث حول الميزانية من خلال النقاط التالية:
تعريف الميزانية و مبادئها
خصائص الميزانية
اهمية الميزانية من الجانب الاقتصادي،السياسي و الجتماعي....
شكرا مسبقا اخي المحترم

محمد جديدي التبسي
2010-12-11, 16:29
السلام عليكم
أريد بحث مختصر حول سلبيات و مساوئ الشاشة 3d ثلاثية الأبعاد باللغة الفرنسية
من فضلكم في أسرع وقت ممكن

محب بلاده
2010-12-11, 18:13
السلام عليكم
أريد بحث مختصر حول سلبيات و مساوئ الشاشة 3d ثلاثية الأبعاد باللغة الفرنسية
من فضلكم في أسرع وقت ممكن










اقدم اليكم معلومات كاملة عن تقنية الـ(3d) أو (البعد الثالث)
ستجد هنا بمشيئة الله كل ما تود معرفته عن تلفزيونات الـ3d



http://up101.9ory.com/u/10/05/26/10/01509695373.jpg







هل سمعت أو قرأت في الفترة الماضية عن قدوم تقنية جديدة ستكتسح الأسواق بقوة كما فعلت تلفزيونات الـHD ؟ تقنية الـ3D في تلفزيون المنزل , هذا التقرير سيضع لك كمية جميلة من المعلومات عن الصيحة الجديدة القادمة وسيشرح التقنية وماضيها ومتطلباتها والفروقات فيها, وسيكون كدليل يساعدك على شراء تلفزيون 3D في المستقبل القريب بإذن الله .



تقنية الـ(3D) أو (البعد الثالث) هي الصيحة الجديدة في عالم التكنلوجيا , ولكن .. هل هي جديدة فعلا ؟
http://up101.9ory.com/u/10/05/26/10/01509644410.jpg



بالطبع لا .. ففكرة التقنية موجودة منذ عام 1850 وكانت تعرف بـ Stereoscopy فهي تخدع العين وتعرض صورتان على اليمين وعلى الشمال وكل عين ترى صورة معينة إلى أن تتداخل الصور ببعدين مساويين لأبعاد العينين فيظن المخ بأنه يرى الأشياء ببعد ثالث, وتطورت التقنية مرارا وتكرارا إلى أن وصلت إلى ما نراه أو سنراه الآن .



كانت نتائج بعض الدراسات بأن سوق التلفزيونات الثلاثية الأبعاد سينمو 300 مرة بالنسبة للـHDTV في السنوات التسع القادمة ومن المعروف بأن الشركات بدأت بطرح تلفزيوناتها حاليا في أمريكا وأوروبا وقريبا الشرق الأوسط .
http://up101.9ory.com/u/10/05/26/10/04337734892.jpg
تعتمد مشاهدة الـ3D على التلفزيونات على عدة أشياء أساسية منها النظارات ويوجد نوعين :



active shutter glasses (نظارات الإغلاق النشطة) :
http://up101.9ory.com/u/10/05/26/10/01509678892.jpg
هي نظارات تعمل بالبطارية تستقبل إشارة 1080p لكل عين وتعطي حركة ناعمة للصورة وتستقبل الإشارات من مرسل يوضع بأعلى التلفاز يقوم بإرسال إشارات راديو أو إشارات ليزر للنظارة لكي تفتح أو تغلق أي عدسة في النظارة بسرعة كبيرة (يمين ويسار) لكي تستطيع عرض المادة بشكل واضح وخداع بصرك بشكل أفضل ولن تستطيع أن تلاحظ تحرك الصورة بتقطع لأن سرعة التبديل أسرع من سرعة عين الإنسان بـ120 مرة لكل عين .



من عيوبها بأن بعض الناس سيتمكنون من ملاحظة التبديل السريع للذين يملكون أجهزة بسرعة 120Hz وحل هذه المشكلة بشراء تلفزيون ذو سرعة 240Hz .



polarized glasses (نظارات الاستقطاب) :
http://up101.9ory.com/u/10/05/26/10/04337714551.gif



هذه النظارات تخدع عينك لترى البعد الثالث كالنظارات السابقة ولكن بطريقة مختلفة حيث تتكون النظارة من عدستين رخيصتين للغاية ونراها في صالات السينما وبعض أفلام الكارتون والألعاب القديمة . النظارة السابقة تقوم بالتبديل (الإغلاق والفتح) بسرعة كبيرة لكي تخدع عينك ولكن في هذه النظارة تعرض الصورتان في نفس الوقت (آلتين عرض في نفس الوقت) فترى الصورة كأنها من قناة تلفزيون تناظري قديم, ولكن العدسة اليمنى تجعلك ترى الصورة اليمنى فقط والعدسة اليسرى تجعلك ترى الصورة اليسرى فقط وتعتمد النظارة على استقطاب الضوء لكي تخدع العين ولا تحتاج إلى أجهزة أخرى ومن مميزاتها بأنك تستطيع عرض الفلم على عدد كبير من الناس في نفس الوقت .




هل تقنية الـ3D بدور السينما أفضل ؟
بكل تأكيد لا , والأسباب سنذكرها لاحقا .



http://up101.9ory.com/u/10/05/26/10/01509764797.jpg
خضت تجربة الـ3D بالسينما ولم تعجبني, هل هناك فرق بين أفلام الـ3D ?
هناك فرق شاسع, فيوجد أفلام تم تصويرها خصيصا للـ2D ولكن تم تحويلها فقط لتنقية الـ3D لاحقا لكي يسلبونك ويعمون عيناك والفرق واضح طبعا بين ما تم تصويره بكاميرات لـ3D وما تم تحويله إلى 3D والأمر مختلف بالنسبة لأفلام الرسوم المتحركة عن الأفلام الحية فالأفلام .
http://up101.9ory.com/u/10/05/26/10/01509710474.jpg
محطات الـ3D ونقل مباشر لكأس العالم



الكثير دخلوا هذا المجال بقوة فشركة باناسونيك وDirecTv يتعاونون لطرح محطات فضائية 3D وفيديو حسب الطلب 3D , وفي نفس الوقت ESPN ستنقل كأس العالم بتقنية الـ3D بالتعاون مع سوني كونها الشريك الرسمي لكأس العالم, وأيضا قناة Discovery بالتعاون مع سوني ستطرح نسختها الثلاثية الأبعاد هذه السنة ولا ننسى قناة الجزيرة الرياضية التي ستنقل كأس العالم بتقنية الـ3D , وبالتأكيد تصوير الـ3D لا يقتصر على مضاعفة الصورة فقط فباناسونك وسوني طرحت كاميرات ذو عدستين تقوم بتصوير المشاهد الثلاثية الأبعاد للبث المباشر وستستخدم في كأس العالم والعديد من المحطات العالمية
http://up101.9ory.com/u/10/05/26/10/01509795619.jpg
http://up101.9ory.com/u/10/05/26/10/01509727535.jpg
هل ستتأخر هذه التنقية عن الشرق الأوسط والخليج في المحطات التلفزيونية كتأخر باقي التقنيات؟
http://up101.9ory.com/u/10/05/26/10/04337767394.jpg
في الواقع صرحت سوني الخليج قبل شهرين تقريبا بأنها تتعاون مع كبار محطات التلفزيونية في الشرق الأوسط كقناة الجزيرة والـ orbit ShowTime و E-vision لتقديم هذه التقنية هذه السنة كنقل كأس العالم ومشاهدة القنوات والمسلسلات بهذه التقنية , وأيضا أعلن سوني بأنها ستدعم بقية المواد الأخرى كالأفلام والتلفزيونات والألعاب في الخليج هذه السنة .



طرق بث الـ3D



http://up101.9ory.com/u/10/05/26/10/04337755013.jpg
عندما تريد عرض الصورة فأنت تحتاج إلى إرسال المعلومات من جهاز إلى شاشة تلفازك بطريقة معينة وهناك طريقتان :



الطريقة الأولى وهي الصيغة الرئيسية في أفلام البلوري تسمى SEQUENTIAL (تسلسلية) وتستخدم الكثير من المساحة والنطاق الترددي (ضعف المساحة العادية) حيث يحتوي الفلم على صورتين (طبقتين) وكل طبقة تحتوي على 24 إطار بالثانية لكل عين (48 إطار).
قامت بابتكار طريقة تقوم بتقليل الإطارات إلى النصف حيث يستقبل التلفاز 24 إطار فقط ثم يقوم المستقبل بنسخ الصورة الأصلية إلى صورتين , صورة لكل عين ثم يقوم بدمجهم وعرضهم بتسلسل على التوالي. بالنهاية لن تكون جودة البعد الثالث في التلفاز قريبة من جودة أفلام البلوري ولكنها أرخص بكل تأكيد .



هناك طريقة أخرى للعرض و تعرض لك على الشاشة كصورتان على اليمين واليسار تسمى(side by side) وتستخدم في البث التلفزيوني حيث أن الصورة اليمنى تكون للعدسة اليمنى للكاميرا والصورة اليسرى للعدسة اليسرى .. قد تراهم متشابهين بالشاشة ولكنه زواياهم مختلفة كعينيك , والطريقة الثانية هي عرض الصورتان فوق بعض مما يجعلك تصاب بالإحولال دون النظارة .



ألعاب الفيديو
http://up101.9ory.com/u/10/05/26/10/04337808826.jpg
سوني ومايكروسوفت مستعدين لهذه التقنية لأجهزتهم فعلى سبيل المثال ستطرح سوني تحديث يجعل العديد من ألعابها القادمة داعمة لهذه التقنية باستخدام نظارات الغلق النشط .
http://up101.9ory.com/u/10/05/26/10/04337697020.jpg
ماذا سأحتاج لكي أستمتع بهذه التقنية ؟
بالبداية ستحتاج إلى نظارات و تلفزيون 3D … لأنه تلفزيونات الـ3D تحتوي على emitter (مرسل) يرسل الإشارات إلى نظاراتك والتلفزيون العادي لا يحتوي على المرسل , ولكن بعض تلفزيونات الـ3D لا تحتوي على المرسل ولكنها تحتاج إلى إضافات أخرى



بالنسبة للأفلام ستحتاج إلى مشغل بلوري يستطيع ترجمة شفرات إشارات الـ 3D ولكن إذا كنت تملك جهاز الـPs3 (من لا يملكه حاليا؟) ستطرح سوني قريبا تحديث لجهازها يجعله يستطيع قراءة وترجمة شفرات الـ3D .



هل يجب أن أشتري سلك HDMI 1.4 الجديد ؟
لا , العديد من أسلاك الـHDMI 1.3 سيتمكنون من تشغيل عدة صيغ للـ3D ولكن ليس هناك شيئ أكيد ولكن من المؤكد بأن سلك 1.4 سيتمكن من تشغيل جميع صيغ الـ3D لذا تمهل قبل الشراء .



هل تلفزيونات الـ3D ستكون مكلفة ؟
لا , في الحقيقة شركة باناسونك وسامسونج أعلنوا بأن أسعار الشاشات ستكون أرخص من الشاشات المتواجدة بالسوق حاليا وسامسونج طرحت شاشاتها بالفعل .



هل أستطيع استخدام نظارات الإغلاق النشطة لأي تلفاز ؟
لا .. فالنظارات تعتبر كأجهزة التحكم في التلفاز لا تستطيع استخدامها إلا للتلفاز نفسه ولكن كأجهزة التحكم يوجد نظارات ذات استخدام عالمي تستطيع استخدامها على أكثر من تلفاز .



هل أستطيع مشاهدة التلفاز بتقنية الـ2D على جهاز 3D?بالتأكيد , وشاشات الـ3D أداءها أفضل لشاشات الـ2D وتستطيع مشاهدة محتويات الـ3D بصيغة 2D .



النظارات داكنة قليلا هل سيؤثر هذا في جودة الصورة ؟



عندما تلبس النظارات ستتغير درجة سطوع الإضاءة في التلفاز لتلائم درجة النظارة وستمنحك أيضا لون أسود ممتاز .
http://up101.9ory.com/u/10/05/26/10/01509746846.jpg
هل من الممكن الاستمتاع بهذه التقنية دون استخدام النظارات ؟
ببساطة : نعم يمكنك ذلك . اعلنت العديد من الشركات عن تطويرها لأجهزة تلفزيونات تستعرض تقنية الـ3d دون أن تلبس النظارة (كما قمنا بتجربتها سابقا) باستخدام جهاز يسمى parallax barrier ويكون هذا الجهاز كالزجاجة الشفافة أمام شاشة الـLCD به الكثير من الثقوب وكل ثقب يقوم بتجميع ألوان محددة من التلفاز ووظيفته هي جعل كل عين ترى مضلعات محددة تسمح بخداع العين مما يجعلك تشاهد مشاهد ثلاثية الأبعاد , وتستطيع ببساطة إغلاق هذه التقنية لكي تستمتع بتقنية الـ2D الكلاسيكية بأي وقت تريد .
وبالطبع هذه التقنية تعكس عمل النظارة بحيث لا تجعل النظارة تجمع لك الصورة بل التلفاز سيوزع لك الصورة لكي عين , ولكن من أكبر عيوب هذه التقنية بأنها ليست متوافرة لكل الزوايا وكلما ابتعدت افقيا عن الشاشة قلت مشاهدتك للبعد الثالث .



السؤال الأشهر : أيهما أفضل البلازما أم الـLCD ؟
http://up101.9ory.com/u/10/05/26/10/01509663031.jpg
قد تكون شاشات الـLCD اكتسحت الأسواق في الفترة السابقة ولكن من الممكن أن يعود شبح البلازما مجددا .
تتفوق شاشات البلازما على نظيرتها بالسرعة والتباين , فنسبة التباين لدى البلازما غالبا أفضل وعلى سبيل المثال درجة السواد للبلازما لا مثيل لها فعندما تعرض صورة سوداء لا تفرق بين الشاشة إذا كانت مغلقة أم لا عكس الـLCD ,وحتى لو استطاعت بعض شاشات الـLCD الوصول إلى درجة سواد البلازما لا تستطيع مجاراتها بالسرعة فشاشات البلازما تستطيع الوصول إلى درجة السواد أسرع بـ60 مرة من الـLCD وهذا الشيئ يؤثر جدا بصورة البعد الثالث خصوصا للألعاب .



كيف سيتم عرض 24 إطار ثلاثي الأبعاد بالثانية على تلفزيونات ذو 240 هرتز ؟
تلفزيونات سوني ثلاثية الأبعاد ستعرض 24 إطار ثلاثي الأبعاد بالثانية بـ120 هرتز لكل عين فكل إطار سيعرض خمس مرات, أما تلفزيونات باناسونك الثلاثية الأبعاد ستعرض 24 إطار ثلاثي الأبعاد بـ96 هرتز للعين الواحدة فكل إطار سيعرض 4 مرات .



هل أستطيع الاستمتاع بهذه التقنية على تلفازي الـ2D ؟
لا تستطيع ذلك حتى ولو كنت تملك جهاز بسرعة 120Hz لا يستطيع إلتقاط الإشارة و أيضا لا يوجد مستقبل بالتلفزيون وإذا كنت تتسائل عن رؤية أجهزة استقبال منفصلة فهذا أمر مستبعد ولكن محتمل ولن تكون الكفائة ككفائة الجهاز المصنوع لهذه التقنية , وكإحتياط .. قمت بمراسلة شركة سامسونج للتأكد من قابلية الأجهزة القديمة على تشغيل الـ3D وكان الرد بالنفي .



هل يجب علي أن أشتري تلفزيون 3D لكي أستمتع بهذه التقنية ؟
http://up101.9ory.com/u/10/05/26/10/04337788005.jpg
طرحت شركة vuzix نظارات تمكنك من مشاهدة الأبعاد الثلاثة .. بداخل النظارة نفسها ! وتستطيع استخدامها أيضا لمشاهدة بعض الأفلام الثلاثية الأبعاد المتوافرة على الهواتف المحمولة والحواسيب المحمولة .. لا ينصح بها إطلاقا .



هل أستطيع استخدام هذه التقنية على الكمبيوتر ؟
http://up101.9ory.com/u/10/05/26/10/01509781658.jpg
نعم تستطيع, ولكن تحتاج إلى شاشة تستطيع إدخال 120Hz وحزمة nVidia لاحتوائها على نظارة ومستقبل وبرنامج يتيح لك تشغيل أفلام البلوري بهذه الصيغة .

وسنرى هذه التقنية قريبا في أسواقنا العربية .

محب بلاده
2010-12-11, 18:19
السلام عليك اخي الفاضل
انا بحاجة الى موضوع او بحث حول الميزانية من خلال النقاط التالية:
تعريف الميزانية و مبادئها
خصائص الميزانية
اهمية الميزانية من الجانب الاقتصادي،السياسي و الجتماعي....
شكرا مسبقا اخي المحترم




مقدمة
إن العلوم بمختلف أنواعها والتقدم التقني والفني قد ساعد على السير الحسن للمصالح العمومية وقد تأتى ذلك بواسطة قوانين وتنظيمات تضبط سير هذه المصالح ، وتأتي المحاسبة العمومية كعلم من العلوم فننا وتقنية من حيث التقنية في التعامل مع الممتلكات العامة للأمة في تحصيل الإيرادات وطرق صرفها والمحافظة على الممتلكات العامة للدولة وبما أن المؤسسات التربوية عمومية تتمتع بالشخصية المعنوية والإستقلال المالي في التسيير إذا فهـــي تخضـــع لقوانيــــن المحاسبــــة العمـــوميـــة في مجــــال لتنظيــــم المحاســــبي للسجـــــلات والوثائـــق المعتمدة في تسييرها .
ونظرا لأهمية السجلات والوثائق المحاسبية في تبرير النفقات وتحصيل الإيرادات طبقا للقوانين التي حددت كيفية مسكها والوثائق الواجب توفرها ومن أجل أجل الإحاطة بهذا الموضوع من كافة الجوانب إرتأينا التطرق إلى جانب من هذه الجوانب ألا وهو جانب الإيرادات أو المداخيل في المؤسسات التربوية المتعلق أساسا بالميزانية والوثائق المحاسبية المتعلقة بالإيرادات والسجلات الواجب توفرها لدى المسير المالي .
تعريف الميزانية : هي التقدير المتضمن والمعتمد للنفقات والإيرادات لمدة سنة مالية مقبلة حيث تضبط بقانون المالية ، وعليه نستنتج من ذلك أن الميزانية وثيقة مصادق عليها من طرف السلطة التشريعية ومعنى ذلك أنها كانت قبل ذلك في حكم المشروع وبعد المصادقة عليها تصبح في حكم القانون وتخول للسلطة التنفيذية بتحصيل الإيرادات بالشكل الذي ورد في الميزانية وتحدد نفقاتها
أمـــا تعــريفها فـــي المؤسســـة التربويـــة طبقــا للقانون 90 / 21 المؤرخ في 15/08/1990 المـــادة 03 منــه المتعلقــــة بالمحاسبــــة العموميــــة التــــي تعــــرف الميزانية كمـــا يلـــــــــــي :
أ ) – الميزانية هي الوثيقة التي تقدر للسنة المالية مجموع الإيرادات والنفقات الخاصة بالتسيير خلال سنة مالية تبدأ من 01 / 01 / .... إلى غاية 31 / 12 / .... ويعدها مدير المؤسسة بمساعدة التقنية للمسير المالي وتتمثل جميع التقديرات من مداخيل ومصاريف حسب التبويب ثم تعرض على مجلــــس التوجيـــه والتسييــــر في التعليـــم الثانـــوي أو مجلس التربية والتسيير في التعليم المتوسط وترسل بعـــد ذلك إلــــى السلطــــة الوصيـــة فــــي ثــــلاث نســــخ للمصادقــــة النهــائيــة وبذلك تصبـــــح الــوثيقـــة قــابلـــــة للتنفيـــــذ وتتميــــــز بنقطتيــــــن :
أ ) – قـــد يمكــــن تجــــــاوز الإيـــــرادات المقـــــدرة أو عـــــدم بلــــوغهـــــا .
ب ) – لا يجــوز فــي أي حــال مــن الأحــوال تجـــاوز المبلـــغ المقــــدر فــــي النفـقـــات إلا بتــرخيص وزاري وللميزانيــــــة خمـــــــــــــس مبــــــــــادئ :
1 – مبـــدأ السنوية
2 – مبـدأ الشمولية
3 – مبــدأ الوحـــدة
4 – مبدأ التخصيص
5 – مبــدأ التــوازن

* أولا مبــدأ السنويــة : ويعني هذا المبدأ أن مدة سريان الميزانية إثنا عشرة شهرا ( سنة ) كاملة .
* ثانيـــا مبــــدأ شمولية الميزانية : تقتــرب قــــاعـــدة الشموليـــة مــن قـــــاعدة الوحدة فــــي مضمــونهــــا إذ تقتضي القــــاعـــدتــان بــــوجوب تقديـــم وضـــــع الميزانية فــــي وثيقة واحدة والسمـــــاح بإلقاء نظرة أكثـــــر شموليــــة ووضـــوحا لهذا تقضي قاعدة الشمولية بتقديــم عـــــرض لجميع النفقات وجميع الإيرادات دون إنقاص مهمـا كــانــــت طبيعتها ومصــــدرها ودون عــــرض الإيـــرادات والنفقــــات فـــي وثيقتين مختلفتين ودون تخصيــــص إيـــــرادات لتغطية نفقة معينة فالقاعدة تتضمن مبدآن : الأول يخص عــــرض الميزانيـــة فــي وثيقــــة واحـــــدة و عدم تخصيص إيـــــراد معيــــن لنفقة معينة بــــل تغطـــــي الإيــــــرادات مجمـــــل النفقــــــات دون تمييــــــــــــــــز .
* ثالثا مبــدأ الوحــدة : ويقضي هذا المبــــدأ بــــأن تــــدرج كـــافـــة عنـــاصـــر الإيرادات العامة وعـنــــاصــــر الإنفاق العامة في بيان واحــــد دون تشتتهـــا فــــي بيانـــات مختلفة والهــــدف مــــن إظــهــــار الميزانيــــة فــــي صـــورة مـــوحـــــدة لكــــافــــــة عناصـــــر الإيـــرادات والمصــــروفــــات هـــــو :
1- سهولـــــة عــــــرض الميزانيـــــة وتوضيحهــــا للمركــــز المالـــــي كــــــكـــــــل .
2 – تجنب الباحث إجراء التسويات الحسابية التي يلزمها الأمر لدراسة فحص الميزانية العامة للدولة
3 – تسهـــــل علــــى السلطــــة التشريعيــــة مهمـــة ترتيـــب الأولويـــــات للإنفـــــاق العـــام للدولة ككل .
* رابعـــا مبــدأ التخصيــــص : هذه القـــاعــــدة توجــــب الإعتمــادات المفتوحـــة بموجـــب قانــون الماليــــة نحـــــو مجـــــالات محددة ذلك أن المسيريـــــن لا يمكنهــــم إستعمــــال الإعتمـــادات حســــب رغباتهـــم بــــل يتعيــــن إحتـــرام توزيعهـــا فكلمــا كـــان التخصيـــص فــــي الإعتمـــادات مطبـــق بعنايــــة كلمـــا كانــــت مراقبـــة الجهـــة الــمـــانحــــة للترخـــيــــص ممكنــــة وفعالــــة ويقضـــي ذلك عــــدم تجـــــاوز مبالـــغ الإعتمـــادات إلا أن التصويت على الميزانية حسب القطاعات والوزارات لا يتم بالتفصيل وإنما إجمــــالا ويتــــم التوزيــــع علـــى شكـــل فصول بموجب مراسيم التوزيع ( المادة 20 من القانون 84/17 )
* خامســـــا مبــدأ التـــوازن : ميزانيــــة الدولــــة يجب أن تكون متوازنــــة أي تعــــادل بيــــن الإيرادات والنفقـــــات فــإذا زادت الإيــــرادات علـــى النفـقـــــات أدى ذلك إلــــى تكويـــــن إحتياطـــي للدولــــة وهــــذا يعـــني أنهــــا إقتطعت من الأفـــراد أموالا ليـــس بحاجـــة إليهـــا مــــن الأفضــــل لـــو تركــت بحوزتهـــم يستثمرونهــــا أو يــــدخـــرونهـــا فيعـــــود بــــــذلك بالنفـــــع على الإقتصــــاد الوطنــــي أمــــا إذا نقصـــــت الإيـــــرادات بالمقارنـــــة مــــع النفقـــــــات فتلجـــأ الدولة إلى الإقتراض أو الإصدار النقدي
E خصوصيـــة ميزانيــــة المؤسســــات التربوية : على الرغـــم مـــن أن ميزانيـــة المؤسســـة التربــويـــة هي نمــــوذج مصغــــر من ميزانية الدولة إلا أن لها خصوصية وهي :
- أن كل الإعتمادات والإعانات المالية التي تتكون منها ميزانية المؤسسة التربوية خاصة بالتسيير العادي من تغذية ونظافة وصيانة .... ودفع للرواتب ومنح التلاميذ لكن عملية التجهيز بكل الأثاث والوسائل من اختصاص الدولة وما تقوم به المؤسسة فهو تجهيز تكميلي لا غيـــــــــــــــر .
- أنـــه لا يشــــرع في تحضيـــــرها إلا بعـــــد صــــدور الأوامـــــر إلا كـــــل المؤسســــات مــــــــن الــــوزارة .
- أن الموافقة على مطالب مشروع الميزانية تتم على مستوى مديريات التربية دون إنتظار موافقة الوزارة .
- أنه لا يجـــوز للمسيــــر المــــالــــي الشــــروع فـــي تنفيذ الميزانية إلا بعــــد المصادقــة من طرف الوصاية بل يستلــــزم ذلك وصـــــول الإعتمـــــادات فعـــــــلا إلا الحسابـــــات الجــــاريــــــة للمؤسســـــــة .

C مراحــل تنفيــذ الميزانيـــة :
- تحصيـــل الإيـــــرادات : يجـــــب العمل على تحصيـــــل كـــــل المداخيـــــل المسجلــــة فــــي الميـــزانيــة ولا يجـــــوز التخلـــي عنهـــا والآمــــــر بالصـــــرف مســــؤول عن إصدار الأمر بقبضها ويكون إما بتسليم سند القبض للمسير المالي أو التوقيع على سجلات التي تثبت فيها حقوق مستحقة على العائـــــلات ودفتر الحساب المفتوح لدى الخزينة أو غيرهـــا ويمكـــــن تفصيـــــــــل هـــــــذه المراحــــــل كما يلـــــي :
* المرحلـــة الأولــــــى : وتتمثل في القرار الذي يعطي شهادة ميلاد الإيراد هذا الأخير يصدر من جهات مختلفة وقد تكون من الآمر بالصرف كطلب الإيعانات أو من الوزارة أو الجماعات المحلية .
* المرحلـــة الثانيــــة : التصفية وهي تسجيل القرار الرسمي ويحدد له مبلغ رسمي في مدة معينة وتسمى هاته المرحلة تحقيق أو تصفية حقوق المؤسسة طبقا للنصوص الرسمية .
* المرحلــــة الثـــالثــة : الأمر بالقبض وهو إمضاء المدير على المستندات والوثائق ولكن في الواقع التطبيقي فإن القانون يسمح للآمر بالصرف بالإمضاء على سجل الحقــــوق المثبــــة وهـــذه المراحل الثلاثــــــــة تسمــــــى بالمراحـــــل الإداريــــة .
* المرحلـــــة الرابعــــــة : القبض ويكون المقتصد وحده بعد حصوله على الأمر بالقبض على تحصيل الحقوق المستحقة وعليه أن يتابع المتأخريــــن عن دفعهــــا حتى وإن إقتضـــى ذلك اللجـــوء إلا القضاء بعد مراسلة وتذكير المعنيين بالأمر مع إعلام الآمر بالصرف كتابيا ويمكن أن يتـــم القبــــض بالطـــرق الثلاثـــة نقــــدا أو عن طريـــــق حساب جاري بريدي " إغلاق " أو عن طريق حساب الخزينــــــة .
** تنفيذ ميزانية المؤسسات التربوية :
- السجـــلات المحاسبيــــة : هــــي سجــــلات رسميــــة مرقمـــة ومختــومــة من طرف الآمـــر بالصــــرف وتوضع تحت مسؤولية وتصرف المسير المالي وهي مقسمة إلى سجـــلات خاصــــة بالإيــــرادات وأخــــــــــــرى بالنفقـــــات وسجــــلات مشتركــــــة بينهمــــا .
* السجلات الخاصة بالإيرادات :
01- سجل الحقوق المثبتة : يفتح كل سنة دراسية وليس مالية بعد أن يستلم المسير المالي قائمة التلاميذ الحاضرين إلى غايــــة 01 أكتوبـــــر ويتــــم ترتيــــب التلاميـذ حسب المستوى من الأعلى إلى الأسفل وحسب الفرع ( رياضيات ، علوم ، آداب ...... ) وحسب الصفة داخلي أو نصف داخلي ويسجل رقم التلميذ إسمه ولقبه ووصــــل الدخـــــول والخـــروج وتاريخهما وهناك تسعة (09) أعمدة تمثـــــل شهـــــور السنــــة الدراسيـــة ويرمز للشهر بـــ ( + ) ونصف الشهر بــــ ( ا ) ثم يليها ثلاثة أعمدة تمثل الثلاثي الرابــــع للسنــــة الدراسية ثم الأول والثــــاني وهذه الأعمــــدة تسمــــح يتسجيـــــل الحقـــــوق الواجـــب قبضهــــا لكل ثلاثي عن كل تلميذ أما الأعمدة المتبقية يتم فيها تفصيل حالة التلميذ من ممنوح أو غير ممنوح الــــذي لم يدفـــــع تلك الحقوق .
02 – دفتـــر الوصـــولات : يفتح لكل سنة مالية سجل وصولات ويرقم ويختم من طرف الآمر بالصرف على كل صفحة من صفحاته ويوضع تحت تصرف ومسؤولية المسير المالي كما يقوم هذا الأخير بترقيم الوصــــــولات عند كل عملية تسلسليــــة مــــع الإمضــــاء والتاريــــخ سواء كانت هـــذه الإيرادات نقـــدا أو عـــن طريــــق إحـــــــــدى الحسابين الجارييـــــن أو عمليــــــة بأمـــــر .

03 – سجــــل الإيــــرادات : تسجل الإيرادات في هذا السجل بناء على ما تم تدوينه في سجل الوصولات ويحتـــــوي علـــــى أربعـــــة أعمـــــدة رئيسيـــة وأخــــرى تبويبيــــــة .
- العمود الأول : خاص بمبالغ الإيرادات من 01 جانفي للسنة المالية المطبقة
- العمود الثاني : خاص بمبالغ الإيرادات التي تمت خلال اليوم
- العمود الثالث : خاص بجميع الإيرادات للسنة المالية المطبقة ( الحالية )
- العمود الرابع : خاص بالإيرادات خارج الميزانية .
وبعـــد تدويــــن العمليــــة الخـــاصـــة بكـــل إيــــراد على هذا السجل تفصل حسب الفروع والأبواب وتجمع مبالغ الإيــــرادات في نهايـــة كل يوم على أن يتــســاوى مجمـــوع إيــــرادات اليــــوم المـــدونــــــة على السجل مع سجــــل الوصــــولات على أن يقــــوم الآمـــــر بالصـــــرف في نهاية كل بمراقبته مـــع الملاحظــــة ويـــوقف بالحروف ويختــم ويوقــــــع فـــــي نهايــــــة كـــــل ثلاثـــــــــي .


E السجــــــلات المشتركـــــة :
01 – سجل الحساب مفتوح لدى الخزينة أو الغير : على هذا السجل تسجل الحقوق على الخزينة وبصف عامة حقوق المؤسسة على الغير ويفتح هذا السجل لكل سنة مالية وتخصص أقسام الميزانية في الجهة اليسرى حيث تسجل فيها الحقوق المثبتة مع كتابة التحقيق وفي الجهة اليمنى تسجل المبالغ المحصل عليها مع كتابة تاريخ الإيراد ورقم الوصل .
02 – سجــل الصنـــدوق اليومــــي : تسجـــل فـــي هذا السجـــل كـــل الإيــــرادات والنفقــــات اليومية تاريخـــــي تحصيلهــــا أو دفعهــــا والغاية من هذا السجـــل هو معرفــــة الإيـــرادات والنفقــــات اليومية دون اللجــــوء إلــــى السجــــلات الأخرى ويشمل هذا السجــــل أربعــــة خـــانــــات وهي على التوالــــي رصــيد الأمـــــس ، إيـــــراد اليـــــوم المجمــــوع ، نفقــــة اليوم ، الرصيد ويوقف هذا السجل عادة عند نهايـــــة كــــل شهــــر بالحــــروف مذكريـــــن فـــــي ذلك برقــــم الصفحــــة .


03 – سجــــل الصنــــــدوق : يكتسي هذا السجل أهمية بالغة حيث يعتبر الحوصلة النهائية لسجلات الإيـــــرادات والنفقـــــات وحركـــــة الأمـــــوال زمن خلالــه نستطيع معرفة كل الإيرادات والنفقات المسجلة خلال السنة المالية والرصيد النهائي للمؤسسة معتمدين في ذلك على الأرصدة الحقيقية المبنية في الحسابات الجارية للخزينة والبريد والأموال النقدية التي تكون مفصلة حسب نوعها .
04 – دفتر الحساب الجاري البريدي وحساب الخزينة : وهما الدفتران اللذان تسجل فيهما كل عملية الإيرادات التي يتم عــــن طريــــق هــــذيــــن الحسابـيـــــن حـــســب أرقــــام ومبالــــغ الوصولات والجهة الدافعـــة ، وعمليــــات النفقـــــات التــــي تمــــت عــــن طريـــق الحسابيـــــن حســـب أرقام ومبالــــغ حــــوالات الدفــــع ورقــــم الصـــك والجهة المستفيدة من حيث ( notification ) تسجل فيها كــــل حركـــة تبليغ الإيرادات والنفقات التي تمت على مستوى الحسابين ومن ثم استخراج مجاميع الإيـــــرادات قــبـــــل وبعد البليـــــغ مــــن مجمــــوع اليــــوم والمجمــــوع منــــذ 01 / 01 ومجـــاميـــــع النفقات قبـــــل وبعــــد التبليـــغ من حيث مجموع اليــــوم والمجمـــوع منذ 01 / 01 وذلك للمراجعة والتحقــــق واستخــــراج الأرصـــدة للحسابيــــــن واستخــــراج جـــدول المقـــاربــــة بيـــن الـــرصيديــن ( حساب المؤسسة والحساب الجاري البريدي ) ، ( حساب المؤسسة والحساب الجاري للخزينة ) من حيث الإيرادات والنفقات ويتم غلقها عند 31 / 12 من كل سنة ماليـــة بالحــــروف والأرقــــام وتأشيرهما من طرف الآمر بالصرف مــــع التأكــيـــــــد على نقـــــل جداول المقاربة عند نهايــــة السنـــة على هذيــــن الدفتريـــــن .
05 – دفتر حركــــة الأمـــــوال النقديـــــة : وهو عـبــــارة عــــن دفتـــر يمثل حركــــة الأمــــوال المستعملــــة نقــــدا من حيث الإيرادات والنفقات حيث تسجل فيه كل العمليات التي تمت نقدا ويحتوي هذا الدفتر على رصيد يضف إليه إيراد اليوم يساوي المجموع – نفقة اليوم = الرصيد الجديــــد كمـــا تذكــــر فيـــه كــــل عمليات التحويل النقدي إلى الحسابين الجاريين لتحذف من الرصيد ناهيك على ذكر عملية السحب الفوري التي قد تحذف من حين إلى آخر ونذكر هنا على سبيل المثال المنحة المدرسية الخاصة التي تحـــــذف فــــي بدايــــة السنــــة الدراسيــــة .

محب بلاده
2010-12-11, 18:24
او هذا بحث آخر





مقدمة
إن موضوع المالية العامة ذا أهمية كبيرة. فهو يختص بدراسة المال العام بكل جوانبه من أين يحصل، كيف يحصل، أين ينفق و كيف؟ ومن هنا تبرز أهمية هذا العلم في
الاقتصاد فأساس تطور المجتمع اقتصاديا و اجتماعيا مرتكز على مدى فعالية السياسات الاقتصادية و منها السياسات المالية التي تعنى عناية بالغة بتحقيق الرفاهية الاقتصادية للمواطن.
و في بحثنا هذا تطرقنا إلى الميزانية العامة للغموض الذي ينطوي عليه هذا الموضوع لكثرة استعماله دون الوقوف على حقيقته و اختلاف استعماله بين الدول و مدى أثره على الاقتصاد.
ويمكن صياغة إشكالية هذا البحث في التساؤلات التالية:
*من أين تحصل الدولة على إراداتها؟
*كيف تنفق أموالها؟
*كيف يتم إنجاز الميزانية العامة؟
الفصل الأول:ماهية الميزانية العامة:
المبحث الأول: تعريفات الميزانية العامة:
الميزانية وثيقة مصدق عليها من السلطة التشريعية المختصة، تحدد نفقات الدولة و إراداتها خلال فترة زمنية متصلة و نستنتج من هذا التعريف الآتي:
* إن الميزانية وثيقة مصدق عليها من السلطة التشريعية المختصة، و معنى هذا أنه قبل التصديق كانت في حكم المشروع، و بعد تصديق السلطة التشريعية المختصة نصبح في حكم القانون الذي يحول للسلطة التنفيذية تحصيل الإرادات و جباية الضرائب بالشكل الذي ورد بالميزانية.
* تحدد نفقات و إرادات الدولة، أي بيان مفصل لما تعتزم الدولة على إنفاقه و بيان مفصل عن الإيرادات اللازمة لتغطية الإنفاق و مصادر الحصول عليها، بذلك تحدد الميزانية بوضوح السياسة المالية للدولة و مشروعاتها.
* خلال فترة زمنية متصلة، و جرت العادة على أن تكون هذه الفترة محددة بسنة و قد يحدث في بعض الأحيان أن تكون أقل أو أكثر من سنة و ذلك في حالة إرادة تغيير موعد بدء السنة المالية.
فالقاعدة عموما هي مدة سنة و هذا ما يميزها عن الحساب الختامي الذي يعبر عن إيرادات و مصروفات الدولة خلال السنة المنتهية.
و أيضا يمكن تعريف الميزانية العامة من خلال الآتي:
* يعرفها المفكر باسل في كتابه ميزانية الدولة على أنها عبارة عن أداة من خلالها تقوم الحكومة باقتطاع و توزيع جزء من الثروة المنشأة من الاقتصاد بغية تحقيق سياستها الاقتصادية و الاجتماعية بينما تعرفها بعض التشريعات القانونية على النحو التالي:
1*القانون الفرنسي: الموازنة هي الصيغة التشريعية التي تقدر بموجبها أعباء الدولة و إراداتها و يؤذن بها، و يقررها البرلمان في قانون الميزانية التي يعبر عن أهداف الحكومة. 2*القانون الجزائري: تتشكل الميزانية العامة للدولة من الإيرادات و النفقات المحددة سنويا كموجب قانون و الموزعة وفقا للأحكام التشريعية المعمول بها.
المبحث الثاني:خصائص الميزانية العامة.
تتصف الموازنة بعدد من الخصائص و الصفات التي تتلخص بكونها تقديرية، و بكونها تتضمن الإجازة بالجباية و الإنفاق، فضلا عن تحديدها الزمني، و إيلائها الأولوية للنفقات على الإيرادات و هو ما نفصله فيما يلي:
*إن للموازنة صفة تقديرية لأنها تحضر لسنة مقبلة و تحضيرها يجري عادة في أواسط السنة السابقة و لذلك يصعب تحديد ما سوف يبذل من نفقات أو ما سوف يجنى من واردات بصورة دقيقة أو شبه دقيقة.
*و للموازنة صفة تقديرية لكونها تنطوي من جهة على موافقة السلطة التشريعية (البرلمان) على تقدير مجموع النفقات و الواردات السنوية،و تنطوي من جهة ثانية على إذن تلك السلطة للسلطة التنفيذية بالإنفاق في حدود تلك الاعتمادات المقدرة. و الحقيقة أن الصفة القانونية للميزانية هي صفة شكلية لكونها مستمدة من السلطة التشريعية لكنها من حيث الموضوع. لا تعتبر قانونا لأن القانون بهذا المعنى ينطوي على قواعد دائمة.
*و للموازنة صفة الإجازة بالجباية و الإنفاق و ذلك أن تصديق السلطة التشريعية على تقديرات النفقات و الإيرادات كما وردت في مشروع الميزانية المعدل من قبل السلطة التنفيذية لا يعطي الموازنة قوة النشاط ما لم تشمل التصديق أيضا الإجازة للسلطة التنفيذية بجباية الموارد و الإنفاق على الأعباء العامة.
*و للموازنة صفة التحديد الزمني السنوي و هو ما نعرفه عموما باسم سنوية الموازنة لأنها توضع عادة لمدة سنة.و بالتالي موافقة السلطة التشريعية عليها تقترن بمدة السنة ذاتها.و الباحثون في المالية العامة متفقون على أن هذا التدبير هو تدبير سليم و موفق. فلو وضعت الموازنة لأكثر من سنة لكان من العسير التنبؤ ولو أن الميزانية وضعت لأقل من سنة لكانت الإيرادات تختلف في كل ميزانية و ذلك تبعا لاختلاف المواسم و تباين المحاصيل الزراعية.
*و للموازنة صفة إيلاء الأولوية للنفقات على الإيرادات: و هذه الصفة مرتبطة بالصفقة التقديرية للميزانية. و تتضح أولوية النفقات على الإيرادات في مختلف النصوص المرعية الإجراء.
و يرى الباحثون أن إعطاء الأولوية للنفقات على الإيرادات هو أحد التدابير المتخذة في ضل الفكر المالي التقليدي، و يرون أن تبرير دلك ناجم عن ضألة دور الدولة ، و قيامها بالنفقات الضرورية المحدودة و اللازمة لسير المرافق العامة و التي لا يمكن الإستغناء عنها بينما تتسع سلطة الدولة في الحصول على الإيرادات اللازمة لتغطية هذه النفقات.
المبحث الثالث: أهمية الميزانية العامة:
تظهر أهمية الميزانية العامة في مختلف النواحي خاصة السياسية و الاقتصادية:
1*من الناحية السياسية:
يشكل إعداد الميزانية و اعتمادها مجالا حساسا من الناحية السياسية، حيث تعتبر وسيلة ضغط يستعملها البرلمان للتأثير على عمل الحكومة سواء من حيث تعديلها أو حتى رفضها حتى تضطر الحكومة لإتباع نهج سياسي معين تحقيقا لبعض الأهداف السياسية و الاجتماعية.
2*من الناحية الاقتصادية:
تعكس الميزانية العامة في دول كثيرة الحياة الاقتصادية و الاجتماعية في مجتمعات هذه الدول، فهي إدارة تساعد في إدارة و توجيه الاقتصاد القومي حيث لم تعد الميزانية أرقاما و كميات كما كانت في المفهوم التقليدي بل لها آثار في كل من حجم الإنتاج القومي و في مستوى النشاط الاقتصادي بكافة فروعه و قطاعاته.
الميزانية العامة تؤثر في القطاعات الاقتصادية، فغالبا ما تستخدم الدولة الميزانية العامة (النفقات و الإيرادات) لإشباع الحاجات العامة التي يهدف الاقتصاد إلى تحقيقها.
فالعلاقة وثيقة بين النشاط المالي للدولة (الميزانية) و الأوضاع الاقتصادية. بكل ظواهرها من تضخم و انكماش و انتعاش....بحيث يصبح المتعذر فصل الميزانية العامة عن الخطة الاقتصادية. و خاصة بعد أن أصبحت الميزانية أداة من أدوات تحقيق أهداف الخطة الاقتصادية.
الفصل الثاني:
المبحث الأول: تقسيمات الميزانية العامة:
1*التقسيم الإداري للميزانية:
تعتبر الجهة الحكومية في هذا التقسيم المعيار في تصنيف و تبويب النفقات و الإيرادات العامة و هو يعتبر إنعكاسا للهيكل الإداري للدولة.
**مزايا التقسيم الإداري:
ـ البساطة التي تيسر للمواطنين فهم مختلف بنود الميزانية و مشتملاتها.
ـ تسهيل مهمة رقابة المواطنين على النشاط المالي للدولة.
ـ تعرف كل وزارة و إدارة حكومية بسهولة على ما خصص لها من إعتمادات.
**عيوب التقسيم الإداري:
ـ صعوبة دراسة و تحليل الآثار الاقتصادية لمختلف العمليات الخاصة بالنشاط المالي.
ـ صعوبة تقدير ما ينفق مقدما على كل وظيفة من وظائف الدولة المختلفة.
ـ تبويب الإيرادات العامة حسب المورد الإداري يجعل من الصعوبة قياس العبء الإجمالي لتحصيل الإيرادات العامة.
2*التقسيم الوظيفي للميزانية:
المعيار المتبع في هذا التقسيم هو نوع الخدمة (الوظيفة) التي تؤديها الدولة و التي ينفق المال العام من أجلها بصرف النظر عن الجهة الإدارية التي تقوم به.
و على هذا الأساس يتم تصنيف جميع النفقات العامة و تبويبها في مجموعات متجانسة طبقا للخدمات العامة المتعلقة بوظائف الدولة و التي تقوم بها مباشرة و تمولها من الإرادات العامة.
**مزايا التقسيم الإداري:
ـ يسمح بفحص اتجاهات الإنفاق الحكومي على وظائف الدولة و تحليل آثار بعضها بصفة خاصة.
ـ تقييم أنشطة كافة الوحدات المكونة للاقتصاد العام و بيان دورها في اقتصاد الجماعة.
ـ إمكانية عقد مقارنة بين التقسيمات الوظيفية لأكثر من دولة و خاصة بين الدول المتشابهة إقتصادية.
**عيوب التقسيم الوظيفي:
ـ يستمد التقسيم أهميته الكبرى من دراسة النفقات العامة الفعلية عنه في دراسة النفقات المقترحة.
ـ لا يسمح هذا التقسيم بإظهار الأشغال العامة كوظيفة مستقلة و إنما يتم توزيعها على الوظائف الأخرى وفقا لنصيبها منها.
ـ توحد بعض الأنشطة التي تقوم بها الدولة و تخدم أغراضا متعددة و بالتالي يكون من الصعب تمييز مختلف النفقات بكل بكل غرض حدى.


3*التقسيم النوعي:
و يطلق عليه أيضا التقسيم حسب البنود أو حسب طبيعة النفقة كما يستخدم أيضا مصطلح"الموازنة التقليدية" حيث يكون التركيز فيها على مختلف السلع و الخدمات و المعدات و التجهيزات و وسائل النقل و غيرها من النفقات التي تحتاج إليها الوحدات الحكومية في تشغيل مرافقها و تنفيذ برامجها. و لما كانت الجهات الحكومية و إن اختلفت أنشطتها تشتري في الغالب سلع و مواد و خدمات متشابهة. نشأت فكرة الدليل النمطي الموحد لحسابات الجهات الحكومية حيث يعطي رقم الباب و المجموعة و البند و النوع مدلولا واحدا لدى جميع الجهات.
**مزايا التقسيم النوعي:
ـ يسهل عملية الرقابة على العمليات المالية و كشف أي أخطاء أو تلاعب.
ـ يمكن من دراسة الآثار الاقتصادية لكل نوع من أنواع النفقات على الإنتاج و الاستهلاك القوميين.
ـ توفير عنصر المقارنة بين بنود الإنفاق للجهة الحكومية خلال سنوات مالية و كذلك على مستوى الجهات الحكومية.
**عيوب التقسيم النوعي:
ـ صعوبة قياس أداء الجهات الحكومية حيث يتم التركيز على وسيلة التنفيذ و يهمل التنفيذ نفسه.
ـ يهتم التبويب بالتحقق من عدم تجاوز الجهة للاعتماد المخصص لنوع النفقة ولا يهتم بالعمل الذي تباشره الحكومة.
المبحث الثاني:المبادئ الأساسية للميزانية:
هناك مبادئ أساسية للميزانية اتفق عليها علماء المالية العامة و تتلخص فيما يلي:
1*مبدأ السنوية:
و يقضي هذا المبدأ بأن مدة سريان الميزانية اثنتا عشر شهرا أي سنة كاملة و موافقة الجهة التشريعية سنويا عليها.
و لا يشترط أن تبدأ السنة المالية مع السنة الميلادية. فقد كانت بداية السنة المالية في جمهورية مصر حتى عام1971 هو أول يوليو من كل عام. ثم تغير و أصبح أول يناير و تعتبر فترة السنة هي المدة المثلى لتحديد الإنفاق العام و الإيرادات العامة. فإذا أعدت لمدة أطول من ذلك فقد لا تتحقق التوقعات التي بنيت عليها الميزانية لما في الحياة الاقتصادية و السياسية من تقلبات يصعب التكهن بها لمدة أطول من سنة. و إذا قلت المدة عن سنة فيعني هذا أن إحدى الميزانيات تتركز فيها الإيرادات لأن معظم الإيرادات التي تعتمد عليها الميزانية تكون موسمية و العكس في الميزانية اللاحقة لها فسوف لا تظهر بها إيرادات بسبب سريانها في فترة خلاف المواسم التي لا يتحقق فيها الإيراد. و هذا بالإضافة إلى أن تغيير الميزانية و اعتمادها يتطلب أعمالا مرهقة للأجهزة التنفيذية و التشريعية فلا يجب أن يتم شل هذه الأعمال في فترات متقاربة.
*مبدأ العمومية:2
و يقضي هذا المبدأ بإظهار كافة الإيرادات و كافة المصروفات مهما كان حجمها. بحيث يتضح جليا جميع عناصر الإيرادات و جميع عناصر المصروفات دون أن تتم مقاصة بين المصروفات و الإيرادات و إظهار الرصيد المعبر عن زيادة المصروفات عن الإيرادات أو زيادة الإيرادات عن المصروفات، و كانت قديما تتبع في معظم الدول حيث كانت تتبع أسلوب الناتج الصافي. و يدافع أنصار مبدأ الناتج الصافي على أن هذه الطريقة تعطي صورة واضحة عن نتيجة نشاط الوحدة الإدارية أو المصلحة، إن كانت إيراد أو إنفاق بالنسبة للدولة، و يوجهون النقد لمبدأ العمومية لأنه يلزم كل وحدة أو مصلحة بأن تدرج في كل ميزانية تفاصيل ليست من الأهمية بمكان و لاسيما أنه قد سبق ذكرها في سنوات سابقة.
و لكن يرد على هذا الرأي بأن إدراج الوحدة الإدارية أو المصلحة لمصروفاتها بالتفصيل الكامل لميزانيتها و كذلك إدراج إيراداتها بالكامل بمثابة توضيح كامل لهذه العناصر مما ييسر مهمة الباحث أو الفاحص. و لاسيما بالنسبة للسلطة التشريعية التي يهمها الوقوف على حقيقة و طبيعة كل منصرف و إيراد. كما يعتبر بمثابة رقابة داخلية على الوحدة أو المصلحة في مرحلة تنفيذ الميزانية أو عرض حساباتها الختامية دون أن تجد وسيلة لها في تعمد إخفاء بعض عناصر المصروفات أو الإيرادات باعتمادها على إظهار نتيجة نشاطها في رقم واحد يعبر عن زيادة الإيراد عن المنصرف أو زيادة المنصرف عن الإيراد و هذا ما أدى إلى اختفاء طريقة الناتج الصافي من عالم المالية العامة و حل محله مبدأ العمومية.
3*مبدأ الوحدة:
و يقضي هذا المبدأ بأن تدرج كافة عناصر الإيرادات العامة و عناصر الإنفاق العامة في بيان واحد دون تتشتتهما في بيانات مختلفة يمثل كل بيان من ميزانية مستقلة. كما لو تم إعداد ميزانية الدولة.
و الهدف من إظهار الميزانية في صورة موحدة لكافة عناصر الإيرادات و المصروفات هو:
*سهولة عرض الميزانية و توضيحها للمركز المالي ككل.
*تجنيب الفاحص أو الباحث إجراء التسويات الحسابية التي يستلزمها الأمر لدراسة أو فحص الميزانية العامة للدولة مثل تجميعه لعناصر المصروفات و الإيرادات المختلفة.
*إن وضع كافة الإيرادات و أوجه إنفاقها تحت نطر السلطة التشريعية تسهل عليها مهمة ترتيب الأولويات للإنفاق العام للدولة ككل. الأمر الذي لا يمكنها من ذلك لو نظرت إلى مشتملات كل ميزانية على حدى.
و يرى الكثير من كتاب المالية العامة بما أنه لم يعد من الممكن أن تطبق على مختلف نفقات الدولة فواعد و أصول واحدة ينبغي أن توجد إلى جانب الميزانية العامة العادية ميزانيات أخرى لكل منها طابعها الخاص و أصولها الخاصة. و تتجلى هذه الميزانيات في:
أ*الميزانيات غير العادية:
و هي تلك التي توضع خصيصا لعمل طارئ كالحروب، أو للقيام بمشروعات استثمارية كبيرة كبناء السدود أو مد السكك الحديدية و تغطي النفقات غير العادية من إيرادات غير عادية كالقروض.
ب*الميزانيات المستقلة:
و يقصد بها ميزانيات المشروعات العامة ذات الطابع الاقتصادي التي منحت الشخصية المعنوية. و تتميز بأنها لا تخضع للقواعد و الأحكام الخاصة بالميزانية العامة للدولة و أن بدايتها تختلف مع بداية الميزانية العادية للدولة.
ج*الميزانيات الملحقة:
و يقصد بها الميزانيات التي تتمتع بموارد خاصة، و ذلك كالمرافق العامة ذات الطابع الاقتصادي و التي تتمتع باستقلال مالي و لكنها لم تمنح الشخصية الاعتبارية.
وترتبط هذه الميزانيات بميزانية الدولة أي أن رصيدها الدائن يظهر في جانب إيرادات الدولة، و رصيدها المدين يظهر في جانب نفقات الدولة.
د*الحسابات الخاصة على الخزانة:
ويقصد بها تلك (الحسابات) المبالغ التي تدخل الخزينة على أن تخرج منها فيما بعد. أي لا تعد إيرادا بالمعنى الصحيح، ثم ثم تلك المبالغ التي تخرج من الخزانة على أن تعاد منها فيما بعد و لذلك لا تعد إنفاقا عاما.
4*مبدأ عدم التخصص:
المقصود به ألا يخصص نوع معين من الإيراد لإنفاق حصيلته على نوع معين من الإنفاق كما لو خصص إيراد الرسوم الجامعية على تغطية المصروفات الخاصة بالجامعة،وتتجه أساليب المالية العامة الحديثة لإنكار مبدأ التخصيص و الأخذ بمبدأ عدم التخصيص للأسباب التالية:
*إذا قلت حصيلة الإيراد المخصص ينتج عن ذلك قصور في الخدمة المخصص لها هذا الإيراد. و إذا زاد الإيراد يؤدي إلى إسراف في الإنفاق المخصص له هذا الإيراد
*من المفروض أن أوجه الإنفاق العام تتحدد طبقا لدرجة إلحاح الحاجات العامة للمجتمع و العمل على إشباعها طبقا لدرجة إلحاحها و أن توجه الإيرادات جميعها دون تخصيص لإشباع هذه الحاجات طبقا لترتيب أولويتها.
5*مبدأ التوازن:
و معناه أن تتساوى جملة الإيرادات العامة مع جملة النفقات العامة. و تأسيسها على ذلك فلا تعتبر الميزانية محققة لمبدأ التوازن إذا زاد إجمالي النفقات العامة عن إجمالي الإيرادات العامة فهذا يعبر عن وجود عجز في الميزانية. و كذلك في حالة زيادة الإيرادات العامة عن النفقات العامة يعبر هذا عن وجود فائض في الميزانية.
و لقد كان هذا هو المبدأ السائد في القرن 19 حتى أواخر عام 1929 حيث الكساد العالمي الكبير الذي غير معتقدات أصحاب مبدأ توازن الميزانية. فقد كانوا يعتقدون أن دور الدولة محدود في نشاطها التقليدي الذي يتمثل في الدفاع و الأمن القومي و عدم تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي فلا داعي في نطرهم لوجود عجز أو فائض.
و لكن العلماء المحدثون في المالية العامة يرون عدم الأخذ بمبدأ توازن الميزانية و يرون أن تكيف الدولة للحالة الاقتصادية عن طريق إحداث عجز أو فائض في ميزانيتها.و في هذا معالجة لهزات الدورة الاقتصادية بالنسبة للدول الرأسمالية.
المبحث الثالث: عجز الميزانية العامة:
تعتبر مشكلة عجز الميزانية من المسائل و القضايا الجوهرية التي أثارت اهتمام الباحثين الباحثين في دول العالم. فهي من المشكلات المالية المتميزة بتطويرها الذي يصيب كافة المجالات:الاجتماعية، السياسية و الاقتصادية في طل تقلص المواد. و اتساع الحاجات.
و قد تعدت المشكلة كونها قضية تواجهها دول العالم الثالث. بل و حتى الدول الصناعية المتقدمة أصبحت تنظر إلى عجز الميزانية العامة كمشكلة حقيقية تتطلب تخطيطا دقيقا وجها كبيرا.
1*مفهوم عجز الميزانية:
يمثل العجز في الميزانية العامة الفارق السلبي موازنة توسيعية من خلال زيادة المصروف التي تؤدي بدورها إلى زيادة الطلب الكلي دون أن يرافقها زيادة في المداخيل.
2*أسباب عجز الميزانية العامة:
و يمكن تلخيص الأسباب الرئيسية فيما يلي:
*التوسيع في دور الدولة للإنفاق العام، وذلك من خلال زيادة متطلبات و احتياجات المواطنين.
*ضعف النمو الاقتصادي و تقلص مدا خيل الدولة.
*ارتفاع الضرائب غير المباشرة خاصة. و هو ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار،و الذي ينتج عنه المطالبة برفع الأجر.
*ارتفاع الاقتطاعات على العائدات للعائلات يؤثر على القدرة الشرائية. و من ثم على ادخارهم و بصفة عامة يمكن أن ندرج هذه الأسباب في سببين رئيسيين:
ـ زيادة الإنفاق الحكومي.
ـ تقلص الموارد العامة.
3*معالجة عجز الميزانية العامة:
لقد تطرقت دراسات عديدة لموضوع عجز الميزانية العامة، و كيفية مواجهتها، بإيجاد الطرق المثلى لتمويله و التعامل معه، و سنحاول أن نستعرض في هذا الجانب التوجيهات الاقتصادية الحالية المعالجة لمشكلة عجز الموازنة العامة حسب الأسس الدولية و التطبيقات الحديثة. فمن دول العالم من تنتهج برامج الإصلاح الذاتي لمعالجة المشكلة، و منها من تلجأ إلى المؤسسات المالية الدولية لتمويل عجزها و خاصة اللجوء إلى صندوق النقد الدولي، و مختلف المؤسسات المالية الدولية الأخرى.
أ*برامج الإصلاح و التنمية الذاتية:
تنتهج كثير من دول العالم برامج الإصلاح الذاتية التي تعتمد على إجراءات و طرق علاجية تختلف حسب نظامها المالي و تهدف هذه البرامج إلى ترشيد النفقات العامة. و زيادة الإيرادات الضرورية بفرض الضرائب على جميع المجالات القابلة لذلك أي الإبقاء على دور الدولة واضحا في الاقتصاد بما يحقق التنمية الشاملة و التخطيط المحكم. و في إطار برامج الإصلاح الذاتي، و بغية علاج الجزء المتعلق بالميزانية العامة من النظام المالي تلجأ الدولة إلى إتباع و أخذ السياسات التمويلية التالية:
سياسة التمويل الداخلي لتغطية العجز في الموازنة العامة:
تلجأ الدولة النامية إلى الاقتراض الداخلي عوضا عن طلب القروض من الأسواق العالمية في سبيل ذلك تصدر تلك الدول سندات الخزينة لتمويل العجز في الميزانية العامة، غير أن هذه السياسة قد تترتب عنها بعض الآثار السلبية كزيادة حجم الدين العام الداخلي عندما تكون أسعار الفائدة مرتفعة.
ترشيد النفقات العامة:
هو تطبيق عملي لأفضل كفاءة في توزيع الموارد، فهو يشمل بالضرورة الحد من الإسراف في كافة المجالات و الأخذ بمبدأ الإنفاق لأجل الحاجة الملحة لتحقيق النمو المطلوب في الاقتصاد الوطني.
سياسة التمويل الخارجي لتغطية عجز الموازنة العامة:
يهدف هذا الإجراء إلى التأثير على ميزان المدفوعات بتعزيز رصيد احتياطي العملة الأجنبية المتحصل عليها من القروض، أو المحافظة على أسعار صرف العملة المحلية في حدود المعقول التي لا تؤدي إلى حدوث خلل في الميزانية العامة، نتيجة ارتفاع قيمة الدين العام الناتج عن انخفاض قيمة العملة المحلية. و يدخل في سياسة التمويل الخارجي لسندات الخزينة التي تنشط الأموال الأجنبية من خلال تشجيع الصادرات ، و هو ما يحقق نتائج فورية كبيرة، و يقلل من عجز الميزانية العامة. و من الملاحظ أن مثل هذا الإجراء لسياسة التمويل الخارجي. تنتهجه الدولة الصناعية و لا يمكن في كثير من الأحيان أن يستخدم بنجاح في الدول النامية، لأن العبء الذي تتحمله هذه الدول في سداد تلك القروض على المدى البعيد، سيفوق حجم العائدات من هذه القروض.
الفصل الثالث: مراحل الميزانية العامة:
المبحث الأول: تحضير و إعداد الميزانية:
1*السلطة المختصة بتحضير الميزانية:
تلعب السلطة التنفيذية الدور الأساسي في هذه المرحلة، و يرجع ذلك إلى عدة إعتبارات:
*الاعتبار الأول:
تعبر الميزانية عن البرنامج و الخطط الحكومية في المجالات المختلفة.
*الاعتبار الثاني:
أن السلطة التنفيذية تتولى إدارة وحدات القطاع العام، ومن فهي وحدها التي تعلم ما تتطلبه هذه الإدارة من نفقات.
*الاعتبار الثالث:
السلطة أكثر معرفة بالمقدرة المالية للاقتصاد الوطني، و ذلك بفضل الأجهزة الإحصائية المختلفة.
*الاعتبار الرابع:
السلطة التنفيذية أفضل من السلطة التشريعية في تحديد الحاجات العامة و الأولويات الاجتماعية.
ـ تتولى السلطة التنفيذية مهام تحضير الميزانية بينما السلطة التشريعية تختص باعتماد الميزانية.
ـ فالسلطة التنفيذية أقدر من السلطة التشريعية في تقدير أوجه النفقات و الإيرادات العامة.
ـ و يتم تكليفها بإعداد و تحضير الميزانية وفقا للظروف الاقتصادية الملائمة، فالميزانية تمثل النشاط المالي للدولة لذلك وجب أن يسودها الانسجام و التوافق.
ـ و لا يتحقق هذا إذا ترك الأمر للسلطة التشريعية فالبرلمان يقوم بإعداد ميزانية وفقا للمنتخبين فهي تخدم مصالحهم لا المصالح العامة.
ـ ثم إن السلطة التشريعية تطالب السلطة التنفيذية باحترام الخطة الاقتصادية للدولة فهي بذلك تقوم بالتوجيهات العامة و لا تتدخل في تفاصيل إعداد و تحضير الميزانية.
ـ يتولى تقدير النفقات كل وزير ثم تقدم إلى وزير المالية فيتم التشاور فيها إن كان هناك ضرورة لإدخال تعديلات معينة. و إذا لم يوافق هؤلاء يتخذ القرار بمفرده.
ـ و إذا حدث خلل إجراء التعديلات يتم عرضه على رئيس الوزراء الذي يحيله بدوره إلى مجلس الوزراء للفصل في هذا الخلاف. و يتم تحديد سلطات وزير المالية لما يحقق منفعة للدولة.
2*الإجراءات الفنية المتبعة بصدد تحضير الميزانية:
باعتبار وزير المالية ممثلا للسلطة التنفيذية يقوم بمطالبة كافة الوزارات بوضع تقديراتهم حول الإيرادات و النفقات للسنة المالية المقبلة ليتسنى له الوقت إعداد مشروع الميزانية.
ـ كل مؤسسة أو مصلحة تتولى إعداد تقديراتها بشان ما تحتاج إليه من نفقات أو ما تتحصل عليه من إيرادات خلال السنة المالية و ترسلها إلى الوزارة التابعة لها، حيث تتم مراجعتها و تعديلها ومن ثم إدراجها ضمن مشروع الميزانية الذي يتم عرضه على مجلس الوزراء الذي يعرضه على السلطة التشريعية في الموعد المنصوص.
ـ لقد بدأت الدول و خاصة المتقدمة الاتجاه إلى الأساليب الحديثة لإعداد و تحضير الميزانية العامة. فهي تعبر عن النفقات و الإيرادات بصورة حقيقية، ثم توضح الاتجاه الاقتصادي و السياسي و الاجتماعي لكل دولة.
ـ و قد أصبحت الدول تشمل التقسيمين (الإداري و الوظيفي) بعد إعداد ميزانيتها العامة.
*التقسيم الإداري:
أسلوب تقليدي لإعداد و تحضير الميزانية، فهي تبوب النفقات و الإيرادات وفقا للوحدات الحكومية.
ـ و هذا التقسيم يمكن السلطة التشريعية من مراقبة و اعتماد الميزانية بسهولة. وما يعاب عليه انه غير كاف لدراسة تطور توزيع الموارد العامة.
*التقسيم الوظيفي:
أسلوب حديث يسمح بتصنيف النفقات العامة و في مجموعات متجانسة، و المعيار المتبع هو نوع الوظيفة أو الخدمة التي ينفق المال العام من اجلها:
ـ فمثلا النفقات المخصصة للصحة المدرسية تدرج ضمن بند الصحة بالرغم من أنها تابعة لوزارة التربية و التعليم.
ـ ما يعاب على هذا التقسيم انه يهتم بجانب النفقات و يهمل الإيرادات، ولا يمكن تقسيم الإيرادات تقسيما وطيفيا، لذلك يتم تقسيمها تقسيما كما يتماشى مع التقسيم الوظيفي، حيث يتم نشر بيانات الميزانية بشكل واضح ليفهم مفهومنا.
ـ للتقسيم الوظيفي أهمية كبيرة في إعداد و تحضير الميزانية، حيث تتخصص كل مجموعة متجانسة في وضيفة معينة، و تمكننا أيضا من معرفة كيفية توزيع النفقات العامة على وظائف الدولة.
ـ و أخيرا بواسطته نتمكن من تحليل النشاط الحكومي و الوقوف على تغيراته.
ـ و قد اتخذت عدة أساليب لتحضير و إعداد الميزانية تتمثل:
*أولا: ميزانية الأداء:
و التي تنعني إعادة تقييم جانب النفقات العامة حيث يظهر كل ما تنجزه الدولة من أعمال مثل إنشاء مستشفى جامعي، بناء مدرسة...
و هذا يهدف تحقيق أهداف إنتاجية محددة.
*ثانيا: ميزانية التخطيط و البرمجة:
يهدف هذا الأسلوب إلى تحقيق احتياجات المجتمع بالاستغلال الأمثل لجميع الموارد حيث يمكننا من معرفة المقارنة بين تكلفة و منفعة الإنفاق العام و هذا الأسلوب يقوم على عناصر ثلاثة هي:
أ*التخطيط:
و هو يمثل الأهداف التي تسعى الحكومة إلى تحقيقها في المدى الطويل.
ب*البرمجة:
يقصد بها تحقيق الأهداف المحددة مع تقدير العبء المالي لكل بديل، و وضع برامج متكاملة لتحقيق عدة أهداف.
ج*الموازنة:
و هي عبارة عن ترجمة الشرائع السنوية للبرامج في صورة اعتمادات سنوية.
ثالثا: الإدارة بالأهداف:
و هي تخصيص اعتمادات الميزانية وفقا للأهداف الفرعية التي تسعى كل الوحدات الحكومية لتحقيقها. حيث يقوم كل مرفق أو رئيس قسم بتحديد أهدافه و يتم الاعتماد وفقا لهذه الأهداف.
رابعا: الميزانية ذات الأساس الصغرى:
وهي ضرورة تحليل البيانات و دراسة و تقييم كافة الأنشطة و البرامج سنويا، و هي تؤدي إما لتطوير و تحسين البرامج و زيادة الإعتمادات و إما بقائها على حالها أو تخفيضها أو إلغائها إذا ثبت عدم جدواها.
المبحث الثاني: اعتماد الميزانية:
1* السلطة المختصة باعتماد الميزانية:
السلطة المختصة باعتماد و إيجاز الميزانية هي السلطة التشريعية و الاعتماد شرط أساسي لا غنى عنه لوضع الميزانية موضع
التنفيذ و ذلك طبقا للقاعدة المشهورة″أسبقية الاعتماد على التنفيذ″.
ـ و حتى السلطة التشريعية في اعتماد الميزانية يتم في الموافقة على الضرائب و مراقبة موارد الدولة عامة. لكن بالإضافة إلى ذلك وجب اعتراف السلطة التشريعية بحق أخر و هو الموافقة على النفقات.
ـ و يمر اعتماد الميزانية داخل المجلس التشريعي بثلاث مراحل هي:
أ*مرحلة المناقشة العامة:
يعرض مشروع الميزانية العامة للمناقشة في البرلمان،تنصب على كليات الميزانية العامة و ارتباطها بالأهداف القومية كما يراها أعضاء المجلس.
ب*مرحلة المناقشة التفصيلية المتخصصة:
تطلع بها لجنة متخصصة و هي لجنة الشؤون الاقتصادية و المالية .
ـ تستعين بما تراه من خبراء استثماريين، تناقش مشروع الميزانية منكل جوانبها و ترفع بعد ذلك تقريرها إلى المجلس.
ج*مرحلة المناقشة النهائية:
يناقش المجلس تقارير اللجنة و يقوم بالتصويت وفقا للدستور و القوانين المعمول بها.
تتوقف كفاءة السلطة التشريعية في فحصها لمشروع الميزانية على اعتبارات عدة منها:
*توفر قدر وافي من الإحاطة بمختلف جوانب الميزانية و توفر المعلومات المالية و الاقتصادية و مكونات ميزانية الدولة.
*سياسيا و اقتصاديا و النقابية، فكلما كانت ناضجة توفرت للسلطة التشريعية قوة سياسية و كلما كانت غير ناضجة، كان تأثير السلطة التنفيذية أقوى.
*و للمجلس التشريعي حق إجراء التعديلات على مشروع الميزانية حيث لا يحق له إجراء تعديلات جزئية بل يفترض أن يكون البناء متكاملا و يشمل الميادين السياسية، الاقتصادية و الاجتماعية.
*لا يحق لنواب الشعب إجراء تعديلات على مشروع الميزانية العامة لأنها لا تهدف لتحقيق الصالح العام بل قد تخل بالبناء المتكامل.
*ينحصر حق البرلمان في الموافقة على مشروع الميزانية أو رفضه. و في حالة رفضه تقدم الحكومة استقالتها أي تسحب الثقة منها. إلا إذا تم إجراء انتخابات نيابية جديدة.
2*أداة اعتماد الميزانية:
إذا وافق البرلمان على مشروع الميزانية العامة يصدرها وفق قانون يطلق عليه قانون المالية، حيث يحدد المبلغ الإجمالي لكل من النفقات و الإيرادات.
ـ لقد ثار الخلاف حول قانون المالية العامة إذا ما كان قانون دقيق أم لا، حيث أنه يقرر فحسب اعتماد البرلمان لمبالغ الإيرادات و النفقات الواردة في الميزانية.
ـ يعد قانون الميزانية قانونا بالمعنى العضوي كونه صادرا عن السلطة المختصة بالتشريع.
ـ إن اعتماد البرلمان للإيرادات يختلف عن اعتماده للنفقات: فالإيرادات تقوم الحكومة بتحصيلها، لكنها لا تلتزم برقم الإيرادات المطلوبة بل قد تتعداه، دون إذن مسبق من البرلمان بذلك.
ـ و يختلف الأمر في اعتماد البرلمان للنفقات. فلا يجوز أن تكون النفقات أكبر من الإيرادات و لا يحق للدولة اعتماد نفقات باب معين لباب أخر إلا بموافقة البرلمان.
ـ و قد تضطر الحكومة إلى طلب نفقات أخرى غير واردة في الميزانية و ذلك لنشأة وجه جديد للإنفاق. و لكن يستوجب هذا موافقة المجلس النيابي.
2*تقنيات تقدير النفقات و الإيرادات:
تختلف الطرق و الأساليب المتبعة لتقدير كل النفقات و الإيرادات العامة في الميزانية. حيث تسعى السلطة التنفيذية المختصة بإعداد و تحضير الميزانية و هي أن تكون تقديراتها مطابقة للواقع، بحيث لا تحدث اضطرابات متعلقة بزيادة النفقات و نقص الإيرادات عما هو متوقع.
أولا: تقدير النفقات:
يتم إعادة النفقات دون صعوبات تقنية كثيرة. حيث أن كل مرفق يحدد نفقاته المستقلة على أساس حجم نفقاته السابقة مضافا إليها ما سيقوم به المرفق من نفقات خاصة بالاستثمارات أو الإنشاءات خلال السنة المالية المقبلة و يتم تقدير النفقات أو ما يعرف بالإعتمادات باستخدام عدة طرق.
أ*الاعتمادات المحددة و الاعتمادات التقديرية:
*نعني بالإعتمادات المحددة تلك التي تمثل الأرقام الواردة بها الحد الأقصى لما تستطيع الحكومة دون الرجوع إلى السلطة التشريعية و تعد هذه الطريقة هي الأساس في اعتمادات النفقات و تطبق بالنسبة للمرافق القائمة بالفعل و التي يكون لها خبرة في تقدير نفقاتها المستقلة، مما يعني عدم تجاوزها للاعتمادات المخصصة لتغطية هذه النفقات.
*أما الإعتمادات التقديرية و يقصد بها النفقات التي يتم تحديدها على وجه التقريب. و هي تطبق عادة على المرافق الجديدة التي لم يعرف نفقاتها وجه التحديد. و يجوز للحكومة أن تتجاوز مبلغ الاعتماد التقديري دون الرجوع إلى السلطة التشريعية، على أن يتم عرض الأمر عليها فيما بعد للحصول على موافقتها، أي أن موافقة السلطة التشريعية عليها تعد موافقة شكلية.
ب*إعتمادات البرامج:
هذه الطريقة لتقدير النفقات تتعلق بالمشاريع التي يتطلب تنفيذها فترة طويلة و يتم تنفيذ ه\ه البرامج بطريقتين: إما عن طريق أن يتم تحديد مبلغ النفقات بصورة تقديرية و يتم إدراجه في ميزانية السنة الأولى على أن يتم إدراج في ميزانية كل سنة من السنوات اللاحقة الجزء الذي ينتظر دفعه فعلا من النفقات. و تسمى هذه الطريقة بطريقة اعتمادات الربط. أما الطريقة الثانية فهي تتلخص في أن يتم إعداد قانون خاص مستقل عن الميزانية يسمى بقانون البرنامج توافق عليه السلطة التشريعية.
و بموجب هذا القانون يتم وضع برنامج مالي على أن يتم تنفيذه على عدة سنوات و يوافق على الإعتمادات اللازمة له، و يقسم هذا القانون ذات البرنامج على عدة سنوات و يقرر كل جزء منها الاعتمادات الخاصة بها. و تسمى هذه الطريقة بطريقة اعتمادات البرامج.
ثانيا: تقدير الإيرادات:
يثير تقدير الإيرادات العامة صعوبات تقنية إذ أنه يرتبط أساسا بالتوقيع فيما يتعلق بالظروف و المتغيرات الاقتصادية التي قد تطرأ على الاقتصاد الوطني من أجل تحديد مصادر الإيرادات المختلفة، وخاصة الضرائب، في السنة المالية المقبلة.
و يتم تقدير الإيرادات العامة باستخدام عدة طرق:
أ*التقدير الآلي:
تتمثل هذه الطريقة في تقدير الإيرادات المقبلة على أساس آلي لا يترك للقائمين بتحضير الميزانية أي سلطة تقديرية بتقدير الإيرادات المتوقع الحصول عليها.
و تستند هذه الطريقة أساسا على قاعدة السنة قبل الأخيرة إذ يتم تقدير الإيرادات على أساس الاسترشاد بنتائج آخر ميزانية نفذت أثناء تحضير الميزانية الجديدة. و هناك قاعدة أخرى هي قاعدة الزيادات، أي إضافة نسبة مئوية على آخر ميزانية نفذت وتتم على أساس متوسط الزيادة التي حدثت في الإيرادات العامة و تتميز هذه الطريقة على أنها تحدد حجم الإيرادات و النفقات بطريقة تحفظية. ما يعاب عليها أن الحياة الاقتصادية لا تسير في اتجاه ثابت. فغالبا ما تتأرجح بين الكساد و الانتعاش من فترة لأخرى.
انتشار التضخم و ارتفاع الأسعار و انخفاض القدرة الشرائية في كثير من البلدان في العصر الحديث يجعل من الصعب استعمال هذه الطريقة في تحديد حجم الإيرادات.
ب*التقدير المباشر:
تستند هذه الطريقة أساسا على التوقع أو التنبؤ باتجاهات كل مصدر من مصادر الإيرادات العامة على حدة و تقدير حصيلته المتوقعة بناءا على هذه الدراسة مباشرة.
كل مؤسسة من القطاع العام تتوقع حجم المبيعات للإيرادات العامة للسنة المالية المقبلة، بحيث كل الوزارات أو الهيئات الحكومية تقدر ما تتوقع الحصول عليه من إيرادات في شكل رسوم أو ضرائب عن نفس السنة المالية موضوع الميزانية الحديثة.
و هذه التوقعات ترتبط بحجم النشاط الاقتصادي ففي حالة الرخاء و الانتعاش تزداد الدخول و الثروات و المبيعات و الأرباح و الاستهلاك و الواردات و الصادرات...الخ و التي يترتب عليها زيادة الإيرادات بصورة غير متوقعة، أما في فترات الكساد تصاب الأنشطة الاقتصادية بالخمول، مما يؤدي إلى قلة الإيرادات و زيادة النفقات و هذا ما يستدعي دراسة فورية للتقلبات الاقتصادية.
و إذا كانت طريقة التقدير المباشر أفضل الطرق لتقدير الإيرادات، فاللجان المتخصصة تقوم بالاسترشاد لتقدر مبالغ الإيرادات الفعلية المحصلة حسب مستولى النشاط الاقتصادي المتوقع و التغيرات المنتظرة في التشريع الضريبي باعتباره أهم مصادر الإيرادات العامة على الإطلاق...الخ.
المبحث الثالث: تنفيذ الميزانية و الرقابة عليها:

1*تنفيذ الميزانية:
وهي تمثل مرحلة انتقال الميزانية العامة من التطبيق النظري إلى حيز التطبيق العملي الملموس. و هي آخر مرحلة من مراحل الميزانية، تختص بها السلطة التنفيذية و تشرف على تنفيذها وزارة المالية التي تعتبر أهم أجزاء الجهاز الإداري للدولة.
أ*عمليات تحصيل الإيرادات و النفقات:
تتولى وزارة المالية مهمة تنفيذ الميزانية عن طريق تجميع الإيرادات من مختلف المصادر و إيداعها في الخزينة العمومية و يتم في المقابل الإنفاق لكن حسب الحدود الواردة في اعتماد الميزانية.
أولا: عمليات تحصيل الإيرادات:
كما ذكرنا سابقا، تختلف القيمة القانونية للإيرادات الواردة في الميزانية عن قيمتها فيما يتعلق بالنفقات.
فإجازتها للنفقات تعني مجرد الترخيص للحكومة بالإنفاق في حدود المبالغ التي تم اعتمادها.
إجازتها للإيرادات، بحيث لا تملك هذه عدم تحصيل جزء منها، وألا تكون قد ارتكبت خطأ تحاسب عليه أمام السلطة التشريعية.
و يتم تحصيل الإيرادات العامة بواسطة موظفين مختصين في وزارة المالية مباشرة أو تابعين لجهات حكومية تتبع وزارة المالية.
و يجب مراعاة عدة قواعد عامة في عمليات تحصيل الإيرادات العامة تتمثل في:
ـ أن يتم تحصيل الإيرادات في مواعيد معينة وطرق معينة وفقا لنص القانون.
ـ يجب تحصيل مستحقات الدولة فور نشوء حقوقها لدى الغير و قد تضمن المشروع حق الدولة في تحصيل إيراداتها في أسرع وقت ممكن، بإعطاء الحكومة حق امتياز على أموال المدين عن سائر الدائنين. كما أعطاها الحق في إجراء الحجز الإداري لتحصيل ديونها. كما ميز حق الدولة في تحصيل دين الضريبة لا يوقف دفعها أولا ثم التظلم فيما بعد.
ـ لضمان دقة و سلامة التحصيل، فانه من المقرر و وفقا للقواعد التنظيمية، الفصل في عمليات التحصيل بين الموظفين المختصين بتحديد مقدار الضريبة، و الآخرين المختصين بجبايتها.
ثانيا: عمليات النفقات:
إن إجازة السلطة التشريعية لاعتمادات النفقات لا يعني التزام الدولة بإنفاق كافة مبالغ الاعتمادات و لكنه يعني الإجازة و الترخيص للدولة بان تقوم بالإنفاق في حدود هذه المبالغ أي تقوم بإنفاق هذه المبالغ كلها أو بعضها في حالة الحاجة إلى ذلك.
ولضمان عدم إساءة استعمال أموال الدولة، و التأكد من إنفاقها، نضم القانون عمليات صرف الأموال العامة على أربع خطوات
هي:
الالتزام:
ينشا الالتزام نتيجة قيام السلطة الإدارية باتخاذ قرار لتحقيق عمل معين كالإنفاق من جانب الدولة مثلا: تعيين موظف عام أو بالقيام ببعض أعمال المنفعة العامة مثلا:إنشاء طرق أو جسور...الخ والإنفاق ليس الهدف منه زيادة أعباء الدولة بلا تحقيق أهداف معينة عامة
كما ينشا الالتزام بإنفاق مبلغ معين نتيجة إصابة مواطن بسيارة حكومية مما يضطر الدولة على دفع مبلغ تعويض.
و في كلتا الحالتين فان الارتباط بالنفقة يعني العمل القيام بعمل مكن شانه أن يجعل الدولة مدينة.
التصفية:
بعد أن يتم الالتزام تأتي الخطوة الثانية المتعلقة بالتصفية أي بتحديد مبلغ النفقة الواجب على الدولة دفعها فيتم تقدير المبلغ المستحق للدائن و خصمه من الاعتماد المقرر في الميزانية مع ضرورة التأكد من أن الشخص الدائن غير مدين بشيء حتى يمكن إجراء المقاصة بين الدينين.
يكون الدفع بعد انتهاء الأعمال، فالدائن ينهي أعماله أولا قبل أن تدفع له الدولة المبالغ المدينة بها نتيجة هذه الأعمال. حتى تتمكن من تحديد مبلغ الدين على النحو فعلي.
الأمر بالدفع:
بعد أن يتم تحديد مبلغ النفقة أو الدين،يصدر قرار من الجهة الإدارية المختصة بضمان أمر بدفع مبلغ النفقة . و يصدر ه\ا القرار عادة من وزير المالية أو من ينوب عنه.
الصرف:
يقصد بالصرف أن يتم دفع المبلغ المحدد في الأمر عن طريق موظف تابع لوزارة المالية غير الذي يصدر عنه أمر الدفع منعا للتلاعب و غالبا ما يتم هذا في صورة إذن على البنك المركزي الذي تحتفظ فيه الدولة بحساباتها.
فالخطوات الثلاث الأولى تتعلق بالاختصاص الإداري المتعلق بالجهة الإدارية. أما الخطوة الأخيرة فتتعلق بالاختصاص الحسابي المتعلق بوزارة المالية. و هذا الفصل بين الاختصاصين نتيجة عدم ارتكاب أي مخالفة مالية.
و الآن نحاول مواجهة الاختلاف بين الأرقام التقديرية والأرقام الفعلية للنفقات والإيرادات العامة.
فالنسبة للنفقات العامة فهي تعتمد على قاعدة تخصيص الاعتمادات، السلطة التشريعية هي التي تتولى الإنفاق في حالة مخالفة تقديرات النفقات أو استخدام الاعتماد لنفقة معينة إلى نفقة أخرى.
و تختلف الإجراءات المتبعة للحصول على اعتماد من السلطة التشريعية من دولة إلى أخرى.فقد يسمع للسلطة التنفيذية القيام بنقل البنود دون موافقة من السلطة التشريعية. و في بعض الأحيان يخصص مبلغ في ميزانية كل وزارة في حالة نقص النفقات، و إذا ما تجاوز الأرقام الفعلية الأرقام التقديرية، فلا تتقدم بطلب الاعتمادات الإضافية، و لكن عليها أن تتقدم لسلطة التشريعية بميزانية كاملة مصححة للميزانية الأولى لمناقشتها و اعتمادها.
الإيرادات:
أي مخالفة تقديرات إيرادات الدولة للأرقام الفعلية، لا يثير العديد من المشاكل، فأي خطا يحدث في تقدير حصيلة نوع من أنواع الإيرادات يعوض، فالأخطاء بالزيادة تعوض الأخطاء بالنقصان،دون أن يؤثر ذلك على تنفيذ الميزانية العامة وفقا للقاعدة المتبعة بالنسبة للإيرادات العامة وهي قاعدة عدم تخصيص الإيرادات أما إذا تعلق الخطأ بالزيادة فانه يتم تصرف في الزيادة الإجمالية وفقا للنظم و القوانين المعمول بها في كل دولة على حدى و تثور المشكلة في حالة الخطأ في تقدير الحصيلة الإجمالية للإيرادات العامة بالنقصان، إذ تضطر الدولة في هذه الحالة إلى اللجوء لمصادر غير عادية لسد العجز في الإيرادات مثل الاقتراض أو الإصدار النقدي.
2*مراقبة تنفيذ الميزانية:
المقصود بمراقبة تنفيذ الميزانية هو أن يتم الإنفاق بالشكل الذي ارتضاه المجلس السياسي الممثل للشعب باعتباره الممول الأعلى للدولة فيما حددته من إيرادات عامة هي أساسا جزء من دخول أفراد الشعب.
و قد تكون مراقبة التنفيذ سابقة على أو لاحقة له، فمن مزايا النوع الأول منع وقوع الخطأ. و فيه مطابقة التصرف المالي قبل حدوثه لما ارتبطت به الحكومة مع ممثلي الشعب. و من الدول التي تسير على هذا النظام المملكة المتحدة البريطانية في عهد البرلمان إلى موظف أو شخص مسؤول يسمى المراقب العام فلا تتم عملية صرف إلا بعد إذنه و يكون قد تحقق من ورود اعتماد في الميزانية لهذا المبلغ و المراقب العام غير قابل للعزل و لا تملك الحكومة حل عزله ولا تتدخل في تحديد مرتبة أو زيادته أو إنقاصه فكل هذه الأمور من سلطة البرلمان.
و الرقابة على تنفيذ الميزانية قد تكون رقابة إدارية أو رقابة سياسية، أو رقابة الأجهزة المستقلة و ذلك فضلا عن الرقابة السابقة على تنفيذ الميزانية، و الرقابة اللاحقة لذلك.
أ*الرقابة الادارية:
هي تلك التي تقوم بها الحكومة على نفسها. و هي تتناول كيفية تنفيذ الميزانية. و إدارة الأموال العامة. و يقوم على هذه الرقابة موظفون حكوميون. و هم الرؤساء من العاملين بالحكومة على مرؤوسيهم و تقوم بها وزارة المالية على الإدارات الحكومية المختلفة. و ذلك بواسطة قسم مالي خاص يتبع وزارة الخزانة في كل وزارة. وتتناول هذه الرقابة عمليات التحصيل والصرف التي يأمر بها الوزراء أو من ينوب عنهم. وذلك للتحقق من مطابقة أوامر الصرف للقواعد المالية المقررة في الميزانية.
ب*الرقابة السياسية:
إن الغاية ن الرقابة الميزانية. بصورة عامة.هي التأكد من احترام الإجازة التي أعطاها البرلمان للحكومة في جباية الايرادات و صرف النفقات.
و تتحقق هذه الرقابة عن طريق إلزام الحكومة بتقديم حساب ختامي في نهاية السنة المالية للسلطة التشريعية. يبين فيه ما تم جبايته فعلا من إيرادات و ما تم صرفه من نفقات. و مدى مطابقة كل هذا لما ورد بالميزانية.
و تحقيقا لهذه الرقابة السياسية فقد نص الدستور الجزائري الذي وافق الشعب عليه في 19 نوفمبر 1976 في المادة 187 منه على أن "تقدم الحكومة في نهاية كل سنة مالية إلى المجلس الشعبي الوطني عرضا حول استعمال الإعتمادات المالية التي أقرها بالنسبة للسنة المالية المعنية و تختتم السنة المالية على مستوى المجلس الشعبي الوطني بالتصويت على قانون يتحدد بمقتضاه ضبط ميزانية السنة المالية المنصرمة.
ج*رقابة الأجهزة المستقلة:
تقوم بعض الدول بإنشاء أجهزة مستقلة تقوم على مراقبة كل التصرفات المالية و الهدف من وراء ذلك الحفاظ على المال العام. وعادة ما تتبع هذه الأجهزة رئيس الدولة حتى تتمتع باستقلال اتجاه الوزارات المختلفة. كما تكلف هذه الأجهزة بتقديم تقرير ينوي لرئيس الدولة تبين فيه كل ما قامت به من أعمال و ما كشفت عنه الرقابة المالية و المحاسبية من مخالفات و توصيات الجهاز بشأنها تفادي أي أخطاء مستقبلا.
و لقد أخذت جمهورية الجزائر بهذا الاتجاه. ذلك أن المادة 190 من الدستور تنص على أن"يؤسس مجلس محاسبة مكلف بالمراقبة اللاحقة لجميع النفقات العمومية للدولة و الحزب و المجموعات المحلية و الجهوية و المؤسسات الاشتراكية بجميع أنواعها. و يرفع مجلي المحاسبة تقريرا سنويا إلى رئيس الجمهورية، و يحدد القانون قواعد تنظيم هذا المجلس و طرق تسييره و جزاء تحقيقاته".
و الرقابة السياسية و رقابة مجلس المحاسبة هي من صور الرقابة اللاحقة لتنفيذ الميزانية، و أما الرقابة الإدارية التي تقوم بها الحكومة فهي إما أن تكون سابقة لتنفيذ الميزانية أو لاحقة لها.

خاتمة
إن تطور دور الدول في المجتمعات الحديثة خاصة منه الدور الاقتصادي. أدى إلى بروز الأهمية البالغة التي تعطي للميزانية العامة باعتبارها أداة هامة و مؤثرة في عملية التنمية الاقتصادية و الإجتماعية.
و لقد حاولنا في هذا البحث إبراز أهم الجوانب المتعلقة بالميزانية العامة بما تحتويه من نفقات و إيرادات.

محب بلاده
2010-12-11, 18:31
او هذا بحث آخر





مقدمة
إن موضوع المالية العامة ذا أهمية كبيرة. فهو يختص بدراسة المال العام بكل جوانبه من أين يحصل، كيف يحصل، أين ينفق و كيف؟ ومن هنا تبرز أهمية هذا العلم في
الاقتصاد فأساس تطور المجتمع اقتصاديا و اجتماعيا مرتكز على مدى فعالية السياسات الاقتصادية و منها السياسات المالية التي تعنى عناية بالغة بتحقيق الرفاهية الاقتصادية للمواطن.
و في بحثنا هذا تطرقنا إلى الميزانية العامة للغموض الذي ينطوي عليه هذا الموضوع لكثرة استعماله دون الوقوف على حقيقته و اختلاف استعماله بين الدول و مدى أثره على الاقتصاد.
ويمكن صياغة إشكالية هذا البحث في التساؤلات التالية:
*من أين تحصل الدولة على إراداتها؟
*كيف تنفق أموالها؟
*كيف يتم إنجاز الميزانية العامة؟
الفصل الأول:ماهية الميزانية العامة:
المبحث الأول: تعريفات الميزانية العامة:
الميزانية وثيقة مصدق عليها من السلطة التشريعية المختصة، تحدد نفقات الدولة و إراداتها خلال فترة زمنية متصلة و نستنتج من هذا التعريف الآتي:
* إن الميزانية وثيقة مصدق عليها من السلطة التشريعية المختصة، و معنى هذا أنه قبل التصديق كانت في حكم المشروع، و بعد تصديق السلطة التشريعية المختصة نصبح في حكم القانون الذي يحول للسلطة التنفيذية تحصيل الإرادات و جباية الضرائب بالشكل الذي ورد بالميزانية.
* تحدد نفقات و إرادات الدولة، أي بيان مفصل لما تعتزم الدولة على إنفاقه و بيان مفصل عن الإيرادات اللازمة لتغطية الإنفاق و مصادر الحصول عليها، بذلك تحدد الميزانية بوضوح السياسة المالية للدولة و مشروعاتها.
* خلال فترة زمنية متصلة، و جرت العادة على أن تكون هذه الفترة محددة بسنة و قد يحدث في بعض الأحيان أن تكون أقل أو أكثر من سنة و ذلك في حالة إرادة تغيير موعد بدء السنة المالية.
فالقاعدة عموما هي مدة سنة و هذا ما يميزها عن الحساب الختامي الذي يعبر عن إيرادات و مصروفات الدولة خلال السنة المنتهية.
و أيضا يمكن تعريف الميزانية العامة من خلال الآتي:
* يعرفها المفكر باسل في كتابه ميزانية الدولة على أنها عبارة عن أداة من خلالها تقوم الحكومة باقتطاع و توزيع جزء من الثروة المنشأة من الاقتصاد بغية تحقيق سياستها الاقتصادية و الاجتماعية بينما تعرفها بعض التشريعات القانونية على النحو التالي:
1*القانون الفرنسي: الموازنة هي الصيغة التشريعية التي تقدر بموجبها أعباء الدولة و إراداتها و يؤذن بها، و يقررها البرلمان في قانون الميزانية التي يعبر عن أهداف الحكومة. 2*القانون الجزائري: تتشكل الميزانية العامة للدولة من الإيرادات و النفقات المحددة سنويا كموجب قانون و الموزعة وفقا للأحكام التشريعية المعمول بها.
المبحث الثاني:خصائص الميزانية العامة.
تتصف الموازنة بعدد من الخصائص و الصفات التي تتلخص بكونها تقديرية، و بكونها تتضمن الإجازة بالجباية و الإنفاق، فضلا عن تحديدها الزمني، و إيلائها الأولوية للنفقات على الإيرادات و هو ما نفصله فيما يلي:
*إن للموازنة صفة تقديرية لأنها تحضر لسنة مقبلة و تحضيرها يجري عادة في أواسط السنة السابقة و لذلك يصعب تحديد ما سوف يبذل من نفقات أو ما سوف يجنى من واردات بصورة دقيقة أو شبه دقيقة.
*و للموازنة صفة تقديرية لكونها تنطوي من جهة على موافقة السلطة التشريعية (البرلمان) على تقدير مجموع النفقات و الواردات السنوية،و تنطوي من جهة ثانية على إذن تلك السلطة للسلطة التنفيذية بالإنفاق في حدود تلك الاعتمادات المقدرة. و الحقيقة أن الصفة القانونية للميزانية هي صفة شكلية لكونها مستمدة من السلطة التشريعية لكنها من حيث الموضوع. لا تعتبر قانونا لأن القانون بهذا المعنى ينطوي على قواعد دائمة.
*و للموازنة صفة الإجازة بالجباية و الإنفاق و ذلك أن تصديق السلطة التشريعية على تقديرات النفقات و الإيرادات كما وردت في مشروع الميزانية المعدل من قبل السلطة التنفيذية لا يعطي الموازنة قوة النشاط ما لم تشمل التصديق أيضا الإجازة للسلطة التنفيذية بجباية الموارد و الإنفاق على الأعباء العامة.
*و للموازنة صفة التحديد الزمني السنوي و هو ما نعرفه عموما باسم سنوية الموازنة لأنها توضع عادة لمدة سنة.و بالتالي موافقة السلطة التشريعية عليها تقترن بمدة السنة ذاتها.و الباحثون في المالية العامة متفقون على أن هذا التدبير هو تدبير سليم و موفق. فلو وضعت الموازنة لأكثر من سنة لكان من العسير التنبؤ ولو أن الميزانية وضعت لأقل من سنة لكانت الإيرادات تختلف في كل ميزانية و ذلك تبعا لاختلاف المواسم و تباين المحاصيل الزراعية.
*و للموازنة صفة إيلاء الأولوية للنفقات على الإيرادات: و هذه الصفة مرتبطة بالصفقة التقديرية للميزانية. و تتضح أولوية النفقات على الإيرادات في مختلف النصوص المرعية الإجراء.
و يرى الباحثون أن إعطاء الأولوية للنفقات على الإيرادات هو أحد التدابير المتخذة في ضل الفكر المالي التقليدي، و يرون أن تبرير دلك ناجم عن ضألة دور الدولة ، و قيامها بالنفقات الضرورية المحدودة و اللازمة لسير المرافق العامة و التي لا يمكن الإستغناء عنها بينما تتسع سلطة الدولة في الحصول على الإيرادات اللازمة لتغطية هذه النفقات.
المبحث الثالث: أهمية الميزانية العامة:
تظهر أهمية الميزانية العامة في مختلف النواحي خاصة السياسية و الاقتصادية:
1*من الناحية السياسية:
يشكل إعداد الميزانية و اعتمادها مجالا حساسا من الناحية السياسية، حيث تعتبر وسيلة ضغط يستعملها البرلمان للتأثير على عمل الحكومة سواء من حيث تعديلها أو حتى رفضها حتى تضطر الحكومة لإتباع نهج سياسي معين تحقيقا لبعض الأهداف السياسية و الاجتماعية.
2*من الناحية الاقتصادية:
تعكس الميزانية العامة في دول كثيرة الحياة الاقتصادية و الاجتماعية في مجتمعات هذه الدول، فهي إدارة تساعد في إدارة و توجيه الاقتصاد القومي حيث لم تعد الميزانية أرقاما و كميات كما كانت في المفهوم التقليدي بل لها آثار في كل من حجم الإنتاج القومي و في مستوى النشاط الاقتصادي بكافة فروعه و قطاعاته.
الميزانية العامة تؤثر في القطاعات الاقتصادية، فغالبا ما تستخدم الدولة الميزانية العامة (النفقات و الإيرادات) لإشباع الحاجات العامة التي يهدف الاقتصاد إلى تحقيقها.
فالعلاقة وثيقة بين النشاط المالي للدولة (الميزانية) و الأوضاع الاقتصادية. بكل ظواهرها من تضخم و انكماش و انتعاش....بحيث يصبح المتعذر فصل الميزانية العامة عن الخطة الاقتصادية. و خاصة بعد أن أصبحت الميزانية أداة من أدوات تحقيق أهداف الخطة الاقتصادية.
الفصل الثاني:
المبحث الأول: تقسيمات الميزانية العامة:
1*التقسيم الإداري للميزانية:
تعتبر الجهة الحكومية في هذا التقسيم المعيار في تصنيف و تبويب النفقات و الإيرادات العامة و هو يعتبر إنعكاسا للهيكل الإداري للدولة.
**مزايا التقسيم الإداري:
ـ البساطة التي تيسر للمواطنين فهم مختلف بنود الميزانية و مشتملاتها.
ـ تسهيل مهمة رقابة المواطنين على النشاط المالي للدولة.
ـ تعرف كل وزارة و إدارة حكومية بسهولة على ما خصص لها من إعتمادات.
**عيوب التقسيم الإداري:
ـ صعوبة دراسة و تحليل الآثار الاقتصادية لمختلف العمليات الخاصة بالنشاط المالي.
ـ صعوبة تقدير ما ينفق مقدما على كل وظيفة من وظائف الدولة المختلفة.
ـ تبويب الإيرادات العامة حسب المورد الإداري يجعل من الصعوبة قياس العبء الإجمالي لتحصيل الإيرادات العامة.
2*التقسيم الوظيفي للميزانية:
المعيار المتبع في هذا التقسيم هو نوع الخدمة (الوظيفة) التي تؤديها الدولة و التي ينفق المال العام من أجلها بصرف النظر عن الجهة الإدارية التي تقوم به.
و على هذا الأساس يتم تصنيف جميع النفقات العامة و تبويبها في مجموعات متجانسة طبقا للخدمات العامة المتعلقة بوظائف الدولة و التي تقوم بها مباشرة و تمولها من الإرادات العامة.
**مزايا التقسيم الإداري:
ـ يسمح بفحص اتجاهات الإنفاق الحكومي على وظائف الدولة و تحليل آثار بعضها بصفة خاصة.
ـ تقييم أنشطة كافة الوحدات المكونة للاقتصاد العام و بيان دورها في اقتصاد الجماعة.
ـ إمكانية عقد مقارنة بين التقسيمات الوظيفية لأكثر من دولة و خاصة بين الدول المتشابهة إقتصادية.
**عيوب التقسيم الوظيفي:
ـ يستمد التقسيم أهميته الكبرى من دراسة النفقات العامة الفعلية عنه في دراسة النفقات المقترحة.
ـ لا يسمح هذا التقسيم بإظهار الأشغال العامة كوظيفة مستقلة و إنما يتم توزيعها على الوظائف الأخرى وفقا لنصيبها منها.
ـ توحد بعض الأنشطة التي تقوم بها الدولة و تخدم أغراضا متعددة و بالتالي يكون من الصعب تمييز مختلف النفقات بكل بكل غرض حدى.


3*التقسيم النوعي:
و يطلق عليه أيضا التقسيم حسب البنود أو حسب طبيعة النفقة كما يستخدم أيضا مصطلح"الموازنة التقليدية" حيث يكون التركيز فيها على مختلف السلع و الخدمات و المعدات و التجهيزات و وسائل النقل و غيرها من النفقات التي تحتاج إليها الوحدات الحكومية في تشغيل مرافقها و تنفيذ برامجها. و لما كانت الجهات الحكومية و إن اختلفت أنشطتها تشتري في الغالب سلع و مواد و خدمات متشابهة. نشأت فكرة الدليل النمطي الموحد لحسابات الجهات الحكومية حيث يعطي رقم الباب و المجموعة و البند و النوع مدلولا واحدا لدى جميع الجهات.
**مزايا التقسيم النوعي:
ـ يسهل عملية الرقابة على العمليات المالية و كشف أي أخطاء أو تلاعب.
ـ يمكن من دراسة الآثار الاقتصادية لكل نوع من أنواع النفقات على الإنتاج و الاستهلاك القوميين.
ـ توفير عنصر المقارنة بين بنود الإنفاق للجهة الحكومية خلال سنوات مالية و كذلك على مستوى الجهات الحكومية.
**عيوب التقسيم النوعي:
ـ صعوبة قياس أداء الجهات الحكومية حيث يتم التركيز على وسيلة التنفيذ و يهمل التنفيذ نفسه.
ـ يهتم التبويب بالتحقق من عدم تجاوز الجهة للاعتماد المخصص لنوع النفقة ولا يهتم بالعمل الذي تباشره الحكومة.
المبحث الثاني:المبادئ الأساسية للميزانية:
هناك مبادئ أساسية للميزانية اتفق عليها علماء المالية العامة و تتلخص فيما يلي:
1*مبدأ السنوية:
و يقضي هذا المبدأ بأن مدة سريان الميزانية اثنتا عشر شهرا أي سنة كاملة و موافقة الجهة التشريعية سنويا عليها.
و لا يشترط أن تبدأ السنة المالية مع السنة الميلادية. فقد كانت بداية السنة المالية في جمهورية مصر حتى عام1971 هو أول يوليو من كل عام. ثم تغير و أصبح أول يناير و تعتبر فترة السنة هي المدة المثلى لتحديد الإنفاق العام و الإيرادات العامة. فإذا أعدت لمدة أطول من ذلك فقد لا تتحقق التوقعات التي بنيت عليها الميزانية لما في الحياة الاقتصادية و السياسية من تقلبات يصعب التكهن بها لمدة أطول من سنة. و إذا قلت المدة عن سنة فيعني هذا أن إحدى الميزانيات تتركز فيها الإيرادات لأن معظم الإيرادات التي تعتمد عليها الميزانية تكون موسمية و العكس في الميزانية اللاحقة لها فسوف لا تظهر بها إيرادات بسبب سريانها في فترة خلاف المواسم التي لا يتحقق فيها الإيراد. و هذا بالإضافة إلى أن تغيير الميزانية و اعتمادها يتطلب أعمالا مرهقة للأجهزة التنفيذية و التشريعية فلا يجب أن يتم شل هذه الأعمال في فترات متقاربة.
*مبدأ العمومية:2
و يقضي هذا المبدأ بإظهار كافة الإيرادات و كافة المصروفات مهما كان حجمها. بحيث يتضح جليا جميع عناصر الإيرادات و جميع عناصر المصروفات دون أن تتم مقاصة بين المصروفات و الإيرادات و إظهار الرصيد المعبر عن زيادة المصروفات عن الإيرادات أو زيادة الإيرادات عن المصروفات، و كانت قديما تتبع في معظم الدول حيث كانت تتبع أسلوب الناتج الصافي. و يدافع أنصار مبدأ الناتج الصافي على أن هذه الطريقة تعطي صورة واضحة عن نتيجة نشاط الوحدة الإدارية أو المصلحة، إن كانت إيراد أو إنفاق بالنسبة للدولة، و يوجهون النقد لمبدأ العمومية لأنه يلزم كل وحدة أو مصلحة بأن تدرج في كل ميزانية تفاصيل ليست من الأهمية بمكان و لاسيما أنه قد سبق ذكرها في سنوات سابقة.
و لكن يرد على هذا الرأي بأن إدراج الوحدة الإدارية أو المصلحة لمصروفاتها بالتفصيل الكامل لميزانيتها و كذلك إدراج إيراداتها بالكامل بمثابة توضيح كامل لهذه العناصر مما ييسر مهمة الباحث أو الفاحص. و لاسيما بالنسبة للسلطة التشريعية التي يهمها الوقوف على حقيقة و طبيعة كل منصرف و إيراد. كما يعتبر بمثابة رقابة داخلية على الوحدة أو المصلحة في مرحلة تنفيذ الميزانية أو عرض حساباتها الختامية دون أن تجد وسيلة لها في تعمد إخفاء بعض عناصر المصروفات أو الإيرادات باعتمادها على إظهار نتيجة نشاطها في رقم واحد يعبر عن زيادة الإيراد عن المنصرف أو زيادة المنصرف عن الإيراد و هذا ما أدى إلى اختفاء طريقة الناتج الصافي من عالم المالية العامة و حل محله مبدأ العمومية.
3*مبدأ الوحدة:
و يقضي هذا المبدأ بأن تدرج كافة عناصر الإيرادات العامة و عناصر الإنفاق العامة في بيان واحد دون تتشتتهما في بيانات مختلفة يمثل كل بيان من ميزانية مستقلة. كما لو تم إعداد ميزانية الدولة.
و الهدف من إظهار الميزانية في صورة موحدة لكافة عناصر الإيرادات و المصروفات هو:
*سهولة عرض الميزانية و توضيحها للمركز المالي ككل.
*تجنيب الفاحص أو الباحث إجراء التسويات الحسابية التي يستلزمها الأمر لدراسة أو فحص الميزانية العامة للدولة مثل تجميعه لعناصر المصروفات و الإيرادات المختلفة.
*إن وضع كافة الإيرادات و أوجه إنفاقها تحت نطر السلطة التشريعية تسهل عليها مهمة ترتيب الأولويات للإنفاق العام للدولة ككل. الأمر الذي لا يمكنها من ذلك لو نظرت إلى مشتملات كل ميزانية على حدى.
و يرى الكثير من كتاب المالية العامة بما أنه لم يعد من الممكن أن تطبق على مختلف نفقات الدولة فواعد و أصول واحدة ينبغي أن توجد إلى جانب الميزانية العامة العادية ميزانيات أخرى لكل منها طابعها الخاص و أصولها الخاصة. و تتجلى هذه الميزانيات في:
أ*الميزانيات غير العادية:
و هي تلك التي توضع خصيصا لعمل طارئ كالحروب، أو للقيام بمشروعات استثمارية كبيرة كبناء السدود أو مد السكك الحديدية و تغطي النفقات غير العادية من إيرادات غير عادية كالقروض.
ب*الميزانيات المستقلة:
و يقصد بها ميزانيات المشروعات العامة ذات الطابع الاقتصادي التي منحت الشخصية المعنوية. و تتميز بأنها لا تخضع للقواعد و الأحكام الخاصة بالميزانية العامة للدولة و أن بدايتها تختلف مع بداية الميزانية العادية للدولة.
ج*الميزانيات الملحقة:
و يقصد بها الميزانيات التي تتمتع بموارد خاصة، و ذلك كالمرافق العامة ذات الطابع الاقتصادي و التي تتمتع باستقلال مالي و لكنها لم تمنح الشخصية الاعتبارية.
وترتبط هذه الميزانيات بميزانية الدولة أي أن رصيدها الدائن يظهر في جانب إيرادات الدولة، و رصيدها المدين يظهر في جانب نفقات الدولة.
د*الحسابات الخاصة على الخزانة:
ويقصد بها تلك (الحسابات) المبالغ التي تدخل الخزينة على أن تخرج منها فيما بعد. أي لا تعد إيرادا بالمعنى الصحيح، ثم ثم تلك المبالغ التي تخرج من الخزانة على أن تعاد منها فيما بعد و لذلك لا تعد إنفاقا عاما.
4*مبدأ عدم التخصص:
المقصود به ألا يخصص نوع معين من الإيراد لإنفاق حصيلته على نوع معين من الإنفاق كما لو خصص إيراد الرسوم الجامعية على تغطية المصروفات الخاصة بالجامعة،وتتجه أساليب المالية العامة الحديثة لإنكار مبدأ التخصيص و الأخذ بمبدأ عدم التخصيص للأسباب التالية:
*إذا قلت حصيلة الإيراد المخصص ينتج عن ذلك قصور في الخدمة المخصص لها هذا الإيراد. و إذا زاد الإيراد يؤدي إلى إسراف في الإنفاق المخصص له هذا الإيراد
*من المفروض أن أوجه الإنفاق العام تتحدد طبقا لدرجة إلحاح الحاجات العامة للمجتمع و العمل على إشباعها طبقا لدرجة إلحاحها و أن توجه الإيرادات جميعها دون تخصيص لإشباع هذه الحاجات طبقا لترتيب أولويتها.
5*مبدأ التوازن:
و معناه أن تتساوى جملة الإيرادات العامة مع جملة النفقات العامة. و تأسيسها على ذلك فلا تعتبر الميزانية محققة لمبدأ التوازن إذا زاد إجمالي النفقات العامة عن إجمالي الإيرادات العامة فهذا يعبر عن وجود عجز في الميزانية. و كذلك في حالة زيادة الإيرادات العامة عن النفقات العامة يعبر هذا عن وجود فائض في الميزانية.
و لقد كان هذا هو المبدأ السائد في القرن 19 حتى أواخر عام 1929 حيث الكساد العالمي الكبير الذي غير معتقدات أصحاب مبدأ توازن الميزانية. فقد كانوا يعتقدون أن دور الدولة محدود في نشاطها التقليدي الذي يتمثل في الدفاع و الأمن القومي و عدم تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي فلا داعي في نطرهم لوجود عجز أو فائض.
و لكن العلماء المحدثون في المالية العامة يرون عدم الأخذ بمبدأ توازن الميزانية و يرون أن تكيف الدولة للحالة الاقتصادية عن طريق إحداث عجز أو فائض في ميزانيتها.و في هذا معالجة لهزات الدورة الاقتصادية بالنسبة للدول الرأسمالية.
المبحث الثالث: عجز الميزانية العامة:
تعتبر مشكلة عجز الميزانية من المسائل و القضايا الجوهرية التي أثارت اهتمام الباحثين الباحثين في دول العالم. فهي من المشكلات المالية المتميزة بتطويرها الذي يصيب كافة المجالات:الاجتماعية، السياسية و الاقتصادية في طل تقلص المواد. و اتساع الحاجات.
و قد تعدت المشكلة كونها قضية تواجهها دول العالم الثالث. بل و حتى الدول الصناعية المتقدمة أصبحت تنظر إلى عجز الميزانية العامة كمشكلة حقيقية تتطلب تخطيطا دقيقا وجها كبيرا.
1*مفهوم عجز الميزانية:
يمثل العجز في الميزانية العامة الفارق السلبي موازنة توسيعية من خلال زيادة المصروف التي تؤدي بدورها إلى زيادة الطلب الكلي دون أن يرافقها زيادة في المداخيل.
2*أسباب عجز الميزانية العامة:
و يمكن تلخيص الأسباب الرئيسية فيما يلي:
*التوسيع في دور الدولة للإنفاق العام، وذلك من خلال زيادة متطلبات و احتياجات المواطنين.
*ضعف النمو الاقتصادي و تقلص مدا خيل الدولة.
*ارتفاع الضرائب غير المباشرة خاصة. و هو ما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار،و الذي ينتج عنه المطالبة برفع الأجر.
*ارتفاع الاقتطاعات على العائدات للعائلات يؤثر على القدرة الشرائية. و من ثم على ادخارهم و بصفة عامة يمكن أن ندرج هذه الأسباب في سببين رئيسيين:
ـ زيادة الإنفاق الحكومي.
ـ تقلص الموارد العامة.
3*معالجة عجز الميزانية العامة:
لقد تطرقت دراسات عديدة لموضوع عجز الميزانية العامة، و كيفية مواجهتها، بإيجاد الطرق المثلى لتمويله و التعامل معه، و سنحاول أن نستعرض في هذا الجانب التوجيهات الاقتصادية الحالية المعالجة لمشكلة عجز الموازنة العامة حسب الأسس الدولية و التطبيقات الحديثة. فمن دول العالم من تنتهج برامج الإصلاح الذاتي لمعالجة المشكلة، و منها من تلجأ إلى المؤسسات المالية الدولية لتمويل عجزها و خاصة اللجوء إلى صندوق النقد الدولي، و مختلف المؤسسات المالية الدولية الأخرى.
أ*برامج الإصلاح و التنمية الذاتية:
تنتهج كثير من دول العالم برامج الإصلاح الذاتية التي تعتمد على إجراءات و طرق علاجية تختلف حسب نظامها المالي و تهدف هذه البرامج إلى ترشيد النفقات العامة. و زيادة الإيرادات الضرورية بفرض الضرائب على جميع المجالات القابلة لذلك أي الإبقاء على دور الدولة واضحا في الاقتصاد بما يحقق التنمية الشاملة و التخطيط المحكم. و في إطار برامج الإصلاح الذاتي، و بغية علاج الجزء المتعلق بالميزانية العامة من النظام المالي تلجأ الدولة إلى إتباع و أخذ السياسات التمويلية التالية:
سياسة التمويل الداخلي لتغطية العجز في الموازنة العامة:
تلجأ الدولة النامية إلى الاقتراض الداخلي عوضا عن طلب القروض من الأسواق العالمية في سبيل ذلك تصدر تلك الدول سندات الخزينة لتمويل العجز في الميزانية العامة، غير أن هذه السياسة قد تترتب عنها بعض الآثار السلبية كزيادة حجم الدين العام الداخلي عندما تكون أسعار الفائدة مرتفعة.
ترشيد النفقات العامة:
هو تطبيق عملي لأفضل كفاءة في توزيع الموارد، فهو يشمل بالضرورة الحد من الإسراف في كافة المجالات و الأخذ بمبدأ الإنفاق لأجل الحاجة الملحة لتحقيق النمو المطلوب في الاقتصاد الوطني.
سياسة التمويل الخارجي لتغطية عجز الموازنة العامة:
يهدف هذا الإجراء إلى التأثير على ميزان المدفوعات بتعزيز رصيد احتياطي العملة الأجنبية المتحصل عليها من القروض، أو المحافظة على أسعار صرف العملة المحلية في حدود المعقول التي لا تؤدي إلى حدوث خلل في الميزانية العامة، نتيجة ارتفاع قيمة الدين العام الناتج عن انخفاض قيمة العملة المحلية. و يدخل في سياسة التمويل الخارجي لسندات الخزينة التي تنشط الأموال الأجنبية من خلال تشجيع الصادرات ، و هو ما يحقق نتائج فورية كبيرة، و يقلل من عجز الميزانية العامة. و من الملاحظ أن مثل هذا الإجراء لسياسة التمويل الخارجي. تنتهجه الدولة الصناعية و لا يمكن في كثير من الأحيان أن يستخدم بنجاح في الدول النامية، لأن العبء الذي تتحمله هذه الدول في سداد تلك القروض على المدى البعيد، سيفوق حجم العائدات من هذه القروض.
الفصل الثالث: مراحل الميزانية العامة:
المبحث الأول: تحضير و إعداد الميزانية:
1*السلطة المختصة بتحضير الميزانية:
تلعب السلطة التنفيذية الدور الأساسي في هذه المرحلة، و يرجع ذلك إلى عدة إعتبارات:
*الاعتبار الأول:
تعبر الميزانية عن البرنامج و الخطط الحكومية في المجالات المختلفة.
*الاعتبار الثاني:
أن السلطة التنفيذية تتولى إدارة وحدات القطاع العام، ومن فهي وحدها التي تعلم ما تتطلبه هذه الإدارة من نفقات.
*الاعتبار الثالث:
السلطة أكثر معرفة بالمقدرة المالية للاقتصاد الوطني، و ذلك بفضل الأجهزة الإحصائية المختلفة.
*الاعتبار الرابع:
السلطة التنفيذية أفضل من السلطة التشريعية في تحديد الحاجات العامة و الأولويات الاجتماعية.
ـ تتولى السلطة التنفيذية مهام تحضير الميزانية بينما السلطة التشريعية تختص باعتماد الميزانية.
ـ فالسلطة التنفيذية أقدر من السلطة التشريعية في تقدير أوجه النفقات و الإيرادات العامة.
ـ و يتم تكليفها بإعداد و تحضير الميزانية وفقا للظروف الاقتصادية الملائمة، فالميزانية تمثل النشاط المالي للدولة لذلك وجب أن يسودها الانسجام و التوافق.
ـ و لا يتحقق هذا إذا ترك الأمر للسلطة التشريعية فالبرلمان يقوم بإعداد ميزانية وفقا للمنتخبين فهي تخدم مصالحهم لا المصالح العامة.
ـ ثم إن السلطة التشريعية تطالب السلطة التنفيذية باحترام الخطة الاقتصادية للدولة فهي بذلك تقوم بالتوجيهات العامة و لا تتدخل في تفاصيل إعداد و تحضير الميزانية.
ـ يتولى تقدير النفقات كل وزير ثم تقدم إلى وزير المالية فيتم التشاور فيها إن كان هناك ضرورة لإدخال تعديلات معينة. و إذا لم يوافق هؤلاء يتخذ القرار بمفرده.
ـ و إذا حدث خلل إجراء التعديلات يتم عرضه على رئيس الوزراء الذي يحيله بدوره إلى مجلس الوزراء للفصل في هذا الخلاف. و يتم تحديد سلطات وزير المالية لما يحقق منفعة للدولة.
2*الإجراءات الفنية المتبعة بصدد تحضير الميزانية:
باعتبار وزير المالية ممثلا للسلطة التنفيذية يقوم بمطالبة كافة الوزارات بوضع تقديراتهم حول الإيرادات و النفقات للسنة المالية المقبلة ليتسنى له الوقت إعداد مشروع الميزانية.
ـ كل مؤسسة أو مصلحة تتولى إعداد تقديراتها بشان ما تحتاج إليه من نفقات أو ما تتحصل عليه من إيرادات خلال السنة المالية و ترسلها إلى الوزارة التابعة لها، حيث تتم مراجعتها و تعديلها ومن ثم إدراجها ضمن مشروع الميزانية الذي يتم عرضه على مجلس الوزراء الذي يعرضه على السلطة التشريعية في الموعد المنصوص.
ـ لقد بدأت الدول و خاصة المتقدمة الاتجاه إلى الأساليب الحديثة لإعداد و تحضير الميزانية العامة. فهي تعبر عن النفقات و الإيرادات بصورة حقيقية، ثم توضح الاتجاه الاقتصادي و السياسي و الاجتماعي لكل دولة.
ـ و قد أصبحت الدول تشمل التقسيمين (الإداري و الوظيفي) بعد إعداد ميزانيتها العامة.
*التقسيم الإداري:
أسلوب تقليدي لإعداد و تحضير الميزانية، فهي تبوب النفقات و الإيرادات وفقا للوحدات الحكومية.
ـ و هذا التقسيم يمكن السلطة التشريعية من مراقبة و اعتماد الميزانية بسهولة. وما يعاب عليه انه غير كاف لدراسة تطور توزيع الموارد العامة.
*التقسيم الوظيفي:
أسلوب حديث يسمح بتصنيف النفقات العامة و في مجموعات متجانسة، و المعيار المتبع هو نوع الوظيفة أو الخدمة التي ينفق المال العام من اجلها:
ـ فمثلا النفقات المخصصة للصحة المدرسية تدرج ضمن بند الصحة بالرغم من أنها تابعة لوزارة التربية و التعليم.
ـ ما يعاب على هذا التقسيم انه يهتم بجانب النفقات و يهمل الإيرادات، ولا يمكن تقسيم الإيرادات تقسيما وطيفيا، لذلك يتم تقسيمها تقسيما كما يتماشى مع التقسيم الوظيفي، حيث يتم نشر بيانات الميزانية بشكل واضح ليفهم مفهومنا.
ـ للتقسيم الوظيفي أهمية كبيرة في إعداد و تحضير الميزانية، حيث تتخصص كل مجموعة متجانسة في وضيفة معينة، و تمكننا أيضا من معرفة كيفية توزيع النفقات العامة على وظائف الدولة.
ـ و أخيرا بواسطته نتمكن من تحليل النشاط الحكومي و الوقوف على تغيراته.
ـ و قد اتخذت عدة أساليب لتحضير و إعداد الميزانية تتمثل:
*أولا: ميزانية الأداء:
و التي تنعني إعادة تقييم جانب النفقات العامة حيث يظهر كل ما تنجزه الدولة من أعمال مثل إنشاء مستشفى جامعي، بناء مدرسة...
و هذا يهدف تحقيق أهداف إنتاجية محددة.
*ثانيا: ميزانية التخطيط و البرمجة:
يهدف هذا الأسلوب إلى تحقيق احتياجات المجتمع بالاستغلال الأمثل لجميع الموارد حيث يمكننا من معرفة المقارنة بين تكلفة و منفعة الإنفاق العام و هذا الأسلوب يقوم على عناصر ثلاثة هي:
أ*التخطيط:
و هو يمثل الأهداف التي تسعى الحكومة إلى تحقيقها في المدى الطويل.
ب*البرمجة:
يقصد بها تحقيق الأهداف المحددة مع تقدير العبء المالي لكل بديل، و وضع برامج متكاملة لتحقيق عدة أهداف.
ج*الموازنة:
و هي عبارة عن ترجمة الشرائع السنوية للبرامج في صورة اعتمادات سنوية.
ثالثا: الإدارة بالأهداف:
و هي تخصيص اعتمادات الميزانية وفقا للأهداف الفرعية التي تسعى كل الوحدات الحكومية لتحقيقها. حيث يقوم كل مرفق أو رئيس قسم بتحديد أهدافه و يتم الاعتماد وفقا لهذه الأهداف.
رابعا: الميزانية ذات الأساس الصغرى:
وهي ضرورة تحليل البيانات و دراسة و تقييم كافة الأنشطة و البرامج سنويا، و هي تؤدي إما لتطوير و تحسين البرامج و زيادة الإعتمادات و إما بقائها على حالها أو تخفيضها أو إلغائها إذا ثبت عدم جدواها.
المبحث الثاني: اعتماد الميزانية:
1* السلطة المختصة باعتماد الميزانية:
السلطة المختصة باعتماد و إيجاز الميزانية هي السلطة التشريعية و الاعتماد شرط أساسي لا غنى عنه لوضع الميزانية موضع
التنفيذ و ذلك طبقا للقاعدة المشهورة″أسبقية الاعتماد على التنفيذ″.
ـ و حتى السلطة التشريعية في اعتماد الميزانية يتم في الموافقة على الضرائب و مراقبة موارد الدولة عامة. لكن بالإضافة إلى ذلك وجب اعتراف السلطة التشريعية بحق أخر و هو الموافقة على النفقات.
ـ و يمر اعتماد الميزانية داخل المجلس التشريعي بثلاث مراحل هي:
أ*مرحلة المناقشة العامة:
يعرض مشروع الميزانية العامة للمناقشة في البرلمان،تنصب على كليات الميزانية العامة و ارتباطها بالأهداف القومية كما يراها أعضاء المجلس.
ب*مرحلة المناقشة التفصيلية المتخصصة:
تطلع بها لجنة متخصصة و هي لجنة الشؤون الاقتصادية و المالية .
ـ تستعين بما تراه من خبراء استثماريين، تناقش مشروع الميزانية منكل جوانبها و ترفع بعد ذلك تقريرها إلى المجلس.
ج*مرحلة المناقشة النهائية:
يناقش المجلس تقارير اللجنة و يقوم بالتصويت وفقا للدستور و القوانين المعمول بها.
تتوقف كفاءة السلطة التشريعية في فحصها لمشروع الميزانية على اعتبارات عدة منها:
*توفر قدر وافي من الإحاطة بمختلف جوانب الميزانية و توفر المعلومات المالية و الاقتصادية و مكونات ميزانية الدولة.
*سياسيا و اقتصاديا و النقابية، فكلما كانت ناضجة توفرت للسلطة التشريعية قوة سياسية و كلما كانت غير ناضجة، كان تأثير السلطة التنفيذية أقوى.
*و للمجلس التشريعي حق إجراء التعديلات على مشروع الميزانية حيث لا يحق له إجراء تعديلات جزئية بل يفترض أن يكون البناء متكاملا و يشمل الميادين السياسية، الاقتصادية و الاجتماعية.
*لا يحق لنواب الشعب إجراء تعديلات على مشروع الميزانية العامة لأنها لا تهدف لتحقيق الصالح العام بل قد تخل بالبناء المتكامل.
*ينحصر حق البرلمان في الموافقة على مشروع الميزانية أو رفضه. و في حالة رفضه تقدم الحكومة استقالتها أي تسحب الثقة منها. إلا إذا تم إجراء انتخابات نيابية جديدة.
2*أداة اعتماد الميزانية:
إذا وافق البرلمان على مشروع الميزانية العامة يصدرها وفق قانون يطلق عليه قانون المالية، حيث يحدد المبلغ الإجمالي لكل من النفقات و الإيرادات.
ـ لقد ثار الخلاف حول قانون المالية العامة إذا ما كان قانون دقيق أم لا، حيث أنه يقرر فحسب اعتماد البرلمان لمبالغ الإيرادات و النفقات الواردة في الميزانية.
ـ يعد قانون الميزانية قانونا بالمعنى العضوي كونه صادرا عن السلطة المختصة بالتشريع.
ـ إن اعتماد البرلمان للإيرادات يختلف عن اعتماده للنفقات: فالإيرادات تقوم الحكومة بتحصيلها، لكنها لا تلتزم برقم الإيرادات المطلوبة بل قد تتعداه، دون إذن مسبق من البرلمان بذلك.
ـ و يختلف الأمر في اعتماد البرلمان للنفقات. فلا يجوز أن تكون النفقات أكبر من الإيرادات و لا يحق للدولة اعتماد نفقات باب معين لباب أخر إلا بموافقة البرلمان.
ـ و قد تضطر الحكومة إلى طلب نفقات أخرى غير واردة في الميزانية و ذلك لنشأة وجه جديد للإنفاق. و لكن يستوجب هذا موافقة المجلس النيابي.
2*تقنيات تقدير النفقات و الإيرادات:
تختلف الطرق و الأساليب المتبعة لتقدير كل النفقات و الإيرادات العامة في الميزانية. حيث تسعى السلطة التنفيذية المختصة بإعداد و تحضير الميزانية و هي أن تكون تقديراتها مطابقة للواقع، بحيث لا تحدث اضطرابات متعلقة بزيادة النفقات و نقص الإيرادات عما هو متوقع.
أولا: تقدير النفقات:
يتم إعادة النفقات دون صعوبات تقنية كثيرة. حيث أن كل مرفق يحدد نفقاته المستقلة على أساس حجم نفقاته السابقة مضافا إليها ما سيقوم به المرفق من نفقات خاصة بالاستثمارات أو الإنشاءات خلال السنة المالية المقبلة و يتم تقدير النفقات أو ما يعرف بالإعتمادات باستخدام عدة طرق.
أ*الاعتمادات المحددة و الاعتمادات التقديرية:
*نعني بالإعتمادات المحددة تلك التي تمثل الأرقام الواردة بها الحد الأقصى لما تستطيع الحكومة دون الرجوع إلى السلطة التشريعية و تعد هذه الطريقة هي الأساس في اعتمادات النفقات و تطبق بالنسبة للمرافق القائمة بالفعل و التي يكون لها خبرة في تقدير نفقاتها المستقلة، مما يعني عدم تجاوزها للاعتمادات المخصصة لتغطية هذه النفقات.
*أما الإعتمادات التقديرية و يقصد بها النفقات التي يتم تحديدها على وجه التقريب. و هي تطبق عادة على المرافق الجديدة التي لم يعرف نفقاتها وجه التحديد. و يجوز للحكومة أن تتجاوز مبلغ الاعتماد التقديري دون الرجوع إلى السلطة التشريعية، على أن يتم عرض الأمر عليها فيما بعد للحصول على موافقتها، أي أن موافقة السلطة التشريعية عليها تعد موافقة شكلية.
ب*إعتمادات البرامج:
هذه الطريقة لتقدير النفقات تتعلق بالمشاريع التي يتطلب تنفيذها فترة طويلة و يتم تنفيذ ه\ه البرامج بطريقتين: إما عن طريق أن يتم تحديد مبلغ النفقات بصورة تقديرية و يتم إدراجه في ميزانية السنة الأولى على أن يتم إدراج في ميزانية كل سنة من السنوات اللاحقة الجزء الذي ينتظر دفعه فعلا من النفقات. و تسمى هذه الطريقة بطريقة اعتمادات الربط. أما الطريقة الثانية فهي تتلخص في أن يتم إعداد قانون خاص مستقل عن الميزانية يسمى بقانون البرنامج توافق عليه السلطة التشريعية.
و بموجب هذا القانون يتم وضع برنامج مالي على أن يتم تنفيذه على عدة سنوات و يوافق على الإعتمادات اللازمة له، و يقسم هذا القانون ذات البرنامج على عدة سنوات و يقرر كل جزء منها الاعتمادات الخاصة بها. و تسمى هذه الطريقة بطريقة اعتمادات البرامج.
ثانيا: تقدير الإيرادات:
يثير تقدير الإيرادات العامة صعوبات تقنية إذ أنه يرتبط أساسا بالتوقيع فيما يتعلق بالظروف و المتغيرات الاقتصادية التي قد تطرأ على الاقتصاد الوطني من أجل تحديد مصادر الإيرادات المختلفة، وخاصة الضرائب، في السنة المالية المقبلة.
و يتم تقدير الإيرادات العامة باستخدام عدة طرق:
أ*التقدير الآلي:
تتمثل هذه الطريقة في تقدير الإيرادات المقبلة على أساس آلي لا يترك للقائمين بتحضير الميزانية أي سلطة تقديرية بتقدير الإيرادات المتوقع الحصول عليها.
و تستند هذه الطريقة أساسا على قاعدة السنة قبل الأخيرة إذ يتم تقدير الإيرادات على أساس الاسترشاد بنتائج آخر ميزانية نفذت أثناء تحضير الميزانية الجديدة. و هناك قاعدة أخرى هي قاعدة الزيادات، أي إضافة نسبة مئوية على آخر ميزانية نفذت وتتم على أساس متوسط الزيادة التي حدثت في الإيرادات العامة و تتميز هذه الطريقة على أنها تحدد حجم الإيرادات و النفقات بطريقة تحفظية. ما يعاب عليها أن الحياة الاقتصادية لا تسير في اتجاه ثابت. فغالبا ما تتأرجح بين الكساد و الانتعاش من فترة لأخرى.
انتشار التضخم و ارتفاع الأسعار و انخفاض القدرة الشرائية في كثير من البلدان في العصر الحديث يجعل من الصعب استعمال هذه الطريقة في تحديد حجم الإيرادات.
ب*التقدير المباشر:
تستند هذه الطريقة أساسا على التوقع أو التنبؤ باتجاهات كل مصدر من مصادر الإيرادات العامة على حدة و تقدير حصيلته المتوقعة بناءا على هذه الدراسة مباشرة.
كل مؤسسة من القطاع العام تتوقع حجم المبيعات للإيرادات العامة للسنة المالية المقبلة، بحيث كل الوزارات أو الهيئات الحكومية تقدر ما تتوقع الحصول عليه من إيرادات في شكل رسوم أو ضرائب عن نفس السنة المالية موضوع الميزانية الحديثة.
و هذه التوقعات ترتبط بحجم النشاط الاقتصادي ففي حالة الرخاء و الانتعاش تزداد الدخول و الثروات و المبيعات و الأرباح و الاستهلاك و الواردات و الصادرات...الخ و التي يترتب عليها زيادة الإيرادات بصورة غير متوقعة، أما في فترات الكساد تصاب الأنشطة الاقتصادية بالخمول، مما يؤدي إلى قلة الإيرادات و زيادة النفقات و هذا ما يستدعي دراسة فورية للتقلبات الاقتصادية.
و إذا كانت طريقة التقدير المباشر أفضل الطرق لتقدير الإيرادات، فاللجان المتخصصة تقوم بالاسترشاد لتقدر مبالغ الإيرادات الفعلية المحصلة حسب مستولى النشاط الاقتصادي المتوقع و التغيرات المنتظرة في التشريع الضريبي باعتباره أهم مصادر الإيرادات العامة على الإطلاق...الخ.
المبحث الثالث: تنفيذ الميزانية و الرقابة عليها:

1*تنفيذ الميزانية:
وهي تمثل مرحلة انتقال الميزانية العامة من التطبيق النظري إلى حيز التطبيق العملي الملموس. و هي آخر مرحلة من مراحل الميزانية، تختص بها السلطة التنفيذية و تشرف على تنفيذها وزارة المالية التي تعتبر أهم أجزاء الجهاز الإداري للدولة.
أ*عمليات تحصيل الإيرادات و النفقات:
تتولى وزارة المالية مهمة تنفيذ الميزانية عن طريق تجميع الإيرادات من مختلف المصادر و إيداعها في الخزينة العمومية و يتم في المقابل الإنفاق لكن حسب الحدود الواردة في اعتماد الميزانية.
أولا: عمليات تحصيل الإيرادات:
كما ذكرنا سابقا، تختلف القيمة القانونية للإيرادات الواردة في الميزانية عن قيمتها فيما يتعلق بالنفقات.
فإجازتها للنفقات تعني مجرد الترخيص للحكومة بالإنفاق في حدود المبالغ التي تم اعتمادها.
إجازتها للإيرادات، بحيث لا تملك هذه عدم تحصيل جزء منها، وألا تكون قد ارتكبت خطأ تحاسب عليه أمام السلطة التشريعية.
و يتم تحصيل الإيرادات العامة بواسطة موظفين مختصين في وزارة المالية مباشرة أو تابعين لجهات حكومية تتبع وزارة المالية.
و يجب مراعاة عدة قواعد عامة في عمليات تحصيل الإيرادات العامة تتمثل في:
ـ أن يتم تحصيل الإيرادات في مواعيد معينة وطرق معينة وفقا لنص القانون.
ـ يجب تحصيل مستحقات الدولة فور نشوء حقوقها لدى الغير و قد تضمن المشروع حق الدولة في تحصيل إيراداتها في أسرع وقت ممكن، بإعطاء الحكومة حق امتياز على أموال المدين عن سائر الدائنين. كما أعطاها الحق في إجراء الحجز الإداري لتحصيل ديونها. كما ميز حق الدولة في تحصيل دين الضريبة لا يوقف دفعها أولا ثم التظلم فيما بعد.
ـ لضمان دقة و سلامة التحصيل، فانه من المقرر و وفقا للقواعد التنظيمية، الفصل في عمليات التحصيل بين الموظفين المختصين بتحديد مقدار الضريبة، و الآخرين المختصين بجبايتها.
ثانيا: عمليات النفقات:
إن إجازة السلطة التشريعية لاعتمادات النفقات لا يعني التزام الدولة بإنفاق كافة مبالغ الاعتمادات و لكنه يعني الإجازة و الترخيص للدولة بان تقوم بالإنفاق في حدود هذه المبالغ أي تقوم بإنفاق هذه المبالغ كلها أو بعضها في حالة الحاجة إلى ذلك.
ولضمان عدم إساءة استعمال أموال الدولة، و التأكد من إنفاقها، نضم القانون عمليات صرف الأموال العامة على أربع خطوات
هي:
الالتزام:
ينشا الالتزام نتيجة قيام السلطة الإدارية باتخاذ قرار لتحقيق عمل معين كالإنفاق من جانب الدولة مثلا: تعيين موظف عام أو بالقيام ببعض أعمال المنفعة العامة مثلا:إنشاء طرق أو جسور...الخ والإنفاق ليس الهدف منه زيادة أعباء الدولة بلا تحقيق أهداف معينة عامة
كما ينشا الالتزام بإنفاق مبلغ معين نتيجة إصابة مواطن بسيارة حكومية مما يضطر الدولة على دفع مبلغ تعويض.
و في كلتا الحالتين فان الارتباط بالنفقة يعني العمل القيام بعمل مكن شانه أن يجعل الدولة مدينة.
التصفية:
بعد أن يتم الالتزام تأتي الخطوة الثانية المتعلقة بالتصفية أي بتحديد مبلغ النفقة الواجب على الدولة دفعها فيتم تقدير المبلغ المستحق للدائن و خصمه من الاعتماد المقرر في الميزانية مع ضرورة التأكد من أن الشخص الدائن غير مدين بشيء حتى يمكن إجراء المقاصة بين الدينين.
يكون الدفع بعد انتهاء الأعمال، فالدائن ينهي أعماله أولا قبل أن تدفع له الدولة المبالغ المدينة بها نتيجة هذه الأعمال. حتى تتمكن من تحديد مبلغ الدين على النحو فعلي.
الأمر بالدفع:
بعد أن يتم تحديد مبلغ النفقة أو الدين،يصدر قرار من الجهة الإدارية المختصة بضمان أمر بدفع مبلغ النفقة . و يصدر ه\ا القرار عادة من وزير المالية أو من ينوب عنه.
الصرف:
يقصد بالصرف أن يتم دفع المبلغ المحدد في الأمر عن طريق موظف تابع لوزارة المالية غير الذي يصدر عنه أمر الدفع منعا للتلاعب و غالبا ما يتم هذا في صورة إذن على البنك المركزي الذي تحتفظ فيه الدولة بحساباتها.
فالخطوات الثلاث الأولى تتعلق بالاختصاص الإداري المتعلق بالجهة الإدارية. أما الخطوة الأخيرة فتتعلق بالاختصاص الحسابي المتعلق بوزارة المالية. و هذا الفصل بين الاختصاصين نتيجة عدم ارتكاب أي مخالفة مالية.
و الآن نحاول مواجهة الاختلاف بين الأرقام التقديرية والأرقام الفعلية للنفقات والإيرادات العامة.
فالنسبة للنفقات العامة فهي تعتمد على قاعدة تخصيص الاعتمادات، السلطة التشريعية هي التي تتولى الإنفاق في حالة مخالفة تقديرات النفقات أو استخدام الاعتماد لنفقة معينة إلى نفقة أخرى.
و تختلف الإجراءات المتبعة للحصول على اعتماد من السلطة التشريعية من دولة إلى أخرى.فقد يسمع للسلطة التنفيذية القيام بنقل البنود دون موافقة من السلطة التشريعية. و في بعض الأحيان يخصص مبلغ في ميزانية كل وزارة في حالة نقص النفقات، و إذا ما تجاوز الأرقام الفعلية الأرقام التقديرية، فلا تتقدم بطلب الاعتمادات الإضافية، و لكن عليها أن تتقدم لسلطة التشريعية بميزانية كاملة مصححة للميزانية الأولى لمناقشتها و اعتمادها.
الإيرادات:
أي مخالفة تقديرات إيرادات الدولة للأرقام الفعلية، لا يثير العديد من المشاكل، فأي خطا يحدث في تقدير حصيلة نوع من أنواع الإيرادات يعوض، فالأخطاء بالزيادة تعوض الأخطاء بالنقصان،دون أن يؤثر ذلك على تنفيذ الميزانية العامة وفقا للقاعدة المتبعة بالنسبة للإيرادات العامة وهي قاعدة عدم تخصيص الإيرادات أما إذا تعلق الخطأ بالزيادة فانه يتم تصرف في الزيادة الإجمالية وفقا للنظم و القوانين المعمول بها في كل دولة على حدى و تثور المشكلة في حالة الخطأ في تقدير الحصيلة الإجمالية للإيرادات العامة بالنقصان، إذ تضطر الدولة في هذه الحالة إلى اللجوء لمصادر غير عادية لسد العجز في الإيرادات مثل الاقتراض أو الإصدار النقدي.
2*مراقبة تنفيذ الميزانية:
المقصود بمراقبة تنفيذ الميزانية هو أن يتم الإنفاق بالشكل الذي ارتضاه المجلس السياسي الممثل للشعب باعتباره الممول الأعلى للدولة فيما حددته من إيرادات عامة هي أساسا جزء من دخول أفراد الشعب.
و قد تكون مراقبة التنفيذ سابقة على أو لاحقة له، فمن مزايا النوع الأول منع وقوع الخطأ. و فيه مطابقة التصرف المالي قبل حدوثه لما ارتبطت به الحكومة مع ممثلي الشعب. و من الدول التي تسير على هذا النظام المملكة المتحدة البريطانية في عهد البرلمان إلى موظف أو شخص مسؤول يسمى المراقب العام فلا تتم عملية صرف إلا بعد إذنه و يكون قد تحقق من ورود اعتماد في الميزانية لهذا المبلغ و المراقب العام غير قابل للعزل و لا تملك الحكومة حل عزله ولا تتدخل في تحديد مرتبة أو زيادته أو إنقاصه فكل هذه الأمور من سلطة البرلمان.
و الرقابة على تنفيذ الميزانية قد تكون رقابة إدارية أو رقابة سياسية، أو رقابة الأجهزة المستقلة و ذلك فضلا عن الرقابة السابقة على تنفيذ الميزانية، و الرقابة اللاحقة لذلك.
أ*الرقابة الادارية:
هي تلك التي تقوم بها الحكومة على نفسها. و هي تتناول كيفية تنفيذ الميزانية. و إدارة الأموال العامة. و يقوم على هذه الرقابة موظفون حكوميون. و هم الرؤساء من العاملين بالحكومة على مرؤوسيهم و تقوم بها وزارة المالية على الإدارات الحكومية المختلفة. و ذلك بواسطة قسم مالي خاص يتبع وزارة الخزانة في كل وزارة. وتتناول هذه الرقابة عمليات التحصيل والصرف التي يأمر بها الوزراء أو من ينوب عنهم. وذلك للتحقق من مطابقة أوامر الصرف للقواعد المالية المقررة في الميزانية.
ب*الرقابة السياسية:
إن الغاية ن الرقابة الميزانية. بصورة عامة.هي التأكد من احترام الإجازة التي أعطاها البرلمان للحكومة في جباية الايرادات و صرف النفقات.
و تتحقق هذه الرقابة عن طريق إلزام الحكومة بتقديم حساب ختامي في نهاية السنة المالية للسلطة التشريعية. يبين فيه ما تم جبايته فعلا من إيرادات و ما تم صرفه من نفقات. و مدى مطابقة كل هذا لما ورد بالميزانية.
و تحقيقا لهذه الرقابة السياسية فقد نص الدستور الجزائري الذي وافق الشعب عليه في 19 نوفمبر 1976 في المادة 187 منه على أن "تقدم الحكومة في نهاية كل سنة مالية إلى المجلس الشعبي الوطني عرضا حول استعمال الإعتمادات المالية التي أقرها بالنسبة للسنة المالية المعنية و تختتم السنة المالية على مستوى المجلس الشعبي الوطني بالتصويت على قانون يتحدد بمقتضاه ضبط ميزانية السنة المالية المنصرمة.
ج*رقابة الأجهزة المستقلة:
تقوم بعض الدول بإنشاء أجهزة مستقلة تقوم على مراقبة كل التصرفات المالية و الهدف من وراء ذلك الحفاظ على المال العام. وعادة ما تتبع هذه الأجهزة رئيس الدولة حتى تتمتع باستقلال اتجاه الوزارات المختلفة. كما تكلف هذه الأجهزة بتقديم تقرير ينوي لرئيس الدولة تبين فيه كل ما قامت به من أعمال و ما كشفت عنه الرقابة المالية و المحاسبية من مخالفات و توصيات الجهاز بشأنها تفادي أي أخطاء مستقبلا.
و لقد أخذت جمهورية الجزائر بهذا الاتجاه. ذلك أن المادة 190 من الدستور تنص على أن"يؤسس مجلس محاسبة مكلف بالمراقبة اللاحقة لجميع النفقات العمومية للدولة و الحزب و المجموعات المحلية و الجهوية و المؤسسات الاشتراكية بجميع أنواعها. و يرفع مجلي المحاسبة تقريرا سنويا إلى رئيس الجمهورية، و يحدد القانون قواعد تنظيم هذا المجلس و طرق تسييره و جزاء تحقيقاته".
و الرقابة السياسية و رقابة مجلس المحاسبة هي من صور الرقابة اللاحقة لتنفيذ الميزانية، و أما الرقابة الإدارية التي تقوم بها الحكومة فهي إما أن تكون سابقة لتنفيذ الميزانية أو لاحقة لها.

خاتمة
إن تطور دور الدول في المجتمعات الحديثة خاصة منه الدور الاقتصادي. أدى إلى بروز الأهمية البالغة التي تعطي للميزانية العامة باعتبارها أداة هامة و مؤثرة في عملية التنمية الاقتصادية و الإجتماعية.
و لقد حاولنا في هذا البحث إبراز أهم الجوانب المتعلقة بالميزانية العامة بما تحتويه من نفقات و إيرادات.

halimad
2010-12-11, 20:42
العضو:halimad
المستوى: اولى جامعي
الموضوع: من فضلك اريد مساعدة في تعريف الاعباء في النظام المحاسبي الجديد
التسجيل المحاسبي و التطورات التي حصلت على الحساب 6
شكرا مسبقا على الاهتمام.

محب بلاده
2010-12-11, 22:02
النظام المحاسبي الجزائري الجديد ،بين الإستجابة لمتطلبات تطبيق معايير المحاسبة الدولية وتحديات البيئة الجزائرية .
ملخص :
يهدف هذا البحث – بشكل رئيس- إلى دراسة مدى توافق النظام المحاسبي الجزائري الجديد مع معايير المحاسبة الدولية (IAS/IFRS ). ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف، وبعد تقديم أهم الأسباب و العوامل التي أدت إلى تبني هذا النظام المحاسبي سواء كانت تتعلق بالمستجدات المحاسبية الدولية أو كانت مرتبطة بالتحولات الجذرية التي عرفها الاقتصاد الجزائري ، وبعد التطرق إلى أهم معالم النظام المحاسبي الجديد ،قام الباحث بإجراء مقارنة بين هذا الأخير ومعايير المحاسبة الدولية من حيث الإطار المفاهيمي النظري ،من جهة ؛ والمعالجة المحاسبية لأهم القضايا المطروحة على مستوى المحاسبة من جهة أخرى .
و قد توصل الباحث إلى نتيجة أساسية مفادها أن النظام المحاسبي الجزائري الجديد يتوافق بشكل كبير مع معايير المحاسبة الدولية إلا أن سريان العمل به بداية من مطلع السنة المقبلة (2010م) يواجه عدة تحديات تتعلق بشروط ومستلزمات التطبيق الجيد له، مما يجعل المنافع المنتظرة من تطبيقه محل شك .
وعليه فإن الباحث يوصي بضرورة إجراء إصلاحات سريعة و دقيقة تمس الأنظمة القانونية ،التكوينية،
المالية و الضريبية.من أجل توفير مناخ ملائم لتطبيق هذا النظام المحاسبي و تثمينه .
الكلمات المفتاحية :معايير المحاسبة الدولية،التوافق المحاسبي الدولي،النظام المحاسبي الجزائري الجديد .
مقدمة :
شهد العقد الأخير من القرن الماضي جهودا كبيرة لتطوير إعداد معايير المحاسبة الدولية
أسفرت عن نتائج هامة أ تت ثمارها في مطلع القرن الحالي و مازالت نتائج هذه الجهود تتوالى على الفكر و التطبيق المحاسبيين على مستوى معظم دول العالم،وقد ساعد على جذب انتباه كافة المهتمين بالمحاسبة من مستفدين و مدققين خارجيين و صناع المعايير والمنظمين على المستوى الدولي إلى نتائج هذه الجهود حدثين مهمين هما :
* فشل بعض الشركات العملاقة في الولايات المتحدة في مطلع القرن الحالي وفي مقدمة هذه الشركات شركة "إنرون" و هي واحدة من شركات الطاقة العملاقة ،هذا الفشل أدّى إلى كوارث مالية في شكل خسائر مالية كبيرة، وقد تم توجيه أصابع الاتهام للمعايير المحاسبية الأمريكية كأحد أسباب هذه الكوارث المالية، و بدأت أصوات نظامية و أكاديمية تدعو إلى التوجه نحو المعايير الدولية .كما نتج عن هذا الفشل فرض ضوابط صارمة على مهنة التدقيق كآلية لحوكمة الشركات .
* صدور قرار البرلمان الأوروبي رقم 1606 في 19 جويلية 2002 بتطبيق معايير المحاسبة الدولية ، ورغم محدوديته غير أنه كان حدثا مدعما للمعايير الدولية على المستوى العالمي ، واعتبر نقطة البدء في تحول الكثير من الدول مثل كندا و اليابان و استراليا إلى معايير المحاسبة الدولية .
تخطت تبعات هذه الأحداث حدود الولايات المتحدة الأمريكية و أوربا و امتدت إلى دول عديدة متقدمة و نامية.بل أن معظم الدول النامية قد سبقت إلى معايير المحاسبة الدولية و استرشدت بها لأسباب تتعلق بضعف نظامها المحاسبي من جهة، ووجود ضغوط داخلية و خارجية على منظمي المحاسبة لتبني المعايير الدولية .
مع هذا الاتجاه المتنامي لعولمة المعايير المحاسبية ،تتفاعل البيئة الجزائرية- بشكل عام - تفاعلا إيجابيا و مضطردا مع البيئة المحاسبية الدولية و ذلك بإجراء إصلاح على النظام المحاسبي للمؤسسات يهدف إلى تحقيق توافق بين الممارسات المحاسبية في الجزائر مع متطلبات معايير المحاسبة الدولية ،في ظل تبني الجزائر لنظام اقتصاد السوق وتوقيع اتفاق الشراكة مع الإتحاد الأوروبي ،إضافة إلى اقتراب انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة.في الوقت الذي يعاني المخطط المحاسبي الوطني المعتمد منذ عام 1975 قصورا في خدمة كل مستعملي المعلومات المالية و المحاسبية من مقرضين و مستثمرين وغيرهم. لقد كللت جهود الإصلاح بتبني نظام محاسبي جديد يوم25 نوفمبر2007 والذي سيكون ساري المفعول ابتداء من أول جانفي 2010م .
يمكن تحديد أربعة جوانب رئيسية يهدف إليها هذا البحث :
1- تقديم أهم المستجدات المحاسبية الدولية و أثرها على مهنة المحاسبة .
2- وصف النظام المحاسبي الجزائري الجديد وتحديد أهم خصائصه،ودرجة توافقه مع معايير المحاسبة الدولية .
3- تشخيص واقع البيئة الجزائرية ومدى ملائمتها لتطبيق النظام المحاسبي الجديد .
إن تحقيق أهداف هذا البحث ستكون من خلال الإجابة على التساؤلات التالية :
1- ماهو الإطار الفكري و التنظيمي لمعايير المحاسبة الدولية ؟
2- ما هي تداعيات تبني معايير المحاسبة الدولية ؟
3- ما هي مبررات إصلاح النظام المحاسبي القديم ؟ ما طبيعة النظام المحاسبي الجديد ؟ وما هي مميزاته؟
4- ما مدى توافق هذا النظام مع معايير المحاسبة الدولية ؟
5- هل تم الإيفاء بمتطلبات تطبيق هذا النظام ؟ وما هي التحديات المنتظرة ؟
لتحقيق أهداف البحث بالإجابة على الأسئلة السابقة فإن خطة البحث تشتمل على المحاور الآتية :
1- نظرة تارخية عامة على المحاسبة الدولية .
2- التوافق المحاسبي الدولي : المزايا و المعوقات .
3- محدودية المخطط المحاسبي الوطني (1975) ،وضرورة الاستجابة للتحولات المحاسبية الدولية .
4- النظام المحاسبي الجزائري الجديد ومدى استجابته لمتطلبات معايير المحاسبة الدولية .
- نظرة تاريخية عامة على المحاسبة الدولية : 1
البداية الحقيقية لصناعة معايير المحاسبة الدولية ترجع إلى عام 1973 حيث تأسست لجنة معايير المحاسبة الدولية ( IASC) بموجب اتفاق أبرم بين هيئات المحاسبة الوطنية في عشر دول التي تعد رائدة في هذا المجال و هي :استراليا ،كندا ،فرنسا ،ألمانيا ،اليابان ،المكسيك ،هولندا ، بريطانيا ،إيرلندا و الولايات المتحدة الأمريكية . في هذا العنصر سوف نتطرق إلى كافة التغيرات التي طرأت على هذه اللجنة منذ تأسيسها .
1-1 – الهدف من تأسيس لجنة معايير المحاسبة الدولية :
تأسست سنة 1973، مقرها لندن ،اتخذت شعار التوحيد المحاسبي الدولي كأحد مهامها الأساسية، تمكنت من إصدار العديد من المعايير و النشرات التفسيرية و الأعمال التنظيمية التي ساهمت في إرساء نظام محاسبي دولي موحّد تميّزت معلوماته المحاسبية بالحجم الكافي المدروس و بالنوعية العالية .
لقد كان الهدف من تأسيس تلك الهيئة منذ نشأتها محدد في الآتي :
- مناقشة القضايا المحاسبية الوطنية فيما بين الدول المشاركة على نطاق دولي .
- طرح أفكار محاسبية يمكن تبنيها و إصدارها كمعايير دولية تخدم المصلحة العامة .
- تحقيق قدرا من التوافق بين الممارسات المحاسبية فيما بين الدول المشاركة يسمح بالقابلية للمقارنة .
- العمل على تحقيق قدر من القبول الدولي لما يصدر عن اللجنة من معايير .
1 -2- التطورات التاريخية للجنة معايير المحاسبة الدولية :
مرت لجنة معايير المحاسبة الدولية منذ إنشاءها عام 1973 بتحولات يمكن تقسيمها إلى ثلاث فترات :
أولا:الفترة ما بين 1973 و 1992 :
بدأت اللجنة بمجلس إدارة تتكون من عشرة أعضاء هم ممثلي هيئات المحاسبة الوطنية في الدول العشرة المؤسسة لها ، صدر عن اللجنة أول معيار رقم 01 عام1974 موضوعه "الإفصاح عن السياسات المحاسبية " ، وفي عام 1976 تلقت اللجنة أول دعم قوي من المؤسسات الاقتصادية و المالية حيث قررت مجموعة محافظي البنوك المركزية للدول العشر الكبرى التعاون مع اللجنة الدولية و تمويل مشروع تتبناه اللجنة لإصدار معيار محاسبي عن القوائم المالية للبنوك ،هذا الدعم أدى إلى إصدار معيار محاسبي للتقرير المالي في البنوك .
و منذ 1978 بدأت دائرة عضوية اللجنة تتسع بانضمام العديد من الدول من مختلف القارات،.اعتبارا من عام 1984 ، بدأت الاهتمامات الدولية بتوحيد و توفيق معايير المحاسبة عالميا ،حيث عقدت عدة مؤتمرات دولية لهذا الغرض نظمتها هيئة تداول الأوراق المالية الأمريكية و منظمة التنمية و التعاون الاقتصادية و الجمعية الدولية للأوراق المالية في هذه المؤتمرات بدأ الحديث عن عولمة أسواق المال و آليات حماية المستثمرين وكذلك عولمة التقرير المالي .
انضم إلى لجنة معايير المحاسبة الدولية منذ 1986 عدة هيئات و منظمات دولية فاعلة منها:المنظمة الدولية للبورصات العالمية IOSCO التي كانت المحرك الأساسي وراء إعادة هيكلة اللجنة و تحويلها إلى هيئة دولية متكاملة مستقلة عن الإتحاد الدولي للمحاسبين ، وكما لعبت هذه المنظمة دورا بارزا في توجيه عملية تطوير معايير المحاسبة الدولية و قبولها عالميا .
تواصل الدعم الدولي للجنة بانضمام مجلس معايير المحاسبة المالية الأمريكي ( FASB) الذي تأسس سنة 1973 ،كملاحظ و هذا سنة 1988 كما ارتفعت الأصوات في أوربا للمشاركة الفعلية في أنشطة اللجنة الدولية خاصة من طرف جمعية الخبراء الاستشاريين في أوربا FEE سنة 1989 و هذا ما تجسد فعليا في انضمام الإتحاد الأوربي إلى اللجنة الاستشارية سنة 1990 .
ثانيا : الفترة ما بعد 1992 :
هذه الفترة من تاريخ لجنة معايير المحاسبة الدولية تتميز ببدء الأنشطة التي ترمي إلى زيادة قبول الهيئات النظامية الدولية و منها المنظمة الدولية للبورصات العالمية لمعايير المحاسبة الدولية .
و كان المعيار رقم 07 :" قائمة التدفقات النقدية" أول معيار تقبله المنظمة و ذلك عام 1993،ليليه قبول "14" معيارا من المعايير التي أصدرتها اللجنة الدولية و ذلك في العام الموالي ،كما أفتكت هذه اللجنة قبول هيئة تداول الأوراق المالية الأمريكية (SEC) قبول ثلاثة معايير دولية .
تواصل الدعم للجنة معايير المحاسبة الدولية بقبول مجلس معايير المحاسبة الأمريكي FASB العمل المشترك مع اللجنة على مشروع أرباح الأسهم ووافق البنك الدولي على تمويل مشروعا لإصدار معيار عن المحاسبة الزراعية .
و لم يزل الاهتمام و الاقتناع الدولي يتواصل لتوحيد الممارسات المحاسبية؛ فقد طالب الكونغرس الأمريكي ووزراء التجارة لمنظمة التجارة العالمية و كذا لجنة البورصة الأسترالية سنة 1996 بضرورة العمل على الانتهاء من المعايير المحاسبية و تقرير المعايير المحلية من المعايير الدولية .
كثفت اللجنة نشاطها التنظيمي و المحاسبي بصورة ملحوظة عام 1997 فقد تم تشكيل فريق عمل الإستراتيجية و تشكيل لجنة دائمة للتفسيرات المحاسبية (SIC) و كذلك فريق عمل مع ممثلين من المجالس الوطنية للعمل على مشروع الأدوات المالية و المشتقات ، وفي عام 1998 تجاوز عدد الدول الأعضاء في اللجنة الدولية رقم مائة .
أما التطور المهم في عام 2002 هو صدور القانون الأوروبي يلزم الشركات المقيدة في البورصات الأوروبية بتطبيق معايير المحاسبة الدولية في موعد أقصاه أول جانفي 2005 غير أنه مدد الأجل إلى غاية 2007 للمؤسسات التي تطرح سندات فقط .
كما تعاظمت الثقة في لجنة معايير المحاسبية الدولية بإعلان لجنة بازل الخاصة بالشؤون المصرفية عام 2000 دعمها و قبولها المعايير المحاسبة الدولية و للجهود المبذولة لعولمة المحاسبة ،في نفس العام قبلت منظمة البورصات العالمية ثلاثين (30 ) معيارا دوليا و سمحت للشركات المقيدة في البورصات العالمية باستخدامها في التقرير المالي كمتطلب للقيد و التداول خارج حدود موطنها الأصلي .
كما عرف عام 2000 موافقة اللجنة على المعيار (41 ) المحاسبة الزراعية و إدخال تعديلات على المعيارين (12) و( 14) و إصدار إرشادات تفسيرية لمعيار الأدوات المالية رقم (39 ).
لقد حققت اللجنة معايير المحاسبة الدولية إنجاز كبيرا و انتشارا عالميا واسعا و مع ذلك فإن الطريقة التي تتم بها صناعة معايير الدولية و كذلك الطريقة التي تتم بها عملية القبول تكشف عن وجود ضعف في الكيان الدولي يخدش سمعته و يضعف قبول المعايير الصادرة عنه، و هذا ما أثمر بإعادة هيكلة لجنة معايير المحاسبة الدولية في سنة 2001 بتأسيس مجلس معايير المحاسبة الدولية IASB في 25 جانفي 2001 طبقا للائحة الصادرة في 24 ماي 2000 .
لقد كان لهذا التغيير عدة أهدافها أهمها :
- تحقيق استقلالية الهيئة و ذلك بإبعاد عملية صناعة المعايير المحاسبية عن كل الضغوط خاصة من الإتحاد الدولي للمحاسبين و بعض المنظمات المالية العالمية .
- تحقيق هيكل جغرافي عال بحضور مختلف القارات الخمس .
- ممارسة الدور التطويري للمعايير المحاسبية الدولية بدلا من تبني معالجات وطنية و محاولة إكسابها الطابع الدولي .
و منذ 2001 تم إصدار خمس (5) معايير جديدة (IFRS) و هذا إلى غاية سنة 2006 .
لقد عمل مجلس معايير المحاسبية الدولية منذ تأسيسه على وضع خطط لتوفيق المعايير المحاسبية على المستوى الدولي و المحلي و ذلك بالتعاون مع المجالس الوطنية المكلفة بصناعة المعايير المحاسبية المحلية .
2 - التوافق المحاسبي المزايا و المعوقات :
إن المتتبع لتطور الفكر المحاسبي يستطيع الحكم على أن المعرفة المحاسبية تتسم بخاصيتين متلازمتين هما:الاستمرارية و التغير، وهذا على الصعيدين التطبيقي و النظري . فالاستمرارية تشير إلى تراكم الخبرات و تكون القواعد و الأعراف المحاسبية بمرور الزمن بعد ثبوت منفعتها عمليا وتقبلها نظريا .
أما خاصية التغير فتشير إلى قدرتها على مواكبة التطور في بيئة الأعمال نتيجة عوامل اقتصادية و اجتماعية و القانونية و التكنولوجية و هدفها الأساسي في النهاية تكوين نظرية محاسبية شاملة .
و من هذا المنطلق يسعى مجلس معايير المحاسبة الدولية (IASB ) إلى تحقيق توافق محاسبي في الممارسات المحاسبية على المستوى الدولي استجابة لعوامل معينة .
2 -1 : أسباب اختلاف الممارسات المحاسبية بين الدول :
إن المحاسبة- كأي فكر- هي نتاج تفاعلات معقدة كعوامل اقتصادية تاريخية ،اجتماعية وسياسية و التي تؤدي في النهاية الى معايير و سياسات و طرق محاسبية تستجيب لهذه العوامل .
يرجع اختلاف هذه الممارسات على المستوى الدولي إلى عدة عوامل نلخصها فيما يلي :
- النظم القانونية وأنظمة الضرائب: إن المفاهيم المحاسبية مرتبطة بالنظم القانونية و الضربية لبلد ما .
- النظام الاقتصادي:إن البيئة الاقتصادية مهمة جدا للتنمية المحاسبية بشكل عام وللإفصاح و التقارير المالية بشكل خاص ، بالرغم من أن التنمية الاقتصادية يمكن تحقيقها بعدة أشكال من السياسات الاقتصادية بناء على نوع النظام الاقتصادي المختار (اقتصاد حر أو موجه (
- النظام السياسي :إن المفاهيم المحاسبية مرتبطة بالنظام السياسي السائد لبلد ما .
المستوى التعليمي:تعتبر معايير المحاسبة معقدة و بدون فائدة إذا لم يحسن فهمها أو استخدامها .
- الديانة:إن الديانة بمفهومها الواسع تؤثر على المفاهيم المحاسبية الأساسية داخل الدولة فحكومات الدول الإسلامية عليها أن تعتمد نظام اقتصادي خال من الفوائد (الربا)و لذلك عليها أن تجد وسائل لعرض و توصيل المعلومات المحاسبية المرتبطة بالمعاملات الآجلة بالإضافة إلى هذه العوامل هناك عوامل أخرى كالتعداد السكاني ،المستوى الثقافي و مصادر التمويل .
2-2: مفهوم التوافق المحاسبي الدولي :
إن هدف المحاسبة الدولية كتطوير للفكر المحاسبي من النطاق المالي أو الإقليمي إلى النطاق الدولي و ذلك كمبادرة لحل المشاكل المحاسبية المطروحة عى المستوى الدولي هو إصدار معايير محاسبية موحّدة و مقبولة على المستوى الدولي بهدف إحكام الممارسات المحاسبية أي تحقيق التوافق المحاسبي الدولي .
يعبر التوافق المحاسبي الدولي عن "عملية تقليل الفروقات في تطبيقات التقرير المالي فيما بين الدول مما يؤدي إلى زيادة إمكانية مقارنة القوائم المالية وتتضمن عملية التوافق تطوير مجموعة المعايير المحاسبية الدولية الواجب تطبيقها في مختلف دول العالم و هذا لزيادة عالمية أسواق رأس المال " ، و هكذا فالتوافق المحاسبي الدولي يضيق مجال الاختيار بين السياسات المحاسبية و يؤدي إلى اعتماد نظم محاسبية متشابهة و هو بذلك يتميز عن التوحيد المحاسبي الدولي الذي يعني توحيد صارم للقواعد و السياسات المحاسبية و تطبيقها على دول معينة ،فالتوحيد لا يقبل اختلافات في الإجراءات على المستوى الدولي .ومن الصعوبة بما كان تحقيق ذلك ،أما على المستوى المحلي فالتوحيد المحاسبي يعبر عن نظام محاسبي موحّد تتمثل أهدافه في توفير المعلومات اللازمة للتخطيط و التنفيذ و الرقابة على مستوى الفروع الاقتصادية ،حيث ترتبط حسابات الوحدة الاقتصادية بالحسابات الوطنية ،بالإضافة إلى تسهيل عملية جمع البيانات المحاسبية وتبويبها و تخزينها .
2 - 3- مزايا التوافق المحاسبي الدولي :
لقد أظهرت دراسة قام بها المنتدى الدولي لتطوير المحاسبة ( IFAD) عام 2001 أن 25 دولة عضوة في الإتحاد الأوروبي لديها خطة رسمية صادرة عن جهة حكومية و ذلك للتوافق مع معايير المحاسبة الدولية و إدراكا منها للمزايا الكثيرة لهذا التوافق والتي نذكر منها :
- تحسين عملية إتحاد القرارات من طرف المستثمرين الخارجيين ..
- تسهيل عملية الاتصال المالي و ذلك بتوفير معلومات مالية تم إعدادها وفق قواعد و مبادئ و معايير متناسقة، مما يرفع من فعالية تشغيل الأسواق المالية .
- تسهيل عملية تقييم أداء الشركات متعددة الجنسية .
- زيادة درجة انتظام و صدق حسابات المؤسسات مما يرفع من قيمتها و أهميتها في عمليات المقارنة و الرقابة وإتحاد القرارات .
- اقتصاد مبالغ معتبرة من التكاليف ،تعود بالفائدة على شركات التدقيق و الخدمات الاستشارية المالية .
2 -4- معوقات التوافق المحاسبي الدولي :
رغم المزايا السابقة في التوافق المحاسبي الدولي فإنه يواجه مشاكل مختلفة أهمها :
- الاختلافات البيئية و الثقافية بين الدول .
- تباين في مضمون وأهداف التشريعات القانونية لكل دولة .
- ضعف أو انعدام-أحيانا- القوة الإلزامية بتنفيد هذه القواعد و المعايير المحاسبية الدولية المتفق عليها .
- الطبيعة المعقدة التي تصاغ بها بعض المعايير مثل المعايي المرتبطة بالاستثمارات و المشتقات و الأدوات المالية و المعايير المرتبطة بالقيمة العادلة، هذا ما يؤدي إلى عدم فهمها و من ثم عدم تطبيقها على الوجه الصحيح .
- غالبية الدول ليس لها تشريعات منظمة للأدوات المالية على الأقل لأنها لا تتوفر على أسواق على درجة من الكفاءة التي تفرز قيم سوقية يمكن اعتمادها في التقييم المحاسبي .
- التوجه الضريبي و الحكومي : بعض الدول يكون الهدف من التقارير المحاسبية فيها هو حساب الربح الضريبي أو توفير معلومات للمحاسبة الوطنية .
- تعود المستثمرين و المستخدمين الآخرين للقوائم المالية على المعايير الوطنية إلى درجة يصعب فيها تحول أولئك المستخدمين إلى قراءة قوائم مالية أعدت باستخدام طرق محاسبية أخرى خصوصا في حالات ضعف الثقافة المحاسبية عند هؤلاء المستخدمين .
- المعايير المحاسبية تصدر باللغة الإنجليزية و ترجمتها إلى اللغات الوطنية (غير الإنجليزية) أفقدها مضمونها الأصلي .
- إصدار معايير محاسبية دولية في شكل نصوص عامة و ترك التفاصيل لكل دولة .فهذه المعايير لا تتعاطى إلا الأحداث ذات الصبغة الدولية التي تبدي معظم الدول حاجة ملحة لها دون النظر لمعيار معين يلائم ظروف دولة أو مجموعة محددة من الدول بعينها .
3- محدودية المخطط المحاسبي الصادر سنة 1975 دليلا لمنظومة الحسابات في الجزائر يلبي احتياجات الاقتصاد الاشتراكي وخصائصه .لم يتغير هذا المخطط رغم التحولات التي عرفتها الجزائر خاصة انتقالها إلى نظام اقتصاد السوق بفتح المجال للاستثمار الأجنبي و الوطني من خلال تحرير الأسواق و خوصصة المؤسسات العمومية و إجراء إصلاحات على النظامين البنكي و الضريبي، فأصبح هذا المخطط لا يتماشى مع هذه المستجدات رغم المحاولات المتكررة لتحسينه .
إن نظام اقتصاد السوق يتطلب توفير أدوات معيارية محاسبية لقياس فرص نمو و مردودية المؤسسة، درجة ملاءتها وقدرتها على توزيع أرباح ؛ ومن ثم تحسين فعالية اتخاذ القرارات . وهذا ما لا تتوفر عليه القوائم المالية الختامية حسب المخطط المحاسبي الوطني (1975 ) ، التي تعطي الأولوية للاستجابة لاهتمامات المصالح الضريبية، وتوفير معلومات لإعداد الحسابات الوطنية، مثل:القيمة المضافة، تكوين رأس المال الثابت، الاستثمارات الإنتاجية وغير الإنتاجية.في حين نجد أن احتياجات المقرضين و المستثمرين للمعلومات المالية لا تلبيها هذه القوائم، رغم أنهم يتحملون مخاطر وهم في حاجة إلى تخفيضها إلى أدنى مستوى ممكن .
لقد وجهت انتقادات حادة لهذا المخطط يمكن تلخيصها في العناصر الآتية :
أولا: غياب الإطار المفاهيمي النظري :
يعرف الإطار المفاهيمي النظري في نظرية المحاسبة بأنه :"مجموعة منظمة من الأهداف
و المبادئ الأساسية المتسقة فيما بينها ، والتي بفضلها يمكن إصدار معايير متسقة و تحديد طبيعة ووظائف و حدود المحاسبة المالية و القوائم المالية "
فالإطار المفاهيمي النظري يقدم الأهداف المتوخاة من المحاسبة و المفاهيم المتعلقة بالخصائص النوعية للمعلومات المالية، المبادئ المحاسبية الأساسية و الاتفاقات المحاسبية الأساسية .
يعتبر وجود إطار مفاهمي نظري ذو أهمية بالغة بالنسبة للجهة المصدرة للمعايير و لمستعملي المعلومات المحاسبية :
* بالنسبة المصدرة للمعايير المحاسبية :
- يمثل الإطار المفاهيمي النظري مرجعية في إصدار معايير محاسبية منسقة أو تعديلها عند الضرورة ،مما يسهل حل المشاكل المحاسبية المطروحة .
- يمكن للهيئة المصدرة للمعايير المحاسبية من الربط بين الجانب النظري و الجانب التطبيقي .
- إن وجود إطار مفاهيمي نظري يجعل الهيئة المصدرة للمعايير المحاسبية أكثر شرعية في إلزام الأطراف المعنية بالمعايير المحاسبية بتطبيقها مما يحفظ لمهنة المحاسبة مكانتها .
ففي الولايات المتحدة الأمريكية وجهت للمجتمعات المهنية التي كانت قبل 1973 ،انتقادات بخصوص افتقارها لإطار فلسفي متكامل لحل المشاكل المحاسبية المطروحة .
* بالنسبة لمستعملي المعايير المحاسبية :
إن وجود مرجعية مفاهيمية نظرية يسهل على مستعملي هذه المعايير فهم محتواها وأساليب تطبيقها .
تتمثل القوائم المالية الختامية حسب المخطط المحاسبي الوطني (1975) في الميزانية الختامية وجدول حسابات النتائج و التي هي في خدمة الدولة باعتبارها الجهة المخوّلة بتحصيل الضرائب و أصبح الهدف من المحاسبة هدف جبائي أي لا نميز مثلا بين الميزانية الضريبية و الميزانية الاقتصادية ، فإعداد الميزانية المحاسبية الختامية و جدول حسابات النتائج يتم في ظل التقيد بالقوانين و الإجراءات الضريبية بهدف تحديد النتيجة الخاضعة للضريبة في الوقت الذي يهتم فيه المستثمرون و المقرضون بالقيم الحقيقية فعلى سبيل
المثال : إذا سجلت خسارة في قيم أصول ثابتة ،فإن أثرها لا يظهر في القوائم المالية الختامية وفقا للمقاربة الجبائية التي اعتمدها هذا المخطط .
حاليا تغير المشهد الاقتصادي الجزائري ،أصبحت المؤسسة تهدف –أساسا- إلى خلق الثروة من خلال عمليات الإستغلال، مما يستدعي تجسيد هذا الهدف في النظام المحاسبي للمؤسسات من خلال وضع مؤشرات معيارية محاسبية تمكن من قياس هذه الثروة التي تعتبر الاهتمام المشترك لمختلف مستعملي القوائم المالية (المساهمين ، الإدارة الضريبية ،البنوك ...).
ثانيا: ضعف الإفصاح المالي والمحاسبي :
إ رتبط مبدأ الإفصاح بظهور شركات المساهمة و التزامها بنشر قوائمها المالية دوريا لتقدم إدارة تلك الشركات إلى مستثمريها من مساهمين و مقرضين تقريرا عن نتائج أعمالها و مركزها المالي بغرض الإفصاح عن المعلومات الجوهرية التي حدثت خلال الفترة حتى يتخذ هؤلاء المستثمرين قراراتهم الاقتصادية بناء على ذلك الإفصاح .
هكذا أصبح معيار المنفعة التي يجب أن تتصف بها المعلومات المحاسبية المقدّمة للمستخدمين الخارجيين من خلال القوائم ذات الغرض العام أحد الأسس التي يبنى عليها الإطار المفاهيمي النظري من متطلبات اقتصاد السوق توفير قوائم مالية موجهة المساهمين الذين يهتمون بشراء الأسهم و المقرضين الذين يقرضون أموالا باعتبارهم ممولين للشركة ،تحتوي هذه القوائم على معلومات محاسبية و مالية دقيقة وواضحة و عادلة تعبر عن الوضعية المالية و الاقتصادية للمؤسسة .
إن المخطط المحاسبي الوطني (1975) لا يؤدي إلى توفير كل المعلومات المالية و المحاسبية التي يحتاجها المستثمرون ولا تملك القوائم المالية( الميزانية الختامية ،و جدول حسابات النتائج قيمة تجانسية أي قابليتها للمقارنة زمانيا و مكانيا، ففي هذا الشأن، سجلت انتقادات كثيرة لهذا المخطط من الناحية التقنية أهمها :
* لا يوضح المخطط المحاسبي الوطني PCN)) بشفافية الوضعية المالية للمؤسسة و ذلك بسبب الغموض في مفهوم دورة الاستغلال من خلال التمييز بين عمليات الاستغلال والعمليات خارج الاستغلال، فهذا المخطط أخد بالمفهوم الضيق لدورة الاستغلال و الذي يحصرها في العمليات المتعلقة بالإنتاج و البيع و الشراء، في حين تبنت هيئات صناعة المعايير المحاسبية المشهورة دوليا، منها لجنة معايير المحاسبة الدولية IASC) ) و المجلس الأمريكي للمحاسبة المالية FASB) ) ، لمفهوم أوسع لدورة الاستغلال و الذي" يعبر عن تلك العمليات التي لا تتعلق بدورتي الاستثمار ولا التمويل " .
* نتيجة الاستغلال- حسب المخطط المحاسبي الوطني .1975- تعبر عن قدرة المؤسسة على تحقيق أرباح بواسطة عمليات الاستغلال وعمليات أخرى ناجمة عن سياسات مختلفة ليس لها علاقة بدورة الاستغلال وهي :
السياسة المالية : الممثلة في تكاليف ومنتوجات مالية .
سياسة الإهتلاكات : الممثلة في حصص الإهتلاكات .
ومن ثم فنتيجة الاستغلال لا تصلح مؤشرا لقياس الأداء الاقتصادي للمؤسسة .
* اعتماد تصنيف حسابات الأعباء و النواتج حسب طبيعتها يؤدي إلى الحصول على مؤشرات غير صالحة للتسيير الداخلي لمختلف وظائف المؤسسة ، في المقابل ،يسمح التصنيف الوظيفي بالحصول على تكلفة الإنتاج و مختلف الأعباء التي تقع على عاتق الوظائف: التجارية،المالية و الإدارية دون إعادة معالجة المعلومات المحاسبية ،وعليه يتضح إهمال المخطط المحاسبي الوطني (1975) لدور محاسبة التكاليف رغم وجود التكامل بينها وبين المحاسبة العامة .
* المعالجة المحاسبية لعمليات المؤسسة يتم وفق مقاربة قانونية،وكمثال على ذلك،نجد- في بعض الأحيان- أن المؤسسة تقوم بكراء استثمارات إنتاجية أو غير إنتاجية عوض أن تشتريها، ولا تتضمنها الميزانية المحاسبية( حسب المخطط المحاسبي الوطني -1975) في جانب الأصول لأنها ليست ملكا للمؤسسة، غير أنها من الناحية الاقتصادية ساهمت هذه الاستثمارات المستأجرة في نشاط المؤسسة وخلق الثروة .
* لا تزود القوائم المالية مستخدميها بمعلومات حول أنشطتها المستقبلية و التكاليف و الإيرادات المتوقعة .
* اعتماد المخطط المحاسبي الوطني(1975 ) على مبدأ التكلفة التاريخية و الذي جعل عملية المقارنة الزمنية بين القوائم المالية تفقد معناها نظرا لموجة التضخم التي عرفتها الجزائر منذ بداية الإصلاحات الاقتصادية الكبرى سنة 1988 .
* القوائم المالية التقليدية التي جاء بها المخطط المحاسبي الوطني (1975) لا تمكن المستثمرين من معرفة أسباب تغيرات الخزينة و العوامل المتحكمة فيها ، فالميزانية الختامية تظهر الخزينة كرصيد فقط ، وهكذا يصعب عليهم متابعة تطور وضعية التوازن المالي للشركة التي يستثمرون فيها .
وعيا منها بأهمية توفير أجواء الثقة و الشفافية و الإفصاح ،كعوامل محفزة للاستثمار الأجنبي ،باشرت الجزائر منذ عام 2001 إصلاحات جادة على النظام المحاسبي للمؤسسات تجسد أخيرا في القانون رقم 07 /11 الصادر بالجريدة الرسمية رقم (74 ).
4- النظام المحاسبي الجزائري الجديد ومدى استجابته لمتطلبات معايير المحاسبة الدولية: بداية من الثلاثي الثاني لسنة 2001 ،بدأت عملية إصلاح المخطط المحاسبي الوطني ،التي مولت من البنك الدولي و أوكلت إلى العديد من الخبراء الفرنسيين بالتعاون مع المجلس الوطني للمحاسبة (CNC) ،أسفرت هذه العملية عن إقتراح نظام محاسبي جديد يأخذ بعين الاعتبار النقائص الملاحظة على المخطط المحاسبي القديم وفي نفس الوقت يستجيب للمستجدات المحاسبية الدولية .
4-1- طبيعة النظام المحاسبي الجزائري الجديد :
، يمكن توضيح معالمه فيما يلي :
أولا: الإطار المفاهيمي النظري
جاء النظام المحاسبي الجديد بإطار مفاهيمي نظري يتضمن مايلي :
أ- مجال التطبيق :
- يتم تطبيق المخطط المحاسبي الجديد إجباريا على كل نشاط اقتصادي؛
- كل شخص طبيعي أو معنوي خاضع للقانون التجاري؛
- كل شخص تابع للقطاع العام أو الخاص، أو القطاع المختلط؛
- كل قطاع يقوم بإنتاج سلع أو خدمات ؛
- و آخرون .
ب- القواعد والمبادئ : يعتمد النظام المحاسبي الجديد على جملة من القواعد و المبادئ يمكن التطرق إلى أهمها فيما يلي :
ب- 1- مستعملوا القوائم المالية :
- المستثمرون؛
- مسيرون ، هيئات إدارية ؛
- المقرضون (بنوك ، مساهمون) ؛
- إدارة الضرائب ؛
- شركاء آخرون ، زبائن ، موردون ، أجراء ؛
- آخرون .
ب- 2- الفرضيات التي من خلالها يتم إعداد القوائم المالية : أهمها ما يلي
- الاستمرارية في النشاط :يفترض أن تزاول المؤسسة نشاطها بصفة مستمرة ودائمة؛
- محاسبة الالتزامات( أساس الاستحقاق)، حيث تتم المعالجة المحاسبية لمجرد حدوث الاتفاق وليس من الضروري انتظار التدفقات النقدية .
ب- 3- المبادئ المحاسبية الأساسية :
- مبدأ استقلالية الدورات المحاسبية:كل دورة محاسبية مستقلة عن الأخرى من حيث الإيرادات أو الأعباء؛
- مبدأ الحيطة والحذر: يقوم هذا المبدأ على أساس تسجيل الخسائر المحتملة؛
- مبدأ الحفاظ على الطرائق المحاسبية ( المداومة) : ينبغي المحافظة على استعمال نفس طرائق التقييم المحاسبي خلال الدورات المحاسبية،إلا إذا أدى التغيير إلى تقديم أحسن للمعلومة المالية أو حدث تغيير في النصوص التنظيمية المعمول بها؛
- مبدأ التكلفة التاريخية: تسجل الأحداث الاقتصادية بقيمتها التاريخية دون الأخذ في الحسبان آثار تغيرات السعر أو تطور القدرة الشرائية للعملة؛غير النظام المحاسبي الجديد سمح باستعمال طرائق عند إعادة تقييم بعض العناصر انطلاقا من القيمة العادلة أو القيمة المحققة أو القيمة الحالية؛
- مبدأ عدم المقاصة: ينبغي عدم المقاصة بين عناصر الأصول و الخصوم أو بين الإيرادات و الأعباء؛
- مبدأ ثبات وحدة النقد؛
- مبدأ تغليب الواقع الاقتصادي على الشكل القانوني: يعتبر هذا المبدأ جديد في الجزائر، بحيث ينبغي التعامل مع الأحداث الاقتصادية حسب جوهرها الاقتصادي و ليس حسب المظهر القانوني،فمن خلال هذا المبدأ يمكن تسجيل قرض الإيجار ضمن عناصر الميزانية .
ب-4 - الخصائص النوعية التي ينبغي توفيرها في القوائم المالية :
- الملائمة - الدقة و الموثوقية
- القابلية للمقارنة - الوضوح .
ج - مفاهيم مختلفة :أما من حيث المفاهيم فهناك مفاهيم جديدة جاء بها النظام المحاسبي الجديد أهمها مايلي :
ج- 1 - الأصول :
تشمل عناصر الأصول الموارد التي يمكن مراقبتها، من خلال الأحداث الاقتصادية الماضية والتي ينتظر منها منافع اقتصادية مستقبلية.تعتبر الأصول الموجهة لخدمة المؤسسة بصفة دائمة أصولا غير جارية ( غير متداولة)،أما الأصول التي ليس لها هذه الصفة و تم اقتناءها - أساسا- للمعاملات قصيرة الأجل والتي يتوقع تحقيقها خلال السنة،إضافة إلى السيولة وشبه السيولة فهي أصول متداولة .
من خلال هذا التعريف يمكن ملاحظة أن الأصول التي يتم استئجارها(قرض الإيجار) لهدف ما تعتبر من عناصر الأصول .
ج- 2- الخصوم :
تشمل الخصوم الالتزامات الحالية والناتجة عن الأحداث الاقتصادية الماضية، ويتم الوفاء بها، مقابل النقصان في الموارد، وينتظر الحصول على منافع اقتصادية،تضم الخصوم الجارية التي يتوقع تسويتها أو تسديدها خلال دورة الاستغلال العادية (12 شهرا) وتصنف باقي الخصوم غير جارية .
يمكن ملاحظة من خلال هذا التعريف أن مؤونات الأخطار والمؤونات القانونية لا تعتبر عنصرا من عناصر الخصوم .
ج –3 - الإيرادات :
تتمثل الإيرادات في المنافع الاقتصادية أثناء الدورة المحاسبية في إطار زيادة الأصول أو النقصان في عناصر الخصوم .
يمكن ملاحظة من خلال هذا التعريف أن تحويل تكاليف الاستغلال (ح/ 78 حسب المخطط المحاسبي السابق) لا يعتبر من الإيرادات .
ثانيا: القوائم المالية المقترحة: من خلال النظام المحاسبي الجديد نجد القوائم
المالية التالية :
أ- الميزانية : تحتوي على عمودين ، الأول للسنة الجارية، والثاني مخصص للسنة السابقة(يحتوي على الأرصدة فقط) ، و تتضمن العناصر المرتبطة بتقييم الوضعية المالية للمؤسسة ؛
ب- حسابات النتائج : ترتب فيه الأعباء حسب طبيعتها أو حسب الوظيفة، كذلك يحتوي على أرصدة السنة السابقة، ومعطيات السنة المالية الجارية يتضمن العناصر المتعلقة بتقييم الأداء؛
ج- جدول تدفقات الخزينة: يمكن استعمال الطريقة المباشرة ،أو الطريقة غير المباشرة ،و يتضمن التغيرات التي تحدث في عناصر حسابات النتائج و الميزانية ؛
د- جدول خاص بتغيرات رأس المال؛
و- ملحقات : تحتوي الطرائق المحاسبية المعتمدة، وكذلك بعض الإيضاحات حول الميزانية، وحسابات النتائج .
من خلال عرضنا للنظام المحاسبي و المالي الجديد للمؤسسات ، يمكن ملاحظة ما يلي :
• إعادة تصنيف الحسابات و المجموعات :
- الأموال الخاصة و الديون تسجلان في الصنف الأول ، بحيث تسجل الأموال الخاصة في الحساب 10 و الحساب 11 وما يتفرع عنهما، أما الديون تسجل في الحساب 16 و الحساب 17 وما يتفرع عنهما .
- إعادة تصنيف الاستثمارات مقارنة بالمخطط المحاسبي السابق أين كانت تصنف إلى قيم معنوية وقيم مادية،وذلك كما يلي :
* قيم معنوية * قيم مادية
* أصول ثابتة تحت التنازل * قيم ثابتة جارية
* أسهم وحقوق *أسهم مالية أخرى .
- تسجيل الموردين و الزبائن في حسابات الغير ،مقارنة بالمخطط المحاسبي السابق ،حيث كانت تسجل حسابات الموردين في الصنف الخامس، أما حسابات الزبائن فتسجل في الصنف الرابع .
- أما النقديات فتسجل في الحسابات المالية و توضع في الصنف الخامس ،مقابل تسجيلها ضمن عناصر الحقوق في الصنف الرابع من خلال المخطط المحاسبي السابق .
- تصنف الأعباء حسب طبيعتها أو حسب الوظائف وهذا من خلال جدول حسابات النتائج ،مقابل تصنيفها حسب طبيعتها فقط وفقا للمخطط المحاسبي السابق .
- تكييف القوائم المالية :
• إضافة جدول تدفقات الخزينة من خلال المخطط المحاسبي الجديد للمؤسسات لما له من أهمية، مقارنة بالمخطط المحاسبي السابق .
• تسجيل قرض الإيجار ضمن عناصر الميزانية مقابل تسجيله ضمن عناصر حسابات النتائج من خلال المخطط المحاسبي السابق .
بعد وصفنا للنظام المحاسبي الجزائري الجديد، ينبغي أن نطرح السؤال التالي: هل يستجيب هذا النظام إلى معايير المحاسبة الدولية ؟
يمكن الإجابة على هذا السؤال بإجراء مقارنة بين محتوى النظام المحاسبي الجديد مع معايير المحاسبة الدولية .
4-2- مقارنة النظام المحاسبي الجزائري الجديد مع معايير المحاسبة الدولية :
إن الهدف من إجراء هذه المقارنة يتمثل في تحديد نقاط التوافق بين النظام المحاسبي المعتمد في الجزائر منذ نوفمبر 2007 مع معايير المحاسبة الدولية ( IAS/IFR) ،إضافة إلى تمييز نقاط الاختلاف ،وعليه فإننا نعقد هذه المقارنة من خلال معاينة الإطار المفاهيمي النظري و طريقة المعالجة المحاسبية لبعض القضايا الهامة و المطروحة على مستوى المحاسبة ،و هذا بالنسبة لكل طرف، كما يلي :
أ/من حيث الإطار المفاهيمي النظري :
• مجال التطبيق: يطبق النظام المحاسبي الجزائري الجديد في جميع المؤسسات ذات الشكل القانوني (مؤسسات خاضعة للقانون التجاري و التعاونيات) و ذلك بصفة إجبارية ، بينما تطبق معايير المحاسبة الدولية –وبصفة إجبارية أيضا- في الشركات المدرجة في البورصة ،أما الشركات الأخرى فهي مخيرة نظرا لغياب القوة الإلزامية لمعايير المحاسبة الدولية .و بهذا يتضح خضوع النظام المحاسبي الجزائري الجديد إلى القانون التجاري بينما لا ترتبط معايير المحاسبة الدولية بأية تشريعات خاصة .
• مستخدمي المعلومات المحاسبية: نسجل اتفاق الطرفين حول الجهات المستخدمة للمعلومات المحاسبية خاصة الفئات الرئيسة المتمثلة في :المستثمرين الحاليين و المحتملين المسيرين ،المقرضين و الحكومة و دوائرها المختلفة .
• المبادئ و الفروض المحاسبية الأساسية :
تتفق المبادئ و الفروض المحاسبية المعتمدة في النظام المحاسبي الجزائري الجديد مع تلك المقررة في الإطار المفاهيمي النظري لمعايير المحاسبة الدولية ،غير أن طريقة التقييم وفقا التكلفة التاريخية جعلت الطريقة الأساسية للتقييم أما الطرق الأخرى مثل (طريقة القيمة العادلة) فإن استعمالها منحصر في تقييم بعض العناصر مثل الأدوات المالية، أو وفق إعادة التقييم القانونية أو بتوفر شروط معينة كما هو الحال بالنسبة للأصول المعنوية .
• الخصائص النوعية للمعلومات المحاسبية :
لقد حدد النظام المحاسبي الجزائري الجديد خصائص نوعية يسمح توفرها بجعل المعلومات المنشورة في القوائم المالية الختامية ذات منفعة عالية بالنسبة لمستخدميها تتطابق مع تلك المقررة لدى معايير المحاسبة الدولية ،و هو ما يؤكد الغاية من وضع هذا النظام المحاسبي ألا وهي خدمة كل مستعملي القوائم المالية الختامية و مساعدتهم في اتخاذ القرارات الاقتصادية بأكثر فعالية .
• أهداف القوائم المالية :
تهدف القوائم المالية الختامية حسب النظام المحاسبي الجزائري الجديد أو معايير المحاسبة الدولية إلى تقديم معلومات حول المركز المالي ،ونتائج الأعمال من ربح أو خسارة و التدفقات النقدية للمؤسسة ،و على هذا الأساس فإن القوائم المالية الختامية تتمثل فيما يلي :
- الميزانية الختامية .
- جدول حسابات النتائج .
- جدول تدفقات الخزينة .
- جدول تغير الأموال الخاصة أو حقوق الملكية .
- ملحق يبين السياسات المحاسبية المتبعة و يوفر معلومات مكملة وتوضيحية .
• عناصر القوائم المالية :
- استعمل النظام المحاسبي الجزائري الجديد مصطلح المراقبة في تعريفه للأصول بدلا من مفهوم الملكية و هذا ما ينسجم مع المقاربة الاقتصادية المتبعة من قبل معايير المحاسبة الدولية .
- يتفق النظام المحاسبي الجديد مع معايير المحاسبة الدولية في تعريف حقوق الملكية (أو الأموال الخاصة) على أنها صافي الأصول بعد حذف خصومها المتداولة و غير المتداولة ،وهو المفهوم المالي لرأس المال .
- تتطابق تعاريف الإيرادات و الأعباء حسب النظام المحاسبي الجزائري مع تلك المقررة لدى معايير المحاسبة الدولية، إلا أن هذه الأخيرة ألغت مفهوم البنود غير العادية عند عرض جدول حسابات النتائج .
- أخد النظام المحاسبي الجديد بالتعريف الشامل للخصوم الذي تبنته معايير المحاسبة الدولية ،حيث يقوم هذا التعريف على مفهوم الالتزام الحالي الذي يستلزم عادة من المؤسسة تخليها عن موارد تتضمن منافع اقتصادية من أجل الوفاء بالتزاماتها نحو أطراف أخرى ،ولو تم قياس بعض هذه الخصوم عن طريق التقدير و لكن بدرجة معقولة، كما هو حال المخصصات لمدفوعات يجب أدائها لتغطية التزامات مترتبة عن خطط تقاعد العاملين مثلا .
ب/ من الناحية التقنية:نحاول عقد مقارنة من حيث المعالجة المحاسبية والحلول المقترحة من طرف معايير المحاسبة الدولية (IAS/IFRS) والنظام المحاسبي الجزائري الجديد لبعض القضايا المهمة المطروحة في المحاسبة، كما هومبين في الجدول التالي :
بعض القضايا المطروحة محاسبيا المعالجة حسب معايير المحاسبة الدولية (IAS/IFRS) المعالجة حسب النظام المحاسبي الجزائري الجديد
شكل الميزانية وطرق عرض عناصرها تقدم الميزانية في شكل قائمة أو في شكل جداول .
ترتب الأصول حسب درجة سيولتها
أما الخصوم فترتب حسب درجة الاستحقاق ،بالإضافة إلى مبدأ السنوية في التفرقة بين العناصر المتداولة و غير المتداولة تقدم الميزانية في شكل جدول .
عرض الأصول و الخصوم يتم بنفس طريقة IAS/IFRS
تصنيف الأعباء تصنف حسب طبيعتها أو حسب الوظائف،وفي حال تقديم جدول حسابات النتائج حسب التصنيف الوظيفي يتعين تقديم بيانات ملحقة توضح طبيعة الأعباء وخصوصا مخصصات الإهتلاكات و المصاريف الخاصة بالعاملين. نفس كيفية التصنيف حسب IAS/IFRS
جدول التدفقات النقدية يعرض التدفقات النقدية الداخلة و الخارجة أثناء الدورة المالية و ذلك حسب مصدرها :
- التدفقات النقدية المتعلقة بالاستغلال حسب الطريقة المباشرة أو غير المباشرة .
- التدفقات النقدية المتعلقة بالاستثمار .
- التدفقات النقدية المتعلقة بالتمويل. نفس كيفية العرض حسب IAS/IFRS
تقييم المحزونات تقييم المخزون ينبغي أن يتم بإحدى الطريقتين :
- الوارد أولا الصادر أولا .
- التكلفة المتوسطة المرجحة .
و إذا كانت بنود المخزون قابلة للتمييز، في هذه الحالة يتم تحديد تكلفة المخزون لهذه البنود بدقة . - يفضل استخدام الوارد أولا الصادر أولا أو
التكلفة المتوسطة المرجحة .
التنازل عن الاستثمارات يتوقف حساب الإهلاك بمجرد اتخاذ قرار التنازل عن الاستثمار. يتم حساب الإهلاك إلى غاية تاريخ التنازل الفعلي .
قروض الإيجار يتم تسجيلها ضمن عناصر الأصول يتم تسجيلها ضمن عناصر الأصول
إعادة تقييم القيم الثابتة المعنوية يمكن إعادة التقييم إذا كان هناك سوق نشطة خاصة بالقيم المعنوية، تمكن من معرفة القيمة العادلة. يتم وفق نفس الشرط المحدد من طرف IAS/IFRS
تكاليف التطوير تسجل ضمن الأصول باعتبارها أصولا معنوية تسجل بنفس طريقة IAS/IFRS
المؤونات القابلة للتوزيع على عدة سنوات لا يمكن توزيع أو تقسيم المؤونة يمكن توزيع المؤونات الكبرى على عدة سنوات حتى لا تؤثر على نتيجة الدورة .
المؤونات الخاصة بإعادة الهيكلة لا يمكن إعداد مؤونة خاصة بإعادة الهيكلة وإنما التكاليف الخاصة بها تحمّل مباشرة . تعلج بنفس طريقة IAS/IFRS
تحقق الإيراد بيع السلع :
يتحقق إذا توفرت الشروط التالية :
- عند تحويل المنافع و الأخطار المنتظرة من الشيء محل البيع إلى الغير؛
- إمكانية تحديد سعر البيع والتكاليف المتعلقة بعملية البيع بدقة؛
- عدم وجود سيطرة إدارية من طرف المؤسسة على السلع محل البيع .
تقديم خدمات :
يتم الاعتراف بالإيراد اعتمادا على نسبة إنجاز تقديم الخدمات بتاريخ القوائم المالية،إن كان بالإمكان قياسها بموثوقية .
يتحقق بتوفرنفس الشروط والضوابط المحددة من طرف
IAS/IFRS
البيانات القطاعية ينبغي أن تقدم حسب قطاع النشاط أو القطاع الجغرافي. بنفس الطريقة المحددة من طرف IAS/IFRS

المصدر : من إعداد الباحث بالاستناد إلى محتوى IAS/IFRS والنظام المحاسبي الجزائري الجديد .
لقد كشفت هذه المقارنة عن الأهمية الكبيرة للإصلاح المحاسبي الذي قامت به الجزائر،فهو يجسد التوجه الاقتصادي للجزائر من خلال الإطار المفاهيمي النظري لهذا النظام المحاسبي، ويعكس وجود إرادة قوية لتطوير الممارسات المحاسبية المحلية لتستجيب للمستجدات الدولية
وتؤدي إلى تعظيم مكاسب الاندماج في الاقتصاد العالمي على الاقتصاد الجزائري .
4-3- تحديات تطبيق النظام المحاسبي الجزائري الجديد :
إن تبني الجزائر للنظام المحاسبي الصادر في القانون 07-11 بتاريخ 25 نوفمبر2007 يعتبر خطوة مهمة كبيرة لتوفيق الممارسات المحاسبية في الجزائر مع توجيهات معايير المحاسبية الدولية ،غير أن هذه الخطوة غير كافية وقد لا تكون لها آثار إيجابية كبيرة،وذلك لعدة أسباب ، نذكر منها :
- ضعف استعداد الكثير من المؤسسات الجزائرية لتطبيق هذا النظام :فلا زالت أنظمة المعلومات غير فعالة والموارد البشرية غير مهيأة وغير مؤهلة لتطبيق هذا النظام المستمد أساسا من معايير المحاسبة الدولية.وفي اعتقادنا ،يعود هذا إلى غياب الوعي المحاسبي في الكثير من المؤسسات الجزائرية .
- غياب سوق مالي في الجزائر يتميز بالكفاءة: التطوير المحاسبي الدولي كان نتيجة لعولمة الأسواق المالية،التي تتميز بالكفاءة ،مما يجعل تقييم الأسهم والسندات ومشتقاتها وفقا لطريقة القيمة العادلة ممكنا .وهو ما لا يتحقق في حالة بورصة الجزائر.الأمر الذي يؤكد ضرورة ربط اعتماد النظام المحاسبي الجديد بإجراء إصلاح جاد وعميق على النظام الضريبي من جهة أخرى:فإذا أخذنا كمثال على ذلك تسجيل قرض الإيجار في الأصول وإدراج الإهتلاكات المتعلقة بالأصل المستأجر ضمن أعباء الدورة كما نص عليه هذا النظام،فإن القانون الضريبي الحالي يسمح للمؤسسات بإدراج الإهتلاكات التي تعود لأصول تملكها المؤسسة فقط.كما أن القانون التجاري الحالي ينص على تصفية المؤسسة إذا فقدت 75% من رأس مالها الاجتماعي غير أن النظام المحاسب الجديد يعتبره عنصرا هامشيا Résiduel)) ،فهو عبارة عن الفرق بين الأصول و الخصوم وهذا الفرق يتغير من وقت لآخر،فالأهم أن لا تقع المؤسسة في خطر العجز عن التسديد وبإمكانها مزاولة نشاطها بشكل عادي ولو استهلكت رأس مالها الاجتماعي .
- صعوبة تحديد القيمة العادلة للأصول الثابتة المادية: إن تحديد هذه القيمة يتم في ظل المنافسة العادية وحيازة البائع والمشتري على المعلومات الكافية، وهذا ما لا يتطابق مع حال بعض أسواق الأصول الثابتة المادية في الجزائر مثل سوق العقارات الذي يعمل في ظل منافسة احتكارية يتحكم البائعون للعقارات في قيمها السوقية .
- غياب نظام معلومات للاقتصادي الوطني يتميز بالمصداقية والشمولية:فالتقييم وفق القيمة العادلة يحتاج إلى توفر معلومات كافية عن الأسعار الحالية للأصول الثابتة والمتداولة، في الوقت الذي نسجل فيه تضاربا في المعلومات المنشورة حول الاقتصاد الجزائري من قبل الهيئات الرسمية،فضلا عن قلتها .
- بطء في تطوير مضامين التعليم المحاسبي في الجامعات ومراكز التكوين :
فمازالت المقررات المحاسبية لم تتغير وطرق التدريس يغلب عليها تعليم المحاسبة على طريقة القواعد و التي تقوي الاستذكار على حساب الإبداع، وهذا راجع أساسا غياب الوعي المحاسبي و شيوع النظرة الضيقة إلى المحاسبة على أنها تقنية وليست علما قائما بذاته .
الخاتمة :
إن عولمة الشركات و الأسواق المالية و حرية انتقال رؤوس الأموال عبر القارات و كذلك التطور السريع الذي يعرفه مجال الاتصالات والمعلوماتية كانت العوامل الأساسية وراء جهود توحيد لغة المحاسبة في العالم بظهور لجنة معايير المحاسبة الدولية، وبطبيعة الحال، فإن الأمر لا يخلو من عقبات تحاول هذه اللجنة تخطيها بتصحيح الأخطاء و تعديل المعايير بما يحقق المنفعة القصوى للمعلومات المحاسبية بالنسبة لكل مستعمليها .
لقد استجابت الجزائر لهذه المستجدات الدولية بتبنيها لنظام محاسبي جديد يتوافق بدرجة عالية مع معايير المحاسبة الدولية سواء من حيث الإطار المفاهيمي النظري أو من حيث المعالجة المحاسبية لبعض المسائل المطروحة بحدة في المحاسبة، رغم ملاحظة بعض الاختلافات التي ترجع- أساسا- إلى أخذ بعين الاعتبار خصوصيات البيئة الجزائرية في إعداده .
بصفة عامة ،فإننا نثمن محتوى هذا النظام المحاسبي غير أننا نؤكد على ضرورة الإسراع في توفير كل الظروف اللازمة في المؤسسات و على المستوى الكلي من أجل التطبيق الفعّال لهذا النظام وتحقيق أهدافه .

محب بلاده
2010-12-11, 22:03
النظام المحاسبي الجزائري الجديد ،بين الإستجابة لمتطلبات تطبيق معايير المحاسبة الدولية وتحديات البيئة الجزائرية .
ملخص :
يهدف هذا البحث – بشكل رئيس- إلى دراسة مدى توافق النظام المحاسبي الجزائري الجديد مع معايير المحاسبة الدولية (IAS/IFRS ). ومن أجل الوصول إلى هذا الهدف، وبعد تقديم أهم الأسباب و العوامل التي أدت إلى تبني هذا النظام المحاسبي سواء كانت تتعلق بالمستجدات المحاسبية الدولية أو كانت مرتبطة بالتحولات الجذرية التي عرفها الاقتصاد الجزائري ، وبعد التطرق إلى أهم معالم النظام المحاسبي الجديد ،قام الباحث بإجراء مقارنة بين هذا الأخير ومعايير المحاسبة الدولية من حيث الإطار المفاهيمي النظري ،من جهة ؛ والمعالجة المحاسبية لأهم القضايا المطروحة على مستوى المحاسبة من جهة أخرى .
و قد توصل الباحث إلى نتيجة أساسية مفادها أن النظام المحاسبي الجزائري الجديد يتوافق بشكل كبير مع معايير المحاسبة الدولية إلا أن سريان العمل به بداية من مطلع السنة المقبلة (2010م) يواجه عدة تحديات تتعلق بشروط ومستلزمات التطبيق الجيد له، مما يجعل المنافع المنتظرة من تطبيقه محل شك .
وعليه فإن الباحث يوصي بضرورة إجراء إصلاحات سريعة و دقيقة تمس الأنظمة القانونية ،التكوينية،
المالية و الضريبية.من أجل توفير مناخ ملائم لتطبيق هذا النظام المحاسبي و تثمينه .
الكلمات المفتاحية :معايير المحاسبة الدولية،التوافق المحاسبي الدولي،النظام المحاسبي الجزائري الجديد .
مقدمة :
شهد العقد الأخير من القرن الماضي جهودا كبيرة لتطوير إعداد معايير المحاسبة الدولية
أسفرت عن نتائج هامة أ تت ثمارها في مطلع القرن الحالي و مازالت نتائج هذه الجهود تتوالى على الفكر و التطبيق المحاسبيين على مستوى معظم دول العالم،وقد ساعد على جذب انتباه كافة المهتمين بالمحاسبة من مستفدين و مدققين خارجيين و صناع المعايير والمنظمين على المستوى الدولي إلى نتائج هذه الجهود حدثين مهمين هما :
* فشل بعض الشركات العملاقة في الولايات المتحدة في مطلع القرن الحالي وفي مقدمة هذه الشركات شركة "إنرون" و هي واحدة من شركات الطاقة العملاقة ،هذا الفشل أدّى إلى كوارث مالية في شكل خسائر مالية كبيرة، وقد تم توجيه أصابع الاتهام للمعايير المحاسبية الأمريكية كأحد أسباب هذه الكوارث المالية، و بدأت أصوات نظامية و أكاديمية تدعو إلى التوجه نحو المعايير الدولية .كما نتج عن هذا الفشل فرض ضوابط صارمة على مهنة التدقيق كآلية لحوكمة الشركات .
* صدور قرار البرلمان الأوروبي رقم 1606 في 19 جويلية 2002 بتطبيق معايير المحاسبة الدولية ، ورغم محدوديته غير أنه كان حدثا مدعما للمعايير الدولية على المستوى العالمي ، واعتبر نقطة البدء في تحول الكثير من الدول مثل كندا و اليابان و استراليا إلى معايير المحاسبة الدولية .
تخطت تبعات هذه الأحداث حدود الولايات المتحدة الأمريكية و أوربا و امتدت إلى دول عديدة متقدمة و نامية.بل أن معظم الدول النامية قد سبقت إلى معايير المحاسبة الدولية و استرشدت بها لأسباب تتعلق بضعف نظامها المحاسبي من جهة، ووجود ضغوط داخلية و خارجية على منظمي المحاسبة لتبني المعايير الدولية .
مع هذا الاتجاه المتنامي لعولمة المعايير المحاسبية ،تتفاعل البيئة الجزائرية- بشكل عام - تفاعلا إيجابيا و مضطردا مع البيئة المحاسبية الدولية و ذلك بإجراء إصلاح على النظام المحاسبي للمؤسسات يهدف إلى تحقيق توافق بين الممارسات المحاسبية في الجزائر مع متطلبات معايير المحاسبة الدولية ،في ظل تبني الجزائر لنظام اقتصاد السوق وتوقيع اتفاق الشراكة مع الإتحاد الأوروبي ،إضافة إلى اقتراب انضمام الجزائر إلى المنظمة العالمية للتجارة.في الوقت الذي يعاني المخطط المحاسبي الوطني المعتمد منذ عام 1975 قصورا في خدمة كل مستعملي المعلومات المالية و المحاسبية من مقرضين و مستثمرين وغيرهم. لقد كللت جهود الإصلاح بتبني نظام محاسبي جديد يوم25 نوفمبر2007 والذي سيكون ساري المفعول ابتداء من أول جانفي 2010م .
يمكن تحديد أربعة جوانب رئيسية يهدف إليها هذا البحث :
1- تقديم أهم المستجدات المحاسبية الدولية و أثرها على مهنة المحاسبة .
2- وصف النظام المحاسبي الجزائري الجديد وتحديد أهم خصائصه،ودرجة توافقه مع معايير المحاسبة الدولية .
3- تشخيص واقع البيئة الجزائرية ومدى ملائمتها لتطبيق النظام المحاسبي الجديد .
إن تحقيق أهداف هذا البحث ستكون من خلال الإجابة على التساؤلات التالية :
1- ماهو الإطار الفكري و التنظيمي لمعايير المحاسبة الدولية ؟
2- ما هي تداعيات تبني معايير المحاسبة الدولية ؟
3- ما هي مبررات إصلاح النظام المحاسبي القديم ؟ ما طبيعة النظام المحاسبي الجديد ؟ وما هي مميزاته؟
4- ما مدى توافق هذا النظام مع معايير المحاسبة الدولية ؟
5- هل تم الإيفاء بمتطلبات تطبيق هذا النظام ؟ وما هي التحديات المنتظرة ؟
لتحقيق أهداف البحث بالإجابة على الأسئلة السابقة فإن خطة البحث تشتمل على المحاور الآتية :
1- نظرة تارخية عامة على المحاسبة الدولية .
2- التوافق المحاسبي الدولي : المزايا و المعوقات .
3- محدودية المخطط المحاسبي الوطني (1975) ،وضرورة الاستجابة للتحولات المحاسبية الدولية .
4- النظام المحاسبي الجزائري الجديد ومدى استجابته لمتطلبات معايير المحاسبة الدولية .
- نظرة تاريخية عامة على المحاسبة الدولية : 1
البداية الحقيقية لصناعة معايير المحاسبة الدولية ترجع إلى عام 1973 حيث تأسست لجنة معايير المحاسبة الدولية ( IASC) بموجب اتفاق أبرم بين هيئات المحاسبة الوطنية في عشر دول التي تعد رائدة في هذا المجال و هي :استراليا ،كندا ،فرنسا ،ألمانيا ،اليابان ،المكسيك ،هولندا ، بريطانيا ،إيرلندا و الولايات المتحدة الأمريكية . في هذا العنصر سوف نتطرق إلى كافة التغيرات التي طرأت على هذه اللجنة منذ تأسيسها .
1-1 – الهدف من تأسيس لجنة معايير المحاسبة الدولية :
تأسست سنة 1973، مقرها لندن ،اتخذت شعار التوحيد المحاسبي الدولي كأحد مهامها الأساسية، تمكنت من إصدار العديد من المعايير و النشرات التفسيرية و الأعمال التنظيمية التي ساهمت في إرساء نظام محاسبي دولي موحّد تميّزت معلوماته المحاسبية بالحجم الكافي المدروس و بالنوعية العالية .
لقد كان الهدف من تأسيس تلك الهيئة منذ نشأتها محدد في الآتي :
- مناقشة القضايا المحاسبية الوطنية فيما بين الدول المشاركة على نطاق دولي .
- طرح أفكار محاسبية يمكن تبنيها و إصدارها كمعايير دولية تخدم المصلحة العامة .
- تحقيق قدرا من التوافق بين الممارسات المحاسبية فيما بين الدول المشاركة يسمح بالقابلية للمقارنة .
- العمل على تحقيق قدر من القبول الدولي لما يصدر عن اللجنة من معايير .
1 -2- التطورات التاريخية للجنة معايير المحاسبة الدولية :
مرت لجنة معايير المحاسبة الدولية منذ إنشاءها عام 1973 بتحولات يمكن تقسيمها إلى ثلاث فترات :
أولا:الفترة ما بين 1973 و 1992 :
بدأت اللجنة بمجلس إدارة تتكون من عشرة أعضاء هم ممثلي هيئات المحاسبة الوطنية في الدول العشرة المؤسسة لها ، صدر عن اللجنة أول معيار رقم 01 عام1974 موضوعه "الإفصاح عن السياسات المحاسبية " ، وفي عام 1976 تلقت اللجنة أول دعم قوي من المؤسسات الاقتصادية و المالية حيث قررت مجموعة محافظي البنوك المركزية للدول العشر الكبرى التعاون مع اللجنة الدولية و تمويل مشروع تتبناه اللجنة لإصدار معيار محاسبي عن القوائم المالية للبنوك ،هذا الدعم أدى إلى إصدار معيار محاسبي للتقرير المالي في البنوك .
و منذ 1978 بدأت دائرة عضوية اللجنة تتسع بانضمام العديد من الدول من مختلف القارات،.اعتبارا من عام 1984 ، بدأت الاهتمامات الدولية بتوحيد و توفيق معايير المحاسبة عالميا ،حيث عقدت عدة مؤتمرات دولية لهذا الغرض نظمتها هيئة تداول الأوراق المالية الأمريكية و منظمة التنمية و التعاون الاقتصادية و الجمعية الدولية للأوراق المالية في هذه المؤتمرات بدأ الحديث عن عولمة أسواق المال و آليات حماية المستثمرين وكذلك عولمة التقرير المالي .
انضم إلى لجنة معايير المحاسبة الدولية منذ 1986 عدة هيئات و منظمات دولية فاعلة منها:المنظمة الدولية للبورصات العالمية IOSCO التي كانت المحرك الأساسي وراء إعادة هيكلة اللجنة و تحويلها إلى هيئة دولية متكاملة مستقلة عن الإتحاد الدولي للمحاسبين ، وكما لعبت هذه المنظمة دورا بارزا في توجيه عملية تطوير معايير المحاسبة الدولية و قبولها عالميا .
تواصل الدعم الدولي للجنة بانضمام مجلس معايير المحاسبة المالية الأمريكي ( FASB) الذي تأسس سنة 1973 ،كملاحظ و هذا سنة 1988 كما ارتفعت الأصوات في أوربا للمشاركة الفعلية في أنشطة اللجنة الدولية خاصة من طرف جمعية الخبراء الاستشاريين في أوربا FEE سنة 1989 و هذا ما تجسد فعليا في انضمام الإتحاد الأوربي إلى اللجنة الاستشارية سنة 1990 .
ثانيا : الفترة ما بعد 1992 :
هذه الفترة من تاريخ لجنة معايير المحاسبة الدولية تتميز ببدء الأنشطة التي ترمي إلى زيادة قبول الهيئات النظامية الدولية و منها المنظمة الدولية للبورصات العالمية لمعايير المحاسبة الدولية .
و كان المعيار رقم 07 :" قائمة التدفقات النقدية" أول معيار تقبله المنظمة و ذلك عام 1993،ليليه قبول "14" معيارا من المعايير التي أصدرتها اللجنة الدولية و ذلك في العام الموالي ،كما أفتكت هذه اللجنة قبول هيئة تداول الأوراق المالية الأمريكية (SEC) قبول ثلاثة معايير دولية .
تواصل الدعم للجنة معايير المحاسبة الدولية بقبول مجلس معايير المحاسبة الأمريكي FASB العمل المشترك مع اللجنة على مشروع أرباح الأسهم ووافق البنك الدولي على تمويل مشروعا لإصدار معيار عن المحاسبة الزراعية .
و لم يزل الاهتمام و الاقتناع الدولي يتواصل لتوحيد الممارسات المحاسبية؛ فقد طالب الكونغرس الأمريكي ووزراء التجارة لمنظمة التجارة العالمية و كذا لجنة البورصة الأسترالية سنة 1996 بضرورة العمل على الانتهاء من المعايير المحاسبية و تقرير المعايير المحلية من المعايير الدولية .
كثفت اللجنة نشاطها التنظيمي و المحاسبي بصورة ملحوظة عام 1997 فقد تم تشكيل فريق عمل الإستراتيجية و تشكيل لجنة دائمة للتفسيرات المحاسبية (SIC) و كذلك فريق عمل مع ممثلين من المجالس الوطنية للعمل على مشروع الأدوات المالية و المشتقات ، وفي عام 1998 تجاوز عدد الدول الأعضاء في اللجنة الدولية رقم مائة .
أما التطور المهم في عام 2002 هو صدور القانون الأوروبي يلزم الشركات المقيدة في البورصات الأوروبية بتطبيق معايير المحاسبة الدولية في موعد أقصاه أول جانفي 2005 غير أنه مدد الأجل إلى غاية 2007 للمؤسسات التي تطرح سندات فقط .
كما تعاظمت الثقة في لجنة معايير المحاسبية الدولية بإعلان لجنة بازل الخاصة بالشؤون المصرفية عام 2000 دعمها و قبولها المعايير المحاسبة الدولية و للجهود المبذولة لعولمة المحاسبة ،في نفس العام قبلت منظمة البورصات العالمية ثلاثين (30 ) معيارا دوليا و سمحت للشركات المقيدة في البورصات العالمية باستخدامها في التقرير المالي كمتطلب للقيد و التداول خارج حدود موطنها الأصلي .
كما عرف عام 2000 موافقة اللجنة على المعيار (41 ) المحاسبة الزراعية و إدخال تعديلات على المعيارين (12) و( 14) و إصدار إرشادات تفسيرية لمعيار الأدوات المالية رقم (39 ).
لقد حققت اللجنة معايير المحاسبة الدولية إنجاز كبيرا و انتشارا عالميا واسعا و مع ذلك فإن الطريقة التي تتم بها صناعة معايير الدولية و كذلك الطريقة التي تتم بها عملية القبول تكشف عن وجود ضعف في الكيان الدولي يخدش سمعته و يضعف قبول المعايير الصادرة عنه، و هذا ما أثمر بإعادة هيكلة لجنة معايير المحاسبة الدولية في سنة 2001 بتأسيس مجلس معايير المحاسبة الدولية IASB في 25 جانفي 2001 طبقا للائحة الصادرة في 24 ماي 2000 .
لقد كان لهذا التغيير عدة أهدافها أهمها :
- تحقيق استقلالية الهيئة و ذلك بإبعاد عملية صناعة المعايير المحاسبية عن كل الضغوط خاصة من الإتحاد الدولي للمحاسبين و بعض المنظمات المالية العالمية .
- تحقيق هيكل جغرافي عال بحضور مختلف القارات الخمس .
- ممارسة الدور التطويري للمعايير المحاسبية الدولية بدلا من تبني معالجات وطنية و محاولة إكسابها الطابع الدولي .
و منذ 2001 تم إصدار خمس (5) معايير جديدة (IFRS) و هذا إلى غاية سنة 2006 .
لقد عمل مجلس معايير المحاسبية الدولية منذ تأسيسه على وضع خطط لتوفيق المعايير المحاسبية على المستوى الدولي و المحلي و ذلك بالتعاون مع المجالس الوطنية المكلفة بصناعة المعايير المحاسبية المحلية .
2 - التوافق المحاسبي المزايا و المعوقات :
إن المتتبع لتطور الفكر المحاسبي يستطيع الحكم على أن المعرفة المحاسبية تتسم بخاصيتين متلازمتين هما:الاستمرارية و التغير، وهذا على الصعيدين التطبيقي و النظري . فالاستمرارية تشير إلى تراكم الخبرات و تكون القواعد و الأعراف المحاسبية بمرور الزمن بعد ثبوت منفعتها عمليا وتقبلها نظريا .
أما خاصية التغير فتشير إلى قدرتها على مواكبة التطور في بيئة الأعمال نتيجة عوامل اقتصادية و اجتماعية و القانونية و التكنولوجية و هدفها الأساسي في النهاية تكوين نظرية محاسبية شاملة .
و من هذا المنطلق يسعى مجلس معايير المحاسبة الدولية (IASB ) إلى تحقيق توافق محاسبي في الممارسات المحاسبية على المستوى الدولي استجابة لعوامل معينة .
2 -1 : أسباب اختلاف الممارسات المحاسبية بين الدول :
إن المحاسبة- كأي فكر- هي نتاج تفاعلات معقدة كعوامل اقتصادية تاريخية ،اجتماعية وسياسية و التي تؤدي في النهاية الى معايير و سياسات و طرق محاسبية تستجيب لهذه العوامل .
يرجع اختلاف هذه الممارسات على المستوى الدولي إلى عدة عوامل نلخصها فيما يلي :
- النظم القانونية وأنظمة الضرائب: إن المفاهيم المحاسبية مرتبطة بالنظم القانونية و الضربية لبلد ما .
- النظام الاقتصادي:إن البيئة الاقتصادية مهمة جدا للتنمية المحاسبية بشكل عام وللإفصاح و التقارير المالية بشكل خاص ، بالرغم من أن التنمية الاقتصادية يمكن تحقيقها بعدة أشكال من السياسات الاقتصادية بناء على نوع النظام الاقتصادي المختار (اقتصاد حر أو موجه (
- النظام السياسي :إن المفاهيم المحاسبية مرتبطة بالنظام السياسي السائد لبلد ما .
المستوى التعليمي:تعتبر معايير المحاسبة معقدة و بدون فائدة إذا لم يحسن فهمها أو استخدامها .
- الديانة:إن الديانة بمفهومها الواسع تؤثر على المفاهيم المحاسبية الأساسية داخل الدولة فحكومات الدول الإسلامية عليها أن تعتمد نظام اقتصادي خال من الفوائد (الربا)و لذلك عليها أن تجد وسائل لعرض و توصيل المعلومات المحاسبية المرتبطة بالمعاملات الآجلة بالإضافة إلى هذه العوامل هناك عوامل أخرى كالتعداد السكاني ،المستوى الثقافي و مصادر التمويل .
2-2: مفهوم التوافق المحاسبي الدولي :
إن هدف المحاسبة الدولية كتطوير للفكر المحاسبي من النطاق المالي أو الإقليمي إلى النطاق الدولي و ذلك كمبادرة لحل المشاكل المحاسبية المطروحة عى المستوى الدولي هو إصدار معايير محاسبية موحّدة و مقبولة على المستوى الدولي بهدف إحكام الممارسات المحاسبية أي تحقيق التوافق المحاسبي الدولي .
يعبر التوافق المحاسبي الدولي عن "عملية تقليل الفروقات في تطبيقات التقرير المالي فيما بين الدول مما يؤدي إلى زيادة إمكانية مقارنة القوائم المالية وتتضمن عملية التوافق تطوير مجموعة المعايير المحاسبية الدولية الواجب تطبيقها في مختلف دول العالم و هذا لزيادة عالمية أسواق رأس المال " ، و هكذا فالتوافق المحاسبي الدولي يضيق مجال الاختيار بين السياسات المحاسبية و يؤدي إلى اعتماد نظم محاسبية متشابهة و هو بذلك يتميز عن التوحيد المحاسبي الدولي الذي يعني توحيد صارم للقواعد و السياسات المحاسبية و تطبيقها على دول معينة ،فالتوحيد لا يقبل اختلافات في الإجراءات على المستوى الدولي .ومن الصعوبة بما كان تحقيق ذلك ،أما على المستوى المحلي فالتوحيد المحاسبي يعبر عن نظام محاسبي موحّد تتمثل أهدافه في توفير المعلومات اللازمة للتخطيط و التنفيذ و الرقابة على مستوى الفروع الاقتصادية ،حيث ترتبط حسابات الوحدة الاقتصادية بالحسابات الوطنية ،بالإضافة إلى تسهيل عملية جمع البيانات المحاسبية وتبويبها و تخزينها .
2 - 3- مزايا التوافق المحاسبي الدولي :
لقد أظهرت دراسة قام بها المنتدى الدولي لتطوير المحاسبة ( IFAD) عام 2001 أن 25 دولة عضوة في الإتحاد الأوروبي لديها خطة رسمية صادرة عن جهة حكومية و ذلك للتوافق مع معايير المحاسبة الدولية و إدراكا منها للمزايا الكثيرة لهذا التوافق والتي نذكر منها :
- تحسين عملية إتحاد القرارات من طرف المستثمرين الخارجيين ..
- تسهيل عملية الاتصال المالي و ذلك بتوفير معلومات مالية تم إعدادها وفق قواعد و مبادئ و معايير متناسقة، مما يرفع من فعالية تشغيل الأسواق المالية .
- تسهيل عملية تقييم أداء الشركات متعددة الجنسية .
- زيادة درجة انتظام و صدق حسابات المؤسسات مما يرفع من قيمتها و أهميتها في عمليات المقارنة و الرقابة وإتحاد القرارات .
- اقتصاد مبالغ معتبرة من التكاليف ،تعود بالفائدة على شركات التدقيق و الخدمات الاستشارية المالية .
2 -4- معوقات التوافق المحاسبي الدولي :
رغم المزايا السابقة في التوافق المحاسبي الدولي فإنه يواجه مشاكل مختلفة أهمها :
- الاختلافات البيئية و الثقافية بين الدول .
- تباين في مضمون وأهداف التشريعات القانونية لكل دولة .
- ضعف أو انعدام-أحيانا- القوة الإلزامية بتنفيد هذه القواعد و المعايير المحاسبية الدولية المتفق عليها .
- الطبيعة المعقدة التي تصاغ بها بعض المعايير مثل المعايي المرتبطة بالاستثمارات و المشتقات و الأدوات المالية و المعايير المرتبطة بالقيمة العادلة، هذا ما يؤدي إلى عدم فهمها و من ثم عدم تطبيقها على الوجه الصحيح .
- غالبية الدول ليس لها تشريعات منظمة للأدوات المالية على الأقل لأنها لا تتوفر على أسواق على درجة من الكفاءة التي تفرز قيم سوقية يمكن اعتمادها في التقييم المحاسبي .
- التوجه الضريبي و الحكومي : بعض الدول يكون الهدف من التقارير المحاسبية فيها هو حساب الربح الضريبي أو توفير معلومات للمحاسبة الوطنية .
- تعود المستثمرين و المستخدمين الآخرين للقوائم المالية على المعايير الوطنية إلى درجة يصعب فيها تحول أولئك المستخدمين إلى قراءة قوائم مالية أعدت باستخدام طرق محاسبية أخرى خصوصا في حالات ضعف الثقافة المحاسبية عند هؤلاء المستخدمين .
- المعايير المحاسبية تصدر باللغة الإنجليزية و ترجمتها إلى اللغات الوطنية (غير الإنجليزية) أفقدها مضمونها الأصلي .
- إصدار معايير محاسبية دولية في شكل نصوص عامة و ترك التفاصيل لكل دولة .فهذه المعايير لا تتعاطى إلا الأحداث ذات الصبغة الدولية التي تبدي معظم الدول حاجة ملحة لها دون النظر لمعيار معين يلائم ظروف دولة أو مجموعة محددة من الدول بعينها .
3- محدودية المخطط المحاسبي الصادر سنة 1975 دليلا لمنظومة الحسابات في الجزائر يلبي احتياجات الاقتصاد الاشتراكي وخصائصه .لم يتغير هذا المخطط رغم التحولات التي عرفتها الجزائر خاصة انتقالها إلى نظام اقتصاد السوق بفتح المجال للاستثمار الأجنبي و الوطني من خلال تحرير الأسواق و خوصصة المؤسسات العمومية و إجراء إصلاحات على النظامين البنكي و الضريبي، فأصبح هذا المخطط لا يتماشى مع هذه المستجدات رغم المحاولات المتكررة لتحسينه .
إن نظام اقتصاد السوق يتطلب توفير أدوات معيارية محاسبية لقياس فرص نمو و مردودية المؤسسة، درجة ملاءتها وقدرتها على توزيع أرباح ؛ ومن ثم تحسين فعالية اتخاذ القرارات . وهذا ما لا تتوفر عليه القوائم المالية الختامية حسب المخطط المحاسبي الوطني (1975 ) ، التي تعطي الأولوية للاستجابة لاهتمامات المصالح الضريبية، وتوفير معلومات لإعداد الحسابات الوطنية، مثل:القيمة المضافة، تكوين رأس المال الثابت، الاستثمارات الإنتاجية وغير الإنتاجية.في حين نجد أن احتياجات المقرضين و المستثمرين للمعلومات المالية لا تلبيها هذه القوائم، رغم أنهم يتحملون مخاطر وهم في حاجة إلى تخفيضها إلى أدنى مستوى ممكن .
لقد وجهت انتقادات حادة لهذا المخطط يمكن تلخيصها في العناصر الآتية :
أولا: غياب الإطار المفاهيمي النظري :
يعرف الإطار المفاهيمي النظري في نظرية المحاسبة بأنه :"مجموعة منظمة من الأهداف
و المبادئ الأساسية المتسقة فيما بينها ، والتي بفضلها يمكن إصدار معايير متسقة و تحديد طبيعة ووظائف و حدود المحاسبة المالية و القوائم المالية "
فالإطار المفاهيمي النظري يقدم الأهداف المتوخاة من المحاسبة و المفاهيم المتعلقة بالخصائص النوعية للمعلومات المالية، المبادئ المحاسبية الأساسية و الاتفاقات المحاسبية الأساسية .
يعتبر وجود إطار مفاهمي نظري ذو أهمية بالغة بالنسبة للجهة المصدرة للمعايير و لمستعملي المعلومات المحاسبية :
* بالنسبة المصدرة للمعايير المحاسبية :
- يمثل الإطار المفاهيمي النظري مرجعية في إصدار معايير محاسبية منسقة أو تعديلها عند الضرورة ،مما يسهل حل المشاكل المحاسبية المطروحة .
- يمكن للهيئة المصدرة للمعايير المحاسبية من الربط بين الجانب النظري و الجانب التطبيقي .
- إن وجود إطار مفاهيمي نظري يجعل الهيئة المصدرة للمعايير المحاسبية أكثر شرعية في إلزام الأطراف المعنية بالمعايير المحاسبية بتطبيقها مما يحفظ لمهنة المحاسبة مكانتها .
ففي الولايات المتحدة الأمريكية وجهت للمجتمعات المهنية التي كانت قبل 1973 ،انتقادات بخصوص افتقارها لإطار فلسفي متكامل لحل المشاكل المحاسبية المطروحة .
* بالنسبة لمستعملي المعايير المحاسبية :
إن وجود مرجعية مفاهيمية نظرية يسهل على مستعملي هذه المعايير فهم محتواها وأساليب تطبيقها .
تتمثل القوائم المالية الختامية حسب المخطط المحاسبي الوطني (1975) في الميزانية الختامية وجدول حسابات النتائج و التي هي في خدمة الدولة باعتبارها الجهة المخوّلة بتحصيل الضرائب و أصبح الهدف من المحاسبة هدف جبائي أي لا نميز مثلا بين الميزانية الضريبية و الميزانية الاقتصادية ، فإعداد الميزانية المحاسبية الختامية و جدول حسابات النتائج يتم في ظل التقيد بالقوانين و الإجراءات الضريبية بهدف تحديد النتيجة الخاضعة للضريبة في الوقت الذي يهتم فيه المستثمرون و المقرضون بالقيم الحقيقية فعلى سبيل
المثال : إذا سجلت خسارة في قيم أصول ثابتة ،فإن أثرها لا يظهر في القوائم المالية الختامية وفقا للمقاربة الجبائية التي اعتمدها هذا المخطط .
حاليا تغير المشهد الاقتصادي الجزائري ،أصبحت المؤسسة تهدف –أساسا- إلى خلق الثروة من خلال عمليات الإستغلال، مما يستدعي تجسيد هذا الهدف في النظام المحاسبي للمؤسسات من خلال وضع مؤشرات معيارية محاسبية تمكن من قياس هذه الثروة التي تعتبر الاهتمام المشترك لمختلف مستعملي القوائم المالية (المساهمين ، الإدارة الضريبية ،البنوك ...).
ثانيا: ضعف الإفصاح المالي والمحاسبي :
إ رتبط مبدأ الإفصاح بظهور شركات المساهمة و التزامها بنشر قوائمها المالية دوريا لتقدم إدارة تلك الشركات إلى مستثمريها من مساهمين و مقرضين تقريرا عن نتائج أعمالها و مركزها المالي بغرض الإفصاح عن المعلومات الجوهرية التي حدثت خلال الفترة حتى يتخذ هؤلاء المستثمرين قراراتهم الاقتصادية بناء على ذلك الإفصاح .
هكذا أصبح معيار المنفعة التي يجب أن تتصف بها المعلومات المحاسبية المقدّمة للمستخدمين الخارجيين من خلال القوائم ذات الغرض العام أحد الأسس التي يبنى عليها الإطار المفاهيمي النظري من متطلبات اقتصاد السوق توفير قوائم مالية موجهة المساهمين الذين يهتمون بشراء الأسهم و المقرضين الذين يقرضون أموالا باعتبارهم ممولين للشركة ،تحتوي هذه القوائم على معلومات محاسبية و مالية دقيقة وواضحة و عادلة تعبر عن الوضعية المالية و الاقتصادية للمؤسسة .
إن المخطط المحاسبي الوطني (1975) لا يؤدي إلى توفير كل المعلومات المالية و المحاسبية التي يحتاجها المستثمرون ولا تملك القوائم المالية( الميزانية الختامية ،و جدول حسابات النتائج قيمة تجانسية أي قابليتها للمقارنة زمانيا و مكانيا، ففي هذا الشأن، سجلت انتقادات كثيرة لهذا المخطط من الناحية التقنية أهمها :
* لا يوضح المخطط المحاسبي الوطني PCN)) بشفافية الوضعية المالية للمؤسسة و ذلك بسبب الغموض في مفهوم دورة الاستغلال من خلال التمييز بين عمليات الاستغلال والعمليات خارج الاستغلال، فهذا المخطط أخد بالمفهوم الضيق لدورة الاستغلال و الذي يحصرها في العمليات المتعلقة بالإنتاج و البيع و الشراء، في حين تبنت هيئات صناعة المعايير المحاسبية المشهورة دوليا، منها لجنة معايير المحاسبة الدولية IASC) ) و المجلس الأمريكي للمحاسبة المالية FASB) ) ، لمفهوم أوسع لدورة الاستغلال و الذي" يعبر عن تلك العمليات التي لا تتعلق بدورتي الاستثمار ولا التمويل " .
* نتيجة الاستغلال- حسب المخطط المحاسبي الوطني .1975- تعبر عن قدرة المؤسسة على تحقيق أرباح بواسطة عمليات الاستغلال وعمليات أخرى ناجمة عن سياسات مختلفة ليس لها علاقة بدورة الاستغلال وهي :
السياسة المالية : الممثلة في تكاليف ومنتوجات مالية .
سياسة الإهتلاكات : الممثلة في حصص الإهتلاكات .
ومن ثم فنتيجة الاستغلال لا تصلح مؤشرا لقياس الأداء الاقتصادي للمؤسسة .
* اعتماد تصنيف حسابات الأعباء و النواتج حسب طبيعتها يؤدي إلى الحصول على مؤشرات غير صالحة للتسيير الداخلي لمختلف وظائف المؤسسة ، في المقابل ،يسمح التصنيف الوظيفي بالحصول على تكلفة الإنتاج و مختلف الأعباء التي تقع على عاتق الوظائف: التجارية،المالية و الإدارية دون إعادة معالجة المعلومات المحاسبية ،وعليه يتضح إهمال المخطط المحاسبي الوطني (1975) لدور محاسبة التكاليف رغم وجود التكامل بينها وبين المحاسبة العامة .
* المعالجة المحاسبية لعمليات المؤسسة يتم وفق مقاربة قانونية،وكمثال على ذلك،نجد- في بعض الأحيان- أن المؤسسة تقوم بكراء استثمارات إنتاجية أو غير إنتاجية عوض أن تشتريها، ولا تتضمنها الميزانية المحاسبية( حسب المخطط المحاسبي الوطني -1975) في جانب الأصول لأنها ليست ملكا للمؤسسة، غير أنها من الناحية الاقتصادية ساهمت هذه الاستثمارات المستأجرة في نشاط المؤسسة وخلق الثروة .
* لا تزود القوائم المالية مستخدميها بمعلومات حول أنشطتها المستقبلية و التكاليف و الإيرادات المتوقعة .
* اعتماد المخطط المحاسبي الوطني(1975 ) على مبدأ التكلفة التاريخية و الذي جعل عملية المقارنة الزمنية بين القوائم المالية تفقد معناها نظرا لموجة التضخم التي عرفتها الجزائر منذ بداية الإصلاحات الاقتصادية الكبرى سنة 1988 .
* القوائم المالية التقليدية التي جاء بها المخطط المحاسبي الوطني (1975) لا تمكن المستثمرين من معرفة أسباب تغيرات الخزينة و العوامل المتحكمة فيها ، فالميزانية الختامية تظهر الخزينة كرصيد فقط ، وهكذا يصعب عليهم متابعة تطور وضعية التوازن المالي للشركة التي يستثمرون فيها .
وعيا منها بأهمية توفير أجواء الثقة و الشفافية و الإفصاح ،كعوامل محفزة للاستثمار الأجنبي ،باشرت الجزائر منذ عام 2001 إصلاحات جادة على النظام المحاسبي للمؤسسات تجسد أخيرا في القانون رقم 07 /11 الصادر بالجريدة الرسمية رقم (74 ).
4- النظام المحاسبي الجزائري الجديد ومدى استجابته لمتطلبات معايير المحاسبة الدولية: بداية من الثلاثي الثاني لسنة 2001 ،بدأت عملية إصلاح المخطط المحاسبي الوطني ،التي مولت من البنك الدولي و أوكلت إلى العديد من الخبراء الفرنسيين بالتعاون مع المجلس الوطني للمحاسبة (CNC) ،أسفرت هذه العملية عن إقتراح نظام محاسبي جديد يأخذ بعين الاعتبار النقائص الملاحظة على المخطط المحاسبي القديم وفي نفس الوقت يستجيب للمستجدات المحاسبية الدولية .
4-1- طبيعة النظام المحاسبي الجزائري الجديد :
، يمكن توضيح معالمه فيما يلي :
أولا: الإطار المفاهيمي النظري
جاء النظام المحاسبي الجديد بإطار مفاهيمي نظري يتضمن مايلي :
أ- مجال التطبيق :
- يتم تطبيق المخطط المحاسبي الجديد إجباريا على كل نشاط اقتصادي؛
- كل شخص طبيعي أو معنوي خاضع للقانون التجاري؛
- كل شخص تابع للقطاع العام أو الخاص، أو القطاع المختلط؛
- كل قطاع يقوم بإنتاج سلع أو خدمات ؛
- و آخرون .
ب- القواعد والمبادئ : يعتمد النظام المحاسبي الجديد على جملة من القواعد و المبادئ يمكن التطرق إلى أهمها فيما يلي :
ب- 1- مستعملوا القوائم المالية :
- المستثمرون؛
- مسيرون ، هيئات إدارية ؛
- المقرضون (بنوك ، مساهمون) ؛
- إدارة الضرائب ؛
- شركاء آخرون ، زبائن ، موردون ، أجراء ؛
- آخرون .
ب- 2- الفرضيات التي من خلالها يتم إعداد القوائم المالية : أهمها ما يلي
- الاستمرارية في النشاط :يفترض أن تزاول المؤسسة نشاطها بصفة مستمرة ودائمة؛
- محاسبة الالتزامات( أساس الاستحقاق)، حيث تتم المعالجة المحاسبية لمجرد حدوث الاتفاق وليس من الضروري انتظار التدفقات النقدية .
ب- 3- المبادئ المحاسبية الأساسية :
- مبدأ استقلالية الدورات المحاسبية:كل دورة محاسبية مستقلة عن الأخرى من حيث الإيرادات أو الأعباء؛
- مبدأ الحيطة والحذر: يقوم هذا المبدأ على أساس تسجيل الخسائر المحتملة؛
- مبدأ الحفاظ على الطرائق المحاسبية ( المداومة) : ينبغي المحافظة على استعمال نفس طرائق التقييم المحاسبي خلال الدورات المحاسبية،إلا إذا أدى التغيير إلى تقديم أحسن للمعلومة المالية أو حدث تغيير في النصوص التنظيمية المعمول بها؛
- مبدأ التكلفة التاريخية: تسجل الأحداث الاقتصادية بقيمتها التاريخية دون الأخذ في الحسبان آثار تغيرات السعر أو تطور القدرة الشرائية للعملة؛غير النظام المحاسبي الجديد سمح باستعمال طرائق عند إعادة تقييم بعض العناصر انطلاقا من القيمة العادلة أو القيمة المحققة أو القيمة الحالية؛
- مبدأ عدم المقاصة: ينبغي عدم المقاصة بين عناصر الأصول و الخصوم أو بين الإيرادات و الأعباء؛
- مبدأ ثبات وحدة النقد؛
- مبدأ تغليب الواقع الاقتصادي على الشكل القانوني: يعتبر هذا المبدأ جديد في الجزائر، بحيث ينبغي التعامل مع الأحداث الاقتصادية حسب جوهرها الاقتصادي و ليس حسب المظهر القانوني،فمن خلال هذا المبدأ يمكن تسجيل قرض الإيجار ضمن عناصر الميزانية .
ب-4 - الخصائص النوعية التي ينبغي توفيرها في القوائم المالية :
- الملائمة - الدقة و الموثوقية
- القابلية للمقارنة - الوضوح .
ج - مفاهيم مختلفة :أما من حيث المفاهيم فهناك مفاهيم جديدة جاء بها النظام المحاسبي الجديد أهمها مايلي :
ج- 1 - الأصول :
تشمل عناصر الأصول الموارد التي يمكن مراقبتها، من خلال الأحداث الاقتصادية الماضية والتي ينتظر منها منافع اقتصادية مستقبلية.تعتبر الأصول الموجهة لخدمة المؤسسة بصفة دائمة أصولا غير جارية ( غير متداولة)،أما الأصول التي ليس لها هذه الصفة و تم اقتناءها - أساسا- للمعاملات قصيرة الأجل والتي يتوقع تحقيقها خلال السنة،إضافة إلى السيولة وشبه السيولة فهي أصول متداولة .
من خلال هذا التعريف يمكن ملاحظة أن الأصول التي يتم استئجارها(قرض الإيجار) لهدف ما تعتبر من عناصر الأصول .
ج- 2- الخصوم :
تشمل الخصوم الالتزامات الحالية والناتجة عن الأحداث الاقتصادية الماضية، ويتم الوفاء بها، مقابل النقصان في الموارد، وينتظر الحصول على منافع اقتصادية،تضم الخصوم الجارية التي يتوقع تسويتها أو تسديدها خلال دورة الاستغلال العادية (12 شهرا) وتصنف باقي الخصوم غير جارية .
يمكن ملاحظة من خلال هذا التعريف أن مؤونات الأخطار والمؤونات القانونية لا تعتبر عنصرا من عناصر الخصوم .
ج –3 - الإيرادات :
تتمثل الإيرادات في المنافع الاقتصادية أثناء الدورة المحاسبية في إطار زيادة الأصول أو النقصان في عناصر الخصوم .
يمكن ملاحظة من خلال هذا التعريف أن تحويل تكاليف الاستغلال (ح/ 78 حسب المخطط المحاسبي السابق) لا يعتبر من الإيرادات .
ثانيا: القوائم المالية المقترحة: من خلال النظام المحاسبي الجديد نجد القوائم
المالية التالية :
أ- الميزانية : تحتوي على عمودين ، الأول للسنة الجارية، والثاني مخصص للسنة السابقة(يحتوي على الأرصدة فقط) ، و تتضمن العناصر المرتبطة بتقييم الوضعية المالية للمؤسسة ؛
ب- حسابات النتائج : ترتب فيه الأعباء حسب طبيعتها أو حسب الوظيفة، كذلك يحتوي على أرصدة السنة السابقة، ومعطيات السنة المالية الجارية يتضمن العناصر المتعلقة بتقييم الأداء؛
ج- جدول تدفقات الخزينة: يمكن استعمال الطريقة المباشرة ،أو الطريقة غير المباشرة ،و يتضمن التغيرات التي تحدث في عناصر حسابات النتائج و الميزانية ؛
د- جدول خاص بتغيرات رأس المال؛
و- ملحقات : تحتوي الطرائق المحاسبية المعتمدة، وكذلك بعض الإيضاحات حول الميزانية، وحسابات النتائج .
من خلال عرضنا للنظام المحاسبي و المالي الجديد للمؤسسات ، يمكن ملاحظة ما يلي :
• إعادة تصنيف الحسابات و المجموعات :
- الأموال الخاصة و الديون تسجلان في الصنف الأول ، بحيث تسجل الأموال الخاصة في الحساب 10 و الحساب 11 وما يتفرع عنهما، أما الديون تسجل في الحساب 16 و الحساب 17 وما يتفرع عنهما .
- إعادة تصنيف الاستثمارات مقارنة بالمخطط المحاسبي السابق أين كانت تصنف إلى قيم معنوية وقيم مادية،وذلك كما يلي :
* قيم معنوية * قيم مادية
* أصول ثابتة تحت التنازل * قيم ثابتة جارية
* أسهم وحقوق *أسهم مالية أخرى .
- تسجيل الموردين و الزبائن في حسابات الغير ،مقارنة بالمخطط المحاسبي السابق ،حيث كانت تسجل حسابات الموردين في الصنف الخامس، أما حسابات الزبائن فتسجل في الصنف الرابع .
- أما النقديات فتسجل في الحسابات المالية و توضع في الصنف الخامس ،مقابل تسجيلها ضمن عناصر الحقوق في الصنف الرابع من خلال المخطط المحاسبي السابق .
- تصنف الأعباء حسب طبيعتها أو حسب الوظائف وهذا من خلال جدول حسابات النتائج ،مقابل تصنيفها حسب طبيعتها فقط وفقا للمخطط المحاسبي السابق .
- تكييف القوائم المالية :
• إضافة جدول تدفقات الخزينة من خلال المخطط المحاسبي الجديد للمؤسسات لما له من أهمية، مقارنة بالمخطط المحاسبي السابق .
• تسجيل قرض الإيجار ضمن عناصر الميزانية مقابل تسجيله ضمن عناصر حسابات النتائج من خلال المخطط المحاسبي السابق .
بعد وصفنا للنظام المحاسبي الجزائري الجديد، ينبغي أن نطرح السؤال التالي: هل يستجيب هذا النظام إلى معايير المحاسبة الدولية ؟
يمكن الإجابة على هذا السؤال بإجراء مقارنة بين محتوى النظام المحاسبي الجديد مع معايير المحاسبة الدولية .
4-2- مقارنة النظام المحاسبي الجزائري الجديد مع معايير المحاسبة الدولية :
إن الهدف من إجراء هذه المقارنة يتمثل في تحديد نقاط التوافق بين النظام المحاسبي المعتمد في الجزائر منذ نوفمبر 2007 مع معايير المحاسبة الدولية ( IAS/IFR) ،إضافة إلى تمييز نقاط الاختلاف ،وعليه فإننا نعقد هذه المقارنة من خلال معاينة الإطار المفاهيمي النظري و طريقة المعالجة المحاسبية لبعض القضايا الهامة و المطروحة على مستوى المحاسبة ،و هذا بالنسبة لكل طرف، كما يلي :
أ/من حيث الإطار المفاهيمي النظري :
• مجال التطبيق: يطبق النظام المحاسبي الجزائري الجديد في جميع المؤسسات ذات الشكل القانوني (مؤسسات خاضعة للقانون التجاري و التعاونيات) و ذلك بصفة إجبارية ، بينما تطبق معايير المحاسبة الدولية –وبصفة إجبارية أيضا- في الشركات المدرجة في البورصة ،أما الشركات الأخرى فهي مخيرة نظرا لغياب القوة الإلزامية لمعايير المحاسبة الدولية .و بهذا يتضح خضوع النظام المحاسبي الجزائري الجديد إلى القانون التجاري بينما لا ترتبط معايير المحاسبة الدولية بأية تشريعات خاصة .
• مستخدمي المعلومات المحاسبية: نسجل اتفاق الطرفين حول الجهات المستخدمة للمعلومات المحاسبية خاصة الفئات الرئيسة المتمثلة في :المستثمرين الحاليين و المحتملين المسيرين ،المقرضين و الحكومة و دوائرها المختلفة .
• المبادئ و الفروض المحاسبية الأساسية :
تتفق المبادئ و الفروض المحاسبية المعتمدة في النظام المحاسبي الجزائري الجديد مع تلك المقررة في الإطار المفاهيمي النظري لمعايير المحاسبة الدولية ،غير أن طريقة التقييم وفقا التكلفة التاريخية جعلت الطريقة الأساسية للتقييم أما الطرق الأخرى مثل (طريقة القيمة العادلة) فإن استعمالها منحصر في تقييم بعض العناصر مثل الأدوات المالية، أو وفق إعادة التقييم القانونية أو بتوفر شروط معينة كما هو الحال بالنسبة للأصول المعنوية .
• الخصائص النوعية للمعلومات المحاسبية :
لقد حدد النظام المحاسبي الجزائري الجديد خصائص نوعية يسمح توفرها بجعل المعلومات المنشورة في القوائم المالية الختامية ذات منفعة عالية بالنسبة لمستخدميها تتطابق مع تلك المقررة لدى معايير المحاسبة الدولية ،و هو ما يؤكد الغاية من وضع هذا النظام المحاسبي ألا وهي خدمة كل مستعملي القوائم المالية الختامية و مساعدتهم في اتخاذ القرارات الاقتصادية بأكثر فعالية .
• أهداف القوائم المالية :
تهدف القوائم المالية الختامية حسب النظام المحاسبي الجزائري الجديد أو معايير المحاسبة الدولية إلى تقديم معلومات حول المركز المالي ،ونتائج الأعمال من ربح أو خسارة و التدفقات النقدية للمؤسسة ،و على هذا الأساس فإن القوائم المالية الختامية تتمثل فيما يلي :
- الميزانية الختامية .
- جدول حسابات النتائج .
- جدول تدفقات الخزينة .
- جدول تغير الأموال الخاصة أو حقوق الملكية .
- ملحق يبين السياسات المحاسبية المتبعة و يوفر معلومات مكملة وتوضيحية .
• عناصر القوائم المالية :
- استعمل النظام المحاسبي الجزائري الجديد مصطلح المراقبة في تعريفه للأصول بدلا من مفهوم الملكية و هذا ما ينسجم مع المقاربة الاقتصادية المتبعة من قبل معايير المحاسبة الدولية .
- يتفق النظام المحاسبي الجديد مع معايير المحاسبة الدولية في تعريف حقوق الملكية (أو الأموال الخاصة) على أنها صافي الأصول بعد حذف خصومها المتداولة و غير المتداولة ،وهو المفهوم المالي لرأس المال .
- تتطابق تعاريف الإيرادات و الأعباء حسب النظام المحاسبي الجزائري مع تلك المقررة لدى معايير المحاسبة الدولية، إلا أن هذه الأخيرة ألغت مفهوم البنود غير العادية عند عرض جدول حسابات النتائج .
- أخد النظام المحاسبي الجديد بالتعريف الشامل للخصوم الذي تبنته معايير المحاسبة الدولية ،حيث يقوم هذا التعريف على مفهوم الالتزام الحالي الذي يستلزم عادة من المؤسسة تخليها عن موارد تتضمن منافع اقتصادية من أجل الوفاء بالتزاماتها نحو أطراف أخرى ،ولو تم قياس بعض هذه الخصوم عن طريق التقدير و لكن بدرجة معقولة، كما هو حال المخصصات لمدفوعات يجب أدائها لتغطية التزامات مترتبة عن خطط تقاعد العاملين مثلا .
ب/ من الناحية التقنية:نحاول عقد مقارنة من حيث المعالجة المحاسبية والحلول المقترحة من طرف معايير المحاسبة الدولية (IAS/IFRS) والنظام المحاسبي الجزائري الجديد لبعض القضايا المهمة المطروحة في المحاسبة، كما هومبين في الجدول التالي :
بعض القضايا المطروحة محاسبيا المعالجة حسب معايير المحاسبة الدولية (IAS/IFRS) المعالجة حسب النظام المحاسبي الجزائري الجديد
شكل الميزانية وطرق عرض عناصرها تقدم الميزانية في شكل قائمة أو في شكل جداول .
ترتب الأصول حسب درجة سيولتها
أما الخصوم فترتب حسب درجة الاستحقاق ،بالإضافة إلى مبدأ السنوية في التفرقة بين العناصر المتداولة و غير المتداولة تقدم الميزانية في شكل جدول .
عرض الأصول و الخصوم يتم بنفس طريقة IAS/IFRS
تصنيف الأعباء تصنف حسب طبيعتها أو حسب الوظائف،وفي حال تقديم جدول حسابات النتائج حسب التصنيف الوظيفي يتعين تقديم بيانات ملحقة توضح طبيعة الأعباء وخصوصا مخصصات الإهتلاكات و المصاريف الخاصة بالعاملين. نفس كيفية التصنيف حسب IAS/IFRS
جدول التدفقات النقدية يعرض التدفقات النقدية الداخلة و الخارجة أثناء الدورة المالية و ذلك حسب مصدرها :
- التدفقات النقدية المتعلقة بالاستغلال حسب الطريقة المباشرة أو غير المباشرة .
- التدفقات النقدية المتعلقة بالاستثمار .
- التدفقات النقدية المتعلقة بالتمويل. نفس كيفية العرض حسب IAS/IFRS
تقييم المحزونات تقييم المخزون ينبغي أن يتم بإحدى الطريقتين :
- الوارد أولا الصادر أولا .
- التكلفة المتوسطة المرجحة .
و إذا كانت بنود المخزون قابلة للتمييز، في هذه الحالة يتم تحديد تكلفة المخزون لهذه البنود بدقة . - يفضل استخدام الوارد أولا الصادر أولا أو
التكلفة المتوسطة المرجحة .
التنازل عن الاستثمارات يتوقف حساب الإهلاك بمجرد اتخاذ قرار التنازل عن الاستثمار. يتم حساب الإهلاك إلى غاية تاريخ التنازل الفعلي .
قروض الإيجار يتم تسجيلها ضمن عناصر الأصول يتم تسجيلها ضمن عناصر الأصول
إعادة تقييم القيم الثابتة المعنوية يمكن إعادة التقييم إذا كان هناك سوق نشطة خاصة بالقيم المعنوية، تمكن من معرفة القيمة العادلة. يتم وفق نفس الشرط المحدد من طرف IAS/IFRS
تكاليف التطوير تسجل ضمن الأصول باعتبارها أصولا معنوية تسجل بنفس طريقة IAS/IFRS
المؤونات القابلة للتوزيع على عدة سنوات لا يمكن توزيع أو تقسيم المؤونة يمكن توزيع المؤونات الكبرى على عدة سنوات حتى لا تؤثر على نتيجة الدورة .
المؤونات الخاصة بإعادة الهيكلة لا يمكن إعداد مؤونة خاصة بإعادة الهيكلة وإنما التكاليف الخاصة بها تحمّل مباشرة . تعلج بنفس طريقة IAS/IFRS
تحقق الإيراد بيع السلع :
يتحقق إذا توفرت الشروط التالية :
- عند تحويل المنافع و الأخطار المنتظرة من الشيء محل البيع إلى الغير؛
- إمكانية تحديد سعر البيع والتكاليف المتعلقة بعملية البيع بدقة؛
- عدم وجود سيطرة إدارية من طرف المؤسسة على السلع محل البيع .
تقديم خدمات :
يتم الاعتراف بالإيراد اعتمادا على نسبة إنجاز تقديم الخدمات بتاريخ القوائم المالية،إن كان بالإمكان قياسها بموثوقية .
يتحقق بتوفرنفس الشروط والضوابط المحددة من طرف
IAS/IFRS
البيانات القطاعية ينبغي أن تقدم حسب قطاع النشاط أو القطاع الجغرافي. بنفس الطريقة المحددة من طرف IAS/IFRS

المصدر : من إعداد الباحث بالاستناد إلى محتوى IAS/IFRS والنظام المحاسبي الجزائري الجديد .
لقد كشفت هذه المقارنة عن الأهمية الكبيرة للإصلاح المحاسبي الذي قامت به الجزائر،فهو يجسد التوجه الاقتصادي للجزائر من خلال الإطار المفاهيمي النظري لهذا النظام المحاسبي، ويعكس وجود إرادة قوية لتطوير الممارسات المحاسبية المحلية لتستجيب للمستجدات الدولية
وتؤدي إلى تعظيم مكاسب الاندماج في الاقتصاد العالمي على الاقتصاد الجزائري .
4-3- تحديات تطبيق النظام المحاسبي الجزائري الجديد :
إن تبني الجزائر للنظام المحاسبي الصادر في القانون 07-11 بتاريخ 25 نوفمبر2007 يعتبر خطوة مهمة كبيرة لتوفيق الممارسات المحاسبية في الجزائر مع توجيهات معايير المحاسبية الدولية ،غير أن هذه الخطوة غير كافية وقد لا تكون لها آثار إيجابية كبيرة،وذلك لعدة أسباب ، نذكر منها :
- ضعف استعداد الكثير من المؤسسات الجزائرية لتطبيق هذا النظام :فلا زالت أنظمة المعلومات غير فعالة والموارد البشرية غير مهيأة وغير مؤهلة لتطبيق هذا النظام المستمد أساسا من معايير المحاسبة الدولية.وفي اعتقادنا ،يعود هذا إلى غياب الوعي المحاسبي في الكثير من المؤسسات الجزائرية .
- غياب سوق مالي في الجزائر يتميز بالكفاءة: التطوير المحاسبي الدولي كان نتيجة لعولمة الأسواق المالية،التي تتميز بالكفاءة ،مما يجعل تقييم الأسهم والسندات ومشتقاتها وفقا لطريقة القيمة العادلة ممكنا .وهو ما لا يتحقق في حالة بورصة الجزائر.الأمر الذي يؤكد ضرورة ربط اعتماد النظام المحاسبي الجديد بإجراء إصلاح جاد وعميق على النظام الضريبي من جهة أخرى:فإذا أخذنا كمثال على ذلك تسجيل قرض الإيجار في الأصول وإدراج الإهتلاكات المتعلقة بالأصل المستأجر ضمن أعباء الدورة كما نص عليه هذا النظام،فإن القانون الضريبي الحالي يسمح للمؤسسات بإدراج الإهتلاكات التي تعود لأصول تملكها المؤسسة فقط.كما أن القانون التجاري الحالي ينص على تصفية المؤسسة إذا فقدت 75% من رأس مالها الاجتماعي غير أن النظام المحاسب الجديد يعتبره عنصرا هامشيا Résiduel)) ،فهو عبارة عن الفرق بين الأصول و الخصوم وهذا الفرق يتغير من وقت لآخر،فالأهم أن لا تقع المؤسسة في خطر العجز عن التسديد وبإمكانها مزاولة نشاطها بشكل عادي ولو استهلكت رأس مالها الاجتماعي .
- صعوبة تحديد القيمة العادلة للأصول الثابتة المادية: إن تحديد هذه القيمة يتم في ظل المنافسة العادية وحيازة البائع والمشتري على المعلومات الكافية، وهذا ما لا يتطابق مع حال بعض أسواق الأصول الثابتة المادية في الجزائر مثل سوق العقارات الذي يعمل في ظل منافسة احتكارية يتحكم البائعون للعقارات في قيمها السوقية .
- غياب نظام معلومات للاقتصادي الوطني يتميز بالمصداقية والشمولية:فالتقييم وفق القيمة العادلة يحتاج إلى توفر معلومات كافية عن الأسعار الحالية للأصول الثابتة والمتداولة، في الوقت الذي نسجل فيه تضاربا في المعلومات المنشورة حول الاقتصاد الجزائري من قبل الهيئات الرسمية،فضلا عن قلتها .
- بطء في تطوير مضامين التعليم المحاسبي في الجامعات ومراكز التكوين :
فمازالت المقررات المحاسبية لم تتغير وطرق التدريس يغلب عليها تعليم المحاسبة على طريقة القواعد و التي تقوي الاستذكار على حساب الإبداع، وهذا راجع أساسا غياب الوعي المحاسبي و شيوع النظرة الضيقة إلى المحاسبة على أنها تقنية وليست علما قائما بذاته .
الخاتمة :
إن عولمة الشركات و الأسواق المالية و حرية انتقال رؤوس الأموال عبر القارات و كذلك التطور السريع الذي يعرفه مجال الاتصالات والمعلوماتية كانت العوامل الأساسية وراء جهود توحيد لغة المحاسبة في العالم بظهور لجنة معايير المحاسبة الدولية، وبطبيعة الحال، فإن الأمر لا يخلو من عقبات تحاول هذه اللجنة تخطيها بتصحيح الأخطاء و تعديل المعايير بما يحقق المنفعة القصوى للمعلومات المحاسبية بالنسبة لكل مستعمليها .
لقد استجابت الجزائر لهذه المستجدات الدولية بتبنيها لنظام محاسبي جديد يتوافق بدرجة عالية مع معايير المحاسبة الدولية سواء من حيث الإطار المفاهيمي النظري أو من حيث المعالجة المحاسبية لبعض المسائل المطروحة بحدة في المحاسبة، رغم ملاحظة بعض الاختلافات التي ترجع- أساسا- إلى أخذ بعين الاعتبار خصوصيات البيئة الجزائرية في إعداده .
بصفة عامة ،فإننا نثمن محتوى هذا النظام المحاسبي غير أننا نؤكد على ضرورة الإسراع في توفير كل الظروف اللازمة في المؤسسات و على المستوى الكلي من أجل التطبيق الفعّال لهذا النظام وتحقيق أهدافه .

محب بلاده
2010-12-11, 22:04
ﰲ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮ ﻣﺘﻄﻠﺒﺎﺕ ﺗﻄﺒﻴﻖ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﶈﺎﺳﱯ ﺍﳌﻮﺣﺪ ﻛﺘﻮﺵ ﻋ (http://www.google.dz/url?sa=t&source=web&cd=10&ved=0CDgQFjAJ&url=http%3A%2F%2Fwww.univ-chlef.dz%2FRENAF%2FArticles_Renaf_N_06%2Farticle_1 4.pdf&rct=j&q=%D8%AA%D8%B9%D8%B1%D9%8A%D9%81%20%D8%A7%D9%84%D8 %A7%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%A1%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A 7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D9% 85%D8%AD%D8%A7%D8%B3%D8%A8%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D8 %AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF%20&ei=pOQDTZDvFs-bOsmPyaYB&usg=AFQjCNE-LQgIvd-cmENBlb3sjg1X0WJt5A&cad=rja)

محب بلاده
2010-12-11, 22:09
او هذا بحث آخر




المبحث الأول : أبعاد تطبيق النظام المالي المحاسبي الجديد على الإقتصاد الجزائري
المطلب الأول : خصوصيات الإقتصاد الجزائري .
إن ما نريد التذكير به في هذا المجال هو أن الإقتصاد الجزائري وبيئة عمل المؤسسات يتميزان بما يلي:
***61656; إقتصاد مبني على المحروقات وموجه للخارج .
***61656; غياب المنافسة الفعلية .
***61656; غياب الشفافية والفاعلية في تمويل الإستثمارات بالنسبة للقطاع المصرفي .
***61656; وضع شبه ضبابي بالنسبة للمستثمر المرغوب فيه، سواء الوطني أو الأجنبي .
***61656; غياب أسواق متخصصة تستعمل أسعارها كمرجعية للتقييم .
***61656; غياب السوق المالية أو البورصة التي تعتبر الواجهة التي تعكس السياسات والإستراتيجيات المالية للمؤسسات وتحكم لها أو عليها.
المطلب الثاني : إستعدادات الجزائر لتطبيق النظام المالي المحاسبي الجديد .
في سنة 2004 أعلنت وزارة المالية موازاة مع اليوم الرسمي للإعلام ، أن النظام المحاسبي الجديد للمؤسسات سيكون مكملا للمخطط الوطني المحاسبي 1975 ، ومن المحتمل أن يكون تطبيقه بداية سنة 2006 ، إلا أن هذا التطبيق تأجل لعدة أسباب منها نقس الإعلان وإرتياب الوسط الإقتصادي.
وقد صادق مجلس الأمة يوم السبت 03 نوفمبر 2007 على نص القانون المتضمن النظام المالي المحاسبي الجديد الذي أعد في إطار تحديث النظام المحاسبي الساري المفعول منذ 1975 ، وقد تمت المصاذدقة خلال جلسة علنية ترأسها "عبد القادربن صالح " و بحضور وزير العلاقات مع البرلمان "محمد خوذري " ويأتي هذا النص لتحديد النظام المحاسبي وشروط وكيفيات تطبيقه وكذا لتدارك نقائص الأمر 75 – 35 المؤرخ بتاريخ أفريل 1975 المتضمن المخطط الوطني المحاسبي ، كما يهدف أيضا إلى إصلاح النظام المحاسبي الساري المفعول منذ 1975 و الذي أصبح غير قادر على مواكبة التحولات التى تعرفها البلاد في عدة مجالات وتقديم المعلومات المالية الشفافة وإعطاء صورة صادقة عن الوضعية المالية للمسسات ولتجاوز كل المعوقات و الإسراع في تطبيق المعايير المحاسبية المالية الجديدة أي النظام المالي المحاسبي الجديد في 2009 كثفت الحكومة اللقاءات والمحاضرات للتعليم في المديريات و المؤسسات والمراكز العمومية ، للتعريف بالمعايير الدولية للمعلومة المالية (IFRS\IAS) وتبنيها .
و هذا ما دعى إليه رئيس التنظيمة الوطنية للخبراء المحاسبيون ومحافضو الحسابات محمد لمين حمدي حيث أشار لأن هذا التغيير لابد أن يتوافق ويتتابع مع التغيير في المحيط الإقتصادي في الجزائر ولهذا لابد من إجراء تربصات لمختلف أجهزة المحاسبة على المستوى الوطني قصد الإستعداد لسنة 2009 .
كما إتخذ مجلس الميزانية والمالية للتجمع الشعبي الوطني مجموعة من التدابير اللازمة في سنة 2008 ليكون التطبيق للنظام المالي المحاسبي الجديد سار المفعول في مختلف مؤسساته ، وهذا من خلال تنظيم عدة حلقات دراسية تحسيسية وتعليمية وتربصات خاصة بكيفية تطبيق والإنتقال من النظام المحاسبي القديم أي المخطط الوطني المحاسبي 1975 إلى المعايير الجديدة أي المخطط الوطني المحاسبي الجديد، بمختلف الأجهزة المحاسبية و المسسات الوطنية العامة والخاصة .
وقد عقدت عدة عدة دورات تدريبية تقريبا في مختلف المعاهد و الجامعات على المستوى الوطني مثل جامعة الجزائر التي عقدت دورة تدريبية بحضور عدد المحاسبون حول مفاهيم المعايير الدولية للمحاسبة في شهر أفيل 2008 ، وعنابة التي إحتضنت بدورها دورة تدريبية حول مفاهيم المعايير الدولية للمحاسبة ستنظم المجلس الوطني لخبراء المحاسبة ومحافظي الحسابات في الجزائر بالتعاون مع المنظمة العربية لخبراء المحاسبة القانونيين على مدار ثلاثة أيام 10،11،12 نوفمبر 2008 بفندق سيبوس الدولي عنابة دورة تدريبية حول مفاهيم المعايير الدولية للمحاسبة بمشاركة خبراء من الجزائر،لبنان،المغرب،تونس والسودان .
و أشغال هذه الدورة تتمحور حول المعايير الجديدة التي تعتمد على نظام التكامل المحاسبي المبني على المعلومات المالية و البيانات التحليلية حسب المنظمين فرصة الإطلاع على كيفية تطبيق المعايير الدولية للمحاسبة وآليات إنجاحها من خلال تجربة كل بلد من البلدان المشاركة .
وكذلك بعض المؤسسات الوطنية المختلطة التي قامت بتربصات وتدريبات لكل محاسبيها أي كل المحاسبون الذين يعملون تحت غطائها وذلك لكي يكونوا مستعدين لتطبيق المعايير الدولية للمحاسبة أي النظام المالي المحاسبي الجديد بداية سنة 2009 ،مثل كوسيدار التي أقامت دورات تدريبية لكل محاسبوها من 15 مارس إلى 03 أفريل 2008 وهذا لكي تكون المسسة ومحاسبوها مواكبة للتطورات والتغيرات الإقتصادية العالمية ،لأن تعاملاتها الكثيرة مع الأجانب تستدعي ذلك ،و هذا مع بعض الندوات و ذلك لتدعيم رصيد محاسبوها مع إمدادهم ببعض الأقراص المضغوطة وملاحق تشرح كيفية تطبيق هذا النظام المالي المحاسبي الجديد .
وقد أقيمت أيضا العديد من الندوات عبر الوطن من الغرب إلى الشرق التي كانت في مختلف المرافق مثل دور الثقافة و الفنادق مثل فندق الأوراسي الذي أقيم فيه محاضرة من طرف بعض الخبراء المحاسبييون في أوائل شهر أفريل 2008 .
المطلب الثالث : إنعكاسات تطبيق النظام المالي المحاسبي الجديد على الوسط الإقتصادي الجزائري .
أكد كريم جودي وزير المالية أن النظام المالي المحاسبي الجديد سيشدد من المراقبة على حسابات المؤسسات الخاضعة للقانون الجزائري مما يقلص من فرص الإختلاسات والفساد .
وأوضح وزير المالية أن المسألة متعلقة بالأدوات المعتمدة في الحسابات المالية للمؤسسات التي توفر المعطيات اللازمة للتحليل ، فالنظام القديم لا يركز على عدة إعتبارات منها الفاعلون الإقتصاديون الجدد الذين دخلوا مع الإنفتاح الإقتصادي الذي عرفته الجزائر وهو ما يعيق التحليل والدقيق والشفاف للحسابات المالية حسبما ورد في إجابة الوزير على سؤال تقدم به النواب .
و قال جودي : "إن النظام المالي المحاسبي الجديد يأتي لسد الثغرات بوضع أدوات ملائمة لجمع المعطيات وتحليلها بشكل يرسخ التسيير الشفاف للمؤسسات الخاضعة للنظام التجاري الجزائري تلك الأدوات معتمدة دوليا وستفضح كل المخالفات والإختلاسات ومحاولات الفساد" .
وأضاف وزير المالية قائلا :"إن النظام الجديد هو مطلب وطني وأن وضعه لم يأتي بفعل ضغوط أجنبية"، موضحا أن بداية إعداده كانت في سنة 2001 أي منذ أكثر من 6 سنوات وهي فترة طويلة بالمقارنة مع فترة إعداد وتطبيق نظم مماثلة من قبل عدة دول ومنها دول نامية .
وقد شكي رئيس الخبراء المحاسبين محمد لمين حمدي ، إهمال الوزارة ، فإستبعد دخول النظام المحاسبي الجديد حيز التنفيذ بداية جانفي 2009 وفق ما ينص عليه القانون.موضحا أن السلطات العمومية ومنها وزارة المالية لم توفر الوسائل الضرورية لتطبيق هذا القانون ، منها عدم إعادة تأهيل الخبراء المحاسبين ومحافضي الحسابات المدققين ، لما يتجاوز 250 ألف مؤسسة خاضعة للقانون الجزائري .
وأوضح أيضا في منتدى يومية الخبر ، أن النظام المحاسبي الجديد الذي يفرض على المؤسسات إنفتاح أكثر وشفافية أكبر لحساباتها لن يرى النور ، مادامت وزارة المالية ،التي بادرت بوضع قانونه ،لا تدعم أصحاب المهنة من الخبراء المحاسبين ومحافضي الحسابات والمحاسبين المعتمدين .وقال المتحدث إن النظام الجديد جاء بدافع الإصلاحات الإقتصادية الجارية منذ التسعينات ،ويدعوا إلى تكييف أصحاب المهنة مع المعايير الجديدة المطابقة للمقاييس الدولية المعتمدة في النظام ذاته .هذا الأمر يتطلب تكوينا متواصلا خلال الفترة التي تفصلنا عن بداية تطبيق القانون المقرر في الفاتح جانفي 2009 ،أي نحو سنة واحدة فقط ،حسبما أشار إليه السيد حمدي ،الذي أكد أن عدد شركات ذات الأسهم وذات المسؤولية المحدودة لوحدها يفوق 250 ألف مؤسسة ،وأن هذا العدد الهائل من الشركات يفرض تكثيف التكوين لجعل حساباتها قابلة للتدقيق وفق النظام المحاسبي الجديد .
وفي السياق نفسه ،كشف المتحدث عن نية تأسيس معهد متخصص في تكوين الخبراء المحاسبين بدعم من هيئات أوروبية وعربية ،لكن هذه المبادرة تحتاج إلى مساعدة من وزارة المالية بصفتها الوصية عن نشاط المحاسبة .
ومن دون هذا الأمر ،فإن هذا المجهود لن يجد له طريقا إلى أرض الواقع ،وقال المصدر نفسه إن الوزارة لم تبد إهتمامها بمشروع إنشاء المعهد ،رغم كونه عاملا على التسريع في تطبيق النظام المحاسبي الجديد.
تجاهل الوزارة لخبراء المحاسبة لم يقتصر على غياب المساعدة في التكوين تحضيرا لتطبيق النظام المالي المحاسبي الجديد ،بل يشمل أيضا عدم إشراكهم في إعادة تنظيم المهنة ذاتها حسبما أكده حمدي الذي قال "إن المصف الوطني لخبراء المحاسبة ومصالح وزارة المالية كالقط والفأر منذ 3 سنوات بخصوص مشروع إعادة تنظيم المهنة ".فلا يعقل أن يتم إعداد القانون بعيدا عن مشاركة المهنيين في العملية عن طريق الحوار والتشاور والتفاوض ،حسب تعبير المتحدث علما أن المشروع الذي تريد وزارة المالية تمريره يفتح المجال لمكاتب الخبرة الأجنبية في إمكانية النشاط في الجزائر ،والإستحواذ على قدر كبير من السوق المحلية للتدقيق في حسابات المؤسسات الجزائرية .
وأضاف رئيس تنظيم خبراء المحاسبة ،أنه بقيت سنة كاملة لتحضير النموذج الذي سيكون جاهزا مع مطلع جانفي 2009 ،وفي ذات السياق أوضح أنه ليتم تجهيز هذا المشروع بطريقة أكادمية ،يجب إشراك جميع أهل الإختصاص من مهنيين وخبراء والمؤسسات المعنية المقدرة - حسبه – بأكثر من 250 ألف مؤسسة ذات مسؤولية محدودة وبأسهم ،دون إحتساب مؤسسات المقاولات الصغيرة وغير ذلك من أدوات الملكية الأحادية .
وأفاد ذات المتحدث ،أنه حددت مجموعة من الإجراءات للوصول إلى تطبيق هذا النظام المحاسبي الجديد بالقيام بتدريب المهنيين مع مطلع السنة الجارية ،وتنظيم لقاءات لمجموعة من المهنيين ،وتأسيس المعهد الوطني المتخصص في الدراسات المحاسبية بالتعاون مع بعض المؤسسات المحلية والأجنبية ،بما في ذلك تأسيس الخبير المحاسبي .
وأكد حمدي، أن تطور النظم المحاسبية في الجزائر يتعلق بالتطور الإقتصادي والمالي ،ويرتكز على معايير دولية منبثقة من تطورات إقتصادية خاصة ،من بداية التسعينات على أساس الإصلاحات التي مست القطاع المالي إلى غاية فترة الإنفتاح الإقتصادي المتساير من مرحلة إلى أخرى في إطار تحديات النظام العالمي الجديد بصفة عامة ،والعولمة بصفة خاصة ،بالمقارنة مع النظام الوطني المحاسبي المنبثق مع بداية سنة 1975 الذي كان يرتكز أساسا على تقديم معلومات للمحاسبة الوطنية فقط .

المبحث الثالث : تطبيق النظام المالي المحاسبي الجديد على المؤسسات الإقتصادية الجزائرية .
المطلب الأول : مراحل تطور المؤسسات الإقتصادية الجزائرية .
لقد أثبتت التجربة أن الطريق نحو التنمية الإقتصادية يمر حتما عبر المؤسسات الإقتصادية ويرتكز على التحكم في كفاءاتها الإنتاجية ،إنطلاقا من هذه المكانة تعتبر المؤسسة الوطنية العمود الفقري والركيزة الأساسية للتنمية الإقتصادية والإجتماعية "وقد فرضت نفسها كمرجع مهم لتحليل تجارب القطاعات الإقتصادية في بلدان العالم الثالث "،لذلك يمكن أن نلتمس دور المؤسسة الإقتصادية بإعتبارها واجهة من واحهات النشاط الإقتصادي الوطني ،و التي مرت بمرحلتين أساسيتين محددتين زمانيا كما يلي :
1 - مرحلة ما قبل 1980 وقوامها 18 سنة .
2 -مرحلة ما بعد 1980 إلى الآن .
المرحلة الأولى (ما قبل 1980 ) :
إعتمدت عملية البناء الإقتصادي والإجتماعي في هذه المرحلة على ما يسمى بالربع النفطي الذي يعتبر الينبوع المتدفق في تغذية وتعويض ميزانيات المؤسسات العمومية ،"ويمكن تقسيم هذه المرحلة إلى عشريتين أو فترتين ،والتي مازالت آثارهما ومعاليمهما قائمة حتى الآن"
- الفترة الأولى (1962 - 1970) ويمكن تقسيمها إلى مرحلتين :
1. مرحلة التسيير الذاتي : التي أعقبت الإستقلال مباشرة وإمتدت إلى حوالي 1965 "المؤسسة المسيرة ذاتيا" (Entreprise autogéréà) وتعتبر هذه التجربة للمؤسسات الإقتصادية تكريسا لتوجهات سياسية معينة ،ذلك أن الأساليب والتقنيات المعتمدة لضمان التنمية الإقتصادية قد سادتها وطغت عليها فكرة الإيدولوجية الإشتراكية .
2. مرحلة التسيير "البيروقراطي" : والتي إمتدت حتى سنة 1970 ،حيث تقلص حجم المشاركة العمالية إلى درجة كبيرة ،وتعتبر هذه الفترة فترة هيمنة الدولة على القطاع العام و الإستمرار في إضفاء الطابع الإشتراكي للمؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي التجاري .
كما عرفت هذه المرحلة تراكمات كثيرة من التجارب والإصلاحات المتكررة في خضم سيرة التنمية الوطنية ،بحيث بادرت السلطة السياسية آنذاك إلى ذلك الإرتباط بالفرنك الفرنسي ،"قصد تقليص التبعية إتجاه الخارج ،وبعث طاع إقتصادي تابع للدولة يأخذ على عاتقه عملية البناء الإقتصادي والإجتماعي ". تميزت هذه الفترة بخصوصية المبادرة بمجموعة من التأمينات للشركات الأجنبية العاملة بالجزائر آنذاك ،والتي كانت فرنسية في معظمها ,وبإعتبار أن سنة 1965 نقطة الإنطلاق والأساس ،حيث تمت صياغة الأهداف المتوخاة من البناء الإقتصادي والإجتماعي ضمن إستراتيجية تنموية تهدف بالدرجة الأولى إلى :
- العمل على إستغلال الثروات الوطنية التي تزخر بها البلاد .
- قطع دابر التبعية الإقتصادية من خلال بعث قطاع صناعي قوي يأخذ على كاهله إنتاج الصناعات المختلفة .
- بعث تكامل منسجم بين القطاعات المشكلة للإقتصاد الوطني ،لاسيما فيما بين القطاع الصناعي والزراعي .
- الفترة الثانية (1971-1980 )
وهي فترة أسلوب التسيير الإشتراكي للمؤسسات ،فترة الإنتقال من شكل المؤسسة العامة أو المشروع العام ،إلى شكل المؤسسة الإشتراكية ،وكان هذا بتأثير عوامل عدة أهمها إعتبار تجربة التسيير الذاتي بكل إيجابياتها وسلبياتها باعثا على ضرورة إيجاد صيغة لتجسيد المشاركة الفعالة في التسيير ،وكذلك تحول تسيير المؤسسة الوطنية العمومية من الأسلوب التقليدي إلى أسلوب جديد يتخذ من العاملين عناصر نشطة تضطلع بمهام التسيير والرقابة من خلال مساهمتهم الفعلية في ذلك ،إضافة إلى ذلك تتجسد المشاركة العمالية في تسيير المؤسسات الوطنية العمومية ، وفقا لميثاق التسيير الإشتراكي للمؤسسات ، من خلال المجلس المنتخب الذي "يسهر على حسن تسيير المؤسسة ، وعلى زيادة الإنتاج وعلى التحسين المستمر للجودة، وعلى القضاء على التبذير ،ومراعاة النظام في العمل وتحقيق أهداف المخطط"
إن المشاركة العمالية في الجزائر هي نتيجة مباشرة للتسيير الإشتراكي للمؤسسات الذي ينظم وظيفتين رئيسيتين لمصلحة هؤلاء العاملين التي تتمثل في المساهمة في إتخاذ الرار من جهة ،والرقابة على سير المؤسسة من جهة أخرى . ولقد عرفت هذه الفترة عوائق عديدة يمكن الوقوف عليها على مستويين :
1 – على مستوى المحيط الداخلي للمؤسسة .
2 – على مستوى المحيط الخارجي للمؤسسة .
أولا- المحيط الداخلي للمؤسسة :
يمكن تلخيص هذه النقائص والتناقضات التي إتسمت بها عملية تسيير المؤسسة الوطنية العمومية في النقاط التالية :
1. تعدد مراكز إتخاذ القرار و أسباب التي أدت إلى الثنائية في التسيير هي جهل العامل لأسس وميادين التسيير وقلة ثافته ونقص تكوينه التقني والسياسي ومن جهة أخرى بروز نوع من العلاقات التنافرية بين المسيرين وممثلي العمال وكذلك لتأثر المسؤولين المسيرين بنماذج التسيير المستوردة .
2. تعدد المهام و الوظائف و الذي أدى إلى تبعثر مجهودات المؤسسة الوطنية العمومية صوب إهتمامات أخرى ذات الطابع الإجتماعي .
3. ضخامة حجم المؤسسة من جهازها الإداري وهياكلها الثانوية والتقليدية من تموين وتوزيع وإنتاج،الذي أفرز تضخما في جهازها الإداري وفي هيكلها ووسائلها .
4. نقص تأطير الكفاءات وتهميش الإطارات الوطنية من طرف الشركات متعددة الجنسيات مما حال دون الإندماج الفعلي للإطارات لاسيما في المجال التطبيقي .
5. التضخم المفرط للعمالة (بطالة غير مؤهلة) بحيث وصلت لأكثر من 30% من الحجم الكلي للعمالة في بعض الحالات وهذا راجع لإنعدام الدراسات الإقتصادية و المرجعية وجهل المسؤولين لأدولت التسيير وسوء تخطيط الإحتياجات الدورية وتوظيف مناصب العمل .
ثانيا- المحيط الخارجي للمؤسسة
تتمثل نقائص المؤسسة الوطنية العمومية خلال هذه الفترة في مجموعة من الإجراءات و القوانين المنظمة للعلاقات المتولدة بين المؤسسة وجهات متعددة أسندت إليها مهام الوصايةو الإشرف والرقابة والوساطة في بعض الأمور ،كما عرفت هذه الفترة بالمركزية المفرطة للعلاقات كبلت المؤسسة العمومية وأعاقتها عن أية مبادرة للنهوض بهذا النشاط أوتطويره ومن بين هذه الإجراءات مايلي :
1. تدخل الجهات الوصية في كل صغبرة و كبيرة داخل المؤسسة مما أدى بامشرفين الإداريين إلى إعتماد سياسة المراوغة وإخفاء الحقائق عند إعداد تارير الأداء الموجهة إليها ،كما أن الإطارات البشرية الموكل إليها مهمة تحليل ومتابعة هذه التقارير على مستوى الجهة الوصية ليسو في أغلب الأحيان من ذوي الإختصاص التقني أو الإقتصادي الذي يؤهلهم للإلمام بمحتويات تلك التقارير ومواكبة المشاكل المستجدة على مستوى مواقع التنفيذ .
2. إعادة تقنين الدور المنوط بالمؤسسة وفق منظور جديد يأخذ على عاتقه مايلي :
أ – التكليف الحيقي بالإحتياجات الإجتماعية ،قصد تدارك النقص المسجل فيها وتحسين ظروف المعيشة في ظل التحديات القائمة .
ب – الرفع من مستوى الكفاءات الإنتاجية للإستفادة من الطاقات المتاحة .
ج – توجيه النظام الإنتاجي الوطني نحو الإستخدام الأمثل والأفضل عبر تحسين ظروف الأداء والتكفل بضمان الإنسجام والتكامل والتأمين لنوات هذا النظام .
د – إعتماد إطار تنظيمي يرمي بالدرجة الأولى إلى رفع القيود وإكتساب العوارض والمعوقات من خلال إنهاء الوصاية البيروقراطية ذات الشارب المتعددة والسعي لتوفير المحيط المناسب والكفيل بتجسيد الغايات السابقة الذكر ،آخذ في الحسبان واقع التجربة المتحققة .
المرحلة الثانية : إستقلالية المؤسسات (ما بعد سنة 1980)
كانت المؤسسة العمومية بحكم التجربة المتحققة مستهدفة آنذاك لعملية إصلاح شامل تأخذ على عاتقها الفعالية والكفاءة أوالمهارة التي يمكن تحقيقها نتيجة حرية العمل وحرية أخذ القرار للإرتقاء بمستوى أداء المؤسسة ،وتحفيزها على النشاط الموكل إليها إلى مستوى الأهداف المرجوة في هذه المرحلة ،وهذا ما أكده الميثاق الوطني لسنة 1986 على صنع المزيد من الإستقلالية الإقتصادية قصد تحسين فعاليتها سواء على مستوى نموها الخاص أو على مستوى مساهمتها في التنمية الإقتصادية والإجتماعية والشاملة "خاصة عن طريق إحترام معايير الإنتاج والإنتاجية ،وعن طريق تحكم أفضل في قواعد التسيير ومما تجدر الإشارة إليه أنه سبق عملية "إستقلالية المؤسسات" إجراءات في عام 1980 تمثلا فيما يلي :
1. إعادة الهيكلة العضوية : الغرض منه تحويل مؤسسات القطاع العام إلى مؤسسات صغيرة الحجم وأكثر تخصصا وكفاءة "و لقد كان تعداد المؤسسات الوطنية أنذاك 85 مؤسسة ،وتعداد المؤسسات الجهوية والمحلية 526 مؤسسة ،وكان العمل المستهدف هو تفتيت الأولى إلى 145 مؤسسة و الثانية إلى 120 مؤسسة" وقد أسهمت هذه الإجراءات في زيادة إجمالي الناتج الوطني الذي يبينه في الجدول التالي :
جدول رقم (3 – 1) : يمثل معدل زيادة الناتج الوطني .
السنوات 1981 1982 1983
مقدار الزيادة 2,4% 4,3% 7,3%
المصدر :
2. إعادة الهيكلة المالية : وتعتبر ماثبة إعادة توزيع جغرافي لمراكز إتخاذ القرار وتتويج لإعادة الهيكلة العضوية وكان الغرض منها إعادة هيكلة ديون المؤسسة بإعادة تنظيم سجلات إستحقاقات الفائدة ورأس المال وتصفية الذمم بين المؤسسات .كما يهدف هذا الإصلاح (إستقلالية المؤسسات) إلى ما يلي :
1 – إعادة تنظيم المؤسسات الوطنية العمومية وتجنبها التشوهات والنقائص والإنحرافات التي واكبت المرحلة السابقة .
2 – إعادة ترتيب أولويات المهام المنوطة بالمؤسسة في إطار هذا الإصلاح على مبادىء نوجزها فيما يلي :
أ‌- إستغلال الطاقات البشرية :يعتر العنصر البشري بالع الأهمية للمؤسسة لذلك إنصب السعي على النظر في توزيع وإستغلال هذه الطاقات البشرية على مستوى الوحدات والفروع الإنتاجية عوضا أن تتمركز في مقرراتها الرئيسية وتهميش عن إختصاصها ومنصب عملها الفعلي .
ب‌- كفاءة التسيير : لتحقيق أهداف المؤسسة وبلوغ غاياتها المخططة ،وذلك رد الإعتار إلى المعايير و المؤشرات الإقتصادية الكفيلة بتمكين المؤسسة ىمن قياس مدى فعاليتها وكفاءتها .
ج‌- اللامركزية في التصرف : وذلك بالنظر في أسلوب الامركزية المفرطة للموارد المالية سواء الداخلية منها أو الخارجية وبعث ميكانيزمات جديدة لتمكين المؤسسة من التصرف في مواردها المتاحة بسهولة وبحكمة وإلغاء تمركز الإطارات والكفاءات البشرية بالمقارات الرئيسية.
ح‌- تفادي سلبيات المرحلة السابقة : وذلك من خلال إعادة النظر في المواضيع الشائكة التالية :
***61656; تعدد المهام وكثرة الوظائف الملحقة بالمهام الرئيسية للمؤسسة .
***61656; كبر الحجم من خلال إعادة تقسيم العمل إلى مجموعة الوحدات المشكلة للمؤسسة الواحدة .
***61656; إستيعاب التكنولوجيا وذلك بإرساء هياكل تكوين وتدريب كفيلة بذلك .
***61656; التوزيع الجغرافي و القطاعي للمشاريع والإعتماد على الخارطة الإقتصادية للوطن والتنويعفي المشاريع الجهوية وتوزيع الكفاءات البشرية عبر أرجاء البلاد .
المرحلة الثالثة :الخصخصة (الآفاق المستقبلية للمؤسسة الإقتصادية)
أصبح موضوع التحول إلى إقتصاد السوق ذو أهمية في السنوات القليلة الماضية ،حيث برزت ظاهرة التحول هذه والتي أطلق عليها وصف "الخصخصة" وبشكل ملموس بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي .
تزايد الإهتمام بالخصخصة في السنوات الأخيرة ،وذلك بفعل الضغوطات التي يمارسها صندوق النقد الدولي على الدول النامية المدينة ،أكثر من ذلك أصبحت فكرة الخصخصة أمر مقبول حتى في الدول التي كانت تعارضها خاصة بعد إنهيار الإقتصاديات المركزية في دول "الكتلة الشرقية" حيث ترافق الإنهيار السياسي ،لذا أصبح التفكير في البدائل أمرا منطقيا ومطلبا ملحا وأولى هذه البدائل هو "التخلي عن الملكية العامة لأدوات الإنتاج وبالتالي المشاريع الإنتاجية لصالح ما يعرف بالملكية الخاصة أي التحول نحو إقتصاد السوق" ،والسؤال الذي يطرح الآن هو ليس فقط التحول نحو إقتصاد السوق أو لا بل في كيفية الغلب على المشاكل العديدة المصاحبة لهذا التحول ،ويعتمد نجاح الخصخصة على مدى فهم الأدوات المستخدمة للتحول نحو إقتصاد السوق وإختيار ما يناسب منها الإقتصاد الوطني .
إن التراجع الذي عرفه الإقتصاد العالمي في السبعينات كان له الأثر على القطاع العمومي في الجزائر ،وبدأ التفكير حول مدى قدرة الإقتصاد الوطني على التأقلم مع التغيير في الأسعار الدولية التي أثرت على فعاليته.من هنا بدأ التفكير في الخصخصة التي تعني تحويل ملكية القطاع العمومي إلى القطاع الخاص ،والتعامل بقواعد السوق في تحديد الأسعار والسعي إلى تعظيم الربح .
غير أن هذا الإنتقال لم يعط ثماره نظرا لطبيعة التنظيم الإقتصادي السائد ومدى فعاليته في توفير الشروط الضرورية وتوفير المناخ المناسب للمؤسسة الوطنية التي فرضت عليها قيودا وحواجز مصطنعة لذا فإن آفاق المؤسسة الإقتصادية ونجاح الخوصصة مرتبط بعدة عوامل منها :
أ‌. توفير المناخ الإقتصادي المحفز على الإبداع والإبتكار .
ب‌. تشجيع التعامل بالميكانيزمات الحقيقية لإقتصاد السوق .
***61656; لذلك تبقى هذه الإشكالية مطروحة لدى الباحثين والإقتصاديين في الجزائر حول كيفية التحول من إقتصاد مغلق ، أمام التأثيرات الخارجية نتيجة سياسات الحماية المصطنعة أين كانت خزينة الدولة تتحمل خسائر المؤسسة الإقتصادية نتيجة التغيرات في الأسعار الدولية وسوء التسيير ،إلى إقتصاد مفتوح .حيث المرور إلى هذه المرحلة في إعتقادنا لا يتم فيها تحويل الملكية فقط وإنما يجب البحث عن مايلي :
***61656; هل يوجد قطاع خاص منتج بمفهومه الواسع يمكن له التكفل بصورة جدية بمؤسسات القطاع العمومي المفلسة ؟
***61656; هل مشاكل القطاع الخاص تختلف عن مشاكل القطاع العمومي ؟
وفي الأخير نتيجة لهذه التحاليل حول مراحل تطور المؤسسة الإقتصادية وآفاقها المستقبلية فإنه يمكن القول إن سياسة المرحلة الأخيرة لإستقلالية المؤسسات لم ترس بعد على قواعد ثابتة و آليات تحكمها بشكل دقيق .
المطلب الثاني : مقومات ومتطلبات تطبيق المعايير المحاسبية الدولية مع الإشارة إلى حالة الجزائر
ينبغي لأي بيئة دولية (أي بلد) تريد التوافق مع البيئة الدولية والاندماج فيها أن تتوافر مقومات فيها، ولكي يتم العمل على توافق بيئة معينة مع المعايير المحاسبية الدولية ينبغي وجود مقومات لهذا التوافق من جهة وتوافر متطلبات في هذه البيئة تلبي هذه المقومات .
1- مقومات التطبيق : يقصد بمقومات التطبيق ما ينبغي القيام به من أجل تهيئة البيئة المحلية لتندمج في البيئة الدولية بدون أي صعوبات و تعارض، يمكن ذكر أهم هذه المقومات:
1-1- بيئة معولمة أو في طريقها إلى البيئة العالمية: ويعني هذا أن تتوافق البيئة المحلية مع صفات العولمة من حيث الإنضمام إلى المؤسسات الدولية، وفي مقدمتها منظمة العالمية للتجارة وشروطها و إتفاقياتها، مجلس معايير المحاسبة الدولية، منظمة البورصات العالمية و الإتحاد الدولي للمحاسبين و غيرها.
1-2- تكييف التشريعات والقوانين بما يتوافق مع المتطلبات الدولية: ينبغي إزالة أي تعارض أو عدم تطابق بين القوانيين والتشريعات المحلية مع المتطلبات الدولية بحيث يسهل تطبيقم معايير المحاسبة الدولية في مجالات الصناعة ، التجارة ، الخدمات والقطاع المالي .
1-3- البيئة الإقتصادية للبلد هي بيئة الإقتصاد الجزئي: أي بيئة الوحدات الإقتصادية (المؤسسات)، وهنا يتراجع دور الدولة إلى كونه دورا تنظيميا وتنسيقيا وليس دورا مسيطرا أو مالكا.وقد تبنت الجزائر نظام إقتصاد السوق منذ 1988 غير أن دور الدولة لازال قائدا ومسيطرا مؤثرا في مجرى الحياة الإقتصادية في الجزائر، فليس للمؤسسات الحرية الكبيرة في إختياراتهاوتصرفاتها وذلك لإعتبارات سياسية و إجتماعية.إضافة إلى ذلك، فإن الإقتصاد الجزائري هو إقتصاد مضاربة وليس إقتصاد السوق الحقيقي، الذي يفرز قيما سوقية حقيقية وليست ناتجة عن المضاربة؛ كما يحصل في سوق العقارات.ومن ثم فلا يمكن الإعتماد عليه في معرفة القيم العادلة لهذه العقارات ، ولا ننسى أن معايير المحاسبة الدولية تفضل التقييم بالقيمة العادلة.
1-4- ا لتكييف الفني والنفسي لمواطني البلد: والمقصود بالتكييف الفني هو إستخدام التقنيات الحديثة في مجال العمل بطرق كفأة وإمكانيات جيدة أما التكييف النفسي فيقصد به تقبل مواطني البلد لثقافة العولمة وتوجهاتها.
2- متطلبات التطبيق :
تشكل متطلبات التطبيق الجانب العملي من أجل تحقيق الهدف من إندماج البيئة المحلية باليئة الدولية ، ويقصد بمتطلبات التطبيق هو ما ينبغي على المنظمات المهنية والهيئات المهتمة بالمحاسبة والشركات و الجامعات ومراكز التكوين المهني وغيرها أن تقوم به من أجل تطبيق المعايير المحاسبية الدولية وما يرتبط بها بشكل كفء وسليم.
وعليه فإن متطلبات التطبيق تتمثل – أساسا- فيما يلي :
2- 1- التأهيل العلمي والعملي : المحاسب هو المعني بالدرجة الأولى بتطبيق معاير المحاسبة الدولية ، لذلك لا بد من تأهيله علميا وعمليا ليكون قادرا على تطبيق المعايير المحاسبية الدولية بشكلها الصحيح ، في عالم سريع التغير ويدار العمل عالميا عبر التجارة الإلكترونية، فالمحاسب اليوم أصبح مطالبا بمهارات واسعة في ميادين معينة مثل البنوك و شركات التأمين و صناديق التقاعد والضرائب و تكنولوجيا المعلومات "فأرباب العمل يريدون من المحاسبين إمتلاك القدرة التفكيرية اللازمة للعمل ، ويرون أن يكونوا منتجين بأن يفسروا ويقدموا النصح وليس فقط الإقتصار على تقديم المعلومة ... ،و أكثر المحاسبين في الجزائرلا يتوفرون على الكفاءات والمهارات المطلوبة و ليس لهم دراية بهذه المعايير ، فضلا عن أن يفهموها ويطبقوها تطبيقا سليما، وهذا ليس خاص بالمحاسبين الجزائريين فقط بل هو حال المحاسبين في معظم دول العالم التي لم تطبق معايير المحاسبة الدولية وهذا يحتاج إلى مايلي :
***61558; عقد دورات تدريبية وورشات عمل للمحاسبين ومدققي الحسابات التي يكون موضوعها معايير المحاسبة الدولية والتي يشارك فيها مختصين أكاد***1740;ميين ومهنيين في المحاسبة و التدقيق. ولا بد من الإشارة إلى الدور الهام الذي يقوم به المصف الوطني للخبراء المحاسبين ومحافظي الحسابات والمحاسبين المعتمدين في عقد دورات تدريبية وتكوينية غير أنها قليلة ولا تتناول معايير المحاسبة الدولية بشمولية وبعمق حسب ما ذكره المشاركون فيها.
***61558; تضمين معايير المحاسبة والتدقيق الدولية في المسار التكويني للمدقيقين والمحاسبين المعتمدين من طرف المصف الوطني للخبراء المحاسبين ومحافظي الحسابات والمحاسبين المعتمدين، ولا بد لمن يحصل على شهادة من المصف أن يتحكم في هذه المعايير.
***61558; تطوير مناهج كليات العلوم الإقتصادية وعلوم التسيير في الجامعات والمعاهد ومراكز التكوين المهني لكي تتضمن تدريس معايير المحاسبة الدولية للطلبة خاصة تخصصي "محاسبة" و"مالية" إضافة إلى إعادة النظر في مقررات بعض المقاييس التي لها علاقة بالمحاسبة و المستوى الذي تدرس فيه؛ فعلى سبيل المثال مقياس" رياضيات مالية " لا يدرس تماما في تخصص مالية رغم أن طلاب هذا التخصص يفترض أنهم مؤهلون للعمل كمحاسبين أو مدققي حسابات ، وهذا المقياس ضروري جدا لتدريس معايير المحاسبة الدولية ( القيمة الحالية) .
2-2- الأنظمة والقوانين التي تفرض تطبيق معايير المحاسبة الدولية : يحتاج تطبيق معايير المحاسبة الدولية إلى أسس قانونية تستند إليها المؤسسات التي ستطبقها .
وتتلخص أهم الأسس فيما يلي :
***61558; التشريعات الضريبية : ينبغي أن تنص هذه التشريعات الضريبية المعمول بها على قبول تطبيق معايير المحاسبة الدولية و فرض تطبيقها والإلتزام بها في العمل المحاسبي لدى المؤسسات المعنية بتطبيق هذه المعايير .
وهذا مالا يتوفر إلى حد الآن في التشريعات الضريبية في الجزائر نظرا لتحفظ المديرية العامة للضرائب لتقييم الأصول بالقيمة العادلة la juste valeur لكونها ( حسب رأيهم) تهدد بتقلص الإيرادات الضريبية بشكل كبير، خاصة أن الإقتصاد الجزائري يشهد حالة التضخم.وعليه فإن مصالح الضرائب لا تعترف بطريقة حساب الإهتلاكات بغير الطريقة المقررة لديها ( حساب الإهتلاكات إنطلاقا من القيمة الأصلية التاريخية وبمعدلات إهتلاك مقننة) ، أضف إلى ذلك أنها لا تعترف بحساب الإهتلاكات التي لا تعود ملكيتها للمؤسسة وإنما تم إقتناءها في إطار قرض الإيجار Crédit bail .
***61558; القانون التجاري : ينبغي أن ينسجم القانون التجاري مع معايير المحاسبة الدولية ولا يتعارض معها ،فإذا أخذنا كمثال ، فالقانون التجاري الجزائري ما زال يعتبر أن أي مؤسسة فقدت ثلاثة أرباع (3/4) من رأس المال أنها في حالة إفلاس ويجب تصفيتها ، في حين معايير المحاسبة الدولية تعتبر أن رأس المال مجرد قيمة هامشية Résiduel ناتج عن الفرق بين قيمة الأصول والخصوم وهذا الفرق يتغير من وقت لآخر، فالأهم أن لاتقع المؤسسة في خطر العجزعن التسديد وبإمكانها مزاولة نشاطها بشكل عادي ولو إستهلكت رأس مالها الإجتماعي .
***61558; القانون والنصوص المنظمة للعمل المحاسبي : ينبغي أن ينص القانون المحدد للإطار النظري للمحاسبة في أي بلد يريد تطبيق معايير المحاسبة الدولية على أن هذا الإطار النظري يتوافق مع ما هو مقرر حسب هذه المعايير، ومن ثم يصبح تطبيق معايير المحاسبة الدولية ممكنا من الناحية العملية لوجود مرجعية نظرية معلومة ، وما مدونة الحسابات و آليات عملها (النصوص التنظيمية) إلا تطبيق لهذه المعايير. بالنسبة للجزائر، فإن القانون رقم 07/11 الصادر بتاريخ 25 نوفمبر 2007 المتضمن النظام المحاسبي المالي لا ينص صراحة على تبني معايير المحاسبة الدولية وإنما تم إعتماد هذه المعايير ضمنيا فقط حيث أن هذا النظام في معظم مضمونه يتطابق مع المعايير المحاسبية الدوليةIFRS/ IAS، كما هو واضح بقراءة بسيطة لهذا القانون أو مشروع النظام المحاسبي والمالي( مدونة الحسابات).
ويمكن أن يفسر هذا التصرف برغبة الجزائر إ عطاء وقت إضافي لنفسها لكي تتأقلم البيئة الجزائرية وتهيء نفسها أحسن مما هي عليه اليوم، ما دام لديها نصيب من الوقت لازال متاحا ، وهذا نظرا لعدة تواريخ مهمة قد تُفرض على الجزائر في المستقبل غير البعيد تبني معايير المحاسبة الدولية ، نذكر منها خصوصا: إنضمامها للمنظمة العالمية للتجارة OMC، ولو صرحت بذلك لأصبحت ملزمة بالتطبيق الفوري لهذه المعايير كلية، و أضحت المؤسسات الجزائرية تحت رقابة مجلس معايير المحاسبة الدولية وهذا ما يؤثر سلبا على الإقتصاد الوطني كون أن هذه البيئة الجزائرية بصفة عامة والمؤسسات بصفة خاصة غير مؤهلة لخوض هذه التجربة الجديدة والعالمية.
***61558; القانون المنظم لسوق الأوراق المالية : ينبغي أن ينص القانون المنظم لسوق الأوراق المالية على وجوب إلتزام الشركات الخاضعة لهيئة مراقبة سوق الأوراق المالية بمعايير المحاسبة الدولية إعداد قوائمها المالية المنشورة ، كما حصل في أوروبا وفي بعض البلدان العربية(سوريا ، الأردن ، مصر،البحرين ، الكويت،...)، خاصة إذا كان تطبيق معايير المحاسبة الدولية غير معمم على كل المؤسسات .بالنسبة للجزائر، تخضع كل المؤسسات للقانون المحاسبي والنصوص المنظمة للعمل المحاسبي، ومن ثم فلا ينص القانون المنظم لسوق الأوراق المالية الحالي على وجوب تطبيق معايير المحاسبية الدولية، في ظل ضعف نشاط بورصة الجزائر منذ نشأتها.
2-3- دورالمؤسسات ومفتشيات الضرائب : سيتم تطبيق معايير المحاسبة الدولية في المؤسسات، وبالتالي يجب عليها تعديل أنظمتها الداخلية ونظامها المالي والمحاسبي بما يتوافق مع متطلبات تطبيق المعايير المحاسبية الدولية. تتم المحاسبة في كثير من المؤسسات في الجزائر بإستخدام البرامج الحاسوبية، ولذلك يصبح لازما عليها تطوير البرامج المحاسبية الحاسوبية المعتمدة فيها، وإعتماد خطة لتدريب المحاسبين لديها لتستجيب لمتطلبات التطبيق السليم والكفأ لمعايير المحاسبة الدولية الذي يعتمد بالدرجة الأولى على كفاءة المحاسب في إختيار السياسات المحاسبية الملائمة والتوقيت الملائم وتقدير بعض القيم المحاسبية بإستعمال تقنيات كمية أو من خلال الحكم الشخصي للمحاسب . وما نلمسه –حاليا- هو ضعف درجة إهتمام أكثر المؤسسات الجزائرية بمعايير المحاسبة الدولية وهذا لا يفسر إلا بغياب الوعي المحاسبي لدى المسيريين و سيادة النظرة الضيقة للمحاسبة التي لاتعترف بأن هذه الأخيرة "نشاط خدمي له دور في خلق قيمة مضافة لمستعمل المعلومات المحاسبية بواسطة تحليل وتفسير المعلومات وإسداء النصح حول طرق العمل المناسبة".
نلفت الإنتباه إلى ضعف تصميم وفعالية نظام محاسبة التكاليف الحقيقية و التقديرية ومختلف نظم المعلومات الأخرى لدى الكثير من المؤسسات الجزائرية ولايخفى علينا أهمية ذلك في التطبيق الفعال لمعايير المحاسبة الدولية. تعتبر مفتشيات الضرائب أحد أهم الأطراف ذات العلاقة المباشرة في تطبيق معايير المحاسبة الدولية من خلال دورها في بسط الرقابة الجبائية ( الفحص المحاسبي) على المؤسسات المطبقة لهذه المعايير، وعليه فهي مدعوة لتكوين مفتشيين لهم دراية بطبيعة العمل المحاسبي في ظل معايير المحاسبة الدولية، وهذا ما لم تقم به (حتى الآن) المديرية العامة للضرائب نظرا لموقفها المتحفظ من تطبيق النظام المحاسبي المالي الجديد.
2-4- دور الإعلام : للإعلام الدور الهام في توضيح حقيقة معايير المحاسبة الدولية ونشر التحقيقات والدراسات لكي لايساء فهم المعايير المحاسبية الدولية والمقصود منها وعدم الخلط مع أية معايير أو مفاهيم أخرى . فالمستثمر الحالي أو المحتمل ليس بالضرورة أن يكون على دراية علمية بالمعايير ، ولكن على الأقل يجب أن يكون على علم بمفهومها والغاية منها وآثار تطبيقها في الشركة التي يوظف أمواله فيها .
ولا شك أن هذا الدور شبه غائب في الجزائر، فليس هناك إهتمام إعلامي بهذا الموضوع من كل وسائل الإعلام ، بإستثاء تناول الموضوع في شكل خبر (تقرير عن ملتقى أو يوم دراسي....إلخ تم في جامعة أو في فندق)، من دون فسح المجال للمختصين لتوضيح أهمية معايير المحاسبة الدولية من خلال تقديم التحاليل والنقاش حول النظام المحاسبي والمالي الجديد.
المطلب الثالث : أهمية تطبيق النظام المحاسبي المالي الجديد على المؤسسات الجزائرية.
يتوقع أن تكون هناك آثارا إيجابية على المؤسسات عند تحولها إلى تطبيق النظام المحاسبي المالي، والتي ترتكز في العموم حول العناصر التالية:
***61692; يسهل مراقبة الحسابات التي تعتمد في إطاره على مفاهيم وقواعد محددة بدقة ووضوح، ويزيد من الشفافية حول وضعية المؤسسات، مما يساهم في إتخاذ قرارات صحيحة من الأطراف المتعاملة معها، وعلى رأسها المستثمرون.
***61692; يشكل فرصة للمؤسسات من أجل تحسين نوعية علاقاتها وإتصالاتها مع الأطراف المتعاملة معها والتي تستفيد من قوائمها المالية.
***61692; النظام المحاسبي المالي يجلب الشفافية للمعلومات المحاسبية والمالية المنشورة في الحسابات والقوائم المالية، ويزيد من مصداقيتها والوثوق بها أمام المستعملين للمعلومة على المستويين الوطني والدولي، ويكون كضمان يساهم في تعزيز ثقتهم بالمؤسسة، على إعتبار أن القوائم المالية المنشورة تم إعدادها وفق ا لمبادئ ومعايير محاسبية معترف بها عالميا.
***61692; يقترح النظام المحاسبي المالي حلولا تقنية للتسجيل المحاسبي للعمليات غير المعالجة في المخطط الوطني للمحاسبة، منها عمليات القرض الإيجاري، ويسمح بالإنتقال من محاسبة الذمة إلى المحاسبة المالية، بتغليبه للحقيقة الإقتصادية على المظهر القانوني عند تسجيل التعاملات التي تقوم بهاالمؤسسة.
***61692; يمكنّ من إجراء أفضل مقارنة في الزمن لنفس المؤسسة، وفي نفس الوقت بين المؤسسات وطن***1740; أودوليا، حول الوضعيات الماية والأداء، وسهولة قراءة وفهم المعلومات المالية الموجهة لمستعملي المعلومة من داخل الجزائر و خارجها .
***61692; يتوافق مع الوسائل والبرامج المعلوماتية التي تسمح بتسجسيل البيانات المحاسبية وإعداد القوائم المالية وعرض وثائق التسيير حسب النشاط بأقل جهد وتكلفة، خاصة مع وجود دول متطورة سبقت الجزائر في تطب***1740;ق المعايير الدولية للمحاسبة والمعلومة المالية،وتتوفر على أنظمة معلومات محاسبية متطورة متوافقة مع هذه المعايير، ويمكن الإستفادة من تجاربها.
***61692; يساعد المؤسسات الجزائرية من جانب التمويل، من خلال إجبارها على تقديم معلومات تهم المستثمرين، بما يفيدها في الإعتماد على مصادر أخرى إضافة للتمويل، خاصة بالنسبة للمؤسسات التي لها إستراتيجيات للاستثمار في خارج الجزائر، بتقديمهاا المعلومة المالية المطلوبة والمساعدة لأصحاب الأموال الراغبين في الإستثمار.
***61692; تستفيد الشركات المتعددة الجنسيات التي تنشط في دول متعددة من تكييف البيئة المحاسبية في الجزائر مع البية المحاسبية الدولية.
***61692; يأتي النظام المحاسبي المالي الجديد لسد الثغرات السابقة، بوضع أدوات ملائمة لجميع المعطيات وتحليلها بشكل يرسخ التسيير الشفاف للمؤسسات الخاضعة للنظام التجاري، تلك الأدوات معتمدة دوليا وستفضح كل المخالفات والإختلاسات ومحاولات الفساد.
المبحث الثالث : أثر النظام المالي المحاسبي الجديد على المؤسسات الإقتصادية الجزائرية .

المطلب الأول : إسقاط النظام المالي المحاسبي الجديد على المؤسسات الإقتصادية الجزائرية .
سوف نهتم في الآتي ، بتحليل العلاقة القائمة بين النظام المحاسبي المالي الجديد و الشركة الموجه لها ، وإقتراح على مجلس المحاسبة الوطني بتطبيق النظام المرجعي الجديد وتطبيق هذا النظام المرجعي الجزائري الجديد يجب أن يكون وفق تحليل من خلال ثلاثة مستويات هي :
• المستوى الأول : المؤسسات الكبيرة ؛G.E
• المستوى الثاني : المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ؛ P.M.E
• المستوى الثالث : المؤسسات الصغيرة جدا ؛ T.P.E
وبإنتظار الهيكلة الجديدة للمديرية العامة للضرائب DGI وبدء تشغيل مديرية المؤسسات الكبيرة DGE منذ عام 2008 ،وبغرض أن الشركات المعنية بـ D.G.E هي نفسها المعنية بالإلتزام بتطبيق النظام المالي المحاسبي الجديد عند وضعه في حيز التنفيذ وفي وقت لاحق (خلال سنتين أو ثلاث سنوات) بالنسبة للمؤسسات الأخرى.T.P.E-P.M.E
ووفقا ل الـ LASSOUG KAMEL الـ DGE تخص جميع الشركات الأجنبية والشركات الجزائرية التي يتجاوز رقم أعمالها 200000000 دج ،ولكل شركات البترول و المعاملات البترولية وكذلك كل فروعها .
ومن المقترح أيضا أن سنة 2009 هي أكثر ملائمة لتطبيق هذا الإطار المرجعي الجديد للشركات المعنية بـ DGE وعام 2010 لجميع الشركات الأخرى الناشطة في الجزائر .
تطبيق القانون الجديد للنظام المالي المحاسبي يجب أن يسبقها تدريب المتخصصين في المحاسبة ،الخبراء والمستخدمين لمختلف المعايير الجديدة حيث على وزارة المالية المبادرة بخطة عمل للمجلس الوطني للمحاسبة في شكل ندوات دراسية .

المطلب الثاني : الرهانات والآثار المنتظرة على المؤسسات الجزائرية .
الرهانات وآثار الإنتقال إلى المعايير المحاسبية IAS/IFRS حددها CNC من أجل الإستجابة إلى الأهداف التالية :
***61692; ضمان وتسهيل قابلية مقارنة الحسابات من أجل تشغيل أفضل للأسواق .
***61692; حماية المستثمرين و الحفاظ على ثقة ىالأسواق المالية .
***61692; تعزيز القدرة التنافسية لأسواقرأس المال ،وتطوير العمليات عبر الحدود .
***61692; ضمان أفضل تجانس لإتاحة المزيد من فعالية الحيطة والحذر ومراقبة تطبيق إلتزامات الشركات فيما يتعلق بالمعلومات المالية .
***61692; تركيز إهتمام أكثر على تحليل الآداءات (التدفقات النقدية) والجوانب الإستراتيجية .
1- الرهانات : الرهانات الكبرى تتعلق أساسا بمحورين كبيرين هما :
أ‌- نظام المعلومات المالية ؛
ب‌- الإبلاغات المالية ؛
و لذلك فعلى :
***61473; المعلومات المالية للمؤسسات الجزائرية أن تتغير جذريا أو تتكيف مع المعطيات الجديدة، ولتكون ذات أداء لابد من :
***61509; إعادة النظر في تنظيم إنتاج البيانات المالية وتقريب عناصر التسيير والتقارير الداخلية للبيانات المالية التقليدية .
***61509; إعادة تقييم الوظيفة المحاسبية .
***61509; تغيير البرامج المحاسبية .
***61473; إبلاغ المعلومات المالية يجب إعادة النظر فيه وفقا للمتطلبات الجديدة الناتجة عن المعايير IAS/IFRS وذلك من أجل الحصول على :
***61509; البيانات المالية الختامية ؛
***61509; المعلومات القطاعية النوع ؛
***61509; تحسين مواعيد إعداد وتيرة الإبلاغ المالي ؛
***61509; ملاحق مفصلة وذات نوعية ؛
***61509; تكييف أنظمة تسيير وتنظيم المؤسسة ؛
2- الآثار :
الآثار العملية على المؤسسات عديدة من بينها :
***61558; تقييم تكلفة التحول إلى المعايير IAS/IFRS لأن هذا الأخير لن يتم دون حد أدنى من التكلفة .
***61558; إنشاء موقع واسع لتكوين خبراء في مهنة المحاسبة .
***61558; ضرورة وضع التحكيم المحاسبي ،لأن المعايير بصورة عامة تقوم على مبادئ الواقع الإقتصادي للعملية ،هذا الذي لا يستجيب دائما مع الإعتبارات التجارية أو الجبائية على سبيل المثال، المصطلحات والقواعد العامة للعمل الموضحة في القاعدة العامة ،وتكييف هذه المصطلحات يجب أن يكون مصحوبا بتفسيرات وتعاريف وقواعد العمل ،هذا بالإضافة تسمية الحسابات وعرض نظام عمل كل حساب في رقمين .
المطلب الثالث : نتائج تطبيق النظام المالي المحاسبي الجديد على المؤسسات الإقتصادية الجزائرية .
على الرغم من المشاكل و المعوقات النتظرة الناتجة عن تطبيق النظام المحاسبي المالي الجديد ،إلا أن المرور من المخطط المحاسبي الوطني إلى المعايير المحاسبية الدولية لديه إنعكاسات إيجابية كبيرة في مجالات متعددة منها :
***61692; النظام المالي المحاسبي الجديد يقترح الحلول التقنية للتسجيل المحاسبي للعمليات أو المعاملات التي لم يتم معالجتها من طرف مصداقية المؤسسات .
***61692; كما أنه سيجلب المزيد من الثقة والشفافية في التقارير المالية و المعلومات التي تنقلها والتي من شأنها أن تعزز مصداقية المؤسسات .
***61692; وسيشكل أفضل قابلية للمقارنة بمرور الوقت ،وكذا في مجال الوضعية المالية .
***61692; وسيشكل فرصة للشركات لتحسين تنظيمها الداخلي ونوعية إتصالاتها مع ملتقى المعلومات المالية .
***61692; سوف يشجع على الإستثمار بفضل وضوح الحسابات وإمكانية قراءتها من المحللين الماليين والمستثمرين .
***61692; وكذلك سوف يدعم إقامة سوق مالي مع ضمان سيولة رؤوس الأموال .
***61692; هذا الأخير سيحسن من محفضة البنوك بفعل إنتاج المؤسسات لوضعيات أكثر شفافية .
***61692; وسيسهل مراقبة الحسابات التي سوف تقوم من الآن فصاعدا على مفاهيم وقواعد محددة بوضوح .
***61692; التطبيق للمعايير المحاسبية الدولية من طرف المؤسسات نيؤدي حتما إلى أحسن شفافية في الحسابات وهي تدابير السلامة المالية التي تشارك في ترسيخ (أو إعادة ترسيخ) الثقة .




لا تنسونا بالدعــــــــــــــاء

عروبة20
2010-12-11, 22:15
اسم العضو :.عروبة20
الطلب :.التعليم التحضيري و أثره على المسار الدراسي للمتعلم - الطور الإبتدائي
المستوى :.3 جامعي تخصص علوم التربية
أجل التسليم. مذكرة تخرج

محب بلاده
2010-12-11, 22:55
الحياة المدرسيّة بالمدارس الابتدائيّة - ò‡¾a@ñbî¨a @ @ òČîöa ... (http://www.google.dz/url?sa=t&source=web&cd=10&ved=0CCoQFjAJ&url=http%3A%2F%2Fwww.reference.education.gov.tn%2F 2009-12-12%2Fguide_vie_scolaire2009.pdf&rct=j&q=filetype%3Apdf%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84% D9%8A%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AD%D8%B6%D9%8A %D8%B1%D9%8A%20%D9%88%20%D8%A3%D8%AB%D8%B1%D9%87%2 0%D8%B9%D9%84%D9%89%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8% A7%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%B3%D9 %8A%20%D9%84%D9%84%D9%85%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%85&ei=DfMDTZjiLsKDOr3vxKYB&usg=AFQjCNHQdPUot7gOZt0CLqYPjWo6jnPXKA&cad=rja)

محب بلاده
2010-12-11, 22:57
ارجوا ان اكون قد افدتك

محب بلاده
2010-12-11, 23:08
مداخلة حول تقنيات التنشيط
لقد أقر علماء التربية مع مطلع القرن العشرين تربية مغايرة،أطلقوا عليها التربية الجديدة ، أو الحديثة. وقد حدد فريني جدتها ، وحداثتها في أمرين هامين هما:
1- أن المدرسة اليوم محيط للنشاط والحرية يقوم على التجمع المدرسي الحر.
2- أن التعليم يرتكز على نشاط التلميذ ، لأن هذا الأخير هو الذي يحدد مجال التعليم.
وفي أقسامنا نجد أن المدرس ما زال تقليديا في أسلوبه التعليمي.إذ يعتبر نفسه هو محور المعرفة ، ومصدرها. وكل مدرس في قسمه له منهاجه الضمني. ولكن تنقصه التقنيات الخاصة بتفعيل التنشيط التربوي ، أو ما يصطلح عليه بـ : بيداغوجيا التنشيط. خاصة وان المدرسة اليوم- وحتى المدرس- لم تعد المصدر الوحيد للمعرفة.ولم تعد مؤهلة للتنشئة الاجتماعية ، بعدما حدثت ثورة في العلوم ، والمعلوميات أو الإعلام. وأصبح العالم قرية صغيرة ، فزاحمت مؤسسات كثيرة المدرسة في أدوارها.
وبيداغوجيا التنشيط تكسب المتعلم مهارات عدة ، منها: التمكن من آليات الحوار ، والنقد ، والمواجهة ، والبحث.
ـــ ما معنى التنشيط ؟.
عندما نعود إلى معجم التربية نجده يعرف التنشيط بأنه:" هو مجموع العمليات ، وأشكال التدخل البيداغوجي التي يتم بها تسيير، وتوجيه ، وضبط التواصل بين أفراد ، أو تسيير مهام وأعمال يقومون بها."(1)
والتنشيط كذلك وضعية تواصل في مكان معين،وزمان محدد.وهو فعل يروم التكيف،أو معاودة التكيف.(2).وقد سجل Guy George في كتابه: (تكوين المعلمين) ص:27 ما يلي:"أن تنشط معناه أن تنفخ حياة وروحا في قسم دراسي تجسده جماعة تلاميذ يمكن أن تتحول إلى فريق عمل.(3)
من هنا نقول بأن التنشيط فعالية تتطلب في ممارسه مجموعة من المواصفات،من جملتها التوفر على استراتيجيات،أو آليات التنشيط،والوعي التام بأهدافه. هذا يدفعنا إلى التساؤل :
من هو المنشط ؟.
يعرفه بول فولكيي بأنه:" هو ذلك الذي ينفخ الحياة في ندوة ، أوفي عمل من أعمال جماعة ما.فيثير ، ويحفز ، ويوجه ، وينظم مبادرات المشاركين".(4)
إذن المنشط يجب أن يكون فاعلا ومتفاعلا مع المجموعة ، دون أن يهيمن عليها وأن يدفعها إلى العمل الجماعي وإلى أخذ المبادرة. وأن يعرف أن المتعلم شخص يريد شيئا ما وأنه شخص يعمل شيئا ما وأنه شخص يحصل على شيء ما. و المنشط الحقيقي هو الذي يدعو إلى تحدي ثقافة صمت المكبوتين وإلى تخطي نظام التأنيس والترويض. وهذا ما يفتقر إليه المدرس. لأنه لم يع بعد دور التنشيط في العملية التعليمية التعلمية. ولم يعرف أيضا أن التنشيط هو جزء من ديناميكية معرفية أوسع تهدف إلى الفهم ، والإفهام قصد شحذ الفكر ، وترقية الوجدان ، وتطوير الذوق ، وتقويم السلوك(5).وبث روح الخلق والإبداع.وتشجيع المبادرة والمنافسة داخل الجماعة وهو ما يدعوه إلى البحث عن ما يلائمه في فصله من تقنيات التنشيط
تقنيات التنشيط:
1 - تقنية فيليبس :
وتنسب إلى واضعها Donald Phillips ونموذجها:
- المدخل: الموضوع أو الحالة أو الأشكال.
- السيرورة : المواجهة المواجهة.
- النتيجة: جوانب السؤال- ترتيب الحاجيات- الحل.
نلاحظ من خلال هذا النموذج أن هناك أربع صور قابلة للإنجاز:
1- الموضوع: المواجهة- معرفة جوانب السؤال.
2- الموضوع: المواجهة- ترتيب الحاجيات.
3- الحالة- المواجهة- الحل.
4- الأشكال- المواجهة- الحل.
نستفيد من هذا أننا في الصورة الأولى والثانية نطرح موضوعا للبحث والنقاش.فنتعرف من خلال مواجهته على جوانب السؤال ، أو الأسئلة المثارة.ونقوم بترتيب الحاجيات.
وفي الصورة الثالثة والرابعة قد تكون عندنا حالة أو أشكال ، حيث يتم وضع خطة مشتركة داخل مجموعة لحل تلك الحالة ، أو الإشكال.
وتسير طريقة فيليبس وفق ما يلي:
- يكتب المدرس أو التلميذ القائد المشكلة موضوع المناقشة على السبورة ويسأل أعضاء الجماعة اقتراح العناصر الفرعية التي ينبغي أن تشملها المناقشة وتكتب هذه العناصر تحت الموضوع الأصلي.
- يطلب من تلاميذ الفصل أن ينقسموا إلى مجموعات من ستة أفراد ويجلس كل ثلاثة مواجهين للثلاثة الآخرين. ويطلب من كل مجموعة انتخاب أحد أعضائها ليقود المناقشة في الجماعة.وعضو آخر يكون المقرر ، يسجل العناصر الرئيسية لعرضها على الفصل كله.
- تبحث كل مجموعة عنصرا ويحدد وقت للمناقشة ، وليكن 5 دقائق مثلا ويسجل المقرر النقاط الأساسية في المناقشة.
- يعلن المدرس أو التلميذ القائد للمجموعة الكبيرة انتهاء الوقت المخصص لمناقشة العنصر. ويطلب تقرير من كل جماعة فرعية. وتكتب النقاط الأساسية على السبورة.
- يؤخذ كل عنصر فرعي بدوره ويعرض التقرير عنه ، وتبحث نقاطه الأساسية المدونة على السبورة.
- بعد عرض التقارير عن كل العناصر يجتمع مسجلو الجماعات الفرعية لصياغة تقرير عام. ويعرض على الفصل كله للمناقشة تمهيدا للموافقة النهائية.
2- تقنية اللجان :
يمكن أن يتضمن العمل الجماعي التعاوني نشاطا مصاحبا يتمثل في تشكيل لجان مختلفة لدراسة شاملة للجوانب المختلفة للموضوع أو المشكلة.
ويجوز أن يقوم المدرس بتعيين أعضاء هذه اللجان. كما يجوز أن يقترح تلاميذ الفصل تشكيلها ، أو يتطوع للانضمام إلى كل لجنة من يشاء من التلاميذ. وينبغي أن توزع العضوية بحيث تشمل جميع تلاميذ الفصل. كما ينبغي أن يعاد تشكيل اللجان بين آن وآخر أثناء أداء العمل منعا من تكوين تحزبات متعصبة. وبعد تشكيل اللجنة يعمد الأعضاء إلى توضيح العمل المطلوب منهم ووضع خطتهم في العمل على أساس تعاوني.
3- تقنية الندوات ( بانيل ) :
في هذه الطريقة تختار جماعة من التلاميذ(6 مثلا) موضوعا لدراسة خاصة. ويقوم كل عضو بدراسة جانب معين من الموضوع. وبعد الدراسة يعقد أعضاء الجماعة (وبينهم رئيس لهم) ندوة حول الموضوع أمام الفصل كله. وفيها يعرض كل عضو ملخصا للدراسة التي أعدها. وبعد أن ينتهي جميع الأعضاء من تقديم دراستهم ومناقشة الجوانب المختلفة ، يشترك الفصل جميعه في المناقشة.وفي النهاية يختتم رئيس الندوة المناقشة بعرض ملخص لما دار فيها.
4- تقنية المنتديات :
وفيها يقدم عدد قليل من التلاميذ(4مثلا) موجزا لوجهات نظر مختلفة حول موضوع ما.ويعقب ذلك أن يوجه كل واحد منهم الأسئلة لغيره. ثم يدعو الرئيس تلاميذ الفصل لتوجيه الأسئلة.ويوجه كل سؤال لمتحدث معين. وأخيرا يلخص الرئيس الآراء التي ذكرت تأييدا لكل وجهة نظر.
5- تقنية مناقشة الجماعة الصغيرة :
تقوم هذه التقنية على أساس تشكيل جماعات صغيرة ، عديدة في الفصل لدراسة أوجه مختلفة للمشكلة.وبينما تستفيد المناقشة- التي تقوم بها جماعات كبيرة- من التنوع داخل الجماعة ، حيث توجد وجهات نظر متنوعة تفيد في البحث الشامل للموضوع فإن أساس التجميع في الجماعة الصغيرة الحاجة المشتركة بين عدد قليل من التلاميذ لاكتساب كفاية عالية في مهارة معينة. ولهذا يجمعون معا ويعطون أعمالا تتضمن المران على هذه المهارة.
6- تقنية تمثيل المشكلات الاجتماعية : ( السوسيو دراما ) :
وفي هذه التقنية يصور التلاميذ سلوكهم إزاء موقف معين. وينبغي أن تكون المشكلة التي تمثل بسيطة نسبيا.والشخصيات الأساسية قليلة العدد. وتكون المشكلة مثيرة لاهتمام الفصل وتتبع الخطوات التالية:
- اختيار المشكلة موضوع التمثيل.
- اختيار التلاميذ المشتركين في تمثيل المشكلة.
- إعداد المشتركين في التمثيل.
- إعداد الفصل للمشاهدة.
- تمثيل المشكلة (10 دقائق).
- التعقيب على التمثيل:(مناقشة تلاميذ الفصل لاتجاهات الأشخاص واستجاباتهم ).
7- تقنية الأدوار :
وتشبه هذه الطريقة تمثيل المشكلات الاجتماعية ويعتمد التمثيل في هذه التقنية على التلقائية إلا أن الفرق بينهما وبين السوسيو دراما ، هو أن التلاميذ في الثانية يحاولون إيجاد حل للمشكلة. أما في تمثيل الأدوار فالتركيز ينصب على كيفية أداء المشتركين لأدوارهم.
8- تقنية الإثارة الزوبعة أو إثارة الذهن وقصفه ) Brainstorming :
تستخدم للبحث عن أفكار جديدة بشكل موحد لا يقبل التجزيء ولا يمكن أن تتكون إلا من قضية واحدة ولا يسمح فيها بنقد الأفكار أو تقويمها ومراحلها هي:
- يقدم المنشط القضية في عرض قصير واضح.
- يشرح التقنية المطلوبة من المشاركين.
- التعبير عن الأفكار.
- الاستماع.
- عدم إبداء أية ملاحظة أو نقد.
- تسجيل الأفكار وكتابتها أثناء العمل على ورقات منفصلة تم جردها وتبويبها قصد الاستثمار.
9- تقنية المحاكاة :
تتمثل هذه التقنية في حفز أفراد المجموعة على تقليد وضعية.وذلك بإعادة تشخيص عناصره الأساسية كإعادة تشخيص وضعية اجتماعية أو موقف تربوي.
والهدف من هذه التقنية: التدرب والتعود على مواجهة الصعوبات والمواقف الحرجة والسيطرة عليها.و ينحصر دور المنشط هنا في التدخل في طريقة السير والإنجاز فقط ويختار ملاحظين من بين المشاركين لتتبع المحاكاة ومدى تطابقها مع النموذج الأصل.
10- تقنية الحوار :
يعتبر الحوار من أبرز الأنشطة والأساليب التي تستخدم في أنشطة التعليم والتعلم ذلك أنه وسيلة فضلى لبث النشاط بين صفوف التلاميذ والتفاعل مع المدرس كما أنه ضمان لمشاركتهم في إنجاز خطة الدرس ويمكن اعتماد شبكة تورانس التي تربط بين الأسئلة الحوارية وبين الأهداف المقصودة وهي :
-1- أسئلة للإخبار: - التذكر: يكمل معطيات- يسترجع.
- التعرف: يختار وينتقي- يرتب.
2- أسئلة للتفكير: - التحليل: يؤول- يقارن.
- التركيب: يوحد وجهة النظر- يعيد تحديدا.
- أسئلة مفتوحة: يثير اختلاف وجهات النظر.
- أسئلة التقويم: يحس بالمشكلات- يميز بين الصواب والخطإ.
3- أسئلة تستفز العقل: - توضيح التفكير- الربط- بيان مواطن الخلل والثغرات- إدراك الظواهر بكيفية مخالفة- ملاحظة النتائج المتولدة عن شيء.
- أسئلة افتراضية.
- أسئلة للإصغاء.
- أسئلة للقراءة الواعية والذكية.
- أسئلة لإقامة علاقات جديدة.
كما يمكن اعتماد شبكة بتشيلدر. وتتضمن:
- أسئلة للمقارنة واختلاف الظواهر.
- أسئلة لاتخاذ قرار الاتفاق أو المعارضة.
- أسئلة لتطبيق معطيات جديدة.
- أسئلة لإقامة العلاقات.
- أسئلة لتقديم أمثلة أو التوضيح.
- أسئلة للنقد.
- أسئلة للمناقشة.
- أسئلة للبحث عن الخطوط العريضة لموضوع.
- أسئلة التعريف والتفسير.
11- تقنية الاستقصاء والبحث :
الاستقصاء والبحث من الأنشطة التي تمكن التلميذ من التفتح على المحيط واكتساب الخبرات التعليمية اعتمادا على جهده الخاص. وتعتبر هذه التقنية من وسائل اكتساب المعرفة عن طريق البحث عنها والاشتغال عليها وتطبيقها. ويستخدم الاستقصاء في خطة الدرس بعدة أساليب.منها :
- الاتصال بالمحيط الوثائقي.
- الاتصال بالمحيط البيئي والاجتماعي.(6)
12- دراسة الحالة :
الحالة وصف لوضعية ملموسة وواقعية في الحياة. إنها وضعية إشكالية تحدث في الحياة اليومية وتتطلب المشاركة الفعالة لـ 6 إلى 10 أشخاص في البحث عن حلول وتشخيصات أو قرارات. يجتمع المشاركون حول مشكل خاص ولكنه كامل وتقدم الحالة عموما مكتوبة إلى المشاركين ويدعى هؤلاء إلى تعرفها في أدق تفاصيلها خلال 5 أو15 دقيقة. أثناء المرحلة الثانية(من30 إلى 60 دق) يتم جمع الانطباعات ووجهات النظر والآراء بدون ترتيب وهكذا يتعلق الأمر بما يلي :
- تحليل الوضعية (استخراج مكونات المشكل).
- إبراز عقدة المشكل(طرح المشكل المحوري في الوضعية).
- مناقشة المشكل في مختلف مظاهره مما يتيح للجميع فهم الوضعية في كليتها.
- دراسة مختلف الحلول المعروضة مع الأخذ بالاعتبار النتائج المترتبة عنها.
- الاحتفاظ أخيرا بالحل أو بالحلول الأكثر نجاعة والأكثر قابلية للتحقق في الزمان والمكان.(7)
13- تقنية بابسا : Papsa :
طريقة من طرائق التنشيط تقوم على خمسة مبادئ.وهي:
- الإدراك Perception تميز مشكل داخل وضعية معينة.
- التحليلAnalyse تحليل الوضعية المشكل وبيان خصائصها وبنيتها.
- الإنتاج Production إنتاج أفكار وإثارة الذهن قصد التعبير والإبداع.
- الانتقاء Sélection انتقاء الأفكار المنتجة واختيار ما هو ملائم منها.
- التطبيق Application تنفيذ ما تم اختياره من أفكار.
وهدفها فتح المجال للتعبير عن الأفكار الابتكارية دون خنقها.وتقوم على مراوحة بين الإنتاج المتفرع والإنتاج المتجمع. وفي الإنتاج الأول يكون المجال مفتوحا لإنتاج أكبر قدر ممكن من الأفكار الجديدة دون نقد أو حكم،أو مراقبة.أما في الإنتاج الثاني فإن الأفكار المقترحة تغربل وتناقش لاختيار ما يكون منها قابلا للتطبيق.(8)
بعد هدا العرض المجمل لهذه التقنيات التنشيطية ، يبقى لنا الوقوف والتعرف على أن تطبيق تقنيات التنشيط في فصولنا يمكن أن يتعثر بسبب بعض العوائق التي يمكن أن نحصرها فيما يلي :
الحواجز الذاتية :
وهي التي يكون مصدرها المعلم نفسه. ويحدث ذلك عندما تنعدم مميزات التواصل الجيد التي منه
 الصوت من حيث شدته وقوته
 النطق السليم من حيث التلفظ ومراعاة مخارج الحروف
 وضوح الخطاب وشموليته
 الإيجاز غير المخل بالمعنى
 صحة المعلومات وتداوليتها عند أغلبية أفراد المجموعة
 مصداقية الخطاب.
الحواجز الموضوعية :
وهي التي ترتبط بالمجال، ومنها :
 المكان الذي يحدث فيه التعلم. فكلما كان الفضاء غير مريح نفسيا وجسميا... كلما كان التواصل دون المستوى المرغوب فيه، وانعدم أثره الايجابي
 طرح الموضوع في توقيت غير مناسب
 عدم ملائمة الموضوع لحاجات وانتظارات المتعلمين.
 العلاقة التواصلية مع المتعلمين منعدمة لسبب أو لآخر ( عوامل خارجية )



ويمكن تجاوز البعض من العراقيل بإدراك المنشط لمهامه والتي يمكن أن نحصرها في ما يلي :
مهام المنشط :
1. الاستقبال (accueil): وضع الأمور في أماكنها:
 تحديد الأهداف
 تحديد الادوار.
 تقديم الموضوع (présentation du thème): التأكد من أن الجميع فهم الموضوع.
 التحديد الدقيق للموضوع
 بناء الموضوع في صورة تجعله في مستوى المتعلمين
 التناسب بين الموضوع ووقت الإنجاز.
2. العمل على الإثارة والدفع إلى العمل (motivation): على كل مشارك أن يساهم. ولكي يتحقق هذا الهدف فإن المنشط مدعو لخلق ظروف المشاركة ومنها :
 الاهتمام بحاجات ورغبات المشاركين (جعلهم يحسون أن الموضوع يشبع حاجاتهم وذلك بالعمل على ربطه باهتماماتهم ).
 إثارة تفكيرهم
 الديمقراطية ( اعتبار جميع المشاركين متساوين )
 قبول كل الأفكار والعمل على تقويمها
 تشجيع التواصل الجماعي
 المساعدة على توضيح الأفكار التي تبدو غامضة.
3. بناء تصميم لمناقشة الموضوع (établir un plan):
 تمكين المشاركين من التحليل الموضوعي
 تمكينهم من طرح كل المشكلات
 مساعدتهم على تحليل ومناقشة كل المواقف والأفكار المسبقة
 تمكينهم من اتخاذ القرار المناسب.

4. معرفة تدبير حصة التنشيط (Savoir animer):
 الإنصات
 إعادة التذكير بالموضوع كلما دعت الضرورة
 التقيد بالموضوع وعدم الخروج عنه،
 معالجة المشاكل غير المتوقعة أو تأجيل ذلك إلى وقت مناسب
 الموضوعية
 الضبط
 الحذر واليقظة
 الحسم واتخاذ القرارات
 منع وتوقيف التدخلات الهدامة
 إسكات المهدار (الثرثار) دون التأثير على سير العمل
 تحريك غير الراغبين في الكلام
 منع تكوين جماعات ضيقة داخل المجموعة (انقسام المجموعة)
 تلخيص المداخلات وإعادة صياغتها وتبويبها.


الهوامش
1- معجم علوم التربية ، سلسلة علوم التربية ، 9- 10، منشورات عالم التربية ، مطبعة النجاح الجديدة ، الدارالبيضاء ، ط2 ، 1998، ص:20.
2- التنشيط والتواصل داخل الجماعة ، تنشيط الجماعات ، مجلة سيكو تربوية ،ع1- 1999، ص:66.
3-Guy,(George): La formation des maîtres ,ed ,E.S.F,Paris,p: 27
4- Paul,Foulquié ; de la langue pédagogique P.U.F.1971,p:25 Dictionnaire
5- العمل التنشيطي داخل المؤسسة التعليمية - حلول تربوية.ع 9.
6- د. ريان،(فكري حسن)،التدريس،عالم الكتب،القاهرة،ط3،1984، ص:311.

محب بلاده
2010-12-11, 23:11
وهذه





القصةأساس التعليم التحضيري

أهداف القصة : و للقصة أثر بالغ في تكوين شخصية الطفل من مختلف جوانبها ، و نخص بالذكر القصة المسموعة ، لأنها يسهل التحكم فيها من طرف القائم بمهمة التربية . و يمكن بها أن تتحقق عدة أهداف دون عناء ، نذكر منها أساسا :

· إغناء الرصيد اللغوي للطفل ؛

· و تمتيع و تسلية الطفل مع تقوية خياله ؛

· و تقويم سلوكات الطفل بإكسابه سلوكات معينة تظهرها أو تضمرها القصة تتسرب إلى نفسه دونما حاجة إلى إجباره على حفظ ملخصات لحِكم أخلاقية مجتثة ، عكس القصص حيث إن الحِكم يجسدها واقع مقنع يمكن تتبع تفاصيله .

اختيار القصة : قبل إلقاء القصة على التلاميذ ، لا بد أولا من اختيار القصة المناسبة ، و من بين الأمور الواجب مراعاتها في هذا الاختيار :

· أن ترمي القصة إلى فوائد أخلاقية و أدبية و علمية مقصودة و هادفة ، و ليس قصصا عبثية سخيفة ( أنظر مثلا عبثية العديد من الرسوم المتحركة الحديثة حيث الشكل البراق المثير و المضمون الهزيل المجنون ) ؛

· و أن تكون ممتعة ، و لما لا مضحكة أحيانا حسب الحاجة ، فالنفس تميل إلى الحزن و السآمة من الرتابة ، و خاصة من أجواء الأقسام الصارمة ؛

· و أن يكون للقصة هدف و مغزى بسيط يسهل إدراكه حسب قدرات الطفل ؛

· و أن تكون القصة متماسكة البناء لشد انتباه الطفل حتى نهايتها ؛

· و مراعاة سن الطفل ، فكل مرحلة عمرية لها القصص التي تستهويها ، كما يجب تجنب القصص المعقدة المتشابكة الأحداث ، و خاصة في المراحل الأولى .

إلقاء القصة : مرحلة إلقاء القصة مرحلة مهمة جدا و حاسمة ، يجب إذن على المربي أن يكون مستعدا لها استعدادا كافيا ؛ إنه مطالب بالتفنن لشد انتباه الأطفال و جعلهم يستمتعون و يستفيدون في آن واحد . و نقترح إتباع الخطوات التالية :

· البحث عن القصص المناسبة كيفما كانت مصادرها تراثية أم حديثة ، شفهية أم مكتوبة ؛ ثم استيعابها مع مرونة التصرف فيها بالحذف أو الإضافة أو التغيير حسب الفائدة التي يراها المربي ( و هذه إحدى نقط قوة هذا النوع من الحكي ) كما أنه ليس ملزما بحرفية النص فيما يتعلق باللغة ؛

· و تخصيص حيز زمني أسبوعي أو أكثر حسب المستطاع يضاف إلى الحصص الرسمية ، و يستحسن أن تكون آخر حصة ؛

· و أن يروي المربي القصة دون اللجوء إلى القراءة المباشرة ليمكن نفسه من حرية الحركة و توظيف جميع أعضاء الجسم و نبرات الصوت و تقاسيم الوجه و جميع أساليب فن التمثيل في عملية الحكي ، مع استعمال كل أساليب التشويق و الإثارة الممكنة لشد الانتباه و جعل الأطفال يتفاعلون مع مجريات الأحداث بأفراحها و أحزانها و لحظاتها الخطيرة ..، و نهايتها السعيدة ؛

· و أن تروى القصة بلغة عربية فصيحة فقط دون التخوف من عدم الفهم أو عدم تجاوب الأطفال معه ، فأساليب التمثيل و الإشارات التي سبق ذكرها هي معجم اللغة الذي سيستعينون به لفك رموز اللغة ( مع إمكانية توظيف السبورة للرسم ) ، بل إنهم سيجدون متعة إضافية عندما يجدون أنفسهم في مواجهة ألغاز ( اللغة ) يحاولون حلها ؛ جرب فقط و راقب وجوه الأطفال عندما تشرق فرحا بفك الرموز التي استعصت على أفهامهم ؛

· و يمكن في الأخير طرح بعض الأسئلة عن بعض أحداث القصة و عن العبر المستفادة حتى يستطيع المربي تقويم أدائه ؛

· و يعزز المربي نشاطه التربوي بتعويد أطفاله على عادة المطالعة بتوزيع القصص عليهم أسبوعيا و تكليفهم بقراءتها ثُم انتداب عدد منهم لحكيها على زملائهم شفاهة بشكل تلقائي ، و تحفيزهم على التنافس في ذلك .

محب بلاده
2010-12-11, 23:15
وهذه


أنشطة التربية التحضيريةٍ

أهمية التربية التحضيرية:

- إن للتربية التحضيرية في مدارسنا الابتدائية أهمية بالغة الأثر من حيث:

1)- أنها تضمن تجسيد مبدأ تكافؤ الفرص لجميع الأبناء و تحقق مفهوم تعميم التعليم انطلاقا من ديمقراطية التعليم التي أصبحت تدعم النتائج الحسنة للمردود التربوي وكذا الحد من الرسوب و التسرب المدرسي .

2)- لقد أثنيت الدراسات أن التكفل بالأطفال في مرحلة ما قبل السادسة له الأثر البيداغوجي على مسار تمدرس الأطفال ، و ذلك بفضل ما يضمنه التعليم التحضيري من رعاية واهتمام كامل .

3)- إشراك المدرسة للأسرة الجزائرية في تربية و توجيه و تعليم الأطفال قبل سن التمدرس بسبب ما أصبحت تعانيه الأسرة من تفكك و أخطا تأتيها من كل جانب مما جعلها تقف عاجزة عن أداء دورها المعهود .

4)- ولوج المرأة عالم الشغل والتحاقها بالرجل لمواجهة مشاغل الحياة المعقدة أدى ذلك إلى البحث عن بديل يكفل الطفل و يرعاه في غياب الأم عن البيت .

5)- رغبة الأولياء في تقديم الأفضل و الأحسن لأبنائهم لمواجهة العالم الجديد، دفع إلى ضرورة قيام مؤسسات تتكفل بالطفل .

تنظيم الفضاء التربوي في أقسام التربية التحضيرية:

ما هو فضاء القسم :
يعد القسم فضاء أساسيا في مؤسسات التربية التحضيرية ويتميز عن القسم العادي من حيث التنظيم و التحضير .........
يحتوي هذا الفضاء على أركان و ورشات منظمة بكيفية بيداغوجية و تربوية متسمة بالتشويق و الجمال بحيث يتم تنظيمها و تجديد وسائلها على أساس الحاجات النمائية لطفل التربية التحضيرية .
إن الطفل يقضي في القسم أطول وقت من اليوم، لذا يجب أن يجد فيه ما يستجيب لحاجاته النفسية و العقلية و التربوية و الاجتماعية، وهذا ما يحتم على المربي إعطاء تنظيم القسم أهمية خاصة .

أهم الحاجات التي ينبغي أن تتوفر لدى الطفل:

×الحاجة إلى المعرفة: كالملاحظة و التكرار، و التعلم و الاكتشاف (وهي ما وردت في مضمون المنهاج الخاص بالتعليم التحضيري ).

× الحاجة إلى النمو الجسمي و العقلي : فالنمو الجسمي يتطلب غذاء صحيا و دفئا تربويا ماديا و معنويا
(الهواء والشمس و الحركة و الراحة و اللعب، وكل ذلك يحتاج إلى تكفل جيد
ورعاية تامة .

× الحاجة إلى الحرية في التعبير: الطفل بطبعه حركي و حيوي يميل إلى النشاط و التعبير عن أفكاره وميوله ورغباته
يبقى على المعلم أن يحسن تبني و استغلال وتوجيه هذه الحركة من حركة عفوية ارتجالية إلى حركة منظمة و هادفة .

× الحاجة إلى التوجيه والإرشاد : الطفل في سن الخامسة يبدو قاصرا على أن ينجز أعماله كاملة ، وعليه فهو لا يملك القدر على التعلم الذاتي أو التعامل مع محيطه ، ولو تركت له الحرية في تنفيذ ما يخطر بباله لكانت هذه الحرية وبالا عليه فهو لا يعرف بين الحرية التي تدر على الفائدة وبين الحري التي تحطمه ...

×الحاجة إلى الطمأنينة و الأمن : الطفل يميل بغريزته إلى حب الاستكشاف و التطلع ، وحتى نحقق للطفل هذا السلوك
يجب أن نتيح له الفرصة الكافية ليزداد ثقة بالنفس وبهذا يبعد عن نفسه القلق و الخوف من العقاب ، ويبقى على المربي حسن النقد وإبداء الملاحظات الهادفة التي توجه سلوك الطفل و أفكاره ...

×الحاجة إلى الحب و العطف: كلما أحب الطفل معلمة كلما شعر بالثقة نحوه و الحب و العطف يغمره ، لأن براءة الطفل في هذا السن هي التي تغرس فيه الميل إلى الآخرين على أن ينتظر منهم بالمقابل حبهم و عطفهم و حنانهم .

×الحاجة إلى النجاح : كلما وضع الطفل في موضع ضعف أمام الآخرين ، شعر بالفشل و الاكتئاب وفقد
معنوياته ، و عليه فالمعلم من خلال فعله التربوي مطالب بإشعار الطفل بالنجاحات التي يحققها هذا الأخير سواء أكان ذلك داخل القسم أو خارجه ، لأن شعور الإنسان شكر الناس له متى حقق نجاحا ما يزيد ذلك من عزيمته و يدفعه إلى تحقيق نجاحات أخرى

×الحاجة إلى التقدير: الطفل مهما كان مستواه العقلي يشعره بالفرحة و النشوة الغامرة متى شعر و أحس بتقدير
الآخرين له خاصة من يحبهم و يحترمهم .
ومن ذلك أن المعلم متى عرف حاجات الطفل وعمل على توفير الجو للطفل من أجل أن يحققها كان بذلك قد أهدى له عبارات التقدير واحترام رأيه وفكره مما يزيده ثقة بالنفس ...

الإنتقال إلى قسم التربية التحضيرية :

يشعر الطفل بالعزلة و الانفرادية و الوحدة وهو ينتقل إلى قسم التربية التحضيرية لأول مرة وبفضل رعاية و تكفل المربي بهذا الطفل، يجعل من هذه العزلة خيرة جديدة وتجربة رائدة تمكنه من التفتح على العالم الآخر (عالم يختلف عن أسرته ومحيطه العائلي...)
فيبدأ في نسج علاقات جديدة تعطيه نمطا معيشيا خاصا و تكيفا إيجابيا مع المجتمع الخارجي .

أهم ما يميز استعدادات الطفل للدخول إلى القسم التحضيري:

القدرة على التنقل من المنزل إلى المدرسة .
القدرة إلى تكوين العلاقات الاجتماعية إلى حد ما .
نمو رصيده اللغوي و الذي يؤهله إلى فهم ما يقدم له .
الوصول إلى مستوى عقلي يؤهله لتقبل وفهم المواضيع المقدمة له و الإنتباه.
التمكن من الكلام أي أنه يستطيع أن يتكلم ويفهم ( يقول ما يفهم، ويفهم ما يقول ) .
التحكم في أعضاء جسمه و خاصة الحواس الخمسة .

منهاج التربية التحضيرية :
اهتم المنهاج الدراسي للتربية التحضيرية على ما يلي :
المقاربـة بالكفـاءات / التــدرج / إستراتيجية التعلـم الخاصة بالطفولــة ./ التـقويــــم
مستلزمات تنفيذ المنهاج ( الفضاءات، تنظيم القسم ، الأركان والورشات) .

ملاحظــــة:
التربية التحضيرية لا تستهدف تعلمات أساسية بعينها، وإنما تعلمات أولية عامة غير محددة على خلاف ما هو معمول به بالنسبة للتعلمات المدرسية (أي باقي المستويـات) .

أهمية الوسائل و الدعائم :
إن اعتماد الوسيلة كسند تربوي مدعم يمكن الأطفال من تجاوز الفكر التلقيني و الارتقاء إلى الفكر الموضوعي ....
" لا تترك أبدا الكلمة تحل محل الشيء "
إن الوسائل و الأدوات و الدعائم تعزز مكتسبات الطفل وأنشطته ، ولا يمكن لها أن تحقق أهدافها إلا إذا توفرت فيها جملة من الشروط :
أن تكون مثنية وقوية وجذابة ...
متعددة الاستعمالات .
أن تستجيب لحاجات لطفل التربية التحضيرية كحاجته للنشاط و الفضول و البناء و الإنتاج و الإبداع الشخصي .

ملاحظــــة: تطور ملاحظات الأطفال :
استجابة ، اندهاش، فضول، تأمل، تعامل واكتشاف . استنتاج وإنتاج ، إبداع شخصي .

توزيع الحجم الساعي على مجالات أنشطة التعلم:

راجع المنهاج و اتلوثيقة المرافقة و دليل الأنشطة
ملاحظــــة:
بالنسبة لجدول استعمال الزمن الأسبوعي : يبقى على المربية أو المربي مراعاة الحجم الساعي
للأنشطـة و جعلـه مرنا حيث يمكن تكييفـه حسب مدة كـل حصة أو نشـاط بحيث
لا يتجـاوز الحجم السـاعي للنشاط (مهما كان نوعه) 30 دقيقة كحد أقصى .
و لا يعتبر الجدول إلى نموذجـا مؤقتا يمكن إعـادة تكيفه من فصل لآخر حسب الحــاجـة إليـه .

التدريس بالوضعيات:
تعريف الوضعية: الوضعيات هي كل وضعية مخطط لها انطلاقا من أهداف أو حاجات أو مشكلات مقترحـة من قبل المعلم للإنجـاز، لنتمكن من التدرج و الوصول بالأطفـال إلى التحكم في الكفاءة .
والكفــــاءة: هي مجموعة منظمة لمعارف و أداءات (مهارات) و تصرفات و مساعي
التفكير ، توظف في مجالات متنوعة ......مواقف معيشية مختلفة .

استراتيجيـة العمـل بالمشروع:
اعداد مشاريع الأنشطة :
أهميتــها:
تسمح للمعلم بصياغة الأهداف و التنبؤ بإنتجات الطفل التي تكون قابلة للملاحظة والتقويم تمكن المشاريع من تحقيق الكثير من التعلمات الخاصة بالمنهاج وتعطي هذه التعلمات دلالات و معان أخرى .
تدفع الأطفال إلى الممارسات الفعلية وإنهاء انجازاتهم .
يضمن العمل بالمشاريع التقويم الفردي قصد تحديد الكفاءات الفردية الخاصة بالأنشطة الفردية القابلة للتقويم .

alaa_barca
2010-12-12, 19:07
اريد صور مشروحة عن التلوث بالفرنسية

الديك الأسطوري2
2010-12-14, 21:48
اسم العضو : الديك الأسطوري2

الطلب : بحث حول دور المكتبات الجامعية في توفير مصادر المعلومات

المستوى : جامعي.

mereime
2010-12-15, 19:32
اريد بحث بالانجليزية انا mereime السنة 4متوسط يتحدث عن envirmnement sous forme de definition problrms cause solution j'spere que tu me repond et merci

mohamed44
2010-12-16, 08:34
اسم العضو :طيبي أحمد خليفة طاهيري
الطلب : بحث عن الحسين بن علي بن ابي طالب

المستوى : الثانية متوسط

أجل التسليم : بعد يوم

محب بلاده
2010-12-16, 08:59
اسم العضو :طيبي أحمد خليفة طاهيري
الطلب : بحث عن الحسين بن علي بن ابي طالب

المستوى : الثانية متوسط

أجل التسليم : بعد يوم




الحسين بن عليّ بن أبي طالب
سيد شباب الجنة


حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله تعالى من "
" أحب حسيناً ، حسين سبط من الأسباط
حديث شريف

الإبن الثاني لفاطمة الزهراء ، ولد بالمدينة ونشأ في بيت النبوة
وكنيته أبو عبد الله



حُبَّ الرسول له
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- حُسين مني وأنا مِنْ حُسين ، أحَبَّ الله تعالى مَن أحبَّ حُسيناً ، حُسينٌ سِبْطٌ من الأسباط ) كما قال الرسول الكريم اللهم إني أحبه فأحبّه ) وعن أبي أيوب الأنصاري قال : دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والحسن والحسين يلعبان بين يديه وفي حِجْره ، فقلت يا رسول الله أتحبُّهُما ) قال وكيف لا أحبُّهُما وهما ريحانتاي من الدنيا أشمُّهُما ؟!) وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- من أراد أن ينظر إلى سيّد شباب أهل الجنة ، فلينظر الى الحسين بن عليّ )

كما قالت زينب بنت أبي رافع : رأيت فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتت بابنيها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في شكواه الذي توفي فيه فقالت يا رسول الله ! هذان ابناك فورّثْهُما ) فقال أما حسنٌ فإن له هيبتي وسؤددي ، وأما حسين فإن له جرأتي وجودي )


فضله
مرَّ الحسين -رضي الله عنه- يوماً بمساكين يأكلون في الصّفّة ، فقالوا الغداء ) فنزل وقال إن الله لا يحب المتكبرين ) فتغدى ثم قال لهم قد أجبتكم فأجيبوني ) قالوا نعم ) فمضى بهم الى منزله فقال لرّباب أخرجي ما كنت تدخرين )


الحسن والحسين
جرى بين الحسن بن علي وأخيه الحسين كلام حتى تهاجرا ، فلمّا أتى على الحسن ثلاثة أيام ، تأثم من هجر أخيه ، فأقبل إلى الحسين وهو جالس ، فأكبّ على رأسه فقبله ، فلمّا جلس الحسن قال له الحسين إن الذي منعني من ابتدائك والقيام إليك أنك أحقُّ بالفضل مني ، فكرهت أن أنازِعَكَ ما أنت أحقّ به )


البيعة
توفي معاوية نصف رجب سنة ستين ، وبايع الناس يزيد ، فكتب يزيد للوليد مع عبد الله بن عمرو بن أويس العامري ، وهو على المدينة أن ادعُ الناس ، فبايعهم وابدأ بوجوه قريش ، وليكن أول من تبدأ به الحسين بن عليّ ، فإن أمير المؤمنين رحمه الله عهد إليّ في أمره للرفق به واستصلاحه ) فبعث الوليد من ساعته نصف الليل الى الحسين بن علي ، وعبد الله بن الزبير ، فأخبرهما بوفاة معاوية ، ودعاهما الى البيعة ليزيد ، فقالا نصبح وننظر ما يصنع الناس )

ووثب الحسين فخرج وخرج معه ابن الزبير ، وهو يقول هو يزيد الذي نعرف ، والله ما حدث له حزم ولا مروءة ) وقد كان الوليد أغلظ للحسين فشتمه الحسين وأخذ بعمامته فنزعها من رأسه ، فقال الوليد إن هجنَا بأبي عبد الله إلا أسداً ) فقال له مروان أو بعض جلسائه اقتله ) قال إن ذلك لدم مضنون في بني عبد مناف )


من المدينة الى مكة
وخرج الحسين وابن الزبير من ليلتهما الى مكة ، وأصبح الناس فغدوا على البيعة ليزيد ، وطُلِبَ الحسين وابن الزبير فلم يوجدا ، فقدِما مكة ، فنزل الحسين دار العباس بن عبد المطلب ، ولزم الزبير الحِجْرَ ، ولبس المغافريَّ وجعل يُحرِّض الناس على بني أمية ، وكان يغدو ويروح الى الحسين ، ويشير عليه أن يقدم العراق ويقول هم شيعتك وشيعة أبيك )


الخروج الى العراق
بلغ ابن عمر -رضي الله عنه- أن الحسين بن عليّ قد توجّه الى العراق ، فلحقه على مسيرة ثلاث ليال ، فقال له أين تريد ؟) فقال العراق ) وإذا معه طوامير كتب ، فقال هذه كتبهم وبيعتهم ) فقال لا تأتِهم ) فأبى ، قال ابن عمر إنّي محدّثك حديثاً : إن جبريل أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فخيّره بين الدنيا والآخرة ، فاختار الآخرة ولم يردِ الدنيا ، وإنكم بضعة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، والله لا يليها أحد منكم أبداً ، وما صرفها الله عنكم إلاّ للذي هو خير ) فأبى أن يرجع ، فاعتنقه ابن عمر وبكى وقال استودِعُكَ الله من قتيل )

وقال ابن عباس -رضي الله عنه- للحسين أين تريد يا بن فاطمة ؟) قال العراق و شيعتي ) فقال إنّي لكارهٌ لوجهك هذا ، تخرج الى قوم قتلوا أباك ، وطعنوا أخاك حتى تركهم سَخْطةً ومَلّة لهم ، أذكرك الله أن لا تغرّر بنفسك )

وقال أبو سعيد الخدري غلبني الحسين بن عليّ على الخروج ، وقد قُلت له : اتّق الله في نفسك ، والزم بيتك ، فلا تخرج على إمامك )

وكتبت له عمرة بنت عبد الرحمن تعظم عليه ما يريد أن يصنع ، وتأمره بالطاعة ولزوم الجماعة ، وتخبره إنه إنما يُساق إلى مصرعه وتقول أشهد لحدّثتني عائشة أنها سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول يُقتل حسينٌ بأرض بابل ) فلمّا قرأ كتابها قال فلابدّ لي إذاً من مصرعي ) ومضى


مقتله
وبلغ يزيد خروج الحسين -رضي الله عنه- ، فكتب الى عبيد الله بن زياد عامله على العراق يأمره بمحاربته وحمله إليه ، إن ظفر به ، فوجّه عُبيد الله الجيش مع عمر بن سعيد بن أبي وقاص ، وعدل الحسين الى ( كربلاء )، فلقيه عمر بن سعيد هناك ، فاقتتلوا ، فقُتِلَ الحسين رضوان الله عليه ورحمته وبركاته في يوم عاشوراء ، العاشر من محرم سنة إحدى وستين


السماء تبكي
قال ابن سيرين لم تبكِ السماء على أحد بعد يحيى بن زكريا إلا على الحسين بن عليّ ) وعن خلف بن خليفة عن أبيه قال لمّا قُتِلَ الحسين اسودت السماء ، وظهرت الكواكب نهاراً ، حتى رأيت الجوزاء عند العصر وسقط التراب الأحمر ) وقالت أم خلاّد كنّا زماناً بعد مقتل الحسين ، وإن الشمس تطلع محمَّرة على الحيطان والجُدر بالغداة والعشيّ ) وكانوا لا يرفعون حجراً إلاّ يوجد تحته دمٌ !!


الرؤى
استيقظ ابن عباس من نومه ، فاسترجع وقال قُتِلَ الحسين والله ) فقال له أصحابه كلا يا ابن عباس ، كلا ) قال رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعه زجاجة من دم فقال ألا تعلم ما صنعت أمتي من بعدي ؟ قتلوا ابني الحسين ، وهذا دمه ودم أصحابه ، أرفعها الى الله عزّ وجلّ ) فكتب ذلك اليوم الذي قال فيه ، وتلك الساعة ، فما لبثوا إلاّ أربعة وعشرين يوماً حتى جاءهم الخبر بالمدينة أنه قُتِل ذلك اليوم وتلك الساعة !!


الدفن
وقد نقل رأسه ونساؤه وأطفاله إلى ( يزيد ) بدمشق ، واختُلفَ في الموضع الذي دُفِنَ فيه الرأس ، فقيل في دمشق ، وقيل في كربلاء مع الجثة ، وقيل في مكان آخر

محب بلاده
2010-12-16, 09:07
اسم العضو : الديك الأسطوري2

الطلب : بحث حول دور المكتبات الجامعية في توفير مصادر المعلومات

المستوى : جامعي.





تعريف المكتبة الجامعية :

هي مؤسسة علمية ثقافية تربوية اجتماعية . تهدف إلى جمع مصادر المعلومات وتنميتها بالطرق المختلفة ( الشراء والإهداء والتبادل والإيداع ) وتنظيمها[ فهرستها وتصنيفها وترتيبها على الرفوف ] واسترجاعها بأقصر وقت ممكن ، وتقديمها إلى مجتمع المستفيدين [ قراء وباحثين ] على اختلافهم من خلال مجموعة من الخدمات التقليدية، كخدمات الإعارة والمراجع والدوريات والتصوير والخدمات الحديثة كخدمات الإحاطة الجارية ، والبث الانتقائي للمعلومات ، والخدمات الأخرى المحسوبة وذلك عن طريق كفاءات بشرية مؤهله علمياً وفنياً وتقنياً في مجال علم المكتبات والمعلومات .

***********

أهداف المكتبة الجامعية :

1- توفير مصادر المعرفة الإنسانية لخدمة التخصصات العلمية المختلفة بالجامعة .

2- تطوير النظم المكتبية بما يتفق مع التطورات الحديثة في مجال خدمات المكتبات والمعلومات.

3- تقديم الخدمات المعلوماتية والمكتبية لتيسير سبل البحث والاسترجاع وذلك من خلال ما تصدره من مطبوعات ، فهارس ببلوجرافيات ، أدلة ، كشافات ، وغيرها...

4- تبادل مطبوعات الجامعة ومطبوعات العمادة مع الجامعات والمؤسسات العلمية بالداخل والخارج .

5- إعداد برامج تعريفية للطلاب والطالبات وأعضاء هيئة التدريس بالخدمات التي تقدمها وكيفية استخدام مصادر المعلومات المتوفرة .

6- تقديم خدمات للمستفدين عن طريق الرد والاستفسارات وإيصال الطلب في أسرع وقت ممكن .

7- تهيئة المناخ المناسب داخل المكتبة للدراسة والبحث .

*********


نوع المكتبة بين باقي أنواع المكتبات:

تحت تصنيف المكتبة الجامعية وتعتبر نوعاً متميزاً من المكتبات الأكاديمية ، والتي تقوم الجامعات بإنشائها وتمويلها وإدارتها من أجل تقديم الخدمات المكتبية والمعلوماتية المختلفة للمجتمع الجامعي بما يتلاءم مع أهداف الجامعة ذاتها.

**********

أهمية المكتبة الجامعية تتمثل في التالي :

1- تشجيع البحث العلمي ودعمه بين الطلبة وأعضاء هيئة التدريس.

2 تشجيع النشر العلمي (بحوث ودراسات وكتب وغيرها).

3- المساهمة في البناء الفكري للمجتمع.

4- حماية التراث والفكر الإنساني والحفاظ عليه وإتاحته للاستعمال.

5- تعليم وإعداد كوادر بشرية متخصصة.

*********


وتسعـــى المكتبة الجامعية بشكـــل عام إلى :

1- توفير مجموعة حديثة ومتوازنة وشاملة وقوية من مصادر المعلومات التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالمناهج الدراسية ، والبرامج الأكاديمية ،و البحوث العلمية الجارية في الجامعة.

2- تنظيم مصادر المعلومات من خلال القيام بعمليات الفهرسة والتصنيف والتكشيف والاستخلاص، والببليوغرافيا.

3- تقديم الخدمة المكتبية والمعلوماتية المختلفة لمجتمع المستفيدين مثل الإعارة والدوريات والمراجع .. الخ .

4- تدريب المستفيدين على حسن استخدام المكتبة ومصادرها وخدماتها المختلفة .

*********


مجتمع المستفيدين من المكتبة الجامعية :

1- الطلبة بمختلف مستوياتهم الأكاديمية وتخصصاتهم العلمية.

2- أعضاء هيئة التدريس في الجامعة.

3- الهيئة الإدارية في الجامعة من موظفين وعاملين في مختلف الدوائر الإدراية.

4- الباحثون في مختلف المجالات والموضوعات ..

5- أفراد المجتمع المحلي

محب بلاده
2010-12-16, 09:08
تحدث الدراسة عن التحديات التي تواجهها المكتبات في هذا العصر الرقمي وعن دور المكتبات الجامعية، والنشر الإلكتروني في مجتمع المعلومات• كما قدمت لنا تقريراً عن دوريات المكتبات الجامعية ودورها في الأبحاث العلمية وعن المشكلات والمتاعب التي تعاني منها المكتبات، إضافة إلى نموذج للتعاون بين المكتبات في الدول المتقدمة وهوعبارة عن اتفاق تعاون بين برلين وبراندنبورج في ألمانيا•
مقدمة
من بداهة القول، أن الثورة المعلوماتية التي يعيشها العالم، وتقنيات الاتصال المتطورة الحديثة استطاعت تغيير الكثير من الأعمال والسلوكيات، وسبل الاتصال بين الباحثين، كما غيرت من أعمال المكتبات ومراكز التوثيق والمعلومات، ومقتنياتها ومعالجاتها مواكبة للعصر وآفاقه المتغيرة يوما بعد يوم، لأن هذه المؤسسات العلمية أن لم تتحرك في هذا الاتجاه فإنها لا شك ستفقد مكانتها وأهميتها، وتصبح فائضة عن الحاجة•
إن استخدام التكنولوجيات المتطورة في المكتبات ومراكز المعلومات إنما يزيدها قوة وتأثيرا، وصلابة• وأن استخدام شبكة إنترنت والأقراص المدمجة والوسائط المتعددة في المكتبات وغيرها من مصادر ووسائط المعلومات الإلكترونية، فضلا عن الفهارس الآلية وما إليها لا يعني بالضرورة أنها ستحل محل المكتبات، بل وتقضي عليها• وتشير دراسات متعددة قام بها علماء ومتخصصون في المعلومات والمعلوماتية إلى أن هذه التكنولوجيات تزيد من أهمية المكتبات ومراكز المعلومات، وتجعل الباحثين يقبلون عليها اكثر من أي وقت مضى، سيما وان هذه التكنولوجيات لم تجعل أوعية المعلومات التقليدية حتى الآن فائضة عن الحاجة، بل وقفت إلى جانبها، ويشدد كثير من المستفيدين "على أهمية وجود أوعية المعلومات الإلكترونية، كالأقراص المدمجة، والإنترنت، لمساندة أوعية المعلومات المطبوعة، وجعل المعلومات بكافة أشكالها متاحة للمستفيدين، وتقديم افضل خدمات متاحة في المكتبات اليوم"(1) •
وتعد المكتبات الجامعية اسبق من غيرها من أنواع المكتبات في استخدام التكنولوجيات الحديثة، وخدمات البحث الآلية، والمعالجة الآلية للمعلومات، قصد مساندة التعليم والبحث العلمي في الجامعة وهي قمة الهرم العلمي في المجتمع، ومنارة البحث•
1• التحديات وثقافة المواجهة
تواجه هذه المكتبات في العصر الرقمي مجموعة من التحديات أهمها:





• 2•ـ ثورة المعلومات التي تفرز كل يوم بل كل ساعة كميات هائلة من المعلومات العلمية، بحيث لا يمكن لأي مكتبة في العالم أن تدعي لنفسها الاكتفاء الذاتي، مهما بلغت إمكاناتها المادية ومواردها البشرية•
2 • 2•ـ تنوع أشكال مصادر المعلومات التقليدية، والسمعية البصريةـ والإلكترونية وما إليها•
3 • 2•ـ توفر البدائل المنافسة لها كالإنترنت مثلا•
4 • 2•ـ تنوع احتياجات المستفيدين ومطالبهم وعمق تخصصاتهم، كما وكيفا•
5 • 2•ـ ارتفاع تكاليف توفير مصادر المعلومات(2)•
6 • 2•ـ الانتشار الواسع للدوريات الإلكترونية وصعوبة اختيار ما يتلاءم مع حاجات المستفيدين، وإمكانات المكتبة، مع توسع النشر الإلكتروني بعامة، والمعلومات المشبكة التي تصب في صميم حاجات الباحثين وتقدم بحوثهم العلمية•
7 • 2•ـ ملكية مصادر المعلومات أو إتاحة الوصول إليها عبر اتفاقيات الترخيص وما في حكمها•
8 • 2•ـ إنشاء المكتبات الرقمية (Digital Library) أو ما يسمى أيضا بالمكتبات الإلكترونية (Electronic Library) أو المكتبات الافتراضية (Virtual Library)، وما يتصل بها من معالجة وتزويد وتوفير المعلومات وما إليها•
9 • 2•ـ مواكبة الوسائط المتعددة ذات الأهمية البالغة اليوم في التعليم والتعليم العالي، بل هي من أهم الوسائل استخداما في نقل المعلومات حتى اصبح عصرنا الحاضر يسمى بعصر الوسائط المتعددة (Multi Media)، وهي الوسائط اصبح لها علماؤها، ونجومها وخبراؤها، ورساميها، ومكتبييها•
10 • 2•ـ الأطروحات الجامعية الإلكترونية وما يتصل بها من تخزين واسترجاع وحقوق مؤلفين وإدخال في الشبكة، ووضعها بصورة ملائمة تحت التصرف(3)•
لذلك كله توجب على المكتبات الجامعية أن تنهض لمواجهة هذه التحديات بروح عالية من المسؤولية، الأمر الذي يتطلب منها وضع جميع إمكاناتها المتاحة، واعتماد المواقف اللازمة، والاستعداد المادي والبشري لمواجهة تكنولوجيا الاتصال وتطوراتها المتسارعة والسعي لاستخدامها بأفضل كفاءة واقل تكلفة ممكنة، والتعامل معها ببراعة وذكاء، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا من خلال التعاون على المستويات المحلية، والإقليمية، والقومية، والدولية قصد المشاركة في مصادر المعلومات المتاحة، والاقتناء التعاوني، والإعارة التعاونية، كذا النشر التعاوني، وإعداد الفهارس الآلية، ووضع المقاييس وأدوات العمل الموحدة، وضمان أمن المعلومات وسلامتها(4)•
2• المكتبات الجامعية في مجتمع المعلومات
بدأ المكتبي الألماني بيرند فون ايجيدي (BERND VON EGIDY) محاضرة له في جامعة توبنجن الألمانية حول مستقبل المكتبات عام 1999 بقوله:"إذا أردت أن تجفف مستنقعا، فلا عليك أن تستشير الضفادع"، وهكذا فان الجهات التي تسهر على تطوير وتحديث تكنولوجيا الإعلام والاتصال لا نسأل المكتبيين وما في حكمهم رأيهم في كل ما تبدعه وتبتكره من وسائل وتجهيزات، وتأثيراتها السلبية في مجالات كثيرة، بل الواجب على هؤلاء أن يواكبوها ويستعدوا لمواجهتها حتى لا تصبح مؤسساتهم فائضة عن الحاجة(5)•
والمكتبات بعامة اليوم وبخاصة منها المكتبات العلمية ليست مشكلتها في تامين مزيد من الأموال للمقتنيات الجديدة وما في حكمها، بل عليها أن تتحول لنوع آخر من المكتبات يواكب العصر وتطوراته المتلاحقة، ونتيجة لأنواع أخرى من التنظيم، فالآخرون بدؤوا يجففون الماء من تحتها قصد جعلها تتخلى عن وضعها التقليدي، وتدخل مجتمعا آخر هو مجتمع المعلومات الذي لا يعتمد الورق أساسا لوجوده•
وتعبر أزمة الدوريات التي تعيشها المكتبات الجامعية اليوم اصدق تعبير عن هذا الصراع الذي يتجلى في تزايد طلبات إلغاء اشتراكاتها في الدوريات الورقية لحساب الدوريات الإلكترونية•
وتجد هذه المكتبات نفسها اليوم أمام قوانين جديدة للإعلام والاتصال، ونقل المعلومات وقواعد جديدة لبرامج الكومبيوتر، وحقوق التأجير، والإعارة، والطبع عن بعد، فضلا عن الدوريات الإلكترونية وما إليها•وهنا يجب على هذه المكتبات مواكبة هذه التحولات والقوانين، مع سعيها للحفاظ على واجباتها المعروفة، وحقوقها المألوفة ما أمكن ذلك، وبخاصة منها حقها في كونها وسيط لنقل المعلومات العلمية ووضعها تحت تصرف المستفيدين دون قيود، حفاظا على استمرار البحث العلمي، وتقدم الباحثين وحمايتهم من الوقوع تحت رحمة تجار المعلومات والمنتجين الذين ينشغلون بالربح المادي اكثر من أي شيء آخر•

والمكتبات بطبيعتها ليست مؤسسات للربح المادي، بل لنشر الثقافة بين الناس بأفضل السبل واقل التكاليف، فهي تقدم خدماتها العلمية ـ الثقافية بعيدا عن المفهوم التجاري، ولكنها اليوم وهي تدخل مجتمع المعلومات عليها أن تفكر في تحقيق بعض الدخل لها حتى تتمكن من البقاء والاستمرار، وذلك بتقديم بعض المنتجات لتغطية مصاريفها، ودعم ميزانيتها، أو بتقديم بعض خدماتها بالمقابل، ولا خيار لها في ذلك، فهي تجد نفسها مضطرة اليوم للتخلي عن مبدأ التثقيف والتكوين بدون مقابل• ومن أمثلة مجالات الدخل هذه نذكر على سبيل المثال: رسوم الاشتراك في الندوات والملتقيات العلمية والأيام الدراسية التي تقيمها المكتبة بين حين وآخر، أو تأجير بعض قاعاتها لنشاطات أخرى، كذا تأجير بعض المساحات الشاغرة لديها للطباعة طبق الأصل، أو لتجهيزات القهوة والشاي وما إليها، أو حتى بيع مواد تتصل بموضوعات المعارض المقامة لديها كالملابس الرياضية والميداليات والتحف وغيرها• ومن المفيد الإشارة هنا إلى اتفاقيات الدعم التي يمكن للمكتبة أن توقعها مع مؤسسات ثقافية أو اقتصادية أو اجتماعية تخدم أهدافا شبيهة بأهداف المكتبة، بحيث تتعهد المكتبة بالوقوف إلى جانب هذه المؤسسات والدعاية لمنتوجاتها، والتعريف بها، مقابل الدعم المادي الذي تتلقاه منها(6)•

محب بلاده
2010-12-16, 09:09
3 • النشر الإلكتروني والوسائط الرقمية
لقد غيرت تقنيات الإعلام والاتصال الحديثة بصورة جذرية في مجالات الاتصالات العلمية وطبيعتها وسبلها، وألزمتها بوضع مسودات عمل جديدة، والمؤشر الجديد لحل مشكلات تبادل النماذج بين المكتبات يدعى اليوم الرقمية (Digitalisierung)،من خلالها تتضاعف كمية المعلومات العلمية مرة واحدة كل (12)سنة• ففي السنوات الثلاث الأخيرة من القرن العشرين فقط نشرت أوراق علمية وبحوث في مجال الكيمياء فقط اكثر مما وضع في تاريخ الإنسانية جمعاء حتى ذلك الحين• ومعروف أن الأشكال المطبوعة للكتب والدوريات لم تعد تنمو بصورة ملحوظة في هذا الاتجاه، بل بدأت الأوعية والأشكال الرقمية تحل محلها شيئا فشيئا، وبذلك أصبحت الوسائط الإلكترونية تغير العملية العلمية من أساسها(7)•
أن عقد المعلومات التقليدي (المؤلف، المجتمع المتخصص، الناشر، الطابع، المكتبة) لم تعد اليوم كما كانت من قبل، بعد أن بدا النشر الإلكتروني يفرض تأثيره القوي على البحث العلمي، وبالتالي اخذ يطرح مصطلحات جديدة غير مترابطة بالصورة التقليدية التي كانت عليها من قبل مثل "النشر"،:الدورية"،"المجموعة"،أو "المكتبة"، بصورة مستقلة الواحدة منها عن الأخرى• كما أن الإنتاج العلمي وتعدد نسخه وتوسيعه أدى بمساعدة تكنولوجيا المعلومات والوسائط الحديثة إلى قيام "نماذج جديدة للطباعة" كما أوجد طرائق جديدة لتبادل المعلومات بين المكتبات العلمية على مختلف الأصعدة•
ويطرح السؤال اليوم في هذا المجال حول مفهوم الوثيقة نفسها بصورة عامة، بعد أن أعيد تشكيلها في شكل جديد خلال العصر الرقمي، الذي يتطلب استعدادا اكبر من قبل المؤلفين، والمكتبات، والقراء للتخلي عن الدوريات والرسائل الجامعية التقليدية لصالح الرقمية والنماذج الجديدة(8)•

وترى المكتبية الألمانية أليس كيلر (Alice Keller) أن عالم المعلومات سيكون عند عام (2010) على النحو التالي:
ـ جميع المعلومات الببليوغرافية عن الوثائق،والفهارس وما في حكمها ستكون إلكترونية•

ـ جميع العروض في المنازل،وخدمات الويب (www) ستكون إلكترونية أيضا•
ـ الببليوغرافيات،القواميس وما في حكمها ستكون إلكترونية بنسبة 100%•
ـ الدوريات سوف يتم الرجوع إليها إلكترونيا بنسبة 90%•
ـ الكتب بالنصوص الكاملة ستكون إلكترونية بنسبة 20%(9)•
وتتنبأ شركة مايكروسوفت انه بدءا من عام 1010 سيتم التراجع بقوة عن الإصدارات المطبوعة الورقية اكثر فاكثر، بحيث لن تجد هناك عند عام 2020 دوريات أو صحف مطبوعة إلا انه هناك اليوم في بعض المجالات الضيقة صحف إلكترونية دون المقابل المطبوع•
إن طباعة الكتب التقليدية ما زالت اليوم تحتل ما يزيد عن 80% من مجموع الكتب المنشورة، وإن إقبال الناس عليها للقراءة والتعليم يجعلنا نتوقع استمرار بقائها في المستقبل المتطور كوسيلة مفضلة للتكوين ومحي أوقات الفراغ والقراءة العامة، نظرا لكونها تناسب عامة الناس في حياتهم العادية والتعليمية، بل أن حوالي 90% من المعلومات المنشورة إلكترونياً ما زال يعاد التعبير عنه بصورة تقليدية أو ما يشابهها• وجدير بالذكر أن اعتماد الأشكال الأرشيفية الموثقة للوثائق الإلكترونية جعلها تربح مركزاً افضل، وترسيخ أقدامها بصورة أقوى•
4• الدوريات في المكتبات الجامعية واتفاقيات الترخيص
تشير التقديرات الحديثة أنه يوجد اليوم ما يزيد عن (20.000) دورية علمية تهم المكتبات الجامعية، نصفها تصدر الواحدة منها اقل من (1000) نسخة•وقد ارتفعت أسعار هذه الدوريات في السنوات الخمس عشرة الماضية بنسبة (350%)، أصابت بصورة خاصة دوريات العلوم الطبيعية، والتقنية، والطبية•(10) وكان رد فعل اكثر المكتبات تجاه ارتفاع الأسعار إلغاء جانب من اشتراكاتها الأمر الذي دفع بالناشرين إلى رفع الأسعار اكثر لتغطية المصاريف والربح بسبب تراجع الاشتراكات، وهذا ما يمكن أن يعبر عنه (بالمحيط الشيطاني) ولا تجد المكتبات نفسها لأسباب مالية وغيرها قادرة على مواكبة هذا التحول والتطور في الإنتاج والزيادة في الأسعار، مع التوسع في النشر، وهو ما يقود بالضرورة إلى قيام أزمة نشر يعاني منها الناشرون قبل غيرهم•
أن التوقعات بان الدوريات الإلكترونية سوف تقود إلى تخفيض التكاليف وبالتالي الأسعار أثبتت عدم صحتها، لان أسعارها تضاعفت خلال سنوات قليلة ثلاث مرات، كما أن جميع المساعي التي بذلت للحد من هذا الارتفاع باءت بالفشل، وكانت النتيجة نشوء ثغرات هامة في مجال اقتناء المكتبات لهذه الأعمال العلمية الهامة•الأمر الذي دفع الجمعيات والمؤسسات العلمية الهامة إلى دخول ميدان النشر، وإصدار الدوريات العلمية قصد تخفيض أسعارها، واستطاع بعض هذه المؤسسات أن يحقق تخفيضات في أسعار منشوراته هذه بلغت حوالي 40%، ووضعها على بعض المخدمات (servers) لتعميم الاطلاع والفائدة•
ولم تعد معظم الدوريات الإلكترونية موضوعة بصورة حرة تحت التصرف، بل أصبحت ترتبط باتفاقيات الترخيص الواجب على المكتبة توقيعها مع الناشرين بالمقابل• فالمكتبات التي كانت تشتري الدوريات وتمتلكها في الماضي، أصبحت اليوم لا تملك الحقوق القديمة نفسها، بل تمتلك حق الدخول المحدود إليها وفق الاتفاق الموقع بينها وبين الناشرين• وتوجد اليوم بعض التسهيلات في الدفع مثل برامج (احجز واشتري) وبخاصة بالنسبة للدوريات التي تحتاجها المكتبات ولا تستطيع الاستغناء عنها• والمكتبة التي تريد الاحتفاظ بالدورية الإلكترونية على مخدمها الخاص (server)، فإنها تمنح بعض الميزات الأخرى أيضا• وتقوم النزاعات بين الناشرين وباعة الكتب والمكتبات، كل يريد الحفاظ على حقوقه ومصالحه(11)•

محب بلاده
2010-12-16, 09:10
5• الكتب الإلكترونية والإصدارات الموازية
يشكل النشر الإلكتروني الكتب التعليمية والمراجع البحثية أقل من 10% من موجودات السوق، غير أن نماذج جديدة من الوسائط المتعددة تواكب التطور بما يجعلنا نتوقع أنها ستصبح خلال سنوات قليلة جزءا لا يتجزأ من المعاهد العليا الرقمية، وتدعم بالتالي النشر الرقمي(12) أما معظم الأعمال الإلكترونية الموازية المتوفرة للقصص المطبوعة والأدب الشعبي، فهي مبادرات ممتازة• كما أن سوق البرمجيات يقدم اليوم مؤلفات تعليمية رقمية بصورة تبادلية للأساتذة والطلبة بما يتلاءم مع حاجاتهم ومطالبهم، وبما تمكنهم من الاطلاع على المؤلفات والبحوث التعليمية في مجالات تخصصاتهم•
ويخلق الفصل بين وحدة الإعلام ووسائط التخزين مشكلات يجب أخذها بعين الاعتبار، منها ما يتصل على سبيل المثال بأرشفة المنشورات الإلكترونية، وسبلها، هل تتم أرشفة البرمجيات (Software) مع مكونات الحاسوب (Hardware) أي اسطوانة الحفظ، الشريط، مشغل القرص المدمج (CD-Player)، الحاسوب الشخصي (PC) مع الأقراص المرنة (Disketten)، الأقراص المدمجة القارئة (CD-Rom)، أدوات التشغيل ل (DVD) أم ينبغي الأرشفة بفصل الواحدة عن الأخرى•إذا كان الجواب بالاتجاه الأول أي اعتماد مبدأ الجمع، عند ذلك نكون بحاجة ماسة إلى تقنيين متخصصين بوسائط التشغيل القديمة والحديثة، قادرين على استخدامها في كل وقت، أم أن الأرشفة الأفضل تكون بإعادة تخزين الأوعية المتقادمة دائما فوق أجهزة حديثة مواكبة للتطور، أي نقلها فوق الأوعية التالية ثم اللاحقة وهكذا، وفي هذه الحالة يكتفي الإنسان بجهاز إرسال رقمي للمعلومات• إن الكتاب الرقمي القياسي (Standard) المفتوح، يجب أن يحقق قابلية تشغيل كل كتاب رقمي على كل جهاز قارئ رقمي، وهنا يجب الانتباه لموضوع حماية حقوق المالكين الرقمية، لأنها شرط أساسي للاستخدام، وليس هناك حتى الآن ما يؤكد بطبيعة الحال أن الكتاب المطبوع سوف يجد نهايته على يد النصوص ذات الأشكال الرقمية، فالقراء الذين يراجعون ويستخدمون الشاشة بدون حدود، لا يميلون إلى قراءة نصوص تزيد عن خمس صفحات فوقها(13)•
6 • المكتبة والمنتجات الإلكترونية
إن السلسلة التقليدية الموجودة بين المؤلف، المنتج، الناشر، التاجر، المكتبة تغيرت اليوم من خلال المعالجة الآلية للمعلومات في مجال النشر بعامة كما سبق ذكره• كما أن تأسيس مراكز النشر الإلكتروني يجب ألا تبقى مقتصرة على المجالات التجارية، بل يجب على المكتبات العلمية أن تطور نفسها لتصبح قادرة على آن تكون "مركز خدمة للعلوم والتعليم والبحث" ضمن مفهوم جديد يتعهد قضايا النشر الإلكتروني العلمية• وتعتبر الأطروحات الجامعية في مستوى الدكتوراه والماجستير مجالا خصبا للمكتبة في هذا الاتجاه، والأمر لا يحتاج إلى اكثر من وضع نظام يحمي حقوق الباحثين أصحاب هذه الأعمال ويضمن النشر الإلكتروني الملائم الداعم للاطلاع العلمي، ووضع المعارف الجديدة في جميع التخصصات تحت التصرف، ويدعم بدوره مهام المكتبة الجديدة•

وتوضع الأطروحات الجامعية عبر نظام معالجة النصوص، لذلك لا تكون مناسبة لإنترنت، وهنا تقوم المكتبة باختيار النظام المناسب بعد الاطلاع على تجارب المكتبات الأخرى التي أنجزت مثل هذه الأعمال مع ضرورة الانتباه كما ذكرنا إلى حقوق المؤلف، وحقوق الشخص الثالث• قبل أن تتولى نشرها إلكترونيا ووضعها على الخط، علما بان وضع هذه الأطروحات على الخط من قبل المكتبة بدون مقابل تستطيع وضع الشروط الملائمة للاطلاع، دون اعتراض من المالكين، علما بان شروط الحصول على الدكتوراه أو الماجستير يلزم أصحابها وضع عدد من النسخ المطبوعة تحت تصرف المكتبة التي تضعها بدورها قيد الاطلاع، وهذا الأمر يجب أن ينسحب على الإنتاج الإلكتروني لهذه الأطروحات، أما وضعها قيد الإعارة عن بعد فيتطلب أن يكون بالمقابل حماية لحقوق المؤلف والمكتبة(14)•
وفي هذا المجال ينبغي تحويل مراكز الأطروحات في المكتبات الجامعية إلى مراكز إلكترونية منظمة، يشارك فيها المبدع كمالك للوثيقة، الكلية أو القسم أو مركز البحث كصاحبة حق في المشاركة لأنها مجال التخصص، والمكتبة كجهة حافظة للمعلومات وناشرة للمعلومات ساهرة على تعميمها، ثم المكتبة الوطنية كمؤسسة مسؤولة من التراث والإنتاج العلمي الوطني، كذا الناشرين كجهات معتمدة لإنجاز أعمال النشر المطلوبة• وتقوم المكتبة الوطنية الألمانية (Die Deutsche Bibliothek) منذ عام 1998 بجمع الأطروحات الجامعية على الخط، وتقوم بدور الوسيط كمركز للتنظيم الخاص بالأشكال الرقمية•

محب بلاده
2010-12-16, 09:10
7• النشر الإلكتروني ووظائف المكتبات العلمية
أن التطور المتلاحق في مجال النشر الإلكتروني ينعكس بطبيعة الحال على نظام المكتبة، ووظائفها، وأعمالها، بل وحتى مبانيها وتجهيزاتها• وفيها تصبح إحدى أهم وظائف المكتبيين إقامة منافذ لمصادر المعلومات المشبكة، يتصرف الواحد منهم وكأنه مدير معلومات في مجال عمله والتخصص الذي يتابعه• ويصف أحد مؤتمرات المكتبات الوطنية والجامعية البريطاني هذا التحول بقوله:" إن المكتبات الوطنية والجامعية سوف تستمر في متابعة أعمالها التقليدية المعروفة على مدى المستقبل المنظور، ولكن سوف تطور عملها في مجال أوسع من الخدمات والأعمال، وتقوم بأنواع أخرى اكثر تنوعا واتساعا• أما دور المكتبة كوسيط بين الباحثين ومصادر المعلومات فسوف يتغير، مع تدعيم الاتجاه بصورة أقوى نحو الفردية والكشف عن المراجع بصورة غير مركزية• ويبقى الباحثون في بعض التخصصات مستمرين في الاستخدام المركزي للمكتبة، ومن المتوقع العبور إلى مجال ارحب من طاولة القراءة وتحرير المعلومات، وان المكتبة نفسها سوف يكون لها دورا فاعلا في تحسين العبور إلى مصادر المعلومات المشبكة، وإنتاج المعلومات عبر المستويات الافتراضية"(15)•
وإذا كانت وظائف المكتبة التقليدية تتركز حتى الآن في بناء المجموعات، التعريف بها والإعلام عنها، وأرشفتها، ثم وضعها تحت التصرف، فانه لم يتغير تحول كبير عليها في العصر الإلكتروني، فان هذه الأعمدة تبقى موجودة في التحول الحاصل، الشيء الجديد الذي أضيف إلى ذلك هو الوسائط الإلكترونية التي تعتبر المحور الأساسي لهذا التحول• وهنا نقول أن تكاثر المجموعات محليا من خلال الشراء سوف لن تأخذ مستقبلا الأهمية السابقة نفسها، بل سوف تلعب قضية تامين الدخول إلى المعلومات عبر إدارة الترخيصات الدور البارز في المجال الإلكتروني، لان المكتبات لن تستمر في مهامها كمالكة للمجموعات فحسب، بل ستصبح وكالة غير نفعية لترخيصات المداخل الإلكترونية ووضعها تحت تصرف المستفيدين، وإدارتها لصالحهم، دون النظر إليها كوسيط وبغض النظر عن وجودها الفيزيائي• وسوف تحل عملية التصفية والاختيار للمعلومات العلمية والهامة والمطلوبة والأقرب من اهتمامات الباحثين في الحاضر والمستقبل، محل جمع اكبر قدر ممكن من المراجع والمؤلفات(16)•
وقد ابتكر المكتبي البرت بيلو (ALBERT BILO) سياسة مرنة لمجموعات المكتبات هي مزيج من الطريقة التقليدية والافتراضية (Virtoussen Methodenmix)،حيث يقول في هذا الصدد: "إن العمل المكتبي النموذجي يكمن باقتناء المجموعات الموضوعية المطبوعة الهامة والمطلوبة، وتقديمها محليا، مع السعي في اتجاه ربط نصوصها ومحتوياتها كاملة بالشكل الإلكتروني في عرض واحد، وتبويبها داخل اتجاهاتها الموضوعية الهامة، وجمعها بصورة افتراضية• وهكذا، من خلال هذا الربط بين المراجع، والنصوص الكاملة، وخدمات التوزيع يتم خلق من جديد يمنح قضية تامين المعلومات معناها المطلوب، والقدرة على تقييم العمل المكتبي من ناحية الكيف وليس الكم"(17)•

ولكن كيف تتم دورة العمل الداخلية المألوفة للمكتبة في ضوء ذلك؟ هل يكون من المفيد إنشاء قسم خاص بالعروض المعلوماتية الرقمية؟ يأخذ على مسؤولية ما يسمى (Virtous en Methodenmix) ويتعهد الوظائف اللازمة لذلك وهذا يعني أن يتولى هذا القسم عملية إجراء المفاوضات مع اتحادات وجمعيات المكتبات، ويدير اتفاقيات الترخيص لصالح المكتبة والمستفيدين من الطلبة والباحثين، ووضع الوسائط الإلكترونية تحت التصرف، مع تامين الأدوات اللازمة لتصوير المجموعات القديمة بواسطة السكانر أو غيره، مع تامين استرجاع الوثائق الرقمية بالطرق العلمية، والفهارس على الخط، إلى غير ذلك من الأمور التي تبقى بحاجة إلى مزيد من النقاش والحوار•
وبرغم رقمنه الوحدات المعلوماتية الأساسية في مكتبات كثيرة، فان وضعها لم يتغير تغيرا جذريا كما يحب أن يتصور البعض، إذ أن الواجبات التقليدية المكتبية ما زالت مستمرة وقائمة، فهذه المكتبات ما زالت تقوم بواجباتها لتامين المعلومات العلمية ووضعها تحت الصرف بغض النظر عن أشكالها وأوعيتها، وهكذا يمكن القول أن العمل المكتبي الأساسي لم يتغير، بل تطور وتوسع•
إن الاقتناء الفردي يتجه اكثر فاكثر نحو الاقتناء الجماعي، والمجموعات اللامركزية ونحو العمل التعاوني المرتبط مع بنوك المعلومات مع أجهزة بحث مركزية، وإرسال الوثائق عبر الشبكات• أن شعار المكتبات اليوم يتجلى في المقولة التالية: "نحن نساعدك لتخلق مكتبتك الشخصية"(18) من خلال هذا التعبير يمكن فهم عروض المكتبات العلمية للمستقبل، وسوف تترسخ اكثر المكتبات بخدماتها الإلكترونية، كما أن المكتبات التي تجمع المعلومات للطلبة والباحثين والعلماء ستزداد نموا، وليس العكس• كما أن الارتباط المكاني لم يعد ذا أهمية في المكتبات الرقمية، علما بأنه من المفضل أن تكون هناك وحدة مكانية بين مراكز الخدمات في المكتبات، ومراكز الوسائط المتعددة، ومراكز البحث، حتى تقوم بينهم وحدة عمل قوية لإدارة المعلومات في نظام التعليم العالي•
إن من واجب مكتبات التعليم العالي (مكتبات الجامعات، مكتبات الكليات والمعاهد العليا) أن تطور نفسها اليوم إلى مراكز المعلومات المحلية، أو إلى مراكز خدمات للمستفيدين، ولا يجوز أن تبقى مرتبطة ارتباطا وثيقا مع مؤسسات التعليم العالي والجامعات، برغم كون غالبية الطلاب والأساتذة ترغب في بقاء هذا الارتباط قويا•
وتبقى الكتب الإلكترونية تلعب دورا ثانويا في حياة المكتبات الجامعية اليومية حتى إشعار آخر، أما مجموعات الكتب التعليمية الإلكترونية، كذا الأمر بالنسبة لمكتبات التخزين الرقمية للدوريات فتبقى وظيفة المستقبل(19)•
8 • المكتبات العلمية وإدارة العروض الرقمية
تتعاون المكتبات بطبيعة الحال مع جهات خارجية، وتستخدم عروض خدمات واسعة، وهو تعاون لا بد منه اليوم، يجب تدعيمه وترسيخه، وبخاصة مع بنوك المعلومات للدوريات ما أمكن ذلك• لقد أضافت مكتبة جامعة ريجينسبورج الألمانية على سبيل المثال إلى بنك معلوماتها الذي تفيد منه وتستخدمه اكثر من (142) مكتبة علمية، بين كانون الثاني 2001 وحزيران من العام نفسه، (861) دورية إلكترونية جديدة متخصصة، بينها (350) دورية وضعت بصورة حرة تحت التصرف، وتبذل هذه المكتبة كما هو واضح جهودا حثيثة للحصول على مزيد من الدوريات الإلكترونية وبحوثها العلمية(20)•
وتحتل الدوريات المطبوعة اليوم قرابة 25% فقط من رفوف المكتبات العلمية، ومثلها تقريبا في أنواع أخرى من المكتبات، لذا يكون من المفيد إنشاء مكتبة لتخزين الدوريات الإلكترونية مع إمكانية نشر الجديد منها، وتوزيعها بصورة منظمة• وقد أقيمت في أمريكا حديثا مخازن الدوريات الإلكترونية (JSTOR)(21) بهدف الوصول إلى معلوماتها عبر سبل بحث متعددة، فضلا عن تسهيل الفهرسة التعاونية للمكتبات المشاركة•
لقد اصبح مصطلح "المكتبة المتخصصة الذكية" (Virtuelle Fachbibliothek) مصطلحا قديما بالنسبة لعروض المجموعات الخاصة في المكتبات لهذا العصر، لأنه اصبح معلوما، أن مسؤولية العلوم المتخصصة مستقبلا ستكون فقط من خلال البوابة المتخصصة (Fach Portale) مع إمكانية وجود الوسيط الملائم غير المركزي للوثائق الرقمية بوجود تسهيلات افضل للبحث (One- Stop- shopping)، وهذه لن تكون ممكنة التطبيق إلا عبر تعاون قوي بين بنوك المعلومات المتخصصة، والنصوص الكاملة للدوريات، والمنظمات المتخصصة•

ومن خلال الارتباط بالوسائل الحديثة، أصبحت مراكز المكتبات المترابطة (المتحالفة) أمام وظائف جديدة منها: إنتاج المعلومات المتغيرة، ومعالجتها، وتخزينها، كذا إثبات وجود وثائق التعليم العالي الإلكترونية وحفظها، مع تخزين النصوص الكاملة للدوريات، وتبادل المعلومات حولها مع مؤسسات أخرى، كذا عروض برامج المعلومات، التعاون حول وضع القواعد الجديدة المرتبطة بالمنشورات الإلكترونية، وهي وظائف لا تعد حتى الآن بين مجالات عمل المراكز المترابطة(22)• ومعروف أن المكتبات الرقمية ليست وحدة مكتبية واحدة، بل شبكة مترابطة محليا، ومرتبطة بمنابع كثير من المكتبات الأخرى وعارضي المعلومات•
لقد اصبح الفصل المطلق بين المكتبات ومراكز المعلومات جزءا من الماضي، وأم يعد التمييز بين المعلومات المتخصصة انطلاقا من نوع المنشورات أو البحوث العلمية للدوريات، كما أن المكتبات لم تعد منذ مدة غير قصيرة العارضة الوحيدة للمعلومات، فمنذ السبعينات توجد مراكز التوثيق ومراكز المعلومات العلمية المتخصصة• أما المكتبات فهي تتحمل مسؤولية عامة لتامين وضع المعلومات بدون عوائق تحت التصرف• وقد عرفت مركز المعلومات المتخصصة والمكتبات وما إليها بان التعاون القوي فيما بينها، والعمل المشترك هو السبيل الأفضل لنيل رضى المستفيدين، وتقديم الخدمات المعلوماتية الأفضل من خلال (One- stop- schopping) للوثائق الإلكترونية(23)• ومثل هذا النوع من التعاون اصبح مطلوبا بينها وبين الناشرين قصد تخزين افضل للدوريات الإلكترونية• مثل هذا التعاون قامت به جامعة هارفارد في الولايات المتحدة الأمريكية من خلال إنشاء المكتبة الرقمية المبتكرة (Library Digital Initiative) (LDI) بالتعاون مع ثلاثة جهات كبرى عارضة للدوريات(24) وذلك قصد تطوير أرشيف خاص بالدوريات الإلكترونية فقط، حيث تمت لأول مرة أرشفة حوالي (1000) دورية إلكترونية لناشرين متعددين تحت مظلة واحدة• ويخشى الناشرون في هذا المجال من منافسة المكتبات لهم في حقل كان حتى الآن حكرا عليهم• وهناك أيضا من يخشى أن يتطور هذا العمل ليصبح تقديم المعلومات العلمية الإلكترونية بدون وساطة المكتبات، بل عبر التعامل المباشر مع الناشرين ومراكز التوثيق المتخصصة والعلماء، غير أن الإيجابيات الناتجة عن ذلك أقوى من المخاوف، لان المكتبات تستطيع تقوية مردودها من خلال هذا التعاون والعمل المشترك،وان توسع مشاركتها في تقديم المعلومات الإلكترونية والتقليدية في آن واحد، لذلك يجب عليها تدعيم هذا التعاون حاضرا ومستقبلا، وتوسيعه ليشمل أنواع أخرى من المؤسسات، للوصول إلى نماذج جديدة ومتطورة• وما المكتبات الرقمية (Digital Library) إلا نموذجا من النماذج التي أنتجتها المكتبات التقليدية، قصد تحسين سبل حفظ المعلومات ومعالجتها وتوصيلها إلى المستفيدين• لذلك نقول أن التغيير الجديد المطلوب لا يبدأ من نقطة الصفر، عندما تقدم المكتبات بعملها كمراكز خدمات ومعلومات لاستمرار التعليم والبحث وتطويرها، طالما ان الاتجاه اليوم لم يعد نحو امتلاك أوعية المعلومات، بل تامين الوصول إلى محتوياتها، "وقد يكون الوقت مبكرا لحدوث التحول الكامل، ولكن من المؤكد أننا نعيش بدايته، ولا ينبغي الاستمرار في الجدل حول هذه القضية لأنها تتعلق بفعالية خدمات المعلومات مقارنة بتكلفتها، بل يجب التركيز على التوازن المستمر بين الامتلاك وتامين الوصول إلى المحتوى"(25)•

محب بلاده
2010-12-16, 09:11
9 • الاقتناء في المكتبات العلمية
تجد المكتبات العلمية (الجامعية) نفسها اليوم في أزمة حقيقية، نظرا لارتفاع حاجتها إلى المعلومات العلمية من جهة، ونقص وضع المؤلفات العلمية بصورة سهلة تحت التصرف، برغم الزيادة الكبيرة في الدوريات الإلكترونية، والانتشار الواسع لإنترنت، والمنشورات الإلكترونية الذي أدى إلى قيام تغيرات عميقة في تداول هذه المعلومات •
وتقدم على سبيل المثال مكتبة جامعة كولن للمستفيدين ما يزيد عن (5000) دورية إلكترونية بالنص الكامل، وذلك قصد توفير الدخول السريع والمريح للاطلاع على المعلومات العلمية المطلوبة(26)•ومع ذلك تجد نفسها مقصرة وعليها الحصول على المزيد• بعض هذه الدوريات تصلها عن طريق الترخيص الذي توقعه الجامعة والمكتبة مع الناشرين وهذا الأمر له تكاليفه المادية المرهقة في بعض الأحيان• وهنا يكمن بيت القصيد، ومن اجل تذليله تبذل الجهود، ويتم التعاون، وتبتكر مشاريع العمل الجديدة، وهو بطبيعة الحال ليس الهدف الوحيد، ولكنه واحد من أهم الأهداف المنشودة، الوصول إلى أوسع قدر من المعرفة، بأقل التكاليف الممكنة•
ومن أهم المشكلات والمتاعب التي تعاني منها المكتبات العلمية والتي تجعلها في أزمة، تبذل الجهود تلوى الجهود لحلها ما يلي:
ü تجد المكتبات العلمية نفسها في وضع مالي لا يمكنها من اقتناء ما تريد من الدوريات التي يحتاجها المستفيدون بسبب الأعباء المالية التي يتطلب قبل هذا الاقتناء، لذلك هي بحاجة إلى قوانين تحميها وتجعلها قادرة على الاقتناء بصورة افضل•
ü إن حوامل المعلومات الرقمية لا تقلل من الطلب على الدوريات المطبوعة، وهي لا تقلل الإعارة عن بعد بصورة عامة، بل تزيد من طلب المستفيدين للعناوين التي يحتاجونها من السوق، وبالتالي ترفع من مطالب المكتبة المالية لتلبية حاجاتهم•
ü أن المكتبات تجد نفسها في أزمة مالية، وان ارتفاع أسعار الدوريات وبخاصة الإلكترونية يزيد من متاعبها المادية، لذلك نجدها تواجه هذا الأمر بتخفيض الاشتراكات وعدم مشاركتها في بعض الدوريات، مما يؤثر سلبا على المستفيدين•
ü أن الثورة المعلوماتية، وما حملته معها من انطباعات تؤكد توفر المعلومات في كل زمان ومكان للجميع عبر الانترنيت، ما هو إلا أمر نظري، بينما أكد في الواقع حدودا وعوائق كثيرة أمام التقاط المعلومات•
ü ان سوق الطلب للمكتبات العلمية يتجلى عبر الإنتاج العلمي• لقد ازدادت الدوريات العلمية، وكثرت أعدادها ومستوياتها ومدى عمق تخصصها، ولكن ازدادت معها أسعارها أيضا(27)•

ü ليست المكتبات وحدها في أزمة، بل الكثير من المؤسسات العلمية المشابهة، والجهات العاملة في مجال النشر والإنتاج العلمي كلها في أزمة، بغض النظر عن أوعية المعلومات التي تنتجها، سواء كانت رقمية أم ورقية•
ü إن أزمة المكتبات لا يحلها مزيدا من المال فهذا لا يحل مشكلاتها إلا لوقت قصير، أو فترة وجيزة، لان ذلك لا يغير مواقف المؤلفين من عملية النشر، أو استراتيجيات الناشرين، أو مواقف ومطالب المستفيدين، أو حتى حركة المعلومات في المكتبات•
ü إن أزمة المكتبات لا يمكن حلها إلا من خلال عمل مشترك لجميع المشاركين في نظام المعلومات لحل هذه المعضلة على المدى المنظور، وجود استعداد عند الجميع لتغيير مواقفهم في مصلحة الجميع• أن تغيير المواقف غالبا يتحقق من خلال (المال) وبصورة بسيطة (قلة المال= قلة المعلومات= إلزام بتغيير إنتاج المعلومات)(28)•
ü على مستوى منتجي العلوم، المؤلفين، وهؤلاء يتصرفون من خلال قواعد وبنود اتفاقات ونظم جامعية، يجب موافقتهم على تطويرها بما يمنع استغلال أعمالهم تجاريا بصورة دائمة، وترك ذلك حرا أمام الناشرين•
ü على مستوى المستفيدين من المعلومات العلمية يجب موافقتهم على المشاركة في تحمل بعض التكاليف المادية عند الاستخدام، مع رسوم لاستخدام بنوك المعلومات وهذا نوع من المشاركة المادية في تشاطر التكاليف، دون أن يحرج ذلك مبدأ حرية الحصول على المعلومات ومبدأ المساواة بين الناس في تحصيل المعلومات•

ü بالنسبة للمسؤول عن الاتفاق عليه وضع شروط وتهيئة الظروف لإنشاء دراسات جديدة، وحقول بحث جديدة لتدعيم المعلومات الإلكترونية، العلم وتكنولوجيا الاتصال• وان التقدم في هذا المجال يعتمد على تكنولوجيا المعلومات والوسائط المتعددة•
ü وعلى مستوى الناشرين التوجه نحو المناقشة المقبولة، دون جعل ذلك على حساب المستفيدين، ووضع سياسة حكيمة للاتفاقيات التي تعقد بينهم وبين المكتبات وما في حكمها تناسب جميع الأطراف دون إساءة إلى أحد•
ü على مستوى المكتبات يجب تغيير ميكانيزمات السوق، مع الابتعاد عن التجار الوسطاء وبخاصة في مجال المنشورات الإلكترونية، وتشجيع الشراء التعاوني(29)•
10• الترخيص للدوريات والوسائط الإلكترونية
أصبحت مسالة الحصول على الدوريات الإلكترونية وما في حكمها مرتبطة بترخيص الناشرين، أي باتفاق يوقع بين هؤلاء وبين المكتبات يحدد الشروط والاشتراكات الخاصة بهذه الدوريات والأمور المتصلة بوصفها تحت التصرف في المكتبة• ويرتبط الترخيص بقضايا حقوق المؤلف والحقوق المجاورة•
وقد صدرت القواعد الأساسية الأوروبية لهذه الحقوق في مجتمع المعلومات بتاريخ 22 حزيران 2001 بعد مناقشات مستفيضة على الصعيد الأوروبي شاركت فيها جهات كثيرة منها اتحادات المكتبات، إدارات المكتبات والمكتبيون، الناشرون، المؤسسات القانونية، وسائل الإعلام وغيرها في مختلف الدول الأوروبية• وهنا يمكن ملاحظة الأمور التالية:
1•ـ الناشرون والمكتبيون متفقون على الاعتراف بحق المؤلف في النشر الإلكتروني كما بالنسبة للنشر الورقي، وبضرورة العمل المشترك على حمايته•
2•ـ بعض الناشرين يتصرفون حيال هذه الحقوق على شكل احتكارات، الأمر الذي يسيء إلى مفهوم الحقوق، وينتج عنه استخدامات سيئة•
3•ـ المكتبات تقدم نفسها على أنها حامية الحق العام في الاطلاع والتثقيف، غير أن ذلك لا يجوز أن يبقى مفتوحا بدون حدود، بل عليها تفهم مطالب الناشرين المشروعة الخاصة بحقوق التأليف في العصر الرقمي، وبينها بطبيعة الحال التعريف الجديد لمفهوم الحق العام، الذي يعطي للمنشورات الرقمية اعتباراتها الخاصة(30)•
أن المكتبات ما زالت تدافع عن حق المواطن في استخدام المعلومات التقليدية والإلكترونية بدون قيود، وحقه في الاطلاع والتثقيف والتكوين والتعبير، من أجل مواكبة العصر، وتكوين المواقف الواعية عبر الاطلاع والبحث• كما تؤمن أن المعلومات يجب أن توضع تحت تصرف الجميع بغض النظر عن أوضاعهم الاجتماعية أو الاقتصادية• واليوم نجد عروض المعلومات بالمقابل، والمكتبات لا تستطيع تحصيلها إلا عبر الشراء أو الترخيص، وهذه لها تكاليف، لذلك لا يمكن للمكتبات أن تستمر في فهمها القديم للحق العام، بل لا بد من بعض المرونة في هذا المجال، لأن المكتبات سواء "رغبت أم لم ترغب، ستجبر على فرض رسوم على الاستفادة من الخدمات الجديدة، وقد بدأت عملية فرض الرسوم في العديد من المكتبات الأكاديمية الكبيرة، حيث الوصول إلى مصادر المعلومات، والذي غالبا ما يكون غير مجاني، ملازما لامتلاك مصادر المعلومات كجزء من سياسة تنمية المجموعات"(31)•
وعند استخدام المكتبات للمنتجات الإلكترونية يجب اخذ الأمور التالية حيال حقوق التأليف بعين الاعتبار: الإعارة خارج المكتبة، النقل من أماكن العمل عبر المكتبة، النقل من انترنيت المكتبة، إعادة نشر المعلومات التي يحصل عليها المستفيد لاستخداماته الخاصة، إعادة نشر المجموعات عن طريق المكتبة• وهذه كلها مسائل تأخذ حيزا كبيرا من المعالجة في قوانين حقوق التأليف والحقوق المجاورة قصد ضبط هذه الحقوق، وإبعاد السلبيات، وبخاصة تلك المتصلة بالنشر الإلكتروني، لأنه عرضة للتصرفات السلبية اكثر من النشر الورقي(32)•

محب بلاده
2010-12-16, 09:12
11 • نموذج للتعاون بين المكتبات
نقدم فيما يلي نموذجا للتعاون بين المكتبات في الدول المتقدمة نعرضه في ختام هذا البحث للاطلاع على النماذج الحديثة من العمل المشترك قصد تعميم الفائدة وتخفيض النفقات، وتامين دخول أوسع للمعلومات وإرضاء المستفيدين•
والنموذج الذي تعرضه هنا هو عبارة عن اتفاق تعاون بين برلين وبراندنبورج في ألمانيا جرى التحضير له من مختلف جوانبه بين عام 1997ـ 2000.
وتم توقيعه رسميا في 17أكتوبر عام 2001 بعد تطويره ليكون على شكل مركز بحث علمي تحت اسم:"اتحاد المكتبات التعاوني برلين براندنبورج"(33) في إطار مشروع علمي بدعم مركز (Konrad-zuse-zentrum) الذي يعمل في مجال تقنيات المعلومات• والغرض الأساسي من هذا الاتحاد تطوير تكنولوجيا معلومات جديدة لاستخدام وتقديم خدمات افضل في مجال المعلومات، من خلال اعتماد خاص على إنترنت• ويسعى هذا الاتحاد أو المركز لمساعدة المكتبات والمستفيدين منها على تحصيل المعلومات بأفضل صورة واقل تكلفة•
11 • 1 • منطلقات الاتحاد الأساسية
يسعى الاتحاد من خلال وجوده لتحقيق ما يلي:
ـ تطوير ادوات، واجهزة بحث لمعالجة الوثائق في منطقتي برلين وبراندنبورج، ووصفها تحت التصرف، مع السعي لرفع مستوى إمكانات المكتبات دعما لها ولفائدة المستفيدين•
ـ الاتحاد يعمل لفائدة جميع أنواع المكتبات المنتمية إليه (مكتبات علمية، متخصصة، عامة)•وفي أكتوبر عام 2001 انضمت إليه جميع مكتبات التعليم العالي في هاتين المنطقتين، وبعض المكتبات العامة والمتخصصة، وهو مفتوح لغيرها•
ـ إيجاد نموذج للمعالجة المترابطة غير المركزية، والفهرسة الآلية المحلية، مع امتلاك كل مكتبة مشاركة المرونة اللازمة في التنظيم والدخول لفائدة الجميع•
ـ وضع مخدم معلومات لاستخدام الببليوغرافيا الوطنية الألمانية منذ عام 1996.
ـ تحسين إمكانات البحث بخلق طاقات كبيرة وإمكانات واسعة لذلك•
ـ تحسين الصلات مع الخارج للوصول إلى المعلومات الدولية، وتمويل ذلك بصورة جماعية لفائدة الجميع، قصد تخفيض التكاليف على الجميع•
ـ حل المشكلات الفنيةـ التقنية بصورة تعاونية، ولفائدة المكتبات الصغيرة بشكل خاص•
ـ وضع الفهارس والخدمات الأخرى وجميع الإمكانات المتاحة تحت تصرف المكتبات والمستفيدين(34)•
11 • 2 • فلسفة إنترنت قاعدة للاتحاد
انبثق الاتحاد أساسا انطلاقا على إنترنت، فقد اعتمد مسوداتها الهندسية، ونموذج تنظيمها لتطوير نفسه منذ البداية أي منذ انطلاق مشروعة عام 1997. وهكذا فقد انعكست فلسفة إنترنت في مبادئ الاتحاد (KOBV) على النحو التالي:
11 • 2 • 1 • لانفتاح وعدم التجانس: لقد اعتمد الاتحاد مبدأ انفتاح إنترنت، فجعل نظامه المركزي بتجهيزاته ومبادئه منفتحا بما يجعل نموذج التنظيم لديه يسمح بدخول جميع المكتبات الراغبة، أي جعل نفسه منفتحا أمام جميع المكتبات• كما أن نظام المكتبات اللامتجانسة يلعب دورا هاما في المسودة التقنية للاتحاد، بما يمكن جمع نظم المكتبات المحلية بأنواعها من الارتباط بأجهزة البحث التابعة للاتحاد والموجودة على مستوى المقاطعات• ويطلب من المكتبات إبداء الرأي حول مدى مناسبة النظام لحاجاتها المحلية من النواحي الوظيفية، والمالية، وقدرات التحمل والسعة وما اليها، والهدف المتوسط والبعيد المدى لذلك هو مشاركة جميع أنواع المكتبات وأجناسها وأحجامها في هذا الاتحاد، من مكتبات خارجية، إلى مكتبات وطنية، وجامعية، ومتخصصة، ومكتبات إدارات ومؤسسات وعامة وغيرها•
11 • 2 • 2 • اللامركزية والمرونة: يؤمن نظام اللامركزية التعاون، ويجعل الوحدات المحلية قادرة على التحرك ضمن الاتحاد بما يناسبها، بل ويمكنها من إقامة وحدات صغيرة مناسبة لإجراءاتها المحلية عندما تجد ذلك ضروريا دون أن يؤثر ذلك على ارتباطاتها الفنية والإدارية بالاتحاد•

كما تسمح المرونة التي يعتمدها لنظم المكتبات المحلية تعديل نظمها القائمة او حتى تغييرها تماما بالسرعة التي تريدها من الجوانب الفنية دون أن يؤثر ذلك على مجمل النظام الذي يرعاه الاتحاد، او على المشاركين فيه، كما يمكنها من التحرك تجاه المستفيدين منها بالسرعة والاتجاه المطلوب•

11 • 2 • 3 • التعاون: تتم عملية إدارة الاتحاد من قبل تعاونية مكتبات برلين ـ براندنبورج• وتسمح إمكانات التعاون للمكتبات الكبيرة والصغيرة المشاركة فيه دون مشكلات تذكر، فالمكتبات الصغيرة تفيد من الكبيرة وترتبط بها فوق أرضية تقنية بتعاون واسع مع محافظة كل منها على نظامها المحلي• ويمكن للمكتبات المشاركة أن تقرر ما إذا كانت تريد بناء بنك معلومات ببليوغرافي بينها، أم تفضل استخدام أجهزة البحث الخاصة بالاتحاد• هذه الإمكانية موجودة ومتروكة بشكل حر للمشاركين، ولهم حق اختيار النموذج الأفضل•
11 • 2 • 4 • الاتصال عبر الشبكة ومتابعة التطوير: بدا الاتجاه منذ البداية نحو إقامة شبكة معلوماتية جديدة للاتحاد، فوق أرضية اتصال تقنية ـ إنسانية• أما نظم المكتبات المحلية فتقيم اتصالاتها مع الاتحاد، وبعضها مع بعض عن طريق الانترنيت• وقد اعتمد الاتحاد تقنيات اتصال حديثة لمختلف الموضوعات لصالح مجموعات العمل• والاتجاه مستمر نحو متابعة التطوير وفق الحاجات والأهداف المرسومة•(35)

محب بلاده
2010-12-16, 09:14
الهوامش
1) الخليفي، محمد بن صالح• استخدام المكتبات في البيئة الإلكترونية (دراسات عربية في المكتبات وعلم المعلومات)، مج16 •، ع• 3 (سبتمبر 2001) ص • 25 •
2) المرجع نفسه، ص• 30 •
3) صوفي،عبد اللطيف• التحديات المعلوماتية وثقافة المواجهة• مجلة المكتبات والمعلومات• قسنطينة: قسم المكتبات، ع• 1، (افريل 2002).ص • 10 •
4) المرجع نفسه، ص• 20 •
5) Tubingen bibliotheksinformationen. Mitteilungsblatt fur das bibliothekssystem der universitat tubingen. 21 (1999), h.1, p.3.
6) Berger, Gabriel. Der sponsorungvertrag BD.32 (1998) p.1092.
7) Zimmer, Dieter.e. Die bibliothek der zukunfr. Text und schrift in den zeiten des internet. Hamburg. Hoffman camp, 2000. P.66.
8) Schmolling, Regine. Paradigmentwechsel in wissenschaftbestimmung. BD.35 (2001)9.p.1039.

9) Saur, Klaus Gerhard. Elektronische Medien. Munchen: Sauer, 1999. P.284.
10) Schmolling, Regine. Op. Cit. P.1044.
11) Bilo, Albert. Anpassung oder strukturwendel. Elektronische publikation und digitale bibliotheken ans der sicht bibliothekarische praxis. In: troger. P.131.
12) Schmolling, Regine. Op.cit. p.1046.
13) صوفي، عبد اللطيف. المعلومات الإلكترونية في المكتبات: التحديات وثقافة المواجهة
14) Troger, Beate. Einleitung, Wissenschaft online. Elektronische publizierten in
bibliotheken und hochschule. Frankfurt: Klosterman, 2000. P.14.
15) The Britisch standing conference of national and university libraries (SCONUL).in:" The academic library in the year 2002. What will the future look like?" SCONUL vision, http://sconul.ac.uk/vision.htm.
16) Schmolling, Regine. Op.cit.p.1049.
17) bilo, Albert. Op.cit. p.133.
18) " we help you to create your personal library"
19) Bundesministerium fur bildung und Forschung "nutzung elektronischer
wissenschaftlicher information in der hochschulbildung. Dortmund: 2001,p.31.
20) Hutzler, Evelinde. Elektronische zeitschriften in wissenschaftlichen Bibliotheken. In: Troger, p.63.
21) (JSTOR)= Journal storage.
22) Troger, Beate. Op.cit. p.15.
23) Schmolling, Regine. Op.cit. p.1058.
24) هذه الجهات هي: Blackwell publishing, John Wily and sons, university of chicago press. ويتم تدعيم المبادرة ماليا من طرف مؤسسة ادروميلون (Adrew Mellon).
25) المسند، صالح بن محمد. تقنيات المعلومات والاتجاهات الراهنة في المكتبات ومراكز المعلومات• (دراسات عربية في المكتبات وعلم المعلومات) القاهرة، دار غريب للنشر، م• 5، ع• 3 )سبتمبر 2000(.
26) Clajus, Gesila, Maier, Christina: Elektronische zeitschriften an der universitat und stadtbibliothek koln. BD.35 (2001)9. P.995.
27) Kirchgassen, Adalbert. Die versorgung der hochschulen mit wissenschaftlichen literatur. BD.36 (2002)2 p.183.
28) op.cit. p.186.
29) op.cit. p.187.
30) Siebeck, Georg. Die grenzen der digitalen wissenschaft. Vortrag beim Deutschen bibliothekartag in bielefeld am 3.avril, 2001.
31) المسند، صالح بن محمد. المرجع السابق، ص• 15 •
32) Berger, Gabriel. Bibliothekslizenzen fur elektronische medien. BD.35 (2001)9. P.1157.
33) KOBV= Die kooperative bibliotheksverband Berlin- Brandenburg.
34) Kuberek, Monika. Der KOBV-eine regionale service- einrichtung fur nutzer und bibliotheken. BD-36 (2002)4. P.p.454-460.
35) لمزيد من المعلومات انظر:
information for KOBV= http://www.kobv.de/
انظر ايضا:
information for ZIB= http://www.zib.de/index.de.html.

محب بلاده
2010-12-16, 09:15
ولك هذا الرابط أيضاً (http://jamahir.alwehda.gov.sy/__archives.asp?FileName=92689657920091102225622)

محب بلاده
2010-12-16, 09:16
هذا الرابط بعنوان : أثر تكنولوجيا المعلومات على عملية القرارات والاداء (http://www.scribd.com/doc/8476998/-) ( واقع المؤسسة الجزائرية )

محب بلاده
2010-12-16, 09:17
مرجع آخر بعنوان : وظائف وأهمية المكتبات ومراكز المعلومات (http://www.scribd.com/doc/20118540/5-%D9%88%D8%B8%D8%A7%D8%A6%D9%81-%D9%88%D8%A7%D9%87%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%AA%D8%A8%D8%A7%D8%AA-%D9%88%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%83%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D9%84%D9%88%D9%85%D8%A7%D 8%AA)

محب بلاده
2010-12-16, 09:17
دور المكتبة الجامعية في ظل التطورات التكنولوجية اد/نادية بعيبع وا/بن غذفة شريفة (http://assps.yourforumlive.com/montada-f6/topic-t16.htm#29)

مجد4000
2010-12-16, 10:39
أخي الكريم:
وفقك الله وكان لك عونا وسدد خطاك

أريد منك أخي الفاضل بحث في المواضيع التالية لو سمحت
1-نظام الأفق المطبق في المكتبات الجامعية أو أي مكتبة
2- كيفية إنشاء المستودعات الرقمية (شرح تفصيلي)

ثانيا عندي مقالة أنجليزية ولم أستطع ترجمتها فهل يمكن أن تدلني طرق مناسبة للترجمة؟
جزاك الله خيرا

مجد4000
2010-12-16, 10:41
نسيت أن أكتب
مستواي : جامعية
الوقت: بعد الغد

محب بلاده
2010-12-16, 11:32
نظام ..الأفق.." Horizon"

الأفق(horizon).
أصبحت للفهرسة أهمية في المكتبات ومراكز المعلومات حيث يمكن التعرف على ماتحتويه المكتبة من مطبوعات ولأن عملية البحث في الفهرس البطاقي لها بعض المشاكل وعيوب فقد تم الحل وذلك عن طريق استخدام الحاسب الآلي لتخزين المعلومات واسترجاعها ويتم في الفهرسة الآلية تخزين البيانات الببلوجرافية للمواد المكتبية في الحاسب الآلي وفق قواعد مقننة للفهرسة وذلك عن طريق استمارات إدخال البيانات ويتم تخزين حقول الفهرسة المقروءة آلياً وفق نظام يعرف بالأشكال وهو من أهم الأدوات الفنية اللازمة . لتحويل الفهرسة من شكلها التقليدي إلى شكلها المقروء آلياً .
برنامج الأفق(horizon)
هو نظام متكامل يحتوي على برامج تغطي كافة العمليات الإدارية والفنية في مركز المعلومات والمكتبات وهي " التزويد والفهرسة والدوريات والبحث والإعارة ويمتاز هذا النظام بعدة من الخصائص مثل إمكانية العمل على مختلف الأجهزة وإمكانية ربط المكتبات من خلال الشبكات المعلومات وبدون جهد اضافي ومكانيه قراءه التسجيلات وكتابتها للتصنيف مثلvamarc’uninarc. , فهو يعمل هذا النظام تحت برنامج ويندوز المشهور فهو يقدم برنامجا احتياطيا للإعارة ويستخدم في حالة توفق هذا النظام الأصلي ولان النظام مهيأ للتطوير المستمر ، فهو يحتوي على ملفات الإعارة بالنظام على جميع الوظائف التي تتحكم عمليات الإعارة المختلف
فمنها -:
1- إضافة بيانات المستعير
2- تسجيل عمليات الإعارة وتجديد الإعارة وإعادة الكتب المعارة
3- إصدار قوائم بالكتب المطلوبة للاعاره
4- ربط كافة العمليات مع سياسات الإعارة بالمكتبة .
5- التوافق مع نظام البريد الكتروني.
6- ضمان امن المعلومات وتحديد صلاحيات العاملين
7- ضبط فترات الإعارة و أجدار استفسارات التأخير
8- حساب الفارمات وجدار الفواتير المترتبة عليها
9- إدارة وتسجيل عمليات الإعارة التبادلية مع المكتبات الأخرى
10- تقديم تقارير يومية وشهرية أو حسب الحاجة لكافة عمليات الإعارة .
وعن طريق البحث المتقدم في الأفق اليدوي و استخدام الفهرس الآلي opac
طريقة التي تقوم بها موظفة الإلكترونيات في كيفية تعليم المستفيدين كيفية الدخول على الفهرس الآلي .
-1 اختيار الأيقونة الخاصة بالفهرس الآلي العربي أو الإنجليزي من سطح حسب حاجة المستفيد 2 - تظهر لنا شاشة الدخول لنظام الأفق ثم أضغطي موافق .
3- تظهر لك شاشة البحث وتضمن اختيارات متعددة وهي قائمة المؤلفين / قائمة العناوين .........إلخ



وفي هذا المرحلة يصيح إمامك اختيارين

-1 كتابة العبارة المطلوب البحث عنها مباشرة في خانة البحث .
2- تظهر لك شاشة تضمن أسماء المؤلفين أشيري بالسهم على المؤلف المطلوب ثم أضغطي عرض العناوين تظهر لك قائمة بالعناوين للمؤلف .
-3 يمكن الحصول على تفاصيل عن إي عنوان بالضغط على العنوان لتظليله ثم ضغط على عرض التفاصيل .

نظام الأفق: الحل الأكثر مرونة لجميع أنواع المكتبات

أصبح نظام الأفق - وخلال سنوات قليلة - نظام إدارة المعلومات المفضل لدى العديد من المكتبات ومراكز المعلومات حول العالم، ويعود السبب في ذلك أن نظام الأفق تم تطويره بالاعتماد على سنوات عديدة من الخبرات المتراكمة في مجال صناعة برمجيات إدارة المعلومات والمكتبات عالية التقنية، مما أنتج نظام متكامل يجمع بين الخصائص الوظيفية المتطورة والمرونة والسهولة في آن واحد.
نظام الأفق يتوافق مع احتياجات كافة أنواع المكتبات: الوطنية أو العامة منها، والأكاديمية، والخاصة، والمدرسية. بالإضافة إلى ذلك، دعم تكتلات المكتبات Libraries Consortia بشكل أكثر من أي من موردي أنظمة إدارة المعلومات الأخرين. وتشمل شركتي داينكس والنظم هذه التكتلات برعايتها وبتكامل المعايير والبروتوكولات الجديدة، وتقديم التقنية المتفوقة. خصائص نظام الأفق الوظيفية مصممة بشكل مجموعة من الأنظمة الفرعية Modular systems مترابطة ومتكاملة فيما بينها وقابلة للأقلمة وفقاً لمتطلبات تدفق عمليات المكتبة Workflow التي تعتمد النظام، تتبادل هذه الأنظمة الفرعية المعلومات فيما بينها بحرية تامة.
لذا لا تتطلب المكتبات المعتمدة للنظام توفير قواعد بيانات مخصصة للوظائف المتنوعة للنظام ولا يحتاج العاملون على نظام الأفق في المكتبات من تكرار المهام. وبعكس أنظمة إدارة المعلومات والمكتبات الأخرى، فإن نظام الأفق يتأقلم ويتوافق مع الطريقة التي تسير بها عمليات المكتبة التي تعتمد النظام ولا يجبر المكتبة والعاملين فيها على تغيير إجراءاتهم للتعامل معه.
كما أن موظفي المكتبة التي تعتمد الأفق سيستمتعون بخصائص بيئة تشغيل نظام الأفق والتي تمتاز بالسهولة والكفاءة العالية ، اذ تجعل كافة تطبيقات النظام ووظائفه تظهر في نافذة على سطح مكتب المستخدم ، وتلغي الحاجة الى فتح أو إغلاق التطبيقات المختلفة أو البحث عن تطبيقات أو وظائف في أماكن مختلفة من جهاز المستخدم.
كما أنه بالامكان أقلمة البيئة التشغيلية لنظام الأفق لكل مستخدم للنظام كي يتمكن مجموعة من المستخدمين من الدخول إلى النظام عبر جهاز واحد فقط وبحيث تظهر تلك التطبيقات التي تعني بالمهام الوظيفية لكل مستخدم على حده. بل يذهب نظام الأفق إلى أبعد من ذلك في مجال أقلمة البيئة التشغيلية للنظام، إذ يمكن للمستخدم أن يجعل كافة تطبيقاته الأخرى والموجودة على سطح مكتب جهازه تظهر من خلال البيئة التشغيلية للنظام بحيث تصبح بيئة الأفق هي البيئة الوحيدة التي يحتاج إليها المستخدم لتشغيل كافة تطبيقاته الموجودة على سطح المكتب وليس فقط تطبيقات الأفق. هذه القدرات الفائقة في الأقلمة يمكن أن تطبق على مستوى المكتبات المشاركة في اتحاد المكتبات.
ولتحقيق المرونة الفائقة فقد صمم نظام الأفق آخذا المستقبل في عين الاعتبار من خلال التصميم المفتوح والذي يضمن تطور نظام الأفق حسب احتياجات المكتبة والتغير في تدفق عملياتها، الأمر الذي من شأنه حماية الاستثمار الذي قامت به المكتبة في نظام ادارة المعلومات.

مميزات رئيسية للنظام :

نظام الأفق يمتاز بالعديد من الخصائص المتفوقة في مجال صيانة قوائم الاستناد، والاعارة، وضبط الدوريات، والتزويد، والتي منها على سبيل المثال:
الفهرسة وقوائم الاستناد Cataloging & Authority Control
- دعم كامل لنظام MARC21 أو مارك الموحد UNIMARC.
- تسجيلات لكل الأنواع والوسائط المادية والتي لها صيغ مارك معرّفة.
- مساعدة فورية للسياق context-sensitive help، متضمنة مساعدة مارك.
- تحرير مارك بأسلوب خصائص معالجة الكلمات.
- مدقق إملائي ولغوي للسياق.
- تتبع ملكية التسجيلة.
- امكانية إستيراد وتصدير التسجيلات.
- طباعة وسيمات كعب وجيب الكتاب.
- التوافق مع معيار الشفرة الموحدة UNICODE.
- امكانية إعادة تعريف تيجان مارك وفقا للحاجة.
- سهولة إدخال العلامات الصوتية Diacritic

الإعارة Circulation
- تتبع تسجيلات المستعيرين (عرض السجل التاريخي للمستعير).
- تتبع تسجيلات الأوعية المعارة بالمكتبة (عرض السجل التاريخي للأوعية المعارة).
- إدارة حسابات الغرامات والمدفوعات.
- ارسال اشعارات المستفيدين بالبريد الإلكتروني.
- إدارة طلبات الحجز والتمديد.
- تقرير الحجوزات منتهية الصلاحية/الملغاة.
- دعم كامل للمعرفات المرمزة مثل أرقام الترميز العمودي وأشرطة الأمن الممغنطة.
- مصفوفة امتيازات إعارة متطورة ثلاثية الأبعاد تعتمد على الموقع، ونوع الوعاء، ونوع المستفيد.
- إصدار إحصاءات يومية وبشكل آلي مع طباعة التقارير من أي محطة تشغيل.
- دعم نظم الإعارة الذاتية Self-Check مثل 3M من خلال بروتوكول المعياري SIP2

ضبط الدوريات Serial Control
- قدرات عالية على انشاء أنماط التنبؤ المتنوعة.
- تنظيم مواعيد التجليد ومتابعة مراحلها.
- قوائم سهلة الاستخدام لتسجيل الورود وضبط الدوريات.
- ميكنة مطالبات الدوريات.
- تهيئة متطورة جدا لأنماط النشر، من الأبسط إلى الأكثر تعقيداً.
- إنشاء أوعية الدوريات.
- معلومات دقيقة عن ملخص المقتنيات.
- إشعارات وجذاذات عمل تسجيل الورود للإمداد بإجراءات المعالجة الخاصة.
- مطالبات آلية اعتمادا على تواريخ تسجيل ورود تم التنبؤ بها.

التزويد Acquisition
- إنشاء ملف اقتراحات الشراء (سجل الاقتراحات).
- صيانة معلومات المورد بالاتصال المباشر.
- إدارة الميزانيات والمشتريات عبر نظام محاسبي هرمي للتمويل.
- إعداد نماذج أوامر الشراء والمطالبات وإرسالها آلياً للموردين.
- امكانية البحث والطلب المباشر من مخازن موردي الكتب بإستخدام معيار التكامل مع الموردين VIP.
- الحصول التلقائي وبصيغة مارك على البيانات الببلوجرافية وبيانات الأوعية.
- القدرة على تحميل تسجيلات مارك من الموردين مثل Baker and Taylor Title Source II.

إليكم خصائص عامة لنظام الأفق متمنياً وصول الإفادة للمستفيد :

1- يبنى نظام الأفق 7.3 في بيئة أو عمارة متعددة الأطر مكونة من :
• خادم قاعدة البيانات .
• خادم التطبيقات عبر الإنترنت .
• برمجية الأفق لمحطات العميل .

2- تطوير منصة إطلاق ترقي جديدة تبسط من عملية ترقية إصدارة نظام الأفق إلى الإصدارة التالية بسهولة ويسر .
وهي عبارة عن أداة أوتوماتيكية تساعد في عملية الترقي. وتمكن إداري النظام أثناء تنفيذ عملية الترقي، أن يعرف ويرى في أي لحظة أين هو من عملية ترقية الإصدارة ، ليحدد ما تم تنفيذه من خطوات الترقي . كما تساعده في إمكانية الاختيار إما تنفيذ خطوات الترقي كل على حدة بأسلوب الخطوة خطوة ، أو أن يتبع أسلوب الترقي دفعة واحدة.

3- الإتاحة الفورية لكل من ملفات السجلات التي تنشئها منصة إطلاق الترقي أوتوماتيكياً ، وكذلك توثيق كل خطوة في عملية الترقي ، فتكون متاحة فوراً من خلال واجهة المستفيد .

4- يمكن التعامل مع النظام بأسلوب التجوال بين الأنظمة الفرعية المختلفة بسهولة.

-5 إمكانية فتح أي شاشة في أي نظام فرعي في أي لحظة أثناء العمل في نظام فرعي آخر.

6- إمكانية التنقل بين الشاشات المفتوحة باستخدام دفتر العمل ، مع إمكانية تعطيل هذه الخاصية والتعامل مع كل شاشة على حدة .

7- استخدام F10 كمفتاح خاص لإرسال التسجيلة المفتوحة إلى الأنظمة الفرعية أو إلى الأماكن الافتراضية التي يمكن إرسال التسجيلة إليها .

8- يمكن لمكتبات التجمعات أو الاتحادات اختيار طرق مختلفة في إعداد التقارير والفترات الزمنية لهذه التقارير بشكل مستقل عن باقي المكتبات الأعضاء في التجمع.

9- يسمح النظام بإنشاء حتى 765 موقع ، وكان من قبل مسموح بإنشاء حتى 250 موقع. هذه الخاصية تدعم حاجة تجمعات المكتبات والفهارس الموحدة للمواقع الإضافية .

-10 يدعم نظام الأفق نظام الشفرة الموحد ، ويوجد حالياً إصدارات إقليمية من نظام الأفق في خمسة لغات من لغات العالم ذات اتجاه الكتابة من اليسار لليمين: الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، الروسية، الأسبانية.

11- يوجد الآن أيضاً إصدارتين للغات ذات اتجاه الكتابة من اليمين لليسار وهي : العربية والعبرية.

12- كما توجد إصدارة باللغة الصينية

محب بلاده
2010-12-16, 11:32
رسالة - تطبيق مفهوم إدارة الجودة الشاملة في المكتبات الجامعي (http://www.google.dz/url?sa=t&source=web&cd=8&ved=0CCwQFjAH&url=http%3A%2F%2Fhasdl.kau.edu.sa%2Feresources%2FB Y%2520TITLE%2F%25D8%25AA%25D8%25B7%25D8%25A8%25D9% 258A%25D9%2582%2520%25D9%2585%25D9%2581%25D9%2587% 25D9%2588%25D9%2585%2520%25D8%25A5%25D8%25AF%25D8% 25A7%25D8%25B1%25D8%25A9%2520%25D8%25A7%25D9%2584% 25D8%25AC%25D9%2588%25D8%25AF%25D8%25A9%2520%25D8% 25A7%25D9%2584%25D8%25B4%25D8%25A7%25D9%2585%25D9% 2584%25D8%25A9%2520%25D9%2581%25D9%258A%2520%25D8% 25A7%25D9%2584%25D9%2585%25D9%2583%25D8%25AA%25D8% 25A8%25D8%25A7%25D8%25AA%2520%25D8%25A7%25D9%2584% 25D8%25AC%25D8%25A7%25D9%2585%25D8%25B9%25D9%258A% 25D8%25A9%2520%25D8%25AF%25D8%25B1%25D8%25A7%25D8% 25B3%25D8%25A9%2520.pdf&rct=j&q=%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9 %81%D9%82%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D8%A8%D9%82%2 0%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%AA%D8% A8%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8 %B9%D9%8A%D8%A9&ei=0-kJTfzsCcrysga79PWYCg&usg=AFQjCNHB9DA980JeO-NYRF9lWl3s9Bl2vw&cad=rja)

نوع الملف: PDF/Adobe Acrobat
ﻤﻨﻬﺞ ﺸﺎﻤل ﻟﻠﺘﻐﻴﻴﺭ ﺒﻌﻴﺩ ﻋﻥ ﺍﻟﻨﻅﺎﻡ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺩﻱ ﺍﻟﻤﻁﺒﻕ ﻋﻠﻰ ﺸﻜل ﺇﺠﺭﺍﺀﺍﺕ ﻭﻗﺭﺍﺭﺍﺕ ...... ﻟﻠﻤﻜﺘﺒﺎﺕ ﺍﻟﺠﺎﻤﻌﻴﺔ ﺍﻟﺴﻌﻭﺩﻴﺔ، ﻤﺜل. : ﻨﻅﺎﻡ ﺍﻷﻓﻕ.

محب بلاده
2010-12-16, 11:33
علم المكتبات و المعلومات (http://www.google.dz/url?sa=t&source=web&cd=9&ved=0CC8QFjAI&url=http%3A%2F%2Faymanbustanji.tripod.com%2FLISA.h tml&rct=j&q=%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85%20%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9 %81%D9%82%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B7%D8%A8%D9%82%2 0%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%83%D8%AA%D8% A8%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%A7%D9%85%D8 %B9%D9%8A%D8%A9&ei=0-kJTfzsCcrysga79PWYCg&usg=AFQjCNGioA0ZqKrGmLwCtNBO5x-0eBbnSg&cad=rja)

نظم المكتبات المحوسبة. تعلم نظام الأفق HORIZON · الخصائص العامة لنظام الأفق HORIZON ... الإرتباط بشبكة إنترنت في الجامعات العربية /

محب بلاده
2010-12-16, 11:35
المستودعات الرقمية للرسائل الجامعية العربية - المكتبة الرقمية ... (http://www.google.dz/url?sa=t&source=web&cd=4&ved=0CBwQFjAD&url=http%3A%2F%2Fwww.afli21.info%2FAbstracts%2Fab5 1.doc&rct=j&q=%D9%83%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%A9%20%D8%A5%D9%86%D8 %B4%D8%A7%D8%A1%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%AA%D 9%88%D8%AF%D8%B9%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%B1% D9%82%D9%85%D9%8A%D8%A9%20%28&ei=LesJTefxLIX5sgat_5m3Cg&usg=AFQjCNHk-To5Uc36cR4nIG0hw_oyuScYsg&cad=rja)

نوع الملف: Microsoft Word - إصدار HTML‏ (http://webcache.googleuser*******.com/search?q=cache:GowFdXZBE8sJ:www.afli21.info/Abstracts/ab51.doc+%D9%83%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%A9+%D8%A5%D9% 86%D8%B4%D8%A7%D8%A1+%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A A%D9%88%D8%AF%D8%B9%D8%A7%D8%AA+%D8%A7%D9%84%D8%B1 %D9%82%D9%85%D9%8A%D8%A9+%28&cd=4&hl=ar&ct=clnk&gl=dz)
المستودعات الرقمية للرسائل الجامعية العربية : دراسة تقييمية ... جاء التوجه لإنشاء مشروعات رقمنة الأطروحات ، فضلا عن إنشاء المستودعات الرقمية التى تضم مجموعة

محب بلاده
2010-12-16, 11:40
تعريف النظم الآلية:

هناك تعريفات عدة للنظم الآلية، منها مايأتي:
1/ أنها مجموعة من العناصر ذات صفات معينة تتفاعل مع بعضها لتحقيق هدف معين
2/ أنها صيغة تضمن العمل في انسجام للمدخلات، مع البرامج، والأجهزة، والقوى البشرية المتخصصة والمدربة، من أجل ضمان التحكم في تدفق المعلومات بالشكل المطلوب الذي يلبي احتياجات المجتمع
3/ أنها عبارة عن برنامج حاسب يتضمن معارف، وأفكار، ومفاهيم، من خبرات البشر في مجال موضوعي محدد، ويستخدم البرنامج من قبل أشخاص ليساعدهم على اتخاذ القرارت أو حل المشكلات التي تعترضهم في ذلك المجال

وهناك تعريفات اخرى
مفهوم النظام الالى المتكامل :-
هو نظام الى محسب والتى تشترك جميع انظمتة الفرعية الوظيفية فى قاعدة بيانات ببليوجرافية واحدة , والنظم الفرعية عبارة عن وحدات منفصلة من البرامج والتى تجمع معا التشكيل النظام الالى , وكل نظام فرعى يقوم بالاضطلاع بوظيفة اساسية من وظائف المكتبة مثل التزويد او ضبط المسلسلات او الاعارة , والنظام الالى المتكامل يشتمل على الاقل على ثلاث نظم فرعية رئيسية وهم النظام الفرعى الفهرسى , والفهرس المباشر , وضبط الاعارة
والنظام الفرعى للفهرسة مطلوب لدعم عملية ادخال البيانات وقدرات ادارة قاعده البيانات
والفهرس المباشر هو غالبا الفكرة الرئيسية لتجهيز نظام متكامل وبناء على ذلك فهو له اهمية كبيرة

شكل بناء النظام الالـــى المتكامل:

النشأة:

يرجع تاريخ النظم الالية المتكاملة الى اواخر السبعينيات , وقيل ان هذا التاريخ كانت ميكنة المكتبة تقتصر او كانت سائده ولكن فى شكل حاسبات لغرض واحد التطبيقات محددة ومخاصة عملية ضبط الاعارة والتى كانت واحدة من اول التطبيقات المكتبية التى تم تحسينها بنجاح وخلال نهاية السبعينات وبداية الثمانينات بدأ الموردين بعرض الفهارس المباشرة باعتبارها تطورات واسعه وفى منتصف الثمانينات كان قبول هذه الانظمة يحظى باهتمام كبير ولكن فى النهاية هناك القليل من انظمة المكتبات الالية التى تخدم غرض واحد او تطبيق واحد

أهداف استخدام النظم الآلية في المكتبات الجامعية:

1/تقديم المعلومات لأكبر عدد من الباحثين والمستفيدين.
2/التصدي للإنفجار المعلوماتي، والتحكم في توسعها، وإتاحتها للباحثين.
3/ توفير الجهود المبذولة في العمليات اليدوية، وتوفير في الميزانية.
4/ إتاحة الفرصة للتعاون مع أنظمة المكتبات الأخرى.
5/المشاركة في مجموعات المكتبات الأخرى.
6/ تأهيل وتدريب العاملين على العمل في بيئة معلوماتية إلكترونية.
7/ إتاحة الفهرس الآلي على الخط مباشر.
8/توحيد عملية الفهرسة باستخدام الفهرسة الآلية.
9/ إتاحة مداخل متعددة للبحث في الفهرس الآلي.
10/الحد من استخدام المعاملات الورقية، واستبدالها بالإلكترونية

أهمية النظم الآلية:

أسهمت النظم الآلية في عملية تطوير و تقنين العمليات التي تتم داخل المكتبات، ومن أبرز العمليات التي طُبقت عليها النظم الآلية، مايأتي:
1- إعداد الفهارس المحسبة للمقتنيات.
2- ضبط الإعارة في المكتبات الجامعية.
3- ربط قواعد البيانات الببليوجرافية الخاصة بنظام الإعارة.
4- أتممت عمليات التزويد.
5- أتممت إجراءات الشراء، وأوامر التوريد، والمطالبات، والإرجاع، والتسليم.
6- أتممت نظام ضبط الدوريات ومتابعتها.
7- المعالجة الفنية الإلكترونية.
8- أتممت نظام خدمات المعلومات، وخدمة الإحاطة الجارية، والبث الإنتقائي.
9- إتاحة قواعد البيانات الببليوجرافية والشبكات.
10- إتاحة برامج شبكة الإنترنت.
11- إتاحة برامج تشغيل الأوعية الإلكترونية.
12- معالجة الكلمات والبيانات الإلكترونية

أنواع النظم الآلية:

تتعد أنواع النظم الآلية المتاحة للمكتبات ومراكز المعلومات، و يميز بعضها عن بعض الإمكانيات المتوفرة في هذه النظم من حيث التصميم و ملاءمتها لاحتياجات المستفيدين و الدعم الفني الذي تقدمه الشركة المنتجة لها. و تقسم النظم إلى نوعين: نظم مغلقة، ونظم مفتوحة.

النظم المغلقة : Closed System

تقوم الأنظمة المغلقة على استخدام نوع موحد من أجهزة الحاسب، وتعتمد على نظام واحد عند التخاطب وإرسال الرسائل، ومن أشهر النظم المغلقة Apple.
إلا أن هذه الأنظمة واجهت مشكلات، منها:
1/ضرورة استخدام أجهزة معينة وبمواصفات معينة، بحيث أنه لا يمكن تبادل المعلومات إلا عن طريق تلك الأجهزة فقط.
2/صعوبة التطوير في تلك الأنظمة بما يتلاءم مع احتياجات المكتبة الفعلية.
3/تكلفة استخدام الأنظمة المغلقة، وتحديثها عالية جدًا.

النظم المفتوحة: Open System

دعت الحاجة إلى التفكير بشكل جدي للتغير والتحول من النظم المغلقة التي عانت من عدة إشكاليات في الاستخدام، إلى النظم المفتوحة التي يمكن بواسطتها تبادل المعلومات بطريقة مفتوحة للجميع.
وأسفرت نتائج الدراسات والأبحاث عن ظهور النظم المفتوحة، التي شاع استخدامها بعد أن عرفت باسم: TCP/IP: Transmission Control Protocol/ Internet Protocol
أنظمة المكتبات الآلية:

تُعد الأنظمة العربية المعربة قليلة جدًا، والنظم العربية لم تجرب على المكتبات الكبيرة أو المتوسطة. وهناك شركات تُعرب أنظمتها لتلاءم احتياجات المكتبات العربية، وتعمل على تحسين خدماتها، وتقديم حلول ومقترحات للمشكلات. ومن هذه الأنظمة:

نظام الأفق Horizon:

أنشئته Amertic Library Services،
وقامت شركة النظم العربية المتطورة بتعريبه. ويستخدم في كثير من مكتبات العالم الغربي والعربي، وهو من النظم الحديثة المفتوحة التي تعمل على بيئات تشغيل كثيره.
مميزاته:
1/يعمل على اليونكس، الوندوز، النوفل، و OS2.
يحقق جميع وظائف المكتبة من التزويد إلى الإعارة.
يُمكن المكتبة في التحكم بتسجيلة مارك/2 MARC، وذلك بالإضافة أو الحذف، حسب احتياجات المكتبة للبيانات.
3/يُستخدم في قواعد نظام الإتصالات الخاصة بشبكة الإنترنت.
يتعامل النظام مع النصوص المكتوبة والنصوص بالصوت والصورة4/
Multi Media.
5/إمكانية المشاركة مع النظم التعاونية.
سهولة استخدامه وتشغيله على خادمات Servers، دون الحاجة للأجهزة الكبيرة.
إمكانية البحث في الفهرس الآلي OPAC، أو اعتماد الرقم المعياري ISPN، أو الكلمات المفتاحية Keywords، بالإضافة إلى ذلك تقييد البحث في نوع الوعاء.
6/إمكانية عمل ببليوجرافية في موضوع معين.
إمكانية عمل نسخ احتياطية Backup

نظام دوبيس ليبس Dobis/ Libis:
أنتجته IBM، طور النظام نتيجة لدمج دوبيس الذي أعدته جامعة دارتمون في ألمانيا الغربية، ونظام ليبس الذي أعدته جامعة لوفان البلجيكية.
ويستخدم هذا النظام مكتبات عربية في منطقة الخليج العربي، ومصر وغيرها. وقد توقفت IBM عن دعم هذا النظام عام 1992م، ونشأت شركة جديدة تبنته عُرفت بأسم إلياس ELIAS، بهدف التطوير والاستمرار في هذا المجال 0


نظام مينيزيس MINISIS:

وهو في الأساس نظام لقواعد المعلومات، وصمم من قبل المركز الدولي للبحوث والتنمية بكندا: Mini Computer Version of Integrated Sit of Information System. وصمم هذا النظام لإدارة المعلومات وقواعد البيانات الببليوجرافية، ومبني على استخدام الأوامر من خلال لوحة المفاتيح.
وفي عام 1983 تم عقد إتفاقية مع مركز التوثيق والمعلومات بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالتعاون مع مركز بحوث التنمية الدولية بكندا، يقوم بمقتضاها تعريب النظام وتوزيعه في المنطقة العربية.
وأهم مايميز هذا النظام:
يعمل على عدة لغات.
إمكانية تطبيقه على المكتبات الكبيرة، المتوسطة، الصغيرة ومراكز المعلومات.
إتاحة برنامج المكنز متعدد اللغات Thesaurus

نظام VTLS:

طور هذا النظام من قبل معهد فرجينيا The Virginia Tech Library System. تم استخدامه عام 1974م، وهو من النظم الشائعة الاستخدام في الولايات المتحدة الأمريكية، وسُوق النظام في أسبانيا، أستراليا، الكويت، ماليزيا، وسويسرا.
ويتيح هذا النظام:
-استخدام عدة لغات مختلفة، من خلال آمر خاص باللغات.
-استخدم تسجيلة مارك.
-العمل ضمن بيئة النوافذ، ويطبق المواصفات العالمية في الاسترجاع، والاتصالات، ويحقق جميع وظائف المكتبات، كالإعارة، التزويد والحجز.
مناسبة النظام المصغر منه The Micro VTLS System للتطبيق في المكتبات الصغيرة، وتمتعه بمرونة كبيرة، مع الإبقاء على سلامة الأساليب الفنية، وإمكانية البحث في أنظمة VTLS الكبيرة.
اظهار جيل جديد من النظام، وهو نظام (Virtual)، الذي يمكن استخدامه من خلال عدة برامج.
تيسر من خلال تطبيق معايير الترميز العالمي Unicode، إجراء الفهرسة والاسترجاع للمواد في المكتبات بلغاتها الأصلية، وقدرته على اتاحة عمليات الاسترجاع للحروف والرموز المختلفة، دون الحاجة لإعادة تشغيل النظام

مميزات النظام الألى:

1- الغاء عملية تكرار الجهد لخلق وصيانه النسخ المتعدده للتسجيلات الببليوجرافية .
2- تقليل فرص الاخطاء عند ادخال التسجيلات والتغيرات تنتقل وتمد اتوماتيكيا خلال النظام فى الوقت الحقيقى .
وهناك العديد من المميزات للانظمة الالية المختلفة التى تميزها عن الانظمة الاليه الغير المتكاملة والتى تؤدى الى خلق تسجيلات ببليوجرافية مكررة حيث يتم خلق تسجيله ببليوجرافية للماده فى الفهرس وعند اعارة هذه المادة سيكون هناك تسجيلة ببليوجرافية واحده للماده عادة ما يتم خلقها عند طلب المادة ثم تمتد عندما يتم فهرستها ولو تم اعاة هذه المادة فان تسجيله المستفيد ستتصل بتسجيلة الببليوجرافية ولكن دون ان يكون هناك تكرار للتسجيلات الببليوجرافية للماده فى ملف الاعارة وبالتالى فالنظام الالى الغير المتكامل يحتوى على تسجيلات لكل عنوان لكل نظام فرعى والبيانات تكون منفصلة داخل كل نظام فرعى ومع ذلك معظم الانظمة لديها برنامج (خلف الستار ) والذى يحول او ينقل البيانات بين بعض النظم الفرعية .

النظم الألية المستخدمة فى أتمتة المكتبات:

ALICE
نظام لميكنة المكتبات من شركة سوفت لينك باستراليا يعرف فى اوروبا واستراليا باسم ALICE وفى الولايات المتحدة الامريكية باسم ANNIE وفى المناطق الاخرى يعرف باسم OASIS

http://www.softlink.com.au/ALEPH
نظام الف الذي كان مستخدم في مكتبة مبارك العامة ، وهو من النظم المعربة

http://www.aleph.co.il/aLIS Advanced Library and Information System
نظام معلومات المكتبة والذي انتجه مركز المعلومات و دعم اتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء المصري ، متاح في 3 اصدارت المبسطة ، المتوسطة و الكاملة

http://www.alis.idsc.gov.eg/Amicus Client Server Library Systemتم تطويرة ليلائم الاستخدامات الخاصة بالمكتبة الوطنية الكندية نظام التى تستخدمة المكتبة وهو منتشر ومستخدم عالميا الان

http://www.elias.be/amicus/announce.htmlAmlib
نظام موجه للمكتبات الخاصة و العامة والاكاديمية

http://www.brodart.com/automatn/amlib/index.htmAurora
يعمل بتقنية الخادم / العميل client/server و مصمم للعمل في بيئة الشبكات

http://www.magna.com.au/~ait/BookWhere (http://www.magna.com.au/%7Eait/BookWhere) 2000 Cataloging Software
مجموعة برامج تسمح للمستفيد بالبحث فى الملايين من قواعد البيانات المتوفرة بالمكتبات من خلال تسجيلات مارك عبر معيار Z39.50

http://www.bookwhere.com/Biblioscape برنامج لادارة وبناء الببليوجرافيات

http://www.biblioscape.com/BlissLib
نظام مكتبات يصلح للتطبيق في المكتبات الصغيرة الشخصية و المدرسية ، ويتعامل مع مختلف مصادر المعلومات

http://xontl.com/ Bookmarkبرنامج لادارة المكتبات المدرسية ، مطبق في 1200 مكتبة مدرسية في استراليا ، وكذلك مطبق في تايلاند ، البرازيل ، اندونسيا ، اوكرانيا ، ماليزيا و لاتفيا

http://www.nexus.edu.au/bookmark/Con...dex.htmCadomel
برنامج صمم خصيصا للمكتبات المدرسية والصغيرة

http://www.cadomel.com/CDS/ISIS
برنامج ميكنة المكتبات الذى ترعاة وتطورة اليونسكو ، و هو احد النظم المعربة و يوزع مجانا

http://www.unisco.org/webworld/isis/isis.htm DIAKON Systems
برنامج متكامل لادارة المكتبات وصمم خصيصا للمكتبات الصغيرة وتوجد نسخة تجريبية Demo للبرنامج يمكن انزالها مجانا من على الموقع

http://www.diakonsystems.com/Data*Library
برنامج لادارة المكتبات الصغيرة و المتوسطة

http://www.altarama.com.au/Data Trekhttp://www.eosintl.com.au/DOBIS/LIBIShttp://www.elias.be/Genesis http://www.lrms.com/Greenstone Digital Library Software
مجموعة برامج لبناء وادارة المجموعات الرقمية

http://www.greenstone.org/english/home.htmlHorizon
Library Management system احد النظم المعربة و يعرف بنظام الافق
http://n532.als.ameritech.com/horizon.htmINNOPAC

http://www.iii.com/InSite
Software
برنامج يقوم بانشاء فهارس للمكتبات المدرسية

http://www.primenet.com/Kelowna Software
نظام موجه للمكتبات المدرسية

http://www.awinc.com/Library4/Knight
Ridder's CAR
http://www.carl.org/Koha
Open Source Library System
برنامج متكامل للمكتبات يمكن ادارة المجموعات وبناء فهرس متاح على الخط المباشر وغيرها من الامكانات الاخرى

http://www.koha.org/KRC
Software برنامج متخصص لادارة المكتبات المتخصصة فى القانون

http://www.krcsoftware.com/Library4U...om/Libdata.com برنامج متكامل للمكتبات يصلح للمكتبات المدرسية والصغيرة

http://demo.libdata.com/Liberty Automated Library System
برنامج لادارة المكتبات ويوجد له نسخة تجريبيه يمكن انزالها مجانا من على الموقع

http://www.essentialskills.net/The Librarianبرنامج متكامل للمكتبات يشتمل على العديد من الانشطة المكتبية و يمكن لكل مكتبة اختيار ما يناسبها فى التطبيق

http://www.brainbuilt.com/main_products.htmLibrary Automation Management
برنامج متكامل يصلح للمكتبات الصغيرة والمتوسطة فى مجموعاتها سواء كانت عامة او مدرسية او متخصصة

http://libraryautomation.com/Library automation software
برنامج متكامل للمكتبات يشتمل على العديد من الوظائف المختلفه ويتضمن فهرس متاح على الخط المباشر وبناء تسجيلات مارك وغيرها من الانشطة المكتبية

http://www.librarysoft.com/The Library Corporation (TLC)برنامج متكامل لادارة المكتبات يتوافق مع نظم تشغيل النوافذ الخاصة بالشبكات ليدعم كافة تطبيقات سطح المكتب المتداولة بين المستفيدين

http://www.tlcdelivers.com/LibraryTools.COM
برنامج سهل الاستخدام للتدريب على استخدام تصنيف مكتبة الكونجرس وتصنيف ديوى

http://www.librarytools.com/LibSmart
برنامج متكامل صمم خصيصا لخدمة المكتبات المدرسية والصغيرة

http://www.geocities.com/libsmartsoftware/Legal Information
Management برنامج لادارة المعلومات النصيةhttp://www.txt-mgmt.com/LIBEROhttp:/...om.au/LIBERTAS
من النظم المنتشرة و يقوم بجميع انشطة المكتبات

http://www.sls.se/sls/libertas.htmLibrarysoft
نظام يتعامل مع عدد كبير من التسجيلات ويصلح للعمل في بيئة الشبكات

http://www.librarysoft.com/MC2 Systems
نظام آلي للمكتبات يعمل في بيئة الدوس

DOS http://www.laker.net/The MARC of Quality (TMQ)
اداة تساعد فى بناء وادارة تسجيلات مارك بسهولة http://www.marcofquality.com/MARC Link

Retrospective Conversion برنامج يقوم بتحويل التسجيلات لتتوافق مع شكل ماركhttp://www.marclink.com/ PC

Card Cataloghttp://www.diakonsystems.com/PhpMyLibraryبرنامج (http://www.diakonsystems.com/PhpMyLibrary%D8%A8%D8%B1%D9%86%D8%A7%D9%85%D8%AC) متكامل يمكنه العمل من خلال الانترنت بسهولة يسمح بتصدير واستيراد البيانات والمعلومات

http://sourceforge.net/projects/phpmylibrary/Practical Software Solutions برنامج لتصنيف ديوى صمم للمكتبات المدرسية

http://home1.gte.net/res0frhw/index.htm ResourceMate
برنامج متكامل للعمليات الفنية والخدمات موجه للمكتبات المدرسيه والصغيرة يعمل من خلال نظم تشغيل النوافذ

http://www.resourcemate.com/ Spydus
برنامج متكامل للمكتبات صمم ليلائم احتياجات المكتبات والمتاحف والمجموعات التاريخية والفنية ومراكز المعلومات

http://www.sanderson.net.au/ SFXبرنامج من تطوير Ex Libris
للربط بين المجموعات التعليمية والمدرسية

http://www.aleph.co.il/sfx/Sydney Plushttp://www.ils.ca/URICA Sites
نظام آلي يعمل في بيئة الشبكات و يدعم تبادل الاعارة بين المكتبات ، و توجد نسخة تجريبية على الموقع يمكن تنزيلها

http://www.lights.com/hytelnet/sys/sys012.html Unicorn احد النظم المعربة حديثا ، يعمل بتقنية الخادم / العميل ، ثاني اكثر النظم تطبيقا في المكتبات على مستوى العالم

http://www.sirsi.com/Sirsiproducts/unicorn.htmlVTLSنظام (http://www.sirsi.com/Sirsiproducts/unicorn.htmlVTLS%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85) فيرجينيا المتطور ، احد النظم العربية المنتشرة في المكتبات المصرية ، فهو مستخدم في مكتبة الاسكندرية ، المكتبة القومية الزراعية ، و مكتبات كليات الهندسة بالجامعات المصرية

http://www.vtls.com/WEBRARYبرنامج (http://www.vtls.com/WEBRARY%D8%A8%D8%B1%D9%86%D8%A7%D9%85%D8%AC) يقوم باتاحة فهرس المكتبة على الانترنت



http://www.al-jlees.com/
http://www.booksys.com/webrary.htm
المصدر : موقع جماعة المكتبين العرب

محب بلاده
2010-12-16, 12:23
أريد كتب أو عروض بوربوينت أو درووس
عن spss


شكرا جزيلا



[/URL][URL="http://www.addthis.com/bookmark.php?v=250&winname=addthis&pub=boosla&source=tbx-250&lng=ar&s=google&url=http%3A%2F%2Fwww.boosla.com%2FshowArticle.php% 3FSec%3DApp%26id%3D241&title=%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84%20%D8%A8%D9%8 A%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8% B3%D8%AA%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%20%D8%A8%D8%A8%D8 %B1%D9%86%D8%A7%D9%85%D8%AC%20SPSS&ate=AT-boosla/-/-/4d09f57d24ca00de/2/4d09f58e95859746&uid=4d09f58e95859746&sms_ss=1&at_xt=1&CXNID=2000001.5215456080540439074NXC&pre=http%3A%2F%2Fwww.google.dz%2Furl%3Fsa%3Dt%26so urce%3Dweb%26cd%3D5%26ved%3D0CCQQFjAE%26url%3Dhttp %253A%252F%252Fwww.boosla.com%252FshowArticle.php% 253FSec%253DApp%2526id%253D241%26rct%3Dj%26q%3D%25 D9%2583%25D8%25AA%25D8%25A8%2520%25D8%25A3%25D9%25 88%2520%25D8%25B9%25D8%25B1%25D9%2588%25D8%25B6%25 20%25D8%25A8%25D9%2588%25D8%25B1%25D8%25A8%25D9%25 88%25D9%258A%25D9%2586%25D8%25AA%2520%25D8%25A3%25 D9%2588%2520%25D8%25AF%25D8%25B1%25D9%2588%25D9%25 88%25D8&tt=0"] (http://www.addthis.com/bookmark.php?v=250&winname=addthis&pub=boosla&source=tbx-250&lng=ar&s=********&url=http%3A%2F%2Fwww.boosla.com%2FshowArticle.php% 3FSec%3DApp%26id%3D241&title=%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84%20%D8%A8%D9%8 A%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8% B3%D8%AA%D8%A8%D9%8A%D8%A7%D9%86%20%D8%A8%D8%A8%D8 %B1%D9%86%D8%A7%D9%85%D8%AC%20SPSS&ate=AT-boosla/-/-/4d09f57d24ca00de/1/4d09f58e95859746&uid=4d09f58e95859746&sms_ss=1&at_xt=1&CXNID=2000001.5215456080540439074NXC&pre=http%3A%2F%2Fwww.google.dz%2Furl%3Fsa%3Dt%26so urce%3Dweb%26cd%3D5%26ved%3D0CCQQFjAE%26url%3Dhttp %253A%252F%252Fwww.boosla.com%252FshowArticle.php% 253FSec%253DApp%2526id%253D241%26rct%3Dj%26q%3D%25 D9%2583%25D8%25AA%25D8%25A8%2520%25D8%25A3%25D9%25 88%2520%25D8%25B9%25D8%25B1%25D9%2588%25D8%25B6%25 20%25D8%25A8%25D9%2588%25D8%25B1%25D8%25A8%25D9%25 88%25D9%258A%25D9%2586%25D8%25AA%2520%25D8%25A3%25 D9%2588%2520%25D8%25AF%25D8%25B1%25D9%2588%25D9%25 88%25D8&tt=0)تحليل بيانات الاستبيان ببرنامج SPSS



حميل الملف http://www.boosla.com/images/download.png (http://www.boosla.com/download.php?f=spss_survey.pdf)
نوع الملف: pdf
حجم الملف: 3.28 MB

كيفية قراءة الكتاب:

1- اضغط على أيقونة التحميل http://www.boosla.com/images/download_thumb.png و حمّل الملف على جهازك
2- ستحتاج لقراءة الملف إلى برنامج PDF

اختر أحد البرامج و قم بتنصيبه على جهازك
1- برنامج Foxit Reader (http://download.cnet.com/Foxit-Reader/3000-10743_4-10313206.html?part=dl-116442&subj=dl&tag=button/) - حجم الملف 6.67 MB
2- برنامج Acrobat Reader (http://get.adobe.com/reader/) - حجم الملف 37 MB

محب بلاده
2010-12-16, 12:24
النسخة الأحدث من البرنامج الأحصائي الرائع Spss 17 طازجة! مع ثلاث كتب هدية!! (http://www.ali9.net/vb//showthread.php?t=3974)


النسخة الأحدث (http://www.ali9.net/vb//showthread.php?t=3974) من البرنامج (http://www.ali9.net/vb//showthread.php?t=3974) الأحصائي (http://www.ali9.net/vb//showthread.php?t=3974) الرائع (http://www.ali9.net/vb//showthread.php?t=3974) Spss (http://www.ali9.net/vb//showthread.php?t=3974) 17 طازجة! (http://www.ali9.net/vb//showthread.php?t=3974) مع ثلاث (http://www.ali9.net/vb//showthread.php?t=3974) كتب هدية!! (http://www.ali9.net/vb//showthread.php?t=3974)
http://i468.photobucket.com/albums/rr43/sayedmido3/d5.gif
http://i111.photobucket.com/albums/n132/AMTORNADO/tazyeen/62.gif

http://www.spss.com/05includes/hp/SPSS17-0Ad.gif

أقدم لكم النسخة (http://www.ali9.net/vb//showthread.php?t=3974) الأحدث (http://www.ali9.net/vb//showthread.php?t=3974) من البرنامج (http://www.ali9.net/vb//showthread.php?t=3974) الاحصائي الشهير Spss (http://www.ali9.net/vb//showthread.php?t=3974) 17 طازجة وجديدة

اقتباس:
SPSS هي اختصار للأحرف اللاتينية الأولى من اسم "الحزم الإحصائية للعلوم الاجتماعية" ، وهي حزم حاسوبية متكاملة لإدخال البيانات وتحليلها.
وتستخدم عادة في جميع البحوث العلمية التي تشمل على العديد من البيانات الرقمية ولا تقتصر على البحوث الاجتماعية فقط بالرغممن أنها أنشأت أصلاًلهذا الغرض ، ولكن اشتمالها على معظم الاختباراتالإحصائية ( تقريباً ) وقدرتها الفائقة في معالجة البيانات وتوافقها مع معظم البرمجيات المشهورة جعل منها أداةفاعلة لتحليل شتى أنواع البحوث العلمية .
وتستطيع Spss (http://www.ali9.net/vb//showthread.php?t=3974) قراءة البيانات من معظم أنواع الملفات لتستخدمه الاستخراج النتائج على هيئة تقارير إحصائية أو أشكال بيانية أو بشكل توزيع اعتدالي أو إحصاءاً وصفياً بسيطاً أو مركباً وتستطيع الحزم جعل التحليل الإحصائي مناسباً للباحث المبتدئ والخبير على حد سواء .
ويعتبرمحرر بيانات الـ Spss (http://www.ali9.net/vb//showthread.php?t=3974) الواجهة الأولية للحزم ، وهي واجهة تشبه الجداول الإلكترونيةوتستخدم لإدخال البيانات الخام لأول مرة . ومن خلال المحرر يمكن قراءة البيانات وتعديلها أو تغيرها التعامل مع المتغيرات وتسميتها أو تغير أسمائها ومن خلال محرر البيانات تحفظ ملفات البيانات وتسمى ملفات بيانات Data files ولا يستطيع هذا الملف استخراج أي نوع من النتائج ، وإنما النتائج ترسل إلى نوع آخر من الملفات وهي ملفات المخرجات .
وملفات المخرجات Output files تحوي على جميع النتائج التي تتم بعد أي عملية إحصائية ، وفي كل مرة يطلب البرنامج (http://www.ali9.net/vb//showthread.php?t=3974) من المستخدم حفظ الملف أو حذفه،ويوصى بعدم حفظ جميع ملفات المخرجات إلا ما يحتاجه الباحث أو المستخدم بصفةمستمرة وبعد أن يتأكد من صحة النتائج أما ملفات البيانات فإنه يجب حفظها بأكثر منملف والحفاظ عليها نظراً لان فقدها يؤدي إلى إعادة الإدخال كاملاًبعكس ملفات المخرجات التي لا يتطلب استرجاعها سوى استرجاع العمليةالإحصائية، وطلب النتائج منالبرنامج . وفي النسخ الأخيرةمن الـ Spss (http://www.ali9.net/vb//showthread.php?t=3974) يمكن التعامل مع المخرجات ( بيانات أورسومات ) وتعديلها في نظام شجري جميل وسهل يمكن التحكم فيه بكل يسر وسهولة .
ومنخلال قائمة الأوامر وخيارات البرنامج (http://www.ali9.net/vb//showthread.php?t=3974) يستطيع الاختيار بين العديد من عمليات تعديل البيانات وتشكيلها وبين الاختبارات الإحصائية المتعددة وأنواع كثيرة من الرسوم البيانية الجميلة .
وعموما: فإنه يمكن إجمال مراحل تحليل البيانات بالخطوات التالية:
1- ترميز البيانات.
2- إدخال البيانات في الـ SPSS.
3- اختيارالاختبار أو الشكل المناسب.
4- تحديد المتغيرات المرادتحليلها.
" منقول من موقع الدكتورابراهيم المحيسن"

http://www.ashefaa.com/files/Photo/bluline.gif

الجديد في هذه النسخة
http://sl.glitter-graphics.net/pub/429/429144u9bjhvdwij.gif

Improved Research and Reporting Tools
Multiple imputation of missing values: allows you to quickly and accurately estimate data where entries are missing for better results (In Spss (http://www.ali9.net/vb//showthread.php?t=3974) Missing Values add-on module)
Enhanced Syntax Editor: create, correct, and test syntax with a minimum of errors in shorter time
Improved Microsoft Office integration: create cleanly formatted Office reports faster for timely delivery to decision makers

More accessible to both business users and expert statistical programmers
Custom Dialog Builder: quickly create new interfaces for custom or existing Spss (http://www.ali9.net/vb//showthread.php?t=3974) procedures, making it easier for beginners and generalists to drive results
SPSS EZ RFM™ add-on: boost direct marketing and sales efforts by enabling marketers to easily perform recency, frequency, and monetary value (RFM) analysis

Easier Enterprise Integration, Deployment and Management
Deeper integration between Spss (http://www.ali9.net/vb//showthread.php?t=3974) Statistics and Spss (http://www.ali9.net/vb//showthread.php?t=3974) Predictive Enterprise Services™: allows teams using Spss (http://www.ali9.net/vb//showthread.php?t=3974) Statistics and Clementine® from Spss (http://www.ali9.net/vb//showthread.php?t=3974) Inc. to work seamlessly together, with options that allow you to deploy the very best models from each product
Extended administration tools: control and optimize the performance of Spss (http://www.ali9.net/vb//showthread.php?t=3974) Statistics Server and quickly pinpoint bottlenecks and issues
Additional multi-threaded procedures: improved performance on multi-core hardware allows more efficient data preparation, analysis, and report creation


http://img377.imageshack.us/img377/729/r1jrt1cn3.gif

http://www.megaupload.com/?d=HW5V0QN4 (http://www.megaupload.com/?d=HW5V0QN4)
http://www.megaupload.com/?d=FGHLAUZL (http://www.megaupload.com/?d=FGHLAUZL)

OR

http://rapidshare.com/files/15173887...iNOX.part1.rar (http://rapidshare.com/files/151738870/SPSS.Statistics.v17.Multilingual-EQUiNOX.part1.rar)
http://rapidshare.com/files/15173886...iNOX.part2.rar (http://rapidshare.com/files/151738863/SPSS.Statistics.v17.Multilingual-EQUiNOX.part2.rar)


http://www.al-wed.com/pic-vb/118.gifالهديةhttp://www.al-wed.com/pic-vb/118.gif



اليكم هذا الكتاب القيم عن البرنامج (http://www.ali9.net/vb//showthread.php?t=3974) وكيفية استخدامه

Using Spss (http://www.ali9.net/vb//showthread.php?t=3974) for Windows: Data Analysis and Graphics

http://images.amazon.com/images/P/0387400834.01._SCLZZZZZZZ_.jpg

للتحميل من هناااااااااااااااااا (http://rapidshare.com/files/11626400/usingspss4win2.rar)


http://www.arabsys.net/pic/zkarf/48.gif



وهذه هدية اضافية
كتاب متميز ايضا عن البرنامج

SPSS Survival Manual: A Step By Step Guide to Data Analysis Using Spss (http://www.ali9.net/vb//showthread.php?t=3974) for Windows (Version 10)

http://ecx.images-amazon.com/images/I/511DABS32GL.jpg

للتحميل من هنااااااااااااااا (http://www.4shared.com/account/file/48671916/c533357b/SPSSSurvivalManual.html)
الحجم 30 ميقا


http://www.arabsys.net/pic/zkarf/48.gif




وهذا كتاب ثالث لتعم الفائدة ويستفيد الجميع

A Handbook of Statistical Analyses Using SPSS

http://ecx.images-amazon.com/images/I/413QE1H2GXL.jpg

رابط التحميل هناااااااااااااا (http://ifile.it/78bh0s/a_handbook_of_statistical_analysis_using_spss.rar)


http://www.sf7at.com/vb/images/smiles/0000143.gif
http://www.absba.org/vb/showthread.php?t=703315

المصدر: منتديات بوابة مصادر التعلم (http://www.ali9.net/vb/)

محب بلاده
2010-12-16, 12:26
سلسلة دروس تعليمية لإتقان برنامج SPSS



من هنا (http://www.arabicstat.com/board/forumdisplay.php?f=86)

محب بلاده
2010-12-16, 12:27
دروس برنامج SPSS فى صورة ملفات PowerPoint
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يمكن للزملاء لمن لديه الرغبة فى الحصول على دروس برنامج العرض والتحليل الاحصائى SPSS كملفات PDF أو PowerPoint ( (http://www.fileflyer.com/view/1daHoB2)الضغط هنا (:%2Famustafa%2FPages%2FLspss.aspx)) ونرجو ان لاتنسانا بالدعاء

محب بلاده
2010-12-16, 12:46
دروس لتعلم واتقان العرض والتحليل الاحصائي


الدرس
PDF
مقدمة
http://faculty.ksu.edu.sa/amustafa/PublishingImages/pdf1.jpg (http://faculty.ksu.edu.sa/amustafa/Courses/SPSS/Lesson0.pdf)
اعداد البرنامج ومحرر البيانات
http://faculty.ksu.edu.sa/amustafa/PublishingImages/pdf1.jpg (http://faculty.ksu.edu.sa/amustafa/Courses/SPSS/Lesson1.pdf)
التعامل مع البيانات
http://faculty.ksu.edu.sa/amustafa/PublishingImages/pdf1.jpg (http://faculty.ksu.edu.sa/amustafa/Courses/SPSS/Lesson2.pdf)
تحويل البيانات
http://faculty.ksu.edu.sa/amustafa/PublishingImages/pdf1.jpg (http://faculty.ksu.edu.sa/amustafa/Courses/SPSS/Lesson3.pdf)
وصف بيانات متغير واحد
http://faculty.ksu.edu.sa/amustafa/PublishingImages/pdf1.jpg (http://faculty.ksu.edu.sa/amustafa/Courses/SPSS/Lesson4.pdf)
وصف بيانات متغيرين
http://faculty.ksu.edu.sa/amustafa/PublishingImages/pdf1.jpg (http://faculty.ksu.edu.sa/amustafa/Courses/SPSS/Lesson5.pdf)
الاختبارات الاحصائية لعينه وعينتين
http://faculty.ksu.edu.sa/amustafa/PublishingImages/pdf1.jpg (http://faculty.ksu.edu.sa/amustafa/Courses/SPSS/Lesson6.pdf)
تحليل التباين
http://faculty.ksu.edu.sa/amustafa/PublishingImages/pdf1.jpg (http://faculty.ksu.edu.sa/amustafa/Courses/SPSS/Lesson7.pdf)
الانحدار المتعدد
http://faculty.ksu.edu.sa/amustafa/PublishingImages/pdf1.jpg (http://faculty.ksu.edu.sa/amustafa/Courses/SPSS/Lesson8.pdf)
الاختبارات اللامعلمية
http://faculty.ksu.edu.sa/amustafa/PublishingImages/pdf1.jpg (http://faculty.ksu.edu.sa/amustafa/Courses/SPSS/Lesson9.pdf)

sara-89
2010-12-16, 15:36
السلام عليكم

خويا معليش نطلب منك المساعدة مرة أخرى .....................

اسم العضو :.sara-89

الطلب :الأعوان المكلفون بتنفيذ المحاسبة العمومية ( الأمرون بالصرف والمحاسبون العموميون)

المستوى :3 محاسبة

أجل التسليم :هذي العطلة

usto_eps
2010-12-16, 16:21
السلام عليكم
من فضلكم انا لديا بحث في مقياس علم النفس و عنوانه الذاكرة والتدكر
لجأت اليكم لاني لم أجد ما يشبع حاجتي
ومن فضلكم ان امكن مع وجود المراجع

محب بلاده
2010-12-16, 17:06
السلام عليكم

خويا معليش نطلب منك المساعدة مرة أخرى .....................

اسم العضو :.sara-89

الطلب :الأعوان المكلفون بتنفيذ المحاسبة العمومية ( الأمرون بالصرف والمحاسبون العموميون)

المستوى :3 محاسبة

أجل التسليم :هذي العطلة







- إن للمعاينة الميدانية في التسيير المالي والمادي للمؤسسات قد أفرزت الحاجة الى برمجة المواضيع الحساسة قصد توظيف القوانين والأنظمة المعمول بها فهذا الميدان ، في أطرها التي وضعت من أجلها وبالتالي توحيد وتبسيط طرق ومناهج العمل ،وهذا لا يمنع أن نذكر السادة المقتصدين أن القانون لا يمكن جهله في أي حاله من الحالات . ورغم ذلك فإننا نأمل أن نكون بهذه الأعمال ، الموجهة خصيصا للتذكير بها ، قد منحنا الأدوات اللازمة و الأساسية وسددنا حاجة لا غنى عنها ، وهي احترام قانون المحاسبة العمومية وكيفية مسك هذه المحاسبة و في الأخير تفادي التضارب في الصلاحيات والتفرغ لتحسين التسيير عامة في المؤسسات التربوية خدمة للتلميذ .
وفقنا الله واياكم ، ونفعكم بقدر مما ننوه لكم ، والسلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته.



قانون 90-21 مؤرخ في 24 محرم عام 1411 الموافق 15 غشت 1990 متعلق بالمحاسبة العمومية


إن رئيس الجمهورية
- بناء على الدستور لاسيما المادتان 115 و 177 منه
- و بمقتضى القانون رقم 63-198 المؤرخ في 8 يونيو سنة 1963,المتضمن تأسيس الوكالة القضائية للخزينة, المعدل
- و بمقتضى الأمر رقم 65-320 المؤرخ في 8 رمضان عام 1385,الموافق ليوم 31ديسمبر 1965,المتضمن قانون المالية لسنة 1966.
- و بمقتضى الأمر رقم 66-154 المؤرخ في 18 صفر عام 1386 الموافق 8 يونيو سنة1966 , المتضمن قانون الإجراءات المدنية , المعدل .
- و بمقتضى الأمر رقم 66-155 المؤرخ في 18 صفر عام 1386 الموافق 8 يونيو سنة 1966, المتضمن قانون الإجراءات الجزائية , المعدل.
- و بمقتضى الأمر رقم 66-155 المؤرخ في 18 صفر عام 1386 الموافق 8 يونيو سنة 1966,المتضمن قانون العقوبات , المعدل.
- و بمقتضى الأمر رقم 67-83 المؤرخ في 23 صفر عام 1387 الموافق 2 يونيو سنة 1967, المعدل و المتمم للأمر رقم 66-368 المؤرخ في31 ديسمبر سنة 1966والمنضمن قانون المالية لسنة1967.
- و بمقتضى الأمر رقم 67-290 المؤرخ في 29 رمضان عام 1387الموافق 30 ديسمبر سنة 1967, المتضمن قانون المالية 1968.
- و بمقتضى الأمر رقم 69-107 المؤرخ في 22 شوال عام 1389 الموافق 31ديسمبر سنة 1969, المتضمن قانون المالية 1970 .
- و بمقتضى الأمر رقم 70-81 المؤرخ في 24 رمضان عام 1390 الموافق 28 نوفمبر سنة 1970,و المتضمن إحداث الإعفاء من الدين .
- و بمقتضى الأمر رقم 70-93 المؤرخ في 4 دى القعدة عام 1390الموافق 31ديسمبر 1970,و المتضمن قانون المالية لسنة 1971.
- و بمقتضى الأمر رقم 72-68 المؤرخ في 23 ذى القعدة عام 1392الموافق 29 ديسمبر سنة 1972,المتضمن قانون المالية لسنة 1973.
- و بمقتضى الأمر رقم 75-58 المؤرخ في 20 رمضان عام 1395الموافق 29 سبتمبرسنة 1975,و المتضمن القانون المدني , المعدل.
- و بمقتضى الأمر رقم 75-89 المؤرخ في 27 ذى الحجة عام 1395الموافق 30 ديسمبر سنة 1975,و المتضمن قانون البريد و المواصلات السلكية و اللاسلكية .
- وبمقتضى الأمر رقم 76-102 المؤرخ في 17 ذي الحجة عام 1396 الموافق 9 ديسمبر 1976, والمتضمن قانون الرسوم على رقم الأعمال ,المعدل.
- و بمقتضى الأمر رقم 76-104 المؤرخ في 17 ذي الحجة عام 1398 الموافق 9 ديسمبر 1976و المتضمن قانون الطابع ,المعدل .
- و بمقتضى القانون رقم 77-02 المؤرخ في20 محرم عام 1398 الموافق 9ديسمبر سنة 1977, المتضمن قانون المالية لسنة 1978 .
- و بمقتضى القانون رقم 78-13 المؤرخ في أول صفر عام 1399 الموافق 31ديسمبر 1978, المتضمن قانون المالية 1979.
- و بمقتضى القانون رقم 79-07 المؤرخ في 26 شعبان عام 1399 الموافق 21يوليو سنة 1979, المتضمن قانون الجمارك , المعدل .


قانون رقم 90-21 الموافق 15 غشت 1990 متعلق بالمحاسبة العمومية:

- وبمقتضى القانون رقم 79-07المؤرخ في 12 صفر عام 1400الموافق 21يوليو سنة 1979, و المتضمن قانون المالية لسنة 1980.
- و بمقتضى القانون رقم 80-04 المؤرخ في 14 ربيع الثاني عام 1400الموافق أول مارس 1980و المتعلق بممارسة وظيفة المراقب من قبل المجلس الشعبي الوطني .
- و بمقتضى القانون رقم 80-12المؤرخ في 23 صفر عام 1401 الموافق 31ديسمبر 1980و المتضمن قانون المالية لسنة 1981.
- و بمقتضى القانون رقم 84-16 المؤرخ في 21 شوال عام 1404الموافق 30 يونيو سنة 1984 و المتعلق بالأملاك الوطنية , معدل.
- و بمقتضى القانون رقم 84-17 المؤرخ في 8 شوال عام 1404 الموافق 7 يونيو لسنة 1984 و المتعلق بقوانين المالية المعدل .
- و بمقتضى القانون رقم 88-01 المؤرخ في 22 جمادى الأول عام 1408الموافق 12 يناير سنة 1988 والمتضمن القانون التوجيهي للمؤسسات العمومية الاقتصادية .
- و بمقتضى القانون رقم 88-01 المؤرخ في 22 جمادى الأول عام 1408الموافق 12 يناير سنة 1988المتعلق بالتخطيط , المتمم.
- و بمقتضى القانون رقم 89-22 المؤرخ في 14جمادى الأول عام1410 الموافق 12 ديسمبر سنة 1989, المتعلق بصلاحيات المحكمة العليا و تنظيمها و سيرها .
- و بمقتضى القانون رقم 90-08 المؤرخ في 12 رمضان عام 1410 الموافق 7 أبريل سنة 1990,المتعلق بالبلدية .
- و بمقتضى القانون رقم 90-09 المؤرخ في 12 رمضان عام 1410 الموافق 7 أبريل سنة 1990,المتعلق بالولاية .
- و بمقتضى القانون رقم 90-11 المؤرخ في 26 رمضان عام 1410 الموافق 21 أبريل سنة 1990,المتعلق بعلاقات العمل .
- و بناءا على ما أقره المجلس الشعبي الوطني.

يصدر القانون التالي نصه :
أحكـــام عــامــة



المـادة الأولـى: يحدد هدا القانون الأحكام التنفيذية العامة التي تطبق على الميزانيات و العمليات المالية الخاصة بالدولة و المجلس الدستوري و المجلس الشعبي الوطني و مجلس المحاسبة و الميزانيات الملحقة و الجماعات الإقليمية و المؤسسات العمومية ذات طابع الإداري .
كما يحدد هدا القانون التزامات الآمرين بالصرف و المحاسبين العموميين كل فيما يخصه و كدا مسؤولياتهم و تطبق هده الأحكام كذالك على تنفيذ و تحقيق الإيرادات و النفقات العمومية و عمليات الخزينة و كدا نظام محاسبتها .

المـادة 2 : يجب على الآمرين بالصرف و المحاسبين العموميين كل فيما يخصه و مسك محاسبة تحدد إجراءاتها و كيفياتها و محتواها عن طريق التنظيم .



قانون رقم 90-21 الموافق 15 غشت 1990 متعلق بالمحاسبة العمومية:

الباب الأول

الميزانية و العمليات المالية و تنفيذها

الفصل الأول

الميزانية


المـادة 3 : الميزانية هي الوثيقة التي تقدر للسنة المدنية مجموع الإيرادات و النفقات الخاصة بالتسيير و الاستثمار و منها نفقات التجهيز العمومي و النفقات بالرأسمال و ترخص بها .
المـادة 4 : يقصد بالإيرادات و النفقات بمفهوم هدا القانون , مجموع الموارد و أعباء الميزانية العامة للدولة كما يحددها القانون رقم 84-17 المؤرخ في 7 يوليو سنة 1984 المتعلق بقوانين المالية و المعدل .
المـادة 5 : تتضمن نفقات التسيير تغطية الأعباء العادية الضرورية لتسيير المصالح العمومية التي تسجل إعتماداتها في الميزانية العامة للدولة .
المـادة 6 : تسجل نفقات التجهيزات العمومية و نفقات الاستثمار و النفقات برأسمال في الميزانية العامة للدولة على شكل رخص برامج و تنفد باعتمادات الدفع .
تمثل رخص البرامج الحد الأعلى للنفقات التي يؤذن للآمرين بالصرف باستعمالها في تنفيذ الاستثمارات المخططة . و تبقى صالحة دون أي تحديد لمدتها حتى يتم إلغاؤها .
و تمثل اعتمادات الدفع التخصيصات السنوية التي يمكن الأمر بصرفها أو تحويلها أو دفعها لتغطية الالتزامات المبرمة في إطار رخص البرامج المطبقة .
المـادة 7 : تتكفل الميزانية العامة للدولة بنفقات التسيير و نفقات الاستثمار و نفقات التجهيز العمومي الخاصة بالمصالح غير ممركزة .
المـادة 8 : لا يجب بأي حال من الأحوال أن تستعمـل الاعتمـادات المرصودة لميزانيات الجماعات الإقليمية . لتغطية النفقات الموظفة من قبل المصالح غير الممركزة في مجال الوسائل البشرية و العادية.


الفصل الثاني

العمليات المالية

المـادة 9 : تشمل العمليات المالية عمليات الإيرادات و النفقات و كدا عمليات الخزينة.
المـادة 10 : تتم عمليات الإيرادات بواسطة تحصيل ألحوا صل الجبائية أو شبه جبائية أو الأتاوى أو الغرامات و كدا جميع الحقوق الأخرى باستعمال كافة الوسائل القانونية المرخص بها صراحة بموجب القوانين و الأنظمة .
المـادة 11 : تتمثل عمليات النفقات في استعمال الاعتمادات المرخص بها و تحقق من خلال الإجراءات المحددة في المواد 19 , 20 , 21 , 22 .
المـادة 12 : تتمثل عمليات الخزينة في كافة حركات الأموال نقدا و القيم المعبآت و حسابات الإيداع و الحسابات الجارية و حسابات الديون . ويمكن أن تنصب هده العمليات على تسيير القيم و المواد التي تتم حيازتها طبقا للتشريع و التنظيم المعمول بهما .
المـادة 13 : بغض النظر عن جميع الأحكام التشريعية المخالفة تحقق العمليات المشار إليها في المواد10 و 11 و 12 الخاصة بالهيئات و الجماعات العمومية المنصوص عليها في المادة الأولى من قبل الخزينة العمومية طبقا للمادة 62 من القانون رقم 84-17 المؤرخ في 7 يوليو 1984 , المتعلق بقوانين المالية , المعدل .

قانون رقم 90-21 الموافق 15 غشت 1990 متعلق بالمحاسبة العمومية:

الفصل الثالث

عمليات التنفيذ

المـادة 14 : يتولى الآمرون بالصرف المحاسبون العموميين تتقيد الميزانيات و العمليات المالية المشار إليها في المادة الأولى أعلاه وفق الشروط المحددة في القانون المالية المعدل و في هدا القانون و النصوص المتخذة لتطبيقه . كما تخضع لهده الأحكام , الميزانيات و العمليات المالية للمجلس الشعبي الوطني و الجماعات الإقليمية كلما لا ينص التشريع الساري عليها على خلاف دلك .
المـادة 15 : يتم تنفيذ الميزانيات و العمليات المالية :
- من حيث الإيرادات عن طريق إجراءات الإثبات و التصفية و التحصيل .
- من حيث النفقات عن طريق إجراءات الالتزام و التصفية و الأمر بالصرف أو تحرير الحوالات و الدفع.
المـادة 16 : يعد الإثبات الإجراء الذي يتم بموجبه تكريس حق الدائن العمومي .
المـادة 17 : تسمح تصفية الإيرادات ، بتحديد المبلغ الصحيح المديون الواقعة على المدين لفائدة الدائن العمومي , و الأمر بتحصيلها .
المـادة 18 : يعد التحصيل الإجراء الذي يتم بموجبه إبرام الديون العمومية .
المـادة 19 : يعد الالتزام الإجراء الذي يتم بموجبه إثبات نشوء الدين .
المـادة 20 : تسمح التصفية بالتحقيق على أساس الوثائق الحسابية و تحديد المبلغ الصحيح للنفقات العمومية .
المـادة 21 : يعد الأمر بالصرف أو تحرير الحوالات الإجراء الذى يأمر بموجبه دفع النفقات العمومية.
المـادة 22 : يعد الدفع الإجراء الذي يتم بموجبه إبرام الدين العمومي .


الباب الثاني

الأعوان المكلفون بالتنفيذ


الفصل الأول

الآمرون بالصرف

المـادة 23 : يعد آمرا بالصرف في مفهوم هدا القانون كل شخص يؤهل للتنفيذ العمليات المشار إليها في المواد 16 , 17 , 19 , 20 ، 21 . يخول التعيين أو الانتخاب لوظيفة لها من بين الصلاحيات تحقيق العمليات المشار إليها في الفقرة أعلاه , صفة الآمر بالصرف قانونا . وتزول هده الصفة مع انتهاء هده الوظيفة .
المـادة 24 : يجب اعتماد الآمرين بالصرف لدى المحاسبين العموميين المكلفين بالإيرادات و النفقات الدين يأمرون بتفنيدها . تحدد كيفيات الاعتماد عن طريق التنظيم .
المـادة 25 : يكون الآمرون بالصرف ابتدائيين أو أساسيين و إما آمرين بالصرف ثانويين .
المـادة 26 : مع مراعاة أحكام المادة 23 أعلاه فان الآمرين بالصرف الأساسيين هم :
- المسؤولون المكلفون بالتسيير المالي للمجلس الدستوري و المجلس الشعبي الوطني و مجلس المحاسبة .
- الوزراء
- الولاة عندما يتصرفون لحساب الولاية .
- رؤساء المجالس الشعبية البلدية الدين يتصرفون لحساب البلديات .

قانون رقم 90-21 الموافق 15 غشت 1990 متعلق بالمحاسبة العمومية:


- المسؤولون المعينون قانونا على المؤسسات العمومية ذات الطابع الإداري.
- المسؤولون المعينون على مصالح الدولة المستفيدة من ميزانية ملحقة .
- المسؤولون على الوظائف المحددة في الفقرة 2 من المادة 23 أعلاه .
المـادة 27 : الآمرون بالصرف الثانويون مسؤولون بصفتهم رؤساء المصالح غير الممركزة على الوظائف المحددة في المادة 23 أعلاه .
المـادة 28 : في حالة غياب أو مانع , يمكن استخلاف الآمرين بالصرف في أداء بعقد تعيين يعد قانون و يبلغ للمحاسب العمومي المكلف بذالك .
المـادة 29 : يمكن للآمرين بالصرف تفويض التوقيع للموظفين المرسمين العاملين تحت سلطتهم المباشرة , ودلك في حدود الصلاحيات المخولة لهم و تحت مسؤولياتهم .
المـادة 30 : لا يمكن للآمرين بالصرف أن يأمروا بتنفيذ النفقات دون أمر بالدفع مسبق إلا بمقتضى أحكام قانون المالية .
المـادة 31 : الآمرون بالصرف مسؤولون على الإثباتات الكتابية التي يسلمونها كما أنهم مسؤولون على الأفعال اللاشرعية و الأخطاء التي يرتكبونها و التي لا يمكن أن تكشفها المراقبة الحسابية للوثائق و دلك في حدود الأحكام القانونية المقررة في هدا المجال .
المـادة 32 : الآمرون بالصرف مسؤولون مدنيا و جزائيا على صيانة و استعمال الممتلكات المكتسبة من الأموال العمومية .
وبهده الصفة فهم مسؤولون شخصيا على مسك جرد للممتلكات المنقولة و العقارية المكتسبة أو المخصصة لهم .
الفصل الثاني

المحاسبون العموميون

المـادة 33 : يعد محاسبا عموميا في مفهوم هده الأحكام , كل شخص يعين قانونا للقيام , فضلا عن العمليات المشار إليها في المادتين 18 و 22 , بالعمليات التالية :
- تحصيل الإيرادات و دفع النفقات .
- ضمان حراسة الأموال أو السندات أو القيم أو الأشياء أو المواد المكلفة بها و حفظها .
- تداول الأموال و السندات و القيم و الممتلكات و العائدات و المواد .
- حركة حسابات الموجودات .
المـادة 34 : يتم تعيين المحاسبين العموميين من قبل الوزير المكلف بالمالية و يخضعون أساسا لسلطته . يمكن اعتماد بعض المحاسبين العموميين من قبل الوزير المكلف بالمالية .
تحدد كيفيات تعيين , بعض المحاسبين العموميين أو اعتمادهم عن طريق التنظيم .
المـادة 35 : يتعين على المحاسب العمومي قبل التكفل بسندات الإيرادات التي يصدرها الآمر بالصرف أن يتحقق من أن هدا الأخير مرخص له بموجب القوانين و الأنظمة بتحصيل الإيرادات .
و فضلا عن دلك , يجب عليه على الصعيد المادي, مراقبة صحة إلغاءات السندات , الإيرادات و التسويات , و كدا عناصر الخصم التي يتوفر عليها .
المـادة 36 : يجب على المحاسب العمومي قبل قبوله لأية نفقة أن يحقق مما يلي :
- مطابقة العملية مع القوانين و الأنظمة المعمول بها .
- صفة الأمر بالصرف أو المفوض له
- شرعية عمليات تصفية النفقات .
- توفر الاعتمادات .
- أن الديون لم تسقط أجالها أو أنها محل معارضة .
- تأشيرات عملية المراقبة التي نصت عليها القوانين و الأنظمة المعمول بها .
- الصحة القانونية للمكسب اﻹبرائي .
قانون رقم 90-21 الموافق 15 غشت 1990 متعلق بالمحاسبة العمومية:
المـادة 37 : يجب على المحاسب العمومي بعد إيقافه الالتزامات الواردة من المادتين 35 و 36 أعلاه, أن يقوم بدفع النفقات أو بتحصيل الإيرادات ضمن الآجال المحددة عن طريق التنظيم .
المـادة 38 : مع مراعاة أحكام المادة 46 فان المحاسبين العموميين مسؤولون شخصيا و ماليا على العمليات الموكلة إليهم .
المـادة 39 : تعد باطلة كل عقوبة سلطت على محاسب عمومي اذا ثبت أن الأوامر التي رفض تنفيذها كل من شأنها أن تحمله المسؤولية الشخصية و المالية .
المـادة 40 : دون الإخلال بأحكام المادتين 38 و 46 , يمكن أن تكون المسؤولية تضامنية بين المحاسبين العموميين و الأشخاص الموضوعين تحت أوامرهم .
المـادة 41 : تطبق مسؤولية المحاسب العمومي الشخصية و المالية على جميع عمليات القسم الذي يديره مند تاريخ تنصيبه فيه الى تاريخ انتهاء مهامه.
غير أنه , لا يمكن إقحام هده المسؤولية بسبب تسيير أسلافه إلا في العمليات التي يتكفل بها التحقيق دون تحفظ
أو اعتراض عند تسليم المصلحة الذي يتم وفق كيفيات تحدد عن طريق التنظيم .
المـادة 42 : تكون المسؤولية المالية المنصوص مسؤولا شخصيا عن كل مخالفة في تنفيذ العمليات المشار إليها في المادتين 35 و 36 أعلاه .
المـادة 44 : لا يكون المحاسب مسؤولا شخصيا و ماليا عن الأخطاء المرتكبة بشأن وعاء الحقوق و تلك المرتكبة عند تصفية الحقوق التي يتولى تحصيلها .
المـادة 45 : يكون المحاسب العمومي مسؤولا شخصيا و ماليا عن مسك المحاسبة و المحافظة عن سندات الاثبات و الوثائق المحاسبية و عن جميع العمليات المبينة في المادتين 35 و 36 من هدا القانون .
المـادة 46 : في جميع الحالات , لا يمكن أن تقحم المسؤولية الشخصية و المالية للمحاسب الا من طرف الوزير أو مجلس المحاسبة .
وبغض النظر عن أحكام المادة 188 من القانون رقم 84-21 المؤرخ في 24 ديسمبر سنة 1984,المتضمن قانون المالية لسنة 1985 , يمكن للوزير المكلف بالمالية أن يقوم بابراء مجاني جزئي أو كامل من دفع باقي الحساب المطلوب من المحاسبين العموميين كلما تم اثبات حسن نيتهم .
المـادة 47 : ادا رفض المحاسب العمومي القيام بالدفع, يمكن الآمر بالصرف أن يطلب منه كتابيا و تحت مسؤوليته أن يصرف النظر عن هدا الرفض حسب الشروط المحددة في المادة 48 أدناه .
المـادة 48 : ادا امتثل المحاسب العمومي للتسخير تبرأ دمته من المسؤولية الشخصية و المالية , و عليه أن يرسل حينئد تقريرا حسب الشروط و الكيفيات المحددة عن طريق التنظيم .
غير أنه يجب على كل محاسب أن يرفض الامتثال للتسخير ادا كان الرفض معللا بما يلي :
- عدم توفر الاعتمادات المالية , ماعدا بالنسبة للدولة , عدم توفر أموال الخزينة .
- انعدام اثبات أداء الخدمة .
- طابع النفقة الغير ابرائي .
- انعدام تأشيرة مراقبة النفقات الموظفة أو التأشيرة لجنة الصفقات المؤهلة ادا كان دلك المنصوص عليه في التنظيم المعمول به .
المـادة 49 : يعد الوكلاء المكلفون باجراء عمليات قبض الأموال أو دفعها لحساب محاسب عمومي مسؤوليين شخصيا و ماليا عن هده العمليات و تشمل هده المسؤولية الأعوان الموضوعين تحت أوامرهم .
و المحاسب العمومي الدي يرتبط به الوكلاء مسؤول تضامنيا و ماليا عن فعل تسييرهم في حدود المراقبة التي يتعين عليه ممارستها .
المـادة 50 : لا يطلب المحاسبون و الأشخاص الموضوعون تحت أوامرهم , و الوكلاء و الشبه المحاسبين الثابتة مسؤوليتهم بباقي الحساب الا وفق الشروط المحددة في التشريع و التنظيم المعمول بهما .
و يتولى أعمال المكاتبة بباقي الحساب المحاسب العمومي , المعين المختص الدي يمكنه اما أن يقوم شخصيا




قانون رقم 90-21 الموافق 15 غشت 1990 متعلق بالمحاسبة العمومية:

بالتحصيل أو يسند دلك الى قابض الضرائب المختلفة للقيام بالمتابعة المعتادة في مجال الضرائب المباشرة .
المـادة 51 : يعد شبه محاسب في مفهوم هدا القانون, كل شخص يتولى تحصيل الإيرادات أو يقوم بالمصاريف أو بصفة عامة يداول القيم و الأموال دون أن تكون له صفة محاسب عمومي بمفهوم المادة 33 أعلاه , و دون أن يرخص له صراحة من قبل السلطة المؤهلة لهدا الغرض .
المـادة 52 : فضلا عن العقوبات التي يتعرض لها عند اغتصاب الوظيفة , يخضع شبه المحاسب لنفس الالتزامات و يظطلع بنفس المسؤوليات التي يظطلع بها المحاسب العمومي كما يخضع لنفس المراقبة و لنفس العقوبات المطبقة على المحاسب العمومي .
المـادة 53 : يتعين على المحاسب العمومي أن يغطي بأمواله الخاصة أي عجز مالي في الصندوق و كل نقص حسابي مستحق يتحمله .
و يمكن للخزينة عند الاقتضاء وفق الشروط المحددة عن طريق التنظيم, أن تعطيه تسبيقات من الأموال اللازمة لتغطية العجز المالي أو نقص الحساب المستحق المشار إليه في الفقرة الأولى أعلاه .
المـادة 54 : يتعين على المحاسب العمومي قبل مباشرة وظيفته : أن يكتتب تأمينا على مسئوليته المالية .
تحدد كيفيات تطبيق هده المادة عن طرق التنظيم .


الفصل الثالث


التنافي بين وظيفتي الآمرين بالصرف


و المحاسبين العموميين


المـادة 55 : تتنافى وظيفة الآمر بالصرف مع وظيفة المحاسب العمومي .
المـادة 56 : لا يجوز لأزواج الآمرين بالصرف بأي حال من الأحوال أن يكونوا محاسبيين معينين لديهم .

المـادة 57 : لا يحتج بالتنافي المذكور في المادة 55 أعلاه على المحاسبين العموميين بالوكالة المالية عندما يقومون بتحصيل بعض الإيرادات الواقعة على عاتقهم .



الباب الثالث

في المراقبة


الفصل الأول

وظيفة مراقبة النفقات المستعملة

المـادة 58 : تستهدف ممارسة وظيفة مراقبة النفقات المستعملة ما يلي :
- السهر على صحة توظيف النفقات بالنظر الى التشريع المعمول به .
- التحقق مسبقا من توفر الاعتمادات .
- اثبت صحة النفقات بوضع تأشيرة على الوثائق الخاصة بالنفقات أو تعليل رفض التأشيرة عند الاقتضاء و دلك ضمن الآجال المحددة عن طريق التنظيم و التي تراعي طبيعة الوثيقة .
- تقديم نصائح للأمر بالصرف في المجال المالي .
- إعلام الوزير المكلف بالملية شهريا , بصحة توظيف النفقات و بالوضعية العامـة للاعتمادات المفتوحة و النفقات الموظفة .
المـادة 59 : علاوة على المهام المنصوص عليها في المـادة 58, يمكن تحديد مجال تدخل مراقبة النفقـات المستعملة عن طريق التنظيم .
المـادة 60 : يعين الأعوان المكلفـون بممارسة وظيفـة مراقبة النفقـات المستعملة من قبل الوزير المكلف بالمالية .


قانون رقم 90-21 الموافق 15 غشت 1990 متعلق بالمحاسبة العمومية:



الفصل الثاني

رقابة التنفيذ

المـادة 61 : يخضع تنفيذ الميزانيات و العمليات المالية للدولة و المجلس الدستوري و الميزانيات الملحقة و مجلس المحاسبة و المؤسسات العمومية ذات الطابع الإداري, لمراقبة أجهزة و مؤسسات الدولة المخولة لها صراحة بدلك بموجب التشريع و التنظيم المعمول بهما .
تمارس هده الرقابة بالنسبة لمجلس الشعبي الوطني وفق القواعد المنصوص عليها في النظام الداخلي . أما الجماعات الإقليمية , فتخضع مراقبة تنفيذ ميزانيتها و عمليتها المالية لكل المؤسسات المذكورة في الفقرة أعلاه و لمجالسها المتداولة .

الفصل الثالث

مراقبة التسيير

المـادة 62 : يخضع تسيير الآمرين بالصرف لمراقبة و تحقيقات المؤسسات و الأجهزة المؤهلة وفقا للتشريع و التنظيم الجاري بهما العمل .
المـادة 63 : يجب أن تحفظ الأوراق الاثباتية الخاصة بعمليات التسيير للآمر ين بالصرف و المحاسبين العموميين الى غاية تقديمها للأجهزة المكلفة بتصفية الحسابات أو الى غاية انقضاء أجل عشر سنوات .

الباب الرابع

أحكام خاصة


الفصل الأول

العقوبات المالية

لمـادة 64 : يمكن أن يتابع المحكوم عليهم بالعقوبات المالية النهائية المدينين المتضامنين مع الأشخاص المسؤولين مدنيا و دوي حقوقهم بغية تحصيل مبالغ العقوبات المالية عن طريق التنبيه بالحجز و البيع .
و يترتب على التحصيل قبل المتابعات القضائية تبليغ إشعار للمطالب بدفع الدين,و تسجل, إن اقتضى الأمر الرهون العقارية و القانونية و القضائية .
ويمكن أن يتابع تحصيل مبلغ العقوبات المالية عن طريق حبس المدين في بعض الحالات و زيادة على دلك يمكن حسب بعض الشروط المنصوص عليها في القانون، إجراء اقتطاع من مال المحبوسين .
المـادة 65 : اذا استفاد المدين من إجراء عفو أو تخفيض عقوبة لا يتوقف على دفع غرامات , فان تحصيل هده الغرامـات يضرب صفحا عنه , كمـا يضرب صفحا عن تحصيـل الغرامـات اذا كان التقـادم ثابتا لصالح المدين .
تقبل العقوبات المالية التي لم يكن التحصيل مبالغا كقيم منعدمة حسب الشروط المحددة عن طريق التنظيم .

الفصل الثاني


الديون الأخرى


المـادة 66 : لا يجوز التخلي عن الحقوق و الديون العمومية و عن كل تخفيض مجاني لهده الديون الا بمقتضى أحكام قوانين المالية أو قوانين تصدر في مجال الجباية و أملاك الدولة و الجباية البترولية .
و كل مخالفة لأحكام هده المادة تعرض صاحبها للعقوبـات المنصـوص عليهـا في المـادة 79 من قانون رقم 84-17 المؤرخ في 7 يوليو سنة 1984 و المتعلق بقوانين المالية , المعدل .

قانون رقم 90-21 الموافق 15 غشت 1990 متعلق بالمحاسبة العمومية:


المـادة 67 : يترتب على الطعن الذي يقدمه المدينـون أمـام الجهة القضائيـة المختصة ضد البيان التنفيذي, توقيف التحصيل , غير أن الطعن لا يكون توقيفا اذا ما قدم ضد حكم بدفع باقي الحساب .
المـادة 68 : تكون أوامر الإيرادات الأخرى بموضوع تحصيل ودي أو إجباري يتابع التحصيل الإجباري بعد أن يغدو أمر تحصيل الإيراد نافدا بناء على طلب المحـاسب العمومي وفق شروط تحدد عن طريـق التنظيم .
المـادة 69 : يبلغ المحاسبون العموميون أوامر تحصيل الإيرادات الى المدينيـن بها بعد التكفل , وتنفد حسب الإجراء المنصوص عليه في المادة 50 أعلاه .
و ادا تعذر تحصيل مبالغها , بعد استنفاد كل الطرق القانونيـة التي يمارسها , تعد المبالغ منعدمة القيمة حسب الشروط المحددة في التشريع و التنظيم المعمول بهما .

أحكام ختامية


المـادة 70 : يجب نشر النصـوص التنظيميـة المنصـوص عليهـا ضمـن هـدا القـانـون قبل تاريـخ 31 ديسمبر سنة 1990 .
تحدد هده النصوص جميـع الإجراءات الكفيلة بضمـان التسييـر الجيـد للماليـة العموميـة .
المـادة 71 : تلغى جميـع الأحكـام المخالفة لهدا القانـون .
المـادة 72 : ينشر هدا القانون في الجريدة الرسمية للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية .


حرر بالجزائر في 24 محرم عام 1411


الموافق 15 غشت سنة 1990

محب بلاده
2010-12-16, 17:11
السلام عليكم

خويا معليش نطلب منك المساعدة مرة أخرى .....................

اسم العضو :.sara-89

الطلب :الأعوان المكلفون بتنفيذ المحاسبة العمومية ( الأمرون بالصرف والمحاسبون العموميون)

المستوى :3 محاسبة

أجل التسليم :هذي العطلة







تنفيذ الميزانية :
يقصد بها تنفيذ النفقات وتحصيل الإيرادات عن طريق أعوان مكلفون بذلك
الأعوان المكلفون بتنفيذ الميزانية :
الآمر بالصرف : les ordinateurs
الآمر بالصرف هو كل شخص يؤهل قانونا لتنفيذ عمليات تتعلق بأموال الدولية ومؤسساتها وجماعتها العمومية سواء كانت هذه العمليات تتمثل في الإيرادات أو النفقات
- وقد يكون الآمر بالصرف معينا مثل الوالي والمدير في إدارة عمومية كما يمكن منتخبا كرئيس المجلس الشعبي البلدي .
كما يمكن إن يكون إما ابتدائيا (رئيسا ) وأما ثانويا .

الآمر بالصرف الرئيس: يمكن أن يتواجد في المناصب التالية :
- المسؤولون المكلفون بالتسيير المالي للمجلس الدستوري والمجلس الشعبي الوطني ومجلس الحسابات .
- الوزراء .
- الولاة عندما يتصرفن لحساب الولاية .
-رؤساء المجالس الشعبية البلدية الذين يتصرفون لحساب البلديات .
- المسؤولون المعنيون قانون على رأس المؤسسات العمومية ذات الطابع الإداري .
- رؤساء المصالح العمومية المستفيدة من ميزانية ملحقة .
الآمرون بالصرف الثانويين :
وهم رؤساء للمصالح الغير المركزة (حسب المادة 27 من القانون المذكور ), كما يعتبر كل مسؤول على هيئة عمومية غير متمتعة باستغلال مالي إنما على سبيل تفويض اعتمادات لصالحها كالوالي لميزانية الدولة .ومن جهة أخرى يجب أن تنبه أن لا يكفي الآمر بالصرف أن يكون مؤهلا قانونا ليزاول مهامه , وإنما يشترط أن يكون معتمدا لدى المحاسبين العموميين المكلفين بالإيرادات و النفقات التي يأمر بتنفيذها .
المحاسبون العوميون:بعد محاسبا عموميا كل شخص بعين قانونا للقيام بالعمليات الخاصة بأموال الدولة سواء مباشرة أو بواسطة محاسبون آخرون وسواء تعلق الأمر بتحصيل الإيرادات أو بدفع النفقات , كما يعتبر محاسبا عموما كذا كل من يكلف قانونا بمسك الحسابات الخاصة بالأموال العمو مية أو حراستها وتعتمد أموال عمومية كل ما تعلق بميزانية الدولة وحسابات خزينتها أو ميزانيات الجماعات المحلية و المؤسسات العمومية ذات الطابع الإداري.
وأما الأعوان الغير معين قانونا للقيام بالتصرف في أموال الدولة , ورغم هذا يتطوعون أو يتطفلون على مهام وظيفة المحاسب العمومي فيعتبرون محاسبيين ممارسين des conptabltes de fait وبالتالي يخضعون مثل المحاسب العمومي لنفس المسؤوليات والتي سنجزها فيما يلي :
مسؤوليات وواجبات المحاسبون العموميين:
يتم تعين المحاسبون العموميين بمعرفة الوزير المكلف بالمالية ويخضعون لسلطة وبالتالي لحماية , وفي بعض الأحيان يكتفي الوزير بالاعتماد تعيين المحاسبيين فقط كأن يضع تأشير ته أو رأيه الموافق على قرار التعيين
- ومهما كان المنصب الذي يباشرون في أعمالهم , يعتبرون المحاسبون العموميين مسؤولية شخصية ومالية عن مسك المحاسبة و المحافظة على الوثائق المبررة لعملية المحاسبة , فهم مسؤولين مسؤولية شخصية ومالية عن الأموال و الحقوق المالية التي تحت تصرفهم وبصفة عامة , كل تعامل في الأموال العمومية وحركاتها
- يحمي قانونا المحاسبة كل المحاسبين العموميين من تهديد بعقوبة إذا اثبتوا إن الأوامر التي رفض الامتثال لها كان من شأنها أن تحرك مسؤولياتهم الشخصية و المالية رقم 39 , ورغم هذا يمكن أن تكون المسؤولية المالية تضامنية بين الحاسب العمومي و الأشخاص الموضوعين تحت أوامر .
وفي هذا المضمار تجدر الملاحظة إلى المسؤولية المالية والشخصية للمحاسب العمومي , في جميع الحالات لايمكن أن تقحم إلا بمعرفة الوزير المكلف بالمالية أو مجلس الحسابات (المادة 46)


الفترة الزمنية التي تعتبر في أثناءها محاسبا مسؤولا:
يعد المحاسب مسؤولا عن كل العمليات المالية التي تقع داخل المصلحة أو القسم الذي يسيره منذ تاريخ تنصيبه فيه إلى حين تاريخ انتهاء مهامه .
-وفي الواقع لا يمكن تحريك مسؤولية بسبب مسابقة إلا بالنسبة للعمليات التي تكفل بها ، بعد التحقيق
دون أي اعتراض عند تسلمه المصلحة وفقا لما يفرضه التنظيم أو العرف .
- وتحريك مسؤولية المحاسبين العموميين بمجرد أن يثبت إي نقص في ألا موال أو القيم العمومية
لا يعاقب المحاسب العمومي عن ألا خطاء التي يتعرض لها بحسن النية كذلك الخاصة بتحديد وعاء الحقوق أو تلك الخاصة بالتصفية ( العمليات الحسابية ) صنف إلى ذلك أن للوزير المكلف بالمالية كل
- السلطة في إبرام ذمة المحاسب حسن النية كليا أو جزئيا عن دفع باقي الحسابات المطلوبة منه .
مبدأ الفصل بين وضيفتي الأمر بالصرف و المحاسب:
يقصد بهذا المبدأ انه لايمكن أن يقوم بالصرف بالمهام المنوطة بالمحاسب العمومي , في نفس الوقت بمعنى أنه يجب أن يكون الأمر بالصرف والمحاسب شخصين متميزين يراقب ثانيهما العمليات المحاسبية والمالية التي يقوم بها الأولي ويتمخض عن هذا المبدأ أنه لا يجوز أن يخضع المحاسب العمومي لسلطة الأمر بالصرف الوظيفي وإما أن يكون المحاسب تحت سلطة الأمر بالصرف الإداري يمكن جدا وهذا هو الشائع في العلاقة بين الوالي وأمين الخزينة ورئيس البلدية و المحصل ومدير الهيئة العمومية والمقتصد
ومن هنا نتفهم السبب الذي جعل القانون يمنع الأمر بالصرف من تعيين محاسبة ودخول هذه السلطة للوزير المكلف بالمالية أو على الأقل بموافقته (1)
تحديد المسؤوليات بين الآمر بالصرف و المحاسب:
إن من واجبات المحاسب لا يقل صرف نفقة يكون الأمر بصرفها معينا أو ناقصا أو غير مطابق للقوانين
واللوائح الجاري العمل بها ، ورغم هذا فلا يقبل العرف الإداري والحالي خاصة أن يكون هذا الرفض
عن طريق السكوت أو حتى مشافهة وإنما عن طريق رسالة مكتوبة ومسببة .
طبيعة المراقبة التي يجريها المحاسب على الآمر بالصرف :
إن المتفق عليه بين جميع المختصين أن المحاسب العمومي يراقب مدى شرعية الآمر بالصرف ولا يتعدى
دوره إلى مراقبة مدى ملاءمته ، وذلك لأن مراقبة الملائمة ترجع للسلطة الوصية على الآمر بالصرف
ومادام الآمر بالصرف يتعلق بالمشروعية فما هي الأمور التي تدخل في المشروعية والتي يجب عــلى
المحاسب أن يراقبها في الآمر بالصرف .
المحاسب يجب عليه أن يتأكد من الأمور التالية :
- صحة توقيع الآمر بالصرف المعتمد لديه ( أي المعروف لديه بتسلمه منه نسخة من مرسوم أو قرار تعينه ، إضافة إلى نماذج من إمضائه) .
- وجود وكفاية الاعتمادات المالية .
- صحة الخصم أي تناسب النفقة مع نوع الاعتماد المخصص لها أي مع المادة والفصل والميزانية
والسنة .
- صحة الدين ، تبرير الذمة المنجزة ، صحة التصفية ، تقديم الوثائق المبررة
- شرعية الوثائق المقدمة ( تطابق البيانات ، كتابة المبلغ بالأحرف ، الشهادات الإدارية عندما تكون إلزامية ) .
- مراعاة بعض الأحكام الخاصة بنفقات معينة ( كنفقات المستخدمين ونفقات العتاد والصفقات العمومية ...) .
- عدم وجود معارضة للدفع كالحجز على الحساب بمقتضى حكم قضائي .
- عدم انقضاء الدين بالسقوط الرباعي أي سقوط حق دائن الدولة المتماطلين بمرور أربع سنوات .
- تأشيرة المراقب المالي على قرارات التعيين وعلى النفقات الملتزم بها الأخرى ما عدا بالنسبة لميزانية البلدية .
إجراءات تنفيذ النفقات وتحصيل الإيرادات :
لقد عرفنا من خلال دراستنا للقواعد الفنية التي تحكم الميزانية أنه لا يجوز صرف نفقة ما لم يكن
متوقعا بشأنها اعتماد مالي كافي لتغطيتها في الميزانية وهذا ما يعرف بقاعدة الأسبقية ، ومن جهة أخرى
لا يجوز تحصيل إيرادها من المواطنين أو الشركات ما لم يأذن به قانون المالية ( القانون الذي يحتوي على الميزانية وفي الواقع لا تصرف نفقة إلا بعد نشوء دين على الدولة وإثباته كما لا يحصل أي إيراد لصالح
الدولة إلا بعدما يثبت لها حق على الغير .
وفي باب النفقات يتم الدفع عن طريق الآمر بالصرف
أما في باب الإيرادات تحصل الحقوق بواسطة سند الإيرادات الذي قد يأخذ عدة أشكال كالأمر بالتحصيل أو قائمة الضرائب أو الأوامر بالمديونية ويعرف سند الدفع أو الآمر بالصرف ( حوالة الدفع ) بأنه تصرف قانوني يترتب عليه دين على الدولة ، وأما سند الإيراد فهو تصرف قانوني يرتب
حقوقا لفائدة الدولة ، ننبه إلى أن هذه السندات لا تصدر إلا بعد عبور مراحل قانونية هامة نوجزها
فيما يلي :
إجراءات تنفيذ النفقات :
لا يمكن أن ينفق مبلغ من خزينة الدولة مالم يمر بالمراحل أو الإجراءات المعروفة التالية :
- الالتزام بالنفقة – التصفية – الأمر بالصرف وهي الخطوات الثلاثة تعتبر مراحل إدارية ثم تأتي مرحلة الدفع وهي المرحلة الحاسبية
الالتزام بالنفقة :
وهو كما عرفته المادة 19 من القانون 90/21 الإجراء الذي يتم بموجبه إثبات نشوء الدين (على الدولة بطبيعة الحال )إذا هو تصرف ينشئ نفقة على ذمة الحكومة وهناك من يعرفه بأنه مشروع نفقة ,
وقد يكون بناء على تصرف قانوني , كما يمكن أن يكون بناء على قانون .
- بناء ا على تصرف قانوني كالعقود والصفقات التي تبرمها الدولة مع المقاولين والطلبيات التي ببعثها إلى الموردين …..
- بناءا على قانون كالقوانين التي تنشئ حقوقا على الدولة وقرارات ومراسيم تعيين المستخدمين أضف إلى ذلك الأحكام والقرارات التي تصدر عن المحاكم والمجالس القضائية
القيود الواردة في الالتزام بالنفقة :
لايمكن لأي آمر بالصرف أن يقوم بأي التزام بنفقة بالمبلغ الذي يريد وقت ما يريد وإنما هناك القيود التالية : -مبلغ الاعتماد المفتوح في الميزانية, بحيث لايمكن أن يتجاوزه إعمالا بقاعدة الأسبقية التي أشرنا أليها أعلاها.
-الفترة الزمنية التي يجب أن يتم أثناءها الالتزام و غالبا ما يحددها قانون المالية ب 30 نوفمبر من سنة الميزانية
ألا أننا نلاحظ أن هذه السنوات الأخيرة أن الحكومة غالبا ما يحددها قانون المالية بـ 30 نوفمبر من سنة الميزانية .
ألا أننا نلاحظ هذه السنوات الأخيرة أن الحكومة غالبا ما تعدل عن هذه القيود وتمدد فيه إلى غاية 30 سبتمبر عن طريق برقيات رسمية
التصفية la liquidation
وقد عرفتها المادة 20 من القانون المذكور أعلاه بأنها تلك المرحلة التي تتسمح بالتحقيق على أساس الوثائق الحسابية وتحدد المبلغ الصحيح للنفقة العمومية فإذن تحتوي على عمليتين . تحقق على أساس الوثائق الحسابية والتقدير الصحيح للنفقة
الأمر بالصرف Ordinairement
ويتمثل في تحرير الحوالات , وهو إذن الإجراء الذي يأمر بموجبه الأمر الصرف ودفع النفقات العمومية وهو بتعبير أوضح استدعاء مكتوب ومبرر من الأمر وشروط الأمر بالصرف الشكلية أن يحرر باسم الدائن شخصيا وان يحتوي على البيانات التالية :
- تعين السنة المالية
- تعيين الفصل والمادة والسطر الميزاني عند الاقتضاء
- تعيين الوثائق المرفقة والمبررة لوجوب النفقة على جدول إرسال الحوالات
- توقيع الأمر بالصرف المعتمد لدى المحاسب
الدفع Le paiement
في مرحلة المحاسبة والتي تتمثل في ذلك الإجراء الذي يتم بموجبه إبراء الدين العمومي أي ذمة الدولة
إجراءات تحقيق أو تحصيل الإيرادات :
تتشابه إجراءات تحقيق الإيرادات مع إجراءات تنفيذ النفقات ألي حد كبير غير آن لكل منها مميزاتها كمايلي :
- يتم تحقيق الإيرادات عن طريق الإثبات والتصفية والتحصيل (م15)
الإثبات : La constatation
عرفته المادة 16 من قانون المحاسبة العمومية لسنة 1990م سالف الذكر بأنه الإجرام الذي يتم بموجبه تكريس حق الدائن العمومي أي الدولة المتمثلة في الخزينة العمومية , فهي إذن المرحلة التي ينشأ فيها ويتثبت فيها حق الخزينة العمومية على الغير , وفي الوقت تختلف هذه المرحلة حسب نوع أو طبيعة هذا الحق فقد يكون جبائيا ويخضع لقواعد الجبائية المعروفة كالفعل المنشئ للضريبة وقد يكون متمثلا في تصرف قانوني كبيع أراضي للمواطنين وما ذلك ن الحقوق التي تنشأ للخزينة على الأشخاص .
التصفية :
وهي المرحلة التي تسمح بتحديد المبلغ الصحيح للديوان الواقعة على المدين لفائدة الخزينة
إصدار سند الإيراد أو الأمر بالتحصيل L’ordre de recette
وهو سند يصدره الآمر بالصرف يستدعي فيه المحصل لجني ما يحتوي عليه هذا السند من إيرادات
التحصيل Le retour. ent
وهو الإجراء الذي يتم بموجبه إبرام ذمة الأفراد اتجاه الخزينة العمومية أذن هي مرحلة محاسبية حيث يتكفل المحاسب بسند التحصيل بعد مراقبته شرعيا ويكمل تنفيذه بتقاضي المبلغ المحدد في السند من المدنيين , طوعا أو بعد متابعتهم قضائيا .
تسيير ميزانية التجهيز (رخص البرامج )
لقد تكلمنا بمناسبة تعرضنا للجانب الخاص بقاعدة سنوية للميزانية عن أسلوب التسيير المالي والذي غالبا ما تعتمده الدولة فيما يتعلق بميزانية التسيير , ومفاداة أن الاعتمادات المفتوحة في الميزانية تلغي بمجرد قفل السنة المدنية وحتى إذا كنا نحتاج لهذه النفقات يجب فتحها في الميزانية المقبلة .
- أما بالنسبة لميزانية التجهيز والاستثمار أي بالنسبة لاعتمادات الدفع وبالرأسمال فلا سبيل أمامنا سوى تطبيق ما يعرف بأسلوب الممارسة المالية اومايسمى بنظام محاسبة الحقوق الثابتة .
وهذا ما أوضحته المادة 06 من القانون رقم 90/21 بقولها :
تسجيل نفقات التجهيزات العمومية ونفقات الاستثمارات والنفقات بالرأسمال في الميزانية العامة للدولة على شكل رخص برامج وتنفذ باعتمادات الدفع.
- وتمثل رخص البرامج الحد الأعلى لنفقات التي يؤذن للأمرين بالصرف باستعمالها في تنفيذ الاستثمارات المخططة وتبقى صالحة دون أي تحديد لمدتها حتى يتم إلغائها وتمثل اعتمادات الدفع التخصيصات السنوية التي يمكن الأمر بصرفها وتحويلها ودفعها لتغطية الالتزامات المبرمة في إطار رخص البرامج المطبقة ويفهم من خلال هذا النص انه بالنسبة آلي تنفيذ رخص البرامج لتتقيد بانتهاء السنة المنية وإنما بما يعرف بالحقوق الثابتة أو الخدمة المنجزة من البرامج المرخص بها وللتوضيح يجدر بنا أن تتعرف بعض المصطلحات
الأعمال أو الخدمات المنجزة :
وهي ما يتم تحقيقه وتنفيذه فعلا من البرامج بمعنى انه إذا كان الأمر يتعلق ببناء ثانوية مثلا يعتبر البناء الفعلي لهذه المؤسسة خدمة منجزة , وإذا كان البرنامج يتعلق بتوريد السلع فالاستلام المادي والقانوني
لهذه السلع هو الخدمة المنجزة .
التحديات :
هي مبالغ النفقات الملتزم بها والتي تمت الخدمات المنجزة المتعلقة بها سواء قدتم الأمر بصرفها أم لا ولذلك عند نهاية السنة الحالية .
الإنجازات أو التحقيقات :
-ومفادها مبالغ النفقات التي تم الأمر بصرفها عند قفل السنة المالية
- الباقي إنجاز ( الباقي تحقيقه (R .A .R)
- وهو مبلغ كل النفقات المحددة والتي لم يؤمر بصرفها عند قفل السنة المالية أي الفرق بين مبلغ التحديد ومبلغ الإنجازات
ميزانيــــة التسيير:
تعريف ميزانية التسيير :
هي عبارة عن وثيقة توقيعية يراعي فيها التوازن والتكافؤ بين إيرادات الدولة ونفقاتها مثلما هو الحال في ميزانية التجهيز , وفي نهاية كل عام تقفل الحسابات وتفتح ميزانية جديدة مدتها عام , وهكذا تتكرر العملية كل سنة .
وإذا كان هذا هو المبدأ فما هو العمل إذا انتهت هذه السنة ولم تصرف كل النفقات أو لم تحصل كل الإيرادات المقررة في الميزانية ؟ .
فالجواب على هذا السؤال لايمكن أن يخرج على الحالتين التاليتين :
- إما الأخذ بأسلوب التسيير أو بأسلوب الممارسة المالية
أسلوب التسيير Le système de gestion
ويتمثل أهذ الأسلوب في أن عمليات التحصيل والصرف توقف في نهاية السنة المدنية (المالية )ولو كانت الاعتمادات الممنوحة في الميزانية لم تستهلك , وبتعبير آخر ونلقي كل الاعتمادات التي تنفذ خلال السنة المالية أو تفتح مرة ثانية في ميزانية التسيير من جهة ومن جهة أخري يسمح بتقديم الحساب الإداري ويؤخذ على هذا الأسلوب من باب آخر انه يؤدي ببعض المصالح إلى الانصراف في الإنفاق عندما تقترب السنة حتى تستفيد من الاعتمادات الممنوحة لها .
أسلوب الممارسة الماليــــة :
ومفاد هذا الأسلوب هو أن الحكومة لا تعتبر النفقات والإيرادات التي نفذت فعلا ( أي المنجزة ) كما هو الحال بالنسبة لأسلوب التسيير ولكنها تنظر ألي الحقوق المكتسبة للخزينة والديون التي ترتبت على ذمتها بصرف النظر عن التاريخ الذي تدفع فيه النفقات أو تحصل فيها الإيرادات .
ويترتب على هذا الأسلوب أن النفقات التي تم الالتزام بشأنها ولم تصرف لأصحابها خلال السنة المالية المقررة لها , تصرف حتى بعد نهاية السنة المدنية المتعلقة بها .
وتتم نفس القاعدة للإيرادات وهذا يؤدي إلى وجوب إضافة فترة تكميلية لتسوية وقفل الحسابات التي بقيت مفتوحة بعد انتهاء السنة المدنية 31ديسمبر وقد تحدد الفترة التكميلية هذه بشهرين أو ثلاثة كما هي الحال بالنسبة لفرنسا والجزائر مع العلم أن الفترة التكميلية بالنسبة لتنفيذ ميزانيات البلدية الولائية كما يلي :
- حتى 15/03من السنة الجديدة بالنسبة لتنفيذ النفقات
- حتى 31/03 من السنة الجديدة لتنفيذ الإيرادات
صورة نفقــــات التسيير:
المرتبات: ونقصد بالمرتب هو ما يتقاضاه أعوان الدولة شهريا مقابل تفرقه لخدماتها .
مرتبات الموظفين : وتراعي الدولة في تقديم مرتبات موظيفها اعتبارات كثيرة نذكر منها مايلي :
نوع العمل:
-المزايا العينية :مثل السكن المجاني
-منافسة المؤسسات الخاصة في الأجور
-المعاش المرتبط بالوظيفية
-تكاليف المعيشة
-ظروف الميزانية العامة للدولة
-الحالة الاجتماعية للموظف تفرق الدولة بين مرتب الأعزب والمتزوج وللأولاد
-المؤهلات

المعاشـــات
يعرف المعاش انه المبلغ النقدي الذي تتقاضاه أسرة الموظف بالانتظام بعد وفاته , أو ذلك الملبغ الذي يتقاضاه هذا الموظف بعد تركه الخدمة , وذلك كانت الشروط التي يتطلبها القانون متوفرة
الهـدف من المعـــــاش
1)-المحافظة على معنويات الموظف, إذ أنه يعمل وهو مطمئن على حالة أسرته يوم يترك الوظيفة مما يجعله يتفرق لخدمة الدولة
2)-تحقيق هدف إجماعي وأنساني
3)-المحافظة على القدرة الشرائية العامة للموظفين , حتى يستطيع امتصاص كل العرض
الطبيعة القانونية لحق المواطن في المــعاش
فهي طبيعة نظامية قانونية وليست تعاقدية ولا يمكن آن يكون للقوانين المعدلة لشروط استحقاق المعاش أثر ارجعيا على الموظفين الذين أحيلوا على المعاش من قبل ا ذا كان في غير صالحهم, وذلك لانهم رتبوا حياتهم على مقدار مبلغ هذا .
5-4-3 نفقات ادارية ويقصد بها مصاريف تثبيت المكاتب وكذلك كل اللوازم المكتبية التي يحتاجها الموظفين أثناء القيام بأعمالهم كالأقلام و الأوراق وآلات حاسبة.......الخ

محب بلاده
2010-12-16, 17:12
[DOC] وظيفة الآمر بالصـرف ومراقبة الصندوق (http://www.google.dz/url?sa=t&source=web&cd=11&ved=0CAUQFjAAOAo&url=http%3A%2F%2Fazouzchabani.jeeran.com%2F2008%2F files%2F139439.doc&rct=j&q=%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%86%20%D8 %A7%D9%84%D9%85%D9%83%D9%84%D9%81%D9%88%D9%86%20%D 8%A8%D8%AA%D9%86%D9%81%D9%8A%D8%B0%20%D8%A7%D9%84% D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%B3%D8%A8%D8%A9%20%D8%A7%D9%84 %D8%B9%D9%85%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A9&ei=vTkKTdvZIoXLswbBzYCtCg&usg=AFQjCNFIArko6nib0HAtwrqm4-1fhziwEw&cad=rja)








[DOC] DE GESTION FINANCIERE (http://static.blog4ever.com/2010/05/414720/artfichier_414720_140518_201005303133144.doc)

نوع الملف: Microsoft Word - عرض سريع (http://www.google.dz/url?sa=t&source=web&cd=7&ved=0CCgQxQEwBg&url=http%3A%2F%2Fdocs.google.com%2Fviewer%3Fa%3Dv% 26q%3Dcache%3AN5trNTb2euoJ%3Astatic.blog4ever.com% 2F2010%2F05%2F414720%2Fartfichier_414720_140518_20 1005303133144.doc%2B%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A3 %25D8%25B9%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%2586%2B%25D8%2 5A7%25D9%2584%25D9%2585%25D9%2583%25D9%2584%25D9%2 581%25D9%2588%25D9%2586%2B%25D8%25A8%25D8%25AA%25D 9%2586%25D9%2581%25D9%258A%25D8%25B0%2B%25D8%25A7% 25D9%2584%25D9%2585%25D8%25AD%25D8%25A7%25D8%25B3% 25D8%25A8%25D8%25A9%2B%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25 B9%25D9%2585%25D9%2588%25D9%2585%25D9%258A%25D8%25 A9%26hl%3Dar%26gl%3Ddz%26pid%3Dbl%26srcid%3DADGEES gMTp-t-SiKTmai7edrr4G0ES1U6FqtFhFBaXYOV0svS88gTYo6OAtO_QM Ik3ZSkpN2L217PvSOwoGR4DrDNUp16t_aA1aLEu9-5UbcM2acpof5t1BmTM63bUmXqFQT-FWu3bZb%26sig%3DAHIEtbRDup3rY02yplY8MAPKmNwVRuurrQ&rct=j&q=%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B9%D9%88%D8%A7%D9%86%20%D8 %A7%D9%84%D9%85%D9%83%D9%84%D9%81%D9%88%D9%86%20%D 8%A8%D8%AA%D9%86%D9%81%D9%8A%D8%B0%20%D8%A7%D9%84% D9%85%D8%AD%D8%A7%D8%B3%D8%A8%D8%A9%20%D8%A7%D9%84 %D8%B9%D9%85%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A9&ei=PToKTa_YGIX1sgbblaWUCg&usg=AFQjCNE9U2YPpReJ42YJo-5kBGvE9B3JvQ&cad=rja)
مسؤوليات الأعوان المكلفين بتنفيذ العمليات المالية. 1.4 مسؤوليات الآمر بالصرف .... الأحكام والإجراءات التي يحددها قانون المحاسبة العمومية

محب بلاده
2010-12-16, 17:25
السلام عليكم
من فضلكم انا لديا بحث في مقياس علم النفس و عنوانه الذاكرة والتدكر
لجأت اليكم لاني لم أجد ما يشبع حاجتي
ومن فضلكم ان امكن مع وجود المراجع






هذا بحث على السريع في بحور الانترنت عن الذاكرة والتذكر وما يقويها مختصرا -
1//أن مضادات الأكسدة تساعد علي التركيز وتنشيط الخلايا العصبية وبذلك ينجح الاستذكار والتذكر انتهي كلام الأستاذ الدكتور / يسري عبد المحسن ولكن يبقي السؤال الهام : ما هو المصدر الغني لهذه المواد المضادة للأكسدة والتي تساعد علي التركيز وتنشيط الخلايا العصبية ؟ الرد : في الطبيعة البالغة الثراء بكل العناصر اللازمة للمخ : غذاء ملكات النحل … وهو يحتوي علي العناصر التي تغذي وتنشط الخلايا ويعيد للخلايا حيويتها . زيت جنين القمح … وهو اغني المصادر الطبيعية بفيتامين هـ الذي يمنع تدمير الخلايا .. كما انه مصدر للطاقة.خلاصة الخميرة … وهي مصدر غني بالبروتينيات عالية الجودة ولمجموعة فيتامين ب المركب وبالمعادن النادرة … وكل هذه المواد ضرورية للنشاط الحيوي لخلايا الجسم . خلاصة الجنسينج وهي مفيدة في علاج نقص القدرة الذهنية وضعف الذاكرة والتنشيط العام للجسم1/ المرجع / http://www.elazayem.com/new_page_28.htm#كيف (http://www.elazayem.com/new_page_28.htm#%D9%83%D9%8A%D9%81) تذاكر وتتذكر

2 //كتاب مثير وممتع ومفيد عنوانه «المخ المعجزة» للكاتبة الأميركية الذائعة الصيت وبخاصة هناك في اميركا «جين كاربر» التي وصفها الناشر «مكتبة جرير» بأنها مؤلفة أكثر الكتب مبيعا عالميا.

في الكتاب تتعرف عزيزي القارئ على أهمية النباتات البرية الخضراء وفوائدها الجمة قياسا الى أضرار «الهامبورغر» و«الهوت دوغ» كما تتعرف الى فعل الدهون في بناء المخ او تحطيمه وتوضح لك الكاتبة الدهن النافع مثل زيت الزيتون كنموذج أعلى لدهن يحفظ الذاكرة او الدهن الضار مثل «دهون أوميغا 6» التي تؤدي الى تدهور الذاكرة والفوائد الجمة للأسماك المحتوية على الزيت المساعد على مقاومة الاكتئاب شأنه شأن زيت بذرة الكتان.
1/ان زيت السمك مثلا يولد المشاعر البهيجة ويحفز المخ على تفكير اسرع وتركيز أعمق وكيف يقاوم «الزهايــــــمر» ومرض «الفصام» ويوقف تلف خلايا المخ.
2/أما السكر فإن «جين كاربر» اعتبرته وقودا للمخ «عالي الاوكتان» وهو مفتاح الذاكرة ومنشط لذاكرة المسنين ولكنها تحذر في الوقت نفسه من أخطار الافراط في تناول السكريات والاطعمة التي تحتويها وتحذرك من أن «الدمار العقلي» سوف يكون عاقبة لارتفاع مستويات سكر الدم، ولا تدعك «جين» فريسة القلق بل تقدم لك كيف تحمي مخك من هذا الارتفاع وتضع امامك عشر طرق للاحتفاظ بثبات مستويات سكر الدم.
3/التأكسد» هو العلة القاتلة التي تدمر المخ ولذلك فإن الاطعمة التي تقاوم التأكسد ضرورية وعليك تناولها بانتظام وأفضلها كما سبق ذكره الفاكهة والخضراوات وكذلك السبانخ والفراولة والعنبية «مربى العنب» والطماطم «البندورة» أما الشاي فإن فوائده عظيمة وتصفه المؤلفة بأنه «مشروب المفكرين» والشكولاتة فيها عقاقير منبهة للمخ 4/اما الافراط في تناول اللحوم فإنه سيقودك «حماك الله» الى العَتَه المبكر او بلغتنا الدارجة «الخرف».
5/أما الكافايين فإن مؤلفتنا ترى فيه صلاحا لمخاخ الجميع وتفسر لك كيف ينشط الكافيين المخ وكم يحتاج المخ منه وكيف يشحذ الذاكرة ويقاوم الاكتئاب وتحذرك من إدمانه ومن الاقلاع فجأة عنه الأمر الذي قد يسبب الصداع والاكتئاب والخمول وألم العضلات وتحدد لك الكمية التي تستهلكها كي تدمن الكافايين.
الفيتامينات والمعادن هي مكملات غذائية وترشدك المؤلفة الى ما يجب تناوله منها لتحصل على «مخ معجزة» وتؤكد لك ان تناول الفيتامينات من شأنه الحفاظ على شباب مخك فهناك مثلا فيتامين بي 6 يقوي الذاكرة وفيتامين بي 12 يحميك من الشيخوخة وحامض الفوليك يعيد الحيوية للذاكرة وفيتامين «ج» واق للمخ وحامض الليبويك مضاد التأكسد الأول.
المرجع / http://www.al-watan.com/Data/2003030...age=Dbook1.htm (http://www.al-watan.com/Data/20030309/index.asp?page=Dbook1.htm)
3//ضعف الذاكرة :
تناول 21 حبة ***ب مع بذورها كل صباح وقل: "بسم الله الرحمن الرحيم" مع كل حبة.
المرجع/ http://www.tariqa.net/books/natural_medicine.htm

4//أمراض يعالجها الزنجبيل
1. لتقوية الذاكرة وللحفظ وعدم النسيان: يؤخذ من الزنجبيل المطحون قدر 55 جرام، ومن اللبان الدكر (الكندر) 50 جرام، ومن الحبة السوداء50 جرام تخلط معا وتعجن في كيلو عسل نحل وتؤخذ منه ملعقة صغيرة على الريق يوميا مع صنوبر و***ب
2/للتبلد الذهني: يشرب كوب حليب مغلي فيه ربع ملعقة زنجبيل مطحون ويؤكل بعده ***ب مع حب الصنوبر بما تيسر.
3/معجون يقوي الجسم، ويعالج النسيان، وفتح قريحة المخ، ويفرح النفس وينعشها.المركبات:
100 جرام زنجبيل مطحون+ 100 جرام فستق مطحون+50جرام خولنجان مطحون+ 50 جرام حبة سوداء مطحونة+ عسل نحل.
يطبخ عسل نحل على نار هادئة وتنزع رغوته، ثم تضاف الأشياء السابقة وتقلب جيدا حتى تعقد كالحلوى، وتعبأ في برطمان زجاج، وتؤكل منه ملعقة بعد الفطار، وملعقة بعد العشاء يوميا وسترى بإذن الله عجبا
المرجع / http://www.khayma.com/hawaj/gengar.htm

5// اخيرا هناك تمارين جميلة للقدرة على التركيز .... مثلا 1/بالنظر الى معلبات المطبخ ومن ثم كتابتها بعد ان تغلق الدولاب او2/ اقرا مجلة ومن ثم اغلقها وبادر بكتابة مارايت من مناظر وكلمات .... واختبر قدرتك على التركيز .. وهناك3/ لعبة السبعة فروق الجميلة بادر بحلها ان وجد وهكذا وهناك طريقة اخرى .. 4/تدريب العقل اللاواعى للتركيز فيما ارغب به ... وهى سماع صوت الشيخ فى قراءته للقرآن بتركيز ...واذا شعرت بان ذهنك ابتعد قليلا اقفل الجهاز فورا لاعطاء اشارة للعقل اللاواعى بانه هناك شيء حصل لا ارغب به وهو التشتت . ومن ثم معاودة فتح التسجيل وهكذا الى ان تشعر بانك بالفعل قادر على سماع القراءة بكل تركيز .... بالتوفيق والسداد

أبوفراس
2010-12-16, 17:30
اسم العضو :أبوفراس

الطلب :.بحث حول فروع الرياضيات

المستوى :السنة الثانية متوسط

أجل التسليم :منتصف جانفي

محب بلاده
2010-12-16, 17:32
[DOC] مقياس ع.ن.ت. (http://www.ensb.dz/IMG/doc/psycho_pedagogie.doc)



[DOC] عنوان المشروع: (http://www.univ-batna.dz/ser-vrpg/Rapp-annuel-2007/Rapp-annuel-2007-Baibaa-N-R%20%20013%20200%20600%2016.doc)


الذاكرة بمفهوم علم النفس الحديث ليست سوى مستودعا أو مخزنا يختزن فيه الفرد ... تشير كلمة التذكر إلى وظيفة من أهم الوظائف النفسية لدى الإنسان تتمثل في استحضار .... -رئيس مشروع لوحدة بحث القياس النفسي والتربوي –تكييف مقياس رافن للذكاء

usto_eps
2010-12-16, 17:36
merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii

محب بلاده
2010-12-16, 17:39
اسم العضو :أبوفراس

الطلب :.بحث حول فروع الرياضيات

المستوى :السنة الثانية متوسط

أجل التسليم :منتصف جانفي












أهم فروع الرياضيات
معادلات تفاضلية
في الرياضيات, يطلق اسم المعادلات التفاضلية على المعادلات التي تحوي مشتقات و تفاضلات لبعض الدوال الرياضية و تظهر فيها بشكل متغيرات المعادلة .
و يكون الهدف من حل هذه المعادلات هو إيجاد هذه الدوال الرياضية التي تحقق مشتقاتها هذه المعادلات .
تبرز المعادلات التفاضلية بشكل كبير في تطبيقات الفيزياء و الكيمياء ،وحتى النماذج الرياضية المتعلقة بالعمليات الحيوية و الإجتماعية و الإقتصادية .
يمكن تقسيم المعادلات التفاضلية إلى قسمين :
· معادلات تفاضلية نظامية تحتوي على توابع ذات متغير مستقل واحد و مشتقات هذا المتغير .
· معادلات تفاضلية جزئية تحتوي دوال رياضية لأكثر من متغير مستقل مع مشتقاتها الجزئية .
تعرف رتبة المعادلة التفاضلية على أنها أعلى رتبة لمشتق موجود في هذه المعادلة : فإذا حوت المعادلة مشتق أول و مشتق ثان فقط تعتبر
من الرتبة الثانية ... وهكذا .
المعادلات التفاضلية من الرتبة الأولي تحتوي على مشتقات أولى فقط
درجة المعادلة التفاضلية :
- تتحدد درجة المعادلة التفاضلية حسب أس المشتق ذو الرتبة الأعلى
.. مثلا إذا كانت المعادلة التفاضلية من الرتبة الثالثة ، أي أن أعلى تفاضل فيها هو التفاضل الثالث ،فدرجة المعادلة تتحدد حسب أس هذا التفاضل ،فإذا كان مرفوعا للأس 5 مثلا تكون المعادلة من الدرجة الخامسة ،وهكذا .
تنقسم المعادلات التفاضلية أيضا إلى خطية وغير خطية .
وتكون المعادلة التفاضلية خطية بشرطين :
1- إذا كانت معاملات المتغير التابع والمشتقات فيها
دوال في المتغير المستقل فقط أو ثوابت .
2- إذا كان المتغير التابع والمشتقات غير مرفوعة لأسس ،
أي كلها من الدرجة الأولى .
وتكون غير خطية فيما عدا ذلك .
ملاحظة : كل معادلة تفاضلية خطية هي من الدرجة الأولى ،
بينما ليست كل المعادلات التفاضلية من الدرجة الأولى هي خطية ،
لأن الدرجة تتحدد حسب أس التفاضل الأعلى،
ومن الممكن أن تكون التفاضلات الأقل مرفوعة لأسس غير الواحد دون أن يؤثر ذلك على الدرجة ،
وهذا يخل بشرط المعادلة الخطية .
- معادلة برنولي هي معادلة خطية
نظرية الأعداد
نظرية الأعداد هو فرع من الرياضيات يهتم بخصائص الأعداد الصحيحة،سواء كانت طبيعية أو نسبية،و تتضمن عدة مسائل مفتوحة سهلة الفهم، حتى بالنسبة لغير المختصين.
بصفة عامة، المجال الذي تدرسه هذه النظرية يهتم بفئة كبيرة من المسائل التي تأتي من دراسة الأعداد الطبيعية.
من الممكن تقسيم نظرية الأعداد إلى عدة مجالات حسب الطريقة المستعملة ونوع المسألة.
فهي فرع من فروع الرّياضيات تهتم بدراسة خواص وعلاقات الأعداد الصحيحة وتوسيعاتها الجبرية والتحليلية.
عند الإطلاق، نظرية الأعداد تدرس قابلية القسمة و الأوليّة و التحليل (إلى جداء عوامل أولية).
كما تدرس خواص التجزئة و ما قارب ذلك.
و يوجد فروع أخرى نذكر منها
نظرية الأعداد الجبرية التي تعتني باستعمال الطرق الجبرية لدراسة الأعداد الصماء و الأعداد المتسامية
و نظرية التحليل في التوسيعات الجبرية و غير هذا،
و نظرية الأعداد التحليلية وهي تستغل طرق التحليل العقدي (الأعداد العقدية)
حين دراسة بعض خواص الأعداد الأولية
تحليل رياضي
يطلق اسم التحليل الرياضي على فرع الرياضيات الذي يهتم بدراسة الدوال الرياضية و تحولاتها باستخدام أدوات ترتبط بمفاهيم النهاية ، حيث تدرس خواص مثل الاستمرار و الاشتقاق و التكامل و التفاضل ،التقعر و الإنعطاف في منحنيات التوابع و الدوال، وغالباً ما تدرس هذه المفاهيم على أعداد حقيقية أو أعداد عقدية والدوال المعرفة عليها ومن الممكن أن تدرس أيضاً على فضاءات أخرى كالفضاء المتري أو الطبولوجي
جبر خطي
الجبر الخطي (Linear Algebra)
هو فرع منالرياضيات مهتم بدراسة الأشعة ، فضاء شعاعي (أَو فضاءات خطية)، التحويلات الخطية ، ونظم خطية. تعتبر فراغات الأشعة موضوعا مركزيا في الرياضيات الحديثة؛ لذا يعتبر الجبر الخطي كثير الإستعمال في كلا من الجبر المجردوالتحليل الدالي.
الجبر الخطي له أيضاً أهمية في الهندسة التحليلية. كما أن له تطبيقات شاملة في العلوم الطبيعةوالعلوم الاجتماعية.
بدأ الجبر الخطي بدراسة المتجهات في الفضاءات الديكارتية ثنائية وثلاثية الأبعاد.
ويمثل المتجه هنا قطعة مستقيمة موجهة تتميز بكلا من طولها (شدتها) واتجاهها.
يمكن أن تستعمل المتجهات لتمثيل كميات فيزيائية مثل القوى، كما يمكن أن تطبق عليها عمليات الجمع والطرح والضرب (بأنواعه : الداخلي و الخارجي)
وبهذا شكلت أول مثال عن الفضاء الشعاعي الحقيقي.
تمدد الجبر الخطي الحديث ليأخذ في الاعتبار فضاءات ذات أبعاد لا نهائية.
يمكن دراسة فضاء شعاعي به نون (n) من الأبعاد ويدعى الفضاء النوني. يمكن التوسع في استخدام معظم النتائج التي نتجت عن دراسة
الفضاءات ثنائية وثلاثية الأبعاد بالنسبة للفضاءات الأكثر أبعادا
نظرية الزمر
نظرية الزمر Group Theory
هو فرع الرياضيات الذي يهتم بدراسة الزمر Groups و خواصها .
الزمرة تعني باللغة العربية جماعة مشتركة في صفة او عدة صفات مختلفة ومنها ايضا سورة الزمر في القران الكريم
اما معناها الرياضي فتهتم بالمجموعات العددية المختلفة مثل الاعداد الطبيعية والنسبية والكسرية ............الخ ولكي يمكننا القول بان مجموعة ما زمرة فلها 4 شروط بجانب شرط خامس اضافي ويمكننا ان نقول ان (*&R) تكون زمرة حيث * هى عملية رياضية ولتكن الضرب
و R هي مجموعة الأعداد الحقيقية اذا حققت ما ياتي :
1- الإغلاق وهو ان عملية الضرب لاي عنصرين موجود داخل ال R
2- الدمج
3-التوزيع
4- المحايد
اما الشرط الخامس فهو الابدال
وتسمي زمرة ابدالية
تحليل حقيقي
التحليل الحقيقي أحد فروع الرياضيات التي تتعامل مع مجموعة الأعداد الحقيقية و الدوال المعرفة عليها .
يمكن النظر إلى التحليل الحقيقي على انه نسخة مدققة من علم الحسبان (التفاضل و التكامل) يدرس مصطلحات مثل المتتاليات و نهاياتها ،
الاستمرار في الدوال ، الاشتقاق الرياضي ، التكاملات الرياضية و اخيرا متتاليات الدوال .
بالتالي يقدم التحليل الحقيقي نظرية متقنة حول فكرة الدوال العددية 'numerical function' ،كما يتضمن نظريات حديثة حول الدوال
المعممة generalized function عادة ما يبدأ تقديم التحليل الحقيقي في النصوص الرياضية المتقدمة ببراهين بسيطة في
نظرية المجموعات المبسطةnaive set theory أو elementary set theory ، ثم تعريف واضح لمصطلح الدالة
الرياضية ، ثم مقدمة للأعداد الطبيعية و تقنيات البرهان الهامة للاستقراء الرياضي mathematical induction .
من ثم تعمد النصوص المرجعية إلى تقديم الأعداد الحقيقيةبشكل بدهي (أكسيوماتي) أو يتم تشكيلها من متتاليات كاوشي
Cauchy sequence و حد ديديكايند Dedekind cut
للأعداد المنطقةrational number النتائج البدئية تشتق أولا ،اهمها خواص القيمة المطلقة absolute value ،مثل متراجحة المثلث triangle inequalityو متراجحة برنولي Bernoulli's inequality

محب بلاده
2010-12-16, 17:40
فروع الرياضيات

http://www.mowjeldoha.com/mix-pic/borders/www.mowjeldoha.com-borders-11.gif

الحساب

يشمل دراسة الأعداد الصحيحة والكسور والأعداد العشرية وعمليات الجمع والطرح والضرب والقسمة. وهو بمثابة الأساس لأنواع الرياضيات الأخرى حيث يقدم المهارات الأساسية مثل العد والتجميع الأشياء والقياس ومقارنة الكميات.


الجبر


عملية تجريد للعملية الحسابية فيستعاض عن الأعداد برموز تدعى في الجبر متغيرات أو عناصر لمجموعة ما .عندئذ تصبح عمليات الجمع و الضرب مجرد أمثلة عن المؤثرات الجبرية و العمليات الجبرية الثنائية ، و تعريف هذه العمليات يقودنا إلى بنى جبرية مثل الزمر ، الحلقات ، الحقول .


الهندسة

تدرس الهندسة خواص وعلاقات الأشكال في الفضاء.وتدرس الهندسة المستوية المربعات والدوائر والأشكالالأخرى في المستوى وتعني الهندسة الفراغية بدراسة الأشكال ذات الأبعاد الثلاثة مثل المكعب والكرة .


الهندسة التحليلية

تربط بين الجبر والهندسة فهي تعطي تمثيلا لمعادلة جبرية بخط مستقيم أو منحنٍ.

حساب المثلَّثات

حساب المثلثات هو فن حساب أحجام المثلثات. الفكرة الأساسية فيه هي أن النسب بين أضلاع مثلث قائم الزاوية تتوقف على مقدار اتساع زاوية قاعدته (أ) سميت هذه النسب جيب أ (جا أ) وجيب تمام أ (جتا أ) وظل أ (ظا أ) وغير ذلك، ووضعت لها جداول تعطي النسب لمختلف قيم الزاوية أ.
ويستخدم الفلكيون والبحارة والمساحون حساب المثلثات بشكل كبير لحساب الزوايا والمسافات في حالة تعذر القياس بطريقة مباشرة. وتصف المعادلات المتضمنة لنسب مثلثية المنحنيات التي يستخدمها الفيزيائيون لتحليل خواص الحرارة والضوء والصوت والظواهر الطبيعية الأخرى.

حساب التفاضل والتكامل والتحليل

له تطبيقات عدة في الهندسة والفيزياء والعلوم الأخرى. ويمدنا حساب التفاضل والتكامل بطرائق لحل عديد من المسائل المتعلقة بالحركة أو الكميات المتغيرة. ويبحث حساب التفاضل في تحديد معدل تغير الكمية. ويستخدم لحساب ميل المنحنى والتغير في سرعة الطلقة. أما حساب التكامل فهو محاولة إيجاد الكمية بمعلومية معدل تغيرها, ويستخدم لحساب المساحة تحت منحنى ومقدار الشغل الناتج عن تأثير قوة متغيرة. وخلافاً للجبر, فإن حساب التفاضل والتكامل يتضمن عمليات مع كميات متناهية الصغر (كميات صغيرة ليست صفراً ولكنها أصغر من أي كمية معطاة).
ويتضمن التحليل عمليات رياضية متعددة تشمل اللانهاية والكميات المتناهية الصغر. ويدرس التحليل المتسلسلات اللانهائية وهي مجاميع غير منتهية لمتتابعات عددية او صيغ جبرية. ولمفهوم المتسلسلات اللانهائية تطبيقات مهمة في مجالات عدة مثل دراسة الحرارة واهتزازات الأوتار.


الإحصاء


هو ذلك الفرع من الرياضيات الذي يهتم بجمع البيانات وتحليلها لمعرفة الأنماط والاتجاهات العامة. ويعتمد الإحصاء إلى حد كبير على الاحتمالات. وتزود الطرق الإحصائية الحكومات, والتجارة, والعلوم بالمعلومات. فمثلاً, يستخدم الفيزيائيون الإحصاء لدراسة سلوك العديد من الجزيئيات في عينة من الغاز.


الاحتمالات


الاحتمالات دراسة رياضية لمدى احتمال وقوع حدث ما. ويستخدم لتحديد فرص إمكانية وقوع حادث غير مؤكد الحدوث. فمثلاً, باستخدام الاحتمالات يمكن حساب فرص ظهور وجه القطعة في ثلاث رميت لقطع نقدية.

نظرية المجموعات والمنطق

نظرية المجموعات هي النظرية التي تصف المجموعات الرياضية المؤلفة من كائنات رياضية مجردة و العمليات المطبقة عليها ، و تشكل احدى أهم ركائز الرياضيات الحديثة .وتكمن أهمية دراسة المجموعات في التحقق من المفاهيم الرياضية الأساسية .

والمنطق هو ذلك الفرع من الفلسفة التي تتعامل مع قواعد التعليل الصحيح وقد طور علماء الرياضيات المنطق الرمزي .وهو نظام اصطلاحي للتعليل يستخدم الرموز والطرق الرياضية .التي لها اهميتها في تطور الحاسوب.

mohamed44
2010-12-16, 18:23
بحث عن الحسين بن علي ابن أبي طالب

محب بلاده
2010-12-16, 18:28
بحث عن الحسين بن علي ابن أبي طالب


اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mohamed44 http://www.djelfa.info/vb/images/buttons/viewpost.gif (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=4357445#post4357445)
اسم العضو :طيبي أحمد خليفة طاهيري
الطلب : بحث عن الحسين بن علي بن ابي طالب

المستوى : الثانية متوسط

أجل التسليم : بعد يوم




الحسين بن عليّ بن أبي طالب
سيد شباب الجنة


حسين مني وأنا من حسين ، أحب الله تعالى من "
" أحب حسيناً ، حسين سبط من الأسباط
حديث شريف

الإبن الثاني لفاطمة الزهراء ، ولد بالمدينة ونشأ في بيت النبوة
وكنيته أبو عبد الله



حُبَّ الرسول له
قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- حُسين مني وأنا مِنْ حُسين ، أحَبَّ الله تعالى مَن أحبَّ حُسيناً ، حُسينٌ سِبْطٌ من الأسباط ) كما قال الرسول الكريم اللهم إني أحبه فأحبّه ) وعن أبي أيوب الأنصاري قال : دخلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والحسن والحسين يلعبان بين يديه وفي حِجْره ، فقلت يا رسول الله أتحبُّهُما ) قال وكيف لا أحبُّهُما وهما ريحانتاي من الدنيا أشمُّهُما ؟!) وقال الرسول -صلى الله عليه وسلم- من أراد أن ينظر إلى سيّد شباب أهل الجنة ، فلينظر الى الحسين بن عليّ )

كما قالت زينب بنت أبي رافع : رأيت فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتت بابنيها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في شكواه الذي توفي فيه فقالت يا رسول الله ! هذان ابناك فورّثْهُما ) فقال أما حسنٌ فإن له هيبتي وسؤددي ، وأما حسين فإن له جرأتي وجودي )


فضله
مرَّ الحسين -رضي الله عنه- يوماً بمساكين يأكلون في الصّفّة ، فقالوا الغداء ) فنزل وقال إن الله لا يحب المتكبرين ) فتغدى ثم قال لهم قد أجبتكم فأجيبوني ) قالوا نعم ) فمضى بهم الى منزله فقال لرّباب أخرجي ما كنت تدخرين )


الحسن والحسين
جرى بين الحسن بن علي وأخيه الحسين كلام حتى تهاجرا ، فلمّا أتى على الحسن ثلاثة أيام ، تأثم من هجر أخيه ، فأقبل إلى الحسين وهو جالس ، فأكبّ على رأسه فقبله ، فلمّا جلس الحسن قال له الحسين إن الذي منعني من ابتدائك والقيام إليك أنك أحقُّ بالفضل مني ، فكرهت أن أنازِعَكَ ما أنت أحقّ به )


البيعة
توفي معاوية نصف رجب سنة ستين ، وبايع الناس يزيد ، فكتب يزيد للوليد مع عبد الله بن عمرو بن أويس العامري ، وهو على المدينة أن ادعُ الناس ، فبايعهم وابدأ بوجوه قريش ، وليكن أول من تبدأ به الحسين بن عليّ ، فإن أمير المؤمنين رحمه الله عهد إليّ في أمره للرفق به واستصلاحه ) فبعث الوليد من ساعته نصف الليل الى الحسين بن علي ، وعبد الله بن الزبير ، فأخبرهما بوفاة معاوية ، ودعاهما الى البيعة ليزيد ، فقالا نصبح وننظر ما يصنع الناس )

ووثب الحسين فخرج وخرج معه ابن الزبير ، وهو يقول هو يزيد الذي نعرف ، والله ما حدث له حزم ولا مروءة ) وقد كان الوليد أغلظ للحسين فشتمه الحسين وأخذ بعمامته فنزعها من رأسه ، فقال الوليد إن هجنَا بأبي عبد الله إلا أسداً ) فقال له مروان أو بعض جلسائه اقتله ) قال إن ذلك لدم مضنون في بني عبد مناف )


من المدينة الى مكة
وخرج الحسين وابن الزبير من ليلتهما الى مكة ، وأصبح الناس فغدوا على البيعة ليزيد ، وطُلِبَ الحسين وابن الزبير فلم يوجدا ، فقدِما مكة ، فنزل الحسين دار العباس بن عبد المطلب ، ولزم الزبير الحِجْرَ ، ولبس المغافريَّ وجعل يُحرِّض الناس على بني أمية ، وكان يغدو ويروح الى الحسين ، ويشير عليه أن يقدم العراق ويقول هم شيعتك وشيعة أبيك )


الخروج الى العراق
بلغ ابن عمر -رضي الله عنه- أن الحسين بن عليّ قد توجّه الى العراق ، فلحقه على مسيرة ثلاث ليال ، فقال له أين تريد ؟) فقال العراق ) وإذا معه طوامير كتب ، فقال هذه كتبهم وبيعتهم ) فقال لا تأتِهم ) فأبى ، قال ابن عمر إنّي محدّثك حديثاً : إن جبريل أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فخيّره بين الدنيا والآخرة ، فاختار الآخرة ولم يردِ الدنيا ، وإنكم بضعة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، والله لا يليها أحد منكم أبداً ، وما صرفها الله عنكم إلاّ للذي هو خير ) فأبى أن يرجع ، فاعتنقه ابن عمر وبكى وقال استودِعُكَ الله من قتيل )

وقال ابن عباس -رضي الله عنه- للحسين أين تريد يا بن فاطمة ؟) قال العراق و شيعتي ) فقال إنّي لكارهٌ لوجهك هذا ، تخرج الى قوم قتلوا أباك ، وطعنوا أخاك حتى تركهم سَخْطةً ومَلّة لهم ، أذكرك الله أن لا تغرّر بنفسك )

وقال أبو سعيد الخدري غلبني الحسين بن عليّ على الخروج ، وقد قُلت له : اتّق الله في نفسك ، والزم بيتك ، فلا تخرج على إمامك )

وكتبت له عمرة بنت عبد الرحمن تعظم عليه ما يريد أن يصنع ، وتأمره بالطاعة ولزوم الجماعة ، وتخبره إنه إنما يُساق إلى مصرعه وتقول أشهد لحدّثتني عائشة أنها سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول يُقتل حسينٌ بأرض بابل ) فلمّا قرأ كتابها قال فلابدّ لي إذاً من مصرعي ) ومضى


مقتله
وبلغ يزيد خروج الحسين -رضي الله عنه- ، فكتب الى عبيد الله بن زياد عامله على العراق يأمره بمحاربته وحمله إليه ، إن ظفر به ، فوجّه عُبيد الله الجيش مع عمر بن سعيد بن أبي وقاص ، وعدل الحسين الى ( كربلاء )، فلقيه عمر بن سعيد هناك ، فاقتتلوا ، فقُتِلَ الحسين رضوان الله عليه ورحمته وبركاته في يوم عاشوراء ، العاشر من محرم سنة إحدى وستين


السماء تبكي
قال ابن سيرين لم تبكِ السماء على أحد بعد يحيى بن زكريا إلا على الحسين بن عليّ ) وعن خلف بن خليفة عن أبيه قال لمّا قُتِلَ الحسين اسودت السماء ، وظهرت الكواكب نهاراً ، حتى رأيت الجوزاء عند العصر وسقط التراب الأحمر ) وقالت أم خلاّد كنّا زماناً بعد مقتل الحسين ، وإن الشمس تطلع محمَّرة على الحيطان والجُدر بالغداة والعشيّ ) وكانوا لا يرفعون حجراً إلاّ يوجد تحته دمٌ !!


الرؤى
استيقظ ابن عباس من نومه ، فاسترجع وقال قُتِلَ الحسين والله ) فقال له أصحابه كلا يا ابن عباس ، كلا ) قال رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعه زجاجة من دم فقال ألا تعلم ما صنعت أمتي من بعدي ؟ قتلوا ابني الحسين ، وهذا دمه ودم أصحابه ، أرفعها الى الله عزّ وجلّ ) فكتب ذلك اليوم الذي قال فيه ، وتلك الساعة ، فما لبثوا إلاّ أربعة وعشرين يوماً حتى جاءهم الخبر بالمدينة أنه قُتِل ذلك اليوم وتلك الساعة !!


الدفن
وقد نقل رأسه ونساؤه وأطفاله إلى ( يزيد ) بدمشق ، واختُلفَ في الموضع الذي دُفِنَ فيه الرأس ، فقيل في دمشق ، وقيل في كربلاء مع الجثة ، وقيل في مكان آخر



بحثك هنا أخي ولقد لبيته لك

تقبل مني كل الشكر والتقدير
http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=432080&page=9

lee.dong-ha
2010-12-16, 18:32
اسم العضو:lee.dong-ha
الطلب:مساعدة في اللغة العربي
المستوى:رابعة متوسط
جل التسليم:قبل انتهاء العطلة
النص
الواقع الذي لا ريب فيه:(ان العمل يحبب الينا الفضيلة و يبعد عنا الرذيلة و يجعلنا نتذوق الحياة بشتى ضروبها و الوانها بل هو سبيلنا الى السعادة)
انه يجلو الصدا عن النفوس الميالة الى الراحة و هو مظهر من مظاهر الطاقة البشرية الجديرة بالحياة.
و الامة التي (لا تعمل )تعيش ذليلة فقيرة عالة على غيرها مهددة بالفناء و التلاشي.انما الاشخاص اصحاب الهمم العالية (هم الذين يستعذبون الكفاح)و يقدسون العمل و ينبذون الكسل و الخمول.
و لا شك ان تقدير الانسان لنعمة الرزق و هو يعمل انما يتوقف على مبلغ السعي و ليس احب الى الانسان من تلك اللحظة(التي تبتسم له فيها الفوز)بعد مرحلة من العمل الدؤوب.
البناء الفكري
1.هات عنوانا مناسبا للنص.
2.كيف وصف الكاتب الامة التي لا تعمل؟
3.ائت باضداد الكلمات التالية من النص...الفضيلة.الخمول.الفناء.يبتسم
4.اشرح ما يلي...لا ريب.يجلو الصدا.ينبذون.العمل الدؤوب؟
البناء اللغوي
1.اعرب ما تحته خط؟
2.استخرج من النص جملة حالية.جملة موصولة.صيغة مبالغة.مصدر ميمي.مصدر صناعي.اسم مجرور بالاضافة؟
3.بين وظائف الجمل التي بين قوسين و التي بالالوان:البنفسجي و الاحمر و الازرق؟
4.خاطب بالعبارة الموضوعة بين قوسين جماعة الاناث مع الشكل التام:ان العمل يحبب الينا الفضيلة و يبعد عنا الرذيلة ويجعلنا نتذوق الحياة بشتى ضروبها و الوانها بل هو سبيلنا الى السعادة
البناء الفني
1.استخرج من النص تعبيرا مجازيا
2.استخرج طباقا و اذكر نوعه
الوضعية الادماجية
قال ص(ان الله يحب اذا عمل احدكم عملا ان يتقنه)
من خلال الحديث اكتب موضوعا في عشرة اسطر تتكلم فيه عن مفهوم العمل مبينا قيمته في حياة الامم و الشعوب موظفا:نمط الحجاج اي الخاتمة تكون اولا.و جملة شرطية و اخرى نعتية مع تسطير كلا منهما لتبيينهما
ارجووووووكم ساعدوني هذا اول طلب لي في هذا المنتدى المحترم و ارجو الاجابة في القريب العاجل قبل انتهاء العطلة و شكرا و جزاكم الله الاجر الكبير اختكم لي.دونغ-ها ^^ :)

lee.dong-ha
2010-12-16, 18:36
اسفة كلمات الاعراب هي:ريب.ذليلة.الاشخاص.يقدسون.احب
وشكرا

lee.dong-ha
2010-12-16, 18:45
:) thx to you all

lee.dong-ha
2010-12-16, 18:50
اررررجوووكم ساعدوني و لاتنسوني

lee.dong-ha
2010-12-16, 18:57
و جزاكم الله

lee.dong-ha
2010-12-16, 18:59
هل من مساعد؟

halimad
2010-12-16, 20:08
من فضلك اريد بحثا حول المديونية العموميةوشكرا جزيلا على اهتمامك اخي الفاصل.تحياتي

soumia52
2010-12-16, 20:17
السلام عليكم
من فضلك اريد بحثا حول اقتصاد التنمية
مشكور اخي الفاضل جزاك الله كل خير

محب بلاده
2010-12-16, 21:00
من فضلك اريد بحثا حول المديونية العموميةوشكرا جزيلا على اهتمامك اخي الفاصل.تحياتي


بحث حول المديونية


" خطـــة البحـــث"
مقدمــة عــامــة

المبحث الأول: مفهـوم المديونية الخارجية و تحليلهـا

المطلب الأول: تعريف المديونية الخارجية

المطلب الثـاني:مراحل المديونية الخارجية

المطلب الثـالث:أسبـاب المديونية الخارجية

المبحث الثـاني:أثـارالمديونيةعلى اقتصاديات الدول و حلول
المطروحـة

المطلب الأول: أثـار الدين الخارجي

المطلب الثـاني:حلول لمعـالجـة الدين الخارجي

المبحث الثـالث: أزمـة المديونية الخارجية الجزائريـة

المطلب الأول: أسبـاب انفجار أزمـة المديونية في الجزائر

المطلب الثـاني: تطور و أثـار المديونية الجزائرية

المطلب الثـالث: سيـاسات الحكومية مطبقة و أخرى مقترحة لمعـالجة أزمة المديونية

خـاتمة عـامة

قائمة المراجع

المقدمـة العامـة........................................... ................................................


لقد وجدت الدول النـامية نفسهـا بعد استقلالها مبـاشرة في فترة الخمسينـات و الستينـات بقـاعدة اقتصادية هشة و كانت لازمة عليهـا الخروج من هذا الوضع و محـاولة بنـاء إقتصديـاتهـا، وقد أصطد مت بواقع أنهـا تفتقرالى السيولة اللازمة لذا كانت عليهـا اللجوء إلى هيئـات الدولية في ذلك الفترة و بالفعل تحصلت على التمويل نظرا للأستقرارالأقتصـادي الذي كـان يعرفه العـالم آنذاك هذا من جهة و لحـاجة الدول المصنعة للمواد الأولية المتوفرة لدى الدول النامية من جهة أخرى و قد تحصلت عليها بمبالغ طائلة و بأسعار فائدة ميسرة على أمل أن تسـاعدها على النصوص بالتنمية .
و بالفعل اتبعت الدول النامية سياسات مختلفة كانت في الغالب غير مناسبة بهدف تنمية اقتصادها لكن وقع أن الدول المصنعة مولتها لتبقى تابعة لها ولتجد أسواقا جديدة لتصريف منتجاتها وهذا دون أن تفسخ لها المجال لتصدير هذا ما فجر أزمة المديونية الخارجية الدول النامية في صائفة 1982 التي كـادت أن تقضى على النظام المالي العالمي القائم، فهي تعتبر أكبر مشكلة يواجههـا العالم اليوم بعد أزمة 1929 م التي انتهت بحرب مدمرة .
و في خصم هدا الوضع اضطرت الدول النـامية الافتراض مجددا لكن هذه المرة الأموال المقترضة موجهة أسـاسا للاستهلاك من أجل تغطية الحـاجيات الوطنية الاستهلاكية هذا ما زاد من حجم الديون خاصة قصيرة للجل منها الأمر الذي زاد من خدمـات الديون و التي صـارت تتجاوز الديون نفسها حيث صارت تلتهم الجزء الأكبر من موارد الصادرات التي لم تكون كافية لعدم تنوعها واعتمادها على قطاعات معينة .
و الجزائر مثل مثيلاتها ليست بمعزل عن هذه الأزمة لأنها أيضـا اتجهت إلى التمويل الخارجي غداة الاستقلال أصـافة إلى مدا خيل البترول و التي استعملتها في القطاع العام و الصناعات الثقيلة و قد تلقت الجزائر صدمة كبيرة نظرا لأعتمادتها على القطاع المحروقـات عند حدوث انخفاض رهيب في أسعار البترول أثنـاء الثمانينات بتحديد سنة 1986 و هذا بعد تعرضها لصدمة أولى أثنـاء السبعينـات خلال صدمة البترولية سنة 1973 .
أهمية الموضوع:
من خلال هذه الدراسة نتمكن من معرفة المسببات الأساسية أزمة لمديونية الخارجية في العالم ومعرفة أثارها علي مختلف الأرصدة كما نتمكن من تقييم السياسات المنهجية لمعالجة من خلال تحليلها و كذا معرفة الإجراءات الجديدة التي تجري استعمالها.
أهداف الدراسـة :
نهدف من خلال دراستنا المديونية إلى:
1- معرفة و تحليل أسبـابهـا الحقيقية المبـاشرة و غير المبـاشرة .
2- تقييم مختلف السياسات المتبعة معالجتها سواء من الجزائر او غيرها من الدول و هذا مع تحليلهـا .


إشكالية البحث:
إن إشكالية بحثنـا هذا تتمحور حول :
كيف وصلت المشكلة المالية المتمثلة في الديون الخارجية إلى مآلت أليه ؟
و ماذا فعلت الجزائر في مواجهة هذا الوضع الذي يهدد النظام العالمي ؟
و إذا ما قامت هذه الدول بأخص الجزائر يدفع ما عليها دفعت واحدة خاصة و أن مداخليها تحسنت و صارت تغطى إجمالي الديون و خدماتها ؟
أسئلة الفرعيـة:
الإجابة على إشكالية البحث فإننا نحتاج إلى إجابة عن الأسئلة الفرعية التالية:
1- ما هي المديونية ؟ و ما هي أهم أسباب و أثـار الأزمة على الدول العالم الثالث ؟
2- ما هي السياسات التي أتبعتها حكومات الدول النامية و المستحدثة منها لمواجهة الأزمة ؟
3- ما هو وضع المديونية الخارجية في الجزائر .
الفرضيات:
بحثنـا يتطلب اعتماد على عدد من الفرضيات هي كما يلي:
1- أزمة المديونية تحدث عند عجز المدين عن دفع ديونه المستحقة و عدم كفاءة السياسات الاقتصادية و السلطات هي أساس تفجر هذه الأزمة ووصولها إلى ما هي عليه.
2- اعتمدت الدول على حلول المقترحة من خلال صندوق النقد الدولي و البنك العالمي للخروج من الأزمة دوت تبني السياسات داخلية جديدة.و تعتبر الدول اليوم على قيام الدول الدائنة بمسح ديونها .
3- تحاول الجزائر الآن الخروج من الأزمة بحذر و تقليص مديونياتها حتى تصل إلى أدنى المستويـات في المستقبل القريب.
مجـال و جدول الدراسات :
ستنحصر دراستنـا خاصة في العشرين سنة الماضية حيث عرفت أحداثـا كبرى من بينها انفجار أزمة التي ستلقى الضوء على أهم مسببـاتهـا و طرق معالجتهـا و كذا تطوره.
المنهج و أدوات الدراسـة :
للوصول إلى الأهداف المسطرة سنتبنى المناهج التالية :

المنهج الوصفي : للتعريف على ظروف و ملابسات الأزمة و أجواء تطورهـا .

المنهج التحليلي: لمعرفة مسببات الأساسية للأزمة ومدى نجاحه السياسات المتبعة لمواجهتها.

المنهج الإحصائي:من خلال الإحصائيات المقدمة و التي تساعد على المتابعة الجيدة الموضوع.

المنهج الأستنتاجي : للوصول إلى الأهداف المسيطرة في البحث.

وصف الخطة:
سنتطرق فيه إلى الموضوع من خلال ثلاث مباحث.
المبحث الأول: نحاول التعرف إلى المديونية و تحليل مراحلها و تطورها خلال السنوات دون أن ننسى أسباب المديونية.

المبحث الثاني: نعالج فيه أثار المديونية على اقتصاديات الدول و حلول المقترحة لمعالجة المديونية الخارجية.

أما البحث الثالث سنتطرق فيه إلى أزمة المديونية الخارجية الجزائرية نتعرف من خلاله على مسبباتها و أثار الأزمة و كذا تطور الدين الخارجي الجزائري و مختلف الإجراءات
المستخدمة لمعالجة الأزمة مع اقتراحات لمواجهتها.


مفهوم المديونيـة الخارجية و تحليلهـا .................................................. ................


المبحث الأول:مفهوم المديونية الخارجية و تحليلهـا.

نتيجة لتزايد حدة أزمـة المديونية الخارجية لدول النامية وامتداد أثـارها إلى أطراف الدائنة مع تعرض النظام المصرفي الدولي بوجه خـاص إلى العديد من المخـاطر و جب التعرف إلى الدين الخارجي و حيثياته من مراحل وأسباب.

المطلب الأول: تعريف المديونية الخارجية:
الدين أو استدانة بصفة عامة هي عملية يلجا إليها الشخص عندما يكون عاجزا عن متطلبات للأنفاق اعتمادا فقط على موارده المالية الخاصة وقد يحدث أن تكون هذه العملية اضطرارية أو يحدث أن تكون مؤقتة أو أن تكون مستمرة وفي جميع الحالات فإن الاستدانة
ليست دائما ملجأ للشخص الضعيف فرادا كان أو مؤسسة أو دولة وإنما هو سلوك مطلق في العمل الاقتصادي و كثيرا ما يلجأ إليها الشخص القوي لكن الهدف يختلف بسبب الأقويـاء و ضعفاء .
أما المديونية الخارجية على وجه الخصوص فليس لها تعريف دقيق لكن هناك تعريف انفردت به ثلاث هيئـات دولية هي صندوق النقد الدولي.البنك العالمي منظمة التعاون و التمنية وقد اقترحت سنة 1984 ومضمونة هي:
المديونية الخارجيةالأجمالية تساوي في تاريخ محدد إلى مجموع التزامات التعاقدية الجارية التي تسمح بتسديد المقيمين لدولة ما إزاء غير المقيمين و المستوجبة ضرورة دفع الأصل (رأس المال) مع أو بدون فوائد أو دفع الفوائد مع أو بدون تسديد الأصل

المطلب الثاني:مراحل الأزمة المديونية
ترجع جذور المديونية الخارجية في الدول النامية إلي المراحل الكبرى التي مرت بها العلاقات بين هذه الدول الصناعية و علي الأخص إلي مرحلة النشؤ وتطوير رأسمالية احتكار التمويل التي زادت من درجة تبعية الدول النامية للدول الصناعية الرأسمالية وبشكل عام يمكن النضر للمديونية في أفاقها عبر ثلاث مراحل من النمو:
المرحلة الأولى: ما قبل الحرب العالمية الثانية
تمتد هذه المرحلة بين عام 1820 -1840 وهي تاريخيا مرحلة ذات حركة دولية عالمية للرساميل وتميزت بتصدير كثير من الرساميل من جانب بريطانيا و فرنسا وتوجه جزء من هذه الرساميل نحو البلدان الجديدة آنذاك وجزء أخر لبلدان العالم الثالث الخاضعة للامبرطوريات الاستعمارية كم شهدت نهاية السبعينات تطورا مفرطا في ديون الإمبراطورية العثمانية و مصر هنذاك البلدان قد اتبعا سياسة تحديث الاقتصادي حمولة

مفهوم المديونيـة الخارجية و تحليلهـا .................................................. .................


بقروض خارجية و أدى إلى أزمة ناجمة عن الديون حيث وقعت الامبرطورية العثمانية في أزمة حقيقية .
أما في بداية القرن عقب الحرب العالمية الأولى فقد تم تحديث الحركات الأولية للرساميل و كانت الولايات المتحدة الأمريكية البلد الدائن الأساسي بالنسبة لبقية العالم وفي ملفات مخزون الديون الدولية نجد في عدد البلدان الأساسية :كندا- استراليا – الهند إلا أن الحدث البارز في هذه المرحلة هو أزمة الاقتصادية الدولية التي بدأت في و.م.أ.عام 1929 وسميت بأزمة الثلاثينات وقد أدت الأزمة بالدرجة الأولى إلى هبوط مدا خيل صادرات البلدان المدينة بسبب الركود في البلدان الصناعية و صعود سياسة الحماية و انهيار أسعار المواد الأولية مما أدى في نهاية الأمر إلى تفجر أزمة الديون وكانت أزمة الديون دولية ذات مدى عالمي و قد عملت البلدان المدينة في المرحلة الأولى لتجاوز أزمة السيولة وخاصة بمحاولة الحصول على الاعتمادات لأجل قصير من المصارف الغربية لتنمية خدمة ديونها و بسبب عدم حصول على تلك الاعتمادات دخل معظمها في مرحلة عجز عن الدفع منذ عام 1931و توقعت عنها حركة تصدير الرساميل وبصورة إجمالية فقد شكلت مرحلة الثلاثينات منطلقا لكثير من التعديلات المتعلقة بالتدفقات المالية الدولية
.
المرحلة الثانية: ما بعد الحرب العالمية الثانية وحتى الثمانينات
يشير استعراض الأوضـاع الاقتصادية الأولية خلال هذه الفترة أنها شهدت تغيرات عظيمة أبتداءا من توقيع على إتفقية (برتزوودز)التي بوجبتها تم أصاغت نظام اقتصادي جديد من مختلف العناصر الاقتصادية ووضع أسعار ثابتة لصرف قابلة للتحويل ضمن حدود معينة و كذلك تشجيع التدفقات الأولية لرأسمال للأغراض الإنتاجية و تبع ذلك أنشـاء مؤسسات دولية تفي بهذا الغرض مثل البنك الدولي لغرض إعادة تعميرمادمرته الحرب العالمية الثانية كذلك إنشاء صندوق و ذلك لإعطاء أكبر قدرة ممكن لتحقيق السيولة الدولية ألا أن أهم ما شاهدته بدايات هذه الفترة و خاصة على الصعيد الدول النامية فقد حصلت الكثير من الأقطـار استقلالها السيـاسي و بالتالي اندفعت لتحقيق تنميتها الاقتصادية ففي العام 1955 كانت المعطيات تسير إلى أن ديون البلدان النامية كانت بحدود
(08 مليارات دولارات) و بنهاية الخمسينات كانت هذه الديون قد تضاعفت بسبب حصول عدد من الدول على استقلال و في الستينات تابعت الدول النامية الارتباط بشكل رئيسي بالمساعدة العامة للتنمية لتامين تمويل نموها آنذاك الأمر الذي أدى إلى سرعة تنمي ديونها الخارجية حيث بعد هذه الديون 36 مليار دولار في عام 1967 و 66 مليار دولارا في 1970 غير إن هذه الديون لم تهدد الحياة الاقتصادية وقد ابتسمت بعدم الاستقرار الاقتصادي
الدول عكس ما كانت عليه في الستينات و الخمسينات.

المرحلة الثالثة:الثمانينات و حتى الوقت الحاضر مرحلة الأزمة.
شهدت هذه المرحلة بداية الانطلاق نحو مأزق المديونية الدولية فقد أدت المرتفعة لإقراض البلدان النامية خلال عقد السبعينات مع تدهور نموها المالية في بداية الثمانينات أي حدوث الأزمة و قد ظهرت بوادر الأزمة أبتداءا من بولندا عام 1981 حينما تبين بأنها ليس بمقدورها دفع ما ترتب عليها من فوائد لقروضها الخارجية أي ان هذه الأزمة طالت حديث منعزلا .و لم تؤدي إلى إثـارة الدول حول المواضيع الإجمالية لتحويلات الدولية إلا أن الأزمة الديون تكررت في المكسيك في 1982 حينما تبين أنها غير قادرة على مواجهة ألتزمتها الدفع و اعتبارا في هذا التاريخ انهارت ثقة المصاريف بالقدرة المالية لجملة البلدان المدينة الأساسية و ترجمت النتيجة المباشرة بتعبير موقف المصارف حبال مدينين من الدول النامية بإتجاها الإجراءات .
و تشير الإحصائيات إلى أن مجموع الدين الخارجي لهذه الدول قد تضاعفت خلال فترة(80-2000)حيث وصلت في عام 2000 إلى 2120.9مليار دولار.
و الدول النامية تطورت في ديون كبيرة و تقلصت حصلها العملات الأجنبية والاحتياطات الدولية و اضطرت إلى استقبال بعثات ص ن د و بنك دولي .
و ص ن د أصبح ليس له أهمية بسبب القروض الضئيلة التي يمنحها لكن الدولة تمنح شهادة حسن السلوك من أجل حصول على قروض جديدة لإعادة جدولة القروض.

المطلب الثالث:أسباب المديونيـة.
هناك عدة تغيرات لشرح هذه الوضعية يمكن حصرها في أسباب داخلية و أخرى خارجية تعود إلى خلل في السياسات الداخلية مع تسليمها بان مشاكل المديونيـة تختلف من بلد لأخر أن تصاعد المديونيـة للدول النامية يعكس غياب الاستخدام الأمثل القوارض و العجز عن تنمية الطاقة التصديرية لهذه الدول و يمكننا التعرض السباب التي أدت إلى المديونية فيما يلي :

أولا : الأسباب الداخلية للأزمة المديونية
أ‌- عدم الكفاءة السياسات الداخلية و فشل الإصلاحات الهيكلية :
إذا أرادنا الحوض في السياسات التي طبقتها الدول النامية فإننا نقول أنها لم تكون
مجدية لاقتصادها سواء في فترة تشجيع لادخار المحلي و الاستثمار والسياسات النقدية و الضريبية و سياسة السعار و معدلات الفائدة و الصرف و كان عمل السياسات عكسي حيث عرض انخفاض في الادخار المحلي والاستثمار و نقل فعليات و شجعت هروب رؤوس الأموال الوطنية للأسواق الخارجية و تدهور الصادرات .
أما فيما يخص فشل الإصلاحات الهيكلية يرجع إلى الأنظمة الأفريقية بصفة شبه كلية في تنفيذ التوجيهات الكلية بصفة فعالة ولم تتم بعض الدول برنامج التصحيح إلى نهايته و مساعدة البنك العالمي و المقرضين تم أنفاق مبالغ ضخمة في مشاكل الاستثمارية الفاشلة.




مفهوم المديونيـة الخارجية و تحليلهـا .................................................. .................


ب- الدور التدخلي للدولة و الاقتصاد المزدوج:
أن حكومات الدول النامية دعمت دورها و مراقبتها على مختلف أوجه الحياة
الاقتصادية فتدخل السلطات العمومية باستمرار في مجلات الإنتاجية و المالية و الأنفاق العمومي و أصبح واضح منذ وقت طويل إضافة إلى مركزية القرارات المتعلقة بتحرير و تشغيل الموارد نظـام الأسعار عدم فعالية القطـاع العام.التبذير.مختلف الأعفآت ضريبية الملائمة للاستثمار قي الصناعة و كل هذا بأن تدخل الدولة لم ينجح في ترقية الممولة فتحت
ضغط الحكومات أصبحت البنوك تمنح قروضا للمؤسسات العمومية و القطاعات ذات الأولوية بأسعار هي في الواقع أقل من تلك السائدة في السوق و لكن الفارق بين التكلفة للقروض و عوائدها هو في الغالب ضعيف جدا لتغطية تكاليفها و كثير من هذه القروض لم يتم تسديدها .

ج‌- العجز في ميزان المدفوعات و هروب رؤؤس الأموال:
تعتبر المديونية دوما نتيجة العجز في ميدان المدفوعات بصفة أدق من ميزان
الحسابات الجارية المشتريات من الخارج أكبر من المبيعات و اغلب دول العالم الثالث عرفت منذ مدة طويلة عجز في حساباتها الجارية و هذا العجز هو حاجة هذه الدول اللت و التجهيزات الموارد الأولية لصناعتها و تطوير اقتصادها و لتمويل العجز الموجود في الميزان كانت تلجأ للقروض الخارجية.
أما جانب رؤوس الأموال هو بدوره يعتبر ذو أهمية كبيرة في تطوير المديونية انه كان يقلص من قدرة لاستثمار المحلي و يؤدي بالضرورة إلى جلب رؤوس الأموال للأجنبية لتعويض رؤوس الأموال المحلية الهاربة .
و نقصد بهروب رؤوس الأموال: القيمة الإجمالية لمجموع تدفقات النقدية من الاقتصاد الوطني للخارج سواء استثمرت على موجودات حقيقية كالعقارات أو حتى على شكل استثمارات مباشرة في الخارج من طرف المواطنين .

د – استعمالات القرض :
لتثبت المديونية يجب أن تستعمل الدولة المقرضة لأمول الداخلة إلى الوطن من الخارج في تمويل أنشطة لها معدل المرودية عالية لضمان خدمات المديونية و الإخلال لهذه القواعد أي الاستعمال القرض في أنشطة عقيمة الإنتاج و الر بحية أو الإدارية التي تسمح بجلب العملة الصعبة فالقروض قي هذه الحالة ليس لها أثر على المدى الطويل سوى رهن مسبق لجزء من الايردات الخارجية المقبلة للبلدان النامية وبصفة عامة تفتقر الإستراتجية واضحة
للآستغلال القرض استغلالا أمثل .




مفهوم المديونيـة الخارجية و تحليلهـا .................................................. .................


ه - النمو الديمغرافي الكبير و انخفاض الدخل القومي :
عرفت الدول العالم الثالث زيادة سكانية كبيرة و هذه الزيادة لم تصاحبها زيادة في الإنتاج بحكم الانهيار الاقتصادي الذي مسها عقب استقلالها هذا كله آثر على الدخل القومي الذي يعرف أضعف مستوياته في الدول العالم الثالث .

و- التصنيع غير الفعال :
أنشأت هذه الدول بعد استقرارها السياسي مشاريع عمومية لغرض تحرير اقتصادها و تنشيط الصناعة حيث هذه الصناعات لا تنشط مباشرة لإنشاء السلع التصديرية مما تسبب في
حدوث تناقص داخلي بين قروض الخارجية الضخمة و التصنيع.هذه المشاريع غير فعالة للتصدير ويمكن أن تستعملها في تسديد خدمة الدين.

ي- الحروب و التزايد النفقات العسكرية :
يؤكد الاتفاق الأمريكي لحقوق الإنسان و التنمية الاجتماعية أن العالم أنفق في الثمانينات على الأسلحة مبلغ 2000 مليون دولار كل 24 ساعة و ثلث هذه الأسلحة تشتريها الدول العالم الثالث .تشير مجلة التمويل و التنمية مارس 1992 أن حكومات الدول الأفريقية خاصة جنوب الصحراء تنفق ما يفوق 4 مرات ميزانيتها لصحة في النفقات العسكرية .

ثانيا: أسباب الخارجية لأزمة المديونية :
أن الأسباب الداخلية تؤثر بنسبة %20 في أحدا الأزمة أما الأسباب الخارجية تؤثر ب 80% و من أهم الأسباب هي:
أ – صدمات البترولية في سنوات 1973 -1979 -1986 :
في بداية 1979 عرف سعر البترول ارتفاع ب 03 دولار و يصل إلى أكثر ب 30 دولار في قترة 1979 و 1980أثر كثيرا في تضخم الفاتورة البترولية لدول المستوردة للبترول قدرت ب7 مليار دولار سنة 1973 ، 24 مليار دولار سنة 1974 ، و 100 مليار دولار سنة 1981.لعبت السياسات لاقتصادية في بلدان الصناعية دورا أساسا في تفجر أزمة الدين الدول النامية قد وضعت فوائض لدول OPEP في البنوك التجارية العالمية في شكل ودائع قصيرة الأجل هذا ما يؤدي إلى خلق سيولة فائضة في النظام العالمي . دفع ذلك إلى إعادة البنوك تدوين الفائض في شكل القروض لدول النامية. هكذا تقلص أثر الكساد العالمي و تصاعدت المديونية .

ب‌- الركود الاقتصادي العالمي :
المتمثل في صدمتين 1974 -1975 .... 1980 -1982 حيث أنخفض النمو
الاقتصادي العالمي خاصة الدول النامية و أدى الى تقليص طلب على المنتجات الدول النامية من طرف الدول الصناعية و بالتالي تدهور عوائد الصادرات بسبب انخفاض
أسعارها و ارتفاع أسعار الأستراد و أنخفض الناتج المحلي الخام لدول النامية %2
مفهوم المديونيـة الخارجية و تحليلهـا .................................................. ................


في السنة. بعض الدول قدرت الخسارة ب 28 مليار دولار و جعل الكثير من الدول غير قادرة على تحصيل العملة الصعبة لانجاز إلتزماتها .

ج – ارتفاع أسعار الفـائدة:
يعتبر من أهم الأسباب الخارجية المهمة التي أدت إلى ارتفاع القروض البنكية في الدول النامية خاصة بعد صدمة البترولية 1979 و 1980 و بسبب السياسات المالية الاقتصادية المطبقة لتخفيض الضغوطـات التضخمية و عجز الميزانيات الدول OMC و بعد فشل في مواجهة الأزمة الحادة للاقتصاد الرأسمالي تم تحول إلى سياسات اقتصادية جديدة لمواجهة الأزمة و محاربة التضخم و اللجوء إلى أسواق رؤوس الأموال بدلا من التوسع النقدي ، و قدمت وم أ هذا في بداية 1980و أدى إلى ارتفاع خدمة الدين .

د – ارتفاع سعر الصرف الدولار :
بعد إبرام اتفاقية PLATZA في نيويورك سنة 1985 خاصة أن الدولار هو العملة الأساسية التي تقوم بها المديونية الدول النامية فحولي 80% من المديونية هذه الدول مقدرة بالدولار الأمريكي و من ثم انخفاض هذه العملة تكون لها آثر سلبي على البلدان في فترة 1979 -1983 ارتفعت نسبة المديونية بحولي 2.5 و أدى إلى انخفاض سعر الدولار.

ه – انخفاض القروض الخاصة و زيادة الديون متعددة الأطرف :
في 1986 قدرت التدفقات الصافية للقروض إلى الدول النامية ثلث ما كانت عليه في 1981 و رغم منح القروض الخاصة لدول النامية ارتفعت إلى 68 مليار دولار في 1986 .
أما الحصص المقدمة من طرف ص ن د التي تجاوزت مبلغ 1.6 مليار دولار ارتفعت إلى مستوى قياسي بمبلغ 8.7 مليار دولار .





هنا قد تطرقنـا إلى التحليل التفصيلي للمديونية من مراحلها و أسبابها بما فيها الداخلية و الخارجية التي آدت إلى التدهور الأوضاع بشدة .





آثار المديونية على اقتصادية الدول و الحلول المطروحة ...........................................


المبحث الثاني : آثار المديونية على اقتصادية الدول و الحلول المطروحة

نتج عن المديونية أثار سلبية قد مست اقتصاديات الدول سلبا نتيجة أبعاد المديونية لذا طرحت حلول لمعالجة هذا الوضع.

المطلب الأول: آثار الدين الخارجي

أولا :أثار الدين على الاستثمار
منذ عام 1982 ظهرت مشكلة الدين الخارجي و أنخفت معدلات الاستثمار في معظم البلدان الدائنة و أنخفض مستوى الاستثمار إلى النتيجة المحلي ألأجمالي إلى نسبة 24 % في فترة 1971-1981 إلى 18 % في فترة 1982 -1987 و ذلك بانخفاض خدمة الدين و نقص رؤوس الأموال الأجنبية و انخفاض حافز الاستثمار .

ثانيـا: أثر الدين على التجارة الخارجية
أ- إضعاف القدرة على التمويل
ضعف المديونية مرتبط بضعف القدرة المالية للبلدان النامية وتبرز هذه الظاهرة عندما تكون مدفوعاتها من خدمة الدين أكبر من القروض الجديدة و تبرز تباطؤ الاقتراض و ارتفاع أسعار الفائدة و انخفاض القروض الممنوحة لدول النامية الى 1 مليار دولار سنة
1987 -1988 .أما التحويلات الصافية الممنوحة من طرف البنك العالمي لصالح الدول النامية خلال فترة 1990 -1994 .
ب - إضعاف القدرة على التجارة الخارجية
يمثل دوما في حالات بلدان المتخلفة القطاع المتلقي لصدمات خاصة على مدى متوسط و الطويل و يعود ذلك إلى تقلبات الصادرات و القدرة الذاتية على الأستراد و تأثر على الأستراد بالانخفاض و الصادرات بالارتفاع .
ج - تزايد العجز في ميزان المدفوعات :
عانت الدول النامية من موازين مدفوعاتها و استمرت المديونية تأثر سلبا على التنمية الاقتصادية لهذه الدول وعجزت الدول النامية على تحقيق معدلات النمو و إذا ما تحقق فائض يبقى مؤقتا ما دام الدين يستهلك الصادرات .
د – ارتفاع معدل التضخم
زيادة معدلات التضخم في الدول النامية من أهم النتائج لذا يؤدي الى زيادة القدرة الشرائية و إرتفاع الأسعار و يزيد ذلك حدة التضخم و نقص عرض منتجات في السوق و إستمرار التضخم .




آثار المديونية على اقتصادية الدول و الحلول المطروحة.......................................... .


ثالثا: أثر الدين على الاستقلال الاقتصادي
من أخطر آثار المديونية هي التبعية الاقتصادية لبلد الدائن يمتص دماء الشعوب و يمكن إضاحة مؤشرين هما :
أ – ارتفاع نسبة المديونية إلى الناتج المحلي
ازدادت الديون دول النامية إلى إجمالي الناتج المحلي المستحق كلما زادت الدول في تمويل الأجنبي فيزيد نتيحها القومي .
ب - زيادة التعامل التجاري مع دول معينة
القروض الأجنبية تأثر تأثير واضح في هيكل توزيع الجغرافي التجاري من خلال تأثر هذه القروض على شكل زيادة السلع و الخدمات لدول الدائنة و زيادة صادراتها لتسديد
فوائدها.

المطلب الثاني: حلول لمعالجة الدين الخارجي

أولا: إعادة الهيكلة
في فترة 1995 – 1998 لتخفيض المديونية أعيدت هيكلة الديون أي تخفيضها جزئيا
وفق خطط من أهمها :
خطة بيكر
خطة تخص 15 بلد من بلدان الدائنة و ترتكز على ثلاث نقاط هي :
1- إتباع برنامج التصليح الهيكلي الموجه أساسا إلى استعادة النمو.
2- اقتراض جديد و منسق من طرف البنوك التجارية .
3- منح قروض جديدة و مراقبتها .

خطة برادي
مخطط يخص 29 بلد هدفه منح قروض جديدة مرتكزا على تصليح في أجال متوسطة
و استعمال موارد مؤسسة مالية لتسهيل العمليات

خطة مراو
تقوم البلدان النامية إلى تحويل جزء من ديونها إلى سندات .
أما الدول النامية طبقت سياستين :
1- سياسة انكماشية : تخفض نفقتها الاستثمارية لعدم القدرة على التمويل و هذا يؤدي الى تخفيض المشاريع .
2- سياسة التوسعية: تتجه نحو زيادة الصادرات للحصول على عملة صعبة و تحقيق النمو.

نتج عنها انخفاض المديونية بفضل الدعم ص ن د و البنك العلمي .



آثار المديونية على اقتصادية الدول و الحلول المطروحة........................................


ثانيا : تبديل الديون
أهمية تبديل الديون كونها تسمح بتخفيض مستحقات الديون و تتمثل :
أ- مبادلة الديون بالسندات والمساهمات .
مبادلات بالسندات هي تبديل دين قديم بسندات ضعيفة أو معفاة من الفائدة و التسديد
مضمون من قبل بلد الوسيط .
مبادلات بالمساهمات هي مبادلة بأصول المستثمر يبحث عن مساهمة في شركة معينة
ب - مبادلة بعملة صعبة
أي يقوم البنك المركزي بإصدار سندات جديدة محرر بعملة محلية مقابلة ديون مستبدلة .
ج- أعادة شراء الدين
و هي شراء دين عند انخفاض قيمته في السوق الثانوي يتخلص من دفع الفوائد .

ثالثـا: أعادة الجدولة
هي تأجيل و تمديد مدة سداد القرض و بشروط جديدة .هناك فرق بين أعادة الجدولة و إعادة الهيكلة .
إعادة الهيكلة صعبة التطبيق تحتاج إلى قدرة اقتصادية كبرى .من أهم أعادة الجدولة موافقة نادي باريس إلى تبديل 23 مليار دولار في فترة -1976-1988-

بالإضافة إلى الحلول ظهرت أخرى حدية :
وضع إستراتجية مستدامة للاقتراض :
يتوقع المقرض مواصلة خدمة الدين دون تغيير أو أجراء تصحيح .
مسح ديون دول النامية .
نتيجة فشل الحلول المطبقة لأنها لا تقضي على الأزمة من جذورها لازم أنشاء إتحاد دول النامية لطلب إلغاء الديون .
تمديد أجال الاستحقاق.
بسبب تراكم الديون القصيرة الأجل واجب تمديد أجال الاستحقاق و ترتب عليه دفع
الدين بشروط جديدة.


لقد استنتجنا من هذا المبحث الآثار و الحلول و خطط التنموية بهدف معالجة هذه الأزمة .








أزمة المديونية الخارجية الجزائرية......................................... .............................


المبحث الثالث:أزمة المديونية الخارجية الجزائرية

الجزائر من بين العديد من الدول العالم الثالث اتبعت سياسة ائتمانية تفوق قدراتها بالا صافة إلى ضعف الادخار المحلي فالحل من اجل التمويل خلال السبعينات كان اللجوء إلى الإقراض الخارجي و هكذا وصلت إلى أزمة المديونية.

المطلب الأول:أسباب انفجار أزمة المديونية في الجزائر
لعبت الأسباب دورا في تفاقم أزمة المديونية و نلاحظها كالأتي:
أولا:الأسباب الداخلية
- هروب رؤوس الأموال إلى الخارج.
- إضعافها على قدرة على الاستثمار الداخلي.
- عدم وضوح سياسة الإقراض الخارجي .
- لجوء الجزائر إلى قروض قصيرة الأجل ذات تكلفة عالية.
- تدهور القطاع الزراعي .
- ارتفاع القروض في سنة 1979 بسبب المتغيرات التي طرأت على اجرءات التمويل.
- التمويل بعجز الميزانية.
- إصدار كمية من العملة دون مقابل لها من إنتاج أو رصيد من العملة.
- ارتفاع خدمة و معدل السنوي الذي يجب دفعه كفوائد سنوية
الجدول -1-
نسبة الصادرات المخصصة لسداد خدمة الدين فترة 1994-2004
السنوات خدمة الدين إلى الصادرات
1994 47.10
1995 38.8
1996 30.9
1997 30.3
1998 47.5
1999 39.05
2000 19.80
2001 22.21
2002 21.68
2003 17.7
2004 12.6
بنك الجزائر« Indicateur monétaire et financières »(2005/06/16) www.bank_of_algeria.dz (http://www.bank_of_algeria.dz/)



أزمة المديونية الخارجية الجزائرية......................................... .............................


ثانيا:الأسباب الخارجية
- انخفاض أسعار النفط في سنة 1986 حل بصدارة بنسبة 95% أي 500مليون دولار سنويا و نلاحظ ذلك في الجدول التالي :
الجدول -2-
أسعار البترول سنة (1997- 2001 )

سنوات 1997 1998 1999 2000 2001
سعرا لبترول الخام 20.2 19.9 22.9 22.9 26.9
MEDIA BANK
- الارتفاع المستمر في أسعار الفائدة قلل من الاقتراض حسب الجدول.

الجدول -3-
تطور أسعار الدين لفترة - 1993- 2004 –

السنوات الفوائد
1994 1.390
1995 1.770
1996 2.256
1997 2.111
1998 1.878
1999 1.719
2000 1.678
2001 1.471
2002 1.228
2003 1.118
2003 0.966
WWW.BANK-OF-ALGERIA.DZ (http://www.bank-of-algeria.dz/)

- اختلال التوازن في 1986 للصادرات وصل سعر البرميل إلى 10دولار امركي م خسارة %45 من إيرادات الصادرات و في 1990 زادت الواردات لتعميق التبعية الغذائية الجدول يوضح فائض في سنوات 2000-2001و انخفض سنة 2002 .






أزمة المديونية الخارجية الجزائرية......................................... .............................


الجدول -4
وضعية الميزان التجاري للفترة -1997-2002

السنوات 1997 1998 1999 2000 2001 2002
الميزان التجاري 5.69 1.51 3.36 12.30 9.61 6.70

المطلب الثاني :تطور و أثار المديونية الجزائرية
أولا: تطور المديونية الجزائرية
تطورت الديون من سنة 1985 – 2003حسب الفترات التالية
1- ( 1985 -1990) ارتفعت إلى 17.31 مليار دولار لتصل الى 251.28 مليار دولار بسبب انهيار أسعار البترول .
2- ( 1991-1993) انخفضت لتصل إلى 25.724 مليار دولار أي بنسبة 7.2% و بعدما كانت 27.875 مليار دولار .
3- (1994-1996) ارتفعت من 29.486 مليار دولارالى 33.651 مليار دولار أي بنسبة 12.4%
4- (1997-2001) انخفضت بعدما تجاوزت 31.222 مليار دولار الى أن تصل إلى 22.571 مليار دولار أي بنسبة 38.30 %.
5- (2002-2003)استقرار نسبي لديون الخارجية .
6- (31 -12-2004) ديون طويلة و متوسطة الأجل ارتفعت إلى 21.411 مليار دولار .

ثانيا : أثار المديونية الجزائرية
1- أثر على ميزان المدفوعات
تميزت سنة 2002 في وضعيتها المالية بتحسن رغم انخفاض سعر البترول و انخفاض الصادرات أما المداخل سجلت استقرار. و أستقر الحساب الجاري .
2- أثر على سعر الصرف
تخفيض سعر الصرف لدينار جزائري منذ 1979وأصبحت هناك منافسة لسلع
الجزائرية.
3- أثر على التضخم
نتيجة زيادة القدرة الشرائية عن المنتوج المعروض و أخل التوازن بسبب العجز المستمر في ميزانية العامة .




أزمة المديونية الخارجية الجزائرية......................................... .............................


المطلب الثالث :سياسات الحكومية المطبقة و أخرى مقترحة

أولا : سياسة الحكومية المطبقة
أ –أعادة الجدولة
اتفاقية ما بين الدائن و المدين يرمي إلى تغيير أجل أسحقاق أقساط مبالغ المقرضة مع ارتفاع خدمة الدين الخارجي إلى 73% من أيردات الصادرات تحققت في 1991 شروط أعادة الجدولة و هي :
عدم القدرة على تسديد المستحقات
طلب الجزائر من ص ن د النظر في رزنامة الديون
عقدت مؤتمرات لإعادة جدولة الديون أكثر من 5300 مليون دولار .

الجدول -5-
اتفاقية لأعادة جدولة الديون للجزائر مع نادي باريس –جدولة الأولى –

الأتفاقيات 01/06/1994 البلدان الدائنة
سبتمبر1994 هواندا.النمسا.كندا.فرنسا
أكتوبر 1994 بلجيكا.فيلندة.أسبانيا.البرتغال
نوفمبر 1994 الدنمارك.ألمانيا.سويسرا
ديسمبر 1994 السويد.وم ا.اليابان.بريطانيا.نرويج
مارس 1995 أيطاليا
المجموع 17 أتفاقية
Média bank

ب-أعادة التمويل
أعادة هيكلة الديون و مواعيد أستحقاقها و يؤدي إلى تخفيض خدمة الدين سنويا و يغير تشكل الديون خلال فترة زمنية محدد الجزائر أعادت تشكيل ديونها أكثر من 50%
من مداخل الصادرات وغيرت الدين من قصيرالى متوسط الأجل لرفع الاستثمار .

ج- تحويل المديونية إلى استثمار
اتفاقية تحويل المديونية إلى استثمار حيث أعلنjacques Chirac عن تحويل 60% من المديونية إلى استثمارات.

تم أعادة جدولة 520 مليون دولار و قدرت المديونية سنة 2004 ب23 مليار دولار .




أزمة المديونية الخارجية الجزائرية......................................... .............................


ثانيا: السياسة المقترحة لتخفيض المديونية

1 – اعتماد على قطاع المحروقات
مرت المحروقات بمرحلة حاولت الحكومة حصول بقيماتها على قروض طويلة الأجل و حصلت على قرض ب 100 دولار في 02 /08/1991 بالإضافة الى أتفاقية حق الأستغلال الشركات الأجنبية للحقول البترولية مقابلة حقوق أستغلال .

2-أعادة تشكيل ديون خارجية
تعهدت الحكومة مع أيطالية بقيمة 2.5 مليار دولار .

3- سياسة التقشف
تستوجب التحكم الأقصى و الأمثل في إيرادات الدولة من العملة الصعبة و قدرت ب 3 مليار دولار .

4- القروض بعمليات رهن الذهب SWAP
تعني بيع الذهب للحصول على العملة الصعبة قامت بها الجزائر سنة 1991 .



تطرقنا إلى أزمة المديونية الجزائرية بأبعادها و ذكرنا حلولها المطبقة و لم ننسى المقترحة .

الخاتمة العامة
من خلال بحثنا تعرفنا على المديونية الخارجية و تعرفنا على ابعادها و اثارها و خاصة حلولها وقد عرفنا مراحل تطورها و استخلصنا أهداف الجزائر حسب إعلان رئيس الحكومـة السيد أويحيى يوم 22 مـاي 2005 خلال خطابه حول الحالة الأقتصادية التي حققت النمو بنسبة 5.2 عام 2004 و قال أويحيى ان الخطة التمويل محليا بدلا من اللجوء الى القروص الخارجية .





قائمة المراجع........................................... ................................................


قائمة المراجع
الكتب :
عبد سعد الله دراسة في قـانون الدولي الجزائر –ديوان المطبوعات الجزائرية 1994
عبد السعيد عبد أسماعيل أزمة المديونية الأجنبية في العالم الأسلامي 1994 .
أحمد هني المديونية الجزائر 1992

المذكرات :
عبد الله بلونـاس أزمة المديونية الخارجية في الدول النامية جامعة الجزائر 1996
بوذيب إيمان تسيير الأزمة المديونية الخارجية في الدول النامية مذكرة ليسانس 2002

محب بلاده
2010-12-16, 21:04
السلام عليكم
من فضلك اريد بحثا حول اقتصاد التنمية
مشكور اخي الفاضل جزاك الله كل خير




النمو الاقتصادي عبارة عن عملية يتم فيها زيادة الدخل الحقيقي زيادة تراكمية ومستمرة عبر فترة ممتدة من الزمن (ربع قرن) بحيث تكون هذة الزيادة أكبر من معدل نمو السكان مع توفير الخدمات الانتاجية و الاجتماعية و حماية الموارد المتجددة من التلوث و الحفاظ علي الموارد غير المتجددة من النضوب
هناك تعريفات متعددة للتنمية الاقتصادية.ومن التعريفات الشائعة انها عملية تتضمن تحقيق معدل نمو مرتفع لمتوسط دخل الفرد الحقيقى خلال فترة ممتدة من الزمن (3عقود مثلا)على الا يصاحب ذللك تدهور في توزيع الدخل او زيادة في مستوى الفقر في المجتمع.
كما يعرف أيضا على أنه الزيادة في كمية السلع والخدمات التي ينتجها اقتصاد معين. وهذه السلع يتم إنتاجها باستخدام عناصر الإنتاج الرئيسية، وهي الأرض والعمل ورأس المال والتنظيم.
مؤاشرات قياس التنمية
من أكثر المؤاشرات استخداما اقياس مستوى التنمية الاقتصاديةالتى تحققت في دولة ما بالمقارنة بدولة اخرى:
1. دليل التنمية البشرية
2. متوسط دخل الفرد
أهمية التنمية الاقتصادية
1. زيادة الدخل الحقيقي و بالتالي تحسين معيشة المواطنين
2. توفير فرص عمل للمواطنين
3. توفير السلع و الخدمات المطلوبة لاشباع حاجات المواطنين و تحسين المستوي الصحي و التعليمي و الثقافي
4. تقليل الفوارق الأجتماعية و الاقتصادية بين طبقات المجتمع
5. تحسين وضع ميزان المدفوعات
6. تسديد الديون أولا بأول
7. تحقيق الأمن القومي للدولة .
متطلبات التنمية الاقتصادية
1. التخطيط و توفير البيانات و المعلومات اللازمة
2. الانتاج بجوده و توفير التكنولوجيا الملائمة لتوفير الموارد البشرية المتخصصة
3. وضع السياسات الاقتصادية الملائمة
4. توفير الأمن و الاستقرار اللازم
5. نشر الوعي التنموي بين المواطنين الله
يوجد الكثير من النظريات التي تفسر التنمية الاقتصادية و من هذه النظريات :
نظرية آدم سميث
يأتي آدم سميث في طليعة الاقتصاديين الكلاسيكيين و كان كتابة عن طبيعة و أسباب ثروة الأمم معنيا بمشكلة التنمية الأقتصادية لذلك فإنة لم يقدم نظرية متكاملة في النمو الاقتصادي و إن كان الاقتصاديون اللاحقون قد شكلوا النظرية الموروثة عنه و هي من سماتها::::

1.القانون الطبيعي ::: اعتقد أدم سميث امكانية تطبيق القانون الطبيعي في الأمور الاقتصادية و من ثم فإنه يعتبر كل فرد مسئولا عن سلوكه أي أنه أفضل من يحكم علي مصالحة و أن هناك يد خفية تقود كل فرد و ترشد ألية السوق، فان كل فرد إذا ما ترد حرا فسيبحث عن تعظيم ثروته، و هكذا كان ادم سميث ضد تدخل الحكومات في الصناعة أو التجارة ..
2.تقسيم العمل ::: يعد تقسيم العمل نقطة البداية في نظرية النمو الأقتصادي لدي أدم سميث حيث تؤدي إلي أعظم النتائج في القوي المنتجة للعمل ..
3.عملية تراكم رأس المال ::: يعتبر سميث التراكم الرأسمالي شرطا ضروريا للتنمية الاقتصادية و يجب أن يسبق تقسيم العمل، فالمشكلة هي مقدرة الأفراد علي الادخار أكثر و من ثم الاستثمار أكثر في الاقتصاد الوطني
4.دوافع الرأسماليين علي الاستثمار ::: وفقا لأفكار سميث فإن تنفبذ الاستثمارات يرجع إلي توقع الرأسماليين بتحقيق الأرباح و أن التوقعات المستقبلية فيما يتعلق بالأرباح تعتمد علي مناخ الاستثمار السائد إضافة إلي الأرباح الفعلية المحققة..
5.عناصر النمو ::: وفقا لأدم سميث تتمثل عناصر النمو في كل من المنتجين و المزارعين و رجال الأعمال و يساعد علي ذلك أن حرية التجارة و العمل و المنافسة تقود هؤلاء إلي توسيع أعمالهم مما يؤدي إلي زيادة التنمية الاقتصادية..
6.عملية النمو ::: يفترض أدم سميث ان الاقتصاد ينمو مثل الشجرة فعملية التنمية تتقدم بشكل ثابت و مستمر فبالرغم من أن كل مجموعة من الأفراد تعمل معا في مجال انتاجي معين إلا أنهم يشكلون معا الشجرة ككل..
[عدل] نظرية ميل
ينظر جون ستيوارت ميل للتنمية الاقتصادية كوظيفة للأرض و العمل و رأس المال حيث يمثل العمل و الأرض عنصرين أصيلين للانتاج في حين يعد رأس المال تراكمات سابقة لناتج عمل سابق، و يتوقف معدل التراكم الرأس مالي علي مدي تزظيف قوة العمل بشكل منتج فالارباح التي تكتسب من خلال توظيف العمالة غير المنتجة مجرد تحويل للدخل و من سمات هذة النظرية
1.التحكم في النمو السكاني اعتقد ميل بصحة نظرية مالتوس في السكان و قصد بالسكان الذين يؤدون أعمالا انتاجية فحسب و اعتقد أن التحكم في السكان يعد أمرا ضروريا للتنمية الاقتصادية
2.معدل التراكم الرأسمالي يري ميل أن الارباح تعتمد علي تكلفة عنصر العمل و من ثم فإن معدل الأرباح يمثل النسبة ما بين الأرباح و الأجور فعندما ترتفع الأرباح تنخفض الأجور و يزيد معدل الارباح و التي تؤدي بدورها إلي زيادة التكوين الرأسمالي و بالمثل فأن الرغبة في الادخار هي التي تؤدي إلي زيادة معدل التكوين الرأسمالي
3.معدل الربح يري ميل أن الميل غير المحدود في الاقتصاد يتمثل في أن معدل الأباح يتراجع نتيجة لقانون تناقص قلة الحجم في الزراعة و زيادة عدد السكان وفق معدل مالتوس و في حالة غياب التحسن التكنولوجي في الزراعة و ارتفاع معدل نمو السكان بشكل يفوق التراكم الرأسمالي فإن معدل الربح يصبح عند حده الأدني و تحدث حالة من ركود
4.حالة السكون اعتقد ميل أن حالة السكون متوقعة الحدوث في الأجل القريب و يتوقع أنها ستقود إلي تحسين نمط توزيع الدخل و تحسين أحوال العمال و لكن ذلك يمكن أن يكون ممكنا من خلال التحكم في معدل الزيادة في عدد طبقة العمال بالتعليم و تغيير العادات
5.دور الدولة كان ميل من أنصار سياسة الحرية الأقتصادية التي يجب أن تكون القاعدة العامة، لذلك فقد حدد دور الدولة في النشاط الاقتصادي عند حدة الأدني و في حالات الضرورة فقط مثل اعادة توزيع ملكية وسائل الانتاج
[عدل] النظرية الكلاسيكية
العناصر الرئيسية لتلك النظرية هي:
1. سياسة الحرية الاقتصادي: يؤمن الأقتصاديون الكلاسيكيين بضرورة الحرية الفردية و أهمية أن تكون الأسواق حرة من سيادة المنافسة الكاملة و البعد عن أي تدخل حكومي في الاقتصاد
2. التكوين الرأسمالي هو مفتاح التقدم: يتظر جميع الكلاسيكيين علي التكوين الرأسمالي علي أنه مفتاح التقدم الأقتصادي، و لذلك اكدوا جميعا علي ضرورة تحقيق قدر كاف من المدخرات
3. الربح هو الحافز علي الإستثمار: يمثل الربح الحافز الرئيسي الذي يدفع الرأسماليين علي اتخاذ قرار الاستثمار و كلما زاد معدل الارباح زاد معدل التكوين الرأسمالي و الاستثمار
4. ميل الارباح للتراجع: معدل الارباح لا يتزايد بصورة مستمرة و إنما يميل للتراجع نظرا لتزايد حدة المنافسة بين الرأسماليين علي التراكم الرأسمالي، و يفسر سميث ذلك بزيادة الأجور التي تحدث بسبب حدة المنافسة بين الرأسماليين
5. حالة السكون: يعتقد الكلاسيكيين حتمية الوصول إلي حالة الاستقرار كنهاية لعملية التراكم الرأسمالي، ذلك لانة ما أن تبدا الأرباح في التراجع حتي تستمر إلي أن يصل معدل الريح إلي الصفر و يتوقف التراكم الرأسمالي، و يستقر حتي السكان و يصل معدل الأجور إال مستوي الكفاف، ووفقا لأدم سميث فإن الذي يوقف النمو الاقتصادي هو ندرة الموارد الطبيعية التي تقود الاقتصاد إلي حالة من السكون فريد عزيبي==
[عدل] نظرية شومبيتر
تفترض هذه النظرية اقتصاد تسوده حالة من المنافسة الكاملة و في حالة توازن استاتيكي، و في هذه الحالة لا توجد أرباح، و لا أسعار فائدة و لا مدخرات و لا استثمارات كما لا توجد بطالة أختيارية و يصف شومبيتر هذه الحالة بأسم بالتدفق النقدي و من خصائص هذه النظرية
1.الابتكارات وفقا لشومبيتر تتمثل الابتكارات في ادخال أي منتج جديد أو تحسينات مستمرة فيما هي موجود من منتجات و تشمل الابتكارات العديد من العناصر مثل: •ادخال منتج جديد. •طريقة جديدة للإنتاج. •إقامة منظمة جديدة لأي صناعة
2.دور المبتكريبي خصص شومبيتر دور المبتكر للمنظم و لبس لشخصية الرأسمالي، فالمنظم ليس شخصا ذا قدرات إدارية عادية، و لكنة قادر علي تقديم شئ جديد تماما فهو لا يوفر أرصدة نقدية و لكنه يحول مجال استخدامها
3.دور الأرباح: ووفقاً لشومبيتر فإنه في ظل التوازن التنافسي تكون أسعار المنتجات مساوية تماماً لتكاليف الانتاج من ثم لا توجد أرباح
4.العملية الدائرية: طالما تم تمويل الاستثمارات من خلال الائتمان المصرفي فإنها تؤدى إلى زيادة الدخول النقدية و الأسعار و تساعد على خلق توسعات تراكمية عبر الاقتصاد ككل. وذلك انه مع زيادة القوة الشرائية للمستهلكين فإن الطلب على المنتجات في الصناعات القديمة سوف يفوق المغروض منها ومن ثم ترتفع الأسعار و تزيد الأرباح. ويمكن القول أن التطبيق الحرفي لهذا الاطار على الدول النامية أمر صعب رغم مابه من جوانب إيجابية وذلك للأسباب التالية: •إختلاف النظام الاقتصادي و الاجتماعي. •النقص في عنصر المنظمين. •تجاهل أثر النمو السكاني على التنمية. •الحاجة إلى التغيرات المؤسسية أكثر من الابتكارات. ونجد من ذلك أن نظرية كينز لتحليل مشاكل الدول النامية حيث انصب الاهتمام أساسا على مشاكل الاقتصاديات الرأسمالية المتقدمة إلا أن بحث امكان تطبيق أو الاستفادة من بعض الأفكار الكينزية بالدول النامية يتطلب تقديم عرض ملخص لهذه الأفكار.
[عدل] النظرية الكينزية
لم تتعرض نظرية كينز لتحليل مشاكل الدول النامية و لكنها اهتمت بالدول المتقدمة فقط ويري كينز أن الدخل الكلي يعتبر دالة في مستوي التشغيل في أي دولة فكلما زاد حجم التشغيل زاد حجم الدخل الكلي و الأدوات الكينزية و الاقتصاديات النامية هي
1.الطلب الفعال: وفقا لكينز فإن البطالة تحدث بسبب نقص الطلب الفعالي و للتخلص منها يقترح كينز حدوث زيادة في الانفاق سواء على الاستهلاك أو الاستثمار.
2.الكفاية الحدية لرأس المال: يرى كينز أن الكفاية الحدية لرأس المال تمثل أحد المحددات الرئيسية لنعدل الإستثمار وتوجد علاقة عكسية بين الاستثمار و الكفاية الحدية لرأس المال.
3.سعر الفائدة:يمثل سعر الفائدة العنصر الثاني المحدد للإستثمار بجانب الكفاية الحدية لرأس المال في النموذج الكينزي. ويتحدد سعر الفائدة بدوره بتفضيل السيولة وعرض النقود.
4.المضاعف: فالمضاغف الكينزي يقوم على أربعة فروض كما يلي: ‌أ-وجود بطالة لا إرادية. ‌ب-اقتصاد صناعى. ‌ج-وجود فائض في الطاقة الانتاجية للسلع الاستهلاكية. ‌د-يتسم العرض بدرجة مرونة مناسبة و توفير سلع رأس المال اللازمة للزيادة في الانتاج.
5.السياسات الاقتصادية: هناك مجالات أخرى لا تتوافق فيها الظروف السائدة بالدول النامية مع متطلبات عمل السياسات الكينزية.
[عدل] نظرية روستو
قدم روستو نموزجا بما فيها الواردات الرأسمالية التي يتم تمويلها من خلال الإنتاج الكفؤ و التسويق الجيد للموارد الطبيعية بغرض التصدير. 3.مرحلة الأنطلاق : تعتبر هذه المرحلة هي المنبع العظيم للتقدم في المجتمع عندها يصبح النمو حالة عادية وتنتصر قوى التقدم والتخديث على المعوقات المؤسسية والعادات الرجعية ، وتتراجع قيم واهتمامات المجتمع التقليدي أمام التطلع إلى الحداثة . الشروط اللازمة لمرحلة الأنطلاق : 1ـ ارتفاع الأستثمار الصافي من نحو 5%إلى مالايقل عن 10%من الدخل القومي . 2ـ تطوير بعض القطاعات الرائدة ،بمعنى ضرورة تطوير قطاع أو أكثر من القطاعات الصناعية الرئيسية بمعدل نمو مرتفع كشرط ضروري لمرحلة الأنطلاق .وينظر روستو لهذا الشرط بأعتبارة العمود الفقري في عملية النمو
3ـالأطار الثقافي واستغلال التوسع ،بمعنى وجود قوة دفع سياسية واجتماعية ومؤسسية قادرة على استغلال قوى التوسع في القطاعات الحديثة . اجمالافأن مرحلة الأنطلاق تبدأ بظهور قوة دافعة قبل تطور قطاع قائد
4. مرحلة الأتجاة نحو النضج : عرفها روستو بأنها الفترة التي يستطيع فيها المجتمع أن يطبق على نطاق واسع التكنولوجيا الحديثة . يرتبط بلوغ الدول مرحلة النضج التكنولوجي بحدوث تغيرات ثلاث أساسية: أ. تغير سمات وخصائص قوة العمل حيث ترتفع المهارات ويميل السكان للعيش في المدن . ب. تغير صفات طبقة المنظمين حيث يتراجع أرباب العمل ليحل محلهم المديرين الأكفاء ج. يرغب المجتمع في تجاوز معجزات التصنيع متطلعا إلى شئ جديد يقود إلى مزيد من التغيرات .
5. مرحلة الأستهلاك الكبير: تتصف هذة المرحلة باتجاة السكان نحو التركيز في المدن وضوحيها وانتشار المركبات واستخدام السلع المعمرة على نطاق واسع .في هذة المرحلة يتحول اهتمام المجتمع من جانب العرض إلى جانب الطلب .
[عدل] نظرية لبنشتين
يؤكد لبنشتين على أن الدول النامية تعاني من حلقة مفرغة للفقر بحيث تجعلها تعيش عند مستوى دخل منخفض . 1. عناصر النمو : تعتمد فكرة الحد الأدنى من الجهد الحساس على وجود عدة عناصر موائمة ومساعدة على تفوق عوامل رفع الدخل عن العوامل المعوقة . 2. الحوافز، و يوجد نوعين من الحوافز ‌أ-الحوافز الصفرية وهي التي لاترفع من الدخل القومي وينصب أثرها على الجانب التوزيعي . ‌ب-حوافزايجابية وهي التي تودي إلى زيادة الدخل القومي ،ومن الواضح أن الأخيرة وحدها تقود للتنمية
[عدل] نظرية نيلسون
يشخص نيلسون يمكن وضع الأقتصاديات المتخلفة كحالة من التوازن الساكن عند مستوى الدخل عند حد الكفاف عند هذا المستوى من التوازن الساكن للدخل الفردي يكون معدل الأدخار وبالتالي معدل الأستثمار الصافي عند مستوى منخفض. يؤكد نيلسون أن هناك أربعة شروط اجتماعية وتكنولوجية تفضى إلى هذا الفخ وهي 1.الأرتباط القوي بين مستوى الدخل الفردي ومعدل نمو السكان .
2.انخفاض العلاقة بين الزيادة في الأستثمار والزيادة في الدخل .
3.ندرة الراضي القابلة للزاعة .
4.عدم كفاية طرق الأنتاج .
[عدل] نظرية الدفعة القوية
تتمثل فكرة النظرية في أن هناك حاجة إلى دفعة قوية أو برنامجا كبيرا ومكثفا في شكل حد أدنى من الأستثمارات بغرض التغلب على عقبات التنمية ووضع الأقتصاد على مسار النمو الذاتي . يفرق روزنشتين رودان بين ثلاثة انواع من عدم القابلية للتجزئة والوفورات الخارجية . الأول عدم قابلية دالة الأنتاج للتجزئة ، و الثاني عدم قابلية دالة الطلب للتجزئة، و أخيرا عدم قابلية عرض الأدخار للتجزئة و يعتبر رودان أن نظريته في التنمية أشمل من النظرية الأستاتيك التقليدية لأنها تتعارض مع الشعارات الحديثة، وهي تبحث في الواقع عن المسار باتجاة التوازن أكثر من الشروط اللآزمة عند نقطة التوازن. .
[عدل] نظرية النمو المتوازن
النمو المتوازن يتطلب التوازن بين مختلف صناعات سلع الأستهلاك ،وبين صناعات السلع الرأسمالية والاستهلاكية . كذلك تتضمن التوازن بين الصناعة والزراعة . و نظرية النمو المتوازن قد تمت معالجتها من قبل روزنشتين و رانجر و أرثر لويس و قدمت هذه النظرية أسلوبا جديدا للتنمية طبقتها روسيا و ساعدتها علي الاسراع بمعدل النمو في فترة قصيرة، وقد يكون لهذه النظرية اثار هامة
[عدل] نظرية النموغير المتوازن
تأخذ نظرية النمو غير المتوازن اتجاها مغايرا لفكرة النمو المتوازن حيث أن الأستثمارات في هذة الحالة تخصص لقطاعات معينة بدلا من توزيعها بالتزامن على جميع قطاعات الأقتصاد الوطني. وفقا لهيرشمان فان اقامة مشروعات جديدة يعتمد على ما حققته مشروعات أخرى من وفورات خارجية ،الا أنها تخلق بدورها وفورات خارجية جديدة يمكن أن تستفيد منها وتقوم عليها مشروعات أخرى تالية يجب ان تستهدف السياسات الانمائية ما يلي : 1ـ تشجيع الاستثمارات التي تخلق المزيد من الوفورات الخارجية . 2ـ الحد من المشروعات التي تستخدم الوفورات الخارجية أكثر مما تخلق منها . 12. النمو المتوازن عكس النمو غير المتوازن تستند هذه النظرية علي حقيقة أن حلقة الفقر المفرغة ترتبط بصغر حجم السوق المجلي، تواجه هذه الاستراتيجية بنقد أساسي يتضمن عدم توفر المواد اللأزمة لتنفيذ هذا القدر من الاستثمارات المتزامنة في الصناعات المتكاملة خاصة من حيث الموارد البشرية والتمويل والمواد الخام . أما المؤيديون لهذه الاستراتيجية فإنهم يفضلون الاستثمارات في قطاعات أو صناعات مختارة بشكل أكثر من تأييدهم للاستثمارات المتزامنة 13. نظرية ميردال يرى ميردال أن التنمية الاقتصادية تعتبر نتيجة لعملية سببية دائرية حيث يكافأ الأغنياء أكثر في حين أن جهود المتخلفين تتحطم بل ويتم احباطها . و بنى ميردال نظريته في التخلف والتنمية حول فكرة عدم العدالة الأقليمية في الأطار الدولي والقومي واستخدم في شرح فكرته تعبيرين أساسيين هما آثار الآنتشار و آثار العادم وقد عرف أثار العادم بانه كل التغيرات المضادة ذات العلاقة للتوسع الاقتصادي في موقع ما وتتسبب خارج اطار هذا الموقع . أما آثار الانتشار فتشير إلى الآثار المركزية لأي مبادرات توسعية ناتجة عن مراكز التقدم الاقتصادي إلى الاقاليم الأخري
ar.wikipedia.org/wiki/التنمية_الاقتصادية - 31k
تختلف دول العالم على طرق تحقيق التنمية الاقتصادية، وذلك باعتمادها على قطاع معين أو أكثر كقاطرة للتنمية، لكن ما تتفق عليه أن البحث العلمي هو العجلات التي تسير عليها عملية التنمية الاقتصادية، حتى أن الكثير من خبراء الاقتصاد والمال يقولون إن الولايات المتحدة ورغم فداحة الخسائر التي تعرضت لها نتيجة للأزمة المالية إلا أنها ستبقى لفترة زمنية ليست بقصيرة رائدة على مستوى العالم في أغلب المجالات وذلك للكم الهائل من الأبحاث والدراسات والإنفاق الكبير على البحث العلمي فيها.
http://www.tishreen.info/_opin.asp

محب بلاده
2010-12-16, 21:06
معلومات أكثر للاستفادة
التنمية.. مِنَ الكَمِّ إلى الإنسان

محمد شريف بشير-جـامعة بترا-مـاليزيا

لعقود عديدة خلت من القرن الماضي كان الاقتصاديون والسياسيون ومخططو التنمية يُعَرِّفُون التنمية الاقتصادية بقدرة الاقتصاد القومي على توليد واستدامة الزيادة السنوية في الناتج القومي الإجمالي (GNP) بنسبة تتراوح بين 5% إلى 7% أو أكثر، ويأخذونه بمعدل نمو نصيب الفرد من الدخل أو الناتج المحلي الإجمالي (GDP)، إضافة إلى قدرة الدولة على توسيع إنتاجها بمعدلات أسرع من معدل النمو السكاني كمؤشر على التنمية، وهذه العملية التنموية تنطوي على تغيير مخطط لبنية الإنتاج والعمالة، تنخفض معه مساهمة الزراعة كقطاع تقليدي، بينما تزداد فيه مساهمة الصناعة وقطاع الخدمات، وبالتالي تُركِّز التنمية الاقتصادية بهذا المفهوم على عملية تسريع التصنيع، وأحيانًا تستخدم مؤشرات غير اقتصادية بدرجة ثانوية؛ لتوصيف منافع عملية التنمية الاقتصادية كمعدل تعليم الكبار وتحسين الخدمات الصحية والإسكان.

وخلال عقود الخمسينيات والستينيات والسبعينيات انغمرت معظم الدول النامية في تطبيق هذا المفهوم، واستطاعت – بعضها - أن تحقق هدف النمو الاقتصادي الكمي، ولكن ظلت هناك فروقًا كبيرة بين السكان في مستويات المعيشة من ناحية توفر الحاجات الضرورية ودرجة الرفاهية، وعكست الأرقام في العديد من الدول النامية خاصة في أفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا الوسطى تدهورًا في مستويات الصحة العامة ودرجة التعليم والعمر المتوقع للأفراد، ممَّا أثر سلبًا على مستوى إنتاجية القوى العاملة، إضافة إلى النقص المتزايد في مستوى الإشباع من السلع والخدمات الضرورية.

هذا القصور في المفهوم التنموي وتطبيقاته بنتائجه السلبية والمخزية، دفع الكثير من الاقتصاديين إلى انتقاد مدخل التنمية التقليدي، وعدم كفاية المقارنات الإجمالية لنصيب الفرد من الدخل القومي أو الناتج المحلي لتحديد حالة النمو والتنمية من عدمها.

إعادة تعريف التنمية في السبعينيات
وخلال منتصف السبعينيات تمت إعادة تعريف التنمية الاقتصادية على أساس الجهود المبذولة؛ لتخفيف الفقر وتحقيق العدالة وتوفير فرص العمل في سياق اقتصاد نامٍ، وصار تعبير "إعادة التوزيع من النمو" شعارًا عامًّا ومألوفًا، ولقد حاول البروفسور دودلي سيزر أن يصيغ سؤالاً مهمًّا حول معنى التنمية بقوله: "السؤال الذي يجب توجيهه عن تنمية أي بلد هو ماذا حدث بالنسبة إلى الفقر والبطالة وعدم عدالة الدخول؟! إذا كانت الثلاثة قد انخفضت من مستويات عالية يصبح من دون شك أن عملية التنمية محل اهتمام، أما إذا ازداد أكثر من واحد من الأمور المشار إليها سوءاً فمن المستغرب أن نسمي ذلك تنمية حتى وإن كان نصيب الفرد من الناتج الإجمالي يساوي الضعفين. وفي هذا السياق يضيف البروفسور إدغار أوبينس: "إن التنمية تمت معالجتها من قبل الاقتصاديين على أساس مجرد تمرين في الاقتصاد التطبيقي بدون أن تتعلق عملية التنمية بالأفكار السياسية أو تكوين الحكومات أو دور الأفراد في المجتمع، إننا في حاجة لدمج السياسة مع النظرية الاقتصادية، ليس فقط لاعتبار أنها أسلوب للمجتمعات المعاصرة، بل أيضًا لتكون أكثر إنتاجية مع أن تنمية البشر أهم من تنمية الأشياء".

تحسين نوعية الحياة أساس التنمية
حتى البنك الدولي الذي كان يساند النمو الاقتصادي الكمِّي منذ الثمانينيات كهدف رئيس للتنمية الاقتصادية يُعْلِن في تقريره عن التنمية لعام 1991م: "إن التحدي أمام التنمية هو تحسين نوعية الحياة، خاصة في عالم الدول الفقيرة، إن أفضل نوعية للحياة هي التي تتطلب دخولاً عالية، ولكنها في نفس الوقت تتضمن أكثر من ذلك، تتضمن تعليمًا جيدًا ومستويات عالية من التغذية والصحة العامة وفقرًا أقل، وبيئة نظيفة، وعدالة في الفرص، وحرية أكثر للأفراد وحياة "ثقافية غنية".

مفاهيم الأمم المتحدة ومنظمة العمل للتنمية البشرية
البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة UNDP وضع مقياسًا جديدًا للتنمية البشرية من خلال فريق عمل من الخبراء والمختصين كُوِّنَ لهذا الغرض وأصدر تقريرًا بهذا الخصوص في 1990م، وهو مقياس كمي لأوضاع التنمية البشرية، حيث يُرتب الدول على أساس ما حققته من نجاح في تلبية الحاجات الإنسانية وتحسين مستوى معيشتهم، ويتضمن المقياس معايير اقتصادية وأخرى مثل: التخصيص الأمثل للموارد الاقتصادية، الاختيارات الاقتصادية، الحرية، الأوضاع الصحية والتعليمية.

أما منظمة العمل الدولية "ILO" فقد حاولت أن تترجم مفهوم تلبية الحاجات الأساسية إلى برنامج عمل ناجح في الكثير من الدول النامية "Basic Needs " غطَّى جوانب مهمة من عملية التنمية الاقتصادية شملت الرعاية الصحية والتعليم الأساسي ودعم المشروعات الصغيرة ومشروعات البنية التحتية.

جوانب متعددة للتنمية
الاقتصادي الضليع "مايكل تودارو" مؤلف كتاب "التنمية الاقتصادية في العالم الثالث" يرى أن التنمية الاقتصادية يجب أن تكون عملية متعددة الجوانب متضمنة للتغيرات الرئيسية في البنية الاجتماعية والمواقف الشعبية والمؤسسات القومية، كما تستهدف تعجيل النمو الاقتصادي وتقليل عدم التساوي في الدخول وتخفيف حدة الفقر. والتنمية في جوهرها يجب أن تمثل كل السلسلة المتكاملة للتغيير، بجانب التوفيق بين الحاجات الأساسية ورغبات الأفراد والمجموعات الاجتماعية من خلال نظام اجتماعي متكامل، والتقدم نحو وضع أفضل للحياة ماديًّا ومعنويًّا.

ثلاث قيم تحدد اتجاه التنمية
إن الاتجاه الجديد في تعريف عملية التنمية الاقتصادية، يرتكز على ثلاث قيم جوهرية تشكل الأساس المتين لعملية الارتقاء المستديم للمجتمع البشري في سعيه نحو حياة أفضل وأكثر إنسانية، وفي نفس الوقت تمثل هذه القيم الجوهرية الثلاث الأهداف العامة للتنمية على مستوى الأفراد والمجتمعات.

ويمكن تحديدها في التالي:

1- توفير قوت المعيشة: وتعني القدرة على تلبية الحاجات الضرورية بما يشمل الطعام والمأوى والصحة والأمن، وهي في مجملها الاحتياجات الأساسية لاستمرارية الحياة لجميع البشر، وبذلك تعتبر سياسات تخفيف الفقر وإتاحة فرص العمل وزيادة الدخول شروطاً ضرورية، ولكنها ليست كافية لإحداث التنمية ما لم تتجه عملية التنمية في أساسها لتوفير الحاجات الضرورية.

2- تـقـديــر الذات : وتعني أن يكون الشخص إنسانًا مكرمًّا، فواحدة من مقومات الحياة الكريمة الشعور بالقيمة وتقدير النفس الإنسانية، وجميع الأفراد والمجتمعات تحاول أن يكون لها شكلاً أساسيًّا في تقدير الذات يطلق عليه أحياناً الهوية، أو الأصالة أو السيادة، وطبيعة هذا التقدير تختلف من مجتمع لآخر ومن أمة لأخرى، ولكنها في العموم قيمة لا بد منها.

3- التحرر من العبودية: ويقصد بذلك أن يكون الشخص قادرًا على الاختيار بحرية تامة، مما يعني التحرر من ربقة الجهل والفقر والعادات والمعتقدات الخرافية، والحرية متضمنة أيضًا لهدف توسيع مدى الاختيارات الاقتصادية، بالنسبة للأفراد والمجتمعات وتقليل المعوقات الخارجية لمواصلة تحقيق الأهداف الاجتماعية من خلال التنمية.

ويلاحظ الاقتصاديون أن هناك علاقة ارتباط وثيقة بين الحرية والنمو الاقتصادي، فالسعادة الحقيقية ليست بالثروة، ولكن بزيادة مدى الاختيارات الإنسانية والبدائل المتاحة. والحرية تشمل أيضًا الحريات الأساسية "السياسية والاقتصادية" وسيادة حكم القانون والفرص المتساوية والمشاركة في بناء المجتمع.

المدخل الإنساني مدخل إسلامي أصيل
وخلاصة القول في المدخل الإنساني للتنمية الاقتصادية وسعيها نحو الرشد أنها تتجه نحو المفهوم الإسلامي للتنمية الاقتصادية، وهو مفهوم يُعلي من شأن النفس الإنسانية، ويضعها موضع التكريم اللائق بها، والذي يُمَكِّنها من أداء دورها الاستخلافي في تعمير الكون وتحقيق العبودية الخالصة لخالق هذا الكون وحده، وكفى بالآية الكريمة من سورة الإسراء في بيان ذلك، فهي أوضح بيان وأكده: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيْلاً" الآية 70.

لقد استطاع المفكر الإسلامي والاقتصادي الضليع البروفسور خورشيد أحمد أن يقدم المفهوم الإسلامي للتنمية الاقتصادية في سياق نظري متكامل، يعكس عظمة الإسلام واستيعابه لمشكلات الإنسان وتقديم الحلول المناسبة لها من واقع التفهم والإدراك الواعيين لطبيعة البشر، وما جلبوا عليه من الطبائع والفطر والسنن الإلهية.

ويقول الأستاذ خورشيد: "إن الإسلام يهتم بعمق بمشكلة التنمية الاقتصادية، ولكن يعالجها في إطار التنمية البشرية؛ لأن الهدف الأساسي للإسلام هو هداية الإنسان نحو الطريق المستقيم".

عناصر المفهوم الإسلامي للتنمية
ويحدد الأستاذ خورشيد المفهوم الإسلامي للتنمية في الآتي:

1- المفهوم الإسلامي للتنمية له خصائص الشمولية والتوازن، بحيث يشمل الجوانب المادية والروحية معًا، ويلبي حاجة الفرد والجماعة في تناسق تام وتناغم.

2- الجهد التنموي يهتم بالإنسان، وهذا يعني أن التنمية موجة للإنسان ولترقية حياته المادية والاجتماعية والثقافية والبيئة المحيطة به.

3- عملية التنمية في المفهوم الإسلامي هي نشاط متعدد الأبعاد ولا يقتصر على جانب دون الآخر، والإسلام يسعى إلى إحداث التوازن في الحياة بين العوامل والقوى المختلفة.

4- الإسلام يحاول إعادة التوازن بين المتغيرات الكمية والنوعية، وهذا ما تسعى إليه التنمية الاقتصادية في إطارها التطبيقي.

5- الاستخدام الأمثل للموارد، وتحقيق التوزيع المكافئ والمتساوي للعلاقات الإنسانية على أساس العدل والحق.

وبذلك تصبح التنمية الاقتصادية في المفهوم الإسلامي تنمية الأفراد والمجتمعات ماديًّا وروحيًّا وأخلاقيًّا، مما يقود إلى تعظيم الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية.

ومما تقدم يمكن أن نحدد الأهداف الأساسية للتنمية الاقتصادية بناءً على المفهوم الإسلامي، بما يصلح أساسًا علميًّا للتنمية في جميع دول العالم المتقدم منها والمتأخر والصناعي والنامي معاً، وهي كالآتي:

1- زيادة إنتاج السلع النافعة وتوسيع توزيعها، بما يكفل تلبية الحاجات الأساسية لجميع الناس ويقيم حياتهم على التكريم.

2- توسيع مدى الاختيارات الاقتصادية والاجتماعية وكفالة حريات الناس الأساسية والقيم المعنوية العالية والدينية النبيلة مما يساهم في تقدير الذات.

3- تحسين نوعية الحياة من خلال التعليم الجيد، والعناية الصحية، والتوزيع العادل للثروة والدخول، وإقامة نظام للأمن الاجتماعي، والاهتمام بالثقافة، وإقامة علاقات إنسانية على أساس العدل والسِّلْم والمساواة ورعاية الحقوق الأساسية، وإتاحة الفرصة للمشاركة والتداول السلمي للسلطة، والتحرر من العبودية للغير أو الاعتماد عليهم، إضافة إلى التحرر من أسر الجهل والفقر والمرض.

والدولة الإسلامية على وجه الخصوص في حاجة إلى سياسة تنموية قائمة على ركيزتين أساسيتين:

1- نفي الظُّلْم الاجتماعي.

2- إزالة الاستبداد السياسي.

وعندما تُحَقَّق هاتان الركيزتان سينطلق العالم الإسلامي بموارده البشرية والطبيعية الغنية نحو إرساء دعائم نظام دولي جديد أساسه العدل والسلم، وستتجه موارد العالم إلى التعليم والتوعية بدلاً عن الأمن والسلاح، وإلى الاستثمار في المنافع الحيوية بدلاً عن الاستهلاك البذخي والسفه وإلى الصحة والعلاج عوضًا عن الترف واللهو، وعندها لا تكون ثَمَّة مشكلة اقتصادية اسمها "النُّدْرَة"؛ لأن الاستخدام الأنفع والأرشد يحكم تخصيص الموارد الاقتصادية

محب بلاده
2010-12-16, 21:18
السلام عليكم
من فضلك اريد بحثا حول اقتصاد التنمية
مشكور اخي الفاضل جزاك الله كل خير





وهذا آخر
تقرير جاهز عن التنمية الاقتصادية ماعليك الا اسمك واسم مدرستك ... وتدعولي بالخير

موجود في المرفقات

youcef62
2010-12-17, 20:15
بحث حول المدهب المعاصر لمادة الفلسفة...ثانية ثانوي---اسم العضوyoucef62

محب بلاده
2010-12-17, 20:54
بحث حول المدهب المعاصر لمادة الفلسفة...ثانية ثانوي---اسم العضوyoucef62



الفلسفـة الحــديثة



مقدمـة:

إذا كان الفكر الفلسفى كحصيلة للعقل الإنسانى عبر مراحل التاريخ المختلفة عبارة عن سلسلة واحدة مترابطة الحلقات إلا أننا نستطيع أن نلمح فى ثنايا هذا التطور الملامح الخاصة لكل مرحلة وما تمتاز به على المراحل التاريخية الأخرى، فثمت خصائص للفكر الفلسفى الحديث يتميز بها على التراث الفلسفى للعصرين القديم والوسيط ويمكن إيجازها فى ثلاث نقط رئيسية :

أولاً : نجد أن الفكر الفلسفى اليونانى تعلوه مسحة جمالية ، إذ أن اليونانى القديم أمن بالجمال وكذلك فقد ارتبط الدين اليونانى فى جملته بما يشتمل عليه من ألهه وألهات متعددة – بالفن والأدب والإنتاج الفكرى على وجه العموم وظهرت هذه النزعة الجمالية فى جميع نواحى الحياة اليونانية القديمة وحتى عندما انفصل الدين عن الفلسفة وتحرر الفكر الفلسفى من وطأة الميثولوجيا الدينية واستمر الفكر اليونانى أمينا على نظرته الجمالية للكون من حيث أنه وجود يتسم بالنظام والجمال واكتمال التكوين.

وإذن فقد كانت قيم الحق والخير والجمال مرتبطة فيما بينها أشد الارتباط فى العقلية اليونانية فلم يكن الخير الأسمى فى الفكر اليونانى شيئاً أخر غير الجمال الأعظم وكذلك فإن الرجل الفاضل هو الحاصل على الخير والجمال والعقل من وراء كل شئ يتحكم فى الطبيعة والإنسان إذ أن الحوادث والأشياء وسائر الموجودات بحسب تصورات هذا الفكر إنما تنظمها علل متداخلة مترابطة متناسقة.وكذلك إذ تناولنا العلم القديم عند اليونان فإننا ندرك لأول وهلة كيف أقامه العقل اليونانى على أساس نظرى عقلى واضح المعالم فمثلاً فى علم الفلك نجد أنه حينما اتضح لعلماء الفلك اليونان أن الدائرة أكمل الأشكال وأسماها وهو الشكل الدائرى ، أى أنه يتعين أن تكون حركة الكواكب والأفلاك دائرية وقد ربطوا مصائر البشر والاشياء بهذه الحركة الدائرية الفلكية.

من هذا يتبين لنا المنطق الفكرى الذى كان ينحو نحوه ويسير بمقتضاه المفكر القديم فى بحثه عن الحقيقة فهو يستدل ويتتبع القضايا إلى نتائجها المنطقية مهما كانت النتيجة التى يتأدى إليها فى استلاله فالمفكر اليونانى لم يمهد نفسه الكشف عن حقيقه حركات الأفلاك والكواكب فى السماء كما هى فى واقع الأمر ولكنه استند فى معرفه حركة هذه الأفلاك والكواكب إلى استدلال عقلى محض وكان هذا المفكر اليونانى يؤمن إيمانا عميقاً بالنظام والجمال وهما اللذان يلقيان الضوء على اجاه تفكيره أو بمعنى أخر يوضحان لنا كيف أن القيم وحدها هى التى كانت تحكم الواقع وقد استمر تحكم المثل الأعلى فى الفكر خلال القرون الوسطى ولكن بطريقة معدلة اتخذت طابعاً جديداً يسمح بتدخل الطابع اللاهوتى المسيحى فى الفكر الفلسفى والطابع الدينى الغسلامى أن يحاول التوفيق بين العقائد الإسلامية وبين الفلسفة ولهذا كان طابع هذه الفلسفة الدرينية عند المسلمين هو طابع التوفيق عند ابن راشد ولاشك أن هذه المحاولات الفلسفية الإسلامية للتوفيق بين الدين والعقل أو الفلسفة كان لها أثرها الذي لا يجحد علي فلسفة المدرسين Scholastics في العصر الوسيط. وقد لاحظنا ان القضايا التي ذاعت بين فلاسفة الاسلام والمتعلقة بالتوفيق بين الفلسفة والدين ستتردد عند المدرسين وستقوم بصددها مدارس مختلفة يتعصب بعضها للفارابي أو ابن سينا وبعضها الآخر لآراء ابن رشد والغزالي وابن ميمون.

وقد كانت عقائد الدين في القرون الوسطي موضوع تسليم يقيني عند المفكر المسيحي أو المسلم، ولهذا انحصر دور الفلسفة في الغالب في شرح مضامين هذه العقائد وإقامة الحجج والبراهين علي صحتها في نطاق قدرة العقل الإنساني الذي يعجز في نظر المسيحية عن تفسير حقيقة الأسرار المقدسة.

وعلي هذا فقد كانت الفلسفة خادمة للدين ومجرد أسلوب للإقناع العقلي بما سبق أن قبلناه بسلطة الإيمان.

أما الفلسفة الحديثة فقد غلب عليها الطابع العلمي، والتزام المحدثون من الفلاسفة بنزعة تجريبية في تفكيرهم واتجاهاتهم، فلم يصد في نظرهم ثمت مجال لتحكم القيم في الواقع لكي يكون ذلك دليلا علي صدق هذا الواقع، ولم يعد الدين يتدخل في فكر الفليسوف ليحد من حريته أو ليملي عليه حقائق الرحي المنزلي. وبذلك تكون الفلسفة في العصر الحديث قد تحررت من سلطة الكنيسة ولم تعد خادمة للدين، بل أصبحت خير معبر عن التقدم العلمي وحافزا علي الانطلاق الخلاق في سائر ميادين البحث العلمي.

بل إن الفيلسوف كان أكثر جرأة علي الواقع من العالم الطبيعي، إذ بينما نجد العالم يلتزم الدقة والموضوعية في منهجه فيتحري الواقع بتفصيلاته وجزئياته المختلفة ولا يسيتطيع أن يتدرج من هذه الجزئيات الي تعميمات كلية إلا بعد دراسة مستوعبة لهذه الجزئيات، نجد الفيلسوف في العصر الحديث يجمع النتائج المختلفة للعلوم الاجتماعية والطبيعية ويحاول أن يؤلف منها صورة واحدة للعالم ككل مترابط الأجزاء بحيث نجد في هذا الكل مكانا للقيم الفنية والخلقية والدينية التي تتمشي مع نتائج البحث العلمي المعترف بصحته.




الفلسفة الحديثة طابعها ومميزاتها




إن الفيلسوف الحديث يمتاز عن المفكر القديم والوسيط باتجاهه الي الواقع والاشياء الخارجية والموجردات جميعا يريد الاقتراب منها والتغلغل فيها ومعرفتها كما هي في حقيقتها، ثم يحول بعد هذا تنظيم حياته بطريقة تتفق مع هذه المعارف العلمية التي تسوقها اليه فروع المعرفة العلمية الحديثة.

إذن فالفلسفة الحديثة ذات طابع علمي It is scientific

ثانيا: كذلك الفلسفة الحديثة تمتاز بالطابع الفردي، وقد كانت مذاهب الفلسفة القديمة والوسطي تتعلق وترتبط بنظام سياسي أو أجتماعي معين، فقد عبر كلا من أفلاطون وأرسطو عن وجهة نظر المواطن الحر في مدينة يونانية حرة، وعندما فقدت المدن اليونانية استقلالها وجدت الفلسفة في المذهب الروقي تعويضا عن الاتجاه الي اعتبار المدينة أساسا للتفكير السياسي والاجتماعي عند اليونان، إذ أن الفلسفة الرواقية كانت تقول بأن العالم كله مدينة واحدة يجتمع فيه البشر والآلهة معا. وقد استمر كل من شيشرون وسنكافي في اعتتناق هذه الافكار وكان من نتائج ذلك ظهور القانون الروماني الذي ينظم المجتمع الروماني وهو وريث الحضارة اليونانية.

أما حياة الفرد في القرون الوسطي فإنها كانت تتحدد وفقا لنظام الكنيسة وتبعا لوضعه في كل نظام إقطاعي. وبمعني أخر لم يكن ثمة مجال لأي نزعة فردية حرة في مجال الفكر القديم أو الوسيط.

أما الفكر الحديث أو الفلسفة الحديثة فهي فردية، لأن الفليسوف المحدث عمل علي مواجهة الواقع، بنفسه واعتد علي فروضه وتجاربه واختبر منطق المناقشة بفكره لا بفكر الجماعة، وهو الي جانب ذلك لم يكن يخضع لسلطة الكنيسة او لسلطة الحكومة أو لأية سلطة تلزمه باعتناق فكرة لايقبلها، فالفيلسوف الحديث إذن كالفنان الذى يصور ويرسم فى حرية تامة حسب ما تمليه عليه انفعالاته ومشاعره الشخصية لا حسب ما يمليه عله الغير ، وذلك مع التزام التقاليد المرعية فى الفن والمجتمع فى عصره وعند الفنان والفيلسوف تكون الإصالة هى فى الدرجة القصوى من الأهمية أكثر من استحسان الجماهير أو موافقتهم للإنتاج الفنى أو الفلسفى.

ثالثاً : - الفكر الحديث أو الفلسفة الحديثة تمتاز عما سبقتها من الفلسفات بأنها تتضمن إنتاجاً دولياً فبينما نجد الفلسفة القديمة يونانية النشأة أى تعبر عن الحياة اليونانية وتنبع من الضمير اليونانى وتتصل اتصالاً وثيقاً بالجو اليونانى العقلى والشعورى نجد أن الفلسفة الحديثة ذات طابع دولى ، فعلى الرغم من أنها تختلف عن فلسفة القرون الوسطى فى أنها تعبر عن تفكير الأمم المختلفة ومشاعرها وحياتها العقلية إلا أنها فى نهاية الأمر وبعد عملية التأثير والتأثر التى تتداخل فيها المذاهب والتيارات الفكرية نجد أنها تصبح فى النهاية تراثاً إنسانياً دولياً تتناوله الأمم المختلفة بالنقل والترجمة هذا بينما نجد أن الفلسفة الوسطى كانت تكتب باللاتينية التى لا مجان فيها للطابع الفردى للفيلسوف أو لحياته ومشاعره ومميزات عصره.

ومن ناحية أخرى أيضاً فإنه بينما كان التفلسف مقصوراً على رجال الكنيسة فى القرون الوسطى نجد معظم متفلسفة العصر الحديث وقد شذوا عن هذه القاعدة فاشتهر فلاسفة من غير رجال الكنيسة ، وأصبحت الفلسفة الحديثة إنتاجاً يعبر عن حياة الشعوب وأمالها ومشاعرها بقطع النظر عن الدين والعقائدالمختلفة ، وهذا لايعنى اختفاء الفلسفات الدينية فلا زالت هناك امتدادات للفكر الدينى الوسيط كما سبقت الإشارة ، وذلك عند المدرسة التومية الجديدة وكذلك فيما يختص بتجديد الفكر الأشعرى فى العصر الحديث عند المسلمين وتجديد أفكار المعتزلة عند جمال الدين الأفغانى والشيخ محمد عبده مثلاً .

منهج دراسة الفلسفة الحديثة

تبين مما سبق أن الإنتاج الفلسفى الحديث يمتاز عما سبقة بالأثر الفردى الواضح أى بظهور شخصية الفيلسوف ونزعاته المميزة فى الإنتاج الفلسفى الخاص ، وعلى هذا فإذا أردنا ندرس مذهب أى فيلسوف من المحدثين فإنه يتعين علينا أن نضع نصب أعيننا ثلاثة شروط هامة : -

أولاً : دراسة العلاقة المنطقية بين مذهب الفيلسوف والمذاهب السابقة عليه واللاحقة له.

ثانياً : اعتبار الفيلسوف ممثلاً لعصره ومترجماً عن التيارات العلمية والدينية والأخلاقية والاقتصادية فى العصر الذى يعيش فيه وفى البيئة التى يترعرع فيها.

وثالث هذه الشروط وهو شرط من الشروط الهامة واهتمت به مدرسة التحليل النفسى المعاصرة وهو الاهتمام بدراسة حياه الفيلسوف الخاصة وشخصيته.

· ومن الناحية الأولى نجد أن الفيلسوف قد يعارض سابقيه ومع ذلك فهو يتأثر بهم تأثراً عميقاً وذلك كما نرى عند بيكون وديكارت فهماً قد عارضا المدرسيين ومع ذلك تأثراً بهم أيما تأثير.

وقد يتيع الفيلسوف أراء مدرسة سابقة علية ثم يخرج مذهبها ويصل به إلى أبعد مما كان يتصوره واضع هذا المذهب وذلك مثل محاولة كل من اسبينوزا وليبنتز بصدد مذهب ديكارت وكذلك نجد كلا من هيوم وباركلى وقد دفعا بمذهب لوك الحسى إلى نتائجه التى لم يتصور لوك نفسه وهو واضع هذا المذهب أن ينتهى إليها مذهبه ، من حيث أننا نجد أن هذه النتائج تتعارض فى النهاية مع مذهب لوك الأساسى.

وقد يحاول فيلسوف حديث أن يوفق بين تيارين متعارضين ن وذلك مثل محاولة كانط الذى أراد أن يربط بطريقة تركيبية بين المذهبين العقلى والحسى المتعارضين وقد حاول كل من هيجل وكونت السير فى هذا الإتجاه ونحن إذا كنا نضع أمام الذهن الفلسفى المؤرخ هذه الاتجاهات المنهجية فى التفلسف الحديث إلا أننا مع هذا يجب ألا ننسى فى خضم التيارات الفلسفسة المختلفة التى انحدرت إلى الفيلسوف أن تكون طابعاً شخصياً مميزاً ينفرد به كل فيلسوف عن الأخر وهو ما نسميه الأصالة.

ومن الناحية الثانية نجد أن ديكارت مثلاً قد عبر عن أسمى ما تنطوى عليه العبقرية الفرنسية من سمات بارزة وقد كان مثلاً يحتذى عند معظم المفكرين الفرنسيين الذين أتوا بعده واصطبغ الأدب الفرنسى والفكر الفرنسى على وجه العموم بتأثير ديكارت ولون فلسفته وفى انجلترا نجد جون لوك وقد أثرت كتاباته فى اتجاهات الفلسفة والدين والسياسة والتعليم وهكذا فالفيلسوف بالإضافة إلى أنه يمثل الانتاج الثقافى المركز لعصره ويترجم عن التراث فهو أيضاً يؤثر تأثيراً ضخماً فى ثقافة هذا العصر وفى ثقافات العصور التالية ويكون هذا التاثير متعدد النواحى فى جميع الفنون والأداب والعلوم وهذه خاصية تنفرد بها الفلسفة الحديثة عن الفلسفة فى العصور الوسطى.

ومن الناحية الثالثة أى من ناحية الحياة الخاصة للفيلسوف فإننا نجد أن الإنتاج الفلسفى يحمل دائماً المميزات الشخصية الخاصة بصاحبه فاسينوزا مثلاً الديكارتى المذهب وقد كان يهودياً مضطهداً عاش فى الفترة التى ذاق فيها اليهود فى أسبانيا مرارة التعذيب والتنكيل على أيدى محاكم التفتيش تلك المحاكم التى لم تكتف بجرائمها ضد اليهود بل استمرت فى أشنع صورها ضد مسلمى الأندلس نجده وقد أحال الجانب الالى فى فلسفة ديكارت إلى نوع من الفلسفة الروحية تلك الفلسفة التى تصلح دائماً لأن تكون تعويضاً أو بلمساً يشفى الجراح النفسية لذوى القلوب المكلومة ويضفى على النفس الأمن والسكينة .

وكان لمزاج كا من ليبنتز وفخته الشخصى وميلهما إلى حياة الكفاح والنشاط كان لهذا الميل الكبير أثره فى ظهور تلك النزعة التفاؤلية الواضحة عند كل منهما وكذلك فى تأكيدها لمعانى الخلود الإنسانى.

أما كانت Kant فإن تربيته الدينية البروتستانتية المتزمتة كان لها الأثر الكبير في ذلك التخطيط المنطقي الجاف المحكم الذي نلاحظه في مذهبه. وكذلك شوبنهور وقد كان عصبي المزاج ذا رغبة جامحة في طلب النجاح مع عزوف طاهر عن العمل لتحقيق هذه العملية وقد تأدي به ذلك الي التشأوم الواضح في مذهبه.

وإذن ففلسفة كل مفكر هي خلاصة تجربته الحيوية مع ما تفاعل معها من عناصر سابقة ومعاصرة لها، فمذهبه إذن يترجم حياته ويعبر عن مزاجه وشخصيته.

وقد ذكرنا قبل ذلك ان دراسة المذهب أصبحت تتجه الي الناحية السيكولوجية والسوسيولوجية أي التفسير النفسي والاجتماعي لحياة الفيلسوف وظروفه الخاصة والعامة مع ما يتصل بهذا من أمزجة وثقافات خاصى بالامم والشعوب المختلفة بحيث أصبحنا نفرد أبحاثا في الفلسفة الحديثة لمدراس فلسفية ذات ملامح قومية كالمدرسة الانجليزية والمدرسة الفرنسية والمدرسة الالمانية والمدرسة الامريكية رغم إيماننا بوحدة العقل الفلسفي وترابطه وتمام تعبير هذا التراث في كلية وشمول عن الفكر الإنساني في وحدته المطلقة.

المراحل الرئيسية لتطور الفكر الفلسفي الحديث

لا يمكن أن نحدد بالضبط تاريخيا معينا لانتهاء الفلسفة المدرسية وان نعين بدقة تاريخا آخر نحدد فيه بداية الفلسفة الحديثة، وذلك من ناحيتين:-

الناحية الأولي:- أن التيارات الفكرية لا يمكن أن تحدد بتاريخ معين محدود لأنها تيارات متداخلة متشابكة وليست كالحوادث والوقائع التاريخية التي تحدد بزمان ومكان معينين.

الناحية الثانية :- نجد ان الفلسفة القديمة والفلسفة المدرسية لا زالتا بالفعل يؤثر كل منهما في الفكر الحديث بل وفي الفكر المعاصر، فمثلا المدرسة التومية الجديدة وهي التي تحيي آراء القديس توما في العصر الحديث، ولا زال لها اتباع في هذا النصف الاخير من القرن العشرين وأن اتباعها يحاولون تطويرها بحيث تتمشي مع الاتجاهات الفكرية الفلسفية المعاصرة. وكذلك الحال فيما يختص بالموقف الفلسفي القائم حول المعتقدات البروتستانتية.

وإذن فثمة رواسب مدرسية لا تزال تعمل اثرها في تيارات الفلسفة الحديثة والمعاصرة، وكان من الممكن القول بأن الفلسفة الحديثة قد بدات حينما حاول مفكر مثل روجربيكون ان يفكر بطريقة مستقلة متحررا من الآراء السابقة والمعتقدات الدينية. ولكن بيكون هذا بالرغم انه نقل الي العالم الغربي التجربة العربية العلمية في مجال العلم والفلسفة، ورغم أنه نقل المنهج العربي العلمي أو خلاصة المنهج الاسلامي في الطبيعة أو في الفلك أو في غير ذلك من العلوم كما فعل ذلك أيضا غيره من السابقين عليه من المدرسيين بحيث كان هذا كله الاساس الوطيد الذي أقام عليه كل من فرنسيس بيكون وديكارت فيما بعد طريقتهما المنهجية والعلمية، ورغم هذا كله فإنه يقال إن روجر بيكون لم يكون له تأثير كبير علي المعاصرين له أو الملاحقين له، ولهذا لا يمكن أن نؤرخ البداية الفعلية للفلسفة الحديثة بمذهب روجر بيكون.

ومن الممكن أيضا ان تعد حركة إحياء افلاطون عند المفكرين الايطالين في فلورنسا بداية للتفلسف الحديث. فقد حاول هؤلاء الافلاطونيون أن يفسروا نصوص أفلاطون علي ضوء الفكر اليوناني الأصيل متحررين من الفلسفة المدرسية التي كانت تفسر النصوص الافلاطونية تفسيرا دينيا. وربما كان من الممكن أيضا بناء علي هذا الرأي أن نحدد تاريخا معينا لبداية الفلسفة الحديثة بطريقة تحكمية تعسفية، فنؤرخ لها بسقوط القسطنطينية علي يد الاتراك حينما هاجر من بقي من علما بيزنطية اليونان الي ايطاليا وبدأوا مع الافلاطونوين في فلورنسا حركة جديدة لبعث الفكر اليوناني في جملته غير مقتصرين علي افلاطون وحده. وهذه الحركة حركة احياء التراث القديم في عصر النهضة كانت تعني تنقية النصوص الكلاسيكية في الفلسفة اليونانية من الشوائب الهللينية والمدرسية علي السواء، تلك الشوائب التي أقحمها الشراح السريان والمدرسيين علي النصوص اليونانية والتي جاء غيرها نتيجة التفاعل الذي تم بين النحل الدينية والصوفية كالغنوصية والهللينية والصابئية، تلك النحل التي كان يموج بها الشرق الأوسط في الفترة التي تلت عصر الانارة اليوناني مع ما تاثرت به هذه المذاهب اليونانية من آراء شرقية ودينية وغير ذلك.

وإذن فحركة الاحياء حركة رجوع الي المنابع الاصلية للفلسفة اليونانية وتحظ لهذه الفترة الطويلة التي شوهت فيها الفلسفة اليونانية.

وكان هناك عنصر جديد في هذهالحركة يتمثل في ظهور النصوص المترجمة الي اللاتنية عن العربية من مدرسة طليطلة ومن جنوبي فرنسا حول تولوز وكذلك من شمالي ايطاليا حيث كانت قد نشطت حركة النقل من العربية الي اللاتنية منذ القرن الحادي عشر الي القرن الثالث عشر فوضعت النصوص والترجمات اللاتينية التي جاءت عن العربية في مقابل النصوص الاصلية وأصبحت هناك ثلاثة مصادر للاصل اليوناني: الأصل الذي نقله العلماء الفارون من بيزنطة بعد الفتح، والنص اللاتيني المدرسي ثم النص العربي، ولهذا فقد كانت حركة التنقية هذه بمثابة دراسة مقارنة للتراث اليوناني.

يمكن إذن بناء علي هذا الراي التحكمي الذي سقناه (وهو بداية التفلسف الحديث تتفق مع تأريخ بداية الواقع التاريخية الحديثة بسقوط القسطنطية) أن نقسم المراحل الفلسفية الي ثلاث:

1- المرحلة الأولي : وتبدأ من سنة 1453 م وتسمي بعصر النهضة وتنقسم هذه المرحلة الي فترتين:

الاولي وتسمي الفترة الانسانية : وتبدأ من سنة 1453م وتستمر الي سنة 1600 اي الي تاريخ وفاة جيوردانو برونو وقد تركزت زعامة الحركة الفلسفية في هذه الفترة في ايطاليا حيث توجد النصوص اللاتنيية واليونانية التي كانت محورا للتفلسف خلال هذا الشطر الاول من هذا العصر هذا بالاضافة الي ما كان قد تجمع في هذه المنطقة خلال هذه الفترة من رصيد علمي حديث متواضع أسهم فيه الرعيل الأول من علماء إيطاليا بنصيب وافر.

الفترة الثانية : وتستمر من 1600 الي 1690م وهذا العصر هو العصر المزدهر الذي ذاعت فيه فلسفة كل من فرانسيس بيكون وتوماس هويز في انجلترا ثم فلسفة ديكارت واسبينوزا في القارة.

وقد قلد معظم هؤلاء الفلاسفة العلماء الطبيعين المعاصرين لهم سواء في المنهج أو في الاراء العلمية، وقد ساهم بعضهم بالفعل في الحركة العلمية الحديثة وأضاف الشئ الجديد إلى المحصول العلمى فى الرياضة وفى العلم الطبيعى ، وكان هؤلاء الفلاسفة المحدثون الأوائل يؤمنون جميعاً بقيمة الفلسفة وأثرها فى الناحية العلمية ويرون أن وظيفة الفلسفة الأولى هى الكشف عن طبيعة الواقع وأنها تستطيع أن تثبت قدرتها وفاعليتها فى هذه الناحية.

وعلى الرغم من اهتمام فلاسفة هذه الفترة الثانية من عصر النهضة بالحركة العلمية فى إبانها إلا أن بعضهم قد حاول محاولة جدية لإحكام الصياغة المذهبية فوضع مذاهب كاملة متسقة وذلك مثل ليبنتز.

وعلى الرغم من أن هذه الفترة تنتهى تاريخياً سنة 1690 إلا أن بعض فلاسفتها مثل ديكارت استمر تأثيرهم الكبير على كثير من الفلاسفة حتى القرن العشرين.

2- المرحلة الثانية : أما المرحلة الثانية من المراحل الرئيسية لتطور الفلسفة الحديثة فهى مرحلة عصر الإثارة وتبدأ هذه المرحلة بنشر كتاب لوك سنة 1690 " مقال فى العقل الإنسانى " ، ونجد من كبار المفكرين فى هذه المرحلة غير لوك فى انجلترا روسو وفولتير من فرنسا ولم يكن هؤلاء الفلاسفة من النوع الذى يجيد صياغة المذهب الفلسفى الكامل كسابقيهم وكانوا يعتقدون أن النوع الإنسانى هو الجدير بالدراسة الفلسفية والعلمية وليس الكون والوجود كما كان يفعل المدرسيون وفلاسفة عصر النهضة وقد كان هؤلاء المفكرون بما أذاعوه من النقد والشك فى المعرفة من أقوى عوامل الهدم للخرافات والأساطير .

ومن الناحية السياسية كان هؤلاء الفلاسفة من المدافعين الأقوياء عن الحرية الفردية وحقوق الإنسان ، وقد تأثر تفكيرهم فى ذلك بالثورة الإنجليزيةسنة 1688 وكان إنتاجهم الفكرى ذا تاثير بالغ فى العالم الغربى ويعد هذا الانتاج أحد الأسباب الفكرية لقيام الثورة الأمريكية سنة 1776 والثورة الفرنسية سنة 1789 وقد وجد بعض المؤرخين أن أن هذه المرحلة الثانية من مراحل الفلسفة الحديثة تنتهى سنة 1781 أى حينما بدأت حركة فكرية جديدة فى ألمانيا وهى الحركة الرومانطيقية ، ولكن الواقع أنه لا يمكننا أن نضع تاريخاً معينا لانتهاء هذه المرحلة الثانية لأن عصر الإنارة يمتد خلال القرنين التاسع عشر والعشرين وذلك عند المفكرين من أمثال جيرمن بتنام وأوجست كونت فى القرن التاسع عشر ثم وليم جيمس فى القرن العشرين.

3 – المرحلة الثالثة: وهى المرحلة المثالية ويؤرخ لهذه المرحلة ابتداء من ظهور كتاب كانت " نقد العقل الخالص " سنة 1781 وتنتهى هذه المرحلة بوفاة هيجل سنة 1831.

وقد ظهرت فى هذه المرحلة أصالة الفكر الألمانى وعمقه ، ويلاحظ بصفة عامة أن التيارات الفلسفية فى هذه المرحلة كانت تتجه فى مجملها إلى تفسير الوجود تفسيراً روحياً وإعتبار الكون تعبيراً عن نشاط أو فاعلية روح كلية أو عقل كلى . وقد كان لهذه السمة الغالبة على إنتاج هذه المرحلة الفلسفية تأثيراً كبيرا على الأدب والشعر بصفة خاصة ، ولهذا فقد صاحبت هذا التيار الروحى الفلسفى تيارات الحركة الرومانطيقية الكبرى فى الأدب حيث بلغت القمة عند جوته وشللر وغيرهما ، وعند شعراء الإنجليز من أمثال ودورث وشيلى وكولردج ، وأيضاً فى أمريكا عند إميرسن ، وكان هؤلاء الشعراء والأدباء يعبرون فى الغالب عن أفكار وأراء الفلاسفة الألمان فى هذه المرحلة الرومانطيقية التى كان لها أبلغ الأثر فى تشكيل حياة البشر وأرائهم الفلسفية والفنية.

وقد استمر تأثير النزعة المثالية فى الفلسفة حتى نهاية القرن التاسع عشر ولا سيما فى انجلترا عند برادلى مثلاً فى إيطاليا عند كراتشى ومدرسته.

وقد اتفق مؤرخو الفلسفة على تسمية الفترة التى تلت وفاة هيجل بمرحلة الفلسفة المعاصرة وفى هذه المرحلة المعاصرة نجد تيارات فكرية تنحدر من مختلف التيارات الفلسفية السابقة غير أننا نجد فكرة هامة لها السيطرة والغلبة فى هذه الحقبة المعاصرة وهى فكرة التطور وقد أصبح لفكرة التطور هذه من الناحية الفكرية تأثير كبير على الفكر الفلسفى المعاصر ، وتدخلت فى مختلف العلوم كعلم الفلك وعلم طبقات الأرض وعلم الأحياء وقد كان لهذه الفكرة الجديدة أيضاص أثر واضح المعالم فى مناهج التفسير العلمى للتاريخ وفى سائر المناهج العلمية الأخرى فلم يقتصر تأثيرها على العلوم التى تدرس الكائنات الحية وحدها كما قد يفهم من التطورية الداورنية وإذن فحركة التطور هذه أصبحت أساساً لكل تفسير سواء كان علمياً أم فنياً.

ويلاحظ بصفة عامة أن الفلسفة الواقعية الجديدة والفلسفة البراجماتية قد أحرزتا مزيدا من الذيوع والانتشار ولاسيما في انجلترا وامريكا. هذا بالاضافة الي ظهور مدرسة التحليل المنطقي عند جرين ومور وبرتراندرسل وغيرهم في انجلترا.

واما في فرنسا وألمانيا فإننا نجد تيارات شتي متعارضة أو متداخلة او رسوبية وذلك كمذهب الظواهر عند هوسرل وتلميذه هيدجر الذي تفاعلت في فلسفته آراء مذهب الظواهر وتيارات الفكر الوجودي، ثم نجد الوجوديين من امثال كيركجارد الدانماركي وجبريل مارسيل وجان بول سارتر ومرلوبونتي علي اختلاف نزعاتهم بين الايمان والالحاد.

ثم نجد في فرنسا ايضا تيارا آخر يعد تجديدا للمذهب الروحي ويتمثل في موقف كل من إيميل بوترد وهنري برجسون وعلي هذا يمكن أن حدد مراحل تطور الفلسفة الحديثة كما يلي:

1- عصر النهضة وينقسم الي فترتين

أ- الفترة الانسانية: وتبدأ من سنة 1453م لتنتهي بوفاة جيوردانوبرونوً 1600م.

ب- فترة العلم الطبيعي: وتبدأ من سنة 1600م وتستمر الي سنة 1690م ويبرز فيها بيكون وهوبز وديكارت وسبينورا وليبنز.

2-عصر الانارة : ويبدأ من سنة 1960م ويستمر الي سنة 1781م ونجد في هذا العصر لوك وباركلي وهيوم.

3-عصر المثالية: من سنة 1781 ويستمر الي سنة 1831م ويمثل العصر إيمانويل كانت وفخته وهيجل.

4-المرحلة المعاصرة: وتبدأ من سنة 1831 وتستمر الي وقتنا هذا، ونجد في هذه المرحلة شوبنهاور وأوجست كونت وجون ستيوارت ميل وهربرت سبنسر ونيتشه ورويس ووليم جيمس وسنتيانا وبرجسون وصمويل الكسندر وهوسرل وكيركجارد وهيدجروسارتر وجبريل مارسيل وميرلوبونتي ورسل وجرين ومور وبرادلي وبوزنكيت وكروتشي وإيوبر وويزدوم...ألخ

المرحلة الأوليالتيارات الفلسفية في عصر النهضة



نشاة الفلسفة الحديثة

أ-اضمحلال الفلسفة المدرسية وظهور المذهب الانساني

نحن نعرف أن القديس توما (1225-1274) كان أعظم ممثليب الفلسفة المدرسية وانه حاول التوفيق بين أرسطو وتعاليم الدين المسيحي أو بمعنب أخر حاول أن يفسر أرسطو بطريقة تجعله يتفق مع العقيدة المسيحية ولهذا فقد خرج علي مذهب أرسطو في كثير من مواضعه لانه كان يضع نصب عينيه الحقيقة المدرسية الكبري التي كان علي الانسانين أن يهزوها هزا عنيفا هذه الحقيقة القائلة بأن العقل يجب ان يخضع لسيطرة النصوص الدينية وما تتضمنه من اراء. ولم يلبث هذا الاتجاه المدرسي ان أخذ في الانكماش والتراجع حينما برزت معالم حركة الاحياء واتجه المفكرون الي اغتراف التراث اليوناني الخاص من منابعه الاصلية.

ويمكن تلخيص العوامل التي أدت البي تدهور الفلسفة وظهور المذهب الانساني فيما يلي:

أولا: حدوث انشقاق في مذاهب الفلسفة المدرسية نفسها وخصوصا بعد ظهور الفرنسكان ومن بينهم جون سكوتس سنة 1308م وهؤلاء الفرنسكان كانوا علي طرفي نقيض مع طائفةالدومينكان هؤلاء الذين ينسبون الي القديس توما.

وكان جون سكوتس يقول بحرية الارادة وحرية الخلق معارضا في ذلك موقف القديس توما وجاء فرنسكي أخر وهو وليم الأوكامي 1332م وكان يعتنق المذهب الاسمي وهذا المذهب كان معارضا أيضا لموقف القديس توما.

ثانيا: احساس مفكري الفترة الاخيرة من القرون الوسطي بضعف الفكر الانساني وعجزه عن تفسير الاسرار وحقائق الدين العليا ولهذا فقد اتجهوا الي تجاوز هذه الاسرار أي الي تجنب الخوض فيها والاتجاه المباشر الي العالم الخارجي للبحث عن الحقيقة بعيدا عن سيطرة الدين وحينذلك بدأ عصر الملاحظة والتجربة والاستدلالات التجربية. بدأ كل هذا يظهر ليكون إعداد ليصاغة المنهج الجديد الذي يعد بالفعل ثورة علي الدين وعلي المفاهيم المدرسية المتعارفة فبعد أن كان الفليسوف يحاول التوفق بين الفلسفة والدين نجده الان في نهاية عصر انتشار الفلسفة المدرسية وبداية عصر النهضة، يقبل طواعية ازدواج الحقيقة، فالحقيقة في نظهره وجهان متعارضان: وجه ديني من شئون الكنيسة ومجال اختصاصها ووجه واقعي هو الذي يتجه اليه المنهج الجديد المسمي بمنهج الملاحظة والتجربة ولم يكن هذا التحول سهلا هينا بل لقد وجه مواجهة عنيفة من قبل الكنيسة وعلي الاخص في هذه الفترة التي اشتدت فيها سطوة محاكم التفتيش وديوان الفهرست.

ثالثا: وتعد حركة احياء الاداب القديمة أيضا من اسباب تدهور الفلسفة المدرسية وقد اتخذ شراح هذه الاداب طريقا مستقلا عن الدين يتناولون بمقتضاه نصوص فلسفة اليونان ويشيدون بما فيها من مبادئ خلقية واجتماعية وجمالية علي الرغم من انها تعبر عن اراء مفكرين وثنين كأفلاطون وأرسطو ولهذا فان هذه الفترة تعتبر بحق المرحلة التي وجه فيها النظر الي الفكر الانساني لذاته منفصلا عن الدين. قامت اذن الحركة الانسانية علي انقاض الفكر المدرسي ولكن هذه الحكرة كان لها عيواب ومميزات، ومن مميزاتها انها استغلت التراث الفلسفي القديم بطريقة تتمشي مع روح العصر فقد كان رجالها يستخدمون الفلسفة القديمة في سبيل توسيع مداركهم وزيادة فهمهم للعالم والانسان وتمكينا للبشر من السيطرة علي الطبيعة.

علي أنه كان لرجال هذا العصر الجديد عيوب منها: انهم ظلوا يعتقدون كالفيثاغوريين والمدرسيين في الخواص السحرية للاعداد وكذلك فقد كانوا يؤمنون بالسحر والتنجيم والخرافات فصدقوا القول بتاثير حجر الفلاسفة وقدرته علي شفاء الامراض وقالوا ايضا بامكان تحويل جميع المعادن الرخيصة الي ذهب وهي مشكلة الكيمياء السحرية المعروفة في العصور الوسطي.

وعلى الجملة فلم يكن فى استطاعة عصر النهضة التخلص من الخرافات والأساطير التى ذاعت فى القرون الوسطى ولم يتحقق ذلك تماما إلا فى العصر الغنارة ويلاحظ من ناحية أخرى أن اتجاه أوائل المحدثين إلى أساليب المنهج العلمى الجديد كان عشوائياً متعثراً بينما كان المنهج القياسى المدرسى قد وصل فى هذه المرحلة إلى ذروته ، وبالفعل لم يكن المنهج الاستقرائى الجديد قد اكتملت عناصره بعد غذ أنه كان فى بدايتة الأولى ، وعندما تجمعت عدة ملاحظات وتجارب جديدة وظهرت بعض الاكتشافات والمبتكرات كنتيجة لاستخدام هذا المنهج الجديد القائم على الملاحظة للظواهر الطبيعية أحس المفكرون ورجال العلم بخصوبة هذا المنهج الجديد ، ومن ثمة تاكدت قيمته وظهر أثره الجديد المواضع بالنسبة للاتجاهات العلمية.

ومن بين الكشوف والمبتكرات الحديثة التى دعمت منهج الملاحظة والتجربة الجديد ، اختراع البوصلة ثم اختراع البارود والطباعة ، وكان لهذا كله – بالإضافة إلى النزعة الانسانية المتجهة إلى إحياء الأداب القديمة بمعزل عن الدين – أثره الواضح فى قيام حركة الإصلاح الدينى البروتستانتى بزعامة مارتن لوتر فلقد البروتستينية بالفعل على اساس تفسير النصوص الدينية بمعزل عن أراء المجامع الدينية التى كانت تحد أفاق هذا التفسير وتمنع أى مجتهد من إيراد أى تفسيرات أخرى غير ما تجيزه هذه المجامع واباء الكنيسة.

وقد ساعد أيضاً على تثبيت دعائم المنهج الجديد ظهور علماء مثل فيساليس هذا الذى لم يستند إلى أراء القدماء من امثال جالينوس فى مجال التشريح والطب ، بل طبق منهج الملاحظة والوصف فى ميدان التشريح ، وبدأ بنفيه يشرح أجزاء الجسم ويصف ما فيه من مواضع وصفاً دقيقاً مباشراً وفى مجال علم الفلك _ الذى كان مدار اهتمام العلماء فى القرون الوسطى وفى عصر النهضة ظهر ثلاثة من كبار رواده وهم كوبرنيقش وكبلر وجاليليو هؤلاء الذين طبقوا منهج الملاحظة وذلك باستخدام التلسكوب الذى توصل إليه جاليليو وعلى العموم فقد كان الاهتمام موجهاً فى هذا العصر إلى العلم الألى وإلى إحكام سيطرة الإنسان على الطبيعة وفصل الفلسفة عن الدين.

ويمكن أن نرجع خصائص عصر النهضة فى جملته إلى النزعتين هما بإختصار :

النزعة الأولى : المبالغة فى العناية بالعلم الألى وتطبيقاته العملية التى تمكن الإنسان من السيطرة على الطبيعة وزيادة رخائه ورفاهيته.

النزعة الثانية : النزعة الثانية هى الشعور بالشخصية الفردية المنفصلة عن الدين وعن الدولة ، تلك الفردية التى ظهرت فى عنفوانها فى مسائل الأدب والسياسة بصفة خاصة وكذلك فى الدين عند مدرسة مارتن لوثر.

ب-الاتجاهات الفلسفية خلال الفترة الانسانية :

إذا كان مطلع الفكر الحديث قد صاحبه نهوع من التعثر الناشئ عن عدم وجود معنى محدد للعلم ، فإن ذلك إنما يرجع إلى ما كان يموج به مطلع العصر الحديث من مذاهب مع ما كانت تحله هذه المذاهب من الرواسب الفكرية المدرسية.

المرحلة الثانية المواقف الفلسفية في عنصر الإنارة
عصر الإنـــارة



لاحظنا أن مناهج البحث العقلي التجريبي قد قطعت شوطا بعيدا في التقدم خلال مرحلة العلم الطبيعي من عصر النهضة فظهرت مذاهب جديدة ومواقف تتبني هذه المناهج التقدمية وتلتزم بحدودها فنراها تعين مجال انتشار الموضوعات الرئيسية في البحث الفلسفي وهي الألوهية والانسان والعالم وترسم لكل منها دورا خاصا لا يتجاوزه في حدود قدرة العقل ومطالب التجربة.

ولكن هذا الاتجاه قد تكشف عن صعوبات مذهبية متعددة كانت سببا لظهور موجات شديدة من النقد في نهاية القرن السابع عشر وقد تمثل هذا النقد في حملة مركزة ضد عملية البناء المذهبي المحكم اي أن هذه الثورة العنيفة أنصبت علي أسلوب الفلسفة التقليدي الذي كان يحتم صياغة المذاهب الكاملة لتفسير الوجود استنادا الي دواعي العقل والمنطق فيما لايمكن أن يكون موضع معاينة او رصد واقعي وعلي هذا فقد كانت الفلسفة التقليدية تبدأ بدراسة الاسلوب الفلسفي القديم وأظهروا عجزه عن تقديم تفسير واقعي للكون قبل إلقاء الضوء علي الانسان ومداركه ذلك ان الانسان أقرب الينا من الكون ومظاهره.

وإذن فقد تمخضت هذه الثورة الفكرية الحديثة عن اتجاه غالب الي دراسة الانسان واعتباره المشكلة الاساسية في الدراسة الفلسفية وبعني اخر اصبحت الإبستمولوجيا هي الميدان الخصب الجديد للفلسفة واحتلت الأنطزلوجيا مركزا ثانويا وذلك علي عكس الاتجاه الفلسفي التقليدي القديم.

وإذا كانت الفلسفة الديكارتية تعد بداية الطريق في مجال الإبستمولوجيا إلا ان ديكارت لم يتعمق بما فيه الكفاية في بحث مشكلة أبعاد المعرفة الانسانية وحدودها وعلاقة قوي الادراك بموضوعات الادراك.

ولقد تميز عصر الانارة بالاهتمام بهذا المبحث ولاسيما منذ ظهور كتاب لوك "مقال العقل البشري" عام 1690 وقد انتهي عصر الانارة بظهور كتاب كانت Kant "نقد العقل الخالص" عام 1781.

وعلي الرغم من تاثر فلاسفة الانارة بفلسفة ديكارت إلا معظم هؤلاء الفلاسفة كانوا من اتباع المذهب الحسي وقد كان هذا اتجاها تفرضه روح العصر الذي غلبت عليه الترجمة التجريبية ومن ناحية آخري فان البحث في مشكلة الانسان تقضي التعرض لدراسة قواه الادراكية ولما كان الاحساس هو اول درجات المعرفة بل هو النافذة الاولي التي يطل منها الانسان علي العالم الخارجي حسب ما يقضي به الراي الشائع لهذا فقد التزم فلاسفة الانارة بالاستناد الي المعرفة الحسية كمصدر اولي لمعرفة الانسان بالعالم الخارجي علي الرغم من ان المعطيات الحسية قد يتناولها العقل بالتحليل أو التفسير أو بالنقد إذ ليست معطيات الحس المباشرة سوي مادة أولية صالحة للتشكيل وعلي هذا فإن المبادرة الأولية للفليسوف تتمشل في الصياغة الفلسفية التركيبية لهذه المعطيات ومن ثم فقد ارتبطت فلسفة العصر بعلم النفس وبالفسيولوجيا.

ومن ناحية أخري فاننا نلاحظ اهتمام فلاسفة الانارة بالدفاع عن حقوق الافراد وحرياتهم الخاصة والعامة وأهمها حق الحياة وحق الملكية الخاصة وحق الحرية ولهذا فقد طالبوا بحرية الفكر وحرية التعبير والنشر حتي تزول جميع العراقيل التي كانت تعترض طريق الباحثين والمفكرين الاحرار وكان عليهم تحقيقا لذلك أن يهاجموا تدخل الكنيسة او الدولة وأن ينتقدوا سلطتها المكلفة في شئون العقيدة والسلوك وكان من تاثير هذه الحركات والاتجاهات أن اتنتشرت افكار الحرية في كل مكان واشتدت المطالبة بقيام حكومات شعبية وديمقرلطية تتصدي للدفاع عن حقوق الانسان.

ولقد بدات هذه الحركة في انجلترا وذلك اذا اعتبر ثورة 1666 ضربا من الممارسات الفعلية لحق الشعوب في اختيار ما تشاء من أشكال الحكم ونظمه. ولقد كانت ثورة انجلترا مصدر وحي والهام لاعداء الثورتين الامريكية 1776م والفرنسية 1789م.

وعلي هذا فأن عالمنا الحديث مدين الي حد كبير لعصر الانارة بما ابتدعه من اراء تقدمية علي المساواة والحرية السياسية وحق الشعوب في الاستقلال والحرية الاقتصادية والتسامح الديني وشجب التميز العنصري والمناداة بحرية الفكر والنشر والايمان بالقومية وإمكان التقدم الاجتماعي ونبذ الخرافات والعرافة والسحر والتنبؤ بالمستقبل وتسخير الارواح والاشباح وابتداع مناهج جديدة في التربية.

ولقد أشرق بالفعل نور العقل علي هذا العصر الذي تميز بتحكيم العقل في كل شئ وحتي في أمور الدين بحيث اعتبر بحق مرحلة اشراق وتنوير تمكن الذهن الانساني خلالها من ان يطهرنفسه من رواسب الماضي واوهامهوغيبياته التي تراكمت علي صفحاته فكادت تحجب بهاء بريقه وسطو نظراته الفاحصة المتعمقة0

ومما لاشك فيه أن الفليسوف جون لوك كام الرائد الاول في حركة الانارة وقد تأثر به فلاسفة الحرية الفرنسيين من أمثال فولتير في ارائه عن الحرية والتسامح ومونتكير في نظرينه عن فصل السطات وجان جاك روسو في العقد الاجتماعي.

المرحلة المثالية

تبدأ المرحلة المثالية في تاريخ الفلسفة الحديثة باصدار كانت لكتابه نقد العقل الخالص سنة 1781. وقد قيل بأن كانت أحدث بهذا الكتاب ثورة في ميدان الفلسفة لا تقل اهمية عن الثورة الكوبرنيقية في ميدان الفلك، بل إن كلا الموقفين موقف كانت وكرببرنيق يشبهان بعضهما البعض في نواحي كثيرة فكما كان كوبرنيق قد أثبت أن التغيرات التي تطرأ علي الكواكب لا تشير الي أن هذه الكواكب تتحرك ونحن ثابتين علي سطح الارض كما كان يعتقد القدماء أو بمعنب آخر ان الارض هي مركز المجموعة الشمسية وانه يفترض في ان المشاهد لهذه المجموعة وهو واقف علي سطح الارض يفترض أن ساكن وأنها هي التي تتحرك ولكن الواقع كما أثبت كوبرنيق أن هذ هالحركة التي نشاهد عليها الكواكب والاجرام السماوية إنما ترجع الي اننا ونحن نلاحظ هذه الاجرام نشاهدها ونحن علي سطح الارض تلك الارض تلك الارض التي تتحرك حول نفسها وحول الشمس وإذن فتغير اوضاع الكواكب والاجرام السماوية بالنسبة لنا لا يرجع الي حركة هذه الاجرام ولكن يرجع بصفة اساسية الي حركة الارض التي تحملنا ونشاهد نحن علي سطحها هذه الاجرام. وربما شبهنا هذا الموقف بموقف راكب القطار الذي يتحرك به القطار مسرعا ومع ذلك يحس بأن اعمدة التليفون المقامة علي جانب طريق القطار تتحرك الي الوراء في عكس الاتجاه أي انها تتحرك في نظرنا والواقع انها ثابت كما نعرف والذي يتحرك هو القطار الذي يحمل مشاهد هذه الظاهرة.

كذلك فعل كانت في ميدان المعرفة فكما أن الحركة التي نلاحظ عليها الكواكب ليست بالفعل الانتيجة لتأثير حركة الارض التي نعيش عليها فكذلك موضوعات العالم الخارجي لا تحمل في ذاتها الصفات التي نشاهدها عليها ولكن الذهن الانساني والادراك الانساني في جملته هو الذي يؤسس حقيقة هذه الموضوعات الخارجية، أو بمعني اخر ليس موضوع المعرفة مستقلا عن الذهن العارف بل هو نتيجة لادراك هذا الذهن فلكي ندرك أي موضوع خارجي يجب أن يطابق هذا الموضوع تركيب عقولنا ومعني هذا ان الموضوعات التي لا يتفق تركيبها مع تركيب الذهن أو أدوات الادراك الانساني هذه الموضوعات نعتبرها غير موجودة بالنسبة لنا ولو عن طريق النظر والمعرفة وذلك مثل أشعة الطيف مثلا فنحن قد لاندركها الا من خلال منشور زجاجي أما اذا لم يكن يتهيأ لنا تصميم مثل هذا المنشور فإنها ستكون بالنسبة لنا غير ذات موضوع لان احساسنا البصر غير معد لرؤية وإدراك ألوان الطيف وحده بدون مساعدة من خارج، وكذلك الحال فيما يختص بدرجات الحرارة العالية جدا والمنخفضة جدا فإن احساسنا ليس معدا لادراكها ولهذا فاننا نستعمل الالات للكشف عنها.

ونفس الامر ينطبق علي الموجودات الروحانية السامية فإن عقلنا ليس معدا لادراكها ومن ثم في ليست موجودة بالنسبة لنا من حيث النظر العقلي علي الاقل. وأذن فكل من كوبرنيق وكانت يلحق بالعقل الانساني صفات وخصائص كان السابقون عليها يلحقونها بالعالم الخارجي وحتي قوانين الرياضيات وقوانين الطبيعة عند كانط يجب أن يكونمصدرها العقل وان تسند صحتها الي تركيب الذهن الانساني.

والخلاصة أن كانت كان يري أن عقلنا يقيم هذا الوجود الذي نعيش فيه، فالعالم الخارجي علي هذه الصورة ليس غريبا عنا. وعلي الرغم من أننا لا نعرف العالم الخارجي معرفة حقيقية مطلقة الا أن هناك ما يسمح لنا بان نشعر بأن إرادتنا حرة وأن نفوسنا خالدة وأننا نعرف الله ولو عن غير طريق النظر الميتافيزيقي، ذلك لأن هذه مسلمات لا يمكن التدليل عليها نظريا. ولو أننا نأمل نتيجة لشعورنا بالالزام الخلقي والتقدير الجمالي-ان يكون وجود الله حقا.

وإذن فقد تخطي كانت النظر العقلي والفلسفة المادية. لكي يقسيم الايمان بالله عن طريق العمل ولم يكن في ذلك مثاليا بمعني الكلمة بل كان تصوريا بمعني أنه يقيم الحدوس ويضع الشروط للمعرفة الانسانية ويجعل من الذهن الانساني مشيدا للموضوعات الخارجية بتاثير أو فاعلية هذه الشروط والصيغ الاولية.ولكن المثاليين الألمان بعد كانت أوغلوا في طريق النزعة المثالية بدون تحفظ فظهرت المثالية الالمانية علي صورتها الأخيرة المبالغ فيها عند فخته وهيجل وشوبنهار. المرحلة الرابعة
الفلسفة الحديثة المعاصرة



لقد اصطلح المؤرخون على أن عام 1831 وهو العام الذى توفى فيه هيجل يعد البداية التقريبية للفلسفة المعاصرة.

ونحن لا نستطيع الجزم بأن الفكر الفلسفى المعاصر قد تميز بطابع فريد يختلف كثيراً عن الفكر الحديث فى جملته فنحن نلمس فى المذاهب المعاصرة انطوائها على معظم التيارات الفلسفية القديمة والحد\يثة على السواء مع حساب حصيلة الفكر التى تنمو بالتدريج خلال التطورات التاريخى لحضارة الإنسان ولكنا نلاحظ من ناحية أخرى أن هذه الفترة المعاصرة تتميز بالنزعة التطورية وسيطرة مقولة التطور منذ القرن التاسع عشر فى ميادين العلم والفلسفة على السواء وبصفة خاصة فى مجال التفسير التاريخى .

وعلى أية حال فإن فلاسفة المعاصرين منذ هيجل اتجهو ا فى الغالب إلى تناول نفس المشكلات الفلسفية التى تناولها الفلسفة الحديثة ولكنهم انتجوا بها مناحى خاصاً على ضوء التجربة وقد تأثروا فى هذه الناحية بالاكتشاف العظيمة التى تمت فى مجال العلوم الطبيعية وكذلك بالتغيرات المتلاحقة التى طرأت على الحياة الإجتماعية كنتيجة للإنقلاب الصناعى وللثورات الاجتماعية والسياسية.

ومه هذا فإننا يجب أن نلاحظ أنه ليس ثمت اتفاق بين الفلاسفة على الصلة التى ينبغى أن تكون قائمة بين الفلسفة والعلم على ضوء الإنجازات العلمية التى تم تحقيقها فى هذه الأيام.

فقد رأى بعض الفلاسفة أنه حتى فى مجال العلوم التى تتطلب الدقة التامة فى مباحثها مثل الرياضيات والطبيعة والكيمياء وعلم الأحياء إلى حد ما حتى فى مجال هذه العلوم التى أحرزت تقدماً كبيراً بفضل استخدامها للمقاييس الكمية فإن ما تمدنا به فروض وإيحاءات حول موضوعاتها التى تخضع للقياس لايمكن بحال أن يعطينا حلولا حاسمة تسمح لنا بأن ندرك الطبيعة النهائية للموضوعات.

وبالإضافة إلى هذا فإن الكثير من هذه الفروض العلمية التى كان من الممكن أن تكون ذات دلالة من الناحية الفلسفية ظلت تتغير كل عشرين عاماً أو فى زمن أقل من هذا ولهذا فإننا نجد بعض المثاليين لامعاصرين الذين لم يجادلو العلماء فى ميادين بحثهم ينكرون على البحث العلمى استطاعته الوصول إلى معرفة تامة بطبيعة الواقع ومن ثم فهم يرون أن قصارى ما يصل إلية العلم هو أن يعطينا رمزا نفعية عن الموضوعات يمكن استخدامها في المجال التطبيقي فحسب إذ هي نظرات جزئية لا يمكن مجال أن تعطينا صورة كاملة شاملة ومحيطة بامور الواقع وبناءا علي هذا فان بعض الفلاسفة الذين اتخذاوا هذا الموقف ظلوا الي وقتنا هذا يتناولون مشكلات الفلسفة بنفس الاساليب التي تناولها بها قدماء الفلاسفة مع اضافة ما تتطلبه روع العصر وتطور الفكر الانساني.

وإذا كان المثاليون يقفون من العلم الحديث هذا الموقف المعادي الواضح فإننا نجد الطرف الآخر المقابل فريقا آخر من الفلاسفة مثل الوضعيين والبراجماسيين والواقعيين هؤلاء اعتقدوا ان مناهج البحث العلمي المطبقة في مجال العلوم هي وحدها المناهج الصحيحة والتي يجب التعويل عليها في أي بحث فلسفي. فكل ما لا نعرفه عن طريق هذه المناهج تستحيل علينا معرفته علي وجه الاطلاق. وعلي هذا فالميتافيزيقا متنعة وهي خرافة كما يقولون.

وإذا استبعدنا الميتافزيقا فما الذي يبقي في نطاق الفلسفة؟ يقول هؤلاء إن علي الفيلسوف ينحصر في دراسة مناهج العلوم ووضعها ومحاولة استخدامها في الميادين التي لازالت في دائة الفلسفة مثل المنطق والاخلاق. وعليالفلسفة في نظرهم ان تتصدي للغة التي يستخدمها الفلاسفة فتقوم بتحليلها واستبعاد جميع الالفاظ التي لايوجد لها مدلول علمي او حسي مثل فكرة النفس أو الأنا وغيرها من الافكار الفلسفية. وهذا موقف مدرسة التحليل المنطقي بالذات.

ومن ثم فغن الفلسفة قد أصبحت ذيلا للعلم تقفو أثره وتلتزم بحدوده وتدعي لذلك انها فلسفة علمية مع أن القول بوجود فلسفة علمية قول متناقض يقوم علي الملاحظة والتجربة واستخدام منهج الاستقراء فإن الفلسفة لا يمكن أن تسير في نفس الطريق بل إنها يجب أن تستمر في استخدام منهج الاستدلال القائم علي التأمل. وقد تم فهم هذا فريق من المعاصرين وجعلوا الخلوة الي الذات والتأمل شرطا أساسيا للتفلسف.

وقد أثار هذا الموقف الواضعي المتزمت ثاثرة كثير من الفلاسفة فهب فريق منهم للدفاع عن الفلاسفة ودورها الهام الذي تلعبه في مضمار الحضارة الإنسانية فنجد هوسرل صاحب مذهب الظواهر يثور ثورة عنيفة علي أمثال هذه المذاهب ويرفض ان يجعل الفلسفة ذيلا للعلم بل يتقدم في مشروع إصلاحه الفلسفي لكي يجعل العلم تابعا للفلسفة بحيث تصبح الفلسفة مرشدة للعلم وملهمة له وقائدة لتقدمه. ويبين هوسرل في وضوح تام أن أعظم ميزة للفكر الفلسفي هي ما يسميه بالتوقف او تعليق الحكم أو وضع الوجود الواقعي للاشياء بين قوسين حيث تظهر القيمة النقدية والشك البناء للعقل الفلسفي الذي يدرس الموضوعات كما تبدو في الشعور ويوضح الظواهر ويرتبها بكل دقة حتي يعرف طبيعتها الحقة الثابتة التي تؤدي الي قيام علوم جديرة بهذا الاسم كالرياضيات.

علي أن فريقا من الوضعيين والتطوريين امثال كونت وسبنسر لم ينهجوا نفس النهج الذي سار فيه التجربيون والوضعيون المتزمتون فقد اختلطت أراءهم بالفلسفة فنري كونت وكذلك سبنسر يضعان تصنيفا للعلوم وكذلك يحاول كل منهما وضع نظرية تركيبية عريضة في المعرفة. وهذا النوع من العمل الفلسفي لا يمكن بالطبع أن يتم أنجازه في معامل العلماء ومختبراتهم وهذا يعني أن فريقا من بين أصحاب النزعات التجربية للمعرفة ظل أمينا علي المسار التقليدي للتراث الفلسفي في مرحلة من أشد المراحل التجربية تزمتا اي في غضون القرن التاسع عشر.

وكذلك نجد فلاسفة مثل وليم جيمس وبرجسون يجعلون العلم نقطة بداية فلسفاتهم ولكنهم لا يجعلونه نقطة النهاية في مواقفهم إذ أنهم يرون أن الفلسفة تستطيع أن تعرض لتأملات مستفيضة وتركيبية عن الطبيعة النهائية للكون وعن مركز الإنسان فيه مع احترام حصيلة العم المعاصر وفروضه المثمرة.

ويلاحظ ان التغيرات الاجتماعية والسياسية في القرن 19 كان لها أثرها الكبير في مجهودات الفلاسفة المعاصرين الذين هيوا لصياغة نظم جديدة اجتماعية وسياسية لكي يحققوا عن طريقها حياة أفضل للنوع الانساني فنشات بفضلهم علوم كثيرة هامة مثل علم الاقتصاد وعلم السياسة والاجتماع وعلم النفس والتربية وأصبحت لهذه العلوم نظمها الخاصة بها والمستقلة عن الفلسفة.

علي أننا يجب أن نلاحظ أمرا خطيرا حدث مع بداية القرن العشرين وهو أن الازمات الاجتماعية والسياسية والثورات والحروب التي عاناها الانسان في هذه الفترة قد خلقت نوعا من الحيرة والقلق والضياع في نفوس البشر هذا بالاضافة الي ما تخلف عن الثورة الصناعية من استحكام روح التزمت التجريبي وسيطرة النزعة الالية الامر الذي ادي الي ازدياد شعور الانسان بضالته في مواجهة التطور العلمي الضخم وسيطرة الالات الصناعية علي جميع مرافق الحياة الانسانية.

هذه الامور كان لها تاثير علي القيم الانسانية الروحية والاخلاقية حيث أخذ مركزها يتضاءل بين الناس فكان لذلك تاثيره علي مفهوم الحرية وممارستها وكذلك علي المفاهيم الاخلاقية والدينية بوجه عام.

وكان أن ظهرتيار الفكر الوجودي منذ كير كجارد كصيحة الم انسانية وكثورة صارخة ضد النظم الالية والمطلقة التي تكبل حرية الانسان فحمل الوجوديون رسالة التدعيم لحرية الانسان ممثلا في افراده فالحرية في نظرهم هي المعني المساوق للوجود.

أما رد الفعل الروحي والاخلاقي علي النزعات التجربية والوضعية المتزمته فقد تمثل في مذهب إميل بوترو وفي مذهب تلميذه هنري برجسون فليست البرجونسونسة سوي ثورة عنيفة ضد المذاهب المادية التي سيطرت علي الفكر الفلسفي خلال القرن التاسع عشر وفي مطلع القرن العشرين. وسنتكتفي في هذا البحث عن الفلسفة المعاصرة باستعراض موقف برجسون كممثل لهذه النزعة.





هنري برجسون 1859-1941



التمهيد لظهور البرجسونية (التيارات الفلسفية المعاصرة للبرجسونية في فرنسا)

نحن نعرف أن الفكر الفرنسي في العصر الحديث حتي قبل قيام الثورة الفرنسية كان يتفاعل مع احداث القارة وتياراتها الفكرية. ومن ثم فقد نشأت مشكلات كثيرة نتيجة لاتصال المفكرين الفرنسيين بتراث أوربا الفكري وكانت هذه المشكلات ذات أثر كبير في التمهيد لظهور البرجسونية (ويكفي أن نقدم مثالا علي ذلك فيما تصدي له برجسون بطريقة غير مباشرة في نقده للماركسية).

نلاحظ انه في النصف الاول من القرن التاسع عشر اهتمت الفلسفة الفرنسية كنتيجة للاحداث السياسية والاجتماعية التي عانتها فرنسا بالدراسات السياسية والاجتماعية وذلك لتوجيه الجهود الي حركة الاصلاح والبناء وقد شغل المفكرون الفرنسيون أنفسهم بهذا النوع من الدرسات الي النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ولاشك أن محاولة أوجست كونت فيما عرف الفلسفة بالوضعية كانت حركة تستهدف اصلاح المجتمع الفرنسي في عصره فهي إذن إستمرار لهذا الاتجاه الذي اشارنا اليه وهو الاتجاه الي تناول المشكلات السساسية والاجتماعية.

حاول كونت البحث عن تفسير مقنع للاضراب الخلقي السائد في عصره فأرجعه الي اضطراب عقلي مصدره-علي ما كان يري- إتباع الناس لعدة مناهج في تفكيرهم تفكير لاهوتي- تفكير ميتافيزيقي ثم تفكير وضعي وقد رأي أنه لن يتم اصلاح هذاالمجتمع إلا إذا ارتفع هذا الاضطراب العقلي وذلك بتخليص الفكر من تعدد المناهج وتوجيه إلى منهج واحد أى إلى المنهج الوضعى وبمعنى أخر لن يتم الغصلاح إلا بإتباع التفكير الوضعى أى العلمى.

وكان موقف كونت هذا بسبب ظهور تيار قوى فى الفلسفة الفرنسية وفى الفلسفة الغربية على وجه العموم وقد عرف هذا التيار باسم الفلسفة العلمية وكان لهذه الفلسفة أشياع كثيرون كما أشتدت معارضتها وعلى الأخص من أتباع المدرسة الروحية حينما أحس المعارضون أن هذه الفلسفة تضحى بالقيم الإنسانية وترفض الأخلاق وتعتبرها وهماً وخداعاً واستمرت هذه النزعة العلمية فى الزيوع والإنتشار فالتزمها كلود برنارد صاحب كتاب " المدخل إلى الطب التجريبى " وباستير وأشياعهما فأخضعوا ظواهر الحياة لمبدأ الحتمية كذلك ساركل من داروين فى نفس الاتجاة إذ هما يفترضان وحدة الحياة وخضوها لعوامل البيئة والانتخاب الطبيعى وترى أيضاً الفيلسوف الفرنسى تين يسلك نفس الطريق فيرد الظواهر العقلية إلى الإحساس إلى الحركة بحيث ترد الحقائق المادية والروحية على السواء إلى نوع من الذبذبات اللامنتاهية.

ويرى هؤلاء جميعاً أن الطبيعة كل معقول وتصورنا لها يجب أن يكون على هذه الصورة أى أساس مبدأ الحتمية ، أما اللامعقول فهو الذى لا ينسجم مع قانون الحتمية وإذا انتقلنا إلى مجال الإقتصاد والاجتماع خارج فرنسا فإننا نلاحظ ظهور المادية الماركسية التى تعتبر تجاوباً مع النزعة العلمية الوضعية فى ذلك الوقت فكارل ماركس يذكر فى مقدمة كتابه عن الاقتصاد السياسى أن تركيب الإقتصادى للمجتمع هو الأساس الحقيقى الذى تقوم عليه سائر النظم القضائية والسياسية ، وهذه النظم التى يسميها ماركس بالنظم الفوقية تقابلها صور معينة من الشعور الإجتماعى وعلى الجملة فإن هذه المدرسة تلتزم مبدا الحتمية فى تفسير الظواهر الاجتماعية والروحية فترجعها بالضرورة إلى ظواهر اقتصادية كاساس لها وكعلة لحدوثها وكذلك ألزمت المدرسة الاجتماعية الفرنسية نفسها بقواعد هذه النزعة العلمية فأندرج تحت لوائها جابريل تارد واسبيناس وعند هؤلاء جميعاً نجد الثقة المطلقة بالمنهج التجريبى العلمى ذلك الذى يقوم على ظواهر الملاحظة والتجربة واتجاههم جميعاً إلى الظواهر الحسية الملموسة حتى يمكن أن تحفظ للعلم موضوعيته ولكننا نلاحظ من الناحية الأخرى أن أصحاب هذه النزعة العلمية التى كانت تردد أراء أوجست كونت ما لبثوا أن تجاوزوا موقف كونت نفسه فبينما نجده فى كتاب دروس فى الفلسفة الوضعية يحرم على تلاميذه دراسة الميتافيزيقا ويهمل البحث عن العلل الأولى للأشياء والبحث عن أصل المادة وطبيعة قواها وعن التركيب الذرى للأجسام على اعتبار أنها من قبيل الأبحاث الميتافيزيقا نجد أن هؤلاء العلميين يتناولون هذه المشاكل بالبحث ويتكلمون عن أجسام ذات ذبذبات لا متناهية تختفى وراء الأجسام المتشابهة التى تقع تحت حسنا، ويقررون أن حواسنا مهيئة للعمل لا للمعرفة ومن ثم فهى تعجز عن الرصد الدقيق لما يجرى فى أعماق الأجسام.

والحقيقة أن الواقع يكشف لنا عن نوع من الاستمرار الكيفى أو الصيرورة الدائمة وهذه قضية يرفضها العلم ، وتقرر هذه القضية أن الأشياء ليست فى وضع استاتيكى جامد كما يفترض التجربيون بحيث يمكن معه أن نسبر أغوارها عن طريق التشريح والتجزئه ، بل الأمر على العكس من ذلك فالأشياء فى حقيقة الأمر فى حركة مستمرة وأننا لا نركز أنظارنا على هذه الحركة لأن حواسنا وقوانا العلقلية أجزاء من الوجود وتجمدها لكى تجعلها صالحة للتحليل وهذا هو مضمون النزعة اللعلمية ولهذا فإنها لا يمكن أن ترقى إلى مرتبة إدراك الوجود فى أعماقه وفى حياته النابضة ونحن ندرك هذا الوجود الحى أو هذا الواقع الحى عن طريق الحدس وهذا هو الاتجاه الأساسى فى فلسفة برجسون ومن ثم فإن مذهب برجسون الحدسى كما سنرى يعد من أقوى المذاهب المعارضة للنزعة العلمية المتزمتة.

وسنرى ان برجسون قد جمع فى مذهبه بين التيارين العلمى والحدسى الروحى وانتقد المنهج الحدسى فكأن التيارات الفكرية السابقة على المذهب قد وجدت تعبيرات عنها فى مؤلفات برجسون وهذه التيارات هى التى رسمت المنهج للمذهب وهيأت له وضع المشكلة فالمناهج العلمية والوظيفية والبراهين الأولية والتحليل البعدى والفروض التى تثيرها هذا التحليل وكذلك التحقيق العلمى الذى يتطلبه التحليل كل هذه ليست سوى ألات ووسائل نسترشد بها فى سلوكنا العلمى فتسمح لنا بأن تتنبأ أفعالنا وأن نشبع حاجاتنا.

أما اذا انتقلنا الي مجال الميتافيزيقا والعرفة فستضح لنا عقم هذه المناهج العلمية ذلك لأنها تجزئ الواقع المترابط وتجمد ما يعتبر صيرورة دائمة لايمكن ايقافها وأما اذا اردنا ان ننفذ الي الواقع اي الي المطلق فانه يتعين علينا ان نصلح من عادتنا العقلية وان نتجه الي الحدث وهذه هي النتيجة الرئيسية التي انتهي اليها برجسون.

حياته ومؤلفاته:

· يعتبر برجسون من أكبر فلاسفة العصر على الإطلاق ويعتبر الممثل الأخير للمذاهب الفلسفية التركيبية المتكاملة ولد هنرى برجسون فى باريس فى الثامن عشر من أكتوبر عام 1859 من أبوين إيرلنديين ولكنه تجنس بالجنسية الفرنسية وإلتحق بمدرسة المعلمين العليا وكان زميلاً لجان جوريس فى هذه المدرسة حوالى سنة 1878 وبعد تخرجه عمل مدرساً بليسية أنجيه فيما بين سنتى 1881 و1883 ثم إنتقل إلى ليسية كليرمون ومكث بها إلى عام 1888 ولم يلبث أن إنتقل إلى كوليج رولان وأخيراً استقر فى ليسيه هنرى بباريس إلى عام 1898 حيث عين أستاذاً بمدرسة المعلمين العليا وفى عام 1900 اختير أستاذا للفلسفة بالكوليج دى فرانس وقد انتخب عضواً فى الأكاديمية الفرنسية عام 1914 وفى خلال الحرب العالمية الأولى إلتحق بالسلك الدبلوماسى الفرنسى فى أسبانيا والولايات المتحدة ولم يلبث أن أصبح بعد الحرب رئيساً للجنة الأمم الخاصة بالتعاون الثقافى .

· وقد حصل برجسون على جائزة نوبل عام 1927 وكانت وفاته بباريس فى الرابع من يناير عام 1914 والوطن الفرنسى تحت وطأة الإحتلال الألمانى وعلى الرغم من أنه لم يظهر تحوله عن اليهودية واعتناقه للكاثوليكية كما اشيع عنه إلا أنه أظهر ميلاً شديداً نحو المسيحية الكاثوليكية فى أواخر أيامه على أن موقفه الذى عبر عنه فى كتاب " منبعى الدين والأخلاق إنما يشير بوضوح إلى نزعته الروحية العميقة والتى تعلو على الرسوم والشعائر الدينية وسائر ألون التحزب الطائفى والعقائدى ، وذلك أن التجزئة الصوفية التى هى قوام الدين المتحرك عنده لا تعدو أن تكون تسامياً بالقيم الدينية إلى ذرى الحياة الروحية واشتفاقاً لأعماق مضامينها فوق القود التى يفرضها الدين لاساكن.

· مولفاته : تتميز فلسفة برجسون بإتجاهها إلى الكشف عن الديمومة أو التغير الدائم وهى الخاصية الأساسية للوجود والتى يستطيع إدراكها عن طريق الحدس ولهذا فإننا نجد كل مؤلف من مؤلفاته يتناول مشكلة واقعية معينة بالبحث لينتهى منها إلى التدليل على صحة موقفه الفلسفى عن الديمومة وهذا هو سر أصالته.

ففى كتابه " المعطيات " نجده يفرق بين الزمان بمعنى الديمومة والزمان والمكان كما يفهمه الجمهور وكما يقره العلم وينتهى إلى حل ذى أصالة لمشكلة حرية الإرادة وفى كتاب " المادة والذاكرة " يبحث مشكلة اختلال ذاكرة الألفاظ وفقدان الذاكرة دليلاً على استمرار الوجود أما فى كتاب " التطور الخالق" الذى يشرح المذهب فى جملته ويعد أهم كتبه على الإطلاق فإنه يدرس مشكلة الوجود بأكملها ، وبينما يستدل سبنسر على صحة موقفة التطورى مستخدماً الأشياء التى هلى موضوع هذا التطور نجد برجسون يتخذ من الحركة الأساسية للوجود المتغير مادة للتدليل على التطور أو الوجود الذى هو فى ذاته حركة وتغير مستمر.مراحل تطور الفلسفة البرجسونية :



تعد مؤلفات برجسون الرئيسية وحدة أو مجموعة متكاملة تشمل المذاهب البجسونى بجملته ، ولكننا نستطيع أن نقسم هذه الكتب إلى مجموعات ثلاث ترتبط كل مجموعة منها بمرحلة معينة من مراحل تطور الفكر البرجسونى ، فقد من هذا الفكر بمراحل ثلاث وهى :

· المرحلة الأولى : وهى مرحلة الكشف عن الزمان المطلق أى الديمومة ويتضمن كتاب المعطيات وخلاصة تفكير برجسون فى هذه المرحلة

· المرحلة الثانية : وهى مرحلة حدس الزمان المطلق ، ويترجم عن هذه المرحلة كتاب " المادة والذاكرة ومقال المدخل إلى الميتافيزيقا.

· المرحلة الثالثة : وهى مرحلة الحياة فى الزمان المطلق ،÷ ونجد تمام التعبير عنها فى كتاب " التطور الخالق ، ثم فى كتاب " منبعى الدين والأخلاق " أما باقى الرسائل والمقالات مثل رسالة فى الضحك ورسالة فى الحدس ورسالةفى معنى المكان عند أرسطو وغيرها من المقالات فهى إنما توضح الأفكار الرئيسية التى تتضمنها الكتب المشار إليها.

mimou95
2010-12-17, 21:29
اسم العضو :mimou95

الطلب اريد بحث حول الظواهر الطبيعية (بالفرنسية) وارجو ان يكون une légende
المستوى :3متوسط

أجل التسليم :6 ايام
:sdf::sdf::sdf::sdf:please

mimou95
2010-12-17, 21:38
انا mimou95 اريد بحث لمستوى 3 متوسط بالفرنسية حول الظواهر الطبيعية

محب بلاده
2010-12-17, 21:47
اسم العضو :mimou95

الطلب اريد بحث حول الظواهر الطبيعية (بالفرنسية) وارجو ان يكون une légende
المستوى :3متوسط

أجل التسليم :6 ايام
:sdf::sdf::sdf::sdf:please







1/la pluie

Pluie: pluie résultant de:
A - Tboukrmiah mers et des rivières à cause de la chaleur et les plantes d'émettre une quantité de vapeur d'eau.
B - vapeur qui s'élève dans la haute atmosphère de légèreté, puis on refroidit et se condense pour former des nuages.
C - transportées par le vent et les nuages à la terre et l'emporter lorsqu'il est détenu jusqu'à les plus hautes couches de l'atmosphère à basse température Vtsagt plus de pluie.
Pluie
Forme la plus courante de propagation de condensation et de types différents selon la manière dont un air très haut dans la haute atmosphère et se condensent.
- Lorsque la montée de l'air causée par la topographie du terrain se posent la pluie (pluie montagnes côtières du Levant et de la GNU Biya pentes des montagnes de l'Himalaya)
- Et que la vapeur d'eau de haute-courants d'air en charge avec le bas, provoquant la hausse Lluvia (orages tropicaux)
- L'air chaud ascendant au cours de la sécher à l'air frais et humide provoquant des tempêtes de pluie (zone pluviale tempérée)
Distribution de la pluie

Plusieurs zones de pluie (zone tropicale, au sud-est de l'Asie, et les montagnes côtières)
Moins zones de pluie (mi-continents d'Asie, d'Australie, d'aider l'Amérique du Sammaliah)

1 - Zones de pluie permanent: La zone tropicale et l'ouest du continent européen.
2 - les zones de pluies hivernales: la région méditerranéenne.
3 - Summer Rain zones: la zone tropicale et la toxicité Alamo.



2/Éclipses solaires et lunaires

Eclipse est un phénomène particulier de l'absence du soleil durant la journée dans son intégralité ou en partie éclipsé, alors nous dire, en tout ou en partie

L'éclipse afflige la lune à la nuit, garder à l'esprit pour des périodes déterminées mai soit une éclipse totale de tout temps plein ou partiel, où l'absence de la considération

Le début de nos informations spécifiques sur la situation:

La Terre tourne autour du même premier de deux sessions: Le même jour, / 24 / heure / 51 / Hmamaiaraf jour minute, jour et nuit et la deuxième session emmène autour du soleil / 365 / jour et / 265% / jour, ce qui est connu comme l'année et que la vitesse de rotation de cette grande

Et la terre où ils vivent sur la planète et sa lune connue est sur la terre des dates et des heures d'un cohérentes, exactes

Et la terre et la lune étaient en tenant le corps sans vie de la lumière du soleil Matman

Ces phénomènes se produisent lorsque la lune et la terre et le soleil sur une ligne, pour faciliter l'interprétation de la déclaration et le

Peut dire que

Observant l'éclipse se produit lorsque l'ombre terrestre sur la zone éclairée Vaalghemr est connu comme le corps ne brille pas de l'ombre lui-même, mais reflète la lumière qui tombe sur le soleil pour devenir visibles pour les habitants de la terre, et varient en fonction de la localisation de la zone éclairée de la terre, la lune, quand il entre nous et le soleil est à moitié sombre à l'avant et la moitié du côté lumineux du soleil, donc je ne vois pas quelque chose de lui et a appelé cette situation Palmhak, puis l'éclipse sera à l'ombre. Quand la lune se déplace vers la face Est commence ruines lumineux nous, et nous demandons un croissant jusqu'à ce qu'il atteigne la côte d'autres, nous croyons moitié claire dans son ensemble. Plus d'informations peuvent être revus



3/Brouillards

Un phénomène naturel qui est pour:

Gouttelettes d'eau élevés dans les airs, et est le résultat de la condensation de vapeur d'eau près de la surface de la terre et de l'aide sur la configuration de poussière et de fumée et de diverses impuretés dans l'air, suspendu par la vapeur.

Varie selon le degré de densité de vapeur, où plus la densité du brouillard de la vapeur était plus épais

Les types de brouillard:

Land • Brouillard se déroule sur une terre en raison de la perte de température de surface de la Terre et la présence d'humidité dans l'air

· Brouillard Valley: se produit dans les vallées en raison des vents froids des plus hautes montagnes aux vallées

· Brouillard de la mer: Il est formé à la suite de soufflage des courants marins chauds à des domaines du froid et du possible de passer à la partie continentale de cette brume et de brouillard sur de grandes distances est une menace réelle pour la sécurité publique que de plus en tant que résultat d'accidents de la circulation survenus au cours de la visibilité faible, particulièrement épais de celui-ci



4/Tremblements de terre

Définition, les types, les caractéristiques
La définition des tremblements de terre:
La terre est composée de plusieurs couches principales positionné sur le dessus de l'autre et les caractéristiques de chaque couche et l'état physique selon une profondeur particulière de la surface de la terre et entouré de quelques-uns des facteurs (pression, température) contrôle Bodeitha en termes de robustesse et Maipetha et tremblement de terre affecte le cortex dans lequel nous vivons -le directement.
Profondeur de la lithosphère = 70 kilomètres, dont l'épaisseur de la couche externe sur la terre = 35 km et 25 km dans l'océan.
Cette couverture se compose de plusieurs couches de roches feuille et est composé de métal et de roche solide et les plaques flottent sur la composante couche de couverture Alsharri des roches et des minéraux en raison de la semi-température de fusion et hautes pressions.
Les formatrices de plages extérieure caractérisée par une couverture de survie fixée en raison de similitudes Haut tours de la Kaaba de la couche d'dissous, et déplacer un mouvement relatif entre eux est estimée à environ 2-10 cm par an. Et finalement entrer en collision ou divergent ou déplacer des mouvements latéraux entre les effets sur la croûte terrestre en raison du mouvement relatif feuilles de Cruciform couche rocheuse phénomènes extérieurs de terrains (montagnes et de vallées et de canyons et des failles)
Et est connu comme le tremblement de terre:
Mouvement de la coque extérieure de la Terre résultant des mouvements rapides et brutales se produisent dans les couches de la terre.
Les types de tremblements de terre:
Underground tremblement de terre: lorsque la profondeur de l'épicentre 700 km sous la surface.
Les séismes tectoniques: se produit chaque année, plus d'un demi million d'entre eux Ncarabh 100000 et plus de 10000 causer des dommages.
Structurels tremblement de terre: impact sur la forme de la croûte du traumatisme, qui changent la forme de la Terre (points de repère)
Tremblements de terre taoïste à la surface: tourner la croûte terrestre et les Aishqha
Marine tremblements de terre: et la cause de la mer a augmenté de plancher Ooankhvad
Alanhiarip tremblements de terre: un séisme petits et faibles, l'impact est simple.
Caractéristiques des tremblements de terre:
Pour les séismes et les quatre propriétés: la taille prévue du tremblement de terre (force), les coordonnées de l'épicentre du métro, les coordonnées de l'épicentre, a critiqué le temps.
Une des principales caractéristiques du tremblement de terre VA American World Chtera (Charles Francis Richter) Dispositif de Richter à enregistrer et de mesurer les changements des vibrations verticales et horizontales .... Et enregistre l'heure du séisme et la durée (il a fallu) et il existe d'autres appareils

Est situé dans le d'un an Plus de 500000 tremblement de terre




5/Volcans

Les fissures se précipitent au sol de matières en fusion et Algazan appelé (Alme_me ou de lave ou Alava), y compris les moyennes entreprises appelées (bombes volcaniques) et de certains soi-disant à petite échelle (cendres volcaniques) et Rush liquide lave fondre le canal souterrain est appelé (fumé volcan) et si je viens à la terre coule du cratère pour les plaines et les vallées adjacentes, où les frais et se transforment en roches basaltiques et le flux continu conduit à une membrane autour du volcan.

La raison de l'existence de ces matériaux de fonte et de liquide est le résultat:

Très haute température et la pression au fond de la terre fondre ces rochers, et se sauva à travers les fentes du plancher à la surface le problème de volcans sous la forme de la haute montagne jusqu'à des milliers de mètres et les volcans de différents types:

· De volcans actifs: qui fonctionne toujours et la lave sont projetés de temps en temps, au nombre d'environ 476 volcans

· Volcans sommeil: volcans est actuellement fermée pendant un moment et mai être un regain d'activité à tout moment

· Volcans finie: une éruption volcanique éviter toute réapparition du

Et des volcans affecter négativement l'environnement en termes de Algazan à partir des feux qui ont causé et les dommages aux arbres et aux forêts, des fermes et des maisons

Et bénéficient parfois en termes de fertilité des sols agricoles.

Et les informations trouvées sur la surface de la Terre 455 volcans rebelle, et 80 dans le cadre du volcans d'eau profonde

zahra89
2010-12-17, 23:37
سلااااااااااااااااااااااام
اريد بحث حول دور الدولة في النشاط الاقتصادي

وبارك الله فيك

محب بلاده
2010-12-18, 08:41
سلااااااااااااااااااااااام
اريد بحث حول دور الدولة في النشاط الاقتصادي

وبارك الله فيك



دور الدولة في النشاط الاقتصادي والسياسة الاقتصادية
:
1-1- مفهوم الدولة الدولة


مصطلح سياسي يعبّر عن مدلول ذو معنى واسع. إنّ التعرف عن طبيعة الدولة بتعرف منظبط يتم عن طريق الوعي بالفرق بين المجتمع والدولة والحكومة .

أ- المجتمع:
هو مجموعة إنسانية أي مجموعة من الأفراد تعيش على إقليم معين، تقوم بينها علاقات متبادلة تدور حول العمل على أساس التعاون وتقسيم العمل. فالمجتمع إذن لا يتمثل في مجموعة الأفراد فقط وإنما كذلك في مجموع العلاقات التي تقوم بينهم والتي تحدّد موقف كل منهم اتجاه الآخر.

ب- الدولة:
هي شكل من أشكال التنظيم، فهي التنظيم الذي يحدّد العلاقة بين الفئات أو الطبقات الاجتماعية الحاكمة والطبقات الاجتماعية المحكومة، وهو تنظيم ظهر مع بداية التناقص بين المصلحة الخاصة والمصلحة العامة، متظمنا تركيب الدولة ووظائفها يضاف إلى ذلك أنّ الإنتاج في المجتمعات الزراعية التي تعتمد على الري يستلزم السيطرة على الأنهار وشق القنوات لتنظيم استخدام المياه إلى غير ذلك من الأشكال الكبيرة التي يعجز الأفراد عن القيام بها، الأمر الذي يدفع إلى وجود سلطة مركزية منظمة تتولى القيام بهذه الأشغال الكبيرة ويخلق بالتالي وظيفة اقتصادية تقوم بها الدولة.

ج- الحكومة:
فهي المحسوس العضوي الذي يمارس وظائف الدولة في مجتمع معين محدّد تاريخيا في فترة معينة ومن ثم فهي تتمثل في السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية. مما سبق يتضح أنّ الدولة نتاج اجتماعي ظهر من خلال عملية تحوّل المجتمع إلى مجتمع سياسي ذي سلطة منظمة، أي أنّها نتاج تطوّر الحياة الاجتماعية وأخيرا يمكن القول أنّ الدولة ظاهرة تاريخية لم توجد في كل مراحل التطوّر البشري، ومن هنا اختلفت الطبيعة الاجتماعية والسياسية للدولة لاختلاف نوع المجتمع.
وظاهرة الدولة كتنظيم اجتماعي تنتمي إلى مجموعة الظواهر السياسية والذي يعنينا هنا، أنّ وجود دولة كسلطة منظمة تؤدي دورا في الحياة الاجتماعية، يتطلب سيطرتها على بعض الموارد البشرية والمادية في المجتمع للقيام بالخدمات العامة التي تهدف إلى إشباع ما يسمى اصطلاحا بالحاجات العامة.


2-1- تطور دور الدولة

لقد مر موضوع تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية بعدة مراحل مختلفة، حيث كان دور الدولة وتدخلها في النشاط الاقتصادي، يزداد من فترة لأخرى وذلك بما تملكه من إمكانيات مالية ومؤسسية بالإضافة إلى نداءات بعض الاقتصاديين بتدخل الدولة في النشاط الاقتصادي، ومرور الوقت أصبح هذا التدخل ضرورة حتمية من أجل حماية النشاط الاقتصادي والدخل القومي وأنه في غياب هذا الدور تتعرض اقتصاديات الدول إلى مشاكل عديدة مثل التضخم والانكماش وعدم الاستقرار . وتجدر الإشارة إلى أنّ حجم هذا الدور ارتبط تماما بحجم مالية الدولة عبر المراحل التاريخية المختلفة التي مرت بها المجتمعات ولهذا وحتى يتحدد دور الدولة في النشاط الاقتصادي لابد من وجود سياسة مالية لهذه الدولة يتحدد من خلالها وفي إطار علاقتها بباقي السياسات الاقتصادية، وبالتالي تحقق الأهداف المطلوبة والمتفق عليها من جميع أفراد المجتمع، ومن هذا المنطلق يبدو من الصواب تتبع دور الدولة في النشاط الاقتصادي على النحو التالي:


1-2-1- الدولة الحارسة ودورها في النشاط الاقتصادي:


لقد كان موضوع دور الدولة في الاقتصاد نقطة جدل دائم بين الاقتصاديين عند مطلع القرن الخامس عشر ظهر فكر التجاريين وذلك بعد أزمة ارتفاع الأسعار في الدول الأوربية بسبب زيادة تدفق المعادن الثمينة إلى اقتصاديات تلك الدول، مما جعل هذه الأخيرة تعطي أهمية بالغة لتوازن موازين مدفوعاتها، ولذلك كان اهتمام التجاريين هو تحقيق فائض في الإنتاج بهدف التصدير، الأمر الذي جعلهم ينادون بأهمية النشاط التصديري، كما نادوا بمبدأ الحرية الاقتصادية وعدم تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي، حيث ساد الظن بأنّ كل فرد أجدر بتحقيق مصلحته وأنّ المصلحة ليست إلاّ مجموع مصالح الإفراد، الأمر الذي قلص دور الدولة إلى مجرد اتخاذ الإجراءات التي تكفل حماية مصالح الأفراد داخليا وخارجيا . ومع مطلع القرن السابع عشر ظهرت النزاعات التجارية وسادت الفوضى الأمر الذي جعل هؤلاء التجاريين ينادون بتدخل الدولة لتنظيم الحياة الاقتصادية، وقد اختلفت صور تدخل الدولة من دولة لأخرى، غير أنه خلال هذه الفترة ساد مفهوم الدولة الحارسة في ظل سيادة أفكار النظرية الكلاسيكية التي كانت تبنى على أساس ترك النشاط للأفراد دون تدخل من الدولة، لقد قامت أفكار الكلاسيك على أنّ هناك قوى ذاتية قوية تمنع حدوث فترات الركود الطويلة في الاقتصاد، وعليه فإنّ الاقتصاد في ظل نظام السوق لديه الآلية الذاتية لإعادة توازنه وعلى ذلك فإنّ هذه القوى الذاتية تستطيع التغلب على الهزات التي تحدث بالاقتصاد الوطني وتحركه نحو التوازن العام، وقد ترتب على ذلك أنّ وظيفة الدولة هو القيام بأعمال الأمن والحماية والعدالة والدفاع أي أنها تكون حارسة للنشاط الاقتصادي، ولا مانع في إقامة بعض المشاريع العامة، هذا وقد سادت أفكار الكلاسيك لفترة طويلة إلاّ أنّ حدثت مشكلة الكساد الكبير عندها بدأ الاقتصاديون يتشككون في صحة النظرية الكلاسيكية بعد عجز اقتصاديات الدول عن إعادة توازنها بطريقة آلية كما كان يدعى الكلاسيك


1-2-2- الدولة المتدخلة ودورها في النشاط الاقتصادي:


اتضح مع تطور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية ضرورة التخلي عن مفهوم الدولة الحارسة، وانتشر بدله مفهوم الدولة المتدخلة خاصة بعد أن ساد العالم الكساد العالمي الكبير في 1929، وفي الوقت ذاته برزت أفكار النظرية الكنزية للاقتصادي الإنجليزي كينز خلال الثلاثينات من القرن الماضي، ولقد جاءت أفكار كينز معاكسة تماما لأفكار الكلاسيك، التي رسمت السياسات الحكومية الواجبة الإتباع للخروج من الأزمة . لقد قامت النظرية الكنزية على ضرورة تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي عن طريق إقامة بعض المشاريع العامة لتحريك النشاط الاقتصادي من الركود ويتم ذلك من خلال الإنفاق باعتباره المضخة التي تنشط الدورة الدموية للنشاط الاقتصادي، ففي الولايات المتحدة الأمريكية تدخلت الحكومة الأمريكية بواسطة زيادة الإنفاق العام لكي تخلق دفعة قوية من الإنفاق الفردي وبالتالي زيادة الفائض والمخزون من السلع الراكدة، وأما في انجلترا فإنها قامت بتخفيض سعر صرف عملتها لكي تزيد من الطلب الخارجي على صادراتها وتقلل من الواردات إليها، وبذلك تخفض من تيار التدفق النقدي الخارجي وترفع من حجم التدفقات النقدية الداخلة إلى غير ذلك من الحلول التي اتبعتها الدول . وقد ترتب على ذلك أنّ وظيفة الدولة تغيرت، حيث أصبح لها دورا متزايدّا في النشاط الاقتصادي والاجتماعي، بالإضافة إلى الوظائف التقليدية للدولة التي كانت موجودة مثل الأمن والحماية والعدالة وإقامة المرافق العامة. إنّ المبدأ السائد في مجال المالية العامة للدولة هو التخلي عن الحياد المالي وإحلال محله المالية الوظيفية والذي يقرر بتحديد الإنفاق العام المطلوب أولا ولا مانع أن يتحدد إنفاق عام أكبر من الإيرادات العامة. إنّ هدف السياسة المالية والنظام المالي هو إحداث التوازن المالي وأيضا إحداث التوازن الاقتصادي والاجتماعي. مما سبق يتضح أنّ دور الدولة في النشاط الاقتصادي قد ازداد بصورة كبيرة جدا ومنه أصبحت مالية الدولة ذات وزن كبير.


1-2-3- الدولة الاشتراكية ودورها في النشاط الاقتصادي:


بعد الحرب العالمية الأولى سادت مبادئ الاقتصاد الاشتراكي حيث ارتبط دور الدولة بالإحلال محل قوى السوق، وعندها بدأ ينتشر مفهوم الدولة المنتجة أو الدولة الاشتراكية، الأمر الذي دعم انتشار أسلوب التخطيط المركزي على الصعيدين العملي والأكاديمي وكان من بين الدول التي تبنت هذا الاتجاه عدد من دول العالم الثالث، ولاشك أنّ البيئة الفكرية التي كانت في ذلك الوقت تختلف اختلافا جوهريا عنها في الوقت الحاضر، ذلك أنّ معظم دول العالم الثالث كانت وقتها حديثة العهد بالاستقلال وكانت تتطلع إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والارتقاء بأنظمتها ومؤسساتها، وبالطبع فإنّه في ظل وجود تلك الإيديولوجيات اقتنعت هذه البلدان كغيرها بأنه لا يمكن حدوث التنمية دون تدخل مباشر من جانب الدولة . وقد ترتب على ذلك مجموعة من النتائج من أهمها :

- - أنّ وظيفة الدولة تغيرت حيث أصبحت لها السيطرة الكاملة على النشاط الاقتصادي والاجتماعي في الكثير من المجتمعات واختفى في هذا النموذج النشاط الفردي إلى حد كبير؛

- إنّ المبدأ السائد في المالية العامة للدولة هو الربط الكامل بين التخطيط المالي للدولة والتخطيط الاقتصادي الشامل، وأصبح النشاط المالي للدولة جزءا لا يتجزأ من نشاطاتها الاقتصادية، ومن ثم أصبح علم المالية العامة جزءا من الاقتصاد السياسي للاشتراكية؛

- إنّ هدف السياسة المالية والنظام المالي هو محاولة تحقيق عدد من الأهداف وتحقيق التوافق بينهم وهي هدف إحداث التوازن المالي والاقتصادي والاجتماعي وأخيرا هدف التوازن العام. مما سبق يتضح أنّ الدولة أصبحت تمارس دورا في النشط الإقتصادي كاد أن يصل إلى نسبة 100% وهو ما أدى إلى الانتقال إلى المرحلة الموالية( الحالية) عند نهاية السبعينات شهد العالم تغيرات فكرية وسياسية واقتصادية واسعة ساعدت في تراجع تلك الإيديولوجيات التي تؤدي إلى توسيع دور الدولة وفي المقابل برز اهتمام واسع لتقليص وظائف الدولة إلى أدنى مستوى، وذلك إثر المشاكل التي تعرضت لها اقتصاديات الدول التي أخذت بمبدأ الاقتصاد الاشتراكي مثل التضخم والبطالة والمديونية الخارجية وغيرها من سياسات هذا النظام .

وقد اعتمد المعارضون لفكرة الاقتصاد الاشتراكي على الواقع الذي آلت إليه تلك الدول، وخير دليل الفشل الكبير الذي تعرضت له دول أوروبا الشرقية والاتحاد السوفياتي وغيرها من الدول التي توسعت في النشاط العام والقطاع العام وظهور فعالية التحول من القطاع العم إلى القطاع الخاص فيما سمي بالتخصصية أو الخصخصة التي انتشرت منذ عام 1979 تقريبا عندما طبقتها انجلترا ثم بدأ الأخذ بها في الكثير من دول العالم . إن كان موضع سيطرة الدولة على الموارد الاقتصادية هو أمرا هاما وضروريا لحسن استخدام الموارد وتنميتها وتوفير العدالة والاستقرار، فليس ذلك يعني أن تقوم الدولة بإدارة العلاقات الاقتصادية والتدخل المستمر بشكل مباشر، إنما المقصود بذلك هو قيامها بتنظيم إدارة الموارد الاقتصادية في اتجاه عام متناسق مع أهداف الدولة، وأن تكون للدولة القدرة على منع أي انحراف من شأنه أن يهدد مصالح المجتمع . غير أنّ هناك مجالات يفترض على الدولة أن تضطلع بها من أجل تحقيق الكفاءة الاقتصادية منها : - توفير السلع العامة التي لا يمكن أن ينتجها القطاع الخاص لضعف مرد وديتها المالية مثلا؛

- تصحيح حجم الإنتاج فيما يسمى بأشباه السلع العامة والتي قد تكون متوافرة في السوق ولكن بنسب غير مثلى، كنتيجة لوجود ما يسمى بالوفرات والآثار الجانبية المصاحبة للأمر الذي يوجب تدخل الدولة لتصحيح الكمية المعروضة بالسوق عن طريق:

- فرض الضرائب على حالات الوفرات المالية( كالتلوث البيئي مثلا)؛

- تقديم الدعم في حالة الوفرات الموجبة( كما هو الحال بالنسبة للتعليم)؛ للدولة دورا هاما وأساسيا في إدارة الاقتصاد الكلي على النحو الذي يكفل الاستقرار السعري والتوازن الخارجي والعمالة الكاملة والعدالة في التوزيع، ومنع الاحتكارات الخاصة بالإضافة إلى وظائف الدولة التقليدية في الأمن والدفاع والقضاء حتى في ظل نظام الاقتصاد الحر، ولهذا يتطلب من الدولة التدخل المدروس في الحياة الاقتصادية بحيث لا يمنع تدخلها هذا قوى السوق من أن تعمل بطريقة صحيحة وفي نفس الوقت يتسنى لها إدارة دفعة الاقتصاد بما يتلاءم مع أهدافها التنموية. ونخلص في الأخير أنّ مراجعة دور الدولة في النشاط الاقتصادي في الوقت الحاضر ستستقر على مفهوم جديد لدور الدولة ليس بالضرورة أحد الأدوار الثلاثة سالفة الذكر، لأنّ الظروف التاريخية والاقتصادية والاجتماعية تلعب دورا هاما في تشكيل مثل تلك المفاهيم، كما أنّ لكل دولة ظروفها وأوضاعها الخاصة بها، وبصفة عامة أنّ دور الدولة يتضح أكثر عند وضع وتنفيذ السياسة الاقتصادية للبلاد.


2- ماهية السياسة الاقتصادية


تستعمل كلمة سياسة في لغة العرب مصدرا لساسة يسوس، وتطلق بإطلاقات كثيرة ومعناها في جميع إطلاقاتها يدور حول تدبير الشيء و التصرف فيه بما يصلحه، كما يقصد بها تدبير أمر عام في جماعة ما تدبيرا يغلب عليه الإحسان، ويقصد بها منذ أن استعملها الإغريق تدبير أمور الدولة، كما استخدمت بمعنى علم إدارة الدول، ومنها أنها طريقة الحكم، كما عرفت أيضا بأنها مبادئ وقواعد إدارة المجتمع كالسياسة الإقتصادية، السياسة التجارية، السياسة المالية، السياسة النقدية.


2-1- تعريف السياسة الاقتصادية

يقصد بالسياسة الإقتصادية عامة كل ما يتعلق باتخاذ القرارات الخاصة بالاختيار بين الوسائل المختلفة التي يملكها المجتمع لتحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية معينة والبحث عن أفضل الطرق الموصلة إلى تحقيق هذه الأهداف . كما يعرفها البعض بأنّها مجموعة الإجراءات الحكومية التي تحدد معالم البيئة الاقتصادية التي تعمل في ظلها الوحدات الاقتصادية الأخرى ، والسياسة الاقتصادية عبارة عن مجموعة الأدوات والأهداف الاقتصادية والعلاقات المتبادلة بينهما ، والدولة هي المسؤولة عن إعداد وتنفيذ هذه السياسة. يتضح من التعاريف السابقة أنّ السياسة الاقتصادية تتمثل في قيام الدولة بخطوات وإجراءات ترمي إلى تحقيق أهداف اقتصادية واجتماعية محددة ولهذا يجب على السياسة الاقتصادية التي تنتهجها الدولة أن تكون قادرة على الوصول إلى أقصى كفاءة عند استخدام الموارد المتاحة لتحقيق أقصى الغايات أو بمعنى آخر استخدام أقل حجما من الموارد لتحقيق أكبر عدد من الأهداف . كلما كانت السياسة الاقتصادية تتصف بالكفاءة والفعالية أمكن تحقيق معدلات نمو عالية، غير أنّ هذا الهدف يعتمد على أمرين: أولا تحقيق التوازن المالي للدولة حيث يتم التنسيق بين الإيراد العام والإنفاق العام، أما الأمر الثاني يتمثل في زيادة حجم المدخرات المحلية لزيادة حجم الاستثمارات. كما تسعى السياسة الإقتصاية إلى التوسع في الإنتاج بهدف تحقيق فائض يستخدم للتصدير وهنا يجب على السياسة الاقتصادية السعي إلى تكييف الهياكل الاقتصادية مع متطلبات التوسع وذلك لتوجيه الاستثمارات نحو قطاعات معينة، قصد تحقيق الاكتفاء الذاتي ومنه نحو الصناعات التصديرية، وفي هذا المجال يفضل استعمال أدوات السياسة المالية لتحقيق هذا الهدف، إما عن طريق سياسة الإعفاءات والتمييز الضريبي بحيث يتم تشجيع مجالا عن مجال آخر مثل زيادة الإنفاق العام والإعانات والدعم الإنتاجي .

من أهداف السياسة الإقتصادية :


دعم مرحلة اقتصادية معينة من المراحل التي يمر بها الاقتصاد القومي، ومن الأساليب التي تستخدمها السياسة الاقتصادية لتحقيق هذا الهدف اعتمادها على أدوات السياسة المالية وذلك حسب طبيعة وظروف كل مرحلة، كذلك هناك هدف آخر للسياسة الاقتصادية وهو التقليل من البطالة ومنه الاستفادة من الطاقات المعطلة وأخيرا زيادة الإنتاج ورفع معدل النمو، كما أنّ السياسة الاقتصادية تسعى لتحقيق نوع من لاستقرار في مستوى الأسعار وهو مطلب ضروري، لأنّ ارتفاع الأسعار له آثار سيئة على توزيع الدخول والتجارة الخارجية والعمالة . يتضح مما سبق أنّه تسعى الدول ومن خلال سياستها الاقتصادية إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الاقتصادية، تتمثل في إشباع حاجات أفراد المجتمع من مختلف السلع والخدمات، وخاصة تلك السلع التي يطلق عليها اسم السلع العامة وتحقيق النمو الاقتصادي وزيادة فرص التوظيف في المجتمع حتى يمكن معالجة مشكلة البطالة هذا بالإضافة إلى تحقيق استقرار نسبي في المستوى العام للأسعار بهدف المحافظة على مستوى معيشة المجتمع، وإلى جانب ما سبق تسعى الحكومات إلى تحسين وضع ميزان مدفوعاتها والعمل على تقليل حجم الواردات.

محب بلاده
2010-12-18, 08:43
3- أسلوب إعداد السياسة الاقتصادية


لكي يستطيع راسم السياسة الاقتصادية إنجاز عمله في إعداد السياسة بكفاءة لابد من إتباع أسلوب معين يسترشد به لتحقيق غايته، وهذا الأسلوب يتكون من عدة خطوات وهي :

قبل تحديد هدف أي سياسة لابد من التعرف على المشكلة المراد رسم السياسة لحلها، حتى تحدد المشكلة بدقة لابد من التعرف على الظروف المحيطة بها، فلمواجهة مشكلة التضخم يجب تحديد نوع التضخم ثم دراسته وتحليله لغرض معرفة الأسباب وعندئذ تكون قد حددت المشكلة وبعد ذلك يمكن تحديد الهدف من وراء محاربة هذا التضخم؛

- تحديد البدائل: بهدف تحقيق الهدف المنشود، من الأفضل تحديد أكثر من سياسة وعند الاستخدام تستخدم واحدة أو أكثر في حالة التضخم، المثال السابق، فإنّ راسم االسياسة لديه عدة أساليب لمحاربة ظاهرة التضخم فقد يستخدم أدوات السياسة المالية مثل:

- فرض ضريبة معينة لامتصاص قسم من النقد الفائض،

- خفض الإنفاق الحكومي،

كما قد يعتمد على أدوات السياسة النقدية كأن يخفض العروض النقدي. - تحليل البدائل:
عندئذ يجب تحليل جميع السياسات المقترحة تحليلا دقيقا مع تحديد ما سوف يترتب على كل واحدة من آثار، بمعنى في ظاهرة التضخم دائما ما هي الآثار المترتبة على خفض الإنفاق العام، وما هي الآثار المترتبة على تخفيض المعروض النقدي، وهنا يكون راسم السياسة أمامه عدة حلول وما عليه إلاّ أن يختار الحل المناسب, كما يمكن له أن يدرس الخلفية التاريخية للحل المختار أي معرفة الآثار الإيجابية والسلبية الناتجة من خلال تطبيق هذا الحل في الماضي وهنا يمكن أن يأخذ بهذه لسياسة المختارة أو يبحث عن سياسة أفضل وفي حالة التأكد من ملائمة السياسة المختارة للظروف الاقتصادية الحالية وعندئذ يكون في الخطوة الأخيرة والمتمثلة في اتخاذ قرار يتبنى السياسة المختارة الملائمة.


4- أدوات السياسة الاقتصادية

يمكن تقسيم الأدوات المتاحة للتحكم في النظام الاقتصادي إلى المجموعات التالية :

- أدوات السياسة النقدية:
- أدوات السياسة المالية؛
- نشاط الأعمال العام،
- التدخل المباشر من خلال الامتيازات والقيود والأوامر والتراخيص.

للإشارة فإنّ المعنى الواسع للسياسة الاقتصادية يمكن أن يجمع كل القواعد التي تحكم السلطات العامة و هي بصدد التدخل في الحياة الاقتصادية، في حين أن المعنى الضيق للسياسة الاقتصادية يجعلها تنحصر في جانب واحد من الجوانب الثلاثة للتدخل، بحيث تحتل الجانبين الآخرين الساسة المالية و السياسة النقدية، فهي بذلك تقوم بالرقابة المباشرة للمتغيرات الأساسية للاقتصاد القومي مثل الإنتاج والاستثمار و الاستهلاك و الادخار و الصادرات و الواردات و الصرف الأجنبي و الاجور . مما سبق يتضح أن السياسة الاقتصادية بالمعنى و الواسع يمكن أن تضم السياسة المالية و السياسة النقدية بالإضافة إلى السياسة التجارية التي هي جزء منها وتختص ب .أمور الصادرات و الواردات و الإعانات و الصرف الاجنبي .


4-1- السياسة المالية والسياسة النقدية:

من حيث تأثير كل من السياسة النقدية و المالية على الاقتصاد نجد أكثر من وجهة نظر حول هذا الموضوع، فالنقديون يرون أن السياسة النقدية هي أكثر فعالية في توجيه الاقتصاد عن السياسة المالية سواء في المدى القصير أو الطويل ولهذا تراهم يهمشون السياسة المالية وحسب اعتقادهم أنّ نمو المعروض النقدي بنسب محسوبة شرط ضروري وكافي من أجل نمو الدخل في حين أنّ الكنزيون يعظمون دور السياسة المالية في التأثير على النشاط الاقتصادي وأنها لا تقل على السياسة النقدية في ذلك، ومهما يكن من اختلاف في وجهة نظر الاقتصاديين فإنّ التنسيق بين السياسة المالية والنقدية يعتبر أمرا ضروريا وذلك لأنّ لكل منهما تأثيرات مشتركة على النشاط الاقتصادي وتهدفان إلى تحقيق الاستقرار الاقتصادي للناتج والأسعار والعمالة وميزان المدفوعات، ولكن يجب التنويه على أنّ المقصود بالتنسيق هنا ليس بالضرورة أن يكون كل من السياسة المالية والنقدية متلازمتين توسعا وانكماشا، فقد تتضمن السياسة العامة سياسة مالية توسعية مثلا وسياسة نقدية انكماشية أو العكس*.


4-2- السياسة التجارية


تتمثل السياسة التجارية في مجموعة الإجراءات التي تطبقها السلطات ذات السيادة في مجال تجارتها الخارجية قصد تحقيق أهداف معينة محددة سابقا. مما سبق يتضح أنّ السياسة التجارية كأيّ سياسة عموما لها بعدان: الأول يتمثل في الأهداف التي تعمل الساسة على تحقيقها، في حين الثاني يتجسد في الأدوات التي تستخدمها هذه السياسة لتحقيق تلك الأهداف. هناك أهداف كثيرة للسياسة التجارية أهمها تحقيق موارد مالية لخزينة الدولة، تحقيق توازن ميزان المدفوعات، بالإضافة إلى إعادة توزيع الدخل القومي وحماية الإنتاج المحلي من المنافسة الأجنبية وأخيرا الحدّ من التقلبات الخارجية على الاقتصاد الوطني. وحتى تستطيع السياسة التجارية تحقيق هذه الأهداف تعتمد على حزمة من الأدوات والتي تتمثل في كل الوسائل المباشرة وغير المباشرة مثل : الرقابة على الصرف، اتفاقيات التجارة والدفع، الإعانات، نظام الحصص، ترخيص الاستيراد، الرسوم الجمركية. المبحث الثاني: مفهوم السياسة المالية وتطورها

1- تعريف السياسة المالية:
اشتق مصطلح السياسة المالية أساساً من الكلمة الفرنسية "Fisc" و تعني حافظة النقود أو الخزانة . و كانت السياسة المالية يُراد في معناها الأصلي كلاً من المالية العامة و ميزانية الدولة، و تعزز استخدام هذا المصطلح على نطاق واسع أكاديمي بنشر كتاب "السياسة المالية و دورات الأعمال" للبروفيسور Alain. H. HANSEN ، و يعكس مفهوم السياسة المالية تطلعات و أهداف المجتمع الذي تعمل فيه ، فقد استهدف المجتمع قديماً إشباع الحاجات العامة و تمويلها من موارد الموازنة العامة و من ثمَّ ركز الاقتصاديون جُل اهتمامهم على مبادئ الموازنة العامة و ضمان توازنها ، و لكن نظراً لأنَّ اختيار الحاجات العامة المطلوب إشباعها يتطلب من المسؤولين اتخاذ قرارات ، و أن هذه الأخيرة قد تحدث آثاراً متعارضة أحياناً فتثير مشكلة كيفية التوفيق بين هذه الأهداف المتعارضة و تحقيق فعاليتها على نحو مرغوب ، و في ضوء تلك التوفيقات و التوازنات يتكون أساس و مفهوم السياسة المالية. يزخر الفكر المالي بتعريفات مختلفة لمفهوم السياسة المالية نسوق بعضها على سبيل المثال و ليس على سبيل الحصر.
- فنعرف السياسة المالية بأنَّها مجموعة السياسات المتعلقة بالإيرادات العامة و النفقات العامة بقصد تحقيق أهداف محددة .
- بينما يعرفها البعض بأنَّها سياسة استخدام أدوات المالية العامة من برامج الإنفاق و الإيرادات العامة لتحريك متغيرات الاقتصاد الكلي مثل الناتج القومي، العمالة، الادخار، الاستثمار، و ذلك من أجل تحقيق الآثار المرغوبة و تجنب الآثار غير المرغوبة فيها على كل من الدخل و الناتج القوميين و مستوى العمالة و غيرها من المتغيرات الاقتصادية .
- كما تعرف بأنَّها مجموعة الأهداف و التوجهات و الإجراءات و النشاطات التي تتبناها الدولة للتأثير في الاقتصاد القومي و المجتمع بهدف المحافظة على استقراره العام و تنميته و معالجة مشاكله و مواجهة كافة الظروف المتغيرة.
- هي ذلك الجزء من سياسة الحكومة الذي يتعلق بتحقيق إيرادات الدولة عن طريق الضرائب و غيرها من الوسائل و ذلك بتقرير مستوى و نمط إنفاق هذه الإيرادات .

و هناك تعريف آخر لا يخرج عن مضمون التعريفات السابقة، يوضح أن السياسة المالية هي تلك السياسات و الإجراءات المدروسة و المتعمدة المتصلة بمستوى و نمط الإنفاق الذي تقوم به الحكومة من ناحية و بمستوى و هيكل الإيرادات التي تحصل عليها من ناحية أخرى . و من خلال التعريفات السابقة، نستطيع القول أنها جميعا تتفق في أن السياسة المالية هي أداة الدولة للتأثير في النشاط الاقتصادي بغية تحقيق الأهداف الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية التي تسعى إلى تحقيقها، بمعنى أن السياسة المالية أسلوب أو برنامج عمل مالي تتبعها الدولة عن طريق استخدام الإيرادات و النفقات العامة، علاوة على القروض العامة لتحقيق أهداف معينة في طليعتها النهوض بالاقتصاد الوطني و دفع عجلة التنمية و إشاعة الاستقرار الاقتصادي و تحقيق العدالة الاجتماعية و إتاحة الفرص المتكافئة لجمهور المواطنين بالتقريب بين طبقات المجتمع و الإقلال من التفاوت بين الأفراد في توزع الدخول و الثروات. و مما سبق يمكن القول أن السياسة المالية هي السياسة التي بفضلها تستعمل الحكومة برامج نفقاتها و إيراداتها العامة و التي تنتظم في الموازنة العامة لإحداث آثار مرغوبة و تجنب الآثار غير المرغوبة على الدخل و الإنتاج و التوظيف أي تنمية و استقرار الاقتصاد الوطني و معالجة مشاكله و مواجهة كافة الظروف المتغيرة.


من : دراوسي مسعود : السياسة المالية ودورها في تحقيق التوازن الإقتصادي حالة الجزائر (1990-2004) في إطار أطروحة دكتوراء في العلوم الإقتصادية ، جامعة الجزائر 2005-2006 ص-ص 36-49

محب بلاده
2010-12-18, 08:44
او هذا





الدولة والنشاط الاقتصادي

- ماهية الدولة.
- علاقة الدولة بالنشاط الاقتصادي .
- مستقبل الدولة في ظل المتغيرات الجديدة .
وفيما يخص العنصر الأول ـ ماهية الدولة ـ قدم الدكتور المحاضر مفاهيم مختلفة لمصطلح الدولة * حيث أكد المحاضر على أن هذه المفاهيم تتغير حسب كل مرحلة تاريخية * وأنه لا يوجد مفهوم أو تعريف محدد لها .
فالمفهوم العام للدولة أنها تنظيم سياسي واقتصادي واجتماعي يندرج تحته الأفراد والتنظيمات .
ويراها بعض المفكرين السياسيين ( كماكس فيبر ) بأنها مؤسسة سياسية تحتكر شرعية استخدام القوة وتعمل بصفة مستمرة على فرض النظام والقانون * أما (جورج بوردو ) فالدولة كيان مصطنع تسمح ببقاء الأفراد تحت سيطرتها والخضوع لها * دون الشعور بأنهم يخضعون لآخرين .
؛ واستنادا على ذلك * فمفهوم الدولة يرتبط بوجود رقعة من الأرض وشعب* وسلطة سياسية أو حكومية * إلا أن هذه العناصر جميعها ليست هي فقط مقومات الدولة * بل يجب توفر الوعي المعرفي والأخلاقي والسياسي السائد في المجتمع .
كما يرى (جورج بوردو ) إن الناس اخترعوا الدولة حتى لا يطيعوا الناس .
إذن فالدولة هي اختراعا أو كيانا سياسيا مصطنعا * أو هي كيان مصطنع كما ورد في الكتاب الأخضر * وقد ينسجم الكيان المصطنع مع التكوين الاجتماعي وفي بعض الأحيان لا ينسجم معه وذلك عندما يكون من قوميات متعددة ومتفككة .
وفيما يتعلق بالعنصر الثاني ـ علاقة الدولة بالنشاط الاقتصادي ـ طرح الدكتور المحاضر تساؤلا حول وظيفة الدولة وعلاقاتها بالنشاط الاقتصادي * حيث أشار إلى أن البعض يرى أن من وظيفة الدولة توفير الخدمات الأساسية للمجتمع من أمن داخلي وخارجي وتعليم وصحة * كما تقوم بتوفير النظام القضائي لحماية حقوق المواطنين * إلى جانب تحقيق بعض الأهداف الاقتصادية والاجتماعية .
وتحتاج هذه الخدمات إلى تمويل * والدولة تمول إنفاقها من مصادر عدة مثل الضرائب والعوائد التي تعود عليها من أملاكها * وأحيانا بالإقراض الداخلي أو الخارجي .
وينقسم الإنفاق على إنفاق خاص يقوم به الأفراد والمؤسسات الخاصة * والإنفاق العام وهو إنفاق الدولة من أجل إشباع الحاجات .
كما أن من مسئولية الدولة الإشراف على النظام النقدي وإصدار العملات * فضلا عن قيامها ببعض السياسات لتحقيق الاستقرار الاقتصادي كاستخدام السياسات المالية والنقدية لمعالجة التضخم والكساد .
يلاحظ مما سبق أن الدولة تتدخل في النشاط الاقتصادي وهي بذلك تؤثر فيه * وان لهذا التدخل أثار سلبية أو إيجابية .
ولكن هل تتدخل الدولة بشكل مباشر أو غير مباشر ؟ ولقد أجاب الدكتور المحاضر على التساؤل السابق من خلال تتبع التطور التاريخي لدور الدولة منذ القدم وحتى الوقت الحالي .
( فكو نفوشيوس ) يؤكد على ضرورة قيام الدولة بتوفير سبل الحياة الكريمة لأفراد المجتمع من خلال العناية بالإنتاج وتوزيع الثروة لتحقيق العدالة الاجتماعية * ويعد ذلك تدخلا مباشراً للدولة ( أفلاطون ) في مدينته الفاضلة أكد على ضرورة التدخل المباشر للدولة لتمنع الفقر المدقع والثراء الفاحش لأن كل منهما يؤثر على الإنتاج والمنتج .
أما (أر سطو) يرى ضرورة خضوع النظام الاقتصادي للملكية الخاصة * وأن يترك للفرد حرية امتلاك الأموال بما يؤدي إلى زيادة الإنتاج * مع مراعاة بعض الاعتبارات الإنسانية * وهذه فلسفة رأسمالية .
والفكر الروماني أكد على الملكية الفردية المطلقة وحق التعاقد * وعدم تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي إلا في حالة الضرورة القصوى .
كما يرى ( ابن خلدون ) أن دور الدولة يمثل في الجباية وإصدار النقود * ومن الأفضل عدم تدخل الدولة بشكل مباشر في المشاريع حتى لا يؤدي ذلك إلى انهيار العمران .
بينما يرى (المقريزي ) أن الدولة تتدخل في حالة الأزمات الاقتصادية وهو ذات التحليل الكنزي وفي النظام الإقطاعي* احتكرت الكنيسة الدين والفكر وفرضت هيمنتها على الاقتصاد وربطت ذلك بمصالحها * فالكنيسة هي الدولة .
وبانهيار النظام الإقطاعي وانفصال الدين عن الدولة بدأت الدولة بداية رأسمالية تجارية وحددت قوة الدولة في حصولها على الثروة من الذهب والفضة بتشجيع الصادرات وتقليل الواردات وبالنهب من المستعمرات لتحقيق التكوين الرأسمالي * على أن تتدخل الدولة في النشاط الاقتصادي بشكل مباشر لتحقيق تلك الأمور .
إلا أنه نتيجة للأوضاع الاقتصادية السيئة خاصة في فرنسا والتي نجمت من تنفيذ النشاط الاقتصادي * ظهرت المدرسة الطبيعية * التي أكدت على عدم تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي وأن يقتصر دورها على إصدار التشريعات * والكشف عن القوانين العلمية للاستفادة منها إضافة إلى تحقيق الأمن والعدالة والتعليم * ومن هنا تأكدت الفلسفة الرأسمالية .
تم جاء ( آدم سميت ) لتأكيد دور الطبيعيين * ووفقا لهذا المفهوم على الدولة أن ترفع يدها عن النشاط الاقتصادي لأن تدخلها يضر بالإنتاج ويعرقله .
إلا أن تطبيق هذه الفلسفة وسع الفوق بين الفقراء والأغنياء * وأدى إلى عدم تحقيق العدالة * مما مهد لظهور أفكار مناهضة لها * واصبح الجدل قائماً بين الرأسماليين الذين ينادون بعدم تدخل الدولة بشكل مباشر وبين الاشتراكيين الذين ينادون بالعكس* ولعل انهيار الكثلة الاشتراكية جعلت من حجة الرأسماليين هي الأقوى .
بعد الأزمة الاقتصادية الكبرى في عام 1929 طالب ( كينز ) بضرورة تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي لخلق الطلب الفعال من خلال وضع سياسات لمنع البطالة * وإقامة مشاريع وهمية لزيادة الإنفاق وذلك لحماية النظام الرأسمالي من الانهيار .
بعد الحرب العالمية الثانية واستقلال الكثير من الدول ظهر مصطلح التنمية الاقتصادية الذي يتطلب ضرورة تدخل الدولة في الاستثمارات لدفع عجلة التنمية خاصة بعد فشل نظام السوق في تحقيقها أما الكتلة الاشتراكية فتبنت أسلوب التخطيط المركزي من خلال تحديد الأهداف ووسائل تحقيقها والخطط الاقتصادية بحيث أصبح الاقتصاد بيد الدولة ودور الفرد فيها محددا للغاية وهامشيا .
مما سبق يلاحظ أن دور الدولة لم يكن واحدا في كل العصور والأماكن * فدورها اختلف باختلاف الأيدلوجيات الرأسمالية والاشتراكية * وباختلاف الظروف الاقتصادية من حروب واستعمار * ومع ذلك يلاحظ زيادة الإعباء الملقاة على عاتقها فكلما ازدادت مهمتهما ازداد تدخلها في النشاط الاقتصادي .
وبانتهاء الحرب الباردة وانهيار الكتلة الشرقية * انحازت الدول المنهارة إلى الاتجاه نحو نظام السوق والعودة إلى الأفكار الرأسمالية من جديد * والمناداة بحرية التجارة * وعدم تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي بشكل مباشر .
وبظهور العولمة الرأسمالية وسيطرة الشركات المتعددة الجنسيات على اقتصاديات العالم والقيام باستثماراتها في أي مكان تجد فيه مصلحتها وتحقق أرباحها وتتضح سيطرة هذه الشركات على العالم في عظمة ميزانياتها التي تفوق ميزانيات الدول الكبرى وفي عدم قدرة الدول الأخير ة على مواجهتها .
مما أدى ذلك إلى تهميش الدولة واصبح بقاؤها مشكوكا فيه .
وبناء على ما سبق وفي ظل العولمة سيكون أمام العالم طريقان :
الطريق الأول : يسير فيه العالم متجاوبا مع العولمة الرأسمالية * حتى يصل إلى نهاية مؤسفة تضيع فيها القيم وتحزب فيها العالم وينهار كما تنبأ له ابن خلدون وذلك لسيطرة الربح على الاقتصاد .
الطريق الثاني : وهو ما يمكن للعالم أن يختاره بوعي ودون أن يتم فرضه عليه ويكون العالم وحدة واحدة متكاملة يسمح فيها للشعوب بتقرير المصير كما يكون هناك أمم متحدة لا دول متحدة .
هل سيتم اختيار هذا الطريق ؟ ومتى يتم التفكير فيه ؟

محب بلاده
2010-12-18, 08:45
اضغط هنا على العنوان


محاضرة بعنوان" الدولة والنشاط الاقتصادي (http://www.google.com/url?sa=t&source=web&cd=12&ved=0CAkQFjABOAo&url=http%3A%2F%2Fwww.greenbookstudies.net%2Far%2Fl ectures%2Flecture21-09-2002.doc&rct=j&q=%D8%A8%D8%AD%D8%AB%20%D8%AD%D9%88%D9%84%20%D8%AF %D9%88%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A 9%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B4%D8%A7% D8%B7%20%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7 %D8%AF%D9%8A&ei=FWYMTfDmB4Ov8QOz6-3IDQ&usg=AFQjCNFP43OC50QCDmVKQZX4-w85PVFJcQ&sig2=W32vUxbrS9cnqv7P3yp1fg&cad=rja)

محب بلاده
2010-12-18, 08:50
عرض بوربوينت اضغط على العنوان للتحميل



عرض تقديمي من PowerPoint (http://archive.mep.gov.sa/nadwah2020/ALL%20PRESENTATION/Day2/2E-Improving%20Public%20Sector%20Performance/7-AbdullahAl-Swayed.pps)

نوع الملف: Microsoft Powerpoint -
تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي يسلم به أغلب المفكرين الاقتصاديين ولا يوجد خلاف جوهري حول الدور الذي تقوم به الدولة في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية

mereime
2010-12-18, 11:28
ارجوكم انا تقدمت بالطلب من قبل لكن لا احد رد هانا اككرره من جديد اريد بحث بالانجليزية يتحدث عن البيئة عل شكل تعريف ثم المشاكل التي تواجهها الاسباب و الحلول اتمى الا تخيبو املي و شكرا مسبقا

محب بلاده
2010-12-18, 12:30
ارجوكم انا تقدمت بالطلب من قبل لكن لا احد رد هانا اككرره من جديد اريد بحث بالانجليزية يتحدث عن البيئة عل شكل تعريف ثم المشاكل التي تواجهها الاسباب و الحلول اتمى الا تخيبو املي و شكرا مسبقا



Air Pollution (http://www.lover3moon.com/vb) Causes (http://www.lover3moon.com/vb) and Effects


http://healthandenergy.com/images/smoke_stacks.jpg (http://www.lover3moon.com/vb/showthread.php?t=22349)

History

Humans probably first experienced harm from air pollution when they built fires in poorly ventilated caves. Since then we have gone on to pollute more of the earth's surface. Until recently, environmental pollution problems have been local and minor because of the Earth's own ability to absorb and purify minor quantities of pollutants. The industrialization of society, the introduction of motorized vehicles, and the explosion of the population, are factors contributing toward the growing air pollution problem. At this time it is urgent that we find methods to clean up the air.

The primary air pollutants found in most urban areas are carbon monoxide, nitrogen oxides, sulfur oxides, hydrocarbons, and particulate matter (both solid and liquid). These pollutants are dispersed throughout the world's atmosphere in concentrations high enough to gradually cause serious health problems. Serious health problems can occur quickly when air pollutants are concentrated, such as when massive injections of sulfur dioxide and suspended particulate matter are emitted by a large volcanic eruption.

Air Pollution in the Home
You cannot escape air pollution, not even in your own home. "In 1985 the Environmental Protection Agency (EPA) reported that toxic chemicals found in the air of almost every American home are three times more likely to cause some type of cancer than outdoor air pollutants". (Miller 488) The health problems in these buildings are called "sick building syndrome". "An estimated one-fifth to one-third of all U.S. buildings are now considered "sick". (Miller 489) The EPA has found that the air in some office buildings is 100 times more polluted than the air outside. Poor ventilation causes about half of the indoor air pollution problems. The rest come from specific sources such as copying machines, electrical and telephone cables, mold and microbe-harboring air conditioning systems and ducts, cleaning fluids, cigarette smoke, carpet, latex caulk and paint, vinyl molding, linoleum tile, and building materials and furniture that emit air pollutants such as formaldehyde. A major indoor air pollutant is radon-222, a colorless, odorless, tasteless, naturally occurring radioactive gas produced by the radioactive decay of uranium-238. "According to studies by the EPA and the National Research Council, exposure to radon is second only to smoking as a cause of lung cancer". (Miller 489) Radon enters through pores and cracks in concrete when indoor air pressure is less than the pressure of gasses in the soil. Indoor air will be healthier than outdoor air if you use an energy recovery ventilator to provide a consistent supply of fresh filtered air and then seal air leaks in the ****l of your home .

Sources of Pollutants


http://healthandenergy.com/images/magnitka%20smoke%20stacks_small.jpg (http://www.lover3moon.com/vb/showthread.php?t=22349)

http://healthandenergy.com/images/diesel_truck_small.jpg (http://www.lover3moon.com/vb/showthread.php?t=22349)

To enlarge an image, click on it.
The two main sources of pollutants in urban areas are transportation (predominantly automobiles) and fuel combustion in stationary sources, including residential, commercial, and industrial heating and cooling and coal-burning power plants. Motor vehicles produce high levels of carbon monoxides (CO) and a major source of hydrocarbons (HC) and nitrogen oxides (NOx). Whereas, fuel combustion in stationary sources is the dominant source of sulfur dioxide (SO2).

Carbon Dioxide
Carbon dioxide (CO2) is one of the major pollutants in the atmosphere. Major sources of CO2 are fossil fuels burning and deforestation. "The concentrations of CO2 in the air around 1860 before the Effects (http://www.lover3moon.com/vb) of industrialization were felt, is assumed to have been about 290 parts per million (ppm). In the hundred years and more since then, the concentration has increased by about 30 to 35 ppm that is by 10 percent". (Breuer 67) Industrial countries account for 65% of CO2 emissions with the United States and Soviet Union responsible for 50%. Less developed countries (LDCs), with 80% of the world's people, are responsible for 35% of CO2 emissions but may contribute 50% by 2020. "Carbon dioxide emissions are increasing by 4% a year". (Miller 450)
In 1975, 18 thousand million tons of carbon dioxide (*****alent to 5 thousand million tons of carbon) were released into the atmosphere, but the atmosphere showed an increase of only 8 billion tons (*****alent to 2.2 billion tons of carbon". (Breuer 70) The ocean waters contain about sixty times more CO2 than the atmosphere. If the equilibrium is disturbed by externally increasing the concentration of CO2 in the air, then the oceans would absorb more and more CO2. If the oceans can no longer keep pace, then more CO2 will remain into the atmosphere. As water warms, its ability to absorb CO2 is reduced.

CO2 is a good transmitter of sunlight, but partially restricts infrared radiation going back from the earth into space. This produces the so-called greenhouse effect that prevents a drastic cooling of the Earth during the night. Increasing the amount of CO2 in the atmosphere reinforces this effect and is expected to result in a warming of the Earth's surface. Currently carbon dioxide is responsible for 57% of the global warming trend. Nitrogen oxides contribute most of the atmospheric contaminants.


N0X - nitric oxide (N0) and nitrogen dioxide (N02)



Natural component of the Earth's atmosphere.


Important in the formation of both acid precipitation and photochemical smog (ozone), and causes nitrogen loading.

Comes from the burning of biomass and fossil fuels.

30 to 50 million tons per year from human activities, and natural 10 to 20 million tons per year.

Average residence time in the atmosphere is days.

Has a role in reducing stratospheric ozone.



N20 - nitrous oxide




Natural component of the Earth's atmosphere.

Important in the greenhouse effect and causes nitrogen loading.

Human inputs 6 million tons per year, and 19 million tons per year by nature.

Residence time in the atmosphere about 170 years.

1700 (285 parts per billion), 1990 (310 parts per billion), 2030 (340 parts per billion).

Comes from nitrogen based fertilizers, deforestation, and biomass burning.



Sulfur and chlorofluorocarbons (CFCs)

Sulfur dioxide is produced by combustion of sulfur-containing fuels, such as coal and fuel oils. Also, in the process of producing sulfuric acid and in ****llurgical process involving ores that contain sulfur. Sulfur oxides can injure man, plants and materials. At sufficiently high concentrations, sulfur dioxide irritates the upper respiratory tract of human beings because potential effect of sulfur dioxide is to make breathing more difficult by causing the finer air tubes of the lung to constrict. "Power plants and factories emit 90% to 95% of the sulfur dioxide and 57% of the nitrogen oxides in the United States. Almost 60% of the SO2 emissions are released by tall smoke stakes, enabling the emissions to travel long distances". (Miller 494) As emissions of sulfur dioxide and nitric oxide from stationary sources are transported long distances by winds, they form secondary pollutants such as nitrogen dioxide, nitric acid vapor, and droplets containing solutions of sulfuric acid, sulfate, and nitrate salts. These chemicals descend to the earth's surface in wet form as rain or snow and in dry form as a gases fog, dew, or solid particles. This is known as acid deposition or acid rain.



Chlorofluorocarbons (CFCs)
CFCs are lowering the average concentration of ozone in the stratosphere. "Since 1978 the use of CFCs in aerosol cans has been banned in the United States, Canada, and most Scandinavian countries. Aerosols are still the largest use, accounting for 25% of global CFC use". (Miller 448) Spray cans, discarded or leaking refrigeration and air conditioning equipment, and the burning plastic foam products release the CFCs into the atmosphere. Depending on the type, CFCs stay in the atmosphere from 22 to 111 years.

Chlorofluorocarbons move up to the stratosphere gradually over several decades. Under high energy ultra violet (UV) radiation, they break down and release chlorine atoms, which speed up the breakdown of ozone (O3) into oxygen gas (O2).

Chlorofluorocarbons, also known as Freons, are greenhouse gases that contribute to global warming. Photochemical air pollution is commonly referred to as "smog". Smog, a contraction of the words smoke and fog, has been caused throughout recorded history by water condensing on smoke particles, usually from burning coal. With the introduction of petroleum to replace coal economies in countries, photochemical smog has become predominant in many cities, which are located in sunny, warm, and dry climates with many motor vehicles. The worst episodes of photochemical smog tend to occur in summer.

Smog

http://healthandenergy.com/images/smog_in_the_city_small.jpg (http://www.lover3moon.com/vb/showthread.php?t=22349)

To enlarge the image, click on it.
Photochemical smog is also appearing in regions of the tropics and subtropics where savanna grasses are periodically burned. Smog's unpleasant properties result from the irradiation by sunlight of hydrocarbons caused primarily by unburned gasoline emitted by automobiles and other combustion sources. The products of photochemical reactions includes organic particles, ozone, aldehydes, ketones, peroxyacetyl nitrate, organic acids, and other oxidants. Ozone is a gas created by nitrogen dioxide or nitric oxide when exposed to sunlight. Ozone causes eye irritation, impaired lung function, and damage to trees and crops. Another form of smog is called industrial smog.

This smog is created by burning coal and heavy oil that contain sulfur impurities in power plants, industrial plants, etc... The smog consists mostly of a mixture of sulfur dioxide and fog. Suspended droplets of sulfuric acid are formed from some of the sulfur dioxide, and a variety of suspended solid particles. This smog is common during the winter in cities such as London, Chicago, Pittsburgh. When these cities burned large amounts of coal and heavy oil without control of the output, large-scale problems were witnessed. In 1952 London, England, 4,000 people died as a result of this form of fog. Today coal and heavy oil are burned only in large boilers and with reasonably good control or tall smokestacks so that industrial smog is less of a problem. However, some countries such as China, Poland, Czechoslovakia, and some other eastern European countries, still burn large quantities of coal without using adequate controls.


Pollution Damage to Plants
With the destruction and burning of the rain forests more and more CO2 is being released into the atmosphere. Trees play an important role in producing oxygen from carbon dioxide. "A 115 year old Beech tree exposes about 200,000 leaves with a total surface to 1200 square meters. During the course of one sunny day such a tree inhales 9,400 liters of carbon dioxide to produce 12 kilograms of carbohydrate, thus liberating 9,400 liters of oxygen. Through this mechanism about 45,000 liters of air are regenerated which is sufficient for the respiration of 2 to 3 people". (Breuer 1) This process is called photosynthesis which all plants go though but some yield more and some less oxygen. As long as no more wood is burnt than is reproduced by the forests, no change in atmospheric CO2 concentration will result.

Pollutants such as sulfur dioxide, nitrogen oxides, ozone and peroxyacl nitrates (PANs), cause direct damage to leaves of crop plants and trees when they enter leaf pores (stomates). Chronic exposure of leaves and needles to air pollutants can also break down the waxy coating that helps prevent excessive water loss and damage from diseases, pests, drought and frost. "In the midwestern United States crop losses of wheat, corn, soybeans, and peanuts from damage by ozone and acid deposition amount to about $5 billion a year". (Miller 498)

Reducing Pollution
You can help to reduce global air pollution and climate change by driving a car that gets at least 35 miles a gallon, walking, bicycling, and using mass transit when possible. Replace incandescent light bulbs with compact fluorescent bulbs, make your home more energy efficient, and buy only energy efficient appliances. Recycle newspapers, aluminum, and other materials. Plant trees and avoid purchasing products such as Styrofoam that contain CFCs. Support much stricter clean air laws and enforcement of international treaties to reduce ozone depletion and slow global warming.
Earth is everybody's home and nobody likes living in a dirty home. Together, we can make the earth a cleaner, healthier and more pleasant place to live.


Works Cited:



Breuer, Georg, Air in Danger: Ecological Perspectives of the Atmosphere. New York: Cambridge University Press, 1980.




Stewart, T. Charles, Air Pollution, Human Health and Public Policy. New York: Lexington Books, 1979


Miller, G. Tyler, Living in the Environment: an introduction to environmental science. Belmont: Wadsworth, 1990

محب بلاده
2010-12-18, 12:32
ارجوكم انا تقدمت بالطلب من قبل لكن لا احد رد هانا اككرره من جديد اريد بحث بالانجليزية يتحدث عن البيئة عل شكل تعريف ثم المشاكل التي تواجهها الاسباب و الحلول اتمى الا تخيبو املي و شكرا مسبقا


او هذا بحث آخر



Pollution is the introduction of contaminants into an environment that causes instability, disorder, harm or discomfort to the physical systems or living organisms they are in.[1] Pollution can take the form of chemical substances, or energy, such as noise, heat, or light energy. Pollutants, the elements of pollution, can be foreign substances or energies, or naturally occurring; when naturally occurring, they are considered contaminants when they exceed natural levels. Pollution is often classed as point source or nonpoint source pollution.
Prehistory
But gradually increasing populations and the proliferation of basic industrial processes saw the emergence of a civilization that began to have a much greater collective impact on its surroundings. It was to be expected that the beginnings of environmental awareness would occur in the more developed cultures, particularly in the densest urban centers. The first medium warranting official policy measures in the emerging western world would be the most basic: the air we breathe.

The earliest known writings concerned with pollution were Arabic medical treatises written between the 9th and 13th centuries, by physicians such as al-Kindi (Alkindus), Qusta ibn Luqa (Costa ben Luca), Muhammad ibn Zakarīya Rāzi (Rhazes), Ibn Al-Jazzar, al-Tamimi, al-Masihi, Ibn Sina (Avicenna), Ali ibn Ridwan, Ibn Jumay, Isaac Israeli ben Solomon, Abd-el-latif, Ibn al-Quff, and Ibn al-Nafis. Their works covered a number of subjects related to pollution such as air contamination, water contamination, soil contamination, solid waste mishandling, and environmental assessments of certain localities.[3]

King Edward I of England banned the burning of sea-coal by proclamation in London in 1272, after its smoke had become a problem.[4][5] But the fuel was so common in England that this earliest of names for it was acquired because it could be carted away from some shores by the wheelbarrow. Air pollution would continue to be a problem there, especially later during the industrial revolution, and extending into the recent past with the Great Smog of 1952. This same city also recorded one of the earlier extreme cases of water quality problems with the Great Stink on the Thames of 1858, which led to construction of the London sewerage system soon afterward.

It was the industrial revolution that gave birth to environmental pollution as we know it today. The emergence of great factories and consumption of immense quantities of coal and other fossil fuels gave rise to unprecedented air pollution and the large volume of industrial chemical discharges added to the growing load of untreated human waste. Chicago and Cincinnati were the first two American cities to enact laws ensuring cleaner air in 1881. Other cities followed around the country until early in the 20th century, when the short lived Office of Air Pollution was created under the Department of the Interior. Extreme smog events were experienced by the cities of Los Angeles and Donora, Pennsylvania in the late 1940s, serving as another public reminder.[6]

Modern awareness

Early Soviet poster, before the modern awareness: "The smoke of chimneys is the breath of Soviet Russia"

Pollution became a popular issue after WW2, when the aftermath of atomic warfare and testing made evident the perils of radioactive fallout. Then a conventional catastrophic event The Great Smog of 1952 in London killed at least 8000 people. This massive event prompted some of the first major modern environmental legislation, The Clean Air Act of 1956.

Pollution began to draw major public attention in the United States between the mid-1950s and early 1970s, when Congress passed the Noise Control Act, the Clean Air Act, the Clean Water Act and the National Environmental Policy Act.

Bad bouts of local pollution helped increase consciousness. PCB dumping in the Hudson River resulted in a ban by the EPA on consumption of its fish in 1974. Long-term dioxin contamination at Love Canal starting in 1947 became a national news story in 1978 and led to the Superfund legislation of 1980. Legal proceedings in the 1990s helped bring to light Chromium-6 releases in California--the champions of whose victims became famous. The pollution of industrial land gave rise to the name brownfield, a term now common in city planning. DDT was banned in most of the developed world after the publication of Rachel Carson's Silent Spring.

The development of nuclear science introduced radioactive contamination, which can remain lethally radioactive for hundreds of thousands of years. Lake Karachay, named by the Worldwatch Institute as the "most polluted spot" on earth, served as a disposal site for the Soviet Union thoroughout the 1950s and 1960s. Second place may go to the to the area of Chelyabinsk U.S.S.R. (see reference below) as the "Most polluted place on the planet".

Nuclear weapons continued to be tested in the Cold War, sometimes near inhabited areas, especially in the earlier stages of their development. The toll on the worst-affected populations and the growth since then in understanding about the critical threat to human health posed by radioactivity has also been a prohibitive complication associated with nuclear power. Though extreme care is practiced in that industry, the potential for disaster suggested by incidents such as those at Three Mile Island and Chernobyl pose a lingering specter of public mistrust. One legacy of nuclear testing before most forms were banned has been significantly raised levels of background radiation.

International catastrophes such as the wreck of the Amoco Cadiz oil tanker off the coast of Brittany in 1978 and the Bhopal disaster in 1984 have demonstrated the universality of such events and the scale on which efforts to address them needed to engage. The borderless nature of atmosphere and oceans inevitably resulted in the implication of pollution on a planetary level with the issue of global warming. Most recently the term persistent organic pollutant (POP) has come to describe a group of chemicals such as PBDEs and PFCs among others. Though their effects remain somewhat less well understood owing to a lack of experimental data, they have been detected in various ecological habitats far removed from industrial activity such as the Arctic, demonstrating diffusion and bioaccumulation after only a relatively brief period of widespread use.

Growing evidence of local and global pollution and an increasingly informed public over time have given rise to environmentalism and the environmental movement, which generally seek to limit human impact on the environment.

Pollution control

Humankind has had some effect upon the environment since the Paleolithic era during which the ability to generate fire was acquired. In the Iron Age, the use of tooling led to the practice of ****l grinding on a small scale and resulted in minor accumulations of discarded material probably easily dispersed without too much impact. Human wastes would have polluted rivers or water sources to some degree. However, these effects could be expected predominantly to be dwarfed by the natural world.

Ancient cultures

The first advanced civilizations of Mesopotamia, Egypt, India, China, Persia, Greece and Rome increased the use of water for their manufacture of goods, increasingly forged ****l and created fires of wood and peat for more elaborate purposes (for example, bathing, heating). The forging of ****ls appears to be a key turning point in the creation of significant air pollution levels. Core samples of glaciers in Greenland indicate increases in air pollution associated with Greek, Roman and Chinese ****l production[2]. Still, at this time the scale of higher activity probably did not disrupt ecosystems.

Middle Ages

The European Dark Ages during the early Middle Ages probably saw a reprieve in wide spread pollution, in that industrial activity fell, and population levels did not grow rapidly. Toward the end of the Middle Ages populations grew and concentrated more within cities, creating pockets of readily evident contamination. In certain places air pollution levels were recognizable as health issues, and water pollution in population centers was a serious medium for disease transmission from untreated human waste.

Since travel and widespread information were less common, there did not exist a more general context than that of local consequences in which to consider pollution. Foul air would have been considered a nuissance and wood, or eventually, coal burning produced smoke, which in sufficient concentrations could be a health hazard in proximity to living quarters. Septic contamination or poisoning of a clean drinking water source was very easily fatal to those who depended on it, especially if such a resource was rare. Superstitions predominated and the extent of such concerns would probably have been little more than a sense of moderation and an avoidance of obvious extremes.

Official acknowledgement

But gradually increasing populations and the proliferation of basic industrial processes saw the emergence of a civilization that began to have a much greater collective impact on its surroundings. It was to be expected that the beginnings of environmental awareness would occur in the more developed cultures, particularly in the densest urban centers. The first medium warranting official policy measures in the emerging western world would be the most basic: the air we breathe.

The earliest known writings concerned with pollution were Arabic medical treatises written between the 9th and 13th centuries, by physicians such as al-Kindi (Alkindus), Qusta ibn Luqa (Costa ben Luca), Muhammad ibn Zakarīya Rāzi (Rhazes), Ibn Al-Jazzar, al-Tamimi, al-Masihi, Ibn Sina (Avicenna), Ali ibn Ridwan, Ibn Jumay, Isaac Israeli ben Solomon, Abd-el-latif, Ibn al-Quff, and Ibn al-Nafis. Their works covered a number of subjects related to pollution such as air contamination, water contamination, soil contamination, solid waste mishandling, and environmental assessments of certain localities.[3]

King Edward I of England banned the burning of sea-coal by proclamation in London in 1272, after its smoke had become a problem.[4][5] But the fuel was so common in England that this earliest of names for it was acquired because it could be carted away from some shores by the wheelbarrow. Air pollution would continue to be a problem there, especially later during the industrial revolution, and extending into the recent past with the Great Smog of 1952. This same city also recorded one of the earlier extreme cases of water quality problems with the Great Stink on the Thames of 1858, which led to construction of the London sewerage system soon afterward.

It was the industrial revolution that gave birth to environmental pollution as we know it today. The emergence of great factories and consumption of immense quantities of coal and other fossil fuels gave rise to unprecedented air pollution and the large volume of industrial chemical discharges added to the growing load of untreated human waste. Chicago and Cincinnati were the first two American cities to enact laws ensuring cleaner air in 1881. Other cities followed around the country until early in the 20th century, when the short lived Office of Air Pollution was created under the Department of the Interior. Extreme smog events were experienced by the cities of Los Angeles and Donora, Pennsylvania in the late 1940s, serving as another public reminder.[6]

Modern awareness

Early Soviet poster, before the modern awareness: "The smoke of chimneys is the breath of Soviet Russia"

Pollution became a popular issue after WW2, when the aftermath of atomic warfare and testing made evident the perils of radioactive fallout. Then a conventional catastrophic event The Great Smog of 1952 in London killed at least 8000 people. This massive event prompted some of the first major modern environmental legislation, The Clean Air Act of 1956.

Pollution began to draw major public attention in the United States between the mid-1950s and early 1970s, when Congress passed the Noise Control Act, the Clean Air Act, the Clean Water Act and the National Environmental Policy Act.

Bad bouts of local pollution helped increase consciousness. PCB dumping in the Hudson River resulted in a ban by the EPA on consumption of its fish in 1974. Long-term dioxin contamination at Love Canal starting in 1947 became a national news story in 1978 and led to the Superfund legislation of 1980. Legal proceedings in the 1990s helped bring to light Chromium-6 releases in California--the champions of whose victims became famous. The pollution of industrial land gave rise to the name brownfield, a term now common in city planning. DDT was banned in most of the developed world after the publication of Rachel Carson's Silent Spring.

The development of nuclear science introduced radioactive contamination, which can remain lethally radioactive for hundreds of thousands of years. Lake Karachay, named by the Worldwatch Institute as the "most polluted spot" on earth, served as a disposal site for the Soviet Union thoroughout the 1950s and 1960s. Second place may go to the to the area of Chelyabinsk U.S.S.R. (see reference below) as the "Most polluted place on the planet".

Nuclear weapons continued to be tested in the Cold War, sometimes near inhabited areas, especially in the earlier stages of their development. The toll on the worst-affected populations and the growth since then in understanding about the critical threat to human health posed by radioactivity has also been a prohibitive complication associated with nuclear power. Though extreme care is practiced in that industry, the potential for disaster suggested by incidents such as those at Three Mile Island and Chernobyl pose a lingering specter of public mistrust. One legacy of nuclear testing before most forms were banned has been significantly raised levels of background radiation.

International catastrophes such as the wreck of the Amoco Cadiz oil tanker off the coast of Brittany in 1978 and the Bhopal disaster in 1984 have demonstrated the universality of such events and the scale on which efforts to address them needed to engage. The borderless nature of atmosphere and oceans inevitably resulted in the implication of pollution on a planetary level with the issue of global warming. Most recently the term persistent organic pollutant (POP) has come to describe a group of chemicals such as PBDEs and PFCs among others. Though their effects remain somewhat less well understood owing to a lack of experimental data, they have been detected in various ecological habitats far removed from industrial activity such as the Arctic, demonstrating diffusion and bioaccumulation after only a relatively brief period of widespread use.

Growing evidence of local and global pollution and an increasingly informed public over time have given rise to environmentalism and the environmental movement, which generally seek to limit human impact on the environment.
Pollution control

Pollution control is a term used in environmental management. It means the control of emissions and effluents into air, water or soil. Without pollution control, the waste products from consumption, heating, agriculture, mining, manufacturing, transportation and other human activities, whether they accumulate or disperse, will degrade the environment. In the hierarchy of controls, pollution prevention and waste minimization are more desirable than pollution control.

Pollution control devices
Dust collection systems
Cyclones
Electrostatic precipitators
Baghouses
Scrubbers
Baffle spray scrubber
Cyclonic spray scrubber
Ejector venturi scrubber
Mechanically aided scrubber
Spray tower
Wet scrubber
Sewage treatment and Wastewater treatment
API oil-water separators[7][8]
Sedimentation (water treatment)
Dissolved air flotation (DAF)
Activated sludge biotreaters
Biofilters
Powdered activated carbon treatment
Vapor recovery systems

Major forms of pollution and major polluted areas

The major forms of pollution are listed below along with the particular pollutants relevant to each of them:
Air pollution, the release of chemicals and particulates into the atmosphere. Common gaseous air pollutants include carbon monoxide, sulfur dioxide, chlorofluorocarbons (CFCs) and nitrogen oxides produced by industry and motor vehicles. Photochemical ozone and smog are created as nitrogen oxides and hydrocarbons react to sunlight. Particulate matter, or fine dust is characterized by their micron size PM10 to PM2.5.

Water pollution, by the release of waste products and contaminants into surface runoff into river drainage systems, leaching into groundwater, liquid spills, wastewater discharges, eutrophication and littering.
Soil contamination occurs when chemicals are released by spill or underground leakage. Among the most significant soil contaminants are hydrocarbons, heavy ****ls, MTBE[9], herbicides, pesticides and chlorinated hydrocarbons.
Radioactive contamination, resulting from 20th century activities in atomic physics, such as nuclear power generation and nuclear weapons research, manufacture and deployment. (See alpha emitters and actinides in the environment.)
Noise pollution, which encompasses roadway noise, aircraft noise, industrial noise as well as high-intensity sonar.
Light pollution, includes light trespass, over-illumination and astronomical interference.
Visual pollution, which can refer to the presence of overhead power lines, motorway billboards, scarred landforms (as from strip mining), open storage of trash or municipal solid waste.
Thermal pollution, is a temperature change in natural water bodies caused by human influence, such as use of water as coolant in a power plant.

The Blacksmith Institute issues annually a list of the world's worst polluted places. In the 2007 issues the ten top nominees are located in Azerbaijan, China, India, Peru, Russia, Ukraine and Zambia.


Sources and causes

Air pollution comes from both natural and manmade sources. Though globally manmade pollutants from combustion, construction, mining, agriculture and warfare are increasingly significant in the air pollution equation.[10]

Motor vehicle emissions are one of the leading causes of air pollution.[11][12][13] China, United States, Russia, Mexico, and Japan are the world leaders in air pollution emissions. Principal stationary pollution sources include chemical plants, coal-fired power plants, oil refineries,[8] petrochemical plants, nuclear waste disposal activity, incinerators, large livestock farms (dairy cows, pigs, poultry, etc.), PVC factories, ****ls production factories, plastics factories, and other heavy industry. Agricultural air pollution comes from contemporary practices which include clear felling and burning of natural vegetation as well as spraying of pesticides and herbicides[14]

Some of the more common soil contaminants are chlorinated hydrocarbons (CFH), heavy ****ls (such as chromium, cadmium--found in rechargeable batteries, and lead--found in lead paint, aviation fuel and still in some countries, gasoline), MTBE, zinc, arsenic and benzene. In 2001 a series of press reports culminating in a book called Fateful Harvest unveiled a widespread practice of recycling industrial byproducts into fertilizer, resulting in the contamination of the soil with various ****ls. Ordinary municipal landfills are the source of many chemical substances entering the soil environment (and often groundwater), emanating from the wide variety of refuse accepted, especially substances illegally discarded there, or from pre-1970 landfills that may have been subject to little control in the U.S. or EU. There have also been some unusual releases of polychlorinated dibenzodioxins, commonly called dioxins for simplicity, such as TCDD.[15]

Pollution can also be the consequence of a natural disaster. For example, hurricanes often involve water contamination from sewage, and petrochemical spills from ruptured boats or automobiles. Larger scale and environmental damage is not uncommon when coastal oil rigs or refineries are involved. Some sources of pollution, such as nuclear power plants or oil tankers, can produce widespread and potentially hazardous releases when accidents occur.

In the case of noise pollution the dominant source class is the motor vehicle, producing about ninety percent of all unwanted noise worldwide.

Effects

Human health

Adverse air quality can kill many organisms including humans. Ozone pollution can cause respiratory disease, cardiovascular disease, throat inflammation, chest pain, and congestion. Water pollution causes approximately 14,000 deaths per day, mostly due to contamination of drinking water by untreated sewage in developing countries. Oil spills can cause skin irritations and rashes. Noise pollution induces hearing loss, high blood pressure, stress, and sleep disturbance. Mercury has been linked to developmental deficits in children and neurologic symptoms. Lead and other heavy ****ls have been shown to cause neurological problems. Chemical and radioactive substances can cause cancer and as well as birth defects.

Ecosystems
Sulfur dioxide and oxides of nitrogen can cause acid rain which reduces the pH value of soil.
Soil can become infertile and unsuitable for plants. This will affect other organisms in the food web.
Smog and haze can reduce the amount of sunlight received by plants to carry out photosynthesis.
Invasive species can out compete native species and reduce biodiversity. Invasive plants can contribute debris and biomolecules (allelopathy) that can alter soil and chemical compositions of an environment, often reducing native species competitiveness.
Biomagnification describes a situation where toxins may pass through trophic levels, becoming exponentially more concentrated in the process.
Ocean acidification, the ongoing decrease in the pH of the Earth's oceans.
Global warming.

Regulation and monitoring

To protect the environment from the adverse effects of pollution, many nations worldwide have enacted legislation to regulate various types of pollution as well as to mitigate the adverse effects of pollution.
Main article: Regulation and monitoring of pollution

Philosophical recognition

Throughout history from Ancient Greece to Andalusia, Ancient China, central Europe during the Renaissance until today, philosophers ranging from Aristotle, Al-Farabi, Al-Ghazali, Averroes, Buddha, Confucius, Dante, Hegel, Avicenna, Lao Tse, Maimonedes, Montesquieu, Nussbaum, Plato, Socrates and Sun Tzu wrote about the pollution of the body as well as the mind and soul.

Perspectives

The earliest precursor of pollution generated by life forms would have been a natural function of their existence. The attendant consequences on viability and population levels fell within the sphere of natural selection. These would have included the demise of a population locally or ultimately, species extinction. Processes that were untenable would have resulted in a new balance brought about by changes and adaptations. At the extremes, for any form of life, consideration of pollution is superseded by that of survival.

For mankind, the factor of technology is a distinguishing and critical consideration, both as an enabler and an additional source of byproducts. Short of survival, human concerns include the range from quality of life to health hazards. Since science holds experimental demonstration to be definitive, modern treatment of toxicity or environmental harm involves defining a level at which an effect is observable. Common examples of fields where practical measurement is crucial include automobile emissions control, industrial exposure (eg Occupational Safety and Health Administration (OSHA) PELs), toxicology (eg LD50), and medicine (eg medication and radiation doses).

"The solution to pollution is dilution", is a dictum which summarizes a traditional approach to pollution management whereby sufficiently diluted pollution is not harmful.[16][17] It is well-suited to some other modern, locally-scoped applications such as laboratory safety procedure and hazardous material release emergency management. But it assumes that the dilutant is in virtually unlimited supply for the application or that resulting dilutions are acceptable in all cases.

Such simple treatment for environmental pollution on a wider scale might have had greater merit in earlier centuries when physical survival was often the highest imperative, human population and densities were lower, technologies were simpler and their byproducts more benign. But these are often no longer the case. Furthermore, advances have enabled measurement of concentrations not possible before. The use of statistical methods in evaluating outcomes has given currency to the principle of probable harm in cases where assessment is warranted but resorting to deterministic models is impractical or unfeasible. In addition, consideration of the environment beyond direct impact on human beings has gained prominence.

Yet in the absence of a superseding principle, this older approach predominates practices throughout the world. It is the basis by which to gauge concentrations of effluent for legal release, exceeding which penalties are assessed or restrictions applied. The regressive cases are those where a controlled level of release is too high or, if enforceable, is neglected. Migration from pollution dilution to elimination in many cases is confronted by challenging economical and technological barriers.



Greenhouse gases and global warming
Main article: Global warming

Historical and projected CO2 emissions by country.
Source: Energy Information Administration.[18][19]

Carbon dioxide, while vital for photosynthesis, is sometimes referred to as pollution, because raised levels of the gas in the atmosphere are affecting the Earth's climate. Disruption of the environment can also highlight the connection between areas of pollution that would normally be classified separately, such as those of water and air. Recent studies have investigated the potential for long-term rising levels of atmospheric carbon dioxide to cause slight but critical increases in the acidity of ocean waters, and the possible effects of this on marine ecosystems.

See also Environment portal


Environmental Science
Environmental epidemiology
Environmental remediation
List of environment topics
Timeline of environmental events
Air pollution
Atmospheric Chemistry Observational Databases - links to freely available data.
Category:Air dispersion modeling
Emission standard
Greenhouse gas
Soil contamination
Environmental soil science
List of waste management companies
List of waste management topics
List of solid waste treatment technologies
Water pollution
Cruise ship pollution
Marine debris
Marine pollution
Ship pollution
Stormwater
Wastewater
Wastewater quality indicators
Other
Contamination control
Earth Day
Externality
Genetic pollution
Heat pollution
Noise health effects
Renewable energy
Tragedy of the commons
Wise Use


References
^ Pollution - Definition from the Merriam-Webster Online Dictionary
^ History of Ancient Copper Smelting Pollution During Roman and Medieval Times Recorded in Greenland Ice, Science no. 272, 1996
^ L. Gari (2002), "Arabic Treatises on Environmental Pollution up to the End of the Thirteenth Century", Environment and History 8 (4), pp. 475-488.
^ David Urbinato (Summer 1994). "London's Historic "Pea-Soupers"". United States Environmental Protection Agency. Retrieved on 2006-08-02.
^ "Deadly Smog". PBS. 2003-01-17. Retrieved on 2006-08-02.
^ James R. Fleming; Bethany R. Knorr of Colby College. "History of the Clean Air Act". American Meteorological Society. Retrieved on 2006-02-14.
^ American Petroleum Institute (API) (February 1990). Management of Water Discharges: Design and Operations of Oil-Water Separators (1st Edition ed.). American Petroleum Institute.
^ a b Beychok, Milton R. (1967). Aqueous Wastes from Petroleum and Petrochemical Plants (1st Edition ed.). John Wiley & Sons. LCCN 67019834.
^ Concerns about MTBE from U.S. EPA website
^ Declaration of the United Nations Conference on the Human Environment, 1972
^ Environmental Performance Report 2001 (Transport, Canada website page)
^ State of the Environment, Issue: Air Quality (Australian Government website page)
^ Pollution and Society Marisa Buchanan and Carl Horwitz, University of Michigan
^ Silent Spring, R Carlson, 1962
^ Beychok, Milton R. (January 1987). "A data base for dioxin and furan emissions from refuse incinerators". Atmospheric Environment 21 (1): 29–36. doi:10.1016/0004-6981(87)90267-8.
^ Gershon Cohen Ph.D.. "The 'Solution' to Pollution Is Still 'Dilution'". Earth Island Institute. Retrieved on 2006-02-14.
^ "What is required". Clean Ocean Foundation. 2001. Retrieved on 2006-02-14.
^ World Carbon Dioxide Emissions (Table 1, Report DOE/EIA-0573, 2004, Energy Information Administration)
^ Carbon dioxide emissions chart (graph on Mongabay website page based on Energy Information Administration's tabulated data)

External links Wikimedia Commons has media related to: Pollution
Look up Pollution in
Wiktionary, the free dictionary.

Environmental Defense Fund
Environmental Working Group
Institute for Energy and Environmental Research
OEHHA proposition 65 list
OSHA limits for air contaminants
National Toxicology Program - from USA National Institutes of Health. Reports and studies on how pollutants affect people.
Toxnet - NIH databases and reports on toxicology.
Superfund - manages Superfund sites and the pollutants in them (CERCLA).
Toxic Release Inventory - tracks how much waste USA companies release into the water and air. Gives permits for releasing specific quantities of these pollutants each year. Map
Agency for Toxic Substances and Disease Registry - Top 20 pollutants, how they affect people, what USA industries use them and the products in which they are found
The ToxTutor from the National Library of Medicine - a resource to review human toxicology.
Pollution Information from, Woods Hole Oceanographic Institution
World's Worst Polluted Places 2007, according to the Blacksmith Institute
The World's Most Polluted Places at Time.com (a division of Time Magazine)
Chelyabinsk: The Most Contaminated Spot on the Planet Documentary Film by Slawomir Grünberg (1996)perantoomână

محب بلاده
2010-12-18, 12:36
واعذروني إن قصرت مع اي اخ او اخت في عدم تلبية طلبه


لكم مني كل الشكر والتقدير

مع تمنياتي لكم بالنجاح والتوفيق

mimou95
2010-12-18, 13:14
jhutfffzef

صهيب كواش
2010-12-18, 13:45
اسم العضو :صهيب كواش

الطلب :المشروع الأول في الفرنسية

المستوى :3متوسط

أجل التسليم :قبل نهاية العطلة

محب بلاده
2010-12-18, 15:54
ممكن اخي اسم البحث او المشروع او عن ماذا يتحدث ؟


وضح اكثر

مجد4000
2010-12-18, 19:22
الرجاء مساعدتي في بحثي عن المستودعات الرقمية

محب بلاده
2010-12-18, 19:40
طلبك اخي مجد4000 في الصفحة 10



http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=432080&page=10

كريم ق
2010-12-18, 21:10
اسم العضو : كريم ق
الطلب : اريد حوار مع لاعب كرة قدم مثل كريم زياني بااللغة الانجليزية .
المستوى : 1 ثانوي .
اجل التسليم : جيد أن يكون في اقرب وقت .

********** ومشكور اخي على كل مجهوداتك الطيبة *****************:mh31:

the big boss
2010-12-18, 22:17
من فضلك أريد بحثا حول الدورة اللإقتصادية
اسم العضو :the big boss
الطلب :بحث حول الدورة الإقتصادية (مقياس مدخل الأقتصاد)
المستوى :سنة أولى علوم الإقتصادية و علوم التسيير (http://www.djelfa.info/vb/forumdisplay.php?f=99)

أجل التسليم :2011/01/03

محب بلاده
2010-12-18, 23:23
تعريف الدورة الاقتصادية:

يمكن تعريف الدورة الاقتصادية أنها:"تقلبات منتظمة بصورة دورية في مستوى النشاط الاقتصادى" (عمر،1412هـ،ص ص 214-216). وعرفها الكريم (1402هـ،ص 180) بأنها " تقلبات في النشاط الاقتصادى الكلى مثل مستويات الإنتاج والعمالة والأسعار ".

مراحل الدورات الاقتصادية:

يوجد اتفاق بين الاقتصاديين على أن لكل دورة أربع مراحل ،مع وجود اختلاف في مسمياتها وهي:

مرحلة الانتعاش Recovery : وقد سماها خليل (خليل،1406هـ،ص 490) التوسع أو الاستعادة Eepansion or Recovery . "وفيها يميل المستوى العام للأسعار إلى الثبات ، أما النشاط الاقتصادى في مجموعه فيتزايد ببطء، وينخفض سعر الفائدة، ويتضائل المخزون السلعي ،و تتزايد الطلبات على المنتجين لتعوي ض ما أستنفذ من هذا المخزون" عمر (مرجع سابق، ص ص 214- 216). كما أضاف الكريم (مرجع سابق، ص 185) في وصفه لسمات هذه المرحلة "توسع ملحوظ في الائتمان المصرفي مع توسع في التسويات والإيداعات" .

مرحلة الرواج Boom : ويطلق عليها القمة Peak خليل (مرجع سابق،ص ص 490-491). "وتتميز بارتفاع مطرد في الأسعار، وتزايد حجم الإنتاج الكلى بمعدل سريع، وتزايد حجم الدخل ومستوى التوظيف" عمر (مرجع سابق، ص ص 214- 216). وأضاف خليل (مرجع سابق،ص ص 490-491) أن الطاقة تصبح مستغلة بالكامل، ويبدأ ظهور النقص فى العمال و بعض المواد الخام الأساسية.

مرحلة الأزمة Crisis : و أطلق عليها خليل (مرجع سابق،ص ص 491-492) ركود .Recession ووصفها عمر(مرجع سابق،ص ص 214- 216) قائلاً: إذ تهبط الأسعار، وينتشر الذعر التجاري ،وتطلب البنوك قروضها من العملاء ،وترتفع أسعار الفائدة ،وينخفض حجم الإنتاج والدخل ،وتتزايد البطالة ،كما يتزايد المخزون السلع ى. وأضاف الكريم (مرجع سابق،ص 185) في وصفه لسمات هذه المرحلة انخفاض التسهيلات المصرفية وارتفاع نسبة الاحتياطي النقدى لدى البنوك وضعف التسويات والإيداعات المصرفية.

مرحلة الكساد Depression : وتتسم بانخفاض الأسعار ،وانتشار البطالة ،وكساد التجارة والنشاط الاقتصادى في عمومه عمر(مرجع سابق،ص ص 214- 216). وقد أطلق عليها خليل (مرجع سابق،ص ص 489-490) بمصطلح القاع Trough وهي الجزء الأسفل من النشاط الاقتصادى سيئاً بدرجة كافية.

المراجع:

خليل، سامي. (1406هـ). مبادىء الاقتصاد الكلى.ط3-الكويت: مكتبة النهضة العربية.

عمر، حسين. (1412هـ). الموسوعة الاقتصادية .ط4-القاهرة: دار الفكر العربي.

الكريم، مبارك. (1402هـ).الدورات الاقتصادية. مجلة الادارة العامة-العدد 34 –السنة 1402هـ/1982م- صادرة عن معهد الادارة العامة.
تعريف الدورة الاقتصادية:

يمكن تعريف الدورة الاقتصادية أنها:"تقلبات منتظمة بصورة دورية في مستوى النشاط الاقتصادى" (عمر،1412هـ،ص ص 214-216). وعرفها الكريم (1402هـ،ص 180) بأنها " تقلبات في النشاط الاقتصادى الكلى مثل مستويات الإنتاج والعمالة والأسعار ".

مراحل الدورات الاقتصادية:

يوجد اتفاق بين الاقتصاديين على أن لكل دورة أربع مراحل ،مع وجود اختلاف في مسمياتها وهي:

مرحلة الانتعاش Recovery : وقد سماها خليل (خليل،1406هـ،ص 490) التوسع أو الاستعادة Eepansion or Recovery . "وفيها يميل المستوى العام للأسعار إلى الثبات ، أما النشاط الاقتصادى في مجموعه فيتزايد ببطء، وينخفض سعر الفائدة، ويتضائل المخزون السلعي ،و تتزايد الطلبات على المنتجين لتعويض ما أستنفذ من هذا المخزون" عمر (مرجع سابق، ص ص 214- 216). كما أضاف الكريم (مرجع سابق، ص 185) في وصفه لسمات هذه المرحلة "توسع ملحوظ في الائتمان المصرفي مع توسع في التسويات والإيداعات" .

مرحلة الرواج Boom : ويطلق عليها القمة Peak< /SPAN> خليل (مرجع سابق،ص ص 490-491). "وتتميز بارتفاع مطرد في الأسعار، وتزايد حجم الإنتاج الكلى بمعدل سريع، وتزايد حجم الدخل ومستوى التوظيف" عمر (مرجع سابق، ص ص 214- 216). وأضاف خليل (مرجع سابق،ص ص 490-491) أن الطاقة تصبح مستغلة بالكامل، ويبدأ ظهور النقص فى العمال و بعض المواد الخام الأساسية.

مرحلة الأزمة Crisis : و أطلق عليها خليل (مرجع سابق،ص ص 491-492) ركود .Recession ووصفها عمر(مرجع سابق،ص ص 214- 216) قائلاً: إذ تهبط الأسعار، وينتشر الذعر التجاري ،وتطلب البنوك قروضها من العملاء ،وترتفع أسعار الفائدة ،وينخفض حجم الإنتاج والدخل ،وتتزايد البطالة ،كما يتزايد المخزون السلعى. وأضاف الكريم (مرجع سابق،ص 185) في وصفه لسمات هذه المرحلة انخفاض التسهيلات المصرفية وارتفاع نسبة الاحتياطي النقدى لدى البنوك وضعف التسويات والإيداعات المصرفية.

مرحلة الكساد Depression : وتتسم بانخفاض الأسعار ،وانتشار البطالة ،وكساد ال تجارة والنشاط الاقتصادى في عمومه عمر(مرجع سابق،ص ص 214- 216). وقد أطلق عليها خليل (مرجع سابق،ص ص 489-490) بمصطلح القاع Troughوهي الجزء الأسفل من النشاط الاقتصادى سيئاً بدرجة كافية.

المراجع:

خليل، سامي. (1406هـ). مبادىء الاقتصاد الكلى.ط3-الكويت: مكتبة النهضة العربية.

عمر، حسين. (1412هـ). الموسوعة الاقتصادية .ط4-القاهرة: دار الفكر العربي.

الكريم، مبارك. (1402هـ).الدورات الاقتصادية. مجلة الادارة العامة-العدد 34 –السنة 1402هـ/1982م- صادرة عن معهد الادارة العامة.

محب بلاده
2010-12-18, 23:24
الدورة الإقتصادية
http://lh3.ggpht.com/_twgpbhHR8kQ/SuzlhD-2iAI/AAAAAAAAAVs/RNxuY_mnoI8/s800/2.gif
http://www.aqarcity.org/upload/uploads/7c77efd849.jpg
يمكن اعتبار التقلبات الاقتصادية إحدى قوانين الحياة ، وفي هذه السنوات يمكن لنا ربط عدم الاستقرار الاقتصادي بفترات الركود والانتعاش الاقتصادي الذي يحدث في فترات متباينة .
تعريف الدورة الاقتصادية:
يمكن تعريف الدورة الاقتصادية أنها: "تقلبات منتظمة بصورة دورية في مستوى النشاط الاقتصادى" .
وتعرف أيضاً بأنها " تقلبات في النشاط الاقتصادى الكلى مثل مستويات الإنتاج والعمالة والأسعار ".
مراحل الدورات الاقتصادية:
يوجد اتفاق بين الاقتصاديين على أن لكل دورة أربع مراحل ، مع وجود اختلاف في مسمياتها وهي:
* مرحلة الانتعاش Recovery : وتسمى التوسع أو الاستعادة Eepansion or Recovery. "وفيها يميل المستوى العام للأسعار إلى الثبات ، أما النشاط الاقتصادى في مجموعه فيتزايد ببطء ، وينخفض سعر الفائدة، ويتضائل المخزون السلعي ، و تتزايد الطلبات على المنتجين لتعويض ما أستنفذ من هذا المخزون" .
ومن سمات هذه المرحلة "توسع ملحوظ في الائتمان المصرفي مع توسع في التسويات والإيداعات" .
* مرحلة الرواج Boom : ويطلق عليها القمة Peak . "وتتميز بارتفاع مطرد في الأسعار، وتزايد حجم الإنتاج الكلى بمعدل سريع ، وتزايد حجم الدخل ومستوى التوظيف" .
ومن سمات هذه المرحلة الطاقة تصبح مستغلة بالكامل، ويبدأ ظهور النقص فى العمال و بعض المواد الخام الأساسية.
* مرحلة الأزمة Crisis : و يطلق عليها ركود .Recession إذ تهبط الأسعار، وينتشر الذعر التجاري ،وتطلب البنوك قروضها من العملاء ،وترتفع أسعار الفائدة ، وينخفض حجم الإنتاج والدخل ، وتتزايد البطالة ، كما يتزايد المخزون السلعى.
ومن سمات هذه المرحلة انخفاض التسهيلات المصرفية وارتفاع نسبة الاحتياطي النقدى لدى البنوك وضعف التسويات والإيداعات المصرفية.
* مرحلة الكساد Depression : وتتسم بانخفاض الأسعار ، وانتشار البطالة ، وكساد التجارة والنشاط الاقتصادى في عمومه .
ومن الممكن أن نطلق عليها بمصطلح القاع Troughوهي الجزء الأسفل من النشاط الاقتصادى سيئاً بدرجة كافية.

محب بلاده
2010-12-18, 23:26
روابط لكتب جون ماينارد كينز بالفرنسية أتمنى أن تفيدك

http://www.ilumiere.prog.fr/download..._monetaire.pdf (http://www.ilumiere.prog.fr/downloaded_documents/keynes_reforme_monetaire.pdf)

http://www.ilumiere.prog.fr/download...persuasion.pdf (http://www.ilumiere.prog.fr/downloaded_documents/keynes_essais_persuasion.pdf)

http://www.ilumiere.prog.fr/download..._monnaie_1.pdf (http://www.ilumiere.prog.fr/downloaded_documents/theorie_emploi_monnaie_1.pdf)

http://www.ilumiere.prog.fr/download..._monnaie_2.pdf (http://www.ilumiere.prog.fr/downloaded_documents/theorie_emploi_monnaie_2.pdf)

محب بلاده
2010-12-18, 23:27
أنظر في هذا الرابط أخي
http://http://elmajd.maktoobblog.com (http://http//elmajd.maktoobblog.com/)

محب بلاده
2010-12-18, 23:31
العناصر 1 ) المدخل
2) الدورة الاقتصادية
3) التدفقات
4) المحاسبة القومية
5) الدورة الاقتصادية الملخصة
6) المخططات 
1)_ المدخل :
إن اقتصاد أي بلد هو في تحول مستمر ، ففي كل وقت يحدث إنتاج، بيع ، شراء ، استهلاك....يصف الاقتصاديون هذا التحرك الدائم بالدورة الاقتصادية، هذه الأخيرة تعطي صورة عن تنقل التدفقات داخل الاقتصاد إن العلاقة بين التدفقات المختلفة و الدورة الاقتصادية
لذا تعتبر المحاسبة القومية (العمومية) كرسم توضيحي للدورة الاقتصادية لأنها تضبط داخل إطار محاسبي منسجم كل العمليات التي تم إنجازها خلال سنة من قبل البلد

2)_الدورة الاقتصادية:
2_أ)_مفهوم الدورة الاقتصادية:
الدورة هي تمثيل بياني للتدفقات الموجودة بين المتعاملين الاقتصاديين، هؤلاء المتعاملون يمثلون مجموعات الأفراد أو المؤسسات التي تنشط داخل الاقتصاد من خلال عملية التبادل.
نشير هنا أننا سنتطرق بالتفصيل للدورة الاقتصادية خلال لما لها من أهمية في فهم دور كل المتعاملين الاقتصاديين ، ( العائلات ، المؤسسات بما فيها المؤسسات البنكية، الإدارات العمومية بمعنى الدولة،.....)، في التأثير على الظواهر الاقتصادية الممثلة في الإنتاج ،الاستهلاك و التوزيع .


2_ب )_أهم المتعاملون الاقتصاديون:
إن من أهم المتعاملون الاقتصاديون في الدورة الاقتصادية هم:
.الأسر:
.المؤسسات :
.الإدارات العمومية :
.و المؤسسات المالية :

3)_التدفقات الاقتصادية
3_1)_ مفهوم التدفقات :
تتمثل التدفقات في التحركات التي تحدثها المواد الممثلة في السلع ، الخدمات و العملة ، حيث تنتقل من متعامل اقتصادي إلى آخر.
3_2)_أنواع التدفقات:
نفرق بين نوعين من التدفقات و هي:
3_2_أ)_التدفقات الحقيقية:
نفرق بين التدفقات الحقيقة التي تختص بتبادل المواد و الخدمات . لهذا حين القيام بعمليات الإنتاج و الاستهلاك، فإن المؤسسات و الأسر تتبادل المواد و الخدمات ، فالأجور مثلا تمثل المقابل لعمل المؤجورين الذين يعملون داخل المؤسسة.

3 _2_ب)_التدفقات المالية أو النقدية:
تتمثل في مبادلات العملة أو النقد بين المتعاملين الاقتصاديين و هذه التدفقات تشمل المداخيل و النفقات التي تقوم بها الأسر و المؤسسات .
إن تحليل الاقتصاد تحت شكل دورة توضيح بياني ملخص و بسيط للحقيقة الاقتصادية
4)_ المحاسبة القومية:
4_1)_مفهوم المحاسبة القومية
إن المحاسبة القومية تقدم نشاط الوحدات الاقتصادية المقيمة داخل محيط الوطن خلال سنة ، إنها تضبط التدفقات بين المتعاملين الاقتصاديين الذي تم خلال ستة (06) قطاعات منظمة قانونيا و هي :
. شركات
. المؤسسات المالية
. مؤسسات التضامن
. الإدارات العمومية
.الإدارات الخاصة و الأسر
كل حساب يبرز رصيد، له أهمية بالغة حيث يسمح بالقيام بتحليل اقتصادي .
إن جدول المداولة الكلية أو جدول الاقتصادي الشامل يجمع كل الحسابات التي قانت بها القطاعات المنظمة قانونا ( حسابات القطاعات ) و كل الحسابات العمليات. هذان النوعان من الحسابات يسمحان بدراسة العلاقات بين القطاعات.  
4_2)_مبادئ الدورة الاقتصادية
4_2_أ) _ قياس أو حساب الإنتاج يحتل الإنتاج داخل قواعد المحاسبة القومية مكانة مهما لأنه هو الذي يخلق المواد و الخدمات و هو الذي يسمح بتوزيع المداخيل التي تسمح بدورها بالقيام بعمليات الشراء.
و السؤال الذي نقوم بطرحه هو كيف تتم عملية قياس أو حساب الإنتاج ؟
إن عملية جمع كل المنتجات فيما بينها لا تكتسي أي أهمية بسبب التقليد الزوجي ( أي القيام بحساب مرتين لنفس الإنتاج ) ، و إن إنتاج مؤسسة يمكن أن يكون مدخلا (مدخلات) ، و يشمل في نفس الوقت الاستهلاكات الوسيطية لإنتاج آخر مثل الصفائح الحديدية ، الزجاج ...التي تدخل في إنتاج السيارة.
لذا فإن إنتاج اقتصاد ما يساوي مجموع القيم الجديدة التي تم خلقها من قبل المؤسسة.
هذه القيم المضافة تتمثل في الفرق الموجود بين قيمة منتوج مادة أو خدمة و قيمة المواد و الخدمات التي تم استهلاكها من مواد أولية، كهرباء ، نقل......
إذا:
4_2_ب)_الناتج المحلي الإجمالي :
هو أهم القيم التابعة للأرقام الحجمية التي بنيت على أساسها المحاسبة القومية .
في هذا الإطار من اللازم التفريق بين الناتج المحلي الإجمالي السوقي و الناتج المحلي الإجمالي غير السوقي الذي يضم نشاطات الإدارية

4_2_ج)_الناتج أو الدخل الوطني الإجمالي: على عكس الناتج المحلي الإجمالي الذي يهتم بإنتاج وحدات الإنتاج المقيمة فإن الناتج الوطني الجمالي يهتم بالإنتاج الذي تم إنجازه من قبل كل عناصر الإنتاج المقدمة من قبل المقيمين فإن الدخل الوطني الإجمالي يحتوي أيضا على ما تم إنتاجه في الخارج من قبل مؤسسة جزائرية، لكنه لا يأخذ بعين الاعتبار نشطات (قيم) المؤسسات الأجنبية الموجودة داخل المحيط الاقتصادي
4_2_د)_الدخل الوطني
يقوم بقياس الناتج الوطني الإجمالي و الذي يشكل في الحقيقة دخل المتعاملين الاقتصاديين لبلد ما . للحصول على الدخل الوطني من اللازم الخصم ( التنقيص) من الدخل الوطني الإجمالي كل الإهتلاكات . إن هذه الأخيرة هدفها الوحيد هو المحافظة على مستوى طاقة الإنتاج ، كما نقوم بخصم الضرائب المرتبطة بالإنتاج و الاستيراد . أما حصة الإعانات المقدمة لمختلف الإدارات و المؤسسات فتضاف لحساب قيمة الدخل الوطني.

محب بلاده
2010-12-18, 23:43
او هذا آخر


الدورة الاقتصادية


تشغل الأزمة الدورية مركز الصدارة بين الأزمات الاقتصادية التي تعترض الاقتصاد الرأسمالي. وهي نتيجة مباشرة للاختلالات الاقتصادية العامة بمعناها الواسع (عدم التناسب بين الإنتاج والاستهلاك، وبين فرعي الإنتاج الأول والثاني، وبين مختلف فروع الاقتصاد الوطني). وتسهم هذه الأزمات في نهاية المطاف في إيجاد آليات تساعد في زيادة إنتاجية العمل وخفض نفقات الإنتاج. فالمؤسسات، في محاولاتها الخروج من الصعوبات الاقتصادية التي تعانيها تكثف بحوثها عن أنواع جديدة من المنتجات وعن تقنيات حديثة تستخدمها في الإنتاج، وتعد الحلول المؤقتة أو الجذرية التي تتوصل إليها المؤسسات أساساً لتجديد رأس المال الثابت ورفع إنتاجية العمل وتوسيع الإنتاج. وفي هذا المعنى نفسه تعد الأزمة مرحلة تأسيسية للدورة الاقتصادية، أي المرحلة التي تحدد، إلى درجة كبيرة، مسار التطور اللاحق، والملامح الرئيسة للدورة التالية، وطبيعة تجديد رأس المال الثابت. لذلك لا بد في البداية من الحديث عن طبيعة الدورة الاقتصادية le cycle économique الملازمة للاقتصاد الرأسمالي، وخصائصها والمراحل التي تمر بها، ومن ثم الانتقال إلى الحديث عن الأزمة الاقتصادية la crise économique بوصفها إحدى مراحل هذه الدورة.


لدورة الاقتصادية

تلازم الحياة الاقتصادية تغيرات مستمرة، إذ يمر التطور الاقتصادي بمراحل من الازدهار ومن الانكماش وتسمى الدورات الاقتصادية. وهي ظاهرة ملازمة للنشاط الاقتصادي منذ القديم. وثمة مثال ورد في سورة يوسف من القرآن الكريم عن اقتصاد مصر في زمن يوسف النبي بدورة مدتها سبع سنوات من الخصب تعقبها سبع سنوات «عجاف». ولكن مظاهر الدورات الاقتصادية غدت أكثر تعقيداً منذ ظهور الثورة الصناعية في أوربة وأصبحت ظاهرة تلازم نظام السوق بوجه عام. وصف فريدريك أنغلز المسيرة التي تحكم تطور الاقتصاد الرأسمالي بحسب مراحل الدورة الاقتصادية، وهي المسيرة التي تقود ذلك الاقتصاد، من أزمة إلى أزمة. وأوضح أن الجمود قد يخيم على الاقتصاد سنين طويلة. فتتعطل القوى المنتجة، وتُبَدَّد كميات كبيرة من المنتجات بسبب الكساد وانخفاض الأسعار وعدم القدرة على التصريف. ثم تنشط حركة الإنتاج وتبادل السلع شيئاً فشيئاً، وتتسارع تدريجياً حتى درجة الركض والجموح، ثم تتحول إلى قفزات تشمل الصناعة، والتجارة، والتسليف، والمضاربة، وتبدأ بعدها بالتباطؤ والانحدار إلى هاوية لا قرار لها. والدورة في الاقتصاد الرأسمالي هي مرحلة من الزمن تبدأ مع بداية أزمة وتنتهي مع بداية أزمة أخرى، مروراً بأربع مراحل أساسية هي: أزمة فانتعاش ونهوض فركود تعقبه أزمة أخرى، وهكذا تتوالى الحركة الدورية لترسم طريق التطور الرأسمالي. والمرحلة الرئيسة فيها هي أزمة فيض الإنتاج، فكل أزمة تكمل الدورة السابقة لها، وتؤدي التناقضات المتراكمة في مسيرة تلك الدورة السابقة إلى الانفجار، معبدة الطريق لتوسع الإنتاج في دورة جديدة تنتهي إلى أزمة تالية. وعلى هذا فالدورة تبلغ ذروتها عندما تبدأ الأزمة التالية في دورة جديدة وهي ما يسمى أزمة فيض الإنتاج.





مراحل الدورة الاقتصادية وخصائصها

http://www.marefa.org/images/thumb/c/ca/Businesscycle_figure1.jpg/180px-Businesscycle_figure1.jpg (http://www.marefa.org/index.php/%D9%85%D9%84%D9%81:Businesscycle_figure1.jpg) http://www.marefa.org/skins/common/images/magnify-clip.png (http://www.marefa.org/index.php/%D9%85%D9%84%D9%81:Businesscycle_figure1.jpg)
النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة 1954–2005


http://www.marefa.org/images/thumb/1/1e/Businesscycle_figure3.jpg/180px-Businesscycle_figure3.jpg (http://www.marefa.org/index.php/%D9%85%D9%84%D9%81:Businesscycle_figure3.jpg) http://www.marefa.org/skins/common/images/magnify-clip.png (http://www.marefa.org/index.php/%D9%85%D9%84%D9%81:Businesscycle_figure3.jpg)
الحيودات عن منحى النمو بعيد المدى في الولايات المتحدة 1954–2005


يخضع الاقتصاد الرأسمالي لقانون التطور الدوري، وتعد الدورة الاقتصادية السمة الملازمة لهذا الاقتصاد، فهو ينتقل من الانتعاش إلى الركود ثم يعود فينهض من ركوده وهكذا. تبدأ الأزمة الدورية في الاقتصاد الرأسمالي عندما تظهر فجوة بين إنتاج السلع وتصريفها. وإن عملية التداول السلعي البسيط وانفصال البيع عن الشراء نتيجة لظهور النقود أكدت إمكان حدوث هذه الفجوة. وأدت سيطرة رأس المال، والطابع الاجتماعي للإنتاج، في ظل الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، إلى إمكان حدوث تباعد حقيقي بين فعل شراء السلعة وفعل بيعها كان من نتائجه فيض الإنتاج الذي ترافقه عادة إفلاسات كبيرة في المؤسسات الصناعية والتجارية. فالمؤسسة عندما تفقد القدرة على تحويل مخزونها من السلع إلى نقد، تتوقف عن دفع ديونها، ويصاب أصحابها وأصحاب المصارف والمضاربون بالهلع، ويبدأ سباق محموم وراء النقد، فيطالب الدائنون بوفاء ديونهم أو خدمتها. ويتسابق المودعون إلى سحب أموالهم من المصارف وصناديق الضمان والتسليف فتضطر بعض المصارف إلى التوقف عن الدفع وقد تعلن إفلاسها ويتقلص عرض رأس المال الإقراضي ويرتفع معدل الفائدة.
وكلما ازداد فائض الإنتاج الخفي وضوحاً، حدث تقلص في الإنتاج فيعمد من أفلس من الرأسماليين إلى إغلاق مؤسساتهم، وتلجأ بعض المؤسسات إلى تقليص أعمالها وخفض إنتاجها، وإلغاء الورديات الإضافية، أو تقليص أيام العمل الأسبوعية أو ساعات العمل، وقد تغلق بعض «ورشاتها»، وتقلل من أنواع المنتجات التي تنتجها. ولاشك في أن درجة تقلص الإنتاج تتباين في مختلف فروعه، فيكون هبوطه كبيراً عادةً في الفروع التي تصنع وسائل الإنتاج. ومع تراجع الإنتاج وانخفاض كمياته، يقل حجم النقل وتتراجع الأعمال التجارية، وتنكمش التجارة الخارجية ويحدث انخفاض في أسعار السلع وتكون عواقب ذلك وخيمة جداً في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، فتقف عاجزة أمام المؤسسات الكبيرة التي تملك إمكانات أفضل لمواجهة الأزمة. وقد تنتشر البطالة التامة والبطالة الجزئية انتشاراً واسعاً وسريعاً، مع هبوط في مستوى الأجور إلى مادون قيمة العمل، فيزداد بؤسُ الطبقة العاملة ومعاناتها، في حين تتعرض كميات كبيرة من السلع والخبرات إلى التلف والإبادة.
وعند بدء الانتقال من مرحلة الأزمة إلى المرحلة التي تليها، يتوقف الإنتاج عن التراجع، ولكنه يترجح حول مستوى الأزمة المنخفض، ويتسارع امتصاص الاحتياطات السلعية، ويتوقف هبوط الأسعار فتستقر عند المستوى الذي بلغته في نهاية مرحلة الأزمة ولا تحدث انهيارات جديدة ذات شأن في الأسواق، ولكن التجارة تبقى ضعيفة، بطيئة الحركة. ويؤدي تقليص الإنتاج وتراجعه في هذه الأثناء إلى انخفاض مخزون السلع فتبدأ الأسواق بالتحسن شيئاً فشيئاً وينشط تصريف السلع فيها، وتتحسن أوضاع المؤسسات المالية فيقل طلبها على القروض، وتتحسن درجة الثقة بالوضع الاقتصادي فيستأنف المدخرون إيداع أموالهم في المصارف، ويقود ذلك إلى انخفاض معدلات الفائدة في السوق. وهذا يعني أن مرحلة الانكماش هي مرحلة تكيف الاقتصاد الوطني مع شروط الأزمة واستعداده للانتعاش الاقتصادي.
بعد ذلك يبدأ الانتقال تدريجياً، من مرحلة الركود والجمود إلى المرحلة التالية من الدورة وهي مرحلة الانتعاش، ففي هذه المرحلة يبدأ خط الإنتاج والتجارة بالصعود ويقترب الإنتاج حجماً وكميّةً من المستوى الذي كان عليه عشية الأزمة، ثم يتجاوزه، وهذا يعني بدء الانتقال إلى المرحلة التالية من الدورة وهي النهوض والازدهار، ولهذه المرحلة سمات معاكسة تماماً لسمات مرحلة الأزمة ومنها: تزايد الإنتاج لمواجهة تزايد الطلب الفعال، وارتفاع أسعار السلع لزيادة الطلب عليها وتزايد الطلب على قوة العمل وانخفاض عدد العاطلين عن العمل مع ارتفاع في معدلات الأجور. تنبثق الأزمات عن عمليات عميقة الجذور، ولكن طابع حركتها وأنماطها ترتبط كذلك بأسباب عرضية وثانوية منها: الهلع الذي يصيب رجال الأعمال وأخطاؤهم في تقويم أحوال السوق، والعوامل المؤثرة في النقد وسياسات الحكومات وغير ذلك. مما قد يحدث تغيراً كبيراً في شروط العمل والإنتاج، ويساعد على إدخال تغييرات معينة على مسار الدورة، وهذا ما حدث بعد الحرب العالمية الثانية. فالاقتصاد الرأسمالي يكرر، دورياً «إنتاج الفجوة» بين العرض والطلب الفعالين، وكلما كانت الفجوة كبيرة، كانت الأزمة أشد، وهي تخرج عن إرادة الأفراد منعزلين، ولكن الدراسة المتأنية لأحوال السوق تفسح في المجال لاتخاذ إجراءات احترازية وقائية وإيقاف نمو الإنتاج في وقت مبكر بالاستناد إلى دلائل معينة، مما يقلص حجم هبوط الإنتاج في أثناء الأزمة. فيغدو منحنى الدورة أكثر سلاسة. أن إن التحكم بهبوط الإنتاج أو التخفيف من آثاره واستمراره لا يتم بلا ثمن، وهو خفض معدلات النمو في مرحلة الانتعاش.
آلية الانتقال من مرحلة إلى أخرى من مراحل الدورة: ترتبط كل مرحلة من مراحل الدورة الاقتصادية ارتباطاً عضوياً بالمراحل الأخرى، ويعدّ الانتقال من الأزمة والركود إلى الانتعاش فالنهوض حركة صاعدة ترتبط بتغير هيكل الإنتاج الاقتصادي لموا جهة الأزمة من جهة، وبردود الفعل التي تبديها القوى الاقتصادية المختلفة من جهة ثانية. ففي مرحلتي الأزمة والركود تنخفض أسعار السلع فيزداد الطلب عليها، وينخفض الإنتاج فيقل العرض ويتكيف مع حجم الطلب، وهكذا يتم امتصاص فائض السلع في السوق، ومن جهة ثانية، تنخفض أسعار عناصر رأس المال الأساسي وأجور العمل فيزداد الحافز عند الرأسماليين لزيادة الاستثمارات. فيتجه التطور نحو الأعلى، ويزداد الطلب على السلع وتميل الأسعار نحو الارتفاع، فيزداد المردود وتنخفض أسعار عوامل الإنتاج، مما يؤدي إلى انخفاض التكاليف، ويميل الرأسماليون إلى زيادة نشاطهم فيتبدل اتجاه الحركة الهابط نحو الصعود ويبدأ التحول من الأزمة والركود إلى الانتعاش والنهوض.
أما الانتقال من الانتعاش والنهوض إلى الأزمة والركود فيتم باتجاه معاكس تماماً. ففي مرحلة النهوض الاقتصادي يزداد الإنتاج، ويفيض عن حاجة السوق فيصبح العرض أكبر من الطلب، وعندما يبلغ الفارق بينهما حداً معيناً تتجه الأسعار نحو الانخفاض، فيقل مردود المؤسسات، في حين يزداد الطلب على عوامل الإنتاج فترتفع أسعارها في السوق، ويؤدي ذلك إلى ارتفاع التكاليف وتدني الطلب الفعال مما يقود إلى كساد السلع ويندفع أصحاب رأس المال إلى تقليص إنتاجهم من جديد فيدخل الاقتصاد الوطني في مرحلة جديدة من الركود والأزمة. وهكذا تتناوب مراحل الدورات الاقتصادية. وتختلف مدة كل مرحلة من المراحل تبعاً لاختلاف شروطها بين بلد وآخر أو من وقت إلى آخر. ولكن هناك سمة عامة ملازمة لتطور الدورة هي أن مرحلة الأزمة والركود أطول من مرحلة الانتعاش والنهوض عادة.
فوضى الإنتاج والتناقض بين الإنتاج والاستهلاك: (أو طبيعة الأزمة)

إن فوضى الإنتاج سمة ملازمة لنمط الإنتاج الرأسمالي وليس ثمة تناسق بين فروع هذا النمط من الإنتاج إلا ما جاء عرضاً أو مؤقتاً فكل رأسمالي يسعى في ظل سيطرة الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج، إلى زيادة إنتاجه وإغراق السوق وقد لا يعبأ بإمكانات التصريف ومستوى الطلب الفعال للسلعة التي ينتجها. لذلك يتطور الإنتاج الرأسمالي على قفزات سريعة في بعض الفروع والمؤسسات، ومن هنا يكون عدم التساوي في التطور الذي يُعد قانون الرأسمالية المطلق. ولا يمكن للإنتاج الرأسمالي أن يتطور إلا عن طريق المزاحمة التي تنطوي على تناقضات لا حصر لها. ولابد للمزاحمة من أن تولد عدم تناسق بين فروع الاقتصاد الوطني. ومن المعروف أن للإنتاج فرعين أساسيّين، أولهما فرع «إنتاج وسائل الإنتاج». وثانيهما فرع «إنتاج السلع الاستهلاكية». وتتطور فروع الإنتاج المختلفة في ظل الرأسمالية تطوراً غير متسق وغير متوازن. ويلاحظ أن نمو الإنتاج الرأسمالي، وتكوّن السوق الداخلية، لا يحدثان بفعل زيادة إنتاج سلع الاستهلاك بقدر ما يحدثان بفعل زيادة إنتاج وسائل الإنتاج. أي أن الفرع الأول (إنتاج وسائل الإنتاج) ينمو بسرعة أكبر من سرعة نمو الفرع الثاني (إنتاج سلع الاستهلاك)، وتسبق زيادة إنتاج وسائل الإنتاج كثيراً زيادة إنتاج سلع الاستهلاك. وتحتل سلع الاستهلاك، في الكتلة العامة للإنتاج الرأسمالي، منزلة متضائلة الأهمية مع مرور الزمن.
وإن زيادة إنتاج وسائل الإنتاج لايمكن إلا أن تؤثر في إنتاج وسائل الاستهلاك (أموال الاستهلاك)، ذلك لأن المؤسسات التي تزيد من استخدام وسائل الإنتاج (أموال الإنتاج) تدفع إلى السوق في نهاية المطاف كميات متزايدة باستمرار من السلع المعدة للاستهلاك. وعلى هذا فهناك علاقة ارتباط واضحة ومباشرة بين إنتاج أموال الإنتاج، من جهة، وإنتاج أموال الاستهلاك من جهة ثانية. ولكن في الوقت الذي يتزايد فيه إنتاج أموال الإنتاج وأموال الاستهلاك يتراجع الطلب الفعال بسبب انخفاض نصيب قوة العمل من الدخل القومي، فيتجه استهلاك الجماهير نحو الانخفاض في حين يتجه الإنتاج نحو الزيادة فتصطدم زيادة الإنتاج بانخفاض الاستهلاك في المجتمع.
نظريات الأزمات الدورية

لم يتمكن آدم سميث (http://www.marefa.org/index.php/%D8%A2%D8%AF%D9%85_%D8%B3%D9%85%D9%8A%D8%AB) وديفيد ريكاردو (http://www.marefa.org/index.php/%D8%AF%D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%AF_%D8%B1%D9%8A%D9%83% D8%A7%D8%B1%D8%AF%D9%88) من كشف تناقضات الاقتصاد الرأسمالي العميقة وفهمها التي تظهر في أوضح صورها بالأزمات الاقتصادية الدورية العامة. فقد أكد ريكاردو أن الإنتاج الرأسمالي يتمتع بمقدرة على التوسع لا حد لها، مادامت زيادة الإنتاج تؤدي آلياً إلى زيادة الاستهلاك، ولهذا فلا مكان لفيض الإنتاج العام. وبناء على هذه النظرية لا يمكن حدوث غير توقف عفوي في تصريف بعض السلع ناشئ عن عدم تناسق جزئي في توزيع العمل الاجتماعي بين فروع الإنتاج، وإن القضاء على عدم التناسق هذا حتمي بفعل ميكانيكية المزاحمة. ولكن سيسموندي الذي جاء بعد ريكاردو توصل إلى كشف بعض التناقضات التي تعترض الاقتصاد الرأسمالي، وإن لم يتمكن من تقويم طبيعتها تقويماً دقيقاً. وضع سيسموندي نظرية حول الأزمات الاقتصادية أضحت فيما بعد أساساً قامت عليه مجموعة من النظريات الأخرى. فهو يُرجع الأزمة إلى الاستهلاك الضعيف، أو إلى عدم إشباعه. وقد استند سيسموندي إلى بعض أفكار آدم سميث الأساسية، واستنتج، أن على الإنتاج أن يتوافق مع الاستهلاك، وأن الإنتاج يتحدد بالدخل. ورأى أن الأزمة نتيجة لاختلال هذا التناسب، أي نتيجة للإفراط في الإنتاج الذي يسبق الاستهلاك. وأن أساس الأزمة يكمن خارج الإنتاج، وخاصة عندما تتوضح في التناقض بين الإنتاج والاستهلاك. وأوضح سيسموندي أن الإنتاج يتحدد بالدخل، وأنه هو الهدف الوحيد لتراكم الإنتاج، لذلك يجب على الإنتاج أن يلائم الاستهلاك. وأكد أن تطور الرأسمالية يؤدي إلى إفلاس المنتج الصغير، وإلى تفاقم أوضاع العمال المأجورين، وقد أكد أيضاً أن توسيع الإنتاج، يصطدم بحدود لا يستطيع التغلب عليها، لأن تضاؤل استهلاك الجماهير، سيقلل من إمكان تصريف الإنتاج ويقلل من إمكان تحقيق أرباح أصحاب رأس المال.
وقد حاولت هذه النظرية فيما يبدو أن تعطي تفسيراً ظاهرياً صحيحاً للأزمة، ولكنها لم تبحث في أسباب تدني الأجور ولافي أسباب سوء توزيع الدخل الذي يقود إلى نقص الاستهلاك الذي يؤدي بدوره إلى حدوث الأزمة. يفسر ماركس الأزمات الاقتصادية بالتناقضات الرئيسة في الاقتصاد الرأسمالي التي تتسبب في حدوث الأزمات الدورية العامة. وأكدت هذه النظرية أن السبب الرئيس في حدوث الأزمة وجود تناقض في الإنتاج الرأسمالي، أي التناقض بين الطابع الاجتماعي للإنتاج والملكية الرأسمالية لوسائل الإنتاج. ولم تنفِ النظرية الماركسية وجود تناقض بين الإنتاج والاستهلاك في الاقتصاد الرأسمالي، بل حاولت أن تضع هذا التناقض في موقعه المناسب في تفسير الأزمة الدورية، وترى النظرية الماركسية أن تحليل التناقضات العميقة الملازمة لجوهر أسلوب الإنتاج الرأسمالي يظهر كيف يتم الانتقال الديالكتيكي من إمكان حدوث الأزمات إلى واقعها، إلى حتمية الأزمات في ظل الرأسمالية.
ويفسر كينز الأزمات الاقتصادية بعدم كفاية الطلب، ويؤكد أن سبب الأزمة يكمن في القوانين النفسية التي لا تتبدل ومنها «قانون ميل الناس إلى التوفير». وهكذا يربط كينز السبب الرئيس للأزمة بخصائص طبيعة الإنسان التي لا تتبدل، وفوضى الروح الإنسانية، بدلاً من ربطها بخصائص الاقتصاد الرأسمالي النوعية. ويوضح كينز أن مجموع استهلاك المجتمع يتأخر دائماً عن نمو مجموع الدخل الحقيقي، نتيجة خصائص الأفراد النفسية، ويطالب الدولة بالتدخل لحل قضية استخدام أكبر عدد ممكن من اليد العاملة (نظرية الاستخدام الكامل). وهو يعتقد أن معالجة الأزمات الاقتصادية لا يتم إلا بتدخل الدولة في الحياة الاقتصادية تدخلاً فعالاً، عن طريق تنظيم مقدار الاستهلاك العام والتوظيفات، باستعمال عدد من الأدوات من بينها السياسة الضريبية ورفع معدل الحسم، وغير ذلك.
الأزمة الاقتصادية

وصف فريدريك أنغلز الأزمة الاقتصادية وصفاً تقليدياً. إذ قال: «تتوقف التجارة، وتزدحم الأسواق، وتتراكم البضائع بكميات هائلة لا طريق لبيعها، ويختفي النقد السائل (السيولة النقدية)، كما يختفي التسليف، ثم تتوقف المصانع، وتفقد جماهير العمال وسائل عيشها، لمجرد أنها كانت قد أنتجت الكثير من هذه الوسائل، بعد هذا تتتالى الإفلاسات، كما تتتالى عمليات البيع القسري. ويستمر هذا الانسداد القاسي سنوات طويلة، فتتدمر القوى المنتجة والمنتجات إجمالاً، حتى الوقت الذي تمتص فيه السوق فائض البضائع المتراكمة أي حتى الوقت الذي يستعيد فيه الإنتاج والتبادل مسيرتهما بالتدريج». تأتي الأزمة بعد عدة أعوام من الازدهار والصفقات الجيدة، وتعلن الأزمة عن نفسها عندما تبدأ الهمسات هنا وهناك في الصحف والمصفق (البورصة)، وتسري الإشاعات حول إفلاس بعض المؤسسات، وترتفع نسبة الحسم، مما يزيد في صعوبة التسليف. وتتوضح الأزمة عندما تزداد أخبار الإفلاسات، ويبدأ البحث لمعرفة مَن المسؤول عن حدوث الأزمة، أهي المصارف أم رجال الأعمال، أم رجال البورصة، أم أصحاب المصانع. ويحاول العاملون في البورصة أن يحمّلوا الصناعيين المسؤولية، ويُرجع هؤلاء السبب إلى شح النقد المتداول في البلد وهكذا. أصبحت الأزمة الدورية المعاصرة ذات طبيعة مركبة، وبرز عدد من الأزمات العالمية منذ سبعينات القرن العشرين مثل: أزمة النظام النقدي الدولي، وأزمة الطاقة والخامات، وأزمة الدين الخارجي، وأزمة الغذاء وأزمة البيئة، وتشابكت هذه الأزمات الهيكلية لتؤلف الأزمة الدورية وتزيدها تعقيداً، وبات الخروج منها أصعب بكثير من ذي قبل. وتنعكس الأزمات الهيكلية بصفة خاصة في صورة بطالة هيكلية، وعجز هيكلي في الموازنات العامة، وميل إلى التضخم مع الركود. لا سبيل إلى فهم الأزمة الممتدة منذ السبعينات إلا في ضوء التغيرات الهيكلية الجارية في الاقتصاد الرأسمالي العالمي. فالظاهرة الهيكلية البارزة هي تشابك الأزمة الدورية مع الأزمات الهيكلية التي يبحث رأس المال الدولي عن مخرج منها عن طريق ترشيد الإنتاج على أساس منجزات الثورة العلمية والتقنية. ومن ثم تشابكت الظواهر ذات الطابع الدوري مع الأزمة الهيكلية الطويلة الأمد، ومع الركود في الفروع القاعدية للاقتصاد الرأسمالي.
الأسباب المباشرة لأزمات فيض الإنتاج

إن الأسباب المباشرة لأزمات فيض الإنتاج هي التناقضات الرئيسة التي تلازم النظام الرأسمالي وهي: التناقض بين زيادة الإنتاج وتراجع الإنتاج الفعال نسبياً، وفوضى الإنتاج، واختلال التوازن وعدم التناسق، والتناقض بين الإنتاج والاستهلاك، والتناقض بين شروط إنتاج القيمة الزائدة وشروط تحقيقها. وجميع هذه التناقضات إنما هي ناشئة عن التناقض بين الطابع الاجتماعي للإنتاج وشكل الحيازة الرأسمالي الخاص. التناقض بين القوى المنتجة وعلاقات الإنتاج. وتتمثل الرأسمالية بالإنتاج السلعي في أعلى مرحلة من مراحل تطوره، عندما تتحول منتجات العمل كلها إلى سلع، وتتحول قوة العمل نفسُها إلى سلعة تتحدد قيمتُها بالعرض والطلب. وتقوم الرأسمالية على العمل المأجور، أي تجمّع وسائل الإنتاج في أيدي أصحاب رأس المال وتحول هذه الوسائل إلى وسائل لاستثمار العمال المأجورين، ويُحدث الانفصال بين وسائل الإنتاج المحصورة في أيدي القلة من الرأسماليين وبين المنتجين المباشرين المحرومين كل شيء ماعدا قوة عملهم التي يضطرون إلي بيعها لمالكي وسائل الإنتاج. ونتيجة لما تقدم يصبح ناتج عمل المجتمع كله في حوزة عدد قليل من مالكي وسائل الإنتاج وهدفهم الوحيد هو تحقيق الربح. وينشأ عن الركض وراء الربح تعاظم استغلال العمال المنتجين، وانخفاض نصيبهم من الدخل القومي، وهذا يؤدي إلى خفض الطلب الفعلي، وتقلص تصريف السلع والمنتجات وما دامت الرأسمالية قائمة، فلابد من حدوث أزمات فيض الإنتاج.
تاريخ الأزمات الاقتصادية

كانت الأزمات الاقتصادية في التشكيلات الاقتصادية الاجتماعية التي سبقت الرأسمالية تحمل طابعاً مختلفاً عن الأزمات التي حدثت في عصر الرأسمالية. فقد كانت الأزمات تنجم في السابق عن كوارث طبيعية عفوية، كالجفاف والطوفان والجراد وغيرها من الآفات، كما كانت تنجم عن أحداث من صنع الإنسان كالحروب والغارات التي كانت تدمر كل شيء، وتصيب القوى المنتجة بالخراب، وتحدث فاقة شديدة عند الناس، وتنتشر المجاعات والأوبئة فتقتل الكثير من الناس. وكانت هذه الأزمات، التي تسمى «أزمات ضعف الإنتاج»، تنجم عن أسباب غير نابعة مباشرة من جوهر أسلوب إنتاج معين. وقد أشار تقي الدين المقريزي (ت845هـ) إلى معظم الأزمات الاقتصادية التي حدثت في مصر على مر العصور، وحدد أهم الأسباب التي نشأت عنها ما كان منها بسبب الطبيعة (كانخفاض منسوب النيل، وانحباس المطر، والآفات التي تصيب المحصولات) أو بسبب سلوك الإنسان وتصرفه كالفتن والاضطرابات وتفشي الرشوة وغلاء دور السكن وارتفاع أجورها وانخفاض قيمة النقود. وفي العصر الحديث انفجرت أول أزمة خفض إنتاج ذات صفة دورية واضحة في إنكلترة عام 1825. وأدت هذه الأزمة إلى تقليص الإنتاج، وحدثت إفلاسات كثيرة، وحدثت أزمة تسليف ونقد، وتراجع التصدير، وانتشار البطالة والفقر. أما أزمة خفض الإنتاج الدورية التالية فقد ظهرت في النصف الثاني من عام 1836، وشملت جميع فروع الصناعة في إنكلترة، وأدت إلى هبوط شديد في حجم التصدير، ثم بدأت مرحلة ركود طويلة امتدت حتى عام 1842. ثم اندلعت أزمة اقتصادية جديدة في عام 1866 بسبب بعض الحروب التي وقعت بين الدول الأوربية، فسبّب ذلك توتراً اقتصادياً كبيراً في أوربة.. وظهرت أزمة أخرى في عام 1882، وأزمة تالية في عام 1890. وانتشرت أزمة كبيرة في أوربة في عام 1900، تلتها أزمة عام 1907 وأزمة 1913 .
أما أعنف أزمة حدثت في القرن العشرين فهي أزمة 1929 - 1933 التي هزت العالم، وكانت لها سمعة مدوية، وتلتها أزمة 1974 - 1975 التي أعلنت ولادة مرحلة جديدة من مراحل تطور الرأسمالية. وتعدّ أزمة 1981 - 1983 أشد عنفاً من أزمة السبعينات السابقة. والأزمة التي كانت في جوهرها أزمة إفراط في الإنتاج وعدم قدرة السوق على استيعابه صارت تأخذ شكل الركود الممتد لا شكل دورة الانتعاش والركود. أنواع الأزمات الاقتصادية يمكن تمييز ثلاثة أنواع من الأزمات الاقتصادية التي يتعرض لها الاقتصاد الرأسمالي وهي: الأزمة الدورية، والأزمة الوسيطة، والأزمة الهيكلية. أما الأزمة الدورية (أزمة فيض الإنتاج) التي تدعى أحياناً «الأزمة العامة» فتصيب تكرار الإنتاج، وتشمل كل عملية تكرار للإنتاج، أو الجوانب الرئيسة فيها: الإنتاج والتداول، الاستهلاك والتراكم. وهذا يعني أن الهزات التي تتولد عن الأزمة الدورية تكون أكثر عمقاً إذا ما ووزنت بغيرها من الأزمات. أما الأزمة الوسيطة، فأقل اتساعاً وشمولاً، ولكنها مع ذلك تمس جوانب ومجالات كثيرة في الاقتصاد الوطني. وتحدث هذه الأزمات نتيجة لاختلالات وتناقضات جزئية في عملية تكرار الإنتاج الرأسمالي: فالأزمات الوسيطة لا يمكن أن تحمل طابعاً عالمياً على النحو الذي يميز الأزمات الدورية العالمية لفيض الإنتاج. أما الأزمة الهيكلية، فتشمل في العادة مجالات معينة أو قطاعات كبيرة من الاقتصاد العالمي، منها، على سبيل المثال، أزمة الطاقة، وأزمة المواد الخام، وأزمة الغذاء، وغيرها. وإذا كانت الأزمة الهيكلية تقتصر على قطاع واحد من قطاعات الاقتصاد فإنه لابد أن يكون قطاعاً مهماً، وأساسياً، كمصادر الطاقة، أو صناعة الحديد والصلب، أو أزمة الغذاء وما إلى ذلك. فالأزمات في الفروع الصغيرة، ولو استمرت مدة طويلة، لا يمكن أن تصبح أزمات دورية، لأنها لا تمس جميع جوانب الاقتصاد الأخرى وقطاعاتها. ويعتقد أغلب الاقتصاديين بضرورة التفريق بين الأزمات الدورية والوسيطة والهيكلية، مستندين في ذلك إلى عدد من المعايير، أهمها حتمية ظهورها في سياق الدورة الاقتصادية أو عدم حتمية ذلك، وكذلك عمق الأزمة وأثرها في الأطر الوطنية، ثم شمولها أو عدم شمولها كل قطاعات الاقتصاد الوطني. إن كل أنواع الأزمات تعكس تناقضات واختلال توازن في عملية تكرار الإنتاج الرأسمالي، ولكن بأشكال مختلفة، ولها آثارها المختلفة في الاقتصاد العالمي. ففي الأزمات العامة الشاملة للسوق العالمية تبرز كل تناقضات الدولة والاقتصاد الرأسمالي وتفعل فعل العاصفة داخل الدولة وخارجها، أما الأزمات الجزئية (الوسيطة) فتنقل إلى خارج الدولة مشتتةً، منعزلةً، وحيدة الجانب. وتشغل الأزمات الاقتصادية الهيكلية مكانة متميزة بين الأزمات الاقتصادية الملازمة للاقتصاد الرأسمالي. وقد تعرض الاقتصاد الرأسمالي إلى أزمات هيكلية خطيرة في مجال الطاقة والخامات وعانى نقصاً في إنتاج الغذاء. وكان لأزمة الطاقة في العامين 1974 - 1975 أكبر الأثر في الأزمة العالمية التي حدثت إبان هذه الحقبة والتي أعلنت قيامَ دورة جديدة من تراكم رأس المال. تبدل مظاهر الأزمات ومظاهر الأزمة الحديثة تبدلت مظاهر الأزمة الاقتصادية في النظام الرأسمالي مع مرور الزمن، فقد أمكن التخفيف من الحدة التي كانت تتسم بها الأزمات سابقاً وانخفضت مرحلة استمرار الركود والكساد في الوقت الحاضر. وتباينت مراحل انفجار الأزمة من بلد إلى آخر، فأصبحت لا تقع في آن واحد فيها جميعاً، مما ساعد على مواجهتها. كذلك تقلص مدى الانخفاض في معدلات الإنتاج الصناعي. وكانت الدورة الاقتصادية سابقاً تستغرق في العادة عشر سنوات، حتى يستعيد الاقتصاد مرحلة الانتعاش من جديد. وكان الأمر يتوقف في الواقع على قدرة الاقتصاد الرأسمالي على التجديد وتوسيع رأس المال الثابت في أصوله الإنتاجية. وكل أزمة هي نقطة البدء للقيام بتجديد شامل، وتوسيع في رأس المال الثابت، بهدف أساسي هو تخفيض نفقات الإنتاج، لكن الوضع في الأزمات الأخيرة تغير، فكل تجديد لرأس المال الثابت وتوسيعه عملية لابد لها من نهاية، وغالباً ما يتوقف الرأسماليون في لحظة معينة عن شراء السلع والآلات التي كانوا يحتاجون إليها لأن الطاقة الإنتاجية الجديدة تكفي للبدء في تزويد السوق بكمية إضافية من السلع. أما أهم المتغيرات التي طرأت على مظاهر الأزمة الدورية الحديثة فتتلخص فيما يلي: ـ باتت الأزمات أقل عمقاً، وأقصر زمناً بالموازنة مع الأزمات التي حدثت قبل الحرب العالمية الثانية. ـ لا يصاحب الأزمات الدورية العالمية الحديثة هبوط كبير في الإنتاج في جميع البلدان الرأسمالية. ـ يلاحظ قدر كبير من عدم تزامن الدورات الاقتصادية في البلدان المختلفة. ـ غدت الدورات الاقتصادية تقترن غالباً بأزمات وسيطة. ـ أصبح الركود الاقتصادي ظاهرة عادية وغير نادرة. ـ تغير الإيقاع التقليدي لنشاط الأعمال. ـ تغير طابع حركة الأسعار. ـ تقلصت الأزمات النقدية (الداخلية). ـ تغير كذلك دور أزمات البورصة. ويلاحظ أن المظاهر الحديثة للأزمات تتمثل في أنها أقل حدة وأقصر أمداً، وهذا يرجع إلى المحاولات المستمرة من جانب الرأسمالية المعاصرة للتكيف مع الشروط التاريخية الجديدة ومتطلبات الثورة التقنية والعلمية. ومن أهم المظاهر الحديثة للأزمة الشاملة: انخفاض معدلات النمو الاقتصادي، وانخفاض معدل نمو الصادرات، وانخفاض العمالة، وانتشار البطالة، وحدوث ظاهرة التضخم، وارتفاع أسعار الفائدة، واتجاه منحنى الربح في البلدان الرأسمالية نحو الانخفاض، وتفاقم أزمة النقد الدولية، وارتفاع أسعار الذهب. وقد تجمعت هذه المظاهر جميعاً في الأزمة الاقتصادية الشاملة التي شهدتها البلدان الرأسمالية في سبعينات القرن العشرين، إذ كانت كل الاقتصاديات الرأسمالية تقريباً تواجه معدلات بطالة مرتفعة. وفي الوقت نفسه كان أغلبها يتبع سياسات مضادة للتضخم، وهي ذات طبيعة انكماشية تضاعف من حدة البطالة. وما تزال الرأسمالية عاجزة عن التغلب على أزماتها، ومازالت تعاني أزمات عميقة (أزمات دورية وهيكلية)، وصارت أزمتها الاقتصادية أزمة متصلة وممتدة بما تشتمل عليه من نمو بطيء وبطالة جماعية. ومازالت البلدان المتقدمة تمارس عمليات استغلال بلدان العالم الثالث ونهبها في محاولة مستمرة لنقل أعباء أزمتها إلى شعوب تلك الدول. ومع كل الأزمات التي تعانيها الدول الرأسمالية فإنّ نظامَها الاقتصادي مازال قادراً على التكيف والبقاء، ومازال قادراً على مواصلة الاستغلال.

محب بلاده
2010-12-18, 23:48
مراجع للاستزادة

ـ أ.إ. بلجوك، الأزمات الاقتصادية المعاصرة، تعريب القزويني (الجزائر 1985).
ـ مطانيوس حبيب، الاقتصاد السياسي (جامعة دمشق، مطبعة الداودي، دمشق 1984).
ـ فؤاد مرسي ( الرأسمالية تجدد نفسها )، سلسلة عالم المعرفة، العدد 147(الكويت1990).
ـ نخبة من الأساتذة السوفييت، الاقتصاد السياسي، أسلوب الإنتاج الرأسمالي، ترجمة بدر الدين السباعي (دار الجماهير)

usto_eps
2010-12-19, 12:46
البحث الذي اعطيتني اياه ليس هو المطلوب اخي من فضلكم هل ممكن مساعدة
طلبي ص 11

محب بلاده
2010-12-19, 15:59
البحث الذي اعطيتني اياه ليس هو المطلوب اخي من فضلكم هل ممكن مساعدة
طلبي ص 11

ممكن هذا يفيدك أخي



الذاكرة وانواعها والنسيان وعلاجه الفصل الأول : الذاكرة وأنواعها
I.- تعريف الذاكرة
II.- أنواع الذاكرة
1. الذاكرة الحسية
أ. سمعية
ب. بصرية
2. الذاكرة قصيرة المدى
3. الذاكرة النشطة (العاملة)
أ. تعريفها
ب. تعريفها في ظل نظرية بادلي
ج. مكوناتها
د. مميزاتها
هـ. طرقيتها
4. الذاكرة طويلة المدى
أ. الذاكرة الإجرائية
ب. الذاكرة التقريرية
ج. نظرية بناء المعلومات في ذاكرة المعاني
د. استرجاع المعلومات من الذاكرة الطويلة المدى
الفصل الثاني : النسيان واضطراب الذاكرة
* تمهيد
I.- المقصود بالنسيان
II.- النظريات المفسرة للنسيان
1. نظرية الإعفاء
2. نظرية تعثر الأثر
3. النسيان باعتباره فشلا في القدرة على الاسترجاع
4. النسيان عن دافع
5. أثر زيـجـارك
6. نظرية التداخل
أ. التداخل الرجعي
ب. التداخل اللاحق
7. العلاقة بين الحفظ و التذكر و النسيان
أ. مبدأ التحويل إلى المألوف
ب. مبدأ التبسيط
ج. مبدأ الترابط
د. مبدأ التشابه
8. منحنى التذكر ومنحنى النسيان
9. طرق دراسة النسيان عند الأفراد
10. العوامل المتعلقة بالنسيان
أ. التعلم الناقص و التعلم الزائد
ب. التعلم الموزع و التعلم المجمع
ج. تأثير طول الدرس على الحفظ
د. حفظ أنواع مختلفة من المادة
هـ. النشاط التالي للتعلم
11. اضطرابات ومشكلات الذاكرة
أ. الآمنيزيا
ب. زملة كروساكوف
ج. الصرع
د. فقدان الذاكرة الناتج عن الإصابة
هـ. فقدان القدرة على ممارسة الأعمال المعتادة
و. اضطراب التعرف
ع. الفقدان البصري
غ. أنتروجرابد آمنيزيا
ح. الذاكرة الزائفة
الفصل الثالث : برامج واستراتيجيات لتحسين وعلاج الذاكرة وتغلب على النسيان
* تمهيد
I.- برنامج تدريبي للذاكرة –برنامج رقم 1- .
II.- نصائح تقدم للمريض
III. برنامج للتدريب الذاكرة –برنامج رق2-.
1. تمارين تختبر دقة الملاحظة
2. تمارين تختبر قوة البديهة
* الـخـاتمة.



* الملاحق.
تعد الذاكرة من أهم العمليات العقلية العليا في حياة الإنسان وتعتمد عليها عدد من العمليات الأخرى مثل الإدراك، والوحي والتعلم والتفكير وحل المشكلات والتحدث، والحقيقة أن كل ما نفعله تقريبا يعتمد على الذاكرة، بل أن الحضارة تنتقل من جيل إلى جيل عن طريق الذاكرة. كما تتضح أهمية الذاكرة في حياتنا اليومية عندما تواجه الوجه الآخر لها وهو النسيان وعلم النفس المعرفي ، حيث تلاحظ على سبيل المثال في الوسط التعليمي أن معظم المشاكل التي يعاني منها الطلبة سببها النسيان، خاصة وأن معظم نظم الامتحان منذ القدم وحتى الآن تعتمد على قياس ما يتذكره الطالب من معلومات.
كما أن معظم الدراسات الطبية والنفسية والفسيولوجية والبيوكميائية اهتمت بدراسة الدور الذي تلعبه الخلايا العصبية في عملية الاحتفاظ والتذكر والنسيان وتبين للباحثين والعلماء في هذا المجال أن هذه العمليات تتأثر بالعامل الوراثي وبعامل الاستعداد إلى جانب عوامل البيئة والاكتساب ([1] (http://taouinet.maktoobblog.com/wp-*******/mu-plugins/editor/fckeditor.html?InstanceName=*******&Toolbar=Default#_ftn1)).
وقد تناولنا هذا الموضوع أي الذاكرة في بحثنا تحت عنوان الذاكرة وأنواعها، النسيان وعلاجه في ثلاث فصول أدرجنا فيها تعريف للذاكرة و انواعها و كذا تبيان لطبيغة النسيان و نظرياته ثم اهم البرامج و الاستراتيجيات لتحسين الذاكرة و التغلب على النسيان.


I. تعريف الذاكرة :
تختلف تعاريف الذاكرة حسب اختلاف النظريات والاتجاهات إلى دراساتها : "الذاكرة الوحدة الرئيسية للتعامل مع المعلومات عند الإنسان فهي التي تمر بها محل القرارات التي يتخذها الشخص سواء كانت قرارات معرفية، نفسية، اجتماعية أو حركية"([2] (http://taouinet.maktoobblog.com/wp-*******/mu-plugins/editor/fckeditor.html?InstanceName=*******&Toolbar=Default#_ftn2)).
الذاكرة عبارة عن نسق لمعالجة المعلومات، وذلك مثل الحاسوب تماما، إلا أن المعالجة للمعلومات تكون على أساس ديناميكي تدخل فيه عوامل فيزيولوجية نفسية وغيرها.
تعريف أندرسون للذاكرة Anderson 1995:
" على أنها دراسة عمليات استقبال المعلومات والاحتفاظ بها واستدعائها عند الحاجة "
كما تعرف الذاكرة : "بأنها جزء من العقل البشري، وهي مستودع لكل الانطباعات والتجارب التي أكتسبها الإنسان عن طريق تفاعله مع العالم الخارجي، وعن طريق الحواس وهي إنطباعات توجد على شكل صور ذهنية، وترتبط معها أحاسيس ومشاعر سارة أو غير سارة للإنسان"
II. أنواع الذاكرة :
توجد عدة نظريات لتفسير مختلف الميكانيزمات التي تدخل في عملية تخزين المعلومات، ومن أهم هذه النظريات نظرية بادلي (Baddely) الذي يقسم الذاكرة إلى قسمين هما : الذاكرة قصيرة المدى والذاكرة طويلة المدى.
كما يشير كل من (Anderson 1995, Stermberg 2003, Shanks 1997) إلى ثلاثة أنماط من الذاكرة هي الذاكرة الحسية، الذاكرة القصيرة والذاكرة الطويلة.
وفي هذا الصدد يشير أندرسون تحت عنوان "صعود وسقوط" نظرية الذاكرة القصيرة ص 171، … بأن مفهوم الذاكرة العاملة أصبح بمثابة المفهوم الأكثر قبولا من مفهوم الذاكرة القصيرة بخصائصه التقليدية.
ونظرا لتدخل وتعدد التقسيمات للذاكرة أثناء معالجتها وتخزينها للمعلومات أرتئينا أن ندرج الأنواع التالية وفق الترتيب الآتي :
1. الذاكرة الحسية :
تعتبر الذاكرة الحسية المرحلة الأولى في نسق التذكر عند الكائن البشري حيث يتم تخزين المعلومات الحسية هذه المعلومات الواردة عن طريق الحواس الخمس قد تكون بصرية أو سمعية أو شمية أو غير ذلك.
تتميز هذه الذاكرة ببقاء تأثير المنبه بعد إنهاء عملية التنبيه أو توقفه سواء كان هذا المنبه بصريا أم سمعيا أو واردا من أي حاسة من الحواس ([3] (http://taouinet.maktoobblog.com/wp-*******/mu-plugins/editor/fckeditor.html?InstanceName=*******&Toolbar=Default#_ftn3)).
- تنظيم الذاكرة الحسية لتمرير المعلومات بين الحواس والذاكرة القصيرة حيث تسمح بنقل حوالي 4-5 وحدات معرفية في الوقت الواحد، علما بأن الوحدة المعرفية قد تكون كلمة أو حرفا أو جملة أو صورة حسب نظام المعالجة.
- تخزن الذاكرة الحسية المعلومات لمدة لا تتجاوز الثانية بعد زوال المثير الحسي .
- تنقل الذاكرة الحسية صور عن العالم الخارجي، ولا تقوم بأية معالجات معرفية.
من أكثر أنماطها تناولا :
أ. الذاكرة الحسية البصرية :
كان نسير (Neisser 1861) أول من أشار إلى هذا النمط وسماها الذاكرة التصويرية، ليدلل على الانطباعات البصرية التي تنقلها هذه الذاكرة إلى المعالجة المعرفية اللاحقة.
ب. الذاكرة الحسية السمعية :
بعد التوقف الشير السمعي، تبقى المعلومات في الذاكرة الحسية السمعية قبل تمريرها للذاكرة القصيرة، أما من حيث وظيفة الذاكرة الحسية السمعية فهي على غرار الذاكرة البصرية، حيث تعمل على استقبال المعلومات السمعية والاحتفاظ بها لفترة قصيرة من الوقت، ومن ثم تمريرها إلى الذاكرة القصيرة للمعالجة وفق آلية الانتباه([4] (http://taouinet.maktoobblog.com/wp-*******/mu-plugins/editor/fckeditor.html?InstanceName=*******&Toolbar=Default#_ftn4)).
2. الذاكرة قصيرة المدى :
هي عبارة عن التخزين الفردي و ظرفي للمعلومة، مهمتها الحفاظ على المعلومات لبض دقائق، أو حتى بضع ثواني، والذي يتضمن مرحلة الاحتفاظ بالمعلومات لفترة قصيرة، لأننا بحاجة إليها مؤقتا([5] (http://taouinet.maktoobblog.com/wp-*******/mu-plugins/editor/fckeditor.html?InstanceName=*******&Toolbar=Default#_ftn5)).
ولذاكرة قصيرة المدى ثلاث وظائف : الأولى وتتمثل في جمع المعلومات للاستعمال الأني، والثانية عبارة عن معالجة المعلومات من أجل التخزين الفعال ، هي إمكانية القيام باسترجاع المعلومات (الذكريات) من الذاكرة طويلة المدى وتجديدها في الذاكرة قصيرة المدى.
3.أ. ذاكرة العمل :
لقد تكلم الباحثون كثيرا عن ذاكرة العمل من دون قصد حيث أعطوا تعريفات تمثل في مضمونها تعريفات عدة لذاكرة العمل ولكن بمصطلحات تختلف عنها.
* ف "Case" تكلم عن فضاء المعالجة من جهة وفضاء التخزين من جهة أخرى.
* عام 1970 "Leon" "Pascual" تكلم عن الفضاء الذهني أو فضاء المعالجة المركزي لكي يوضح مجموعة من التخطيطات بامكانها أن تنشط وتترابط في حالة حل أي مشكل.
* أما "Wickens" فقد رأى بأن للذاكرة نظامين تحتين :
- الذاكرة الأولية التي تستقر في الوعي معلومات تنشط خلال تحقيق أي فعل بهذا يكون قد تعلم عن ذاكرة العمل.
- الذاكرة الثانوية التي تمثل الجزء السلبي، أي غير فعال للذاكرة فهي تحتوي على معلومات تمت معالجتها وتمثل موضوعا للمعالجة الفوري بعد استعمالها في ظرف جد قصير([6] (http://taouinet.maktoobblog.com/wp-*******/mu-plugins/editor/fckeditor.html?InstanceName=*******&Toolbar=Default#_ftn6)).
3.ب. ذاكرة العمل في ظل نظرية بادلي :
ظهر مصطلح ذاكرة العمل في بداية السبعنيات على إثر البحوث التي قامت بخصوص الذاكرة القصيرة المدى، وتمثل ذاكرة العمل المرحلة النشطة للتخزين القصير المدى، حيث تم معالجة المعلومات فهم الميكانيز التي تجعلنا نتذكر أمورا وننسى أمور أخرى([7] (http://taouinet.maktoobblog.com/wp-*******/mu-plugins/editor/fckeditor.html?InstanceName=*******&Toolbar=Default#_ftn7)).
-يعرفها بادلي على أنها نسق ذو طاقة محدودة بعمل على الاحتفاظ المؤقت والتصرف في المعلومات أثناء القيام بالعمليات المعرفية مثل التعلم، الفهم.
- اقترح كل من (Hitch- Baddely) نموذج لذاكرة عمل متكون من عدة عناصر بحيث أكدا على أن الذاكرة قصيرة المدى يمكن أن تنشط فضاء للعمل، يعني نظام يسمح باحتفاظ المؤقت للمعلومة ومعالجتها في ظل مهمات معرفية أخرى مثل :
الاستدلال، الفهم، بعد ذلك ذهبنا إلى تفضيل نموذج لمكونات ذاكرة العمل([8] (http://taouinet.maktoobblog.com/wp-*******/mu-plugins/editor/fckeditor.html?InstanceName=*******&Toolbar=Default#_ftn8)).
* مكونات ذاكرة العمل :
رغم وجود عدة نماذج لمكونات ذاكرة العمل فإن النموذج الآخر استعمالا هو نموذج "بادلي" و "هيتش" والذي يفترض وجود أنظمة تحتية مسؤولة على التخزين المؤقت وهما :
- الحلقة الفنولوجية، السجل البصري الفضائي.
- تشير، تراقب، تنظيم هذه الأنظمة التحتية من طرف نظام رئيسي مركزي.
أ. المنظم المركزي :
هو العنصر المنظم الذي يقوم بالتنسيق بين المعلومات التي تصل الحلقة الفنولوجية عبر القناة السمعية البصرية وتلك التي تصل السجل اللفظي البصري من القناة البصرية فقط.
- فزيادة إلى وظيفة التنسيق، يعتقد أن المنظم الإداري يتدخل في المسائل المعقدة التي يتمكن منها النظامين التحتيين فيعمل هذا المكون كمراقب منتبه مهمته تعديلية وظابطة للمهام المقدمة التي تجري في ذاكرة العمل.
- كما اهتم "بادلي" كثيرا بنموذج Normane et Shallise في عام 1986 للمراقب المنتبه والذان يصفان فيه نمطين يسمحان بمراقبة سير الفعل هذا باستعمال مخططات موضوعة جيدًا، تراقب الأفعال المألوفة والتي قد تترابط فيها بينها (كالمشي والكلام في أن واحد).
1. النمط الأول :
شبه أتوماتيكي يحل المشاكل التي تحدث بين سيمات الفعل.
2. النمط الثاني :
فهو عبارة عن نظام منتبه وواعي يدير المواقف المستعجلة أو عندما تكون المهمة جديدة على الشخص حيث يتدخل في تعديل البرنامج الموجود، فهو يملي علينا أفعال جديدة تتناسب مع مشاكل جديدة.
ب. السجل البصري الفضائي :
إن هذا النظام لم يكن موضوع دراسات تجريبية كثيرة، وهذا راجع لتعقيد التقنيات المستعملة وصعوبة ترجمة النتائج المتحصلة عليها وذلك نظرا إلى أن بعض الملاحظات العصبية السيوكولوجية لا يمكن شرحها استنادا على الحلقة الفنولوجية وهو نظام تخزين مؤقت قادر على تصور والاحتفاظ بصورة بصرية فضائية وهو في حد ذاته متخصص إلى أنظمة تحتية أخرى.
* نظام للصور ذات طابع فضائي.
* نظام للصور البصرية غير الفضائية (اللون ، اللمعان)
* نظام للصور البصرية المشكلة إنطلاقا من مجموعة من الأصوات.
جـ. الحلقة الفنولوجية :
هي ثاني النظامين التحتين لذاكرة العمل مسؤول على التخزين المؤقت للمعلومات القادمة من القناتين السمعية والبصرية وهي العنصر الأكثر وضوحا بالنسبة للبحث العلمي.
- تتمثل وظيفة الحلقة الفنولوجية في المحافظة والمعالجة للمادة اللفظية التي تأتيها من القناتين السمعية والبصرية، تتكون الحلقة الفنولوجية من سجل للتخزين الفنولوجي الذي يحتوي على المعلومات اللفظية السريعة الزوال، مع مرور الوقت بحيث لا يتجاوز ثانيتين.
- غير أن هناك إمكانية إعادة تنشيطها بواسطة التكرار اللفظي ، هو عبارة ميكانيزم لفظي داخلي أو نطقي وهو مكون الثاني للحلقة الفنولوجية.
- عندما تصل المادة اللفظية إلى السجل الفنولوجي من القناة السمعية يتم تخزينها في السجل الفنولوجي القصير المدى ثم إعادة تنشيطها بواسطة التكرار اللفظي، أما إذا كان تقديم المادة بصريا.
- تمر عملية التخزين بمرحلتين المرحلة الأولى تتم فيها ترجمة أو تشفير المادة فنولوجيا بواسطة ميكانيزم التكرار اللفظي ثم في المرحلة الثانية يتم تخزينها في السجل الفنولوجي أين تتم عملية التنشيط بواسطة نفس الميكانيزم من أجل الاحتفاظ بالمعلومة لزمن معين.
*. مميزات ذاكرة العمل :
- قدرة التخزين أو سرعة التميز :
حاليا يرى بعض الباحثون بأن ذاكرة العمل لا تتناسب لا مع السن ولا مع الذاكرة وما يوضح هذه العلاقة هو سرعة الترميز في ذاكرة العمل، وقدة الاحتفاظ بالمعلومة حسب الترتيب الوقتي للتتابع الأحداث.
- وقد وجد كل من Badelly, Buchanen, Thomasion عام 1975 أن هناك علاقة وثيقة بين وحدة الحفظ وسرعة قراءة وحدات مبنية بصريا، بينما لاحظ أندرسون عام 1982 أن وحدة الحفظ بالنسبة للسن لسرعة ترميز الوحدات تحت الشكل اللفظي يزداد وحدة الحفظ كل.
- بما أن ما يميز ذاكرة العمل ليس كان سائدا دائما وهو تحديد القدرة أي تحديد التخزين بل سرعة ترميز بالمعلومة.
* مرونة المعلومات في ذاكرة العمل :
إن زوال الإشارة لا يتغير حسب التشخيص بل ما يتغير هو القدرة في استراتيجيات المراجعة للمعلومة عن طريق التكرار اللفظي من جهة طبيعة الترميز الذي قد تم خلال قدرة تقديم المثيرات من جهة أخرى.
*. استرجاع المعلومة من ذاكرة العمل :
استنادا إلى التجربة التي قام بها Sternferig 1966 والتي قام بتقديم قائمة من الأرقام مختلف الطول من 1 إلى 6 تكون قائمة متنوعة يرقم اختياري ويجب على الشخص أن يقرر وبسرعة ما إذا كان هذا الرقم من بين أرقام القائمة أم لا، وبعد قياسة للوقت اللازم للإجابته وجد أن وقت الإجابة يتناسب خطيا مع الأعداد الوحدات في القائمة كلما أضيف رقم إلى القائمة زادت فترة الرد بـ 38 ثانية.
- طرق قياس ذاكرة العمل :
* المنحنى التسلسلي La courbesérielle :
في تجربة للتذكر الحر قدمت سلسلة من الكلمات تعطي كلمة أي حوالي كلمة في الثانية وعن التلفظ بآخر كلمة في السلسلة يجب على الشخص إعادة الكلمات التي استطاع تذكرها بالترتيب الذي يريد.
- يقوم بعدها المجرب بحساب النسبة المؤوية للتذكر عند كل حالة مقارنة بموضوع الكلمة في القائمة له سوف نتحصل على منحى على شكل U وهو يدعى بالمنحى التسلسلي الذي من خلاله سوف يتبين لنا تأثيرين هامين تأثير الحادثة ومن جهة أخرى تأثير الأولية.
* تأثير الأولوية :
- من خلال المنحى السابق الجذع له يكون غير تام، وهذا نتيجة الاحتفاظ بالكلمات الأولى المقدمة وهذا ما يدعى تأثير الولية.
* تأثير الحادثة :
- أما الجذع الأيمن للمنحى ناتج عن الاحتفاظ الجيد بالكلمات الأخيرة المقدمة وهذا ما يدعى بتأثير الحادثة وهو يتميز بحساسية شديدة حيث أنه يحقق تماما بعد وقت جد قصير وعادة ما يكون تذكر الكلمة الخيرة 100 % و 90 % لما قبلها لكن بعد بضع دقائق يختصر هذا التذكر إلى 10 % فقط فهذا النسيان المذهل يعكس ميكانيزم خاص وحساس بالنسبة للوقت في الذاكرة قصير المدى.
* المهمة المزدوجة :
قامت الباحثة "Lloy de Leterman 1981" يتجربة كان أساسها تقديم ثلاثة حروف متتابعة إما بصريا أو سمعيا أو في نفس الوقت وبنفس الترتيب –رأي الحالة تقوم بمهمتين في آن واحد-
بما أن الحالة تعيد انقطاع تلك الأصوات المختلفة فإنها لا لا تستطيع الإعادة الصوتية الألية للرسالة إذن كل اختلاف يلاحظ على التذكر بين الرسائل المقدمة سمعيا أو بصريا يبين الاختلاف الفعال بين الاحتفاظ بالمعلومات السمعية والبصرية دون تدخل الحسب النطقي بحيث تكون الذاكرة السمعية أكثر فعالية لكن هذا التعرف يزول تماما خلال مهلة 11 ثانية.
- هذا ما يقود بأن الفائض من المعلومات لحوالي 20 % يذهب للذاكرة القصيرة المدى على شكل سمعي تلاشى بسرعة من 3 إلى 11 ثانية لكن بالرغم من مرور 11 ثانية إلا أن الشخص يبقى محتفظ ببعض المعلومات 50 % وهذا ما يفسر بتحويل تلك المعلومات الذاكرة طويلة المدى.
لقد استعمل بادلي نفس التجربة المهمة المزدوجة ليبين أن هناك اختلافات بين ذاكرة العمل و ذاكرة قصيرة المدى حيث يطلب من الشخص استعمال تقنية المهمة المزدوجة بفضلها نطلب من الحالة أن تقوم بعمل يمتص أكبر جزء من ذاكرة العمل لديها وفي نفس الوقت يتم أعمالا للتعلم للفهم أو التحقيق.
4. الذاكرة طويلة المدى :
هي عبارة عن مرحلة يكون فيها التخزين منتهيا وفعالا بعد المعالجة التي يمر بها في ذاكرة العمل، وتتدخل الذاكرة طويلة المدى عندما يكون وقت الاسترجاع للمعلومات يتراوح من بضعة دقائق إلى عدد من السنوات وما يميز هذه الذاكرة هو توفر المعلومات في كل وقت ولكن هذا لا يعني أن هذا الاسترجاع سهل المنال.
ويمر التخزين الطويل المدى للمعلومات على ثلاث مراحل :
أ. مرحلة تسجيل المعلومات القادمة من ذاكرة العمل.
ب. مرحلة تنظيم المعلومات.
جـ. مرحلة لإعادة تنشيط واسترجاع لهذه المعلومات
كما تقسم محتويات الذاكرة طويلة المدى إلى نوعين أو نمطين من المعلومات هما :
1. الذاكرة الإجرائية :
وتدور معلومات هذه الذاكرة حول المهارات الأدائية التي تعلمها الطفل من خلال الممارسة والخبرة، أو ببساطة كيف يقوم بأداء الأشياء المختلفة بطريقة وصفها البعض على أنها غير شعورية أي بدون وعي من الفرد خلال أداء المهمة الحركية، وخير منال على تلك المهارات التي تعلمتها ضمن لعبة كرة القدم كمهارة التعاون، المراوغة، وتطويق الخصم واللياقة البدنية للعبة، فجمع هذه المهارات تم تعلمها من خلال الممارسة والخبرة السابقة وتستطيع الآن ممارستها بدون الحاجة إلى الوعي أو العبث المعرفي خلال اللعبة.
2. الذاكرة التقريرية :
وتدور معلومات هذه الذاكرة حول الخبرات والحقائق والمعارف التي تعمها الفرد خلال مراحل حياته المختلفة، وتوصف هذه الذاكرة بأنها سهلة التعلم وسهلة النسيان لكثرة معلوماتها وتشعباتها المختلفة ولتأثرها بالممارسة والاستخدام، ويمكن تقسيم هذه الذاكرة إلى نوعين هما :
أ. الذاكرة العرضية :
وتحتوي على معلومات ذات صلة بالسيرة الذاتية للفرد وخبراته الماضية وفق تسلسل زمني ومكاني محدد، وخير مثال على ذلك ذكريات الفرد حول امتحان الثانوية العامة وما تبعها من إعلال للنتائج وقبوله في الجامعة، وتسجيله في مساف معين في الجامعة.
ب. الذاكرة الدلالية (المعاني) :
تتمثل خلاصة معاني المعارف والحقائق والمعلومات عن العالم المحيط بنا.
بمعنى تعتبر مخزن الذاكرة التي تشارك في تنظيمها وتبينها سيرورات اللغة.
- في الأدب السيكولوجي المعاصر كثيرا من النظريات الخاصة بهذه المسألة، وتنطلق كلها من مبدأ مفاده أن المعلومات اللفظية لا يمكنها أن تنقل إلى مخزن الذاكرة بشكلها النصي، فما ينقل إنما هو محتوى الرسالة وبعبارة أخرى بنيتها العميقة، في حين أن البنية السطحية تسجلها الذاكرة ذات الأجل القصير.
- وينجم عن ذلك أن هذا الإعلام العميق ينبغي له، عندما يسترجع أن يكون بصورة مسبقة موضوع إعادة تبين، فالمعلومات تتلقى إذن شكلا جديدا إذا استخلصناها من الدائرة ذات الأجل الطويل ولا تتغير إذا استخلصناها من الذاكرة ذات الأجل القصير.
* نظريات بناء المعلومات في الذاكرة الدلالية :
- وبوسعنا أن نميز ظروف من النظريات الخاصة بتبين المعلومات في الذاكرة الدلالية وتنظيمها، إنها نظريات العلامات ونظريات العلاقات ونظريات القضايا.
- نظريات العلامات : إن الذاكرة الدلالية تتألف من مداخل معجمية ومجموعة من العلامات الدلالية، النحوية والفنولوجية، التي تغري إليها.
- نظريات العلاقات : بنية الذاكرة الدلالية بواسطة العلاقات القائمة بين العناصر المختلفة للمنظومة الذاكرية إنها تدرج مختلف نظريات الحقول الدلالية وعلاقات ترابطية وكذلك أنماطا من ترتيبات المفاهيم.
- نظريات القضايا : إن القضية التي تتألف من علاقة وبينية أو عدة بينات عنصر بنائي للذاكرة الدلالية وهذه القضايا تتكون من اللغة، بنيتها العميقة التي تحكمها المبادئ المنطقية لحساب القضايا وتحول القواعد النحوية هذه القضايا والقواعد النحوية كلها مهمة مفادها أن تبرز العمل الوظائفي في ذاكرة المنظومة المعجمية للغة والعلاقات الموجودة بين العناصر المعجمية المختلفة.
وتجري كثير من المخابر البسيكولوجية في الوقت الراهن، بحوثا تجريبية للتحقق من الواقع البسيكولوجي لأنماط الذاكرة الدلالية.
- استرجاع المعلومات من الذاكرة من الذاكرة الطويلة :
- الاسترجاع هو جملة البحث على المعلومات في مخزن الذاكرة الطويلة وإعادتها إلى الذاكرة القصيرة، لتصبح استجابة ضمنية أو ظاهرة كالاستجابة المكتوبة أو المنظومة أو الحركية والاسترجاع يمر بعدة مراحل وهي :
- مرحلة البحث عن المعلومات : يبدأ الفرد البحث عن المعلومات في الذاكرة الطويلة من خلال: أ. تحقيق من وجود المعلومات أصلا في الذاكرة الطويلة.
ب. فحص المعلومات المتوفرة من حيث حجمها وزمانها ومكانها وعناصرها.
ت. تحديد المعلومات المطلوب استرجاعها.
2. مرحلة تجميع المعلومات المطلوبة وتنظيمها :
- إعادة تجميع المعلومات وتنظيمها بشكل يسهل التعامل معها وفهمها، ولتصبح بصورة منطقية ومعقولة، وقد يواجه الناس بعض الصعوبات في التجميع والتنظيم فيظهر ما عرف في علم نفس بظاهرة (على رأس اللسان) لنقص عنصر أو عدم إنتظام العناصر المكونة للموقف، وتتم هذه المرحلة بضها وتوجيه من الذاكرة القصيرة التي تستقبل العناصر المستعادة أول بأول وهي الذاكرة الطويلة استعداد للاستجابة.
3. مرحلة الأداء أو الاستجابة :
وتظهر هنا الاستجابة الظاهرة أو الظمنية كالضغط على مفتاح الكهرباء أو السلوك الحركي أو قراءة حيث من الشعر وغيره علما بأن أوامر الاستجابة تصدر عن الذاكرة القصيرة ويصنف نوعين تلقائي ومقصود :
الاسترجاع التلقائي :
هو استرجاع شبه آلي لا يحتاج إلى جهد وزمن طويل كالتعرف على نغمة موسيقية وأداء حركة رياضية معينة.
الاسترجاع المقصود :
هو الاسترجاع الذي يحتاج إلى الجهد والوقت كتذكر معلومات أو قوانين وأسماء أو أرقام الفرد في الماضي.
تمهيد:
النسيان هو الصورة السالبة للحفظ ,و التذكر و النسيان هما الوجهان المختلفان للعملة ذاتها ,فنخن نتعلم شيئا ما أي اننا نختزنه في الذاكرة و عندما نسترجعه في موقف ما نقول أننا قد تذكرناه , وان حدث العكس نقول : لقد نسيناه وسنحاول في هذا الفصل توضيح موضوع النسيان .
المقصود بالنسيان :
تعتبر عبارة –لقد نسيت – من أكثر العبارات شيوعا عند الإنسان بمختلف أجناسهم و جنسياتهم وحتى أعمارهم فالنسيان لا يقترن بالمسنين فقط كما هو شائع عند الأفراد و إنما أي شخص يعتبر معرض لهذه الحالة أي حالة النسيان ,ويعرف النسيان *بأنه فقدان طبيعي جزئي أو كلي مؤقت أو دائم لما اكتسبتاه من ذكريات و مهارات حركية و منه فهو عجز عن الاسترجاع أو التعرف أو عمل شيء* ومن خلال هذا التعريف يتوجب علينا التمييز بين النسيان الطبيعي و النسيان المرضي فقد يفقد الفرد ذاكرته على حين فجأة عقب إصابة دماغية أو صدمة انفعالية أو يكو ن فقدان الذاكرة تدريجيا كما هي الحال في بعض الأمراض العقلية مثل النسيان الفجائي بعد حادث سيارة ,و قد يحدث النسيان نتيجة لانطباعات ضعيفة أو عارضة أو غير كافية أثناء التأثير و الملاحظة ,فكثيرا ما نعجز عن ذكر الأسماء أو الناس لأننا لا ننتبه إليها عند سماعها أو رؤيتها انتباها كافيا ,ولكن لنفترض أن الملاحظة أو الإدراك قد تم بانطباع كاف و دون صدمات انفعالية فلماذا يحدث النسيان في هذه الأحوال ؟(أحمد عزت راجح, دون سنة ,ص295)
النظريات المفسرة للنسيان :
لقد ارجع بعض علماء النفس النسيان إلى "عفاء" تدريجي يصيب الأكثر المفترض بحكم عدم الاستعمال في حين غزى ,البعض الأخر من العلماء النفس النسيان إلى *تغيير في الأثر* أولي فشل ميكانيزم الاسترجاع ,وادعى البعض الآخر أن هناك *دوافع النسيان* أو إلى تأثير التداخل ,ولكن لا يستطيع تفسير واحد من هذه التفسيرات أن يعلل لنا جميع الحقائق عن النسيان ,إن كل واحد منها يعتبر جزءا من هذه الحقائق.
نظرية العفاء :
و تدعى كذلك نظرية الترك ,الضمور أو نظرية الإهمال ,و تعتبر أبسط نظرية وضعها علماء النفس في النسيان وتقوم على فكرة أن التعليم هو نتاج الممارسة أو الاستعمال بينما يحدث النسيان خلال فترات الحفظ حين تكون المعلومات موضع الاهتمام مهملة ,ومنه فان الإهمال يتسبب في النسيان (لطفي عبد العزيز السربتي ,دون سنة ,298) فبمجرد مرور الزمن يؤدي بآثار الذاكرة إلى أن تزول (هوارد ,1984 ص 147) و لهذه النظرية أساس فسيولوجي ضمني ,فمن المفترض أن التعلم يعدل الجهاز العصبي المركزي و أن النسيان ينتج عن تدهور في أثر الذاكرة في هذا الجهاز بسبب مرور الزمن و على هذا فان النسيان يشبه البهت التدريجي لصورة فوتوغرافية مع مرور الزمن و منه فان النسيان يرجع –تبعا لهذا الرأي – الى الفشل في التخزين و لا
يتضمن التشفير أو الأسترجاع(مصطفى عشوي 2003) ورغم تعدد الدراسات التي تؤيد هذه الفكرة –فكرة أن المادة التي تتعلمها تعفى بمرور الزمن إلا أنه في المقابل هناك أدلة كثيرة على خطئها من ذلك ما تدل عليه الملاحظات الإكلينيكية من أن الطفل الذي فقد بصره في سن الرابعة أو الخامسة وصل الى سن الرشد دون أن يفقد ما تعلمه عن طريق حاسة الأبصار بحيث بمكن تمييزه بوضوح في سن النضج عن شخص ولد أعمى و هذا يعني أن الترك لا يحدث أثرا (أحمد عزت راجع دون سنة ص 298) ومنه فان النقطة الأساسية هنا هي انه بالرغم من أن مرور الزمن قد يسبب بعض التغيرات التي تؤدي الى النسيان فان الزمن وحده لا يفسر كل ما تعرفه عن النسيان ,إن الوقت في ذاته لا يمكن أن يتسبب في النسيان أكثر مما يتسبب تآكل بنا ء من الخشب (هوارد 1984 ص 148).
نظرية تغير الأثر :
نشأت نظرية تغير الأثر كتفسير للنسيان من الأبحاث السابقة في الإدراك و هي الأبحاث التي كشواهد على أن ذاكرة الفرد تتغير بطرق معينة ,إذ عرض على شخص أي من الأشكال الموجودة بالشكل 8-2 فان ذاكرته لها قد تتحول الى الأشكال الأكثر تناسقا و الأقل نقضا التي يشملها العمود الموجود الى أقصى اليمين من الشكل و يتم كل تغير بناء على مبدأ من المبادئ التالية:
*الإغلاق* أي الميل الى إغلاق شكل مفتوح *الشكل الحسن*أي الميل الى إكمال الشكل *التناسب* أي الميل الى توازن الشكل ,هذه المبادئ الثلاثة ينظر إليها كعمليات فسيولوجية باعتبار أنها مظاهر بنائية لوظائف نسيج المخ.و بناءا على وجهة النظر هذه فان الأكثر التي تتركه الخبرة السابقة قد يصبح بسبب هذه العمليات أكثر كمالا أشد اتزانا ,و بذلك يفقد بعض صفاته الذاتية ,هذا التغيير في الأثر إذن يسبب في النسيان الأصلي فإذا كان الأثر يعاني من عدم التناسق بشكل خاص فان الشكل النهائي له قد يجعل منه شيئا يعيد الصلة بالمادة الأصلية و النتيجة المباشرة لذلك هو حدوث قدر كبير من النسيان و المجربون المؤيدون لهذه النظرية راو في كل تغيير دليلا على صدق مبدأ معين من مبادئ التغيير لكن المعارضين لها راو في كل تغيير شيئا عفويا لم تحدث بناءا على مبدأ معين و لقد أكدوا أنه تحت ظروف من الاختبار التجريبي الدقيق يبدو أن آثار الذاكرة لا تتغير في الاتجاه الذي تتبناه القوانين الإدراكية للتغيير .
و في هذا الصدر وجد *بارتليت *في سلسلة من التجارب العبقرية التي كان فيها الأفراد يستعيدون فيها قصصا و أشكالا مرئية ,أن التغير في الذاكرة يتأثر الى حد كبير بنسبة في البند المطلوب تذكره,و تمدنا بالدليل المباشر على هذا الدور الذي تلعبه التسمية تجربة قام بها * أ .أ والتر * حيث عرض على الأفراد مجموعة من الأشكال غير المحددة ثم طلب منهم رسما من الذاكرة و كان المجرب بقول لأحدى مجموعات هؤلاء الأفراد قبل عرض الأشكال مباشرة أنها تشبه شيئا معينا مألوفا لديهم ,و بالنسبة لمجموعة أخرى كان يقول أنها هي ذاتها تشبه شيئا آخر –مألوف لديهم أيضا- و بين المواد المتوسط في الشكل 8-5 المادة المستخدمة في هذه التجربة في حين تبين العمودان الموجودان على طرفي الشكل أنواع الأشكال التي قام الأفراد برسمها و منها الأسماء التي أطلقت على الأشكال غير المحددة قبل عرضها على الأفراد ,كل من المجموعتين و لقد بينت الكثير من الرسوم تأثيرا قويا لتسميته على آثار الذاكرة ولكن هذا التغيير على عكس فرض الأثر هو نتيجة للاسم الذي يطلقه شخص ما على المثير الأصلي و منه ذاكرتنا تبدو و كأنها تتحرك في اتجاه الأشكال المتناسبة و لكن ذلك لا يكون ناتجا عن عمليات فسيولوجية عصيبة فطرية فالكثير من الأشياء المألوفة التي لها أسماء يحدث أيضا أن تكون متناسبة (هوارد ,1984)


النسيان باعتباره فشلا في القدرة على الأسترجاع:
يرى أصحاب هذه النظرية أن أثر الذاكرة إذا تم تكوينه ,و أصبح جزءا من الذاكرة طويلة المدى فانه غالبا يستمر الى مدى الحياة ,و لكن تبقى المعلومات المختزنة في الذاكرة عديمة الفائدة بالنسبة لنا ما لم تكن متاحة و قابلة للاسترجاع ,فإذا لم نتمكن من استرجاع هذه المعلومات لسبب أو لآخر ,نقول إننا نسيناها و لكن قد لا يكون النسيان دليلا قاطعا على فشل الذاكرة بل يكون غالبا فشلها في الأسترجاع وبعد النسيان المؤقت نتيجة الفشل في الأسترجاع خبرة يومية نتعرض لها جميعا ,و من المفترض أنه مما يساعدنا على تذكر اسما ,استرجاع الظروف التي قابلنا فيها الشخص أو رأيناه لأول مرة,كما ظهر أن الأسترجاع يكون أكثر فعالية عندما يكون في الحالة المزاجية ذاتها التي كان فيها عندما اكتسبنا فيها هذه المعلومة في المرة الأولى ففي إحدى التجارب الشهيرة التي أجراها *بووير* تم التأثير على الحالة الانفعالية لعدد من المفحوصين عن طريق التنويم الصناعي حيث قاموا بتعلم قائمتين من الكلمات ’ واحدة عندما كانوا في حالة سعيدة و الأخرى عندما كانوا في حالة حزينة و تم اختبارهم بعد ذلك في الأسترجاع بحيث كان بعضهم في الحالة الانفعالية نفسها التي كانوا فيها عند التنويم خلال تعلمهم على حين كان بعضهم الآخر في حالة مختلفة ,فتبين أن الحالة المزاجية لها دور فعال في التأثير على قدرة المفحوصين في استرجاع الكلمات فكانت درجات المفحوصين السعداء أفضل على القائمة من المفحوصين الذين تعلموا في حالة الحزن كما ظهر أيضا أنه عندما تم تنويم المفحوصين صناعيا و كانوا في حالة انفعالية سعيدة ثم طلب منهم استرجاع أحداث طفولتهم تذكروا كثيرا من الأحداث السعيدة و قليلا من الأحداث غير السارة نفس الشيء بالنسبة للحالة الانفعالية غير السارة*موريس دوبسن ,ص 249*كما نجد كذلك تجربة تلفتح و بينرسون عرضت على أفراد لتذكر كلمات معينة في قائمة تحتوي على أسماء أنواع مثل :سلاح ,جريمة و بعد كل اسم نوع كائن يعطي مثال أو أكثر لهذا النوع مثل : بقرة ,قنبلة ,خيانة بالنسبة للأنواع التي سبق ذكرها و طلب من الأفراد حفظ الأنواع الأمثلة فقط دون حفظ أسماء الأنواع ذاتها,و في اختبار الأسترجاع أعطى للأفراد قطع من الورق لكي يكتبوا عليها كل ما يمكن أن يتذكروه من كلمات ,و أعطيت هذه الأوراق لنصف من المفحوصين فارغة تماما من كل شيء أما بالنسبة للنصف الأخر فقد كتب على أوراقهم جميع أسماء الأنواع فوجدوا أن الأفراد الذين زودوا بأسماء الأنواع باعتبارها مؤشرات استطاعوا أن يسترجعوا كلمات أكثر من أولئك الذين لم يزودوا بها.و على ذلك فالأفراد الذين قرئت عليهم قائمة بها أسماء ألاثنتي عشر نوعا و في كل نوع أربع كلمات استطاع من زود منهم بأسماء الأنواع أن يسترجعوا حوالي ثلاثين كلمة أما من لم يزود منهم فلم يتذكروا سوى عشرين كلمة فقط في المتوسط و بعد ذلك لما زودت الفئة الأخيرة أيضا بأسماء الأنواع كمؤشرات استطاعوا أن يسترجعوا ثماني و عشرون كلمة من القائمة في المتوسط و هذا يعني أن الكلمات الثمانية الزيادة التي لم يكن في الأماكن تذكرها من البداية لابد أنها كانت مختزنة في مكان ما بالذاكرة ,ولكن لم يكن من الممكن العثور عليها دون مساعدة إضافية في شكل مؤشرات استرجاعية ,إن نتائج مثل هذه التجارب أدت ببيركستون و رفيقه و غيرهما من علماء النفس الى أن يستنتجوا أن الكثير من المواد التي تبدوا أنها نسيت هي في الواقع موجودة في الذاكرة و إن كان الوصول إليها غير ممكن ,لذلك بالمؤشرات الاسترجاعية الملائمة تسهل عملية الأسترجاع الى حد كبير (هوارد 1984 ص 158)
النسيان عن دافع:
أو ما يسمى بنظرية الكبت يعتقد بعض المنظرين أننا ننسى معلومات مختزنة في الذاكرة لأننا ببساطة نود نسيانها و يعتبر المحللون النفسيون بهذه النظرية واعتبروا أن الكبت لا نجده فقط لدى المصابين بالعصاب و غيرهم من المضطربين بل نجده أيضا لدى العاديين من الناس فقد وصف فرويد في كتابه علم النفس المرضي في الحياة اليومية أثر الكبت في السلوك اليومي كما تتمثل في السهر و زلات اللسان مثلا: كأن يعتقد المتحدث في الحقيقة عكس ما كان يريد ظاهريا أن يقول(هوارد 1984.ص 151-160)كما يرى فرويد أننا ننسى –عن طريق الكبت –ما لا نهتم به و ما لا نريد تذكره –و ما هو مصطنع بصيغة وجدانية منفترو أو مؤلمة خاصة ما تجرح كبريائنا وقد دلت التجارب صدق هذه النظرية الى حد كبير و على أنها تفسر كثيرا من حالات النسيان لا كلها فلو سجل الإنسان في قائمة قبيل نومه ما يعتزم القيام به في الغد من أعمال وواجبات ثم عاد الى هذه القائمة في تمام اليوم التالي لوجد أن ما نسيه هو ما لم يكن يرغب لاشعوريا في أداءه ولقد كان داروين سيصل على الفور جميع الحقائق و الوقائع و الملاحظات و الأفكار المضادة لرأيه فقد علمته خبرته على أن مثل هذه الأخيرة أسرع الى النسيان من تلك التي تؤيد صدق عروضه, وقد أجريت تجارب كثيرة من بينها أن طلب الى 51طالب أن يسجلوا جميع خبراتهم السارة و غير السارة خلال الأسابيع الثلاثة التي سبقت التجربة و بعد ثلاث أسابيع طلب إليهم أن يسترجعوا القائمتين فوجد أنهم استرجعوا 51بالمئة من الخبرات السارة و 41بالمئة من غير السارة كما دلت التجارب إن كل من الخبرات المؤلمة و السارة أسهل تذكرا من الخبرات التي لا يهتم بها الفرد ولا يلقي إليها بالا وفق هذه النظرية عملية انتقائية لها وظيفة حيوية هي حماية الفرد مما يؤلمه و حمايته من التوافه الطفيلية حتى يتاح له أن يتفرغ لما هو أجدى و أهم (احمد عزت راجح,يدون سنة , ص400 401) و مما يذكر أن النسيان يعتبر عجزا عن الاسترجاع و ليس قصورا أو ضعفا في الوعي و الاحتفاظ إذ أن المكبوت يمكن أن يظهر أثناء جلسات التحليل النفسي أو أثناء النوم المغناطيسي أو في حالت الحذر الضعيف و قد ينطق به الفرد أثناء نومه (أحمد عزت راجع,دون سنة ص 401)
أثر زيجارنك:
درست الباحثة *بلومازيجارنك* سنة 1927أثر الدافعية على التذكر و أقامت تجاربها على أساس من نظرية المجال و من مبادئ هذه النظرية أنه حينما يبدأ فعل أو نشاط معين فانه تحدث حالة من التوتر الموصول و التي لا تنتهي إلا إذا اكتمل هذا الفعل أو ذلك النشاط.
و تبعا لنظرية *كيرت لفين* فان الفرد يميل إلى تذكر الأعمال المبتورة أكثر من الأعمال المكتملة لذلك نجد *زيجارنك *اعتمدت على هذه النظرية و توقعت أن الأعمال أو الأنشطة التي تبدأ دون أن تتم أو تكتمل يكون تذكرها أفضل من الأنشطة المكتملة و فسرت ذلك بوجود جهاز للتوتر داخل الفرد مرتبط برغبته في إكمال العمل و لهذا فان بتر العمل قد جعل التوتر قائما و أثار الرغبة في الوصول إلى الهدف.
و لكن ظهر أن النتائج ليست منسقة مع الفرض في كل الأحوال مما يشير إلى تدخل عوامل أخرى ,فمثلا اتضح أنه ينطبق على الأعمال التي تنجز في ظل ظروف غير ضاغطة ,و لكن يمكن أن يصبح معكوسا إذا أنجزت المهام تحت ظروف عصبية ضاغطة(مصطفى عشوي 2003 ص 243).
نظرية التداخل:
إن واحدا من أقدم التفسيرات للنسيان وأكثرها انتشارا هو ذلك الذي يقول إن الناس ينسون لأن هناك ميلا لأن*تتداخل* العادات الواحدة منها مع الأخرى ,و ربما كانت أشهر دراسة للتداخل تلك التي قام بها –حنكز- و –النباخ- سنة 1964 فقد جاء الطالبين و طلبا منهما تعلم عدد من قوائم المقاطع ثم ذهب أحد الطلبة لينام مباشرة بعد عملية الحفظ أما الآخر فقد استمر في نشاطه اليومي و يعد مضي ساعة ثم ساعتين فأربع ثم ثماني ساعات طلب من الطالبين أن يسترجعا المادة التي سبق أن حفظاها في حالة الطالب الذي ذهب لينام كان يوقظ من نومه بعد مضي كل فترة من هذه الفترات المختلفة على أربع ليالي مختلفة ,وبعد رصد متوسط النسبة المئوية للمقاطع المنسية وجد أن الشخص الذي ذهب لينام قد نسي في كل مرة قدرا أقل مما نسيه الشخص الأخر كما لاحظ أيضا أن الشخص الذي كان ينام لم ينس أكثر مما نسيه بعد ساعتين خلال الأربع و الثماني ساعات وربما كان ذلك أن معظم نسيانه قد تم في الوقت الذي كان يرقد فيه مستيقظا قبل أن يغط في النوم أو بإرجاعه الى الأفكار و الأحلام التي راودته أثناء النوم و من الساعة الثانية حتى الساعة الثامنة لم يكن هناك أي زيادة تذكر في نسبة النسيان عند الشخص الذي كان ينام و من ناحية أخرى فان الطالب المستيقظ قد أظهر زيادة في نسبة النسيان ومنه قال فنكنز و دالباخ * ليس النسيان مسألة عفاء تعود الى عدم الاستعمال بقدر ما هو مسألة تداخل أو كف أو اعتراض للمادة القديمة عن طريق المادة الجديدة *(هوارد 1984 ) و نظرية التداخل في تفسير النسيان تتكون من نظريتين:
نظرية تقول إن التعليم الجديد يمكن أن يعوق القدرة على استرجاع المادة السابقة على ذلك التعلم و هذه الظاهرة تسمى بالتداخل الرجعي و نظرية تقول إن ما سبق أن تعلمه الشخص قد يعوق القدرة على استرجاع المادة التي يتعلمها بعد ذلك ويسمى هذا بالتداخل اللاحق (أحمد عزت راجح ,دون سنة ص 298)
التداخل الرجعي :
يقصد به تداخل التعلم اللاحق في التعلم السابق مما يؤدي الى نسيان بعض تعلمه ,لذا يتعين على الطالب ألا يبادر بتحصيل موضوع بعد الآخر إلا بعد أن يأخذ فترة من الاستجمام الكافي وفي هذا الإطار نجد دراسة *ارثر ملتون * * دوماكبوادروين* حيث طلبا من خمس مجموعات من الأشخاص أن يتعلموا قائمة من المقاطع الصماء ويسمي هذه المرحلة *مرحلة التعلم الأصلي* بذلك بعد ذلك استراحت واحدة من المجموعات قبل أن يطلب منها استرجاع القائمة الأصلية ,أما المجموعات الأربعة الأخرى فقد طلب منهم أن يتعلموا قائمة أخرى اعتراضية وذلك تكرارها خمس و عشر و عشرين وأربعين مرة على التوالي هذا التعلم الثاني كان يشكل *تعلما اعتراضيا * و في النهاية طلب من المجموعات الأربع أن يسترجعوا القائمة الأصلية. وكما يتوقع بناءا على نظرية التداخل فان المجموعات التي تعلمت القوائم الاعتراضية كانت تميل الى أن تجد صعوبة أكثر في استرجاع القائمة الأصلية و على العموم كان التداخل يزداد كلما زادت فترة التدريب الاعتراضي (نفس المرجع السابق).
التداخل اللاحق:
يعتقد الكثير من علماء النفس أن السبب الأساسي للنسيان عند الكبار هو العادات القديمة و يقصد بالتداخل اللاحق تسبب المعلومات القديمة في نسيان المعلومات الجديدة و هو تعدي لأنه يؤثر على استرجاع المادة التي تعلمها أخيرا و لقد تمت البرهنة على ذلك في الكثير من التجارب في تجربة قام بها *أنداروود* حفظ مجموعة من المفحوصين قائمة مكونة من أزواج من الصفات ,و بعد يومين من الحفظ تم اختبارهم لاسترجاع القائمة الأولى و طلب منهم حفظ القائمة الثانية و بعد زمن مماثل تم اختبارهم على القائمة الثانية و طلب منهم حفظ القائمة الثالثة و بعد يومين تم اختبارهم على القائمة الثالثة و طلب منهم حفظ القائمة الرابعة و انتهت التجربة بنتائج تشير الى أن القائمة الأولى تدخلت في تذكر القائمة الثانية و أن القائمتين تداخلا مع القائمة الثالثة و هكذا…و يشير ذلك الى تدهور منسق في قدرة المفحوص على تذكر المواد الجديدة نتيجة لتراكم أثر التعلم الذي تم أولا ,وتتضح هذه الظاهرة جليا عندما تتشابه المادة الجديدة مع أخرى سبق اختزانها في الذاكرة على حين نقل كثير المشكلات الناتجة عن هذه الظاهرة عندما تختلف المادة الجديدة تماما عن المادة القديمة (بول فريس 1983) كما انتهى اندوور الى أن نسبة المادة التي يستطيع الأفراد أن يسترجعوها ترتبط بشكل كبير وواضح بعدد القوائم التي تم حفظها سابقا و هذا يعني أن التداخل في الأسترجاع يتوقف على نشاط الفرد و عاداته السابقة على الواجب الحالي ,فالتداخل اللاحق في صورة العادات القديمة فعلا هو على الأرجح السبب الأكبر للنسيان و قد يكون السبب في القدرة الظاهرة للأطفال على استرجاع تفاصيل الأحداث التي نسيها آباءهم منذ وقت بعيد الى صغر عمرهم و بالتالي انخفاض درجة التداخل اللاحق و إذا ما بدا الأطفال يوما في فقدان القدرة الهائلة على تذكر هذه التفاصيل فإننا نعرف عندئذ أنهم بدؤا يكبرون (لطفي عبد العزيز النشربتي دون سنة ) و هناك عدة طرق للتغلب على التداخل من أهمها طريقة الترميز التي تقوم على ترميز المعلومات حسب الخصائص التي تميزها عن باقي المعلومات (مصطفى عشوي 2003.ص235)
العلاقة بين الحفظ و التذكر و النسيان :
يمكننا استخدام المثال التالي لإظهار هده العلاقة :فإذا فرض أن مقدار الحفظ لشخص ما يساوي =أ+ب+ج+د+هـ من الأشياء و إذا فرض أن فقدان أو النسيان لما حفضه الشخص =ب+ج من الأشياء و بما أن التذكر=الحفظ - النسيان و النسيان =الحفظ - التذكر و الحفظ= التذكر + النسيان و منه فالتذكر في المثال السابق = ( ا+ب+ج+د+هـ) – (ب+ج)= أ+د+هـ. إلا أننا قد نجد في بعض الأحيان أن ا+د+هـ عند تذكرها لسبب هي تماما ا+د+هـ عند حفظها و هذا للأسباب التالية :
تتعرض العناصر الغير مألوفة للتشكيل و التغيير في اتجاه المألوف


عند حفظ أشكال توحي بأشياء مألوفة و لكن بها بعض العناصر الغير مألوفة


عملية الحفظ مبدأ التحويل الى المألوف عملية التذكر

تنمو عملية التذكر نحو سد الثغرات و إكمال هذه التفاصيل


عند حفظ أشكال توحي بأشياء مألوفة و لكن بها ناقصة التفاصيل


مبدأ الانفتاح


تنمو عملية التذكر نحو إهمال الكثير من التفاصيل التي لا تؤثر في تمييز و إدراك هذه الاشياء



عند حفظ أشكال توحي بأشياء مألوفة و لكن كثيرة التفاصيل


مبدأ التبسيط

عند تذكر إحداهما يؤدي الى تذكر باقي الحوادث



عند حفظ حوادث متلازمة زمنيا و مكانيا


مبدأ الترابط

عند تذكر إحداهما يؤدي الى تذكر باقي الحوادث



عند حفظ حوادث تتشابه من حيث النمط الكلي و ليس بالنسبة لجزء أو أكثر


مبدأ التشابه

عند تذكر هذه الحوادث كثيرا ما يعطيها الفرد معنى من عنده و يخلق أسباب لا وجود لها



عند حفظ حوادث غامضة غبر مفهومة


مبدأ الميل الى التأويل

عند تذكر هذه الأشياء يميل الفرد دون قصد الى تذكر ما يريد تذكر ه و الى انتقاء ما يريده



عند حفظ أشياء لها علاقة مباشرة بميول الفرد و رغباته و انحيازاته


مبدأ الانحياز و الانتقاء
و في ما يلي تطبيقات تربوية لبعض المبادئ السابقة و على سبيل المثال الرياضيات :
1-مبدأ التحويل الى المألوف:
و علاقة هذا المبدأ بالرياضيات تتضح كثيرا في المراحل الأولى الدراسية ,ففي المدرسة الابتدائية قد لايفهم التلميذ ما يحفظ من ثم غالبا يحوله الى شيء آخر مألوف عنده لكي يتذكره و مثال ذلك عندما يحفظ الطفل في الصف السادس ابتدائي خصائص كل من الدائرة و الوتر و نصف القطر ,فعندما يطلب منهم بعد ذلك مثلا رسم و تر في الدائرة فبعض التلاميذ يحولون الوتر عند تذكرهم له الى شيء آخر يعرفونه جيدا و هو نصف القطر و يحدث ذلك أيضا في دراسة الجبر و الهندسة و الميكانيك في المدرسة الثانوية و ذلك حينما يعمم قانون طبق على حالات خاصة و حفظه الطالب و لكن عندما يتذكره في حالات عامة لا يصلح هذا القانون فيها
2-مبدأ الانفتاح :
عندما يحتفظ طالب المرحلة الثانوية في الهندسة الفراغية أنه إذا وازى مستقيم مستقيما في مستوى معين فانه يوازي ذلك المستوي فعند تذكره مرة أخرى قد يتذكره على أنه إذا وازى مستقيم مستوى فانه يوازي أي مستقيم في هذا المستوي و هذا خطأ يرجع الى ميل الطالب الى الانفتاح و تكملة التفاصيل الخاطئة من عنده وبذلك يخالط بين النظرية و عكسها .
3-مبدأ التبسيط :
هذا المبدأ مفيد جدا في تدريس الهندسة و الجبر و الميكانيكا و خاصة في حل التمارين التي تسبب في كثير من الأحيان كراهية التلاميذ للرياضيات فتمارين الهندسة الفراغية تحتاج قبل استنتاج معين لعدة خطوات حتى يمكن الوصول الى الاستنتاج ,معنى ذلك أن حذف التفاصيل عند حل التمارين الهندسية الفراغية الحجة أن هذه التفاصيل شيء معروف وبالتالي لادعي لذكره فان هذا يؤدي بالطالب الى الخطأ
4-مبدأ الترابط :
هذا المبدأ لا غنى عنه بمادة الرياضيات فهي كلها مترابطة كل فرع بنفسه و بالفروع الأخرى فمثلا في الهندسة كل النظريات تعتمد على بعضها البعض كما تعتمد على الجبر و الحساب أيضا
5-مبدأ التشابه :
هناك تشابه كبير بين الدروس المختلفة (من حيث النمط الكلي ) التي تدرس للطالب في مادة الرياضيات في المدرسة الإعدادية و الثانوية فالمعادلات التي تدرس في المرحلة الإعدادية ثم الصف الأول من المرحلة الثانوية تستخدم في الميكانيكا و في الهندسة التحليلية وفي الطبيعة و الكيمياء و عند تدريس نظرية في الهندسة في حصة تم تدريس عكس هذه النظرية في حصة أخرى يؤدب ذلك الى الكثير من الخلط بين النظريتين المتشابهتين من حيث النمط الكلي عند تذكر كل منهما
6-مبدأ الميل الى التأويل :
يتضح هذا المبدأ في المرحلة الأولى ابتدائي فالتلميذ في هذه المرحلة كثيرا ما لا يدرك معنى الطرح و الجمع أو الضرب أو القسمة عند حله لمسألة في الحساب فنجده كثيرا ما يحلها عن طريق المحاولة و الخطأ فإذا وجد مثلا عددين الفرق بينهما كبير نطرح و إذا سألته لماذا يغير رأيه و يقول نجمع و إذا قلت له هذا خطأ يقول الحل هو أن نضرب أولا ثم نقسم ثانيا أو العكس
كذلك يمكن تطبيق المبادئ السابقة لعمليات الحفظ أو التذكر أو النسيان على فروع اللغة العربية مثال ذلك:
يمكن تطبيق مبدأ التحويل الى المألوف عندما تحاول تنمية المهارات اللغوية عن طريق استخدام جمل ناقصة و بقوم الطالب بتكميلها و بالنسبة لمبدأ الانفتاح يمكن تطبيقه في دروس التغير فيعطب الطالب موضوعا أو أكثر و غالبا ما يكون رأس هذا الموضوع مألوف للطالب و لكن يفصله و ينقصه الكثير ة على الطالب استكماله و في مبدأ التبسيط يطبق كثيرا في دروس القراءة حتى يركز الطالب على النقاط الأساسية في الموضوع و تحذف منها التفصيلات غير الأساسية
كذلك يعمل مبدأ الترابط بوضوح في دروس القواعد فحين يتعرض الطالب منها ليس -كان – و أخواتها فان هذا قد يستدعي منه الربط بين النواسخ كلها و غيرها من قواعد النحو كالمفاعيل و كثيرا ما يستخدم مبدأ التشابه في حفظ النصوص و مفردات اللغة النحوية (عبد المنعم المليحي ,حلمي المليحي .1971)
منحى التذكر و منحى النسيان :
من أوائل من حاولوا بيان منحى النسيان في التعليم العالم *ابنجهاوس * الذب قام بتجاربه في التذكر على مقاطع الكلمات التي لا معنى لها فوجد أن نسيان هذه المقاطع بعد حفظها يتم في نمط معين ثابت إذ يتم النسيان سريعا بعد الحفظ ثم تبطوء درجته بعد ذلك وعندما يقوم الباحث بدراسة عملية النسيان عند الفرد يقوم بإحداث انطباع معين على شخص ما و يقتبس ما أحدثه من انطباع ثم بعد فترة من الزمن يقاس ما استطاع الشخص أن تحتفظ به من هذا الانطباع كأن تعرض على طفل مثلا صورا ما و يطلب منه دراستها ثم نطلب منه أن يذكر التفاصيل الموجودة بها و بعد فترة من الابتعاد الزمني عنالصورة نطلب منه أن يتذكر لنا مارآه من تفاصيل و يقاس النسيان عامة بمقارنة ما يكتسبه الفرد بما يسترجعه فمن هذه المقارنة تبين الفرق بين قدر المكتسب و بين قدر المسترجع و هذا الفرق هو مقدار ما ننسى أي أن المكتسب –المسترجع =المنسي .
العلاقة بين دوافع التذكر و دوافع النسيان :
-عندما تكون قوي التذكر أقل من قوى دوافع النسيان هذا يعني أن هناك نذكر قليل للمادة المتعلمة
- عندما تكون قوي دوافع التذكير أكبر من قوى دوافع النسيان هذا يعني أن هناك تذكير كبير للمادة المتعلمة.
-يلاحظ كذلك أن العلاقة بين عملية التذكر و النسيان علاقة عكسية بمعنى أن الفرد يبدأ بتذكر الكل ثم التفاصيل أما النسيان فانه يبدأ بالتفاصيل ثم الكل (موريس دويس, دون سنة )
طرق دراسة النسيان عند الأفراد:
عندما يقوم الباحث بدراسة عملية النسيان عند الفرد قد يتبع طريقة من الطرق الثلاثة الآتية :
- الاستعادة : تتطلب من الشخص المتعلم أن يتعلم علما معينا ثم يطلب منه بعد فترة من الزمن أم يعيد ذكر أو أداء ما تعلمه
- التعرف: يعطي الباحث الشخص المتعلم بعد انتهاءه من التعلم بعض الأسئلة و بها إجابات ,بعض هذه الإجابات صحيح و الأخرى خاطئ و يطلب من الشخص أن يختار أو يتعرف على الإجابات الصحيحة
- إعادة التعلم : يطلب من الشخص أن يتعلم شيئا معيننا ثم يأخذ قسط من الراحة قد تتراوح مابين عدد من الدقائق الى فترة طويلة قد تصل الى أيام أو أسابيع و بعد ذلك يطلب منه أن يعيد تعلم ما سبق أن تعلمه فإذا وجدنا أن عملية التعلم في المرة الثانية استغرقت وقتا أقل مما استغرقته من الوقت السابق هذا بعني أن هناك جزءا من العمل احتفظ به الشخص في ذاكرته كذلك نستطيع الاستدلال على تذكر الفرد لما تعلمه أن قلت عدد الأخطاء التي ارتكبها المفحوص عند إعادة تعلمه عدد المحاولات التي احتاجها عند إعادة التعلم.
مثل ذلك ما قام به بعض علماء النفس بدراسة الذاكرة عند الحيوان من خلال إعادة أو عملية إعادة التعلم و كان أساس هذه الدراسة هو تقدير الجهد أي المحاولات التي يبذلها الحيوان في تعلم طريقة في متاهة معينة للوصول الى هده و هو الطعام و بعد فترة من الوقت تعاد التجربة لمعرفة الجهد الذي الذي يبذله ليصل الى طعامه في نفس المتاهة و يقيس الفرق بين الجهد في المرة الأولى و الثانية يمكن قياس اثر الذاكرة في توفير الجهد عند الحيوان فلو فرضنا أن الجهد أي عدد المحاولات التي احتاج إليها الحيوان في الوصول الى طعامه في المرة الأولى تساوي20 محاولة و الجهد أي عدد المحاولات التي احتاج إليها الحيوان في الوصول الى طعامه في المرة الثانية نجد عدد من الأيام يساوي 5محاولات الفرق بين الجهد فيالمرة الأولى و الثانية يساوي 20-5=15 محاولة معنى ذلك أن الحيوان وفر 85بالمئة من الجهد عن طريق الاحتفاظ بسابق خبرته عند القيام بإعادةالتعلم مرة ثانية (سيد خير الله 1981.ص 137)و تختلف هذه الطرق الثمانية فيما بينها في درجة حساسيتها فقد وضعت الكثير من التجارب العملية أن الاستجابة هي أصعب طرق التذكر من ثم تعطينا أقل الدرجات بينما التعرف أسهل طرق التذكر و من ثم تعطينا أعلى الدرجات (عبد المنعم المليحيى .حلمي المليحي 1971)
العوامل المعجلة بالنسيان :
تعتمد سرعة النسيان على ثلاث عوامل هي :
1-شدة الأثر (درجة التعلم ,عمق التأثر أو الانطباع )
2-قوة العوامل التي تعمل على تعطيل ذلك الأثر
3-الفروق الفردية المرتبطة بالعالمين (1.2)حيث يمكن أن توجد فروق تعتمد على الظروف التي فيها التعلم و الأحتفاظ
و في ما يلي تفصيل لبعض هذه العوامل :
أولا : التعلم الناقص و التعلم الزائد:
يقال للدرس أنه ناقص التعلم إذا لم يرفع الى محك *التسميع الكامل مرة واحدة و يقال للدرس نفسه أنه زائد التعلم في حالة إذا ذاكره أو درسه المفحوص أكثر حتى زاد محك التسميع الكامل و ينبغي على المتعلم أن يبذل في هذه المذاكرة الإضافية الانتباه الشديد ذاته كما في المرات السابقة لأن قراءة الدرس دون انتباه لا تعد تعلما زائدا ,الاحتفاظ بالمادة يتناسب مع كيفية التعلم الأصلي و لكن ظهر بعد ذلك أن استمرار التدريب لمدة معقولة بعد التمكن من المادة هو أفضل أسلوب .
ثانيا : التعلم الموزع و التعلم المجمع :
بمعنى توزيع العمل ذاته على عدة جلسات اكتشفت البحوث المبكرة أن المفحوص يتعلم الدرس أفضل في الحالة الثانية و ليس هذا فحسب بل أن الاحتفاظ سيكون أفضل تماما و قد خرجت هذه النتيجة العامة من حصيلة عديد من التجارب قام بها *ابنهاوس* 1885 بقوائم ذات مقاطع عديمة المعنى و يمكن أن نستنتج أن الأثر الناتج عن التكرار تصبح أقوى بعد كل إعادة للتعلم .و لكن النتائج التجريبية الحديثة لا تؤيد على أخرى إذ تصلح كل طريقة لنوع من المواد و الجمع بينهما أكثر فعالية في أداء الامتحانات
ثالثا : تأثير طول الدرس على الحفظ:
يتفق المجربون على أنه إذا قام المفحوص بتعلم درسين أحدهما طويل و الأخر قصير حتى يصل المفحوص الى محك واحد لهما و هو التسميع الصحيح للدرس مرة أو مرتين فان درجة الاحتفاظ ستكون أفضل بالنسبة للدرس الأطول و هذا ليس غريب لأن الدرس الأصعب يحتاج الى دراسة أطول و ينتج الاحتفاظ القوي عن الدراسة الأطول للمادة فلكي يصل الدرسالطويل الى نقطة التسميع الصحيح فان ذلك يتطلب مزيدا من التعلم الزائد للأجزاء و هناك عامل آخر هو أن القائمة الطويلة تستغرق زمنا أطول في تعلمها لذلك كانت الفرصة متاحة لتوفير في الزمن عند تعلمها (نتائج هوفلاند)
رابعا : حفظ أنواع مختلفة من المادة :
المادة ذات المعنى و التي تم تعلمها بسرعة يحتفظ بها أفضل من المادة العديمة المعنى و من التجارب المبكرة في علم النفس تجربة أجريت على العلاقة بين زمن التعلم و مضمون المادة حفظ فيها مجموعة من المفحوصين 200مقطع عديم الفائدة 200رقم مفرد 200كلمة من النثر ,200كلمة من الشعر و يمكننا هذا الأجراء من مقارنة معدلات التعلم للكمية ذاتها من المواد التي تختلف في درجة مالها من معنى و اتضح أن الشعر و النثر من ذوات المعنى كان تعلمهما أسرع.
خامسا:النشاط التالي للتعلم :
لقد أجريت دراسة شهيرة في هذا الصدر تعرف بدراسة *النوم .اليقظة* حيث قام بعض الأفراد بأداء عمل معين ثم اقتبس تذكرهم في أوقات لاحقة مختلفة و قد ذهب نصف هؤلاء الأفراد مباشرة الى أعمالهم اليومية المألوفة بعد أداء تدريباتهم –حالة اليقظة- على حين قام النصف الآخر استرجاع التدريب –حالة النوم – و ظهر أن معدل النسيان الذي يحدث للمجموعة المستيقظة كان أكبر منه لدى المجموعة التي نامت بعد التدريب و يوجد عام لا ينصح للطالب بأن يردف الاستذكار بنشاط عقلي كالقراءة المتعمقة أو لعب الشطرنج بل يوحي بأن يراد فه لفترة راحة قصيرة أو بنشاط حركي خفيف أو ما شابه ذلك (بول فريس 1983)
اضطرابات و مشكلات الذاكرة :
يميل بعض علماء النفس الى التمييز بين نوعين من الاضطرابات في التذكر و التعلم و هما:
-الاضطرابات العضوية أو البنائية
-الاضطرابات الوظيفية
و لقد نشاهد هذا التميز في الواقع من جهة نظر فلسفية بحتة ,تلك النظرة التي تعتبر الإنسان مكونا من روح و جسد و منه فالاضطرابات التي تغزي الى اضطرابات جسمية تسمى الاضطرابات العضوية أما الاضطرابات التي نلاحظها و لكن لا يوجد وراءها اضطراب عصبي تسمى الاضطرابات الوظيفية
هناك الكثير من الاضطرابات التي تنصب الذاكرة من أخطارها حالة الأمنيزيا و حالة البارامينزيا
الأمنيزيا: يقصد بها حالة فقدان الذاكرة و يعني ذلك أن المعلومات و المعارف و الحقائق التي سبق أن حفظها الفرد قد ضاعت و أصبحت من غير الممكن استدعاءها قد يكون عضوي أو وظيفي تعني الكلمة وجود حشد كبير فب التفاصيل الدقيقة عن موضوع معين بالذاكرة و فيها يتم المريض بجمع تفاصيل حادث معين و دقائقه
اضطراب الذاكرة : عندما لا يستطيع الأفراد تذكر بعض المعلومات المتعلقة بخبراته الشخصية التي كان في إمكانه أن يذكرها منذ فترة قصيرة قبل ذلك و بالرغم من تركيزه الشديد و محاولته الجادة في الأسترجاع و من الاضطرابات العضوية تلك التي تكون ذات منشأ عصبي و التي تغزى الى إصابات في المخ أو الى أشكال أخرى من التلف الجسمي نذكر منها:
-زملة كروساكوف: و تتمثل في عدم القدرة على أن يحتفظ الشخص بأي معلومات جديدة في ذاكرته لمدة تزيد على بضع ثوان قليلة فقد كان المريض دائم النسيان للأشياء كان يضل في المستشفى و لم يكن يستطيع أن يتعرف على رسومه الشخصية بعد أن يمر عليها دقيقة و مع ذلك لا تكون للمريض صعوبة في تذكر الأحداث التي حدثت له قبل المرض و كذلك كان بإمكانه أن يحتفظ ببعض الأشياء في ذاكرته قصيرة المدى و منه فهذه الأعراض تسمى بزملة كورساكوف و ببساطة ضعف الذاكرة و قد ظن كورساكوف أن أصل هذا الاضطراب راجع الى تلف في المخ بسبب الإدمان على تعاطي المسكرات و لكن أصبح معروف الآن أنه بالرغم من إن الخمر قد يكون سببا في ظهور هذه المظاهر من الأضطراب إلا أن هناك أسبابا أخرى يمكن أن تؤدي إليه فمن المحتمل أن يكون سبب هذا الأضطراب هو على وجه التحديد تلف يحدث في نسيج المخ في منطقة تسمى حصان البحر (هوارد 1984.ص 182)
الصرع : يصاحب النوبة الصرعية عادة وهلوسات و حركات عفوية ولكن المريض في الحالات النموذجية لا يستطيع بعد ذلك أن يتذكر أي شيء مما يكون قد حدث له سواء أثناء النوبة أو بعدها و أحيانا ما تمحي من الذاكرة تماما أحداث تكون قد وقعت قبل النوبة بساعات و يسمى نسيان الأحداث التي تقع قبل النوبة بفقدان الذاكرة الرجعي و غالبا ما تعود الذكريات من تلقاء ذاتها و أحيانا ما يعود البعض الأخر بمناسبة معينة ثم ينسى عندئذ مرة ّأخرى أما الأحداث التي تقع بعد النوبة فان حالات نسيانها أيضا من جانب المريض بسبب شيء غير مألوف .
إن ظاهرة نسيان الأحداث التي تقع قبل النوبة الصرعية تمدنا بشواهد مدعمة لنظرية التماسك في الذاكرة و تفرض هذه النظرية أن الآثار التي يتركها تعلم شيء جديد يحتاج الى وقت لكي تتماسك أو نتهيأ فيه إذا ما كان لها أن تصبح جزءا من ذاكرة بعيدة المدى و قبل أن يتماسك ذلك الأثر يكون غير مثبت بحيث أن أي حدث دخيل أو معطل بمكنه أن يمحو ه أما إذا لم يتدخل أي شيء في أثناء الفترة القصيرة التي تلي التعلم فان الأثر التذكري بناءا على هذه النظرية يتماسك عندئذ
فقدان الذاكرة الناتج عن الآصابة : إن الارتجاج و الجروح الناجمة في الحوادث و الحروب يمكن أن تسبب في فقدان الذاكرة الناتج عن الإصابة تسبب إصابة الدماغ في مسح جزء صغير من الذاكرة دون أن تتأثر الذاكرة فيما يتعلق بما سبق أو بمايلي من الحادث وفي الحالات النموذجية لا يستطيع ضحايا إصابات الدماغ أن يتذكروا الأحداث التي وقعت قبل قليل أو بعد الغيابعن الوعي لفترة معينة فما هو معروف عن الملاكمين مثلا : أنهم يستمروا في الملاكمة بعد أن يصابوا بالارتجاج دون أن يستطيعوا تذكر أداءهم في هذه الفترة بالمرة و في إطار نظرية التماسك يمكن أن يفسر ذلك بأن الضربة الموجهة الى الدماغ تشوش آثار الذاكرة و بذلك تصبح ذاكرة طويلة المدى
و يعرف فقدان الذاكرة : حسب *انجلش * على أنها عجز أو نقص في الذاكرة و عدم القدرة على استرجاع الخبرات الماضية و خاصة في الحالات التي يكون فيها التذكر متوقعا من الفرد و قد يكون الفقدان كليا عندما ينسى الفرد كل خبراته السابقة و قد تكون جزئيا و في هذه الحالة يكون الفقدان انتقائي بمعنى أن النسيان يصيب أشياء معينة دون غيرها أما جيمس ويفر فيشير الى أنواع فقدان الذاكرة فمنها الفقدان الكلي و الجزئي و منها الفقدان الموضعي و هو الفقدان الذي يحدث بالنسبة لفترة معينة من الزمن أو لمكان معين من الأماكن أو لمجموعة معينة من الخبرات و هناك فقدان الذاكرة الذي يحدث عقب وقوع حادث معين ومن بين الأسباب النفسية لفقدان الذاكرة نذكر:
-يحدث النسيان في الغالب لمجموعة من ألأحداث ذات الأثر الانفصالي العميق أو القوي في حياة الفرد و لجوء الفرد إلي النسيان يكون للتخفيف من حالة الحصر العنيف التي يعاني منها و الهروب كليا من موقف قاسي يعيشه
-يرتبط بفقدان الذاكرة اضطراب آخر هو المشي أثناء النوم الذي يمتاز بفقدان المريض القدرة على تذكر أي عمل قام به و هو في هذه الحالة و يبدو أن الفرد يقوم بعمل بعض الأعمال بطريقة شاعرية وجامدة و يعبر عن بعض الأحداث المكبوتة
-من أشهر الاضطرابات نجد اضطراب انفصام الشخصية و التي هي نوع من الهستيريا حيث يجد الشخص الهستيري الراحة في الانتقال من شخصية الى أخرى هروبا من الحصر و قد تكون أكثر اثنين مثلا حالة فتاة شابة تسمى *ميس بوكامب *و جد المعالج أربع شخصيات عندها أثناء فترة العلاج كانت هذه الفتاة تتقمص تارة شخصية الراهبة و تارة شخصية طفل و الشخص في هذه الحالة يرغب في التخلص من ذاته الأصلية و يعمل على أن يحل محلها ذات أو ذوات جديدة و هي عبارة عن الرغبة في الهروب من الصراعات و الماضي و من تهديدات الحاضر و قد تدوم حالة فقدان الذاكرة عدة دقائق محدودة أو ساعات أو أيام أو سنوات و في حالة دوام فقدان الذاكرة لمدة طويلة فان الحالة تسمى حالة حوال أو ذهان و كل من الذهان و فقدان الذاكرة يمثل حالة عصابية يهرب فيها الفرد من حالة لا يستطيع احتمالها (الشيخ كامل محمد عويضة 1966)
و هناك أنواع مختلفة من فقدان الذاكرة *الأميزيا* منها مايلي :
فقدان القدرة على ممارسة الأعمال المعتادة: يغير هذا النوع نوعا ما من الأمنيزيا و فيها لا تتأثر الوظائف العملية فيما عدا التذكر و ليس هناك صد مات عل مستوى الجهاز العصبي أو الوظائف الفيزيائية و لكن المريض يعاني اضطرابات في العادات التي كان يمارسها فيصبح من الصعب عليه أن ينفذ أمرا ما يتلقاه من أي شخص آخر أو حتى من نفسه فيما يستطيع نسيان الحركات و المهارات و العادات التي اعتاد بها و التي مارسها آلاف المرات قبل ذلك و كأن قد محاها شخص ما من مراكزها في المخ
اضطراب التعرف : يقصد به العجز عن إعطاء معاني للانطباعات التي يخبرها الفرد أي عدم التعرف على الأشياء المدركة فلا يستطيع أن يؤول أو يفسر ما يرى فهو يشعر أن هناك حساسيات فقط و لكن لا يعرف هذه الأشياء و هناك فقدان لمسي لا يستطيع الفرد أن يتعرف على الأشياء الموضوعة في يده فالشيء المستدير يقول عنه مربع..الخ
الفقدان البصري : و هنا يرى الشخص و لمنه لا يستطيع أن يتعرف على الأشياء التي يراها فالعين تؤدي وظيفتها و لكن المخ يقف دون معرفة طبيعة الأشياء المرئية
الأمنيزيا الرجعية و العكسية : و هو نوع من الأمنيزيا الدائمة فيه ينسى المريض المعلومات التي سبق و تعلمها و التي اعتاد تذكرها قبل إصابته بالمرض و لا يغير هذا الأضطراب خللا في التعلم أو في التسجيل الذاكرة للمعلومات لأن الفرد يكتسب فعلا معلومات ثم ينساها
انتروحرابد أمنيزيا : هنا ينسى المريض الأحداث التي وقعت له في وقت معين و كأن مر بهذا الموقف فاقد الوعي و يبدوا أن الأفعال التي يمر بها المريض في هذه الحالة لا تسجلها الذاكرة بالرغم من أنه يقوم فعلا ببعض الأعمال المنظمة كما يبدو على المريض عدم القدرة على تعلم شيء جديد و إن من الممكن تعليم هؤلاء المرضى بعض الأشياء البسيطة مثل اسم شخص ما
الذاكرة الزائفة : يعتبر هذا الأضطراب تذكرا و لكن تذكرا زائف فيجمع المريض ذكريات زائفة مبنية على أحداث الماضي و في الغالب ما تكون مجرد اختراع من المريض و قد تكون قائمة على أساس بعض الأحلام أو يشتقها من تاريخ الناس الآخرين أو الشخصيات الحقيقية أو الخيالية التي يعبر عنها الأدب و الفن و يعتمد على جزء من الحقيقة مع الخيال (جيمس دير 1983)
إن ملاحظات المستمدة من الناس المصابين باضطرابات الذاكرة الى جانب أنها مثير للاهتمام في ذاتها فهي تمدنا بنتائج نستطيع أن بها العمليات المتضمنة في الذاكرة السوية فمثلا : الدراسات التي أجريت على المرضى الذين يعانون من زملة كورساكون التمييز بين الذاكرة قصيرة المدى وطويلة المدى كذلك أبدت دراسة مرض الصرع فكرة إن آثار الذاكرة تعيد المدى فتقوى شيئا فشيئا أو بمعنى آخر نتماسك بمرور الزمن .
الفصل الثالث : برامج واستراتيجيات لتحسين وعلاج الذاكرة وتغلب على النسيان :
* تمهيد :
كنا قد أشرنا سابقا إلى أن هناك عدة عوامل تؤثر في عملية التذكر والنسيان من بينها التوتر والقلق والتعب حيث أن مثل هذه العوامل النفسية والانفعالية تضعف من الذاكرة وتشتت قدرات الفرد على التذكر، كما يحدث في حالات قلق الامتحان لدى تلاميذ المدارس الذين ما أن يدخلوا قاعة الامتحان ينسون معظم ما حفظوه، إلا أنه يجب الانتباه إلى أن الحديث يتعلق بالحالات الانفعالية التي تتجاوز حدود العادي وتكون شديدة بحيث تؤثر وظائف الفرد العقلية ومن بينها الذاكرة([9] (http://taouinet.maktoobblog.com/wp-*******/mu-plugins/editor/fckeditor.html?InstanceName=*******&Toolbar=Default#_ftn9)).
ومن هذه الحالات تعالج بالعيادة وتحت إشراف الطبيب النفسي، وعن طريق الأخصائي النفسي الأكلنيكي أيضا.
ويمكن عن طريق المقابلات العلاجية النفسية، وزيادة الدافعية لدى الفرد نحو التذكر، مع زيادة الإنتباه والتركيز، وزيادة الثقة بالنفس تحسين الذاكرة، كما أن عملية الاسترخاء Relaxation العضلي والنفسي يخفف من توترات الفرد ويزيد من قدرته على التذكر، كما أنه تم وضع برنامج تدريبي للذاكرة وذلك من قبل شركات الدوية حيث يستحسن تناول بعض العقاقير المنشطة للدماغ وللذاكرة والنموذج التالي هو أحد البرامج التدريبية أعدته بعض الشركات لهذه الغرض :
برنامج تدريبي للذاكرة :
(دليل الطبيب)
*نصائح تقدم للمريض بمعرفة الطبيب المعالج :
بعد القيام بالتدريبات المرفقة ليس فقط في العيادة، إنما أيضا في المنزل أو في النادي على المريض أن يحتفظ بحيويته المكتسبة وإن اقتضى ذلك منه بذل بعض الجهد وفي إطار ذلك …
- ينبغي التسليم بأن الذاكرة والتركيز قد أصابهما بعض الخلل في السنوات الأخيرة، وأن ذلك يجب أن لا يشكل سببا الانزعاج طالما بامكان المريض استغلال احتياطاته الذهنية من خلال هذا البرنامج والتدريبات المشابهة له.
- يحث المريض على عدم الخمول والاحتفاظ بعلاقاته مع الأصدقاء القدامى والاختلاط بالمعارف الجدد.
- ينصح بالبدء في ممارسة أية هواية لديه الرغبة في ممارستها فيما سبق من العمر ولم تتح له الظروف ذلك.
ممارسة الرياضة المحببة لدى المريض لأنها لا تتوقف على تنشيط الذاكرة فحسب بل تنشط القدرات الذهنية الأخرى، وإن لم يكن ببد من ذلك ينصح المريض بالمشي في الهواء الطلق.
- ينصح المريض بالاقبال على الفواكه والخضروات الطازجة، المريض المثقفين، ينصح لهم بتبادل الكتب مع أقرانهم خصوصا ما يدور منها حول الموضوعات المحببة إليهم وأن يختاروا للقراءة أجواء وأماكن مريحة سواء في المنزل أو خارجه.
- يطلب من كل مريض من لحظة وضعه على برنامج أن يسجل بانتظام أية أمور أو أشياء تدعوه للتفكير، وقد يكون ذلك تجربة غير عادية، مشكلة متعلقة باستعادة الذكريات مشاكل صحية أو أية أسئلة قد تلح على ذهنه وأن يلتفظ هذه الأمور أي ما كانت على هيئة كلمة خاطفة أو لمحة يتذكر بها الموضوع لكي يناقشها مع المختص أثناء اللقاء التالي معه.
*. برنامج لتدريب الذاكرة :
يتضمن هذا البرنامج عدة تمارين تطبيقية تتمثل في :
- إكمال أشكال ناقصة.
- مقارنة الأشكال ومعرفة الاختلافات أو النقائص.
- إكمال المجموعات الناقصة تبعا لخضوعها لقانون معين يتم تميزه.
- تمارين تختبر دقة الملاحظة.
- تمارين تختبر دقة البديهة.
كما يدرج هذا البرنامج في شكل مجموعات كل مجموعة تحتوي على 3 إلى 4 تمرينات كما هو مبين في الأشكال التالية (3، 4، 5، 6، 7، http://taouinet.maktoobblog.com/wp-includes/images/smilies/icon_cool.gif ([10] (http://taouinet.maktoobblog.com/wp-*******/mu-plugins/editor/fckeditor.html?InstanceName=*******&Toolbar=Default#_ftn10)).
4. استرتيجيات وتطبيقات لتحسين الذاكرة :
تحقق هذه الاسترتيجيات الكثير من الفوائد للأفراد الذين يشكون من كثرة النسيان في مجالات معينة، أو لتحسين التحصيل في المجالات الأكاديمية، أو لتحسين مستوى المهارات الأدائية في المجالات المختلفة ، أو لتحسين قدرتنا على التفاعل الاجتماعي من خلال حفظ أسماء الناس أو تذكر النكات وإضحاك الآخرين.
وتؤكد العديد من الدراسات أن آلية عمل استراتيجيات التذكر تقوم على فكرة تعميق الروابط بين المعلومات أو المشيرات الجديدة مع البنى المعرفية والخبرات السابقة للفرد بحيث يستغل الفرد النى القديمة الراسخة لتساعد على تذكر مثيرات ومواقف جديدة، وبذلك فإن غالبية استراتيجيات التذكر تحرص على أن توفر الدلائل والإشارات (Cues) التي تساعد الفرد على الربط بين التعلم القديم والتعلم الجديد –Scrugand Mastropieri 1990- وبناء على ذلك، فقد توصل العلماء إلى العديد من هذه الاسترتيجيات فذكر أهمها مع الأمثلة.
أولا : استراتيجية إحلال الأماكن :
المواقف المعروفة للفرد بطريقة متسلسلة وذلك من خلال إيجاد أقران كل مفردة أو معلومة يريد الفرد تعلمها مع موقف معروف للفرد شريطة تسلسل هذه المواقع في ذهن المتدرب، فنذكر قائمة مشتريات وربطها بأماكن عوتك إلى البيت.
ثانيا: استراتيجية الحروف الأولى :
تتمثل في أخذ الحروف الأولى من كل كلمة في قائمة من المفردات أو الجمل المراد تذكرها ومحاولة بناء كلمة أو جملة لها معنى أو دلالة لدى الفرد من الحروف الأولى.
ثالثا: استراتيجية الكلمة المفتاحية:
يمكن قراءة نص ما وإختيار كلمة تعتبر بمثابة مفتاحا يدلل على الفقرة أو الجملة كاملة، وقد تكون هذه الاستراتيجية مفيدة تعلم مفردات من لغة أجنبية وذلك بوضع مفتاح من خلال كلمة أخرى من اللغة العربية أو الانجليزية تشبهها في اللفظ وتدلل عليها أو ربط الكلمتين معا بشكل ذهني في صورة مضحكة أو مثيرة للتذكر، فإذا أردت تذكر كلمة "Amiyo" من الإسبانية والتي تعني الصديق، فإنك تستطيع ربطها مع الكلمة الانليزية "Go" لأن الصديق يذهب وبأني معك دائما.
رابعا : استراتيجية التأمل أو التصور العقلي Meditation techmique:
وتقوم على أساس ربط كلمتين تريد تذكرهما بكلمة ثالثة جديدة أو فكرة أو هنية تربطهما معا ليكون لها القدرة على توجيه تذكر الكلمتين الأصليتين في المستقبل، هذه الاستراتيجية تتطلب التأمل والتفكير واستخدام خيالك العقلي قبل الوصول إلى الكلمة، الرابطة للكلمتين معا، فإذا أردت تذكر كلمتي : جمل وشباك، فتصور الجمل الضخم يحاول بكل قواه الدخول من الشباك الصغير، موقف مضحك وطريف وغير معقول بالتأكيد وكنه قد يساعدك على التذكر.
خامسا : استرتيجيات ما وراء الذاكرة :
وتدور هذه الاستراتيجية حول التفكير بذاكرتك وقدرتك في التذكر ونقاط الضعف والوقة فيها، ويتطلب ذلك أن تسأل نفسك بعض الأسئلة حول تحديد طرق المذاكرة التي تؤدي إلأى التذكر الفعال وتفعيلها وتعزيزها في مجالات أخرى، وتحديد طرق المذاكرة التي تؤدي إلى تذكر منخفض ومحاولة تغييرها أو تحسينها.
و هناك الكثير من الأفكار والمبادئ الأخرى التي يمكن أن تسهم في تحسين أو تقدم دلائل ومؤشرات لتحسينها نذكر منها بإيجاز :
1. إعادة التعلم : إن تكرار تعلم ما تعلمه الفرد في السابق يعزز من قيمة الاحتفاظ فيها التذكر.
2. بناء قواعد منظمة للمعرفة : يمكن للمتعلم أن يستفيد من فكرة قواعد البيانات من خلال محاولة ربط المفاهيم الجديدة مع المفاهيم والحقائق القديمة حيث أنه كلما تحسن التنظيم وربط الجديد بالقديم كلما تحسنت الذاكرة.
3. التوليد القصصي : وتقوم على أساس محاولة بناء قصة ذات معنى ومغزى للفرد المتدرب وذلك من النص أو مجموعة المفردات المراد تذكرها.
4. استخدام الخرائط المفاهمية : يمكن للمتدرب تحويل أي نص يراد تذكره إلى خارطة المفاهيمية تربط بين مفاهيم النص وفق علاقات منظمة وذات دلالة واضحة، كما هو الحال في فكرة شيكات المعلومات التي ستوضح في فصل تمثيل المعلومات.
5. تدوين الملاحظات بصورة مستمرة : وذلك من خلال إعادة كتابة النص على شكل مختصر لتوفر لنفسك دلالات للتذكر تغني عن النص أو المادة المطلوبة كاملة، وهذه الطريقة أصبحت ممكنة أكثر الآن مع توفر أجهزة الحاسوب المحمولة الصغيرة أو الهاتف الخلوية.
6. عوامل البيئة المادية : يجب البحث عن الظروف البيئة المساعدة على التذكر والبعيدة عن تشتيت الانتباه بطريقة الجلوس ومكان الدراسة والإضاءة والتهويته وغيرها من عوامل البيئة التي تؤثر في التذكر أو التعرف([11] (http://taouinet.maktoobblog.com/wp-*******/mu-plugins/editor/fckeditor.html?InstanceName=*******&Toolbar=Default#_ftn11)).
6. العلاج النفسي :
6. العلاج النفسي التحليلي المختصر :
يفيد العلاج النفسي التحليل (أي بواسطة التحليل النفسي في علم فقدان الذاكرة الجزئي، وحالات النسيان والشرود الذهني التي لا يصلبها اضطرابات عضوية مثل حالات فقدان الذاكرة الهستيري ، وحالات فقدان الذاكرة والنسيان الجزئي لدى العاديين، حيث وكما أشرنا عن اضطرابات الذاكرة وفقدان الذاكرة الهستيري أن مثل هذه الحالات غالبا ما تكون بسبب صدمة نفسية حادة، أو اضطراب نفسي حاد، ويكون مفاجئا، والتشخيص الفارقي هو الذي يساعدنا في التمييز بين مثل هذه الحالات من فقدان الذاكرة والحالات التي ترجع إلى إصابات عضوية أو مرضية….)
ويهدف هذا الشكل من العلاج النفسي التحليلي إلى الكشف عن حاجات المريض العميقة وعن صراعاته، وعن المكاسب الثانوية التي يحققها المريض من خلال عملية النسيان مثل كون المريض لا يريد أن يتذكر الحادثة المؤلمة الصادمة ويبعدها عن ذاكرته، وفي عملية التحليل النفسي والتداعي الحر أو الموجه، ومن خلال المقابلات الأكلينكية يتم الكشف عن هذه الخيرات المنسية، ووضعها في حيز الوعي والشعور لمناقشتها وتفسيرها وملاحظة مقاومة المريض Resistance ومواضع التحويل أو الإزاحة Displacement وتفسير أحلام المريض، وإلى أن يصل المعالج تدريجيا إلى أسباب فقدان الذاكرة ، مما يؤدي إلى وعي الفرد المريض بأسباب نسيانه أو فقدانه ذاكرته، وقد تحتاج العملية إلى حوالي 8-12 جلسة علىاجية، مدة كل جلسة علاجية وسطيا 35-45 دقيقة ويجب أن يكون المعالج أكثر نشاطا من المحلل النفسي الكلاسيكي أي عليه أن يسأل ويوجه ويقترح ويفسر ويمكنه استخدام الاختبارات النفسية (الاسقاطية Projectivetest) وكذلك أجهزة التغذية الحيوية للكشف عن حالات المقاومة، وتتلخص مهمة التفسير في العلاج النفسي التحليلي في زيادة وعي المريض بأسباب فقدانه للذاكرة، وتشجيعه على مواجهة دفاعاته المرضية إلى دراسات في الهستيريا لسيجمون فرويدا د فيصل م خ الزراد 2002، الذاكرة قيامها، علاجها، ص 147)، وحتى يحقق المريض الاستبصار الكافي بأبعاد مشكلة الحالية، ومن الطبيعي بأن العلاقة العلاجية الناجحة بين المعالج و المريض هي الأداة لتحقيق ذلك.
العلاج النفسي المعرفي (العقلاني – الانفعالي ) :
في العلاج النفسي المعرفي يقوم المعالج بمساعدة الفرد المريض على وعي أبعاد المشكلة التي يعاني منها، والعوامل التي يمكن أن تؤدي إلى النسيان، وعدم القدرة على الاحتفاظ بالخبرات، ومفهوم الذاكرة، وغير ذلك، ويقوم المعالج بتصحيح أفكاره الخاطئة ومعتقداته المضللة التي تقوده إلى ضعف الذاكرة والشرود والنسيان، وكذلك تصحيح مشاعره حول ذلك … والمعالج النفسي المعرفي يعتم بسمات شخصية العميل، وخبراته الماضية والراهنة ومن خلال المقابلات … ولعل الطريقة المثلى في العلاج الانفعالي –العقلاني يتم المريض كيف يساعد ذاته بنفسه (Self help) وأن يوجه ذاته بطريقة مباشرة، ويعمل المعالج على مناقشة الأفكار التي تؤدي إلى مفاهيم ذات سالب، وإلى عزم الذات على حد تعبير العالم ألبرت إليس رائد العلاج النفسي المعرفي ، ويقوم المعالج في الجلسات التشخيصية بتحديد مشكلة المريض (ضعف الذاكرة) وأبعاد هذه المشكلة من حيث تأثير ذلك على وظائف المريض الحياتية، وبالتحديد عادات التعلم، والمذاكرة، والاحتفاظ والعادات السلوكية الحياتية الأخرى مما قد يؤثر في ذاكرة المريض، وبشكل عام يتم من خلال جلسات العلاج النفسي المعرفي زيادة الفعالية الذاتية للمريض، والعمل على إعادة تركيب البنية المعرفية لدى المريض.
العلاج النفسي التدعيمي :
يهدف هذا الشكل من العلاج النفسي التدعيمي إلى تشجيع المريض وتقوية إراته وثقته بنفسه، وزيادة تأكيده لذاته، وتعديل مفهومه السلبي عن ذاته ويشكل واقعي ومنطقي ومنظم، فالمعالج عادة ما يستجيب لمريض ثناء الجلسات العلاجية استجابات مختلفة. فقد يجلس صامتا وقد يبتسم أو يهز رأسه، أو يعتدل بكرسيه إلى الأمام، أو يضطجع إلى الخلف، يستجيب ببعض العبارات البسيطة تشجيعا للمريض على التكلم، وقد يستجيب بالتعليق والتفسير والتوجيه… كل هذه الاستجابات ذات الطابع الايجابي توحي للمريض بأن ما يقوله للمعالج يلقي الانتباه والفهم وبالتالي على المريض أن لا يقلق أو يخاف من تذكر أسباب نسيانه أو مشاكله التي أضعفت من ذاكرته، وأما الاستجابات ذات الطابع السلبي مثل الصمت التام قد توحي للمريض بأن ما يقوله للمعالج لا أهمية له، لهذا فإن الموضوعات الايجابية لدى المعالج تجعل المريض يميل إلى مناقشتها والتفكير فيها وبالتالي يزداد احتمال تغير أفكار المريض واتجاهاته وتجعله أكثر قدرة على الاحتفاظ والتذكر والمعالج من الصعب عليه إخفاء استجاباته الايجابية أو السلبية وبالتالي فهي تدعم سلوك المريض إيجابا أو سلبا، وهذه الايحاءات الايجابية تمثل مدعمات تدفع المريض لاختيار موضوعات معينة يتحدث عنها ويفكر فيها، والواقع أن الكثر التدعيمي لسلوك المعالج أيده دراسات جرينسون Greenspoon عن الاشراط اللفظي للمريض، وهذا الأثر التدعيمي يقرر أنه إذا كانت نتائج السلوك إيجابه فالمرجع أن يتكرر هذه السلوك أما إذا كانت نتائجه سلبية فالغالب أن لا يتكرر هذا السلوك، ويؤدي التدعيم إلى زيادة حدث الاستجابة أو تكرارها كما يؤدي ذلك إلى التحكم في سلوك الفرد، وتعديل هذا السلوك.
العلاج النفسي الديني :
أشرنا في السابق بأن أحد عوامل النسيان هو الاضطرابات النفسية، والتوترات وحالات القلق والخوف الصراع النفسي، مما يكف قدرة الفرد على الاستعاب والفهم والتذكر، من هنا كان الإلتزام الديني والأخلاقي يجعل الفرد يشعر بالأمن والطمأنينة والثقة بالنفس والراحة والاسترخاء، كما أن الارشاد الديني يؤثر في النمو النفسي وفي الصحة النفسية، والفكرية والاجتماعية ويساعد على المريض زيادة الثقة بالنفس وينظم السلوك وهذه عوامل تساعد الفرد على التعلم والاستيجاب والفهم وبالتالي تزيد قدرة الفرد على التذكر وذلك بفضل الاستقرار النفسي والعقلي لدى الفرد، وزيادة القدرة على النتباه والتركيز والفهم والإحساس بالأمن والطمأنينة.
العلاج النفسي الأسري :
*يهدف العلاج النفسي الأسري إلى تحسين أداء الأسرة واتجاهاتها نحو المريض باضطراب الذاكرة إذ أن الأسرة تعتبر عامل وسيط وهام في النجاح العلاجي ، كما يهدف إلى مساعدة الأباء والأسرة على فهم مشكلة مريضهم، وتحسين التفاعلي معه وتقبله وفهم مشكلته.
وفي العلاج النفسي قد يختار المعالج أحد أعشاء الأسرة ويوجهه على أساس أنه هو الذي يفرض التغير على كافة أعضاء الأسرة، أو أن المعالج يقوم بمقابلة أعضاء الأسرة في وقت واحد وفي مكان واحد وفي جلسة واحدة، على أساس أن الأسرة تعمل كنظام واحد متفاعل ومتكامل، وعلى المعالج فهم هذا النظام وإحداث التغيير المطلوب فيه، مع العلم أن التأثير في المواقف يكون في موقف فردي عنه عندما يكون في موقف جماعي وبصفة عامة فإن العلاج النفسي الأسري يُساعد الأسرة في فهم مشكلة المريض وتعديل اتجاهاتهم نحوه، بحث يشعر المريض بالراحة والاهتمام وتعاونه مع أفراد أسرته لمواجهة بعض القضايا المترتبة على ضعف الذاكرة لديه.
7. العلاج الطبـــي :
بما أن الذاكرة نشاط ما غني ويعتمد على حيويته (الدماغ) فإن أي تأثير مادي على هذا الأخير يؤدي إلى التأثير على الذاكرة سواء بطريقته مباشرة أو غير مباشرة لبعض الأدوية التي بها تأثير على الوصلات العصبية في الدماغ، ووظائف الخلايا العصبية وكذلك تنشيط الدورة الدموية في الخلايا العصبية، إلا أن هذه الأدوية لا تخلوا أيضا من آثار جانبية مما قد يتجاوز وظيفته الذاكرة إلى وظائف عضوية أخرى، ومعظم الأدوية تشترط عدم وجود أمراض عضوية، من هذه الأدوية أو المواد المنشطة للذاكرة على سبيل المثال:
- مادة الكافئين Caffaine : وهي مادة موجودة في القهوة والشاي، والكولا، وهي تنشط الجهاز العصبي المركزي، والعمليات العقلية وتضفي على الفرد إحساسا بالانتباه والتركيز وتخفيف الاحساس بالتعب.
- الامفيتامينات Amphetamines : وهي هي مواد منشطة للجهاز العصبي والنشاط الذهني، ويؤخر التعب، وشاع استخدام هذه المواد كمنشطة للذهن والجسم وتحسين الأداء الذهني، إلا أن لهذه المواد تأثيرات سلبية وقد تؤدي إلى أعراض البازانويا لدى ممن لهم استعداد لذلك وأشهر هذه المواد Amphetamine Sulphate ، وتؤكد الأبحاث إلى أن هذه المواد تزيد إفراز مادة النور أدربنالبن Nor adrenaline عند نهايات الجهاز العصبي.
- مادة فيسوستكمين Physostigmine وهي مادة راتنجية مشتقة من النباتات، تنشط الجهاز العصبي ولها استعلامات طبية تطيل فعل العصبية مثل الأستيل كولين وذلك من خلال تنشيطها للمنزيم الذي يحطم هذا الناقل.
- الباراسيتام Piracetam : وهو عقار متداول ينشط القشرة المخبة ويحسن نشاط الدورة الدموية ، وبالتالي عمليات الذاكرة، ويستخدم في حالات السكتة الدماغية Stroke.
- النيكوتين Nicatin: وهي مادة توجد في التبغ تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، والجرعات الصغيرة تنشط المخ والوظائف العقلية والعكس بالنسبة للجرعات العالية.
- البيمولين Pemolin : وهي مادة منبهة للجهاز العصبي المركزي، وتعمل على زيادة الانتباه والتحفز مما يؤثر في الوظائف الذهنية، تيتعمل هذه المادة لعلاج حالات الذهان والتعب الجسمي، وهي مادة تحفز تصنيع الحامض الريبي RNA وهذه المادة متوفرة في الأسواق تحت الاسم التجاري B-Alert وَ Gylert.
- الاستركنين Strychnin : وهي مادة راتينجية ذات طعم مر، مادة نباتية تستخرج من نبات Nux-Vomica ، وهو مقوي عام، وآلية تأثير هذه المادة مازات غير معروفة تماما.
- البكروتوكسين Picrotoxin : وهي مادة منبهة قوية للجهاز العصبي المركزي، تعمل على تنشيط المخ المستطيل، ويستخدم لعلاج حالات التسمم ببعض الأدوية مثل المنومات.
- المترازول Metrozol : وهي مادة منشطة للجهاز العصبي ، تستخدم في علاج الكآبة.
- الهرمون المانع للادرار (Rasopressin)-(Anti-Directic Hormone) الذي يفرزه الهيبو تلاموس وله علاقة بقوة الذاكرة والانتباه والقدرة على التعلم والتركيز، وله فائدة في حالات إضطراب الذاكرة لدى المسنين .
وهناك عقارات كثيرة تستخدم لتنشيط الدورة الدموية الدماغية ووظائف القشرة المخية وزيادة القدرة على الانتباه والتركيز مثل موسعات الأوعية الدموية في الدماغ مثل (nootropil) – (Sermion) – (Stygero,) وغير ذلك.
كما يولي حاليا الأطباء والباحثين اهتماما بالغا للعلاقات بين مكونات الطعام ونشاط الجهاز العصبي في أجسامنا باعتبار أن التغذية المتوازية والسليمة هي الشرط الأساسي لسلامة وإنتظام عمل الوظائف الجسمية وخاصة الجهاز العصبي.
مثل الفتامين B15, B12, B9, B1, ، الموجودة عموما في مشتقات الحليب صفار البيض، الأسماك والخضروات كالطماطم الخيار ، البصل، الجزر، البقول و السبانج …الخ
Pantothenic acid , (Niacin) Nictinic acid الموجود في الكبد والكلى واللحوم والأسماك وصفار البيض والحليب وكذا مصادر نباتية مثل الطماطم، الأرز، النخالة، السبانج، البزليا.
- حامض الفوليك الضروري للأداء الكامل للجهاز العصبي المركزي ويوجد في الكبد الجبن الحليب والكلى بالإضافة إلى الأوراق الخضراء والقرنبيط.
كما تحتاج الذاكرة إلى الأملاح مثل :
- الكالسيوم الفسفور Phosphore، المغنسيوم Mangsuim، المنغنيز Cacuim Magonisme، النحاس Copper، البوتاسيوم Potassuim، السيلكون Silicon، الموجود في اللحوم والكبد والأسماك، البيض ، الجبن، الحليب ومصادر حيوانية نباتية مثل الأوراق الخضراء ، الخضار و التين، الكاكاو، الكرفس، الجزر، الفجل الخس …الخ([12] (http://taouinet.maktoobblog.com/wp-*******/mu-plugins/editor/fckeditor.html?InstanceName=*******&Toolbar=Default#_ftn12)).


وفي الأخير نتمنى أن نكون قد أفدنا وأصبنا ولو في بعض الجوانب من تعريف الذاكرة باعتبارها مخزن للمعلومات ومقر معالجتها وكذا النسيان الذي يعد من أهم اضطرابات الذاكرة والذي هو في نفس الوقت ضروري لها، وأخيرا برامج واستراتيجيات لتحسين ومعالجة الذاكرة.

محب بلاده
2010-12-19, 16:00
- الكـتب باللـغة العـربية :
*. مصطفى عشوري : مدخل علم النفس المعاصر، ديوان المطبوعات الجامعية ، 1994.
*. نوربير سيلافي : المعجم الموسوعي ، منشورات وزارة الثقافة في ج ع سورية، دمشق ، 2001.
*. محمد حوله :الارطفونيا ,علم اضطرايات اللعة و الكلام الطيغة الثالثة ,2007
*. فيصل خير الزراء، الذاكرة ، تعرفيها، اضطرابها وعلاجها، 2004.
- الكـتب باللـغة الفرنسية :
1. Jacques tardif : Pour un enseignement strategique l’apport de la psychologie cognitive « les edition logique 1997, P 169.
2. Montial von Derliden : « les troubles de la mémoire », Edition pierre mardaga 1989.
3. Alexe seignorique : « Mémoire de travail et de comprehension de l’écrit» Paris 05, Sorbone 1977.
4. Siobhon Fourmier : cecileMonjourzo : La mémoire de travail » revue rééducation orthophonique N° 201- Mars 2000.
5. Anik Ribav pierre : « variabilité et intro-individuelle dans le fonctionement de la mémoire de travail » l’année psychologique 1994.
6. Alexe seigneorique : « Mémoire de travail et compréhension de l’écrit . Sorbone »
7. J. Firançois Richard : les outiritités mentales A mond coulin , Edition Paris 1976.
8. Alain Lieuny : « La mémoire 2émeedition , pierre mardaga Bruxelles.
9. Baddely : La mémoire de travail , Paris 1993.
10. xavier seron ;aphasie et neuropsychologie ;pierre mardaga, éditeur ,1979
11. A tissot , réesucation de l’aphasique adulte , masson , 1980




([1]) محمد فيصل: خير الزراد، 2004، ص15.

([2]) Jacques Tardife : P 169.

([3]) عشوري مصطفى : مدخل علم النفس المعاصر، 1994، ص 195.

([4]) أ. د. عدنان يوسف العتوم: ص 133.

([5]) Martial van derliden : Les tranber de la memoire , edition : Pierre Mardaga, 1989, p 12

([6]) Alexe edgnonoque : Memoire de travail et de comprehension de l’écrit, Paris 05, sorbone, 1977, p 64.

([7]) Sioblhan fournier , Cecil Monjovze : La memoire de travail , reve reeducation certhonique N) 201 Mars 2000, P21.

([8]) Anik Deribeam pierre : Variabilité et intro-individuelle dans le fonctionnement de la mémoire de travail, 1994 ; p162.

([9]) Sensory deptivation د. فيصل م. خ الزواد، ص 122، ص 2002

([10]) فيصل خير الزرداد : الذاكرة ، تعريفها، اضطرابها، علاجها، ص 32.

([11]) عدنان يوسف العتوم : علم النفس المعرفي ، ن، ت، ص 141-144.

([12]) خير الزراد: الذاكرة تعرفها، واضطرابها وعلاجها، ص 32.

abdou.30
2010-12-19, 18:06
اريدبحث حول ادوت البحث العلمي

محب بلاده
2010-12-19, 18:13
اريدبحث حول ادوت البحث العلمي






ادوات البحث العلمي



مقدمة:
يقرر الباحث في المرحلة الأولى من بحثه مزايا الطرق المختلفة لجميع البراهين و الأدلة و بعد أن يحدد نوع و شكل البيانات اللازمة لإختبار فروضه, بفحص ما يتيسر له من أدوات, ليختار أكثرها ملاءمة لتحقيق هدفه, و هو في هذا قد يحتاج إلى تعديل بعض أدواته أو إعداد أجهزة خاصة. و لا يغيب عن الذهن أن أي بحث علمي يبدأ بمشكلة يضع لها الباحث فروضا تعتبر حلولا محتملة. و نوع المشكلة و طبيعة الفروض هي التي تتحكم في اختيار الأدوات.و قد يتطلب بحث من الباحث عددا قليلا من الأدوات و يتطلب بحث آخر عددا أكبر.و لذلك يجب أن يتوفر لدى الباحث مجموعة من الأدوات والتي هي مجموعة الوسائل و الطرق و الأساليب و الإجراءات المختلفة التي يعتمد عليها في الحصول على المعلومات و البيانات اللازمة لإتمام و إنجاز البحث حول موضوع محدد أو مشكلة معينة.و إذا كانت هذه الأدوات متعددة و متنوعة, فإن طبيعة الموضوع أو المشكلة محل البحث أو الدراسة هي التي تحدد حجم نوعية و طبيعة الأدوات البحث التي يجب أن يستخدمها الباحث في إنجاز و إتمام بحثه وعلى هذا الأساس فما هي الأدوات التي يعتمد عليها الباحث في البحث العلمي؟
بحث حول أدوات البحث العلمي
المبحث الأول: العينة.
يعتبر استخدام العينة من الأمور الشائعة في المجال البحوث والدراسات العلمية سواء الاجتماعية أو الطبيعية منها, إن اختيار عينة لإجراء الدراسة عليها قد يكون مفضلا على دراسة كامل مجتمع الأصلي نظرا لما في ذلك من توفير للوقت والمال والجهد المبذول.
المطلب الأول: تعريف العينة.
تتطلب دراسة ظاهرة أو مشكلة ما توفر بيانات ومعلومات ضرورية عن هذه الظاهرة أو المشكلة لتساعد الباحث في اتخاذ قرار أو حكم مناسب حيالها. فمشكلة ضعف الطلبة في اللغة الإنجليزية تتطلب من الباحث ضرورة وضع تعريف محدد وواضح لمجتمع الدراسة وهم الطلبة هل هم طلبة المرحلة الإلزامية أم الثانوية أم كلاهما أم هم الطلبة في دولة معينة...الخ.
إن التحديد الواضح لمجتمع الدراسة والذي يقصد به جميع العناصر أو المفردات التي سيدرسها الباحث أمر ضروري جدا لأنه سيساعده في تحديد الأسلوب العلمي لأمثل لدراسة هذا المجتمع خاصة وأن بعض المشكلات المدروسة أحيانا تغطي المجتمعات كبيرة يصعب دراسة كل عنصر أو حالة فيها كذلك قد يترتب على دراسة كل عنصر أو حالة تكاليف باهظة يتعذر معها تنفيذ الدراسة وفي بعض الأحيان يصعب الوصول إلى كل عنصر من العناصر الدراسة لسبب أو آخر كذلك قد تكون دراسة جميع عناصر المجتمع غير مجدية خصوصا إذا كانت هذه العناصر متجانسة نسبيا.
وفي بعض الأحيان فان الحاجة إلى اتخاذ قرارات سريعة بخصوص مشكلة أو ظاهرة قد لا يمكن أو يساعد على دراسة جميع عناصر المجتمع لذلك يلجأ الباحث في مثل الحالات إلى استخدام أسلوب العينة بدلا من أسلوب المسح الشامل.(1)
________________________________________
(1)- ربحي مصطفى عليان و عثمان غنيم محمد.مناهج و أساليب البحث العلمي.دار صفاء للنشر و التوزيع.عمان. .الطبعة الأولى 2000.الصفحة137.

المطلب الثاني: أنواع العينات.
تتوفر العينات على مجموعة من الأنواع تتلخص فيما يلي:
-الفرع الأول: العينة العشوائية البسيطة:
و هي العينة التي يتم اختيارها بحيث يكون لكل مفردة من مفردات المجتمع فرص متكافئة في الاختيار...أي أنه ليس هناك تحيز ينتج من الاختيار...و هناك أساليب عديدة لاختيار العينة العشوائية من بينها طريقة القرعة, حيث توضع الأوراق في صندوق أو كيس مثلا و بعد خلطها جيدا, يسحب منها عدد من الوحدات المطلوبة دون تمييز بين الأوراق...و لكن هذه الطريقة عسيرة التطبيق خصوصا مع المجتمعات الكبيرة...كما أنها من الناحية الفنية لا تحقق الفرص المتكافئة تماما في الاختيار, ذلك لأنه عند سحب أحد الأوراق من الصندوق. فإن الفرص تزداد في إمكانية اختيار كل واحدة من الأوراق المتبقية نظرا لأن عدد الأوراق الكلي قد قل.
و على ذلك فقد أعد العلماء جداول الأرقام العشوائية لتيسر عملية الاختيار العشوائي و في هذه الحالة, فإن جميع مفردات المجتمع الأصلي ترتب ترتيبا مسلسلا بحيث تحتوي الأوراق المعطاة على رقمين 3.2.1.....الخ.
ثم يستخدم جدول الأرقام العشوائية لتحديد الحالات المختارة للعينة
هذا و عند استخدام جدول الأرقام العشوائية, فإن الباحث يختار إي نقطة في الجدول ثم يقرأ الأرقام في أي اتجاه(أفقي, رأسي أو بميل...).(1)
- الفرع الثاني:العينة العشوائية المنتظمة:
يقسم المجتمع الأصلي في هذه الحالة إلى مجموعات متساوية العدد أو الفئات (إذا كان المجتمع مثلا يتكون من 100 مفردة ويراد عينة من 10 فإن المجتمع يقسم إلى مجموعات متساوية) والمهم في حالة العينة العشوائية المنتظمة هذه أن يتم اختيار المفردة الأولى عشوائيا من بين وحدات المجموعة الأولى وعلى ذلك فإن الوحدات المتتالية التي ستنضم ستكون36.26.16.6...الخ.معناه أن العدد 10 هو الفاصل بين الأرقام(2).
________________________________________
(1)- أحمد بدر.أصول البحث العلمي و مناهجه.وكالة المطبوعات.الكويت.الطبعة الرابعة1978.الصفحة325
(2)-المرجع داته.الصفحة228.227.

- الفرع الثالث: العينة العرضية:
هذا النوع من العينات يختلف عن الأنواع السابقة من حيث أن العينة العرضية لا تمثل المجتمع الأصلي تمثيلا صحيحا, و إنما تمثل العينة نفسها فقط.فالباحث في هذه الحالة يأخذ العينات بطريقة الصدفة أي يحصل على معلومات من الذين يصادفهم. و طبعا فإن نتيجة هذه العينات لا تعكس الواقع للمجتمع الأصلي و إنما تعطي فكرة عن مجموع الأفراد الذين أخد منهم الباحث المعلومات المتجمعة لديه.
- الفرع الرابع : العينة العنقودية:
تكون وحدات العينة في مثل هذا النوع من العينات كبيرة الشبه من العناقيد التي تكون وحدات طبيعية متقاربة مكانيا أو زمانيا ثم يجري اختيار عدد معين من أفراد كل وحدة معيارية أو عنقود و ذلك وفق أسلوب بسيط أو عنقودي.
مثال:لدراسة معدل دخل أسرة في مدينة ما فإننا نختار عينة عنقودية تكون فيها أحياء المدينة بمثابة عناقيد ثم نقسم كل حي إلى مجموعة من العمارات نختار من كل منها عدد معين مت الشقق و ندرس دخل الأسرة المقيمة في هذه الشقق و بذلك نكون قد حصلنا على عينة عنقودية.(1)
المطلب الثالث: أسباب اللجوء إلى استخدام العينات.
إن إجراء البحث على كامل المجتمع الأصلي يكون مفضلا في معظم الحالات على اختيار العينة و إجراء الدراسة عليها نظرا لما يعطيه دراسة كامل المجتمع من نتائج أقرب للواقع و أكثر قابلية لتعميم إلا أن هناك العديد من الأسباب التي قد تدفع الباحث إلى الاعتماد على العينة بدل من إجراء دراسته على كامل المجتمع الأصلي و ضمن تلك الأسباب ما يلي:
________________________________________
(1)- عليان و غنيم.مرجع سابق الذكر.الصفحة147

جغرافيا فإن ذلك يتطلب تكلفة عالية و جهد كبير و وقت طويل من الباحث, فإذا كان موضوع البحث يتعلق مثلا بالعلاقة بين دخل الأسرة و حجم ادخارها فإن إجراء الدراسة على جميع الأسر يتطلب تكلفة عالية لتجميع البيانات و تحليلها كما يتطلب جهدا كبيرا من الباحث و يتطلب وقتا طويلا حتى يتسنى تجميع البيانات من جميع الأسر.
- ضعف الرقابة و إشراف:ففي حالة كون مجتمع الدراسة كبير فإن ذلك قد يتطلب استعانة الباحث بأشخاص لمساعدته بجمع البيانات و تحليلها.
و على رغم من أن تدريب أولائك المساعدين بشكل جيد على القيام بالأعمال المطلوبة منهم قد يساعد على التخفيف من حدة هذه المشكلة إلا أن إمكانية الضبط و الرقابة قد تضعف مع ازدياد حجم البيانات و الجهد المطلوب لجمعها و تحليلها.
- التجانس التام في خصائص المجتمع الدراسة الأصلي: فهناك بعض أنواع الأبحاث التي يكون فيها عناصر المجتمع الدراسة الأصلي متجانس بشكل كبير و بالتالي نفس النتائج يتم الحصول عليها سواء أجريت الدراسة على كامل المجتمع و على أجزاء منه.
- عدم إمكانية إجراء الدراسة على كامل عناصر المجتمع الأصلي: ففي بعض أنواع الأطعمة المنتجة كالألبان و المشروبات كالعصير و بعض السلع الكهربائية كالتلفاز تقوم معظم المصانع باختيار عينات من الإنتاج بشكل دوري و يتم فحص تلك العينات لتأكد من سلامتها و مطابقتها لمواصفات المحددة.
- عدم إمكانية حصر كامل عناصر مجتمع الدراسة الأصلي: فهناك العديد من الدراسات التي لا يمكن فيها حصر كامل عناصر مجتمع الدراسة الأصلي و من الأمثلة على ذلك دراسة المدمنين على المخدرات فقد لا تتوفر معلومات عن كامل المدمنين في الدولة أو قد تكون المعلومات سرية و لا يمكن الإباحة بها عن هذه الفئة.(1)
________________________________________
(1)-عبيدات محمد .أبو نصار محمد.مبيضين عقلة.منهجية البحث العلمي :القواعد و المراحل و التطبيقات.دار وائل.عمان 1998.الصفحة91-92.

المبحث الثاني: أساليب جمع البيانات و المعلومات.
بعد الإلمام بأساليب اختيار العينات نتطرق لأن إلى بعض وسائل جمع المعلومات عن طريق الاستبيان المقابلة و الملاحظة و هذه الأنواع الثلاث يمكن أن يعتمد عليها كل متخصص في مهنته.
المطلب الأول: الاستبيان.
الفرع الأول: تعريف الاستبيان.
يعرف الاستبيان بأنه مجموعة من الأسئلة المرتبة حول موضوع معين يتم وضعها في إستمارة ترسل لأشخاص المعنيين عن طريق البريد أو يجري تسليمها باليد تمهيدا للحصول على أجوبة الأسئلة الواردة فيها و بواسطتها يمكن التوصل إلى حقائق جديدة عن الموضوع و تأكد من معلومات متعارف عليها لكنها غير مدعمة بحقائق.
و الأسلوب المثالي في الاستبيان هو أن يحمله الباحث بنفسه إلى الأشخاص ويسجل بنفسه الأجوبة و الملاحظات التي تثري البحث.(1)
الفرع الثاني:أنواع الاستبيانات.
الاستبيانات عدة أنواع, و يمكن تقسيمها إلى ما يلي:
1 – من حيث طرح الأسئلة:
أ – الاستبيانات المغلقة:
تكون لإجابة فيها على الأسئلة في العادة محددة بعدد من الخيارات مثل "نعم"أو"لا""موافق"أو"غير موافق"...الخ.و قد يتضمن عددا من الإجابات و على المجيب أن يختار من بينها الإجابة المناسبة.
و يمتاز هذا النوع من الاستبيانات بما يلي:
- سهولة تفريغ المعلومات من المُسؤَل.
- قلة التكاليف.
- لا يأخذ وقتا طويلا للإجابة على الأسئلة.
________________________________________
(1)- د عمار بوحوش ود محمد محمود.مناهج البحث العلمي و طرق إعداد البحوث.ديوان المطبوعات الجامعية.الجزائر 1995.الصفحة56-57.

- لا يحتاج المجيب لاجتهاد لأن الأسئلة موجودة و عليه اختيار الجواب المناسب فقط.
أما العيوب هذا النوع من الاستبيانات فتتلخص فيما يلي:
- قد يجد المجيب صعوبة في إدراك معاني الأسئلة.
- لا يستطيع المجيب إبداء رأيه في المشكلة المطروحة.
ب-الاستبيانات المفتوحة:
و يتميز هذا النوع من الاستبيانات بأنه يتيح الفرصة للمجيب على الأسئلة الواردة في الاستبيان أن يعبر عن رأيه بدلا من التقيد و حصر إجابته في عدد من الخيارات. و يتميز هذا النوع بأنه:
* ملائم للمواضيع المعقدة.
* يعطي معلومات دقيقة.
* سهل التحضير.
أما عيوبه فهي أنه:
* يكلف الكثير.
* صعب في تحليل الإجابات و تصنيفها.
ج)- الاستبيانات المغلقة-المفتوحة:
هي نوع من الاستبيانات تكون مجموعة من الأسئلة منها مغلقة تتطلب من المفحوصين اختيار الإجابة المناسبة لها, و مجموعة أخرى من الأسئلة مفتوحة’ و للمفحوصين الحرية في الإجابة و يستعمل هذا النوع عندما يكون موضوع البحث صعبا و على درجة كبيرة من التعقيد مما يعني حاجتنا لأسئلة واسعة و عميقة. و يمتاز هذا النوع من الاستبيانات بأنه:
* أكثر كفاءة في الحصول على معلومات.
* يعطي للمجيب فرصة لإبداء رأيه.(1)
________________________________________
(1)- بوحوش ومحمود. (مرجع سابق الذكر).الصفحة57-58

2 - من حيث طريقة التطبيق:
أ- الاستبيان المدار ذاتيا من قبل المبحوث و هو الذي قد يرسل بالبريد أو يوزع عبر صفحات الجرائد أو يبث عبر الإذاعة و التلفزة. و في هذه الحالة فإن المبحوث هو الذي يتصرف و يجيب على الأسئلة المطروحة من تلقاء نفسه.
ب- الاستبيان المدار من طرف الباحث.
3- من حيث عدد المبحوثين:
أ- هناك استبيان تعطي للمبحوثين فرادى.
ب- هناك استبيانات توزع على المبحوثين و مجتمعين.(1)
الفرع الثالث: مزايا و عيوب الاستبيان.
مزايا الاستبيانات:
*- تكاليفها ليست مرتفعة.
*- تتطلب مهارة أقل من المقابلة.
*- نستطيع إيصالها لأعداد كبيرة من الناس.
*- تمنح فرصة للمبحوث للتفكير في الأسئلة بعمق أكثر منه من المقابلة.
*- لا تحتاج لعدد كبير من الأشخاص لجمعها.
*- يمكن إيصالها إلى أشخاص يصعب الوصول إليهم.
*-يمكن أن نحصل عن طريقها على معلومات حساسة قد لا يستطيع المبحوث قولها مباشرة للباحث.
*- يسهل تحليل نتائجها.
*- تتوافر فيها ظروف أفضل لتقنين المعلومات و ذلك من خلال صياغة الأسئلة و مضمونها.
*- تستخدم في البحوث التي تحتاج إلى بيانات حساسة و محرجة.
________________________________________
(1)- المرجع ذاته .الصفحة59

عيوب الاستبيانات:
*- لا تعود نسبة كبيرة من الاستبيانات التي تذهب بالبريد.
*- لا يمكن استخدامها في المجتمعات الأمية.
*- قد لا يفهم المبحوث بعض الأسئلة.
*- لا يستطيع الباحث أن يعرف ردود فعل المجيب.(1)
المطلب الثاني: الملاحظة.
تعتمد مقدرة البحث العلمي على استخدام طريقة الملاحظة بشكل علمي و موضوعي على ميوله و قدرته على تمييز بين الأحداث و الربط بينهما في تدوين ملاحظاته.
الفرع الأول: تعريف الملاحظة.
الملاحظة أداة من أدوات البحث العلمي و التي يتم بواسطتها مراقبة و مشاهدة الظاهرة كما هي في الواقع و التعبير عنها كمًا و كيفا و هي أداة هامة يستخدمها الباحثون للوقوف على الظاهرة في وضعها الطبيعي التلقائي دون أن يكون هناك تدخل من قبل الباحث في معادلة الظاهرة أو مفرداتها أو طبيعة العلاقات الناشئة بين أجزائها, و لابد من القول أن الملاحظة تحتاج إلى تدريب و تمرين و تركيز كبير ليستطيع المشاهد أن يوجه اهتمامه و انتباهه إلى ما يود دراسته, لذلك فإن الملاحظة تعتمد بشكل كبير على الحواس و خاصة حاسة النظر(2)
الفرع الثاني: أنواع الملاحظة.
1- الملاحظة المنظمة:
هي تلك المشاهدات التي يقوم بواسطتها اختيار و تسجيل الظاهرة في وضعها الطبيعي و ترميزها "تحويلها إلى رموز"و ذلك أن عملية اختيار السلوك مراقبته هي خطوة الإستباقية الأولى ليتم بعدها تسجيل الملاحظات عن هذا السلوك بطريقة علمية تأخذ شكل الرموز الاصطلاحية.
________________________________________
(1)- المرجع داته.الصفحة64
(2)- جودة محفوظ و ظاهر الكلالدة.أساليب البحث العلمي في ميدان العلوم الإدارية.مؤسسة زهران.عمان 1997الصفحة95-96

2- الملاحظة البسيطة:
هي ملاحظة استطلاعية و استكشافية لا يكون لها تحضير مسبق و لا تخضع للضبط العلمي و الهدف منها الحصول على معلومات و بيانات أولية عن الظاهرة لتكوين فكرة أو تصوير مبدئي و غالبا ما يكون مجال الملاحظة غير محدد بشكل دقيق فيما يتعلق بالظاهرة أو السلوك,لذلك تكون مشاهدات عابرة و كمقدمة للدراسات العميقة اللاحقة.
3- الملاحظة بالمشاركة:
عبارة عن ملاحظة يقوم فيها الباحث بدور المشارك الفعال في الجماعة و أنماطهم المعيشة و تقمص أدوارهم و العادات ة التقاليد و نظام الحياة بحيث يصبح و كأنه أحد أفراد الجماعة بالإضافة لمشاركة الباحث للجماعة في أكلهم و شربهم و لباسهم و الباحث هنا في الواقع بتفاعله المباشر و معايشته للظروف و الأحداث يجعل من ملاحظاته ذات قيمة علمية عالية في صدقها و دقتها و موضوعيتها لذلك فهو مشارك و ملاحظ في آن واحد.
4- الملاحظة غير المشاركة:
و هي عكس الملاحظة المشاركة ففي هذا النوع من الملاحظة فإن الباحث يقوم بدور المراقب أو المتفرج سواء كان عن قرب أو بعد و سواء كان بشكل مباشر أو من وراء الستار بحيث لا يتفاعل الباحث مع الظاهرة و هو يستخدم هنا الحواس مثل النظر و السمع بشكل أكبر.(1)
الفرع الثالث: مزايا و عيوب الملاحظة.
مزايا الملاحظة:
*- في الكثير من الظواهر و الحوادث, قد تكون الملاحظة من أكثر وسائل جمع المعلومات فائدة للتعرف على الظواهر أو الحادثة.
*- عدم الاعتماد على ما يدليه المبحوث بل أخد تصرفاتهم على وضعها الطبيعي, شرط أن لا يكونوا قد اصطنعوا بعض التصرفات عند إدراكهم أن الباحث يقوم بالملاحظة.
________________________________________
(1)- المرجع داته. الصفحة96-103.

*- هناك بعض النواحي التي لا يستطيع فيها استخدام أسلوبي المقابلة و الاستبيان لجمع المعلومات مثل دراسة ظواهر الطبيعية أو بعض الحيوانات و بالتالي يعتبر أسلوب الملاحظة هو الأكثر ملائمة.
*- تسمح بتسجيل السلوك أو التعرف على الحادثة فور وقوعها.
عيوب الملاحظة:
*- قد تستغرق وقت طويل و جهدا و تكلفة مرتفعة من الباحث. ففي بعض الحالات يتطلب الأمر أن ينظر الباحث فترة طويلة حتى تقع الحادثة .
*- قد يتعرض الباحث للخطر في بعض أنواع الدراسات نثل السجن أو القبائل البدائية.
*- التحيز من قبل الباحث الذي يكون مقصود بسبب تأثره بالأفراد أو أن يكون تحيز غير مباشر عن طريق عدم نجاح الباحث في تفسير ظاهرة ما.
*- التحيز من قبل المبحوثين إذا ما أدركوا وقوعهم تحت تصرف عملية الملاحظة.
*- هناك بعض الحالات الخاصة بأفراد و التي قد يكون من الصعب على الباحث استخدام أسلوب الملاحظة فيها مثل العلاقة الزوجية.(1)

المطلب الثالث: المقابلة.
تعتبر المقابلة من الأدوات الرئيسية لجمع المعلومات و البيانات في دراسة الأفراد و الجماعات الإنسانية. كما أنها تعد من أكثر مسائل جمع المعلومات شيوعا على البيانات الضرورية لأي بحث و المقابلة ليست بسيطة بل هي مسألة فنية.
________________________________________
(1)- المرجع داته. الصفحة128

الفرع الأول: تعريف المقابلة.
المقابلة عبارة عن أداة من أدوات جمع المعلومات يقوم فيها الباحث بطرح التساؤلات التي تحتاج إلى إجابات من قبل المبحوث و ذلك من خلال حوار لفظي أو على شكل استبيان لفظي أو قد يكون بين شخصين أو أكثر إما وجها لوجه أو من خلال وسائل الإعلام المرئية و البث المباشر عبر استخدام الأقمار الصناعية. ذلك أن التطور التكنولوجي قد انعكس على هذه الأدوات و جعل كل منها يسرو سهولة في إجراء المقابلات عبر المحطات المرئية و المسموعة دون وجود عناء كبير و أيضا قصر مسافة و اختصار الزمن.إذن المقابلة هي عبارة عن حوار و تفاعل لفظي شفوي يتم بين الباحث و مبحوثين في وقت واحد لكن ليس بالضرورة في مكان واحد(1).
الفرع الثاني: أنواع المقابلة.
تأخذ المقابلة أشكالا و أنواعا متعددة حسب الهدف منها و نوع الدراسة و ميدانها ثم مجتمع الدراسة أو العينة و تعتمد على نوع الأسئلة و طريقة الإجابة عنها, لذلك فإن المقابلة يمكن تصنيفها حسب الأنواع التالية:
1 – المقابلة حسب الهدف و الغاية من إجرائها:
أ- المقابلة المسحية:
الهدف منها عمل مسح لاتجاهات الرأي العام حول موضوع ما و يتم بطرح مجموعة من الأسئلة المنتقاة على عينة منقاة حسب أي معيار و إنما بطريقة صدفية عرضية(2)
ب- المقابلة الإرشادية التوجيهية:
يتم فيها مقابلة المبحوث و تهدف إلى إرشاد المبحوث إلى السلك الصحيح و هذا النوع يمارسه المرشدون النفسيين في المدارس و الجامعات حول قضايا أكاديمية مثل إرشاد الطالب إلى المواد المطلوبة في خطته الدراسية.
________________________________________
(1)- بوحوش و محمود. (المرجع السابق الذكر).الصفحة65-66.
(2)- محفوظ و الكلالدة(المرجع السابق الذكر). الصفحة130

ج- المقابلة الإكلينيكية (العلاجية):
يكون الهدف منها علاجي و غالبا ما يستخدم هذا النوع من المقابلات في مراكز التأهيل النفسي و يمارسه الأطباء النفسانيين بالإضافة إلى المقابلات في العمل و تصحيح الأخطاء و تقييم الأداء الفردي و الجماعي للقوى البشرية العاملة و محاولة تقديم حلول للمشكلات العالقة من خلال الحوار و النقاش و المشاركة.
2- المقابلة حسب تصميم الأسئلة و الإجابة عليها:
أ- مقابلة ذات أسئلة مفتوحة:
الأسئلة حسب ما يراها المبحوث و بلغته و بطريقته الخاصة و قد تكون طويلة أو قصيرة.
ب- مقابلة ذات أسئلة مغلقة:
الإجابة بنعم أو لا, صح أو خطأ, موافق أو غير موافق....الخ وبناءا عليه يكون تصنيف المعلومات و تحليلها سهلا.
ج- مقابلة ذات أسئلة مغلقة مفتوحة:
الإجابة بنعم أو لا ,صح أو خطأ ثم يكون مثلا و لماذا؟مما يجعل المبحوث يجيب بطريقة مفتوحة و هي عبارة عن مزيج من النوع الأول و النوع الثاني.
د- المقابلة الحرة(غير المقننة):
لا يوجد أسئلة لطرحها و إنما يترك موضوع الأسئلة للشخص الذي يجري المقابلة فهو يسأل كما يراه مناسبا و حسب مجريات المقابلة و المجيب تكون له الحرية في الإجابة بطريقة خاصة.
3- المقابلة حسب الطريقة التي تتم بها:
- وجه لوجه(شخصية).
- مقابلة بواسطة التليفون: مقابلة تعتمد على النطق و السمع.
- مقابلة بواسطة التلفزة و البث المباشر و استخدام الأقمار الصناعية:و هذه تتم في وقت واحد لكن في أماكن مختلفة.(2)
________________________________________
(1)- بوحوش و محمود. (المرجع السابق الذكر).الصفحة66-.
(2)- المرجع داته.الصفحة67-68-.

الفرع الثالث: مزايا و عيوب المقابلة.
مزايا المقابلة:
*- تساعد الباحث في شرح الأسئلة و يجيب المبحوث عليها بدقة و بالتالي تقل الأخطاء شريطة أن يكون الباحث محايدا.
*- المقابلة مفيدة جدا إذا كان المبحوث لا يعرف القراءة و الكتابة.
*- تزود الباحث بمعلومات إضافية عن الموضوع و تساعده على فهمه جيدا.
*- نسبة الإجابة على الردود تكون أعلى من إجابات الاستبيان.
*- تتميز بفهم حقيقي و تشخيص للمسائل الإنسانية.
*-تحدد المقابلة الشخص الذي يجيب على الأسئلة.
*- يمكن للباحث العودة للمبحوث لتكملة بعض الأسئلة أو توضيح بعض الإجابات.
*- يستطيع الباحث التحكم في مدة المقابلة بالعمل على إطالتها أو تقصيرها وفقا لما تقتضيه الظروف.
عيوب المقابلة:
*- البطء, فهي تحتاج إلى وقت طويل و مجهود شاق للحصول على البيانات اللازمة.
*- يواجه الباحث صعوبات جمة نابعة من رغبة المبحوث في تضخيم الأحداث.
*- تعتبر المقابلة مكلفة ماليا,لأن الباحث قد يتعين عليه الانتقال لمقابلة أشخاص معنيين.
*- تحتاج المقابلة إلى وقت كبير لتحديد المواعيد.
*- إن نجاح المقابلة يعتمد على رغبة المستجوب و قدرته على التعبير بدقة عن ما يريد الإفصاح عنه. (1)
________________________________________
(1)- المرجع داته.الصفحة68-69

خــاتمــــــــــــــة:
نستخلص من تحليل هذه الدراسة أن تقنيات و أدوات البحث العلمي ضرورية لإستكما ل الدراسة كما أن لها دور بارزا فعالا في تسهيل عملية البحث و أن تنوعها يلعب دورا هاما في توضيحها, كل هذا إن دل على شيء إنما يدل على مدى اتساع موضوعية العلم.
كما أن لهذه الطرق استعمالا في مجال العلوم القانونية و الإدارية وفي مجال العلوم الاجتماعية بصفة عامة إما بمعناها اللغوي و إما بمعناها الطبيعي, لكن يتجلى مدى استخدام بجزء أو بنسبة قليلة. أي أن القانون لا يأخذ من هذه الوسائل إلا ما يحتاجه أو ما يتماشى و مبادئه.
و بالتالي فإن طرق و تقنيات البحث العلمي ليست محصورة في المجال العلمي فقط بل تدخل أيضا في مجال العلوم الإنسانية و القانونية و كل هذا يدل على مدى تطور العلوم في مختلف الميادين.

d-ragon201
2010-12-19, 18:31
أرجوك مساعدة في هذه الوضعية في مادة الرياضيات

وضعية في الرياضيات

http://img130.imageshack.us/img130/5941/sanstitretlw.png

وحدة الطول في الشكل cm والمساحة cm2

ABCD مستطيل و ABE مثلث قائم في A

1) تعطى في هذه الحالة :

AE=2 ; DE=6; AB=4

*أحسب مساحة المستطيل ABCD
* أحسب مساحة المثلث ABE

2) تعطى في هذه الحالة :

AD=6-x ; AE=X ; DE=6 ; AB=4

*بين أن مساحة ABCD هي A1=24-4x

*أحسب مساحة المثلث ABE بدلالة x

*قم بحل المعادلة 24 -2x = 4x (قراءة العملية من اليمين إلى اليسار)

*ما هي قيمة x التي تكون من أجلها مساحة المستطيل تساوي مساحة المثلث

*جد قيمة x حيث A1 =2A2

بليز ساااااااااااااااااعدوني

mimou95
2010-12-19, 19:50
موقف الدول الاوربية من الاحتلال الفرنسي للجزائرهو


اقرأ: الجزائر خلال الممالك الإسلامية (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8% A6%D8%B1_%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%84_%D8%A7%D9%84%D9% 85%D9%85%D8%A7%D9%84%D9%83_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B 3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9&action=edit&redlink=1)

فتح المسلمون البلاد على يد المسلم أبو المهاجر دينار (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%A7% D8%AC%D8%B1_%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%B1)، الذي صادق كسيلة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%83%D8%B3%D9%8A%D9%84%D8%A9) الأمازيغي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%85%D8%A7%D8%B2%D9%8A%D8%BA)، مدخله في الإسلام بعدها.
مبعوث الأمويين عقبة بن نافع (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%82%D8%A8%D8%A9_%D8%A8%D9%86_%D9%86%D8%A7 %D9%81%D8%B9) يهاجم كسيلة المرتد (بسبب اهانته)[بحاجة لمصدر] (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%88%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%AF%D9%8A%D 8%A7:%D8%A8%D8%AD%D8%A7%D8%AC%D8%A9_%D9%84%D9%85%D 8%B5%D8%AF%D8%B1)
في انتقام، لكن عقبة يقتل على يديه، خلال القرن الثامن الميلادي.
عرفت البلاد قيام أولى الدول الإسلامية المستقلة، بعواصم مختلفة، (الأغالبة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%BA%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A9) مندوبو العباسيين، الرستميون (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D8%B3%D8%AA%D9%85%D9%8A%D9%88%D9%86)، الأدارسة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D8%B3%D8%A9)).
ظهر بعدها التشيع الإسماعيلي برعاية الفاطميين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%A9_%D9%81%D8%A7%D8%B7% D9%85%D9%8A%D8%A9) ليتغير تدفق الفتوحات إلى الخارج، ففتح هؤلاء بلاد مصر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1) والشام والحجاز، ثم تحولوا بعاصمتهم إلى جهة الشرق.
رافق تمرد عملائهم السابقين، تغريبة (بنو هلال (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%86%D9%88_%D9%87%D9%84%D8%A7%D9%84_%28%D8 %AA%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%AD%29)، بني سليم (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%86%D9%88_%D8%B3%D9%84%D9%8A%D9%85)، بني المعقل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D9%86%D9%88_%D9%85%D8%B9%D9%82%D9%84)) إلى الجزائر، بتشجيع منهم، ابتداءا من القرن الـ11 م.
سيطر على البلاد العديد من السلالات البربرية (الزيريون (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B2%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D9%88%D9%86)، الحماديون (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D9%88%D9%86)، الموحدون (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%88%D8%AD%D8%AF%D9%88%D9%86_%28%D8%AA%D9% 88%D8%B6%D9%8A%D8%AD%29)، الزيانيون (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%86)، الحفصيون (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D9%81%D8%B5%D9%8A%D9%88%D9%86)، المرينيون (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%86)).


أهم مراحل هذه الممالك الإسلامية:

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/d/d5/Age-of-caliphs.png/350px-Age-of-caliphs.png (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Age-of-caliphs.png&filetimestamp=20070919231740) http://bits.wikimedia.org/skins-1.5/common/images/magnify-clip.png (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Age-of-caliphs.png&filetimestamp=20070919231740)
██ النبي محمد, 622-632 ██ الخلفاء الراشدون, 632-661 ██ الخلافة الأموية, 661-750


التاريخ أحداث 647 وصول العرب: أبو المهاجر دينار (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%A7% D8%AC%D8%B1_%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A7%D8%B1) مبعوث الأمويين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%A9_%D8%A3%D9%85%D9%88% D9%8A%D8%A9) 767 - 909 الدولة الرستمية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B1%D8%B3%D8%AA%D9%85%D9%8A%D9%88%D9%86) (أول دولة إسلامية مستقلة)، والأغالبة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%BA%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A9) العباسيون، 908 - 972 أبو عبد الله الشيعي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D8%A8%D9%88_%D8%B9%D8%A8%D8%AF_%D8%A7%D9%84 %D9%84%D9%87_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%B9%D9%8A) والدولة الفاطمية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%81%D8%A9_%D9%81%D8%A7%D8%B7% D9%85%D9%8A%D8%A9) 972 - 1148 [[بلدية 1007 - 1052 عائلة الزيريين تنقسم، حكم الحماديين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%85%D8%A7%D8%AF%D9%8A%D9%88%D9%86) 1052- 1147 حكم المرابطين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B7%D9%88%D9%86) ويوسف بن تاشفين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%8A%D9%88%D8%B3%D9%81_%D8%A8%D9%86_%D8%AA%D8%A7 %D8%B4%D9%81%D9%8A%D9%86). 1121 - 1235 المهدي محمد بن تومرت (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D8%A8%D9%86_%D8%AA%D9%88%D9%85%D8%B1%D8%AA) يدعو الموحدين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%88%D8%AD%D8%AF%D9%88%D9%86_%28%D8%AA%D9% 88%D8%B6%D9%8A%D8%AD%29). 1235 - 1556 حكم الزيانيين (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%88%D9%86)
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/7/77/Chaireddin_Barbarossa.jpg/150px-Chaireddin_Barbarossa.jpg (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Chaireddin_Barb arossa.jpg&filetimestamp=20061031165331) http://bits.wikimedia.org/skins-1.5/common/images/magnify-clip.png (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Chaireddin_Barb arossa.jpg&filetimestamp=20061031165331)
خير الدين بربروس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D9%8A%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86_ %D8%A8%D8%B1%D8%A8%D8%B1%D9%88%D8%B3)




طالع أيضا :الجزائر خلال العهد العثماني (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8% A6%D8%B1_%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8% B9%D9%87%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A 7%D9%86%D9%8A&action=edit&redlink=1)
إلحاق الجزائر بالخلافة العثمانية



إحتل الإسبان مدينة وهران (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%88%D9%87%D8%B1%D8%A7%D9%86) سنة 1504 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1504) بقيادة غونزالو سيسنيروز (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%BA%D9%88%D9%86%D8%B2%D8%A7%D9%84%D9%88_%D8%B3% D9%8A%D8%B3%D9%86%D9%8A%D8%B1%D9%88%D8%B2)، كاردينال الملوك الكاثوليك (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%84%D9%88%D9%83_%D8%A7%D9%84% D9%83%D8%A7%D8%AB%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%83)، فاستنجد سكان بجاية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%AC%D8%A7%D9%8A%D8%A9) وجيجل (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D9%8A%D8%AC%D9%84) بالاخوة عروج (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AE%D9% 88%D8%A9_%D8%B9%D8%B1%D9%88%D8%AC&action=edit&redlink=1)، حيث قام باربروس (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A8%D8%A7%D8%B1%D8%A8%D8%B1%D9% 88%D8%B3&action=edit&redlink=1) عروج وخير الدين، بوضع الجزائر تحت سيادة الدولة العثمانية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A8%D8%B1%D8%A7%D8%B7%D 9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AB%D9 %85%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9)، وجعلا من سواحل البلاد قاعدة لعملياتهم البحرية على الأساطيل المسيحية.
بلغت هذه النشاطات ذروتها سنة 1600 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1600)، (أطلق على مدينة الجزائر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1_%28%D9% 85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9%29) اسم دار الجهاد).
تعرضت مدينة الجزائر خلالها، لهجوم الملك شارل الخامس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B4%D8%A7%D8%B1%D9%84_%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7% D9%85%D8%B3) في 1535 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1535) بعد سيطرته على مدينة تونس، التي لم تدم طويلا.

الجهاد البحري في المتوسط

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/1/1e/Sm_Bombardment_of_Algiers%2C_August_1816-Luny.jpg/220px-Sm_Bombardment_of_Algiers%2C_August_1816-Luny.jpg (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Sm_Bombardment_ of_Algiers,_August_1816-Luny.jpg&filetimestamp=20060129122224) http://bits.wikimedia.org/skins-1.5/common/images/magnify-clip.png (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Sm_Bombardment_ of_Algiers,_August_1816-Luny.jpg&filetimestamp=20060129122224)
قنبلت الجزائر عام 1816 من الانغليز


اعتبر البحر المتوسط محمية الاسطول الجزائري ورجاله، وكان على القوى الأوروبية دفع ضريبة الإبحار فيه، مقابل حمايتهم.
الولايات المتحدة الأمريكية، والتي فقدت حماية بريطانيا العظمى لها بعد حرب تحريرها، تعرضت سفنها للجهاد البحري، حيث تم بيع ركابها كعبيد، تلى هذا، خلال 1794، مقترح مجلس الشيوخ الأمريكي، دعما للبحرية للقضاء على القرصنة في سواحل المتوسط.
رغم حشد البحرية الأمريكية، عقدت الولايات المتحدة اتفاقية مع داي الجزائر، سنة 1797، تضمن دفع ضريبة قدرها 10 مليون دولار خلال 12 سنة، مقابل حماية مراكبها. بلغ سداد ضريبة الولايات المتحدة 20% من مدخولها السنوي سنة 1800.
ألهت الحروب النابوليونية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%88%D8%A8_%D8%A7%D9%84% D9%86%D8%A7%D8%A8%D9%84%D9%8A%D9%88%D9%86%D9%8A%D8 %A9) خلال القرن التاسع عشر، اهتمام القوى البحرية عن سحق اساطيل الجهاد المغاربية. لكن الأمور تغيرت بحلول السلام في أوروبا سنة 1815، حيث وجدت الجزائر نفسها في حروب مع إسبانيا، هولندا، بروسيا، الدانمارك، روسيا، ونابولي الإيطالية. خلال نفس السنة، في مارس، سمح مجلس الشيوخ الأمريكي بهجوم ضد البلاد المغاربية.
أرسل العميد البحري ستيفن ديكاتور (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%B3%D8%AA%D9%8A%D9%81%D9%86_%D8 %AF%D9%8A%D9%83%D8%A7%D8%AA%D9%88%D8%B1&action=edit&redlink=1) مع أسطول من 10 قطع، لحماية السفن الأمريكية، كذلك لردع نهائي للاساطيل الجزائرية ورغم أسره عددا من المجاهدين ،إلا أنه لم يستطع تحقيق غرضه. لان الداي كان صارما معه
بعدها بسنة، تشكلت وحدة هولندية بريطانية، بقيادة الأدميرال البريطاني، فيكونت إكسموث (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%81%D9%8A%D9%83%D9%88%D9%86%D8% AA_%D8%A5%D9%83%D8%B3%D9%85%D9%88%D8%AB&action=edit&redlink=1)، قنبلت الجزائر ل 9 ساعات، [2] (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE_%D8%A7%D9%84%D8%AC% D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1#cite_note-1).
كان هذا، آخر عهد للجهاد البحري في الجزائر، حيث تخلى الدايات عن الجهاد البحري، كما التزموا بحماية السفن الغربية للقوى البحرية العظمى.

(http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Crystal_xedit.p ng&filetimestamp=20050906172959)
مقال تفصيلي :الاستعمار الفرنسي للجزائر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D8%B9%D9%85%D8%A7%D 8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D9%8A_%D 9%84%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1)
احتلت فرنسا (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%B3%D8%A7) الجزائر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1) عام 1830 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1830) وبدأت في السيطرة على أراضيها، في 8 سبتمبر (http://ar.wikipedia.org/wiki/8_%D8%B3%D8%A8%D8%AA%D9%85%D8%A8%D8%B1) 1830 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1830) أعلنت كافة الأراضي الأميرية وأراضي الأتراك الجزائريين على أنها أملاك للدولة الفرنسية.
في 1 مارس (http://ar.wikipedia.org/wiki/1_%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B3) 1833 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1833) صدر قانون (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86) يسمح بنزع ملكية الأراضي التي لا توجد مستندات لحيازتها، كما نشرت مراسيم ساعدت الفرنسيين على السيطرة على أملاك الأوقاف وتم السيطرة على الأراضي على نطاق شامل مثل مرسوم 24 ديسمبر عام 1870 الذي يسمح للمستوطنين الأوروبيين بتوسيع نفوذهم إلى المناطق التي يسكنها الجزائريين وإلغاء المكاتب العربية في المناطق الخاضعة للحكم المدني.
[عدل (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE_%D8 %A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1&action=edit&section=25)] العلاقات الجزائرية الفرنسية وخلفيات الإحتلال

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/d/d6/Crystal_xedit.png/13px-Crystal_xedit.png (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Crystal_xedit.p ng&filetimestamp=20050906172959) هذا القسم فارغ أو غير مكتمل، مساعدتكم (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE_%D8 %A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1&action=edit) مرحب بها!
[عدل (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE_%D8 %A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1&action=edit&section=26)] سقوط العاصمة وبداية الإحتلال


(http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Crystal_xedit.p ng&filetimestamp=20050906172959)
في 14 جوان 1830 نزلت القوات الفرنسية بشبه جزيرة سيدي فرج غرب العاصمة، بعد أن أعدت جيشا يضم 40 ألف جندي من المشاة والخيالة، مزودين بأحدث أدوات الحرب، وأسطولا يتكون من 700 سفينة. وقد اختار الفرنسيون هذا الموقع لحرصهم على مباغته مدينة الجزائر بالهجوم عليها برا، نظرا لصعوبة احتلالها من البحر، فقد صمدت طيلة قرون أمام الأساطيل الغازية.
شجعت فرنسا الأوربيين على الاستيطان والاستيلاء على أراضي الجزائريين المسلمين وحررت قوانين وقرارت تساعدهم على تحقيق ذلك.من بين هذه القرارت والقوانين قرار سبتمبر 1830 الذي ينص على مصادرة أراضي السلمين المنحدرين من أصول تركية وكذلك قرار أكتوبر 1845 الظالم الذي يجرد كل من شارك في المقاومة أو رفع السلاح أو اتخذ موقفا عدائيا من الفرنسيين وأعوانهم أو ساعد أعداءهم من قريب أو بعيد من أرضه. وقاموا بنشاط زراعي واقتصادي مكثف، حاول الفرنسيون أيضا صبغ الجزائر بالصبغة الفرنسية والثقافة الفرنسية وجعلت اللغة الفرنسية اللغة الرسمية ولغة التعليم بدل اللغة العربية.
حول الفرنسيون الجزائر إلى مقاطعة مكملة لمقاطعات فرنسا، نزح أكثر من مليون مستوطن (فرنسيون، إيطاليون، إسبان...) من الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط لفلاحة السهل الساحلي الجزائري واحتلّوا الأجزاء المهمة من مدن الجزائر.
كما اعتبرت فرنسا كل المواطنين ذوي الأصول الأوروبية (واليهود أيضا) مواطنين فرنسيين كاملي الحقوق، لهم حق في التمثيل في البرلمان، بينما أخضع السكان العرب والبربر المحليون (عرفوا باسم الأهالي) إلى نظام تفرقة عنصرية.
[عدل (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE_%D8 %A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1&action=edit&section=27)] المقاومة الشعبية

http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/d/d6/Crystal_xedit.png/13px-Crystal_xedit.png (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Crystal_xedit.p ng&filetimestamp=20050906172959) هذا القسم فارغ أو غير مكتمل، مساعدتكم (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AA%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%AE_%D8 %A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1&action=edit) مرحب بها!
مقال تفصيلي :ثورات الجزائر ضد فرنسا في القرن 19 (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%AC% D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1_%D8%B6%D8%AF_%D9%81%D8%B1% D9%86%D8%B3%D8%A7_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%82% D8%B1%D9%86_19)
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/6/65/Photo-Fatma_N%27Soumer.jpg/150px-Photo-Fatma_N%27Soumer.jpg (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Photo-Fatma_N%27Soumer.jpg&filetimestamp=20060627195425) http://bits.wikimedia.org/skins-1.5/common/images/magnify-clip.png (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Photo-Fatma_N%27Soumer.jpg&filetimestamp=20060627195425)
المقاومة الشهيدة فاطمة نسومر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%A7%D8%B7%D9%85%D8%A9_%D9%86%D8%B3%D9%88% D9%85%D8%B1)


http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/0/0d/EmirAbdelKader.jpg/150px-EmirAbdelKader.jpg (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:EmirAbdelKader. jpg&filetimestamp=20061228214407) http://bits.wikimedia.org/skins-1.5/common/images/magnify-clip.png (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:EmirAbdelKader. jpg&filetimestamp=20061228214407)
الأمير عبد القادر (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1_%D8%B9%D8%A8% D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AF%D8%B1)


بمجرد أن وطأت الجيوش الفرنسية أرض الوطن، هب الشعب الجزائري الرافض للسيطرة الأجنبية إلى الدفاع عن أرضه، قائما إلى جهاد نادت إليه الحكومة المركزية، وطبقة العلماء والأعيان.
تركزت المقاومة الجزائرية في البداية على محاولة وقف عمليات الاحتلال، وضمان بقاء الدولة. لكن معظم هذه المحاولات باءت بالفشل نظرا لعدم توازن القوي، وتشتت الثورات جغرافيا أمام الجيوش الفرنسية المنظمة التي ظلت تتزايد وتتضاعف لديها الإمدادات.
وقد استمر صمود الجزائريين طوال فترة الغزو متمثلا في مقاومات شعبية تواصلت طيلة القرن التاسع عشر إلى بداية القرن العشرين. ومن أهم الثورات المسلحة خلال هذه الفترة :


مقاومة الأمير عبد القادر الجزائري (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1_%D8%B9%D8%A8% D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%AF%D8%B1_%D8%A7% D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A) والتي امتدت من 1832 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1832) إلى 1847 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1847) وشملت الشمال الجزائري.
مقاومة أحمد باي من 1837 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1837) إلى 1848 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1848) وشملت منطقة قسنطينة.
ثورة محمد بن عبد الله الملقب بومعزة، من 1845 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1845) إلى 1847 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1847) بالشلف والحضنة والتيطري.
مقاومة الزعاطشة من 1848 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1848) إلى 1849 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1849) بالزعاطشة (بسكرة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A8%D8%B3%D9%83%D8%B1%D8%A9)) والأوراس (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%B3). ومن أهم قادتها بوزيان (بو عمار)
مقاومة الأغواط وتقرت من 1852 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1852) إلى 1854 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1854) تحت قيادة الشريف محمد بن عبد الله بن سليمان.
ثورة القبائل من 1851 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1851) إلى 1857 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1857) بقيادة لالة فاطمة نسومر (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%84%D8%A7%D9%84%D8%A9_%D9%81%D8 %A7%D8%B7%D9%85%D8%A9_%D9%86%D8%B3%D9%88%D9%85%D8% B1&action=edit&redlink=1) والشريف بوبغلة.
ثورة أولاد سيدي الشيخ (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A3%D9%88%D9%84%D8%A7% D8%AF_%D8%B3%D9%8A%D8%AF%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%B4% D9%8A%D8%AE) من 1864 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1864) إلى 1880 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1880) بواحة البيض وجبل عمور ومنطقة التيطري، سور الغزلان وتيارت بقيادة سليمان بن حمزة، أحمد بن حمزة، سي لتعلي.
مقاومة الشيخ المقراني (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%85%D8%A9_%D8%A7%D9%84% D8%B4%D9%8A%D8%AE_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%B1%D 8%A7%D9%86%D9%8A) من 1871 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1871) إلى 1872 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1872) بكل من برج بوعريريج، مجانة، سطيف، تيزي وزو، ذراع الميزان، باتنة، سور الغزلان، الحضنة.
ثورة 1871 في جيجل والشمال القسنطيني (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9_1871_%D9% 81%D9%8A_%D8%AC%D9%8A%D8%AC%D9%84_%D9%88%D8%A7%D9% 84%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B 3%D9%86%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A&action=edit&redlink=1)
مقاومة الشيخ بوعمامة (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%82%D8%A7%D9%88%D9%85%D8% A9_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%8A%D8%AE_%D8%A8%D9%88%D8% B9%D9%85%D8%A7%D9%85%D8%A9&action=edit&redlink=1) 1881 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1881)-1883 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1883) ،وشملت عين الصفراء، تيارت، سعيدة، عين صالح.
مقاومة التوارق من 1916 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1916) إلى 1919 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1919) بتاغيت، الهقار، جانت، ميزاب، ورقلة، بقيادة الشيخ أمود.

قانون الأهالي

!
المقاومة السياسية


(http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Crystal_xedit.p ng&filetimestamp=20050906172959)
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/8/8c/Messali_hadj_ahmed_001.JPG/150px-Messali_hadj_ahmed_001.JPG (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Messali_hadj_ah med_001.JPG&filetimestamp=20090325175803) http://bits.wikimedia.org/skins-1.5/common/images/magnify-clip.png (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Messali_hadj_ah med_001.JPG&filetimestamp=20090325175803)
مصالي الحاج (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%A7%D9%84%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%AD% D8%A7%D8%AC)


في بداية القرن العشرين، بلغت السيطرة الاستعمارية في الجزائر ذروتها رغم المقاومة الشعبية التي شملت كامل أنحاء الوطن، وبدا دوي المعارك يخف في الأرياف ليفتح المجال أمام أسلوب جديد من المقاومة التي انطلقت من المدن.
يعود الفضل في ذلك إلى ظهور جيل من الشباب المثقف الذي تخرج من جوامع الزيتونة والأزهر والقرويين, ومراكز الحجاز، وعمل على نشر أفكار الإصلاح الاجتماعي والديني, كذا دفعات من الطلاب الجزائريين الذين تابعوا تعليمهم باللغة الفرنسية، واقتبسوا من الثقافة الغربية طرقا جديدة في التفكير.
وقد حملت تلك النخبة من المثقفين على عاتقها مسؤولية قيادة النضال السياسي. وقد تميز أسلوبها بميزتين رئيسيتين وهما الاصالة والحداثة، مما أدى إلى بزوغ اتجاهين في صفوفها، احديهما محافظ والثاني مجدد. المحافظون ينادون بالاحتفاظ بقوانين المجتمع الجزائري والشريعة الإسلامية ويطالب الإصلاحيون بحق الشعب في الانتخابات البلدية والبرلمانية لتحسين ظروفه. وقد اعتمد كل من الاتجاهين أساليب جديدة في المقاومة تمثلت في الجمعيات والنوادي والصحف.
من جهة أخرى، نشطت الحركة الوطنية على الصعيد السياسي، فاتحة المجال أمام تكوين منظمات سياسية تمثلت في ظهور تيارات وطنية شعبية وتأسيس أحزاب سياسية من أهمها، حركة الأمير خالد، حزب نجم شمال أفريقيا (1926)
حزب الشعب الجزائري (1937) وجمعية العلماء المسلمين (1931) وقد عرفت مرحلتين هامتين:
مرحلة ماقبل الحرب العالمية الثانية: تميزت بمطالبة فرنسا بالتنازل عن الحقوق للجزائريين
مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية: اتجهت فيها الآراء إلى توحيد الجهود للمطالبة بالاستقلال.
من اليمين إلى اليسار الشيخ الطيب العقبي، الشيخ عبد الحميد بن باديس، الشيخ البشير الإبراهيمي أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
كما ظهرت في الثلاثينيات حركة الكشافة الإسلامية الجزائرية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B4%D8%A7%D9%81%D8%A9_%D8%A7% D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9_%D 8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A%D8% A9) التي كانت بمثابة مدرسة تخرج منها العديد من قادة الثورة التحريرية.
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/8/8f/Associaiondesoul%C3%A9mas.jpg/380px-Associaiondesoul%C3%A9mas.jpg (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Associaiondesou l%C3%A9mas.jpg&filetimestamp=20091203131719) http://bits.wikimedia.org/skins-1.5/common/images/magnify-clip.png (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Associaiondesou l%C3%A9mas.jpg&filetimestamp=20091203131719)
المجلس الإداري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين - نهاية الأربعينيات


مجازر 8 ماي 1945

مقال تفصيلي :مجازر 8 ماي 1945 (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%AC%D8%A7%D8%B2%D8%B1_8_%D9%85%D8%A7%D9%8 A_1945)
غداة انتهاء الحرب العالمية الثانية بسقوط النظامين النازي والفاشي، خرجت الجماهير عبر كافة دول العالم تحتفل بانتصار الحلفاء. وكان الشعب الجزائري من بين الشعوب التي جندت أثناء المعارك التي دارت في أوروبا، وقد دفع العديد من الأرواح ثمنا للحرية, لكن هذه الأخيرة (الحرية) اقتصرت على الدول الغربية, وعلى رأسها فرنسا التي نقضت عهدها مع الجزائريين بمنحهم الاستقلال مقابل مساهمتهم في تحررها من الاحتلال النازي.
فخرج الجزائريين في مسيرات تظاهرية سلمية لمطالبة فرنسا بالوفاء بالوعد. وكان رد هذه الأخيرة بالسلاح والاضطهاد الوحشي ضد شعب أعزل. فكانت مجزرة رهيبة شملت مدن سطيف وقالمة وخراطة، سقط خلالها ما يزيد عن 45.000 شهيد.
فأدرك الشعب الجزائري أنه لا حرية له ولا استقلال إلا عن طريق النضال والكفاح المسلح.
الثورة التحريرية


(http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Crystal_xedit.p ng&filetimestamp=20050906172959)
http://upload.wikimedia.org/wikipedia/commons/thumb/9/97/Six_chefs_FLN_-_1954.jpg/220px-Six_chefs_FLN_-_1954.jpg (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Six_chefs_FLN_-_1954.jpg&filetimestamp=20070522173843) http://bits.wikimedia.org/skins-1.5/common/images/magnify-clip.png (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D9%84%D9%81:Six_chefs_FLN_-_1954.jpg&filetimestamp=20070522173843)
القادة الستة لحزب جبهة التحرير الوطني عام 1954


في 23 مارس (http://ar.wikipedia.org/wiki/23_%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%B3) 1954 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1954) تأسست اللجنة الثورية للوحدة العمل، بمبادرة من قدماء المنظمة السرية، وبعض أعضاء اللجنة المركزية لحركة انتصار الحريات الديمقراطية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9_%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B5% D8%A7%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A7%D 8%AA_%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%85%D9%82%D8%B1%D8 %A7%D8%B7%D9%8A%D8%A9)، وقد جاءت كرد فعل على النقاش العقيم الذي كان يدور حول الشروع في الكفاح المسلح وانتظار ظروف أكثر ملائمة. باشر مؤسسوها العمل فورا، فعينوا لجنة مكونة من 22 عضوا حضرت للكفاح المسلح، وانبثقت منها لجنة قيادية تضم 6 أعضاء حددوا تاريخ أول نوفمبر 1954 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1954) موعد الانطلاق الثورة التحريرية وأصدروا بيانا يوضح أسبابها وأهدافها وأساليبها.
في ليلة الفاتح من نوفمبر من سنة 1954 شن ما يقارب 3000 مجاهد ثلاثين هجوما في معظم أنحاء الوطن، على المراكز الحساسة للسلطات الاستعمارية. وقد توزعت العمليات على معظم أنحاء التراب الوطني حتى لايمكن قمعها كما حدث لثورات القرن التاسع عشر بسبب تركزها في جهات محدودة. وعشية اندلاع الثورة أعلن عن ميلاد " جيش وجبهة الحرير الوطني" وتم إصدار بيان يشرح طبيعة تلك الأحداث ويحدد هدف الثورة، وهو استعادة الاستقلال وإعادة بناء الدولة الجزائرية.


هجوم 20 أوت (http://ar.wikipedia.org/wiki/20_%D8%A3%D9%88%D8%AA) 1955 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1955): يعتبر هجوم 20 أوت 1955 بمثابة نفس جديد للثورة، لأنه أبرز طابعها الشعبي ونفي الادعاءات المغرضة للاستعمار الفرنسي، ودفع الأحزاب إلى الخروج من تحفظها والانضمام إلى جبهة التحرير. إذ عمت الثورة العارمة جميع أجزاء الشمال القسنطيني، واستجاب الشعب تلقائيا، بشن عمليات هجومية باسلة استمرت ثلاثة أيام كاملة كلفت تضحيات جسيمة في الأرواح, لكنها برهنت للاستعمار والرأي العالمي بان جيش التحرير قادر على المبادرة، وأعطت الدليل على مدى تلاحم الشعب بالثوار.



مؤتمر الصومام 20 أوت (http://ar.wikipedia.org/wiki/20_%D8%A3%D9%88%D8%AA) 1956 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1956): حققت جبهة التحرير الوطني في بداية نشاطها إنجازات هائلة، مما شجعها على مواصلة العمل التنظيمي. فقررت عقد مؤتمر تقييمي لسنتين من النضال وذلك في 20 أوت 1956 في أغزر امقران بوادي الصومام. كرس المؤتمر مبدأ القيادة الجماعية، مع الأولوية للقيادة العسكرية والنضال داخل التراب الوطني. كما قررت تمكين الجبهة من فرض نفسها كممثل شرعي للشعب الجزائري أمام دول العالم وهيأته وذلك عبر مؤسستين هامتين وهما:المجلس الوطني للثورة الجزائرية (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8% B3_%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86%D9%8A_%D9%84%D9% 84%D8%AB%D9%88%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B 2%D8%A7%D8%A6%D8%B1%D9%8A%D8%A9&action=edit&redlink=1) وهو الهيئة العليا التي تقوم مقام البرلمان، ولجنة تنسيق الشؤون السياسية والعسكرية وهيكلة جيش التحرير الوطني وتقسيم الجزائر إداريا إلى ست ولايات.



أحداث قرية سيدي يوسف 08 فيفري (http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=08_%D9%81%D9%8A%D9%81%D8%B1%D9%8A&action=edit&redlink=1) 1958 (http://ar.wikipedia.org/wiki/1958): شهدت الثورة الجزائرية خلال السنوات الثلاث الأولى من اندلاعها تصاعدا معتبرا إلى تكثيف المحاولات العسكرية من طرف الاستعمار لإخماد المقاومة بشتى وسائل الدمار وقد تمثلت تلك المحاولات في القمع الوحشي للجماهير عبر الأرياف والمدن. من بين العمليات الوحشية التي قام بها الجيش الفرنسي من أجل عزل المجاهدين وعرقلة وصول الأسلحة والمؤن إلى داخل الوطن, قصف قرية سيدي يوسف التونسية الواقعة على الحدود الجزائرية يوم 08 فيفري 1958 حيث قامت القوات الاستعمارية بشن هجمات عنيفة بطائراتها الحربية تسببت في إبادة عشرات الأبرياء من المدنيين التونسيين والجزائريين. لكن تلك الحادثة لم تنل من عزم الشعب الجزائري على مواصلة كفاحه، كما أنها لم تؤثر قط على أواصر الأخوة والمصير المشترك الذي كان لا يزال يربط بين البلدين والشعبين الشقيقين.



الحكومة الجزائرية المؤقتة 19 سبتمبر 1958 :مواصلة للجهود التنظيمية للهيئات السياسية التي تقود الثورة، تم يوم 19 سبتمبر 1958 من طرف لجنة التنسيق والتنفيذ، الإعلان عن تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، كإحياء للدولة واستعاده للسيادة، وقد يظهر جليا انه أصبح للشعب الجزائري ممثل شرعي ووحيد.



مظاهرات 11 ديسمبر 1960 (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1%D8%A7%D8%AA_11_%D8% AF%D9%8A%D8%B3%D9%85%D8%A8%D8%B1_1960): صعد الشعب الجزائري مواقفه لتصبح علنية استجابة لنداءات جبهة التحرير الوطني منذ أول نوفمبر 1954 فقام باضطرابات ومظاهرات للتعبير عن رايه والتأكيد على وحدته ونضجه السياسي، وقد بدا ذلك جليا خلال مظاهرات 11 ديسمبر 1960 التي شملت كافة التراب الوطني. وقد انطلقت تلك المظاهرات الوطنية يوم 10 ديسمبر من حي بلكور الشعبي بالجزائر العاصمة، حيث خرج المتظاهرون يحملون الإعلام الوطنية ويهتفون باستقلال الجزائر وشعارات مؤيدة لجبهة التحرير الوطني. فحاصرتهم القوات الاستعمارية محاولة عزل الحي عن الإحياء الأوروبية. وفي اليوم التالي تدخلت قوات المظليين فانطلقت النار على الجماهير مما أدى إلى خسارة في الأرواح. ولكن ذلك لم يمنع المظاهرات من الانتشار إلى بقية إحياء العاصمة وبعدها إلى معظم المدن الجزائرية. حيث برهن الجزائريون خلالها على وقوفهم صفا واحدا وراء جبهة التحرير الوطني.



أحداث 17 أكتوبر 1961: تحتفظ الذاكرة الجماعية بتاريخ 17 أكتوبر 1961، يوم خرج مئات الجزائريين بالمهجر في تظاهرات سلمية تلبية لنداء فيدرالية حزب جبهة التحرير الوطني بفرنسا، فوجهوا بقمع شديد من طرف السلطات الفرنسية.أدى إلى قتل العديد منهم، ويمثل هذا التاريخ اليوم الوطني للهجرة تخليدا لتلك الأحداث الراسخة على صفحات التاريخ الجزائري.



التفاوض ووقـف إطلاق النار: أظهرت فرنسا التوافق التام لمبدأ التفاوض ثم أخذت تتراجع من جراء تزايد عنفوان الثورة وتلاحم الشعب مع الجبهة فجاء تصريح الجنرال ديجول بتاريخ 16 ديسمبر 1959 كمرحلة جديدة في موقف الاستعمار الفرنسي. إذا أنه اعترف بحق الشعب الجزائري في تقرير مصيره.

عرفت المفاوضات في مراحلها الأولى عدة صعوبات بسبب المناورات الفرنسية، وتمسكها بوجهات نظر مخالفة تماما لثوابت الجبهة خاصة تلك التي تتعلق بالمسائل الحساسة، كالوحدة الترابية والشعبية للجزائر. لكن المفاوضين الجزائريين لم يتنازلوا عن أي شرط من الشروط التي املوها لوقف إطلاق النار، حتى وان أدى ذلك إلى استمرار الحرب لسنوات أخرى.
استمرت المفاوضات لعدة أشهر بين اخذ ورد اكدت خلالها الحكومة موقفها الثابت بمساندة شعبية كبيرة من خلال المظاهرات التي نظمت في المدن الجزائرية وفي المهجر.
جرت آخر المفاوضات بصفة رسمية ما بين 7 و 18 مارس 1962 بمدينة ايفيان السوسرية والاستفتاء حول الاستقلال وتوجت أخيرا بالتوقيع على اتفاقية ايفيان ودخل وفق إطلاق النار حيز التنفيذ يوم 19* مارس 1962 على الساعة 12 ظهرا.


الاستقلال: استمرت الثورة متحدية كل أنواع القمع التي تعرضت لها في الأرياف والمدن من أجل ضرب ركائزها.وتواصل الكفاح المسلح إلى جانب العمل المنظم من اجل جمع التبرعات المالية وشحن الادرية وتوزيع المناشير وغيرها.

بقي الشعب الجزائري صامدا طيلة سنوات الحرب يقاوم شتى أنواع البطش من اعتقالات تعسفية وترحيل وغيرها مبرهنا بذلك على ايمانه بحتمية النصر.
وفي الفاتح من جويلية من عام 1962 تجلى عزم الشعب الجزائري على نيل الاستقلال عبر نتائج الاستفتاء التي كانت نسبتها 99.7 بالمئة نعم.وتم الإعلان عن استفلال الجزائر يوم 3 جويلية 1962 واختير يوم 5 جويلية عيدا للاستقلال
نرجوا منكم الدعاء لنا ولماسسين هدا المنتدى الرائع

وان تدعوا لاخواننا في غزة و فلسطين و افغانستان

محب بلاده
2010-12-19, 20:41
أرجوك مساعدة في هذه الوضعية في مادة الرياضيات

وضعية في الرياضيات

http://img130.imageshack.us/img130/5941/sanstitretlw.png

وحدة الطول في الشكل cm والمساحة cm2

ABCD مستطيل و ABE مثلث قائم في A

1) تعطى في هذه الحالة :

AE=2 ; DE=6; AB=4

*أحسب مساحة المستطيل ABCD
* أحسب مساحة المثلث ABE

2) تعطى في هذه الحالة :

AD=6-x ; AE=X ; DE=6 ; AB=4

*بين أن مساحة ABCD هي A1=24-4x

*أحسب مساحة المثلث ABE بدلالة x

*قم بحل المعادلة 24 -2x = 4x (قراءة العملية من اليمين إلى اليسار)

*ما هي قيمة x التي تكون من أجلها مساحة المستطيل تساوي مساحة المثلث

*جد قيمة x حيث A1 =2A2

بليز ساااااااااااااااااعدوني





مساحة المستطيل = الطول في العرض DC = ضرب ( DE – AE)
مساحة المستطيل = 4 ضرب 4 = 16 سم مربع
* ....................................
مساحة المثلث = القاعدة في الارتفاع تقسيم 2
مساحة المثلث = 4 ضرب 2 تقسيم 2
مساحة المثلث = 8تقسيم 2 = 4 سم مربع

2) تعطى في هذه الحالة :

مساحة المستطيل = الطول في العرض =AD* AB = *4(6-x )= 24- 4X
مساحة المثلث =القاعدة في الارتفاع تقسيم 2
AB= ضرب AE/2
4 ضرب X/2
=2X

حل المعادلة
24-4X=2X
24=4X+2X
24=6X
X=24/6
X=4

*جد قيمة x حيث A1 =2A2
24-4X= 2(2X)
24-4X=4X
24=4X+4X
24=8X
X=24/8
X=3

كريم ق
2010-12-19, 21:28
اسم العضو : كريم ق
الطلب : اريد حوار مع لاعب كرة قدم مثل كريم زياني بااللغة الانجليزية .
المستوى : 1 ثانوي .
اجل التسليم : جيد أن يكون في اقرب وقت .

********** ومشكور اخي على كل مجهوداتك الطيبة *****************:mh31::mh31::mh31:

محب بلاده
2010-12-19, 23:22
حلول فروض المراسلة

ONEFD 2010-2011

حل مادة اللغة الانجليزية
حل مادة الاجتماعيات
حل مادة اللغة العربية
حل مادة الرياضيات
وجزء من مادتي الفيزياء والتربية الاسلامية

من هنا (http://islam-denona.montadamoslim.com/t4611-topic#20777)

d-ragon201
2010-12-20, 10:09
مساحة المستطيل = الطول في العرض dc = ضرب ( de – ae)
مساحة المستطيل = 4 ضرب 4 = 16 سم مربع
* ....................................
مساحة المثلث = القاعدة في الارتفاع تقسيم 2
مساحة المثلث = 4 ضرب 2 تقسيم 2
مساحة المثلث = 8تقسيم 2 = 4 سم مربع

2) تعطى في هذه الحالة :

مساحة المستطيل = الطول في العرض =ad* ab = *4(6-x )= 24- 4x
مساحة المثلث =القاعدة في الارتفاع تقسيم 2
ab= ضرب ae/2
4 ضرب x/2
=2x

حل المعادلة
24-4x=2x
24=4x+2x
24=6x
x=24/6
x=4

*جد قيمة x حيث a1 =2a2
24-4x= 2(2x)
24-4x=4x
24=4x+4x
24=8x
x=24/8
x=3






شكرا جزيلا على المساعدة لن أنسى لك هذه المبادرة طول حياتي وسأدعيلك بالخير في صلاتي فشكرا جزيلا شكرا شكرا لك تحياتي وسلامي لك أختك في الله أسماء

mimou95
2010-12-20, 18:09
لمدا لم تحسبو اي هده المشالكة

محب بلاده
2010-12-20, 18:20
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

سيدعلي26
2010-12-20, 21:53
شكرا وأريد وللضرورة الملحة بحث يتعلق ب دور الأنشطة المدرسية في التحصيل التربوي مع المراجع ان أمكن وشكرا مسبقا وبارك الله فيك :dj_17::dj_17:

سيدعلي26
2010-12-20, 22:43
[

ارجو منك بحث عن أثر الأنشطة المدرسية على التحصيل التربوي
ولك منا كل الشكر و جزاك الله عنا كل خير:dj_17:

محب بلاده
2010-12-20, 23:06
[

ارجو منك بحث عن أثر الأنشطة المدرسية على التحصيل التربوي
ولك منا كل الشكر و جزاك الله عنا كل خير:dj_17:





لأنشطة التربوية وأثرها على التحصيل الدراسي للطلاب من وجهة نظر الطلاب والمعلمين

المقدمة

إن للأنشطة المدرسية أثرا كبيرا ودورا فعالا في بث الإيجابية والحماس في المتعلم ، وبروز مشاركته الفعلية في اقتراح وتخطيط وتنفيذ وتقويم ما يحتاجه من خبرات ، وهذا من شأنه أن يحقق له تعلما أكثر استمرارا وفائدة ، بجانب ما قد يهيئه من فرص لتعلم المبادرة ، وتوجيه الذات ، وتكوين الرغبات ، وتنمية المهارات ، وإشباع الكثير من متطلبات الجانب الوجداني من شعور بالرضا والتقبل والتوافق مع الحياة المدرسية ومتطلباتها ، مما يساعد على التنمية العقلية وزيادة مستوى التحصيل الدراسي لدى الطلاب .
إلا أن هناك من الآباء وبعض القائمين على أمور الطلاب من يظنون أن الأنشطة المدرسية تعد من وسائل تعويق الطالب عن نمو تحصيله الدراسي ، وتعرقله عن المذاكرة ، والاستعداد للامتحانات والتفوق الدراسي وتشغلهم عن التعلم وفهم الدروس .
وقد جاءت هذه الدراسة للكشف عن واقع الأنشطة المدرسية وأثرها على التحصيل الدراسي من وجهة نظر الطلاب والمعلمين ، وقد استخدمت الدراسة مناهج البحث العلمية فاعتمدت على أدوات دراسية محكمة من قبل متخصصين في الأنشطة التربوية ومجال البحث التربوي ، وقد اشتملت الدراسة على خمسة فصول : وضح الأول خلفية الدراسة ومشكلتها ، واشتمل الثاني على إطار نظري للدراسة ، كما رجع الثالث إلى أهم الدراسات التربوية السابقة المرتبطة بموضوع الدراسة ، وبين الرابع الطريقة والإجراءات المتبعة في الدراسة ، وناقش الخامس نتائج الدراسة ، ثم ختمت الدراسة بملخص نتائج الدراسة وتوصياتها .
والباحثان إذ يشكران جميع من تعاون معهما في تقديم الرأي والعون لهما عند تحكيم أدوات الدراسة وتطبيقها فإنهما يأملان أن يكونا قد قدما في هذه الدراسة ما يحقق الأهداف المرجوة منها ، وان تسهم نتائج الدراسة وتوصياتها في التطوير التربوي الذي تسعى وزارة التربية والتعليم إلى تحقيقة في العملية التعليمة التعلمية بكل جوانبها .

والله من وراء القصد
الباحثان

الفصل الأول
مشكلة الدراسة وخلفيتها

تمهيد :
تعد الأنشطة الصفية واللاصفية الرافد المهم للرسالة التربوية وتستهدف تزويد الطالب بالجوانب المعرفية والتعليمية لتحقيق نمو شخصيته وإعداده لحياة أفضل وتوجيهه نحو السلوك الإيجابي، فالأنشطة الناجحة تدرب الطالب على التفكير الواقعي واحترام النظم وأداء الواجبات وتحمل المسؤولية، وهي التي تخدم النشاط الحر ليكون فاعلاً ومؤثراً في الميدان التعليمي والمجتمع.www.alkhalee.ar\articles\show- (http://www.alkhalee.ar%5carticles%5cshow-/)
والأنشطة داخل المدرسة أو خارجها ، أنشطة تعليم وتعلم طالما أنها تتم تحت توجيه وإشراف المدرسة لتحقيق أهدافها ، أو أهداف المجتمع من خلالها ، وهي تطبيق لمفهوم النشاط الذي يعني أن النشاطات سواءً بدنية أو عقلية ضرورية للتعلم .

مفهوم الأنشطة التربوية :
هي تلك البرامج والأنشطة التي تهتم بالمتعلم وتعنى بما يبذله من جهد عقلي أو بدني في ممارسة أنواع النشاط الذي يتناسب مع قدراته وميوله واهتماماته داخل المدرسة وخارجها بحيث يساعد على إثراء الخبرة واكتساب مهارات متعددة بما يخدم مطالب النمو البدني والذهني لدى التلاميذ ومتطلبات تقدم المجتمع وتطوره .( دليل الأنشطة التربوية 2003م)

والأنشطة التربوية ،أو أنشطة تعليم وتعلم ،تحتل مكان القلب من المنهج ، وتأثيرها كبير في تشكيل خبرات المتعلم ،ومن
ثم تغيير سلوكه وبعبارة أخرى (تربيته). (وزارة التربية والتعليم ، دائرة البحوث التربوية، 96م )
إن دور النشاط في المنهج واضح جلي ، حيث يسهم كثيراً في تثبيت المفاهيم وإدراكها أثناء عملية التعلم لدى الطالب ، لذلك يجدر أن يكون هناك ترابط وتكامل بين النشاط والمنهج ، وهكذا فإن الأنشطة غير الصفية أنشطة تعليم وتعلم ،تتكامل مع منهج المدرسة ،وتعمل على تحقيق أهدافه ، وهذا بالتأكيد يساعد على زيادة التحصيل لدى الطلاب ، فكلما ارتبطت


الأنشطة التربوية بالمنهج الدراسي وكانت تحقق أهدافه كلما زاد ذلك من تحصيل الطلاب وتفوقهم الدراسي .( يونس والسويدي 92م )
لهذا جاءت هذه الدراسة للتعرف على أثر ممارسة الأنشطة التربوية على التحصيل الدراسي للطلاب ، وتحديد الصعوبات التي يواجهها الطلاب عند ممارستهم للأنشطة ، والمعلمون عند إشرافهم عليها تمهيدا لمعالجة تلك الصعوبات وتذليلها .

مبررات الدراسة :

هناك عدة مبررات دعت إلى إجراء هذه الدراسة وأهمها :
- رغبة دائرة الأنشطة التربوية في تطوير الأنشطة التربوية وملاءمتها للطلاب وتأكيد مواكبتها للتطوير التربوي الشامل وتعزيز التحصيل الدراسي للطلاب .
- تقارير الزيارات الإشرافية للمختصين التي تشير إلى وجود مجموعة من الصعوبات يواجهها الطلاب والمعلمون تتعلق بالأنشطة التربوية وأثرها على التحصيل الدراسي وبالتالي ضرورة تحديد تلك الصعوبات ومعالجتها .
- تزايد الاهتمام العالمي بالأنشطة التربوية وارتباطها الوثيق بتطوير التعليم ودعوة الكثير من الدراسات والندوات والمؤتمرات التربوية بضرورة الاهتمام بالأنشطة التربوية بكونها عاملا مؤكدا وحاسما في مساعدة الطلاب على زيادة تحصيلهم الدراسي .

مشكلة الدراسة :

تتلخص مشكلة الدراسة في تحديد أثر ممارسة الأنشطة المدرسية على التحصيل الدراسي للطلاب ، ويمكن تحديد مشكلة الدراسة في الأسئلة الآتية :
1- ما الفوائد التي تحققها ممارسة الأنشطة التربوية للطلاب وتتعلق بالتحصيل من وجهة نظر الطلاب و المعلمين ؟
2- ما واقع الأنشطة التربوية وأثرها في التحصيل من وجهة نظر الطلاب و المعلمين ؟
3- ما الصعوبات التي يواجهها الطلاب عند ممارستهم للأنشطة التربوية والتي يواجهها المعلمون من وجهة نظر الطلاب و المعلمين ؟
4- هل تختلف آراء الطلاب حول واقع الأنشطة التربوية والصعوبات التي تواجههم باختلاف الجنس والمرحلة الدراسية والمنطقة التعليمية ؟
5- هل تختلف آراء المعلمين حول واقع الأنشطة التربوية والصعوبات التي تواجه الطلاب أو تواجههم باختلاف الجنس والمرحلة الدراسية والمنطقة التعليمية ؟
6- ما مدى تأثير ممارسة الطلاب للأنشطة المدرسية على تحصيلهم الدراسي من خلال نتائج تحصيلهم في المواد الدراسية المختلفة ؟

أهداف الدراسة :

يتوقع من هذه الدراسة أن تحقق الأهداف الآتية :
1- تحديد الفوائد التي تحققها ممارسة الأنشطة التربوية للطلاب وتتعلق بالتحصيل .
2- الكشف عن واقع الأنشطة التربوية وأثرها على التحصيل من وجهة نظر المعلمين والطلاب .
3- تحديد الصعوبات التي تواجه الطلاب والمعلمين في ممارسة الأنشطة التربوية وأثرها على التحصيل الدراسي .
4- مزيدا من التفعيل والتطوير لبرامج الأنشطة المختلفة .
أهمية الدراسة :
تبرز أهمية الدراسة من الفائدة التي ستحققها نتائجها وتوصياتها للجهات الآتية :
- دائرة الأنشطة التربوية من أجل تطوير الأنشطة التربوية .
- قسم الأنشطة التربوي بالمناطق التعليمية .
- المديرية العامة للمناهج بحيث تكون المناهج ملاءمة للأنشطة التربوية .
- دائرة التقويم التربوي لكي تسهم الأنشطة التربوية في زيادة تحصيل الطلاب .

مصطلحات الدراسة :

الأنشطة التربوية المدرسية : وهي مجموعة من البرامج التي تخطط لها الأجهزة التربوية على المستويين المركزي بالوزارة والمحلي بالمناطق التعليمية ، ويوفر لها الإمكانات المادية والبشرية بحيث تتكامل مع البرامج التعليمية ، ويتاح فيها للطلاب بحرية المشاركة وممارسة المناسب منها وفقا لميولهم ، ومواهبهم ، وخصائص نموهم ، وبما يؤدي إلى تنمية هواياتهم وخبراتهم وقدراتهم الخاصة ، وتكامل شخصياتهم – وذلك طبقا للاتجاهات التربوية والاجتماعية والثقافية المرغوبة ، وتنقسم الأنشطة التربوية إلى قسمين أنشطة صفية يمارسها الطلاب داخل الصف وأنشطة اللاصفيه يمارسها الطلاب خارج الصف . ( دائرة البحوث التربوية 1996م )

التحصيل الدراسي : وهو بلوغ مستوى معين من الكفاءة في الدراسة , وتحدد ذلك اختبارات التحصيل المختلفة أو تقديرات المدرسين أو الأثنين معا .( أحمد زكي بدوي ،1980)
ويقصد به إجرائيا في هذه الدراسة : النسبة المئوية لمجموع الدرجات التي حصل عليها الطلاب للعام الدراسي 2003\2004
ملخص نتائج الدراسة والتوصيات

في هذا الفصل يتم تلخيص نتائج الدراسة وتصنيفها وفق أسئلة الدراسة ، ثم يتم بعد ذلك تقديم توصيات الدراسة مع توضيح أهم الاستراتيجيات المقترحة لتنفيذ تلك التوصيات ، والجهات المناسبة لتنفيذ تلك التوصيات .

ملخص نتائج الدراسة :

أولا : النتائج المتعلقة بالفوائد التي يجنيها الطلاب من ممارسة الأنشطة الدراسية :

1- أن أكثر الفوائد التي يرى الطلاب أنها تحققت من ممارسة الأنشطة المدرسية هي : أنهم يحصلون من خلالها على احترام المعلمين والطلاب وإدارة المدرسة وتقديرهم ،
و تزودهم بمعلومات ومفاهيم وقيم و سلوكيات ترتبط بالمواد الدراسية ، وتساعدهم في إعداد بحوث ووسائل متعلقة بالمناهج الدراسية .

2- أن الفوائد التي يرى الطلاب قلة تحققها من خلال ممارستهم للأنشطة المدرسية هي : تساعدهم على مذاكرة الدروس ، وتحثهم على الاستعداد للامتحانات والنجاح وتساعدهم في الحصول على المراكز الأولى في الصف وتزيد من فهمهم للدروس بمختلف المواد الدراسية ويتفق معهم المعلمون في ذلك .

3- أن أكثر الفوائد التي يرى المعلمون أن الطلاب يجنونها من ممارسة الأنشطة المدرسية هي : يحصلون من خلالها على احترام المعلمين والطلاب وإدارة المدرسة وتقديرهم ، وتزودهم بمعلومات ومفاهيم وقيم و سلوكيات ترتبط بالمواد الدراسية ، وتساعدهم على التفوق الدراسي .

ثانيا : الصفات المتعلقة بواقع الأنشطة المدرسية :

4- أن أكثر الصفات التي يراها الطلاب في الواقع الحالي للأنشطة التربوية وأثرها على التحصيل هي : أن الأنشطة المدرسية بالمدرسة متنوعة ، وأن الإدارة المدرسية تحفزهم على ممارستهم للأنشطة المدرسية ، وكذلك المعلمون يشجعونهم على ممارسة الأنشطة المدرسية ، وأن الأنشطة المدرسية تساعدهم على التفوق والنجاح .

5- أن أقل الصفات التي يراها الطلاب في الواقع الحالي للأنشطة التربوية وأثرها على التحصيل هي : أن الأنشطة المدرسية ترتبط بالمواد العلمية أكثر ، وان الأنشطة المدرسية ترتبط بالمواد الأدبية أكثر ، وأن الأنشطة المدرسية التي يمارسونها كافية ، وان معظم الأنشطة المدرسية ترتبط بالمواد الدراسية التي يتعلمونها ، وانه يتم تعريفهم بفائدة ممارسة الأنشطة في زيادة التحصيل الدراسي .

6- أكثر الصفات التي يراها المعلمون في الواقع الحالي للأنشطة التربوية وأثرها على التحصيل هي : - الأنشطة المدرسية بالمدرسة متنوعة ، وأن الإدارة المدرسية تحفز الطلاب على ممارستهم للأنشطة المدرسية ، وأن الأنشطة المدرسية تساعد الطلاب على التفوق والنجاح .

7- أقل الصفات التي يراها المعلمون في الواقع الحالي للأنشطة التربوية وأثرها على التحصيل هي : يحفز أولياء الأمور أبناءهم على ممارسة الأنشطة المدرسية ، و يقبل الطلاب بجدية على المشاركة في الأنشطة المدرسية ، وان معظم الأنشطة المدرسية ترتبط بالمواد الدراسية التي يتعلمها الطلاب .

ثالثا :النتائج المتعلقة بالصعوبات التي تتعلق بالأنشطة التربوية وأثرها على التحصيل الدراسي :

8- أكثر الصعوبات التي يرى الطلاب أنهم يواجهونها عند ممارستهم للأنشطة المدرسية هي :
- لاتوجد حصة خاصة بممارسة الأنشطة اللاصفية ومن الضروري تخصيصها .
- كثرة الحصص لا يسمح لهم بالمشاركة في الأنشطة المدرسية .
- المشاركة في النشاط لا تؤخذ في الاعتبار عند تقويم المعلم لتحصيلهم الدراسي .
- عدم وجود أماكن مخصصة ليمارسون فيها الأنشطة اللاصفية في المدرسة .

9- أقل الصعوبات التي يرى الطلاب أنهم يواجهونها عند ممارستهم للأنشطة المدرسية هي :
- لا يشجعهم المعلمون على ممارسة الأنشطة المدرسية
- المعلم المشرف على النشاط لا يوضح لهم أهداف النشاط الذي يمارسونه وفوائده .
- الإدارة المدرسية تهتم بالأنشطة المدرسية دون الاهتمام بالتحصيل الدراسي .

10- أكثر الصعوبات التي يرى المعلمون أنهم والطلاب يواجهونها وتتعلق بالأنشطة التربوية والتحصيل الدراسي هي :
- أولياء الأمور يرون أن الأنشطة المدرسية تضعف من تحصيل أبنائهم الدراسي .
- كثرة الحصص لا يسمح للطلاب بالمشاركة في الأنشطة المدرسية .
- عدم وجود أماكن مخصصة ليمارس فيها الطلاب الأنشطة اللاصفية .


11- أقل الصعوبات التي يرى المعلمون وجودها وتتعلق بالأنشطة التربوية والتحصيل الدراسي هي :
-لا يشجع المعلمون الطلاب على ممارسة الأنشطة المدرسية حيث يرى وجود هذه الصعوبة ما نسبته 13.8 % من عينة المعلمين .
-الإدارة المدرسية تهتم بالأنشطة المدرسية دون الاهتمام بالتحصيل الدراسي بنسبة 16،2% .
- الأنشطة المدرسية لا ترتبط بالمواد الدراسية بنسبة 26.9% .
وهذا يبين الدور الكبير الذي يبذل من قبل المعلمين والمشرفين والإداريين في تشجيع الطلاب على الأنشطة المدرسية وتعريفهم بها وارتباط الأنشطة الوثيقة بالمواد الدراسية .
رابعا : النتائج المتعلقة بالفروق بين آراء الطلاب في واقع الأنشطة الطلابية والصعوبات المتعلقة بها :

12- تتفق معظم آراء الطلاب من حيث الجنس ، ولا توجد فروق كبيرة بينهم من حيث الجنس في واقع الأنشطة والصعوبات التي يواجهونها عند ممارستهم للأنشطة المدرسية .

13- تتفق معظم آراء الطلاب من حيث المرحلة الدراسية ، ولا توجد فروق كبيرة بين آرائهم حول واقع الأنشطة المدرسية والصعوبات المتعلقة بها ، عدا السمة المتعلقة بارتباط الأنشطة المدرسية بالمواد الدراسية للطلاب ، حيث كانت الفروق لصالح مدارس الحلقة الثانية من التعليم الأساسي .

14- تتفق معظم آراء الطلاب من حيث المناطق التعليمية حول واقع الأنشطة المدرسية والصعوبات المتعلقة بها ، عدا السمة المتعلقة بأن الأنشطة المدرسية ممتعة ومحببة في نفوس الطلاب ، وكذلك الصعوبة المتعلقة بأن الأنشطة المدرسية تشغلهم عن حضور الحصص الدراسية ، فقد كانت هناك فروق كبيرة بين آراء الطلاب من حيث المناطق التعليمية في تلك السمة وتلك الصعوبة .

خامسا : النتائج المتعلقة بالفروق بين آراء المعلمين في واقع الأنشطة الطلابية والصعوبات المتعلقة بها :

15- تتفق معظم آراء المعلمين من حيث الجنس حول واقع الأنشطة المدرسية والصعوبات المتعلقة بها ،عدا الصعوبة المتعلقة بعدم وجود حصة خاصة لممارسة الأنشطة اللاصفية ومن الضروري تخصيصها ، حيث توجد فروق واضحة بين آراء المعلمين من حيث الجنس في مدى وجود هذه الصعوبة .
16- تتفق معظم آراء المعلمين من حيث المرحلة الدراسية التي يدرسون فيها حول واقع الأنشطة المدرسية والصعوبات المتعلقة بها ، عدا السمة التي تبين أن الأنشطة المدرسية ممتعة ومحببة إلى نفوس الطلاب ، وكذلك الصعوبة التي مفادها أن الأنشطة المدرسية متنفس لهروب الطلاب الضعاف المهملين من الحصص ، حيث كانت هناك فروق ظاهرة بين آراء المعلمين من حيث المرحلة الدراسية في مدى وجودها .

17- تتفق معظم آراء المعلمين من حيث المنطقة التعليمية حول واقع الأنشطة المدرسية والصعوبات المتعلقة بها ، عدا السمة التي توضح أن الأنشطة المدرسية ممتعة ومحببة في نفوس الطلاب ، وكذلك الصعوبات التالية :
- المشاركة في النشاط لا تؤخذ في الاعتبار عند تقويم المعلم لتحصيل الطلاب الدراسي .
- لا توجد حصة خاصة بممارسة الأنشطة اللاصفية ومن الضروري تخصيصها .
- الأنشطة المدرسية تشغل الطلاب عن حضور الحصص الدراسية .
حيث وجدت فروق بين المعلمين من حيث المناطق التعليمية في درجة وجود هذه الصعوبات المتعلقة بالأنشطة المدرسية وأثرها على التحصيل الدراسي .

سادسا : النتائج المتعلقة بأثر ممارسة الطلاب للأنشطة على تحصيلهم الدراسي من خلال درجات تحصيلهم :

18- أن معظم الطلاب الممارسين للأنشطة عينة الدراسة كانوا من المتفوقين ممن يحصلون على درجات عالية في تحصيلهم الدراسي ، وبالتالي يشير هذا إلى أن المشاركة في الأنشطة لا تضعف التحصيل ، وإنما يكون أثرها إيجابية في التحصيل .

19 – أن عينة الإناث المشاركات في الأنشطة الدراسية تتفوق على عينة الذكور المشاركين في الأنشطة مما قد يبين أن الأثر الإيجابي للأنشطة كان واضحا لدى الطالبات أكثر من الطلاب .

محب بلاده
2010-12-20, 23:07
بحث آخر





الانشطة المدرسية ماهيتها وأهميتها ومجالاتها

تعريف النشاط المدرسي:تعرف دائرة المعارف الأمريكية النشاط المدرسي بأنه " تلك البرامج التي تنفذ بإشراف المدرسة وتوجيهها، والتي تتناول كل ما يتصل بالحياة المدرسية وأنشطتها المختلفة ذات الإرتباط بالمواد الدراسية أو الجوانب الاجتماعية والبيئية أو الأندية ذات الاهتمامات الخاصة بالنواحي العملية أو العلمية أو الرياضية أو الموسيقية أو المسرحية أو المطبوعات المدرسية" ( Taylor,G. Secondary Education. P. 682).
ويعرف محمود ( 1998م ) النشاط المدرسي على أنه " خطه مدروسة ووسيلة إثراء المنهج وبرنامج تنظمه المؤسسة التعليمية يتكامل مع البرنامج العام يختاره المتعلم ويمارسه برغبة وتلقائية بحيث يحقق أهداف تعليمية وتربوية وثيقة الصلة بالمنهج المدرسي أوخارجه، داخل الفصل أو خارجه خلال اليوم الدراسي أو خارج الدوام مما يؤدي إلى نمو المتعلم في جميع جوانب نموه التربوي والاجتماعي والعقلي والانفعالي والجسمي واللغوي ... مما ينجم عنه شخصية متوافقة قادرة على الإنتاج " ( ص 18) .
فيما عرف الدخيل (1423هـ) النشاط المدرسي على أنه " عبارة عن مجموعة من الخبرات والممارسات التي يمارسها التلميذ ويكتسبها، وهي عملية مصاحبة للدراسة ومكملة لها، ولها أهداف تربوية متميزة، ومن الممكن أن تتم داخل الفصل أو خارجه" (ص 11).
ومن الممكن وصف النشاط المدرسي على أنه جزء متكامل مع المنهج المدرسي يمارسه التلاميذ اختيارياً ( بدافع ذاتي ) لتناسبه مع ميولهم وقدراتهم المختلفة ويشمل مجالات متعدده ليشبع حاجاتهم البدنية والعقلية والنفسية والاجتماعية، ومن خلاله يتمكن التلاميذ من إكتساب العديد من الخبرات، كل حسب مرحلة نموه.

نشأة النشاط المدرسي:
إن جميع أوجه النشاطات الطلابية ليست بالشيء الجديد، فهي قديمة قدم المدارس ذاتها، حيث نلاحظ من الناحية التاريخية أن تلك الأنشطة كانت تمارس كجزء أساسي من المناهج التعليمية في المدارس الإغريقية والرومانية. حيث إشتهرت المدارس الإغريقية/اليونانية بالألعاب الرياضية المختلفة وكذلك بأنواع متعددة من الفنون كالموسيقى والخطابة والتمثيل...إلخ. كما أن العرب قبل وبعد الإسلام إهتموا بالعديد من النشاطات والألعاب، حتى أن بعض المفكرين ( كالإمام الغزالي) أكدوا على أهمية إعطاء النشء الفرصة لممارسة العديد من النشاطات بعد الإنتهاء من التعليم.
في عام 1774م أسس جان بيسداو مدرسة حب الإنسانية في المانيا وخصص ثلاث ساعات يومياً للأنشطة التعليمية والترويحية والبدنية، وساعتان للأعمال اليدوية.
وفي عام 1869م تم إنشاء أول مدرسة تجريبية في مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي أسسها المفكر التربوي جون ديوي على أساس التعليم بالأداء من خلال النشاط والفاعلية، وذلك بغرض إزالة الملل الذي يصيب التلاميذ والناجم عن التركيز على الدراسة النظرية الجافة، بالإضافة إلى أهمية النشاط البدني. وقد كان يطلق على هذا النشاط ( نشاط خارج المنهج )، ولكنه وفي فترة وجيزة إتسعت مجالاته ليضم العديد من الأنشطة المختلفة وأصبحت له العديد من الأهداف الثقافية والاجتماعية والنفسية والروحية والبدنية ( الزيد، 1406هـ).
لقد مر النشاط المدرسي خلال تطوره بمراحل أربع هي:
(1) مرحلة التجاهل: كان التركيز على الجوانب العقلية من خلال المواد الدراسية النظرية، وتم تجاهل النشاطات المدرسية إلا ما ندر.
(2) مرحلة المعارضة: كان هناك معارضة شديدة للنشاط من قبل إداراة المدرسة، للإعتقاد بأن تلك الأنشطة تهدد الجو الأكاديمي وهي عبارة عن وسائل لإبعاد التلاميذ عن مهمتهم الأساسية والمتمثلة في التحصيل العلمي. ( تزامن ذلك مع زيادة في عدد النشاطات وزيادة في الإقبال عليها من قبل التلاميذ ).
(3) مرحلة التقبل: كان هناك تقبل محدود لتلك النشاطات مع إعتبارها مناشط خارج المنهج ولكنها أعتبرت جزءاً من وظيفة المدرسة، وهذا ساعد على إيجاد مكانة لتلك الأنشطة داخل المدرسة.
(4) مرحلة الاهتمام: كان لتطور النظريات التربوية من مرحلة الاهتمام بالمعلومات إلى مرحلة الاهتمام بالنمو الشامل للتلاميذ يمثل مرحلة الإهتمام بالنشاط المدرسي. حيث أعتبر النشاط ذو قيمة تربوية وله تأثير على نمو وتكوين شخصية التلميذ من خلال ما يقدمه من خبرات، وبناءاً على ذلك إزداد الاهتمام بالتعليم عن طريق الممارسة وأدمجت العديد من تلك الأنشطة في المناهج الدراسية.
الجدير بالذكر أن تطور النشاط المدرسي في ضوء المفهوم الشامل للمنهج لا يعد فكرة حديثه، فقد أشار محمود (1998م) إلى أن النشاط المدرسي قديم قدم التعليم حتى في الفترة التي لم يراعي المنهج فيها ميول التلاميذ ولا يعبأ بحاجاتهم ولا يلتفت إلى اهتماماتهم، فهو ليس نتاجاً لخبرة المتعلم وإنما تنظيم قائم على تطور العلوم، وعليه نادت فئة من المربين التربويين بمنهج النشاط مما أدى إلى صراع بين مؤيديه ومؤيدي منهج المادة الدراسية، واستمر هذا النزاع حتى أصدر جون ديوي كتابه " الطفل والمنهج " والذي من خلاله برهن على خطأ طرفي الصراع ( لأن أنصار منهج المادة التقليدي أغفلوا حاجات الطفل الطبيعية وقدموا ما يرونه مناسباً من وجهة نظرهم، في حين أسرف مؤيدو منهج النشاط في الاهتمام بالقدرات الذاتيه التلقائية للطفل وأهملوا دور النمذجة السلوكية وما يمكن أن يستفيده الطفل من خبرات ومشاركات الآخرين ).
والملاحظ أن وجهتي النظر غير متعارضتين وإنما متكاملتين حيت تضعا في الإعتبار كلاً من الطفل والخبرة، وعليه اتخذ منهج النشاط مجالين أحدهما قائم على ميول التلاميذ والآخر قائم على المواقف الإجتماعية .
1) منهج النشاط القائم على ميول التلاميذ:
يركز على نشاط التلاميذ الذاتي ويصدر عن حاجه يشعر بها المتعلم، ولكنه لا يهمل المواد الدراسية ولكن يؤكد على ان يكون تعلمها مرتبطاً بألوان النشاط المختلفه والذي يحقق مبدأ الفروق الفردية بين التلاميذ حيث يحصلها التلاميذ متى احتاجوا إليها.
خصائصه:- لا يوضع مسبقاً وإنما يستند على ميول التلاميذ وحاجاتهم التي تحدد محتوى المنهج.
- المعلم والتلاميذ يقومون بتخطيط وتنفيذ وتقويم البرنامج وأوجه النشاط.
- وظيفة المعلم تتمثل في التوجيه والإرشاد.
- المواد الدراسية لا تعتمد على الحفظ والإستذكار وإنما عن طريق ارتباطها بألوان النشاط.
- إكتساب المعلومات يتم عن طريق الخبرة والنشاط.
- تستبدل الدروس الإلقائية التقليدية بالرحلات وورش العمل والقراءة وإجراء البحوث...الخ.
عيوبه:- المبالغة في تركيز العملية التعليمية حول التلميذ نفسه على حساب القيم الاجتماعية والثقافية.
- الاهتمام بحاجات التلاميذ على حساب حاجات الجماعة.
- يعمل على تفريد العملية التربوية بدلا من كونها عامة وجماعية.
- يحتاج إلى معلم متميز ومؤهل للتعامل مع مجالات النشاط وملماً بخصائص النمو ومتطلباتها.
2) منهج النشاط القائم على المواقف الإجتماعية:
ظهر كردة فعل للمنهج المتمركز حول التلاميذ، وذلك إنطلاقاً من فكرة أن المدرسة مؤسسة اجتماعية أنشأها المجتمع لصالح المجتمع الذي يحدد بدوره مستقبله من خلال ما تقدمه المدرسة لتلاميذها من خبرات تمكنهم من القيام بمسؤلياتهم للنهوض بالمجتمع، وهذا يتطلب أن يكون المنهج المدرسي ذو صبغة اجتماعية. وفيه يقوم المعلم بإعداد أوجه النشاط المختلفة التي تتصل بالموضوعات المطلوبة وإثارة ميول واهتمامات التلاميذ لدراسة الموضوع ويتم توزيع النشاطات على التلاميذ والتي تؤدي إلى جمع المعلومات المساعدة على توضيح وتفسير الموضوع ليتم استيعابه.
مميزاته:- يحقق الوظيفة الاجتماعية للتربية.
- المتعلم يصبح اكثر إيجابية في عملية التعلم.
- يساعد على تكامل الخبرات التعليمية من خلال تنظيمه للمعارف والمعلومات حول المواقف الاجتماعية.
- المواد الدراسية وسيلة يلجأ إليها التلاميذ للحصول على المعلومات التي يحتاجون إليها أثناء دراستهم.
- يقوم على مواقف اجتماعية تمد التلاميذ بخبرات تعليمية تتصل بحياتهم ومجتمعهم الذي يعيشون فيه.
ماهية النشاط :
تعددت الأنشطة المدرسية وتنوعت على الرغم من أنها في مجملها تكسب المتعلمين العديد من المهارات ذات الإرتباط المباشر بأهداف العملية التعليمية، فهناك ما يعرف بالنشاط المنهجي أو النشاط المصاحب للمنهج أو المادة الدراسية، ويسميه البعض النشاط الصفي والذي يهدف إلى تعميق المفاهيم والمبادىء العلمية التي يدرسها التلاميذ في المقررات الدراسية، وهناك النشاط الحر أو الخارجي أو اللاصفي والذي يهدف إلى تهيئة مواقف تربوية معها ومن خلالها التلاميذ يكونوا أكثر قدرة على مواجهة حياتهم اليوميه.
ولقد استخدم التربويون العديد من التعبيرات لوصف النشاط الذي يقدم للطلاب، إلا أن كثير منها وخاصة ما يتعلق بالنشاط اللاصفي / اللامنهجي تعتبر قاصرة أو مضللة على الرغم من صحتها لأنها تعني النشاط المدرسي. فمن التعبيرات التي تطلق على هذا النشاط ما يلي:
" النشاط الخارج عن المنهج " ، " النشاط المصاحب للمنهج " ، " النشاط اللآمنهجي " ، " النشاط اللآصفي " ، " النشاط الزائد عن المنهج " ، " النشاط الإضافي " ... الخ ( المنيف، 1416).
ويلاحظ على هذه التعبيرات أن مدلولاتها تشير إلى أنه نشاط منفصل عن التعليم، أو كذا تبدو، على الرغم من أن جميع النشاطات التي يمارسها الطلاب داخل أو خارج الفصل الدراسي وداخل المدرسة هي جزء متكامل مع المنهج المدرسي ومندمج معه، وتعتبر إحدى الجوانب التربوية المتممه للعملية التعليمية. فالمفهوم الحديث للتربية والتعليم يجب ان يضع النشاط اللآصفي مشتق من النشاط الصفي (المنهجي) كمكمل له ويؤدي إلى تنميته وتغذيته بشكل مستمر. وقد أشار محمود (1998م) إلى أن النشاط المدرسي شأنه شأن المواد الدراسية حيث يحقق أهدافاً تربوية علاوة على أنه مجال للخبرات المنتقاه ولذلك يفوق أحياناً أثر التعليم في بيئة الفصل أو قاعة الدراسة نظراً لما له من خصائص تؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة بجهد ووقت أقل.
فالأنشطة الطلابية يمكن إعتبارها مواد مصاحبة للتعليم الصفي وتهدف إلى إشباع ميول الطلاب والإستجابة لهواياتهم وميولهم وقدراتهم الخاصة واكتشاف استعداداتهم وتوجيهها، وهي عبارة عن خبرات في الحاضر تعد الطلاب للمستقبل وتعتبر ضرورية لتكامل النمو الإنساني، وحتى لا يكون النمو معرفياً فقط فمن خلال تلك الأنشطة يتمكن الطالب من تحقيق النمو البدني (الجسمي) والحركي والانفعالي والوجداني والنفسي والاجتماعي كما يتمكن الطالب من خلال تلك الأنشطة من التعبير عن ذاته وخبراته الشخصية من خلال الإبتكار والإبداع ( كالشعر والأدب...إلخ).
ويمكن تعريف النشاط المدرسي على أنه جميع الجهود العقلية والحركية والنفسية والاجتماعية التي يقوم بها التلاميذ بفاعلية وفق قدراتهم وميولهم واستعداداتهم داخل الفصل وخارجه أثناء اليوم الدراسي، وذلك من خلال برامج تنظمها المدرسة تحت إشراف المعلمين ( المتخصصين) وتعتبر متكاملة مع البرنامج التعليمي، ويقبل عليها الطلاب تلقائياً وتحقق أهداف تربوية معينة تؤدي إلى نمو التلاميذ وتنمية خبراتهم وقدراتهم وهواياتهم وتوجيهها نحو الاتجاهات التربوية المرغوبة. ( في مجملها هي عبارة عن تربية ترويحية )
والنشاط يعني أن يكون الفرد فعالاً وايجابياً، وهذه صفات السلوك الهادف الذي يبذل فيه الفرد جهد وطاقة وله أثر مرئي. إذاً يتضح من ذلك أن النشاط يعبر عن القدرات والمواهب التي يتوفر قدر منها لدى جميع البشر وإن اختلفت المقادير. وفي هذا أشار ضاهر ( 2004م) إلى أن النشاط يتنازعه صفتين اساسيتين هما: صفة الإغتراب وصفة اللآإغتراب، ففي النشاط المغترب لا يشعر الممارس بنفسه فاعلاً للنشاط ولا بنتائجه لأنه غير مرغوب أو غير متلائم مع القدرات والاستعدادات، ولذا يكون الفرد منفصل عن النشاط. أما في النشاط غير المغترب فالممارس يشعر بالفاعلية والانتاجية وقوة العلاقة بالنشاط لأنه يعبر عن طاقات وقدرات الفرد الممارس، أي أنه نشاط مثمر من الناحية النفسية لشخصية الفرد. وهذا يجسد ما نصت عليه نظرية الفيض أو الإنسياب لشيكزنت ميهالي ( Csikszentmihalyi ) والتي ترتبط بشكل مباشر بالدوافع الداخلية وحالة الفرد النفسية والذهنية أثناء الممارسة
وبنظرة سريعة على واقع النشاط اللآصفي في بعض المدارس، نلاحظ وجود منهج قائم على الفصل بين النشاط والمواد المقررة، حيث يتم وضع النشاط في منزلة أقل من المقررات الدراسية، وعلى ذلك فقد تم تغييب النشاطات إلى وقت غير معروف. فالمناهج الدراسية مثقلة بالمواد النظرية الكثيرة والمكثفة والتي لا تترك وقت للمعلم الذي لا يشغله سوى هاجس إنهاء المنهج الرسمي المقرر، ولا يستطيع العمل مع الطلاب لتطبيق ما تعلموه من معلومات ومعارف.
وفي بعض المدارس يأخذ النشاط شكلاً سطحياً لا يعتني بالمضمون بقدر العناية بما يتم وضعه على الورق كأداة زينة مدرسية تلحق بالمنهج العام، فما زالت مواد دراسية مقررة تعتمد على النشاط كالتربية البدنية والتربية الفنية تعتبر مواد مكمله والكل يجتازها بكل يسر. فإذا كان هذا الحال بالنسبة لتلك المواد الدراسية فحال النشاط ربما يكون اكثر سوءاً، على الرغم من كونه جزء لا يتجزاء من المنهج الذي يشمل ما يجري داخل الصف وخارجه، فالمدرسة الجيدة هي التي لها تأثيرات إيجابية على شخصية التلميذ وسلوكياته.
سمات النشاط المدرسي:
تتسم النشاطات المدرسية بالصفات أو الميزات التالية:
1) يقبل عليها التلميذ ( الطالب ) برغبته.
2) يزاولها بدافع ذاتي ( بشوق وميل تلقائي ).
3) تحقق العديد من الأهداف التربويه سواء كانت تلك الأهداف مرتبطة بالمواد الدراسية المقررة أو إكتساب المهارات والخبرات والإتجاهات العلمية والعملية.
4) تنفذ تلك النشاطات داخل أو خارج الفصل وأثناء اليوم الدراسي أو بعده.
5) تحقق النمو في العديد من خبرات التلميذ وهواياته وقدراته المتعلقة بالاتجاهات التربوية والاجتماعية المرغوبة.
ولكي تتضح سمات النشاط المدرسي نقارن بعض العناصر بين النشاطات المدرسية والمقررات الدراسية:
النشاطات المدرسية
1 اختيارية بناءاً على ميول ورغبات الطلاب
2 ليس بها نجاح أو رسوب وليس لها درجات
3 غير مقيدة بجدول زمني وتمارس خارج الجدول المدرسي
4 غير مقيدة بصفوف دراسية والاشتراك متاح لجميع الطلاب
5 تحظى بقبول الطلاب واقبالهم على المشاركة فيها بدافعيه وشوق وحماس
6 تتسم بالأداء الحسي والحركي (الطالب يؤدي)
7 تتناول جميع جوانب النمو لدى الطلاب (بدني، انفعالي، مهاري ...الخ)
المقررات الدراسية
1 اجبارية / غير اختيارية لجميع الطلاب
2 بها نجاح ورسوب ولها درجات تحدد مدى تقدم الطالب
3 لها جدول وزمن محدد ملزم للطالب خلال الأسبوع
4 محددة بصفوف دراسية يستمر بها الطالب دون تغيير حتى نهاية العام الدراسي
5 تقتصر على جانب النمو المعرفي
6 لا تتسم بالأداء (الطالب متلقي)
7 لا تحظى بنفس الدرجة من القبول أو الاقبال لأنها مفروضة على الطلاب
تطور المفاهيم والنظرة للنشاط المدرسي:
1. لم تعد النشاطات المدرسية مظهر وناحية شكلية، فليس بالضرورة أن تمارس في وقت محدد وداخل الصف الدراسي، بل الطالب يكون فعال وله دور رئيس حيث تتاح له الفرصه من خلال تلك الأنشطة لإبراز واخراج ابداعاته وابتكاراته وقدراته.
2. مفهوم النشاط أصبح يركز على أن التعلم هو الأساس في العملية التعليمية، ولذا كان من المهم إبراز أهمية وفاعلية النشاط في المواقف التعليمية المختلفة تحت اشراف هيئة المدرسة التدريسية، سواءاً كانت داخل الفصل أو خارجه وداخل أو خارج المدرسة.
3. مسؤلية ودور المعلم أثناء النشاط يتمثل في استثارة دافعية المتعلم ( التلميذ ) وتوجيهه وارشاده في جميع الأنشطة المدرسية.
4. تفاعل المتعلم مع النشاط يساهم في اكسابه العديد من الخبرات الجديدة النابعة من دوافعه وحاجاته الشخصية ( الدوافع، الميول، الابتكار ) والمتلائمه مع الفروق الفردية بين التلاميذ.
5. يتنوع النشاط المدرسي ليتناسب مع مستوى نمو التلاميذ في المراحل التعليمية المختلفة.
6. يتناول النشاط ويعزز جميع جوانب النمو لدى المتعلم سواء الجوانب البدنية أو المهارية أو الوجدانية أو الانفعالية أو العقلية ....الخ.
أهمية النشاط المدرسي:
تنبثق أهمية النشاط المدرسي من قيمته التربوية والتي تتضح من خلال ما يحققه من أهداف العملية التربوية. فهذه الأنشطة لها تأثيرها المباشر على العديد من سمات الشخصية لدى الطلاب وذلك نظراً لاستجابة تلك الأنشطة للعديد من ميولهم ورغباتهم وحاجاتهم وتأثيرها على اتجاهاتهم. كما ان أهمية تلك النشاطات تبدو واضحة من خلال الإطلاع على نتائج العديد من الدراسات العلمية التي أجريت على جوانب متعددة من النشاطات المدرسية، والتي أشارت نتائجها إلى المساهمات والآثار الإيجابية للنشاطات على العملية التعليمية والتربوية بشكل عام وعلى سلوكيات التلاميذ بشكل خاص، ومن تلك النماذج نذكر ما يلي:
• للأنشطة المدرسية أثر ايجابي على احترام الذات والرضا عن الحياة والعمل:
أشارت نتائج الدراسة التي قام بها قولن ( Gullen,2000 ) الى أن الطلاب الذين يشاركون في الأنشطة المدرسية يزداد عندهم احترامهم لذواتهم وثقتهم بأنفسهم. كما أن دراسة إلدن ورفاقه ( Elden, etal.1980 )، التي أجريت على 351 طالباً وطالبة في المرحلة الثانوية، توصلت إلى أن الإشتراك في النشاطات المدرسية يعزز الاتجاه الإيجابي نحو قيمة العمل.
• للأنشطة المدرسية أثر ايجابي على التحصيل الدراسي:
أشارت نتائج الدراسات التي اجراها كل من بوركمان ورفاقه ( Bureckman, etal. 1997 ) وبراوس وودز ( Brighouse and Woods, 2000 ) أشارت النتائج الى تميز الطلاب المشاركين في الأنشطة المدرسية بالقدرة على تحقيق النجاح والإنجاز الأكاديمي، بالإضافة الى إيجابيتهم مع زملائهم وأساتذتهم، وتمتعهم بروح القيادة والتفاعل الاجتماعي السوي والمثابرة والجدية، كما أنهم يميلون الى الإبداع والمشاركة الفعَّالة ولديهم الاستعداد لخوض تجارب جديدة بثقة.
وفي دراسات إدوارد ( Edward, 1994 )، و سيلكر وكويرك (Silliker and Quirk, 1997) أشارت النتائج الى أن التلاميذ الذين يقضون أوقات فراغهم في أنشطة حرة موجهه كانوا، مقارنة بالآخرين، متفوقين دراسياً وهم من الأوائل في مدارسهم.
• للأنشطة المدرسية أثر على المشاركة في الأعمال التطوعية لدى الجمعيات الأهلية:
أشارت نتائج دراسة أندروز ( Andrews, 2001 ) الى أن المشاركة في الأنشطة المدرسية ساعدت الطلاب وبشكل فعَّال على المشاركة في الجمعيات الأهلية والتعاون معهم في مجالات عديدة. كذلك اشارت نتائج دراسة هانكس ورفاقه ( Hanks, etal 1978 )، والتي كانت عبارة عن دراسة طولية تتبعية لعدد 1887 من طلبة الثانوية العامة والذين وصلوا الى سن الثلاثين (30) في عام 1970، الى أن المشاركة في الأنشطة اللاصفية في المرحلة الثانوية لها تأثير مباشر على المشاركة في الجمعيات الاهلية في الكبر بالإضافة الى التأثيرات الأخرى غير المباشرة كالتحصيل الدراسي.
• للأنشطة المدرسية أثر ايجابي على تحقيق العديد من الفوائد التي اثبتتها الدراسات والبحوث العلمية في العالمين العربي والغربي، ومن الأمثلة على تلك الفوائد إعادة تكيف التلاميذ المتسربين الذين تركوا الدراسة، وكذلك المساعدة في علاج بعض جوانب القصور المتعلقة بأفراد الفئات الخاصة ( المعاقين ) من خلال الأنشطة التدريبية الموجهه، بالإضافة إلى أثر تلك الأنشطة في تعديل الكثير من الجوانب السلوكية لدى التلاميذ. ولكن يجب ملاحظة أن تحقيق تلك الفوائد يعتمد وبشكل كبير على نوعية الأنشطة المدرسية التي يتم تقديمها وعلى جودة التخطيط لها وتنفيذها.
• الأنشطة المدرسية تحقق الأهداف التربوية داخل المدرسة ( كالشعور بالإنتماء للجماعة، اظهار روح التنافس المنظم والشريف بين الجماعات، والإهتمام بتحقيق نتائج ايجابية، وتحقيق الإستقرار النفسي، و ....الخ ) والأهداف التربوية خارج المدرسة ( كالتطبيق الفعلي للمعلومات والخبرات المستفادة من النشاط، والإستفادة من ايجابيات المشاركة في النشاطات المدرسية حسب نوعيتها مثل: تطبيق روح المواطنه الصالحة وخدمة المجتمع والقدرة على الخطابة والمواجهة من خلال النشاطات المسرحية والمعسكرات والرحلات ....الخ ).
• للأنشطة المدرسية دور رئيس في حل مشكلات التلاميذ النفسية والاجتماعية والتربوية: فمن خلال النشاط من الممكن تشخيص المشاكل التي يعاني منها التلاميذ وبناءاً على ذلك يتم تحديد وسائل العلاج والتي من الممكن أن تشمل بعض برامج النشاط المدرسي الموجه. فمثلاً هناك بعض التلاميذ ممن يعانون من الخجل والانطواء والعزلة ...الخ، بينما هناك تلاميذ يعانون من طاقة زائدة تؤدي الى كثرة الحركة، وغير ذلك الكثير من المشكلات. ولكن لكل حالة يجب اختيار النشاط المدرسي الملائم الذي يساعد كل تلميذ على التخلص مما يعانيه ويلبي حاجاته النفسية والاجتماعية والتربوية.
• للأنشطة المدرسية دور رئيس في اكتشاف مواهب وقدرات التلاميذ المتميزة وتنميتها: فالنشاط المدرسي يوفر المناخ المناسب لإكتشاف المواهب والقدرات وتنميتها من خلال اتاحة الفرصة للبروز والابداع ومن ثم الرعاية وتهيئة البيئة المناسبة لهؤلاء التلاميذ من خلال النشاط المدرسي الذي يلبي احتياجاتهم وينمي قدراتهم ومواهبهم.
وأهمية النشاطات المدرسية تكمن في أنها تعتبر وسيلة لتحقيق العديد من الفوائد، وذلك حسب نوع النشاط الممارس، حيث أن تلك الأنشطة تؤدي إلى:
1) توجيه ومساعدة الطلاب على إكتشاف قدراتهم ومواهبهم وميولهم والعمل على تنميتها وصقلها.
2) تعميق قيم ديننا الاسلامي الحنيف وترجمتها سلوكياً.
3) تنمية وتعزيز القيم الاجتماعية الهادفة كالتعاون والتسامح وخدمة الآخرين والمنافسة الشريفه.
4) بناء الشخصية المتكاملة مع تعزيز القيم الاسلامية وتطبيقها والتحلي بآدابها.
5) المساعدة على حسن استخدام أوقات الفراغ بما يعود على الممارسين بالفائدة، والقدرة على التفريق بين أنواع النشاطات واختيار ما يعزز ويخصب حياتهم.
6) تحقيق النمو البدني والعقلي من خلال توسيع الخبرات في مجالات متعددة.
7) إتاحة الفرص للموهوبين وتشجيعهم على التفوق والابتكار.
إشباع حاجات التلاميذ النفسية والاجتماعية.
9) مساعدة التلاميذ على التخلص من بعض المشاكل النفسية والاجتماعية كالقلق والتوتر والانطواء والضغوط النفسية والخجل والإكتئاب ... الخ.
10) الإسهام في تنمية العديد من الصفات الشخصية والعادات السلوكية الحميدة كالثقة بالنفس، والإتزان الإنفعالي، والتعاون، والتحدي، والمثابرة، والمنافسة الشريفة، وتحمل المسئولية، وإنكار الذات.....إلخ.
11) تنمية قدرة الطلاب على التفاعل مع المجتمع وتحقيق التكيف الاجتماعي.
12) تنمية سمات القيادة والتبعية لدى الطلاب.
13) تهيئة مواقف وإتاحة فرص تربوية للطلاب ليتفاعلون فيها ومعها لاكتساب خبرات مفيدة تتلائم مع متطلبات النمو لكل مرحلة عمرية.
14) اتاحة الفرص للقائمين على النشاط للتعرف على العديد من جوانب شخصيات التلاميذ.
15) امكانية استخدام النشاط كوسيلة لتنفيذ المنهج المدرسي وكمصدر من مصادر الوسائل التعليمية.
16) تقدير قيمة العمل اليدوي والاستمتاع به واحترام العمل والعاملين من خلال الممارسة الحسية والحركية.
17) تثبيت المادة العلمية من خلال التطبيقات واستخدام الحواس لإستيعابها.
18) الارتباط بتاريخ الأمة الاسلامية والاقتداء بسيرة السلف الصالح.
19) تعزيز القدرة على إستيعاب وفهم المواد العلمية من خلال التطبيق الميداني.

محب بلاده
2010-12-20, 23:13
بحث آخر




تعريف النشاط المدرسي:
تعرف دائرة المعارف الأمريكية النشاط المدرسي بأنه " تلك البرامج التي تنفذ بإشراف المدرسة وتوجيهها، والتي تتناول كل ما يتصل بالحياة المدرسية وأنشطتها المختلفة ذات الإرتباط بالمواد الدراسية أو الجوانب الاجتماعية والبيئية أو الأندية ذات الاهتمامات الخاصة بالنواحي العملية أو العلمية أو الرياضية أو الموسيقية أو المسرحية أو المطبوعات المدرسية" ( Taylor,G. Secondary Education. P. 682).
ويعرف محمود ( 1998م ) النشاط المدرسي على أنه " خطه مدروسة ووسيلة إثراء المنهج وبرنامج تنظمه المؤسسة التعليمية يتكامل مع البرنامج العام يختاره المتعلم ويمارسه برغبة وتلقائية بحيث يحقق أهداف تعليمية وتربوية وثيقة الصلة بالمنهج المدرسي أوخارجه، داخل الفصل أو خارجه خلال اليوم الدراسي أو خارج الدوام مما يؤدي إلى نمو المتعلم في جميع جوانب نموه التربوي والاجتماعي والعقلي والانفعالي والجسمي واللغوي ... مما ينجم عنه شخصية متوافقة قادرة على الإنتاج " ( ص 18) .
فيما عرف الدخيل (1423هـ) النشاط المدرسي على أنه " عبارة عن مجموعة من الخبرات والممارسات التي يمارسها التلميذ ويكتسبها، وهي عملية مصاحبة للدراسة ومكملة لها، ولها أهداف تربوية متميزة، ومن الممكن أن تتم داخل الفصل أو خارجه" (ص 11).
ومن الممكن وصف النشاط المدرسي على أنه جزء متكامل مع المنهج المدرسي يمارسه التلاميذ اختيارياً ( بدافع ذاتي ) لتناسبه مع ميولهم وقدراتهم المختلفة ويشمل مجالات متعدده ليشبع حاجاتهم البدنية والعقلية والنفسية والاجتماعية، ومن خلاله يتمكن التلاميذ من إكتساب العديد من الخبرات، كل حسب مرحلة نموه.

نشأة النشاط المدرسي:
إن جميع أوجه النشاطات الطلابية ليست بالشيء الجديد، فهي قديمة قدم المدارس ذاتها، حيث نلاحظ من الناحية التاريخية أن تلك الأنشطة كانت تمارس كجزء أساسي من المناهج التعليمية في المدارس الإغريقية والرومانية. حيث إشتهرت المدارس الإغريقية/اليونانية بالألعاب الرياضية المختلفة وكذلك بأنواع متعددة من الفنون كالموسيقى والخطابة والتمثيل...إلخ. كما أن العرب قبل وبعد الإسلام إهتموا بالعديد من النشاطات والألعاب، حتى أن بعض المفكرين ( كالإمام الغزالي) أكدوا على أهمية إعطاء النشء الفرصة لممارسة العديد من النشاطات بعد الإنتهاء من التعليم.
في عام 1774م أسس جان بيسداو مدرسة حب الإنسانية في المانيا وخصص ثلاث ساعات يومياً للأنشطة التعليمية والترويحية والبدنية، وساعتان للأعمال اليدوية.
وفي عام 1869م تم إنشاء أول مدرسة تجريبية في مدينة شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي أسسها المفكر التربوي جون ديوي على أساس التعليم بالأداء من خلال النشاط والفاعلية، وذلك بغرض إزالة الملل الذي يصيب التلاميذ والناجم عن التركيز على الدراسة النظرية الجافة، بالإضافة إلى أهمية النشاط البدني. وقد كان يطلق على هذا النشاط ( نشاط خارج المنهج )، ولكنه وفي فترة وجيزة إتسعت مجالاته ليضم العديد من الأنشطة المختلفة وأصبحت له العديد من الأهداف الثقافية والاجتماعية والنفسية والروحية والبدنية ( الزيد، 1406هـ).
لقد مر النشاط المدرسي خلال تطوره بمراحل أربع هي:
(1) مرحلة التجاهل: كان التركيز على الجوانب العقلية من خلال المواد الدراسية النظرية، وتم تجاهل النشاطات المدرسية إلا ما ندر.
(2) مرحلة المعارضة: كان هناك معارضة شديدة للنشاط من قبل إداراة المدرسة، للإعتقاد بأن تلك الأنشطة تهدد الجو الأكاديمي وهي عبارة عن وسائل لإبعاد التلاميذ عن مهمتهم الأساسية والمتمثلة في التحصيل العلمي. ( تزامن ذلك مع زيادة في عدد النشاطات وزيادة في الإقبال عليها من قبل التلاميذ ).
(3) مرحلة التقبل: كان هناك تقبل محدود لتلك النشاطات مع إعتبارها مناشط خارج المنهج ولكنها أعتبرت جزءاً من وظيفة المدرسة، وهذا ساعد على إيجاد مكانة لتلك الأنشطة داخل المدرسة.
(4) مرحلة الاهتمام: كان لتطور النظريات التربوية من مرحلة الاهتمام بالمعلومات إلى مرحلة الاهتمام بالنمو الشامل للتلاميذ يمثل مرحلة الإهتمام بالنشاط المدرسي. حيث أعتبر النشاط ذو قيمة تربوية وله تأثير على نمو وتكوين شخصية التلميذ من خلال ما يقدمه من خبرات، وبناءاً على ذلك إزداد الاهتمام بالتعليم عن طريق الممارسة وأدمجت العديد من تلك الأنشطة في المناهج الدراسية.
الجدير بالذكر أن تطور النشاط المدرسي في ضوء المفهوم الشامل للمنهج لا يعد فكرة حديثه، فقد أشار محمود (1998م) إلى أن النشاط المدرسي قديم قدم التعليم حتى في الفترة التي لم يراعي المنهج فيها ميول التلاميذ ولا يعبأ بحاجاتهم ولا يلتفت إلى اهتماماتهم، فهو ليس نتاجاً لخبرة المتعلم وإنما تنظيم قائم على تطور العلوم، وعليه نادت فئة من المربين التربويين بمنهج النشاط مما أدى إلى صراع بين مؤيديه ومؤيدي منهج المادة الدراسية، واستمر هذا النزاع حتى أصدر جون ديوي كتابه " الطفل والمنهج " والذي من خلاله برهن على خطأ طرفي الصراع ( لأن أنصار منهج المادة التقليدي أغفلوا حاجات الطفل الطبيعية وقدموا ما يرونه مناسباً من وجهة نظرهم، في حين أسرف مؤيدو منهج النشاط في الاهتمام بالقدرات الذاتيه التلقائية للطفل وأهملوا دور النمذجة السلوكية وما يمكن أن يستفيده الطفل من خبرات ومشاركات الآخرين ).
والملاحظ أن وجهتي النظر غير متعارضتين وإنما متكاملتين حيت تضعا في الإعتبار كلاً من الطفل والخبرة، وعليه اتخذ منهج النشاط مجالين أحدهما قائم على ميول التلاميذ والآخر قائم على المواقف الإجتماعية
1) منهج النشاط القائم على ميول التلاميذ:
يركز على نشاط التلاميذ الذاتي ويصدر عن حاجه يشعر بها المتعلم، ولكنه لا يهمل المواد الدراسية ولكن يؤكد على ان يكون تعلمها مرتبطاً بألوان النشاط المختلفه والذي يحقق مبدأ الفروق الفردية بين التلاميذ حيث يحصلها التلاميذ متى احتاجوا إليها.
خصائصه:- لا يوضع مسبقاً وإنما يستند على ميول التلاميذ وحاجاتهم التي تحدد محتوى المنهج.
- المعلم والتلاميذ يقومون بتخطيط وتنفيذ وتقويم البرنامج وأوجه النشاط.
- وظيفة المعلم تتمثل في التوجيه والإرشاد.
- المواد الدراسية لا تعتمد على الحفظ والإستذكار وإنما عن طريق ارتباطها بألوان النشاط.
- إكتساب المعلومات يتم عن طريق الخبرة والنشاط.
- تستبدل الدروس الإلقائية التقليدية بالرحلات وورش العمل والقراءة وإجراء البحوث...الخ.
عيوبه:- المبالغة في تركيز العملية التعليمية حول التلميذ نفسه على حساب القيم الاجتماعية والثقافية.
- الاهتمام بحاجات التلاميذ على حساب حاجات الجماعة.
- يعمل على تفريد العملية التربوية بدلا من كونها عامة وجماعية.
- يحتاج إلى معلم متميز ومؤهل للتعامل مع مجالات النشاط وملماً بخصائص النمو ومتطلباتها.



2) منهج النشاط القائم على المواقف الإجتماعية:
ظهر كردة فعل للمنهج المتمركز حول التلاميذ، وذلك إنطلاقاً من فكرة أن المدرسة مؤسسة اجتماعية أنشأها المجتمع لصالح المجتمع الذي يحدد بدوره مستقبله من خلال ما تقدمه المدرسة لتلاميذها من خبرات تمكنهم من القيام بمسؤلياتهم للنهوض بالمجتمع، وهذا يتطلب أن يكون المنهج المدرسي ذو صبغة اجتماعية. وفيه يقوم المعلم بإعداد أوجه النشاط المختلفة التي تتصل بالموضوعات المطلوبة وإثارة ميول واهتمامات التلاميذ لدراسة الموضوع ويتم توزيع النشاطات على التلاميذ والتي تؤدي إلى جمع المعلومات المساعدة على توضيح وتفسير الموضوع ليتم استيعابه.
مميزاته:- يحقق الوظيفة الاجتماعية للتربية.
- المتعلم يصبح اكثر إيجابية في عملية التعلم.
- يساعد على تكامل الخبرات التعليمية من خلال تنظيمه للمعارف والمعلومات حول المواقف الاجتماعية.
- المواد الدراسية وسيلة يلجأ إليها التلاميذ للحصول على المعلومات التي يحتاجون إليها أثناء دراستهم.
- يقوم على مواقف اجتماعية تمد التلاميذ بخبرات تعليمية تتصل بحياتهم ومجتمعهم الذي يعيشون فيه.

ماهية النشاط :
تعددت الأنشطة المدرسية وتنوعت على الرغم من أنها في مجملها تكسب المتعلمين العديد من المهارات ذات الإرتباط المباشر بأهداف العملية التعليمية، فهناك ما يعرف بالنشاط المنهجي أو النشاط المصاحب للمنهج أو المادة الدراسية، ويسميه البعض النشاط الصفي والذي يهدف إلى تعميق المفاهيم والمبادىء العلمية التي يدرسها التلاميذ في المقررات الدراسية، وهناك النشاط الحر أو الخارجي أو اللاصفي والذي يهدف إلى تهيئة مواقف تربوية معها ومن خلالها التلاميذ يكونوا أكثر قدرة على مواجهة حياتهم اليوميه.
ولقد استخدم التربويون العديد من التعبيرات لوصف النشاط الذي يقدم للطلاب، إلا أن كثير منها وخاصة ما يتعلق بالنشاط اللاصفي / اللامنهجي تعتبر قاصرة أو مضللة على الرغم من صحتها لأنها تعني النشاط المدرسي. فمن التعبيرات التي تطلق على هذا النشاط ما يلي:
" النشاط الخارج عن المنهج " ، " النشاط المصاحب للمنهج " ، " النشاط اللآمنهجي " ، " النشاط اللآصفي " ، " النشاط الزائد عن المنهج " ، " النشاط الإضافي " ... الخ ( المنيف، 1416).
ويلاحظ على هذه التعبيرات أن مدلولاتها تشير إلى أنه نشاط منفصل عن التعليم، أو كذا تبدو، على الرغم من أن جميع النشاطات التي يمارسها الطلاب داخل أو خارج الفصل الدراسي وداخل المدرسة هي جزء متكامل مع المنهج المدرسي ومندمج معه، وتعتبر إحدى الجوانب التربوية المتممه للعملية التعليمية. فالمفهوم الحديث للتربية والتعليم يجب ان يضع النشاط اللآصفي مشتق من النشاط الصفي (المنهجي) كمكمل له ويؤدي إلى تنميته وتغذيته بشكل مستمر. وقد أشار محمود (1998م) إلى أن النشاط المدرسي شأنه شأن المواد الدراسية حيث يحقق أهدافاً تربوية علاوة على أنه مجال للخبرات المنتقاه ولذلك يفوق أحياناً أثر التعليم في بيئة الفصل أو قاعة الدراسة نظراً لما له من خصائص تؤدي إلى تحقيق الأهداف المرجوة بجهد ووقت أقل.
فالأنشطة الطلابية يمكن إعتبارها مواد مصاحبة للتعليم الصفي وتهدف إلى إشباع ميول الطلاب والإستجابة لهواياتهم وميولهم وقدراتهم الخاصة واكتشاف استعداداتهم وتوجيهها، وهي عبارة عن خبرات في الحاضر تعد الطلاب للمستقبل وتعتبر ضرورية لتكامل النمو الإنساني، وحتى لا يكون النمو معرفياً فقط فمن خلال تلك الأنشطة يتمكن الطالب من تحقيق النمو البدني (الجسمي) والحركي والانفعالي والوجداني والنفسي والاجتماعي كما يتمكن الطالب من خلال تلك الأنشطة من التعبير عن ذاته وخبراته الشخصية من خلال الإبتكار والإبداع ( كالشعر والأدب...إلخ).
ويمكن تعريف النشاط المدرسي على أنه جميع الجهود العقلية والحركية والنفسية والاجتماعية التي يقوم بها التلاميذ بفاعلية وفق قدراتهم وميولهم واستعداداتهم داخل الفصل وخارجه أثناء اليوم الدراسي، وذلك من خلال برامج تنظمها المدرسة تحت إشراف المعلمين ( المتخصصين) وتعتبر متكاملة مع البرنامج التعليمي، ويقبل عليها الطلاب تلقائياً وتحقق أهداف تربوية معينة تؤدي إلى نمو التلاميذ وتنمية خبراتهم وقدراتهم وهواياتهم وتوجيهها نحو الاتجاهات التربوية المرغوبة. ( في مجملها هي عبارة عن تربية ترويحية )
والنشاط يعني أن يكون الفرد فعالاً وايجابياً، وهذه صفات السلوك الهادف الذي يبذل فيه الفرد جهد وطاقة وله أثر مرئي. إذاً يتضح من ذلك أن النشاط يعبر عن القدرات والمواهب التي يتوفر قدر منها لدى جميع البشر وإن اختلفت المقادير. وفي هذا أشار ضاهر ( 2004م) إلى أن النشاط يتنازعه صفتين اساسيتين هما: صفة الإغتراب وصفة اللآإغتراب، ففي النشاط المغترب لا يشعر الممارس بنفسه فاعلاً للنشاط ولا بنتائجه لأنه غير مرغوب أو غير متلائم مع القدرات والاستعدادات، ولذا يكون الفرد منفصل عن النشاط. أما في النشاط غير المغترب فالممارس يشعر بالفاعلية والانتاجية وقوة العلاقة بالنشاط لأنه يعبر عن طاقات وقدرات الفرد الممارس، أي أنه نشاط مثمر من الناحية النفسية لشخصية الفرد. وهذا يجسد ما نصت عليه نظرية الفيض أو الإنسياب لشيكزنت ميهالي ( Csikszentmihalyi ) والتي ترتبط بشكل مباشر بالدوافع الداخلية وحالة الفرد النفسية والذهنية أثناء الممارسة

وبنظرة سريعة على واقع النشاط اللآصفي في بعض المدارس، نلاحظ وجود منهج قائم على الفصل بين النشاط والمواد المقررة، حيث يتم وضع النشاط في منزلة أقل من المقررات الدراسية، وعلى ذلك فقد تم تغييب النشاطات إلى وقت غير معروف. فالمناهج الدراسية مثقلة بالمواد النظرية الكثيرة والمكثفة والتي لا تترك وقت للمعلم الذي لا يشغله سوى هاجس إنهاء المنهج الرسمي المقرر، ولا يستطيع العمل مع الطلاب لتطبيق ما تعلموه من معلومات ومعارف.
وفي بعض المدارس يأخذ النشاط شكلاً سطحياً لا يعتني بالمضمون بقدر العناية بما يتم وضعه على الورق كأداة زينة مدرسية تلحق بالمنهج العام، فما زالت مواد دراسية مقررة تعتمد على النشاط كالتربية البدنية والتربية الفنية تعتبر مواد مكمله والكل يجتازها بكل يسر. فإذا كان هذا الحال بالنسبة لتلك المواد الدراسية فحال النشاط ربما يكون اكثر سوءاً، على الرغم من كونه جزء لا يتجزاء من المنهج الذي يشمل ما يجري داخل الصف وخارجه، فالمدرسة الجيدة هي التي لها تأثيرات إيجابية على شخصية التلميذ وسلوكياته.

سمات النشاط المدرسي:
تتسم النشاطات المدرسية بالصفات أو الميزات التالية:
1) يقبل عليها التلميذ ( الطالب ) برغبته.
2) يزاولها بدافع ذاتي ( بشوق وميل تلقائي ).
3) تحقق العديد من الأهداف التربويه سواء كانت تلك الأهداف مرتبطة بالمواد الدراسية المقررة أو إكتساب المهارات والخبرات والإتجاهات العلمية والعملية.
4) تنفذ تلك النشاطات داخل أو خارج الفصل وأثناء اليوم الدراسي أو بعده.
5) تحقق النمو في العديد من خبرات التلميذ وهواياته وقدراته المتعلقة بالاتجاهات التربوية والاجتماعية المرغوبة.

ولكي تتضح سمات النشاط المدرسي نقارن بعض العناصر بين النشاطات المدرسية والمقررات الدراسية:
النشاطات المدرسية
1 اختيارية بناءاً على ميول ورغبات الطلاب
2 ليس بها نجاح أو رسوب وليس لها درجات
3 غير مقيدة بجدول زمني وتمارس خارج الجدول المدرسي
4 غير مقيدة بصفوف دراسية والاشتراك متاح لجميع الطلاب
5 تحظى بقبول الطلاب واقبالهم على المشاركة فيها بدافعيه وشوق وحماس
6 تتسم بالأداء الحسي والحركي (الطالب يؤدي)
7 تتناول جميع جوانب النمو لدى الطلاب (بدني، انفعالي، مهاري ...الخ)

المقررات الدراسية
1 اجبارية / غير اختيارية لجميع الطلاب
2 بها نجاح ورسوب ولها درجات تحدد مدى تقدم الطالب
3 لها جدول وزمن محدد ملزم للطالب خلال الأسبوع
4 محددة بصفوف دراسية يستمر بها الطالب دون تغيير حتى نهاية العام الدراسي
5 تقتصر على جانب النمو المعرفي
6 لا تتسم بالأداء (الطالب متلقي)
7 لا تحظى بنفس الدرجة من القبول أو الاقبال لأنها مفروضة على الطلاب

تطور المفاهيم والنظرة للنشاط المدرسي:
1. لم تعد النشاطات المدرسية مظهر وناحية شكلية، فليس بالضرورة أن تمارس في وقت محدد وداخل الصف الدراسي، بل الطالب يكون فعال وله دور رئيس حيث تتاح له الفرصه من خلال تلك الأنشطة لإبراز واخراج ابداعاته وابتكاراته وقدراته.
2. مفهوم النشاط أصبح يركز على أن التعلم هو الأساس في العملية التعليمية، ولذا كان من المهم إبراز أهمية وفاعلية النشاط في المواقف التعليمية المختلفة تحت اشراف هيئة المدرسة التدريسية، سواءاً كانت داخل الفصل أو خارجه وداخل أو خارج المدرسة.
3. مسؤلية ودور المعلم أثناء النشاط يتمثل في استثارة دافعية المتعلم ( التلميذ ) وتوجيهه وارشاده في جميع الأنشطة المدرسية.
4. تفاعل المتعلم مع النشاط يساهم في اكسابه العديد من الخبرات الجديدة النابعة من دوافعه وحاجاته الشخصية ( الدوافع، الميول، الابتكار ) والمتلائمه مع الفروق الفردية بين التلاميذ.
5. يتنوع النشاط المدرسي ليتناسب مع مستوى نمو التلاميذ في المراحل التعليمية المختلفة.
6. يتناول النشاط ويعزز جميع جوانب النمو لدى المتعلم سواء الجوانب البدنية أو المهارية أو الوجدانية أو الانفعالية أو العقلية ....الخ.

أهمية النشاط المدرسي:
تنبثق أهمية النشاط المدرسي من قيمته التربوية والتي تتضح من خلال ما يحققه من أهداف العملية التربوية. فهذه الأنشطة لها تأثيرها المباشر على العديد من سمات الشخصية لدى الطلاب وذلك نظراً لاستجابة تلك الأنشطة للعديد من ميولهم ورغباتهم وحاجاتهم وتأثيرها على اتجاهاتهم. كما ان أهمية تلك النشاطات تبدو واضحة من خلال الإطلاع على نتائج العديد من الدراسات العلمية التي أجريت على جوانب متعددة من النشاطات المدرسية، والتي أشارت نتائجها إلى المساهمات والآثار الإيجابية للنشاطات على العملية التعليمية والتربوية بشكل عام وعلى سلوكيات التلاميذ بشكل خاص، ومن تلك النماذج نذكر ما يلي:
• للأنشطة المدرسية أثر ايجابي على احترام الذات والرضا عن الحياة والعمل:
أشارت نتائج الدراسة التي قام بها قولن ( Gullen,2000 ) الى أن الطلاب الذين يشاركون في الأنشطة المدرسية يزداد عندهم احترامهم لذواتهم وثقتهم بأنفسهم. كما أن دراسة إلدن ورفاقه ( Elden, etal.1980 )، التي أجريت على 351 طالباً وطالبة في المرحلة الثانوية، توصلت إلى أن الإشتراك في النشاطات المدرسية يعزز الاتجاه الإيجابي نحو قيمة العمل.
• للأنشطة المدرسية أثر ايجابي على التحصيل الدراسي:
أشارت نتائج الدراسات التي اجراها كل من بوركمان ورفاقه ( Bureckman, etal. 1997 ) وبراوس وودز ( Brighouse and Woods, 2000 ) أشارت النتائج الى تميز الطلاب المشاركين في الأنشطة المدرسية بالقدرة على تحقيق النجاح والإنجاز الأكاديمي، بالإضافة الى إيجابيتهم مع زملائهم وأساتذتهم، وتمتعهم بروح القيادة والتفاعل الاجتماعي السوي والمثابرة والجدية، كما أنهم يميلون الى الإبداع والمشاركة الفعَّالة ولديهم الاستعداد لخوض تجارب جديدة بثقة.
وفي دراسات إدوارد ( Edward, 1994 )، و سيلكر وكويرك (Silliker and Quirk, 1997) أشارت النتائج الى أن التلاميذ الذين يقضون أوقات فراغهم في أنشطة حرة موجهه كانوا، مقارنة بالآخرين، متفوقين دراسياً وهم من الأوائل في مدارسهم.
• للأنشطة المدرسية أثر على المشاركة في الأعمال التطوعية لدى الجمعيات الأهلية:
أشارت نتائج دراسة أندروز ( Andrews, 2001 ) الى أن المشاركة في الأنشطة المدرسية ساعدت الطلاب وبشكل فعَّال على المشاركة في الجمعيات الأهلية والتعاون معهم في مجالات عديدة. كذلك اشارت نتائج دراسة هانكس ورفاقه ( Hanks, etal 1978 )، والتي كانت عبارة عن دراسة طولية تتبعية لعدد 1887 من طلبة الثانوية العامة والذين وصلوا الى سن الثلاثين (30) في عام 1970، الى أن المشاركة في الأنشطة اللاصفية في المرحلة الثانوية لها تأثير مباشر على المشاركة في الجمعيات الاهلية في الكبر بالإضافة الى التأثيرات الأخرى غير المباشرة كالتحصيل الدراسي.
• للأنشطة المدرسية أثر ايجابي على تحقيق العديد من الفوائد التي اثبتتها الدراسات والبحوث العلمية في العالمين العربي والغربي، ومن الأمثلة على تلك الفوائد إعادة تكيف التلاميذ المتسربين الذين تركوا الدراسة، وكذلك المساعدة في علاج بعض جوانب القصور المتعلقة بأفراد الفئات الخاصة ( المعاقين ) من خلال الأنشطة التدريبية الموجهه، بالإضافة إلى أثر تلك الأنشطة في تعديل الكثير من الجوانب السلوكية لدى التلاميذ. ولكن يجب ملاحظة أن تحقيق تلك الفوائد يعتمد وبشكل كبير على نوعية الأنشطة المدرسية التي يتم تقديمها وعلى جودة التخطيط لها وتنفيذها.
• الأنشطة المدرسية تحقق الأهداف التربوية داخل المدرسة ( كالشعور بالإنتماء للجماعة، اظهار روح التنافس المنظم والشريف بين الجماعات، والإهتمام بتحقيق نتائج ايجابية، وتحقيق الإستقرار النفسي، و ....الخ ) والأهداف التربوية خارج المدرسة ( كالتطبيق الفعلي للمعلومات والخبرات المستفادة من النشاط، والإستفادة من ايجابيات المشاركة في النشاطات المدرسية حسب نوعيتها مثل: تطبيق روح المواطنه الصالحة وخدمة المجتمع والقدرة على الخطابة والمواجهة من خلال النشاطات المسرحية والمعسكرات والرحلات ....الخ ).
• للأنشطة المدرسية دور رئيس في حل مشكلات التلاميذ النفسية والاجتماعية والتربوية: فمن خلال النشاط من الممكن تشخيص المشاكل التي يعاني منها التلاميذ وبناءاً على ذلك يتم تحديد وسائل العلاج والتي من الممكن أن تشمل بعض برامج النشاط المدرسي الموجه. فمثلاً هناك بعض التلاميذ ممن يعانون من الخجل والانطواء والعزلة ...الخ، بينما هناك تلاميذ يعانون من طاقة زائدة تؤدي الى كثرة الحركة، وغير ذلك الكثير من المشكلات. ولكن لكل حالة يجب اختيار النشاط المدرسي الملائم الذي يساعد كل تلميذ على التخلص مما يعانيه ويلبي حاجاته النفسية والاجتماعية والتربوية.
• للأنشطة المدرسية دور رئيس في اكتشاف مواهب وقدرات التلاميذ المتميزة وتنميتها: فالنشاط المدرسي يوفر المناخ المناسب لإكتشاف المواهب والقدرات وتنميتها من خلال اتاحة الفرصة للبروز والابداع ومن ثم الرعاية وتهيئة البيئة المناسبة لهؤلاء التلاميذ من خلال النشاط المدرسي الذي يلبي احتياجاتهم وينمي قدراتهم ومواهبهم.

وأهمية النشاطات المدرسية تكمن في أنها تعتبر وسيلة لتحقيق العديد من الفوائد، وذلك حسب نوع النشاط الممارس، حيث أن تلك الأنشطة تؤدي إلى:1) توجيه ومساعدة الطلاب على إكتشاف قدراتهم ومواهبهم وميولهم والعمل على تنميتها وصقلها.
2) تعميق قيم ديننا الاسلامي الحنيف وترجمتها سلوكياً.
3) تنمية وتعزيز القيم الاجتماعية الهادفة كالتعاون والتسامح وخدمة الآخرين والمنافسة الشريفه.
4) بناء الشخصية المتكاملة مع تعزيز القيم الاسلامية وتطبيقها والتحلي بآدابها.
5) المساعدة على حسن استخدام أوقات الفراغ بما يعود على الممارسين بالفائدة، والقدرة على التفريق بين أنواع النشاطات واختيار ما يعزز ويخصب حياتهم.
6) تحقيق النمو البدني والعقلي من خلال توسيع الخبرات في مجالات متعددة.
7) إتاحة الفرص للموهوبين وتشجيعهم على التفوق والابتكار.
8 إشباع حاجات التلاميذ النفسية والاجتماعية.
9) مساعدة التلاميذ على التخلص من بعض المشاكل النفسية والاجتماعية كالقلق والتوتر والانطواء والضغوط النفسية والخجل والإكتئاب ... الخ.
10) الإسهام في تنمية العديد من الصفات الشخصية والعادات السلوكية الحميدة كالثقة بالنفس، والإتزان الإنفعالي، والتعاون، والتحدي، والمثابرة، والمنافسة الشريفة، وتحمل المسئولية، وإنكار الذات.....إلخ.
11) تنمية قدرة الطلاب على التفاعل مع المجتمع وتحقيق التكيف الاجتماعي.
12) تنمية سمات القيادة والتبعية لدى الطلاب.
13) تهيئة مواقف وإتاحة فرص تربوية للطلاب ليتفاعلون فيها ومعها لاكتساب خبرات مفيدة تتلائم مع متطلبات النمو لكل مرحلة عمرية.
14) اتاحة الفرص للقائمين على النشاط للتعرف على العديد من جوانب شخصيات التلاميذ.
15) امكانية استخدام النشاط كوسيلة لتنفيذ المنهج المدرسي وكمصدر من مصادر الوسائل التعليمية.
16) تقدير قيمة العمل اليدوي والاستمتاع به واحترام العمل والعاملين من خلال الممارسة الحسية والحركية.
17) تثبيت المادة العلمية من خلال التطبيقات واستخدام الحواس لإستيعابها.
18) الارتباط بتاريخ الأمة الاسلامية والاقتداء بسيرة السلف الصالح.
19) تعزيز القدرة على إستيعاب وفهم المواد العلمية من خلال التطبيق الميداني.


وظائف النشاط المدرسي:
يحقق النشاط المدرسي الوظائف الأساسية التالية:
 الوظيفة النفسية (السيكولوجية): تتيح تلك الأنشطة للطلاب الفرص الطبيعية الملائمة التي تنمي الثقة بالنفس والتخفيف من حدة القلق والإضطرابات النفسية المختلفة مما يؤدي الى الصحة النفسية وتحمل المسؤلية والتسامح والعمل التعاوني....إلخ. وكما أشار المنيف (1416) إلى أن التعلم لا يكون ناجحاً ومساعداً على النمو النفسي إلا إذا كان هو نفسه مظهراً من مظاهر نشاط الفرد المنبعث من دوافعه وميوله.
ومن الأمثلة على ذلك ما يلي:
1. تنمية الميول والمواهب.
2. تحقيق الصحة النفسية.
3. تعديل السلوك الى الاتجاه المرغوب.
4. استثمار وقت الفراغ.
5. مصدر لتنمية دافعية التعلم داخل الفصل ورفع مستوى الإنجاز.
6. اشباع حاجات الطلاب وتلبية ميولهم ورغباتهم.

 الوظيفة التربوية:
تتيح تلك الأنشطة فرص للتعلم لأنها جزء من البرنامج التعليمي، فمن خلالها يتم توسيع مدارك الطلاب وتعديل سلوكهم وتوجيهه نحو الإتجاه المرغوب، كما أنها تساعد الطلاب للتعرف على قدراتهم وميولهم ورغباتهم ومن ثم تنميتها ليتم توسيع مجالات تلك الخبرات.
ومن الأمثلة على ذلك ما يلي:
1. تحقيق مفهوم التعلم الذاتي والتعلم المستمر.
2. توفير الخبرات الحسية والحركية المباشرة خلال التعليم.
3. اكساب العديد من الاتجاهات المرغوبة، كالاتجاه الى الدقة – النظافة – احترام الآخرين...الخ.
4. الكشف عن الميول والقدرات المتميزة وتنميتها.
5. تنمية العديد من المهارات المعرفية، كالاستنتاج – التفسير – الربط – التحليل ...الخ.
6. المساعدة على تفهم المناهج واستيعابها.
7. توفير الفرص للإتصال بالبيئة والمجتمع والتعامل معهم.
8. تقوية العلاقة بين الطلاب والمدرسة وتكوين صداقات مع الطلاب والمدرسين.
9. الوعي بأهمية وقيمة أوقات الفراغ.

 الوظيفة الاجتماعية: تتيح تلك الأنشطة الفرص الخصبة للمشاركة والتعاون والتعامل مع الآخرين مما يؤدي إلى مساعدة الطلاب على التكيف مع الحياة، فهي جزء من الإعداد للحياة بشكل عام، إضافة إلى أهميتها في تكوين العلاقات الاجتماعية والابتعاد عن التفرقة ( العنصرية أوالعرقية أو... ) والأنانية وذلك من خلال العمل الجماعي والتفاعل مع الجماعة.
ومن الأمثلة على ذلك ما يلي:
1. تقوية العلاقة بين المدرسة والمجتمع.
2. المساهمة في التوفيق بين البيئة والمجتمع.
3. التدريب على الخدمة العامة.
4. التدريب على التعامل مع الآخرين.
5. التشجيع على الأعمال الجماعية.
6. احترام آراء الآخرين وحرية التعبير عن الرأي.
7. تعلم التوفيق بين الصالح الخاص ( الفردي ) والعام ( الجماعة ).

وهنا يجب التأكيد على أن النشاط المدرسي ذو المردود المفيد والإيجابي هو الذي يكون مناسباً لقدرات واستعدادات التلاميذ ويكون ملائماً وملبياً لميولهم ورغباتهم ومشبعاً لحاجاتهم الأساسية. فنلاحظ مثلاً الحاجة إلى النشاط البدني والحركي لدى الأطفال في المراحل التعليمية الأساسية لا يتم إشباعها بدرجة ملائمة، حيث تشير نتائج الابحاث العلمية في مجال التربية البدنية والرياضة إلى أن حصة تربية بدنية واحدة اسبوعياً لا تلبي سوى 4% من الحاجة الحركية اليومية للطفل، وحصتين اسبوعياً لا يقدمان سوى 11% من النشاط الضروري للتنمية البدنية ( على افتراض جودة الدرس من حيث النشاط )، علماً بأن الطفل من الممكن أن يحقق ما يقارب من 20% من احتياجاته الحركية بطريقة عفوية خارج الدرس. وهذا في مجمله (31%) لا يغطي احتياجات الطفل الحركية بكفاية تعود عليه بالفائدة، مما يؤكد أهمية النشاط اللآصفي في اشباع الحاجات الأساسية.

معايير اختيار الأنشطة المدرسية الهادفة:
إن الأنشطة المدرسية الهادفة هي تلك الأنشطة البناءة والمفيدة والتي تحقق أهداف النشاط بحيث يتم اختيارها وفقاً للمعايير التالية:
- يجب ان تتناسب الأنشطة مع خصائص نمو التلاميذ ( العقلية، والإنفعالية، والاجتماعية، والحركية، والبدنية، واللغوية ... الخ ) وتحقق النمو الشامل.
- يجب أن يكون للأنشطة المدرسية أهداف محددة وواضحة لكل من مدير المدرسة والمدرس والتلميذ وولي امره.
- يجب ان تستمد أهداف الأنشطة المدرسية من أهداف التربية العامة.
- يجب أن تكون الأنشطة المدرسية وثيقة الصلة بأهداف العملية التعليمية وبالدراسة داخل الفصل.
- يجب أن تتنوع مجالات الأنشطة المدرسية حتى يجد التلاميذ العديد من الفرص للتعبير عن ميولهم واشباع حاجاتهم بما يتناسب مع قدراتهم والفروق الفردية بينهم.
- يجب أن تخضع الأنشطة المدرسية للملاحظة الدقيقة والمستمرة من قبل رواد النشاط (المدرسين) المتميزين.
- يجب أن تتلائم الأنشطة المدرسية مع الامكانات المادية والبشرية المتاحة بالمدرسة.
- يجب أن تتسم الأنشطة المدرسية بالمرونة من الناحية التنفيذية (الجوانب الاقتصادية والزمانية والمكانية ...الخ) وتكون قابلة للتقويم المستمر والتقويم النهائي.

مجالات النشاطات المدرسية وأنواعها:
تتعدد مجالات الأنشطة المدرسية بتعدد الأهداف والأغراض المراد تحقيقها، وكذلك بحسب الإمكانات المتاحة والقدرات المتوفرة لدى المشاركين والقائمين على تلك الأنشطة. والأنشطة في مجملها تشمل جميع المجالات التي تشبع حاجات التلاميذ البدنية والنفسية والاجتماعية والتي يمكن أن تكون مشوقة ومرغوبة لدى التلاميذ وتحقق في الوقت ذاته الأهداف التربوية المنشودة. فالأنشطة المدرسية تتحدد على ضوء ميول الطلاب ومواهبهم وواقع وظروف المدرسة والبيئة المحيطة، ولذا فبرامج النشاط متغيرة ومتطورة حسب ما تتطلبة الحاجة لتستجيب للتطور في حاجات الطلاب وميولهم.
ولكن يجب التنويه هنا إلى أن هناك جوانب تعليمية قبل الجوانب التطبيقية في الأنشطة، والذي من الممكن أن لا يكون معروفاً لدى كثير من التلاميذ، فالنشاط لا يمكن أن يكون مرغوباً ومشوقاً إذا لم يكن لدى التلميذ المهارات الأساسية لممارسة النشاط.
ومن مجالات الأنشطة المدرسية نذكر على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:
1. مجال الأنشطة البدنية والرياضية: ويشمل جميع الرياضات والأنشطة الحركية التي تتناسب مع قدرات واستعدادات التلاميذ، وكذلك الجوانب العلمية والنظرية للحركة وللنشاط البدني والرياضي.
2. مجال الأنشطة الثقافية: وتشمل الإذاعة وصحف الحائط والإعلام واستخدامات المكتبة المدرسية والمعارض والكتابة والقراءة والخطابة والندوات وكل ما يرتبط باالتنمية الثقافية.
3. مجال الأنشطة الفنية: ويشمل الجوانب الفنية في مجملها كالرسم والتمثيل المسرحي والأشغال والتصوير والنحت والأعمال اليدوية ....إلخ.
4. مجال الأنشطة الاجتماعية: ويشمل جميع الأنشطة التي يكون الهدف منها التنمية الاجتماعية ويشترك بها أكثر من تلميذ، كالحفلات والزيارات والأعمال التطوعية وجميع المجالات الأخرى.
5. مجال الأنشطة البيئية: ويشمل الأنشطة ذات العلاقة المباشرة بالبيئة كالرحلات الخلوية وتربية الطيور والحيوانات وحملات التوعية بالنظافة والمحافظة على البيئة....إلخ.
6. مجال الأنشطة العلمية: ويشمل التجارب في جميع المجالات العلمية وزيارة المصانع والمسابقات العلمية.
7. مجال أنشطة الحاسب الآلي: ويشمل جميع استخدامات الحاسب الآلي وبرامجه المتعددة.
8. مجال أنشطة التربية الاسلامية: ويشمل الأنشطة الدينية المتعددة كالدعوة والإرشاد والعناية بالمساجد ومكتباتها وقراءة القرآن الكريم وتجويده وترتيله ودراسة السنة النبوية الشريفة.....إلخ.
9. مجال النشاط الكشفي: ويشمل الأنشطة ذات العلاقة بالمخيمات وحياة الخلاء والخدمة العامة وخدمة المجتمع، بالاضافة الى أنشطة الميول والهوايات الخاصة.
تنظيم النشاط المدرسي:
التخطيط والتنظيم للنشاط المدرسي يجب أن يخضع لحاجة ورغبة إدارة المدرسة التي رأت ضرورة وجود النشاط لتحقيق الأهداف التربوية المنشودة من خلال مساعدة التلاميذ للإستفادة من تلك الأنشطة. ولهذا يجب أن تتعدد الوان النشاط المدرسي حتى يتمكن كل تلميذ من وجود النشاط الذي يلائم ميوله ورغباته ويتناسب مع قدراته، ولكن يجب أن يتم اختيار تلك الأنشطة بناءاً على الإمكانيات المتاحة لكل مدرسة.
والنشاط المدرسي لكي يحقق أهدافه ويظهر بالمظهر التربوي البناء والهادف يتطلب جهد وعمل إداري متكامل يشمل جميع عناصر العملية الإدارية والتي تشمل على التخطيط والتنظيم والتنفيذ والإشراف والمتابعة والتقويم، وحيث أن هذه العناصر الإدارية من المسئوليات المباشرة لمدير المدرسة، فيجب أن تؤخذ موافقة مدير المدرسة عن كل مجال ولون من ألوان النشاط المدرسي قبل تنفيذه. وعلى مدير المدرسة ومساعديه مراعاة بعض النقاط المبدئية والعامة في عملية التخطيط قبل اتخاذ أي قرار بشأن أي نشاط مدرسي ( موافقه أو رفض )، ومن تلك النقاط ما يلي:
- التأكد من الفوائد التي يمكن أن تتحقق من النشاط.
- مساهمة النشاط في تحقيق التنمية الشاملة للتلميذ.
- إمكانية تنفيذ النشاط بالإمكانات المدرسية المتاحة.
- ملائمة النشاط مع مراحل نمو التلاميذ وقدراتهم واستعداداتهم.
- قدرة النشاط على اشباع حاجات التلاميذ وتلبية الميول والرغبات.
- قدرة النشاط على إبراز مواهب وقدرات التلاميذ المتميزة.
- مدى تحقيق النشاط للأهداف المنشودة من الأنشطة المدرسية.
- مدى خدمة النشاط للبيئة المحلية.
- ملائمة النشاط للمجتمع المحلي وعدم التعارض معه.

أسس تنظيم النشاط المدرسي:
- أن تتولى إدارة المدرسة الإشراف الكامل على كل نواحي النشاط المدرسي ( على الرغم من أن الإشراف أمر أساسي إلا أن مستواه يعتمد على مرحلة نمو التلاميذ، ودرجة وعيهم، وخبرتهم السابقة، ونوع النشاط ...الخ ).
- أن تكون جميع النشاطات المدرسية خاضعة للنظام المدرسي ( تؤدي إلى تحقيق الأهداف التربوية العامة ).
- موافقة مدير المدرسة، أو من ينوب عنه، على كل نشاط مدرسي قبل تنفيذه ( يجب التأكد من أن النشاط يحقق الهدف المنشود، و يلائم اهتمامات وميول التلاميذ، وأنه يتوفر بالمدرسة المدرس المؤهل الراغب والمتحمس لإدارة النشاط ).
- أن يتم تحديد أنواع النشاط بناءاً على الإمكانيات المتاحة بالمدرسة ( مادية، ومالية، وبشرية ) وعلى حجمها واحتياجاتها وطاقاتها.
- أن تعدد وتنوع الأنشطة بقدر الإمكان، لتلائم احتياجات وميول واهتمامات اكبر عدد ممكن من التلاميذ، ولكن دون مبالغة، وذلك حسب الإمكانيات المتوفرة.
- أن يتم تحديد الأنشطة التي يسمح للطالب الواحد المشاركة فيها خلال الفصل الدراسي/العام الدراسي الواحد، وذلك وفقاً لإحتياجاته الفعلية ( لكي يتم اتاحة فرصة المشاركة لأكبر عدد ممكن من التلاميذ، وكذلك حماية التلاميذ المتحمسين واللامعين والطموحين والمتميزين من المشاركة التي ربما تؤثر عليهم سلباً ).
- أن يختار التلاميذ أنواع الأنشطة المختلفة حسب ميولهم وقدراتهم وحاجاتهم، ويتم تسجيلهم دون تمييز ( يتم وضع مستويات لبعض الأنشطة حسب المستوى المهاري ).
- أن تتم مزاولة جميع الأنشطة داخل أسوار المدرسة، كلما أمكن ذلك، ويجب موافقة إدارة المدرسة وأولياء الأمور على ما يقام خارج المدرسة من أنشطة ( مع التأكيد على أهمية الإدارة والإشراف عليها وضبط المشاركين بها ).
- أن يتم وضع برنامج زمني ( توقيت زمني ) لجميع الأنشطة المدرسية ( وذلك لتلافي التعارض أو التداخل بينها والاستفادة القصوى من الإمكانيات المتاحة ).

الصعوبات التي تواجه النشاط المدرسي:
على الرغم من أهمية النشاط وقيمته التربوية وأثره الفعال على سلوك التلاميذ، إلا أن هناك العديد من الصعوبات أو المعوقات التي تحول دون تحقيق النشاط للأهداف التربوية التي يفترض أن يحققها. ويمكن الإشارة إلى بعض من تلك الصعوبات في النقاط التالية:
o عدم اقتناع أولياء الأمور بممارسة / مشاركة أبنائهم في النشاط المدرسي وتركيز اهتمامهم على التحصيل الدراسي، ولذا لا يشجعون أبناءهم على الاشتراك.
o قلة أو عدم توفر الإمكانيات الضرورية (المالية – المادية – البشرية) لممارسة النشاط بفاعلية.
o عدم توفر المشرف المتخصص في النشاط المدرسي، وإذا توفر فإن العبء التدريسي لا يسمح له بالإشراف على النشاط كما ينبغي.
o عدم تسهيل مهمة المعلمين للإشراف على النشاط وريادته، فجداولهم المثقلة بنصاب كامل من الحصص لا يساعدهم على الإعداد الجيد لحصة النشاط.
o نظرة المعلمين للنشاط نظرة دونية تقلل من قيمته وذلك لإعتباره عبئاً إضافياً.
o عدم جدية مديري المدارس بالنشاط المدرسي وحصصه، وعدم المتابعة والتوجيه.
o عدم وضوح أهداف النشاط للمعلمين وللطلاب.
o عدم إدراج حصة النشاط والإشراف عليه ضمن نصاب المعلم.
o عدم وضع النشاط المدرسي ضمن عناصر تقويم المعلمين والتلاميذ مما يقلل من اهتمامهم.
o قلة الدورات المتخصصة للنشاط المدرسي.
o عدم توفر خطة واضحة للنشاط أو دليل يساعد المعلمين على التخطيط والتنفيذ.
o عدم تخصيص ميزانية للأنشطة المدرسية.
o عدم وجود نظام يجبر جميع تلاميذ المدرسة على الاشتراك في الأنشطة.
o ضعف إعداد المعلمين ( أثناء الدراسة ) لتنظيم وريادة الأنشطة المدرسية.
o عدم توفر الوقت الكافي لممارسة النشاط.
o ازدحام الفصول الدراسية بالتلاميذ.

وللتغلب على تلك الصعوبات وتخفيف أثر تلك المعوقات فإنه يجب عمل ما يلي:
* إعداد دورات تدريبية لمعلمي ومشرفي وموجهي النشاط المدرسي.
* توفير الامكانيات اللازمة لتنفيذ النشاط بشكل يؤدي إلى تحقيق أهدافه التربوية.
* توعية الطلاب وأولياء أمورهم بأهداف النشاط وأهميته.
* تعيين مشرف للنشاط متخصص في كل مدرسة بعد تخفيض نصابه التدريسي.
* التخطيط الجيد للنشاط والإبتعاد عن العشوائية / الارتجالية ليصبح جزء من العملية التعليمية.
* تعدد وتنوع الأنشطة ليجد كل طالب النشاط الذي يتلائم مع ميوله وقدراته.
* اتاحة الفرصة للتلاميذ للمشاركة في وضع خطط النشاط وتنفيذها.
* ربط الأنشطة بالبرامج والأهداف التربوية وممارستها في بيئة ترويحية تتسم بروح الهواية والمتعة.
* تحفيز أولياء الأمور لتشجيع ابنائهم على الاشتراك في الأنشطة وذلك من خلال دعوتهم للإطلاع على أنشطة أبنائهم وانتاجهم.

دور مدير المدرسة في النشاط المدرسي:
لكي يحقق النشاط أهدافه التي أوجد من أجلها يتطلب وقوف مدير المدرسة مع المشرفين على النشاط بكل قدراته وخبراته التربوية، وعليه تهيئة البيئة المناسبة لمشاركة التلاميذ بالنشاط وتعاون المعلمين فيما بينهم، فنجاح النشاط داخل المدرسة يعتمد على مدير المدرسة لتسيير البرنامج. ويتمثل دور مدير المدرسة فيما يلي:

 توعية جميع التلاميذ بأهمية النشاط وأهدافه وأنواعه وكيفية اختيار ما يتلائم مع ميولهم ورغباتهم.
 الموافقة على الأنشطة التي تم اختيارها من قبل اللجنة المختصة والتي يرأسها هو أو من ينوب عنه.
 تهيئة البيئة التربوية المناسبة التي تساعد مشرفي النشاط والمعلمين والتلاميذ على تنفيذ الأنشطة المختلفة وتحقيق الأهداف المرجوة.
 اختيار المعلمين المشرفين على الأنشطة بناءاً على خبراتهم وميولهم ورغباتهم ومهاراتهم.
 توفير الإمكانيات الضرورية لتنفيذ الأنشطة وتوزيعها بشكل ملائم.
 رئاسة اجتماعات مجلس مشرفي النشاط وتذليل العقبات بالطرق الملائمة.
 رئاسة اللجان الخاصة بتقويم الأنشطة التي تتولاها مدرسته.
 المتابعة المستمرة للأنشطة والمشرفين عليها ليتمكن من:
- معرفة نقاط الضعف والقوة في تنفيذ الأنشطة.
- استغلال جميع الإمكانيات المتاحة.
- التقويم المستمر لجميع الأنشطة.
- تحفيز وتشجيع المشرفين على الأنشطة والمشاركين فيها.
- رفع التقارير المتعلقة بالنشاط المدرسي للإدارة المعنية.

أسس اختيار المشرف على النشاط المدرسي:
1. أن يكون لديه الحماس وحب العمل مع التلاميذ ليتمكن من اكسابهم حب النشاط.
2. اتقانه لنوعية النشاط ليتمكن من تزويد التلاميذ الخبرات الناجحة.
3. أن تكون لديه القدرة على توجيه التلاميذ بطريقة تتسم بالود والصداقة وبروح مرحة تشجعهم على الاستمرارية.
4. أن يتقبل الأعضاء ويتعاون معهم لإنجاح النشاط وتحقيق أهدافه.
5. أن يتحلى بالأخلاق الحميدة التي تجعل منه مثلاً أعلى يحتذى به.
6. القدرة على تكوين علاقات مهنية جيدة مع الزملاء المشرفين وأعضاء جماعة النشاط.
7. الثبات في اسلوب التعامل مع الأعضاء بتسامح وعدم تكلف بعيداً عن التفرقة أو التمييز مما يجعل تأثيره وتوجيهه سهلا ومقبولا.
8. أن يكون لديه الحرص على تعليم التلاميذ أنواع الأنشطة المختلفة وكيفية المشاركة فيها والعمل مع الجماعات.
9. أن تكون لديه قدرات متميزة في الملاحظة والقيادة والتعاون واستغلال الإمكانيات المتاحة ... الخ.

دربال عبد الحق
2010-12-21, 09:37
أولا بارك الله فيك عن العمل الجبار الذي تقوم به .أنا طالب السنة ثانية ليسانس تاريخ أرجو مساعدتي في كتب أو بحوث خاصة مذكرات تخرج عن تاريخ الاندلس من الفتح حتى سقوط غرناطة و لك مني جزيل الشكر و العرفان.

محب بلاده
2010-12-21, 10:37
سلسلة الأندلس من الفتح إلى السقوط

عهد الفتح الإسلامي
لفضيلة الدكتور راغب السرجاني





http://akhawat.islamway.com/forum/in...=post&id=32938 (http://akhawat.islamway.com/forum/index.php?act=attach&type=post&id=32938)




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأندلـــس
اسم اشتقنا إليه
أقدم لكم هذه السلسلة الرائعة
الأندلس ... من الفتح إلى السقوط
للدكتور راغب السرجانى

الطريق إلى الأندلس

عهد الفتح الإسلامى

عهد الولاة

عبد الرحمن الداخل ( صقر قريش )

الإمارة الأموية

الخلافة الأموية

عهد الدولة العامرية والفتنة

عهد ملوك الطوائف

دولة المرابطين

بين المرابطين والموحدين

دولة الموحدين

سقوط الأندلس

نسأل الله أن يرجع الأندلس ويرجع القدس

اللهم آمين


http://www.forsanelhaq.com/showthread.php?t=5182

chaima djalfa
2010-12-21, 19:07
[color=green]اسم العضو chaima djalfa

[color=green]الطلب : القانون الواجب التطبيق في العقد الدولي

المستوى : السنة الرابعة حقوق
أجل التسليم : هدا الاسبوع قبل السبت


[color=darkred]وبارك الله فيك


لك مني كل الإحترام والتقدير

محب بلاده
2010-12-21, 19:57
من هنا




العقود التجارية الدولية (http://www.google.com/url?sa=t&source=web&cd=6&ved=0CCMQFjAF&url=http%3A%2F%2Fwww.abegs.org%2Fsites%2FResearch% 2FDocLib1%2F%25D8%25AA%25D8%25AC%25D8%25A7%25D8%25 B1%25D9%258A%25D8%25A9%2F%25D8%25A7%25D9%2584%25D8 %25B9%25D9%2582%25D9%2588%25D8%25AF%2520%25D8%25A7 %25D9%2584%25D8%25AA%25D8%25AC%25D8%25A7%25D8%25B1 %25D9%258A%25D8%25A9%2520%25D8%25A7%25D9%2584%25D8 %25AF%25D9%2588%25D9%2584%25D9%258A%25D8%25A9.doc&rct=j&q=%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D9%86%D9%88%D9%86%20%D8 %A7%D9%84%D9%88%D8%A7%D8%AC%D8%A8%20%D8%A7%D9%84%D 8%AA%D8%B7%D8%A8%D9%8A%D9%82%20%D9%81%D9%8A%20%D8% A7%D9%84%D8%B9%D9%82%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9 %88%D9%84%D9%8A&ei=UvgQTcBziruEB5bi-LYO&usg=AFQjCNE0l3-XPGr4S8d2d3-4wb3i4TozQA&sig2=MR15UdPF1on_IzMzO7Yatw&cad=rja)

محب بلاده
2010-12-21, 20:00
العقود الدولية

تعريف العقود الدولية
يُعبّر العقد (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=935&vid=33) عموماً عن توافق إرادتين أو أكثر بقصد إحداث أثر قانوني، يتمثّل في التزام شخص أو أكثر مواجهة شخص آخر أو أكثر، بإعطاء شيء أو القيام بعمل أو الامتناع عن عمل، مقابل تعويض مادي أو عيني. ينطبق هذا التعريف أيضاً على العقود الدولية international contracts التي تتميّز بخصوصية عدم التكافؤ في المركز القانوني بين أطراف العقد (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=935&vid=33) وفي إمكاناتهم الفعلية؛ إذ تبرم العقود الدولية بين الدولة (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=956&vid=33) بشخصيتها الاعتبارية أو بوساطة إحدى هيئاتها العامة أو التي تعمل لحسابها، وبين شخص أجنبي، طبيعي أو اعتباري، وغالباً ما يكون شركة خاصة أو متعددة الجنسيات، بقصد القيام بعملية تجارية محددة تتعلق بالبيع والشراء، وبالاستيراد والتصدير، أو باستغلال ثروة طبيعية عبر إنشاء مشروع استثماري، في مقابل يتم الاتفاق (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=254&vid=33) عليه بين الطرفين سواء أكان مبلغاً من المال، أم حصة من الثروة المستخرجة، أو نسبة من الأرباح المتحصلة. وتُستخدم عادة تعابير متعارف عليها في الأوساط الاقتصادية والتجارية لتحديد مصطلح الطرف في العقد (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=935&vid=33) الدولي كالمستورد والمورد والمصدر والمستثمر والبائع والمشتري والمؤجر والمستأجر. ومن الأشكال السائدة للعقود الدولية تلك المتعلقة بعقود المبادلات التقليدية كالبيع والشراء، وعقود الاقتراض والتأمين، وكذلك عقود التنمية الاقتصادية كعقود الاستثمار والأشغال العامة والخدمات والتوريد والتعاون الصناعي والمساعدة الفنية والاستشارات والمشروعات المشتركة والمقاولات والتنقيب عن البترول واستغلاله وتسويقه وبناء المصانع ونقل التكنولوجيا والمعرفة العلمية. وتتميّز العقود الدولية بطول مدة تنفيذها؛ لأنها تتعلق غالباً باستثمار الموارد الطبيعية، كما تمنح أحياناً الطرف الأجنبي الخاص بعض الحقوق والامتيازات القانونية كحريته في الاستيراد والتصدير والحصول على بعض المزايا الضريبية والجمركية. وتتسم العقود الدولية بعدد من الخصائص التي تميّزها من غيرها من التصرفات القانونية، ولها أثرٌ مهمٌ في تطور الاقتصاد الوطني للدولة المتعاقدة، وفي العلاقات الدولية الاقتصادية.
التمييز عن الاتفاقيات الدولية[ر] international treaties: تعرّف المعاهدة أو الاتفاقية الدولية (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=258&vid=33) بأنها كل اتفاق معقود بين شخصين أو أكثر من أشخاص القانون (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=937&vid=33) الدولي. وقد نظّمت الأعراف الدولية واتفاقية ڤيينا عام 1969 في قانون المعاهدات كل ما يتعلّق بشروط عقد المعاهدات كالتفاوض والتصديق والتسجيل والتنفيذ والتفسير وانقضاء المعاهدات. بينما تُبرم العقود الدولية بين دولة، وهي أحد القانويين الدوليين وطرف أجنبي ممن يمثل القانون (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=937&vid=33) الخاص. وعلى الرغم من أن رضا الطرفين هو أساس الرابطة القانونية في المعاهدات والعقد (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=935&vid=33) الدولي، إلاّ أن المعاهدة تختلف عن العقد (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=935&vid=33) الدولي في تحديد القانون (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=937&vid=33) الواجب التطبيق، فبينما تخضع المعاهدات إلى القانون (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=937&vid=33) الدولي العام؛ يُلاحظ بأن أطراف العقود الدولية تتمتع بحرية اختيار القانون (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=937&vid=33) الذي سيحكم عقدهم، سواء أكان مستمداً من القانون (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=937&vid=33) الوطني أم الدولي. والاختلاف الآخر يكمن في أَثَرِ العنف والإكراه (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=471&vid=33) الذي يمثل أحد عيوب الرضا، ويسمح بموجبه للطرف المتضرر طلب إلغاء العقد (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=935&vid=33) الدولي الذي أُبرم تحت وطأته. أما في القانون الدولي؛ فقد جرى التعامل على إكساء صفة المشروعية بالنسبة إلى بعض المعاهدات، ولاسيما معاهدات الصلح، التي أُبرمت تحت وطأة الضغط والإكراه، إلاّ في حالات معينة ومحدودة.
التمييز من العقود الداخلية internal contracts: تختلف العقود الدولية بطبيعتها القانونية عن تلك المبرمة بين أفراد القانون الداخلي للدولة، بما في ذلك العقود المسمَّاة أو الشائعة كعقد البيع والإيجار والوكالة. وعلى الرغم من أن العقود الدولية تخضع مبدئياً للقواعد العامة التي تحكم العقود الرضائية كافة، إلاّ أنها تُبرم عادة بين طرفين غير متكافئين؛ إذ تتمتع الدولة (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=956&vid=33) المتعاقدة بمزايا سيادية لا يتمتع بها الطرف المتعاقد الآخر، والذي هو شخص أجنبي خاص. هذا التفاوت في المراكز القانونية يضفي على العقود الدولية استقلالية تميّزها من غيرها من التصرفات التعاقدية الأخرى، وتخضع من ثمَّ إلى نظام قانوني ذاتي مستمدٍّ من مبدأ سلطان الإرادة. فبينما يحكم القانون (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=937&vid=33) الوطني العقود التي تنظَّم في ظله، تبقى مشكلة تحديد النظام القانوني الواجب التطبيق على العقود الدولية مسألة شائكة لا يمكن تسويتها تسوية حاسمة وقطعية؛ لأنها تثير كثيراً من المسائل المتعلقة بتحديد القانون (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=937&vid=33) الذي يحكم التفاوض بشأنها وإبرامها وتسوية النزاعات الناجمة عن تفسيرها وتنفيذها. ويطبّق بشأنها أيضاً فكرة الحماية الدبلوماسية للدولة التي يتبع لها الطرف المتعاقد مع الدولة (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=956&vid=33) الأخرى.
تكوين العقود الدولية
يستمد العقد (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=935&vid=33) الدولي قوته الإلزامية من تراضي الأطراف المعنية، وتحرره من الخضوع الحكمي لأحكام القانون (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=937&vid=33) الوطني لدولة معينة، لكي يتلاءم وتطور الحياة الاقتصادية، ويتلافى الاختلاف الناتج من تباين التشريعات الوطنية. واستقرّ من ثمَّ على مبدأ سلطان الإرادة الذي يعدّ أحد المبادئ المهمة في ميدان العقود والالتزامات. وبمقتضاه تتمتع الأطراف المتعاقدة بحرية تنظيم العقد، وتحديد القانون (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=937&vid=33) الواجب التطبيق عليه، وتحقيق الكفاية الذاتية له، أيّاً كانت جنسية الأطراف المتعاقدة أو موطنهم أو مكان إبرام العقد (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=935&vid=33). ومن ثمَّ يصبح العقد (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=935&vid=33) الدولي خلاّقاً لقواعد قانونية ومصدراً مستقلاً للحقوق والالتزامات.
1ـ القانون (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=937&vid=33) الواجب التطبيق: إن أهم المسائل الناجمة عن العقود الدولية، تتمحور حول تعيين القانون (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=937&vid=33) الواجب تطبيقه فيما يتعلق بالآثار الناتجة من العقد، من حيث تنفيذه أو عدم تنفيذه، وتعديل شروطه وتفسيره وتحديد الجهة المختصة بالفصل في النزاع المحتمل الناجم عن العقد، أو المترتب على فسخه والإضرار بأحد أطرافه. وتقضي القواعد المستقرة بهذا الشأن، بضرورة إخضاع العقد (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=935&vid=33) لقانون الإرادة، أي القانون (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=937&vid=33) الذي تشير إليه إرادة المتعاقدين. ويحكم هذا القانون (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=937&vid=33) كل ما يتعلق بتكوين العقد (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=935&vid=33) وشروطه الموضوعية كالتراضي والمحل والسبب وأهلية الأطراف المتعاقدة، كما ينظّم آثار العقد (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=935&vid=33) وما يرتبه من التزامات وحقوق متبادلة بين أطرافه وما تثيره مخالفة أحكامه من مسؤولية عقدية، وكذلك توافر شروط القوة القاهرة (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=8684&vid=33) للتحلل من هذه المسؤولية (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=12413&vid=33) أو من جزء منها. علماً بأن العقد الدولي لا يرتّب أثراً قانونياً إلاّ بمدى عدم تعارضه والمصلحة العامة (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=12525&vid=33) والنظام العام. وتنحصر عادة خيارات الأطراف المتعاقدة في تحديد القانون (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=937&vid=33) الواجب التطبيق، سواء بالقانون (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=937&vid=33) الوطني للدولة المتعاقدة، كما هي الحال في أغلب العقود الدولية أو بالمبادئ العامة للقانون، وخاصة تلك المطبقة في ميدان العلاقات الدولية الاقتصادية، أو بالقانون (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=937&vid=33) الدولي العام، أو حتى بإيجاد نظام قانوني مستقل يقوم العقد (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=935&vid=33) ذاته بتحديده في ضوء ما يسمى بنظرية العقد (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=935&vid=33) الطليق. وتخضع العقود إلى أحكام العديد من الاتفاقيات الدولية التي تحكم بعض أنواع العقود الدولية وموضوعاتها، والتي تسمو بنصوصها على القوانين الوطنية للأطراف المتعاقدة، تطبيقاً لما هو متعارف عليه في القانون (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=937&vid=33) الدولي؛ ويشار هنا على الخصوص إلى اتفاقيتي لاهاي لأعوام 1955 و1964 في البيوع الدولية للمنقولات المادية، واتفاقية لاهاي عام 1977 في العقود التمثيل التجاري، واتفاقية ڤيينا عام 1980 في البيوع التجارية الدولية، واتفاقية منظمة الدول الأمريكية عام 1994 في العقود الدولية …إلخ. إن إرادة الأطراف في اختيار القانون (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=937&vid=33) الواجب التطبيق على العقد (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=935&vid=33) الدولي تعدّ قاعدة الإسناد الخاصة بتنازع القوانين (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=7884&vid=33) في العقود الدولية. وفي حال تخلف الإرادة الصريحة، ينبغي البحث عن الإرادة الضمنية للأطراف المتعاقدة من وقائع وظروف التعاقد وملابساته.
2ـ فكرة العقود النموذجية: إن تكرار بعض النماذج الموحدة للعقود الدولية وانتشار أنماط متماثلة فيما بينها يعدّ ظاهرة مألوفة على صعيد التجارة الدولية. فالعقود النموذجية هي عبارة عن عادات اتفاقية أو مجرد اقتراحات وصيغ قانونية مستمدة من واقع التجارة الدولية والمكتوبة في صيغ معدة سلفاً، ولا تطبق إلاّ إذا اتفق الأطراف على قبولها صراحة، وهم يتمتعون بكامل الحرية في تبنيها أو رفضها وإبرام عقودهم بشروط أخرى مغايرة ومخالفة. وتساعد العقود النموذجية والنمطية على توفير الوقت والنفقات عبر تقصير فترة المفاوضات وتيسيرها؛ إذ يُكتفى عادة بملء الفراغات والبيانات وتمام توقيع الأطراف أو من ينوب عنهم قانوناً، وتقوم عادة بإعداد هذه العقود الجمعيات (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=15847&vid=33) والهيئات المهنية التي تعمل في مجال الاستثمارات وتجارة السلع والخدمات، كغرف التجارة والصناعة الوطنية، وغرفة التجارة الدولية وهيئات التحكيم (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=15337&vid=33) المختلفة. وهنالك أنواع متعددة منها كعقود البيوع الدولية، وعقود تصدير المصانع والآلات، وعقود بيع الحبوب والحمضيات والخشب والحرير، وعقود الاعتمادات المستندية وتحصيل الأوراق التجارية (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=15486&vid=33). وقد أُطلق على بعضها تسميات مختلفة كعقود C.I.F وC.A.F وF.O.B، لكن القضاء الدولي أنكر على العقود الدولية النموذجية صفة القواعد القانونية العامة، بل قررّ طبيعتها التعاقدية. فأساس الإلزام بها هو خضوع الأطراف وارتضاؤها لأحكامها، وتخضع مشروعيتها لرقابة القضاء، ولاسيما فيما يتعلق بعدم مخالفتها للنظام العام الدولي أو الوطني لدولة المتعاقدين، فإذا وجد القاضي شرطاً مخالفاً لقاعدة آمرة، جاز له رفض تطبيق هذا الشرط (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=12283&vid=33) التعاقدي، أو إبطاله إن استدعى الأمر.
مضمون العقود الدولية
يتضمن العقد (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=935&vid=33) عادة تعريفاً للمصطلحات المستخدمة والشروط المادية والموضوعية للتعاقد، وحقوق الأطراف المتعاقدة والتزاماتها، وبعض الأحكام الختامية.
1ـ الشروط الموضوعية والمادية: تحتوي العقود الدولية على عدد من البنود والأحكام التفصيلية التي تعبّر عن أهميتها وفائدتها كأداة قانونية لتطوير التجارة والاستثمارات الدولية، ويمكن تلخيصها بما يأتي:
ـ مقدمة العقد، وتتضمن بعض التعابير المألوفة في النطاق الذي يتعرض إليه العقد، وشرحاً للظروف التي تمّ من خلالها إبرامه وتمام وجوبه قانونياً، وكذلك تحديداً للغة المعتمدة في صياغة العقد (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=935&vid=33) وتفسيره، ومدة تنفيذ العقد…
ـ الشروط التنظيمية، كالحصول على تصاريح الرخصة للاستيراد والتصدير أو للاستثمار، من قبل السلطات المختصة، وبيان مكان التسليم وزمانه …
ـ الشروط التقنية والتجارية، أي ما يتعلق بتحديد مواصفات المنتج أو البضاعة المطلوب توريدها أو الاستثمار المتفق عليه وفقاً للعقد…
ـ الشروط المتعلقة بمحل التعاقد.
ـ الشروط الخاصة بتحديد النطاق الإقليمي لتنفيذ العقد، وهذا له أهميتـه في عقود الوكالات التجارية وعقود التنفيذ والتوزيع، ويؤخذ أحياناً في الحسبان احتمال حصول تغييرات في النطاق الإقليمي للعقد، كتحول السيادة بتفكك الدولة (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=956&vid=33) المتعاقدة أو اتحادها مع دول أخرى …
ـ الشروط المالية، والتي تتطرق إلى مسألة تحديد القيمة الاسمية والفعلية للاستثمارات أو ثمن البيع ومقداره والوفاء به وكيفية تحقيق ذلك من الناحيتين المادية والزمنية، كالدفع نقداً أو بالتقسيط أو بالمشاركة أو بفتح اعتماد مستندي، ومكان استحقاق الثمن وموعده، وشروط مواجهة تقلبات السوق من حيث العرض والطلب وتأثيرها في الأسعار…
ـ الشروط المتعلقة بالحفاظ على سرية المعلومات وحقوق الملكية الفكرية والصناعية، كبراءات الاختراع والعلامات التجارية والمهارات والخبرات التقنية والرسومات الهندسية…
ـ الشروط الجزائية، وتتضمن أحكام المسؤولية والتعويض عن الأضرار، وتوافر شروط عدم المسؤولية (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=12413&vid=33) للتأخر في التنفيذ أو عدم التنفيذ، وكذلك نظام تحمل المخاطر وتأثير الظروف الطارئة والقوة القاهرة (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=8684&vid=33) على العقد وشروطها وآثارها…
ـ شروط تسوية النزاعات كإدخال شرط التحكيم (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=15337&vid=33) مثلاً.
ـ الأحكام الختامية، كشروط تعديل العقد (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=935&vid=33) أو تجديده، أو تلك المتعلقة بالتنازل عن الحقوق، أو تحويل الالتزامات الناجمة عن العقد (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=935&vid=33) إلى شخص آخر لتنفيذها، ولاسيما في حال الدمج بين المؤسسات أو انفصالها، ويلحق بالعقد (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=935&vid=33) الوثائق المتعلقة به والجداول والرسومات والخرائط… الخ.
2ـ حقوق والتزامات الأطراف المتعاقدة: تُنشىء العقود الدولية التزامات وحقوق متبادلة بين الأطراف المعنية، تتنوع وتختلف حسب طبيعة العقود المبرمة، ومن أهمها:
ـ احترام القواعد الفنية السائدة والمعترف بها في مجال التعاقد.
ـ التزام إمداد الدولة (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=956&vid=33) المتعاقدة بأفضل المواد لتحقيق المشروع محل التعاقد، بما في ذلك استخدام التكنولوجيا المتطورة.
ـ مساهمة الطرف الأجنبي في التنمية البشرية والخدمات الاجتماعية وتدريب العمالة (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=15032&vid=33) المحلية وتحقيق اندماجها في العمليات الفنية.
ـ إسهام الدولة (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=956&vid=33) المتعاقدة مساعدة المشروع الأجنبي من أجل تمركز استثماراته المتعاقد عليها في إقليمها، بأفضل الظروف، وتقديم التسهيلات اللازمة كافة فيما يتعلق بتراخيص التملك والاستئجار للعقارات والأدوات اللازمة للمشروع، وضمانات تسويق المنتج، وحماية الاستثمارات وتشجيعها.
آثار العقود الدولية
تتضمن معظم العقود الدولية شروطاً خاصة تختلف بأسبابها وتبريراتها عن تلك المتعارف عليها في النظرية العامة للالتزامات والعقود، ولاسيما فيما يتعلق بالمنازعات الناجمة عن تنفيذ العقود الدولية وتفسيرها، فإذا تمّ عرض الأمر على القضاء فإنه يطبقها مباشرة دون الحاجة إلى أعمال قاعدة الإسناد المعروفة في القانون (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=937&vid=33) الدولي الخاص، ومن ثمَّ إقصاء مشكلة تنازع القوانين (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=7884&vid=33) على العلاقات ذات الطابع الدولي الهادفة إلى حماية مصالح الاستثمارات والتجارة الدولية.
1ـ شرط الثبات التشريعي: تنص معظم العقود الدولية على شرط إقصاء أي تعديلات تلحق بالقانون (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=937&vid=33) الوطني للدولة المتعاقدة وعدم سريانها حفاظاً على التوازن التعاقدي، فيما لو تمّ عدّه القانون (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=937&vid=33) الواجب التطبيق على العقد، طبقاً لإرادة الأطراف المتعاقدة. ويهدف هذا الشرط (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=12283&vid=33) إلى الحيلولة من إقدام الدولة (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=956&vid=33) المتعاقدة على تعديل بنود العقد (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=935&vid=33) بإرادتها المنفردة، ومن ثمَّ تحقيق الحماية والأمان القانوني للطرف الأجنبي المتعاقد، من حيث رضاؤه بالخضوع إلى قانون ثابت ومحدّد ومعروف منذ إبرام العقد (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=935&vid=33) لحين انقضائه. لكن يلاقي أحياناً هذا الشرط معارضة واسعة من بعض الأوساط السياسية والفقهية، لعدم توافقه ومبادئ السيادة الدائمة للشعوب والدول على مصادرها الطبيعية.
2ـ شرط اللجوء إلى التحكيم: لا يكاد يخلو أحد العقود الدولية من النص على شرط الاختصاص القضائي، وخصوصاً شرط التحكيم، وقد خوّلت صراحة معظم العقود النموذجية في بنودها سلطة الفصل في المنازعات الناجمة عنها إلى قضاء التحكيم، نظراً للمزايا العديدة التي يوفرها من حيث السرعة والسرية والتخصص المهني، ودرءاً للخطر الكامن في انحياز القضاء الوطني لهذا الطرف أو ذاك، كما أن الدولة تتمتع بالحصانة القضائية التي تمنع القضاء الأجنبي من النظر في المنازعات التي تكون طرفاً فيها بصفتها السيادية. وقد تتفق الأطراف المتعاقدة على إحالة نزاعاتها الناجمة عن العقد (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=935&vid=33) إلى هيئة تحكيم مؤقتة يتم تحديدها وإجراءات تحكيمها في نصوص العقد، أو يتم الاتفاق (http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=254&vid=33) بشأنها بعد نشوب النزاع (مشارطة التحكيم)، أو باللجوء إلى هيئة تحكيم دولية مؤسسة مسبقاً.

محب بلاده
2010-12-21, 20:02
مراجع للاستزادة:
ـ أحمد عبد الكريم سلامة، قانون العقد الدولي (دار النهضة العربية، القاهرة 2000 /2001م).
ـ ثروت حبيب، دراسة في قانون التجارة الدولية (مكتبة الجلاء الجديدة، مصر، المنصورة 1995م).
ـ حفيظة السيد الحداد، العقود المبرمة بين الدول والأشخاص الأجنبية (منشورات الحلبي الحقوقية، بيروت 2003م).
ـ هشام صادق، القانون الواجب التطبيق على عقود التجارة الدولية (منشأة المعارف، مصر 1995م).

محب بلاده
2010-12-21, 20:05
بحث آخر






تنازع القوانين في عقود التجارة الدولية- دراسة مقارنة


الباحث: د/طارق عبد الله عيسى المجاهد
الدرجة العلمية: دكتوراه
تاريخ الإقرار: 2001 م
نوع الدراسة: رسالة جامعية

المقدمة :

يطلق على التجارة الدولية في كثير من الأحيان بأنها محرك النمو ، كونها تساهم بشكل كبير في زيادة النشاط الإقتصادي لدول العالم ، كما أن النمو الإقتصادي الذي يحدث في دولة ما يمكن أن يؤثر على نمط السلع والخدمات التي تتدخل فيها التجارة الدولية .

وإذا كان نمو إقتصاد الدولة يعتمد على زيادة التجارة الدولية ، فإن الأمر يتطلب إزالة العوائق التي تواجهها ، لضمان إستمرار هذه العقود وضمان تنفيذها، إذ أن فعالية النظام القانوني الذي ينظم عقود التجارة الدولية لا شك أن لها أثر في زيادة حجمها واتساع نطاقها. لذا نجد أن إقرار المستثمر الأجنبي بالإقدام أو الإحجام عن التعاقد والإستثمار في بلد ما لا يتوقف على تقدير الأوضاع السياسية و الإقتصادية السائدة في ذلك البلد فحسب، وإنما يتأثر أيضاً بمدى فعاية القواعد القانونية السائدة فيه، بحسبان أن تلك القواعد عادة ما تحدد ضمان حقوق والتزامات الأطراف المتعاقدة .

ومن هنا تعد مسألة القانون الواجب التطبيق على عقود التجارة الدولية من أهم المسائل القانونية التي تثيرها داراسة هذه العقود، بوصف أن تحديد قانون معين لتنظيم وحكم العقد ليس مجرد تفضيل قانون على آخر يتم على نحو نظري دون أن يأخذ بحسبان النتائج المترتبة على هذا التحديد، فالدارسة العلمية تكشف أن تحديد القانون الواجب التطبيق يرتب نتائج وآثاراً في غاية الأهمية على مجمل العملية العقدية، إذ يتوقف تنفيذ العقد أو عدم تنفيذه، وتقويم الإلتزامات المتقابلة في العقد، ومدى إمكانية تعديل شروط العقد، وتطبيق نظرية الظروف الطارئة، وتحديد القواعد الواجبة التطبيق فيه بصدد التعويض المستحق للطرف المتضرر، وهل يتعلق الأمر بالتعويض عن الخسائر الفعلية التي لحقت به أم أن الأمر يتجاوز ذلك إلى تعويض ما فاته من كسب، ومدى إمكانية تطبيق نظرية الغش نحو القانون، والدافع بالنظام العام …

لذا تبقى دراسة تنازع القوانين في عقود التجارة الدولية من أهم موضوعات البحث التي أثارت وتثير جدلاً وخلافاً في نطاق الدراسات الفقهية والقضائية والتشريعية المتعلقة بها ، نظراً للتطور والتنوع الكبيرين الذين أصابا أنماط هذه العقود ، والذين أديا إلى أن أصبحت غالبية التشريعات الوطنية عاجزة عن مجاراة هذا التطور بقواعد ونصوص تعالجها ، إذ لم تعد هناك قيود تقف أمام تطورها الذي يلاحق التطور العلمي والتكنولوجي .

ولقد ازدادت أهمية هذه المسألة بظهور أنماط جديدة من العقود التي لم تعد التشريعات الوطنية قادرة على تنظيمها ، فضلاً عن تطور وسائل الإتصالات ووسائل النقل ، الذين أديا إلى تطور التبادل التجاري الدولي وإزدهار الحياة الإقتصادية ، فزادت أهمية المدن التجارية والصناعية ، والمناطق الحرة ، وتعددت المعارض التجارية الدولية التي يتهافت عليها التجار من جميع أنحاء العالم بغية إبرام العديد من العقود ، علاوة على ذلك تكمن أهمية هذه الدراسة فيما تثيره من مشاكل قانونية وفنية بالغة الدقة والتعقيد ، وعدم التوازن القانوني والاقتصادي لأطرافها ، وتعدد المناهج التقليدية والحديثة التي حاولت معالجتها .

وليس بعيداً عن الفطنة صعوبة البحث في مسائل تنازع القوانين ، بالنظر إلى غموض عدد من المفاهيم القانونية المتصلة به والتي يتضمنها ، وصعوبة ودقة العديد منها ، وإذا كان هذا هو حال تنازع القوانين بصورة عامة ، فما بال البحث في تنازع القوانين في عقود التجارة الدولية الذي يعد من أدق موضوعات القانون الدولي الخاص ، إن لم يكن أدقها على الإطلاق ، وأكثرها مشقة على الباحث ، يكشف ذلك تعدد المناهج وتضارب الحلول وعدم إستقرارها ، فعقود التجارة الدولية تثير صعوبات قانونية ليس لها حلول واحدة مستقرة في التشريعات الوطنية ، وفي مقدمة هذه الصعوبات تحديد القانون الوجب التطبيق ، إذ نجد أن القضاء الوطني عند إجرائه هذا التحديد يلتزم بقواعد الإسناد في قانونه ، هذه القواعد تؤدي إلى تطبيق قانون وطني قد يكون غريباً على أحد الخصمين إن لم يكن غريباً عليهما معاً ، وقد يكون صالحاً للعقود الوطنية ولكنه لا يتناسب مع عقود التجارة الدولية ، زيادة على ذلك فإن التشريعات الوطنية تباينت فيما بينها تبايناً يتعذر معه على اطراف العقد الإطمئنان على مصير حقوقهم المتعلقة بالعقد كما أدى التطور العلمي والتكنولوجي إلى إتساع نطاق عقود التجارة الدولية وظهور أنماط من العقود المستحدثة بالغة التعقيد ، سريعة التطور ، معضمها يمتد تنفيذها خلال فترة طويلة من الزمن ، تقوم خلالها علاقات متبادلة بين أطراف متعددة . لذا تأتي المنازعات المتعلقة بهذه العقود في غاية الصعوبة من الناحيتن القانونية والفنية ، وتواجه مسائل بالغة الدقة ، وقد تكون محكومة بإعراف وعادات التجارة الدولية.

وعلى الرغم من أن موضوع هذه الدراسة قد حظي بإهتمام كبير في الفقه الغربي ، إلا أن هذا الموضوع لم يحظ بنفس القدر من الاهتمام في الفقه العربي ، وإن ظهرت مؤخراً بعض المؤلفات العربية التي تناولته بالدراسة ، إلا أن الحاجة تبقى ملحة لمتابعة التطورات التي طرأت على هذه العقود سواء من حيث أنماطها المختلفة أو من حيث المناهج التي أعتمدها الفقه والقضاء والتحكيم بشأنها. فالتطورات المتلاحقة التي تصاحب هذه العقود ، تجعل من الصعوبة بمكان أن تستوعب أي دراسة تمت في إطار زمني الإحاطة بكل مستجد يطرأ على هذه العقود , لذا فإن الدراسات الخاصة بهذه العقود مهما بلغ عددها وعمقها تظل غير قادرة على الإلمام بهذا الموضوع المتغير بشكل مستمر .

ومما يزيد صعوبة هذه الدراسة أن كثير من منازعات عقود التجارة الدولية يتم حسمها عن طريق التحكيم التجاري الدولي بسرية كاملة ، الأمر الذي يجعل مهمة الباحث صعبة في معرفة الأسباب التي تتأسس عليها قرارات التحكيم .

علاوة على ذلك فإن دراسة هذا الموضوع تدعونا – بلاشك – للبحث والتنقيب عن الأحكام التي لها صلة به في فروع القانون العام والخاص ، لا سيما القانون الدولي الخاص والقانون الدولي العام ، والقانون المدني ، وقانون المرافعات والتحكيم ، ومن ثم فإن الوقوف على كل فرع من هذه الفروع على الأحكام المتعلقة بموضوع الدراسة يلقي على كاهل الباحث عبئاً ليس بالهين ، إذ أن صعوبة هذه الدراسة واتساعها وتشعب نطاقها يتطلب من الباحث جهداً لا يستهان به في تحليل كل ما يتصل بها من أحكام .

وفي ضوء ما تقدم تقتصر هذه الدراسة – بصفة عامة – على النظرية العامة لتنازع القوانين في عقود التجارة الدولية ، لعلها تسهم بإلقاء بصيص ضوء في هذا المجال ، لتكون امتدادا لما بدأه غيري ، أو بداية جادة سيكملها أو يضيف إليها المهتمون بهذا الأمر مستقبلاً ، وقد تم تناول هذه الدراسة – بعون الله – من خلال خطة اشتملت على خمسة فصول وخاتمة .

الفصل الأول تناول طبيعة عقود التجارة الدولية وقسم إلى أربعة مباحث . الأول تناول مفهوم عقود التجارة الدولية ، والثاني أكد على دولية العقد بوصفها مسألة أولية لازمة لتطبيق قواعد القانون الدولي الخاص ، والثالث تناول الاتجاهات الفقهية والقضائية في تحديد صفة الدولية في عقود التجارة الدولية ، أما المبحث الرابع فتناول مسألة خضوع مسألة عقود التجارة الدولية لقانون الإرادة .

أما الفصل الثاني فقد تناول تحديد القانون الواجب التطبيق على عقود التجارة الدولية بين النظرية الشخصية والنظرية الموضوعية . وقسم إلى مبحثين : المبحث الأول تناول النظرية الشخصية ، من حيث مضمونها ، والنتائج المترتبة عليها ، وإتجاه القضاء المؤيد لها ، ثم تقديرها ، أما المبحث الثاني فتناول النظرية الموضوعية ، من حيث تعدد المناهج الفقهية والقضائية المؤيدة لها ، ومضمونها والنتائج التي يرتبها كل منهج ، ثم تقديرها .

وتناول الفصل الثالث القانون الواجب التطبيق وفقاً لإتفاقية روما لسنة 1980م والتشريعات المقارنة ، وقسم إلى مبحثين الأول تناول القانون الواجب التطبيق وفقاً لاتفاقية روما التي تعد القانون الدولي الخاص لدول الإتحاد الإقتصادي الأوربي ، والثاني تناول القانون الواجب التطبيق وفقاً للأحكام المقررة في التشريعات المقارنة .

أما الفصل الرابع فتناول أزمة قاعدة التنازع وخضوع عقود التجارة الدولية للقواعد الموضوعية للتجارة الدولية . وقسم إلى مبحثين ، المبحث الأول تناول أزمة قاعدة التنازع ، وأما الثاني فقد تناول خضوع عقود التجارة الدولية لمنهج القواعد الموضوعية في القانون الدولي الخاص .

وتناول الفصل الخامس القانون الواجب التطبيق على عقود التجارة الدولية في قرارات هيئات ومراكز التحكيم . وقسم إلى مبحثين , الأول تناول أنواع التحكيم وطبيعته القانونية ، والثاني تناول دور الإرادة في تحديد القانون الواجب التطبيق أمام محاكم التحكيم . ثم خاتمة سجل فيها أهم النتائج والتوصيات التي انتهت إليها الدراسة .

ومن باب العمل بالأسباب كان علي بذل العناية المطلوبة على نحو جعلني أعتقد بأني قدمت كل ما بوسعي في الحصول أو الإطلاع على ماهو جديد من مصادر وأحكام قضائية وقرارات تحكيم تتعلق بموضوع الدراسة للاستفادة منها . فان كنت قد أصبت في ذلك هدفي ، فإنما هو فضل من الله يؤتيه من يشاء ، وإن كان هناك هنة أو تقصير في محتوى هذه الدراسة فان أي جهد بشري لا يخلو من ذلك ، ولا ضير فيه ، وحسبي أني لم ألُ جهداً في الوصول إلى هدف الدراسة والأمر متروك بلا شك للمزيد من الدراسات المستقبلية .

hadil09
2010-12-22, 09:18
من فضلك اخي اريد بحث حول الاتجاه الوظيفي بحث كامل ودقيق بالمراجع
بارك الله فيك

hadil09
2010-12-22, 09:23
من فضلك اخي اريد بحث حول مصادر المعلومات الغير مطبوعة بالمراجع
بارك الله فيك

sky1
2010-12-22, 09:45
حلول لفروض المراسله للسنه الاولى متوسط

d-ragon201
2010-12-22, 18:09
ينتشر الضوء في الخلاء بسرعة v تقارب 300 الف كيلومتر في الثانية فيقطع المسافة d بين الشمس والارض خلال زمن t=8min20s
اعط الكتابة العلمية لكل من tوv
احسب المسافة d بالكيلو متر ثم بالمتر . واعط كتا بتها العلمية.


بليز بسرعة محتاجاتوووووووووو

محب بلاده
2010-12-22, 18:10
من فضلك اخي اريد بحث حول الاتجاه الوظيفي بحث كامل ودقيق بالمراجع
بارك الله فيك



بحث عن النظريه البنائيه الوظيفيه

البنائية الوظيفية


ترجع جذور فكرة و مضمون هذه النظرية إلى التراث الفكري اليوناني المنطوي على رؤية الأحداث الاجتماعية بأنها مكونة من أجزاء مترابطة مفصليا ً و وظيفيا ً بحيث يكون كل جزء مكملا ً للآخر بنائيا ً وحركيا ً و وظيفيا ً لدرجة عدم استطاعة أي جزء الاستغناء عن وجود الأجزاء الأخرى عند قيامه بحركته و وظيفته على الرغم أن حركة و وظيفة الكل مختلفة عن حركة و وظيفة أجزائه المكونة له ، و هذا يعني أن الأجزاء تكون متماسكة ارتباطيا ً و متكاملة حركيا ً و متكافئة وظيفيا ً و متناغمة إيقاعيا ً .

هذا هو معنى النسق الذي يتنفس و يحيا وجوديا ً و وظيفيا ً من خلال تكامل وظائف أجزائه المترابطة .

تم استعارة هذا المعنى من قبل العلوم الطبيعية و الفيزيائية و علم الضبط و نظرية المعلومات و البحوث الاجرائية و نظرية الأنساق الاقتصادية إذ طبقت على النسق الالكتروني و الشمسي ( في الكون ) و العصبي ( في جسم الانسان ) .


و إذا أردنا سبر غور معنى و أبعاد هذه النظرية فإنه من المفيد أن نستعين بتحديد المنظر الأمريكي : " أناتول رابو بوريك )الذي قال فيه : إنه شيء يتكون من مجموعة كينونات متصلة ببعضها على أشكال بناء متكامل و مترابط و كل كينونة تمتلك صفة خاصة بها متممة لصفات الكينونات الأخرى المرتبطة بها و المتفاعلة معها .


و يمكن القول أن ما أصبح يعرف بالاتجاه البنائي الوظيفي في النظرية الاجتماعية يمثل أكثر الاتجاهات رواجا ً في علم الاجتماع خلال الخمسين سنة الأخيرة في كلا ً من الولايات المتحدة الأمريكية و أوروبا و خلال هذه السنوات الخمسين ظهرت مؤلفات عديدة حول هذا الاتجاه النظري في علم الاجتماع سواء ً منها ما تناولته بالشرح أو التعديل أو و الإضافة أو النقد ، و قد اعتبر هذا الاتجاه من المعالم الرئيسية لعلم الاجتماع الأكاديمي المعاصر .

على الرغم من أن هناك العديد من علماء الاجتماع الذين ينتمون إلى الاتجاه الذي يعرف باسم الوظيفية مثل روبرت ميرتون و جورج هومانز و تالكوت بارسونز و ماريون ليفي و روبرت ميلز و غيرهم .

و على الرغم مما يوجد من اختلافات بين هؤلاء العلماء إلا أنه يمكننا القول بصفة عامة أن الاتجاه الوظيفي يعتمد على ستة أفكار رئيسية أو مسلمات محورية هي :

الأفكار الرئيسية للاتجاه الوظيفي :

أولا ً : يمكن النظر إلى أي شيء سواء كان كائنا ً حيا ً أو اجتماعيا ً و سواء كان فردا ً أو مجموعة صغيرة أو تنظيما ً رسميا ً أو مجتمعا ً أو حتى العالم بأسره على انه نسق أو نظام ، و هذا النسق يتألف من عدد من الأجزاء المترابطة ، فجسم الإنسان نسق يتكون من مختلف الأعضاء و الأجهزة و الجهاز الدوري فيه مثلا ً عبارة عن نسق يتكون من مجموعة من الأجزاء ، و شخصية الفرد نسق يتكون من أجزاء مختلفة مثل السلوك و الحالة الانفعالية و العقلية .... الخ و كذلك المجتمع و العالم .

ثانيا ً : لكل نسق احتياجات أساسية لا بد من الوفاء بها و إلا فإن النسق سوف يقف أو يتغير تغيرا ً جوهريا ً ، فالجسم الإنساني مثلا ً يحتاج للأكسجين ، والنتروجين و كل مجتمع يحتاج لأساليب لتنظيم السلوك ( القانون ) و مجموعة لرعاية الأطفال ( الأسرة ) و هكذا .

ثالثا ً : لا بد أن يكون النسق دائما في حالة توازن و لكي يتحقق ذلك فلا بد أن تلبي أجزاءه المختلفة احتياجاته ، فإذا اختلت وظيفة الجهاز الدوري فإن الجسم سوف يعتل و يصبح في حالة من اللا إتزان .

رابعا ً : كل جزء من أجزاء النسق قد يكون وظيفيا ً أي يسهم في تحقيق توازن النسق ، و قد يكون ضارا ً وظيفيا ً أي يقلل من توازن النسق و قد يكون غير وظيفي أي عديم القيمة بالنسبة للنسق .

خامسا ً : يمكن تحقيق كل حاجة من حاجات النسق بواسطة عدة متغيرات أو بدائل فحاجة المجتمع لرعاية الأطفال مثلا ً يمكن أن تقوم بها الأسرة و حاجة المجموعة إلى التماسك قد تتحقق عن طريق التمسك بالتقاليد أو عن طريق الشعور بالتهديد من عدو خارجي .

سادسا ً : وحدة التحليل يجب أن تكون الأنشطة أو النماذج المتكررة بالتحليل الاجتماعي الوظيفي ، لا يحاول أن يشرح كيف ترعى أسرة معينة أطفالها ، و لكنه يهتم بكيفية تحقيق الأسرة كنظام لهذا الهدف .


الإطار التصوري للبنائية الوظيفية :

بمعنى مجموعة المفهومات التي يتردد استخدامها في إطار البنائية الوظيفية ، و على الرغم من أن مفهوما البناء و الوظيفة باعتبارهما مفهومين رئيسين في هذا الإطار ، و قد دخلا على يد كومت و سبنسر إلا أن البنائية الوظيفية شهدت نمو إطارا ً تصوريا ً ، يضم مفهومات مثل النسق والنظام و الدور والقيم و المعايير و غيرها ترتبط بمفهوم البناء ، هذا من ناحية و من ناحية أخرى كما شهدت ظهور مفهومات مثل الوظيفة الظاهرة و الوظيفة الكامنة ، و البدائل الوظيفية و المعوقات الوظيفية ، و غيرها ، ترتبط بمفهوم الوظيفة ، و قد أضيفت هذه المفهومات على يد علماء مثل ما لينوفسكي و راد كليف براون و بارسونز و ميرتون و ماريون ليفي وغيرهم .

أولا ً : مفهوم البناء الاجتماعي و المفهومات ذات الصلة :
يذكر روبرت ريد فيلد أن من استخدموا مفهوم البناء الاجتماعي لم يستخدموه بمعنى واحد ، و يبدو أنهم يستخدمون عدة أفكار أو تصورات مختلفة بشأنه ، وحرص راد كليف براون أحد رواد البنائية الوظيفية في محاضرته التي ألقاها 1940 م وعنوانها في البناء الاجتماعي على حسم هذا الخلاف .
و يقصد بالبناء الاجتماعي : مجموعة العلاقات الاجتماعية المتباينة التي تتكامل و تتسق من خلال الأدوار الاجتماعية ، و ثمة أجزاء مرتبة و متسقة تدخل في تشكيل الكل الاجتماعي ، و تتحدد بالأشخاص و الزمر و الجماعات و ما ينتج عنها من علاقات ، وفقا ً لأدوارها الاجتماعية التي يرسمها لها الكل و هو البناء الاجتماعي .
ويمكن إجمال المفهومات ذات الصلة بما يلي :
1 ــ النسق الاجتماعي
و يعني النسق في أبسط معانية العلائقية أو الارتباط أو التساند ، و حينما تؤثر مجموعة وحدات وظيفية بعضها في بعض فإنه يمكن القول أنها تؤلف نسقا ً ذلك الذي يتسم بخصائص معينة .

و يستطيع مفهوم النسق الوفاء بكثير من متطلبات التحليل الوظيفي ، و لعل أهمها أنه يمكننا على مستوى التجريد من التعرف على النشاطات المختلفة و الخصائص المتميزة للمجتمع ككل ، فالمجتمع ذاته يوصف بأنه نسق اجتماعي متفاعل ، و تتضمن فكرة النسق الإشارة إلى البيئة المحيطة به ، و تنطوي هذه البيئة على أقصى درجات التفاعل و التداخل بين مختلف عناصر و مكونات النسق ، كذلك تثير مسالة البيئةو مشكلة حدود النسق ، و الحدود هي الإطار الذي يحيط بالنسق و يتبادل معه التأثير و التأثر .



2 ــ النظام الاجتماعي
يذهب علام الاجتماع سمنر إلى أن مفهوم النظام الاجتماعي يتألف من جانبين : الأول فكرة أو مبدأ مشترك بين أبناء المجتمع ، و الثاني هو البناء الذي هو المؤسسات التي تمنح الفكرة و المبدأ الطابع النظامي و تضعها في موضع التطبيق بشكل يحقق مصالح الإنسان .
و يؤكد سمنر أن النظم تبدلأ بأساليب السلوك التي تتحول إلى عادات جماعية و هذه الأخيرة ما تلبث أن تتحول إلى قيم و معايير أخلاقية بسبب ارتباطها بالفلسفة الاجتماعية للمجتمع التي تجعل منها ضرورة للصالح العام .
و على الرغم من تعدد تعريفات النظم الاجتماعية عند علماء الاجتماع إلا أنه يمكن القول : إن هناك شبه اتفاق بين المشتغلين بعلوم الاجتماع و الإنسان ، على أن النظم الاجتماعية هي الأساليب المقننة والمتفق عليها اجتماعيا ً ( سلوك و علاقات و تفاعلات و أفكار و معايير و مفاهيم و جزاءات ) و التي تستهدف إشباع حاجات أبناء المجتمع .
و قد حدد مالينوفسكي مجموعة النظم الأساسية التي توجد في كل مجتمع و أوضح جذور هذه النظم في الحاجات الأساسية و الوسيلية و التكاملية ، فالأسرة و الزواج و القرابة مرتبطة بالحاجات الأساسية إلى التناسل و الإنجاب و تنظيم الجنس و النظم المهنية و الفنية ترتبط بالملزمات الوسيلية ، أما النظم السياسية و الدينية فتتعلق بالملزمات التكاملية .

خصائص النظم الاجتماعية :
أولا : لكل نظام وظيفة أو مجموعة من الوظائف يؤديها داخل المجتمع ، و لعل هذه الخاصية يمكن استنتاجها من تعريف النظم بأنها أساليب مقننة جماعية لمواجهة الحاجات الإنسانية الأساسية .
ثانيا ً : يرتبط النظام بفكرة المعايير أو القواعد الضابطة للسلوك ، فهو ليس مجرد نماذج سلوكية بل إلى جانب ذلك نماذج مقننة ، أي تخضع لقواعد معينة متفق عليها ، و يجب على الناس الالتزام بها .
ثالثا ً : إن التزام الناس بهذه القواعد يرتبط بفكرة الجزاءات الاجتماعية ، فإتباع الناس لنماذج السلوك المعترف بها في المجتمع يرجع إلى التربية أو التنشئة الاجتماعية كأساس أول ، و إذا فشلت فإن الأساس الثاني هو الخوف من الجزاءات الاجتماعية السلبية .
رابعا ً : إن النظام هو السلوك الاجتماعي الذي يعترف به أبناء المجتمع ، و يحتاج السلوك إلى فترة زمنية طويلة حتى يتم قبوله و بالتالي يستمر لفترة زمنية طويلة أطول من أعمار الأفراد .
خامسا ً : أغلب النظم تتسم بدرجة عالية من التعقيد ، حيث يتضمن كل منها مجموعة معقدة و متشابكة من النماذج السلوكية ، و ضوابط السلوك و قواعد معينة يجب أن يتبعها إلى جانب شبكة معقدة من العلاقات التي تحتاج إلى كثير من الجهد لفهمها و تحليلها .
3 ــ الدور الاجتماعي :
يعد مفهوم الدور مفهوما ً محوريا ً سواء لفهم النتائج أو الآثار أو لفهم مكونات البناء الاجتماعي ، فالدور هو الوظيفة ، بمعنى أنه السلوك الذي يؤديه الجزء من أجل بقاء الكل ، و تشكل أنماط العلاقات الاجتماعية بين الأدوار الشخصية جوهر البناء الاجتماعي ، وبالمثل تشكل أنماط العلاقات بين النظم الاجتماعية المفهوم الأشمل لبناء المجتمع ككل .
4 ــ نسق القيم
و يشير إلى القيم التي يتبناها المشاركون في النسق الاجتماعي كموجهات لسلوكهم و هذه القيم هي المسؤولية عن التوازن و الوحدة كما أنها تحقق التماسك و تمنح الفعل الجماعي و تعطيه معنى .
5 ــ الجماعات
تشير الجماعة إلى أي تجمع من أفراد يرتبطون معا ً بمجموعة معينة من العلاقات الاجتماعية ، و لا بد أن يتوفر في الجماعات عنصران أساسيان هما :
أ ــ الوعي بالأعضاء الآخرين داخل الجماعة .
ب ــ الاستجابة المتبادلة بينهم بحيث تشكل أفعالهم سياق الجماعة ككل .
ج ــ تتميز الجماعة بالمعنى الاجتماعي بالخصائص الآتية :
* ــ مجموعة مميزة من العلاقات الاجتماعية بين أعضائها .
* ــ الاعتماد المتبادل بين أعضائها .
* ــ الشعور بأن سلوك أي عضو من الأعضاء يخص الأعضاء الآخرين .
* ــ الإحساس بالعضوية في الجماعة ، أي الشعور بالنحن .

ثانيا ً مفهوم الوظيفة الاجتماعية و المفهومات ذات الصلة :

يذهب راد كليف بارون إلى أن وظيفة النظام هي الدور أو الإسهام الذي يقدمه الجزء من أجل النسق الاجتماعي ككل ، و لكي يوضح هذه الفكرة استخدم المماثلة العضوية تماما ً كما استخدمها هربرت سبنسر ففي الكائن الحي نجد أن العضو البنائي ( و ليكن القلب مثلا ) يؤدي دورا ً أو وظيفة معينة في الإسهام الذي يقدمه لاستمرار الكل ، ( منح الدم إلى كافة أنحاء الجسم ) و استمرار وجود الكل يعتمد على العلاقات الوظيفية بين الأجزاء فالبناء و الوظيفة و العملية هي الجوانب المرتبطة الثلاث للنسق الاجتماعي ككل .
و كان ميرتون قد أضاف تعريفا ً شهيرا ً للوظيفة حيث قال : إنها تلك النتائج أو الآثار التي يمكن ملاحظتها و التي تؤدي إلى تحقيق التكيف و التوافق في نسق معين "
و طور ميرتون بعد ذلك مجموعة تصورات بدأها بالتفرقة بين الوظائف الظاهرة و الكامنة ، و دعمه بمفهوم البدائل الوظيفية ، و اختتم اسهامه بمفهوم المعوقات الوظيفية ، كأداة لفهم التغير الاجتماعي .

و فيما يلي نستعرض بعض المفاهيم ذات العلاقة بالوظيفية :
1ــ البدائل الوظيفية :
عندما حاول ميرتون مناقشة موضوع الجهاز السياسي ، كشف بجلاء عن أهمية مفهوم البدائل الوظيفية و تكمن أهمية هذا المفهوم في التحليل ، حينما نتخلى عن التسليم بفكرة الوظيفية التي ينطوي عليها بناء اجتماعي معين ، و معنى ذلك أنه يتعين علينا ألا نسلم مثلا ً بأن الجهاز السياسي يمثل الوسيلة الوحيدة لمواجهة حاجات جماعية معينة مثل رجال الأعمال ، و الطموحين من أفراد المستويات الاجتماعية الدنيا .

إذن فمفهوم البدائل الوظيفية يركز الاهتمام على مدى التنوع الممكن في الوسائل التي تستطيع أن تحقق مطلبا ً وظيفيا ً ، و بذلك فهو يذيب ذاتية ما هو موجود بالفعل و ما هو محتم أيضا ً .


2 ــ المعوقات الوظيفية :

و أخيرا ً نجد ميرتون يحذر من الاهتمام الشديد بدراسة الجوانب الاستاتيكية في البناء الاجتماعي ، و هو اهتمام أولاه بعض من ممثلي المدرسة الوظيفية ، وفي هذا الصدد يستخدم ميرتون مفهوم المعوقات الوظيفية و يشير على النتائج التي يمكن ملاحظتها و التي تحد من تكيف النسق أو توافقه ، فالتفرقة العنصرية مثلا ً قد تكون معوقا ً وظيفيا ً في مجتمع يرفع شعار الحرية و المساواة و يوضح ميرتون أهمية هذا المفهوم بقوله : إن مفهوم المعوقات الوظيفية بما يتضمنه من ضغط و توتر على المستوى البنائي يمثل أداة تحليلية هامة لفهم و دراسة ديناميات التغير .

3 ــ الوظائف الظاهرة و الوظائف الكامنة :

قد ميرتون تفرقة واضحة و تمييزا ً قاطعا ً بين الوظائف الظاهرة و الكامنة و سوف نترك الحديث حولهما لنقدمها بتفصيل أكثر عند حديثنا حول إسهامات روبرت ميرتون .


الإجراءات المنهجية للاتجاه الوظيفي

اهتم نيقولا تيماشيف بتحديد الإجراءات و التدابير التي تستخدم عند دراسة الفروض الوظيفية و اختبارها ، و نظرا ً لأن الصياغة النظرية للاتجاه الوظيفي ذات طابع تصوري في بعض جوانبها ، فقد أكد تيماشيف أن التجربة الفعلية إحدى هذه الإجراءات و التدابير ، و ذلك لاعتقاده بأننا نستطيع أن نقدر تصوريا ً و بشكل عام ماذا سيحدث في مجتمع ما إذا ما أدى بناء جزئي وظيفته أو اضطرب في تأديتها .

و رغم تأكيد تيماشيف على أهمية التصور أو التجربة الفعلية و مشروعيتها في إجراء أي تحليل سببي إلا أنه يستند إلى رأي " ماكس فيبر " بالنسبة للحدود و التحفظات التي يضعها عند استخدام هذه الأداة أي التصور كإجراء منهجي في التحليل الوظيفي .

و الإجراء المنهجي الثاني الذي يستعان به في دراسة و اختبار الفروض الوظيفية هو المقارنة سواء كانت على المستوى الكيفي النظري بين موقفين اجتماعيين يختلفان بالنظر إلى وجود أو عدم وجود سمة معينة أو بناء جزئي ، بحيث يمكن إظهار النتائج المتباينة التي تترتب على هذا الاختلاف ، و التي تؤثر على وجود النسق الكلي و تدعمه .
أما الإجراء المنهجي الثالث الذي يستخدم في التحليل الوظيفي ، فيتمثل في ملاحظة و تحليل النتائج المترتبة على حدوث الاضطرابات المختلفة في المجتمع ، تلك الاضطرابات التي قد تنجم عن أحداث داخلية أو خارجية أو عن كلا العاملين معا ً ، و سواء كان التأكيد على الاستقراء التاريخي أو التجربة و المقارنة ، فإن ذلك يشير إلى ارتباط الاتجاه الوظيفي بالاتجاه الوضعي في علم الاجتماع ، و ذلك يتضح عندما نكشف عن الأصول الفكرية للاتجاه الوظيفي المعاصر و علاقته بالاتجاه البنائي الوضعي العضوي ، عند كلا من أوجست كونت ، سبنسر و غيرهم ، و الفائدة من تلك الإجراءات المنهجية تتمثل في أن التجربة العقلية و المقارنة و دراسة الحالة لآثار الاضطرابات ، تستخدم في العديد من الدراسات و التي قد لا تنتمي للاتجاه الوظيفي إلا أنها تفيد كثيرا في دراسة و اختبار القضايا الوظيفية .

نقد النظرية البنائية الوظيفية

ينتقد بوبوف عالم الاجتماع السوفيتي النظريات الوظيفية على ساس أنها تتصور المجتمع على أنه نظام أبدي لا يعرف التطور و الانتقال إلى وضع جديد ، كما أنه يفسر الحياة الاجتماعية بمتاهات من الجدل المدرسي الكلامي و التصورات القيمية البعيدة و المنفصلة عن الحياة الواقعية .

و يرى بوبوف أن الوظيفية مثل غيرها من النظريات الاجتماعية الغربية التقليدية تدور في حلقة مفرغة لا تستطيع الخروج منها و هي : ان وعي الإنسان ( أي سيكولوجيته ) تحدد وجوده ، و أخيرا يقرر أن النظريات الوظيفية رجعية تدافع عن النظام الرأسمالي و عن معاييره و قيمه و أهمها الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج و يستشهد بوبوف بقول عام الاجتماع الأمريكي زيمرمان الأستاذ بجامعة هارفارد عن فراغ الوظيفية من المضمون حيث يقول في كتابه الأيدولوجيات السياسية المعاصرة :

" لم تخلق مدرسة التحليل البنائي الوظيفي أكثر من أطر يمكن فيها وصف النظام الاجتماعي ، و لا أكثر من الوصف ، و ما أشبهها بأن نقول الكرسي مصنوع من الخشب و أن له أربع قوائم و وظيفته أن نجلس عليه ، و أن هذا الكرسي لا يؤدي وظيفته إذا كان الجلوس عليه مستحيلا ً ، و على هذا النحو يبدو النظام الاجتماعي فارغ المعنى ... إن هذه النظرية لا تضع في اعتبارها التغير الاجتماعي و لا يمكن أن تكون دليلا ً في الحلول و القرارات التي يجب علينا اتخاذها .

تعليق الكاتبة حول النظرية البنائية الوظيفية :

تدور الفكرة الرئيسية للاتجاه الوظيفي حول وجود نسق يتكون من عدة أنظمة أو عناصر ، و هذه العناصر لا بد لها أن تحافظ على توازن النسق من خلال أداءها لوظائفها و أن أي تغيير في أداء هذه الوظائف سوف يؤدي إلى اختلال توازن النسق و نشوء المشاكل فيه .

و هذه الفكرة قد تكون مقبولة في لحظة معينة من تاريخ النسق ، و لكن هذه الأبدية التوازنية تبدو مستحيلة سواء ً على مستوى الفرد بيولوجيا ً أو على مستوى المجتمع ، أن التوازن الطويل الأمد ما هو في الحقيقة إلا مظهر مرضي ، لأن التغير لا بد منه حيث هو سنة الحياة .

و المجتمع إذا ما استمر في حالة التوازن هذه و رفض كل جديد فسوف يتحول إلى مجتمع أقل ما يوصف به أنه مجتمع بدائي ، فليس لدينا مثال أفضل من المجتمعات البدائية في الوقت المعاصر ، فهي تعيش حالة من النمطية المتوارثة و الحفاظ على العادات و التقاليد لأجيال عدة ، هذا لو نظرنا لداخل المجتمع و لكن عندما ننظر إليه كجزء من هذا العالم نرى أنه يعيش حالة مرضية هي حالة انفصال عما حوله ، و بالتالي هو في الحقيقة عنصر غير وظيفي ضمن النسق العالمي بل يمكن اعتباره وقتها من المعوقات الوظيفية .

و هذه النظرة و هي النسبية هي ما تغافل عنه الاتجاه الوظيفي فهو لا يرى سوى التوازن داخل النسق و يتناسى في نفس الوقت أن هذا النسق في الحقيقة هو أيضا عنصر أو جزء نسبة إلى نسق ٍ أكبر .

و كمثال على ذلك نعلم أن المرأة الحامل يحدث شيء من اللاتوازن في جسمها فهل يصح أن نطلق على هذا الاختلال بأنه خلل غير وظيفي و ضار بالنسق ( الجسم ) بالطبع لا يمكن اعتبار هذا الخلل شيء مضر بالجسم بل على العكس إن هذا الخلل يؤدي وظيفة هامة و هي إنتاج الأجيال الجديدة للمجتمع .

فلو أستمر جسم المرأة في حالة توازن مستمر لتعطلت وظيفة هامة تؤدى داخل المجتمع .
إذا فبما أن جسمها ( النسق الأصغر ) يظل عنصرا ً نسبة إلى المجتمع ( النسق الأكبر ) فنخلص إلى أن التوازن في مجتمع ما قد يكون توازنا ً مرضيا ً نسبة للنسق الأكبر و الشيء الآخر أنه ليس كل اختلال داخل النسق هو اختلال ضار و غير وظيفي .

النقطة الأخرى و التي هي أيضا إحدى الأفكار الرئيسية للاتجاه الوظيفي هي فكرة البدائل الوظيفية ، و تعنى أن كل عنصر داخل النسق يؤدي وظيفة ما ، يمكن أن يكون هناك بديل عنه إذا ما توقف عن أداء هذه الوظيفة و لكن لم يشر المنظرون الوظيفيون ــ حسب قراءتي لما لدي من مراجع ــ أن هذا البديل الوظيفي مهما ترقى في درجة أداء هذه الوظيفة يظل عاجزا ً عن أداءها بنفس أهمية وجود العنصر الأساسي المرتبط بهذه الوظيفة ، فالأسر البديلة مثلا لا يمكن لها أن تحقق نفس الاستقرار في حياة الفرد المنتسب إليها عوضا ً عن الأسر الحقيقية ، و لو حدث بعض الشذوذ ( استقرار ) فإنه يظل الشذوذ الذي يظهر في كل قاعدة .
أهم العلماء المساهمين في الاتجاه الوظيفي


تالكوت بارسونز


سيرة تالكوت بارسونز الذاتية

ولد بارسونز عام 1902 م في ولاية رادو الأميركية في مدينة سبرنغ ، منحدرا ً من أسرة متيدنة ذات ثقافة رفيعة إذ كان والده بروفيسورا ً و قسا ً بروتستانتيا ً في كنيسة و رئيسا ً لعدة كليات جامعية صغيرة .

حصل بارسونز على شهادة البكالوريوس من كلية امهارست عام 1924 م ثم ذهب للدراسات العليا في مدرسة لندن الاقتصادية ( المملكة المتحدة البريطانية ) و بعدها ذهب إلى مدينة هايدلبرغ الألمانية التي كان يعمل فيها ماكس فيبر و توفي فيها قبل وصول بارسونز إليها بخمس سنوات ، لكن أفكار فيبر بقيت مؤثرة على مجتمعها و ثقافتها و أنديتها حتى بعد وفاته فتأثر بها بارسونز و سجلها في أطروحته للدكتوراة و تعامل معها بشكل واضح و بارز .

و في عام 1927 م عين بارسونز محاضرا ً في جامعة هارفارد الأمريكية و بقي فيها لجين وفاته عام 1973 م
و في عام 1973 م نشر كتابه الموسوم " بناء الفعل الاجتماعي " الذي عكس عمله و مساهمته في بناء النظرية الاجتماعية .

و لم يكن عمله العلمي في بداية تعيينه كثيرا ً بل كان مقلا ً و لم يتثبت في منصبه كأستاذ جامعي إلا في عام 1939 م .

بعدها برز تقدمه بشكل ملحوظ بالذات قبل تعيينه رئيسا ً لقسم علم الاجتماع عام 1944 م في جامعة هارفارد و بعدها بعامين منح لقب أستاذ كرسي في قسم العلاقات الاجتماعية الذي ضم متخصصين من باقي العلوم الإنسانية و في عام 1949 م تم انتخابه رئيسا ً لجمعية علماء الاجتماع الأمريكان ، و في عام 1954 م نشر كتابه المعروف " النسق الاجتماعي " بعدها برز بارسونز عالما ً اميركيا ً لامعا ً في علم الاجتماع ، بيد أنه في نهاية عام 1961 م ، واجهه هجوم لاذع من الجناح المتطرف من علماء الاجتماع الأمريكان الذين كانوا ينظرون إليه بأنه سياسي محافظ و أن نظريته الاجتماعية محافظة أيضا ً لكن في الثمانينات حصل ابتعاث لنظريته ليس فقط في الولايات المتحدة الأمريكية بل في العالم بحيث وصف كلا ً من هلتن و تيرنر و سولي و جيرستاين في عام 1986 م ، أعماله في النظرية الاجتماعية بأنها مساهمة فاقت مساهماته كلا ً من ماركس فيبر و دور كايم بل و حتى أكثر من مساهمات الذين أتوا من بعده من منظرين في علم الاجتماع .

و كأن تأثيره واضحا ً على المفكرين المحافظين و على بعض الماركسيين الجدد في النظرية الاجتماعية أمثال جورجن هابرماس الألماني .
المؤلفات التي نشرت لتالكوت بارسونز

لبارسونز عديد من المؤلفات الكلاسيكية من أهمها :

1 ــ بناء الفعل الاجتماعي عام 1937 م
2 ــ النسق الاجتماعي عام 1951 م
3 ــ نحو نظرية عامة عن الفعل مع ادوارد تشيلز عام 1951 م
4 ــ مقالات في النظرية الاجتماعية عام 1954 م
5 ــ النظرية الاجتماعية و المجتمع الحديث عام 1967 م
6 ــ الأنظمة الاجتماعية و تطور نظرية الفعل عام 1977 م


الاتجاه الوظيفي البنائي عند بارسونز :

بدأت المرحلة الرابعة من مراحل تطور الفكر السوسيولوجي في الثلاثينات داخل الولايات المتحدة ، و تمثل الأعمال الأولى عند بارسونز محاولة التوفيق بين المحتوى الروحي للاتجاه الرومانتيكي الألماني ، الذي يركز على التوجيه الداخلي للفاعل ، و بين تراث النظرية الوظيفية الفرنسية ، و على أي حال فقد وجه بارسونز اهتمامه الأساسي منذ البداية إلى المحتوى الرومانتيكي الذي ظهر في موقفه الطوعي و لذلك فإن نظريته تشتمل على اتجاهين متميزين من الناحيتين التاريخية و الثقافية ، فهناك الاتجاه النفعي الاجتماعي الفرنسي ، الذي تفسر من خلاله الترتيبات الاجتماعية في ضوء فائدتها و وظيفتها بالنسبة للجماعة الكبرى أو المجتمع .
و قد نظر إليها بوصفها نسق العوامل المرتبطة ، و هناك أيضا ً الأهمية الرومانتيكية التي تنسب إلى العوامل الخلقية أو القيمية ، التي تمارس وظيفتها في تدعيم الامتثال .

إن التكامل الذي حققه بارسونز بين الاتجاه الوظيفي و الاتجاه الطوعي يمثل انعكاسا ً للصراع بين المنفعة و الأخلاق أو الحقوق الطبيعية الذي وجد في الثقافة البورجوازية ، و من ثم فإن محاولة بارسونز تمثل مواجهة لهذا الصراع الثقافي و محاولة حله على المستوى النظري .

و في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية تركز اهتمام بارسونز على المجتمع بوصفه نسقا ً اجتماعيا ً مكونا ً من نظم متفاعلة و متضمنات أخرى متداخلة و في تلك المرحلة أيضا ً ظهر تأكيد بارسونز على فكرة التدعيم الذاتي و النسق المتوازن ، و هو ذلك الكل المعقد الذي يشتمل على الميكانيزمات الخاصة التي تسهم بدورها في الاستقرار الداخلي للمجتمع ، و من ثم كان بارسونز يهتم في فترة ما قبل الحرب بالقيم الأخلاقية بوصفها بواعث داخلية على الفعل الاجتماعي .
إن هذه الفترة المبكرة كانت تركز على أهمية تدعيم النسق ، أما في الفترة الثانية فقد نظر إلى استقرار النسق الاجتماعي ، باعتباره متوقفا ً على محاولاته الخاصة التي يبذلها من أجل التكامل و التوافق ، و ذلك بدلا ص من النظر إلى إرادة الأفراد و بواعثهم و لذلك أنصب اهتمام بارسونز على أن تدعيم النسق الاجتماعي لتكامله يجعل الأفراد متوافقين مع ميكانيزماته و نظمه ، و يعودهم باستمرار إلى أن عيدوا النسق بما يحتاج إليه .

‎ و يؤلف الفعل الاجتماعي بالنسبة إلى بارسونز الوحدة الأساسية للحياة الاجتماعية، ولأشكال التفاعل الاجتماعي بين الناس، فما من صلة تقوم بين الأفراد والجماعات، إلا وهي مبنية على الفعل الاجتماعي، وما أوجه التفاعل الاجتماعي إلا أشكال للفعل التي تتباين في اتجاهاتها وأنواعها ومساراتها، ولهذا يعد الفعل عنده الوحدة التي يستطيع الباحث من خلالها رصد الظواهر الاجتماعية وتفسير المشكلات التي يعاني منها الأفراد، وتعاني منها المؤسسات على اختلاف مستويات تطورها.

والفعل الاجتماعي بالتعريف هو سلوك إرادي لدى الإنسان لتحقيق هدف محدد، وغاية بعينها، وهو يتكون من بنية تضم الفاعل بما يحمله من خصائص وسمات تميزه من غيره من الأشخاص. وموقف يحيط بالفاعل ويتبادل معه التأثير. وموجهات قيمية وأخلاقية تجعل الفاعل يميل إلى ممارسة هذا الفعل أو ذاك، والإقدام على ممارسة هذا السلوك أو غيره.

ولهذا يلاحظ أن بارسونز يدرس الفعل الإنساني بوصفه منظومة اجتماعية متكاملة، يسهم كل عنصر من عناصرها في تكوين الفعل على نحو من الأنحاء، وهي مؤلفة من أربع منظومات فرعية تتدرج من المنظومة العضوية إلى المنظومة الشخصية، فالاجتماعية فالثقافية والحضارية.

وفي حين تحدد المنظومة العضوية الخصائص العضوية للفاعل، تتحدد من خلالها حاجاته وإمكاناته، وقدراته، ولا يستطيع المرء أن يمارس الفعل الاجتماعي إلا في الحدود التي تسمح بها عضويته، ومكوناتها. وتختلف عن ذلك المنظومة الشخصية التي تحمل قدراً كبيراً من الخصائص التي تميز الفاعلين من بعضهم بعضاً بما أوتوا من تفاضل في القوة والتأثير والقدرة على تحمل المصاعب، وغير ذلك من الصفات التي تجعل الأفراد يتفاوتون أيضاً في قدراتهم على ممارسة الفعل الاجتماعي الواحد.

أما المنظومة الاجتماعية في الفعل فتنطوي على نظم التفاعل والروابط التي يقيمها الناس بين بعضهم بعضاً، ويستطيعون من خلالها ممارسة الفعل على النحو الذي يصيرون فيه قادرين على ممارسة الفعل، فهم يتوزعون المواقع الاجتماعية التي تتيح لكل منهم ممارسة الفعل على نحو مختلف تبعاً للموقع الاجتماعي الذي يشغله في بنية المنظومة الاجتماعية، فالمرء لا يستطيع أن يمارس الأفعال الاجتماعية إلا في الحدود التي تسمح بها المواقع والمهام التي يشغلها في بنية التنظيم.

وتأتي المنظومة الحضارية والثقافية في أعلى مستويات منظومة الفعل، حيث تنطوي على القيم والأخلاق والمبادئ العامة التي توحد تنوعات المنظومة الاجتماعية، ومنها يستقي الأفراد المعاني والدلالات التي تنطوي عليها الأفعال، ومن خلالها يستطيع المرء أن يميز أشكال الفعل، ويحكم على صلاحيتها بالنسبة إلى ثقافته وحضارته.

وتتجلى وحدة المجتمع بوحدة المنظومة الثقافية والحضارية التي تؤلف مصدر تقويم الأفعال وتوجيهها، وبفضل وحدة المنظومة الثقافية أيضاً يتحقق للتنظيم الاجتماعي توازنه واستقراره، وليس من اليسير أن تتغير معالم المنظومة الثقافية بين عشية وضحاها، بل تتأكد من خلالها شخصية التنظيم الاجتماعي وهويته، ومن خلالها يظهر التباين بين المجتمعات الإنسانية والحضارات المتعددة.

ويشير بارسونز إلى جملة من الآليات (الضوابط) التي تسهم في حفظ النظام وتوازنه مع اختلاف الزمن والمراحل التي يمر بها التنظيم الاجتماعي، ومن ذلك التنشئة الاجتماعية التي يُلَقّن من خلالها الفرد، منذ صغره، القيم والمعايير الثقافية التي يعود لها الفضل في ضبط السلوك وأشكال الفعل وتوجيهها.

كما يعود استقرار التنظيم الاجتماعي وبقاؤه إلى قدرته على التكيف مع التغيرات التي تطرأ على تفاعله مع المحيط، وتلبية الحاجات التي تدعو إليها عمليات التغيير، وخاصة بالنسبة إلى كل مكون من مكونات التنظيم، وبذلك يحقق التنظيم الاجتماعي وظيفتين بآن واحد، تكيفه مع البيئة المحيطة به من جهة، وتكامل مكوناته من جهة أخرى.

وتسهم نظرية الفعل الاجتماعي التي عمل بارسونز على تطويرها في توضيح الكثير من القضايا الاجتماعية، مما جعل هذه النظرية تأخذ موقعاً متقدماً في دراسات علم الاجتماع في الولايات المتحدة الأمريكية، وفي معظم دول العالم، ولاسيما الدول الأوربية، بالنظر إلى ما تحتويه من قدرات تحليلية تمكن الباحث من معالجة الكثير من القضايا الاجتماعية وقضايا علم الاجتماع .


المتغيرات النمطية عند بارسونز

أبرز البعض اسهامات بارسونز بالنسبة للنظرية الوظيفية و حصرها في فكرته عن البدائل النمطية ، للتوجيهات القيمية و التي تنحصر في متغيرات النمط الخمس و المتمثلة في :

1 ــ الوجدانية في مقابل الحياد الوجداني حيث يعتبر النمو وجدانيا ً إذا كان تتيح الإشباع المباشر لحاجة الفاعل بينما يعتبر محايدا ً من الناحية الوجدانية إذا كان يفرض النظام ، و يتطلب التخلي عن الخاص ، عن الخاص من أجل مصالح الآخرين .
2 ــ المصلحة الذاتية في مقابل المصلحة الجمعية ، فقد تعتبر المعايير الاجتماعية أنه من المشروع سعي الفرد وراء مصالحه الخاصة أو تجبره على العمل من أجل مصالح الجماعة .

3ــ العمومية مقابل الخصوصية و يشير المتغير الأول إلى مستويات القيمة التي على درجة كبيرة من العمومية بينما يشير الثاني إلى المستويات التي لها دلالة لفرد معين في علاقات معينة مع أشخاص معينين .

4 ــ الأداء في مقابل النوعية و كان بارسونز يسميها أولا الوراثة في مقابل الاكتساب و يعني بها تلك المعالجة ا الأولية لشيء على أساس ماهيته في حد ذاته أي حقيقة مواصفات الشيء ، أو أن يكون الفعل على أساس تحقيق أهداف معينة موضوعة و هذا هو الأداء .

5 ــ التخصص في مقابل الانتشار : فيمكن أن تعرض مصلحة ما على وجه التخصيص ، بحيث لا يكون هناك ثمة إلزام أبعد من تلك الحدود المرسومة أو تعرف بشكل عام بحيث لا تتجاوز الالتزامات حدود التعريف الظاهر الذي يفترض وجوده .

و يعتقد بارسونز أن الفاعل يهدف الوصول إلى أكبر إرضاء و الفروض من الناحية الواقعية لا يمكن أن يرغب في الحصول على كل شيء ، و لذلك لا بد من أن يقف محايدا ً إزاء بعض الأشياء ، و من تحليله لهذه البدائل النمطية استطاع أن يصل إلى فكرته عن متغيرات النمط الخمس والتي ترتبط بنظرية الأنساق لبارسونز ، كما أن بارسونز أوضح أيضا وظيفة البناءات ، فذهب إلى أن التحليل البنائي الوظيفي يتطلب معالجة منظمة لأدوار و مراكز الفاعلين في موقف اجتماعي معين و بالإضافة إلى معالجة النظم الاجتماعية المتضمنة لها .

و يشير المركز على مكان الفاعل في نسق علاقات اجتماعية ينظر إليها باعتبارها بناء و الدور رغم ارتباطه بالمركز إلا أنه بمثابة الوجه الدينامي له ، كما أنه يشير إلى سلوك الفاعل في علاقته بالآخرين ، أما الأنماط النظامية في التوقعات النمطية أو البنائية فهي التي تحدد السلوك الثقافي المناسب للأشخاص الذين يقومون بأدوار اجتماعية متعددة و مختلفة .

الضروريات الوظيفية

أشار بارسونز إلى أنه بالإمكان تحليل المجتمعات باعتبارها أنساقا ً اجتماعية و أنه إذا كان على أي نسق اجتماعي أن يستمر عليه أن يعمل على تحقيق أربعة شروط أساسية أو بعبارة أخرى عليه أن يتغلب على أربعة مشاكل أساسية ، و لقد أطلق على هذه المشكلات أو الشروط المتطلبات الوظيفية أو الضروريات الوظيفية و هذه المتطلبات لا تهم التنظيم الاجتماعي فقط و إنما تتعلق بالحاجات الشخصية لأعضاء المجتمع أيضا ً و هذه المتطلبات الأربعة هي :

التكيف مع البيئة

على كل مجتمع أن يحقق الحاجات الطبيعية لأعضائه إذا كان عليه أن يستمر ، و لكي يحقق ذلك عليه أن يضع الترتيبات اللازمة مع بيئته الطبيعية ، ويعتبر الغذاء و المأوى بمثابة حد أدنى من هذه المتطلبات ـ و عادة ما يشتمل مجالها على الأنساق الفرعية الخاصة بالإنتاج و التوزيع .


انجاز الهدف :

ينبغي على أي مجتمع أن يتوصل إلى بعض الاتفاق المشترك بين أعضائه حول أهدافهم و أولوياتهم و هكذا عليهم أن يوفروا الترتيبات الضرورية للتعرف على و اختيار تحديد هذه الأهداف الجمعية و توفير الترتيبات البنائية الضرورية لبلوغ هذه الأهداف .


المحافظة على النمط و إدارة التوتر :

على كل مجتمع أن يتأكد من أن أعضائه متحفزين ما فيه الكفاية لأداء الأدوار الضرورية المطلوبة و لتحقيق الالتزام الضروري بالقيم في هذا المجتمع و عليهم أيضا أن يكونوا قادرين على إدارة التوترات الانفعالية التي يمكن أن تظهر بين الأعضاء خلال التفاعلات الاجتماعية اليومية .

التكامل

لكي يحافظ أي مجتمع على وجوده عليه أن يضمن قدرا ً من التعاون و الضبط بين العناصر الداخلية للأجزاء المختلفة من النسق الاجتماعي ، و تتعامل المشكلتان الأولى و الثانية ، التكيف مع البيئة و انجاز الأهداف الجمعية مع ظروف و متطلبات تتحقق من خارج النسق و على هذا يمكن النظر إليها على أنها أدائية إلى حد كبير بمعنى أنها تتطلب أداء مهام مثل تعبئة الوسائل من أجل بلوغ الأهداف ذات القيمة .
و تترتب مشكلات المحافظة على النمط و التحكم في التوتر ، و العمل على التكامل بين أفعال الأعضاء ، تترتب على الحقيقة التي مؤداها أنه يوجد هناك دائما ً أكثر من شخص واحد في النسق الاجتماعي ، و بعبارة أخرى من المعترف به أن التفاعل الاجتماعي ذاته يثير مشكلات من داخل المجتمع .

و هاتان المشكلتان ينظر إليهما على أنهما يتعلقان بالجوانب التعبيرية إلى حد كبير ، بمعنى المحافظة على القيم الاجتماعية و ضبط التغيرات الانفعالية ، و على أن مجتمع لكي يحل هذه المشكلات و يحافظ بالتالي على وجوده أن يوفر أربعة سمات بنائية رئيسية ، و هذه السمات البنائية في نظر بارسونز تتمثل في الأنساق الفعرية الرئيسية المتعلقة بالاقتصاد و السياسة و القرابة و التنظيمات الثقافية و المحلية .

و تؤدي النظم القرابية وظائف المحافظة على الأنماط المتوقعة للتفاعل الاجتماعي و تساعد على ضبط التوترات الشخصية المتبادلة إلى حد ٍ كبير من خلال عملية التنشئة الاجتماعية ، و الواقع أن عملية التنشئة الاجتماعية هي التي تشكل شخصيات من يلعبون الأدوار بالدافعية الكافية و الإلتزام بقيم المجتمع .

أما النظم الثقافية و المحلية مثل الدين المنظم و التعليم و وسائل الاتصال فهي تقوم بوظيفة العمل على التكامل بين العناصر المتباينة في النسق الاجتماعي .

و هذه النظم بإمكانها أن تشكل القيم الاجتماعية و تعمل على تدعيمها في الوقت نفسه ، و قد تكون هذه النظم في حاجة إلى مساعدة تتلقاها من الهيئات الرسمية الخاصة بالضبط الاجتماعي ، مثل قوة البوليس و الجيش أو من نظم قانونية خاصة بالمحاكم و التشريع خاصة إذا اتضح عدم كفاية هذه النظم الثقافية .

و يتأثر الشكل الخاص الذي تأخذه هذه الأنساق البنائية الفرعية أو النظم في أي مجتمع بنسق القيم الخاص بهذا المجتمع و كان بارسونز متأثرا ً إلى حدٍ كبير بأعمال دور كايم ، لأن كلا ً منهما كان يعتبر المجتمع في أساسه بمثابة كيان أخلاقي ، و عندما يشير بارسونز إلى بناء المجتمع بمعنى البناء الاجتماعي ، فإنه يشير إلى البناء المعياري بمعنى أنه يشير إلى بناء التوقعات الذي يتجسد في عملية لعب الأدوار وكل الأنساق النظامية الفرعية مثل القرابة و الاقتصاد و السياسة المشار إليها سلفا ً تتكون من أدوار .


الانتقادات


بدأت حملة من الانتقادات توجه إلى بارسونز و تتساءل عما إذا كان نسق المفهومات عند بارسونز يرتبط بأحداث تقع في العالم الحقيقي .

لا جدال أن هذا الاتجاه النقدي الموجه إلى بارسونز له أهميته ، لأن إستراتيجية بارسونز تفترض أنه من الضروري أن نصيغ نسقا ً محكما ً من المفهومات ، يدرك إدراكا ً ملائما ً السمات الظاهرة للعالم الاجتماعي ، و منه تبرز مجموعة من القضايا النهائية ، و التحدي الأكبر الذي يواجه استراتيجيته و جوهر شكل التنظير الوظيفي عند بارسونز هو التأكيد بأن النسق الكامل النضج للمفهومات لا يعكس إلا سمات غير ملائمة عن الأنساق الاجتماعية الواقعية .

و قد صاغ لنا دارندوف مجموعة من الانتقادات عندما شبه النزعة الوظيفية باليوتوبيا ، و أكد دارندوف أن مفهومات بارسونز تشبه كثيرا ً السمات البارزة في عالم اليوتوبيا الاجتماعية لأنها تشير إلى عالم : أ ) جماد لا يتطور
ب ) يؤكد على الاتفاق حول القيم و المعايير فقط .
ج ) يعرض درجة عالية من التكامل بين عناصره .
د ) و يشير إلى أساليب تحافظ على الوضع الراهن , بإيجاز فإن صورة المجتمع التي عرضها بارسونز هي صورة يوتوبية ، لأنها تستبعد حدوث ظواهر مثل الانحراف و الصراع و التغير .

و رغم ضعف الدليل على إثبات هذه التأكيدات فإنه لأمر طبيعي أن تقلقنا مصادر النقد ، و لقد تزايدت حملة الاتهمات بعد نشر كتاب النسق الاجتماعي ، الذي عرض فيه بارسونز عرضا ً واضحا ً لفكرة تكامل الأنساق الاجتماعية ، وبطريقة تماثل ما عرضه راد كليف بارون و دور كايم من أن التأكيد على الحاجة أو لزوميات التكامل في الأنساق الاجتماعية يؤدي في راي النقاد إلى اهتمام غير مناسب و غير متوازن بتلك العمليات التي تحدث داخل الأنساق الاجتماعية ليواجه و يشبع هذه الحاجة إلى التكامل .

كما كان من ضمن الانتقادات التي وجهت لبارسونز مشكلة الحشو و تكرار المعنى و هي إحدى الانتقادات الأساسية التي تعترض منظور بارسونز الوظيفي ، و المقصود بالحشو و تكرار المعنى في فكر بارسونز نجده في صياغة بارسونز عن الحاجات الأربعة للنظام حيث نجد أنها مبنية على افتراض أن تلك الحاجات غير محققة و لذلك فإن بقاء النظام يكون مهددا ً أو معرضا ً للخطر ، و مع ذلك فعندما طبق بارسونز هذا الافتراض أصبح من الضروري التعرف على مستوى الفشل في مقابلة كلا ً من هذه الحاجات لإبراز أزمة النظام من أجل البقاء ، كيف يستطيع الفرد أن يحدد متى لا تكون حاجات التكيف مقابلة للنظام .

إنه لما لم يكن هناك بعض الطرق لتحديد ما يعين على بقاء النظام أو عدم بقاءه فإن الافتراضات المدعمة بالوثائق عن مشاركة إو إسهام البنود بالنسبة لمقابلة حاجات البقاء تصبح حشوا ً أو تكرارا ً للمعنى ، فالجزء أو العنصر يقابل حاجات بقاء أو عدم بقاء النظام ، لأن النظام موجود و بناء ً على ذلك يجب على النظام أن يكون باقيا ً .

إذا فبارسونز لم يقدم إجابة على التساؤلات المتعلقة بمشكلة الحشو و تكرار المعنى حيث أنه لم يعطي إجابات على المستويات أو المعايير التي بواسطتها يمكننا التعرف على مدى قابلية النظام للحاجات الوظيفية الأربعة من أجل الحفاظ على بقائه و استمراره ، فعلينا أن نعرف متى تكون حاجات النظام متقابلة أو غير متقابلة .
و بجانب ذلك فإنه كان على بارسونز أن يمدنا بالمستويات الدنيا المطلوبة لمقابلة كل حاجة من حاجات النظام الأربعة لبقائه ، و بمعنى آخر عند أي حد يمكننا القول بأن النظام يمكن مقابلة حاجاته التكاملية و عند أي وضع يمكننا من خلاله تحديد بقاء النظام أو فشله ، لأن المستويات الدنيا المطلوبة لحاجاته تكون متقابلة .

فأي افتراض عن بقاء النظام بواسطة مقابلة حاجاته الأربعة الأساسية يكون عديم المعنى أو الاستعمال ، ما لم يتوافر لدينا بعض المعايير التي بواسطتها نستطيع التعرف على المستويات الدنيا اللازمة لمقابلة حاجات النظام ، و ما يترتب على ذلك من بقائه أو عدم بقائه .

و يبدو أن بارسونز كان لديه وعي بهذه المشكلة الخاصة بمنهجه و لكنه كان غير قادر على حلها و التغلب عليها .


الإسهامات التي قدمها روبرت ميرتون للنظرية البنائية الوظيفية

أولا : سيرة روبرت ميرتون الذاتية :

تأثر ميرتن بشكل مباشر بأساتذته الذين درسوه علم الاجتماع بعد مرحلة البكالوريوس ( الماجستير والدكتوراة ) أمثال بيرتم سوروكن و تالكوت بارسونز و هاندرسون ل . ج و جاي ف . و جورج سارتون ، إذا اكتسب من سوروكن الأفكار الاجتماعية الأةربية ( الذي هاجر من روسيا إلى أمريكا حاملا معه رؤى و مناهج أوروربية تختلف عن الأمريكية ) لكن مرتن لم يقتف ِ خطى أستاذه في البحث الاجتماعي لأن بداية أستاذه كانت في العقد الثالث من هذا القرن و طموحات مرتن غير ذلك ، إلا أنه يشعر أنه قريب منه في الفكر والتفكير .
أما أستاذه الثاني ( تالكوت بارسونز ) فقد طعـّم فكرة بمصطلحاته البنائية و الوظيفية و التي ساعدته في تأليف مؤلفه " البناء الاجتماعي للفعل الاجتماعي "
أما هاندرسون ( صاحب الخلفية الكيميائية ) أستاذ علم الاجتماع فقد تعلم منه أصول البحث العلمي ، و تعلم الأسس الاقتصادية في التطور و النمو من أستاذه المخصص في التاريخ الاقتصادي البروفسور جاي . ف .

أخيرا استافد من توجيهات و إرشادات عميد تاريخ العلوم البروفسور جورج سارتون فيما يخص أصول البحث العلمي .

أما معلموه غير المباشرين فهم اميل دور كايم و جورج زيمل و جلبرت موري ، ثم تعلم في مراحل حياته الأخيرة الأشياء الكثيرة من زملائه في العمل أمثال بول لازفيلد الذي استفاد منه في مناقشاته و محاوراته معه التي استمرت أكثر من ثلاثين عاما ً قضاها معه في جامعة هارفارد .
كانت أمنية مرتن تقديم نظرية علمية في علم الاجتماع ذات حبكة فكرية و تماسك منهجي متميز و بالذات في دراسة البناء الاجتماعي للفعل الاجتماعي و التفكير الثقافي لتساعده على دراسة المؤسسات الاجتماعية و سمات الحياة الاجتماعية .

أما الاتجاهات العلمية التي طبعات اهتماماته و أعماله فقد ظهرت في العقد الثالث من هذا القرن حول العلم و التكنولوجيا إبان القرن السابع عشر في بريطانيا .

لكن في العقد الرابع أنصب ولعه العلمي على دراسة السلوك المنحرف و العمل البيروقراطي ( الديواني ) و الإقناع الجمعي و وسائل الاتصال في الحياة الاجتماعية العصرية ، و دور المثقف في المجتمع و مؤسساته الرسمية .
و في العقد الخامس تميز عمله بالتفاتة إلى بناء نظرية اجتماعية في علم الاجتماع كأساس للبناء الاجتماعي متضمنا الأدوار و المواقع و الجماعة المرجعية .

و في هذا العقد أيضا ( الخامس ) تعاون مع زملائه في وضع اللبنات الأساسية للتربية الصحية أمثال جورج ريدر و باتريشا كيندل ، بينما كان اهتمامه في العقدين السادس و السابع منصبا ً على العودة إلى النظرية و المناهج الاجتماعية و إرساء القواعد النظرية لهيكل الفعل الاجتماعي و البناء الإدراكي ، ثم بزغ عنده اهتمام جديد يدعو إلى حقل جديد يدعى علم اجتماع العلم .

ثانيا ً إسهاماته :


اقترح روبروت ميرتون إدخال بعض التعديلات على النظرية الوظيفية و لكنه بدأ من نفس المسلمات النظرية و الايدولوجية التي يبدأ بها كل أصحاب الاتجاه الوظيفي و أصحاب الاتجاه العضوي من قبلهم ، و أهم هذه المسلمات أن البناء الاجتماعي في حالة ثبات و أن هناك تكاملا ً بين عناصر هذا البناء ، و أن هناك اجماعا عاما ً بين أعضاء المجتمع على قيم معينة ، و أن هناك توازنا ً يجب ألا يصيبه الخلل في البناء الاجتماعي .
لقد بدأ ميرتون الذي كان تلميذا ً لتالكوت بارسونز ينقد بارسونز على أساس أن أعماله تمثل جهدا ً غير ناضج لمحاولة تكوين نظرية اجتماعية عامة ، و لكنه لم يمس في كتاباته المسلمات الرئيسية التي ارتكزت عليها أعمال بارسونز أو غيره من الوظيفيين .

ذلك أنه هو ذاته سلم بها تماما ً و بدلا ً عن ذلك ركز جهده على نقد تفاصيل هذه الأعمال أو الفروض الجزئية التي تحتوي عليها .

و قد استمد ميرتون مسلماته الأساسية عن الوظيفية من علماء الانثروبولوجيا و بخاصة راد كليف براون و مالينوفسكي و كلايد كلاكهون و صاغ نظرية الوظيفية في أهم مؤلفاته : النظرية الاجتماعية و البناء الاجتماعي الذي نشر عام 1949 م .
و قد استخدم ميرتون كلمة وظيفة بمعنى الإجراءات البيولوجية أو الاجتماعية التي تساعد على الإبقاء على النسق و على تكيفه أو توافقه و هذه الإجراءات ، و مدى قابليته للملاحظة ، و لم يحدد ميرتون بوضوح ما الذي يعنيه بتكيف أو توافق ، ولكن يبدو أنه يعني تكيف النسق لمجموعة من الاحتياجات التي يتطلبها بقاؤه ، إلا أن هذه الاحتياجات لا يمكن بالطبع تحديدها موضوعيا ً .

فمثلا ً إذا نظرنا إلى الجسم بوصفه نسقا ً بيولوجيا ً فإن ضخ الدم يكون إجراء ً بيولوجيا ً يقوم به القلب للمحافظة على بقاء الجسم ، و بذلك يكون وظيفة للقلب ، و إذا نظرنا للمجتمع على أنه نسق اجتماعي فإن المحافظة على النظام تكون إجراء ً اجتماعيا ً يساعد على بقاء المجتمع و يكون وظيفة للحكومة و هكذا .
و الوظيفة بهذا المعنى لها مؤشرات موضوعية قابلة للملاحظة لا يجب الخلط بينها و بين الأهداف أو الأغراض أو الدوافع ، فهدف الزواج أو الدافع إليه مثلا ً يختلف عن وظيفة الزواج ، و الأسباب التي يقدمها الناس تفسيرا ً لسلوكهم تختلف عن نتائج هذا السلوك بالنسبة للنسق الاجتماعي وتلك النتائج التي يمكن ملاحظتها .

و قد انتقد ميرتون غيره من أصحاب الاتجاه الوظيفي ، و خاصة راد كليف براون و مالينوفسكي ، على أساس أن الافتراضات التي ترتكز عليها نظرياتهم شديدة العمومية و غير محددة ، فهؤلاء العلماء قد افترضوا أن الأنشطة الاجتماعية المقننة أو العناصر الثقافية وظيفية بالنسبة للمجتمع بأسره ، و أن جميع هذه العناصر الثقافية و الاجتماعية تؤدي وظائف اجتماعية ، و أن هذه العناصر لا يمكن للمجتمع الاستغناء عنها .


الفروض الأساسية التي قدمها ميرتون

رأى ميرتون أن هذه الافتراضات غير صحيحة و لذلك فإنه أقام نظريته على ثلاث فروض أساسية بديلة هي :

1 ــ العناصر الاجتماعية أو الثقافية قد تكون وظيفية بالنسبة لمجموعات معينة و غير وظيفية بالنسبة لمجموعات غيرها ، و ضارة وظيفيا ً بالنسبة لمجموعات أخرى ، و على ذلك فلا بد من تعديل فكرة أن أي عنصر اجتماعي أو ثقافي يكون وظيفيا ً بالنسبة للمجتمع بأسره .

2 ــ أن نفس العنصر قد تكون له وظائف متعددة و نفس الوظيفة يمكن تحقيقها بواسطة عناصر مختلفة ، مثال الملابس التي يمكن أن تؤدي عدة وظائف مختلفة ، فهي تساعد على الوقاية من الطقس أو تكسب الفرد مكانة اجتماعية معينة أو يكون لها دور تحديد مدى جاذبيته الشخصية .

و معنى ذلك أن هناك تنوعا ً في الوسائل التي يمكن أن تحقق هدفا ً وظيفيا ً معنيا ً و قد استخدم ميرتون لذلك مفهوم البدائل الوظيفية .

3 ــ يجب أن يحدد التحليل الوظيفي الوحدات الاجتماعية التي تخدمها العناصر الاجتماعية أو الثقافية ، ذلك أن بعض العناصر قد تكون ذات وظائف متعددة و قد تكون بعض نتائجها ضارة وظيفيا ً .

الإسهامات التي أسهم بها ميرتون للتحليل الوظيفي

يرى دون مارتنديل ، أن ميرتون قد أضاف إلى التحليل الوظيفي إضافتين رئيسيتين هما :

أولا : أنه قد مفهومات المعوقات الوظيفية أو الأضرار الوظيفية و الذي يعني به تلك النتائج القابلة للملاحظة و التي تقلل من تكيف النسق أو توافقه و إن كان اميل دور كايم و راد كليف براون قد أشار إلى ذلك بصورة أو بأخرى في أعمالهما .

ثانيا ً : أنه ميز بين نوعين من الوظيفة ( الوظيفة الظاهرة و الوظيفة الكامنة ) و قصد ميرتون بالوظيفة الظاهرة النتائج الموضوعية التي يمكن ملاحظتها و التي تسهم في الحفاظ على النسق ، و التي يقصدها المشاركون في النشاط .

أما الوظيفة الكامنة فهي التي لم تكن مقصودة أو متوقعة ، مثال ذلك دور الدين في تحقيق التكامل الاجتماعي ، هذا الدور مثلما قرر دور كايم لم يكن مقصودا ً ، و على ذلك فإن التكامل الاجتماعي يعتبر في هذه الحالة وظيفة كامنة للدين .

اما إذا استخدم الدين عن قصد بواسطة الطبقة الحاكمة لتخدير الطبقات المحكومة و إخضاعها للنظام مثلما قرر ماركس ، فإن هذه النتائج تكون وظيفة ظاهرة للدين ، و جدير بالذكر أن ميرتون لم يستحدث مفهومي الوظيفة الظاهرة و الوظيفة الكامنة ، و لكنه استعار هذين المفهومين من فرويد الذي استخدمها في التمييز بين المحتوى الظاهر ( أي الشعوري ) و المحتوى الكامن ( أي اللاشعوري ) للحلم ، مما يدل على تركيز ميرتون على الجوانب النفسية .

نظريات المدى المتوسط

يرى ميرتون أن اهتمام بارسونز بوضع نسق شامل من التصورات محاولة عقيمة و عديمة الجدوى ، حيث أن البحث عن نظام شامل للنظرية الاجتماعية يشمل كل جوانب السلوك الاجتماعي و التنظيم و التغير هو نوع من التحدي الكبير و الآمال الواسعة ، و أن مثل هذا النظام الشامل سيكون شأنه شأن الكثير من الأنظمة الفلسفية الشاملة و التي كان مصيرها الإهمال .


و يعرف ميرتون النظرية متوسطة المدى بأنها تلك التي تقع بين طرفين ، الطرف الأول يتمثل في مجموعة الافتراضات العلمية البسيطة ، التي تقابلها عند إجراء البحوث الميدانية ، و الطرف الثاني يتمثل في النظريات الشاملة الموحدة التي تسعى على تفسير كل ملاحظة عن انتظام في السلوك الاجتماعي و التنظيم الاجتماعي .

بعبارة أخرى نستطيع القول أن ميرتون يقترح مستوى للنظرية الاجتماعية أعلى قليلا ً من مستوى الفروض التي تعتمد عليها البحوث الأمبيريقية ، و التي لا تتضمن قدرا ً يذكر من التجريد ، و لكنه أقل مستوى من النظريات الكبرى ، و التي تتضمن قدرا ً كبيرا ً من التجريد ، و برر ميرتون دعوته إلى هذا المستوى المتوسط من التجريد بأنه يسمح بإخضاع ما يتضمنه من قضايا للاختبار الأمبيريقي نظرا ً لقرب هذه القضايا من الوقائع الملموسة .

و على ذلك فإن النظرية متوسطة المدى تتناول أساسا ً جوانب معينة من الظاهرات الاجتماعية ، و ليست الظاهرات في عموميتها ، فيمكن مثلا ً أن تكون لدينا نظرية عن الجماعات المرجعية و نظرية عن الحراك الاجتماعي ، و نظرية عن صراع الأدوار ونظرية عن تكون القيم .... الخ .

و بعد أن تصبح لدينا هذه النظريات المتعددة ذات المدى المتوسط يمكننا في المستقبل أن نصوغ منها نظرية عامة موحدة ، و لكن الوقت لم يحن بعد لتكوين مثل هذه النظرية الموحدة .

و قد حدد ميرتون مجموعة من الوحدات التي يجب أن تمثل بؤرة الاهتمام للتحليل في النظرية الاجتماعية متوسطة المدى مثل :

الأدوار الاجتماعية ، العمليات الاجتماعية ، الأنماط الثقافية ، الانفعالات المحددة ثقافيا ً ، المعايير الاجتماعية ، تنظيم الجماعة ، البناء الاجتماعي ، و أساليب الضبط الاجتماعي ... الخ

وبذلك جعل بؤرة اهتمام النظرية الاجتماعية ما أسماه بالعناصر الثقافية المقننة .


النظرية اللا معيارية عند روبرت ميرتون


لكي نستوعب الفرق بين فكرة ميرتون حول اللامعيارية و فكرة دور كايم كان لا بد لنا اولا ً من التذكير بفكرة دور كايم حول اللامعيارية .

يرى دور كيان أن الانتحار اللامعياري يحدث في تلك الحالات التي يتهتك فيها النسيج الاجتماعي على حد تعبيره و بالتالي تنشأ حالة من اللامعيارية أو انعدام المعايير في المجتمع أو حالة الاضطراب المعياري ، ينجم عن أي خلل في التوازن سواء كان هذا الخلل في التوازن مؤديا ً إلى نتائج إيجابية أو نتائج سلبية ، فأي تغييرات مفاجئة في النظام الاجتماعي تؤدي إلى حالة من اللا معيارية أو التفكك الاجتماعي ، فمثلا الكساد الاقتصادي أو الرخاء الاقتصادي حالتان تمثلان تغيرا ً مفاجئا ً في النظام الاجتماعي ، يترتب عليها درجة من اللا معيارية تؤدي إلى زيادة معدل الانتحار في المجتمع .

و بينما ركز دور كايم كما نرى في نظريته على ربط اللا معيارية بالانتحار ، نجد ميرتون يجعل نظريته أكثر شمولا ً لتسع البناء الاجتماعي و كيفية صياغته للأهداف و الوسائل التي يمكن للفرد أن يحقق أهدافه من خلالها .

ففي دراسة ميرتون حول البناء الاجتماعي و اللا معيارية ، طبق نظرية الوظيفية في تحليل المصادر الاجتماعية و الثقافية للسلوك المنحرف و كان هدف ميرتون من هذه الدراسة أن يبين كيف يمارس البناء الاجتماعي ضغوطا ً محددة على أشخاص معينين في المجتمع لممارسة سلوك غير امتثالي بدلا ً من ممارستهم لسلوك امتثالي .

و قد بدأ ميرتون بالتسليم بأن البنية الاجتماعية و الثقافية تصوغ صفة المشروعية على أهداف معينة و علاوة على ذلك تحدد أساليب معينة مقبولة لتحقيق ، أي أن ميرتون قد ميز بين عنصرين رئيسيين فيما أسماه بالبناء الثقافي للمجتمع ، الأهداف المحددة ثقافيا ً من جهة .

و الأساليب النظمية لتحقيق هذه الأهداف من جهة أخرى .

و في المجتمع جيد التكامل نجد تكاملا ً و تناغما ً بين الأهداف و الأساليب فكلا ً من الأهداف و الأساليب تجد تقبلا ً من أفراد المجتمع ككل ، كما أنها تكون ميسورة لهم ، و يحدث اللا تكامل في المجتمع عندما يكون هناك تأكيد على أحد الجانبين بدرجة لا تتناسب مع التأكيد على الجانب الآخر .

و هذا ما يحدث في المجتمع الأمريكي فهناك في هذا المجتمع تأكيد على أهداف معينة مثل النجاح الفردي و جمع النقود و ارتقاء السلم الاجتماعي دون تأكيد مماثل على الأساليب النظمية لتحقيق هذه الأهداف ، فأساليب تحقيق هذه الأهداف غير متاحة للجميع في المجتمع .

و قد نشأ عن ذلك حالة من اللا معيارية في المجتمع ، ذلك أنه لا بد من أن تكون هناك درجة من التناسب بين هدف تحقيق النجاح و بين الفرص المشروعة للنجاح بحيث يحصل الأفراد على الإشباع الضروري الذي يساعد على تحقيق النسق الاجتماعي لوظائفه ، فإذا لم يتحقق ذلك فإن الوظيفة الاجتماعية تصاب بالخلل و يحدث ما أسماه بالمعوقات الوظيفية .



و كما هو واضح فإن ميرتون استخدم أفكار دور كايم بشكل أوسع كثيرا ً و يتجاوز حالة انعدام المعيارية ، و مع ذلك فإنه يتفق مع ما ذهب إليه دور كايم من حدوث خلل في التنظيم نتيجة لانعدام الضمير الجمعي ، فمن وجهة نظر ميرتون فإن حالة الأنومي توجد حينما لا تنظم الأهداف الثقافية السائدة أو الوسائل المعيارية المشروعة سلوك الفاعلين .

تصنيف أنماط استجابات الأفراد و التي قدمها ميرتون
قدم كيرتون تصنيفا ً لأنماط الاستجابات لدى الأفراد أو تكيفهم لذلك التفاوت أو الانفصام ين الأهداف المرغوبة و المحددة ثقافيا ً ( أي النجاح ) و بين الأساليب المتاحة لتحقيق هذه الأهداف ، و قرر أن هناك خمس أنماط لتكيف الأفراد في المجتمع ، أول ه1ه الأنماط وظيفي ، أي يساعد على بقاء النسق الاجتماعي ، و الأربعة الآخرين ضارين وظيفيا ً أو أنماط تكيف منحرفة ( أي يهددون بقاء هذا النسق ، و هذه الأنماط الخمسة هي :

أ ) نمط الامتثال :

يحدث هذا النوع من التكيف حين يتقبل الأفراد الأهداف الثقافية و يمتثلون لها ، و في نفس الوقت يتقبلون الأساليب التي يحددها النظام الاجتماعي بوصفها أساليب مشروعة لتحقيق هذه الأهداف ، مثال ذلك تقبل الأفراد لهدف تحقيق النجاح و الحصول على دخل مرتفع و تقبلهم لاستكمال تعليمهم كأسلوب لتحقيق ذلك الهدف ، فإذا كانت فرصة التعليم متاحة لكل أو غالبية أفراد المجتمع ، فإن حالة من الثبات أو التكامل سوف تسود المجتمع ، لأن غالبية الناس سوف تتقبل الأهداف و أساليب تحقيقها في نفس الوقت ، أما إذا كان بالمجتمع تأكيد على الأهداف فقط دون إتاحة الأساليب اللازمة لتحقيقها لكل الناس ، فإن أحد الأنماط التالية من التكيف الانحرافي يمكن أن تحدث .

إذا فأسباب الامتثال ببساطة عكس تلك الأسباب التي تسبب الشذوذ و الانحراف و هذه العلاقة يوضحها ميرتون في هذا الفرض :

كلما كانت أهداف النجاح المحددة و المعروفة ثقافيا ً أوسع انتشارا ً و أكثر بروزا ً من الناحية السيكولوجية و كلما كانت الوسائل البنائية المشروعة لتحقيقها متاحة على قد المساواة لأعضاء الجماعة ، كلما قل احتمال الأنومي و زادت معدلات السلوك المتمثل في ذلك النظام .


ب ) نمط الإبداع أو الابتكار

يرى ميرتون أن هذا النمط من التكيف هو أهم أنماط التكيف الانحرافي في المجتمع الأمريكي ، و يعني به أن نسبة كبيرة من الناس في المجتمع تتقبل أهداف النجاح التي تؤكد عليها الثقافة الأمريكية و لكنها تجد فرص تحقيق هذه الأهداف موصدة أمامها لأن توزيع هذه الفرص غير متكافئ ، و في هذه الحالة يرفضون الأساليب المشروعة لتحقيق النجاح ( مثل التعليم ) و يبتدعون أساليب غير مشروعة لتحقيق هذا الهدف ، و يسود هذا النوع من التكيف لدى الطبقة العاملة .



و في محاولة لشرح و تفسير لماذا ينبغي حدوث الابتكار يطرح ميرتون فروضا ً ضمنية :
أولا ً : يذهب ميرتون إلى أن خبرات التطبيع الاجتماعي أو التنشئة الاجتماعية للفرد لا سيما في الأسرة هامة بصفة خاصة في تحديد رغبتهم في استخدام وسائل مشروعة .

ثانيا ً في المجتمعات التي تؤكد فيها القيم الثقافية على الإنجازات الفردية على عكس إنجازات الجماعة أو الجمعية يتعرض الأفراد لضغوط كبيرة لتحقيق أهداف النجاح حتى لو انطوى ذلك على استخدام وسائل غير مشروعة ثقافيا ً ، و عدم اللجوء إلى ذلك يعرض الشخص للوصف بالفشل ، و هكذا فإذا كان لدى الفرد وازع داخلي ضعيف ضد استخدام الوسائل غير المشروعة و كانت أهداف النجاح واضحة جلية ازداد احتمال الانحراف الابتكاري .

ثالثا ً : يوجد استدلال ضمني و هو أن الوسائل غير المشروعة و التي سبق أن استعملها الناس في الماضي حسب الضغوط الشاذة ستكون متاحة بشكل أسهل للأفراد المحتاجين للبحث عن النجاح و الذين لديهم رغبة في مخالفة الوسائل المشروعة ثقافيا ً ، هذه الظروف و الشروط الضمنية التي تتخذ موقفا َ ابتكاريا ً نجدها موضحة في الفرض رقم 4 :

كلما كانت الوسائل البنائية المشروعة ثقافيا ً أقل توافرا ً لأعضاء مجتمع معين وكان الوازع الداخلي ضد استخدام الوسائل غير المشروعة أضعف ثقافيا ً ، كلما عظم حدوث السلوك الابتكاري في أولئك في أولئك السكان . متى كانت أ ) القيم الثقافية التي تفرض الإنجاز الفردي واسعة الانتشار و بارزة و كانت ب الوسائل غير المشروعة متاحة بسهولة .

3 ــ نمط الطقوسية

يتمثل هذا النمط من التكيف في التخلي عن الأهداف الثقافية للنجاح الفردي و تحقيق الثروة و صعود السلم الاجتماعي أو التقليل من مستوى طموح الفرد حتى يصل إلى درجة منخفضة يمكن معها إشباع هذا الطموح و في نفس الوقت يظل الفرد ملتزما ً بطريقة شبه قهرية بالأساليب المشروعة لتحقيق الأهداف على الرغم من أنها لا تحقق له شيئا ً يذكر .

و يسود هذا النوع من التكيف لدى الطبقة الوسطى الدنيا مثل صغار الموظفين البيروقراطيين في الشركات و المصالح الحكومية ، و يفسر ميرتون وجود هذا النمط من التكيف بأنه يرجع إلى أسلوب التنشئة الاجتماعية الصارم السائد في هذه الطبقة و إلى الفرص المحددة للتقدم المتاحة لأعضاء هذه الطبقة .
و يحل الأعضاء هذه الأزمة التي يواجهونها بالامتثال مع الوسائل و رفض أهداف النجاح و تتضح هذه الفروض الضمنية في الفرض رقم 5 :

كلما توفرت الوسائل البنائية المشروعة ثقافيا ً لدى أعضاء من السكان و كلما عظم القلق على المكانة التي يشغلها أعضاء من ذلك المجتمع في السعي وراء أهداف النجاح الثقافية ، كلما زاد حدوث السلوك الشعائري الطقوسي بين هؤلاء السكان ، و ذلك عندما : أ ) تكون القيم الثقافية التي تفرض و تملي الانجاز الفردي واسعة الانتشار بارزة ، و عندما ب ) تكون ممارسات التنشئة الاجتماعية التي تحقق الالتزام السيكولوجي المتين بالوسائل المشروعة ثقافيا ً واسعة الانتشار .

4 ــ نمط الإنسحابية :

و هو من أقل الأنماط شيوعا ً في المجتمع الأمريكي ، و الفرد الذي يلجأ إلى هذا النمط الإنسحابي يعيش في المجتمع و لكنه لا يكون جزء ً منه بمعنى أنه لا يشارك في الاتفاق الجماعي على القيم المجتمعية .

و الانسحابي يتخلى عن كلا ً من الأهداف و الأساليب التي يحددها النسق ، و من أمثلة هذا النمط من التكيف الانحرافي حالات الجنون و التشرد و إدمان الخمور و إدمان المخدرات ، و يرى ميرتون أن هذا النوع من الأفراد لا يقبل الأساليب الإبداعية ( أي غير المشروعية ) لتحقيق الأهداف و في نفس الوقت لا تتاح له الفرصة لإستخدام الأساليب المشروعة لتحقيقها و لا يكون أمامه من مفر سوى أن ينسحب من المجتمع إلى عالمه الخاص ( الجنون أو السكر أو الأوهام ) و هكذا يحل هذا الفرد الصراع النفسي عن طريق الهروب الكامل من المجتمع .
و بالنسبة للأفراد الذين يجدون أنفسهم في هذا الموقف يعتبر الانسحاب من الالتزام بأهداف النجاح الثقافية و كافة الوسائل المشروعة و غير المشروعة أكثر التوافقات احتمالا ً ، هذا الفرض يصاغ شكليا ً على النحو التالي :
( كلما قل توفر الوسائل الإنشائية المشروعة ثقافيا ً لدى أفراد مجتمع معينة كلما زادت الموانع الداخلية ضد استخدام الوسائل غير المشروعة ثقافيا ً ــ كلما زاد حدوث السلوك الإنسحابي في هؤلاء السكان عندما أ ) تكون القيم الثقافية التي تفرض الإنجاز الفردي واسعة الانتشار و بارزة و عندما ب ) تكون ممارسات التنشئة الاجتماعية التي تخلق التزاما ً قويا ً بالوسائل المشروعة واسعة الانتشار .

5 ــ نمط التمرد

يتسم هذا النمط من التكيف بإدانة ( و ليس مجرد رفض كما هو الحال في النمط السابق ) كلا ً من الأهداف الثقافية للنجاح و الإلتزام بالأساليب النمطية لتحقيقها أي إذا كان النمط السابق يتسم برفض الأهداف و الأساليب رفضا ً سلبيا ً و الهروب من المجتمع ، فإن هذا النمط يتسم بالرفض الإيجابي و السعي إلى استبدال البناء الاجتماعي القائم ببناء آخر يضم معايير ثقافية مختلفة للنجاح و فرصا ً أخرى لتحقيقه .
و في نظر ميرتون فإن سلوك التمرد أكثر احتمالا ً في حدوثه عندما يتزايد و يتصاعد بشكل خطير الإحباط و مشاعر الحرمان المدركة من الفشل في تحقيق الأهداف من خلال القنوات الشرعية و حينما توجد جماعات تطرح أيدولوجية قادرة على تعبئة مشاعر الحرمان ، و تتضمن مناقشته للتمرد أن مشاعر الحرمان لا تحتاج إلى أن تكون مطلقة و إنما أن تكون نسبية في أن أهداف النجاح الثقافية تثير توقعات و رغبات في النجاح إلى درجة تتصاعد معها الإحباطات ومشاعر الحرمان و بصرف النظر عن النجاح المحدود و بالوسائل المشروعة فإن هذا الفرض الضمني في نظرية ميرتون يمكن صياغته شكليا ً كما يلي :
الفرض رقم 7 : كلما زاد إحساس الأعضاء في مجتمع معين بالإحباط و الحرمان بالنسبة لاشتراكهم في الوسائل المشروعة ثقافيا ً لتحقيق أهداف النجاح و كلما توفر لهؤلاء الأعضاء جماعات تنقد ايدولوجيا هيكل النظام كلما زاد حدوث سلوك التمرد في هؤلاء السكان .

نقد إسهامات ميرتون

من العرض السابق لأهم إسهامات ميرتون يتضح لنا أنه يرتكز على نفس المسلمات الأساسية التي يرتكز عليها غيره من الوظيفيين ، و إن كان يختلف عنهم في بعض الافتراضات الثانوية ن فهو يسلم دونما جدال بأن أساس البناء الاجتماعي هو القيم و المعايير السلوكية ، سواء ً اتخذت شكل أهداف محددة ثقافيا ً أو اتخذت شكل أساليب نظمية لتحقيق الأهداف ، كما أنه استبعد المنهج التاريخي في تحليله الاجتماعي ، و دعا أيضا ً إلى التحليل الجزئي للظاهرات الاجتماعية ، باستخدام النظريات متوسطة المدى ، بدلا ً من التحليل الشمولي للمجتمع ، كما أنه أغفل المتغيرات المادية في تفسيره لمنشأ التفاوت بين درجة التأكيد على أساليب تحقيق هذه الأهداف من جهة أخرى .

و يعلق ايان تايلور و زملاؤه على إغفال ميرتون الاهتمام بنمط التكيف الامتثالي ، بقولهم إن ذلك لا يدعو إلى الدهشة فبغض النظر عن حقيقة صعوبة تحديد أمثلة واقعية للأشخاص الممتثلين في المجتمع الأمريكي ، لأن أي شخص يتمثل لأهداف ذلك المجتمع لابد أن يكون بالضرورة أيضا ً إبداعيا ً لأنه سيفتش دائما ً عن أساليب جديدة لتحقيق النجاح ، فإن البحث عن مصادر الامتثال كان سيوقع ميرتون في مشكلة عويصة و هي مشكلة بحث مشروعية السلطة في المجتمع الأمريكي ، كما أن ذلك كان من شأنه أيضا ً أن يضطره إلى مواجهة حقيقة اجتماعية خطيرة تتمثل في أن عدد الأشخاص الممتثلين في المجتمع الأمريكي قليل جدا ً حتى بين أولئك ال1ين لا توصد أمامهم فرص تحقيق النجاح بحكم المراكز الاجتماعية التي يشغلونها و لكي يفسر ميرتون ذلك كان سيضطر إلى الخوض في مسائل أعمق من مجرد نقده السطحي لحالة اللا معيارية في المجتمع الأمريكي أي أنه كان سيضطر إلى الخوض في المسائل السياسية و الاقتصادية التي يرغب أسا ً في تجنبها .

تعليق من الكاتبة حول الأنماط التي عرضها ميرتون

في تصوري أن هذه الأنماط التي وضعها روبرت ميرتون هي من أعظم إسهاماته في النظرية الاجتماعية ، حيث يمكن لنا استخدام هذه الأنماط في كثير من البحوث الاجتماعية و عند تفسير الكثير من الأحداث الاجتماعية أو غيرها من الأحداث .
و لو نظرنا إلى النمط الأول الامتثال ، و هذا النمط بالتأكيد نجده غالبا ً في المجتمعات المستقرة المتوازنة و التي يقبل أعضاءها الأهداف و الوسائل المحددة لهم حسب ثقافة هذا المجتمع ، و لكن هل أنه حقا ً بقية الأنماط تسبب اللاتوازن للمجتمع و تدل على شيء من الشذوذ و الانحراف كما يرى ميرتون ؟؟!!

للإجابة عن هذا التساؤل سأتطرق إلى الأنماط الأخرى حيث نجد :

أولا ً نمط الابتكار و هو نمط كما عرفه لنا ميرتون يتم فيه قبول الأهداف المحددة ثقافيا ً و رفض الوسائل المتاحة و ابتداع وسائل أخرى قد تكون غير مشروعة ، و هنا يجب أن نلتفت إلى أن ميرتون عندما يتحدث عن الوسائل غير المشروعة فهو يربطها بأنها غير مشروعة حسب ثقافة المجتمع و معاييره و لم يحدد إن كانت هذه الثقافة قد لا تتوافق مع الدين الذي يمتثله الفرد أو المجتمع , و هنا يجب التفرقة بين الوسائل غير المشروعة شرعا ً ( حسب الدين ) و بين الوسائل غير المشروعة ( حسب عادات أو تقاليد في المجتمع ) و سأعطي مثالا ً على ذلك الاتصال الاجتماعي و هو أمر مطلوب و قديما ً كانت وسيلة الاتصال هي الاتصال المباشر وجها ً لوجه أو من خلال الرسائل البريدية ، و لكن هل يعني ابتكار وسائل أخرى حديثة مثل الانترنت أنها وسائل غير مشروعة !!
لا أعتقد ذلك و لكنها عادة التقليديين دوما ً محاربة كل ما هو ابتكاري و حديث ، و هنا لا بد من وضع قاعدة و هي أن تكون هذه الوسائل مشروعة حسب الدين الذي يؤمن به المجتمع و ليس حسب ثقافته التي قد تكون معارضة لهذا الدين .
النمط الآخر و هو الطقوسية و التي قدمها ميرتون و هي أيضا من وجهة نظري الشخصية لا تسبب شيئا من اللاتوازن في المجتمع ، و لكن يأتي تأثيرها الضار اجتماعيا ً أنها قد تكون السبب في تخلف المجتمع و ركوده و ذلك عندما يرتضي الفرد أقل ما يمكن له الحصول عليه في سبيل عدم الخروج عن الوسائل المتاحة في المجتمع و إن لم تتفق مع أهدافه .

نأتي إلى نمط الانسحابية و يرى ميرتون أن هذا النمط هو أقل الأنماط شيوعا ً في المجتمع الأمريكي ، و الحقيقة أن هذا النمط قد يكون أقلها شيوعا ً في جميع المجتمعات لأن صاحب هذا النمط هو في الأساس عضو يحمل قيم معينة تتعارض مع أهداف المجتمع و وسائله ، و عندما شعر بهذا التعارض و لم يكن يستطيع التغيير أو التمرد آثر الانسحاب إلى عالمه الخاص و هذا شيء مرفوض على المستويين الاجتماعي و الديني ، لأن الشرع يدعو دوما ً إلى محاولة التغيير نحو الأفضل و بذل الجهد من أجل ذلك التغيير و ليس الانسحاب و الركون إلى عالم يختلقه الفرد حتى لا يتصادم مع من حوله ، و إن كان الفرد أحيانا ً ينسحب من مجتمع معين لا يتوافق معه ليلتحق بآخر يرضى عن أهدافه و وسائله ، و قد حدث ذلك في عهد النبي ( ص ) و ذلك عند هجرة المسلمين من مكة إلى الحبشة ثم إلى المدينة و إن كانت هذه الهجرة بشكل مؤقت حتى تهيأت الظروف و أمكن تغيير المجتمع القرشي ، و كذلك الانسحاب بهذه الطريقة المؤقتة هو أفضل من رأيي من الرضوخ لأهداف و وسائل المجتمع التي قد لا نؤمن بها .

أما النمط الأخير التمرد فعلى الرغم من أن هذا النمط سوف يؤدي بالتأكيد إلى زلزلة المجتمع إلا أنه عندما يصل المجتمع إلى حالة من التوازن المرضي فلا بد من حدوث التمرد من بعض الأعضاء حتى يمكن بعد ذلك أن يستعيد المجتمع صحته ، و ديننا على ما أعتقد يدعو إلى التمرد على الحالة المرضية للمجتمع حتى وإن كان في حالة من السكون و التوازن .

يقول ميرتون في فرضية رقم 7 : كلما زاد إحساس الأعضاء في مجتمع معين بالإحباط و الحرمان بالنسبة لاشتراكهم في الوسائل المشروعة ثقافيا ً لتحقيق أهداف النجاح و كلما توفر لهؤلاء الأعضاء جماعات تنقد ايدولوجيا هيكل النظام كلما زاد حدوث سلوك التمرد في هؤلاء السكان .

و لو أخذنا المجتمع المكي القرشي كمثال لهذه الفرضية ، لوجدناه يمثلها خير تمثيل ، فالعبيد و الموالي كانوا يشاركون في هذا المجتمع و لكن يشعرون بالإحباط و الحرمان نتيجة للقهر و التعامل معهم بشيء من عدم الانسانية ، و حرمانهم من كل الحقوق ، و عندما توفر لهم من ينتقد هذا النظام و هو دين الإسلام ممثلا بالنبي ( ص ) سارع غالبيتهم إلى التمرد على أسيادهم و رفضهم لعبادة الأصنام ، و رغم أن هذا التمرد الذي قاهد النبي ( ص ) قد يسبب فقدان التوازن في المجتمع القرشي ، و سائر المجتمعات الجاهلية إلا أنه كان لا بد منه لإعادة بناء هيكل المجتمع بشكل صحيح .

و الإسلام عموما ً يدعو إلى رفض كل ما هو غير مقبول شرعا ً قبل أن يتحول إلى هدف أو وسيلة مقبولة اجتماعيا ً و ذلك من خلال الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، سواء باليد أو اللسان أو القلب ، و العمل دوما ً على محاولة تغيير المجتمع نحو الأفضل شرعا ً .

أخيرا ً أحب أن أشير إلى أن دراسة هذا النمط بالذات ( نمط التمرد ) هو إسهام عظيم من ميرتون حيث يفيد في دراسة كثير من جوانب التمرد في المجتمع خاصة في هذا العصر المشتعل رغبة في التمرد .


المراجع :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى (http://5edmacairo.yoo7.com/profile.forum?mode=register&redirect=/viewtopic.forum&t=712) أو التعريف بنفسك (http://5edmacairo.yoo7.com/login.forum?redirect=/viewtopic.forum&t=712) لمعاينة هذا الرابط]

1 ــ أحمد ، سمير نعيم ، النظرية في علم الاجتماع ، القاهرة ، دار المعارف ، 1985 م

2 ــ أبو طاحون ، عدلي ، النظريات الاجتماعية المعاصرة ، الاسكندرية ، المكتب الجامعي الحديث ، بدون

3 ــ السمالوطي ، نبيل ، بناء المجتمع الإسلامي و نظمه ، جده ، دار الشروق ، 1998 م


4 ــ بيث هس و آخرون ، علم الاجتماع ، الرياض ، دار المريخ للنشر ، 1989 م


5 ــ تيرنر ، جوناثان ، بناء نظرية علم الاجتماع ، ترجمة محمد سعيد فرح ، الاسكندرية ، منشأة المعارف ، 1999 م


6 ــ جلبي ، علي عبد الرزاق و آخرون ، نظرية علم الاجتماع و الاتجاهات الحديثة و المعاصرة ، الإسكندرية ، دار المعرفة الجامعية ، 1998

7 ــ شتا ـ السيد علي ، نظرية علم الاجتماع ، القاهرة ، مكتبة الإشعاع الفنية ، 1997 م

8 ــ عمر ، معن خليل ، نظريات معاصرة في علم الاجتماع ، الأردن ، دار الشروق ، 1997 م

9 ــ غيث ، محمد عاطف ، تاريخ النظرية في علم الاجتماع ، الاسكندرية ، دار المعارف الجامعية ، 1987 م

محب بلاده
2010-12-22, 18:12
او هذا البحث




بحث حول البنيوية الوظيفية كأحد الإتجاهات السوسيولوجية المعاصرة <b>
البنيوية الوظيفية كأحد الإتجاهات السوسيولوجية المعاصرة

عليوي جامعة مولاي إسماعيل مسلك علم الاجتماع كلية الآداب والعلوم السداسي الثاني

عرض حول الوظيفية البنيوية

عناصر العرض

1) المقدمة .

2) معنى مفهوم الوظيفية البنيوية .

3) مراجعها و قواعدها المنهجية .
1مرجعيتها .
2 قواعدها العامة المنهجية .

4) المجتمع والوظيفية البنائية .

5) أشكالها .

6) تالكوت بارسونز نمودج لرواد الوظيفية البنائية .

7) خاتمة

الوظيفية البنيوية في علم الإجتماع

المقدمة :

يأتي هذا العرض تحت إشراف الأستاذ الدكتور عبد المالك ورد، في ظل الدروس المقررة في دورة الربيع أو السداسية الثانية لمسلك علم الإجتماع ضمن مجزوءة إتجاهات سوسيولوجيا معاصرة متناولا موضوع الوظيفية البنيوية كأحد الإتجاهات السوسيولوجية المعاصرة. فما معنى الوظيفية البنائية؟ وماهي مراجع هذا الإتجاه؟ وماهي القواعد المنهجية التي يعتمد عليها؟ وما نظرتها إلى المجتمع؟ وماهي أشكالها؟

2- مقاربة لمعنى مفهوم الوظيفية البنيوية .

ترجع تسمية هذا الإتجاه البنائي الوظيفي إلى إستخدامها لمفهومي البناء، والوظيفة، في فهم المجتمع وتحليله من خلال مقارنته وتشبيهه بالكائن العضوي أو الجسم الحي، والوظيفية البنائية هي رؤية سوسيولوجية ترمي إلى تحليل ودراسة بنى المجتمع من ناحية ، والوظائف التي تقوم بها هذه البنى من ناحية أخرى .
ولكي تتضح الرؤيا فسنضرب مثلا هو كالتالي: إننا عندما ننظر إلى البنى الإجتماعية بما فيها المؤسسات, والبنى الطبقية، والنوع الديموغرافي للسكان ، فإن هذا يشكل الشق الأول (البنى) والشق الثاني هو الوظائف التي تقوم بها هذه البنى، إذا الإتجاه الوطيفي يؤكد ظرورة تكامل الأجزاء في إطار الكل أو مايصطلح عليه بتساند الأجزاء .
نستنتج من هذا أن الوظيفية هي الإتجاه الذي يبحث في وظائف المجتمع والبنى المكونة له .

1
3- مراجع الوظيفية البنيوية وقواعدها المنهجية .

1.3 مراجعها :
إن الوظيفية البنيوية كتيار وإتجاه قوي في علم الإجتماع المعاصر فإنه يتشكل إنطلاقا من مرجعيات متعددة. أولها العلمية ثانيها السوسيولوجية وثالثها الأنثروبولوجية، ورابعها مرجعية علم النفس .
فكيف ساهمت كل مرجعية من هذه المراجع على حدة في ظهور الوظيفية البنائية ؟

أ- المرجعية العلمية :

حين نبحث عن المحددات المرجعية للوظيفية ضمن حقل العلوم الحقة فإننا سنكون أمام العلوم الطبيعية التي ستأخد منها الوظيفية مفوم القوانين، أي القوانين التي تتحكم بظواهرها فإذا ماحدتت تطورات جيولوجية معينة. فمن الطبيعي أن تصاحبها أو يتولد عنها عدد من الظواهر الطبيعية . كما تنهل الوظيفية البنائية من البيولوجيا مثل الجسم البشري، أي أن لكل عضو من أعضاء هذا الجسم لا يمكن فهمه إلا في إطار كلية وقد إستفادة الوظيفية من العلوم عدة مفاهيم مثل المرفولوجية البناء ، الفيسيولوجية ، الوظائف .....
بعد حديثنا عن العلوم الحقة وما إستفادته الوظيفية منها، سوف نتحدث عن دور الأنثروبولوجيا .

ب- المرجع الأنثروبولوجية :

ظهر الإتجاه الوظيفي في الأنثروبولوجيا الثقافية على يد فارنز باوس وتطور على يد كل من العالمين الكبيرين رادكليف براون وبروسولا مالينوفسكي، ويتمثل دور براون في كونه إستخدم المماثلة البيولوجية لكي يوضح وظيفة كل عنصر من عناصر البناء الكلي وتطوره متجاهلا المكونات الفردية ، في حين ركز مالينوفسكي على دور المكونات الفردية . ليكون بذلك دور البيولوجيا ممثلا في نظرتها للثقافة كأنساق وظيفية مترابطة ومتساندة .

ج- مرجعية علم النفس :

في أواخر القرن 19 واوائل القرن 20 ظهرت في علم النفس أدوات تحليلية مختلفة تحاول أن تصنف وبدقة الأجزاء أو العناصر المكونة للعمليات العقلية مثل الإرادة الإنفعال والإدراك لكن هذه أدوات لم تتمكن في الواقع من تعين أو تحديد الوحدة التي تربط هذه العناصر. وما لبثت بعد أن نمت بعد ذلك خلال عشرينيات وثلاثينيات القرن ال20 مدرسة الجشطلت التي تذهب إلى أن أي عنصر من عناصر العملية العقلية يجب أن يدرس في ضوء سياق الكل، لأن معنى كل عنصر يختلف إختلافا كبيرا عن معنى الشكل أو الكل الكبير الذي يعتبر الجزء عنصرا منه .

د- المرجعية السوسيولوجية :

نعم ثأثرت الوظيفية السوسيولوجية بالإتجاهات السائدة في البيولوجيا وفي علم النفس والأنثروبلوجيا الثقافية، إلا أن لها جدورا من العلم الذي تنتمي إليه. فكل من كونط ، سبنسر، وباريتو، ودركايم قد كان لهم دور في ظهور هذا الإتجاه. كيف إذا كانت مساهمتهم؟

-د.1 أوكست كونط :

نظر كونط إلى المجتمع بإعتباره وحدة تتمتع بالكثير من الإستقرار فقد كان ينظر إلى المجتمع رغم كل الثورات والإنقلابات على أن ما يميزه ويغلب عليه هو طابع الإستقرار، وكان يصف المجتمع بالتوازن وينظر إلى الأنساق الإجتماعية وكأنها أنساق عضوية أو بيولوجية .

- د.2سبنسر

كان لسبنسر عدة نقاط مهمة في تطور الوظيفية الإجتماعية فهو الذي رأى بأن المجتمع في أنساقه يتشابه مع كثير من الأنساق البيولوجية من حيث قدرتها على النمو والتطور ثم لاحظ بأن التمايز التدريجي للبنى في كل الأنساق الإجتماعية والبيولوجية يقترن بتمايز تدريجي في الوظيفية ويرجع الفظل له كذلك في إكتشاف قانون التطور الإجتماعي الذي أثر في الوظيفية كثيرا. هكذا كان سبنسر أكثر إستعمالا لمفهوم الوظيفية البنائية منه إلى أوكست كونط .

- د.3 باريتو :

قدم باريتونمودجا استقاه من الميكانيكا وصور المجتمع من خلاله نسقا متوازيا يتألف من أجزاء ومكونات بينها إعتماد متبادل وما يلاحظ على باريتو هو انه استعمل مصطلح المنفعة عوض الوظيفية. ويستعمل هذا المصطلح مرتين، مرة
على أنه إضافة أو إسهاما تقوم به ظاهرة بعينها لتأكيد هدف بعينه وإنجازه، ومرة أخرى بوصفها إشباعا حقيقيا أو مفترضا، بقصد توكيد الحالة الراهنة للنسق الإجتماعي والمحافظة عليه .

- د4. دوركايم :

في الحقيقة إن قوة جذور الوظيفية الإجتماعية في علم الإجتماع تكمن أساسا في فكر دوركايم، وفي تأكيده على فكرة الدور أو الإسهام الذي تقدمه البناءات الإجتماعية للكل. ففي كتابه لنيل شهادة الدوكتوراه بعنوان \" تقسيم العمل\" خصص جزءه الأول لدراسة وظيفة تقسيم العمل والتي تتمل في أنه أساس التضامن العضوي للمجتمعات المتقدمة المعقدة الشديدة التباين. كما قام في دراسته المعنونة ب\" الأشكال الأولية للحياة الدينية\" والتي رفض فيها فكرة أسطورية الدين ، واعتبره وظيفة في المجتمعات البشرية تساهم في توحيد الناس وخلق روح التضامن الإجتماعي فيمابينهم .
هكذا إذن ساهمت كل من العلوم الحقة والبيولوجية وعلم النفس والأنثروبولوجيا والسوسيولوجيا في ظهور مايعرف بالبنائية الوظيفية في علم الإجتماع وما أحدتته من إنتشار في الأوساط السوسيولوجية .

2.3- قواعدها المنهجية .

تتلخص هذه القواعد كالتالي :
1- نهج منهج العلوم الطبيعية خاصة علم الحياة .
2- تفسير أي شيء أجتماعي في النسق بكل شيء في هذا النسق .
3- تبدأ بالثقافة وتعدها الوعاء الأساسي للتفسير مرورا منها إلى الشخصية الفردية ثم التنظيم الإجتماعي .
4- الإعتماد على حدس الباحث وقدرته على ملاحظة الوظائف المختلفة التي تؤديها البناءات الفرعية، أو وحدات النسق .

4- المجتمع والظيفية البنائية .

1.4- تصورات الوظيفية للمجتمع :
المجتمع عند الوظيفية هو نسق من الأفعال والبنى المحددة والمنظمة، هذا النسق يتألف من متغيرات مترابطة بنائيا (البنى) المتساندة وظيفيا ، بلإظافة إلى هذا فإن الوظيفية تنظر إل المجتمع على انه ذو طبيعة \"ترنسندالية\" أي سامية متعالية تعلو وتتجاوز كل مكونات الإنسان بمافيها إرادته، وهذا التصور هو تصور ذو جدور دوركايمية مثمتلة في الظمير الجمعي حيث يرى دوركايم أن للمجتمع ظميرا يتعالى على ظمائر الأفراد مجتمعين أو منفردين .

2.4- مسألة التوازن لدى الوظيفية البنائية .
الوظيفية اتجاه يرى المجتمع واقعا وهدفا يقوم على التوازن وأداء وظائفه وبقائه وإستمراره وفي تتبعنا لخيوط مقولة التوازن نجدها أولا عند باريتوالذي يرى المجتمع نسق متوازنا ثم عند بارسونز الذي يؤكد على أهمية التوازن الثقافي لتحقيق التوازن الإجتماعي .
3.4- مسألة الصراع الإجتماعي عند الوظيفية البنائية .
تعتبر الوظيفية الإجتماعية أنها الإتجاه الذي يدرس المجتمع من فكرة توازنه إلا أن المجتمع أيا كان لايخلو بتاتا من فكرة الصراع فهل للوظيفية شيء عن هذه الفكرة؟
أ‌- فكرة الصراع عند تالكوت بارسونز :
يريد بارسونز جعل مكان للصراع داخل الدراسات الوظيفية فيلخص تصوره حول الصراع كالتالي: يوجد داخل النسق المهني مظهرا للتنافس يتيح للأفراد التزاحم والمنافسة وأن هناك ميل إستراتيجي عام مؤداه أن القوي يحاول تسخير الظعيف لصالحه وأن النخبة المثقفة تحاول دائما تسيد أيديوليجتها أيا كانت .

ب-عند جورج سمبسون :
يعتبر هذا السوسيولوجي الصراع شيئا حاصلا ومؤكدا في المجتمعات أيا كانت،وهو يصنف أنواع الصراع إلى ثلاث: سياسي إقتصادي وديني .

ج- لويس كوزر .
إذا ما نحن لاحظنا فإن مقاربة بارسونز للصراع كانت مقاربة لامست الصراع كمرض إجتماعي أما مقاربة سمبسون فكانت مقاربة وصفية فحين سوف تكون مقاربة كوزر للصراع من جانبه الإجابي فقد اعتبره عاملا مساعدا على الحماية والتماسك كما يؤدي إلى توازن الجماعة إذا كان البناء منفتحا على العالم الخارجي ويسمح بتغير المعايير وفق مايتسق والظروف الجديدة .
كما يشير إلى أن هناك نوع من الصراع يتعلق بالمصالح العامة .
تعتبر كل هذه المقاربات نمودجا فقط وليست حصرا فلازال هناك بعض المقاربات الأخرى نذكر على سبيل المثال إدوارد نورك الذي إهتم بوصف الطقوس الدينية، والتي إعتبرها تعبيرا عن الصراع الإجتماعي .

5- أشكال الوظيفية البنائية .

إن الحديث عن تقسيم الوظيفية البنائية هو عمل صعب للغاية ذلك أن هذه المدرسة تنقسم إلى عدة إتجاهات وكل إتجاه ينقسم بدوره حسب كل باحث، وعلى أي سوف نحاول إعطاء بعض التقسيمات المعتمدة .
التقسيم الأول ويقسم الوظيفية إلى ثلاث : الوظيفية العامة التي تهتم بالتحليلات السوسيولوجية العامة ثم الوظيفية التقليدية التي تدرس المجتمعات في كونها تهدف إلى الحفاظ على تكامل النسق وتوازنه، الوظيفية الشكلية الصورية .
التقسيم الثاني ويقسمها أيضا إلى ثلاث أولها الوظيفية البنائية ثانيها البيولوجية ثم المعيارية الأول غايته الحفاظ على النظام ، الثاني يجعل من المجتمع غاية لإشباع حاجات بيولوجية والأخير يرى في التوازن الإجتماعي شيئا يمكن تحقيقه عن طريق وجود قيم ومعاير عامة مشتركة بين الغالبية .
التقسيم الثالت هو تقسيم يقسم الوظيفية إلى فردية والتي ترتكز على حاجات الفاعلين الإجتماعين والبنى الإجتماعية ،و الوظيفية العلاقاتية وتهتم بالتوثرات التي قد تمر بها المجتمعات .
إن هذه التقسيمات هي تقسيمات عامة حيث أن كل وظيفي داخل كل إتجاه يختلف عن نظيره في نفس الإتجاه الذي ينتميان إليه .

6- تالكوت بارسونز: نمودج لرواد الوظيفية البنئية

يعتبر تالكوت بارسونز أحد أبرز رواد علم الإجتماع الأمركي بشكل عام والوظيفي بشكل خاص، تخرج من كلية هامرست حيث كانت البيولوجيا أحد إهتماماته ثم درس الإقتصاد في لندن لينتقل فيما بعد إلى ألمانيا للدراسة في جامعة هايدربرج حيث أعد أطروحته للدكتوراه حول مفهوم الرأسمالية عند ماكس فيبر إشتغل مدرسا للإقتصاد بكلية أمهرست ثم في هارفرد ليشغل فيها عضو هيأة التدريس في قسم الإجتماع. له عدة مؤلفات مثال \"بناء الفعل الإجتماعي\" 1937، \"النسق الإجتماعي\"1951 \"نحو نظرية عامة للفعل\"1951بالإظافة إلى عدة مقالات ذات الثأثير القوي في علم الإجتماع .
6
- بعض الأفكار الهامة لدى بارسونز .
• الإعتقاد بأن الفعل الإجتماعي هو الموضوع الحقيقي لعلم الإجتماع .
• التركيز على مفهوم النسق الإجتماعي الذي يعرف بأنه مجموعة من الأفراد المدفوعين بميل إلى الإشباع الأمثل لإحتياجاتهم ويميز بارسونز بين ثلاث أنساق هي: 1نسق الأفكار والمعتقدات2 انساق الأفكار والرموز التعبيرية كالأشكال الفنية 3أنساق التوجيهات القيمية .
• اهتمام بارسونز بالنظم التي يعرفها بأنها مركب من الأنماط التظيمية الملائمة للتنظيم كوحدة بنائية في النسق الإجتماعي.فيعرف علم الإجتماع بانه ذلك العلم اتلذي يهتم بدراسة تكون النظم .
• فكرة متغيرات الأنماط التي يعود له الفظل في إكتشافها وتدل هذه المتغيرات على البدائل التي تبدو في المعايير وفي اختبارات الفرد فيقدمها بارسونز في 5 أزواج :
1- الوجدانية / الحياد الوجداني
2- المصلحة الذاتية / المصلحة الجمعية
3- العمومية / الخصوصية
4- الأداء / النوعية
5- التخصص/ الإنتشار
• هذا وتجدر الإشارة إلى ماقام به بارسونز في معالجته بعض المؤسسات المحددة كالأسرة والإقتصاد والدين والحكومة ليبين كيف يساهم كل منها في الإستقرار الإجتماعي . ولوأخذنا الأسرة كنمودج لدراساته ووظيفتها في الإستقرار فسنرى كيف يبين لنا بارسونز أن الأسرة الصغيرة لها وظيفتين هما :
التنشأة الإجتماعية لأجيال الجديدة ، وتمكين شخصية الكهول من الإستقرار والتوازن .
7- خاتمة .
إن الوظيفية كأحد الإتجاهات المعاصرة في علم الإجتماع تعرضت إلى الكثير من النقد أهمه النقد الذي تعرضت له على خلفيتها الأيديولوجية حيث إعتبرها
الباحث يويوف صاحب كتاب \"نقد علم الإجتماع البرجوازي
المعاصر\" سوسيولوجية رجعية تدافع عن النظام الرأسمالي
المهتري وما فطر عليه هذا النظام من معايير وقيم أهمها
الملكية الخاصة لوسائل الإنتاج وأنها تعتبر أن
أي ثورة على هذا النظام هي شدود إجتماعي
يهدد سلامة الجسم الإجتماعي .

لائحة للمراجع المعتمدة

• نظرية علم الإجتماع طبيعتها وتطورها: نيقولا تيماشيف ترجمة مجموعة من الأساتذة : دار المعرفة الجامعية 1993
• العلوم الإجتماعية المعاصرة _ بيار أنصار ترجمة نخلة فريفر المركز الثقافي العربي .
• الفكرالإجتماعي نشأته وإتجاهاته وقضاياه سامية محمد جابر.دار المعرفة الجامعية.1990
• الموجز في نظريات علم الإجتماع التقليدية والمعاصرة د.أكرم حجازي أستاذ علم الإجتماع بدولة الأردن الشقيقة .
• اتجاهات نظرية في علم الإجتماع. عبد الباسط عبد المعطي عدد 44 من مجلة عالم الفكر .
• المعجم النقدي لعلم الإجتماع رايمون بودون وفرونسوا بوريكو
ترجمة الدكتور سليم حداد طبعة 1986
• منهجية علم الإجتماع بين الوظيفية والماركسية والبنيوية . أحمد القصير الهيئة المصرية االعامة للكتاب 1985
</b>

محب بلاده
2010-12-22, 18:19
من فضلك اخي اريد بحث حول مصادر المعلومات الغير مطبوعة بالمراجع
بارك الله فيك


مصادر المعلومات : المحتوى أو المضمون

عرض وتحليل ومناقشة
عفاف سامي القره غولي
ماجستير في علم المكتبات والمعلومات
مدرس مساق علم المكتبات والمعلومات /كلية الطب / جامعة بغداد سابقا[[/B][

مستخلص
يركز البحث على مصادر المعلومات من حيث المحتوى أو المضمون وإعطاء صورة واضحة ومتكاملة لأهم التعريفات الواردة فيها ومن ثم توضيح الجوانب التحليلية لها وعرض ومناقشة ابرز تقسيماتها بالتفصيل وتقديم الاستنتاجات والخروج بتقسيم موحد لأنواع مصادر المعلومات .

1-المقدمة :
أن معظم المصادر التي تعرف بأنواع مصادر المعلومات تختلف من تقسيماتها لهذه الأنواع حسب ( المحتوى أو المضمون ) فكل تقسيم قد جاء في كل منها يعبر عن وجهة نظر مؤلفها ، فمؤلف يقسمها إلى وثائقية وغير وثائقية ، والوثائقية إلى منشورة وغير منشورة ، وغير الوثائقية إلى رسمية وشخصية ، ومؤلف أخر يقسمها إلى مصادر مطبوعة أيضا تدخل تحت المنشورة وغير المنشورة ، وعلى الرغم من اختلاف وجهات النظر لإيجاد تقسيم ثابت للمصادر يهتم بمضامينها ، نجد أن جميع التقسيمات تلتقي في النهاية إلى تحديد معالم ثلاث أنواع رئيسية من مصادر المعلومات وهي مصادر معلومات أولية وثانوية وثالثة .....
وهكذا نجد الكثير من هذه التقسيمات المختلفة تتداخل مع تقسيمات أخرى لمصادر المعلومات سواء من حيث شكلها ،أو جهة نشرها ، أو حتى إتاحتها أو كونها محوسبة أو تقليدية وغير تقليدية ، وقد ركز البحث على مصادر المعلومات من حيث المحتوى أو المضمون وتم التطرق إلى أهم التعريفات الواردة فيها ومن ثم توضيح الجوانب التحليلية لها وعرض ومناقشة ابرز التقسيمات لها بالتفصيل وتقديم الاستنتاجات التي توصلت لها الباحثة بخصوص وضع تعريف خاص لكل واحدة منها وأخيرا الخروج بتقسيم موحد لأنواع مصادر المعلومات من حيث ( المحتوى أو المضمون ) .

2-هدف البحث :
يهدف البحث إلى نقاط متعددة وهي :
1-إعطاء صورة واضحة ومتكاملة عن مصادر المعلومات من حيث المحتوى أو المضمون .
2- إعطاء عرض وتحليل ومناقشة للتعاريف الواردة في كل من مصادر المعلومات الأولية / الثانوية / الثالثة .
3- عرض وتحليل ومناقشة التقسيمات الواردة في كل من مصادر المعلومات الأولية / الثانوية / الثالثة .
4- التوصل إلى تقسيم نهائي لمصادر المعلومات حسب مضمونها الذي توصلت إليه الباحثة من خلال بحثها .

3-الجوانب التحليلية للبحث :
في هذه الفقرة تستعرض الباحثة أهم التعاريف و التقسيمات الخاصة بمصادر المعلومات حسب (المضمون أو المحتوى ) في جانب من العرض والتحليل و المناقشة وذلك بالتركيز على تحليل العناصر الواردة في كل تعريف وتقسيم مع التركيز على النقاط التي فيها اختلاف من حيث وجهة نظر الباحثة ، حيث اشتمل التحليل الجوانب التالية :

3-1/ تعار يف مصادر المعلومات الأولية : عرض وتحليل ومناقشة :
يوضح العرض والتحليل التعاريف التي وردت في نتاج (6) مؤلفين ومن خلالها نجد ضمنا مواصفات مصادر المعلومات الأولية والتي استطاعت الباحثة التوصل إليها من خلال هذا العرض والتحليل وكما يلي :
3-1-1 تعار يف المصادر الأولية :
1- عرفها حشمت قاسم (1) " هي تلك الوثائق التي تشتمل أساسا على المعلومات الجديدة أو التصورات أو التفسيرات الجديدة لحقائق أو أفكار معروفة " .
2- عرفها محمد فتحي عبد الهادي (2) " هي أول وثائق تنشر في موضوعها سواء كانت تقريرا عن بحث أو حدث أو وصفا لأسلوب جديد لتطبيق فكرة أو موضوع قديم . وهي تمثل احدث المصادر المتاحة في الموضوع من المعلومات . والباحث الذي يتوصل إلى معلومات جديدة عادة ما يقدمها إلى غيره من الباحثين من خلال المصادر الأولى للمعلومات.
3- عرفها ميخائيلوف (3) " هي الوثائق التي تشتمل النتائج المباشرة للبحث والتصميم والتطوير العلمي ،وهي التي تحتوي على المعرفة العلمية الجديدة أو على الفهم الجديد للحقائق والأفكار المعروفة " .
4- عرفها محمد محمد آمان (4) " هي مصادر هامة للمستفيد حيث أنها توفر له بشكل مباشر المعلومات التي يرغب في الحصول عليها ، والمعلومات المتضمنة في المصدر قد تكون عليه بمعنى أنها معلومات حديثة لم تظهر سابقا في أي مطبوع " .
5- عرفها كاتز ( 5) " هي تلك المواد الأصلية التي يتم فلترتها filtered خلال التفسير أو التلخيص وكذلك لم تقيم من قبل مجموعة أخرى " .
6- عرفها احمد بدر (6) " هي تلك المصادر المعاصرة للحدث أو الشخص ، أي أنها اقرب ما يكون للحدث وهما أساس البحث الوثائقي " .
3-1-2- تعار يف المصادر الثانوية :
- عرفها حشمت قاسم: على أنها " مصادر تعتمد في مادتها ومحتواها على المصادر الأولية وعادة ما ترتب وفقا لخطوط نسقيه لتحقيق أهداف معينة ، وهي في تطبيقها أيسر منالا وأكثر اكتفاء بنفسها من المصادر الأولية " .
- عرفها محمد فتحي عبد الهادي: " هي تلك التي تعد من مصادر أولية أو تشير إليها، أي أنها تقدم عرضا لمعلومات منشورة ولا تقدم معلومات جديدة في العادة . وهي تتضمن معلومات ترتب وتنظم وفق خطة معينة، أي تقدم المعلومات المتاحة في المصادر الأولية بصورة أكثر ملائمة للاستعمال " .
- عرفها محمد محمد آمان :" هي تلك المصادر التي تمكن المستفيد من الحصول على المصادر الأولية مثل الببليوغرافيات وأدلة المؤسسات والإفراد المختصين بإصدار (تأليف ) مطبوعات و معلومات في موضوع أو مواضيع معينة مثل دليل الجمعيات العلمية أو دليل المكتبات المتخصصة " .
- عرفها ميخائيلوف :" هي الوثائق التي تقوم بصفة رئيسية بإعطاء المعلومات عن الوثائق الأولى وهي التي تتعامل مع نتائج الإعداد التحليلي – التركيبي للمعلومات العلمية الموجودة في الوثائق الأولية " .
- عرفها عبد الحافظ سلامة ( 7) " هي تكرار لنشر المعلومات الأولية بأسلوب جديد وصورة ملائمة للاستخدام ، بمعنى أنها تقدم المعلومات الأولية بصورة أكثر توسعا ، أو بصورة ملخصة ، أو بأسلوب مختلف عن أسلوب المعلومات الأولية" .
- عرفها عمر همشري ( 8 ) " هي التي تعتمد في مادتها على المصادر الأولية "
- عرفها عبد القادر الجبيل ( 9) " هي التي تقوم بصفة رئيسية بإعطاء المعلومات عن المصادر الأولية " .
3-1-3 تعار يف المصادر الثالثة :
1- عرفها حشمت قاسم :أنها تلك الوثائق التي تتركز وظيفتها الأساسية في الأخذ بيد المستفيدين من المعلومات لللافادة من الأوعية الأولية ، والثانوية وهي اقل تحديد ا في معالمها مقارنة بغيرها من مصادر المعلومات الأولية والثانوية ، ومعظم الإشكال الداخلة في هذه الفئة لا تقدم معلومات أو معارف موضوعية على الإطلاق وتشكل الببليوغرافيات( الوراقيات ) بكل أنواعها هذه الفئة " .
2- عرفها محمد فتحي عبد الهادي :"تتركز وظيفة هذا النوع من مصادر المعلومات الذي يزداد أهمية للوصول إلى المصادر الأولية والثانوية والإفادة منها واستخدامها وهي غير عادية في إن معظم الأشكال الداخلة في هذا النوع لاتحمل معلومات أو معارف "موضوعية " على الإطلاق " .
3- عرفها محمد محمد آمان: " هي المصادر التي تسجل في ثناياها معلومات عن المطبوعات والوثائق وأنواعها المختلفة عن موضوعات مختلفة ، وتشمل الببليوغرافيات عن الببليوغرافيات وأدلة الأدبيات و المراجعات والتي تلعب دورا هاما في تسهيل إيصال المعلومات إلى المستفيدين وتقييمها و تلخيصها ، أو قد يكون المطبوع مشتملا على قائمة في المصادر الثانوية " .
4- عرفها عبد الحافظ سلامة :" تتركز وظيفة هذا النوع على مصادر المعلومات سنه بعد سنه نتيجة النمو المطرد والمتزايد للإنتاج الفكري وتفيد في العادة الباحثين في الوصول إلى المعلومات والموضوعات التي يتخصصون فيها " .
5- عرفها عمر همشري :" هي التي ترشد الباحثين إلى المصادر الأولية و الثانوية " .
6- عرفها صباح رحيمة (10) : " سلسلة من العمليات التي تهدف إلى خلق قوائم فاعلة لمختلف وسائل السيطرة على مصادر المعلومات الثانوية مثل الببليوغرافيات و الأدلة " .

3-2 / العرض والتحليل والمناقشة :
3-2-1 عرض وتحليل ومناقشة تعار يف المصادر الأولية :
- الحداثة : يتضح من خلال تعار يف ثلاث مؤلفين وهم حشمت قاسم ومحمد فتحي عبد الهادي و ميخائيلوف أنهم اتفقوا على جانب الجديد والذي توفره مصادر المعلومات الأولية ، ويضيف لهم محمد محمد آمان في كون الجديد هو معلومات لم تظهر سابقا في أي مطبوع مؤكدا على جانب لم تشر إليه التعريفات السابقة .
- حقائق وأفكار معروفة : يتطابق تعريف حشمت قاسم مع ميخائيلوف من حيث الأفكار المعروفة والحقائق التي تتضمن أبعاد أخرى في بعض منها عن ما جاء به الآخرون والتي لم يتطرقون لها .
- الأصالة والمعاصرة للمعلومات : يشابه رأي كاتز ، احمد بدر فيما يتضمن تعريفهما من عمق في ما أتى به من مضمون حيث يؤكد على جانب الأصالة و المعاصرة والقرب من الأحداث الأصيلة والتي اعتبرها احمد بدر أساسا للبحث الوثائقي ، لكن الباحثة هنا تختلف معه أليست المصادر الأولية هي مهمة للبحوث التجريبية أو الوصفية أو الاستكشافية ، أو لغيرها من البحوث .
- تسجيل نتائج مباشرة : يتفق ميخائيلوف مع محمد محمد أمان في أن مصادر المعلومات الأولية تسجل النتائج المباشرة للبحوث العلمية سواء تم تدوينها من قبل شخص أو جهة معينة مخولة بجمعها أو نشرها .
- تفسيرات جديدة لمعارف قديمة : هذا ما يؤكده محمد فتحي عبد الهادي في تعريفه على هذه الناحية وهذا ما تؤيده الباحثة أيضا لهذه الفكرة مثال ذلك لو أخذنا قانون براد فورد فالفكرة الأولية هي مصدر أولي وما كتب عنه أو بعده يعتبر ثانوي إلا إذا جاء بقانون أخر ينفيه أو يدحضه فيصبح مصدر أولي وهذا ينطبق مع فكرة المؤلف . أي التأكيد هنا على جانب ( المحتوى أو المضمون ) أي المحتوى الموضوعي للوثيقة وليس الوثيقة نفسها كوعاء وهو أهم جانب للمستفيدين عموما والباحثين خصوصا ، وهذا هو موضوع بحثنا الذي يتم التركيز عليه .

تستنتج الباحثة من خلال كل ما تقدم أن التعريف المناسب لمصادر المعلومات الأولية هو تلك الوثائق أو المطبوعات التي تشتمل أساسا في مضمونها على المعلومات أو التصورات أو التفسيرات الجديدة لحقائق أو أفكار معروفة سواء سجلت هذه المعلومات خطيا أو طباعيا على الورق أي تقليدية أو الكترونيا أي غير تقليدية .

3-2-2 عرض وتحليل ومناقشة تعار يف المصادر الثانوية :
- تعتمد في مضمونها على مصادر المعلومات الأولية : نجد أن كافة التعريفات التي وردت عن المؤلفين تشير إلى مفهوم المصادر الثانوية بأنها مصادر اعتمدت في مضمونها على مصادر المعلومات الأولية ، وقد برزت العبارات التالية من خلال تحليل عناصر كل تعريف وهي ( تعتمد – تعد – تمكن – تعطي – تنقل – تقدم ) فهي أما أن تحوي معلومات عن النتاج الفكري الأولي ، أو تتضمن نتائج معالجة ( إعداد ) المعلومات التي تضمنها النتاج الفكري الأولي أي حسب مضمونها .
- مصادر توفر سبل الوصول إلى المصادر الأولية : يوضح محمد فتحي عبد الهادي وعبد الحافظ سلامة بأنها تلك المصادر التي تشير إلى المصادر الأولية ، أو أنها تقدمها ولكن بصورة أكثر توسعا ، والباحثة تؤيد هذا الرأي فالأطروحة مثلا ( مصدر أولي ) وإذا تحولت المعلومات التي تضمها إلى احد إشكال المصادر الثانوية مثل مراجعة علمية ( review ) فسوف تكون هنا مصدر ثانوي يوفر سبل وصول إلى مصدر أولي ، أي أنها تشتمل على معلومات سبق تسجيلها ، وقد أيد هذا الرأي كل من عمر همشري وعبد القادر الحبيل .
- أيسر منالا وأكثر اكتفاء : أكد حشمت قاسم من خلال تعريفه إلى أنها أيسر منالا وأكثر اكتفاء بنفسها من المصادر الأولية ، وان الباحثة تؤيده في هذا الرأي لكون مصادر المعلومات الثانوية تستخدم كأدلة أو مفاتيح للوصول إلى محتويات الأوعية أو المصادر الأولية وإنها تقدم المعلومات بشكل مناسب إلى فئات معينة من القراء والمستفيدين فهي إذا تستخدم كمستودعات للمعلومات الجاهزة .
- تتعامل مع نتائج الإعداد التحليلي – التركيبي للمعلومات : هذا ما أكده وأشار إليه ميخائيلوف كونها تتعامل مع نتائج الإعداد التحليلي – التركيبي للمعلومات العلمية الموجودة في الوثائق الأولية والباحثة تتفق معه في هذا الجانب ومثال على ذلك حيث يستعين الباحث بالمصدر الأولي في وضع تفسير بالنسبة للفروض الخاصة بمشكلة البحث والنتائج التي يصل إليها ، وأيضا يفيده هذا العمل للتأكد من أن العمل الذي يقوم بفحصه ودراسته لم يقم به شخص أخر .
- تكون معلوماتها منقولة أو مترجمة : هذا ما يوضحه عبد الحافظ سلامة وعمر همشري وعبد القادر الحبيل في أنها تكرار لنشر المعلومات الأولية بأسلوب جديد أي قد تكون منقولة ا ومترجمة عبر المصدر الأولي بشكل غير مباشر ، وبذلك وفي رأي الباحثة تكون معلومات المصادر الثانوية اقل دقة من معلومات المصادر الأولية . والذي لم يتطرق إليه المؤلفين في جميع ما ورد انه بالإمكان لمصادر المعلومات الثانوية أن توفر معلوماتها عبر مصدر أولي أو ثانوي أو ثالث . أي عدم حصر اعتمادها على المصادر الأولية بل على مصادر ثانوية أيضا مثال ذلك إذا ورد مصدر أولي بشكل بحث في إحدى الدوريات العلمية المتخصصة أو نشر في إحدى وقائع المؤتمرات العلمية ، ثم تحولت المعلومات التي يضمها إلى احد أشكال المصادر الثانوية مثل مراجعة علمية ، فالمراجعة وهي نصدر ثانوي قد اعتمدت في مضمونها على مصدر أولي سابق وإذا قام شخص ثالث بترجمة المراجعة العلمية من لغتها الأصلية إلى لغة ثانية فسوف يكون الناتج مصدر ثانوي اعتمد في مضمونه على مصدر ثانوي أخر ( أي انه الشكل غير المباشر من اعتماد مصادر ثانوية على مصادر ثانوية أخرى ) قد تكون هي بدورها اعتمدت على مصادر ثانوية أو أولية .

تستنتج الباحثة من خلال كل ما تقدم أن التعريف المناسب لمصادر المعلومات الثانوية هو تلك المصادر التي تعتمد في مضمونها على المصادر الأولية أو تنقل معلوماتها عنها بشكل مباشر أو غير مباشر وتشتمل على معلومات سبق تسجيلها حيث يتم ترتيبها وفقا لخطط نسقيه تهدف إلى تحقيق أهداف عملية معينة ، وتتركز مهمتها في تجميع وتبسيط وتلخيص وتركيز ونقل وترجمة عبر مصدر ثاني أو ثالث متناقلة معلوماته عبر المصدر الأولي بشكل غير مباشر بهدف تقديم المعلومات بشكل مناسب لفئات معينة من القراء أو المستفيدين .

3-2-3 عرض وتحليل ومناقشة تعار يف المصادر الثالثة :
- مفاتيح للوصول إلى المصادر الأولية و الثانوية : يتضح من خلال تعار يف المؤلفين لها أنهم يتفقون في رأيهم في أنها تأخذ بيد المستفيدين من المعلومات للإفادة من مصادر المعلومات الأولية و الثانوية وهم حشمت قاسم ومحمد فتحي عبد الهادي وعمر همشري والمقصود هنا أنها أي مصدر لا ينطبق عليه تعريف المصادر الأولية ولا تعريف المصادر الثانوية مثل عروض الكتب ، أما المصادر التي تقدم تعريفا بمصادر المعلومات الأولية والثانوية مثل الإذاعة والتلفزيون والتي تعتبر مصدر للمعلومات من الدرجة الثالثة لأنها تقدم كلا النوعين المصادر الأولية والثانوية وتعرف يهما ، كذلك يمكن اعتبار الانترنت كمصدر من مصادر المعلومات من الدرجة الثالثة لأنه يعرف يكلا النوعين مصادر المعلومات الأولية والثانوية .
- لاتقدم معلومات أو معارف موضوعية : حيث اتفق كل من حشمت قاسم ومحمد فتحي عبد الهادي على أنها لا تقدم معلومات إلى المستفيدين ولا حتى معارف موضوعية بينما يختلف معهم محمد محمد آمان وعبد الحافظ سلامة في أنها تسجل معلومات وتفيد الباحثين في الموضوعات التي يتخصصون فيها .
- تتزايد طرديا مع تزايد النتاج الفكري : يؤيد كل من محمد فتحي عبد الهادي وعبد الحافظ سلامة أي كل منهما على تزايد أهميتها ونموها كلما ازداد حجم الإنتاج الفكري العلمي وبأنها أشكال غير عادية كونها تشكل مفاتيح ذهبية بدونها لاتستطيع استثمار كنوز المعرفة البشرية والتقدم العلمي .
- تشتمل على قائمة في المصادر الثانوية :أكد على هذه الصفة محمد محمد آمان ولكن الباحثة لاتتفق معه في هذا الرأي حيث أنها تعطي صورة كاملة من مواصفات المصادر الثالثة وتؤيد الباحثة رأي صباح رحيمة في أنها تخلق قوائم فاعلة لمختلف وسائل السيطرة على مصادر المعلومات الثانوية .
- تلخيص المعلومات وتقييمها : أكد على هذه الصفة محمد محمد آمان وان الباحثة تتفق معه في هذا الرأي أيضا وذلك لأنها تقدمها جاهزة كمفاتيح للوصول إلى المحتوى الأصلي للمادة المطلوبة .

تستنتج الباحثة من خلال كل ما تقدم أن التعريف المناسب لمصادر المعلومات الثالثة هو تلك المصادر التي تقوم بتقويم وتلخيص وتقديم المعلومات كمفاتيح وصول للمعلومات والتي تقوم بإرشاد وإعلام المستفيدين عن مصادر المعلومات الأولية و الثانوية حيث أنها لاتقدم معلومات أو معارف موضوعية من حيث مضمونها .

3-3 / تقسيمات مصادر المعلومات الأولية والثانوية والثالثة :
3-3-1 تقسيمات المصادر الأولية:
سوف نوضح تقسيمات مصادر المعلومات الأولية من قبل ستة مؤلفين بشكل تفصيلي ودقيق ، وتلاحظ الباحثة أنهم ركزوا في تقسيمهم على تقسيمها إلى مصادر معلومات أولية ( وثائقية ) والتي تتضمن المنشورة وغير المنشورة أو المطبوعة وهذا ما سيتم توضيحه من خلال تقسيم كل مؤلف وتحليله وكما يلي :
- يشير حشمت قاسم إلى تقسيمها إلى مصادر وثائقية وتشمل ( المنشورة وغير المنشورة ) مثل :
** المنشورة وتشمل :
الدوريات /تقارير البحوث /أعمال المؤتمرات / المطبوعات الرسمية / براءات الاختراع /المعايير الموحدة والمواصفات / الوثائق أو المواد الإعلامية التجارية / الرسائل الجامعية .
** غير المنشورة وتشمل :
مذكرات المعامل / اليوميات / الرسائل و المراسلات الشخصية / ملفات الشركات /ملفات الأشخاص / غيرها من المواد الأرشيفية .

- أما ميخائيلوف فقد قسمها إلى مطبوعات ( منشورة وغير منشورة ) :
** مطبوعات منشورة مثل :
كتب أحادية ( المنفردات ) مثل : مجموعة البحوث/ سجلات المؤتمرات او ندوات اجتماعية / كتب دراسية وعلمية / مطبوعات رسمية ) .
الدوريات وتشمل : ( المسلسلات / الصحف / المجلات ) .
أنواع خاصة من المطبوعات الأولية مثل : مطبوعات التوحيد القياسي / الوثائق الفنية / براءات الاختراع /الفهارس الفنية / نشرات المعلومات / رسائل إخبارية .
** مطبوعات غير منشورة مثل :
تقارير علمية وفنية / رسائل جامعية / بطاقات المعلومات / مستلات ما قبل النشر/ المخطوطات المودعة .
- وقسمها وليم كاتز إلى : مصادر منشورة وغير منشورة
- مصادر منشورة مثل : مقالات الدوريات / منفردات / تقارير / براءات الاختراع / الاطاريح / المقالات تحت الطبع.
- مصادر غير منشورة مثل : اللقاءات و الندوات / الحلقات الدراسية / الرسائل التي يمكن أن تتلف .

- ذكرها عبد الحافظ سلامة وقسمها إلى وثائقية .
- ذكرها محمد محمد آمان وقسمها إلى مصادر مطبوعة .

3-3-2 تقسيمات المصادر الثانوية :
لقد تم تقسيم مصادر المعلومات الثانوية من قبل 8 مؤلفين بشكل تفصيلي ودقيق . وتلاحظ الباحثة أن هذه التقسيمات تركز على عدة أمور مهمة تطرق لها المؤلفين في تقسيماتهم وهي حسب أسلوب معالجة المعلومات وحسب درجة المعلومات المتضمنة فيها- منشورة أو غير منشورة – وحسب الشكل المادي – تقليدية وغير تقليدية ، وهذا ما سيتم توضيحه من خلال العرض التالي :
- قسمها حشمت قاسم إلى : المجلات المتخصصة / خدمات التكشيف والاستخلاص / مراجعات علمية / كتب مرجعية / أعمال شاملة / كتب دراسية .
- قسمها محمد فتحي عبد الهادي إلى : كشافات / نشرات / ومستخلصات / ببليوغرافيات / عروض ومراجعات / مراصد المعلومات الببليوغرافية / الكتب المرجعية / الأعمال الشاملة / الكتب الدراسية / الأدلة .
- قسمها ميخائيلوف إلى : مراجع / عروض التطور / مجلات المستخلصات والكشافات / فهرس المكتبات / قوائم المؤلفات ( الببليوغرافيات ) .
- قسمها عبد الحافظ سلامة إلى : ببليوغرافيات / كتب مرجعية / كشافات
- قسمها محمد محمد آمان إلى : ببليوغرافيات/ أدلة / تقارير شركات / مذكرات / مراسلات /مسودات / مستخلصات / كشافات / دوريات الاستخلاص .
- قسمها كروكان إلى : مجلات متخصصة / خدمات التكشيف والاستخلاص / مراجعات علمية / كتب مرجعية / أعمال شاملة / كتب دراسية
– قسمها عبد القادر الحبيل إلى : مراجع / مجلات المستخلصات / فهارس المكتبات / الببليوغرافيات / الكشافات .
- قسمها عمر همشري إلى : كتب تمهيدية / كتب دراسية / مراجع .

3-3-3 تقسيمات المصادر الثالثة :
قام (6) مؤلفين بتقسيم مصادر المعلومات الثالثة ، ونلاحظ من خلال هذه التقسيمات أنها تشمل الببليوغرافيات بكل أنواعها وكما يلي :
- قسمها حشمت قاسم إلى :
* كتب سنوية وأدلة
* وراقيات ( ببليوغرافيات ) وتشمل :
قوائم الكتب / فهرس المجلات / قوائم خدمات التكشيف والاستخلاص
* أدلة الإنتاج الفكري
* قوائم البحوث الجارية
* أدلة المكتبات و مصادر المعلومات
* أدلة الهيئات

- قسمها محمد فتحي عبد الهادي إلى :
* ببليوغرا فية الببليوغرافيات
* المرشد إلى أدب الموضوع : كتب/ مراجع / كشافات / ببليوغرافيات

- قسمها محمد محمد آمان إلى :
* ببلوغرافيا الببليوغرافيات
* أدلة الأدبيات
* نقد المطبوعات ( عروض الكتب والمقالات )
* قوائم بالمصادر الثانوية ( أدلة بنوك ومراصد المعلومات )

- قسمها صباح رحيمة إلى :
* ببليوغرا فيا الببليوغرافيات 10
* أدلة الأدبيات مثل
أدلة كتب تجارية / أدلة العروض / أدلة الأطروحات / أدلة مؤتمرات / مواد غير الكتب
*ببليوغرافيات الدوريات
* جميع بنوك المعلومات المحلية والإقليمية والعالمية
* أقراص الليزر
* المكتبي المتخصص في قسم المراجع والخدمات المرجعية

- قسمها عمر همشري إلى :
كشافات / مستخلصات / الببليوغرافيات / أدلة الدوريات / أدلة الهيئات

قسمها كروكان ( 11 ) إلى :
* كتب سنوية وأدلة
* وراقيات وتشمل
قوائم الكتب / فهارس المجلات

* أدلة الإنتاج الفكري وتشمل : قوائم خدمات التكشيف والاستخلاص
* قوائم بحوث جارية مثل : وراقيات الوراقيات
* أدلة المكتبات ومصادر المعلومات
* أدلة الهيئات

- قسمها عبد الحافظ محمد سلامة إلى :
ببلوغرافيا الببليوغرافيات

3-4 العرض والتحليل والمناقشة :
3-4-1 عرض وتحليل ومناقشة تقسيمات المصادر الأولية :
- يشير حشمت قاسم إلى تقسيم المصادر الأولية إلى مصادر وثائقية وتشمل ( المنشورة وغير المنشورة ) ، ويقصد بالوثائقية هنا التي تضم جميع أنواع الوثائق التي تشكل الذاكرة الخارجية التي تختزن حصيلة المعرفة البشرية وقد قسمها تبعا لنوعية المعلومات وكذلك انه يشير إلى مواد أرشيفية ، أي انه لاينظر هنا إلى شكل الوعاء وإنما يؤكد على ما يضمه من حصيلة المعرفة البشرية ( أي المضمون ) .
- يلاحظ أن تقسيم محمد فتحي عبد الهادي للمصادر الأولية يطابق تقسيم حشمت قاسم وخاصة من ناحية تركيزه على المواد الأرشيفية وأيضا من ناحية تقسيمه إلى مصادر وثائقية ( منشورة وغير منشورة ) ، ولكنه لم يحدد نوع الدوريات هل هي متخصصة أم عامة أم شبه متخصصة أو يحددها بتلك الصادرة عن هيئات علمية ، حيث انه هناك مقاييس خاصة لها لتحديد صفتها هل هي أولية أم ثانوية حيث انه إذا احتوت الدوريات على بحوث علمية ودراسات ومعلوماتها حديثة وتنشر لأول مرة تعتبر مصادر أولية مثل الدوريات المتخصصة العلمية التي تصدرها الهيئات و المنظمات والجمعيات والمؤسسات العلمية ومراكز البحوث وهذا مالم توضحه جميع التقسيمات السابقة .
- أما وليم كاتز فانه حدد مصادر المعلومات الأولية بالمنشورة وغير المنشورة ، حيث شابه الآخرين في تقسيماتهم ولكنه ذكر الاطاريح لكنه لم يذكر أل thescs ، والتقارير ذكرها بشكل عام دون أي تحديد ولم يتطرق مثل الآخرين إلى المواد الأرشيفية أو الخاطبات الرسمية أو المذكرات اليومية أو المخطوطات .
- فيما ورد في تقسيم ميخائيلوف بخصوص الكتب الدراسية والمنفردات حيث انه اعتبرها مصادر أولية إلا إن الباحثة لا تتفق معه في الرأي حيث أنها تمثل مصادر معلومات ثانوية ، كذلك نوع المجلات هل هي علمية متخصصة أم ماذا ! وفي رأي الباحثة إن الصحف هي مصادر معلومات ثانوية أما الفهارس الفنية هي ثالثة أما نشرات المعلومات والرسائل الإخبارية فهي ثانوية وذلك لأنها دائما غير محكمة ، وما أورده بخصوص الوثائق الفنية مصطلح مبهم هل المقصود Technical Documents Reports وكذلك بطاقات المعلومات غير مفهومة أيضا ، كما انه شابه الآخرين في تقسيماتهم ولكنه اختلف عنهم في عدم ذكره للمواد الأرشيفية التي سبق الإشارة إليها في التقسيمات الأخرى .
- قسمها عبد الحافظ سلامة إلى وثائقية أيضا لكنه يختلف عن الآخرين في ذكره جانب الدراسات الميدانية مثلا ماهو فرقها عن دراسات الماجستير و الدكتوراه ولاكته لم يميز فيما بين المنشور وغير المنشور .
- أما محمد محمد آمان فقد قسمها إلى مصادر مطبوعة ، ولم يقسمها كالآخرين إلى مصادر وثائقية أو غير وثائقية ولكن الباحثة لا تتفق معه في كونه لم يحدد نوعية الكتب كمصادر أولية ثم أليس المطبوعات الحكومية هي واحدة من أنواع الكتب فلماذا يذكرها وحدها .

3-4-2 عرض وتحليل ومناقشة تقسيمات المصادر الثانوية :
- يتميز تقسيم حشمت قاسم في عدم تحديد المصدر بالشكل المادي لمصادر المعلومات في اعتبارها مصادر أولية أو ثانوية ، هذا بالنسبة للمصادر الورقية أو التقليدية فبعض الكتب تعتبر مصادر أولية بينما البعض الأخر يعتبر ثانوي وأيضا فيما يخص المجلات العلمية المتخصصة فهي تعتبر مصدر أولي إذا أشارت إلى معلومات بمستوى أصيل وأيضا تعتبر ثانوية عندما تشير إلى معلومات بمستوى ثانوي أي انه ركز على المضمون ، بينما تخالف الباحثة المؤلف في تقسيمه إلى خدمات التكشيف والاستخلاص حيث أنها تعتبر مصادر ثالثة كذلك تقسيم كروكان . ونلاحظ انه استثنى في تقسيمه مصادر المعلومات غير التقليدية ( السمعية والبصرية والمصغرات ) ومصادر المعلومات المحو سبة وفي رأي الباحثة أن هذه الأشكال بإمكانها أن تكون مصادر أولية أو ثانوية أو ثالثة وتلاحظ الباحثة إن تقسيم كروكان هو نفس التقسيم الذي أورده حشمت قاسم .
- أما محمد فتحي عبد الهادي فقد خالف برأيه الآخرين بتطرقه إلى مصادر المعلومات الثانوية غير التقليدية وهي مراصد أو بنوك المعلومات الببليوغرافية أي انه أكد في تقسيمه إمكانية استيعاب الأشكال المادية التي يمكن أن ترد بها مصادر المعلومات الثانوية سواء التقليدية أو غير التقليدية والتي ظهرت نتيجة التطورات التكنولوجية الحديثة وظهور الوثائق الالكترونية والتي تتميز بالسرعة الهائلة في توصيل المعلومات إلى الباحثين وهنا لا تتفق البحثية معه في الرأي وذلك لكونه لم يهتم بمصادر المعلومات التي تهتم بالمضمون . وأورد الكشافات والنشرات للمستخلصات على إنها ثانوية ( فهي ثالثة ) الببليوغرافيات ( ثالثة) لكونها مواد عبارة عن مفاتيح لمواد ثانوية وأولية ، أما من ناحية مراصد المعلومات الببليوغرافية فهي في رأي الباحثة مؤسسات لكنها تتضمن مواد ثالثة مثل oclc ( ببلوغرافيا ) كذلك أورد الأدلة وهي في رأي الباحثة ثالثة .
- وقد قام ميخائيلوف بتقسيم مصادر المعلومات الثانوية وترتيبها حسب درجة المعلومات المتضمنة فيها أي حسب مضمونها مثل مراجع – عروض – مستخلصات – فهارس ...الخ ، والواقع إن قوائم المؤلفات (ببليوغرافيات ) هي مصدر ثالث كذلك مجلات المستخلصات وكشافات الدوريات وفهرس المكتبات لأنها عبارة عن مفاتيح لمواد أولية و ثانوية .
- اتفقت تقسيمات كل من عبد الحافظ سلامة وعبد القادر الحبيل وعمر همشري من حيث تحديد أشكال مصادر المعلومات الثانوية ولكن الباحثة تتساءل هنا هو إغفالهم لعدم ذكر الموسوعات والمعاجم أي أنهم لم يتوسعوا أو يعطوا ا تفاصيل دقيقة لتقسيماتهم ، وتختلف الباحثة مع عبد الحافظ سلامة وعبد القادر الحبيل في كون الببليوغرافيات والكشافات وفهارس المكتبات هي مصادر معلومات ثالثة .
- أما بخصوص محمد محمد آمان فقد ركز مع محمد فتحي عبد الهادي على موضوع الأدلة الببليوغرافيات كمصدر ثانوي ، فالأول خصص لها حقل كامل.
ولكن الباحثة تتساءل هنا أين التقسيمات الأخرى لها أما الثاني فقد مر عليها دون ذكر أي تفاصيل أيضا ، لكن الباحثة تعتقد هنا أن الأدلة هي مصدر من الرجة الثالثة لأنها تحتوي على معلومات أولية وثانوية مثل الببليوغرافيات والأدلة هي مصادر ثالثة وليست ثانوية ، كذلك الكشافات والمستخلصات ، ومن ناحية أخرى فان المذكرات الشخصية والمراسلات هي مصادر أولية .

3-4-3 عرض وتحليل ومناقشة تقسيمات المصادر الثالثة :
-نلاحظ إن تقسيم حشمت قاسم يتقارب أو يتطابق مع تقسيم كروكان فقد ذكر كل منهم موضوع الأدلة فهناك الكتب السنوية والأدلة وكذلك أدلة المكتبات ومصادر المعلومات وأدلة الهيئات ، فمن الممكن جمعها في نوع واحد فقط بدل من تشتتها في أنواع مختلفة . ومن الخطأ جمع الكتب السنوية مع الأدلة وذلك لان الباحثة تعتبر الكتب السنوية ( ثانوية) .
- يتفق رأي محمد فتحي عبد الهادي مع رأي عبد الحافظ سلامة في التركيز على كونها ببلوغرافيا الببليوغرافيات ويضيف عليه محمد فتحي عبد الهادي في تحديده المراجع والكشافات لكنه لم يتطرق إلى الأدلة أو العروض ولا حتى المستخلصات مثل الآخرين .
- أما المؤلف محمد محمد آمان ذكر ( نتقد المطبوعات ) وفي رأي الباحثة إنها مصدر ثانوي ، وأيضا انه تطرق إلى الجانب الغير تقليدي مثل أدلة البنوك ومراصد المعلومات المحلية والإقليمية والعالمية وفي رأي الباحثة من الخطأ جمعها مع بعض وأضاف عليه أيضا أقراص الليزر أي الأشكال الالكترونية ، وتميز عن الآخرين في كونه قد افرد فقرة كاملة عن الأدلة ولكنه هناك خطا فادح في كون جميع بنوك المعلومات عبارة عن قواعد بيانات قد تكون ببليوغرافية و /أو نصوص كاملة ، وهي تتضمن مواد أولية وثانوية وثالثة أي (ليس مادة بل مؤسسة ) ، أما من ناحية أقراص الليزر فهي أوعية وليست مواد ، أما المكتبي المتخصص في رأي صباح رحيمة ، فهو في رأي الباحثة شخص وليس مادة ( محتوى أو مضمون ) .
- ولم يختلف تقسيم عمر همشري في تقسيمه لمصادر المعلومات الثالثة عن الآخرين وقد حددهما في خمس فقرات فقط ، ولكنه فرق بين الأدلة أيضا .

التقسيم النهائي لمصادر المعلومات حسب مضمونها :
بعد أن تم استعراض وتحليل ومناقشة التقسيمات الواردة للمصادر الأولية / الثانوية / الثالثة بشكل تفصيلي ودقيق استطاعت الباحثة أن تتوصل إلى إلى التقسيم التالي لمصادر المعلومات حسب ( المحتوى أو المضمون ) وكما يوضحها الجدول رقم (1) :

المضمون أو( المحتوى )


http://informatics.gov.sa/pic/no18/image002.gif

- رسائل جامعية - المجلات والصحف العامة - الكشافات والمستخلصات
- براءات اختراع - مراجعات علمية - الببليوغرافيات
- دوريات علمية محكمة - كتب مرجعية - الأدلة (بشكل عام )
- أعمال مؤتمرات - موسوعات - ببليوغرافياالببليوغرافيات
- مطبوعات رسمية - معاجم - فهارس فنية
_ تقارير البحوث - قواميس - فهارس المكتبات
- المعايير الموحدة والمواصفات - الكتب الدراسية
- كتب المنفردات ( الأحادية ) - الموجزات الإرشادية
- المخطوطات - كتب سنوية
- المطبوعات والهيئات التجارية - نشرات معلومات ورسائل إخبارية
والصناعية - نقد المطبوعات
- الرسائل والمراسلات الشخصية
- المذكرات

الجدول رقم (1)

أي انه في رأي الباحثة أن كافة مصادر المعلومات حسب مضمونها وبكافة أشكالها أولية / ثانوية / ثالثة جميعها ممكن أن تكون تقليدية وغير تقليدية ، منشورة أو غير منشورة ، وثائقية وغير وثائقية .

المراجع :
1- حشمت قاسم . مصادر المعلومات وتنمية مقتنيات المكتبات .-القاهرة : مكتبة غريب ، 1988 ، ص22 .
2- محمد فتحي عبد الهادي . مقدمة في علم المعلومات .- القاهرة : مكتبة غريب ، 1984ص83
3- ميخائيلوف ،أي ،أي وكليارينسكي ،آر ،اس. مدخل إلى علم المعلومات والتوثيق؛ ترجمة نزار محمد علي .- جامعة الموصل : مديرية دار الكتب للطباعة والنشر ، 1985 ، ص31
4- محمد محمد آمان . خدمات المعلومات مع إشارة خاصة إلى الإحاطة الجارية .- الرياض : دار المريخ ، 1985 .ص85
Mc Katz, William A . Introduction to Reference Work .- 3red.ed.- New York : - 5- Grow Hill , 1978 .- Vol .1.
6- احمد بدر . أصول البحث العلمي ومناهجه .- الكويت : وكالة المطبوعات ، 1986 .- ص 552
7- عبد الحافظ سلامة . خدمات المعلومات وتنمية المقتنيات المكتبية .- عمان: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، 1977 . ص83
8- عمر همشري وربحي عليان .- المرجع في علم المكتبات والمعلومات .- عمان: دار الشروق للنشر والتوزيع ، 1977 ، ص 67-68
9- عبد القادر الحبيل . مصادر المعلومات في دول الخليج العربي .- بغداد: مركز التوثيق الإعلامي لدول الخليج العربي، (السلسلة التوثيقية -1- ) ، 1983 . ص 13
10 – صباح رحيمة محسن ." مصادر المعلومات من الدرجة الثالثة : ماهيتها وأهميتها " وقائع ندوة الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات .- زغوان : ( تونس )، 1996 . ص309
Denis, Science Technology.- London : civile bingley , 1973 p.6 1 Grogan. 11-

محب بلاده
2010-12-22, 18:58
حلول لفروض المراسله للسنه الاولى متوسط


حلول لبعض المواد

انجليزية
http://www.ziddu.com/download/13087035/englais.zip.html (http://www.ziddu.com/download/13087035/englais.zip.html)
رياضيات
http://www.ziddu.com/download/13087034/maths.zip.html (http://www.ziddu.com/download/13087034/maths.zip.html)
عربية
http://www.ziddu.com/download/13087032/arabe.zip.html (http://www.ziddu.com/download/13087032/arabe.zip.html)
فرنسية
http://www.ziddu.com/download/13087031/franais.zip.html (http://www.ziddu.com/download/13087031/franais.zip.html)

فيزياء
http://www.ziddu.com/download/13087033/physique.zip.html (http://www.ziddu.com/download/13087033/physique.zip.html)

محمد بن القاسم
2010-12-23, 12:39
طلب بحوث أو رسائل
نظم المعلومات في الموارد البشرية
بارك الله فيكم

الجحفة
2010-12-23, 13:25
شكرا جزيلا اخي الكريم
ان تكرمت علينا اريد بحثاحول التنقيب عن الآثار
واكون ممتنا ان وجدته عندك شكرا جزيلا

وزير محمد
2010-12-23, 14:19
اريد بحث حول التغذية عند النبات من فضلك
وشكراااااااااااااااااااااااااا

pipobilal
2010-12-23, 15:41
من فضلكم اريد بحث حول كيفية اختيار الموضوع: و تحديد المشكلة
c'est urgent SVP

Yara34
2010-12-23, 16:47
اسم العضو Yara34

الطلب :la cote algerienne (le littoral )

المستوى 4AM

أجل التسليم :Lundi

ابن الشاوية
2010-12-23, 19:54
الاختصاص علم النفس عمل وتنضيم
الطلب
بحث في سياسة الاجور:mh31::mh31:

محب بلاده
2010-12-23, 20:23
ينتشر الضوء في الخلاء بسرعة v تقارب 300 الف كيلومتر في الثانية فيقطع المسافة d بين الشمس والارض خلال زمن t=8min20s
اعط الكتابة العلمية لكل من tوv
احسب المسافة d بالكيلو متر ثم بالمتر . واعط كتا بتها العلمية.


بليز بسرعة محتاجاتوووووووووو
الحل
الكتابة العلمية ل v و t
الكتابة العلمية لt
t=d/v
الكتابة العلمية ل v
v=d/t

العلاقة الرياضية تعطى كالتالي

d=v*t

نقوم بالتحويل من الدقيقة للثانية
8*60=480s
480+20=500s
d=300000*500
d=150000000km
d=150000000*1000
d=150000000000m

محب بلاده
2010-12-23, 20:27
اريد بحث حول التغذية عند النبات من فضلك
وشكراااااااااااااااااااااااااا


التغذية عند النبات

http://www.aliklil.com/vb/images/smilies/53.gifالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته http://www.aliklil.com/vb/images/smilies/53.gif
آيات عظمة الله في النباتات http://www.aliklil.com/vb/images/smilies/39.gif
قال الله تعالى في كتابه الحكيم: (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (الأنعام:99)

النبات عالم قائم بذاته، ومازال العلماء يجتهدون في دراسته وفي كل يوم يقطعون في كشف خصائصه أشواطاً شاسعة ... وقد قسم العلماء النبات إلى عدة أقسام مختلفة بالنسبة لصفاتها التشريحية، أو تناسلها، أو بيئتها .

و ينبت النبات عموماً من بذرة تتوافر لها ظروف خاصة، أهمها حيوية الأجنة فيها، وتحافظ البذور على حيويتها لمدة طويلة تعتبر في ذاتها دليلاً على وجود الله، فقد أمكن استنبات حبات قمح وجدت في قبور الفراعنة . ويجب توافر الماء الضروري للإنبات والحرارة المناسبة، فكل بذرة تنبت في درجة حرارة معينة، والهواء ضروري للنبات، هو كائن حي يعيش ويحيا ويتنفس بل ويحس .. يحزن ويسعد .. فلقد أجريت تجارب على نباتات وضعت في مركبات فضاء... وبأجهزة القياس ... أوضحت التسجيلات أن صدمات عصبية أصابت النباتات وبدا عليها الاضطراب ... وما أن رجعت إلى الأرض حتى عاد إليها الاستقرار والهدوء .

و إذا استنبتت البذرة وخرج الجنين الحي مكوناً جذيراً صغيراً بدأ يتغذى من الغذاء المدخر في البذرة حتى يستطيل عوده، ويضرب في الأرض ليأكل منها، شأنه في ذلك شأن الجنين في الإنسان والحيوان، يتغذى من أمه وهو في بطنها، ثم من لبنها، ثم من لبنها، ثم يستقل عنها ويعتمد على نفسه في غذائه عندما يستوي عوده، فهل غير الله أودع في البذرة الحياة؟... وهل غير الله وهب الجذر قوة التعمق في الأرض وأخرج الساق وأنبت عليه الأوراق فالأزهار فالثمار ؟... حياة معقدة دقيقة جليلة عاقلة رشيدة هدفها حفظ النوع ... وامتداد الحياة، فسبحان الحي منبع الحياة .

جهاز النبات الغذائي

الجذور

تختلف الجذور، وهي أول أجزاء النبات الغذائي عن بعضها البعض اختلافاً بيناً بالنسبة لحاجة النبات، فهناك الجذور الوتدية، والجذور الدرنية، وأخرى ليفية، وغيرها هوائية، وجذور تنفسية، وكل هذه الأشكال لتتواءم مع امكان حصول النبات على حاجته من الغذاء . وأما التي لا يوجد لها جذور مناسبة فيكون لها ممصات للتغذية، وما خلقت كل هذه إلا لتساعد على تغذية النبات وتهيئة حياته .

ويقول داروين إذا كان للنبات عقل فلابد أن تكون جذوره إذ أنها تسعى وتجد في باطن الأرض متفادية العوائق والصخور فإن لم تستطع أن تتفاداها أزاحتها عن طرقها وإلا صبت عليها أحماضهاً لتذيبها .

و للجذور فائدة هامة غير ذلك ألا وهي تثبيت النبات إذ يقع عليه أمر قيام النبات والاحتفاظ به ... فلا يسقط أو يقع ... وعندما تنظر إلى هذه الأشجار الضخمة الكبيرة واقفة شامخة .علينا أن نتذكر الجذر .. الذي يمسكها .

و تنموا الجذور وعليها الشعيرات الجذرية التي تمتص المحاليل الأرضية بتأثير الضغط الأسموزي فتنتقل العصارة إلى أعلى بعمليات معقدة يعجز عن تركيبها أي معمل كيماوي مهما أوتي من أجهزة وتجهيزات ... يتغذى النبات وينمو .... ولابد لنموه من وجود الضوء والماء والكربون والأ**جين، والأيدروجين والأزوت، والفوسفور والكبريت، والبوتاسيوم، والمغنسيوم والحديد .

و من العجيب أن كافة نباتات العالم تتغذى بهذه العناصر، ومع ذلك ينبت في الأرض التفاح الحلو، والحنظل المر ،و القطن الناعم، والصبار الشائك، والقمح والشعير، والبرتقال والليمون ... عناصر واحدة، وماء واحد، وبذور تناهت في الصغر تخرج منها آلاف الأنواع، وعديد الأشكال، ومختلف الروائح والمذاق ... !!! إن في ذلك لآية لأولي الألباب .

تبخير الماء ( النتح)

و تتجلى قدرة الخالق في عملية النتح، والنتح عبارة عن تبخر الماء من النبات عن طريق الأوراق، الأمر الذي يساعد على صعود العصارة من الأرض خلال الجذور .

و ينبغي ألا يستهان بتلك العملية فشجرة واحدة قد تنتج في اليوم العادي ما يقرب من خمسمائة لتر من الماء، وإذا ارتفعت درجة الحرارة وجف الجو، واشتدت قوة الرياح زاد النتح عن ذلك ... ويعزى إليه تلطيف الجو في المناطق المعتدلة، وسقوط الأمطار في المناطق الاستوائية ذات الغابات الغزيرة بالأشجار الضخمة .

و تتم عملية النتح بواسطة ثغور موجودة على الورقة، ومن عجائب آيات الخالق في هذه العملية، أن نرى اختلاف عدد الثغور في نبات عن نبات بما يلائم بيئته، فعدد ثغور النبات الصحراوية أقل من نباتات الحقل مما يقلل النتح في الأولى عن الثانية .

و الجهاز الثغري نفسه آية من آيات الله، إذ يتكون من خليتين حارستين بينهما ثغر، وهذه الخلايا الحارسة تحرس الثغر فتنظم عملية فتحه وإغلاقه تبعاً لحاجة النبات، فإذا ازداد تركيز السائل في الخلايا الحارسة سحبت الماء من الخلايا المجاورة، وتتملىء حتى تأخذ شكلاً كروياً، وبذلك ينفتح الثغر، فتتبخر المياه، ويمتص الجذور الماء من التربة، أما إذا كانت عصارة الخلايا الحارسة غير مركزة، فتكون متدللة الجوانب، متماسة الجدار بذلك الثغر . وينتج رطل خمسمائة رطل من المار أثناء حياته .

فأنظر إلى هذه العملية الداخلية الخفية، كيف تتم بإتقان ونظام، وكيف تعمل أجهزتها بكيفية تنطق بالقدرة والكمال !!.



تكوين الغذاء

ومن آيات الله تكوين الغذاء في النبات، وتعرف هذه العملية بالتمثيل الكربوني .يدخل ثاني أ**يد الكربون من الجو ثاني أ**يد الكربون من الجو إلى النبات عن طريق الثغور، فيقابل المادة الخضراء والماء، وتتكون من الكربون مواد الغذاء يفعل الحرارة والضوء، أما طريقة تكوين هذه المواد من غاز ثاني أ**يد الكربون، فهي عملية كيماوية معقدة، لم يقل العلم عنها إلا أن وجود المادة الخضراء والماء والحرارة، ينتج عنها تغيرات تنتهي بتكوين المواد الغذائية، ولا يتم إلا في الضوء، ولذا فهي تسمى أيضاً " بالتمثيل الضوئي ".

و يقرر العلم أن هذه العملية هي أصعب وأعجب عملية تقوم بها الحياة ولا يمكن لأي تركيبات أو أجهزة أن تقوم بمثل ما تقوم به ورقة خضراء في أي نبات .

تنفـس النبـات

أكتشف قي عام 1779م أن النبات يتنفس فيأخذ الأ**جين ويطرد ثاني أ**يد الكربون، مثله في ذلك مثل الإنسان والحيوان، ويصحب تنفس النبات ارتفاح في درجة الحرارة، ويتم التنفس في الليل والنهار، إلا أنه في النهار لا تظهر نتيجة التنفس واضحة بالنسبة لعملية التمثيل الكربوني التي يجريها النبات بسرعة أكثر من عملية التنفس، فيخرج الأ**جين ويمتص ثاني أ**يد الكربون، لذلك قد عرف بأن ارتياد الحدائق يكون نهاراً، ولا يحسن ارتيادها ليلاً حيث يتنفس النبات، ولا يوجد تمثيل كربوني، وبذلك ينطلق ثاني أ**يد الكربون ويأخذ النبات الأو**جين .

و قد دلت الأبحاث، على أن عملية التمثيل الكربوني، كانت كفيلة وحدها باستهلاك ثاني أ**يد الكربون الموجود في العالم، لو أن الأمر قد اقتصر عليها، ولكن العليم الخبير قدر ذلك فيجعل الكائنات الحية الأخرى تخرج ثاني أ**يد الكربون . وكما أن الأجسام الميتة في تحللها تخرج ثاني أ**يد الكربون وكذلك بعض التفاعلات الأخرى .

و لم يترك أمر استهلاك ثاني أ**يد الكربون وإنتاجه على غاربة، فقد قضت حكمة الخالق أن تكون نسبة ثاني أ**يد الكربون في الجو دائماً، من ثلاثة إلى أربعة أجزاء في كل عشرة آلاف جزء هواء، وأن هذه النسبة ينبغي أن تكون ثابتة على الدوام لعمارة العالم، فلم يحدث قط مهما اختلفت عمليات الاستهلاك وعمليات الإنتاج أن اختلفت هذه النسبة، فهل وجد كل هذا مصادفة دون تقدير أو تدبير .؟!



تحورات في النبات

هيئ النبات بما يتلائم مع بيئته تلاؤماً لا يمكن لغير الله أن يصنعه، فكل نبات بيئته معروفة، تختلف عن غيرها اختلافاً جوهرياً في كافة أجهزتها مما يدهش المتأمل في ملك الله .

النبات الصحراوية

و تسمى بالنباتات الزيروفيتية، ولها صفات شكلية وتركيبية، وتحورات تمكنها من مقاومة الجفاف والرياح، والضوء الشديد، وارتفاع الحرارة، وهذه النباتات إما أشجار أو شجيرات، كالسنط والعبل والنبق، وهي تكون خشنة كثيرة الأشواك، مشتبكة الأغصان، ليظلل بعضها بعضا فيتكون منها شكل كروي ليحجب الشمس عنها ما أمكن لذلك سبيلا، فتأمن الأزرار الداخلية شدة الرياح .

و لأوراق هذه النباتات بشرة ذات جدران خارجية ثخينة، تغطى بطبقة سميكة من مادة جافة وتغطى أحيانا بطبقة من الشمع وكذلك الحال في السوق والجذور فتغطى بالفلين كما في نبات الودنه والنجيلات، و في بعضها تغطى السوق والأوراق بشعيرات وبرية كثيفة، تمتلىء من المبدأ بالهواء، فتعطي للنبات لونا إشعاعيا يع** أشعة الشمس فيمنع النتح أو تقلله كما في نبات الطقطيق . وقد تلتوي الورقة حتى لا تقع عليها أشعة الشمس عمودية كما في الكافور . وقد تنطبق وريقات النبات بقلة عدد ثغورها وضيقها، وقد تغطى بطبقة شمعية، فيقف النتح كلية، ويبقى النبات في حالة سكون حتى يعود فصل المطر، كما في نبات اللصف، وقد تكون الثغور متعمقة في السطح الأسفل من الورقة، مفردة أو مجتمعة في فجوة كما في الفلة، أو تحدث الخلايا الحارسة قبوا على الثغر يجعله بعيدا عن الجو .

و لهذه النباتات خصائص تمكنها من الحصول على الماء، فجذورها كبيرة الحجم نسبياً، تتفرع في التربة وتتعمق فيها إلى مسافات بعيدة، لتسيطر على جزء كبير تمتص منه الماء . ولها تركيبات خاصة بتخزين الماء لاستعماله وقت الشدة، فقد تخزينه في أجزائها الأرضية كالأبصال والكورمات والدرنات، أو في السوق الهوائية كما في التين الشوكي، أو في الأوراق كما في الصبار ....فسبحان العليم القدير ..!!!

و من آيات الله، أن هذا النباتات لما كان عددها قليلا، وهي معرضة باستمرار لجور الحيوان، فإنها قد زودت بتحورات لتقي نفسها من الضرر، منها تغطية أوراق وسوق النباتات وثمارها بالأشواك كما في الخشير، أو تكون أطرافها حادة كالشوك كما في نبات السيلا، أو تغطى بأوبار صلبة كما في الحداقة، أو تطاير منها زيوت طيارة تبعد عنها الحيوان .

النباتات المائية

تعيش في الماء بعض أنواع النباتات المائية، وهي تختلف في تركيبها الداخلي، وأشكالها الخارجية عن النباتات الأخرى .فلا تستعمل في امتصاصها الماء، إذ أن هذه النباتات تمتص الماء من جميع أجزاء جسمها، وتتحور سوقها فتأخذ شكلاً مغايراً .

النباتات المتسلقة

توجد بعض أنواع من النباتات ضعيفة الساق، ليس في مقدورها أن تستقيم بنفسها، فمن حكمة الخالق أن أوجد لها أدوات تسلق، تساعدها على الالتفاف على ما تتسلق عليه من دعائم، كالمحاليق في نبات العنب والبازلاء، أو كالأشواك في بعض أنواع الورد، أو جذور عرضية تتسلق بها كما في نبات حبل المساكين .

النباتات آكلة الحشرات

إن من آيات صنع الله الدالة على قدرته سبحانه وتعالى، وبديع خلقه النباتات آكلة الحشرات، فهذه النباتات تنمو في أرض قليلة الموارد العضوية، فلذلك نراها قد زودت بما يمكنها من اقتناص الحشرات، وامتصاص أجسامها . ومن عجب أن كل نوع منها قد تحور بما يلائم غذاءه تحورا يدهش المتأمل .ففي نبات الديونيا، نرى أن ورقتها ذات مصراعين يتحركان على العِرق الأوسط، وكل منها مزود بزوائد شوكية على سطحه الأعلى . فإذا وقعت حشرة على النبات، يتنبه المصراعان فيقفلان فجأة حافظين الحشرة، بينما، ثم يفرز النبات الأنزيمات ( عصارات) التي تهضم وتذيب الحشرات ثم يمتص ما يذوب منها، وبعد ذلك تعود الورقة لحالها الأولى، فاتحة مصراعيها استعدادا لقنص فريسة أخرى .

أما في حالة نبات انيسز، فإن أوراقه تحورت إلى شكل جرة غطاء يكون مقفلا في حالة صغر الورقة، ثم فجأة يفتح الغطاء بعد تمام نمو الورقة، وتملأ الجرة بسائل مائي حمضي يفرز من الغدد الموجودة على السطح الداخلي لجذب الحشرات التي إذا وقفت على الحافة، فإنها تزلق على سطحها الأمس، أو تجذبها إلى أسفل الجرة شعيرات دقيقة، وعند سقوطها في السائل داخل الجرة، يقفل الغطاء لمنعها من الفرار، ويفرز النبات الإنزيمات لهضم الحشرة ثم يمتصها .

و في نيات الدروسيرا، تغطى أوراقه بزوائد كثيرة تنتهي أطرافها بغدد تفرز مادة لزجة حامضية، فإذا ما هبطت حشرات على رأس هذه الزوائد، فإنها تعلق بها، وكلما حاولت الهرب زاد اشتباكها في زوائد أخرى حتى تتجمع الزوائد حولها، ويفرز النبات المواد الهاضمة التي تذيب جسم الحشرة، وبعد امتصاصها تعود الزوائد إلى الاعتدال، وترجع الورقة إلى شكلها الأصلي .

كيف يحفظ النبات نوعه

ومن آيات الله قدرة النبات على حفظ نوعه فالثمار، وهي أوعية غذائية لحفظ البذور، مزودة بزوائد تساعده على انتشارها من مكان لآخر بعوامل عدة . فبذور النباتات الصحراوية التي تحملها الرياح، ذات حجم صغير ملساء ثم ليسهل نقلها بالهواء كالخشخاش والمثور، وقد تنمو عليها شعيرات لتخفف وزنها كالديميا أو تنمو عليها زوائد كالأجنحة كما في نبات الجكارند والحميض .

و لبذور النباتات المائية زوائد تساعدها على العوم في الماء، وجذر سميك تحفظها من التعفن .

و هناك أنواع من البذور ذات لون جذاب أو مذاق حلو، لتغري الإنسان أو الحيوان أو الطير على نقلها ونثرها، أو ذات خطافية لتشتبك بملابس الإنسان أو فراء الحيوان وتغلف الثمر في النباتات، بغلاف يلتف التفافا لولبياً بعد نضجها، يساعد على انتشار البذور إلى مسافات بعيدة عن النبات الأصلي، كالفول والبازلاء والحندقوق، وكالجوز الشيطاني، الذي يقذف بذوره بصوت كالطلق الناري يسمع على بعد كبير ،

تلك هي آيات بينات، لما زُودت به النباتات من عجائب الحياة، لتحفظ حياتها في فصائل تقرب من نصف مليون صنف، اختلفت تراكيبها ومزاوجتها، ومعيشتها وأعمارها .

و من النبات ما يعمر أياماً، ومنه ما يعمر سنين ،ومنه ما يعمر أضعاف عمر الإنسان، فشجرة سروة صونا في لامبارديا، التي يبلغ ارتفاعها 120 قدماً، ومحيطها 23 قدماً، سبقت المسيح بأربعين سنة، ومازالت قائمة .

و قد قدر عمر شجرة في برابورن بمقاطعة كنت، بنحو ثلاثة آلاف سنة .

و لعل أطول عمر لشجرة هي من نوع ت**وديوم، التي تعمر ستة آلاف سنة .

أما تاريخ النبات على الأرض، فقد ورد في تقرير علمي في أوائل فبراير 1956 ،أن البرافسور " روبرتسون " العالم النباتي، اكتشف في أعمال المسح الجوي الذي قامت به شركة هنتنج للأراضي الأردنية، قطعة متحجرة لغصن شجرة قديمة ،موجودة في أراضي اللواء الجنوبي وأنه بعد تحليلها في معامل باريس العلمية، أتضح أن عمر هذه الشجرة 115 مليون سنة . وقد أبدى العلماء اهتماماً بهذه الظاهرة التي قد تلقي أضواء على تقدير عمر الكون، وعلى تاريخ تسلسل الكائنات الحية، ومدى الفارق بين كل كائن ... نبات وحيوان وإنسان .. فسبحان الموجود قبل الوجود !!!..

(أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الْأَرْضِ كَمْ أَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ) (الشعراء:7)

محب بلاده
2010-12-23, 20:28
من فضلكم اريد بحث حول كيفية اختيار الموضوع: و تحديد المشكلة
c'est urgent SVP


اضغط هنا للتحميل



دليل كتابة خطة البحث العلمي لرسائل.doc - ( خطة البحث ) (http://www.google.com/url?sa=t&source=web&cd=9&ved=0CDsQFjAI&url=http%3A%2F%2Ffaculty.ksu.edu.sa%2F4382%2FDocLi b3%2F%25D8%25AF%25D9%2584%25D9%258A%25D9%2584%2520 %25D9%2583%25D8%25AA%25D8%25A7%25D8%25A8%25D8%25A9 %2520%25D8%25AE%25D8%25B7%25D8%25A9%2520%25D8%25A7 %25D9%2584%25D8%25A8%25D8%25AD%25D8%25AB%2520%25D8 %25A7%25D9%2584%25D8%25B9%25D9%2584%25D9%2585%25D9 %258A%2520%25D9%2584%25D8%25B1%25D8%25B3%25D8%25A7 %25D8%25A6%25D9%2584.doc&rct=j&q=%D8%A8%D8%AD%D8%AB%20%D8%AD%D9%88%D9%84%20%D9%83 %D9%8A%D9%81%D9%8A%D8%A9%20%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D9%8 A%D8%A7%D8%B1%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D9% 88%D8%B9%3A%20%D9%88%20%D8%AA%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D8 %AF%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B4%D9%83%D9%84%D8%A9%2 0&ei=nJ8TTbWhCcOx8gOLjb2EBw&usg=AFQjCNFZXne7WpvlpCgMFPD1o0N-u86rcA&sig2=67Ru3i-i58U9ILRsXzR0gQ&cad=rja)

محب بلاده
2010-12-23, 20:30
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بات للبحث العلمي أهمية كبيرة في العقود الأخيرة ، وأصبحت الوزارات والهيئات الحكومية والخصوصية تصرف الكثير من أجل القيام بالبحوث العلمية . وسنتعرف في هذا المقال على منهاجية عمل البحوث العلمية

خطوات مشروع البحث

1 إختيــــــــــار الموضوع
يبدأ إختيار الموضوع بوجود مشكلة معينة أو طرح سؤال ما. و يضع البحث العلمي أسلوب الحل لهذه المشكلة أو لهذا السؤال ضمن خطوات منظمة يجب إتباعها.

2 الدراســـــــــة المبدئيـــــة
و تأتي بعد إختيار الموضوع (تحديد المشكلة أو السؤال) حيث يقوم الباحث بعمل دراسة مبدئية حول الموضوع و التي قد تساعده في:
1. وضع و تحديد ابعاد المشكلة .
2. إكتساب بعض الأفكار و المعلومات الأساسية حول هذه المشكلة .

3 النظرية الإفتراضيــــــــــة
النظرية الإفتراضية ما هي إلا صورة تخيلية لحل مشكلة حقيقية. و قد تكون هذه النظرية الإفتراضية ما هي إلا جملة تخيلية تعبر عن العلاقة بين متغيرين أو أكثر. و بتجميع البيانات يمكن إختبار ما إذا كانت هذه النظرية الإفتراضية صحيحة أم لا .

4 أســــــاليب البحـــــــــث
أساليب البحث هي :
• التجارب المعملية .
• التجارب الميدانية .
• دراسة حالة .
• المسح .

 التجارب المعمليــــة :

و يتم فيه فصل موضوع البحث عن الحياة المحيطة بالمعمل و بتقليل العوامل الخارجية المؤثرة التي قد تؤثر على العوامل المختلفة المستقلة .
 إن هدف هذه التجارب هو وضع ظروف يمكن التحكم في متغيراتها أو إن أمكن تغييرها.
 للتجارب المعملية مصداقية داخلية عالية و لكنها تفتقر إلى المصداقية الخارجية .
 تستخدم بهدف دراسة العلاقات تحت ظروف محددة لإختبار التوقعات المستنبطة من النظرية أو لتحسين النظريات و الإفتراضات .


 التجارب الميدانيـــة :

 من الممكن تنفيذها بتداخل ضئيل من الأنشطة العادية و بعدة متغيرات تعالج في الحال .
 إن هدفها هو إنشاء وضع حقيقي أو واقعي يعالج فية واحدة أو أكثر من عوامل الإختلاف المستقلة في ظروف يمكن التحكم فيها بدقة و يسر كما يتطلب الوضع .
 من خلال إستخدام التكرار و العشوائية و ظروف خاصة بالتحكم ، يمكن إستخدام التجارب الميدانية لتجربة كلا من الإفتراضات المستنبطة من النظريات و الحلول المقترحة للمشكلات العملية .


 دراســـة حــالة :

 إنها غالبا ما تستخدم لتنفيذ إختبار مكثف لعامل واحد في تنظيم واحد، و ذلك لدراسة ماهية وجوده و كيف وجد.
 تشتمل على أربع خطوات :
1. تحديد الوضع الراهن .
2. تجميع المعلومات و الخلفيات السابقة وكذا مفاتيح التغير .
3. إختبار الإفتراضات .
4. التأكد من إمكانية تطبيق الإفتراضات على الواقع .
 إنها تستخدم في وصف المجتمع الواقعي .

المســـــــح :

تهدف لدراسة عينات مختارة من تجمعات كبيرة لبيان نسب الحدوث، التوزيع، التشابه و الإختلاف، العلاقات الإجتماعية و المتغيرات النفسية .
 العينات المختارة تجيب عن مجموعة من الأسئلة مصممة في نموذج يسمى الإستفتاء.
 و يستخدم المسح في :
1. وصف حالة أو حدث راهن .
2. التحليل ، و يستخدم كأداة تحليل . ويستخدم في الأحداث البسيطة .
3. وصف الوضع الحالي .
5 مصادر البيانات و أساليب تجميعها

 أنواع البيانات :
1. البيانات الثانوية :
 هي الإحصاءات التي لم يتم جمعها بهدف الدراسة و لكن تم جمعها لأغراض أخرى ( كالنشر المحلي أو العالمي.......... ) .
 و هي تعني أيضا البيانات التي تم جمعها بواسطة اخرون و تم نشرها بعض الصور المقبولة نوعا ما .

2. البيانات الأولية :
 وهي البيانات التي تم تجميعها بغرض البحث العلمي، و تتم بواحدة من الطرق التالية :
1. الإتصــال:
و هي تتضمن البيانات الناتجة عن إجابات الأسئلة المجمعة بإستخدام أدوات جمع البيانات كالإستفتاء. و هذه الطريقة تمكن الباحث من تجميع مجموعة كبيرة من البيانات بسرعة عالية و تكلفة قليلة . كما إنها تسمح بدرجة عالية من التحكم .
و بالرغم من ذلك إلا إنه من عيوبها أنها قليلة الكفاءة و ليس لها القدرة على جمع كل البيانات المطلوبة و لا تسجل تأثير عملية الإستفتاء على المستجيب .

2. الملاحظـــــة :
و هي أن يقوم الباحث بفحص الحالة ذات الإهتمام بدقة بالغة و عناية. و أن يقوم بتسجيل كل الحقائق و الأفعال و السلوك .
و بالرغم من أن الملاحظة تستغرق وقت أطول في تجميع البيانات ، إلا أنه ينتج عنها مجموعة فعالة من البيانات أكثر من المجمعة عن طريق الإتصال .


 العينة و المجتمع :

العينة هي عدد محدد مأخوذ من مجموعة أكبر بغرض الدراسة و التحليل على إفتراض أنه يمكن الأخذ بها كمؤشر للمجموعة ككل أو للمجتمع .

1. العينة غير الإحتمالية :
في هذه الطريقة من العينة؛ إحتمالية وجود كل عناصر التعداد، متضمنة في هذه العينة، غير محسوب. و تتضمن العينة غير الإحتمالية :
أ‌. عينة الصدفة : و هي تتكون بأخذ الحالات المتاحة حتى يتم التوصل الى الحجم المطلوب من العينة .
ب‌. عينة غرضية : تتكون بالإختيار المتعمد لمجموعات معينة و التي سوف تجيب على الأسئلة المحددة الموضوعة .
ت‌. عينة كرة الثلج أو العينة المتسارعة : تتكون بتحديد عدد مبدئي من الأفراد ذوي الصفات المختارة
( المطلوبة للبحث ) ثم يطالب هؤلاء الأفراد بترشيح أسماء اخرين من المهتمين الذين يمكن التعاون معهم و هؤلاء بدورهم يقومون بترشيح أسماء اخرى و هكذا حتى يكتمل العدد المطلوب .
2. العينة الإحتمالية :
في العينة الإحتمالية؛ إحتمالية وجود كل عناصر التعداد متضمنة في هذه العينة يكون محسوبا .

العينة الإحتمالية تتكون من :

1. العينة العشوائية البسيطة .
2. العينة الطبقية .
3. العينة العنقودية .
4. العينة متعددة المراحل .
5. العينة الطبقية العنقودية .

 وسائل تجميع البيانات الأولية :

فيما يتعلق بطريقة تجميع البيانات الأولية ، يجب على الباحث إتخاذ مجموعة من القرارات المدعمة :

1. أسلوب إدارة البحث : بالبريد، بالتليفون أو باللقاء الشخصي .
2. هدف الدراسة : ما إذا كان مشار اليه أم لا .
3. الإجابات : ما إذا كانت محددة الخيارات أم إجابات مفتوحة .
4. درجة البناء : و البناء هو درجة القياس التي توضع على إستمارة البحث.
و مع الاخذ بالإعتبار درجة البناء و إستقامة الأسئلة ، يمكن تقسيم طرق جمع البيانات إلى أربع طرق و هي :
1. مركب مباشر : و يكون عندما تسأل الأسئلة بنفس الكلمات و نفس الترتيب لكل الأفراد . كما يكون الغرض من الدراسة معروف .
2. غير مركب مباشر : و فيها يكون الغرض من الدراسة معروف للأفراد موضع الدراسة ، و لكن تكون الإجابات مفتوحة ( مقابلة العمق ).
3. غير مركب غير مباشر : عندما يكون الغرض من الدراسة مشار إليه و تكون الإجابات مفتوحة . و قد وجد أن هذا الأسلوب مفيد في حالات خطة البحث الإستكشافي .
4. مركب غير مباشر : عندما تشأل الأسئلة بنفس الكلمات و نفس الترتيب لكل الأفراد ، و هم أيضا يسألون بالإدلاء بمعلومات واقعية عن الموضوع موضوع البحث بطريقة غير مباشرة و ذلك لمعرفة إتجاهاتهم و قوة قيمهم و معتقداتهم .


 تصميم إسـتمارة البحــث :

نقاط يجب أخذها في الإعتبار عند تصميم إستمارة البحث :
1. تحديد المعلومات المطلوبة : أسئلة البحث أو افتراضاته ماهي إلا دليل جيد عن كيفية البحث عن المعلومة و ممن تؤخذ .
2. كيفية جمع المعلومات .
3. تجنب الأسئلة غير المطلوبة .
4. إختبار إستمارة البحث المكونة و التأكد من أن الأفراد يمتلكون المعلومات الازمة و سوف يدلون بها .
5. الرغبة في الإدلاء بالمعلومات المطلوبة : و هي وظيفة يمكن تحديدها بالاتي :
o كمية العمل التي تحتاجها إجابة إستمارة البحث .
o القدرة على توصيل (تفصيل) الإجابة .
o حساسية النتائج ( الإصدارات ) .
6. التعريفات : ويجب أن تكون دقيقة، بسيطة، و تعكس مجرد ما يعنيه محتوى السؤال .
7. كلمات التحيز في الاسئلة يمكن أن تؤدي إلى كلمات متحيزة .
جمع البيانات يجب ألا يبدأ بدون إختبار مسبق كافي للأداة .
6 تحـــليـــــل البــيــانــات
 تحليل نوعي :
البيانات النوعية غالبا ما تجمع من خلال المقابلات المباشرة و المناقشات الجماعية ( سواء كانت مكتوبة او مسجلة ) ز و يتم فيها :
1. اولا قراءة الملاحظات بدقة و سماع الشرائط مرارا .
2. يتم تقسيم الإجابات تحت عناوين منفصلة .
3. ثم يتم كتابة تقارير حول مجموعة الاراء المقترحة في المواضيع المبحوثة .


 تحليل كمي :

عندما يكتمل المسح الإستجوابي يتم إتباع الخطوات التالية :
1. إعداد البيانات :
 التنقيح : تحديد و حذف الأخطاء المكتشفة في إستمارات البحث .
 التصنيف : و فية يتم تقسيم الإجابات تحت مجموعات محددة .
 التعداد : يتم فيها حصر الحالات الواقعة تحت كل مجموعة .

2. معالجة البيانات :
 وصف البيانات : الوصف الإحصائي يعطي الباحث إنطباع عن مكان البيانات و إنتشارها .
 المقياس المعنوي : و به نحدد ما إذا كان الإختلاف بين نسبتين مئويتين أو وسيطين من عينتين مختلفتين ذو قيمة أم لا .
 تأكيد العلاقات بين العوامل المختلفة .
7 كتــــابة التـــقاريـــــر

 الخلاصـــة :
تحتوي على المعلومات المرجعية الضرورية و ذلك بإختصار شديد، كما تحتوي على النتائج الهامة و الإستنتاجات .


 المقدمــــة :

و يتم فيها سرد طبيعة المشكلة و تتضمن أغراض البحث . كمل تحتوي أيضا على طبيعة البحث، و المعلومات المجمعة حول موضوع البحث، طريقة الباحث في التعامل مع البحث، و أهم ملاحظاته . و في نهاية الدراسة يلقي البحث عليها نظرة شاملة .


 الطريقــــة :
في هذا يجب أن يشرح بالتفصيل الدراسة التي أجريت ، الطرق المتبعة في البحث ، أساليب جمع البيانات ، طرق الترجمة ، إستجابة الأفراد للعوامل المختلفة في الدراسة في تحليل البيانات و الخطوات المتبعة في تحويل الملاحظات الأولية إلى بيانات قابلة للتحليل و ذلك بالشرح المفصل .

 النتائــــج :

في البداية ؛ يجب أن تقدم الأدلة لضمان النجاح ، كما يجب تهيئة الظروف المناسبة لإيجاد الإجابة عن الأسئلة المصطنعة

محب بلاده
2010-12-23, 20:33
شكرا جزيلا اخي الكريم
ان تكرمت علينا اريد بحثاحول التنقيب عن الآثار
واكون ممتنا ان وجدته عندك شكرا جزيلا




طرق التنقيب عن الاثار عرض مفصل
الدراسة العلمية لمخلّفات الحضارة الإنسانية الماضية...

ويتحرى الأثريون حياة الشعوب القديمة، وذلك بدراسة مخلفاتها. وتشمل تلك المخلفات أشياء مثل: المباني والقطع الفنية، والأدوات والعظام والخزف. وقد يقوم علماء الآثار باكتشافات مثيرة، مثل اكتشاف قبر يغص بالحلي الذهبية، أو بقايا معبد فخم في وسط الأدغال. ومع ذلك فإن اكتشاف قليل من الأدوات الحجرية أو بذور من الحبوب المتفحمة، ربما يزيح الستار بشكل أفضل عن جوانب كثيرة من حياة تلك الشعوب. واكتشاف أنواع الأكل التي كان النّاس يتناولونها في الأزمنة الغابرة، يجعلنا ندرك أوجه الشبه بين حياة أولئك القوم وحياتنا الحالية. وما يكتشفه عالم الآثار، بدءًا من الصروح الكبيرة وانتهاء بالحبوب، يسهم في رسم صورة عن معالم الحياة في المجتمعات القديمة.

إن البحث الأثري هو السبيل الوحيد المساعد على استنطاق أوجه الحياة في المجتمعات التي وُجدت قبل اختراع الكتابة منذ خمسة آلاف عام تقريبًا. كما أن البحث الآثاري نفسه يشكِّل رافدًا مهمًا في إغناء معلوماتنا عن المجتمعات القديمة التي تركت سجلات مكتوبة.

ويُعدُّ علم الآثار في القارة الأمريكية، فرعًا من الأنثروبولوجيا (علم الإنسان)؛ وهي دراسة الجنس البشري وتراثه الفكري والمادي. ويرى علماء الآثار في أوروبا أن عملهم هذا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بميدان التاريخ، غير أن علم الآثار يختلف عن علم التاريخ من جهة أن المؤرخين يدرسون، بصورة رئيسية مسيرة الشعوب استنادًا إلى السجلات المكتوبة.

يتطلع علماء الآثار إلى معرفة الكيفية التي تطورت بها الحضارات، وإلى معرفة المكان والزمان اللذين حدث فيهما هذا التطور. وكذلك يبحث هؤلاء شأنهم شأن دارسي العلوم الاجتماعية عن أسباب التغيرات الأساسية التي جعلت الناس في العالم القديم، يتوقفون عن الصيد مثلاً ويتحولون إلى الزراعة. ويطوِّر آثاريون آخرون نظريات تتعلق بالأسباب التي حدت بالناس لبناء المدن وإقامة الطرق التجارية. وبالإضافة إلى ذلك يبحث بعض علماء الآثار عن الأسباب الكامنة وراء سقوط المدنيات السابقة، كحضارة المايا في أمريكا الوسطى، وحضارة الرومان في أوروبا .

ماذا يدرس علماء الآثار ؟

يدرس الأثريون أي دليل يمكن أن يساعدهم على فهم حياة الناس الذين عاشوا في الأزمنة القديمة. وتتراوح الأدلة الأثرية بين بقايا مدينة كبيرة، وقلة من فلَق (قطع) الحجارة، التي تركها أحد الذين كانوا يصنعون الأدوات الحجرية منذ أزمان بعيدة.

إن الأنواع الثلاثة الأساسية للدليل الأثري هي: 1- المعثورات المصنوعة 2- الظواهر 3- المعثورات الطبيعية. أما بالنسبة إلى المعثورات المصنوعة، فهي تلك المواد التي صنعها الإنسان ويمكن أن تنقل من مكان إلى آخر دون إحداث تغيير على مظهرها. وهي تشتمل على مواد مثل النّصال والقدور والخرز. كما يمكن أن تشتمل بالنسبة إلى مجتمع ذي تاريخ مكتوب على الألواح الطينية وعلى سجلات أخرى مكتوبة. أما الظواهر فتتألف بصورة رئيسية، من البيوت والمقابر وقنوات الري، ومنشآت عديدة أخرى، قامت ببنائها الشعوب القديمة. وخلافًا للأدوات، فإنه لا يمكن فصل الظواهر عن محيطها، دون أن يحدث تغيير في شكلها. أما المعثورات الطبيعية، فهي المواد الطبيعية التي توجد جنبًا إلى جنب مع الأدوات والظواهر. وتكشف هذه المعثورات طريقة تفاعل الناس في العصور القديمة مع محيطهم. وتشتمل المعثورات الطبيعية على سبيل المثال على البذور وعظام الحيوانات.

ويُطلق على المكان الذي يضم الدليل الأثري اسم الموقع الأثري. ولفهم سلوك الناس الذين شغلوا موقعًا أثريًا، لابدّ من دراسة العلاقات بين الأدوات المصنوعة والظواهر والمعثورات الطبيعية، التي اكتشفت في ذلك الموقع الأثري. فمثلاً اكتشاف رؤوس رماح حجرية قرب عظام نوع من الجواميس المنقرضة في موقع ما في ولاية نيو مكسيكو، يبين أن تلك الجماعات البشرية المبكرة، كانت تصطاد الجواميس في تلك المنطقة.

كيف يجمع علماء الآثار المعلومات ؟

يستخدم علماء الآثار تقنيات ووسائل خاصة لجمع الدليل الآثاري جمعًا دقيقًا ومنهجيًا، ويحتفظون بسجلات تفصيلية عن المعثورات الأثرية، لأن التَّنقيب الآثاري المفصل يتلف البقايا الأثرية موضع البحث.

تحديد الموقع :

تحديد الموقع الأثري هو الخطوة الأولى، التي يجب على عالم الآثار القيام بها. وربما تكون المواقع الأثرية موجودة فوق سطح الأرض، كما قد تكون تحت سطح الأرض، أو تحت الماء. وتشتمل المواقع الموجودة تحت الماء على سفن غارقة، أو مدن بأكملها غمرتها المياه نتيجة تغيرات طرأت على سطح الأرض أو على مستوى الماء.

وقد يتم تحديد بعض المواقع الأثرية بسهولة، لأنها تُشاهَد بالعين المجردة، أو يمكن تعقب أثرها من خلال الأوصاف التي وردت عنها في القصص القديمة، أو السجلات التاريخية الأخرى. وتشمل مثل هذه المواقع الأهرامات في مصر، ومدينة أثينا القديمة في اليونان. وهناك مواقع أثرية، أقل وضوحًا اكتشفها بمحض الصدفة أناس غير آثاريين، فمثلاً اكتشف أربعة أطفال سنة 1940م كهف لاسو، في الجنوب الغربي من فرنسا، وذلك أثناء بحثهم عن كلبهم. ووُجدت في هذا الكهف رسوم جدارية تعود إلى ما قبل التاريخ.

وقام علماء الآثار بالعديد من الاكتشافات المهمة، وبحثوا دون كلل وعلى امتداد سنوات طويلة، عن موقع معين أو نوع ما من المواقع. بهذه الطريقة اكتشف عالم الآثار الإنجليزي هوارد كارتر، في عام 1922م القبر المليء بالكنوز الذي يخص الملك المصري القديم توت عنخ آمون.

يستخدم علماء الآثار مناهج علمية للعثور على المواقع الأثرية. وكانت الطريقة التقليدية لاكتشاف جميع المواقع الأثرية في منطقة ما، تتم من خلال المسح سيرًا على الأقدام. وكان الآثاريون عندما يستخدمون هذه الطريقة يتباعد بعضهم عن بعض بمسافات معينة، ويسيرون في اتجاهات مرسومة. وكان كل فرد يبحث عن الدليل الآثاري، وهو سائر إلى الأمام. ويستخدم الآثاريون هذه الطريقة عندما يرغبون في تمييز المنطقة، التي تضم مواقع أثرية عن تلك التي لا يوجد فيها مثل هذه المواقع. فمثلاً يمكنهم استخدام هذه الطريقة، للتأكد من أن المواقع الأثرية لمنطقة معينة موجودة في قمم التلال وليس في الوديان.

ويتَّبع علماء الآثار طرقًا علمية للمساعدة على كشف المواقع الأثرية الموجودة تحت السطح. فالتصوير الجوي، مثلاً، يُظهر اختلافات في نمو النباتات التي تشير بدورها إلى وجود دليل آثاري. فالنباتات الأطول في بقعة من الحقل قد تكون مزروعة فوق قبر قديم، أو فوق قناة للري. أما النباتات الأقصر الموجودة في بقعة أخرى من الحقل، فقد تكون مزروعة في أرض ضحلة فوق عمارة قديمة أو طريق. وبالإضافة إلى ذلك تستخدم كواشف معدنية، لمعرفة ما إذا كانت هناك أدوات معدنية، سبق أن دُفنت في الأرض على عمق لا يزيد على 180سم.


مسح الموقع :

أول مرحلة من مراحل الدراسة التي يقوم بها الأثريون لموقع ما، هي وصف هذا الموقع. فيسجل هؤلاء ملاحظات تفصيلية حول مكان الموقع، ونوع الدليل الآثاري الشاخص على سطحه. كما يلتقطون صورًا لهذا الموقع.

ويقوم الأثريون برسم خرائط لمعظم المواقع الأثرية التي يتم اكتشافها. ويعتمد نوع الخريطة المرسومة على أهمية الموقع وأهداف الدراسة ومقدار الوقت والمال المتوافرين. ويَعْمد هؤلاء في بعض الأحيان إلى رسم خرائط مبسطة بعد أن تتم عملية قياس الأبعاد، سواء بالخطوات أو باستخدام شريط القياس. وتستخدم في حالات أخرى، أدوات خاصة لمسح الموقع الأثري بعناية، ولرسم خرائط تفصيلية له.

وبعد رسم الخريطة يجمع العلماء بعض الملتقطات الموجودة على سطح الموقع الأثري. ثم يقومون بتقسيم السطح إلى مربعات صغيرة، ودراسة كل مربع على حدة. وبعد ذلك يسجلون على الخريطة المواضع التي وجدت فيها الأدوات. ويمكن أن تُقدِّم لنا أماكن الملتقَطات السطحية معلومات عن زمان وكيفية استخدام الموقع.

تنقيب الموقع:

ينقب الأثريون بحذر بحثًا عن المواد المدفونة في عملية تدعى بالتنقيب الآثاري، وتعتمد طريقة التنقيب الآثاري جزئيًا على نوع الموقع. فمثلاً يمكن للأثريين الذين يعملون في كهف، أن يُقسِّموا أرضية الكهف والبقعة الموجودة أمامه إلى وحدات على شكل مربعات صغيرة. ومن ثم ينقبون في كل وحدة على انفراد. وقد يحفر الأثريون،الذين يعملون في رصيف معبد، خندقًا أمام الرصيف، ومن ثم يمدون الخندق نحو الأرض المجاورة للرصيف. وفي المواقع الكبيرة يمكن حصر التنقيب في أجزاء معينة من الموقع، كما أن هناك اعتبارات أخرى تقرر في الأغلب منهج التنقيب الآثاري، مثل المناخ وتربة الموقع.

وتتباين الأدوات التي تستخدم في الحفريات بين الجرَّارات والآليات الثقيلة الأخرى والمحافير الصغيرة والفُرش. وفي بعض الحالات يقوم الآثاري بغربلة التربة بغربال سلك للحصول على المعثورات الصغيرة. وفي حالات أخرى يقوم بتحليل التربة في المختبر، لاكتشاف البذور وحبوب اللقاح أو أية تحولات كيميائية، نتجت عن المخلفات البشرية.

العمل تحت الماء:

يستخدم الأثريون الذين يعملون تحت الماء طرقًا عديدة، تم اقتباسها من علم الآثار الأرضي. وقد يكشف التصوير الجوي، فوق مياه صافية المعالم الرئيسية لموانئ أو مدن مغمورة. ويساعد استخدام المسح السوناري، الذي يعتمد على الموجات الصوتية على كشف المواد المغمورة تحت الماء. ويستخدم الغواصون، أيضًا أجهزة كشف معدنية خاصة بكشف المواد المعدنية. ويمكن رسم الخرائط التصويرية للمواقع من الغواصات، أو من قِبل الغواصين الذين يحملون آلات للتصوير تحت الماء. ويعمل الآثاريون في مواقع تحت الماء، وهم داخل حجرات عازلة للضغط، وصالحة للعمل تحت الماء. وتُستخدم البالونات لرفع المعثورات الكبيرة إلى سطح الأرض بغية دراستها بصورة أوسع ودقة أكثر.

تسجيل الدليل الأثري والاحتفاظ به:

يقوم علماء الآثار بوصف وتصوير وإحصاء المعثورات التي يجدونها. ثم يقومون بتصنيفها إلى مجموعات وفقًا لأنواعها ومواقعها. فمثلاً يُحتفظ بالقطع الفخارية، التي تسمى أحيانًا الفِلَق أو الكِسَر الخزفية، من كل وحدة من وحدات التنقيب، ومن كل طبقة فيها، في مجموعات منفصلة، ثم تنقل إلى المختبر الميداني، لتنظف وتدوَّن عليها المعلومات الخاصة بالوحدة والطبقة التي جاءت منها.

ويجب أن تبذل عناية فائقة، في المختبر الميداني، للمحافظة على الأشياء المصنوعة من مواد كالمعدن والخشب. فمثلاً يجب إزالة الصدأ عن الأشياء المعدنية دون أن يؤدي ذلك إلى أي تخريب في سطحها. أما المواد الخشبية المشبعة بالماء، فقد تتشقق أو تفقد شكلها عندما تتعرض للهواء، ولذلك يجب الاحتفاظ بها رطبة إلى حين يتمكن الاختصاصيون، الذين يطلق عليهم المرممون، من صيانتها.

كيف يفسر علماء الآثار المعثورات الأثرية ؟

يتبع الآثاريون ثلاث خطوات أساسية في تفسير الدليل الذي يعثرون عليه وهي: 1- التصنيف 2- التأريخ 3- الدراسة والتحليل.


التصنيف:

يمكن لعلماء الآثار تفسير المعثورات الأثرية، إذا ما استطاعوا معرفة أنماط انتشار الأدوات زمانًا ومكانًا. وللوصول إلى هذه الأنماط يجب عليهم أولاً تصنيف الأدوات في مجموعات تحوي كل مجموعة معثورات متشابهة. والنظامان الأساسيان للتصنيف هما: النوعي والتتابعي (التتابع الطرزي).

التصنيف النوعي. تصنف المواد ضمن مجموعات حسب أشكالها، وطرق صنعها، ووظائفها. وتدعى كل مجموعة من هذه المعثورات نوعًا. فمثلاً تُمثِّل جميع القدور الخزفية المتشابهة التي يعثر عليها في موقع واحد نوعًا واحدًا، في حين تُمثِّل قدور أخرى متشابهة من موقع آخر نوعًا آخر.

التصنيف التتابعي (التتابع الطرزي). ترتب المواد ذات النوع الواحد كلها في سلسلة تعكس التغيرات في الطراز. وهذه التغيرات إما أن تكون قد حصلت تدريجيًا مع مرور الزمن، أو نتيجة انتشار حضارة منطقة في مناطق أخرى. وفي حالات كثيرة يجب معرفة عمر المواد لتحديد المادة الأولى والأخيرة في السلسلة.


التأريخ:

لعلماء الآثار طرق مختلفة لتحديد أعمار المعثورات القديمة ويمكن تقسيم هذه الطرق إلى نوعين أساسيين هما: 1- التأريخ النسبي 2- التأريخ المطلق.

التأريخ النسبي. محاولة معرفة قِدم بعض المعثورات بالنسبة لبعضها الآخر. ولهذا فإن طريقة التأريخ النسبي تقدم مقارنات ولا تقدم تواريخ حقيقية. فمثلاً يستطيع علماء الآثار تحديد الأعمار النسبية للعظام التي يعثرون عليها في موقع ما، من خلال قياسهم لما تحتويه هذه العظام من الفلور، ذلك لأن الفلور في المياه الجوفية يحل محل عناصر أخرى في العظام ويزداد بمرور الزمن. وبالتالي فإن العظام الأقدم عمرًا هي تلك التي تحتوي على كمية أكثر من الفلور.

التأريخ المطلق . يحدد عمر المعثور بالسنوات. وهناك طرق عديدة للتأريخ المطلق. والطريقة التي تستخدم في كل حالة ترتكز بصورة رئيسية على نوعية المادة التي يحدد تأريخها.

والطريقة الأوسع استخدامًا لتحديد تأريخ بقايا النباتات القديمة أو الحيوانات أو الكائنات البشرية هي التأريخ بالكربون المشع . وتعتمد هذه الطريقة على حقيقة مفادها أن الكائنات الحية كلها تمتص باستمرار نوعين من ذرات الكربون، وهما الكربون 12 والكربون 14 . وتسمى ذرات الكربون 14 أيضًا بالكربون المشع ، وهي ذرات غير مستقرة، وتتحول إلى ذرات نيتروجينية. ولذلك فعندما يموت كائن ما فإن نسبة الكربون 14 إلى الكربون 12 تتناقص بدرجة معينة لتصل إلى نسبة معروفة. ونتيجة لهذا يستطيع علماء الآثار حساب عمر عينة ما عن طريق قياس كميات الكربون 12 والكربون 14 المتبقية فيه. وتعد الطريقة التقليدية المتبعة في قياس الأعمار دقيقة لحساب أعمار الكائنات التي تعود إلى 50000 سنة. أما التقنية الأحدث التي تستخدم الجهاز الذي يُعرف بمعجل الجسيمات ، فهي تعد طريقة دقيقة لحساب أعمار الكائنات التي يصل عمرها إلى 60000 سنة. وهذا ينطبق أيضًا حتى على أصغر العينات. انظر: الكربون المشع ؛ معجل الجسيمات.

يستخدم علماء الآثار تأريخ الأرجون بوتاسيوم لإيجاد أعمار تكونات صخرية معينة تحوي مواد أثرية. وتحتوي هذه الصخور على البوتاسيوم 40 المشع، الذي يتحول إلى غاز الأرجون 40 بنسبة ثابتة. ويقوم العلماء بقياس كمية كل عنصر موجود ثم احتساب عمر الصخرة. وقد استخدمت هذه الطريقة لتأريخ تكونات صخرية وعظام وأدوات وُجدت بشرقي إفريقيا. وقد وُجِدَ أن عمر الصخرة حوالي مليون وثلاثة أرباع المليون سنة مما يشير إلى أن العظام والأدوات أيضًا من العمر نفسه.

وأفضل طريقة معروفة لتأريخ الخشب هي التأريخ بحلقات الأشجار . وتقوم هذه التقنية على احتساب حلقات النمو السنوية الظاهرة على المقاطع العرضية للأشجار المقطوعة. ويقوم علماء الآثار بمطابقة نموذج حلقات شجرة قديمة، يُعثَر عليها في موقع ما، مع حلقات تلك المواد الخشبية القديمة لتحديد عمر الموقع. ويعتبر التأريخ بحلقات الأشجار هو الأكثر دقة في كافة مجالات التأريخ، ولكنه يُستخدم فقط مع المواد الخشبية التي لا يتجاوز عمرها حوالي 8000 سنة.

الدراسة والتحليل:

يقوم علماء الآثار بدراسة الأدوات والظواهر وتحليلها بغية الحصول على معلومات مثل: كيف صنعت الأدوات وأين استخدمت. وفي بعض الأحيان يحصل العلماء على معلومات من خلال التجربة المباشرة. ففي أواسط الثمانينيات من القرن العشرين قام آثاريون من كمبردج بإنجلترا بإعادة بناء سفينة إغريقية كلاسيكية وتسمى تريريم وأبحروا بها. وبهذه الطريقة تعلموا الكثير عن صناعة السفن الإغريقية وفن الملاحة في العصور القديمة. وتساعد الأدوات والظواهر على تفسير الحياة الاجتماعية التي كانت قائمة في الأزمنة القديمة. فحجم البيوت يمكن أن يبين عدد الناس الذين كانوا يعيشون في بيت واحد. وتدل كمية الأحافير التي يُعثر عليها في أحد القبور وقيمتها، على الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها الشخص المدفون.

أما تقويم المعثورات الطبيعية، فيكشف عن معلومات، مثل نوع الطعام الذي كان الناس يتناولونه وما إذا كانوا ينتجون المحاصيل أو يجمعون النباتات البرية. ويمكن للمعثورات الطبيعية أن تكشف أنماط الهجرات القديمة. فوجود بذرة من الحبوب غريبة عن المنطقة مثلاً، يمكن أن يكشف عن كيفية وتاريخ انتقال المواد من مكان إلى آخر.

وقد يقوِّم الأثريون الدليل الأثري بمساعدة متخصصين في حقول أخرى. فعلماء الحيوان يساعدون في التعرف على عظام الحيوانات، وطرق الذبح التي كانت سائدة. كما يقوم علماء النبات بتحليل البذور، ليحصلوا على معلومات حول النشاطات الزراعية القديمة. ويعمل مع الآثاريين أيضًا متخصصون آخرون مثل الجيولوجيين والمعماريين والمهندسين. ويعمد المتخصصون في بعض الحالات إلى تشغيل أجهزة الحاسوب التي تيسّر عملية التقويم وتعجّل بها إلى حد كبير.

محب بلاده
2010-12-23, 20:34
طلب بحوث أو رسائل
نظم المعلومات في الموارد البشرية
بارك الله فيكم






بحث حول نظم المعلومات الموارد البشرية
الخـــطة:
أولاً:إدارة الموارد البشرية
• تعريف إدارة الموارد البشرية
• مهام إدارة الموارد البشرية
• أهمية العنصر البشري
• التغيرات العالمية وأثرها على إدارة الموارد البشرية
• الموارد البشرية في الفكر الإداري الحديث
• الفرق بين إدارة الأفراد وإدارة القوى البشرية
• الأدوار والوظائف لإدارة الموارد البشرية
ثانياًًً:نظام المعلومات الموارد البشرية
• المفهوم
• عناصر النظام
• أغراض تطوي نظام المعلومات المواد البشرية
• تطوير استخدام نظام المعلومات الموارد البشرية
• مراحل تطوير نظام المعلومات الموارد البشرية
• المجالات التطبيقية نظام المعلومات الموارد البشرية







مقـدمـة

جذور إدارة الموارد البشرية برزت في الولايات المتحدة الأمريكية . فمنذ بداية السبعينيات ميلادية برز مفهوم إدارة الموارد البشرية كبديل لإدارة الأفراد. وتحول الاهتمام بمحتوى إدارة الأفراد بمفهومها التقليدي والذي يركز الاهتمام على الاستقطاب التدريب المكافآت وإدارة القوى العاملة لمفهوم حديث يهتم بموضوعات تتعلق بإدارة ثقافة المنظمة، تصميم هياكل المنظمة، تحليل العوامل التي تؤثر على الموارد البشرية في المستقبل وتزويد المنظمة بمجموعة من الكفاءات المناسبة. لقد تولد اعتقاد بأن إدارة الأفراد تفتقر للدور الإستراتيجي لأدائها أدوار ذات طابع أدارى وتحول الاهتمام التقليدي بإدارة الأفراد والتي تهتم بالأمور الإجرائية في تسيير شئون العاملين لمفهوم أكثر حداثة وشمولا يهتم بالعنصر البشرى. ولتفادى تلك المشكلة كان لابد أنتشارك إدارة الموارد البشرية بفاعلية أكبر في الأمور ذات الطابع الإستراتيجي.
أولاً:إدارة الموارد البشرية
تعريف إدارة الموارد البشرية
يمكن تعريفها بأنها:
" نموذج متميز لإدارة البشر والذي يسعى لتحقيق الميزة التنافسية من خلال وضع إستراتيجية للحصول على موارد بشرية تتميز بالكفاءة و الولاء".
أو
"مجموعة من النظم الفرعية المترابطة التي تشمل العمليات والأنشطة الخاصة بتوفير، وتنمية، وتشغيل الموارد البشرية في منظمات الأعمال".
أو
" مجموعة من الإستراتيجيات والعمليات والأنشطة التي يتم تصميمها لدعم الأهداف المشتركة عن طريق إيجاد نوع من التكامل بين احتياجات المؤسسة و الأفراد الذين يعملونها".
مهام إدارة الموارد البشرية

1-اختيار الكوادر البشرية المناسبة للعمل في المؤسسة.
2-الدفع باتجاه بناء والمحافظة على موارد بشرية عالية التدريب وبالعدد والتنوع المطلوب، وتكون على استعداد تام للتكيف مع التقنيات الجديدة وقادرة على توفير ميزة تنافسية في سوق عمالة يزيد تعقيداً محليا وعالميا باستمرار.
3-التأكد من الالتزام الجاد بتطوير الكفاءات المتميزة في المؤسسة وإعدادها لشغل الوظائف التخصصية والمهنية بالإضافة إلى الوظائف القيادية.
4-مساعدة مديري الإدارات وغيرهم من موظفي الإشراف على إدارة شئون موظفيهم وتحفيزهم ومكافأتهم.
5-تقديم خدمات شاملة ومثالية لكافة العاملين في المؤسسة ، بحيث توفر له متطلبات عليا من الرضا الوظيفي في هذا الجانب و بحيث تولد لديه شعور الاعتزاز الافتخار الدائم بالانتماء للمؤسسة (الولاء الوظيفي المطلق)
أهمية العنصر البشري
نتجت عن اتفاقية الجات بعض الآثار المتعلقة بقضايا العمل والعمالة مثل:
1- سعي الدول المتقدمة إلى استثمار العقول الماهرة في الدول النامية لتضر بذلك رأس المال البشري بها.
فقد أوضح تقرير التنمية البشرية عام 1994م أن الدول الأفريقية هي من أشد المتأثرين بهذه الظاهرة، بالإضافة إلى بعض الدول بقارتي آسيا وأمريكا الجنوبية.
2-وضعت الدول المتقدمة عقبات وقيوداً صارمة تحول دون هجرة العمالة غير الماهرة إليها، ودعواها في ذلك هو انتشار البطالة منها.
ولقد أصبحوا واضحا بصورة قاطعة أن للعنصر البشرى أهميته القصوى التي تعادل أهمية عنصر الميكنة والتحديث التقني إن لم تزد عليها، كما أصبح أيضاً له أثر فعال على اقتصاديات الدول في جميع مراحل نموها وتطويرها، فهو من أسباب تخلف بعض الدول النامية،و أيضاً من أسباب انطلاق الدول المتقدمة.و العنصر البشري سيكون هو العامل الأكثر أهمية في رأي مدير شركة شل، حيث يقوم بابتكار الأفكار الجديدة والمؤثرات العقلية مما يؤدي لنمو الأعمال وتنميتها، ويضيف: "تعتبر شل خير مثال على ذلك، فقبل قرن من الزمن كانت شل مجرد شركة شحن بحري ولم يكن لديها أية اهتمامات بعمليات النفط والغاز، ولكن العاملين في شل، من خلال إصرارهم و مهاراتهم وقدراتهم العقلية، استطاعوا تشكيل كيان ومنزلة شل التي نراها في وقتنا الحاضر.
التغيرات العالمية و أثرها على إدارة الموارد البشرية
تواجه المنظمات في العصر الحديث ضغوط وتحديات تتمثل في الزيادة المستمرة للقوى الداخلية والخارجية المؤثرة على استقرارها وربحيتها، فالحاجة إلى تحسين الربحية والإنتاجية والجودة، أمور كلها تتطلب تغييرات ديناميكية في جميع نواحي المنظمة لضمان البقاء الاقتصادي لها، لقد أدت التحولات التي ألمت بعالمنا اليوم إلى عديد من المتغيرات شملت جميع نواحي الحياة اقتصادية، اجتماعية، تكنولوجية، سياسية، ثقافية، وتشريعية، هذه المتغيرات العالمية تتسم بأنها سريعة ولم تعد تشمل مجالات بعينها ولكنها أصبحت تتسم باتساع النطاق والمجال، ولذلك فان آثار تلك المتغيرات على منظمات اليوم أصبحت تتبلور إما في تحقيق نتائج أفضل أو العكس .اتجاهات "العولمة" الاقتصادية المتمثلة في تزايد الاندماج والترابط بين أجزاء الاقتصاد العالمي وفعالياته المختلفة مثل :
- استمرار الثورة التقنية في مجال المعلومات والاتصالات وما يتمخض عنها من تطورٍ هائلٍ ومتصل في إمكانات معالجة البيانات والمعلومات وتخزينها واسترجاعها ونقلها وتدفقها محلياً وعالمياً بسرعةٍ فائقة وتكلفةٍ معقولة.
- بـروز العلم والتقنيـة وسيلة ضرورية وحاسمة لتحقيق مكاسب اقتصادية في ظل تعاظم المنافسة على الصعيدين المحلي والدولي.
- عدم استقرار الأسواق العالمية للأوراق المالية والصرف الأجنبي والمواد الأولية وما يلازم ذلك من تذبذبات
- ظلّت تزداد حدة وتواتراً في الأسعار والعوائد .
- ظهور المجموعة الأوروبية بعد الاتفاق على توحيد نظامها النقدي وبدء العمل بالعملة الأوروبية الجديدة (اليورو) في مطلع القرن الجديد بصفته تكتلاً مهماً على الساحة الدولية بجانب التكتلات الاقتصادية الأخرى وهي مجموعة دول أمريكا الشمالية (نافتا) ومجموعة دول حوض.

الموارد البشرية في الفكر الإداري الحديث:
إن اهتمام الفكر الإداري الحديث بقضايا الموارد البشرية يعبر عن المسعى الذي تهتم به المؤسسة ألا وهو إيجاد التوازن بين أهدافها وأهداف الفرد بغرض خلق قدرة تنافسية لها، لهذا اعتبرت الموارد البشرية الفعالة ركيزة تكوين هذه القدرة وفقاً للمنطق التالي:
• إن النتيجة الأساسية لحكة المتغيرات في عالم اليوم هي بروز الانفتاح والتحرر والمرونة كعناصر رئيسية في حركة المؤسسات وكلها تؤدي إلى إشعال قوى التنافس.
• يتحدد مصير المؤسسة في عالم اليوم وما قد تحققه من أرباح ونتائج على ما يتوفر لها من قدرات تنافسية تصل بها إلى إرضاء العملاء والتفوق على المنافسين.
• تتكون القدرات التنافسية للمؤسسة بالتصميم والتخطيط والإعداد لتحويل المزايا والموارد المتاحة لها إلى منافع وقيم أعلى للعملاء، وتمييز واختلاف عن المنافسين.
• إن المصير الحقيقي لتكوين القدرات التنافسية واستمرارها هو المورد البشري الفعال، حيث يبرز دوره في كل عنصر من عناصر القدرة التنافسية للمؤسسة.إن ما يتاح للمؤسسة من موارد مالية ومادية وتقنية ومعلوماتية وما قد تتميز به تلك المواد من خصائص وإن كانت شرطاً ضرورياً لإمكان الوصول إلى القدرة التنافسية إلا أنها ليست شرطا كافيا لتكوين تلك القدرة ذلك أنه لابد من توفر العمل البشري المتمثل في عمليات التصميم والإبداع الفكري، التخطيط والبرمجة، التنسيق والترتيب، الإعداد والتهيئة، التطوير والتحديث، التنفيذ والإنجاز، التقويم والمحاسبة. تلك العمليات هي النتاج العمل الإنساني ومظاهره هي أساس النجاح في المؤسسات وبدونها لا يتحقق أي نجاح مهما كانت الموارد الأخرى المتاحة للمؤسسة.
انطلاقا مما تم عرضه نجد أن الموارد البشرية تقوم بتفعيل نشاط المؤسسة انطلاقا من مختلف الأنشطة التي يقوم بها، وذلك مقابل الحصول على امتيازات اجتماعية ومادية مغرية، وتساهم المؤسسة في زيادة فعالية تلك الموارد البشرية بالتدريب المستمر وهو ما يعني حدوث تدفق مزدوج(من المؤسسة إلى المواد البشرية ومن المواد البشرية إلى المؤسسة).


الفرق بين إدارة الأفراد و إدارة القوى البشرية

إدارة الموارد البشرية تركز بصفة أساسية على طبقة المديرين، بينما تركز إدارة الأفراد على العاملين.
يشكل المديرين في الصفوف الأمامية محور اهتمام إدارة الموارد البشرية من خلال قيامهم بمسؤولياتهم فيما يتعلق بربط إستراتيجية المنشاة بإدارة الموارد البشرية، بينما تركز إدارة أفراد في ممارستها على الأفراد والفنيين المختصين بشئ و الأفراد بخلاف إدارة الأفراد.
الأدوار والوظائف لإدارة الموارد البشرية :
تخطيط الموارد البشرية:-توصيف الوظائف – تخطيط الاحتياجات البشرية وتقدير الإعداد اللازمة للعمل – مستوى ونوع المهارات وكذلك القدرات والخبراء – عمليات الاختيار المطلوبة.
تنمية الموارد البشرية : عملية التأهيل – التدريب – إعادة التدريب – تطوير إداري – تطوير تنظيمي.
التعويض والأجور والرواتب: تقييم الوظائف ، تقديم الأجور والرواتب .
صيانة الموارد البشرية : المحافظة على أصول المنظمة من الموارد البشرية جعل المنظمة مصدر جذب.
علاقات الموظفين : توفير من التوافق والانسجام بين المنظمة والموظفين.
وبشيء من التفصيل نجد أن إدارة الموارد البشرية تشتمل أدوارها على الموضوعات التالية :
1- تحليل وتوصيف وتصميم الوظائف.
2-التخطيط لقوة العمل .
3-استقطاب العاملين .
4-الاختيار والتعيين .
5-التعويض والمكافأة .
6-تقويم (تقييم) الوظائف .
7-الحوافز.
8-تطوير وتدريب الموارد البشرية.
9-إدارة وصيانة الموارد البشرية.

ثانياً: نظام معلومات الموارد البشرية
– المفهوم–
وردت لنظام معلومات الموارد البشرية
Human Resource Informatian System (HRIS)
العديد من المفاهيم في الأدبيات المتخصصة منها على سبيل الذكر، مفهموم
(Safran,1994:12) إذ يقول عنه "قاعدة بيانات تحتوي على كل المعلومات المناسبة الخاصة بالموارد البشرية، ويوفر التسهيلات لإدامة البيانات وسهولة الحصول عليها بالرغم من أن القليل من HRIS تعتمد على main frame (أجهزة الحاسوب الضخمة) إلا أن هناك تطوراً في المخرجات".
أما(Kovach,1999:272) فيرى أنه "إجراء نظامي لجمع وخزن وإدامة واسترجاع والتحقق من صحة المعلومات المطلوبة من لدن المنظمة فيما يتعلق بمواردها البشرية، والأنشطة التي يمارسونها وخصائص الوحدة التنظيمية".
ويقول عنه (اليوزبكي، 2001: 8) بأنه "تكوين هيكلي متكامل ومتفاعل
من المستلزمات المختلفة كالآلات، وتقنيات الحاسوب، وملحقاته والبرامجيات والأفراد العاملين في النظام والإجراءات والقواعد من أجل جمع ومعالجة البيانات (ذات العلاقة بالأفراد العاملين) من داخل المنظمة وخارجها، لغرض توفير المعلومات الضرورية عن الأفراد العاملين وبالخصائص النوعية ( كالتوقيت والدقة والتكلفة)، وتوصيلها إلى المستفيدين لصنع القرارات وإنجاز وظائف إدارة الموارد البشرية وفي جميع المستويات الإدارية وبما يحقق أفضل استخدام ممكن لهذه المعلومات".

واستناداً إلى المفاهيم السابقة نستخلص أن نظام معلومات الموارد البشرية، يمثل مجموعة مكونات وعناصر تعمل بصورة منتظمة بهدف توفير المعلومات المطلوبة عن الموارد البشرية لاتخاذ القرارات المناسبة بصددها بالتوقيت الملائم، وهذه المكونات والعناصر تعد بمثابة أبعاد للنظام المذكور تقاس من خلالها كفاءته وفاعليته.
عناصر النظام:
للنظام عناصر تتمثل فيما يلي:
مدخلات:وتكون على شكل موارد بشرية وأموال ومعلومات وطاقة ترد من البيئة الخارجية.
عمليات:وهي التفاعلات تتم داخل النظام.
مخرجات:وتكون على شكل منتجات أو خدمات أو معلومات تصب في البيئة.
تغذية راجعة(عكسية):وهي نوع من المعلومات تشكل نوعاً من الرقابة والضبط وتصل بين المخرجات من جهة والعمليات والمدخلات من جهة أخرى.




المراجع
1-الكتب:
عبد الباري إبراهيم درّة (إدارة الموارد البشرية في القرن الحادي والعشرين)دار وائل للنشر، الأردن،الطبعة الأولى،2008.
2-المذكرات:
عبد القادر شلالي(دور إدارة المواد البشرية في التخطيط الإستراتيجي)، تخصص إدارة أعمال، كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير، جامعة البليدة،2007.
محمد لمين مراكشي (فعالية نظام التدريب في تنمية الموارد البشرية )،مذكرة ماجستير،كلية العلوم الاقتصادية وعلوم التسيير، جامعة البليدة،2005.،
3-البحوث:
د.خالد محمد طلال بني حمدان(تحليل معطيات العلاقة الإرتباطية بين نظام معلومات الموارد البشرية ورأس المال الفكري)،بحث مقدم إلى المؤتمر العلمي لكلية الاقتصاد والعلوم الإدارية، جامعة العلوم التطبيقية الأهلية،الأردن.

محب بلاده
2010-12-23, 20:47
شكرا جزيلا اخي الكريم
ان تكرمت علينا اريد بحثاحول التنقيب عن الآثار
واكون ممتنا ان وجدته عندك شكرا جزيلا




المناهج الكلاسيكية لعملية التنقيب


إن علم الأثار هو العلم الذي يهدم هدفه الأصلي(موضوع الدراسة) لدراسته من خلال أعمال الحفر ، فهو الدراسة العلمية لمخلفات الحضارة الإنسانية الماضية ويتحرى الأثريون حياة الشعوب القديمة، وذلك بدراسة مخلفاتها. وتشمل تلك المخلفات أشياء مثل: المباني والقطع الفنية، والأدوات والعظام والخزف. وقد يقوم علماء الآثار باكتشافات مثيرة، مثل اكتشاف قبر يغص بالحلي الذهبية، أو بقايا معبد فخم في وسط الأدغال. ومع ذلك فإن اكتشاف قليل من الأدوات الحجرية أو بذور من الحبوب المتفحمة، ربما يزيح الستار بشكل أفضل عن جوانب كثيرة من حياة تلك الشعوب. واكتشاف أنواع الأكل التي كان النّاس يتناولونها في الأزمنة الغابرة، يجعلنا ندرك أوجه الشبه بين حياة أولئك القوم وحياتنا الحالية. وما يكتشفه عالم الآثار، بدءًا من الصروح الكبيرة وانتهاء بالحبوب، يسهم في رسم صورة عن معالم الحياة في المجتمعات القديمة.
فالبحث الأثري هو السبيل الوحيد المساعد على استنطاق أوجه الحياة في المجتمعات التي وُجدت قبل اختراع الكتابة منذ خمسة آلاف عام تقريبًا. كما أن البحث الآثري نفسه يشكِّل رافدًا مهمًا في إغناء معلوماتنا عن المجتمعات القديمة التي تركت سجلات مكتوبة.
ويُعدُّ علم الآثار في القارة الأمريكية، فرعًا من الأنثروبولوجيا (علم الإنسان)؛ وهي دراسة الجنس البشري وتراثه الفكري والمادي. ويرى علماء الآثار في أوروبا أن عملهم هذا يرتبط ارتباطًا وثيقًا بميدان التاريخ، غير أن علم الآثار يختلف عن علم التاريخ من جهة أن المؤرخين يدرسون بصورة رئيسية مسيرة الشعوب استنادًا إلى السجلات المكتوبة، ويرجع هذا الإختلاف في تصنيف إنتماء علم الأثار إلى الإختلاف بين المدرستين حول طبيعة الأنثربولوجيا في حد ذاتها.
ويتطلع علماء الآثار إلى معرفة الكيفية التي تطورت بها الحضارات، وإلى معرفة المكان والزمان اللذين حدث فيهما هذا التطور. وكذلك يبحث هؤلاء ـ شأنهم شأن دارسي العلوم الاجتماعية ـ عن أسباب التغيرات الأساسية التي جعلت الناس في العالم القديم، يتوقفون عن الصيد ـ مثلاً ـ ويتحولون إلى الزراعة. ويطوِّر آثاريون آخرون نظريات تتعلق بالأسباب التي حدت بالناس لبناء المدن وإقامة الطرق التجارية. وبالإضافة إلى ذلك يبحث بعض علماء الآثار عن الأسباب الكامنة وراء سقوط المدنيات السابقة، كحضارة المايا في أمريكا الوسطى، وحضارة الرومان في أوروبا والحضارة الفرعونية .
وليتمكن الأثريون من تحقيق هذه الأهداف وغيرها لبد لهم من مناهج البحث العلمي وتقنياته، وعلم الأثار على إعتباره فرع منالعلوم الإنسانية؛ فهو يعتمد على المناهج الأساسيةللعلوم الإنسانية :المنهج الوصفي والمنهج والمنهج المقارن، وهذا يكون خاصة في الشق النظري من البحث الأثري ،أما في الشق الميداني نجد علم الأثار يعتمد على مناهج مختلفة (التنقيب، التصنيف، التأريخ،الترميم) تبرز تميز خصوصيته عن بقية العلوم.
1/ الدليل الأثري
يدرس الأثريون أي دليل يمكن أن يساعدهم على فهم حياة الناس الذين عاشوا في الأزمنة القديمة. وتتراوح الأدلة الأثرية بين بقايا مدينة كبيرة، وقلة من فلَق قطع الحجارة، التي تركها أحد الذين كانوا يصنعون الأدوات الحجرية منذ أزمان بعيدة.

إن الأنواع الثلاثة الأساسية للدليل الأثري هي: 1- المعثورات المصنوعة 2- الظواهر 3- المعثورات الطبيعية.
1.1 / المعثورات المصنوعة
أما بالنسبة إلى المعثورات المصنوعة، فهي تلك المواد التي صنعها الإنسان ويمكن أن تنقل من مكان إلى آخر دون إحداث تغيير على مظهرها. وهي تشتمل على مواد مثل النّصال والقدور والخرز. كما يمكن أن تشتمل ـ بالنسبة إلى مجتمع ذي تاريخ مكتوب ـ على الألواح الطينية وعلى سجلات أخرى مكتوبة، وتعد المعثورات المصنوعة الشواهد الأساسية التي يعتمد عليها الأنثروبولوجيون في دراسة الحياة الثقافية للشعوب البدائية، فهي تعد من أهم الرواسب الثقافية –على حد تعبير تيلور"tylor"-. وقد نتج عن الأبحاث الأركيولوجية التي أجريت في تبسة ، إرجاع تاريخ االإنسان في إلى العصر الباليوليتي (الحجري القديم)، وذلك من خلال إكتشلف أدوات من الحجارة والصوان ورسوم ورماديات مختلفة الأحجام، في كهوف القسطل ، والماء الأبيض،وفج غليلاي، وجبل الدكان....وغيرها منالمناطق التبسية .
2.1 / الظواهر
الظواهر هي المعثورات الأثرية التي تظهر على سطح الأرض ويمكن ملاحظتها بالعين المجردة وتتألف بصورة رئيسية، من البيوت والمقابر وقنوات الري، ومنشآت عديدة أخرى، قامت ببنائها الشعوب القديمة. وخلافًا للأدوات، فإنه لا يمكن فصل الظواهر عن محيطها، دون أن يحدث تغيير في شكلها، وتعد مدينة تبسة من أغنى المدن الجزائرية بالمعثورات الأثرية الظاهرة، والتي من أبرزها:
* القلعة البيزنطية التي يعود تاريخ تشييدها إلى535م، على يد القائد الروماني صولومون، وتحمل القلعة 14 برجا للمراقبة، و3 أبواب رئيسية هي: باب شالة، باب صولومون، باب كراكلا.
* معبد مينرف: الذي بني بين(193 و217 م) تكريما لآلهة الحكمة الرومانية مينرف، وقد حول إلى متحف يضم قطعا أثرية رومانية.
*الكنيسة المسيحية (البازليك): بنيت ما بين(320م و385م) ولا تزال تحتفظ بأغلب أقسامها التعبدية.
*تبسة العتيقة: أوتبسة الخالية كما تعرف محليا ، مدينة أثرية تضم عدة مواقع مهمة.
3.1 / المعثورات الطبيعية
المعثورات الطبيعية، هي المواد الطبيعية التي توجد جنبًا إلى جنب مع الأدوات والظواهر. وتكشف هذه المعثورات طريقة تفاعل الناس في العصور القديمة مع محيطهم. وتشتمل المعثورات الطبيعية ـ على سبيل المثال ـ على البذور وعظام الحيوانات، كما تشمل أيضا المواد الكيميائية والغازات، وحتى الموادالعضوية المختلطة بالتربة.
ويُطلق على المكان الذي يضم الدليل الأثري اسم الموقع الأثري. ولفهم سلوك الناس الذين شغلوا موقعًا أثريًا، لابدّ من دراسة العلاقات بين الأدوات المصنوعة والظواهر والمعثورات الطبيعية، التي اكتشفت في ذلك الموقع الأثري. فمثلاً اكتشاف رؤوس رماح حجرية قرب عظام نوع من الجواميس المنقرضة في موقع ما في ولاية نيو مكسيكو، يبين أن تلك الجماعات البشرية المبكرة، كانت تصطاد الجواميس في تلك المناطق.
2/جمع المعلومات
يستخدم علماء الآثار تقنيات ووسائل خاصة لجمع الدليل الآثاري جمعًا دقيقًا ومنهجيًا، ويحتفظون بسجلات تفصيلية عن المعثورات الأثرية، لأن التَّنقيب الآثاري المفصل يتلف البقايا الأثرية موضع البحث
1.2/ تحديد الموقع
تحديد الموقع الأثري هو الخطوة الأولى، التي يجب على عالم الآثار القيام بها. وتكون المواقع الأثرية موجودة فوق سطح الأرض، كما قد تكون تحت سطح الأرض، أو تحت الماء. وتشتمل المواقع الموجودة تحت الماء على سفن غارقة، أو مدن بأكملها غمرتها المياه نتيجة تغيرات طرأت على سطح الأرض أو على مستوى الماء.
وقد يتم تحديد بعض المواقع الأثرية بسهولة، لأنها تُشاهَد بالعين المجردة، أو يمكن تعقب أثرها من خلال الأوصاف التي وردت عنها في القصص القديمة، أو السجلات التاريخية الأخرى. و مثل هذه المواقع الأهرامات في مصر، أومدينة أثينا القديمة في اليونان. وهناك مواقع أثرية، أقل وضوحًا اكتشفها ـ بمحض الصدفة ـ أناس غير آثاريين، فمثلاً اكتشف أربعة أطفال سنة 1940م كهف لاسو في الجنوب الغربي من فرنسا، وذلك أثناء بحثهم عن كلبهم الضائع. ووُجدت في هذا الكهف رسوم جداريه تعود إلى ما قبل التاريخ.

وقام علماء الآثار بالعديد من الاكتشافات المهمة، وبحثوا دون كلل وعلى امتداد سنوات طويلة، عن موقع معين أو نوع ما من المواقع. بهذه الطريقة اكتشف عالم الآثارالإنجليزي هوارد كارتر، في عام 1922م القبر المليء بالكنوز الذي يخص الملك المصري القديم توت عنخ آمون.
يستخدم علماء الآثار مناهج علمية للعثور على المواقع الأثرية. وكانت الطريقة التقليدية لاكتشاف جميع المواقع الأثرية في منطقة ما، تتم من خلال المسح سيرًا على الأقدام. وكان الآثاريون ـ عندما يستخدمون هذه الطريقة ـ يتباعد بعضهم عن بعض بمسافات معينة، ويسيرون في اتجاهات مرسومة، وان كل فرد يبحث عن الدليل الآثاري، وهو سائر إلى الأمام. ويستخدم الآثاريون هذه الطريقة عندما يرغبون في تمييز المنطقة، التي تضم مواقع أثرية عن تلك التي لا يوجد فيها مثل هذه المواقع. فمثلاً يمكنهم استخدام هذه الطريقة، للتأكد من أن المواقع الأثرية لمنطقة معينة موجودة في قمم التلال وليس في الوديان.
ويتَّبع علماء الآثار طرقًا علمية للمساعدة على كشف المواقع الأثرية الموجودة تحت السطح. فالتصوير الجوي، مثلاً، يُظهر اختلافات في نمو النباتات التي تشير بدورها إلى وجود دليل آثاري، فالنباتات الأطول في بقعة من الحقل قد تكون مزروعة فوق قبر قديم، أو فوق قناة للري، أما النباتات الأقصر الموجودة في بقعة أخرى من الحقل، فقد تكون مزروعة في أرض ضحلة فوق عمارة قديمة أو طريق. وبالإضافة إلى ذلك تستخدم كواشف معدنية، لمعرفة ما إذا كانت هناك أدوات معدنية، سبق أن دُفنت في الأرض على عمق لا يزيد على 180سم.
2.2 / مسح الموقع
أول مرحلة من مراحل الدراسة التي يقوم بها الأثريون لموقع ما، هي وصف هذا الموقع. فيسجل هؤلاء ملاحظات تفصيلية حول مكان الموقع، ونوع الدليل الأثري الشاخص على سطحه. كما يلتقطون صورًا لهذا الموقع.
ويقوم الأثريون برسم خرائط لمعظم المواقع الأثرية التي يتم اكتشافها، ويعتمد نوع الخريطة المرسومة على أهمية الموقع وأهداف الدراسة ومقدار الوقت والمال المتوافرين. ويعمد هؤلاء ـ في بعض الأحيان ـ إلى رسم خرائط مبسطة بعد أن تتم عملية قياس الأبعاد، سواء بالخطوات أو باستخدام شريط القياس. وتستخدم في حالات أخرى، أدوات خاصة لمسح الموقع الأثري بعناية، ولرسم خرائط تفصيلية له.
وبعد رسم الخريطة يجمع العلماء بعض الملتقطات الموجودة على سطح الموقع الأثري. ثم يقومون بتقسيم السطح إلى مربعات صغيرة، ودراسة كل مربع على حدة. وبعد ذلك يسجلون على الخريطة المواضع التي وجدت فيها الأدوات. ويمكن أن تُقدِّم لنا أماكن الملتقَطات السطحية معلومات عن زمان وكيفية استخدام الموقع.
لايهدف هذا المسح إلى حصر الآثار المنظورة فحسب، بل يسعى كذلك إلى معرفة الإطار البيئي الكامل الذي عاصر حقبة زمنية، وذلك بدراسة مصادر المواد الطبيعية ودراسة التغيرات الجيولوجية والجغرافية والجيومورفولوجية مثل تغيرات مجاري الأنهار وانخفاض سويات البحار وارتفاعها.
إن وجود الإنسان في الطبيعة يترتب عليه تغيّر في التوازن الطبيعي. ولابد إذن من معرفة العلاقة البشرية بالبيئة الطبيعية، ولابد من وسائل ميدانية متطورة لتفهم النشاط الإنساني على وجه أفضل، ومن ثم جمع عينات من مخلفات الإنسان من كل بقعة سكن فيها أم مر بها ، كالفخار والعظام والمواد العضوية وغيرها. ويستعان في عمليات المسح الأثري بالتصوير الجوي بكل أنواعه وبالتصوير الفوتوغرامتري وتستخدم الأشعة الكونية والأشعة تحت الحمراء. وقد دخلت السواتل (التوابع الصنعية) حديثـاً في عمليات المسح الواسعة.
3/ مناهج التنقيب الأثري
1.3/ المناهج الكلاسيكية لعملية الحفر
* منهج فان كيفن Van Guffen:
وضع هذا المنهج من أجل إجراء تسجيل ثلاثي الأبعاد، حيث طوره فان كيفن من أجل التنقيب في تلال صغيرة، أو في جثوات ترابية يتم تقسيمها إلى أربع قطاعات متساوية، ويتم التنقيب أولا في قطاعين متناظرين، الواحد مع الآخر تاركين القطاعين المتناظرين الآخرين دون تنقيب، مما سيكشف التموضع الطبقي، فتبدو تشكيلته بشكل عمودي في جدارالمنطقتين، وهذا ما يجعل المقاطع الاستراتيغرافية الأربعة مرسومة كلها في المقطعين المتروكين دون تنقيب، وهنا لا يترك أي مقطع دون رسم، فالعلاقات بين الوحدات الاستراتيغرافية المختلفة تشكل تموضعات مختلفة في كل نقطة من الموقع، يمكن لهذه الرسومات أن تخدمنا من أجل اعادة بناء تاريخ الموقع، بالاضافة الى جانب من رسومات المخططات التي يمكننا الحصول عليها عند قيامنا بازالة بعض الطبقات ولا يقتصر هذا على الوحدات المعمارية، فكل تغيير يتم على السطح سيعطينا حالة جديدة وغير قابلة للتكرار، إلى جانب بطاقات وحدة من الوحدات الأثرية التي لا يمكن أن تظهر.
ومثل هذا المنهج لا يكون قابلا للتطبيق إلا في الموقع ذات الشكل الدائري تقريبا، وذات الأحجام الصغيرة، أما إذا كانت المربعات المراد تطبيق هذا المنهج عليها كبيرة جدا فانه لا يمكن ضبط الأمور بشكل محكم وبفعالية تامة.

* منهج ويللر Wiler:
وقد اقترح هذا المنهج في الخمسينات من القرن 20 في كتابه (علم أثار الحقل)، ويتألف هذا المنهج من اقامة خارطة شبكية تغطي الموقع كله، ثم يتم حفر المربعات مع ترك قطاعات من الأرض دون تنقيب لتشكيل دليل على توضع الطبقات(الاستراتيغرافية)، كما قد تفيد هذه الطبقات المتروكة من أجل تسهيل حركة مرور المستخدمين بين المربعات، دون أن يصروا على الدخول فيها، كما تكون هذه القطاعات وسيلة اثبات للتوضع الطبقي العمودي وفي كل جهة من الجهات الأربعة.
وتتميز طريقة ويلر بمميزات مهمة وهي قدرتنا على الاستفادة بعد أن نترك القطاعات ، حيث يمكننا استخدام هذه القطاعات من أجل ملاحظة التوضع الطبقي في الجوانب الأربعة للمربع، كما يمكننا الحصول على رؤية كاملة تقريبا للحفرية من الناحية العمودية في كثير من أجزاء الموقع وفي الوقت نفسه، وعدد المقاطع المعتمد عليها في نهاية الأمر ستساعد بشكل واضح على فهم التوضع الطبقي.

*منهج ادوارد هاريسEdward Harris :
وهو معروف عالميا من خلال مؤلفه(مبادئ التوضع الطبقي الأثري)، الذي يعد مرجعا مهما ويشتمل على الخطوط الرئيسية لمنهجه المعروف بماتريكس هاريس الموضوع سنة 1973، وانتشر هذا المنهج عام 1979 في العديد من عمليات التنقيب في العالم كله.
وهي طريقة للحفر والتسجيل ويقوم هذا المنهج على ما يسمى بالتنقيب في منطقة مفتوحة، دون أن يترك أية أدلة أو شواهد دون تنقيب، حيث يقوم بحفر الوحدات الأثرية الكاملة واحدة تلوى الأخرى، وبنزع الطبقات مرة واحدة للحصول على رؤية كاملة دفعة واحدة لكل وحدة من الوحدات، ويعتقد هاريس أن تلك القطاعات المتروكة، دون تنقيب، تمنع دون رؤية طبقة أو أية وحدة أثرية بأكملها بشكل واضح، وبالتالي فمن الأفضل أن يتم العمل دون وجود مثل هذه الأدلة.
ويقوم المنقب هنا بنزع الطبقات بشكل كامل بترتيب عكسي، أي كما كانت قد توضعت تلك الطبقات واحدة فوق الأخرى، ولهذا أهمية كبرى في التسجيل الأفقي، حيث يتطلب تحقيق مخطط كامل لكل وحدة أثرية منفصلة عن غيرها، بشكل يتبع عملية رفع الطبقات المتراكبة، ومن خلال تركم المخططات الأفقية نحصل على تسجيل عمودي.
ويتميز هذا المنهج بفائدة كبيرة، ففيه لن ينقص- كما هو الحال في المناهج الأخرى-مخططات وصور وحدات أثرية كاملة.


*منهج التنقيب على طريقة رقعة الشطرنج:
ويقوم على تقسيم القطاع الى مربعات ثم يتم الحفر في المربعات التي تلمس زوايا مربع في الوسط، يترك دون تنقيب، ويتم تفريغ التراب عن كل مربع فان المقاطع ستظل موجودة في جدران المربع المتبقي من نواحيه جميعا، ولهذا المنهج فائدة كبيرة حيث يمكنه أن يظهر التعقب الاستراتيغرافي في مخطط مشترك لمربعين في الوقت نفسه، ولا تبقى أجزاء من الأرض دون أن يتم الحفر بينها، فبعد القيام بحفر المربعات بحيث يتم تفريغ المربع المركزي من جوانبه جميعا فلن يظطر الى اعادة رسمها لأنها من الناحية المنطقية ستكون هي نفسها التي تحيط بالمربع لأن المربعات المحيطة متصلة مع المربع الموجود بشكل طبيعي.

2.3/ المناهج الحديثة للتنقيب
إن التنقيب الأثري هو عماد علم الآثار. وتعتمد طرائق التنقيب الحديثة على الخبرات العملية التي تجمعت لدى الآثاريين الذين مارسوا التنقيب في الشرق والغرب. وإن إجراء عملية تنقيب أثري في موقع ما تنتج عنه عملية بناء تاريخي والحصول على صورة أكثر دقة عن الحضارة التي يعود إليها هذا الموقع، وجودة طريقة التنقيب تحقق الهدف الذي ترمي إليه عملية التنقيب أفضل تحقيق
والتنقيب الأثري عملية تقنية تعتمد، إلى حد بعيد، على الثقافة الأثرية والعامة، وعلى المهارة الشخصية، وعلى الخصائص الفردية للمنقبين، وعلى قابليتهم الإدارية. وليس ثمة تنقيب يدرَّس بالمعنى المعروف، بل إن هناك مبادئ أولية وطرائق نظرية. ولكن عملية التنقيب يجب أن تعاش، وأن تدعم خبرة التنقيب بالجهد والمعاناة.
ويتطلب التنقيب الأثري معرفة بتعاقب الطبقات الأثرية (الستراتيغرافية) وعلم التقويم (الكرونولجية) ولاجدوى من عملية التنقيب من دون خلفية تاريخية. وإن تقنية التنقيب الجيدة هي وسيلة لرؤية تاريخية واضحة وليست هدفاً بذاتها. وتعتمد طرائق التنقيب الحديثة على دراسة الموقع دراسة طبوغرافية دقيقة وشاملة، وتقسيمه إلى مربعات، وتسمية هذه المربعات، وجمع كل ما يوجد على سطحه ضمن هذه المربعات وتوثيقها ثم يبدأ السبر بعد ذلك لأخذ فكرة عن طبقات الموقع وأزمنته.
إن طريقة التنقيب الشائعة في مدارس التنقيب الحديثة هي طريقة الآثاري الإنكليزي «مورتمر هويلر» وهي تقوم على أخذ الإحداثيات الفلكية س ع ص للأوابد واللُّقى الأثرية في أثناء التنقيب، لذلك سميت طريقة الأبعاد الثلاثة. وبإحداث حواجز بين مربعات التنقيب يرى المنقب في مقطعها مناسيب الوضع الطبقي للموقع، وتوضح الآثار مع أرضيات المساكن، وبذلك يمكن الحصول على تصوير صحيح لماضي الموقع، وإعادة بنائه عند التوثيق والنشر بالاعتماد على الرسم والتصوير والتحليل إضافة إلى الوصف شيئاً فشيئاً.
بدأ الآثاريون في استخدام المعلوماتية والحواسيب بالقرب من مواقع التنقيب لخزن المعطيات التي تتوافر في أثناء التنقيب،من مكتشفات ونماذج فخارية ونصوص وسويات ومقاطع وملاحظات والمقابلة فيما بينها وبين ما هو معروف في مواقع أخرى.
ينقب الأثريون بحذر بحثًا عن المواد المدفونة في عملية تدعى بالتنقيب الآثاري، وتعتمد طريقة التنقيب الآثاري جزئيًا على نوع الموقع. فمثلاً يمكن للأثريين الذين يعملون في كهف، أن يُقسِّموا أرضية الكهف والبقعة الموجودة أمامه إلى وحدات على شكل مربعات صغيرة. ومن ثم ينقبون في كل وحدة على انفراد. وقد يحفر الأثريون،الذين يعملون في رصيف معبد، خندقًا أمام الرصيف، ومن ثم يمدون الخندق نحو الأرض المجاورة للرصيف. وفي المواقع الكبيرة يمكن حصر التنقيب في أجزاء معينة من الموقع، كما أن هناك اعتبارات أخرى تقرر في الأغلب منهج التنقيب الآثاري، مثل المناخ وتربة الموقع.

وتتباين الأدوات التي تستخدم في الحفريات بين الجرَّارات والآليات الثقيلة الأخرى والمحافير الصغيرة والفُرش. وفي بعض الحالات يقوم الآثاري بغربلة التربة بغربال سلك للحصول على المعثورات الصغيرة. وفي حالات أخرى يقوم بتحليل التربة في المختبر، لاكتشاف البذور وحبوب اللقاح أو أية تحولات كيميائية، نتجت عن المخلفات البشرية.
* العمل تحت الماء:
يستخدم الأثريون الذين يعملون تحت الماء طرقًا عديدة، تم اقتباسها من علم الآثار الأرضي. وقد يكشف التصوير الجوي، فوق مياه صافية المعالم الرئيسية لموانئ أو مدن مغمورة. ويساعد استخدام المسح السوناري، الذي يعتمد على الموجات الصوتية على كشف المواد المغمورة تحت الماء. ويستخدم الغواصون، أيضًا أجهزة كشف معدنية خاصة بكشف المواد المعدنية. ويمكن رسم الخرائط التصويرية للمواقع من الغواصات، أو من قِبل الغواصين الذين يحملون آلات للتصوير تحت الماء.
ويعمل الآثاريون في مواقع تحت الماء، وهم داخل حجرات عازلة للضغط، وصالحة للعمل تحت الماء. وتُستخدم البالونات لرفع المعثورات الكبيرة إلى سطح الأرض بغية دراستها بصورة أوسع ودقة أكثر.
أصبح التنقيب الأثري تحت مياه البحار والأنهار والبحيرات فرعاً مهماً من فروع علم الآثار. وهو يتحرى عن المراكب الغارقة والمرافئ القديمة التي ابتلعها البحر أو غمرها بلججه بسبب الزلازل. وكان الأول في هذا الفرع هو الأب «بوادبار» وهو رائد التصوير الجوي الأثري. أما أول عملية قام بها في مجال التحري الأثري تحت الماء فهي البحث عن مرفأ صور القديم. ومن هناك انتشرت التحريات الأثرية تحت الماء في البحر المتوسط كله، واشتهرت عمليات الغطس في الشواطئ المصرية والليبية. وفي سورية تمت عمليتان مهمتان في جهات جزيرة أرواد وسجل حتى الآن اكتشاف، بل انتشال، عشرات المراكب الغارقة عند شواطئ المتوسط ولاسيما الشواطئ اليونانية والقرطاجية منها، والمجلِّي في هذا المجال هو عالم البحار الفرنسي «كوستو» ومركبه الشهير «كاليبسو».
ومن أطرف مكتشفات الغطس البحري الأثري اكتشاف فريق أمريكي لمركبين أغاريتيين غارقين عند ساحل الأناضول الجنوبي (رأس خليدونية ورأس كاش).
إن هذا النوع من النشاط الأثري يلاقي شعبية كبيرة في البلدان البحرية، ومع كثرة هواته بين الشباب يبقى ميداناً علمياً قبل كل شيء، له أصوله ومعداته، ويتطلب إتقان التصوير ورسم المخططات تحت الماء، وقوة جسدية ممتازة، ومعرفة بالحياة البحرية بكل أنواعها.
وأعماق البحار والأنهار ليست أصلاً مجال طبيعة الإنسان، فالغطاس الأثري يعمل في ظروف تعطل جانباً كبيراً من قدراته الجسمية والعقلية والنفسية، والوقت المتاح له للعمل محدود، ومع تطور الوسائل المستعملة في التنقيب تحت الماء ينتظر الوصول إلى وقائع مثيرة في هذا المجال، ولكن الوضوح في أعمال ما تحت الماء ما يزال قليلاً نسبياً.
4 مناهج ما بعد التنقيب
1.4 / التصنيف
يقوم علماء الآثار بوصف وتصوير وإحصاء المعثورات التي يجدونها. ثم يقومون بتصنيفها إلى مجموعات وفقًا لأنواعها ومواقعها. فمثلاً يُحتفظ بالقطع الفخارية، التي تسمى أحيانًا الفِلَق أو الكِسَر الخزفية، من كل وحدة من وحدات التنقيب، ومن كل طبقة فيها، في مجموعات منفصلة، ثم تنقل إلى المختبر الميداني، لتنظف وتدوَّن عليها المعلومات الخاصة بالوحدة والطبقة التي جاءت منها.
ويجب أن تبذل عناية فائقة، في المختبر الميداني، للمحافظة على الأشياء المصنوعة من مواد كالمعدن والخشب. فمثلاً يجب إزالة الصدأ عن الأشياء المعدنية دون أن يؤدي ذلك إلى أي تخريب في سطحها. أما المواد الخشبية المشبعة بالماء، فقد تتشقق أو تفقد شكلها عندما تتعرض للهواء، ولذلك يجب الاحتفاظ بها رطبة إلى حين يتمكن الاختصاصيون، الذين يطلق عليهم المرممون، من صيانتها.
مناطق أخرى. وفي حالات كثيرة يجب معرفة عمر المواد لتحديد المادة الأولى والأخيرة في السلسلة.
يمكن لعلماء الآثار تفسير المعثورات الأثرية، إذا ما استطاعوا معرفة أنماط انتشار الأدوات زمانًا ومكانًا. وللوصول إلى هذه الأنماط يجب عليهم أولاً تصنيف الأدوات في مجموعات تحوي كل مجموعة معثورات متشابهة. والنظامان الأساسيان للتصنيف هما: النوعي والتتابعي (التتابع الطرزي.(
* التصنيف النوعي:
تصنف المواد ضمن مجموعات حسب أشكالها، وطرق صنعها، ووظائفها. وتدعى كل مجموعة من هذه المعثورات نوعًا. فمثلاً تُمثِّل جميع القدور الخزفية المتشابهة التي يعثر عليها في موقع واحد نوعًا واحدًا، في حين تُمثِّل قدور أخرى متشابهة من موقع آخر نوعًا آخر.
* التصنيف التتابعي (التتابع الطرزي):
. ترتب المواد ذات النوع الواحد كلها في سلسلة تعكس التغيرات في الطراز. وهذه التغيرات إما أن تكون قد حصلت تدريجيًا مع مرور الزمن، أو نتيجة انتشار حضارة في منطقة.
2.4 / التأريخ
لعلماء الآثار طرق مختلفة لتحديد أعمار المعثورات القديمة ويمكن تقسيم هذه الطرق إلى نوعين أساسيين هما: 1- التأريخ النسبي 2- التأريخ المطلق.
*التأريخ النسبي:
محاولة معرفة قِدم بعض المعثورات بالنسبة لبعضها الآخر. ولهذا فإن طريقة التأريخ النسبي تقدم مقارنات ولا تقدم تواريخ حقيقية. فمثلاً يستطيع علماء الآثار تحديد الأعمار النسبية للعظام التي يعثرون عليها في موقع ما، من خلال قياسهم لما تحتويه هذه العظام من الفلور، ذلك لأن الفلور في المياه الجوفية يحل محل عناصر أخرى في العظام ويزداد بمرور الزمن. وبالتالي فإن العظام الأقدم عمرًا هي تلك التي تحتوي على كمية أكثر من الفلور.

*التأريخ المطلق :
يحدد عمر المعثور بالسنوات. وهناك طرق عديدة للتأريخ المطلق. والطريقة التي تستخدم في كل حالة ترتكز بصورة رئيسية على نوعية المادة التي يحدد تأريخها.
والطريقة الأوسع استخدامًا لتحديد تأريخ بقايا النباتات القديمة أو الحيوانات أو الكائنات البشرية هي التأريخ بالكربون المشع . وتعتمد هذه الطريقة على حقيقة مفادها أن الكائنات الحية كلها تمتص باستمرار نوعين من ذرات الكربون، وهما الكربون 12 والكربون 14 . وتسمى ذرات الكربون 14 أيضًا بالكربون المشع ، وهي ذرات غير مستقرة، وتتحول إلى ذرات نيتروجينية. ولذلك فعندما يموت كائن ما فإن نسبة الكربون 14 إلى الكربون 12 تتناقص بدرجة معينة لتصل إلى نسبة معروفة. ونتيجة لهذا يستطيع علماء الآثار حساب عمر عينة ما عن طريق قياس كميات الكربون 12 والكربون 14 المتبقية فيه. وتعد الطريقة التقليدية المتبعة في قياس الأعمار دقيقة لحساب أعمار الكائنات التي تعود إلى 50000 سنة. أما التقنية الأحدث التي تستخدم الجهاز الذي يُعرف بمعجل الجسيمات، فهي تعد طريقة دقيقة لحساب أعمار الكائنات التي يصل عمرها إلى 60000 سنة. وهذا ينطبق أيضًا حتى على أصغر العينات
يستخدم علماء الآثار تأريخ الأرجون ـ بوتاسيوم لإيجاد أعمار تكونات صخرية معينة تحوي مواد أثرية. وتحتوي هذه الصخور على البوتاسيوم 40 المشع، الذي يتحول إلى غاز الأرجون 40 بنسبة ثابتة. ويقوم العلماء بقياس كمية كل عنصر موجود ثم احتساب عمر الصخرة. وقد استخدمت هذه الطريقة لتأريخ تكونات صخرية وعظام وأدوات وُجدت بشرقي إفريقيا. وقد وُجِدَ أن عمر الصخرة حوالي مليون وثلاثة أرباع المليون سنة مما يشير إلى أن العظام والأدوات أيضًا من العمر نفسه.
وأفضل طريقة معروفة لتأريخ الخشب هي التأريخ بحلقات الأشجار . وتقوم هذه التقنية على احتساب حلقات النمو السنوية الظاهرة على المقاطع العرضية للأشجار المقطوعة. ويقوم علماء الآثار بمطابقة نموذج حلقات شجرة قديمة، يُعثَر عليها في موقع ما، مع حلقات تلك المواد الخشبية القديمة لتحديد عمر الموقع. ويعتبر التأريخ بحلقات الأشجار هو الأكثر دقة في كافة مجالات التأريخ، ولكنه يُستخدم فقط مع المواد الخشبية التي لا يتجاوز عمرها حوالي 8000 سنة

* الدراسة والتحليل:
يقوم علماء الآثار بدراسة الأدوات والظواهر وتحليلها بغية الحصول على معلومات مثل: كيف صنعت الأدوات وأين استخدمت. وفي بعض الأحيان يحصل العلماء على معلومات من خلال التجربة المباشرة. ففي أواسط الثمانينيات من القرن العشرين قام آثاريون من كمبردج بإنجلترا بإعادة بناء سفينة إغريقية كلاسيكية وتسمى تريريم وأبحروا بها. وبهذه الطريقة تعلموا الكثير عن صناعة السفن الإغريقية وفن الملاحة في العصور القديمة. وتساعد الأدوات والظواهر على تفسير الحياة الاجتماعية التي كانت قائمة في الأزمنة القديمة. فحجم البيوت يمكن أن يبين عدد الناس الذين كانوا يعيشون في بيت واحد. وتدل كمية الأحافير التي يُعثر عليها في أحد القبور وقيمتها، على الطبقة الاجتماعية التي ينتمي إليها الشخص المدفون.
أما تقويم المعثورات الطبيعية، فيكشف عن معلومات، مثل نوع الطعام الذي كان الناس يتناولونه وما إذا كانوا ينتجون المحاصيل أو يجمعون النباتات البرية. ويمكن للمعثورات الطبيعية أن تكشف أنماط الهجرات القديمة. فوجود بذرة من الحبوب غريبة عن المنطقة مثلاً، يمكن أن يكشف عن كيفية وتاريخ انتقال المواد من مكان إلى آخر.
وقد يقوِّم الأثريون الدليل الأثري بمساعدة متخصصين في حقول أخرى. فعلماء الحيوان يساعدون في التعرف على عظام الحيوانات، وطرق الذبح التي كانت سائدة. كما يقوم علماء النبات بتحليل البذور، ليحصلوا على معلومات حول النشاطات الزراعية القديمة. ويعمل مع الآثاريين أيضًا متخصصون آخرون مثل الجيولوجيين والمعماريين والمهندسين. ويعمد المتخصصون في بعض الحالات إلى تشغيل أجهزة الحاسوب التي تيسّر عملية التقويم وتعجّل بها إلى حد كبير.
*التوثيق الأثري:
إن هذه المهمة التي تسبق العمل التنقيبي الأثري وتليه بالضرورة، هدفها الأقصى إيصال كل المعلومات المجمعة في عمليات التنقيب إلى النشر العلمي الموثق بالصور والرسوم والمخططات، والمدعم بالأرقام الإحصائية، والمقترن بالتحاليل الكيماوية والفيزيائية للعينات المجموعة بطريقة «الدراسة الطبقية» التي لا تكتفي بالعينة بل لابد من أن تحلل الوسط الترابي أو العضوي المحيط بها. ويتجه الميل الآن إلى أخذ أكبر كمية ممكنة من المكتشفات والمواد المخرجة بالتنقيب والأنقاض والتربة التي عثر عليها فيها. حتى إن ثمة من يرى أنه سيأتي اليوم الذي يدرس فيه ويحلل ويوثق كل ما تتألف منه المواقع والتلال الأثرية.
3.4 / الترميم
الترميم Restoration عملية ثقافية وتقنية وحرفية على درجة عالية من التخصص، لايقوم بها إلا ذوو الخبرة الطويلة، ويتم التعاون فيها بين جميع الفروع للوصول إلى الطرائق المناسبة للتنفيذ ويجب أن يسبق أي عملية ترميمية دراسة توثيقية ترتكز على الدراسات الإنسانية والعلمية والبحث المنهجي، وأن ينظم تقرير عن الحالة الراهنة والأسلوب الذي سيتم اتباعه مع المسوغات الداعية لكل خطوة بالدلائل والصور والمخططات مرفقة بالوثائق اللازمة لجميع خطوات الترميم والأساليب التقنية المتبعة والمواد المستخدمة. كذلك يجب أن تكون الأساليب المتبعة تقليدية، ويمكن في بعض الأحيان استخدام الأساليب الحديثة المجربة سابقاً، ولايسمح باستخدام أي أساليب أو مواد حديثة إلا إذا كانت مناسبة وتطيل عمر المبنى.
ويجب احترام الإضافات التي جرت على المبنى على مر العصور، ولايسمح بإزالة مرحلة لإظهار مرحلة إلا عندما تكون المرحلة الأحدث ذات قيمة ضئيلة بالموازنة مع المرحلة التي تسبقها، على أن تكون الأقدم في حالة فنية جيدة تسوغ العملية.
لايجوز إجراء أي هدم أو تعديل على المبنى،كما لايسمح بعملية إعادة البناء إلا إذا كانت هذه العملية تظهر قيمة المبنى، ويقتصر الترميم على أجزاء صغيرة من مادة البناء فقط بالاعتماد على الدلائل الأثرية، وتتوقف هذه العملية في اللحظة التي يبدأ فيها الافتراض والتخمين أن تكون أعمال الترميم مناسبة من حيث اللون والشكل والمقياس ومتناسبة مع المظهر العام من جهة، ومميزة عن الأصل من جهة أخرى حتى لايتم تزوير الشواهد التاريخية، ويفضل في الترميم الأثري استخدام المواد والتقنيات القابلة للفك ما أمكن إذا دعت الضرورة إلى ذلك في المستقبل.
وتفرد علم الآثار بمناهج خاصة ، يرجع أساسا إلى خصوصية طبيعة البحث الأثري باعتباره بحثا ميدانيا، تتم معظم مراحله في الموقع الأثري.وهذا لا ينفي بأي شكل من الأشكال ضرورة اعتماده على مناهج البحث الأخرى التي يشترك فيها مع بقية العلوم الإنسانية من مثل المنهج الوصفي والمنهج التاريخي والمنهج المقارن وغيرها من المناهج التي يبدأ بها وينتهي إليها. وبالتالي فإن خصوصية علم الآثار على اعتباره علما حقليا و ميدانيا تجعل من منطلقا ته ونتائجه محطات نظرية ذات مناهج تعددية. وعلى حد تعبير بورديو Bourdieu

pipobilal
2010-12-24, 20:55
merci mes amis