المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : طلباتكم اوامر لأي بحث تريدونه بقدر المستطاع


الصفحات : 1 2 3 4 5 [6] 7 8 9 10

fido882
2011-11-02, 14:35
السلام عليكم أبحث عن بحث الموضوع هو (الشعب الطاقوية) بارك الله فيكم

محب بلاده
2011-11-02, 18:47
اسم العضو :vahiroa666
الطلب :.اريد مذكرة تحتوي على اساليب تدريس العلوم الطبيعية

المستوى :المتوسط

أجل التسليم :15/11/2011






طرائق تدريس العلوم الحيوية والكيميائية والفيزيائية
تعد عملية التعليم و التعلم عملية يتم بها توفير البيئة المناسبة المشجعة لتنشيط العمل التعليمي العلمي و توجيهه نحو تحقيق الأهداف المرجوة و تستخدم في سياقها طرائق متنوعة
إن تدريس أي فرع من فروع المعرفة يجب أن يعكس طبيعته و بنيته و عملياته ، و عليه فان طرائق تدريس العلوم يجب أن تعكس طبيعة العلوم التي تتناول الظواهر الطبيعية الحية منها و غير الحية و العلاقات المتبادلة بينها و بين بيئاتها
هذا و إن الطرائق التي نتبناها في تحقيق أهداف تدريس العلوم تنسجم مع التوجهات الحديثة من مشاركة التلميذ مشاركة عملية فعالة في الملاحظات و التجارب العملية و التطبيقات البيئية و النشاطات اللاصفية التي يقوم بها التلميذ بنفسه ، مما يمهد للانتقال من التعليم إلى التعلم و يغرس في نفوس التلاميذ الاتجاهات العلمية و يكسبهم مهارات التفكير العلمي ليتمكن من تفسير الظواهر الطبيعية التي تحيط به تفسيرا علميا و يربط ما يتعلمه التلميذ بحياته الفردية و الاجتماعية و البيئية التي يعيش فيها ، و أن ينظر إليها نظرة شمولية كما يتمكن التلميذ من تكوين وعي بيئي متكامل لديه
فالطريقة التعليمية لم تعد مجرد وسيلة نقل للمعارف من الكتاب المدرسي إلى فكر التلميذ و إنما تتجاوز ذلك لتولد التفاعل الموجه في الدرس بين فكر المتعلم من جهة و بين المعلم من جهة أخرى
طريقة التدريس في العلوم : هي مجموعة متكاملة مخططة و هادفة من النشاطات العلمية و اللفظية المبنية على الأسس النفسية للتعلم ، بحيث تمكن من حدوث تفاعلات بين الطالب و الوسيلة التعليمية و البيئة التي تتم داخل الصف أو في المخبر في الطبيعة و الميدان
اختيار طريقة التدريس : لا توجد طريقة واحدة نموذجية شافية يمكن اعتمادها في كل درس لتحقيق الأهداف المرجوة من تدريس العلوم فهناك طريقة ناجحة و فعالة في موقف تعليمي تعلمي معين ، و لكنها غير ناجحة و غير فعالة في موقف تعليمي آخر ، و يتوقف اختبار طريقة التدريس على عدة عوامل منها :
1- المرحلة التعليمية: يتعلق اختيار الطريقة بالمرحلة التعليمية التي يدرس فيها المعلم ، مرحلة ابتدائية أو إعدادية أو ثانوية ...فما يلائم مرحلة تعليمية قد لا يلائم مرحلة تعليمية أخرى
2- مستوى المتعلمين : يجب أن تراعى عند اختيار طرائق التدريس الفروق الفردية بين المتعلمين سواء من حيث التعلم و أساليب التفكير و طريقتهم في الحفظ و الفهم ، كما تراعى أعمارهم و جنسهم و خلفياتهم الاجتماعية
3- الأهداف المنشودة : فكل طريقة تسهم في تحقيق هدف معين ، فالطريقة المناسبة لتحقيق الأهداف في اكتساب المعارف لا تكون مجدية في تنمية التفكير العلمي و في اكتساب مهارات عملية يدوية أو في إكسابهم ميولا و اتجاهات و قيما
4- المحتوى العلمي للدرس و طبيعة المادة العلمية : لكل درس محتوى علمي معين يراد تحقيقه و لما كانت المادة متنوعة لذا فانه من الضروري تنويع طرائق التدريس لتتناسب و طبيعة المادة و محتواها العلمي
5- النظرة الفلسفية للعملية التعليمية التعلمية : يتعلق اختيار الطريقة بالنظرة الفلسفية للمجتمع و المعلم تجاه التعليم و مدى ارتباطه و انتمائه و حماسه لمهنة التعليم
يخضع اختيار طرائق التدريس للشروط التالية :
1- التخطيط و الترتيب المنظم الهادف : على المعلم أن يقوم بالتحضير و التخطيط المسبق للنشاطات العلمية و كيفية استخدامها و متطلبات تنفيذها
2- التنوع و التكامل : على المعلم أن ينوع الطرائق في الدرس الواحد و هذا يساعد على إثارة الطلاب و شد انتباههم
3- الالتزام بالأسس النفسية للتعلم : مراعاة تدرج المعلومات و مدى مناسبتها للتلاميذ و أساليب تقديمها و عرضها و مستوى نضج المتعلمين
4- الفاعلية و العمل: و يرتبط ذلك باعتماد الطرائق على نشاط المتعلم و فاعليته و قيامه بالعمل نفسه بصورة إفرادية أو زمرية و تفاعله مع الوسائل التعليمية سواء في الصف أم في المخبر أم الميدان
تصنيف طرائق تدريس العلوم : يمكن تصنيف طرائق تدريس العلوم استنادا إلى ما يلي
أ‌- طبيعة النشاط : لفظي أو عملي
ب‌- مصدر النشاط : معلم – متعلم – وسيلة تعليمية – بيئية
إلى مجموعتين من الطرائق :
أولا ً- طرائق التدريس اللفظية ( الكلامية ) و تشمل المحاضرة و القصة و المناقشة و الحوار
ثانيا- طرائق التدريس العملية و تشمل: العروض العملية ، العمل التطبيقي ، العمل الميداني
أولا ً – طرائق التدريس اللفظية ( الكلامية ) :
1 – المحاضرة
هي الطريقة التي تستند على المعلم و ما يقوم به من إلقاء طوال الوقت المخصص للدرس مع الاستعانة أحيانا بالسبورة أو بوسائل تعليمية أخرى ، و على الرغم مما تتعرض له هذه الطريقة من نقد كبير أكثر من أية طريقة أخرى من طرائق التدريس ، فإنها لا تزال تستخدم استخداما واسعا و يرجع ذلك إلى رغبة المعلم في نقل المعلومات منه مباشرة إلى المتعلمين اختصارا للوقت من جهة و تغطية لكميات كبيرة من المعلومات من جهة ثانية و في طريقة المحاضرة يقترض المعلم أن المتعلمين قادرين على استقبال المعارف استنادا إلى خبراتهم السابقة كما يفترض أن المتعلمين قادرين على ترتيب نقاط المحاضرة بشكل يسمح لهم بالفهم و الإدراك
شروط المحاضرة : يجب أن يراعي ما يلي :
1- أن يعد للمحاضرة اعداداً جيدا بحيث يرتب المعلم أفكاره و يحضر المادة التعليمية تحضيرا جيدا التي سيقدمها و التطبيقات المتصلة بها ، و أن يوزع الأفكار على الوقت المخصص للمحاضرة ، و أن يستعد لما يمكن أن يثيره التلاميذ من أسئلة و أن يحضر الإجابة المناسبة عنها
2- أن يبدأ محاضرته بتقديم مناسب لإثارة انتباه التلاميذ و تهيئة جو من الارتياح في نفوسهم
3- أن يكيف سرعة الإلقاء حسب الأهمية النسبية للنقاط و قدرة التلاميذ على متابعتها أو تسجيل ملخص عنها إن لزم الأمر
4- أن يكون لفظه للألفاظ و المصطلحات العلمية واضحا و صوته مشبع بالثقة و يسمعه التلاميذ كافة و أن يغير من نبرات صوته حتى لا تكون على وتيرة واحدة
5- أن يستخدم السبورة لبيان تسلسل عرض الأفكار بحيث يرى المتعلم ثباتا كاملا بالمفاهيم الأساسية للموضوع و كذلك أن يعرض بعض الرسوم التوضيحية
مبررات استخدام طريقة المحاضرة :
1- يسمح بتغطية قدر كبير من المادة العلمية في وقت محدد و بعرض منظم
2- تواجه مشكلة كثرة عدد التلاميذ في الصف و ضعف الامكانات المتاحة للتعليم
3- رخيصة التكاليف فهي لا تحتاج إلى نفقات لإنشاء المخابر و توفير المواد و الأدوات و الأجهزة و ما إلى ذلك
سلبيات طريقة المحاضرة :
1- لا تراعي الفروق الفردية فالمعلومات تقدم إلى المتعلمين جميعا دون استثناء و بنفس الطريقة و الوسيلة
2- لا يتفاعل التلاميذ خلال المحاضرة و يبقى موقفهم سلبيا يتلقون فقط من جانب واحد مما يشتت انتباههم و يسيطر عليهم الملل و السأم
3- لا تقدم للتلميذ فرص التعلم استنادا إلى الخبرة المباشرة بل تعتمد على الإلقاء اللفظي
1-المناقشة و الحوار:
تعتمد هذه الطريقة على استخدام الأسئلة و الحوار بشكل كلام لفظي بين المعلم و تلاميذه و يكون التلميذ محور المناقشة ، و فيها يشارك التلاميذ في طرح الآراء و الأفكار و مناقشتها و يصبح المعلم مسؤولاً عن توجيه الأسئلة و إدارة دفة الحوار
و تكتسب هذه الطريقة أهمية في تدريس العلوم لكونها تنقل التلاميذ من الموقف السلبي إلى الموقف الايجابي و الساهمة مع المعلم في التفكير و إبداء الرأي في حل مشكلة معينة مما يجعل كل تلميذ يشعر بأهميته كفرد فاعل و هذا ما يمنح المعلم ثقة بنفسه و بمجتمعه و بخاصة أن المناقشة تنمي روح الديموقراطية بين المتعلمين و هذا يؤدي إلى جو تسوده روح المودة و التآلف مما يزيد دافعيتهم نحو التعلم و المشاركة الايجابية ة هذا ما تهدف إليه عملية التعليم و التعلم
شروط المناقشة : تلعب الأسئلة دورا هاما لا غنى عنه في تدريس العلوم لأنها تركز على البحث و تنمية التفكير العلمي و حتى تكون طريقة المناقشة فعالة تحقق الأهداف المتوفاة منها فعلى معلم العلوم مراعاة ما يلي:
1- التحضير الجيد للأسئلة بما يناسب الهدف المنشود منها
2- أن تكون الأسئلة مبنية على أساس معلومات التلاميذ و خبراتهم المتصلة بموضوع الدرس
3- أن تبدأ المناقشة بعرض شيق أي بالإثارة التي يفضل أن تكون وسيلة حسية كلما أمكن ذلك
4- أن تكون ألفاظ السؤال مألوفة في لغة التلاميذ و قصيرة و أن يدور كل سؤال حول فكرة محددة و أن يلقى السؤال بنبرة طبيعية تصلح للمناقشة
5- أن يتجنب المعلم طرح أسئلة التي لها إجابة ( نعم ) أو ( لا ) أي الأسئلة التي تبدأ بكلمة هل أو التي تتطلب الاختيار بين شيئين ، و أن تبدأ الأسئلة بما يلي : لماذا – كيف – وضح – فسر – ناقش – قارن
6- يجب أن يوجه السؤال إلى التلاميذ كافة ، و من ثم تحديد تلميذ معين للإجابة عنها ، إذ أن تحديد المجيب قبل السؤال قد يؤدي إلى عدم اهتمام بقية التلاميذ بالسؤال لذا ينبغي توزيع الأسئلة على جميع التلاميذ قدر المستطاع
7- يجب ألا يتهكم المدرس على التلميذ أو يسخر منه عندما يخطئ في الإجابة عن سؤال لأن ذلك قد يجعل التلميذ منعزلا سلبيا عديم الثقة بالنفس ، فقد يكون إخفاق التلميذ بالإجابة ناتجا عن صياغة السؤال أو في موضوعه أو في الاثنين معا
8- ينبغي أن يولي المعلم اهتمامه بالأسئلة التي يثيرها التلاميذ لأن أسئلة التلاميذ تكشف لما يدور في عقولهم فبعضها يكشف عن عدم فهم التلميذ لحقائق الدرس و بعضها الآخر يكشف عن حاجاتهم إلى معلومات إضافية أو سابقة لأوانها ، و في هذه الحالة ينبغي أن يوجه التلميذ إلى تأجيل سؤاله إلى مرحلة قادمة ، و قد يكون سؤال الطالب غير مفهوم فغلى المعلم عندها أن يساعده على إعادة صياغته ، و عندما يفاجئ المعلم بسؤال يحتاج إلى وقت طويل للإجابة عنه ، و عندما يسأل أحد الطلاب سؤالا لا يتمكن المعلم من الإجابة عنه فعلى المعلم إلا يتهرب من السؤال و أن يعد التلميذ بأنه سيجيب عنه في الدرس القادم ، فعلى المعلم ألا يتردد في أن يخبرهم بذلك مبينا لهم أن المعلم ماض في طريقه نحو الوصول إلى الإجابات المقنعة لهذا السؤال مما يشجع الطلاب نحو البحث العلمي
9- يجب ألا ينسى المعلم أن المناقشة تستهدف تدريب الطلاب على البحث و الاستقصاء و الاكتشاف و يجب أن تتمركز المناقشة حول الطالب و تجعله محور المناقشة
10-أن يلتزم المعلم في إدارة المناقشة بنظام ثابت فالطالب يجب أن يستأذن قبل أن يطرح السؤال ، و ألا يجيب عن سؤال إلا بعد الاستئذان و بنظام و بهدوء ، كما ينبغي تشجيع الطلاب جميعهم للمشاركة في المناقشة و أن يحسن المعلم توجيه الأسئلة حسب صعوبتها نحو الطلاب آخذا بعين الاعتبار الفروق الفردية بينهم ، و كذلك عليه أن يبتعد عن المناقشات الجانبية و على المعلم أن يقوم بتخليص النقاط الأساسية التي تسفر عنها المناقشة ، و أن ينهيها عندما يلاحظ تضاؤل اهتمام الطلاب بها
مزايا طريقة المناقشة :
1- تجعل المتعلمين في موقف ايجابي حيث يشاركون بشكل فعال في الدرس و هذا يساعدهم على الفهم السليم و التعليم الصحيح
2- تحفز الطلاب و تحرك دوافعهم و تثير اهتمامهم
3- تعمل على إكساب المتعلمين مهارات المشاركة و التعاون
4- تساعد المتعلمين على اكتساب مهارات تحديد المشكلات و طرحها و كيفية حلها
5- تؤمن الجو المناسب لإثارة الحلول المبدعة
6- تتيح للطلاب فرص التدريب على التفكير العلمي التعبير السليم
7- تجعل المتعلم أكثر قدرة على توجيه الدرس حول حاجات الطلاب و اهتماماتهم الفعلية
8- تؤمن للمعلم و للمتعلم فرصته للتقويم الفوري للدرس
عيوب طريقة المناقشة :
1- لا تعتمد على الخبرات الحسية المباشرة فقد توصل الطلاب إلى مفاهيم مبتورة أو خاطئة لاعتمادها على لغة لفظية عالية التجريد
2- تشجع الطلاب علة التخمين و هذا ما يجعل إجاباتهم إذا كانت صحيحة عائدة إلى المصادفة و ليس على فهم صحيح و خاصة عندما تكون الأسئلة غير محددة و غير مصاغة صياغة جيدة
3- تشتت انتباه الطلاب و خاصة إذا كانت أسئلة المعلم كثيرة
4- قد تؤدي إلى الفوضى و الإجابات الجماعية و مقاطعة الإجابات و خاصة إذا لم يحسن المدرس إدارة الصف و السيطرة على النظام 0
ثانياً – طرائق التدريس العلمية :
و هي الطرائق التي تعتمد الوسائل التعليمية كمصدر أساسي للتعليم سواء كانت طبيعية أو صناعية و على أن ينبثق النشاط لكل المعلومات من المتعلم بشكل أساسي 0
و تشمل : العروض العلمية – العمل التطبيقي – العمل الميداني 0
العروض العلمية :
التعريف : هي طريقة في التدريس تتضمن إجراءات علمية لعرض وسائل تعليمية طبيعية أو اصطناعية أو تجارب علمية يغلب عليها أداء المعلم بهدف إيصال أغراض تعليمية محددة إلى التلاميذ 0
- مصدر التعلم الغالب هو الوسائل التعليمية بنوعيها الطبيعي أو الاصطناعي 0
- النشاط العلمي هو الغالب و لكن من قبل المدرس فقط بينما الطلاب يشاهدون و يسمعون و يتأكدون من صحة ما يعرض أمامهم 0
- العروض يمكن أن تتم داخل الصف أو خارجه و أنها تشمل الملاحظات و التجارب العلمية 0
أنماط العروض العلمية :
1- عروض وسائل طبيعية : تكون الوسائل المعروضة و التي يتم من خلالها النشاط لتكوين المناهج الجيدة وسائل طبيعية أو حية مثل أحياء – أجزاء – أو أعضاء منفردة من أحياء ، أغصان - جذور – بذور – قلب – دماغ – عين – عظام – تربة – صخور – أوساط بيئية – و هي ذات فائدة واضحة في التعلم حيث تمكن التلميذ من رؤية الوسائل الحسية بشكل مباشر مما يزيد من واقعية المعارف النظرية 0
2- عروض وسائل اصطناعية : يتم فيها تكوين المفاهيم الجديدة من خلال عرض وسائل اصطناعية مثل نماذج – مجسمات – صور – رسوم – مخططات – أفلام ثابتة – أفلام متحركة – شفافيات – السبورة الضوئية – شرائح الدياسكوب ...الخ ، و تستخدم عندما يتعذر احضار المحضر الطبيعي أسباب عرض الوسائل الطبيعية 0
· طبيعة المحضر الخاصة ( أجزاء أو أعضاء داخلية للإنسان ) 0
· طبيعة البيئة و إمكانيات المدرسة ( فما هو متوافر من أحياء و وسائل إنتاج حيواني أو نباتي في منطقة قد يكون غير موجود في منطقة أخرى 0
· أهميتها التربوية أهم من الطبيعية : لأنها تمثيل للحقيقة كما أنها تحتاج إلى أجهزة عرض خاصة 0
· يفضل استخدام النوعين معا : الوسائل الحية و الوسائل الاصطناعية 0
3- عرض تجارب علمية : و فيها يتم تكوين المفاهيم الجديدة من خلال عرض تجربة أثناء الدرس أمام الطلاب و على المعلم أن يتدخل و يتحكم في الظروف و المتغيرات عن قصد ليظهر للطلاب أثر عامل أو عدة عوامل التي تتحكم في ظروف الظاهرة أو للتحقق من صحة غرض معين 0
· و تستخدم عندما توجد أسباب تمنع الطالب بشكل فردي أو زمري من إجرائها مثلا في حال عدم وجود الأدوات الكافية أو بسبب خطورة التجربة 0
- مجالات استخدام العروض العملية في تدريس العلوم و الصحة :
1- استخدام العروض العملية كمنبه أولي لاستثارة فعاليات و اهتمامات الطلاب 0
2- استخدام العروض العملية لتوضيح نقطة معينة في أثناء مرحلة تكوين المفاهيم الجديدة للدرس 0
3- استخدام العروض العملية في إثارة مشكلة و حلها في أثناء مرحلة تكوين المفاهيم الجديدة للدرس 0
4- استخدام العروض العملية في ربط المفاهيم الجديدة بالحياة و التطبيقات العملية 0
5- استخدام العروض العملية في مرحلة التعميم من الدرس0
6- استخدام العروض العملية في مرحلة التقويم من الدرس 0
7- استخدام العروض العملية في دروس المراجعة 0
8- استخدام العروض العملية في توضيح كيفية القيام بعمل معين 0
أسباب انتشار طريقة العروض العملية في التدريس :
1- توفر قدرا من خبرات تعليمية موحدة لجميع الطلاب و توجه تفكيرهم نحو الاتجاه المناسب نفسه فالجميع يرون و يسمعون الشيء نفسه 0
2- تمكن الطلاب من فهم الحقائق و المفاهيم و التعميمات و تطبيقاتها العملية بشكل أفضل من العروض الكلامية 0
3- تواجه كثرة الطلاب و نقص الإمكانات 0
4- تواجه مشكلة تغطية الموضوعات التي يقررها المنهاج 0
5- تواجه مشاكل المدرس في إدارة الصف و الوقت و الجهد 0
6- تواجه مشاكل الأمان في حال التجارب الخطيرة 0
المشكلات التربوية التي تثيرها طريقة العروض العملية :
1- الموقف السلبي للتلاميذ 0
2- عدم تحقيقها لأهداف اكتساب المهارات الحسية الحركية 0
3- لا تمكن الطلاب من استخدام حواسهم كافة 0
4- لا تراعي الفروق الفردية بين الطلاب 0
5- لا تمكن جميع الطلاب من رؤية العرض بالشكل الأمثل 0
- الشروط التي يجب أن تتوافر في العروض العملية :
1- مرحلة الإعداد و التخطيط للعرض :
أ‌- تحديد أهداف العرض بحيث لا تخرج الأهداف عن أهداف الدرس 0
ب‌- اختيار العرض المناسب و ذلك بما يناسب الأهداف و محتوى الدرس و مستوى التلاميذ و توافرها كما و نوعا في المدرسة 0
ج- اختيار الأجهزة و الأدوات و المواد المناسبة و ذلك في ضوء تحقيقها للأهداف و أن تكون بسيطة غير معقدة و حجمها مناسب 0
د- تجريب العرض قبل الدرس للتأكد من صلاحية الوسائل و مكان تقديم العرض و الوقت المخصص لذلك 0
ه- توفير البيئة المناسبة في المكان الذي سيتم فيه العرض بحيث يتفقد المعلم المكان الذي سيجري فيه العرض و الإمكانات و التسهيلات المتوافرة فيه 0
2- مرحلة التنفيذ الفعلي للعرض :
أ‌- استثارة موجهة لتهيئة الطلاب جسمياً و نفسياً قبل بدء العرض و هذا يساعد على ضمان مشاركة الطلاب بفاعلية في كل خطوة من خطوات العرض

milano1990
2011-11-03, 19:23
اخواني ممكن هذه البحوث فانا بحاجة اليها بالفرنسية

1- الفياضانات تعريفها واسبابها واثارها

2- الزلازل تعريفها واسبابها واثارها

3- الاعاصير تعريفها واسبابها واثارها.

kalach
2011-11-03, 20:35
السلام عليكم اخي المحب لبلاده ورحمة الله تعالى وبركاته. وبعد اني اريد من فضلك عناوين لمذكرات في علم النفس (العمل والتنظيم) لنيل شهادة ليسانس في علم النفس االعمل والتنظيم .وان امكن في اقرب الاوقات .وفي الاخير ادامك الله لفعل الخير وجزاك الله احسن جزاء.

abousaid
2011-11-03, 23:05
انشغال اواستفسار وارجوا الفصل عنه
في حالة رفع شكوى ضد اطار في منصب عالي ضده والمسؤول المشرف عليه مباشرة قررنقله الى جهة اخرى
السؤال هل للجنة متساوية الأعضاء التدخل ام من صلاحيات المشرف عليه مباشرة .
على غرار القنون القديم بحيث يحال الى مجلس التأديب والاجراءات القانونية المذكورة اعلاه وهل من قرار وزاري يوضح بالنسبة للمناصب العليا
لكم مني جزيل الشكر

محب بلاده
2011-11-04, 02:13
اخواني ممكن هذه البحوث فانا بحاجة اليها بالفرنسية

1- الفياضانات تعريفها واسبابها واثارها

2- الزلازل تعريفها واسبابها واثارها

3- الاعاصير تعريفها واسبابها واثارها.




تعريف الفيضانات
الفيضان ظاهرة طبيعية تحدث عندما يزيد منسوب المياه في أي نهر؛ ليفوق مستوى ضفافه فيطغى عليها، وكلما زادت سرعة جريان الماء من المنبع إلى مجرى النهر زاد الفيضان.
وأظهرت الإحصائيات تزايد شدة الفيضانات في النصف الأخير من القرن العشرين، فنهر "اليانجتسي" في الصين مثلاً كان يفيض بشدة منذ قرون مرة كل عشرين عاماً أصبح الآن يفيض بمعدل تسعة أعوام من كل عشرة، أما نهر "الرين" في ألمانيا فقد ارتفع فقط 4 مرات بين عامي (1900، 1977 ) 7.6 أمتار أعلى من مستوى الفيضان، بينما ارتفع إلى هذا المستوى عشر مرات في الفترة بين عامي 1987، 1996.


أسبابها
أشارت أصابع الاتهام إلى الأنشطة الإنسانية كسبب مباشر لموجة الفيضانات العارمة التي تجتاح شرق ووسط أوروبا، كما أكد خبراء البيئة أن ظاهرة الاحتباس الحراري تعتبر أيضا من أهم الأسباب المؤدية للفيضانات.
بالإضافة إلى أن هناك العديد من الأسباب الأخرى التي أدت إلى تزايد ظاهرة الفيضانات،منها:
1- حدوث هزات أرضية في قيعان البحار.
2- انصهار الجليد و انصبابه في الانهار.
3- العواصف القوية و الأعاصير.
4- هطول الأمطار بمستويات
5- اقتلاع الغابات و النباتات التي تعيش قرب الأنهار فالغابات تستهلك كميات كبيرة من المياه و عند إزالتها يقل استهلاك المياه مما يسبب الفيضانات.
فإن إزالة مساحات واسعة من الغابات التي تقع عند منابع الأنهار من أهم أسباب حدوث الفيضانات ، فالغابات كانت تستهلك كميات كبيرة من المياه لا تستهلكها الزراعة العادية أو الأراضي العشبية بالطبع، وبالتالي أدى نقص استهلاك المياه عند منابع الأنهار إلى زيادة كميات المياه التي تنحدر عبر مجاري تلك الأنهار فيفيض النهر بشدة.
وأشجار الغابات تلعب دوراً مهماً في استهلاك المياه عند منابع الأنهار، فأوراق الأشجار تحتفظ ببعض مياه الأمطار لتتبخر مباشرة في الهواء، كما تقلل من أثر قطر الأمطار على التربة والذي يعمل على تفكيك التربة وبالتالي جرفها إلى مجرى النهر.
أما جذور تلك الأشجار فإنها تمتص المياه من التربة فتجعل التربة أكثر جفافاً فتصبح أكثر قابلية على استيعاب المزيد من مياه الأمطار كما تحافظ على تماسك التربة وثباتها وتقلل من حركة الطمي والرواسب والتي تعوق مجرى النهر (تقلل من عمقه فيتسع لكميات أقل من المياه فيفيض من أقل زيادة في منسوب المياه).
لذلك فإن عدم وجود الغابات أدى إلى غياب أحد أهم مستهلكي المياه، كما أدى إلى تفكك التربة وجرفها بسهولة إلى مجرى النهر وبالتالي أزال معظم العوائق التي كانت تعيق النهر في سريانه فيتدفق بسرعة عبر مجراه ويحدث الفيضانات الهائلة.

أضرارها:

وهي تؤدي لخسائر وأضرار متنوعة ( بشرية و ومادية):
1- هدم المنازل و تشريد ألاف من السكان و جعلهم بلا مأوى .
2- إفساد المزارع و المحاصيل الزراعية .
3- كما لا يقتصر ضررها على الأضرار المباشرة نتيجة شدة اندفاع المياه و غزارتها 4- فقط . بل يسبب في انتشار الأمراض و الأوبئة في المناطق المنكوبة و بين السكان

والخطر يحوم حول بعض جزر المحيط الهادئ مثل جمهورية كريباتي المههدة بالاختفاء في أي لحظة فبحدوث فيضانات بقوة معتدلة ستختفي هذه الجزيرة في أعماق البحار.


وبحسب التقرير فستكون آسيا مسرحا للدراما الإنسانية لظاهرة التغير المناخي فنصف سكانها تقريبا يقطنون مناطق ساحلية هي الأكثر عرضة لكوارث طبيعية مثل الفيضانات والأعاصير الناجمة عن التغير المناخي.
أي أن نحو ثلثي سكان العالم سيجدون أنفسهم على خط المواجهة الأول مع مخاطر التغير المناخي. وتدعو وكالات البيئة الدول الصناعية الكبرى ومنها المملكة المتحدة لاتخاذ خطوات فعالة للحد من انبعاث الغازات المسببة لارتفاع حرارة الأرض بنسبة 80 % على الأقل بحلول 2050.


فوائدها:

للفيضانات خسائر كثيرة و فوائد قليلة و من فوائده:
1- تقوم الفيضانات النهرية بتغذية خزانات المياه الجوفية.
2- يشبع الأرض بالمياه مما يجعل الأراضي خصبة صالحة للزراعة وهذا ما يساعد على ازدهار النشاط الزراعي في العالم .


العوامل المؤثرة في الفيضانات :
تساقط الأمطار الغزيرة وتؤثر فيها مجموعة عوامل مثل : طول زمن الهطول، كبر حجم قطرات الماء (شدته وغزارته ) . ونفاذية التربة ، ومدى رطوبتها ومدى انحدارها ومدى توفر الغطاء النباتي , انصهار الثلوج , حدوث الأعاصير, حدوث ظاهرة التسونامي وانهيار السدود .

لتنبؤ بحدوث الفيضانات :
استخدام التقنيات الاحصائية
استخدام الخرائط وتقنيات الاستشعار عن بعد لبيان مدى امتداد الفيضان .
مراقبة تطور العاصفة المطرية من خلال التنبؤات الجوية أو أجهزة الانذار المبكر .
آثار الفيضانات :
تؤثر الفيضانات في المناطق التي تحدث فيها ، وتسبب اختلالاً في لتوازن البيئي عن طريق التأثير في مكونات النظام البيئي وتعزى آثارها إلى مقدار كميتها وسرعة تدفقها .
الآثار السلبية :
القضاء على التربة الزراعية وتغيير تركيبها وتعرية المناطق المنحدرة .
القضاء مع الكائنات الحية التي تعيش في مجرى النهر وعلى ضفافه الآثار التدميرية في المباني والمنشآت والطرق والصناعات القائمة في موقعها.
الضرر الجسدي والاجتماعي والاقتصادي للإنسان .
الآثار الإيجابية:
إزالة نفايات النظام البيئي من مجرى المياه.
صرف مسببات الأمراض إلى البحار ، حيث يتم التخلص منها بسبب ملوحة مياهها.
تغذية خزانات المياه الجوفية .
معالجة أخطار الفيضانات:
يمكن تقليل أثر الفيضانات باتباع ما يأتي :
المحافظة على الغطاء النباتي القائم بناء الجدران الاستنادية ، وزراعة الأشجار حولها حراثة الأرض بشكل يتعامد مع الانحدار بناء السدود في المواقع المحتمل حدوث الفيضانات منها تحديد مساحة معينة من مجرى الماء أو النهر بحيث تعد حرماً للوادي ، تعتمد على مدى ارتفاع منسوب مياه الفيضان ، ويمنع إقامة منشآت سكنية أو صناعية عليها .



الخاتمة:
تتعرض كثير من البلدان على ضفف الأنهار إلى الفيضانات و من أشهر هذه الفيضانات فيضانات تحصل بصورة سنوية في بنجلاديش نتيجة فيضان أكثر من نهر واحد .
و في عام 1876 و 1737 قد حدث فيضان في نهر البنغال وقد قتل كل منهم حوالي 100 ألف شخص وقد حدثت هذه الفيضانات بشكل مشابه قبل 4000 أو 5000 سنة أثرت على الأرض في الخليج الفارسي في ذلك الوقت .
و لاننسى أبدا الفيضانات التي حصلت العام الماضي في جنوب شرق آسيا و هو مايعرف بـ تسونامي حيث أن سبب الفيضان هو هزات في قيعان المحيط الهندي مما كونت أمواج مرتفعة و خلف هذا الفيضان ما يقرب من 212 ألف قتيل غير الجرحى طبعا

محب بلاده
2011-11-04, 02:13
اخواني ممكن هذه البحوث فانا بحاجة اليها بالفرنسية

1- الفياضانات تعريفها واسبابها واثارها

2- الزلازل تعريفها واسبابها واثارها

3- الاعاصير تعريفها واسبابها واثارها.






دراسة حول الزلازل تعريفها - أسبابها - قياسها
الزلازل عبارة عن هزات أرضية تحدث من وقت لآخر نتيجة تقلصات في القشرة الأرضية ، و عدم إستقرار باطنها ( المائع الناري )، و تحدث في اليابسة أو في الماء أو كليهما و قد تكون أفقية أو رأسية .
و يتساءل الإنسان عن مصدر هذه الحرارة الهائلة المنبعثة من باطن الأرض ، و يعلل ذلك الدكتور ( هرشل Herschel ) فيقول : " عندما بدأ كوكب الأرض في التشكل كان في حالة غازية تشبه حالة ( السدم Nebulae ) و أن القوة الطاردة المركزية و سرعة الدوران أعطياها هذا الشكل الكروي .
نظرية الحرارة الباطنية:
صاحب هذه النظرية هو الأستاذ ( هوبكنر Hopekiner ) ، و هو يفترض أن الحرارة الشديدة في باطن الأرض ناجمة عن مواد شبه سائلة و أن الأدلة تشير إلى تغيرات كيميائية تحدث فيها فتسبب تلك الحرارة .
كلنا نعرف أن القشرة الأرضية مكونة من مركبات من الصخور و المعادن ، و يدخل فيها مركبات عضوية وغير عضوية و أن أي تغيير يحدث لتلك المواد في باطن الأرض يعمل على زيادة الحرارة زيادة قوية ، ويرى الأستاذ ( ليمري Lemery )أن عنصري الحديد و الكبريت إذا إتحدا ثم تعرضا إلى بخار الماء ، يعملا على زيادة الحرارة لا سيما في باطن الأرض حيث الحرارة و الضغط الشديدين ، كما أن عنصر إيودين النتروجين له تأثير في زيادة حرارة نواة الأرض.
هل الغازات المحبوسة في باطن الأرض هي السبب في حدوث الزلازل ؟
يعتقد العلماء أن الغازات المحبوسة في باطن الأرض ، سواء كانت سائلة أم غازية لها تأثير كبير في إحداث إهتزازات عنيفة في قشرة الأرض أو إنفجارات بركانية ، و هذه الغازات تنكمش أحيانا و تتمدد أحيانا أخرى ، و في هذه الحالة تحدث موجة من المد تخترق طبقات الصخور في قشرة الأرض ، في إتجاه أفقي أو رأسي ، ينتتج عنها الهزة الأرضية .
الأسباب الرئيسية لحدوث الزلازل:
يمكن تلخيص الأسباب الرئيسية فيما يلي :
أولا – عامل الحرارة الباطنية الكامنة في باطن الأرض.
ثانيا - تقلصات القشرة الأرضية نبعا لانكماش المائع الناري و تمدده .
ثالثا – الحرارة تزداد باستمرار كلما تعمقنا في باطن الأرض و اقتربنا من المواد الباطنية المسماة (Magma) وهي المسؤولة عن حدوث الزلازل و البراكين عندما تتمدد .
رابعا – تتمدد المواد الباطنية تحت تأثير الحرارة الناتجة عن التفاعلات الكيماوية المستمرة في نواة الأرض.
خامسا – الموجات الكهربية التي تحيط بالأرض .
سادسا – علاقة الموجات الكهربية بالتفاعلات الكيماوية .
سابعا - المواد الإشعاعية ( Radeoactive ) الموجودة في باطن الأرض ، و الطاقة النووية الهائلة المنبعثة من تحطم الذرات في اليورانيوم و الثيوريوم .
ثامنا – وجود الغازات المحبوسة داخل الأرض و تسخينها يساعد أيضا في حدوث الزلازل.
طبيعة الزلازل و أعراضها و قياسها:
أمثلة على الأعراض :
1 – حدوث إضطرابات جوية أو عواصف تعقبها فترة هدوء .
2 – سقوط أمطار غزيرة .
3 – إحمرار قرص الشمس .
4 – سماع أصوات من داخل الأرض .
5 – زيادة الأبخرة في الجو لدرجة لدرجة كبيرة .
6 – الشعور بدوار في الرأس .
الزلازل و نمو النباتات:
تساعد الزلازل في إنفلاق بذور النباتات و سرعة نموها و إزدياد خضرة المراعي و يرجع ذلك إلى الأسباب التالية :
1 – كثرة تولد غاز ثاني أكسيد الكربون .
2 – إنتشار السوائل المعدنية في التربة .
3 – إزدياد تولد الكهربية في التربة ، و هذا ملاحظ بصفة خاصة في كاليفورنيا .
قياس الزلازل ( سيسموغراف Seismography )
تقاس الزلازل بجهاز خاص رصد خاص يسمى ( السيسموغراف Seismograph ) و هو آلة أوتومانيكية حساسة لتسجيل الهزات و عددها و وقت حدوثها .
التوزيع الجغرافي العالمي للزلازل:

1 – منطقة ( الحلقة النارية Ring of fire ) ، و هي تمر بسواحل المحيط الهادي الشرقية و الغربية ، و هذه المنطقة من أشد جهات العالم عرضة للهزات الأرضية و كوارثها ، و من أهم مناطق ضعف القشرة الأرضية .
2 – المنطقة الثانية العالمية ، هي التي تمتد من جزر الهند الغربية و هي مناطق خطيرة للغاية ، و توجد فيها وتوجد فيها سلاسل جبال الأنديز و تشمل جزر المارتينيك و سان دييغو و جمايكا و بورتوريكو و هاييتي و الأنتل في البحر الكاريبي .
علاقة الهزات الزلزالية بالجزر البحرية:
منذ ملايين السنين ، تقوم البراكين ببناء جبال ترتكز على قاع المحيطات فترتفع بالتدريج حتى تتجاوز سطح الماء فتبرز قممها كجزر من (اللافا) ، كجزيرة بورمودا .
و يختلف البركان الغارق في الماء ، عن البركان الموجود على السطح فبينما نجد الأول يتعرض إلى ثقل الماء الذي يبطئ نموه إلا أنه يسبب موجات مد كلما ثار ، نجد الآخر يلقي بحممه و صخوره المنصهرة من حوله و تنطلق غازاته في الجو إلى ارتفاعات شاهقة .
و من أحدث الجزر البركانية الكبيرة في العالم ، جزيرة ( أسنشينغ Ascensiang ) في جنوب الأطلسي ، و هذه الجزيرة هي الأرض الوحيدة الواقعة بين البرازيل و أفريقيه .
الأمواج الزلزالية البحرية:
هناك فارق بين الأمواج البحرية الزلزالية المسماة ( تسونامس Tsunams ) و الأمواج البحرية العادية ، فالأولى تنتجها الزلازل العنيفة التي تحدث في أعماق البحر و هي في غاية الخطورة ، بينما الثانية تحدثها الرياح .
أغلب أمواج ( تسونامس Tsunams ) و هذا هو إسمها باليابانية ، تتولد في أعماق أخادبد في قاع المحيط و قد تتسبب بالقضاء على آلاف البشر ؛ و قد تؤدي إلى تخريب السواحل و ما عليها من منشآت ، و هي أمواج ترتفع فجأة مسببة الكوارث ، فقد ارتفعت الأمواج عام 385 ميلادية على طول سواحل البحر البيض المتوسط الشرقية فهلك من جرائها آلاف البشر ،و في الإسكندرية تركت سفنا و أسماكا فوق أسطح المنازل .
الزلازل خلال العصور الجليدية:
يقول الأستاذ النمساوي الكبير الدكتور سويس( Dr.Suess )أن الكرة الأرضية خلال تاريخها الجيولوجي الطويل تعرضت إلى هزات و تقلصات كثيفة كانت تستمر لمدد طويلة أحيانا نتيجة لتمدد السيما ( Sima ) أو الماغما ، نتيجة نشاط المواد المشعة في باطنها ، و كانت على أشدها في الحقبة الثالثة لمولد الأرض عندما كانت قشرة الأرض لم تكتمل .
و يستدل العلماء على ذلك من خلال دراسة الصخور و المعادن و الحفريات الطبقية ، و يقولون أن عصورا من الهدوء و أخرى من الإضطراب كانت تتعاقب على الأرض .
هل للزلازل من فوائد ؟
يعتقد الدكتور سويس ، أن للزلازل بعض الفوائد ، فهي تشكل سطح الأرض فترفع الجبال و تخرج المعادن الثمينة من باطن الأرض ، و يعتقد الدكتور ( آرثر هلمز ) أن هذه الدورات الزلزالية و ما صحبها من إلتواءات في قشرة الأرض (Orogenesis ) هي التي كونت الجبال العالية كالهيمالايا و القوقاز في آسيا ؛ و البريناس و الألب في أوربا ؛ و الروكي في أمريكا الشمالية ؛ و الأنديز في أمريكا الجنوبية .
أيهما أشد ضررا على البشر الزلازل أم الأبنية التي تهدمها
يرى علماء الجيولوجيا و المختصون بمتابعة الزلازل ، أن الأبنية هي التي تقتل الناس أثناء و بعد الزلازل ؛ و أكبر دليل على هذا الرأي ما حدث مؤخرا في تركيا ؛ و يرجع ذلك إلى الأسباب التالية :
1 – استخدام مواد غير مناسبة في البناء ، كاستخدام رمال الشواطئ في تكوين الخرسانة ، و هذه الرمال تحتوي على كثير من الشوائب و الأملاح و الماء ، التي تسبب للخرسانة فيما بعد شقوقا تسمح للمؤثرات الجوية كالرطوبة العالية أن يصيب الصدأ حديد التسليح مما يقلل من تماسكه و اتصاله بالإسمنت من حوله ، و هذا من شأنه إضعاف قدرة الكتلة الخرسانية على تحمل الضغوط العالية .
2 – الأبنية ذات الطوابق المتعددة تكثر فيها الفتحات ( كالنوافذ و الأبواب ) مما يجعل البناء غير مترابط .
3 – عدم مراعاة المواصفات الفنية المفروضة بالنسبة للأبنية الواقعة على خطوط الزلازل .
4 – إضافة طوابق جديدة ، مما يشكل أعباء إضافية على الأعمدة و الجسور و الأساسات ، مما يؤدي إلى هبوط كلي حالما تبدأ الهزة الأرضية .
و هناك إجراءات متعددة للتقليل من مخاطر الزلازل :
1 – تخطيط مبني على دراسة جيولوجية قبل السماح بالبناء مع تقوية الأبنية الضعيفة ؛ في مناطق النشاط الزلزالي.
2 – إزالة المنشآت الخطرة من الأماكن التي من المحتمل أن تتعرض للزلازل .
3 – إصدار القوانين و التشريعات الضرورية لدعم التخطيط البيئي و المدني .
بعد حدوث الزلزال
1 – تصميم خطط الطوارئ ، و تحديد الأماكن التي يمكن استخدامها في حالة حدوث الكوارث الزلزالية ، و التدريب الكافي على عمليات الإنقاذ و الإخلاء السريع و إقامة الملاجئ و المستشفيات الميدانية ، يشارك فيها مدنيون وعسكريون
2 – الحرص على توعية الناس بالثقافة الزلزالية .
هل يمكن التنبؤ بحدوث زلزال ؟
مكنت الخبرات و التجارب التي اكتسبها علماء الزلازل من التنبؤ بوقوع عدد من الهزات الأرضية ، بعضها أصاب و أغلبها خاب .
أنجح التنبؤات كانت في الصين عام 1973 ، فقد تجمعت في أحد مراكز الرصد معلومات نقلها السكان والمختصون في علم الجيوفيزياء ، تشير كلها إلى حدوث ظواهر فير عادية ، كتبدل مستويات الماء في الآبار و مد وجزر غير عاديين على شواطء شبه جزيرة ( ليا ) و حدوث ذبذبات غريبة في المجال المغناطيسي ، و في منتصف اليوم الرابع من شهر شبا / فبراير لوحظ ظهور أعداد كبيرة من الثعابين تخرج من جحورها فوق حقول يغمرها الثلج . و اعتبر مركز الرصد أن هذه الظواهر كافية فأعلن حالة الطوارئ ،و قد أخليت البيوت و أطلق سراح الحيوانات ، و مرت بضع ساعات ثقيلة في انتظار المجهول ، و في الساعة السابعة و النصف مساء ، ضرب الزلزال المنطقة بقوة سبع درجات و ثلاثة أعشار ، فهدم 90% من المنازل و السدود و الجسور و لكن دون خسائر بشرية .
و من حالات التنبؤ الفاشلة : فقد أخفق علماء الزلازل بالتبؤ بزلزال تموز/ يوليو سنة 1976 بقوة سبع درجات ، حيث تسبب بمقتل أعداد كبيرة من البشر .
و في روسيا تنبأ العلماء بحدوث زلزال في وادي ( فرغانه ) و لكنه حدث على بعد 40 كيلومتر ، و كذلك حدث نفس الشيء في اليمن ، فخرج الناس من بيوتهم في صنعاء و لكن الزلزال لم يحدث أبدا .
و في آخر سنة 1980 تنبأ العلماء في أمريكا الجنوبية بحدوث أعنف زلزال في التاريخ المعاصر ، إلا أنه لم يحدث.
المقدار الزلزالي Earthquake Magnitude
قياس مطلق لاتساع الموجات الزلزالية التي تعتمد على كمية الطاقة المنطلقة من الزلزال ، و يحدد مركزه ، و ذلك باستخدام ( سيسموغراف Seismography ) و هو جهاز حساس جدا لأي إهنزاز في قشرة الأرض .
و قد بدئ باستخدام مقياس ( المقدار الزلزالي Earthquake Magnitude ) على المستوى العالمي سنة 1931 على يد العالم الياباني ( واداتي wadati ) ثم تطور على أيدي آخرين و الجدول التالي يوضح مقارنة بين مقياس ( ميركالي ) و( ريختر )
قوة الزلزال مقياس ميركالي مقياس ريختر شكل التأثير
1- بالغ الضعف أقل من 3.5 لا تشعر به سوى أجهزة القياس و بعض الطيور و الحيوانات .
2- ضعيف جدا 3.5 يشعر به الناس في طبقات الأبراج السكنية العليا
3- ضعيف 4.2 يشعر به الناس في البيوت
4- متوسط 4.4 تهتز الأبواب و النوافذ و المعلقات
5- قوي نسبيا 4.8 تهتز الأبواب بشدة و يتكسر الزجاج
6- قوي 5 يشعر به كل الناس و تتساقط محتويات المنازل
7- قوي جدا 6 يجري الناس في الشوارع و يصعب الوقوف على الأرض و تظهر أمواج في برك السباحة
8- مدمر 6.5 تتصدع المباني القديمة و قد تنجم خسائر في الأرواح
9- مدمر جدا 6.9 تتصدع الطرقات و تتلف الخزانات و أنابيب التديدات الصحية و المجاري
10- شديد التدمير 0 7 تنهار كثير من المباني و تتشقق الأرض و تحدث فيها الإنزلاقات ، و ينجم عنه خسائر كبيرة في الأرواح
11- بالغة التدمير 8. تنهار المباني بصورة شاملة و كذلك السدود ، و تتلوى خطوط السكك الحديدية ، مع خسائر كبيرة بالأرواح
12- كارثي 9 تتطاير كل المباني بلا استثناء ، و تغطس الشواطئ و ما عليها في البحر
من آثار الزلازل

1 - حدوث تموجات و تشوهات فوق سطح الأرض قرب مركز الزلزال ، و ارتفاع منسوب المياه و ظهور أمواج عاتية رغم هدوء الرياح و خاصة إذا كان مكز الزلزال قريبا من الشاطئ
2 – تغير في مناسيب مياه الآبار على امتدادا خط الصدع .
3 – تغير في درجة التوصيل الكهربائي للصخور و تغير في المجال المغناطيسي .
ظهور تغيرات واضحة في سلوك الحيوانات كالحركات العشوائية للفئران بعد خروجها من جحورها ، و استمرا طيران الحمام و عدم رجوعه إلى أعشاشه و نباح الكلاب بشكل ملفت .
4 – حدوث هزات أولية تتزايد بشكل تدريجي ، قبل حدوث الزلزال .

الخلاصة
تتفاوت درجات الزلازل و تتفاوت تأثيراتها ، و مع وجود بعض المؤشرات على قرب حدوثها فإنه لا زال من الصعب توقعها ؛ و الأمر الوحيد الممكن حاليا في مواجهتها هو تقوية الأبنية على طول خطوط الزلازل و تدريب فرق عالية الكفاءة على أعمال الإنقاذ ، و التعاون الدولي في حالات الكوارث الكبرى .

محب بلاده
2011-11-04, 02:19
السلام عليكم اخي المحب لبلاده ورحمة الله تعالى وبركاته. وبعد اني اريد من فضلك عناوين لمذكرات في علم النفس (العمل والتنظيم) لنيل شهادة ليسانس في علم النفس االعمل والتنظيم .وان امكن في اقرب الاوقات .وفي الاخير ادامك الله لفعل الخير وجزاك الله احسن جزاء.


الكتب الخاصة في علم النفس التنظيمي ن وفي الحقيقة انا الأن اخصائي نفساني عيادي في احدى المؤسسات الحكومية واستعمل كثير هذه الكتب للتحليل العلاقة بين المسؤول والموظف واهم الصراعات الموجودة وكذلك الصعوبات التي تواجه العامل وتأثيرها على حياته النفسية
كيفية تحميلها :اضغط على الرقم المشابه له في الخانات الموجودة

اسم الكتاب: علم النفس الصناعي و التنظيمي
اسم المؤلف: فرج عبد القادر طه,د
التصنيف: علم النفس
011201.pdf مكتبة المصطفى الالكترونية تحميل كتاب -علم النفس الصناعي و التنظيمي-فرج عبد القادر طه,د-كتب عربية (http://*******/1014920/http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=011201.pdf)

اضط على الرقم المشابه له في الخانات الموجودة
اسم الكتاب: علم النفس الصناعي
اسم المؤلف: كامل محمد محمد عويضه
التصنيف: علم النفس الصناعي
004243.pdf مكتبة المصطفى الالكترونية تحميل كتاب -علم النفس الصناعي-كامل محمد محمد عويضه-كتب عربية (http://*******/1014920/http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=004243.pdf)

محب بلاده
2011-11-04, 02:20
الكتب المهمة في علم النفس التنظيم والعمل
4shared.com - document sharing - download ط¹ظ„ظ… ط§ظ„ظ†ظپط³ ط§ظ„طµظ†ط§ط¹ظٹ ط¹ظˆظٹط¯ ط³ظ„ط·ط§ظ† (http://*******/1014920/http://www.4shared.com/file/119476361/b56d198d/_____.html)
ط§ظ„ظ…ط´ط¹ط§ظ†. (http://*******/1014920/http://www.4shared.com/file/119476361/b56d198d/_____.html)pdf (http://*******/1014920/http://www.4shared.com/file/119476361/b56d198d/_____.html)
4shared.com - document sharing - download ط¹ظ„ظ… ط§ظ„ظ†ظپط³ ط§ظ„طµظ†ط§ط¹ظٹ ظ…ط*ظ…ظˆط¯ ظپطھط*ظٹ ط¹ظƒط§ط´ط©.pdf (http://*******/1014920/http://www.4shared.com/file/119476906/70c4ae7e/_____.html)
4shared.com - document sharing - download ط¹ظ„ظ… ط§ظ„ظ†ظپط³ ط§ظ„طµظ†ط§ط¹ظٹ ظˆ ط§ظ„طھظ†ط¸ظٹظ…ظٹ.pdf (http://*******/1014920/http://www.4shared.com/file/119477198/f0110eed/____.html)
http://www.4shared.com/file/11947765...___online.html (http://*******/1014920/http://www.4shared.com/file/119477654/505d1b4f/___online.html)

محب بلاده
2011-11-04, 02:21
إن التطـور الذي شهده ميدان الصناعة أدى إلى حدوث كثير من المشاكل لدى العامل وعمله فأصبح من الضروري البحث عن علم يحل هذه المشاكل حلا ناجعا .
وفي القرن العشرين ظهر علم النفس الصناعي الذي يهدف إلى دراسة الجوانب النظرية والعلمية لتطبيق أسس السلوك الإنساني المكتشفة في المجالات النظرية والتجريبية على هذا السلوك في بيئـة العمل أي علاقة الإنسان بالآلة وبالآخرين في بيئة العمل فضلا عن معرفة مستوى أداء الفرد تحت ظروف العمل الفيزيقية المختلفة وكيفية تنظيم العمل والتوفيق بينهما لدى العامل وصاحب العمل بغية تحقيق الإنتاج الجيد مع أقل الحوادث[1].
وسوف نعرض بالدراسة في بحثنا هذا إلى مفهوم علم النفس التنظيم والعمل ، ثم نشأته وتطوره و أهميته و أهدافه، كما نتطرق إلى ميادين علم النفس الصناعي كذلك علاقته بفروع علم النفس الأخرى ،وفي الأخير مدارسه .
نتمنى أن يكون بحثنا هذا لبنة في تكوين معرفة سليمة ودقيقة لهكذا فرع من فروع علم النفس.


تعريف علم النفس التنظيم و العمل :

علم النفس الصناعي و التنظيمي هو احد فروع علــم النفس إذ يغلب علـيه الجانب التطبيقي؛ويهدف هذا العلم إلى الدراسة النفسية و الاجتهادات العلمية للاستفادة من أسس علم النفس و نظرياته و طرقه في البحث و نتائج بحوثه و ذلك في ميدان العمل و الإنتاج و ترشيد الجهد الإنساني ليحقق من ذلك أقصى استفادة ممكنة للإنسان مجتمعه [2]
ومن ذلك نجد أن القرآن الكريم يحث على العمل حيث جعل الإسلام العمل واجبا وكرم العاملين ونهاهم على أن يمدوا أيديهم ؛وحتى أكرم خلقه تعالى عنده وهم رسله جعلهم جميعا يعملون،ولنا في القرآن الكريم نماذج رائدة يقتدى بها فنوح عليه الصلاة و السلام أمره ربه بصنع السفينة التي حملت الحياة و حفظت بقائها و استمرارها إذ قال تعالى:"واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ولا تخاطبني الذين ظلموا أنهم مغرقون ." (هود 37 )[3]
وهناك عدة تعاريف لعلم النفس الصناعي أو الذي أصبح يعرف بعلم النفس التنظيم والعمل ونذكر منها:
ـ تعريف فريز:حيث عرفه في كتابه علم النفس الصناعي:"هو دراسة الإنسان في حالة العمل."
ـ تعريف دريفر:"فيرى أن علم النفس الصناعي فرع من فروع علم النفس التطبيقي الذي يهتم بتطبيق مناهج البحث في علم النفس و نتائجه في المشكلات التي تنشأ في المجال الصناعي أو الاقتصادي بما فيها اختيار العمال وتدريبهم[4]
ـ أما محمد عبد الفتاح دويدار:"فيعرفه بأنه الميدان الذي يعنى بدراسة العمل عن مختلف جوانبه باعتباره نشاطا إنسانيا مع الاهتمام بالتنظيمات التي تنشأ لهذا الغرض[5]

نشأة علم النفس التنظيم و العمل :

كان للعمال قبل الثورة الصناعية في كل من أوربا و الولايات المتحدة عبارة عن عبيد،و ينظر إليهم على أنهم آلة يديرها أصحاب الأعمال و كان العامل في نظر أربابه كسولا بطبعه يكره العمل ، والدوافع لعمله الخوف من الطرد و الطمع في المال و لذلك فهو يبذل جهده على قدر سد حاجياته.ومنذ مطلع القرن 19نبض شعور بعض الفلاسفة و الأدباء الاقتصاديين و وجهوا الأنظار إلى خطورة هذا الاتجاه الذي يرمي إلى جمع الأموال و تكديس الثروات دون الاكتراث إلى العوامل و الاعتبارات الإنسانية في الصناعة و الإنتاج ، وفي منتصف القرن 19ظهر(دارون) بنظريته التي تقوم على تنازع البقاء و بقاء الأنسب و سرعان ما شاع انه من الإجرام معونة الضعيف أو الفقير. وفي بداية القرن 20بدا تطبيق علم النفس الصناعي على مشاكل العمل و الصناعة وكان المهندس الأمريكي(تايلور1856ـ1915)أول من وجه الأنظار بصورة علمية تجريبية إلى العنصر الإنساني كعامل رئيسي في الإنتاج ،ولهذا فكانت دراسة السلوك البشري في إطار المنظمات الصناعية قد يكون فرعا مستقلا في ميدان علم النفس تحت اسم علم النفس الصناعي ولكن منذ بداية السبعينات تحول الاهتمام من دراسة السلوك الفردي و تأثيره في الإنتاج والإنتاجية إلى الاهتمام بتأثير الأطر التنظيمية كهيكل السلطة مثلا في السلوك الفردي و الجماعي في المنظمات وقد تبلور هذا الاهتمام في الولايات المتحدة الأمريكية في تغيير اسم "علم النفس الصناعي إلى علم النفس التنظيم و العمل"وقد جاء هذا التغيير من قبل جمعية علم النفس الأمريكية سنة 1973.ليصبح السلوك الفردي و الجماعي و التنظيمي يدرس من خلال النظريات العديدة التي وضعها علماء النفس و الاجتماع في إطار ما يسمى بعلم النفس التنظيم والعمل[6]

أهمية علم النفس التنظيم و العمل :

إن علم النفس الصناعي يهتم بتهيئة جميع الظروف المادية و النفسية و الاجتماعية التي تكفل تحقيق غايته كما يهتم بدراسة العوامل الإنسانية في الصناعة و الكشف عن الظروف الإنسانية للعمل و كذا حل المشكلات الصناعية بطريقة علمية حرصا على راحة العامل ؛كالحرص على زيادة إنتاجية المصنع إذ تتوقف هذه الأخيرة على مدى الاستعداد الفني للعامل و الإعداد المهني ما يحيط بالعامل من بيئة مريحة ،إذ تعد جميع هذه العوامل احد المحاور الأساسية للكفاية الإنتاجية و ذلك من خلال دراسة سيكولوجية إدارة الأعمال و قيادة الجماعات وذلك أمرين مهمين:
أولا: أن المهنة هي مجموعة من الأعمال المتشابهة التي تربطها علاقة ما و قد تكون هذه العلاقة علاقة تكامل أو علاقة تدريب وإعداد خبرة .
ثانيا:إن العمل عامة يقوم على فكرة تقسيم العمل و يشمل ذلك إعداد كل مجموعة من الأفراد لإنجاز جزء معين من هذا العمل و فكرة تقسيم العمل هي فكرة عالمية تطبق على كافة الأعمال في أي مجال من المجالات المهنية سواء كانت في مجالات مهنية بسيطة أو راقية[7]

أهداف علم النفس التنظيم و العمل:

إن الأهداف الأساسية لعلــم النفس الصناعي كما حددهــا فيتلس هــي :
1ـ زيـــادة الكفايـــة الصناعيـــة.
2ـ زيادة توافــق العامل في عملــــه.
3ـ تحقيق نوع من الاستقرار الصناعي لإزالــة مصادر الشكوى والمنازعات بين العمــال وأصحاب العمل .
4ـ تهيئة الظروف المـــادية و المعنوية التي تجعل العامل أكثر ارتياحا لعمله[8].



ميــادين علم النفس التنظيم و العمل:

يمكن تصنيف الميادين التي يتناولها علم النفس الصناعي إلى ثلاثة ميادين:
1ـ الفرد نفسه(أي العامل):ويشمل ذلك دراسة العامل من حيث دوافعه و حوافز العمل المادية و المعنوية و اثر هذه الدوافع و الحوافز على إنتاجه اليومي،كما تشمل الموائمة المهنية بمعنى تكيف الشخص لعمله[9]
بالإضافة إلى أن أهم اهتمامات الدراسات الأرقونومية التي تسعى إلى تكييف العمل الإنساني بحيث يبقى الإنسان فعال و منتج بأقل درجة ممكنة من التعب و ذلك من خلال التحسينات التي تدخلها على العناصر المكونة للعمل و الظروف المحيطة به[10]
2ـ العمل نفسه(تحليل العمل):و يقصد به معرفة صفات العمل و خصائصه و متطلباته و ما يتطلبه من مهارات و قدرات و خصائص جسمية أو ذهنية أو شخصية معينة و ذلك بالبحث عن أفضل الطرق و أسهلها لأداء العمل و تكييف الآلات والأدوات حتى تناسب العامل الذي يديرها أو يستخدمها.
3ـ العلاقات الإنسانية:و يهتم بدراسة العلاقات بين العمال و الإدارة و طرق الاتصال و التفاهم المتبادل بينهم و كما يدرس سيكولوجية القيادة و الإشراف و تخطيط العلاقات الاجتماعية لفرق العمال الذين يعملون معا،كما يتناول هذا الميدان صحة العامل النفسية و العمل على زيادتها بإتباع الوسائل و الإرشادات التي تحقق الصحة النفسية الجيدة للعاملين مما يؤدي إلى زيادة إنتاجهم[11]

علاقة علم النفس التنظيم و العمل بفروع علم النفس الأخرى :

إنه لا يوجد علم مستقل بذاته عن العلوم الأخرى حيث أن جل العلوم مكملة بعضها لبعض أخذا أو عطاء وعليه فإن لعلم النفس التنظيم و العمل علاقة مع فروع علم النفس الأخرى :
1ـ يستفيد علم النفس التنظيم و العمل من علم النفس الفارق في التعرف على الفروق الفردية الموجودة بين الأفراد و الجماعات من فوارق في الذكاء و الاستعدادات الشخصية
2ـ يستفيد علم النفس الصناعي من علم النفس التعليمي في عملية التدريب بوجه خاص سواء كان هذا التدريب صناعي أم يدويا أو اجتماعيا أو إداريا و ذلك أن عملية التدريب هي عملية تعلم و تعليم .
3ـ كما يستفيد علم النفس الصناعي من علم النفس الاجتماعي العلاقات الإنسانية داخل بيئة العمل و التي تبين لنا العوامل التي تسهل العمل الجماعي و تعطله.وطرق تحسين العلاقات الإنسانية بين العمال بما يزيد تماسكهم و يرفع من روحهم المعنوية .
4ـ يستفيد علم النفس الصناعي من علم النفس العيادي و علم النفس الشواذ اللذان يشخصان مختلف الاضطرابات النفسية و السلوكية في مجال الصناعة .
5ـ كما أن الأخصائي النفسي الصناعي في حاجة ماسة إلى استخدام مقاييس و اختبارات سيكولوجية ثابتة و صادقة في تقدير الذكاء و القدرات الخاصة والميول والاتزان الانفعالي و الكفاية الإنتاجية ضرورية لعمليات الاختيار و التوجيه والتدريب والتأهيل المهني [12]

مـدارس عـلم النفس التنظيم و العمل :

1- فيبر و التنظيم البيروقراطي :
وضح ماكس فيبر" 1864ـ1920 " دور الإصلاح البروتستانتي في تعميق فلسفة الروح الفردية في المذهب الرأسمالي،حيث بين أن الرأسمالية تبنت فكرة الاعتقاد بأن العمل الجدي المؤدى كواجب يحمل أحسن الجزاء وقد كان الإصلاح البروتستانتي يؤكد على أخلاقيات تمجد العمل وتعتبر تضييع الوقت إثما يعاقب الإنسان عليه،فهذه الأخلاقيات عكس تلك الأفكار الرائدة في الأوساط المسيحية خلال القرون الوسطى والتي كانت تعتبر العمل عقابا إلاهيا للبشر وذلك نتيجة عصيان أبيهم آدم في الجنة .
و هكذا فقد أعادت الأخلاقيات البروتستانتية للعمل شرفه فكانت بذلك الأساس الذي ارتكزت عليه الرأسمالية.والتي دعمتها نظريات اجتماعية و اقتصادية و هكذا ظهرت نظرية فيبر البيروقراطية لتهتم اهتماما كبيرا بالإنتاج والإنتاجية ولو على حساب القيم الإنسانية و قد عمد فيبر إلى وضع نموذج للتنظيم البيروقراطي[13]
فالبيروقراطية في حسبه أعظم اختراع اجتماعي إنساني متميزا على بقية الأنظمة بالتفوق التقني فتطرق بذلك بمختلف الأنظمة و هي 3 نذكرها على النحو التالي :
ـ السلطة التقليدية: أي أين يتم توارث السلطة و كانت موجودة في عهد الإقطاع .
ـ سلطة الهبة الإلهية: يستمد القائد شرعيته من الخصائص الجسمية والقدرات التي تميزه عن غيره .
ـ السلطة العقلية الشرعية: القائمة على أساس التنظيم العقلي للإدارة والتسيير[14]

2-المدرسة التايلورية:
نسبة إلى فديريك تايلور. ووضح تايلور أسلوب التسيير و الإدارة المتبع في المصانع الأمريكية القائم على مبدأ أساسي وهو المكافأة المالية التي تكون حسب المبادرة الفردية للشخص،ولهذا فإن تسيير الإدارة والعمال حسب اعتقاد تايلور ينبغي أن يكون وفق مبادئ علمية يلخصها في المبادئ التالية:
1ـ تقسيم العمل وتحديده: وذلك بتوزيع العمل على عدد من العمال بهدف تبسيط العمل و تحقيق الفعالية في الأداء .
2ـ اختيار العمل :يجب أن يكون وفقا لمستلزمات و متطلبات الأعمال التي يقوم بها العمال .
3ـ المكافأة المالية اليومية للعمال و ذلك كحافز مادي لتحقيق امتثالهم للأوامر والإجراءات المفصلة المتعلقة بأداء عمل ما .
3- مدرســة العلاقات الإنسانية:
لقد عانت المؤسسات الصناعية المسيرة وفق المبادئ التايلورية في الولايات المتحدة الأمريكية و غيرها من عدة مشاكل تنظيمية و سلوكية كالعجز عن رفع الإنتاج وتحسينه و عدم ضمان الولاء الحسن للعمال وغير ذلك من المشاكل كالإضرابات و الغيابات.ولهذا فإن مدرسة العلاقات الإنسانية قد جاءت ببعض المبادئ النظرية و التقنيات للتغلب على المشاكل التي واجهت المؤسسات الرأسمالية المسيرة وفق المبادئ التايلورية ،اتفق عدة باحثين أمثال مورغان(1979) وغاردنر(1964) و روجر(1979) على أن نتائج هاوثورن تشكل أساس نظرية العلاقات الإنسانية في دراسة السلوك التنظيمي.
دراسات هاوثورن: مجموع الدراسات الميدانية التي أجريت بين 1927ـ1932في الشركة الغربية للكهرباء بمدينة هاوثورن قرب شيكاغو .
كان الهدف الأول من هذه الدراسات هو دراسة العلاقة بين نوعية الإضاءة وفعالية العمال في الأداء ،غير أن تلك الدراسة فشلت في إيجاد أي علاقة بين نوعية الإضاءة وفعالية العمال في الأداء لكنها توصلت إلى نتيجة إيجابية تمثلت في وضع إطار نظري جديد للسلوك التنظيمي في المصانع وهو تبني مبدأ الاهتمام بالعلاقات الإنسانية ،ومن ثم فإن الاهتمام تحول من تمجيد الروح الفردية إلى التركيز على الناحية الاجتماعية ،إن هذه المبادئ التي توصلت إليها مدرسة العلاقات الإنسانية لم تبنى وفق نتائج دراسات هاوثورن فقط و إنما بالإضافة إلى ذلك نتيجة عدة عوامل اجتماعية واقتصادية محلية وعالمية كالأزمة الاقتصادية في الثلاثينات .انتفاضات العمال و إضراباتهم المتكررة و نتيجة أيضا إلى اعتناق هذه المبادئ من طرف عدد كبير من المسيرين الإداريين الذين ظهروا بعد الحرب العالمية2والذي ساعد هذا على انتشار مبادئ مدرسة العلاقات الإنسانية و تطبيقها.

4- مدرسة الأنساق المفتوحة:
يقصد بالنسق في إطار هذه المدرسة مجموعة من الوحدات التي تتميز بهيكل ما على أن هذا الهيكل متميز عن المحيط الخارجي .
لقد ظهرت نظرية الأنساق المفتوحة على يد جماعة صغيرة من العلماء أمثال لويدفان و ريبورت أناتول كنيث بولدينغ وبرسون .
وتعتبر هذه المدرسة في الغرب اتجاها نظريا ذا تأثير قوي في الفكر العلمي المعاصر،و من أهم مبادئ هذه المدرسة :مبدأ الكلية و التركيز على أن الكل ذو دلالة أكثر من مجموع الأجزاء التي تشكله .
ويعد جيمس ميلر أحد رواد هذا الاتجاه و الذي نشر عدة مقالات هامة حول نظرية الأنساق الحية (هو اعتبار المنظمات ككائنات الحية) و(معتبرا أيضا أن المنظمة عبارة عن نسق مفتوح).[15]

[1] -الموقع الإلكتروني : www.minchawi.com (http://*******/1014920/http://www.minchawi.com/)

[2]- فرج عبد القادر طه : علم النفس الصناعي والتنظيمي – دار قباء للطباعة والنشر-القاهرة 2001 ص19

[3]- القرآن الكريم :الآية 37 سورة هود

[4] - فرج عبد القادر طه : علم النفس الصناعي والتنظيمي – دار قباء للطباعة والنشر-القاهرة 2001 ص19

[5] - عبد الفتاح محمد دويدار :أصول علم النفس الصناعي وتطبيقاته- دار المعرفة الجامعية الإسكندرية 2003 ص5

[6]- عبد الرحمن محمد عسوي : علم النفس والإنتاج , دار المعرفة الجامعية , الإسكندرية , 2003 , ص : 40

[7]- مجدي أحمد عبد الله : علم النفس الصناعي بين النظرية والتطبيق , دار المعرفة الجامعية , الأزاريطة , 2005, ص: 25- 28

[8] - أشرف محمد عبد الغني : علم النفس الصناعي أسسه وتطبيقاته , كلية رياض الأطفال جامعة الإسكندرية , 2001 , ص : 15

[9]- أشرف محمد عبد الغني : المرجع نفسه , ص : 49

[10] - بوبكر منصور : سيكولوجيا العمل – سيكولوجيا – العدد الأول أفريل 2005 , ص : 13

[11] - أشرف محمد عبد الغني : المرجع نفسه , ص : 50 – 51

[12]- أشرف محمد عبد الغني : المرجع نفسه , ص : 47-49

[13]- مصطفى عشوي : علم النفس الصناعي والتنظيمي أسسه ومدارسه , المؤسسة الوطنية للكتاب , ص : 68-69

-[14] جباره عطية جباره : الاتجاهات النظرية في علم الاجتماع الصناعي , دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر , الإسكندرية ,2001, ص: 219

[15] - مصطفى عشوي : المرجع نفسه , ص : 73-81

محب بلاده
2011-11-04, 02:23
موقع مفيد جدا " ادارة الموارد البشرية" علم الاجتماع العمل والتنظيم

http://hrm-group.com/ (http://*******/1014920/http://hrm-group.com/)

محب بلاده
2011-11-04, 02:24
أرجو أن تفيدك هذه المراجع

http://www.4shared.com/folder/U809yIjL/___.html

http://www.4shared.com/dir/ibWtdJwW/____.html

http://www.4shared.com/dir/YQ_EgC3a/____.html

محب بلاده
2011-11-04, 02:31
عن الفيضان

Une inondation est un débordement d'un cours d'eau, le plus souvent en crue, qui submerge les terrains voisins. Le terme est souvent étendu aux débordements d'ouvrages artificiels tels que retenues ou réseaux d'assainissement. Des inondations peuvent aussi se produire en amont des cours d'eau, suite à la génération de quantités importantes de ruissellement au niveau de terres cultivées par exemple. Ce ruissellement donne alors lieu à une inondation boueuse.

Pour la période 1996-2005, environ 80 % des catastrophes naturelles étaient d'origine météorologique ou hydraulique, et les inondations auraient lors de cette décennie affecté en moyenne 66 millions de personnes par an entre 1973 et 1997. Ce sont les catastrophes naturelles qui produisent le plus de dégâts.
Sommaire

Causes[modifier]

Elles peuvent avoir de nombreuses causes cumulables :

* causes naturelles, liées aux aléas climatiques et phénomènes météorologiques attendus (la mousson en Inde par exemple) ou à un événement naturel (glissement de terrain) qui empêche l'écoulement habituel de l'eau ;
* causes anthropiques directes : le drainage, l'irrigation, l'imperméabilisation et la dégradation des sols, certaines pratiques agricoles intensives peuvent accélérer le ruissellement de l'eau et en limiter l'infiltration vidéo avec le point de vue d'lngénieur agronome, Claude Bourguignon ;

3 derniers barrages sur la Seine, cotes du 1er au 27 mars 2001.
Barrage d'Amfreville, cotes de mars à avril 2001.

* causes humaines directes : établissements d'écluses, de barrages permettant certes la navigation et le transport fluvial, mais diminuant la pente naturelle du cours d'eau, absence de gestion et de coordination des barrages à l'approche des crues, et pour la même raison avec les mêmes effets, retenue importante du dernier bief avant évacuation vers la mer[réf. nécessaire]. Comme sur la Seine à Amfreville sous les Monts lors de l'inondation de mars et avril 2001 d'après les données de Voies navigables de France[réf. nécessaire] ;
* causes humaines indirectes liées aux modifications climatiques globales (émissions de gaz à effet de serre qui entraînent la fonte des glaciers et qui provoquent une montée du niveau des océans, des cours d'eau, ou encore cela pourrait entraîner des cyclones plus intenses.

D'après le rapport 2007 du GIEC (mémento des décideurs[1])

« D’après les simulations, il est probable que dans les années 2080 de très nombreux millions de personnes supplémentaires seront inondées chaque année suite à l’élévation du niveau de la mer. Les zones très peuplées et de faible altitude où la capacité d’adaptation est relativement faible et qui sont déjà confrontées à d'autres défis tels que des tempêtes tropicales ou la subsidence locale de la côte sont particulièrement en danger. Le nombre de personnes touchées sera plus grand dans les méga-deltas d'Asie et d’Afrique, tandis que les petites îles sont particulièrement vulnérables. » D [ 6.4, 16.3 ]

« L’adaptation pour les régions côtières sera plus difficile dans les pays en voie de développement que dans les pays développés, à cause des contraintes pesant sur la capacité d’adaptation » D [6.4 ; 6.5 ; T6.11]

Typologies[modifier]

Les inondations résultent d’un certain nombre de conditions météorologiques avec une origine, des caractéristiques et une durée différentes. On en distingue trois grands types :

* lentes (inondation étendue) : comme les crues du Rhône en 2003, faisant suite à une longue période pluvieuse ;
* brutales (crue-éclair) : après un orage violent ou un ou deux jours de fortes pluies sur sol sec, certaines inondations peuvent violemment endommager les champs, villages et villes, ainsi que de nombreuses infrastructures, comme à Florence en 1966 où l'eau a envahi de nombreux quartiers de la ville, des édifices prestigieux et détruit de nombreuses œuvres d'art entreposées dans les sous-sols des Offices. Elles peuvent être torrentielles comme en France à Nîmes en 1988, à Vaison-la-Romaine en 1992, le Gard en 2002 ou dans le Var en 2010 ; elles s'accompagnent alors souvent de coulées de boue ou de glissements de terrain ;
* des inondations (ou submersions) marines peuvent être dues à un tsunami, une rupture de digue ou d'écluse, ou à des conditions météorologiques exceptionnelles (exemple : tempête venant de la mer combinée à une dépression importante et une grande marée comme ce fut le cas avec la tempête Xynthia en 2010).

Certaines crues éclair sont brèves et très localisées. Elles sont généralement dues à des pluies orageuses courtes mais intenses, qui ne parviennent pas à se disperser par infiltration, ruissellement ou écoulement. La cause la plus fréquente de ces inondations est un orage qui se déplace lentement et peut déverser d’énormes quantités d’eau sur une zone limitée en très peu de temps. Les orages qui se déplacent plus rapidement sont moins gênants à cet égard, car ils donnent de la pluie sur une zone plus étendue. Les crues éclair ennoient souvent des vallées ou des gorges. Quand l’air humide est poussé vers la montagne, il s’élève, et peut provoquer un orage accompagné de pluies torrentielles. Si le vent maintient l’orage stationnaire, l’eau peut ruisseler sur les pentes de la montagne et descendre jusqu’au fond de la vallée. Les gorges sont comme des entonnoirs qui accélèrent le débit de l’eau, dont la force emporte tout sur son passage.
Stratégies de lutte[modifier]

Elle est basée sur une évaluation des flux (Atlas des zones inondables) et une double approche : préventive et curative. Préventivement, les collectivités et individus peuvent chercher à restaurer des zones d'expansion de crue suffisantes. Puisqu'il y a inadéquation entre la quantité d'eau à évacuer et les capacités hydrauliques, la gestion des inondations vise aussi à :

* rétablir ou améliorer des capacités d'écoulement (entretien des berges, élimination des embâcles, curage...) ;
* limiter l'imperméabilisation des sols en milieu urbain (infiltration des eaux de toitures et de ruissellement (après dépollution le cas échéant), création de noues et d'espaces verts susceptibles de servir de zone tampon). En milieu rural, des pratiques culturales plus adaptées et une gestion anticipatoire du ruissellement visant à stocker l'eau dès le haut du bassin versant, et en la freinant et l'infiltrant mieux via un réseau de talus, haies, noues, prairies et prés inondables et fossés permet de ne pas grossir les inondations en aval.

Dans certains cas, l'inondation met en jeu des mécanismes hydrologiques plus complexes, comme les crues de la Somme en 2001 dues pour l'essentiel à une remontée de la nappe phréatique. Celle-ci aurait contribué jusqu'à 80 % du débit du fleuve.

Les inondations sont les objets de modélisation en fonction de leur période de retour (crues décennales, centennales, etc. Mais la pluie restera un phénomène aléatoire, dans un contexte climatique incertain et trop complexe pour que les calculs puissent tout prévoir. Les documents d'urbanisme, PLU ou SCOT doivent donc intégrer cette contrainte, le principe de prévention et précaution, et réglementer le droit à construire. Dans les pays dits développés, en cas d'aléa important, le risque de dommage aux biens et aux personnes est plus ou moins couvert par les assurances, et il doit être en France par exemple pris en compte par un plan de prévention des risques d'inondation (PPRI).
Inondation de 1997 à Alicante, Espagne

Diverses démarches sont en cours. Ainsi, en région parisienne, on a évalué les conséquences d'une crue centennale. En dépit des travaux hydrauliques effectués en amont, sur la Seine et ses affluents, ses conséquences seraient aussi catastrophiques qu'en 1910. Les précipitations importantes du début de l'année 2002, conjuguées au niveau encore élevé des nappes phréatiques, a conduit les spécialistes à lancer une alerte au début de l'année 2002.

Elle a permis une prise de conscience de la fragilité de certains équipements souterrains (métro et trains, transformateurs électriques, etc.) ainsi que de nombreuses entreprises ou administrations. Des plans d'intervention ont été élaborés (obturation de certaines galeries de métro el nino par exemple) et des archives ont été mises à l'abri (les réserves de plusieurs musées se trouvent en sous-sol).
Conséquences[modifier]

Les inondations, notamment dans les pays pauvres, font souvent beaucoup de victimes et de dégât matériels. Elles sont responsables de 40 % des accidents mortels dus aux catastrophes naturelles dans le monde. Mais, dans certaines régions du globe, les inondations font partie du cycle naturel des saisons. Durant plus de deux millénaires, les crues du Nil ont fait prospérer la civilisation égyptienne et de nombreuses zones tropicales sont encore tributaires des crues annuelles et des moussons qui fertilisent et irriguent les cultures, en reconstituant des réserves d’eau pour la saison sèche.
Moyens de lutte[modifier]
Exemple de barrière légère destinée à protéger provisoirement et en urgence contre l'inondation, plus ou moins efficacement selon la nature du sol et le périmètre à protéger.
Barrière de fortune faite de sac de nylon.

Ils sont préventifs et curatifs et à la fois locaux et à construire à l'échelle des bassins versants.

La restauration de zones humides,la réintroduction du castor, la lutte contre le ruissellement et contre l'imperméabilisation urbaine, la plantation de bandes enherbées, le reboisement ou l'entretien de forêts de protection, la restauration de zones d'expansion de crue en amont, dès le haut du bassin versant, etc. sont autant d'actions possibles.

Les documents et règlement d'urbanisme et d'occupation du sol permettent théoriquement d'interdire, voire localement de détruire, pour raison d'intérêt général, des constructions en zone inondable. Certains règlements urbains (exemple : dispositif ADOPTA, développé en région Nord-Pas-de-Calais autour de Douai dans le nord de la France, en zone d'affaissement minier, particulièrement vulnérable) imposent que les nouvelles routes et constructions soient conçues de manière à ce que les eaux pluviales soient stockées et infiltrées sur place, autant que ce serait le cas en l'absence de construction. C'est aussi une des cibles du HQE. Certaines régions ont financé des « atlas des zones inondables », par bassin versant (par exemple dans le Nord-Pas-de-Calais), comme document de porté à connaissance pour aider les communes à ne plus autoriser de construction en zone inondable.

Les moyens curatifs sont limités. Ce sont essentiellement les pompiers ou équipes de sécurité civile qui dénoient les caves et aident la population ou les entreprises.

Des approches globales sont nécessaires. Elles sont en Europe encouragées par la Directive cadre sur l'eau précisée en 2007 par une directive sur les inondations, qui impose une évaluation cartographiée des enjeux, risques et conséquences (et donc des zones inondables). Ceci doit se faire par district hydrographique et/ou unité de gestion, avec pour différents scénario l’étendue de l’inondation ; les hauteurs d’eau ou le niveau d’eau, selon le cas ; et le cas échéant, la vitesse du courant ou le débit de crue, les risques de pollution y afférant, etc. Les états doivent se définir des objectifs et des plans de gestion des risques (avant le 22 décembre 2015 dernière limite) tenant compte d'enjeux hiérarchisés et des aspects alerte, prévention, protection et préparation, en encourageant « des modes durables d’occupation des sols, l’amélioration de la rétention de l’eau, ainsi que l’inondation contrôlée de certaines zones en cas d’épisode de crue ». Ce travail doit être en accord avec la Convention d'Aarhus traduite par la directive 2000/60/CE sur l'information et la consultation du public.

Des pôles d'aide et conseil émergent[2]. Les inondations pourraient être exacerbées avec la fonte des glaciers et avec l'élévation du niveau de la mer. Divers travaux de prospective et modélisations (voir par exemple les programmes européens « PESETA » et « PRUDENCE ») sont en cours dans le cadre de l'adaptation aux changements climatiques, qui peuvent aider les collectivités à mieux se préparer.

محب بلاده
2011-11-04, 02:33
للزلازل


http://fr.wikipedia.org/wiki/S%C3%A9isme

محب بلاده
2011-11-04, 02:36
الاعصار Tornade

http://fr.wikipedia.org/wiki/Tornade

kalach
2011-11-07, 15:15
بارك الله فيك اخي المحب لبلاد ه وادامك الله لنا وللخير و جعلك الله وسيلة للخير . امين

gool225
2011-11-07, 17:08
السلام عليكم ممكن اخي الكريم بحث حول احد الفنادق او احد المطاعم في الجزائر بالانجليزية للسنة الرابعة متوسط

أبو بطة
2011-11-07, 22:23
بحث عن الاعتداء على الأحباس - العدد 11 من مجلة جامعة الأمير عبد القادر - للدكتور علاوة عمارة
مع خالص التقدير

أبو بطة
2011-11-07, 22:24
أيها الأحباب :
في حاجةٍ ماسة للكتب التي صدرت بمناسبة " الجزائر عاصمة الثقافة العربية " وكذلك بمناسبة " تلمسان عاصمة الثقافة العربية " مثل :

تاريخ الدولةالزيانية الأحوال الاجتماعية
تاريخ الدولةالزيانية الأحوال الإقتصادية والثقافية
نظم الدر والعقيان تاريخ بني زيان ملوك تلمسان
مزاب بلد كفاح : دراسة تاريخية اجتماعية تلقى اضواء على نشأة هذا البلد و حياة ساكنيه
تاريخ بني مزاب
طلوع سعد السعود فى اخبار وهران و الجزائر و اسبانيا و فرنسا الى اواخر القرن التاسع عشر .
الحلل السندسية فى شان وهران و الجزيرة الاندلسية، او، الخبر المعرب عن الامر المغرب الحال بالاندلس و ثغور المغرب.
تاريخ وبرهان بمن حل بمدينة وهران
تاريخ وهران وطلوع سعد سعود في أخبار وهران
وهران..
البرهان في تاريخ وهران
تاريخ قسنطينة
أزفون تاريخ وثقافة
أعلام الجزائر ومتيجة
رحلة بن حمادوش
ديوان المغرب في أقوال عرب إفريقية والمغرب
الموجز في تاريخ الجزائر ج1
الموجز في تاريخ الجزائر ج2
المساجد الأثرية
تحفة السائل في تاريخ سيدي نايل
الأوراس تاريخ وثقافة
الجزائر تاريخ عاصمة
البادية المغربية عبر التاريخ

العيشى
2011-11-10, 10:58
السلام عليكم اريد بحث حول ظاهرة التسول وكذلك البيئة و المرأة
وشكرا

محب بلاده
2011-11-10, 12:52
بحث عن ظاهرة التسول

ظاهرة التسول - من وجهة نظر اسلامية .
التسول أو سؤال الناس أو المسألة سمها ما شئت ... تلك الظاهرة المقيتة التي يعج بها مجتمعنا و جميع مجتمعات العالم .. هل هي دلالة على الفقر .. أم أن هناك من امتهن التسول حتى صار جزءاً من حياته ..
كيف عالج الإسلام مشكلة التسول .. و كيف وازن بين تشجيع الصدقة و الزكاة و بين ذم السؤال و التسول .

لا شك اننا جميعاً نرثي لحال الفقير المعدم الذي اضطرته الظروف إلى مد يده للناس يستجدي عواطفهم .. لكننا في نفس الوقت لا نعطي ذلك الكذاب الذي يمتهن التسول حرفة و هو ليس بحاجة بل لعله أغنى من الأشخاص الذين يشحذ منهم المال ..

سأدرج هنا قصصاً حقيقية مختصرة عن أساليب متطورة في التسول :


زوجتي في المشفى و قد احترقت بالنار .. يا جماعة .. يا أهل الخير .. الخ . 1 – يدخل رجل المسجد و ينتظر فراغ الإمام من صلاة الجمعة ليبدأ بالبكاء و العويل بصوت مرتفع يلهي المصلين عن صلاة السنة .. و ما أن يفرغ المصلون حتى يقول :

و يبكي حتى يكاد يغمى عليه ..
قام إمام المسجد إلى الرجل و قبل أن يعطيه أحد المال فسأله في أي مشفى وضعت زوجتك .. قال في مشفى : كذا ..
الإمام : طيب سأذهب برفقة مجموعة من كبار الرجال لزيارتها و سندفع لكم فاتورة المشفى .. يتبدل لون الرجل فيقفز من بين الجموع رجل آخر و يسحب من جيبه مالاً كثيرا و يعطيه للسائل و يقول خذ أعن زوجتك و اذهب فوراً إلى المشفى .. شو بدنا نحقق معك .. هذا أمر كرم و بخل ... الخ .

لكن إمام المسجد يصر على إيقاف الرجل .. و بالفعل فقد احتجز الرجلين في غرفته و اتصل برجال الأمن .. الذين تعرفوا على المتسول و صديقه الذي قام يمثل دور الكريم ..
الرجلان من رواد الحانات و هما يصرفان المال على صدور الراقصات . و ليس هناك زوجة محروقة و لا هم يحزنون .

قصة أخرى :

و حين ينتهي يقول .. هل لكم في زكاة عابر السبيل الذي قصدكم .. فيقوم الناس ليعطوه مما أثر فيهم من بلاغة خطبته ..
لكن إمام المسجد يمنعهم و يسأله عن جواز سفره .. الرجل يتهرب .. و بتفتيش الرجل وجدوا أنه سوري من البوكمال و هو يجول محافظات القطر بهذا الأسلوب السقيم .
2 – يدخل رجل غريب الثياب إلى المسجد و يقف في الناس خطيباً بدون إذن أحد .. يقول إنه داعية من دولة تشاد و أنه يدعو إلى الله و يلقي على المصلين خطبة تدمي عيون الحاضرين بمن فيهم إمام المسجد ..

3 – القصص كثيرة متنوعة و معظم الذين يطرقون الأبواب ليسوا محتاجين فما هو دورنا .
في الحقيقة فما دفع هؤلاء للنجاح بأساليبهم القذرة من خداع للناس هو حب الخير الكامن في صدور شعبنا .. و نقطة أخرى هو استسهال طريق الخير ..
نعم فالمتصدقون يجدون في هؤلاء طريقاً سهلاً لدفع صدقاتهم و زكواتهم على حساب المحتاج الحقيقي الذي لا يسأل الناس مالهم ..

أولئك الذين يجلسون في بيوتهم يمنعهم كبريائهم من السؤال ..
و هل هؤلاء موجودون ؟؟؟ هل يوجد عندنا جياع ..

من يسأل هذا السؤال يجهل حقيقة مجتمعنا .. نعم هناك جياع كثر في بلادنا لكنهم لا يخرجون إلى الشوارع .. ابحث عنهم و كلف نفسك عناء البحث عن الفقير الحقيقي ..
عن رجل يعيل صغاره من الفتات و لا يملك أن يشتري لهم خبزاً كل يوم ..
ابحث عن الأرامل و عن اليتامى و عن العجائز .. ابحث لتكسب ثواب الصدقة و ثواب البحث .

و إليك باقة من الأدلة حول موضوع التسول نبدؤها بكلام الله حول الفقير الحقيقي :
يقول الله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم :

لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ {273} البقرة .

آية استحقاقات الزكاة :

ِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {60} التوبة .

الفقراء : هم الذين لا يجدون قوت يومهم .
المساكين : أشخاص يعملون لكن دخلهم لا يكفيهم .العاملين عليها : هم جامعوا أموال الزكاة و قد انتهى دورهم في أيامنا هذه .
المؤلفة قلوبهم : هم غير المسلمين الذين تدفع لهم الزكاة لترغيبهم بالإسلام و قد انتهى دورهم في أيامنا هذه .
في الرقاب : إعتاق رقبة العبيد و الإماء و قد انتهى دورهم في أيامنا هذه .
الغارمين : الذين عليهم ديون .
في سبيل الله : تجهيز الجيوش .
ابن السبيل : زائر للمدينة فقد ماله .

و في الحض على العمل آيات كثيرات منها :

و قل اعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون .

أما الأحاديث الشريفة فلعلها كثيرة كثيرة سأذكر بعضاً منها :

يقول عليه الصلاة و السلام :

"" من سأل الناس أموالهم تكثرا ( لتكثير أمواله ) فإنما يسأل جمر جهنم، فليستقلّ منه أو ليستكثر " السيوطي .

"" يلا يزال الرجل يَسْأَلُ النَّاسَ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْم "" .

"" خير الصدقة ما أبقت غنى، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول "" السيوطي .

"" لأن يأخذ أحدكم حبله ثم يأتي الجبل فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف اللَّه بها وجهه خير له من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه "" البخاري .

و في الحض على العمل حديث شريف لطيف ..

حيث لقي سيدنا سعد بن معاذ رسول الله صلى الله عليه و سلم و كان سيدنا سعد ذو يدين جافتين قاسيتين متشققتين من العمل فخجل أن يصافح رسول الله ..
فبادره رسول الله صلى الله عليه و سلم : مد يدك يا سعد .. فمد سيدنا سعد يده على استحياء ..
فسحبها رسول الله و قبلها بفمه الشريف و قال : يا سعد إن هذه اليد يحبها الله و رسوله .. إن هذه اليد لا تمسها النار يوم القيامة .

و في حديث آخر يقول عليه الصلاة و السلام :

من بات كالاً من عمل يده بات مغفوراً له ذنبه ..

و يقول الشاعر حينما سألته ابنته عن قساوة يديه ..

بنيتي ، لا تستنكري كد يدي *** ليس من كد لعز بذليل .
إنما الذلة ان يمشي الفتى *** ساحب الذيل إلى وجه البخيل .

الخلاصة :
حض الإسلام على العمل و شجع عليه كما نبذ التسول و استعطاف الناس ، بالمقابل شجع على الصدقة الزكاة لأصحابها الحقيقيين و ليس لمن يطرق الأبواب يقول عليه الصلاة و السلام :

"" ليس المسكين بالطواف ولا بالذي ترده التمرة ولا التمرتان ولا اللقمة ولا اللقمتان ولكن المسكين المتعفف الذي لا يسأل الناس شيئا ولا يفطن له فيتصدق عليه .. ""

محب بلاده
2011-11-10, 12:52
دور المرأة في حماية البيئة

http://www.arabdiver.com/vb/images/uploads/3_749247f0551d90c7c.jpg

يتميز الإنسان بمكانة خاصة بين سائر الكائنات، ولأنه كائن متميز تقع على عاتقه مسؤولية كبيرة في حماية الإطار الذي يعيش فيه مع
غيره من الكائنات الحية لاسيما وأن البيئة بمختلف أنظمتها الطبيعية والبيولوجيه تحيط بالمجتمع الإنساني والذي تشكل المرأة نصفه،
ولأنها شريك في الحياة البشرية فهي أيضاً شريكة بواجبات هذه الحياة مثل الرجل بل إن حماية البيئة اليوم في عالمنا ومنه العالم
العربي تشكل المرأة فيه حضور قوي ومتميز.

على إننا هنا سنتطرق بشكل موجز إلى دور المرأة باعتبارها ربة بيت ومديرة لشؤون الأسرة وتربية الأطفال بعيداً عن أدوارها الهامة
الأخرى، وفي هذا الإطار يكمن الحفاظ على البيئة و الحد من استنزاف الموارد البيئية الطبيعية، ويتجلى ذلك الدور في الوضع الاجتماعي
البارز الذي تحتله المرأة في بيئتنا الأولى البيت حيث إن المرأة في اغلب الأحيان هي التي تدير الشؤون الاقتصادية المنزلية من خلال
تعاملها مع الموارد الطبيعية المتوفرة في المنزل مثل الماء والطعام والطاقة، ومتى ما وعت المرأة أهمية ومحدودية هذه الموارد سيكون
ذلك مهماً في الحد من الإسراف في الطعام والمياه والطاقة وكل ما من شأنه أن يؤدي إلى مخلفات في البيئة.

وإذا كانت المرأة ربة البيت مسئوله عن الحد من استنزاف الموارد مثل الطاقة والمياه فأنها أيضا تقوم بدور تربوي بيئي أكثر أهمية ألا
وهو توجيه الأبناء في الاستخدام الرشيد للموارد الطبيعية مثل توجيه الأطفال إلى إتباع الأسلوب السليم للاستفادة من المياه وعدم
إهدارها و ترشيدها.

والمرأة كمسؤولة أولى عن صحة الأجيال من بداية نشأتهم ومروراً بالمراحل العمرية المختلفة فان اهتمامها هذا يكون بدورها في رفع
المستوى الصحي للأبناء وباهتمام المرأة بأبنائها على ذلك النحو السليم الذي يحميهم من الأمراض ويجعلهم يتمتعون بصحة جيدة في
حياتهم، فان الأبناء يكتسبون وعياً بأساليب الصحة والتغذية وبالتالي يكون هنا دور المرأة في تربية أجيال مسلحين بالوعي وهو ما
سيكون له التأثير المباشر وغير المباشر في تعاملهم مع البيئة، وبناءً على ما ذكرناه يتبين لنا ذلك الدور الأساسي والمهم للمرأة في
الحفاظ على البيئة السليمة وحماية أفراد الأسرة و المجتمع ككل من الأضرار البيئية.

محب بلاده
2011-11-10, 12:53
دور المرأة في حماية البيئة



يشهد التاريخ للمرأة بالعديد من المواقف التي يتفوق فيها دورها عن دور الرجال تجاه البيئة‏..‏ ومنها الحركة التي قادتها المرأة في النيبال عام‏1906..‏ عندما ربطت النساء أنفسهن في الاشجار منعا لقطعها واستخدامها في الاغراض التجارية‏.‏ http://www.ahram.org.eg/images/px_wight.jpg http://www.ahram.org.eg/MediaFiles//mnw11_7_2_2010_27_12.jpg


لماذا الربط بين المرأة والبيئة؟ سؤال يجيب عليه الباحث ـ محمد فتحي محمد سيد ـ في دراسة اجراها بالتعاون مع الجمعية المصرية للتنمية البشرية والبيئية لمركز ومدينة القناطر الخيرية بعنوان من أجل بيئة نظيفة والمحافظة عليها‏,‏ مؤكدا أن كثيرا من السياسات التي تتخذ في الدول ثبت أن لها تأثيرا مميزا علي المرأة عن الرجل‏,‏ فهي صاحب العلاقة الأقوي مع البيئة ومواردها وهي التي تربي الأجيال وبالتالي هي التي تنمي فيهم الاحساس بالمسئولية تجاه البيئة‏,‏ كما تتحمل المرأة مسئولية إدارة البيت مما يجعل لها شأنا في مواجهة التلوث المنزلي وفي اختيار السكن المناسب بيئيا‏,‏ كما تقوم المرأة دائما باختيار المناسب لاسرتها من السلع الغذائية والأدوية والملابس‏,‏ وبإمكانها هنا اختيار السلع الصديقة للبيئة‏..‏ اما المرأة الريفية التي تفلح الأرض وتزرع المحاصيل وترعي الحيوانات‏..‏ فهي أكثر أفراد المجتمع احساسا بالمشاكل البيئية بدءا من تدهور التربة الزراعية والجفاف وتلوث المياه والهواء والامراض ومن ثم فإن هناك ضرورة لتعزيز دورها البيئي‏,‏ إذ إن إشراكها في نشاطات حماية البيئة يسهم في حل العديد من المشاكل البيئية‏..‏ وعندما نقوم بتوعية المرأة ودعوتها للمساهمة في حماية البيئة فاننا في الوقت ذاته نكون قد قمنا بنشر هذا الوعي لدي جميع أفراد الأسرة وذلك لارتباطها القوي بأسرتها‏.‏
ويوصي الباحث المرأة بالاستمرار في حفاظها علي البيئة بزرع حب قيم الجمال والطبيعة في نفوس أطفالها منذ الصغر‏..‏ وأن تكون قدوة لأبنائها في الحفاظ علي الماء من الهدر خلال استخدامه في مختلف الأغراض‏,‏ وأن تراقب استهلاك الطاقة في المنزل مثل المصابيح والأجهزة الكهربائية‏,‏ وأن تعلم أطفالها كيفية غرس نبتة والاهتمام بها‏.‏
كما تستطيع المرأة المعلمة توجيه التلاميذ للإحساس بالبيئة والمحافظة عليها من خلال الأنشطة المدرسية وتستطيع المرأة الريفية تدوير المخلفات من بقايا الطعام كعلف حيواني وإنتاج أنواع من السماد‏.‏
والمرأة بصفة عامة تستطيع أن تكون قدوة لابنائها اذا ما نقلت القمامة من المنزل وألقتها في الحاويات المخصصة لذلك‏.‏

fany ben
2011-11-10, 15:13
اسم العضو :fany ben
الطلب :مكانة الدول النامية في النظام الاقتصادي العالمي
المستوى :2eme année sc politique
svppp j'ai besoin d'aide svvvp
c'est pour le 12/11/2011
merci

طيبة القلب
2011-11-10, 18:08
ارجووووووووك اخي اريد بحث بعنووان قروض الاستثمار في اقرب وقت ممكن ربي يحفظك
المستوى ثانية علوم اقتصادية تسير وعلوم تجارية
جزاك الله كل خير

المهندس الجزائري
2011-11-10, 18:23
ارجووووووووووو منك المساعدة بخصوص بحثي : انهيار نظام الذهب واسباب فشله مستوى سنة الثانية علوم اقتصادية
ارجو الاجابة في أقرب وقت
جزاك الله خير و مشكور اخي الكريم على مجهوداتك

ssousou
2011-11-10, 18:29
الطلب : بحث حول سياسة الموازنة في الجزائر بالمراجع اذا امكن
المستوى : ثانية جاميعي علوم تجارية
الاجل : 3 ايام
جزاك الله كل خير
شكرا

بلبل 14
2011-11-10, 19:05
سلام
اريد بحث حول النظام الاشتراكي الاقتصادي
السنة الاولى علوم اقتصادية lmd
اريده الاثنين 14 /11/2011
شكرا

الباديسي
2011-11-10, 20:04
مشكووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووو ر

محب بلاده
2011-11-10, 21:43
سلام
اريد بحث حول النظام الاشتراكي الاقتصادي
السنة الاولى علوم اقتصادية lmd
اريده الاثنين 14 /11/2011
شكرا



النظام الاقتصادي الاشتراكي

1. مفهوم النظام الاقتصادي الاشتراكي ونشأته

تعريف النظام الاقتصادي الاشتراكي

يطلق لفظ الاشتراكية Socialism للتعبير عن الكثير من المعاني المختلفة،
فأحياناً يطلق على مجرد تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي، وبذلك تكون
الاشتراكية نقيضاً لسياسة الحرية الاقتصادية. كما يطلق، أحياناً، للتعبير عن
تدخل الدولة في حياة العمال، والطبقات الفقيرة، بهدف سن التشريعات
الاجتماعية، والاقتصادية، التي تخفف معاناتهم، وتمنحهم بعض المزايا.
إلا أن الاشتراكية، من الناحية العلمية، تعني النظام الذي تؤول فيه ملكية
مواد الإنتاج، والأراضي، والآلات، والمصانع للدولة. بمعنى آخر، فإن
الاشتراكية، على خلاف ما تقتضيه الرأسمالية، تقوم على الملكية الجماعية
لعناصر الإنتاج المختلفة.
أخذت الاشتراكية، في الفكر الاقتصادي والتطبيق الفعلي، صورتين، صورة
الاشتراكية الخيالية، وصورة الاشتراكية الماركسية نسبة إلى كارل ماركس. فقبل
ظهور الاشتراكية الماركسية، كان المنادون بالاشتراكية يحاولون تصوير عالم
خيالي، تسود فيه مبادئ الاشتراكية الخيالية، وتنعدم فيه مساوئ النظم
الاجتماعية، والاقتصادية، السائدة، محاولين إقناع الأفراد، والحكومات،
بالمشاركة في إقامة هذا العالم الخيالي. وكان اعتمادهم، في ذلك، على التأثير
العاطفي المصحوب بسردٍ للمساوئ الاجتماعية، والاقتصادية، التي كانت سائدة في
تلك الفترة. ومن هذا المنطلق فإن الاشتراكية الخيالية لم تكن ذات أساس علمي
تحليلي، وإنما كانت مجرد تخيلات وأحلام، ليس لها أساس علمي. أما الصورة
الثانية من صور الاشتراكية فكانت الاشتراكية الماركسية، أو الاشتراكية
العلمية، التي حاول كارل ماركس بناءها على أساس علمي، محاولة لتميزها عن
الاشتراكية الخيالية، ولدحض حجج الرأسمالية، التي اعتمدت المنهج العلمي أداة
رئيسية في تحليلها للقضايا الاقتصادية المختلفة.


2. الجذور التاريخية للمذهب الاشتراكي

يرجع الكثير من مؤرخي الفكر الاقتصادي المذهب الاشتراكي إلى الفيلسوف
اليوناني أفلاطون، الذي صوّر في كتابه (الجمهورية) مجتمعاً مثالياً يعيش فيه
الناس حياة ملؤها السعادة، والحرية، والعدالة. وقد بنى أفلاطون هذا المجتمع
على ثلاث فئات من الناس هي:
الفئة الأولى: فئة الصناع، الذين يبنون المنازل، وينتجون الطعام، والملابس.
الفئة الثانية: فئة المحاربين، الذين يدافعون عن الوطن ضد العدوان الخارجي.
الفئة الثالثة: فئة الحكام الفلاسفة، الذين يتم اختيارهم بكل عناية ودقة،
ويحرم عليهم كل أنواع الملكية الخاصة، حتى ينصرفوا إلى رعاية حكمهم وإقامة
العدل بين الناس.
وقد كان أفلاطون يهدف، من وراء ذلك، إلى تصوير مدينة مثالية، يعيش فيها
الناس سعداء متحابين، وتزول منها كل صور الظلم الاجتماعي، والسياسي،
والاقتصادي. ورغم أن أفكاره ظلت أفكاراً خيالية بعيدة عن التطبيق الواقعي،
إلا أنها ظلت حاضرة في أذهان الكثير من الفلاسفة والمفكرين. فمنذ عهد
أفلاطون، لم يمر جيل إلا ويظهر فيه مفكر، أو فيلسوف، يحاول مقاومة مساوئ نظام
الملكية الخاصة، عن طريق تصوير مجتمع خيالي تنعدم فيه الملكية الخاصة، ويعيش
فيه الناس أحراراً من كل القيود المادية والمعنوية. فقد أفضت القرون، التي
فصلت بين عهد أفلاطون، وعصر الإصلاح الديني بالكثير من الأفكار التي تدعو
للمساواة، والملكية العامة للمجتمع، وغير ذلك من الأفكار، التي تدعو للعدالة
الاجتماعية لأكبر عدد ممكن من المواطنين. وقد تبنى هذه الأفكار الكثير من
الفلاسفة، والشعراء، والقساوسة، اعتقاداً منهم بأن شيوعية المجتمع هي الحالة
الطبيعية، وأن القانون الوضعي، الذي أوجد عدم المساواة والملكية الخاصة،
والفروق الطبقية بين الناس، ليس هو التفسير السليم لقانون السماء.
أما في عصر الإصلاح الديني، في أوربا، في القرن السادس عشر، فقد أثار
مارتن لوثر الشكوك حول الملكية الخاصة، وعدّها من السيئات التي يجب أن يتخلص
منها المجتمع. إلا أن هذه الآراء ظلت محبوسة في الإطار التخيلي، بعيدة عن
التطبيق على أرض الواقع، خاصة في ظل النفوذ القوي، الذي كان يتمتع به الملوك
والأمراء. واستمر الحال على هذا المنوال، حتى وضع كارل ماركس أساس الاشتراكية
العلمية، التي كانت تهدف إلى تقويض مبادئ الرأسمالية، وساندها في ذلك التفاوت
الطبقي، والاضطهاد الكبير، الذي عانته طبقة العمال، في الدول الأوربية، خلال
القرن التاسع عشر. وقد أخذت الاشتراكية صوراً مختلفة حيث راوحت بين
الاشتراكية الخيالية، والاشتراكية الإصلاحية، مروراً بالاشتراكية الماركسية
أو العلمية. ومما لاشك فيه أن إسهام مفكري هذا المذهب قد أثرى الفكر
الاقتصادي، وساعد في تطوره، خاصة أنها قد أخذت على عاتقها البحث عن نواقص
النظام الرأسمالي وعيوبه.


3. عيوب النظام الاقتصادي الاشتراكي

من الصعب أن يخلو نظام اقتصادي من العيوب، ومهما نجح هذا النظام في
علاج عيوب ما قبله من نظم، إلا أن هناك بعض العيوب التي تشوب هذا النظام ومن
أهمها:
عدم وجود الحافز القومي لضمان مزيد من تشجيع العمال على الإنتاج، وبالتالي
إمكانية حدوث نوع من التراخي من جانب بعض المسؤولين عن إدارة أمور المشروع
في ظل النظام الاشتراكي، وكذلك ضرورة توفير جهاز إداري ورقابي ضخم، لأن
الدولة هي المسؤول عن المشروعات في ظل النظام الاشتراكي، ويؤدى ذلك إلى
زيادة تكاليف الإنتاج من خلال وجود مزيد من الإجراءات الروتينية وتعطيل
العمل داخل الجهاز الإداري للدولة.
عدم كفاءة أسلوب التخطيط المركزي لإدارة الاقتصاد القومي، فقد أثبتت
التجربة والواقع انه رغم المزايا المتعددة التي يحققها التخطيط الاقتصادي،
إلا أنه يحتوي على عيوب متعددة أهمها: أن السلطات التي تتولى التخطيط قد لا
تملك المعلومات الكافية اللازمة للتخطيط على النحو الأكمل، فضلاً عن أن
الواقع قد اثبت أن التخطيط يجر معه ذيولاً من البيروقراطية الخانقة، ويمهد
لسيطرة الحزب الواحد في السلطة. كذلك فإن التخطيط كان يتم كثيراً على حساب
فعالية الإنتاج القومي وكفاءته والسلوك الاقتصادي القويم.
ومن العيوب كذلك عدم وجود الحافز لاستخدام وسائل إنتاجية حديثة؛ الأمر الذي
أدى ذلك إلى تخلف المعدات والآلات المستخدمة في العمليات الإنتاجية وما
لذلك من آثار سلبية على جودة الإنتاج، وكذلك عدم الخبرة الكافية في مجال
العلاقات التجارية الخارجية. كذلك ضعف جودة السلع التي تنتجها الدول
الاشتراكية مقارنة بالدول الرأسمالية الصناعية. وبإحلال الملكية الجماعية
والتخطيط الاقتصادي الشامل، فإن أفكاراً مثل المنافسة وقوى العرض والطلب
وجهاز الأثمان لتوجيه الموارد وحافز الربح الشخصي لا تجد لها مكاناً في
الاقتصاد الاشتراكي. فبدلاً من المنافسة بين المشروعات يكون هناك التنسيق
المتكامل بينها. ويتم تخطيط المشروعات وتنفيذها وتوجيه الموارد في المجتمع
عموماً، وفقاً لأهداف عينية مادية وليس نقدية، ويكون الهدف تحقيق الإنتاج
وإنجازه، وليس الربح الشخصي. نخلص من هذا أن للنظام الرأسمالي مزاياه
وعيوبه، كما أن للنظام الاشتراكي مزاياه وعيوبه.

4. الحزب الشيوعي في روسيا، البداية والنهاية

في مارس عام 1898، انعقد المؤتمر الأول لحزب العمال الاشتراكي
الديمقراطي الروسي، الذي أصبح فيما بعد الحزب الشيوعي، وقد تكون هذا المؤتمر،
من 9 مندوبين فقط يمثلون أربعة اتحادات عمالية، وعمال إحدى الصحف، وعصبة
اليهود الاشتراكية الديمقراطية. وقد اجتمع هؤلاء المندوبون التسعة في مدينة
منسك في الأيام الثلاثة الأولى من مارس، واعتبروا أنفسهم حزباً، ودعوا إلى
الإطاحة بحكم آل رومانوف، ثم عادوا إلى منازلهم حيث اعتقل ثمانية منهم على
الفور. وقد تمكن خلفاؤهم بعد أقل من 22 عاماً من الإطاحة بالحكومة الروسية،
معتمدين في ذلك على عبقرية رجل لم يكن من بين هؤلاء التسعة، ولم يحضر اجتماع
منسك الشهير، هو فلاديمير أوليانوف، الذي سمى نفسه (لينين) كما اختار لنفسه
أيضاً أسماء مختلفة، في أوقات متعددة.
ولد لينين لأب كان مدرساً، عالي الثقافة، إلا أنه طرد من المدرسة بسبب
اشتراكه في أعمال الاحتجاج الطلابية. وبينما كان لينين يتعلم في بيته، اكتشف
أعمال كارل ماركس، التي تبشر بانهيار الرأسمالية، وسقوط إمبراطورياتها، ورغم
أن لينين قد حصل على ليسانس في القانون، إلا أن ولعه بالماركسية قاده إلى
سويسرا، التي نشأت في أحضانها الماركسية الروسية، حيث التقى بليخانوف. وبعد
عودة لينين إلى روسيا، تم اعتقاله، ومحاكمته، والحكم عليه بالسجن في سيبريا،
ولذلك فقد كان لينين بعيدا حينما ولد حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي في
منسك عام 1898م. وفي عام 1900م هرب من سيبريا، وجمع قواه مع بليخانوف مرة
أخرى، وأسس في ميونخ جريدة بعنوان الشرارة، كانت بعثاً جديد لحزب العمال
الاشتراكي الديمقراطي الروسي. وكانت جريدة لينين. وفي عام 1903م عقد مؤتمر
جديد لحزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي.
وأطلق لينين على حزبه اسم (طليعة الطبقة العاملة ومنقذها). وبعد العديد
من المناقشات، والمناوشات، والانشقاقات انقسم الحزب إلى جزأين، هما:
(البلاشفة) أي الأغلبية، و(المناشفة)، أي الأقلية. وكان هذا الانقسام تعبيراً
عن الاختلاف في الإستراتيجية الثورية لكلا الطرفين. وانحاز لينين إلى
البلاشفة، بينما انضم بليخانوف إلى المناشفة وإن ظل الطرفان ينتميان إلى حزب
واحد هو حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي.
وقد خاض البلاشفة والمناشفة كل بطريقته حرباً ثورية، طويلة، ضد حكم آل
رومانوف القيصري. وحينما اندلعت ثورة عام 1905م قاد تروتسكي ـ وهو أحد
المناشفة البارزين ـ أول تنظيم سوفيتي عمالي في مدينة سان بطرسبورج. وبعد سحق
هذه الثورة ونفي تروتسكي إلى سيبريا، إلا أنه سرعان ما هرب إلى الخارج.
وفي عام 1912م كان لينين وجماعته قد قويت شوكتهم، وتمكنوا من طرد
المناشفة خارج الحزب. وقامت الحرب العالمية الأولى وبسبب مظالم آل رومانوف،
وفسادهم، ثم هزيمتهم أمام جحافل الجيوش الألمانية، ثارت ضدهم الجماهير،
وأسقطت حكم القيصر نيقولا الثاني في مارس عام 1917م. وفي هذا المناخ الثوري
ظهر لينين وأطلق صيحته الشهيرة:
(إن الجماهير تريد الأرض والخبز ولكن الحكومة الثورية التي خلفت القيصر
لا تحقق لها هذه المطالب ولذلك فلابد أن يقاتل البلاشفة من أجل الثورة
الاشتراكية)
وكانت هذه الظروف الثورية في صالح البلاشفة، الذين أصبحوا يعدون بمئات
الألوف. وقد حدث في ذلك الحين أن ترك تروتسكي صفوف المناشفة لينضم إلى بلاشفة
لينين. ودعا البلاشفة إلى ثورة مسلحة لإطاحة حكومة كيرنسكي، الثورية وفي 8
نوفمبر عام 1917م تمكنوا من الانتصار، وشكلوا الحكومة وحدهم برئاسة لينين،
وعين ترويسكي وزيراً للخارجية في هذه الحكومة.
في العام نفسه أجريت انتخابات الجمعية التأسيسية، ففاز البلاشفة بنسبة
25% فقط من مجموع الأصوات بينما فازت الأحزاب الاشتراكية المعتدلة الأخرى
بنسبة 62% من الأصوات، أما النسبة المتبقية وهي 13% فقد فازت بها الأحزاب
البورجوازية. وبعد أول اجتماع عقدته الجمعية التأسيسية، قرر لينين حلها كما
قرر حظر نشاط جميع الأحزاب باستثناء حزبه البلشفي، الذي أطلق عليه اسم (الحزب
الشيوعي السوفييتي) وفرض لينين هذا الحظر بالقوة، وأعمال العنف، والاغتيالات
ضد زعماء هذه الأحزاب وكوادرها، دون تفرقة بين الاشتراكيين والبورجوازيين.
وتم ذلك كله تحت شعار (مطاردة منظمات الثورة المضادة).
وفي عام 1919م عقد الحزب الشيوعي السوفيتي مؤتمره الثاني، الذي أعطى
الحزب الهيمنة المطلقة على كل شئ في الاتحاد السوفيتي، ورغم أن تروتسكي كان
قد عقد (صلح برست ليتوفسك) مع الألمان، إلا أن ثمن هذا الصلح كان باهظاً، حيث
تضمن فصل بولندا، وجمهوريات البلطيق وكذلك أوكرانيا عن روسيا السوفييتية.
وتدخلت إنجلترا، وفرنسا، واليابان، والولايات المتحدة، لمحاولة إسقاط السلطة
السوفييتية، دون جدوى، وتم جلاء قوات البلدان الأربعة فيما بعد عن الأراضي
السوفيتية. وأقبل السوفييت على تأميم كل الاقتصاد السوفيتي في الصناعة،
والزراعة، وإلغاء كل مظاهر الملكية الخاصة تقريباً. وفي عام 1920م شعر
السوفيت بالمأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه، حيث انخفض الإنتاج بنسب واضحة. وفي
عام 1921م قتلت المجاعة الملايين من أبناء الشعوب. وأمام هذه الكارثة، تراجع
لينين عن التأميم الكامل لوسائل الإنتاج، واتبع ما سماه باسم (السياسة
الاقتصادية الجديدة)، وأعاد الملكية الخاصة في كثير من القطاعات الإنتاجية.
وأصيب لينين بأزمة قلبية وظلت صحته في تدهور حتى توفي عام 1924 عن 53 عاماً
فقط.
وقد ترك لينين الحزب الشيوعي السوفيتي وهو منقسم بشأن السياسة
الاقتصادية الجديدة، التي كان تروتسكي وغيره ينتقدونها، باعتبارها عودة إلى
الرأسمالية. وكان تروتسكي الوريث الطبيعي للينين، ولكن آلة الحزب كلها كانت
في يد السكرتير العام، جوزيف ستالين، الذي كان قد اكتسب أهميته النضالية، من
تدبيره وتنفيذه لعدة سرقات مسلحة، من أجل تمويل الحزب، أثناء الكفاح ضد
القيصرية.
وقد طالب لينين في وصيته خلفاءه تنحية ستالين، ولكن ستالين استطاع أن
يسرق السلطة من الجميع، بمساعدة اثنين من رفاق لينين الكبار، هما "كاسينيف"
و"زينوفيف". ثم انقلب ستالين عليهما، هما الآخران، بعد ذلك، وتحالف مع كل من
"بوخارين" و"ريكوف"، وهما من الشيوعيين المحافظين. وفي عام 1936م أصبح ستالين
قيصر روسيا الذي لا ينازع.
وطوال هذه الفترة، ظل الحزب الشيوعي حزب أقلية، حيث لم يكن عدد أعضائه
يتجاوز عشرة في المائة من الناخبين الروس. وقد عطل ستالين الحزب كله، حيث لم
يعقد مؤتمر للحزب خلال الفترمن من 1929 إلى 1952م، وفضّل أن يدير الأمور
بنفسه. وفي عام 1953م توفي ستالين، وخلفه في أمانة الحزب الشيوعي نيكيتا
خروشوف، الذي حاول تصحيح سياسات ستالين، إلا أن حركات التمرد ضد الشيوعيين في
كل من بولندا، والمجر، في عام 1956م، اضطرته إلى التخلي عن سياسته الجديدة،
والعودة إلى النظام القديم.
وفي عام 1964م، أطيح خروشوف، وخلفه ليونيد بريجينيف، الذي قمع ثورة
تشيكوسلوفاكيا في عام 1968م، وغزا أفغانستان عام 1979م، ووضع دستوراً أشد
تطرفاً في عام 1977م ينص على أن الحزب الشيوعي هو القوة القائدة والمرشدة
للمجتمع السوفيتي. واستمر الحال في الاتحاد السوفيتي حتى جاء ميخائيل
جورباتشوف، رئيساً للاتحاد السوفييتي في عام 1985، وأعلن سياسة
البيريسترويكا. وتعني هذه السياسة إجراء الإصلاحات الاقتصادية، وفقاً للخيار
الاشتراكي، أي أنها لا تعني التحول نحو النظام الرأسمالي، كما يعتقد البعض.
وفي هذا الخصوص يقول جورباتشوف: "إننا نقوم بإصلاحاتنا وفقاً للخيار
الاشتراكي، ونحن نبحث داخل الاشتراكية، وليس خارجها، عن إجابات لكل الأسئلة
المطروحة، ونحن نقوّم نجاحاتنا وأخطاءنا على السواء، بمعايير اشتراكية،
والذين يأملون بأننا سنبتعد عن الطريق الاشتراكي سيصابون بخيبة أمل كبيرة.
ولهذا السبب فإن كل قسم من برنامج البيريسترويكا يرتكز على مبدأ مزيد من
الاشتراكية، ومزيد من الديموقراطية. إن الاشتراكية نظاماً اجتماعياً فنياً
وبصفتها طريقة للحياة، تملك إمكانيات ضخمة للتطور الذاتي، والإتقان الذاتي،
وعلينا أن نكشف عنها، وتملك إمكانيات ضخمة، كذلك، لحل المشكلات الرئيسية
للتقدم العلمي، والتكنولوجي، والاقتصادي، والثقافي، والفكري، للمجتمع
المعاصر، ولتطوير الإنسان الفرد، وهذا ما يشير إليه الطريق، الذي اختارته
بلادنا منذ أكتوبر 1917م، الطريق، الذي كان مليئاً بصعوبات عديدة، وأحداث
فاجعة، وعمل مجهد، كما كان مليئاً في الوقت نفسه بانتصارات وإنجازات عظيمة".
ونتيجة لهذا الإيمان العميق بقدرة الاشتراكية، بصفتها نظاماً، على
إصلاح الخلل الاقتصادي، والاجتماعي، الذي كان يعانيه الاتحاد السوفيتي، فقد
فضل الرئيس السوفيتي جورباتشوف خطة الاقتصادي السوفييتي "ستانيسلاف شاتالين"،
التي كانت تقوم على مبدأ السلطة الاقتصادية للشعب وتتضمن تحويل أكثر من ثلاثة
أرباع الاقتصاد السوفيتي إلى القطاع الخاص، وتحويل الشركات الكبرى إلى شركات
مساهمة، وبيع المنشآت الصغيرة إلى القطاع الخاص والسماح للمزارعين بالإنسحاب
من المزارع الجماعية، التي سيتم تفكيكها، وتسليم قطعة من الأرض وقدر من رأس
المال، لكل مزارع، دعماً للمبادرات الفردية.
وفي 19 أكتوبر عام 1990م حظي الرئيس السوفييتي بموافقة مجلس السوفيت
الأعلى على خطته الاقتصادية، التي تتضمن خطة شاتالين، وترمي إلى التحول من
أسلوب التخطيط المركزي القديم، إلى الاقتصاد الحر، مؤكداً أن ذلك ليس خروجاً
على الاشتراكية، ولكنه في الواقع تقوية لها. وقد كانت هذه الخطة تسعى إلى خفض
عجز الموازنة، وخفض الإنفاق العام، وزيادة إنتاج السلع الاستهلاكية، وزيادة
الإنتاج الزراعي فضلاً عن رفع الأسعار بنسبة 70%.
ورغم القوة النظامية، التي كانت تتمتع بها هذه الخطة، إلا أن رياح
التغيير التي شهدها العالم الاشتراكي لم تتح الفرصة لتحقيق التطبيق الكامل
للخطة. فقد انتعشت القوميات، والعرقيات، وأخذت تسعى إلى الاستقلال. وانتهى
الأمر مع بزوغ فجر عام 1992م إلى تحول الإمبراطورية السوفيتية إلى خمس عشرة
جمهورية مستقلة على رأسها جمهورية روسيا.

5. صور أخرى من التحول عن الاشتراكية
لقد أعطى جورباتشوف الضوء الأخضر، لجماهير أوربا الشرقية، التي خرجت في
حشود ضخمة تؤيد ما يطالب به من إصلاح للنظام السياسي والاقتصادي في المجتمع
الشيوعي. أما ما كان يحدث في حكومات أوربا الشرقية فهو ـ طبقا لمبدأ
جورباتشوف ـ أمر يخص سيادة كل دولة. وفيما يلي التطورات الهامة في الخريطة
السياسية لأوربا الشرقية:
في بولندا
أطاحت حركة (تضامن) بالحكومة الشيوعية، وحكمت البلاد عناصر غير شيوعية
لأول مرة، وأصبح الحزب الشيوعي هامشياً.
في المجر
تم حل الحزب الشيوعي المجري، وقيام حزب اشتراكي ديمقراطي خلفاً له،
يؤمن بالتعددية الحزبية، وبالديمقراطية، وتبنى قوانين السوق، كما أعيدت كتابة
الدستور وخرج إلى حيز الوجود بعض أحزاب المعارضة.
في تشيكوسلوفاكيا
خرجت الجماهير في مظاهرات ضخمة تنادى بالإصلاح، واختفى وجه الزعيم
الشيوعي التشيكى ميلوس جاكيس، الذي كان قد وافق عام 1968 على الغزو السوفيتي
للعاصمة براغ بعد إطاحة دوبتشيك. ودعا فاتسلاف هاقل، رئيس تشيكوسلوفاكيا
الجديد، إلى محو كل آثار النظام الشيوعي السابق في البلاد، الذي كان استمر 44
عاماً، وتعهد بإقامة دولة جديدة تحترم فيها حقوق الإنسان.
في رومانيا
خرجت جماهير الشعب في مظاهرات تطالب بالإصلاح، وانتهت بإعدام الرئيس
شاوشيسكو بعد مصادمات عنيفة مع حرسه الخاص، بعد اتهامه بالخيانة، ونهب أموال
الدولة. وفي يوليو 1990م، وافق برلمان رومانيا من حيث المبدأ على خطة تعدّ
اللبنة الأولى نحو التحول إلى نظام الاقتصاد الحر. وقد نصت الخطة على توزيع
نسبة عشرين في المائة من القيمة التقديرية للصناعات المملوكة للدولة، على
الشعب، على أن يتم هذا التوزيع في صورة سندات، أو صكوك تطرح للتداول في سوق
للأوراق المالية، يتم تشكيلها في حينه.
في بلغاريا
استقال أقوى وأصلب رجال الحكم في صوفيا الرئيس، تيدور جينيكوف، بعد أن
تولى رياسة الحزب والدولة زهاء 35 عاماً، وقد بدأت رياح التغيير تعصف بالنظام
الشيوعي هناك.
في ألمانيا الشرقية
انتهت الأزمة، التي أحاطت بها، إلى الاستسلام للدعوة إلى التطور
والديموقراطية، فاستقال الرئيس هونيكر الشيوعي المتشدد، من جميع مناصبه،
واختارت اللجنة المركزية للحزب إيجون كرينتس خلفاً له. وكان لابد من هذه
التوجهات المستجدة على المسرح السياسي رغم عناد ومعارضة هونيكر لأي إصلاح، إذ
لم تكتف الجماهير بالتظاهر، والمناداة بالحرية. هذا في الوقت الذي كان فيه
ألوف الألمان الشرقيين يغادرون بلدهم، هرباً إلى ألمانيا الغربية عن طريق
المجر، أو تشيكوسلوفكيا، أو بولندا أو غيرها من المنافذ. كما تهاوى جدار
برلين، وعاد شعب ألمانيا الشرقية ليعيش خلف ما تبقى من هذا الجدار. ورغم ما
يقال عن أن فترة حكم إيجون كرينتس كانت مرحلة انتقالية، إلا أنه أمام التيار
الجارف اضطر إلى الاعتراف بأن ألمانيا الشرقية لا يمكن أن تعيش بمعزل عن
التغيير الذي يجتاح أوربا، وأن بيريسترويكا جورباتشوف ضرورية لمواجهه الموقف.
وفي مساء 30 يونيه 1990م جاء الإعلان عن دمج النظامين الاقتصاديين في
دولتي ألمانيا الغربية وألمانيا الشرقية، بعد أن قررت الأخيرة جعل المارك
الألماني الغربي العملة الرسمية فيها، واتباع نظام اقتصاد السوق الحرة. وقد
تمت فعلاً هذه الوحدة الاقتصادية بين الدولتين في أول يوليو 1990م، لتكون
خطوة تاريخية، على طريق التوحيد السياسي الشامل للألمانيتين. وفي 31 أغسطس
1990م تم التوقيع المبدئي على معاهدة توحيد شطري ألمانيا، في مدينة برلين
الشرقية، بعد التوصل إلى تسوية آخر العقبات أمام هذه الوحدة. وتحدد المعاهدة
الشروط القانونية لتوحيد شطري ألمانيا.



منقول من موقع وهذا رابطه بتاعهhttp://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Ektesad8/Rasmaliah/sec04.doc_cvt.htm
(http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Ektesad8/Rasmaliah/sec04.doc_cvt.htm)

محب بلاده
2011-11-10, 21:48
الطلب : بحث حول سياسة الموازنة في الجزائر بالمراجع اذا امكن
المستوى : ثانية جاميعي علوم تجارية
الاجل : 3 ايام
جزاك الله كل خير
شكرا




تحليل الموازنة العامة في ظل الإصلاحات
دراسة حالة الجزائر







تمهيد :



إن تطور دور الدول في المجتمعات الحديثة , خاصة منه الدور الاقتصادي أدى الى الأهمية البالغة التي تعطى للموازنة العامة باعتبارها أداة هامة و مؤثرة في عملية التنمية الاقتصادية و الاجتماعية ومن هذا المنطلق سنحاول التطرق الى :



1– نشأة و تطور موازنة الدولة :



لم تنشأ الموازنة بمفهومها العلمي الراهن , الا بعد نشوة فحين كان المجتمع يعيش حياة قبلية بدائية , لم يكن ثمة حاجة للموازنة و بعد أن انتظم المجتمع بشكله الحديث في شكل دولة تقوم على رأسها حكومة تسير أمورها العادية من خلال صرف مجموعة النفقات , و التفكير في احضار مجموعة الايرادات و العمل على الموازنة .

يعتقد أن الرومان هم أول من اضطر الى تنظيم واردات الدولة و نفقاتها في اطار الموازنة العامة , نظرا لاتساع رقعة الامبراطورية , و يقال أن الموازنة الرومانية كانت توضع حينذاك لمدة 5 سنوات .



أما في القرن 17 فقد تسلم البرلمان الانجليزي الصلاحيات المالية المتعلقة بالضرائب و انفاقها , عندئذ تبلورت فكرة الموازنة بمعناها العلمي الحديث , فانتقلت أمانة الملتقى الوطني الأول حول الاقتصاد الجزائري في الألفية الثالثة , جامعة سعد دحلب البليدة 09000



من بريطانيا الى سائر الدول و كانت فرنسا الدولة الأولى التي اقتبست فكرة الموازنة , كما كانت الدولة الأولى التي أدخلت عليها كثيرا من التحسينات على اثر الثورة الفرنسية سنة 1789 , ومن التحسينات الهامة التي أدخلتها على الموازنة أن السلطة التشريعية أصبحت لا تكفي لمناقشة الواردات و النفقات و تصديقها و الاذن لها , بل أصبح بحق لها مصادقة استعمال الأموال العمومية من قبل السلطة التنفيذية .



1– تعريف الموازنة العامة : يمكن تعريف الموازنة العامة من خلال الأتي :



1 - يرى الدكتور قحطاب بالسيوفي في كتابه بأن الموازنة العامة هو صك تعدد السلطة التنفيذية , يتضمن تقديرات مفصلة لنفقات الدولة التي تلتزم القيام بها و لمواردها اللازمة لتمويل هذه النفقات , حيث يعرض على السلطة التشريعية مناقشة ما تراه مناسبا منه في صيغة قانونية , يسمح بموجبها للسلطة التنفيذية القيام بمهامها الجبائية و الانفاق خلال فترة زمنية محدودة .



2 – كما يعرفها المفكر باسل في كتابة ميزانية الدولة على أنها عبارة عن أداة من خلالها تقوم الحكومة باقتطاع و توزيع جزء من الثروة المنشأة الاقتصاد بغية تحقيق سياستها الاقتصادية و الاجتماعية .

بينما تعرفها بعض التشريعية القانونية على النحو التالي :



1 – القانون الفرنسي :



الموازنة هي الصيغة التشريعية التي تقدر بموجبها أعباء الدولة و ابراداتها و يؤذن بها , و يقررها البرلمان في قانون الميزانية الذي يعبر عن أهداف الحكومة الاقتصادية و المالية للمرسوم الصادر في جوان 1956 .

2 – القانون البلجيكي :

يعرفها على أساس أنها بيان الواردات و النفقات العامة خلال الدورة المالية .



3 – القانون اللبناني :



يعرفها القانون اللبناني من خلال المحاسبة العمومية بأنها صك تشريعي تقدر فيه نفقات الدولة و ابراداتها عن سنة مقبلة , حيث تجار بموجبة الجباية و الإنفاق , المرسوم الصادر بتاريخ 13 / 12 / 1963 .

4 - القانون الجزائري :



تتشكل الموازنة العامة للدولة من الإيرادات و النفقات المحددة سنويا كموجب قانون و الموزعة و فقا للأحكام التشريعية المعمول بها , المادة 6 من قانون المالية سنة 1984 .



إن دورة الموازنة تعني جملة الإجراءات و المعاملات الفنية , الاقتصادية , و السياسية بالتدفقات النقدية للموارد و النفقات ذات الطابع الدوري , ذلك أنها تتمثل في عدد من المراحل المتصلة و المكررة , و التي تتميز كل منها بمشاكلها الخاصة بدءا من مرحلة التحضير و إعداد الموازنة إلى الاعتماد , ثم تنفيذها , و التي تستند إلى الرقابة كأخر مرحلة . ولكن مع اتساع وظائف الدولة و تضخيم نفقاتها , لم يعد مقبولا كما يراه العالم الفرنسي لوفنبرجر "Ioufenberger "



إن مبدأ الوحدة لم يتلاءم مع التطورات السياسية و الاقتصادية , و لهذا فقد أخذ مبدأ الموازنة مفهومها حديثا بوجود موازنة كاملة للدولة , و موازنات مستقلة , و أخرى استثنائية , و كذا ملحقة , ناهيك عن المباديء الأخرى التي لا تقل أهمية عن مبدأ الشمولية و عدم التخصيص , ثم التوازن .





11 – عجز الموازنة العامة :



تعتبر مشكلة عجز الموازنة العامة من المسائل و القضايا الجوهرية التي أثارت اهتمام الباحثين في دول العالم , فهي من المشكلات المالية التي المتميزة بتطويرها الذي يصيب كافة المجالات : الاجتماعية , السياسية و الاقتصادية في ظل تقلص المواد , و اتساع الحاجات .

وقد تعدت المشكلة كونها قضية تواجهها دول العالم الثالث , بل و حتى الدول الصناعية المتقدمة أصبحت تنظر إلى عجز الموازنة العامة كمشكلة حقيقية تتطلب تخطيطا دقيقا و جهدا كبيرا .



1 - مفهوم عجز الموازنة العامة :



يمثل العجز في الموازنة العامة الفارق السلبي. موازنة توسيعية من خلال زيادة المصروفات التي تؤدي بدورها إلى زيادة الطلب الكلي دون أن يرافقها زيادة في المداخيل .



2– أسباب عجز الموازنة العامة : يمكن تلخيص الأسباب الرئيسية فيما يلي :



- التوسيع في دور الدولة للإنفاق العام , و ذلك من خلال زيادة متطلبات و احتياجات المواطنين .

- ضعف النمو الاقتصادي و تقلص مداخيل الدولة .

- ارتفاع الضرائب غير المباشرة خاصة , وهو ما يؤدي الى ارتفاع الأسعار , و الذي ينتج عنه المطالبة برفع الأجور أي ضرورة تدعيم الدولة للأجور .

- ارتفاع الاقتطاعات على العائدات للعائلات يؤثر على القدرة الشرائية , و من ثم على ادخارهم , وبصفة عامة يمكن أن ندرج هذه الأسباب في سببين رئيسين هما :



أ - زيادة الإنفاق الحكومي.

ب - تقلص الموارد العامة .



3 - معالجة عجز الموازنة العامة :



لقد تطرقت دراسات عديدة لموضوع عجز الموازنة العامة , و كيفية مواجهتها , بإيجاد الطرق المثلى لتمويله و التعامل معه , و سنحاول أن نستعرض في هذا الجانب , التوجيهات الاقتصادية الحالية المعالجة لمشكلة عجز الموازنة العامة حسب الأسس الدولية و التطبيقات الحديثة.



فمن دول العالم من تنتهج برامج الإصلاح الذاتي لمعالجة المشكلة , و منها من تلجأ إلى المؤسسات المالية الدولية لتمويل عجزها و خاصة اللجوء إلى صندوق النقد الدولي , و مختلف المؤسسات المالية الدولية الأخرى.

3-1 برامج الإصلاح و التنمية الذاتية :



تنتهج كثيرا من دول العالم برامج الإصلاح الذاتية التي تعتمد على إجراءات و طرق علاجية, تختلف حسب طبيعة نظامها المالي و خصائص تهدف هذه البرامج إلى ترشيد النفقات العامة, وزيادة الإيرادات الضرورية بفرض الضرائب على جميع المجالات القابلة لذلك أي الإبقاء على دور الدولة واضحا في الاقتصاد بما يحقق التنمية الشاملة و التخطيط المحكم, و في إطار برامج الإصلاح الذاتي, و بغية علاج الجزء المتعلق بالموازنة العامة من النظام المالي تلجأ الدولة إلى إتباع أخذ السياسات التمويلية التالية:



3-1-1: سياسة التمويل الداخلي لتغطية العجز في الموازنة العامة:



تلجأ الدولة النامية إلى الاقتراض الداخلي عوضا عن طلب القروض من الأسواق العالمية في سبيل ذلك تصدر تلك الدول سندات الخزينة لتمويل العجز في الموازنة العامة , غير أن هذه السياسة قد تترتب عنها بعض الآثار السلبية كزيادة حجم الدين العام الداخلي عندما تكون أسعار الفائدة مرتفعة .



3-1-2 : ترشيد النفقات العامة :



وهو تطبيق عملي لأفضل كفاءة في توزيع الموارد , فهو يشمل بالضرورة الحد من الإسراف في كافة المجالات و الأخذ بمبدأ الإنفاق لأجل الحاجة الملحة لتحقيق النمو المطلوب في الاقتصاد الوطني .



3-1-3 : سياسة التمويل الخارجي لتغطية عجز الموازنة العامة :



يهدف هذا الإجراء إلى التأثير على ميزان المدفوعات بتعزيز رصيد احتياطي العملة الأجنبية المتحصل عليها من القروض , أو المحافظة على أسعار صرف العملة المحلية في حدود المعقول التي لا تؤدي إلى حدوث خلل في الموازنة العامة , نتيجة ارتفاع قيمة الدين العام الناتج عن انخفاض قيمة العملة المحلية . ويدخل في سياسة التمويل الخارجي لسندات الخزينة التي تستقطب الأموال الأجنبية و استخدام سياسة تشجيع الطلب الخارجي و تنشيطه من خلال تشجيع الصادرات في الوقت نفسه , و هو ما يحقق نتائج فورية , كبيرة , و يقلل من عجز الموازنة العامة , و من الملاحظ أن مثل هذا الإجراء لسياسة التمويل الخارجي , تنتهجه الدول الصناعية و لا يمكن في كثير من الأحيان أن يستخدم بنجاح . في الدول النامية , لأن العبء الذي تستحمله هذه الدول في سداد تلك القروض على المدى البعيد , سيفوق حجم العائدات من هذه القروض .



- 4 برامج الإصلاح و اللجوء إلى المؤسسات الدولية :



-4-1 صندوق النقد الدولي و إشكالية التمويل :



يشترط صندوق النقد الدولي لعلاج مشكلة عجز الموازنة العامة , تدعيم مجموعة من السياسات الموجهة إلى القطاع المالي , وهو ما تعمل به الدول الراغبة في الاستفادة من برامجه , و ذلك بتطبيق جملة من التدابير المالية و تعديل سياستها القائمة , وهو النشاط الضروري قبل الحصول على الدعم المالي كجزء من عملية التكييف الذي يهدف إليه الصندوق , و يشمل جملة التدابير الخاصة بجوانب المصروفات , ينبغي اتخاذ الاجراءات اللازمة لضبط الانفاق بما يقلل عجز الموازنة العامة و المصروفات المقصودة لتخفيض هذه النفقات الغير المكتملة و ذلك بالتركيز على الجوانب التالية :

-إجراء الإستقطاعات المالية للقطاعات التي تتحمل التقشف ، كقطاع الدفاع و القطاع الإجتماعي و قطاع الإدارة .

-.إلغاء المعونات و المصروفات الإستهلاكية التي تشجع النمو و الإستثمار ، أي رفع الدعم الحكومي على السلع الضرورية ، و حصرها في الفئات المستحق لها ، يشرط أن يتم التخفيض في التكاليف المترتبة على هذا الإجراء ، كتقليص أعداد الموظفين في القطاع العام .

*أما في جانب الضرائب ، فإن البرنامج يوصي بضرورة تطبيق الإصلاحات الضريبية إلى زيادة المرونة و شمولية النظام الضريبي ، و تندرج هذه السيلسة ضمن الإجراءات الهادفة إلى زيادة الإيرادات العامة عن طريق توسيع القاعدة الضريبية و تحسين وسائل جبايتها بما يقلل التهرب الضريبي .

إستخدام سياسة تسعيرية تتناسب و كلفة إنتاج السلع و الخدمات .

*إلغاء الدعم الحكومي الممنوع للمؤسسات العامة ، و كذا تصفية المشروعات التي تحقق خسارة دائمة و مستمرة .

كما يوصي الصندوق بإجراء دراسات لغمكانية تطبيق الخوصصة على إعتبار أنها تؤدي إلى تقليل أعباء الأنفاق العام ، و زيادة الإجراءات ، مما يقلل العبء عن الموازنة العامة و يخفض العجز فيها .



*و في مجال ميزان المدفوعات يشير صندوق النقد الدولي إلى ضرورة تقليل عجز الميزان التجاري ، بتصحيح الثغرة المالية بين الإستمارات و إدخارات القطاع الخاص و عجز أو فائض الحكومة ، كما أن برنامج صندوق النقد الدولي يضع حدودا عليا الإهتمام المصرفي الداخلي للحكومة و الذي يهدف إلى مراعاة الحدود للقروض الحكومية المسموح بها لتمويل عجز الموازنة العامة .

-4-2 آثار التمويل على عجز الموازنة :



من الملاحظ أن معظم الدول التي تلجأ إلى تطبيق برامج الصندوق النقدي الدولي تجد نفسها مجبرة على الإستعانة به ، لما يترتب عن ذلك من هزات إجتماعية و إضطرابات داخل هذه الدول .

قد تؤدي قرارات ترشيد الإنفاق و الإجراءات المتعلقة ببيع المؤسسات العامة إلى إرتفاع نسبة البطالة ، كذا تخلي الدولة عن دعم السلع الضرورية و تخفيض الخدمات . فهذه العوامل كلها تؤدي إلى نتائج إجتماعية و سياسية سلبية .



وقد أوضحت بيانات صندوق النقد الدولي ، أن من بين 77 برنامجا تمت دراستها و جد أنه في 28 منها قد أنخفض عجز الموازنة العامة و عجز الميزان التجاري .

و في 20 منها إرتفاع عجز الموازنة العامة و الميزان التجاري ، و فيها تبقى منها زاد عجز الميزان التجاري رغم إنخفاض عجز الموازنة العامة ، أو إنخفاض عجز الميزان التجاري رغم زيادة العجز الحكومي .



لقد أصبح العجز مشكل حقيقي تواجهه موازنات دول العالم خاصة النامية منها ، غير أن بعض علماء المالية يرون أن التوازن الإقتصادي قد يتم في بعض الحالات على حساب العجز في الموازنة ، و هذا ما يعرف بنظرية العجز المتراكم . إلا ان العجز قد يكون من الأمور المرغوب فيها في بعض الأحيان كوسيلة لحل بعض المشاكل الإقتصادية ، أو توسيع عملية التنمية ، حيث تعتمد بعض الدول إلى استخدام العجز لمحاربة البطالة بزيادة التوظيفات و المساعدات و الأجور في القطاع العام.





*. سياسة الموازنة العامة بتدخل المؤسسات المالية الدولية :

بسبب الوضعية الإقتصادية الصعبة التي عرفها الإقتصاد الجزائري مع نهاية 1993 و بداية سنة 1994 ، لجأت الجزائر إلى اتباع سياسة التصحيح المدعمة من قبل المؤسسات المالية الدولية ( صندوق النقد الدولي – البنك العالمي ) و المتمثلة خاصة في سياسة الإستقرار الإقتصادي و سياسة التصحيح الهيكلي .

1- برنامج الإستقرار الإقتصادي : لقد أعدت الجزائر في 12 أبريل سنة 1994 برنامجا لللإستقرار الإقتصادي ، مؤكدا من طرف إتفاق standbyلمدة سنة و مبلغه 1 مليار مع صندوق النقد الدولي FMI.



إن الهدف من سياسة الإستقرار الإقتصادي هواستعادة التوازن في الإقتصاديات الكلية من خلال ترشيد الطلب المحلي و تقييد عجز الموازنة العامة بإتخاذ إجراءات لزيادة الإيرادات الحكومية و ترشيد النفقات و كذلك اتباع سياسة سعر الصرف ، تهدف إلى جانب الموارد إلى قطاعات التصدير و القطاعات التي تنتج السلع البدلية للواردات .

ومن ضمن الإجراءات التصحيحية التي اتخذت في سياسة الموازنة تمثلت أساسا في محاولة الحد من العجز و رفع الدعم في المواد الغذائية الأساسية ،وتخلي الخزينة عن تمويل الإستثمارات العمومية للمؤسسات العمومية ،وهذا من أجل تقليص النفقات العامة ، و بالمقابل لجأت الدولة إلى عدة إجراءات لزيادة الإيرادات ، كوضع نظام سعر الصرف للدينار أكثر واقعية و مصداقية ورفع أسعار المواد الطاقوية ، مع العلم أنه حدد عجز الموازنة خلال 3 0% من pib مقابل 7.9% سنة 1993.

-2 برنامج التصحيح الهيكلي : يهدف البرنامج في برهانه الموازني إلى عدة أهداف يمكن حصرها فيما يلي :

-- الإصلاح الهيكلي الضريبي

-- تقوية الإدارة الضريبية

-- إجراء تحسينات في محاسبة الموازنة و خاصة في عناصر المصروفات و الرقابة عليها .

-- إصلاح قطاع الشركات العامة من خلال خوصصة بعضها و إجراء التحسينات على البعض الأخر ، وفي إطار هذا البرنامج التصحيحي الذي أعد مع المؤسسات المالية الدولية bird-fmi في أبريل 1995 مدته ثلاث سنوات و مبلغه 1.8 مليار s أقيمة سياسة لإعادة هيكلة المؤسسات مع مواصلة التطهير المالي إلى جانب إصلاح الهيكل الضريبي.



إلى جانب الإصلاحات المتخذة بصفة ذاتية من قبل الدولة في مجال الإيرادات العامة (إصلاح النظام الضريبي ، سياسة تخفيض الدينار............) فقد أثبتت الجزائر إصلاحات أخرى مست مجال النققات العامة بهدف تخفيض العبء على الدولة و تمثلت هذه الإصلاحات بالخصوص إصلاح أسعار و بتاراق ادعم على النفقات من أجل التحكم في عجز الموازنة و في ما يلي تطور أرصدة الموازنة العامة للجزائر :



السنوات

البيان
88
89
90
91
92
93
94
95
96
97
98
الإيرادات

العامة
93500
116400
152500
248900
311864
313949
477181
611731
825157
829400
901500
النفقات

العامة
119700
124500
136500
216100
420131
476624
566329
759617
724607
914100
976721
الرصيد


2629-
8100-
16000+
36800+
108267-
162678-
89148-
147806-
100918+
84700-
75221-





المصدر : ONS النشرة الإحصائية السنوية للجزائر قوانين المالية 97.98 .

مايلاحظ أن الرصيد السالب قد غطى على موازنات هذه الفترة ، ففي هذه الفترة الممتدة مابين 1988-1991 بدأ الرصيد يتحسن ، و ذلك أن عجز سنة 1988 وصل ب 26200 مليون دج ليتحول إلأى فائض قدره 38800 مليون دج ، وهذا راجع إلى التغيرات التي مست هذه الفترة كانت إيجابية بإتفاق STAND BY الذي أبرمته الجزائر مع المؤسسات المالية الدولية ، و كذا زيادة إيرادات الجباية البترولية من خلال إنتعاش سعر برميل النفط الذي وصل سنة 1991 إلى 19دولار و الإيرادات التي خصت مجال النفقات العامة من اجل التحكم في زيادتها ، و ذلك من خلال رفع الدعم عن "الإنجاز" في إطار قانون نظام الأسعار .

أما عن فترة 1992 -1995 فتميزت بعودة العجز الموازنة العامة مرة أخرى ، ففي سنة 1992 سجل رصيد الموازنة عجزا قدر ب 108267 مليون دج ، و ذلك من جراء ارتفاع حجم النفقات العامة في هذه السنة ، حيث تضاعفت بحوالي مرتين عما كانت عليه سنة 1991 ، و هذا راجع لبداية عملية التطهير المالي للمؤسسات العمومية إلى نهاية سنة 1991 خصصت الدولة لهذه العملية مبالغ ضخمة، و بالمقابل نجد أن الإيرادات العامة لسنة 1992 لم ترتفع إلا بمعدل 25.29 % لسنة 1991 .

لقد بقي الرصيد سالبا في هذه الفترة لاستمرار زيادة إجمالي النفقات العامة عن حصيلة الإيرادات العامة التي تأثرت بإستمرار ، تدهور سعر برميل النفط الذي وصل سنة 1995 إلى 17 $ بالرغم من الإستمرار في سياسة تخفيض الدينار أمام الدولار.

أما فيما يخص الفترة 1996-1998 فقد تميزت بعودة تحسن الرصيد بفائض قدر ب 100548 مليون دج ، و هذا راجع الزيادة التي مست الإيرادات العامة للبلاد " حيث قدر معدل نموها ب 34.9 % عن سنة 1995 ، و ذلك لغنتعاش سعر برميل النفط الذي وصل إلى 21. $ ، و كذا بداية تطبيق قانون الخوصصة في أفريل 1996 .

أما في سنة 1997و 1998 ، فبمقارنة عجز الموازنة العامة من حيث قيمة هذا العجز بالنسبة لسنوات الفترة الماضية 92-95 يعتبر مقبول ، و يرجع ذلك لعودة تدهور سعر برميل النفط الذي وصل في سنة 1998 إلى مادون 12.8 $ و بذلك كان له تأثيرا سلبيا على إيرادات الموازنة العامة من ذلك أن الخسارة التي قدرت ب 600 مليون $ نتيجة لتراجع سعر برميل النفط خلال السداسي الأول و الثاني لسنة 1977 .

الخلاصة :

عرفت مرحلة إنتقال الإقتصاد الوطني إلى إقتصاد السوق تطور كبيرا في المالية العامة ، فأصبحت موازنة الدولة تتميز برصيدها السالب و ذلك لعدم قدرة الإيرادات العامة على تغطية نفقات الدولة خاصة و أن الإيرادات تعتمد بنسبة كبيرة على موارد الجباية البترولية و هذا ماجعلها تتأثر تأثيرا كبيرا بتفلبات أسعار النفط .

محب بلاده
2011-11-10, 21:50
ارجووووووووووو منك المساعدة بخصوص بحثي : انهيار نظام الذهب واسباب فشله مستوى سنة الثانية علوم اقتصادية
ارجو الاجابة في أقرب وقت
جزاك الله خير و مشكور اخي الكريم على مجهوداتك





مقدمة
الفصل الأول: النظام النقدي الدولي في ظل قاعدة الذهب
المبحث الأول: انتشار قاعدة الذهب
المبحث الثاني: تقييم نظام الذهب
المبحث الثالث: انهيار نظام الذهب
المبحث الرابع: أسباب فشل نظام الذهب
================================================== ================================================== =


الفصل الأول: النظام النقدي الدولي في ظل قاعدة الذهب:
المبحث الأول : انتشار قاعدة الذهب:
بدأت قاعدة الذهب في الانتشار في الثلث الأول من القرن التاسع عشر باتخاذ بريطانيا لها كقاعدة نقدية بقانون صدر في 1819 وأصبح ساري المفعول في سنة 1821. وبحلول عام 1870 لحقت بها بعض الدول الأخرى مثل ألمانيا، فرنسا، الولايات المتحدة حتى جاءت سنة 1900 التي ضحت فيه جميع الدول تقريبا تأخذ بقاعدة الذهب باستثناء الصين والمكسيك اللتان فضلتا قاعدة الفضة (silver stan) .
وفي ظل قاعدة الذهب قامت كل دولة بتحديد عملتها بمقدار من الذهب أي معادلة قيمة العملة مع قيمة وزن معين من الذهب الخالص بحيث يمكن مبادلة هذه العملة بالذهب أو العكس بسعر رسمي ثابت مثلا كانت أوقية الذهب تساوي 20.67 $ فيترتب على ذلك قيام علاقة ثابتة بين قيم العملات التي ترتكز على الذهب.
وقد شهدت الفترة التي سادت فيها قاعدة الذهب استقرارا نقديا دوليا وتعاون وازدهار في مجال التجارة الدولية. حيث كانت الحسابات التجارية بين الأقطار يتم تسويتها من خلال مبادلة الذهب وفقا للآلية التالية: فحينما تستورد بريطانيا سلعا من فرنسا فهذا يعني تدفق الذهب من بريطانيا إلى فرنسا فينتج عنه عجزا في بريطانيا وفائض في فرنسا. وان انخفاض احتياط الذهب في بريطانيا سوف ينتج عنه انخفاض في عرض النقد فسيؤدي ذلك إلى انخفاض أسعار السلع فيها وبالتالي تكون أقل من أسعار السلع في فرنسا أو في الخارج مما يؤدي إلى زيادة الطلب على السلع البريطانية فترتفع صادراتها حتى يعود التوازن إلى الميزان التجاري وبالمقابل فان تدفق الذهب إلى فرنسا سوف يؤدي إلى ارتفاع احتياطاتها من الذهب وبالتالي زيادة العرض النقدي ومنه ارتفاع الأسعار وبالتالي انخفاض القدرة التنافسية لسلعها فيتجه الميزان التجاري إلى وضع التوازن، إن أساس الذهب يعد من الناحية النظرية آلية لتصحيح الاختلالات في موازين مدفوعات الدول.
ولقد عرف العالم قاعدة الذهب على ثلاث أشكال توالت حسب الظروف السائدة في العالم سوف نعرضها بإيجاز:


أولا: قاعدة المسكوكات الذهبية: (Gold Specia Standard)
بعد أن اتخذ الذهب كقاعدة للنقد، قام الناس بتداول مسكوكاته من يد إلى يد وأصبح للذهب وظيفة مزدوجة. فعلى الصعيد الدولي أعتبر الذهب وسيلة لتسوية الالتزامات الدولية، وعلى المستوى المحلي كانت العملات الذهبية هي وسيط الدفع المقبول تداوله في الأسواق المحلية.
وكانت قاعدة المسكوكات الذهبية تقوم بدورها الداخلي والخارجي بفضل توفر بعض الشروط الضرورية:
- أن يضمن البنك المركزي شراء وبيع الذهب بكميات غير محدودة بسعر ثابت.
- حرية السك والصهر بحيث يستطيع أي فرد لديه سبيكة من الذهب أن يقدمها لدار السك من أجل تحويلها إلى سبائك ذهبية.
- حرية تصدير الذهب واستراده من الخارج بدون أي قيد أو شرط.
- قابلية أنواع النقود الأخرى للصرف عند حد التعادل بمسكوكات ذهبية.
وبتوافر هذه الشروط يكون هناك تطابق بين القيمة الاسمية للعملة وقيمة ما تحتويه من الذهب الخالص. ومن الواضح أنه في ظل هذه القاعدة فان السيولة النقدية تتحدد بمعدل إنتاج الذهب وبالكمية التي تستخدم منه للأغراض الصناعية. سادت حتى بداية الحرب العالمية الأولى.
ثانيا: قاعدة الصرف بالذهب:
عقب اندلاع الحرب العالمية الأولى توقف العمل بقاعدة الذهب ريثما تنتهي الحرب حيث كان الذهب يستخدم من طرف الحكومات لتمويل استيراداتها الحربية وتم إصدار نقود وقية وفرض لها سعر إلزامي وسحب الذهب من التداول.
لذلك تطورت قاعدة المسكوكات الذهبية إلى قاعدة السبائك الذهبية والتي تختلف عن الأولى في عدم تداول المسكوكات من يد إلى يد بين الناس وإنما يمكن مبادلة البنكنوت مقابل الذهب من بنك الإصدار حيث يوجد سعر محدد وثابت للذهب مقابل العملة الوطنية.
ولكن يلاحظ قلة إقبال الناس على تحويل البنكنوت التي في حوزتهم إلى سبائك ذهبية وذلك لتحديد وزن مرتفع لسبائك ذهبية التي تلتزم السلطات النقدية بتحويلها. الأمر الذي يتطلب تدبير مبالغ مالية كبيرة من البنكنوت قد لا تكون متوفرة لدى أغلب الناس.

ثالثا: قاعدة الصرف بالذهب:
لا يشترط في ظل هذه القاعدة أن يحتفظ البنك المركزي باحتياطي يعادل نسبة معينة من البنكنوت المصدرة سواء على شكل عملة ذهبية أو سبائك وإنما يشترط احتفاظه باحتياطي من العملات الأجنبية القابل للصرف بالذهب. كما أنه لا يلتزم بصرف الذهب وإنما هو مطالب بصرف العملة القابلة للتحويل إلى ذهب يستلزم توفر مجموعة من الشروط للقيام بوظائفه:
- تحديد سعر صرف ثابت للعملة الوطنية بعملة أجنبية قابل للصرف بالذهب.
- التزام السلطات النقدية ببيع وشراء حوالات العملة الأجنبية بذلك السعر الثابت.
المبحث الثالث: تقييم نظام الذهب:
لقد اختلفت الآراء حول مدى فعالية نظام الذهب وهذا راجع إلى بعض الاقتصاديين ينظر إليه بوجهة نظر معاصرة والبعض الآخر يقيمه من خلال الظروف التي طبق فيها.
فأصحاب التوجه العصري يرون أن تطبيق نظام الذهب كانت له نتائج وخيمة على الاقتصاديات الدولية بالإضافة إلى أنه جمد جزء من الموارد الإنتاجية للمجتمع باعتباره الذهب كنقد أما (أصحاب) الطرف الآخر قدر في تطبيق نظام الذهب العديد من المزايا يمكن أن نبرزها فيما يلي:
- إن استخدام الذهب كقاعدة نقدية بما له من قيمة استعمالية ومكانة في النفوس يذمم ثقة الأفراد في النظام النقدي.
- إن التشغيل الآلي لنظام الذهب وتحديده لكمية النقود المصدرة في المجتمع. أفضل من ترك تحديد هذه الكمية للسلطات النقدية.
- بالإضافة إلى أنه بفضل تطبيق قاعدة الذهب أصبحت التجارة الدولية تعرف انتعاش واستقرار أسعار الصرف لمختلف العملات وتسهيل تحريك رؤوس الأموال حيث عرف العالم استقرار يفوق أو يزيد عن ثلاثين عام.
ويرد عليهم منتقدي هذا النظام بذكر العديد من العيوب التي جاء بها هذا النظام:
- يرى كينز أن هذا النظام لم يستطيع أن ينظم الإصدار النقدي بديل أنه تم وقفه على العمل لجهوده تحت ضغط الأزمات النقدية الدولية.
- التضحية باعتبارات الاستقرار الداخلي في سبيل تحقيق التوازن الخارجي.
أما المزايا المذكورة فيما يخص تحقيق استقرار أسعار الصرف يذكر الأستاذ روبرت تريفن (R. Triffin) أن نجاح هذا النظام اقتصر على
المبحث الرابع: انهيار النظام الذهبي:
فرضت الحرب العالمية الأولى على الدول المشاركة فيها ضرورة التوسع في الإصدار النقدي وهذا من أجل تمويل نفقاتها الباهظة على عكس ما تقتضيه قاعدة الذهب وهو الإصدار الصارم في النقد الذي يتوافق مع كمية الذهب مما أقتضي على أغلب الدول الخروج عنها وإتباع سياسات نقدية مستقلة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي الداخلي كأول هدف لها.
عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى جرت محاولات حقيقية من أجل إحياء قاعدة الذهب ولكن كلها باءت بالفشل حيث كانت أغلب العملات مقومة تقويم خاطئ كما أن ميزان مدفوعات أغلب الدول في وضعية مختلة. حيث نسجل عودت انجلترا إلى قاعدة الذهب في عام 1925 وتمسكت بنفس سعر التعادل القديم بالنسبة للدولار (1ج = 4.87 $) ولم يكن هذا السعر منصفا بالنسبة للدولار الذي كان أقوى بكثير من الجنيه 44% مما اضطرت انجلترا إلى الخروج عن قاعدة الذهب في 21 سبتمبر 1931 بعد فقدانها حوالي 27 مليون إسترليني كما فقدت الكثير من استثماراتها في الخارج وفي 14 أبريل 1933 خرجت أكبر قوة مساندة لقاعدة الذهب وهي الولايات المتحدة وتخفيض قيمته 1934 من أجل تشجيع صادراتها وخاصة بعد انهيار ( وول ستريت) في أكتوبر 1929 وقد تجمع معظم الرصيد أو الاحتياطي الذهبي في يد الحكومة الأمريكية بعد فرضها على مواطنها تسليم ما يملكون من نصب مقابل شهادات.
لم يتبقى سوى خمس دول فقط ظلت ملتزمة بقاعدة الذهب هي وفرنسا، بلجيكا، هولندا، ايطاليا، سويرا. وكان يطلق عليها (جبهة دول الذهب gold Bloc ) إلا أنه بحلول عام 1936 خرجت فرنسا وسويرا من هذه الجبهة وقامت بتخفيض عملتها كما قامت بعض الدول بإتباع نظام الرقابة على الصرف لتخفيف حدة الأزمات التي تواجهها مستهدفة بذلك توفير احتياطات من النقد الأجنبي لسداد مدفوعاتها الخارجية حيث قامت الحكومات هذه الدول بفرض رقابة على خروج ودخول النقد الأجنبي لكي تحد من تصدير رؤوس الأموال إلى الخارج حتى لا تتعرض لحدوث عجز في ميزان مدفوعاتها الخارجية مما يشكل ضغطا على سعر صرف العملة يهدد بتخفيضها. هذا من جانب بالإضافة لكي تعمل على الحد من استيراد السلع غير الضرورية وادخار رؤوس الأموال الأجنبية لاستيراد السلع الإنتاجية.
وكما كانت تلزم المواطنين بيع ما لديهم من أرصدة النقد الأجنبي المتولدة عن نشاطهم التصديري مقابل حصولهم على عملة وطنية.
وكانت تلزم المواطنين بيع ما لديهم من أرصدة النقد الأجنبي المتولدة عن نشاطهم التصديري مقابل حصولهم على عملة وطنية.
المبحث الخامس: أسباب فشل نظام الذهب:
من أهم الأسباب التي أدت إلى انهيار قاعدة الذهب:
- التفاوت بين إنتاج الذهب ونمو التجارة الدولية، ففي الوقت الذي ينمو فيه إنتاج الذهب سنويا بمعدل 2% تنمو التجارة الدولية بمعدل 11%.
- كما أن نشوب الحرب العالمية الثانية أدى إلى تركيز الذهب بيد الدول المتقاربة لغرض استخدامه للمشتريات العسكرية.
- وخلال مرحلة اعمار أوروبا تطلب التوسع النقدي والحاجة من الاحتياطات من الذهب والدولار والجنيه وقد انعكس ذلك على الاحتياطات الدولية.




لمزيد من المعلومات و التعمق في البحث
http://islamfin.go-forum.net/montada...opic-t2227.htm (http://islamfin.go-forum.net/montada-f16/topic-t2227.htm)

محب بلاده
2011-11-10, 21:53
الطلب : بحث حول سياسة الموازنة في الجزائر بالمراجع اذا امكن
المستوى : ثانية جاميعي علوم تجارية
الاجل : 3 ايام
جزاك الله كل خير
شكرا


الميزانية العامة للدولة الجزائرية


خطة البحث

المقدمة
الفصل الأول
المبحث الأول مفهوم الميزانية العامةللدولة وخصائصها
• المطلب الأول مفهوم الميزانية العامة للدولة
• المطلبالثاني تطور مفهوم الميزانية العامة للدولة
• المطلب الثالث خصائص الميزانيةالعامة
• المطلب الرابع ملاحظات
المبحث الثاني دورة الميزانية العامةللدولة
• المطلب الأول مرحلة إعداد وتحضير الميزانية العامة
• المطلب الثانيمرحلة اعتماد الميزانية العامة
• المطلب الثالث مرحلة تنفيذ الميزانيةالعامة
• المطلب الرابع مرحلة المراجعة والرقابة
الفصل الثاني دور و أهميةالميزانية العامة
المبحث الأول دور الميزانية العامة
• المطلب الأول دورالميزانية العامة في النظرية التقليدية
• المطلب الثاني دور الميزانية العامةالحديثة
المبحث الثاني الأهمية الاقتصادية والاجتماعية لدور الميزانية فيالمالية العامة
• المطلب الأول الأهمية السياسية للميزانية
• المطلب الثانيأهمية الميزانية من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية
الفصل الثالث الميزانيةالعامة للدولة الجزائر
المبحث الأول ميزانية الجزائر
• المطلب الأولمفهومها
• المطلب الثاني تبويب النفقات اقتصاديا
• المطلب الثالث تبويبالإيرادات اقتصاديا
المبحث الثاني قواعد تقديم الميزانية في الجزائر
• المطلب الأول قاعدة سنوية الميزانية العامة لدولة الجزائر
• المطلب الثانيقاعدة وحدة الميزانية العامة لدولة الجزائر
• المطلب الثالث قاعدة شمولالميزانية العامة لدولة الجزائر
• المطلب الرابع قاعدة تخصيص اعتماد النفقات فيالجزائر
• المطلب الخامس قاعدة توازن الميزانية العامة لدولة الجزائر
المبحثالثالث توازن الميزانية لدولة الجزائر منذ الاستقلال
• المطلب الأول منالاستقلال حتى 1970
• المطلب الثاني خلال الفترة 1971-1988
• المطلب الثالثخلال الفترة1989-2001
• المطلب الرابع الرقابة على ميزانية الدولةالجزائرية



المقدمة:

لقد تطرقنا في هذا البحث إلى عدة أمور , ففيالفصل الأول عرفنا الميزانية العامة وكيف تطور مفهوم الميزانية العامة للدولة معمرور الوقت كما تطرقنا فيه أيضا إلى أهم خصائص وقمنا بمقارنة ميزانية المشروعوميزانية الدولة هذا في المبحث الأول , أما في المبحث الثاني فلقد تناولنا فيه دورةالميزانية العامة للدولة من مرحلة الإعداد إلى مرحلة الاعتماد إلى مرحلة التنفيذ ثمأخيرا مرحلة المراجعة والرقابة .
أما في الفصل الثاني والذي يتحدث عن دور وأهميةالميزانية العامة ففي المبحث الأول تناولنا دور الميزانية في النظرية التقليديةودور الميزانية الحديثة ثم تطرقنا في المبحث الثاني عن الأهمية السياسيةوالاقتصادية والاجتماعية للميزانية العامة للدولة .
ولدراسة ميزانية دولة ماوفهمها أخذنا ميزانية الجزائر لدراسة خاصة حيث قمنا بتعريفها وذكرنا المراحل التيمرت بها منذ الاستقلال وتطرقنا إلى تبويب النفقات وتبويب الإرادات وهذا في المبحثالأول , أما المبحث الثاني ذكرنا فيه قواعد تقديم الميزانية في الجزائر من قاعدةسنوية ,وحدة,شمول,وتوازن الميزانية العامة للدولة وكذلك قاعدة تخصيص واعتمادالنفقات في الجزائر وتطرقنا في المبحث الثالث إلى توازن الميزانية الجزائر منذالاستقلال خلال المخططات التي قامت بها الجزائر ,وأخيرا ذكرنا في بحثنا الرقابة علىالميزانية الدولة للجزائر.

الفصل الأول


ماهيةالميزانية العامة للدولة ودورتها

المبحث الأول مفهوم الميزانية العامةوخصائصها
المطلب الأول مفهوم الميزانية

هي التعبير المالي لبرنامج العملالمعتمد الذي تعتزم الحكومة تنفيذه
وهناك تعار يف متقاربة حسب كل دولة حيث عرفهاالقانون الفرنسي (بأنها الصيغة التي تقدر بموجبها أعباء الدولة ووارداتها , ويؤذنبها ويقدرها البرلمان في قانون الموازنة الذي يعبر عن أهداف الحكومة الاقتصاديةوالمالية )
ولقد عرفها القانون البلجيكي( بأنها بيان الواردات و النفقات العامةخلال الدورة المالية )
وعرفها القانون الأمريكي (بأنها صك تقدر فيه نفقات السنةالمالية ووارداتها بموجب القوانين المعمول بها عند التقديم ,واقتراحات الجبايةالمبسوطة فيها)
وعرفها قانون المحاسبة العمومية في لبنان (بأنها صك تشريعي تقدرفيه نفقات الدولة ووارداتها عن السنة المقبلة وتجاز بموجبه الجباية والإنفاق
ومن كل هذه التعاريف نستخلص أن الميزانية هي عبارة عن توقع وإجازة لنفقاتالدولة العامة في فترة زمنية مقبلة سنة في المعتاد وتعبر عن أهدافها الاقتصادية والاجتماعية

المطلب الثاني تطور مفهوم الميزانية العامةللدولة

فالميزانية ما هي إلا انعكاس لدور الدولة في النشاط الاقتصادي حيث أنتطور دور الدولة بتطور الفكر المالي على مر العصور أدى إلى تطور مماثل في مفهومالميزانية ودورها في النشاط الاقتصادي ,ففي ظل الفكر الكلاسيكي ساد الاعتقاد بقدرةالقطاع الخاص ,إذا ما توافرت له الإمكانيات اللازمة ولم تكن هذه الأخيرة في نظرالفكر الكلاسيكي سوى ضمان عدم تدخل الدولة في نشاط الاقتصادي ,وكان الفكر الكلاسيكييصر على تدخل الدولة تدخلا حياديا لا يؤثر بأي صورة من الصور على نشاط و قراراتالقطاع الخاص ,ولكي يضمنوا تحقيق هذه الأوضاع كان الاقتصاديون الكلاسيك يطالبونبضرورة توازن الميزانية سنويا اعتقادا منهم بأنه سيؤدي إلى قصر دورالدولة.
وعندما انتشر الفكر المالي الحديث تغيرت النظرة لتقذف بفكرة التدخلالحيادي للدولة في عرض البحر و تضرب بمبدأ توازن الميزانية عرض الحائط وتلقي علىالدولة مسؤولية التدخل في النشاط الاقتصادي لتحقيق أهداف المجتمع الاقتصاديةوالسياسية والاجتماعية...الخ

المطلب الثالث خصائص الميزانية العامة

الميزانية برنامج العمل الذي تعتزم الحكومة تنفيذه
الميزانية ت بياناعما أنجزته الدولة من أعمال وليست أرقاما مستخرجة من دفاتر وحسابات الحكومة ,ولكنهابرنامج عمل تلتزم الحكومة تنفيذه , ولهذا فهي تبنى على دراسات وتلتزم بحدود القدرةعلى التنفيذ , إلا أنها رغم كل ذلك تعبيرا عن برنامج عمل يتعلق بالمستقبل ولقدارتبطت
هده الخاصية من خصائص الميزانية في ظل الفكر الكلاسيكيبفكرة تحديد الأولوية في التقدير حيث يتم تقدير حجم الإنفاق المسموح ثم يلي ذلكتقدير الإرادات , وبتطور الفكر المالي اختفت
الحاجة إلى تحديد أولويات فيإجراءات التقدير , فبرنامج العمل برنامج متكامل بجانبيه يؤثر كل منهما على الآخرويتأثر به.

الميزانية برنامج لتحقيق أهداف المجتمع
حيث لو اعتبرناالميزانية وسيلة لتنفيذ السياسات والبرامج قد تنحرف بها الحكومة لتحقيق مآربها , فتصبح برنامجا لإرضاء قطاع دون أخر أو تصبح برنامجا دعائيا, ولكي لا تتحولالميزانية إلى أي من هذه الاتجاهات , فلا بد من تحديد واضح للأهداف التي تعدالبرامج من اجلها والتي يسعى إلى تحقيقها , فالميزانية كسياسة اقتصادية متكاملةتتأثر بمتغيرات الاقتصاد القومي والعالمي تؤثر فيها .

وهناك خصائص أخرى نذكرمنها
• الميزانية تعد لمدة أنية , لسنة مقبلة وبالتالي معرفة النفقات التي ستبذلوالواردات التي تدخل خلال المدة المذكورة , غير انه هناك قسم من النفقات التي لايمكن تحديدها كنفقات اللوازم والأشغال.
• الإجازة في الموازنة تنجم عن تقسيمالصلاحيات بين هيئات الدولة فالحكومة تحضر الميزانية و تنفيذها ولكن البرلمان هوالذي يصوت عليها ,أي يعطي للحكومة الإجازة بصرف النفقات وجباية الواردات .
• الميزانية محددة المدة فهي توضع لمدة من الزمن اصطلح معظم الدول على جعلهاسنة.
إلى جانب هذا فان التطورات الحديثة غيرت هذا المفهوم بصورة عميقة وأدخلت فيكثير من البلدان تعديلات أساسية على عناصر الموازنة الثلاثة ,طابعها المالي ,تعادلها وسنويته.

المطلب الرابع ملاحظات

ميزانية الدولة ميزانيةالمشروع
• هي التعبير عن برنامج العمل المعتمد التي تعتزم الحكومة تنفيذه لتحقيقأهداف المجتمع .
• برنامج عمل للسنة القادمة.
• تقدير بما تعتزم الحكومةإنفاقه وتنبؤ بما يمكنها تحصيله من الإيرادات.
• برنامج عمل درس ونوقش واعتمد منالسلطة التشريعية قبل البدء في التنفيذ. • تعبير عن المركز المالي الحقيقي للمشروعفي لحظة معينة.
• قائمة مالية بما يمتلكه المشروع من أصول وما عليه من ديونوالالتزامات في لحظة ماضية .
• تقرير عن صافي المركز المالي للمشروع نتيجة لماقام به من سياسات وبرامج في أعوام ماضية .
• إعداد محاسبي يعبر عن واقع معينوفقا لأسس محاسبية معينة.

المبحث الثاني دورة الميزانيةالعامة

يطلق لفظ (دورة الميزانية العامة ) على المراحل الزمنية المتعاقبةوالمتداخلة التي تمر بها ميزانية الدولة تحقيقا للمسؤوليات المشتركة بين السلطاتالتنفيذية والتشريعية .

المطلب الأول مرحلة إعداد وتحضير الميزانيةالعامة

يقتصر حق تحضير وإعداد الميزانية العامة على السلطة التنفيذية فعليهاتقع مسؤولية تحقيق أهداف المجتمع الاقتصادية والاجتماعية ومن ناحية العلمية فانالسلطة التنفيذية اقدر من السلطة التشريعية على تحضير وإعداد الميزانية ولهذا تتولىالحكومة مهام تحضير وإعداد الميزانية ,وتبدأ هذه المرحلة عادة على مستوى اصغرالوحدات الحكومية حيث تتولى كل مصلحة أو هيئة أو مؤسسة عامة إعداد تقديراتها لمايلزمها من نفقات وما تتوقع أن تحصل عليه من إيرادات خلال السنة المالية المطلوبإعداد ميزانيتها.
وفي مرحلة لتحضير وإعداد للميزانية تسترشد الحكومة بمجموعة منالمبادئ العامة نحصرها في أربعة وهي (مبدأ السنوية- مبدأ الوحدة- مبدأ العمومية- مبدأ توازن الميزانية) ولقد سبق أن اشرنا إلى مبدأ السنوية باعتباره احد الأركان فيتعريف الميزانية أما مبدأ توازن الميزانية فقد رأينا كيف ثبت خطاه وانعدمت أهميتهمع تطور الفكر المالي ولعل أهم المبادئ
1. مبدأ الوحدة يقصد بوحدة الميزانية أنيتم إعداد وتقديم مشروع الميزانية كوحدة واحدة متكاملة تضم كافة التقديرات لإيراداتونفقات كافة وحدات وفروع الدولة .
2. مبدأ العمومية يقضي هذا المبدأ بان تظهرتقديرات كافة الإيرادات والنفقات العامة تفصيليا في ميزانية الدولة دون إجراء مقاصةبين الإيرادات والنفقات التي تصرف في سبيل تحصيلها .

مطلب الثاني مرحلةاعتماد الميزانية العامة

إن مرحلة الاعتماد كانت وستظل دائما من اختصاصالسلطة التشريعية دون منازع ,فعليها بحكم أو لها ممثلة لقوى الشعب تقع مسؤوليةالتحقيق من سلامة البرامج والسياسات الحكومية عن طريق اعتماد مشروع الميزانيةومتابعة تنفيذها للتأكد من حسن الأداء باستخدام أساليب الرقابة المالية, والسلطةالتشريعية قد تتكون من مجلس (مصر) أو مجلسين (الجزائر وأمريكا وانجلتراوفرنسا...)ومن القواعد العامة التي جرى عليها العرف أن تبدآ السلطة التشريعيةبمناقشة جانب النفقات العامة واعتمادها حتى تتمكن من تقييم برامج الإنفاق على أساسالحاجات العامة دون التقيد بالإيرادات .

المطلب الثالث مرحلة تنفيذالميزانية العامة

في هذه المرحلة تقوم الحكومة بتنفيذ الميزانية ,فتتولىالوزارات والمصالح والهيئات المختلفة القيام بالبرامج والمشروعات وتسيير الخدماتالتي اعتمدتها السلطة التشريعية ولا تقتصر مهمة تنفيذ الميزانية على مجرد تحصيلالإيرادات ودفع المصروفات التي أدرجت في الميزانية بل عليها أن تتبع أثار هذهالعمليات على الاقتصاد القومي وان تراقب اتجاهاتها نحو الأهداف الاقتصادية المنشودةحتى تستطيع تعديل سياساتها الانفاقية والايرادية إن لزم الأمر.وعلى مرحلة التنفيذمواجهة كافة النتائج التي تترتب على مقارنة التقديرات بالواقع

المطلبالرابع مرحلة المراجعة والرقابة للميزانية العامة

كانت النظرة إلى هذهالمرحلة في الحقبة الأولى من تاريخ الميزانية في غاية البساطة وتركز الهدف منها فيفحص الحسابات العامة ومع تزايد دور الدولة في النشاط الاقتصادي بدا الاهتمام بتطويرمرحلة المراجعة والرقابة لكي تتماشى مع المهام الجديدة التي ألقيت على عاتقها ,واتسع نطاق هذه المرحلة لتشمل إلى جانب الرقابة الحساسة رقابة تقسيميه تتخذ منالتحليل العلمي والدراسة الفنية أداة لتقييم الأداء ورفع الكفاءة وهكذا أصبحتالرقابة المالية بنوعها الحسابي والتقيمي أهم مراحل دورة الميزانية وأكثرها استئثاربأفكار العلماء الباحثين.


الفصل الثاني

دور وأهمية الميزانيةالعامة

المبحث الأول دور الميزانية العامة

أحدثت التغيرات والتطوراتالاقتصادية والاجتماعية التي طرأت على مختلف الدول تعديلات جذرية وعميقة في فكرةالميزانية والدور الذي تقوم به في مالية الدولة وفيما يتعلق بهذا الدور فإننا نجدمفهومين الأول منضما ذاع لفترة معينة في فكر النظرية التقليدية والثاني انتشر معالواقع المتطور وهو المفهوم الحديث الذي تأخذ به المالية العامةالحديثة.

المطلب الأول دور الميزانية العامة في النظريةالتقليدية

كانت النظرية التقليدية في مرحلة من التطور الاقتصادي والاجتماعيللدول المختلفة تتميز بعدم تدخل الدولة في حياة الاقتصادية والاجتماعية إلا في حدودضئيلة و ذلك تأثرا بمذهب الحرية الفردية الذي ازدهر في ظله نظام الاقتصاد الحر, لهذا فقد غلب على فكر هذه النظرية نوع من الحيادية الاقتصادية حيث يمثل هذا الحيادفي مجموعة من الآراء التي كانت ترى إن أفضل الميزانيات هي اقلها نفقات وان توازنجانبي الإيرادات والمصروفات يعتبر أمرا حيويا في الميزانية السنوية وقد ترتب علىهذه الآراء وغيرها وان رفض التقليديون فكرة إحداث عجز في ميزانية الدولة .

المطلب الثاني دور الميزانية العامة الحديثة

في المالية الحديثة قداتسع دور الدولة وازدادت درجات تدخلها في مختلف أوجه الحياة الاقتصادية والاجتماعيةعلى إقليمها فلم يعد هناك مجال للحديث عن حياد الميزانية بل أصبحت الميزانية أداةمن أدوات السياسة المالية تلجا إليها الدولة لتحقيق أهداف السياسة الاقتصادية التيتأخذ بها المعنى الواسع في الرأسماليات المتقدمة وفي ظل الوظيفة المالية , والأسبابوالمبررات التي تكمن وراء ظاهرة الازدياد المستمر في النفقات العامة وهو الواقعالذي أصبح يقابله ويوازيه في اتجاه مسار تدخل الدولة المستمر في مختلف الأمورالعامة والخاصة وهكذا فلم يعد المهم الحفاظ على توازن جانبي الإيرادات والمصروفاتفي الميزانية السنوية بل أصبح ما يستأثر بالاهتمام هو التوازن العام الاقتصاديوالاجتماعي للاقتصاد القومي ككل وليس التوازن المالي والحسابي للميزانية ومن ناحيةأخرى فان التوازن السنوي لم يعد أمر تلتزم الدولة بتنفيذه.
وضيق تدخل الدولةواتساعه يتعلق بأنواع النشاط الاقتصادي الذي تقوم به فتغير هذا النطاق بين الضيقوالاتساع يعني بالضرورة تغير حجم ميزانية الدولة بين الصغر والكبر إذ أن هذا الأخيرلا يتوقف فقط على مدى الدور الاقتصادي للدولة , فان كبر حجم الاقتصاد القومي معتطوره يؤدي إلى كبر حجم ميزانية الدولة إذ يزداد إنفاقها , وبالتالي إيرادها حتى معبقاء عدد النشطات الاقتصادية التي تقوم بها علىحاله.

المبحث الثاني الأهمية الاقتصادية والاجتماعيةلدور الميزانية العامة في المالية العامة

تحظى الميزانية العامة في وقتناالحالي بأهمية متزايدة تغطي أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية في الدول المختلفةولقد صحب هذا التزايد في الأهمية الكبيرة في الدور الذي أصبحت تقوم به الميزانية فيالمالية الحديثة عن الأفكار التي كانت سائدة لدى مفكري المالية العامة التقليدينوفيما نتناول أهمية الميزانية .

المطلب الأول الأهمية السياسية للميزانية

لها أهمية كبيرة في الدول ذات الأنظمة النيابية والديمقراطية لان إلزامالسلطة التنفيذية بالتقدم كل عام إلى المجالس النيابية لكي يجيز لها نواب الشعب صرفالنفقات وتحصيل الإيرادات يعني إخضاعها للرقابة الدائمة لهذه المجالس حيث تظهررقابتها عن طريق تعديل الاعتمادات التي تطلبها أو رفضها مشروع الميزانية الذي يقدمإليها.
ويمكن القول بصفة عامة بان القوة السياسية في الدول تميل عادة إلى أنتتركز في يد السلطة صاحبة اعتماد الميزانية ,ففي الدول الديمقراطية تكاد القوتانالسياسية والمالية تتركز في يد ممثلي الأمة من المجالس النيابية أما في الدول ذاتالأنظمة الدكتاتورية فتركز القوتان المشار إليهما في قبضة السلطةالتنفيذية.

المطلب الثاني أهمية الميزانية من الناحيتين الاقتصاديةوالاجتماعية

للميزانية أهمية كبيرة من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية لاتقل شانا عن أهميتها من الناحية السياسية , وهذه الأهمية آخذة في التوسع باتساعنطاق دور الدولة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية , فعن طريق الميزانية تستطيعالدولة إن تعدل في توزيع الدخل القومي فيما يخص النفقات المختلفة للمجتمع وللأفرادعن طريق الضرائب والنفقات العامة , وقد أصبح للميزانية رسالة في الدول المتقدمةأكثر اتساعا مما مضى فلم تعد الميزانية العمل الذي تقدر بواسطته الإيرادات والنفقات , فقد أصبحت تهدف إلى تحقيق العمالة الكاملة والى تعبئة القوى الاقتصادية والمساهمةفي زيادة الدخل القومي .
الفصل الثالث

الميزانية العامة للدولةالجزائر

المبحث الأول الميزانية العامة للجزائر

المطلب الأول مفهومالميزانية العامة للجزائر

يرتبط مفهوم الميزانية العامة بجملة التغيراتالاقتصادية والاجتماعية والسياسية وعلاقتها بالمجال التشريعي , وقد حددت التشريعاتالمالية المتعاقبة في الجزائر عدة تعار يف للميزانية العامة للدولة , ومن بين هذهالتشريعات
• مرسوم 31ماي1862 يعتبر هذا المرسوم إن الميزانية العامة للدولة هيالعملية التي بواسطتها يسمح رسميا وتقدر الإيرادات والنفقات السنوية للدولة .
• مرسوم 19جوان 1556 تقدر ميزانية الدولة كما وترخص بشكل تشريعي أعباء وموارد الدولةوهي تقدر من قبل السلطة التشريعية بقانون المالية الذي يترجم الأهداف الاقتصاديةوالمالية للحكومة .
• الأمر التنظيمي المؤرخ في 2جانفي 1959المتعلق بقوانينالمالية يعتبر هذا الأمر التنظيمي المتعلق بقوانين المالية إن الميزانية مؤلفة منمجموعة الحسابات التي ترسم لسنة مدنية واحدة جميع الموارد وجميع الأعباء الدائمةللدولة.
• قانون 7يوليو1984 يعتبر هذا القانون إن الميزانية العامة للدولة تشكلمن الإيرادات والنفقات النهائية للدولة المحدد سنويا بموجب قانون المالية .
• قانون 15اوت1990 يعرف هذا القانون الميزانية العامة بأنها الوثيقة التي تقدر للسنةالمدنية مجموع الإيرادات والنفقات الخاصة بالتسيير والاستثمار ومنها نفقات التجهيزالعمومي للنفقات برأسمال .



المطلب الثاني تبويب النفقات اقتصاديا

إنالمبدأ الأساسي الذي ينبغي التمسك به يتعلق بتبويب كل العمليات بالمعنى الواسعللكلمة ولذلك زادت أهمية القطاع العام ,كلما زادت عمليات التبويب تعيدا بالنظر إلىمحتواها الحالي المتغير وهكذا بالإضافة إلى الحاجة إلى النظام والشفافية فانالدوافع الأكثر أهمية والتي يمكن تقديمها لتبرير عمليات الموازنة هي الدوافعالمتعلقة بالنظام السياسي والاقتصادي .
ولذلك فان التبويب الاقتصادي للنفقاتالعامة على قدر كبير من الأهمية بالنظر للتأثير الكبير للنفقات على الاقتصاد, ويمكنتقسيم النفقات إلى
1. نفقات التسيير أو نفقات الجارية ونفقات التجهيز أوبرأسمال
إن أهم ما يميز نفقات التجهيز أو برأسمال هو ترك شيء يستمر بعدها خلافالنفقات التسيير التي لا يبقي شيء.
2. نفقات المصالح ونفقات التحويل وإعادةالتوزيع
تهدف نفقات المصالح إلى مكافأة المنافع والخدمات والأدوات المقدمةللإدارة ,والتي هي ضرورية لتسييرها أو تجهيزها, أما نفقات التحويل فهي نفقات تؤدىبدون مباشر وتمثل نوع من
العدالة في توزيع الدخلالوطني.


المطلب الثالث تبويب الإرادات اقتصاديا

يرتبطالتبويب الاقتصادي للإيرادات العامة بطبيعة الثروات التي تم الاقتطاع منها في هذاالمجال , يفرق الاقتصاديون في مجال الجباية مثلا بين الضرائب على الدخل والضرائبعلى رأس المال أو على الثروة ,والضرائب على الاستهلاك أو على النفقة وهو التبويبالمعتمد في الجزائر قبل إصلاحات سنة 1991
1. تبويب الضرائب قبل إصلاحات 1991:
• الضرائب على الدخل تجمع تحت هذا الباب ضرائب المساهمات المباشرة وهيالضريبة على المرتبات والأجور والضريبة على الأرباح الصناعية والتجارية والضريبةعلى الأرباح غير التجارية والضريبة التكميلية على الدخل وغيرها , باستثناء الدفعالجزافي على الأجور الذي ينعكس على الأسعار ويؤثر على الاستهلاك.
• الضرائب علىالثروة أو على رأس المال: عمليات التضامن الاجتماعي.
• ضرائب على الاستهلاك : يتكون هذا الباب من الحقوق الجمركية ,الضرائب غير المباشرة والرسم على رقم الأعمال .
2. تبويب الضرائب بعد إصلاحات سنة 1991
• الضرائب المباشرة : وتجمع تحت هذاالضريبة على الدخل الإجمالي على الأجور والمرتبات والمعاشات وغيرها والضريبة علىالدخل الإجمالي.
• حقوق التسجيل والطابع :حقوق التسجيل وهي ضرائب موضوعة علىبعض العقود القانونية وعلى كل الوثائق الموجهة للعقود المدنية والقضائية .
• الرسوم المختلفة على الأعمال: الرسم على القيمة المضافة الداخلية وعمليات البيعوالأعمال العقارية
• الضرائب غير المباشرة: الضرائب غير المباشرة على الاستهلاكالتي تمس فقط المواد غير الخاضعة للرسم ,على رقم الأعمال (الذهب ,البلاتين ,...)

ويمكننا ان نوجز فيما يلي وثائق الميزانية العامة للدولة الجزائروالتي من بينها :
• قانون المالية .
• الجداول الملحقة بقانون المالية .
• المراسيم التوزيعية بالاعتمادات .
• ملزماي الميزانية العامة.

المبحثالثاني قواعد تقديم الميزانية في الجزائر

المطلب الاول قاعدة سنويةالميزانية العامة للدولة الجزائر

تبدو قاعدة سنوية الميزانية العامة ملائمةوتجسد توجه مشترك لكل الهيئات والجماعات والإفراد المدعوين لوضع توقعات للنفقاتوالإيرادات حيث إن السنة هي المدة الأكثر ملائمة لتشكيل توقعات السياسة الماليةالمصادق عليها والتي بإمكانها إن تعطي كل فعلياتها في الرقابة .


المطلب الثاني قاعدة وحدة الميزانية العامة للدولةالجزائر

تتفق قاعدة وحدة الميزانية العامة مع فلسفة الليبرالية التي لاتتكفل إلا بالنفقات ذات الطبيعة الإدارية لأجل ذلك ورغم ايجابياتها الكثيرة فانقاعدة الوحدة تواجه صعوبات أساسية في الجزائر .
فقد تبنت الدولة المنهجالاشتراكي الذي فوض تدخلها في الحياة الاقتصادية والاجتماعية حتى في ظل المرحلةالانتقالية إلى اقتصاد السوق حيث تحاول الدولة التخلي عن جزء مهم من دورهاالاجتماعي والاقتصادي .

المطلب الثالث قاعدة شمول الميزانية العامة للدولةالجزائر

إن قاعدة شمول أو عمومية الميزانية تكاد تكون هي قاعدة الوحدةفالقاعدتان تتعلقان بنفس الشيء,ولكن منظور إليهما من وجهتين مختلفتين ,وترتبط هذهالقاعدة بطبيعة الاقتصاد الموجه المناقض لاقتصاد السوق , وهذه القاعدة تدرج كافةالإيرادات والنفقات في ميزانية الدولة دون إجراء تخصيص.

المطلب الرابع قاعدةتخصيص اعتماد النفقات للدولة الجزائر

ويقصد بها توزيع الاعتمادات الواردة فيالميزانية العامة وفرزها وتخصيصها لغايات وأهداف محددة تحت رقابة السلطة التشريعيةوإجازتها لذلك.

المطلب الخامس قاعدة توازن الميزانية العامة للدولةالجزائر

توضع قاعدة توازن الميزانية العامة في الجزائر في إطار خصوصي حيثانه لغاية سنة 1965 كل نفقات الدولة توجد في الميزانية العامة (نفقات التسيير ,نفقات التجهيز ,والاستثمار ),وقد برزت مشاكل في الوقت الذي بدأت الجزائر في تخطيطتنميتها ,فعلى الرغم من تواضع محتوى المخطط الأول 1967-1969 غير انه اوجد مشاكلللخزينة العامة ,هذه المشاكل تبدو أكثر خطورة بالنسبة لأهم المخططاتالتنموية.

المبحث الثالث توازن الميزانية لدولة الجزائر منذالاستقلال

المطلب الأول: توازن الميزانية العامة من الاستقلال حتى سنة 1970

لقد تميزت فترة ما بعد الاستقلال بمرحلتين مختلفتين سياسيا غير أنهمامتكاملتين من الناحية الاقتصادية ، فقد عرفت المرحلة الأولى قيام مجلس وطني تأسيسيتولى مهمة التشريع في البلاد بينما كان التشريع بالأوامر ميزة المرحلةالثانية.
1. مرحلة ما بعد الاستقلال حتى سنة 1965: خلال هذه المدة كل نفقاتالدولة توجد في الميزانية العامة ، ففي الميزانيات العامة 1963 و 1964 كانت نفقاتالتجهيز والاستثمار ضعيفة و مدمجة في ميزانية التسيير التيتتكون من ثمانية عناوين إثنين منها متعلقة بالتجهيزات و الاستثمارات و تم فصلها عنميزانية التسيير بعد 1964
2. مرحلة التحضير للمخططات الرباعية من سنة 1966 حتى 1970 و تتميز هذه المرحلة بمحاولة إعادة تنظيم الاقتصاد الوطني ، ومباشرة أول مخططمتواضع في محتواه وهذا تحضيرا للمخططات الرباعية المستقبلية التي تعتبر طموحة في ماتتناوله غير أن هذا المسعى يتطلب مضاعفة النفقات العامة في وقت تعتبر فيه المواردالنهائية للدولة محدودة و لا تستطيع مسايرة هذه الزيادة.
وهكذا يبرز مشكلالتمويل وتجد قاعدة توازن الميزانية العامة نفسها معنية ، و قد تم معالجة الأمر منخلال إخراج النفقات ذات الطابع المؤقت مثل القروض و التسبيقات من الميزانية العامةوينتج عن هذا تخفيف الخزينة لأن المأزق لا يمول بالموارد النهائية للخزينة ولكنبالقروض التي هي وسائل خارج الميزانية العامة.

المطلب الثاني : توازنالميزانية العامة خلال الفترة مابين 1971-1988

في سنة 1971 اعتمدت إصلاحاتجديدة لتسهيل تمويل المخطط الرباعي الأول وقد كان لهذه الإصلاحات أثرها على مبدأتوازن الميزانية العامة وخاصة الإجراءات التالية المتعلقة بالاستثمارات المؤسساتالعمومية وهي :
• فصل استثمارات الميزانية العامة عن الاستثمارات المخططةللمؤسسات العمومية .
• تجديد إجراءات تمويل استثمارات المؤسسات العمومية .
1-فصل نفقات التجهيز عن نفقات الاستثمار:
لقد تم فصل نفقات التجهيز عن نفقاتالاستثمار ابتداء من سنة 1971 حيث أذن باستثمارات المؤسسات الخاصة بالقطاع العموميوالقطاع الاشتراكي على اعتبار أنها نفقات للاستثمارات المخططة الخاصة بالمؤسساتالعمومية.
2-تمويل الاستثمارات المخططة للمؤسسات العمومية:
ويضمن تمويلالاستثمارات المخططة للمؤسسات العمومية بما فيها استثمارات التجديد اعتبار الطبيعةالاستثمارات ونشطات المؤسسة بواسطة:
• القروض على المدى الطويل والتي تمنح منموارد الادخار التي تحصلها الخزينة والمؤسسات المالية المختصة الأخرى.
• قروضمصرفية .
• مساهمات خارجية من قبل المؤسسات العمومية .
• الأموال الخاصةللمؤسسات العمومية.
• مساهمات نهائية عند الاقتضاء من الميزانية العامةللدولة.


المطلب الثالث توازن الميزانية العامة خلال الفترة مابين 1989-2001

لقد شهدت بداية سنة 1988 عدة إصلاحات اقتصادية تهدف إلى تعديل المحيطالاقتصادي للمؤسسات العمومية الاقتصادية لتنسجم مع المسار الجديد للسياسةالاقتصادية العامة للدولة التي تتجه نحو اقتصاد السوق بطابعهالرأسمالي.
وقد تضمنت التشريعات تعديل القانون المتعلق بقوانينالمالية بحيث تنسجم مع هذا التوجه وخاصة القانون التوجيهي للمؤسسات العموميةالاقتصادية والقانونية المتعلقة بالتخطيط.
وقد استمر العجز تبعا للسنوات السابقةحتى تحقق توازن الميزانية في سنة 1991 ولكن سرعان ما ظهر العجز من جديد في السنةالموالية واستمر في التزايد على امتداد السنوات اللاحقة , ومن بين الآثار التيخلفها العجز على توازن الميزانية العامة في الجزائر :
• صعوبة التحكم في النفقاتالعمومية التي ازداد حجمها تضخما .
• اعتماد الميزانية العامة على عائداتالجباية البترولية لتمويل العجز وهي إيرادات غير عادية بالنظر لما يتمتع به هذاالمصدر من حساسية عالية لما يحدث في السوق العالمية من تقلبات تمس سعر البرميل , ولقد تغيرت توازنات الميزانية بتغير أسعار المحروقات في الأسواق العالمية.
• ضعفحصيلة الجباية العادية , ولإقامة نظام جبائي عصري في الجزائر أدخلت خلال العشرسنوات الأخيرة إصلاحات هامة تمثلت في الرسم على القيمة المضافة , الضريبة على الدخلالإجمالي .





المطلب الرابع الرقابة على ميزانية الدولة الجزائرية

تتممراقبة تنفيذ الميزانية العامة للدولة من خلال عدة أجهزة سياسية وإدارية وقضائيةتقوم بمراقبة قبلية وبعدية ومراقبة التنفيذ ومن بينها :
• المجلس الشعبي الوطني .
• مجلس الأمة .
• مجلس المحاسبة .
و أجهزة التابعة لوزارة المالية فيالجزائر ومنها على الخصوص المفتشية العامة للمالية والرقابة التي تخضع لهاالميزانية في الجزائر ذات طابع محاسبي شانها شان أي ميزانية تقليدية , ويمكن تلخيصوسائل الرقابة البرلمانية فيما يلي :
• الأسئلة الشفوية والكتابية.
• استجواب الحكومة .
• لجان التحقيق.


الخاتمة:

من خلال هذا البحثالذي قمنا به نجد أن مفهوم الميزانية مر بعدة تطورات بين النظرية التقليديةوالحديثة كما تبين دورها في كل من مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعيةكما أخذنا في الدراسة حالة خاصة ميزانية الجزائر ,لاحظنا أن هذه الأخيرة عانت منعجز كبير عند انخفاض سعر البترول لأنه يعتبر المخل الوحيد والمساهم في ضفةالإيرادات بينما النفقات تتنوع وتزداد لذالك فلقد غيرت الجزائر من سياستها بمساعدةالبنك الدولي لتنمية الاقتصاد من اجل تعدد المداخل (الإيرادات) وتعرف ميزانيةالجزائر في هذه الفترة انتعاشا كبيرا وسددت نسبة كبيرة من الديون وذلك يعود إلىارتفاع سعر البرميل الواحد من المحروقات.


المراجع
1. أصول الفنالمالي للاقتصاد العام –مدخل لدراسة أساسيات المالية العامة –
الدكتور عادل احمدحشيش(جامعة الجديدة للنشر الإسكندرية)
2. مبادئ الاقتصاد العام
الدكتور حامدعبد المجيد دراز
الدكتور المرسي السيد حجازي
3. المالية العامة
الدكتورحسن عواطة
4. منهجية الميزانية العامة للدولة في الجزائر
الدكتور لعمارةجمال

محب بلاده
2011-11-10, 21:58
يا اخي

لا ترحلْ بدوْن ردْ جمـيـلْ
لانني اليوْم انا اكتبْ وابْدعْ لكْ وغدآ
العلم للهْ ، كل زهرة مصيرها الذبول

دعاؤكم بظهر الغيب

REYES
2011-11-11, 01:07
السلام عليكم
اريد بحث حول اقسام الطلاق سنة رابعة علوم قانونية :sdf:
الاسم reyes
مستوى سنة رابعة علوم قانونية و ادارية
اخر اجل بعد 3 اسابيع
جزاك الله خيرا
الى الملتقى ان شاء الله

محب بلاده
2011-11-11, 01:58
السلام عليكم
اريد بحث حول اقسام الطلاق سنة رابعة علوم قانونية :sdf:
الاسم reyes
مستوى سنة رابعة علوم قانونية و ادارية
اخر اجل بعد 3 اسابيع
جزاك الله خيرا
الى الملتقى ان شاء الله


أحكام الطلاق

* تعريف: طلّق طلاقاً: تحرّر من قيْده، وطَلَقت المرأة من زوجها طلاقاً أي تحلَّلت من قيد الزواج وخرجت من عصمته.
وتعريف الطلاق شرعاً: إنهاء عقد الزواج الصحيح في الحال أو في المآل بالصيغة الدالة عليه.
* والطلاق مشروع بالكتاب والسنة والإجماع.
يقول الله تعالى: ) الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ( ويقول عز وجل: ) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ ( .
وأما السنة فمنها: " أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما طلّق امرأته وهي حائض فسأل عمر رضي الله عنه رسول الله r عن ذلك فقال: مُرْهُ فليراجعها ثم ليمسكها حتى تطهر ثم تحيض ثم تطهر ثم إن شاء أمسك بعد وإن شاء طلق قبل أن يمس، فتلك العدّة التي أمر الله أن تطلق لها النساء " . رواه البخاري وغيره.
وقد أجمع المسلمون على جواز الطلاق.
* والحكمة في مشروعية الطلاق، أنه نظام واقعي بشري وهو من محاسن الشريعة الإسلامية ومن دلائل واقعيتها وعدم إغفالها مصالح الناس في مختلف ظروفهم وأحوالهم، إذ طبيعة النفوس وما يعتريها من تغيّرات منها ما يؤدّي إلى المنافرة والخلاف وقد يستعصى حل الخلاف وإزالة النُّقْرة فيما بين الزوجين فتكون المصلحة في هذه الحالة هو وقوع الطلاق والفرقة، حيث لا يبقى مصلحة في النكاح ومقاصدهُ فتغلب مصلحة الطلاق، لأن في بقاء الرابطة الزوجية بعد فساد الحال بين الزوجين مفسدة ومضرة وسوء معاشَرة من غير فائدة.
وقد يكون العقم وعدم النسل بسبب من الزوج والمراة تتطلع إلى الذرية والنسل فتطلب الطلاق لتحقق أمنيتها مع زوج آخر.
* ولكن لماذا كان الطلاق بيد الرجل ؟
1- لأن القوامة بأصل الخلْقة للرجل، 2- ولأن الطلاق أمر خطير لأن فيه حل الرابطة الزوجية التي عقدت في الأصل لتكون طوال العمر، فلا يجوز التَّعجُّل في إنهائها، والملاحظ الذي يؤيده الواقع أن الرجل أكثر احتمالاً وصبراً على ضبط عواطفه وانفعالاته عند الغضب ودواعيه من المرأة، ولا يقدح في هذا أن بعض النساء قد يكنَّ أقْدر وأكمل ولكن هذا على النادر والأحكام تُبْنى على الغالب. وقد ذكرت بعض الزوجات لي بقولهن: لو أن الطلاق بيدنا ما كان في الغالب يوجد زواج دائم، فكلنا عندما نغضب نقول لأزواجنا: طلِّقنا .
3- الزواج والطلاق يحمّل الزوج تبعات مالية وهذا يحْمل الزوج على التأنِّي وعدم العجلة في تطليق زوجته. 4- وعموماً من حق المرأة التي لا ترضى بدوام العشرة مع زوجها أن تفدي نفسها بالخُلْع، أو أن تطلب وتشترط لنفسها عند عقد الزواج حق الطلاق بيدها.
* حكم الطلاق:
الطلاق تصرّف شرعي يقوم به الزوج، ولذلك كان فعله يعتريه الأحكام الشرعية من الوجوب والحرمة والإباحة والكراهة فهو يباح عند الحاجة لسوء خلق الزوجة ولسوء عشرتها، ويكره الطلاق في غير حاجة، ويحرم الطلاق في الحيض والنفاس، ويجب كطلاق المُولي بعد التَرَّبُّص أربعة أشهر من حلفه إذا لم يفيء، ويستحب الطلاق عند التفريط في حقوق الله تعالى كترك الصلاة، أو في التفريط في حقوق الزوج أو للبغض الشديد للزوجة.
* هل الأصل في الطلاق الحظْر أو الإباحة ؟ على قوْلين:
1- الأصل في الطلاق الإباحة: قال الإمام القرطبي في تفسيره: دلّ الكتاب والسنة وإجماع الأمة على أن الطلاق مباح غير محظور. وقال ابن المنذر: ليس في منع الطلاق خبر يثبت. وقال ابن عابدين: إيقاع الطلاق مباح عند العامة لإطلاق الآيات وهو المذهب عند الحنفية وغيرهم.
والحجة لهذا الرأي قوله تعالى: ) لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ ( وقوله تعالى: ) فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ ( وذلك يقتضي إباحة إيقاع الطلاق، وأن الأصل فيه الإباحة لا الحظر. وقد طلق النبي r حفصة رضي الله عنها حتى نزل عليه الوحي بمراجعتها لأنها صوّامة قوّامة .
كما طلق غير واحد من الصحابة y .
2- القول الثاني أن الأصل في الطلاق الحظر، والحجة لذلك: أن الزواج عقد مسنون، بل هو واجب أحياناً، فكان الطلاق قطعاً للسنة. وتفويتاً للواجب، فيكون الأصل فيه الحظر، مباح نظراً إلى الحاجة إلا كان كفران نعمة وسوء أدب فيكره. وقال ابن تيمية: لولا أن الحاجة داعية إلى الطلاق لكان الدليل يقتضي تحريمه، ولكن الله تعالى أباحه رحمة منه بعباده لحاجتهم إليه أحياناً، وإن الله يبغض الطلاق وإنما يأمر به الشياطين والسحرة كما قال الله تعالى: ) فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ ( وفي الصحيح عن النبي r قال: " إن الشيطان ينصب عرشه على الماء ويبعث جنوده، فأقربهم إليه منزلة أعظمهم فتنة، فيأتي أحدهم فيقول: مازلتُ به حتى شَرب الخمر، فيقول: الساعة يتوب، ويأتي الآخر فيقول: مازلت به حتى فرّقت بينه وبين امرأته فيقبِّله بين عينيه ويقول: أنتَ أنتَ " وقال رسول الله r: " أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة ". رواه أهل السُّنَن. وروى أبو داود حديث: " أبغض الحلال إلى الله الطلاق " .

ما يقع به الطلاق [صيغة الطلاق]

* صيغة الطلاق وهي التي تكشف عن إرادة الزوج إيقاع الطلاق، وقد تكون باللفظ الصريح الدال عليه، أو بما يقوم مقامه في هذه الدلالة، وقد تكون بغير اللفظ الصريح وهذه هي صيغة الكناية في الطلاق.
صيغة الطلاق الصريحة
* اللفظ الصريح في الطلاق هو: اللفظ الذي لا يستعمل إلا في حَلِّ عقدة النكاح في عرف من نطق به، والسامع له، والموجَّه إليه، بناء على الوضع اللغوي لهذا اللفظ، أو بناء على العرف العام عند الناس في استعمال هذا اللفظ في هذا المعنى.
* تعيين الألفاظ الصريحة في الطلاق
في تعيين الألفاظ التي ينطبق عليها هذا الوصف اختلافاً بين الفقهاء كالآتي:
: مذهب الحنابلة: اللفظ الصريح عندهم في الطلاق هو لفظ = الطلاق = وما تصرّف منه فقط، فلو قال: أنت طالق أو طلاق أو الطلاق، أو طلقتك، أو مطلَّقة فهو صريح لاغير. ومثله مذهب المالكية، فيلزم بهذه الألفاظ الطلاق ولا يفتقر إلى النيَّة.
: مذهب الحنفية: هو لفظ الطلاق أو التطليق مثل: أنت طالق، أو أنت الطلاق. ومن الصريح اللفظ المصحَّف في لفظ الطلاق حسب لهجة من ينطق الطلاق مثل: طلاغ، تلاغ، طلاك، تلاك، تلاق . ومن الصريح عندهم لفظ = الحرام = إذا تعارف قوم على إطلاق لفظ الحرام على الطلاق وصاروا يستعملونه عند إضافته إلى المرأة، فلو قال لزوجته: أنت عليّ حرام وقع الطلاق.
: مذهب الشافعية: صريحة جزماً = الطلاق = وما اشتق منه، وكذا من صريحه = الفراق = و = السراح = وما اشتق منهما على المشهور فيهما لاشتهاره لغة وعرفا ولورودهما في القرآن بمعنى الطلاق. وعلى المشهور عندهما أيضاً = الخلع = .
* حكم اللفظ الصريح في الطلاق:
الطلاق يقع به مادام الناطق به يعرف مدلوله، ولا يشترط لوقوع الطلاق به نيَّة إيقاع الطلاق، لأن اللفظ صريح في دلالته على إرادة الطلاق بالتلفظ به، والنية إنما تعمل في تعيين المبْهم لا الصريح، وقال تعالى: ) فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ ( شرع الطلاق من غير شرط النية، ولأن رسول الله r لم يسأل عبد الله بن عمر لما طلق امرأته في حال الحيض هل نوى الطلاق أو لم ينوِه، ولو كانت النية شرطاً لسأله. وعلى هذا إجماع الفقهاء، فلو قال: لم أنْوِ به الطلاق لم يقبل، ولو قال: أردت أنها طالق من وثاق، لم يصدق في القضاء، وكذا لا يسع المرأة أن تصدقه لأنه خلاف الظاهر، ويصدق فيما بينه وبين الله تعالى.
* ما يقوم مقام اللفظ الصريح:
تقوم الكتابة مقام اللفظ الصريح عند جمهور الفقهاء وخالف في ذلك الظاهرية، كما يقوم مقام اللفظ الصريح إشارة الأخرس الدَّالة على إرادته إيقاع الطلاق.
: الكتابة نوعين: مستبينة = واضحة = وغير مستبينة، كالتي تكتب على الهواء أو على الماء، وهذه لا يقع بها طلاق وإن نواه.
والكتابة المستبينة، وهي التي لها بقاء بعد كتابتها كالتي تكتب على الورق، فهي نوعان: مرسومة، وغير مرسومة، أما المرسومة فهي المكتوبة على طريق الخطاب والرسالة ومعنْوَنة إلى الزوجة، كأن يكتب إليها زوجها: أما بعد، يا فلانة فأنت طالق، فيقع الطلاق بفراغه من كتابة هذه العبارة لأنها منجَّزة، أما إذا كانت معلقة كما لو قال لها: يا فلانة إذا وصلك كتابي هذا فأنت طالق، فإن الطلاق لا يقع إلا من وقت وصول الكتاب إليها.
وأما غير المرسومة فهي غير المعنْوَنة إلى الزوجة كأن يكتب على ورقة: فلانة زوجتي طالق، فإن نوى الطلاق وقع وإلا لم يقع، لأن الكتابة على هذا الوجه قد تكون بقصد تجويد الخط وتجربة القلم فلا يحمل ما كتبه على إرادة الطلاق إلا بالنية.
: طلاق الأخرس يقع بالإشارة المفهومة، لأنها صارت معهودة فأقيمت مقام العبارة دفعاً للحاجة، ويعتد بإشارته ولو قدر على الكتابة، ولكن لا يقع الطلاق بإشارة القادر على النطق.
صيغة الطلاق غير الصريحة = الكناية =
* يقصد بألفاظ الكناية في الطلاق كل لفظ يستعمل في الطلاق، وفي غيره، مثل قول الرجل لزوجته: أنت بائن، أو أنت خَليّة، أو أمرك بيدك، أو الحقي بأهلك ... وسمي هذا النوع من الألفاظ كناية، لأن الكناية في اللغة اسم لفظ استتر المراد منه عند السامع، وهذه الألفاظ استتر المراد منها عند السامع، فإن قوله: أنت بائن يحتمل البينونة عن النكاح، ويحتمل البينونة عن الخير أو الشر، وقوله: الحقي بأهلك يحمل على الطلاق لأن المرأة تلحق بأهلها إذا صارت مطلقة، ويحمل على أن الزوج أراد بقوله هذا الطرد والإبعاد عن نفسه مع بقاء النكاح، وإذا احتملت هذه الألفاظ الطلاق وغير الطلاق فقد استتر المراد منها عند السامع فافتقرت إلى النية لتعيين المراد .
* الكناية يقع بها الطلاق بالنية :
إذا كانت ألفاظ الكناية يقع بها الطلاق إذا تعينت بالنية، فالطلاق يقع بها إذا نواه الزوج، أي إذا قصد بنطقه بها إيقاع الطلاق على زوجته، وهذا عند جمهور الفقهاء خلافاً للظاهرية لا يرون وقوع الطلاق بألفاظ الكناية.
* شروط وأحوال وقوع الطلاق بالكناية:
ألفاظ الكنايات في الطلاق المعتبر منها ما يشهد له العرف واستعمال الناس بأنه كناية، ولا يكفي أنه مذكور في كتب الفقه، لأن العرف أو استعمال الناس قد يتغيّر، نبّه إلى ذلك الإمام الأصولي والفقيه القَرَّافي وهو يتكلم عن الكنايات في الطلاق وما يقع بها فقال: إن مالكاً أو غيره من العلماء إنما أفتى في هذه الألفاظ بهذه الأحكام لأن زمانهم كان فيه عوائداً اقتضت نقل هذه الألفاظ للمعاني التي أفتوا بها فيها، فإذا وجدنا زماننا عُرْياً عن ذلك وجب علينا أن لا نفتي بتلك الأحكام = من وقوع الطلاق بها أو عدم وقوعه = في هذه الألفاظ، لأن انتقال العوائد يوجب تغيّر الأحكام. انتهى وعليه فما يعتبر من ألفاظ الكنايات في الطلاق هو ما يعتبره عرف الناس وعاداتهم في استعمال هذه الكنايات في الطلاق مريدين بها إيقاع الطلاق. لأن الفقه في المذاهب قد استعاض في تعيين ألفاظ الكنايات في الطلاق.
أولاً: مذهب الحنفية
إذا تلفظ الزوج واحداً من ألفاظ الكناية فالحال لا يخلو بين الزوجين عند تلفُّظه بذلك: إما أن تكون حالة الرضا وابتدأ الزوج بالنطق بلفظ الكناية. وإما أن تكون الحالة حالة مذاكرة الطلاق، أو سؤال الزوجة الطلاق، وإما أن تكون الحالة حالة غضب وخصومة.
: الحالة الأولى: حالة الرضا بين الزوجين: إذا ابتدأ الزوج بالنطق بلفظ كناية الطلاق فإنه يُسأل عن بيته، وهل أراد الطلاق بما تلفّظ به أم لا، ويصدَّق في قوله في جميع ألفاظ الكنايات بأنه أراد الطلاق، كما يُصدَّق في قوله ما أردت بها الطلاق مع حلف اليمين.
: الحالة الثانية: حالة مذاكرة الطلاق أو حالة الغضب والخصومة، فلهذه الحالتين ثلاثة أقسام:
‌أ- يشتمل القسم الأول خمسة ألفاظ هي: أمرك بيدك، اختاري، المتدى، استبرئي رحمك، أنت واحدة. والطلاق يقع بهذه الألفاظ . ولا يصدق بأنه ما أراد بها إيقاع الطلاق، لأن هذه الألفاظ وإن كانت تحتمل إرادة الشتم، فتعينت الحالة للدلالة على إرادة الطلاق بدلالة الحال في ظاهر كلامه.
‌ب- يشمل هذا القسم خمسة ألفاظ أيضاً من ألفاظ الكنايات وهي: خليَّة، وبريئة، وبَتَّة، وبائن، وحرام، وهذه الألفاظ كما تصلح للشتم تصلح لإرادة الطلاق، فإن الرجل يقول لأمرأته عند إرادة الشتم: أنت خلية من الخير، بريئة من الصلاح، بائن من الإحسان، بتة من المروءة، حرام العشرة معك، فيبقى اللفظ محتملاً على نفسه للطلاق وغيره، فإذا قصد به غيره فقد نوى ما يحتمله كلامه والظاهر لا يكذبه فيصدَّق في القضاء.
‌ج- هذا القسم يشمل بقية ألفاظ الكنايات غير ألفاظ القسمين الأول والثاني مثل: لا سبيل لي عليك، أو لا نكاح لي عليك، أنت حرَّة، أو قومي، أو أخرجي، أو اغربي، أو انطلقي، أو انتقلي، أو تقنَّعي، أو استتري، أو تزوّجي، أو ابتغي الأزواج، أو الحقي بأهلك ونحو ذلك.
وهذه الألفاظ لا تصلح للشتم، ولكن تصلح للتبعيد والطلاق، لأن الإنسان قد يبعد الزوجة عن نفسه حال الغضب من غير طلاق، فالحال لا يدل على إرادة أحدهما: التبعيد والطلاق، فإذا قال: ما أردت بهذا اللفظ إيقاع الطلاق فقد نوى ما يحتمله لفظه والظاهر لا يخالفه فيصدّق في القضاء.
ثانياً: مذهب الحنابلة
قالوا: الكنايات في الطلاق نوعان: ظاهرة، وخفية:-
أ‌- أما الكنايات الظاهرة فهي ست عشرة كناية: أنت خليّة، بريَّة، بائن، بتَّة، = أي مقطوعة، تْلة = أي منقطعة = أنت حرة، أنت الحرج = أي الحرام والإثم = حبلك على غاربك، تزوجي مَن شئت، حللْتِ للأزواج، لا سبيل لي عليك، لا سلطان لي عليك، اعتفُتك، غطِّي شعرك، تقنّعي، أمرك بيدك .
ب‌- النوع الثاني وهو الكنايات الخفية فمثل: اخرجي، اذهبي، وذوقي وتجرّعي، خلَّيتُك، أنت مُخلاَّه، أنت واحدة، لستِ لي بامرأة، المتدِّى، استبرئي، اعتزلي، الحقي بأهلك، لا حاجة لي فيك، ما بقى شيء، أعفاكِ الله، الله قد أراحني منك، اختاري، جرى القلم، أبرأك الله، فرّق الله بيني وبينك في الدنيا والآخرة.
: والكناية الظاهرة والخفية لا يقع بها طلاق إلا أن ينويه بنية مقارنة اللفظـ، أو ما يقوم مقام النية كحالة الغضب والخصومة، أو عند جواب سؤالها الطلاق، فيقع الطلاق في هذه الحالة ولو بلا نيَّة لأن دلالة الحال كالنيّة. فيقبل منه قوله في الفُتْيا، أما في القضاء فلا يقبل منه ما دلت عليه الحال.
مذهب الشافعية
* لا يقع الطلاق إلا بصريح أو بكناةي مع النيّة، وكناية الطلاق ألفاظ كثيرة، منها: أنت خلية، برية، بتَّة، بتلة، بائن، اعتدى، استبرئي رحمك، الحقي بأهلك، حبلك على غاربك، اغربي، تقنَّعي، تستّري، لا حاجة لي فيك، أنت وشأنك، أنت وليَّة نفسك، فلو نوى بأي لفظ من هذه ونحوها صار طلاقاً، سواء يف حالة الرضا أو في حالة الغضب، وسواء سألته الطلاق أو لم تسأله.
مذهب المالكية
* قالوا: كنايات الطلاق الظاهرة: بتّة، حبلك على غاربك، اعتدِّي، يقع بها الطلاق وإن لم ينوِه، فلها حكم اللفظ الصريح في الطلاق.
وأما الكنايات الخفية: ادخلي، اذهبي، انطلقي، خلَّيْت سبيلك، فيقع بها الطلاق إاذ نواه.
ما يقع من الطلاق بالكناية
* اختلفوا فيما يقع به الطلاق بألفاظ الكنايات، هي هل طلقة رجعية أم بائنة، وهل تطلق طلقة واحدة أو أكثر. والراجح جعلها طلقة واحدة رجعية، لأن الأصل في الطلاق أن يكون رجعياً.
أحوال الصيغة
* الطلاق الواقع قد يكون فورياً وهو الطلاق المنجّز، وقد يكون بصيغة مضافة إلى زمن ماضٍ، وقد تكون مضافة إلى زمن مستقبل، وقد تكون معلقة على شرط، وقد تكون بصيغة الحِلف.
صيغة الطلاق المنجزة
* يقصد بها الصيغة التي تكون مطلقة، لا مضافة إلى زمن ولا إلى شرط. كقول الرجل لزوجته: أنت طالق. وهذه هي الصيغة الأصل في الطلاق.
* ولا خلاف بين الفقهاء في وقوع الطلاق بالصيغة المنجزة فوراً إذا توافرت في الزوج المطلق، وفي الزوجة الواقع عليها الطلاق الشروط المطلوبة، وتترتب على هذا الطلاق آثاره المقررة شرعاً.
صيغة الطلاق المضافة إلى زمن ماضٍ
* إذا قال لزوجته: أنت طالق أمس، أو الشهر الماضي، أو السنة الماضية وقصد أن يقع الطلاق إلى الزمن الذي أضاف الطلاق إليه، يقع الطلاق في الحال بشرطين: الأول: أن يكون الزوج المطلق أهلاً لوقوع الطلاق وقت صدور الصيغة منه. الثاني: أن تكون الزوجة محلاًّ للطلاق في وقت إنشائه بصيغة الماضي، وأن تكون كذلك محلاً للطلاق في الوقت الذي أسند إليه الطلاق بهذه الصيغة.
: قال الشافعية تعليلاً لذلك: يقع الطلاق بلفظه ويلغو قصد الإستناد إلى الزمن الماضي لاستحالته. وقال المالكية: يقع في الحال باعتبار أن الطلاق بصيغة الماضي من نوع الهزل، وطلاق الهازل يقع في الحال.
: لا يقع الطلاق عند الظاهرية إلا إذا أضيف إلى زمن ماضٍ أو مستقبل. لأنه لم يأت قرآن ولا سنة بوقوع ذلك.
صيغة الطلاق المضافة إلى زمن مستقبل
* يقع الطلاق في الوقت المعين في الصيغة عند جمهور الفقهاء، فإذا قال لزوجته: أنت طالق غداً، وقع الطلاق حين يطلع فجر الغد، وإذا قال لها: أنت طالق في شهر كذا، وقع بأول جزء منه لتحقيق الاسم بأول جزء منه فيقع الطلاق في أول ليلة يُرى فيها الهلال، لأنه جعل ذلك الوقت ظرفاً للطلاق، فإذا وُجد ما يكون ظرفاً عيَّنه طُلِّقت.
: قال المالكية: الطلاق المضافة إلى زمن مستقبل يقع حالاً ولا ينتظر له حلول الوقت المضاف إليه الطلاق، لمنع أن يكون شبيهاً بنكاح المتعة، فإنه إذا قال لزوجته في أول رجل: أنت طالق في نهاية رجب، فمعنى ذلك أن النكاح بينهما يبقى لمدة شهر فقط ثم يزول وينقطع في نهاية رجب فيكون نكاحاً مؤقتاً فيكون هذا شبيهاً بنكاح المتعة، وإلا لم يجز تأجيل الطلاق وقع في الحال.
: الظاهرية لا يقع هذا الطلاق لا في المستقبل الذي عيَّنه الزوج ولا في الحال.
* قال بعض العلماء: إذا قلنا أن الأصل في الطلاق الحظر ويباح للحاجة، فإن إضافة الطلاق للمستقبل تشعر بأن لا حاجة إلى الطلاق في الوقت الحاضر، وأما قول المالكية بأن إضافة الطلاق إلى المستقبل هو من قبيْل توقيت النكاح فغير صحيح لأنه توقيت للطلاق وليس توقيت للنكاح الصحيح، كما أن النكاح لا يجوز فيه التعليق ويجوز في الطلاق التعليق.
صيغة الطلاق المعلقة على شرط
* صيغة الطلاق المعلقة على شرط تعني أن المطلق يربط حصول الطلاق بحصول ما اشترطه من شرط هو محتمل الوجود، كأن يقول لزوجته: إن خرجت من الدار بغير إذني فأنت طالق فهو قد ربط حصول الطلاق بحصول ما اشترطه وهو خروجها من الدار بغير إذنه، وهو أمر محتمل الوجود، والجمهور على أن الطلاق المعلق على شرط يقع إذا تحقق الشرط خلافاً للظاهرية.
* يشترط لصحة تعليق الطلاق على شرط كون الشرط متردِّداً بين أن يوجد وأن لا يوجد = أي محتمل الوقوع = فلا يصح التعليق المحقق الوجود، ولا بالشرط المستحيل، فإذا قال لزوجته: أنت طالق إن كانت السماء فوقنا، فهذا شرط محقق الوجود، فيلغو الشرط وتكون الصيغة منجزة حقيقة وإن جاءت بصيغة التعليق ظاهراً، فيقع الطلاق بها منجزاً، وكذلك لو قال لها: أنت طالق إن دخل الجمل في سمِّ الخياط، فالشرط في هذه الصيغة شرط مستحيل، فيلغو الشرط ولا يقع الطلاق بهذه الصيغة أصلاً، لأن الغرض من إيراد هذا الشرط في الصيغة تحقيق نفي الطلاق حيث علَّقه بشيء محال.
: تعليق الطلاق على مشيئة الله تعالى، كما لو قال: أنت طالق إن شاء الله تعالى، فهذا التعليق لا يقع به الطلاق، لأن مشيئة الله تعالى لا يطلع عليها أحد، فكان كالتعليق على شرط مستحيل، فيكون نفْياً للطلاق وليس إرادة وقوعه.
وقال الشافعية: لو قصد بها التَّبرُّك وقع الطلاق، ولأحمد ابن حنبل في ذلك قولين.
: قال المالكية: إن علَّق الطلاق على شرط لابد أن يقع، أو علَّقه على أجل يبلغه عمر الإنسان عادة، كقوله: إن دخل الشهر، فإن الطلاق يقع في الحال، ولا ينتظر وقوعه إلى حين حصول الشرط. وكذلك قالوا: إن علق الطلاق على مشيئة الله تعالى وقع الطلاق حالاً، لأنه لا سبيل إلى معرفة مشيئة الله تعالى.
الطلاق بصيغة الحلف
* لا يجوز إبطال التعليق بعد صدوره.
فليس للمطلق طلاقاً معلقاً بشرط أن يبطل التعليق، لأن إبطاله رفع له، وما وقع لا يرتفع، فإذا وجدت الصفة المعلق عليها الطلاق، وهي المعبر عنها بالشرط، طُلقت لوجود الصفة وإن لم توجد لم تطلق.
وإن قال مَن علّق طلاقه بشرط لم أقصده ولم أُرِدْهُ وقع الطلاق في الحال لأنه أقرّ على نفسه بإيقاعه، ويكون إقراره هنا صيغة طلاق في الحال.
صيغة الحلف بالطلاق
* اختلف الفقهاء في اليمين بالطلاق أو الطلاق المعلق على ثلاثة أقوال:
الأول: قال به أصحاب المذاهب الأربعة: يقع الطلاق المعلق متى وجد المعلق عليه، سواء أكان فعلاً لأحد الزوجين، أم كان أمراً سماوياً، وسواء أكان التعليق قسمِيًا أم شرطياً يقصد به حصول الجزاء عند حصول الشْرط .
أدلة الجمهور:
1- الكتاب مثل قوله تعالى: ) الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ( فلم يفرق بين منجز ومعلق .
2- السنة: لقوله r: " المسلمون عند شروطهم "
أ- أخرج البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: " طلق رجل امرأته البتَّة إن خرجت، فقال ابن عمر: إن خرجت فقد بانت منه، وإن لم تخرج فليس بشيء ".
ب- روى البيهقي عن ابن مسعود t: " في رجل قال لامرأته: إن فعلت كذا وكذا فهي طالق، ففعلته فقال: هي واحدة = أي طلقة = وهو أحق بها " أي في رجعتها.
جـ- صح عن أبي ذر الغفاري t: " أن امرأته لما ألحَّت عليه في السؤال عن الساعة التي يستجيب الله فيها الدعاء يوم الجمعة قال لها: إن عدت سألتني فأنت طالق "
د- أخرج ابن عبد البر عن عائشة رضي الله عنها قالت: " كل يمين وإن عظُمت ففيها الكفارة إلا العتق والطلاق " .
هـ- روى البيهقي عن ابن عباس t: " في رجل قال لامرأته: هي طالق إلى سنة، قال: يستمتع بها إلى سنة ".
و- روى البيهقي عن فقهاء أهل المدينة: " أنهم كانوا يقولون: أيما رجل قال لامرأته: أنت طالق إن خرجت حتى الليل، فخرجت امرأته قبل الليل بغير علمه، طُلقت امرأته " .
3- المعقول: حيث قد تدعو الحاجة إلى تعليق الطلاق كما تدعو إلى تنجيزه زجراً للمرأة، فإن خالفت كانت هي التي اختارت طلاقها المأذون لها في اختياره. فكأنه قال: اختاري إما الطلاق أو تنفيذ ما أردت. كأن يقول لها: إن خرجت فأنت طالق ويجب أن لا تخرج ويحضها على ذلك، فهو قد أعلمها أنه لا يريد خروجها وأنها إن اختارت الخروج فقد اختارت الطلاق، فاختارت هي مخالفته ورغبت في الطلاق الذي خيّرها فيه.
القول الثاني: قال الظاهرية والشيعة الإمامية: الحلف بالطلاق والطلاق المعلق لا يقع أصلاً. واستدلوا بقوله r: " من كان حالفاً فلا يحلف إلا بالله " .
ورُدّ عليهم: بأن التعليق في الحقيقة إنما هو شرط وجزاء، فإطلاق اليمين عليه مجاز المشاركة الحلف في المعنى وهو الحث على الشيء أو على منعه أو تأكيداً للخبر.
القول الثالث: قال ابن تيمية وابن القيم: إن التعليق على شرط أو على وجه غير اليمين يقع الطلاق عند حصول الشرط، وإن التعليق قَسَمِيًا ووجد المعلق عليه لا يقع ويجزيه كفارة يمين، وعند ابن القيم هو لغو لا كفارة فيه.
قالا: إن كان الحلف المقصود منه الحث على الفعل أو المنع منه، أو تأكيد الخبر، :ان في معنى اليمين فيدخل في أحكام الأيمان في قوله تعالى: ) قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ ( وقوله سبحانه: ) ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ (
وإن لم تكن يميناً شرعية كانت لغواً ورُدّ عليهم: بأن الطلاق المعلق لا يسمى يميناً شرعاً ولا لغة، وإنما هو يمين على سبيل المجاز المشابهة اليمين الشرعية في إفادة الحث على الفعل أو المنع منه أو تأكيد الخبر، فلا يكون له حكم اليمين الحقيقي.
واستدعو بما روى عن علي t أنه كان يقول: الحلف بالطلاق ليس بشيء، ورُدّ عليهم أن ذلك كان أيام الإضطهاد يحلفون الناس بالطلاق والعتق حتى يضطروهم للفعل أو المنع.
المطلِّق

هو الذي يملك إيقاع الطلاق ويوقعه فعلاً وهو الزوج. يقول الله تعالى: ) وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ ( ويقول تعالى: ) فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ ( ويقول r: " الطلاق لمن أخذ بالساق " أي الزوج، رواه ابن ماجة.
* شروط يجب أن تتوافر في المطلق :
1- أن يكون المطلق5 بالغاً عاقلاً، فلا يقع طلاق الصبي وإن كان عاقلاً، فلا يصح الطلاق من غير مكلَّف كصبي.
: قال الحنابلة: يصح الطلاق من زوج عاقل ولو مميِّزاً يعقل الطلاق ولو كان دون عشر سنين لعموم قوله r: " الطلاق لمن أخذ بالساق " ومعنى كون الصبيّ المميز بعقل الطلاق هو أن يعلم أن زوجته تبين منه وتحرم عليه إذا طلقها.
: وتعليل عدم صحة طلاق الصبي المميز عند الجمهور: أن كليات الشريعة لا تجيز التصرفات إلا ممن له أهلية التصرّف، وأدناها العقل والبلوغ خصوصاً ما هو دائر بين الضرر والنفع.
: ويشترط في الزوج المطلق أن يكون عاقلاً فلا يقع طلاق المجنون لقوله r: " رُفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ. وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يفيق " قال ابن قدامة الحنبلي في المغني: أجمع أهل العلم على أن الزائل العقل بغير سُكر أو ما في معناه لا يقع طلاقه.
: يُلْحق بالمجنون النائم والمعتوه والمُبَرْسَم والمغمى عليه والمدهوش.
المعتوه: هو القليل الفهم المختلط الكلام الفاسد التدبير ولكنه لا يضرب ولا يشتم بخلاف المجنون. والمبرْسَم: ويقال: الموم هو علة في العقل كالمجنون. والمدهوش: هو من ذهب عقله حياءً أو خوْفاً فيغلب عليه الخلل ويهذي بسبب ما أصابه من صدمة عصبية أصابته فأذهبت عقله.
: طلاق السفيه معتبر لأن السَّفه لا يؤثر في العقل من جهة إدراكه الأمور، فليس في عقله خلل يلحقه بالمجنون. والسَّفَه: خِفَّة تبعث الإنسان على العمل في ماله بخلاف مقتضى العقل.
: السكران زائل العقل هل يقع طلاقه ؟ جمهور الفقهاء يفرقون بين سكران بطريق محظور، وبين سكران بطريق غير محظور. فمن سكر بطريق غير محظور كالذي يشرب شراباً فيسكره، أو تناول دواء فغيّب عقله، أو تناول مسكراً ولم يعلم أنه مسكر فأسكره ففي هذه الحالات إذا طلق لم يقع طلاقه بلا خلاف.
والسكر: هو سرور يزيل العقل فيهذي في كلامه ويأتي بما لا يعقل. فجمهور الفقهاء قالوا: يقع طلاق السكران بطريق محظور، وهو قول الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة. وقال الظاهرية: طلاق السكران لا يلزم سواء بطريق محظور أو غير محظور. وهذا القول اختاره ابن تيمية وبان القيم وهو رواية عن أحمد وبعض التابعين وقال ابن المنذر ثبت ذلك عن عثمان بن عفان t. وقالوا: معاقبة من سكر بطريق غير مشروع عقوبة غير العقوبة المقدّرة لجريمة السكر وأذى بالمرأة.
2- الشرط الثاني: أن يكون المطلِّق مختاراً غير مكره.
قال الجمهور: لا يقع طلاق المكره، وهذا مذهب المالكية والشافعية والحنابلة والظاهرية، وروى ذلك عن عمر وعلي وابن عمر وابن عباس وابن الزبير وجابر بن سمرة y وغيرهم من علماء التابعين، وقال الحنفية: يقع طلاق المكره، ووافقهم الشعبي والنخعي والزهري والثوري.
: قال الحنفية: أن العلّة في وقوع طلاق المكره هي حاجته إلى التخلص مما تُوُعِّد به من القتل أو الجرح أو الأذى الذي لا يطيقه، فالمكره عرف الشَّريْن والضررين: ضرر إيقاع الطلاق، والضرر المهدد به فاختار أهونهما وهو إيقاعه للطلاق فهو مخترا اختياراً كاملاً.
: قال الجمهور: الإكراه لا يكون مع الإختيار لإفساده إيَّاه، والتصّرف الشرعي إنما يعتبر شرعاً بالإختيار، فإن فات الإختيار لم يكن للتصرف اعتبار، وطلاق المكره في الحقيقة قوْل أكره عليه بغير حق فلا يجوز أن يثبت له حكم. وكيف يصح إيقاع طلاق المكره مع علمنا يقيناً بأنه لا يريد الطلاق ولا يقصده ولا حاجة له فيه. وقال رسول الله r: " إن الله وَضع عن أمتي الخطأ، والنسيان، وما استكرهوا عليه " رواه ابن ماجة، وأخرج أبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت: " سمعت رسول الله r يقول: " لا طلاق ولا عتاق في إغلاق ". قال أبو داود وعلماء الغريب: الغلاق الغضب وقال ابن تيمية: الإغلاق إنسداد باب العلم والقصد عليه، فيدخل فيه طلاق المعتوه والمجنون والسكران والمكره والغضبان الذي لا يعقل ما يقول، لأن كلا من هؤلاء قد أغلق عليه باب العلم والقصد، والطلاق إنما يقع من قاصد له عالم به.
: بماذا يتحقق الإكراه ؟
1- أن يكون المكرِه قاهراً للمكرَه لا يقدر على دفعه .
2- أن يغلب على ظن المكرَه أن ما يخافه من المكِره واقع به.
3- أن يكون ما يهدده به المكِره مما يلحق به ضرراً مثل القتل والقطع والضرب المبِّرح والحبس الطويل ونحوه.
3- الشرط الثالث أن يكون المطلق قاصداً الطلاق. وهو كونه ناوياً إيقاع الطلاق مريداً له عازماً عليه. فالطلاق إنما يكون بلفظ ونية أو بلفظ فقط أو بنية فقط.
: لا يقع الطلاق بالنيّة المجرّدة. فإن نوى الزوج في قلبه تطليق زوجته أو طلقها في نفسه دون أن يتلفظ بلفظ الطلاق فإن طلاقه لا يقع، وهذا قول عامة الفقهاء خلافاً للزهري وابن سيرين. قال الزهري: إذا عزم على الطلاق طلِّقت زوجته، وقال ابن سيرين وقد سئل عمّن طلق في نفسه قال: أليس قد علمه الله ؟ قال السائل: بلى. قال ابن سيرين: فلا أقول فيها شيئاً.
وقال العلماء: صريح حديث رسول الله r قال: " إن الله تجاوز عن أمتي ما حدَّثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم " . رواه البخاري والترمذي .
* طلاق الهازل وهو من يقصد التلفظ بلفظ الطلاق ولكن لا يريد حكم هذا اللفظ. فهل يقع طلاقه ؟ قال ابن قدامة في المغني: إن صريح الطلاق لا يحتاج إلى نية، بل يقع من غير قصد ولا خلفا في ذلك سواء قصد المزاح أو الجد. قال ابن المنذر: أجمع كل من أحفظ عنه من أهل العلم على ان جدّ الطلاق وهزله سواء، روى ذلك عن عمر بن الخطاب وابن مسعود وغيرهم وقالت الشيعة: لا يقع طلاق المكره ولا الهازل.
: قال رسول الله r: " ثلاث جِدُّهن جِدّ وهزلهن جد: النكاح، والطلاق، والرجعة " رواه أبو داود والترمذي. قال العلماء: الهازل مكلف اختار التلفظ بالطلاق ولو أُطْلق للناس جواز الإحتجاج بالهزل لتعطلت الأحكام وهذا يؤدي إلى الفوضى وارتكاب المرحم، والنكاح والطلاق والرجعة واجب فيها صيانة الفروج من العبث.
: طلاق المخطئ كأن يريد أن ينادي زوجته باسمها فيسبق لسانه إلى النطق بكلمة = طالق = مخاطباً إياها بهذا اللفظ، أو يتكلم بما يدل على الطلاق وهو لا يقصد بما نطق به ولكن لسانه سبق إلى ما نطق به.
قال الجمهور: لا يقع طلاق المخطئ إن ثبت سبق لسانه وإن لم يثبت قُبل في الفتوى دون القضاء.
وقال الحنفية: يقع طلاق المخطئ بالتلفظ بلفظ الطلاق ولا يقبل منه أنه أخطأ لأنه أمر باطني وقد يتخذ وسيلة إلى إحلال ما حرّم الله وهذا في القضاء أما في الفتوى والديانة فإن الطلاق لا يقع إذا علم من نفسه أنه أخطأ ولم يقصد الطلاق. وقال الجمهور: إن الشرع منع الهزل في الطلاق واعتبره كالجِدّ فيه حماية للفروج، أما المخطئ فمعذور ولم يختر التلفظ .
: طلاق الملقَّن وهو من لُقِّن عبارة الطلاق وهو لا يفهمها كالأعجمي، فالطلاق لا يقع لعدم قصده إيقاع الطلاق.
* طلاق الحاكي كالفقيه أو للتعليم لا يقع به طلاق.


طلاق غير الزوج

* الأصل أن الزوج هو الذي يطلق زوجته، ولكن هناك حالات نجد فيها غير الزوج يوقع الطلاق على زوجة غيره ويعتبر طلاقه، كالمولىّ، والوكيل، والقاضي، وقد يفوِّض الزوج زوجته في تطليق نفسها.
تطليق الوليّ
* هناك وليّ خاص وهو الولي على النفس بالنسبة للصغير والمجنون كالأب، وهناك الولاية العامة للقاضي.
: لا يجوز للأب أن يطلق امرأة الصغير أو المجنون بِعِوَض أو بغير عِوَض للحديث " الطلاق لمن أخذ بالساق " ولأن الطلاق طريقه الشهوة فلم يدخل في الولاية. وهذا مذهب الحنيفة والشافعية وأحد قولي أحمد بن حنبل. وهو مروي عن عمر بن الخطاب t.
: يجوز للولي تطليق زوجة الصغير والمجنون إذا كان التطليق بعِوَض أو فيه مصلحة للصغير أو المجنون. وهذا مذهب مالك .
: يجوز للولي تطليق زوجة الصغير أو المجنون إطلاقاً لأن ابن عمر طلق عَلَي ابن له معتوه. وهذا هو القولي الثاني لأحمد.
تطليق الوكيل

* للزوج أن يوكل من يزوِّجه وله أن يوكل من يطلق عليه زوجته، فيمن صحَّ طلاقه صحَّ توكيله فيه، كما له أن يوكل زوجته. وهذا مذهب الأئمة الأربعة.
: قال ابن حزم الظاهري: لا تجوز الوكالة في الطلاق، ولم يأتِ في طلاق أحد عن أحد بتوكيله إيّاه قرآن ولا سنة فهو باطل. كما لا يجوز أن يظاهر أحد عن أحد أو يلاعن أحد عن أحد.
: إذا أرسل الزوج رسولاً يبلغ الزوجة طلاقها. فلا يعتبر الرسول وكيلاً في الطلاق. فالمرأة يقع عليها الطلاق بعبارة زوجها لا بعبارة الرسول، بينما في الوكالة يقع الطلاق بعبارة الوكيل. * التفويض في الطلاق
* إذا أناب الزوج زوجته في تطليق نفسها سمِّيَ هذا التوكيل تفويضاً، وكذلك إذا أناب شخصاً غيره وقال له طلِّق زوجتي إن شئت كان ذلك تفويضاً له.
* أجاز جمهور الفقهاء التفويض في الطلاق ومنعه بعضهم.
مذهب الحنفية
يرى الحنفية أن تفويض الطلاق إلى الزوجة من قبيل التمليك لا من قبيل التوكيل. والمالك هو مَن يعمل بمشيئة نفسه، والوكيل مَنيعمل بمشيئة موكله. لذلك:
1- الزوج في التمليك = أي تفويض الطلاق لزوجته = لا يملك الرجوع عن تفويضه الطلاق للمفوض إليه بخلاف التوكيل وسبب ذلك أن التفويض يتضّمن تعليق الطلاق على تطليق مَن فوّض إليه أمر الطلاق، ولا يجوز الرجوع في التعليق، والطلاق مما يجوز تعليقه فلا يجوز الرجوع فيه.
2- لا يملك الزوج عزل مَن فوّض إليه الطلاق، لأن التفويض تمليك ولا يجوز العزل فيه، بينما في التوكيل يملك الموكل عزل وكيله.
3- التفويض إذا كان مطلقاً بقيد الزمن فإنه يتقيّد بمجلس العقد عند التفويض.
* آثار التفويض عند الحنفية: بالنسبة للزوج لا يؤثر التفويض في حقه في إيقاع الطلاق على زوجته وإنما يشترك المفوض إليه معه في هذا الحق ولكن على وجه الإنفراد فيوقع أي منهما الطلاق منفرداً .
* أنواع التفويض في الطلاق عند الحنفية:
1- إن كان التفويض في مجلس التفويض وكانت حاضرة فقال لها: طلِّقي نفسك خلال عشرة أيام، فلها أن تطلق نفسها خلال هذه المدة. فإن انقضت العشرة بطل تفويضها، وإن كانت غائبة عن مجلس التفويض فإن بلغها قبل مضيِّ الوقت فلها إيقاع الطلاق فيما بقى من وقت التفويض. وإن بلغها بعد مضيّ الوقت بطل التفويض.
2- إذا كان التفويض غير مقيد بوقت معين مثل أن يقول لها: اختاري نفسك أو أمرك بيدك ناوياً الطلاق، فإن حقها في تطليق نفسها يتقيد بمجلس التفويض إن كانت حاضرة أو بمجلس علمها به إن كانت غائبة عنه، فإن طلقت في المجلس وإلا بطل التفويض .
3- إذا كان التفويض عاماً في الزمان كما لو قال لها: أمرك بيدك متى شئتِ ناوياً تفويض الطلاق إليها، لها أن تستعمله متى شاءت دون أن تتقيّد بمجلس التفويض أو وقت معين.
* نوع الطلاق الواقع بالتفويض إذا كان باللفظ الصريح في الطلاق كأن يقول لها: طلقي نفسك إن شئتِ فطلقت نفسها وقع الطلاق رجعياً، وإن كانت بألفاظ الكنايات مثل أن يقول لها: أمرك بيدك ونوى الطلاق وقع الطلاق بائناً.
* يصح إنشاء التفويض عند الحنفية قبل عقد الزواج، وعند إنشاء عقد الزواج، وبعد إنشائه. فيصح لو قال لامرأة: أمرك بيدك متى شئتِ إن تزوجتك. وعند إنشاء العقد إن كان الموجب هو الزوجة أو وكيلها والقابل هو الزوج لأنه في هذه الحالة كان صدور التفويض من زوج. أما إن كان الزوج هو الموجب فلا يصح لأن الزواج لم يقم إلا بعد القبول ليس هنا قبول قد تم.
مذهب الشافعية
لا يكون التفويض إلا لزوجة بالغة عاقلة، وأما إنابة غيرها فهو توكيل لا تفويض. والتفويض تمليك للطلاق.
* إذا فوّض الزوج الطلاق إلى زوجته عليها أن تطلق نفسها في مجلس التفويض فوراً إن أرادت تطليق نفسها، فإن انقضى مجلس التفويض وتفرَّقا بطل التفويض لأنه من التمليكات ويشترط فيها الفورية.
ويستثنى من شرط الفورية في إيقاع الطلاق إذا اقترن بصيغة التفويض ما يدل على عدم اشتراط الفورية كأن قال لها: طلِّقي نفسك متى شئتِ.
* يكون التفويض باللفظ الصريح في الطلاق وبألفاظ الكناية مثل أَبِيني نفسك ونوى الطلاق.
* يشترط في صيغة التفويض أن تكون منجزة غير معلقة لأنه تمليك ولا يصح تعليقه، فإذا كان توكيلاً صح التعليق. كما يشترط النيّة في ألفاظ الكنايات، فإذا لم ينو الزوج التفويض فلا تفويض، وإن لم تنوِ هي الطلاق فلا تطليق، لأن الطلاق لا يقع بالكناية وحدها بلا نيَّة .
* للزوج أن يرجع عن تفويضه قبل أن توقع الزوجة الطلاق لأن التمليك والتوكيل يجوز الرجوع فيهما قبل القبول.
مذهب المالكية
التفويض عندهم على ثلاثة أقسام: توكيل، وتمليك، وتخيير.
فالتوكيل أن يقول لزوجته إلى غيرها: وكلتك أن تطلقي نفسك، والتمليك أن يقول لها: أمرك بيدك أو طلاقك بيدك، والتخيير أن يقول لها: اختاري نفسك. فالوكيل يفعل ما وكِّل فيه على سبيل النيابة عن موكله، بينما المملَّك والمخيّر إنما يفعلان ذلك عن نفسهما، ولا يملك الزوج عزل مَن ملكه الطلاق.
* الحيلولة بين الزوج وزوجته في التفويض، ففي حالة التمليك والتخيير يجب أن يُحال بينهما فلا يقربها ولا يطأها حتى تبيِّن موقفها من تطليق نفسها، وكذلك خلال المدَّة التي حددها لها بأن قال لها: أمرك بيدك إلى سنة. وكذلك تجب الحيلولة في حالة توكيلها في تطليق نفسها حتى يرجع عن توكيله.
مذهب الحنابلة
يجوز للزوج أن يفوِّض أمر طلاق زوجته إليها أو إلى غيرها كأن يقول لها: أمرك بيدك ناوياً تفويض الطلاق إليها.
: فإذا قال لها: طلِّقي نفسك، أو أمرك بيدك فالتفويض بهاتين الصيغتين توكيل. أما التفويض بقوله: اختاري نفسك فهو خيار تمليك فكان على الفور كخيار القبول في مجلس التفويض، فإذا كان التفويض بصيغة منجزة ولكن مقيدة بزمن معين، تقيَّد التفويض بهذا الزمن، فإن كان التنجيز مطلقاً في كل زمان صح إيقاع الطلاق في أي وقت كما لو قال لها: اختاري نفسك متى شئتِ، فإذا قال لها: اختاري نفسك اليوم تقيد اختيارها في هذا اليوم. وكذلك إذا قال لها: أمرك بيدك إذا رجع فلان من السفر فهو معلق برجوعه من سفره فتملك تطليق نفسها إذا تحقق الشرط.
* للزوج الرجوع عن تفويضه في كل الصِّيغ لأنه توكيل ولا يصح التمليك ولا ينتقل عن الزوج وإنما ينيب عنه غيره. ويكون الرجوع بالقول أو بالفعل كأن يطأها فتبطل الوكالة.

المطلَّقة

* هي الزوجة التي يقع عليها الطلاق في عقد النكاح الصحيح، والزوجة يقع عليها الطلاق حال قيام الرابطة الزوجية، وقد يقع عليها الطلاق وهي في عِدَّة طلاق.
* الطلاق الذي لا خلاف في وقوعه هو أن يطلق الزوج امرأتهفي طهر لم يمسسها فيه طلقة واحدة، ويتركها حتى تنقضي عدتها فتصير هذه الطلقة الرجعية طلقة واحدة بائنة بينونة صغرى، إن لم تكن هذه الطلقة مكملة للطلاق الثلاث، وهو الطلاق المشروع ويسمَّى = طلاق السُّنَّة = .
* والطلاق المختلف في وقوعه هو ما خالف طلاق السنة الذي ذُكر بأن طلقها في طهر قد مسها فيه، أو طلقها وهي حائض، أو طلقها أكثر من طلقة واحدة بلفظ واحد. وهذا الطلاق يسمى = الطلاق البِدْعي = .
طلاق الحائض
* طلاق الزوجة وهي حائض محظور شرعاً لنهي الشرع عنه، ومن ثم قال الفقهاء إنه حرام، وقد دلّ على تحريمه الكتاب والسنة والإجماع.
: قال تعالى: ) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ( قال الزمخشري في التفسير: أي إذا أردتم تطليقهن وهممتم به فطلقوهن مستقبلات لعدتهن. وقال ابن كثير في التفسير: عن ابن عباس رضي الله عنهما: أي لا يطلقها وهي حائض، ولا في طهر قد جامعها فيه.
: أخرج البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: " أنه طلق امرأته وهي حائض على عهد رسول الله r فسأل عمرُ بن الخطاب رسول الله r عن ذلك، فقال رسول الله r: مُرْهُ ليراجعها ثم ليمسكها حتى تطهر، ثم تحيض ثم تطهر، ثم إن شاء أمسك بعد، وإن شاء طلق قبل أن يَمَسَّ، فتلك العِدَّة التي أمر الله أن يُطلَّق لها النساء " قال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري شرح البخاري:فتلك العدّة التي أمر الله أن يطلق لها النساء، أي فتلك العدّة التي أذن الله أن يطلق لها النساء، وهذا مراد بيان الآية وهي قوله تعالى: ) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ ( وقال الإمام النووي: أجمعت الأمة على تحريم طلاق الحائض الحائل بغير رضاها، فلو طلَّق أثم. وقال الحطاب المالكي في مواهب الجليل: إن الطلاق في الحيض حرام بالإجماع. وقال ابن قدامة الحنبلي في المغني: فإن طلقها للبدعة وهو أن يطلقها حائضاً أو في طهر أصابها فيه أثم.
: لا خلاف في أن الطلاق في النفاس له حكم الطلاق في الحيض عند المالكية والشافعية والظاهرية.
* يستثنى من حظر الطلاق في الحيض:
1- غير المدخول بها، لأن لا عِدَّة عليها، فلا يراعي في طلاقها كونها غير حائض، لأن عِلَّة النهي عن الطلاق في الحيض هي ألاَّ تطول عدة الحائض المطلقة، وهي غير متحققة في الحائض غير المدخول بها، لأنه لا عدة عليها إذا طلقت، قال ابن عبد البر المالكي: أجمع العلماء أن طلاق السنة إنما هو للمدخول بها، أما غير المدخول بها فليس لطلاقها سنة ولا بدعة إلا في عَدَد الطلاق على اختلاف بينهم فيه.
2- التطليق من الحاكم في الإيلاء إذا اتفق وقوع تطليقه في حال حيض الزوجة.
3- إذا اختلعت الزوجة من زوجها صح الخلع سواء كانت الزوجة حائضاً أو غير حائض، لأن علَّة تحريم الطلاق في الحيض هي لئلا تتضرر الزوجة في إطالة عدتها، وهذا المعنى غير موجود في حالة الإتفاق على الفرقة عن طريق الخلع. وأخرج البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما: " أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي r فقالت: يا رسول الله: ثابت بن قيس ما أعيب عليه في خُلُق ولا دين ولكني أكره الكفر في الإسلام، فقال رسول الله r: أَتَردِّين عليه حديقته ؟ قالت: نعم. قال: رسول الله r: اقبل الحديقة وَطلقها تطليقه ". ووجه الدلالة بهذا الحديث أن رسول الله r لم يستفصل من امرأة ثابت بن قيس هي حائض أم طاهرة، فدل على جواز الخلع في حال الحيض والطهر.
* حكمة تحريم الطلاق في الحيض يرجع إلى أمرْين: الأول: لئلا تطول عدة المرأة المطلقة وفي إطالتها ضرر عليها، والأمر الثاني: لغرض التأكد من أن الطلاق كان لحاجة الزوج إليه وليس مردّه إلى نزوة طارئة وغضب سريع وقرار متعجل. يقول الإمام الكاساني الحنفي: لأن فيه تطويل العدة عليها، لأن الحيضة التي صادفها الطلاق فيه غير محسوبة من العدة، فتطول العدة عليها وذلك إضرار بها، ولأن الطلاق للحاجة هو الطلاق في زمان كمال الرغبة وزمان الحيض زمان النُّفْرة، فيكون الإقدام عليه فيه دليل الحاجة إلى الطلاق، فلا يكون الطلاق فيه سُنَّة بل سفها.
* هل التحريم لحق الله تعالى أم لحق الحائض المطلقة ؟
يقول الإمام النووي: أجمعت الأمة على تحريم طلاق الحائض الحائل بغير رضاها، ويفهم من ذلك جواز طلاق الحائض برضاها، وهذا يعني أن تحريم الطلاق في الحيض ثبت حقاً للمطلقة الحائض. وعند المالكية أن تحريم الطلاق ثبت أمراً تعبدِّياً حقاً لله تعالى، وعندهم قول صحيح على قول الجمهور.
* هل يقع الطلاق في الحيض ؟
: قال الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وعامة الفقهاء: يقع طلاق البدعة وهو أن يطلقها حائضاً أو في طهر أصابها فيه، ويأثم للتحريم. قال الإمام النووي: أجمعت الأمة على تحريم طلاق الحائض الحائل بغير رضاها، فلو طلقها أثم ووقع طلاقه، وشذَّ أهل الظاهر فقالوا: لا يقع. واستدل الجمهور على وقوع طلاق الحائض من القرآن الكريم بقوله تعالى: ) فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ ( وهذا يعم كل طلاق. ومنه الطلاق البدعي، وكذلك قوله تعالى: ) وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ( ولم يفرق بين مطلقة في حيض وبين مطلقة في طهر، إذ لا يجوز إخراج بعض المطلقات من هذا العموم الوارد في هذه الآيات إلا بنص أو إجماع، ولا يوجد نص ولا إجماع في إخراج المطلقات في الحيض من هذا العموم .
وفي السنة المطهرة حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما الذي رواه البخاري ومسلم بشأن طلاق زوجته في الحيض أن النبي r أمره أن يراجعها. قال الإمام النووي: في هذا الحديث ولو لم يقع طلاقه لم تكن رجعة، فإن قيل: المراد بالمراجعة أو الرجعة: الرجعة اللغوية وهي الردّ إلى حالها الأول لا أنها تحسب عليها طلقة، قلنا: هذا غلط من الوجهين: أحدهما: أن حمل اللفظ على الحقيقة الشرعية يقدَّم على حمله على الحقيقة اللغوية. والثاني: أن ابن عمر صرّح في رواية لمسلم بأنه حسبها عليه طلقة. انتهى كلام النووي. وأخرج البخاري عن سعيد بن جبير عن ابن عمر عندما طلق زوجته وهي حائض قال ابن عمر: " حُسِبَت عليّ بتطليقة " وأخرج الدارقطني عن ابن عمر عندما طلق زوجته أن النبي r قال: " هي واحدة، أي تطليقة واحدة " قال ابن حجر العسقلاني بعد أن ذكر خبر الدارقطني: وهذا نص في موضع الخلاف فيجب المصير إليه.
: وقال الظاهرية وابن تيمية وابن القيم: لا يقع الطلاق في الحيض .
قال ابن تيمية وقد سُئل عن الطلاق في الحيض: ولا ريْب أن الأصل بقاء النكاح ولا يقوم دليل شرعي على زواله بالطلاق المحرم، بل النصوص والأصول تقتضي خلاف ذلك. واحتج أصحاب هذا الرأي بأن أمر النبي r لعبد الله بن عمر أن يرجع زوجته، أن المراد بالرجعة معناها اللغوي وليس معناها الاصطلاحي، أي الرجوع لحالتهما التي كانا عليها من الإجتماع قبل الطلاق، كما استدلوا بحديث رواه أبو داود في سننه أن ابن عمر قال: " أن النبي r ردّ عليّ زوجتي ولم يرها شيئاً " وهي رواية عن أبي الزبير، وقال أبو داود بعد أن أخرج الحديث: والأحاديث كلها على خلاف ما قال أبز الزبير. وقال الإمام الخطابي: قال أهل الحديث: لم يرو أبو الزبير حديثاً أنكر من هذا، وقد يحتمل أن يكون معناه: ولم يرها شيئاً تحرم معه المراجعة. وقال ابن عبد البر: ولم يرها شيئاً لم يقله غير أبي الزبير وليس بحجة فيما خالفه فيه مثله فكيف بمن هو أثبت منه ؟ ولو صح فمعناه عندي: ولم يرها شيئاً مستقيماً لكونها لم تقع على السنة .
* هل تجب المراجعة ؟
: قال المالكية: المراجعة واجبة على الزوج المطلق، فإن راجعها فيها ونعمت، وإن أَبَى أمره الحاكم بها لأنه ممتنع من أداء واجب عليه، فإن أبى أن يراجعها من أمر الحاكم له بالمراجعة أجبره عليها بالتهديد بإيقاع الأذى به كالسجن والضرب، فإذا أصرَّ على إبائه ورفضه ارتجعها الحاكم عليه، لأن الإرتجاع في هذه الحالة حق لله تعالى.
: قال الحنفية في القول الأصح: تجب المراجعة ديانة لا قضاء، والقول الثاني: يستحب الرجعة.
: قال الشافعية والحنابلة وهو القول الثاني للحنفية: يستحب المراجعة ولا تجب. فإن راجعها وجب إمساكها حتى تطهر واستحب إمساكها حتى تحيض حيضة أخرى. قال ابن حجر الشافعي: قيل الحكمة فيه أن لا تصير الرجعة لغرض الطلاق، فإن أمسكها زماناً يحل فيه طلاقها ظهر فائدة الرجعة، لأنه قد يطول مقامها معه فقد يجامعها فيذهب ما في نفسه من سبب طلاقها فيمسكها.
الطلاق في طهر مسها فيه
* طلاق السنة أن يطلقها في طهر لم يمسها فيه، أي طاهر من غير جماع، فإن طلقها في طهر مسها فيه أثم وهو طلاق محظور شرعاً للحديث السابق في طلاق الحائض وفيه " مُرْهُ فليراجعها ثم ليمسكها حتى تطهر، ثم تحيض، ثم تطهر، ثم إن شاء أمسك بعد، وإن شاء طلق قبل أن يمس، فتلك العدَّة التي أمر الله أن تطلق لها النساء " رواه البخاري ومسلم. قال الإمام النووي وهو يشرح هذا الحديث: ففيه تحريم الطلاق في طهر جامعها فيه.
* والحكمة في تحريم الطلاق في طهر مسها فيه، فلا يأمن الزوج من أنها قد حبلت بهذا الجماع، فإن طلقها ثم استبان حملها فقد يندم على ذلك، وأيضاً فإن طلقها بعد وطئها مع احتمال حبلها بهذا الوطء يجعل الزوج والزوجة في شك من عدتها: أتكون بوضع الحمل إذا تبيّن أنها حامل أم تكون عدتها بثلاثة قروء إذا لم تكن حاملاً، كما أن الطلاق للحاجة، والحاجة تظهر في الطلاق في طهر لم يجامعها فيه.
* يقع الطلاق مع إثم موقعه عند الجمهور الذين أوْقعوا الطلاق في الحيض مع إثم موقعه.
الطلاق في العدَّة
* العدَّة في الإصطلاح الشرعي: تربُّص يلزم المرأة عند زوال النكاح، فلا تستطيع أن تتزوَّج قبل انقضاء عدتها.
* الطلاق الرجعي لا يزيل الملك ولا الحل، فلزوجها أن يردَّها إذا شاء بإرادته دون توقف على رضاها مادامت في العدة فيزول كل أثر للطلاق سوى فقدان الزوج طلقة من طلقاته الثلاث التي يملك إيقاعها على زوجته. فهل يجوز للزوج أن يوقع عليها طلقة أخرى مادامت في العدة؟
: ذهب جمهور الفقهاء إلى أن المعتدة من طلاق رجعي يقع عليها الطلاق مادامت في العدة، لأنها تعتبر بحكم الزوجة لأن الطلاق الرجعي لا يزيل الملك ولا الحل، قال ابن قدامة الحنبلي في المغني: الزوجة الرجعية زوجة يلحقها طلاقه وظهاره وإيلاؤه ولعانه، ويرث أحدهما صاحبه بالإجماع .
: قال ابن تيمية: والرجعية لا يلحقها الطلاق وإن كانت في العدة بناء على أن إرسال طلاقه على الرجعية في عدتها قبل أن يراجعها محرّم.
* الطلاق في العدة من طلاق بائن بينونة صغرى:
: لا يقع الطلاق في هذه العدة، وهذا قول الجمهور، قال الشافعي: لا يلحقها الطلاق لأن الطلاق تصرف في الملك بالإزالة، والملك قد زال بالخلع والإبانة وإزالة الزائل محال. وقال ابن قدامة: المختلعة لا يلحقها طلاق بحال.
: قال الحنفية: يقع الطلاق في العدة من طلاق بائن بينونة صغرى لأنها بالخلع والإبانة لم تخرج من أن تكون محلاً للطلاق.
* الطلاق في عدة البينونة الكبرى لا تكون المرأة محلاً لإيقاع الطلاق عليها لزوال الملك والحل للزوج، فلا يقع عليها طلاقه.

محب بلاده
2011-11-11, 02:04
امتحان السداسي الثاني في مقياس : قانون الأسرة

س1/ {4ن}:ما المراد وما التحديد القانوني و الشرعي لكل من:
القتل ضمن موانع الإرث ، والنكاح ضمن أسبابه ؟

س2/ {4ن}: ما المراد بالتطليق، وما الفوارق الجوهرية بينه وبين الطلاق والخلع ؟


س3/ {6ن}: توفيت عن / زوج،أم،أب،وولد،وتركت أموالا قدرت بـ3014 دج ،وعليها دين ثابت لجارة لها بـ240 دج ، وأوصت لجمعية يهودية تناضل من أجل الدفاع عن حق الإنسان في بيئة نظيفة خالية من التلوث بـ150 دج ، وكلف تجهيز المغفور لها 2000 دج .

المطلوب : قسم التركة على مستحقيها الشرعيين والقانونيين .
وماذا لو قدرنا الولد أنثى /بنت/ ؟


س4/ {6ن}:

توفيت عن زوج،وأم،و 3 أخوة لأم ، وأخت شقيقة،وأخ شقيق.

المطلوب : بين فرض كل وارث،والمستند القانوني والشرعي لكل ما تقوم به ، ثم أجب باختصار عن الحالات التالية :

أ/ بدل الزوج زوجة .

ب/ بدل الأم جدة .

ج/ بدل الأخوة لأم،أخ واحد لأم أو أخت واحدة لأم .

د/ بدل الأخ الشقيق أخت شقيقة .

هـ/ بدل الأخ الشقيق ، أختان شقيقتان .



بالتوفيق





* الإجابة النموذجية *



مخطط الأجوبة ، وأهم خطوات ونقاط الإجابة

السؤال الأول: ما المراد وما التحديد القانوني والشرعي لكل من:

القتل ضمن موانع الإرث، والنكاح ضمن أسبابه ؟ .



جوابه:
1/ : القتل : هو إزهاق الروح مباشرا أو تسببا والقاتل هو من يزهق روح إنسان مباشرة أو تسببا.
لقوله صلى الله عليه وسلم " لا يرث القاتل شيئا " وقوله : " ليس لقاتل ميراث " وذلك أن القاتل
استعجل ميراث مورثه بقتله فيعاقب بحرمانه منه ، والقتل جريمة ، والميراث نعمة، فلا يناسب مقابلة
الجريمة بالنعمة ، هذا باتفاق جميع الفقهاء.

واختلفوا في نوع القتل الذي يمنع من الميراث:
*/ ذهب الحنفية : إلى أن القتل الذي يمنع من الميراث هو القتل الذي فيه القصاص أو الكفارة مع الدية
وهو : 1. العمد . 2. شبه العمد . 3.الخطأ . 4. الجاري مجرى الخطأ.

و مباشرة القتل تعني أن يفعل سبب القتل القاتل بنفسه مباشرة .

أما التسبب فكأن يحفر أمامه حفرة فيسقط فيها، فهنا القتل تسببا .

وبالتالي خرج عندهم من أنواع القتل: القتل بالتسبب + والقتل بحق.

والشرط عندهم العمد والمباشرة.
واقترب الحنابلة من الحنفية - فإن القتل المانع للميراث عندهم هو القتل الموجب للقصاص أو الكفارة أو الدية ،
جعلوا التقدير في القتل الموجب للحرمان هو تقرير الشارع العقاب عليه سواء أكان مباشرا أو غير مباشر .
*/ القول الثاني : المالكية : يرون أن القتل الذي يمنع من الميراث هو القتل العمد مع العدوان فقط سواء كان
مباشرا ـ كإطلاق النار أو القتل بالحاد كالسكين أو السيف ، أو الحجر أو العصا ـ أو بالتسبب كشهادة زور
أدت إلى تنفيذ الحكم بالقتل أو التحريض أو مشاركة القاتل برأي ، أو حفر جب ليقع فيه المجني عليه سواء
كان القاتل فردا أو جماعة .ولو كان القتل عمدا لكن بحق كمن قتل ابنه في قصاص أو زوجته في زناها فإنه
لا يمنع من الميراث .
أما الخطأ فإنه لا يمنع من الميراث من المال عكس الدية حتى لا يرث الشخص مال نفسه .
*/ والقول الثالث : مذهب الشافعية : أن القتل الذي يمنع من الميراث هو: القتل العدوان سواء كان
بالمباشرة أم بالتسبب ، أنه شامل للفاعل الأصلي والشريك له ، والمحرض عليه ، وشاهد الزور ،
فكل قتل مانع من الميراث ولو من قاصر فلا يرث من له دخل في القتل ولو كان بحق أو بغير قصد
ولو كان القتل من قاصر , فلو كان صبي يعبث بسلاح ناري فقتل أبيه فلا يرث منه , لان هذه حقوق مالية
تتعلق بالعباد فلا فرق بين المكلف وغير المكلف, فالشافعية منعوا القاتل من الميراث مهما كان نوع
القتل , عمدا , خطأ , بغير قصد , ومهما كانت طبيعته مباشرة أو بالتسبب , والمنع منصب على الدية والتركة.
ويبدو وأن المشرع الجزائري جمع بين رأي المالكية والشافعية ،حيث نصت المادة 135 ق.أ.ج. على أنه
يمنع من الميراث: 1/قاتل المورث عمدا وعدوانا سواء كان فاعلا أصليا أو شريكا . 2/ شاهد الزور الذي أدت
شهادته إلى الحكم بالاعدام وتنفيذه. 3/ العلم بالقتل أو تدبيره إذا لم يخبر السلطات المعنية.
أما القاتل خطأ فقد ورد استثناؤه في المادة 137:يرث القاتل خطأ من المال دون الدية أو التعويض.
ملاحظة / القتل حدًا أو دفاعًا عن النفس أو العرض أو المال أو بغيًا لا يمنع من الميراث ما لم يتجاوز
فيه حد الدفاع وتناسبه مع الاعتداء, أو يثبت فيه وصف العمد والعدوان ، وأن يكون القيام به لجهة مخولة شرعا وقانونا، فأمر القاضي بإقامة الحد على فلان من الناس، لا يعد مانعا من الميراث إلا لشاهد الزور .

2/ النكاح : لغة هو الضم، والتداخل , و اصطلاحًا : هو عقد الزوجية الصحيح سواء صحبه دخول بالزوجة أم لا ، فيتوارث به الزوجان، -أي يرث الزوج زوجته وترث الزوجة زوجها - وإذا عقد عليها ثم مات بعد العقد ولم يدخل بها فإنها ترثه، و هو يرثها إن ماتت قبل الدخول بها , و بقولنا: عقد الزوجية الصحيح، يخرج عقد الزوجية الفاسد، المتفق على فساده , كالعقد على خامسة، ويخرج أيضًا عقد الزوجية الباطل، و العقد الباطل كعقد المسلمة بالكافر، وزواج المتعة فلا توارث بينهما.

وإذا وقع الطلاق، و كان الطلاق رجعيًا ، فلا يمنع التوارث، بتوفر شرطين : 1- أن يكون الطلاق رجعيا , 2- أن تكون الزوجة في العدة , فهي ترثه وهو يرثها، لأنها زوجة لها حكم الزوجة .

وترث المطلقة طلاقا بائنا من مطلقها عند المالكية, و الحنابلة ولو انقضت عدتها ، على أن الزوج متهم بإخراجها من الورثة , والخلاصة أن الجمهور غير الشافعية يورثون هذه المرأة لقصد الزوج السيئ , ولا ميراث لها عند الشافعية وان كانت العدة باقية، لأنها وإن كانت زوجة حكما لا يمكن إرجاعها .

السؤال الثاني:

ما المراد بالتطليق، وما الفوارق الجوهرية بينه وبين الطلاق والخلع؟.

جوابه:

من الحالات التي يتدخل فيها القضاء للتفريق بين الزوجين حالةُ غياب الزوج غيبةً طويلةً عن زوجته ويتأكَّد الضررُ ويتضاعفُ بعدم وصول النفقة إليها، والحكم عليه بالسجن له معنى الغياب وأحكامه.

وقد أعطى قانون الأسرة الجزائري الحق للمرأة في طلب التطليق في الحالات الآتية كما جاء في المادة 53:

-عدم الإنفاق بعد صدور الحكم بوجوبه ما لم تكن عالمةً بإعساره وقتَ الزواج.

-العيوب التي تحول دون تحقيق الهدف من الزواج.

-الهجر في المضجع فوق أربعة أشهر.

-الحكم على الزوج عن جريمة فيها مساس بشرف الأسرة وتستحيلُ معها مواصلة العشرة و الحياة الزوجية.

-الغيبة بعد مضي سنة بلا عذر ولا نفقة. -كل ضرر معتبر شرعا .

-ارتكاب فاحشة مبينة. الشقاق المستمر بين الزوجين.

- مخالفة الأحكام الواردة في المادة 8 أعلاه.( تتعلق بتعدد الزوجات).

- مخالفة الشروط المتفق عليها في عقد الزواج.

أما الخَلْع فهو : هو بذل المرأة العوض عن طلاقها. أو هو طلاق بعوض

في حالة عدم قدرة المرأة على البقاء مع زوجها أو أداء حقوقه أو ساءت عشرتها معه فيجوز لها أن تعطيَه من مهرها – بعضه أو كله- و يجوز للزوج أخذُه مقابلَ تسريحها.

جاء في المادة 54 أنه: يجوز للزوجة دون موافقة الزوج أن تخالع نفسها بمقابل مالي.

إذا لم يتفق الزوجان على المقابل المالي للخلع يحكم القاضي بما لا يتجاوز قيمة صداق المثل وقت صدور الحكم.
ومعلوم أن الطلاق إما أن يحصل بالإرادة المشتركة بين الزوجين أو بإرادة الزوج، ولا تعويض فيه إلا عن الضرر للطرف المتضرر إن تحقق الضرر وبتقدير القاضي، في حين العوض يعد من أركان وشروط الخلع، أما التطليق فيوقعه القاضي بطلب من الزوجة وليس من شروطه موافقة الزوج.


السؤال الثالث: / توفيت عن / زوج , أم , أب , وولد, وتركت أموالا قدرت بـ 3014دج ، وعليها دين ثابت لجارة لها بـ 240دج ، وأوصت لجمعية يهودية تناضل من أجل الدفاع عن حق الانسان في بيئة نظيفة خالية من التلوث بـ 150دج ، وكلف تحهيز المغفور لها 2000دج

المطلوب : قسم التركة على مستحقيها الشرعيين والقانونيين .

وماذا لو قدرنا الولد أنثى بنت؟.

جوابه: الحقوق الثابتة في التركة = 240+150+2000=2390دج

والتركة : 3014 ناقص 2390 =624 دينار







أصل المسألة 12 // التركة = 624دج، السهم= 624تقسيم 12=52

زوج


1/4=3


فرضا لوجود الفرع الوارث = 156

أم


1/6=2


فرضا لوجود الفرع الوارث = 104

أب


1/6=2


فرضا = 104

ابن


با. تعصيبا


الباقي تعصيبا = 260







التأكد : 156+104+104+260=624دج









أصل المسألة 12 وعالت إلى 13، السهم =624تقسيم 13=48

زوج


1/4=3


فرضا لوجود الفرع الوارث = 144

أم


1/6=2


فرضا لـ... = 96

أب


1/6=2


فرضا لـ... = 96

بنت


1/2=6


فرضا للانفراد عن المشارك المساوي لها في الدرجة وعن المعصب = 288







التأكد : 144+96+96+288=624



السؤال الرابع:

توفيت عن زوج، وأم، و3 إخوة لأم، وأخت شقيقة ، أخ شقيق.

المطلوب : بين فرض كل وارث، ثم أحب باختصار عن الحالات التالية:

أ/ بدل الزوج زوجة. ب/ بدل الأم جدة. ج/بدل الأخوة لأم أخ واحد لأم أو أخت واحدة لأم. د/ بدل الأخ الشقيق أخت شقيقة هـ/ بدل الأخ الشقيق ، أختان شقيقتان.

جوابه:

المسألة المشتركة ( بالاشتراك)، وتسمى : بالعمرية ، واليمنية ، والحجرية ، وجاء النص عليها في المادة 176 ق.أ.ج. :

شروط هذه المسألة:

1/ وجود زوج في المسألة. 2/ وجود صاحبة سدس من أم أو جدة .

3/ وجود عدد من الاخوة لأم إذ لولا ذلك لأخذ الواحد منهم السدس ، وبالتالي لا شيء للأخوة الأشقاء.

4/ وجود أخ شقيق أو أكثر مع أخت واحدة أو أخوات شقيقات ( إذ المهم وجود من يرث بالتعصيب ).

وتسمى بالمسألة المشتَركة أو المشترِكة أو المشركة أو اليمية أو الحجرية أو الحمارية :




6


وبعد التصحيح نثبت الأصل الجديد للمسألة

زوج


1/2=3


لوجود الفرع الوارث

أم


1/6=1


لوجود الفرع الوارث

3 اخوة لأم


1/3=2


للتعدد وعدم الحاجب، ولم يبق شيء للاخوة الأشقاء لذا يشتركون من الاخوة لأم في الثلث لاعتبارهم جميعا من أم واحدة ، ويسوى بين ذكرهم وأنثاهم.

اخت ش+ أخ. ش


الباقي=0






خلاف العلماء في المسألة المشتركة :

المذهب الأول : يرى عدم توريث الشقيق أو الأشقاء , باعتبارهم يرثون بالتعصيب ومعلوم حسب قواعد الميراث أن الورثة بالتعصيب يأخذوا ما تبقى بعد أصحاب الفروض , وفي المسألة المشتركة لم يتبق شيء , لاستغرق الفروض , والى هذا المذهب ذهب أبو بكر وعلى وابن عباس وغيرهم , و هو قضاء عمر بن الخطاب أولا , واليه ذهب الحنفية والحنابلة , ودليلهم في ذلك حديث الرسول – صلى الله عليه وسلم - : " ألحقوا الفرائض بأهلها , فما بقي فلأولى رجل ذكر " .

المذهب الثاني : يقضي بتشريك الأشقاء مع أولاد الأم في فرضهما وهو الثلث , أي إلغاء قرابة الأب من الشقيق , واعتباره أخا لام , فيشترك معهم في الثلث , بالتساوي , والى هذا ذهب عثمان وزيد بن ثابت في اظهر الروايتين عنه وغيرهم , وهو قضاء عمر ثانيا , واليه ذهب المالكية والشافعية .

و هذه المسألة عرضت على أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - فقضى فيها ،فقد أعطى الإخوة لأم وأسقط الإخوة الأشقاء، فجاءه احد الأشقاء قائلا : يا أمير المؤمنين : هب أن أبانا حجرًا ملقي في اليم، أو أن أبانا كان حمارًا، ألسنا أولاد أم واحدة ؟ فعمر -رضي الله عنه- تأمل المسألة ثم أفتى بقضاء جديد، حيث شَرَّكَ الإخوة الأشقاء مع الإخوة لأم.

على أن يسوى بين ذكرهم وأنثاهم لأننا أسقطنا قرابة الأب للأشقاء وأعتبرنا فيهم قرابة الأم مثل الأخوة لأم .

الفصيل في الحالات المشار إليها في السؤال؟
*/ إذا كان بدل الزوج زوجة ستأخذ الربع، وسيبقى بعد أصحاب الفروض 3 للأشقاء. */ لو كان مكان الأم جدة لا يتغير هذا الفرض. إذن في الركن الثاني سواء كان الركن هذا أما أو كانت جدة فالأمر سواء . */ ولو بدلنا الإخوة لأم بأخ واحد لأم أو أخت لأم، يصبح له سدس, ويتبقى سدس يأخذه الإخوة الأشقاء. */ لو كان بدل الأخ الشقيق أخت شقيقة تأخذ النصف, وتعول المسألة، وكذا لوكن02. */ لو كان مكان الأخ الشقيق أختان شقيقتان لهما الثلثان, وتعول المسألة، مثل السابقة. وأخيرا تذكير بأركان و"شروط " المسألة المشتركة : 1/أن يكون الإخوة لام اثنين فأكثر سواء ذكورا أو إناثا 2/أن يكون الأخ شقيقا , لان الأخ لأب يسقط لعدم اشتراكه مع الإخوة لام في الأم 3/أن يكون الأخ الشقيق ذكرا , لان الشقيقة تستحق النصف والشقيقات الثلثين .


انتهى

محب بلاده
2011-11-11, 02:05
الرقابة الاولى يوم : 17/02/2010

المدة الزمنية : ساعتان


امتحان في مقياس : قانون الأسرة

أجب على الاسئلة التالية:
س1 {06ن }
نصت المادة 15 " قانون رقم 05-09 المؤرخ في 04مايو 2005 " في الفقرة الأولى على أنه: يحدد الصداق في العقد سواء كان معجلا أو مؤجلا.
المطلوب: الشرح والتعليق على الفقرة السالفة، من أجل الوقوف على حالات الصداق عند النزاع فيه وعليه؟ ، وهل هذا الوارد في الفقرة المذكورة
ينسحب على الإشهاد في العقد أم يختلف؟.
س2/ {06ن }
المادة 32 " قانون رقم 05-09 المؤرخ في 04مايو 2005 ": يبطل الزواج إذا اشتمل على مانع أو شرط يتنافى ومقتضيات العقد.
ونصت المادة 19 منه على ما يلي: للزوجين أن يشترطا في عقد الزواج أو في عقد رسمي لاحق كل الشروط التي يريانها ضرورية ،
ولاسيما شرط عدم تعدد الزوجات وعمل المرأة ، ما لم تتنافى هذه الشروط مع أحكام هذا القانون .

المطلوب: شرح المادتين من أجل الوقوف على التوافق أو عدم التوافق بينهما؟.
س3/{06ن }
نصت المادة 50من .ق.أ.ج.على أنه: من راجع زوجته أثناء محاولة الصلح لا يحتاج إلى عقد جديد ومن راجعها بعد صدور الحكم بالطلاق يحتاج إلى عقد جديد .
/ في حين نصت المادة 52 " قانون رقم 05-09 المؤرخ في 04مايو 2005 " على: إذا تبين للقاضي تعسف الزوج في الطلاق حكم للمطلقة
بالتعويض عن الضرر اللاحق بها.

المطلوب : تناول المادتين – كل مادة على حدة – بالتحليل والتعليق؟ وما ضابط التعسف في الطلاق؟.



ملاحظة: {02ن } للمنهجية العامة في تنظيم الإجابة.



بالتوفيق

أساتذة المقياس.
* الإجابة النموذجية *

مخطط الأجوبة يطلب من الطالب التعرض للقضايا المبينة أدناه بمنهجية علمية لا تفرض عليه ، وإنما يتوخى من طالب على أبواب التخرج الإبداع بعد الاستيعاب.

ملاحظة: {02نقطة } للمنهجية العامة في تنظيم الإجابة.

س 1 / جوابه 06 نقاط

العناصر العامة للإجابة: 1/ التعليق.2/ حالات الصداق.3/ الإشهاد في العقد.

التفصيل...

الصــداق: اسم للمال الذي يجب للمرأة على الرجل بعقد النكاح أو الوطء، وهو حق خالص لها تستحقه مقابلَ قبولها

عقدَ النكاح وتسليمِها نفسَها للرجل والانتقالِ إلى بيت الزوجية، يجب على الرجل دفعه عاجلاً، أو آجلا. جاء في المادة 14

من ق أ ج [الصداق هو ما يُدفعُ نِحْلةً للزوجة من نقود أو غيرها من كل ما هو مباح شرعا وهو ملك لها تتصرف فيه كما تشـاء ].

وعله فإنه يشترط فيه أن يكون :

1-طاهرا .... مباحاً شرعا 2-منتفعاً به عند الزوجة

3-معلوماً من نقودا أو غيرها . 4- تملكه المرأة و تتصرف فيه بحرية مادامت كاملةَ الأهلية.

يُستحبُّ تحديد قيمة الصداق وتسميتُه وتحديد صفته من تعجيل أو تأجيل أثناء العقد أو قبل الدخول تفادياً لأي خلاف قد يقع بين الطرفين،

و يجوز أن تُترك تسمية الصداق أو يُسكت عنها أثناء العقد.

وهو ما جـاء في المادة 15 من ق.أ.ج: يحدد الصداق في العقد سواء كان معجلا أو مؤجلا، وهي محل السؤال.

و في تسميته عند العقد مراعاة لمصلحة المرأة وحفظا لحقوقها المالية .

فإذا سمي الصداق فينبغي لطرفي العقد الاتفاقُ على صفة التسليم أو تحديد أجل التسليم للمرأة ولا يترك الأجل مُبْهمًا.

هذا ولم يجعل المشرِّعُ الجزائري حداً معيناً ينتهي إليه أقل الصداق ولا أكثره وترك ذلك لتراضي الطرفين،

فكل ما اتفقا عليه يصلح أن يكون صداقا.

إذا حُـدِّد مقدار الصداق أثناءَ العقد أو بعده ثم حصل طلاقٌ قبل الدخول فإنها تستحق نصف المسمَّى سواء كانت قبِضتْه أم لا.

أما إذا لم يُحَدَّد الصداقُ ثم حصل طلاقٌ قبل الدخول فلا تستحِقُّ منه شيئاً.

وتستحق المرأة صداق المثل إذا دخل بها زوجها، ثم حصل طلاق أو مات أحدهما، وكذا إن كان الصداق فاسداً أو مجهولاً أو اتفقا

على إسقاطه ودخل بها أو كان النكاح فاسداً أو فيه شبهة وقد دخل بها.

وجاء النص على تقدير الصداق في ق.أ.ج.: المادة 16: تستحق الزوجة الصداق كاملاً بالدخول أو بوفاة الزوج وتستحق نصفه عند الطلاق قبل الدخول.

أما إذا كان الصداق فاسداً كما لو كان محرَّماً أو مجهولاً أو غيرَ متمول أو تواطآ على إسقاطه فيفسخ النكاح قبل الدخول ويفرض صداق

المِثْل بعده ويصح النكاح.

ومهما كان الصداق فإن النكاح يثبت إذا وقع البناء بالمرأة ولا يفسخ العقد، إنما يُحكم عليه بالصحة ويستدرك الصداق

بالتصحيح وهذا دليل على أن الصداق ليس بركن في النكاح.

وهذا الذي قيل في الصداق نفسه في الشهود : إذ يجب إشهاد عَدْلين اثنين على النكاح مطلقاً(عند العقد أو الدخول)، على قول المالكية ولا يجوز

الدخول دون إشهاد ؛ ويُستحَبُّ الإشهاد على العقد ولكنه يصحُّ لو تم الإيـجاب والقبول بدون شاهدين إلاَّ أن هذا العقدَ لا تترتب عليه ثمرته

وهي حِلُّ العشرة الزوجية ونحوها إلا بعد الإشهاد ؛ وعليه يكون الإشهاد واجبا عند الدخول إذا لم يكن إشهاد عند العقد،

فالإشهاد إذن شرطٌ واجب في دَوام النكاح وليس شرطَ ابتداءٍ ؛

و اشترط جمهور الفقهاء حضور الشاهدين لصحة العقد ،فإن تم عقد النكاح بدون حضرة الشهود لم يكن صحيحاً لأن الإشهاد شرط للعقد

لا الدخول عندهم.

فالعقد بدون شهود صحيح كما مرّ ولكن لا يجوز البنـاءُ بدونه،

و كلُّ ما يُوصَى فيه الشهودُ بكتمانه وقتَ العقد أو قبْلَه، و قبل صدور الإيجاب والقبول سواء كان الإيصاء من الزوج

وحده أم اشترك معه ولي المرأة فهو نكاح سر .

ونكاح السر من الأنكحة الفاسدة يفسخ عند المالكية بطلقٍة قبل الدخول أو بَعْدَه ما لم يَطُلْ بعد الدخول

بخلاف إذا تم الاتفاق على استكتام الزواج بعد العقد فإنه لا يُؤثِّرِ على صحة العقد ولكن يجب على الشهود إفشـاؤه، ولا يجوز لهم كتمانه

ولكن العقد صحيح تترتب عليه آثاره.

ولا يعتبر نكاحَ سٍّر ما اتَّفَقَ فيه الزوجان والولي فيما بينهم على كتمانه ولكن لم يُوصوا الشهودَ بذلك؛ فلا يؤثّر هذا في العقد لأنه وقع صحيحا.

وذالك أن الإشهاد به يتم يميز النكاح عن كل العلاقات غير الشرعية بين الرجل والمرأة ، إضافة إلى إشراك المجتمع في أمر تكوين

الأسرة وحمايتها، وبه أيضا يدفع المجتمع إلى احترام الزوجية الناشئة عن هذا العقد.

والخلاصة: أن كلا من الصداق والإشهاد شرط للعقد إلا أن غياب أيا منهم لا يبطله البطلان التام وإنما يجب تداركه عند الدخول

في الثاني/ أي الإشهاد / ، ولو بعده في مثل الأول / أي الصداق/.



س2 / جوابه: 06 نقاط .

العناصر العامة للإجابة:

1/ الشروط في عقد الزواج ، أنواعها وآثاره، والموانع بإيجاز لأنها غير أساسية هنا .

2/ الأصل جواز اقتران عقد الزواج بالشروط أم عدم الجواز فهي استثناء.

3/ التوافق بين المادتين

والتفصيل...

تمهيد

الشرطُ التقييدي قد يكون من المرأةِ أو وليِّها كأن تشترط عليه ألا يتزوج عليها، أو أن يُعجِّل لها صداقها، أو أن تكون لها حرية الخروج من البيت،

أو أن تعمل أو أن تكون أجرة وظيفتها لها أو لوليها مثلاً ، أو ألاَّ يخرجها من بلدها أو تكون عصمة كل امرأة يتزوجها بيدها أو تكون عصمتها هي بيدها

إن تزوج عليها وغير ذلك من الشروط, وقد يكون الشرط من الزوج كأن يشترطَ عليها ألا يُنفق عليها .

هذا و الشروط التي يشترطها أطراف العقد متنوعة وأقسام.

وعليه فإنه يمكن تقسيم الشروط المقيِّدةِ للعقد إلى ثلاثة أقسام: شروط مناقضة لمقصود العقد،وشروط يقتضيها العقد،وشروط لا يقتضيها العقد

ولا تناقض مقصوده.

أولا: الشروط المناقضة لمقتضى العقد: إذا اقترن العقد بشرط مناقضٍ لمقتضاه يفسخ قبل الدخول، ويَثْبُتُ بعدَه بمهر المثل و يلغى الشرط

فلا يعمل به بل يعد باطلاً كأن لم يقع أصلاً. وليس لمشترِطِه المطالبةُ بتطبيقه أو إلزام الطرف الآخر به .

ملاحظة: أما الشروط المتضمنة في العقد أصلا فالالتزام واجب لأنها من العقد أصلا، واشتراطها لم يغير من أصلها شيء ، وإنما زادها تأكيدا أو ذكر بها.

ثانيا: الشروط التي لا يقتضِيها العقدُ ولا يُنافِيها: العقد صحيح بوجودها ولا يحكمُ بفسخِه سواء قبل الدخول أو بعده. ويستحب الوفاء بها ،

ولا يلزم، للاتفاق عليها وليس لأنها من العقد ، ولأن الوفاء بالعهود مطلوب ؟

لأن أصل الاشتراط مكروه لما فيه من التضييق والتقييد، بل الأصل عدمه

وهنا نطرح التساؤل التالي: هل الأصل في الاشتراط في عقد الزواج الحظر أم الإباحة؟ .

تناول المشرِّع مسألة الشروط المقترنة بالعقد والتي يتضمنها العقد في موضعين:

الأول: في عقد الزواج وإثباته وهذا في المادة 19.

والثاني: في فصل النكاح الفاسد أو الباطل في المادة 32 و35.

ففي المادة 19 أعطى المشرِّع كلاًّ من الزوجين حق الاشتراط لنفسه ما يراه مناسباً بشرط ألا تتنافى مع هذا القانون فقال: للزوجين أن يشترطا

في عقد الزواج أو في عقد رسمي لاحق كل الشروط التي يريانها ضرورية ولاسيما -شرط تعدد الزوجات وعمل المرأة- ما لم تَتَنافَ هذه الشروط

مع أحكام هذا القانون.

مما يدعو إلى الاعتقاد بأنه جعل الأصلَ في الشروط الجواز فلا يمنع منها إلا ما خالف أو تَـنافَى مع القانون وبالتاي تكون ملزِمَةً للطرف الذي تحمَّلها

ومن حق المشترِطِ المطالبتُه بالوفاء بها.

أما في فصل النكاح الفاسد والباطل، فقد جاء في المادة 32:[ يبطل الزواج إذا اشتمل على مانع أو شرطٍ يَتَنافَى ومقتضيات العقد].

1- اعتبر اشتمال العقد على الشرط المنافي لمقتضى العقد من أسباب بطلانه.

2-وحكم على العقد المشتمل للشرط المنافي لمقتضى العقد بالفسخ دونما تفريق بين حالة قبل الدخول وبعدها، رغم أن المشرِّعَ ذكر في المادة

التالية (33) أن الزواج إذا تم بدون شاهدين أو صداق أو ولي في حالة وجوبه يفسخ قبل الدخول ولا صداق فيه ويثبت بعد الدخول بصداق المثل.

وهذا يدعو إلى الاعتقاد بوجود غموض بين المادتين محل السؤال أولا، ثم موضوع اقتران العقد بشرط، وهو محل السؤال.

/ فحرية المتعاقدين في الاشتراط الواردة في المادة 19 لا بد تقييدها بما ورد المادة 32: وهو كون الشرط لا ينافي مقتضى العقد .

أما ما ورد في المادة 35:[ إذا اقترن عقد الزواج بشرط ينافيه كان ذلك الشرط باطلا والعقد صحيحا] فإنه يظهر في مضمونُه وكأنه مخالفاً

للمادة 32فحكم على العقد المقترِن بشرطٍ ينافيه بالصحة ويبطل الشرط فقط مما يجعل الجمع بين النصين / بل الثلاثة المادة 19 و المادة 32

و المادة 35 / متعذر أو من الصعب، فمرة تم الحكم على العقد المقترن بالشرط المنافي لمقتضياته بالبطلان وأُدرِج ضمن النكاح الفاسد

أو الباطل، ومرة حكم عليه بالصحة وأبطل الشرط فقط؟.

ولعل الأنسب صياغة المواد الثلاث في نص واحد يحفظ الوحدة الموضوعية للنص التشريعي، ويدفع أي اضطراب في فهمه عند الطالب ؟ .

ولعل المشرع توسَّع في مسألة الاشتراط بما يؤدي إلى الاعتقاد بأن جواز الاشتراط في عقد الزواج هو الأصل ، في حين الكثير من

الفقهاء ومنهم المالكية اعتبروه استثناء.

وأخيرا فإن الذي يبرر اختيار المشرع الجزائري هو: الحفاظ على مصلحة المتعاقدين وخاصة عند التنازعَ، وبهذا يتم الوقوف على السبب

الذي يدعو إلى القول بعدم التوافق، ثم إثبات التوافق بعد المناقشة والتعليق.



س3/ جوابه: 06 نقاط. العناصر العامة للإجابة:

1/ تلفظ الزوج بالطلاق . 2/ حكم القاضي بالطلاق . 3/ ضبط التعسف .

والتفصيل:

تمهيد: ينحَلُّ عقدُ الزواج و تنفكُّ العِصمَةُ أو الرابطةُ الزوجيةُ بالفَسْخِ أو الطلاقِ أو التَّطليقِ القضائي أو الخُلْعِ

أو موتِ أحد الزوجين.

وجاء في المادة 47 من ق.أ.ج أنه: تنحل الرابطة الزوجية بالطلاق أو الوفاة.

و لفظ الطلاق في اللغة يطلق و يراد به التخلية والإرسال ورفع القيد،

و طَلَّقَ الرجل امرأَته و طَلَقت هي- بالفتـح- تَطْلُق طَلاقاً و طَلُقَتْ .

ولا يخرج ما جاء في تعريفه اصطلاحا على أنه: حل أو فك للرابطة الزوجية الثابتة بعقد الزواج الصحيح، بخلاف الفسخ فإنه إنهاء

لما يتوهم أنه ثبت بعقد صحيح والواقع خلاف ذلك.
وللطلاق أركان اختصارها فيما يلي:
أولها: أن يقع ممن هو أهل لإيقاعه وهو الزوج في الأصل، أو نائبه، أو من القاضي أو وكيله، كما يقع من الزوجة إذا كان طلاقها بيدها
على الخلاف، والأصل في الطلاق أنه لمن أخذ الساق وهو الزوج.
والركن الثاني: أن يقصد بما تلفظ به من كلام إيقاعَ الطلاق.
أما الركن الثالث: العصمة الزوجية تحقيقا – باتفاق – أو تقديرا على اختلاف.
وأخيرا الركن الرابع: لا يقع الطلاق إلا باللفظ الدال عليه.

هذا وجاء في المادة 48 مع مراعاة أحكام المادة 49 يحلّ عقد الزواج بالطلاق الذي يتم بإرادة الزوج، أو بتراضي الزوجين،

أو بطلب من الزوجة في حدود ما ورد في المادتين 53، 54 من هذا القانون.

يفهم منها :

أن الطلاق وهو حل عقد الزواج. / أنه بيد الزوج. - إمكان حصول الطلاق بتراضي الطرفين.

ثبوت الطلاق: وفي المادة 49: لا يثْبُتُ الطلاق إلا بحكم بعد عدة محاولات صلح يجريها القاضي دون أن تتجاوز مدته ثلاثة أشهر

ابتداء من تاريخ رفع الدعوى.

أما المادة 50: من راجع زوجته أثناء محاولة الصلح لا يحتاج إلى عقد جديد، ومن راجعها بعد صدور حكم الطلاق يحتاج إلى عقد جديد.

أولا : إن المقصود بالصلح هنا وفي المادة السابقة ما كان بعد تلفظ الزوج بالطلاق أي أثناء عدة المرأة، وليس الصلح الحاصل بنشوز

أحد الطرفين الناجم عن سوء تفاهم أو شدة خصومة دون تأكد لوقوع الضرر .

ومعلوم أن مراجعة المرأة بعد صدور الحكم بالطلاق يحتاج إلى عقد جديد، ويخضع هذا إلى العلم بانتهاء عدتها أو عدم الانتهاء،

التي ابتدأتها بالنطق بالطلاق وأتمتها أو لم تتمها بالنظر للمدة المحددة شرعا لذلك.

وبإصدار القاضي حكم الطلاق غالبا ما تكون المدة المحددة شرعا للعدة قد انتهت أو قاربت ، ويختلف ذلك بين المطلقة الحامل وغير الحامل .

وما يترتب على ذلك من مسألة تقدير العدة والنفقة والميراث ونسب الأولاد وغيرها من المسائل التي تختلف بين النطق بالطلاق وبين صدوره

من المحكمة.

أما المادة 52 والتي تنص على: إذا تبيَّن للقاضي تعسُّف الزو ج في الطلاق حكم للمطلقة بالتعويض للضرر اللاحق بها.

الحكم للمطلق بالتعويض عن الضرر الذي يلحق بها متى تبين للقاضي تعسف الزوج في الطلاق من شأنه أن يحد من إقدام

كثير من الأزواج على الطلاق ، وهوأمر إيجابي حفاظا على الحياة الزوجية.

ولكن الأمر لا يكون كذلك حين يكون للزوج مبرر شرعي أو اجتماعي يحتج به على فراق زوجته ولا يستطيع إثباته،

وفاء للود الذي جمعهما وحفاظا على مستقبلها، كحالة الانحراف وارتكابها الفاحشة فإن الزوج إما لا يستطيع إثبات ذلك

أو لا يريد أن يبوح به لما فيه من مساس بالكرامة والعرض، وعندئذ يكون الرجل مكرها على امرأة غير قادر على البقاء معها

ولا يرضاها زوجة ولا يثق فيها .

وعليه يتبين أن التعسف هنا يصعب ضبطه إلا بوجود الضرر، وذلك يخضع للسلطة التقديرية للقاضي

أما تسبيب الطلاق فقد يكون مظهرا من مظاهر التعسف إلا أنه ليس وحيدا ولا أكيدا.




إنتهى مخطط الإجابة

hanna25
2011-11-11, 11:31
اسم العضو :hanna25

الطلب :بحث حول أول نوفمبر باللغة الفرنسية

المستوى :3ثانوي

أجل التسليم :اليوم

محب بلاده
2011-11-11, 12:02
اسم العضو :hanna25

الطلب :بحث حول أول نوفمبر باللغة الفرنسية

المستوى :3ثانوي

أجل التسليم :اليوم



Novembre 1954
1 - Préparation pour le déclenchement de la Révolution:
C’est au cours de deux réunions tenues le 10 et 24 octobre 1954 à Alger que le Comité des Six a mis les dernières touches aux préparatifs pour le déclenchement de la guerre de libération. D’importantes questions furent débattues par les présents :
- Le nom à donner à l’organisation dont la naissance était imminente et qui était destinée à se substituer au Comité Révolutionnaire pour l’Unité et l’Action. C'est ainsi que fut décidée la création du Front de Libération Nationale et de son aile militaire représentée par l’Armée de Libération Nationale.
La première mission du Front consistera à entrer en contact avec l’ensemble des courants politiques composant le mouvement national afin de les inciter à rejoindre les rangs de la Révolution et à mobiliser les masses pour la bataille décisive contre l'occupant français.
- Arrêter la date du déclenchement de la guerre de libération : le choix de la nuit du dimanche au lundi 1er novembre 1954 en tant que date de déclenchement de l’action armée obéissait à des données militaires tactiques, parmi lesquelles le départ d’un nombre important de soldats et officiers de l’armée d’occupation en congé de fin de semaine qui sera suivi par la célébration d’une fête chrétienne, ainsi que la nécessité d'introduire l'effet de surprise.
- Définir la carte des zones, désigner leur direction de façon définitive et mettre les dernières touches à la carte du plan d’attaque de la nuit du 1er novembre (carte des principales opérations du 1er novembre 1954)
- Première zone – Les Aurès : Mustapha Benboulaïd
- Deuxième zone – Le Nord Constantinois : Didouche Mourad
-Troisième zone– La Kabylie : Krim Belkacem
- Quatrième zone – Le Centre : Rabah Bitat
- Cinquième zone - L’Ouest Oranais : Larbi Ben M’hidi
- Définir le mot de passe pour la nuit du 1er novembre 1954 : Khaled et Okba.
2-La révolution algérienne de Novembre à Juillet, l'indépendance:
La guerre d'Algérie se déroule de 1954 à 1962 et débouche sur l'indépendance de l'Algérie, d'abord colonie française de 1842 à 1848, puis partie intégrante du territoire de la République française comme départements d'Outre mer.
Cette guerre oppose l'Armée française à une guérilla. La doctrine de la guerre révolutionnaire, mettant en œuvre l'arme psychologique est rejetée par le commandement. Elle oppose l'armée française, faisant cohabiter commandos de troupes d'élite (parachutistes, légionnaires), goums marocains (jusqu'à leur dissolution en avril 1956), forces de maintien de l'ordre (gardes mobiles, Compagnie républicaine de sécurité (CRS)), appelés du contingent et supplétifs indigènes (harkis, moghaznis) aux troupes indépendantistes de l'Armée de libération nationale (ALN), branche armée du Front de libération nationale (FLN) d'encadrement politico-administratif (Conseil national de la révolution). Elle se double d'une guerre civile et idéologique à l'intérieur des deux communautés, donnant lieu à des vagues successives d'attentats, assassinats et massacres sur les deux rives de la Méditerranée. Côté indépendantiste, elle se traduit par une lutte de pouvoir qui voit poindre la victoire du FLN sur les partis algériens rivaux, notamment le Mouvement national algérien (MNA) et par une campagne de répression contre les harkis soutenant le statu quo du rattachement de l'Algérie à la République française. Par ailleurs, elle suscite côté français l'affrontement entre une minorité active hostile à sa poursuite (mouvement pacifiste), une seconde favorable à la révolution (les « porteurs de valises »), et une troisième ralliée au slogan de l'« Algérie française » (Front Algérie Française, Jeune Nation, Organisation armée secrète (OAS)).
Cette guerre s'achève à la fois sur la proclamation de l'indépendance de l'Algérie le 5 juillet 1962 lors d'une allocution télévisée du général de Gaulle, suite au référendum d'autodétermination du 1er juillet prévu par les accords d'Évian du 18 mars 1962, sur la naissance de la République algérienne le 25 septembre, sur le départ du million de Français d' Algérie et sur le sort tragique des harkis.
L'histoire de cette guerre conserve de nombreux aspects inconnus, les archives de cette époque étant loin d'être toutes accessibles.

سمراء samra
2011-11-11, 12:26
من فضلكم اريد بحث حول العصور الجليدية وجزاكم الله

ssousou
2011-11-11, 12:49
بارك الله فيك اخي محب جزاك الله كل خير وجعلها الله في ميزان حسناتك ان شاء الله

mikami teru
2011-11-11, 13:38
اسم العضو :mikami teru

الطلب : بحث حول تلوث الغلاف الجوي ملخص لمادة الفيزياء

المستوى :السنة الثالثة متوسط

أجل التسليم :يوم الأحد 13نوفمبر 2011

محب بلاده
2011-11-11, 13:45
اسم العضو :mikami teru

الطلب : بحث حول تلوث الغلاف الجوي ملخص لمادة الفيزياء

المستوى :السنة الثالثة متوسط

أجل التسليم :يوم الأحد 13نوفمبر 2011



مشروع تكنلوجي لثلوث الغلاف الجوي

*-مقدمة:
يعتبر كوكب الأرض كوكباً فريداً ليس فقط ضمن كواكب المجموعة الشمسية أو في مجرة درب التبانة فقط بل يمكن أن يكون في الكون بأسرة,هناك العديد من الأسباب وراء هذا التفرد , فكوكب الأرض هو الكوكب الوحيد الذي نعرفه ويحمل جميع مقومات الحياة البشرية من هواء وماء ونبات إضافة إلى ذلك فان بعده المناسب عن الشمس يوفر لها ضوءً وحرارة مناسبتين للحياة , كما يوفر دوران الأرض حول الشمس وحول نفسها, بسر عات متناسبة, اختلاف الفصول الأربعة و تعاقب الليل والنهار مما يسبب تنوعاً في ظروف الحياة بطريقة تحافظ على مقومات الحياة على سطح الأرض كما أن وجود غلاف جوي حول الأرض بخصائص و مميزات فريدة مقارنتاً بالأغلفة الجوية المحيطة بكواكب المجموعة الشمسية يعتبر من أهم المميزات الفريدة والمهمة لكوكب الأرض.

*-تحديد أغلفة الكرة الأرضية لغلاف الجوي :
يسود الكرة الأرضية أربعة أغلفة وهي:
* الغلاف الصخري
* الغلاف المائي
* الغلاف الجوي أو الغازي
* الغلاف الحيوي

* تنقسم الكرة الأرضية بطبيعةمكوناتها إلى قسمين التضاريس والمناخ في حين
أنّ التضاريس تشمل كل من الغلافالمائي والصخري أما المناخ فيشمل الغلاف
الغازي أو الجوي.فالأرض إذن تشمل مظهرينوالتوزيع بينهما توزيعا غير عادل
بحيث:

أ- الغلاف الصخري:

ويتمثلفي القارات والجزر ويمثل الأجزاء الصلبة (منجمات،معادن، كبريت...)
والتربة منسطح الكرة الأرضية أي ما يعادل %جزء من هذا الغلاف، يمثل نسبة
29 148746000كلم2.

ب- الغلاف المائي:

ويتمثل في المحيطات والبحاروالبحيرات والأنهار والمياه الجوفية وعلى شكل
جليد (يشكل منها، في حين أن الماءالعذب يشكل من 3 إلى 5 فقط) يمثل %الماء
المالح 95 إلى 97 من سطح الكرة الأرضيةأي ما يعادل 361254000كلم2.% نسبة


أما بالنسبة للأغلفة الأخرى (الجويوالحيوي) فهما لا يقلان أهمية عن الأغلفة الأخرى ويشغلان منصبا هاما ومفيدا للأرض

جـ- الغلاف الجوي أو الغازي:

هو طبقة رقيقة هوائية محيطة بالكرةالأرضية تتحرك معها ظلال حركتيها
اليومية والسنوية لأنّه جزء منها. له سمك متوسط 350 - 400 كلم يزداد عند
خط الاستواء بفعل الحرارة والقوة الطاردة ويقل عندالقطبين بفضل انخفاض
درجة الحرارة وانعدام القوة الطاردة وازدياد القوةالجاذبية، ومن خصائصه
ذا حركة دائمة، حيث لا لون له ولا رائحة ولا طعم وغيرمرئي، بفضله وجدت
الحياة على الأرض.
الغلاف الجوي مركب من غازات وبعضالمركبات الكيميائية حيث يتكون من خليط من الغازات
د- الغلافالحيوي:

ويشمل جميع الكائنات الحية التي تشترك في بعض الجوانب كالإحساسوالحركة
والنمو والتنفس. ومن هذه المكونات الكائنات الحية الأوليةكالطحالب
والبكتيريا والفطريات ثم النباتات والحيوانات بأنواعها المختلفةوالإنسان.


*- رسم تخططي لطبقة الغلاف الجـــــــــــوي:



*-التدبير الوقاية لتخفيف من حدة الثلوث الجوي:

هناك العديد من التقنيات الحديثة التي تستخدم للتحكم في تلوث الهواء بالإضافة إلى الاستراتيجيات المتاحة لتخطيط استخدام الأراضي من أجل خفض نسبة تلوث الهواء. وتخطيط استخدام الأراضي في مستواه الأساسي يتضمن تقسيم المناطق وتخطيط نقل البنية التحتية. وفي معظم الدول المتقدمة، يعد تخطيط استخدام الأراضي أحد الأجزاء المهمة للغاية في السياسة الاجتماعية، الأمر الذي يؤكد على أن الأراضي يتم استخدامها بشكل فعال للغاية من أجل تحقيق المنفعة للاقتصاد الكلي ومصلحة الأشخاص، بالإضافة إلى حماية البيئة. إن الجهود المبذولة للحد من التلوث الناتج من المصادر المتحركة تتضمن وضع القوانين الأساسية (العديد من الدول النامية لديها قوانين متساهلة فيما يخص هذا الشأن) وتوسيع نطاق هذه القوانين لتشمل المصادر الجديدة للتلوث (مثل السفن السياحية وسفن النقل ومعدات الزراعة والمعدات الصغيرة التي تعمل بالوقود مثل آلة تهذيب الحدائق والمنشار السلسلي ومزلجات الجليد)، بالإضافة إلى زيادة كفاءة الوقود (وذلك مثل استخدام السيارات الهجينة) .
*-الوسائل المستخدمة للوقاية من التلوث الغلاف الجوي :
-السيطرة على الجسيمات المادية
- الحد من تأثير المركبات العضوية المتطايرة
-السيطرة على تلوث الهواء بمادة الزئبق
-السيطرة على نسبة الديوكسين والفوران
*- كيف يتم القضاء على الغلاف الجوي :
يتم القضاء على الغلاف الجوي بمايلي:
بالغبار الناتج عن الكسارات ومقالع الاحجار والتلوث بالانبعاثات السامة الناتج عن عوادم السيارات وبالأخص السيارات التي تستخدم الديزل ، التلوث بالمخلفات البلاستيكية والاكياس الورقية، تلوث المياه بمختلفات الصرف الصحي التلوث بالضجيج ، تلوث مياه البحار بمخلفات الصرف الصحي والمخلفات العامة والمخلفات البلاستيكية اما عن الملوثات والتي قد تكون غير منظورة او غير ملموسة للشخص العادي، وهي تعتبر اكثر خطورة على صحة الفرد والمجتمع وتهدد ايضاً مستقبل الاجيال القادمة، ولها اثر تراكمي واثر حاد ايضاً وتتمثل بالتالي: التلوث بالسموم والمبيدات، التلوث بمخلفات المستشفيات والمخلفات الصحية الاخرى والخطرة، التلوث بمخلافات الصناعات الكيماوية والمدابغ ومصانع الطلاء والاصبغة ومصانع الزيوت والمنظفات والمصانع الاخرى مثل مصانع الادوية ومستحضرات التجميل ومزارع الدواجن ،ومصانع المعدن والاغذية والاشربة، كون المنتجات تحتوي على مواد حافظة ومواد منكهة والوان وجميعها مواد كيماوية تختلط بالمياه العادمة وتذهب الى خارج المعامل والمصانع دون معالجة ويكون الاثر بيئياً وصحياً من حيث تلوث النبات والمياه الصحية والجوفية ومن ثم ينتقل التلوث او التسمم الى الانسان ، تلوث مياه البحار بمخلفات السفن او بما تسّمى بمياه التوازن والمخلفات البلاستيكية ومخلفات محطات الكهرباء والمخلفات العامة والصناعية الاخرى.
*- الجو السائد على منطقتنا :
تمتاز الطبيعة الجوغرافيا التي نعيش عليها بصفاء الجو والهواء النقي وذلك من خلال عدم تواجد اسباب الملوثات المدكورة سابقا والمتمثلة في الاكتظاظ السكاني او المصانع الكيماوية والتي تساهم بشكل مباشر في التلوث الطبيعي هدا وتمتاز ايضا منطقتنا بطابع فلاحي ملئ بالغطاء النباتي التي تساعدنا على بعث الاوكسجين والهواء النقي (سهل العبادلة)
*- كيف يتم التخفيف والقضاء على التلوث :
يعتبر التلوث من اخطر المشاكل التى يتعرض لعا العالم برمته وكل القادة وزعماء العالم يسعون جاهدين الى مكافحة هده الظاهرة العالمية لانها تهدد كافة الكرة الارضية بالزوال الكلي الا انه يتم التخفيف والقضاء على التلوث بتظافر الجهود والتعاون في جميع المجالات التي لها سبب مباشر أو غير في التلوث
ومنها رصد مبالغ مالية كبيرة لمكافحة كل اسباب التلوث بصفة عامة وتشجيع النشاط الزراعي من غرس اشجار وتهيئة المحيط ونظافته وكدلك التخيف من المدن المكتظة والنزوح الى الريف .

-* الخاتمة:

التمكن من معرفة معنى الكارثة الطبيعية من خلال ثلوث الغلاف الجوي و إدراك حجم الأضرار الناجمة عنه و الوعي بخطورته

محب بلاده
2011-11-11, 13:48
من فضلكم اريد بحث حول العصور الجليدية وجزاكم الله


العصر الجليدي
هوفترة في تاريخ الأرض غطت فيها طبقات الثلج أقاليم كبيرة من الأرض. ويعتقد بوجود العديد من العصور الجليدية الرئيسة التي دام كل منها عدة ملايين من السنين. إنقرضت في العصر الجليدى الأخيربعض الثدييات العظمية (الفقارية) عندما غطي الجليد معظم المعمورة. وبهذا العصر ظهر الإنسان العاقل الصانع لأدواته وعاشت فيه فيلة الماستدون والماموث وحيوان الدينوثيرم الذي كان يشبه الفيل لكن أنيابه لأسفل وحيوان الخرتيت وكانوا صوفي الشعر الذي كان يصل للأرض.وهذه الفيلة كانت أذناها صغيرتين حتي لاتتأثرا بالصقيع. كما ظهر القط (سابر) ذات الأنياب الكبيرة والنمور ذات الأسنان التي تشبه السيف وكانت تغمدها في أجربة بذقونها للحفاظ علي حدتها. وفيه كثرت الأمطار في شمال إفريقيا رغم عدم وجود الجليد بها. وصخور هذا العصر عليها آثار الجليد.
وقد ترك الإنسان الأول آثاره بعد انحسار الجليد. وقد حدث به انقراض كبير للثدييات الضخمة وكثير من أنواع الطيور منذ 10 آلاف سنة بسبب الجليد حيث كانت الأرض مغطاة بالأشجار القصيرة كأشجار الصنوبروالبتولا.

http://www.alw-ed.com/upload/files/19elky3xtm9fjbeb0d39.jpg
الفترات
حدث أول العصور الجليدية المعروفة أثناء زمن ماقبل الكمبري منذ حوالي 2,3 بليون سنة. وكذلك وجد عصر جليدي مهم منذ 600 مليون سنة مضت عند نهاية زمن ماقبل الكمبري. وبدأ العصران الجليديان التاليان منذ حوالي 450 مليون سنة أثناء العصر الأوردوفيشي ومنذ حوالي 300مليون سنة أثناء العصر الكربوني. واستمر كل عصر جليدي من 20 إلى 50 مليون سنة.[1] وجمع العلماء الكثير من الدلائل ليثبتوا حدوث هذه العصور الجليدية. فقد درسوا الصخور التي تشكلت أثناء العصور الجليدية القديمة. وفي هذه الصخور، وجدوا ركامًا جليديًا (تربة وأحجارًا نحتت بالمثالج) وأسطحًا صخرية صقلها تحرك الطبقات الجليدية فوقها. وعلى سبيل المثال، تحتوي الصخور التي تكونت في العصرين الكربوني المتأخر والبرمي المبكر في أمريكا الجنوبيةوإفريقياوالهندوأستراليا على دلائل مثلجية. ويعتقد معظم العلماء الآن أنه منذ 300 مليون سنة مضت كانت هذه الأراضي متجمعة مع أنتاركتيكا حول القطب الجنوبي، مشكِّلة قارة واحدة اسمها أرض الجندوانا التي تفككت، ثم تحركت أجزاء الأراضي المنفصلة ببطء إلى مواقعها الحالية.[1]

http://www.alw-ed.com/upload/files/x7caf5oqrnor8jjwagjm.jpg

العصر البليستوسيني
أكثر العصور الجليدية حداثة كان أثناء العصر البليستوسيني الذي بدأ منذ مليوني سنة وانتهى منذ حوالي 10000 سنة. يشير مصطلح العصر الجليدي عادة إلى العصر الجليدي البليستوسيني.
لم تتأثر الأحافير ودلائل أخرى من العصر الجليدي البليستوسيني بتغيرات في الأرض مثلما حدث لتلك التي وجدت في العصور الجليدية المبكرة.

http://www.alw-ed.com/upload/files/qwnchirpzirjzqc5qut3.jpg

التراجع الجليدي الأخير
بدأ التراجع الجليدي الأخير منذ أقل من 20,000 سنة. ويتوقع معظم العلماء أن فترات مثلجية سوف تحدث مرة أخرى، حيث يعتقدون بوجود تغيرات منتظمة في مدار الأرض حول الشمس وفي زاوية ميلها، وقد يتسبب هذا في برودة تزيد بدورها من تشكيل كتل جليدية.
أثناء المثلجية تتكون كتل جليدية قارية تنمو سميكة وتنساب للخارج من مركزها. وفي أمريكا الشمالية كان المركز الرئيسي حول خليج هدسون، حيث واصل تراكم الثلج بين 2,400 و3,000م. وتسبب الضغط الناتج عن وزنه في أن ينساب الثلج للخارج في كل الاتجاهات. وقد غطى معظم أمريكا الشمالية حتى وديان نهري ميسوري وأوهايو حاليا.
الحيوانات
يعتقد بعض العلماء أن الجمال والخيول والفيلة الموجودة الآن ظهرت أولاً في العصر الجليدي. نشأ الحصان والجمل في أمريكا الشمالية، ثم عبرا مضيق بيرنغ إلى آسيا. وتطور الفيل والثور الأمريكي والغزال والدب في أوروبا وآسيا، ثم أتت إلى أمريكا الشمالية. وذهبت الخيول واللاما وكسلان الأرض العملاق والمدرعات إلى أمريكا الجنوبية.
وحينما دفعت الغطاءات الجليدية من الشمال نقلت معها الحيوانات جنوبًا. لكن في أثناء الفترات بين المثلجية تتبعت الحيوانات الجليد المذاب عائدة في اتجاه الشمال.
ويظن بعض العلماء أن التغير في المناخ تسبب في موت ثدييات العصر البليستوسيني، بينما يعتقد آخرون أن الإنسان أبادها جميعها. وعلى سبيل المثال عاش كسلان الأرض العملاق والماموث وحيوان الماستودون وهو حيوان بائد شبيه بالفيل ودب الكهوف والمغاور وحيوان الكنغورو العملاق وثدييات أخرى كبيرة في أمريكا الشمالية حتى وصل الإنسان إلى القارة منذ 20,000 سنة مضت ولكن سرعان مابدأت هذه الحيوانات في الاختفاء. وعاشت هذه الحيوانات جنبًا إلى جنب مع البشر خلال معظم العصر البليستوسيني.
يعتقد العلماء بإنقراض حوالي 55 نوعا من الحيوانات الكبيرة الحجم في أمريكا الشمالية وقد تمكن العلماء بفضل الأبحاث التي أجروها على حيوانات الكسالى العملاقة في جنوب شرق الولايات المتحدة الأمريكية من تحديد انقراض هذا النوع من الحيوانات منذ 11 ألف سنة قبل عصرنا الحالي الذي يتوافق مع تاريخ اندثار صيادي ما قبل التاريخ.


منقول من وكيبيديا ( الموسوعة الحرة ) بتصرف

محب بلاده
2011-11-11, 13:50
يا اخي

لا ترحلْ بدوْن ردْ جمـيـلْ
لانني اليوْم انا اكتبْ وابْدعْ لكْ وغدآ
العلم للهْ ، كل زهرة مصيرها الذبول

دعاؤكم بظهر الغيب

fany ben
2011-11-11, 15:01
اسم العضو :fany ben
الطلب :مكانة الدول النامية في النظام الاقتصادي العالمي
المستوى :2eme année sc politique
svppp j'ai besoin d'aide svvvp
c'est pour le 12/11/2011
merci

محب بلاده
2011-11-11, 15:16
في الأيام الأولى للأزمة المالية العالمية ، كان هناك بعض التفاؤل بأن الدول النامية سوف تجنب الانكماش أن البلدان الصناعية المتقدمة من ذوي الخبرة. . بعد كل شيء ، وهذه المرة لم يكن لهم إن المشاركة في الفائض المالي ، والأسس الاقتصادية بدت قوية. . لكن هذه الآمال تبددت والإقراض الدولية جفت وانهارت التجارة ، وإرسال البلدان النامية باستمرار دوامة نفسها التي أخذت الدول الصناعية.

. ولكن التجارة الدولية والتمويل على حد سواء احياء ، والآن نسمع إصدار أكثر طموحا من السيناريو. . البلدان النامية ، على ما يقال ، ويرأس لتحقيق نمو قوي ، بغض النظر عن التشاؤم الذي عاد إلى أوروبا والولايات المتحدة.. لافت للنظر أكثر ، يتوقع كثير من العالم النامي الآن لتصبح محرك النمو للاقتصاد العالمي. . أنتجت Otaviano كانوتو ، نائب رئيس البنك الدولي ، ومعاونيه للتو تقريرا منذ فترة طويلة أن يجعل من هذه القضية لهذا التشخيص متفائل.

. هناك أسباب كثيرة وراء هذا التفاؤل ليس من غير المعقول. . وقد نظفت معظم البلدان النامية حتى منازلهم والمالية والضريبية لا تحمل الديون المرتفعة. . الحكم آخذ في التحسن بشكل عام جنبا إلى جنب مع نوعية السياسات.. إمكانيات نقل التكنولوجيا من خلال المشاركة في شبكات الإنتاج الدولية أعظم من أي وقت مضى.

. وعلاوة على ذلك ، والنمو البطيء في الاقتصادات المتقدمة لا تحتاج ممارسة عبئا على أداء البلدان النامية. . النمو على المدى الطويل ، لا يعتمد على الطلب الخارجي ، ولكن على الامدادات المحلية. . نمو سريع وم1970'. بالنسبة لمعظم البلدان النامية ، فإن هذا "فجوة التقارب" الآن هو أوسع مما كان عليه في أي وقت مضى منذ عام 1970. . وبالتالي فإن إمكانات نمو أكبر في المقابل.

. ولكن النبأ الجيد يتوقف عن الحق هناك. . النمو المطرد يتطلب استراتيجية النمو ، ومعظم الدول النامية لا تملك واحدة حتى الآن من شأنها أن تضع لهم لا رجعة فيه على طريق التقارب الاقتصادي.

. بالنسبة لكثير جدا من هذه البلدان ، والنمو الاقتصادي في العقدين الماضيين تعتمد على مزيج من اثنين من العوامل : انتعاش الطبيعي من الأزمات المالية السابقة (كما هو الحال في أميركا اللاتينية) أو الصراعات السياسية والحرب الأهلية (كما في أفريقيا) ، والسلع العالية الأسعار. . لا يمكن الاعتماد على لتحول الإنتاجية التي تحتاجها البلدان النامية.

. تنظر ، على سبيل المثال ، نموذج النمو في أميركا اللاتينية في العقدين الماضيين.
. وأثار المنافسة العالمية العديد من الصناعات في المنطقة في شكل وعززت مكاسب كبيرة في الإنتاجية في القطاعات المتقدمة ، ولكن هذه المكاسب ظلت محدودة لشريحة ضيقة من الاقتصاد.

. الأسوأ من ذلك ، فقد تم تشريد العمالة من أكثر الأنشطة الإنتاجية القابلة للتداول (في التصنيع) إلى أنشطة غير رسمية أقل إنتاجية (الخدمات).
. في معظم بلدان أميركا اللاتينية ، وقد عمل للحد من التغيير الهيكلي بدلا من تعزيز النمو الاقتصادي.

. لأن الحكومات الآسيوية كانت تميل إلى دعمها الحديثة ، والقطاعات القابلة للتداول على نطاق أوسع ، فقد تمكنت معظم البلدان الآسيوية لتجنب هذا الداء ، وفعلت أفضل بكثير نتيجة لذلك.
. والصين ، وعلى وجه الخصوص ، يحتاج إلى مواجهة حقيقة أن بقية العالم لن يسمح بذلك لتشغيل الفائض التجاري الضخم للأبد. . وقد عملة مقومة بأقل من قيمتها ، والذي يعمل على دعم الصناعات التحويلية في الصين ، وهو المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي للبلاد على مدى العقد الماضي.
. بغض النظر عن احتمالات النمو النامية البلدان ، وهناك مسألة أعمق.
? فإن الاقتصاد العالمي في البلدان النامية التي لها وزن أكبر بكثير تشجيع هذا النوع من الحكم العالمي أن يحافظ على بيئة مضيافة الاقتصادية؟
. اقتصادات السوق الناشئة لم يظهر بعد ذلك النوع من الزعامة العالمية التي تشير إلى إجابة على هذا السؤال بالإيجاب.


. المؤسسات العالمية في أيامنا هذه -- صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجارة العالمية
-- لا تزال الى حد كبير في خلق القيادة الاميركية في نهاية الحرب العالمية الثانية (رغم أنها خضعت بوضوح تغييرا كبيرا منذ ذلك الحين).
. عكست هذه المؤسسات المصالح الأمريكية ، ولكنها دونت أيضا قواعد معينة من السلوك -- قائم على قواعد صنع القرار ، وعدم التمييز ، والتعددية ، والشفافية -- والتي جاءت في نهاية المطاف إلى تقييد القوة الأميركية كذلك.

. بلدان مثل البرازيل والصين والهند وجنوب افريقيا ، ومع ذلك ، فقد أظهرت حتى الآن اهتماما يذكر في المساهمة في بناء النظم العالمية ، مفضلا البقاء الدراجين الحرة. J. خورخي كاستانيدا وزير الخارجية السابق في المكسيك ، يذهب أبعد من ذلك ، بحجة أن هذه الدول تعارض القواعد العالمية بشكل منهجي ، في مجالات تتراوح من تغير المناخ إلى التجارة الدولية.

. خشية أن تكون قاسية جدا على البلدان النامية ، ومع ذلك ، دعونا نتذكر أيضا أن علماء السياسة منذ فترة طويلة بأن لديهم قلق أكبر انتشار القوة الاقتصادية ستنتج اقتصاد عالمي أقل استقرارا.
. إذا كان مركز الاقتصاد العالمي من خطورة تحولات كبيرة نحو البلدان النامية ، فإن هذا لا يمكن أن يكون سلس -- وربما ولا حتى حميدة -- العملية.

. يمكن أن نكون على يقين من أمرين : فقط تلك البلدان التي تعتمد استراتيجيات نمو ترتكز على تحفيز التغيير الهيكلي المحلي سوف تفعل جيدا ، ومعضلة الحكم العالمي -- كيفية إدارة الاقتصاد العالمي الذي أصبح جامحة -- من شبه المؤكد أن يزداد سوءا.

. داني رودريك أستاذ الاقتصاد السياسي في جامعة هارفارد كلية جون كنيدي للدراسات الحكومية ، ومؤلف كتاب اقتصاد واحد ووصفات عديدة : العولمة ، والمؤسسات ، والنمو الاقتصادي.

محب بلاده
2011-11-11, 15:18
البلدان النامية في الاقتصاد الدولي (http://www.google.com/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=7&ved=0CGMQ8ggwBg&url=http%3A%2F%2Ftranslate.google.com%2Ftranslate% 3Fhl%3Dar%26langpair%3Den%257Car%26u%3Dhttp%3A%2F% 2Fhdr.undp.org%2Fen%2Freports%2Fglobal%2Fhdr1992%2 Fpapers%2Fdragoslaw_avramovic.pdf&ei=_Cu9TrCRMMTKsgbmnL2WAw&usg=AFQjCNGXCnEESiL0hgYSQ5SlcMANRDoKPA&sig2=iL0cU0U9-tF-6B3qKy0sBg)

moussa2007
2011-11-11, 21:40
إخواني الاساتذة أطلب منكم مساعدتي في أقرب وقت في هذا البحث:
الأعداد ونظرية الأعداد في المتوسط

chaouchim2011@ yahoo.fr

محب بلاده
2011-11-13, 23:42
مقدمة لنظرية الأعداد (Number Theory )

مـقـدمـــــــــــــــــــــة

يعنى فرع نظرية الأعداد بدراسة خصائص الأعداد الطبيعية ( Natural Numbers ) و التي يطلق عليها مجموعة الأعداد الصحيحة الموجبة ( Positive Integers ). تمت دراسة هذه الخصائص منذ أوقات بعيدة تعود إلى قبل الميلاد ، على سبيل المثال : المعادلة : س 2 + ص 2 = ع 2

http://www.mathramz.com/math/files/tex/fd99205ce73ea6598a2b8cc2f1a5cd09.png
لها عدد لا نهائي من الحلول في مجموعة الأعداد الصحيحة الموجبة ( Positive Integers ) ، بينما المعادلات : س 3 + ص 3 = ع 3
http://www.mathramz.com/math/files/tex/367f3d4e8cc0c7518cb015dbcd9ed204.png
س 4 + ص 4 = ع 4
http://www.mathramz.com/math/files/tex/9fb2ffe782d75a271654faee29671b66.png
ليس لهما حلول على الإطلاق في مجموعة الأعداد الصحيحة الموجبة Positive Integers ). هناك عدد لا نهائي من الاعداد الأولية ، العدد الاولي هو عدد طبيعي مثل 23 لا يمكن كتابته بشكل ضرب عددين طبيعيين أصغر (عوامل - Factors ) على عكس 33 و هو غير أولي : 33 = 3 × 11 .
حقيقة أن متسلسلة الأعداد الأولية (Sequence of primes ) : 2 ، 3 ، 5 ، 7 ، 11 ، 13 ، 17 ، ..........
هي متسلسلة غير محدودة منسوبة إلى إقليدس ( Euclid ) الذي عاش حوالي 350 قبل الميلاد ، هناك الكثير من المسائل الغير محلولة في نظرية الإعداد. لعل أشهر مثال هو نظرية فيرما الأخيرة ( Fermat's Last Theorem ) ، ولم يتم اثباتها سوى في العام 1994 ميلادي
صرّح بيير دي فيرما ( Pierre de Fermat : 1601 - 1665 ) بوجود برهان لديه للتالي : المعادلة : س ن + ص ن = ع ن
http://www.mathramz.com/math/files/tex/a16c58c55a588cd7f4a35d4cb9b0c7f7.png
ليس لها حلول في مجموعة الأعداد الصحيحة الموجبة ( Positive Integers ) لكل ن > 2 ( For every n > 2 ) .
أضاف فيرما أن هامش الكتاب كان صغيرا جدا ليكتب البرهان عليه ، و هو أمر استعصى على الرياضيين منذ ذلك الوقت حتى 1994 ، هناك بعض المفاهيم في نظرية الأعداد من الضروري أن نعرضها قبل البدء بالدروس : النتائج العامة في نظرية الأعداد عادة ما تعتمد على الملاحظات المعتمدة على التجربة ( Empirical Observations) ، قد تلاحظ أن كل عدد طبيعي ( Natural Number ) حتى 1000 مثلا يمكن كتابته على شكل مجموع مربعات 4 أعداد طبيعية ( Sum of four squares ) :
http://www.mathramz.com/math/files/tex/5cf93be9007900e1679d57c698352d07.png
http://www.mathramz.com/math/files/tex/6fc562e79f6cbeed9c05f8bc5eaa87ce.png
قد يكون من المشجع أن تخمّن ( Conjecture )] أن كل عدد طبيعي يمكن التعبير عنه كمجموع لمربعات أربعة أعداد طبيعية (Sum of Four squares ) و هذا صحيح و هي نظرية يطلق عليها نظرية مجموع المربعات الأربعة (Sum of Four Squares Theorem) قد وضع البرهان الأول لها لاجرانج ( Lagrange : 1736 - 1813 ) سنقوم بوضع برهانها في سياق هذه السلسلة من الدروس. بالطبع ، المخّمَنة ( Conjecture ) المعتمدة على التجربة و بعض الأمثلة قد يثبت خطؤها ، يكفي أن تأتي بمثال مضاد ( Counter Example )واحد يخالف نتيجتها لكي تثبت بطلانها.
مثال : قام ليونارد أويلر ( Leonhard Euler : 1707 - 1783 ) بتخمين أنه لا يمكن كتابة أس ( Exponent ) لعدد طبيعي كمجموع لأعداد طبيعية أقل من نفس الأس ، على سبيل المثال : مكعب ( Cube ) عدد طبيعي لا يمكن كتابته كمجموع لمكعبات أعداد طبيعية أقل منه ، و هذا صحيح و سيرد البرهان في سياق هذه السلسلة. أول مثال مضاد ( Counter Example ) لهذه المخّمَنة (Conjecture ) تم تقديمه في عام 1968 :
http://www.mathramz.com/math/files/tex/b7298eb1fc81e792ca87c30d7feddeed.png
على أية حال ، التجربة و الملاحظة ( Empirical Observations ) لها أهمية في إكتشاف النتائج العامة و اختبار صحة المخّمَنات ( Conjectures ) و هي مهمة أيضا لفهم النظريات و لذلك ينصح الدارس ببناء أمثلة عددية خاصة به عندما تكون النظرية غير مفهومة تماما.

milan_ac22
2011-11-14, 10:23
اسم العضو :milan_ac22 (http://www.djelfa.info/vb/member.php?u=262269)

الطلب : بحث كامل في الاسهم الممتازة متضمن خطة بحث

المستوى : سنة ثالثة مالية

أجل التسليم :20 نوفمير 2011

منىك
2011-11-14, 19:51
الإسم العضو : منىك
الطلب : بحث حول الصندوق النقدي الدولي وإذا ممكن المراجع
المستوى :سنة الثانية lmd علوم إقتصاد
أجل التسليم: أسبوعين إذا أمكن
مشكورين

محب بلاده
2011-11-14, 19:57
انتظر اخي ثواني وسيكون جاهز ان شاء الله

محب بلاده
2011-11-14, 19:58
تفضل

بحث جاهز حول صندوق النقد الدولي

http://www.pandaload.com/zf5unzh3th6d

milan_ac22
2011-11-14, 21:13
اسم العضو :milan_ac22 (http://www.djelfa.info/vb/member.php?u=262269)

الطلب : بحث كامل في الاسهم الممتازة متضمن خطة بحث

المستوى : سنة ثالثة مالية

أجل التسليم :20 نوفمير 2011

محب بلاده
2011-11-14, 21:21
بحث مفصل لمفاهيم اقتصادية ( مهم للجامعيين
خطــــــــــــــــة البــــحث :



المبحث الأول : مفاهيم أساسية



المطلب الأول :

الأسهم

المطلب الثاني :

السندات

المطلب الثالث :

العرض و الطلب

المطلب الرابع :

سوق المال ( بورصة الأوراق المالية )



المبحث الثاني : أوامر البورصة



المطلب الأول :

تعريف أوامر البورصة.

المطلب الثاني :

أوامر البورصة المالية .

المطلب الثالث:

أوامر بورصة العقود .



المبحث الثالث : سعر التوازن



المطلب الأول :

التوازن على مستوى السوق النقدي

المطلب الثاني :

التوازن بالنسبة لسوق الأوراق المالية

المطلب الثالث:

ظروف التوازن المتوافق لثلاثة أسواق

( السلع – النقود – الأوراق المالية )



الخــــاتــــــــــــــــمة.





المقدمة:



إن مشكلة التمويل و الحصول على موارد نقذية أو مالية هي المشكلة الأولى التي تواجه المشروعات و الوحدات الإنتاجية فكلما نعلم أن المشروعات و الوحدات الإنتاجية على السواء يحتاجون لموارد مالية إضافية سواءا لتمويل مشروعاتهم من أجل الاستمرار في النشاط الإنتاجي أو من أجل التوسع بإضافة وحدات إنتاجية جديدة تقتضيها ضرورة العمل حيث أن المشروع أو المنتج الذي يحتاج إلى مثل هذه الأموال ليس أمامه غير سوقين أساسيين : أحدهما سوق أساسي و متكامل و هو السوق النقدي و الثاني سوق رأس المال و هو السوق الذي يمد المنتج أو المشروع باحتياجاتها من الأموال الطويلة الأجل فعن طريق هذا السوق يستطيع المشروع الحصول على موارد مالية إضافية إما عن طريق زيادة رأسماله في هذه الحالة يقوم بإصدار أسهم جديدة للاكتتاب العام و هنا يضمن زيادة موارده بطريقة تؤدي إلى تقوية مركزه المالي بدون أعباء إضافية حيث أن السهم هو مشاركة في رأس المال و من تم فان حامله شريك في الربح و الخسارة فضلا عن إمكانيات المشروع من الحصول على قروض طويلة الأجل بشروط ميسرة و ذلك عن طريق إصداره سندات و السند يعتبر دين في ذمة المشروع قبل حامله إلا إن إصدار السندات يمثل فائدة للمشروع حيث أن سعر الفائدة التي يتقاضاها حملة السندات و كذلك قيمة إصدارها تدخل ضمن النفقات المالية للمشروع و من تم فهي تخصم من الأرباح الكلية و هذا يقلل من عبء الضريبة المفروضة على المشروع و من هنا كانت لسوق رأس المال أهمية خاصة من حيث كونها المصدر الرئيسي و الأكثر ضمان للمشروعات إلا أن هذا يتوقف على درجة التقدم و النمو الاقتصادي .









المبحث الأول : مفاهيم أساسية



المطلب الأول : الأسهم



هو عبارة عن سند يرمز إلى مساهمة الشخص لملكية مشروع تجاري أو صناعي متمثل في شركة مساهمة يعطيه الحق في المشاركة في الأرباح يعتبر أداة للتمويل المباشر طويل الأجل سواءا كان ذلك لتحويل الاستثمار ( إنشاء مشروع جديد بالاكتئاب ) أو لأجل توسيع نطاق الاستثمار عن طريق الزيادة في رأسمال المشروع الموجود بالفعل و هناك نوعان :



1/ الأسهم العادية : تمثل الأسهم العادية أموال الملكية في المشروع حيث يتكون رأسمال الشركة المساهمة من عدة حصص متساوية تسمى بالأسهم و تمثل الأسهم العادية المصدر الرئيسي للتمويل الدائم للمشروع خاصة في حالات الشركات التي تكون في أول مراحل التشغيل و يرجع ذلك إلى أن إصدار الأسهم لا يترتب عليه التزام المشروع بدفع عائد ثابت لحملة الأسهم كما هو الحال بالنسبة لأنواع التمويل الطويل الأجل و يتمتع حملة الأسهم بمجموعة من المزايا أهمها : * حق الرقابة على المشروع

· حق الأولوية في الاكتئاب.

· حق الاشتراك في الأرباح .

· حق نقل ملكية الأسهم .

2/ الأسهم الممتازة : تعتبر الأسهم الممتازة النوع الثاني من الأسهم التي تقوم الشركات المساهمة بإصدارها ألا أن هذه الأسهم تسمى بالأسهم الممتازة لأن أصحاب الأسهم يمتازون عن أصحاب العادية بأن لهم حق الأولوية في الأرباح ( في حالة توزيع الأرباح ) كما لهم أولوية الحصول على قيمة الأصول في حالة التصفية و لكن في مقابل هذه الامتيازات نجد أنه لا يكون لحملة الأسهم أي حقوق في التصويت و حضور الجمعية العمومية ( أي أن أصحاب الأسهم الممتازة لا يتدخلون في إدارة المشروع ) .

و تحصل الأسهم الممتازة على عائد معين إما أن يتحدد كنسبة من القيمة الاسمية للسهم أو يتحدد في شكل مبلغ معين و لكن في الحالتين فان العائد لا يتغير( و هي بذلك تتشابه مع السندات ) و لكن من ناحية أخرى لا يحصل أصحاب الأسهم الممتازة على إرادات إلا في حالة تحقيق المشروع لمقدار معين من الأرباح تسمح بدفع مستحقات أصحاب الأسهم الممتازة ( و هي في ذلك تتشابه مع الأسهم العادية ) و يلاحظ أن الإصدار الأسهم الممتازة يساعد المشروعات التي تعاني من بعض المشاكل المؤقتة على مواجهة هذه الصعوبات لأن عدم دفع عوائد الأسهم الممتازة لا يؤدي إلى إفلاس المشروع لذلك فالأسهم الممتازة أقل خطورة من وجهة نظر المشروع كما أنها لا تتدخل في الإدارة و لكن إذا نظرنا إلى وجهة نظر المستثمر فان الأسهم الممتازة أكثر خطورة من السندات لذلك نجد أن المستثمرين يطالبون بمقدار أكبر من العوائد على الأسهم الممتازة ، و يرجع ذلك إلى أنه في حالة إفلاس المشروع فان مستحقات أصحاب الأسهم الممتازة تأتي بعد حصول أصحاب السندات على مستحقاتهم في الحالات العادية فان الفائدة على السندات تدفع قبل دفع عوائد الأسهم الممتازة .



المطلب الثاني :

السندات



إن السندات هي عبارة عن نوع من القروض الطويلة الأجل التي تنقسم إلى عدة أجزاء متساوية القيمة تسمى كل منها سند . و يلتزم المشروع بسداد الفائدة و أصل القرض في تواريخ معينة لحملة السندات و يرجع ذلك إلى أن السندات تمثل نوع من أنواع الاقتراض طويل الأجل الذي يحصل عليه المشروع بموجب عقد معين ما بين أصحاب السندات و المشروع و ذلك لضمان طرف ثالث عادة أحد البنوك الذي يراقب عملية الإنفاق و يمثل المقرضين ( حملة السندات ) و يعمل على التأكد من المشروع بالاتفاق المبرم و تمتد فترة استحقاق السندات عادة من 20 إلى 30 سنة و تطرح السندات للاكتئاب العام و بالتالي يتم تسويقها بين مجموعة المستثمرين في سوق المال و هناك العديد من أنواع السندات :



1/ السندات المضمونة بأصول : عند طرح هذا النوع من السندات يقدم المشروع بعض الأصول الخاصة به ضمانا لحقوق حملة السندات فإذا عجز المشروع عن سداد التزاماته اتجاه حملة السندات سواء بالنسبة لأصل القرض أو بالنسبة للفائدة ، يمكن بيع الأصول المرهونة لاستيفاء حقوق المقرضين .

2/ السندات العادية ( غير مضمونة بأصول ) : هذا النوع من السندات لا يكون له أي امتيازات خاصة على أصول الشريك و بالتالي فان حملة هذا النوع من السندات هم مجرد مقرضين بضمان جميع أصول المشروع و يتوقف قدرة المشروع على إصدار هذا النوع من السندات على طبيعة أصول المشروع و على قوة مركزه الائتماني فالمشروعات ذات المركز المالي القوي تستطيع أن تجذب المستثمرين إلى الاستثمار في السندات الخاصة بها دون الحاجة إلى رفع الأصول .

3/ السندات القابلة للتحويل : هذا النوع من السندات هو نوع قابل للتحويل إلى أسهم عادية مقابل سعر معين وفقا لرغبة حامل السند .

4/ سندات الدخل : لا يحصل هذا النوع من السندات على عائد إلا إذا حقق المشروع أرباحا تسمح بدفع الفائدة المستحقة على السندات و بالتالي فان التوقف عن سداد فائدة هذا النوع من السندات لا يؤدي إلى إفلاس المشروع و بالتالي فان هذا النوع من السندات يعتبر مرغوبا من وجهة نظر المشروع و لكنه شديد الخطورة بالنسبة لحامل السند .

5/ السندات ذات عائد متغير : نفترض أن عائد السند هو عبارة عن نسبة ثابتة لا تتغير طوال فترة القرض إلا في ظل السندات ذات العائد المتغير التي تسمح بارتفاع أو انخفاض سعر الفائدة على السند مع تغير معدلات العائد و لقد انتشر استخدام هذا النوع من السندات في أوائل السبعينات لتشجيع المستثمرين و تدعيم قدرتهم على مواجهة ظروف التضخم .

و تعتبر هذه السندات من مصادر التمويل الطويل الأجل الرئيسي بالنسبة للمشروعات و يرجع ذلك إلى أن التمويل للسندات يحقق المشروع عدة مزايا :

* يساعد على تحقيق ما يعرف بالرفع المالي أو المتاجرة الملكية

* يساعد على حصول المشروع على بعض المزايا الضريبية .

* إن استخدامها في التمويل يمكن من الحصول على الأموال اللازمة للاستثمار دون أن يترتب على ذلك تدخل الغير في الإدارة و السيطرة على المشروع .



المطلب الثالث : العرض و الطلب



تعريف العرض: و هو ما يقدمه المنتجون أو البائعون في السوق من سلع و خدمات و أوراق مالية لغرض بيعها و لكي يكون العرض فعلي يجب توفر شرطين أساسيين هما :

- القدرة على الإنتاج – الرغبة في عرض المنتوج . لأنه يمكن للمنتج القدرة على الإنتاج و لكنه لا يرغب في عرضه لأسباب ما ( تقلبات الأسعار ) أو العكس أي قد يرغب المنتج في عرض إنتاج ما و لكن ليس له القدرة على الإنتاج و من بين العوامل المؤثرة على العرض نذكر :

أ/ سعر السلعة أو الخدمة أو الورقة المعروضة لأن علاقة السعر بالعرض علاقة طردية أي كلما ارتفع السعر في السوق كلما زاد عرض المنتجين لمنتوجاتهم بهدف تحقيق اكبر ربح ممكن والعكس صحيح.

ب/ أسعار السلع و الخدمات المنافسة ( البديلة )

ج/ ذوق المستهلك .

د/ التقدم التكنولوجي .

ه/ تكاليف الإنتاج .



تعريف الطلب : يعرف على أنه الحاجة أو الرغبة في الحصول أو اقتناء سلع أو خدمات أو أوراق مالية للانتفاع بها أو لغرض المضاربة . من خلال التعريف نلاحظ أنه يجب توفر شرطين للطلب و هما : - الرغبة في الحصول على سلعة أو الخدمة أو الأوراق المالية .

- القدرة على دفع ثمنها

من بين العوامل المؤثرة على حجم الطلب نذكر :

· دخل المستهلك

· سعر السلعة أو الخدمة أو الورقة المالية لأن العلاقة بين الكميات المطلوبة و سعرها علاقة عكسية طبقا لمبدأ المنفعة فكلما ارتفع السعر تقل كمية المطلوب و العكس صحيح .

· أسعار السلع البديلة

· ذوق المستهلك

· نوعية السلع أو الخدمات أو الأوراق المالية

· حجم السكان







المطلب الرابع :

سوق المال ( بورصة الأوراق المالية )



تعريف : سوق رأسمال هم السوق الذي يتعامل في الاقتراض الطويل الأجل و ذلك بعكس الجهاز المصرفي و يعتبر هذا السوق هو المؤشر الاقتصادي الذي يعكس درجة نمو و تقدم الاقتصاد القومي فضلا عن دوره الهام في جذب المدخرات و توجيهها نحو الاستثمارات المنتجة و بالتالي فهو سوق هام يعد المشروعات بما تحتاج اليه من موارد مالية ضرورية سواء لاستثمارها في نشاطها الانتاجي أو لاضافة وحدات انتاجية جديدة كما أنه السوق التي تستطيع عن طريقه الدوله و الهيئات الحكومية الحصول على ما تحتاج اليه من موارد مالية اضافية لازمة لمواجهة تزايد نفقاتها أو لتمويل عمليات التنمية و ذلك عن طريق اصدار سندات عامة و طرحها للاكتتاب العام . تعتبر بورصة الأوراق المالية من أهم مؤسسات سوق رأس المال .





المبحث الثاني : أوامر البورصة .



المطلب الأول :

تعريف أوامر البورصة :

يقصد بأمر البورصة التوكيل الذي يعطيه عميل ما إلى أحد السماسرة أو الوسطاء لكي يبيع أو يشتري له في البورصة بعض الأوراق المالية التي يعينها له . و في جميع الحالات يجب تنفيذ الأمر و إجراء العملية وفقا للقواعد المقررة في البورصة هذا فيما يتعلق بالأوراق المالية أما فيما يخص بورصة العقود فالأمر هو التكليف الذي يصدره العلماء لأحد السماسرة بالشراء أو البيع و به يحدد سعر العملية . يجب أن يلتزم السمسار في تنفيذ أوامر البورصة تعليمات عملية بدقة إذا لم تكن لديه تعليمات واضحة .

كان عليه أن يعمل طبقا لما يجري عليه العمل به من التقليد و العرف.

لا يسري أمر البورصة إلا للجلسة التي أعطى عنها ، و يجوز أ، تكون أوامر البورصة في أشكال عديدة و هي لا تختلف بمضمونها عن بورصة الأوراق المالية إلا فيما يتعلق بموضوع الصفقة .

المطلب الثاني:

أوامر البورصة المالية:

يجب تحديد أمر البورصة بكل وضوح وفقا لكل التباس في المستقبل مثلا بيان نوع الأوراق المالية موضوع الصفقة و كمية السندات المطلوبة و السعر الذي يريده صاحب الأمر لكي تجري بموجبه الصفقة كما يجب تسمية الورقة المالية ورودها في التسعيرة و بيان نوعها فيما إذا كانت أسهما أو سندات و كذلك تحديد نوع الأسهم فيما إذا كانت أسهم رأسمال أو تمتع عدية أو ممتازة ، أما فيما يخص السندات فيجب ذكر الفائدة و سنة الإصدار و حقوق التمتع المنبثقة عن الصك .

يستطيع صاحب الأمر تحديد السعر الذي يرغب أن تتم به الصفقة بطرق مختلفة :

1/ الأمر بسعر الأحسن : Ordre au mieuse

و فيه لا يعين صاحب الأمر السعر الذي يجب أن تتم بموجبه الصفقة بل يترك تقدير السعر الملائم إلى السمسار الذي يقوم بانتهاز الفرصة لاختيار أحسن سعر . إلا أن السمسار يفضل عادة تنفيذ العملية في البورصة حال استلام الأمر .

2/ الأمر بالسعر المحدد : Ordre a cours limite

و فيه يحدد العميل للوسيط السعر الذي يجب أن يشتري أو يبيع به ، و هو يتضمن الحد الأقصى فيما إذا كان سعر الشراء أو الحد الأدنى إذا كان سعر بيع . إن الأمر لا ينفذ في حالة الشراء إلا إذا كان السعر معادلا أو أقل من السعر المحدد و في حالة البيع معادلا أو أكثر من السعر المحدد .

3/ شروط الأوامر المرتبطة :

و به يطلب العميل من السمسار أن يشتري له سندات من نوع معين اذا استطاع أن يبيع له سندات أخرى يكلفه بيعها أو العكس . حسب هذه الطريقة يجب أن تتم الأوامر المرتبطة في جلسة البورصة .

4/ شروط تعيين المبلغ :

و بها يعين العميل مبلغا من المال لشراء أوراق مالية دون تحديد الكمية و على السمسار شراء عدد معين الأوراق المالية على أن لا تتجاوز الصفقة المعقودة قيمة المبلغ المعين مسبقا من قبل العميل .

هنا كان تنفيذ أوامر البورصة يتطلب من صاحبه التزامات مختلفة أضحى من الضروري أن يصدر شخص يتمتع بكامل الأهلية و أن يكون رضاه سليما غير مشوب بعيب . و لما كان السمسار مسؤولا عن تنفيذ الأوامر فله أن يطلب من عميله تقديم ضمانات مالية لتغطية الأوامر الصادرة عنه في حالة البيع تكون الضمانات هي عبارة عن الأوراق المالية ذاتها موضوع الصفقة و في حالة الشراء فهي عبارة عن مبلغ من المال يقدمه العميل للسمسار .

ليس هناك شكل معين لأمر البورصة فقد يكون كتابيا أو شفويا و على العميل أن يوقع على أمر البورصة ، جرت العادة أن يكتفي السمسار من العميل بالكلام أو الهاتف . بوجه عام الأمر الذي يصدره العميل السمسار يسري مدة الجلسة ما لم ينص صراحة على خلاف ذلك .

المطلب الثالث :

أوامر بورصة العقود :

بينما تتعلق أوامر بورصة الأوراق المالية بالأسهم و السندات فهي تتناول في بورصة العقود البضائع موضوع التداول ، إن أهم أوامر بورصة العقود هي :

1/ الأمر بالسعر الأحسن :

لا يتضمن الأمر بالسعر الأحسن أي حد للسعر . فإذا تلقى السمسار مثل هذا الأمر أثناء الجلسة فيكون تنفيذه بالسعر الجاري عليه التعامل وقت استلامه . هنا الإصلاح يعني أحسن أسعار اليوم.

2/ الأمر بسعر الفتح :

لا يتضمن الأمر بسعر الفتح أي حد للسعر .

3/ الأمر بسعر الإقفال :

لا يتضمن الأمر بسعر الإقفال أي حد للسعر .

4/ الأمر المحدد :

هو أمر لا يجوز تنفيذه إلا بسعر معين أو ابتداءا من ذلك السعر صعودا أو هبوطا حسب إذا ما كان الأمر يتعلق بعملية بيع أو شراء ، فالسمسار ملزم بتنفيذ هذا الأمر إذا كان سعر السلعة في وقت استلامه يقترب من هذا السعر .

5/ الأمر المقيد :

هو أمر يتوقف تنفيذ بعضه على تنفيذ القسم الآخر هذا الأمر يتضمن عادة حد للسعر فمثلا شراء كمية معينة من البضاعة لشهر نوفمبر و بيع نفس الكمية لشهر جويلية و يحدد الفارق ما بين السعرين.



6/ الأمر بالتقدير :

هو أمر يوكل تنفيذه أو عدم تنفيذه إلى السمسار و تقديره لإمكانيات السوق و هو إما أن ينفذ الأمر فورا أو يتقرب اللحظة المناسبة لتنفيذه أو لا ينفذ الأمر على الإطلاق .





المبحث الثالث : سعر التوازن



بوجه عام يمكن القول أن دراسة درجة تشغيل النشاط الاقتصادي تتطلب اجراء دراسة تحليلية لأربعة أسواق رئيسية للاقتصاد القومي بغرض معرفة درجة تكاملها و كذلك القوى التفاعلية فيها و هذه الأسواق الأربعة هي : ( سوق النقود – سوق الأوراق المالية – سوق السلع و الخدمات – سوق العمل )

فالتوازن الذي يتحقق على مستوى كل سوق من هذه الأسواق هو الذي يحدد التحليل الاقتصاد الكلي .



المطلب الأول : التوازن على مستوى السوق النقذي:



يجدر بنا أن نشير إلى أننا سوف نستخدم في تحليل هذا التوازن كثير من المحددات و لكن بزاوية خاصة تتلاءم مع طبيعة هذا السوق .

و هنا يتعلق الأمر بضرورة تفسيرها : ما هو المقصود بالعرض؟ و ما هو المقصود بالطلب؟

و كذلك ما هو المقصود بالتوازن؟ بمعنى تعادل العرض و الطلب؟

و نحن في هذا الصدد سوف نلجأ لاستخدام نموذج من النيوكلاسيك و كينز

أ/ التوازن النقدي النيوكلاسيكي :

بالنسبة لتحليل الكلاسيك فان عرض النقود هو متغير خارجي النشأة حيث لأن هذه الكمية الموجودة من النقود تتحدد (م) نهائيا بواسطة السلطات النقدية أي أن :

م ع = م حيث : م ع : عرض النقود

م : الكمية الموجودة من النقود .

أما بالنسبة للطلب على النقود المعبر عنه في صورة اسمية فهم يعتمد على ( ك ) أي على النسبة من الدخل الذي يرغب الوسطاء الاحتفاظ بها في صورة سائلة و على المستوى الاسمي للدخل ( بمعنى الدخل الحقيقي المقوم بالمستوى العام للأسعار ) .

و هنا يتحقق التوازن بتطابق الطلب و العرض عندما تكون م = ك أي :

الكمية الموجودة من النقود = النسبة من الدخل الذي يرغب الوسطاء الاحتفاظ بها بصورة سائلة .

ب/ التوازن النقدي طبقا للمنطق الكينزي :

بالنسبة لمنطق النظرية العامة لكينز شأنها في ذلك شأن النظرية الكلاسيكية فان عرض النقود (م) هو مقدار خارجي النشأة أي يتحدد بواسطة سلطة مطلقة هي الدولة (م ع = م )

فضلا عن أن الطلب على النقود و الذي يفسر دوافع المعاملات ، الاحتياط و المضاربة هو دالة متزايدة لمستوى الدخل و متناقصة تبعا للتغيرات في سعر الفائدة .

و هنا فان التوازن على مستوى السوق النقدي يتحقق عندما تكون (م ع = م)



المطلب الثاني: التوازن بالنسبة لسوق الأوراق المالية



في هذا الصدد نود أن نشير إلى أنه في حالة زيادة الدخل النقدي للفرد فانه يتساءل أو يسأل نفسه :

هل يحتفظ بهذه النقود في صورة سائلة أو يتنازل عن ميزة هذه السيولة في سبيل الحصول على أوراق مالية ذات عائد؟

فهنا نجد أن هناك علاقة بين الرغبة في السيولة و الرغبة في التخلي عن السيولة حيث يؤدي هذا العامل الأخير إلى توظيف النقود بمعنى استخدامها في شراء أوراق مالية و على هذا الأساس لا يمكننا معالجة السوق النقدي بدون أن نعالج في نفس الوقت السوق المالي : و هنا نتساءل ما هو المقصود بالسوق المالي؟

إن السوق المالي هو سوق الأصول المالية و هي أصول تقترب أو تبتعد عن الأصول النقدية حسب درجة سيولتها و مدة استحقاقها و بمعنى أن هذه السوق هي السوق التي تتداول فيها الأوراق المالية من أسهم و سندات أي بورصة الأوراق المالية و هذه البورصة هي سوق منافسة كاملة خاضعة لقانون العرض و الطلب و من تم تتحدد أسعار البورصة طبقا لقوى السوق .

و بالنسبة لتوازن السوق المالي فهو يسبب إحدى المشاكل التي ثار من أولها النزاع و كثرت المجادلات بين أنصار نظرية الرصيد الممكن إقراضه و بين أصحاب نظرية تفضيل السيولة.

و فيما يتعلق بتحديد سعر الفائدة السائد على مستوى هذه السوق بالنسبة لنظرية الأرصدة القابلة للاقتراض فهو تصوير نظري و تطبيق عملي لنظرية العرض و الطلب أي بين الأوراق المالية و الأرصدة القابلة للإقراض و التي سميت النظرية باسمها فهنا نجد أن مجموع الأوراق المالية المتداولة في نطاق هذه السوق إنما يمثل جانب العرض ( عرض الأوعية الاستثمارية ) ، هذا من جانب و من الجانب الآخر فان رأس المال الذي يبحث عن التوظيف الأمثل أو التوظيف المجزي فانه يمثل الأرصدة القابلة للاقتراض و من تم يمثل جانب الطلب على هذه الأوعية الاستثمارية ( الأوراق المالية ) .

إن العلاقة بين سعر الفائدة و كمية النقود المعروضة و التي تمثل الطلب على الأوراق المالية تبين لنا أن العرض يزداد مع سعر الفائدة و الطلب يتناقص مع الفائدة و ذلك في خلال فترة زمنية محددة ، و طبقا لهه النظرية فان سعر الفائدة هو المتغير الذي يحقق التوازن بين العرض و الطلب على مستوى السوق المالي .

أما بالنسبة لنظرية تفضيل السيولة ، فان سعر الفائدة لا يرتبط بالمتغيرات الحقيقية ( العرض و الطلب على الأموال المدخرة ) و لكن يرتبط بالمتغيرات المتعلقة بالطلب و بعرض النقود كما هو الحال في السوق النقدي .

و بذلك يجب أن يتكامل تحليل التوازن على كل من السوق النقدي و السوق المالي

( المتغيرات الحقيقية و المتغيرات النقدية ) حيث أنهما يؤثران فقط على حالة التوازن بالنسبة لسوق السلع و الخدمات ، و من تم لا يمكن لنا أن نتصور توازن أحد هذه الأسواق دون الأخذ في الاعتبار بحالة باقي الأسواق .





المطلب الثالث : ظروف التوازن المتوافق لثلاثة أسواق ( السلع –النقود- الأوراق المالية).



على مستوى سوق السلع و الخدمات يوجد مجابهة فعلية بين إجمالي الطلب و اجمالي العرض بمعنى تساوي الطلب الاجمالي مع العرض الاجمالي مقومين . ذلك لأن سوق السلع و الخدمات ما هي الا سوق تركيبية حيث يتقابل فيها الطلب الكلي بالعرض الكلي .

كما لا يمكننا أن نفعل على السوق الثانية و هي سوق النقود حيث أن هناك مواجهة بين عرض النقود و الكمية الموجودة منها .

و أيضا هناك السوق الثالثة و هي سوق الأوراق المالية و التي يتحقق فيها التوازن بتطابق قيمة الأوراق المعروضة مع قيمة الرصيد القابل للاقراض بمعنى تعادل طلب و عرض هذه الأوراق .

من الممكن دراسة التوازن الجزئي لكل سوق لكن لا يمكن دراسة هذا التوازن على

السوق (1) دون الأخذ في الاعتبار حالة السوق (2) كما لا يمكن أن يتحقق ذلك دون أن ينصب أثره على السوق (3) و لكي يتحقق التوازن يجب أن نضع في الجانب الأيمن كل ما هو مطلوب و في الجانب الأيسر كل ما هو يمثل المعروض على أن يتساوى الجانبان طبقا لمنطق " فالواس" و لكننا اذا أخذنا في الاعتبار منهج المدرسة الهولندية فلا بد أن يكون عدم وجود فائض الطلب أو فائض في العرض و لكن تطابق تام بينهما و هنا يتحقق التوازن .

و هنا لو تحقق هذا الغرض على مستوى سوقين فلا بد أن يتحقق بالنسبة للسوق الثالث حيث أن الثلاثة أسواق متكاملة .



الخاتــــــــــــــــــــمة :



يمكننا القول بأن بورصة الأوراق المالية تعتبر من أهم أسواق رأس المال الأساسية بل الرئيسية. و بالتالي فان هناك علاقة وثيقة بين نشاط البورصة و بين تقدم الصناعة و التجارة اللذان يلعبان دور حيوي في تنمية ثروة الدول و كذلك فان البورصة يمكن أن تلعب دور حيوي في المساهمة في تنمية القطاعات الأساسية التي تؤدي بدورها إلى الإسراع بالتنمية الاقتصادية لدولة ما و يمكنها أن تلعب دور عكسي يؤدي إلى زيادة حدة الأزمات الاقتصادية و يتوقف ذلك على مدى قيامها بدورها كعامل منشط و مساعد لجذب رؤوس الأموال و توجيهها نحو القطاعات الاقتصادية التي تفتقر إلى رؤوس الأموال اللازمة و الضرورة لنموها .

ففي البورصة نجد أن هناك عرض يتمثل في السلع و الخدمات و الأوراق المالية و بالتالي الطلب يتمثل في رأس المال و من هنا فان قانون الطلب و العرض ينطبق بصورة تكاد تكون كاملة إذ يتحدد سعر البورصة ( سعر التوازن ) عن طريق التقاء كل من رأس المال الذي يبحث عن استثمار مربح و كذلك الكمية المعروضة ( سلع و خدمات أو أوراق مالية ) و التي تمثل الأوعية الاستثمارية.

الوردة الحسناء
2011-11-15, 13:08
الاسم *الوردة الحسناء
*الطلب *بحث حول المسرح الروماني
المستوى 4 جامعي اداب
الاجل *20/11/2011

محب بلاده
2011-11-15, 19:40
مـقـدمـة


إن كلمة مسرح تعني الفضاء أو المكان وبذلك يكون تعريف هذه الكلمة هو ذلكالمبنى الذي نجد فيه فظاءا لتقديم العمل المسرحي أما العمل المسرحي فهو تجسيد لقصة أوحكاية ما عن طريق أفكار يقدمها الممثلون إلى المتفرجين بغية إيصال فكرة معينة تهدف إلى قيمة ما,كما اعتبر الفن المسرحي فنا رائعاولقب بأبي الفنون.


وقد ظهر المسرح في الغرب كالمسرحالإغريقي والمسرح الروماني... قبل الميلاد, فكيف ظهر المسرح الروماني وكيف نشأ؟


وللإجابة على هذه الأسئلة تناولناالخطة الآتية:


- مقدمة.


1- بديات المسرحالروماني.


2- أنواع المسرح الروماني.


أ- المسارح Theatres .


ب- المدرجاتوحلبات المصارعة Amphitheatres .


3- الكوميديا والتراجيديا وأهم أعلامها.


أ- الكوميديا.


ب- التراجيديا.


4- التقنية وخشبة المسرح.


5- تدهور المسرحالروماني.


- الخاتمة.


وقد اعتمدنا علىالله أولا ثم على عدة مراجع من أهمها:


- د. حسين الشيخ,دراسات في الحضارات القديمة الرومان, دار المعرفة الجامعية, الإسكندرية, دط ,1425هـ- 2004م.


- د.مجيد صالح بك, تاريخ المسرح عبر العصور مع دراسة نقدية و تاريخيةللمسرح المصري, دار الثقافة للنشر, ط1, 1422هـ - 2002م.




1- بديات المسرحالروماني :


منذ إنشاء روماعام 753ق.م. بدأت بعض الكتابات التي يمكن مجازا إطلاق لفظ الأدب عليها في الظهور، فلمتتعد هذه الكتابات بعض الأشعار المتصلة بالطقوس الدينية،إلا انه بالإضافة إليهاظهرت "الأغاني الفاسكينية " التي كانت تلقى في أعياد الحصاد ومناسباتالزواج، ولم يستخدم فيها الرقص،إلا أنها شكلت البذرة الأولى لظهور الدراماالرومانية لاشتراك عدة أشخاص فيها وارتدائهم لملابس خاصة بهذه المناسبة. ثم دخلالرقص على الأناشيد الفاسكينية وتحولت إلى لون جديد عرف باسم (ساتورا) التي احتوتأيضا على بعض القصص المضحكة ولكن بدون حبكة تذكر بطبيعة الحال.


وفي نفس الوقتظهر لون جديد روماني المنشأ هو فن " المايم " و " البانتومايم" أوالملهاة التمثيلية الناطقة والصامتة والتي اعتمدت أساسا على الرقصوالحركات البهلوانية والإنشاد في حالة البانتومايم .


وحتى هذه الفترةلم يكن للرومان معرفة بالمسرحية الكاملة حتى حدث الاتصال باليونان عن طريقالمستعمرات اليونانية في جنوب ايطاليا، والحروب والتوسعات الرومانية خارج حدودايطاليا،فبدأت حركة الترجمة من اللغة اليونانية إلى اللاتينية والتي قادها ليفيوساندرونيكوس فترجم بعض المسرحيات اليونانية كما كتب عدة مسرحيات على نسق المسرح اليوناني،وتبعهالشاعر "نايفيوس" وعندما لاقت هذه التجربة نجاحا ملحوظا،ضمت لأول مرة فيعام 240ق.م العروض المسرحية التراجيدية والكوميدية ذات الطابع اليوناني إلىالاحتفالات بالأعياد الدينية الرومانية.


أما عن المسرح الروماني كبناءمعماري،فقد بدأ عرض الصور الأولى من المسرحيات غير الناضجة على منصات خشبية مؤقتة،وبمرور الوقت تطورت هذهالمنصات إلى مسرح خشبي ينصب في أيام الأعياد ثم يزال بعد انتهائها ولم تعرف روماالمسارح الثابتة المبنية بالأحجار إلا في عام 55 ق.م. حين بني بومبيوس أول ثابت منالحجر في روما. (1)


2- أنواعالمسرح الروماني: المسارح الرومانية نوعان هما:


أ- المسارح Theatres : ومن أشهر مسارح هذا النوع مسرح Orange في جنوب


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ


(1): د. حسين الشيخ, دراسات في الحضارات القديمةالرومان, دار المعرفة الجامعية, الإسكندرية, دط , 1425هـ- 2004م , ص 311-312. د.حسين الشيخ, اليونان و الرومان, دار المعرفة الجامعية, دط, 2003م, ص266-267.


فرنسا، ومسرح مارسيللوس Marcellus في روما.


ورغم اتفاق المسرح الروماني مع نظيره اليوناني من حيث الشكل إلا أن هناكعدة نقاط يختلف فيها المسرح الروماني عن المسرح اليوناني:


*أولا: الـ cavea


أخذت هي الأخرى شكل حدوة الحصان إلا أنها لم يستغل فيها منحدر التل الأرضيوإنما أقيمت على عقود وقباء تظهر من الخارج على شكل ثلاثة طوابق كل طابق منهايتكون من العقد الذي يستند على الدعامات وأنصاف الأعمدة أو الأعمدة فقط ويراعىدائما تدرج ثقل هذه الأعمدة بمعنى أن أعمدة الطابق الأول تتسم بالقوة والضخامةولذلك كان يفضل الأعمدة الدورية في العادة, في حين أن أعمدة الطابق الثاني التيتحمل ثقل اقل كانت أعمدة من الطراز الأيوني, أما أعمدة الطابق الثالث فهي في العادةأعمدة كورنثية يعلو هذا الطابق الثالث porticus (ممر مسقوفمعمد) تعلوها عوارض حجرية تثبت فيها قوائم خشبية تحمل tendae (مظلات)ونظرا لهذه الخاصية فان بالمسرح الروماني كانت هناك مداخل متعددة تمثلها العقودإلى جانب المدخلين الرئيسيين وفي العادة كانت تلك المداخل ترقم على أن يحملالمشاهد رقم المدخل الذي يؤدي إلى القطاع المخصص لجلوسه داخل المسرح.


أما في الداخل فان هذه الـ cavea مقسمة بدورها إلى ثلاثةقطاعات متدرجة في الارتفاع, ويفصل كل قطاع عن الآخر حاجز لا يسمح للمشاهدينبالمرور من قطاع إلى آخر.


*ثانيا: الاوركسترا orchestra


وهي في المسرح الرماني على شكل نصف دائرة وليست دائرة كاملة مثل المسرحاليوناني نظرا لان الجوقة في المسرحيات الرومانية لم تلعب دورا هاما ولذلك فقدتالاوركسترا في المسرح الروماني أهميتها واقتصرت على الشكل النصف الدائري بل إن قسممنها احتله درج منخفض كان مخصصا لوضع مقاعد منفصلة لكبار المشاهدين.


*ثالثا: المشهد المسرحي


وهو يتكون أساسا من واجهة المسرح scaenae frons التي تتميز في المسارحالرومانية باتساعها حتى أنها تصل إلى قطر دائرة الـ cavea مع الـ verrsurae. وتتميزأيضا بثرائها بالزخارف المعمارية وأنها تتكون في العادة من ثلاثة طوابق عبارة عنمشكاوات على جانبيها أعمدة و كانت مدعمة بتماثيل مختلفة وبها من الأمام باب رئيسيوبابان جانبيان وكانت تستخدم من قبل الممثلين في أداء بعض مشاهد المسرحية وفيالداخل كانت بها أبواب تصل ما بينها وما بين المبنيين الجانبيين verrsurae وأمامالـ scaenae frons توجد خشبة المسرح pulpitum وتتميزباتساعها بالمقارنة مع المسرح اليوناني و بإقامتها على دعامات داخلية كما أن الـ pulpitum لها واجهة التي تواجه الجمهور وهي ثرية بالزخارفالمعمارية وكانت في العادة مدعمة بستائر تستخدم لفتحها أو لرفعها بكرات خاصة.


*رابعا: الـ verrsurae


بالرغم من أن هذين المبنيين قد وجدوا أيضا في بعض مسارح العصر الهللينستي إلاأنهما لم يتميزا بالضخامة التي تميز بها هذان المبنيان في المسرح الروماني ونظرالطبيعة تكوين المسرح الروماني فان الـ cavea التي امتدت إلى الأمام اتصلتبمبنيين الـ verrsurae ولا يعرف على وجه اليقينالوظيفة التي كانت يقوم بها هذان المبنيان, هل كانا يستخدما كمكان للاستراحةللمشاهدين خاصة وقد عثر على آثار للفرسكو على جدران هذين المبنيين أو أنهما كان يستخدما من قبل الممثلينخاصة وانه توجد أبواب تصل مابين الـ scaenae frons والـ verrsurae.


*خامسا: porticus post scaenam


توجد دائما خلف المسرح الروماني وكان عبارة عن مساحة ضخمة تميل إلىالاستطالة يحيطها ممرات مسقوفة معمدة porticusولا يعرفالسبب في إقامتها ويظن أنها كانت تستخدم كمكان للاحتماء من المطر أو الشمس من قبلالمتفرجين أو كمكان لإجراء البروفات الخاصة بالمسرحية من قبل الممثلين.


ب- المدرجات وحلبات المصارعة Amphitheatres : ويعتبر مبنى الكولوسيوم colosseum من أهموأشهر مباني هذا النوع وقد أقيم في روما في عصر الإمبراطور فسباسيان وأتمه ابنهالإمبراطور تيتوس وافتتحه في عام 80م. (2)


3- الكوميديا و التراجيديا وأهم أعلامها:


أ- الكوميديا:


* مناندروس: بعد تفكيك مناندروس أثينا و انهياره, و بعد ظهور الإمبراطوريةالرومانية


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ


(2): د.عزت زكي حامد قادوس,مدخل إلى علم الآثار اليونانية و الرومانية, الحضري للطباعة, الإسكندرية, 2005م,ص177-178-179-180.


وتوسعها وسيطرتها على أثينا, جلبت إليها كتابها و تأثر الفن بالأدبالإغريقي تأثرا كبيرا


فظهرت الكوميديا الحديثة على يد مناندروس (342- 292) ق م ولكنها فقدتمظاهرها الدينية الأصل و فيها فقدت الجوقة (الكورس) مكانها ودورها.


تعزى إلى مناندروس ما بين 105 و 109 كوميديات. (3)


وصلتنا مسرحية واحدة كاملة من أعماله هي ( اللئيم) وقصاصات من ثلاث مسرحياتأخرى. (4)


ويتميز مناندروس بقدرة ملموسة على جعل كل شخصية تتحدث باللغة المناسبة لها,كما انه يلجأ كثيرا إلى استخدام الحوار السريع و القصير جدا. وبصفة عامة يتركمناندروس لمتفرجيه مهمة الغوص في الشخصية لأنه يجعل الحوار يمضي سريعا و هو حواريتطلب متفرجا واعيا لكي يتمكن من متابعة الإيحاءات ومع انه يهدف في الأساس إلىتسلية الجمهور إلا انه لا ينسى أن يقدم له الدرس الأخلاقي في إطار العلاقاتالاجتماعية.


* بلاوتوس و ترنيتيوس: وبعد ذلك قام اثنان من أشهر كتاب الكوميدياالرومانية و هما بلاوتوس و ترنيتيوس باقتباس عقد مسرحياتهما و كثير من شخصياتها. (5)


أما بلاوتوس و قد ولد حوالي عام 254ق م ومات في السبعين من عمره عام 184ق م(ومعنى اسمه الشخص ذو القدم المفلطحة) كان عاملا في احد المسارح ثم عمل بطحنالغلال وكان يكتب للمسرح في أوقات فراغه, ووصلنا من أعماله عشرون مسرحية الكثيرمنها كامل و أشهرها: امفيتريون, الحمير, جرة الذهب, الباكخيديس, الاسيران, و لايمكن إنكار تأثر بلاوتوس بالكوميديا اليونانية, فالجو اليوناني هو المسيطر على كلأعماله حتى أن اغلب مسرحياته تدور حوادثها في أثينا(6), حيث أضفى عليها الروح و الملامح الرومانية. ولقد كانبلاوتوس حرفيا بارعا وأعماله تمثل أفضل مما تقرأ.(7)


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ


(3): د.مجيد صالح بك, تاريخ المسرح عبر العصورمع دراسة نقدية و تاريخية للمسرح المصري, دار الثقافة للنشر, ط1, 1422هـ - 2002م,ص 26.


(4): د. حسين الشيخ, دراسات في الحضارات القديمةالرومان, دار المعرفة الجامعية, الإسكندرية, دط , 1425هـ- 2004م , ص 310. د. حسينالشيخ, اليونان و الرومان, دار المعرفة الجامعية, دط, 2003م, ص265.


(5): د, مجيد صالح بك,تاريخ المسرح عبر العصور مع دراسة نقدية و تاريخية للمسرح المصري, ص 26.


(6): د. حسين الشيخ, دراساتفي الحضارات القديمة الرومان, دار المعرفة الجامعية, الإسكندرية, دط , 1425هـ-2004م , ص 314, د. حسين الشيخ, اليونان و الرومان, دار المعرفة الجامعية, دط,2003م, ص268.


(7): د, مجيد صالح بك, تاريخ المسرح عبر العصور مع دراسةنقدية و تاريخية للمسرح المصري, ص27.


أما يوبيليوس ترنيتيوس (185- 159) ق م, فقد كان على العكس من بلاوتوس فيكتاباته, فعلى حين كان بلاوتوس يكتب للعامة من الجمهور كتب ترنيتيوس للخاصة منهم,لذا جاء أسلوبه راقيا مصقولا مع عناية بالحبكة الدرامية في أعماله, وعلى الرغم من أنترنيتيوس تعامل مع موضوعاته الكوميدية كما فعل سلفه بلاوتوس, فالجو لم يزل غريباعلى المجتمع الروماني, إذ أن أثينا تبدو وراء كل سطر من كوميدياته, إلا انه لميغالي في اعتماده على النكتة و الموقف الخشن و التلميحات الجنسية, حاول أن يتعمق أكثرفي رسمه للشخصيات و تطور الحوادث, وقد و صلتنا جميع مسرحيات ترنيتيوس الستة وهي:اندريا, المعذب لنفسه, فورميو, الحماة, الاخوان, الخصى.(Cool


ولقد ظهر نوع من الملاهي الريفية بعد تيرنس يسمى الفابيولاتوجاتا fabula togata وهو عبارة مسرحية قصيرةتصحبها فرقة موسيقية للعزف و الغناء المرح في بعض الوقت إلا أن هذا النوع لم يستمرطويلا مع محليته و كان هناك نوع آخر من العروض يعرض في روما نفسها و هو الميمى أوالتمثيلية الإيمائية, ثم البانتوميمي pantomimi أو الملهاة الإيمائية الصامتة.


وكانت مسرحية من مسرحيات الخوارق الشائعة في هذا الوقت يقوم بالأداء فيهاممثل واحد


صامت تصاحبه الجوقة(الكورس) حيثيقوم بسرد أحداث المسرحية على أنغام فرقة


موسيقية و يقوم الممثل بالأداء و الرقص حيث يستخدم الأقنعة جرسا أو صنجاليؤكد وحدة النظم على إيقاع الموسيقى.(9)


ب- التراجيديا: رغم الكوميدياكانت اقرب إلى وجدان الشعب في روما بطبيعة تكوينه و الظروف المحيطة به إلا أنالتراجيديا ظلت تحتل مكانة لا باس بها خاصة و إن الطبقات العليا كانت تشجع و جودهالاحتوائها على العديد من الآراء التي توافقهم خاصة من الناحية السياسية, فقد كانالروماني يشارك اليوناني خوفه المستمر من الطغيان و حكم الفرد المطلق, و الدليلعلى هذا هو التدهور الذي أصاب التراجيديا بعد إعلان النظام الإمبراطوري في روما,فقد تحولت تدريجيا إلى تمرينات و تسلية أدبية, فقد كانت السلطات الحاكمة في هذاالوقت تعي تماما أخطار تجمع عدد ضخم من المواطنين في مكان واحد وإطلاق القضاياالاجتماعية والسياسية للمناقشة من خلال عمل تراجيدي أو حتى كوميدي.


(Cool: د. حسين الشيخ, دراساتفي الحضارات القديمة الرومان, ص 314, د. حسين الشيخ, اليونان و الرومان, ص268. (9): د, مجيد صالح بك, تاريخ المسرح عبر العصور معدراسة نقدية و تاريخية للمسرح المصري, ص27- 28.


وكنتيجة طبيعية لهذا الموقف فان ما وصلنا من أعمال ثلاثة من اشعر شعراءالتراجيديا الرومان وهم اينيوس و باكوفيوس و اكيوس ليس إلا قصاصات قليلة, رغم انهتوجد معلومات عن ما يزيد عن ثمانين اسما لمسرحيات تراجيدية كتبها هؤلاء الشعراء, أماأشهر الأسماء على الإطلاق في التراجيديا الرومانية فهو سينكا ( 4 ق م 65 ميلادية) وكانكاتبا دراميا و فيلسوفا و معلما للإمبراطور نيرون, وصلتنا تسع مسرحيات من أعمالههي: جنون هرقل, الفنيقيات, الطرواديات, ميديا, فايدرا, اوديب, اجاممنون, ثيتيس,هرقل, كما توجد مسرحية عاشرة يشك في نسبتها إليه تحمل اسم اوكتافيا و هو اسم زوجة الإمبراطورنيرون. ورغم أن سنكا قد استوحى موضوعاته في الغالب من التراث اليوناني كما هو واضحمن عناوين مسرحياته, إلا انه حاول أن يوجد لنفسه أسلوبا متميزا وقد افلح في هذا إلىحد بعيد.


وقد تميزت تراجيديات سينكا بكثرة الحوادث البشعة فيها والتي كان من الصعبتمثيلها على المسرح كإلقاء ميديا لأطفالها من فوق سطح القصر لزوجها جاسون بقصدقتلهم, ومحاولة ثسيوس تجميع أجزاء جثة ابنه هيبوليتوس بعد موته في مسرحية فايدرا وقتل فايدرا لنفسها أمام عيني زوجها, وغيرها منالمشاهد. وقد تأثر العديد من الكتاب في عصر النهضة وما بعدهم بأسلوب سينكا ويظهر هذاواضحا تماما من مسرحية تيتوس اندرونيكوس لشكسبير


أما نهاية سينكا نفسه فقد كانت مأساوية تماما كمسرحياته, فقد قتل على يدتلميذه الإمبراطور نيرون. (10)


4- التقنية و خشبة المسرح:


بصرف النظر عما أحدثته درامات روما من تجديدات و ترجمات فإننا لا نعثر علىوجه سليم لعصر الدرامات الكلاسيكية في روما, منصة عالية هي كل خشبة المسرح,الجمهور يشاهد العرض واقفا, يحمل العجائز و كبار السن كراسي للجلوس عليها.


أول مسرح بني من الحجارة على يد م.اسكوروس m.scaurus و سرعان ما تم هدمه في عام 58ق م لأسباب غير معروفة. وحل محله عام 55ق ممكان للألعاب المائية. ثم بني مسرح حجري قرب احد الأسواق يتسع لـ 40000 متفرج تحتلأماكن الجلوس فيه 27000 متفرج لأول مرة . في عام 11 ق م أنشئ مسرح مارسيللوس marcellusليسع 14000


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ(10):د. حسين الشيخ, دراسات في الحضارات القديمة الرومان, ص 313, د. اليونان و الرومان,ص267- 268 .


متفرج. كما أنشئ أمامه وفي مواجهته مسرح بالبوس balbus الذي اتسع لـ 8000 متفرج. اشرف على بناء المسارحمهندسون معماريون من الايطاليين. لم تكن هناك مساحة كبيرة تفصل المسرح عن الصالة, إذلم تستعمل الدراما و لا الكورس ولا الجوقة ولا مشاهد الرقص. وبهذا استقر المسرحعلى صورته الدرامية في روما. خصص 14 صفا أماميا للفرسان. ولأول مرة يظهر منظمالجلوس في الصالة لقيادة الجماهير إلى أماكنهم.


لم تتبع خشبة المسر في روما – من ناحية معمارها- نموذج خشبة المسرحالهيللينستي. وإنما ربطت عدة سلالم خشبة المسرح بصالة الجمهور. وعلى الخشبة ظهرتالمناظر المسرحية للدرامات. القصر الملكي ببابين كالجناحين يمنة ويسرة, وبقيةالمنظر على الجانبين, إلى جانب ماكينة تدوير خشبة المسرح (سمحت هذه الماكينة بإدارة3 خشبات مسارح حسب الحاجة المنظرية إليها).


تلونت المناظر إلى 3 أنواع: مناظر للدرامات التراجيدية, وثانية للكوميديات,وثالثة للساتيريات (نوع من مسرحيات الملهاة): النوع الأول- التراجيدي, تتكونمناظره من أعمدة وقصور وتماثيل ملكية. النوع الثاني- المخصص للكوميديات عبارة عنمنازل وشرفات ونوافذ كبيرة كالمعمار في المنازل آنذاك. و النوع الثالث-للساتيريات, و مناظره تمثل أشجارا, حدائق, كهوفا ومساحات ريفية.


تدار خشبة المسرح بالماكينات الرافعة, وكذلك ستار المقدمة ( بدئ في استعمالهذا الستار لإخفاء المنظر وخشبة المسرح قبل العرض المسرحي في القرن الثاني قبلالميلاد).(11)


5- تدهور المسرح الروماني: بانتهاءعصر كبار كتاب الرومانية أمثال سينكا وبلاوتوس وترنيتيوس, بدأ المسرح الروماني فيالتدهور وقد صاحب هذا التدهور ظرف اقتصادي تمثل في فتوحات روما الحربية في حوضالبحر المتوسط, فقد تحولت الأقاليم والولايات الجديدة التي ضمت إلى الإمبراطوريةالرومانية الجديدة إلى سوق تجاري جديد مما استتبع بالتالي ازدهار عمليات المصارفوالاقراض والوساطة التجارية والذي انعكس بدوره على ظروف المعيشية للرومان خصوصا فيأواخر العصر الجمهوري وبداية الإمبراطورية.


هذا الظرف الاقتصادي كان لهبالضرورة اثر مباشر على الحياة الأدبية والفنية في روما,


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ


(11): د.كمال عيد,سينوغرافيا المسرح عبر العصور, الدار الثقافية للنشر, القاهرة, 1418هـ- 1997م,ص36-37.


فانتشرت حفلات التمثيل وسباق العربات والمصارعة بأنواعها والمعارك الحربيةالبحرية الممثلة وأنواع مختلفة من الاستعراضات.


وكان حضور هذه الحفلات والاستعراضات مجانا لطبقة العامة, وقد ازداد عددالأيام التي تقام فيها أمثال هذه الحفلات التمثيلية أو الاستعراضية حتى أصبح قربنهاية الإمبراطورية ما يقرب من 175 احتفالا خلال العام.


ومن الطبيعي في مثل هذه الظروف أن يتراجع المسرح الروماني مفسحا الطريقلمثل هذه الاستعراضات, إلا أن الكوميديا قد ظلت صامدة لبعض الوقت عكس التراجيدياالتي لم يعد لها محل للوجود في وقت كان المتفرج الروماني يشاهد مآسي أخرى اقربلعالم الحقيقة والواقع, كالصراع بين الإنسان و الحيوان حتى الموت. (12)




6- صورة للمسرح الروماني: المسرح الروماني(الكولوسيوم) في روما: (13)




















ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــ


(12): د. حسين الشيخ,دراسات في الحضارات القديمة الرومان, ص 315, د. اليونان و الرومان, ص269-270.


(13): - 70k مسرح_ ar.wikipedia.org/wiki internet


الـخـاتــمـة


وخلاصة القول أن الطقوس الدينية والأغاني الفاسكينية شكلت البذور الأولىلظهور الدراما الرومانية, وبدخول الرقص فيها تحولت إلى لون جديد عرف باسم ساتورا ,كما ظهر فن الميام و البانتومايم أي الملهاة التمثيلية الناطقة أو الصامتة, غير أنالنشأة الحقيقية للمسرح الروماني كانت متأثرة بالمسرح اليوناني.


ومن أشهر رواد المسرح الروماني الكوميدي نجد: مناندروس, بلاوتوس وترنيتيوس, ومن أشهر رواده في التراجيديا سينكا.



قائمة المصادر و المراجع


- د. حسين الشيخ, اليونان و الرومان, دار المعرفة الجامعية, دط, 2003م.


- د. حسين الشيخ, دراسات في الحضارات القديمة الرومان, دار المعرفةالجامعية, الإسكندرية, دط , 1425هـ- 2004م.


- د.عزت زكي حامد قادوس, مدخل إلى علم الآثار اليونانية والرومانية, الحضريللطباعة, الإسكندرية, 2005م.


- د.كمال عيد, سينوغرافيا المسرح عبر العصور, الدار الثقافية للنشر,القاهرة, 1418هـ- 1997م.


- د.مجيد صالح بك, تاريخ المسرح عبر العصور مع دراسة نقدية و تاريخيةللمسرح المصري, دار الثقافة للنشر, ط1, 1422هـ - 2002م.


- -70k مسرح_ ar.wikipedia.org/wiki internet


الـفـهـرس




- مقدمة............................................. .................................................. .ص1


1- بديات المسرحالروماني.................................... ...................................ص2


2- أنواع المسرح الروماني.......................................... ..............................ص2


أ- المسارح Theatres.......................................... ...................................ص2


ب- المدرجاتوحلبات المصارعة Amphitheatres ......................................ص4


3- الكوميديا والتراجيديا وأهم أعلامها........................................... ...............ص4


أ- الكوميديا......................................... .................................................. .ص4


ب- التراجيديا........................................ .................................................ص 6


4- التقنية وخشبة المسرح............................................ ..............................ص7


5- تدهور المسرحالروماني.................................... ...................................ص8


6- صورة للمسرحالروماني.................................... ..................................ص9


- الخاتمة........................................... .................................................. ص10


- قائمة المصادروالمراجع................................... ....................................ص11

محب بلاده
2011-11-15, 19:43
معلومات أخرى


http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Fenon-Elam/TheaterArt/sec022.htm



و



http://www.travelerpedia.net/2008/03/18/thet-rom.html

ahmedinfo
2011-11-15, 19:46
salaaaaaaaaaaam

salut les amis comment ta livo

je cherche une memoire de paramedicale sur le sujet suivant Aide moi SVPPPPP:::


le theme :::

l'hépatites virale chez les hémodialysé


khawti madabikom 3awnoni ana had al3am rani rayah n setni f paramedical ou rani nhawas 3la hadi l memoire Aide moi SVP

ou rebi ikhalaskom inchallah ou rebi yahfedkom inchallah

ahmedinfo
2011-11-15, 19:49
khoya wila kdert t3aweni rani mahtadjha hadi la memoire lakibach had al3am rani rayah nsetni biha ou madabik t3aweni ou rebi yahafdek inchallaaaaah


merciiiiiii salaaaaaaam

محب بلاده
2011-11-15, 19:50
us l'égide de l'ANDEM et ... Société francophone de dialyse ;. - Société de ...


[PDF] Hépatite virale C chez les hémodialyses chroniques au CHU de ... (http://www.santetropicale.com/resume/8904.pdf)

www.santetropicale.com/resume/8904.pdf - Translate this page (http://translate.google.com/translate?hl=en&sl=fr&u=http://www.santetropicale.com/resume/8904.pdf&ei=ZLTCTsjrDcqg-wbRz-XaDQ&sa=X&oi=translate&ct=result&resnum=2&ved=0CC4Q7gEwAQ&prev=/search%3Fq%3Dle%2Btheme%2B:::%2Bl%2527h%25C3%25A9p atites%2Bvirale%2Bchez%2Bles%2Bh%25C3%25A9modialys %25C3%25A9%26hl%3Den%26client%3Dfirefox-a%26hs%3DT7O%26rls%3Dorg.mozilla:ar:official%26prm d%3Dimvns)
File Format: PDF/Adobe Acrobat - Quick View (https://docs.google.com/viewer?a=v&q=cache:6HwMrvZBFXAJ:www.santetropicale.com/resume/8904.pdf+&hl=en&pid=bl&srcid=ADGEEShp-atrHk5W9R3eyIxJwWNZarT-4vd9LrUJmK7P9LUwgxhQOJNumdrhJqVcM7dCCU_NjOdHTDvrP_ JxT-gl5nqUku9n2dkyX8TsiIWU7vsH58U0EBJo_AYyeP9mzdBOGCew bYrO&sig=AHIEtbT9BfLl539MT-l2N2No0IT0GercBw)
by L BENAMAR - Cited by 2 (http://scholar.google.com/scholar?hl=en&lr=&cites=4012056575863169017&um=1&ie=UTF-8&ei=ZLTCTsjrDcqg-wbRz-XaDQ&sa=X&oi=science_links&ct=sl-citedby&resnum=2&ved=0CCgQzgIwAQ) - Related articles (http://scholar.google.com/scholar?hl=en&lr=&q=related:-R8Y7zKwrTcJ:scholar.google.com/&um=1&ie=UTF-8&ei=ZLTCTsjrDcqg-wbRz-XaDQ&sa=X&oi=science_links&ct=sl-related&resnum=2&ved=0CCkQzwIwAQ)
Les hépatites virales sont fréquentes chez les hémodialysés chroniques (HDC). Sont mis en cause le virus de l'hépatite. B (HBV), le virus de l'hépatite C (HCV), ...

محب بلاده
2011-11-15, 19:53
http://www.em-consulte.com/article/211618

SAAD131
2011-11-15, 21:46
http://www.djelfa.info/vb/imagesالسلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

اريد بحث حول التلوث ب الفرنسية

بارك الله فيكم
/icons/icon24.gif

YAHIAMOC
2011-11-16, 09:11
السلام عليكم

ابحث عن بحث بالانجلزية حول

3 جزائريين بجائزة نوبل للسلام

وقائمة المترشحين لجائزة نوبل للسلام من عام 2011 الى 2013

وشكرااا

mouhamed16
2011-11-16, 09:40
اسم العضو mouhamed16

الطلب اهمية ومكانة الدستور

المستوى 1 سنة اولى جامعي جامعة الحقوق ببن عكنون

أجل التسليم الجمعة 2011/11/18 ادا قدرت طبعا و بارك الله فيك

YAHIAMOC
2011-11-16, 13:52
السلام عليكم

ابحث عن بحث

حول الواقع الاقتصادي العالمي ماقبل سنة 1944

وشكرااا

islam08
2011-11-16, 14:48
السلام عليكم
اولا بارك الله فيك اخ محب بلده
انا اسلام08 متربصة في معهد للسنة الثانية اطلب منك مساعدتي في الحصول على معلومات عن مركز الارشيف الوطني الجزائري ان كان في الامكان
:19:

محب بلاده
2011-11-16, 16:43
السلام عليكم
اولا بارك الله فيك اخ محب بلده
انا اسلام08 متربصة في معهد للسنة الثانية اطلب منك مساعدتي في الحصول على معلومات عن مركز الارشيف الوطني الجزائري ان كان في الامكان
:19:


http://www.djelfa.info/vb/data:image/png;base64,iVBORw0KGgoAAAANSUhEUgAABFIAAACeCAIAAAC evbmBAAAgAElEQVR4nO2d2ZosJ65G8/1fOs+F+5TTwaQJEMRaF/2lswLp1wAoam+7P99kfH7Y4rTj91Mj3As88ORcYtNvLUqJRAxd lIEZPTkD1ZF1REQAJdU+VxEl4PcbiU55RFold2zkvWXVKvz9co Hr4+hUJzZj/TaYWBtb29la1pOy1lapJMu3rxbvxmuYcZyt2XtaJZLQhL0Kcpz HVOYd7W8tgORULwgVD2seAVqp8ocNYv5Zde5eDizrGpFrPJ5LK 1exqRt2wqw6mfvPkBRnr8t3i3NrbdmTp1PNuTOBqQqhjSuV+Au IOjdmaPNTFdlSe0REsIXMjdG5I6qyY/t80hbr6NfqSVgyIfKydr5/fJgqcpKLO7D1s9NL1d0U30OvkrULfFUt/H0T62tNye+j1cSeNKaqhVZM+fD2EA7F2QZR3TiVUmFL5xHhwHo CD94ZVOUNBXe+dwrQqlXF5dGTqmoS9pbVJnKSl6Mxd3KIo6rHe PfyHu2vne2rY0TlzuZFLu/ldEpszmSIkSi0SpIoT5VDA85eaq1tGdmVqFJkS8PpBYUZVLdJq vboKLRJNTwvdyQXZo4iZ5lsBJZ1EgklpWJZ4fqt8vAbrEDueLj c786sOerhzkLhqpczbCdbJqsWNhalGk5LT5JGCinELvy9JFwY2 7daWk6r3o8uKMyg072pOmSvyKov/xazBZKzQB6cZZ2dh/sSHsiyzDQ3f6M62V97+kuc7qpGDO5ivUiM2JYfx7C+tmyE1CIK lZgkyqMKsQt/L0lWxTatDZXHQ6sJM+h3b7Ym2SVP607+vDmW1sI8xTJgTsVUVd 9Lsx3CsF6fn7994NytlZ1f41+nZk8233ILf994PNpkRz3cWSiJ TmLhbob1taUiVSZVYpIojyrELvzt1F/Vt78sXSp351YTZpCkh1WEaFOt1XqUP29OdbkqW5k8fEyz0zyS7 4g1VKPu5OT3G38CSwsd/rdE68PvW2jkK+hsp7uWkaiHOwuFqzp+DUaOQ1JfQyqqa3flUxV IkgYIqcJG/I3UWdVv1MXpqnqsuj63mhDOsh7O1mnauFrZaFlQZU9lubMqVYZ DSBXay4/NVpe2viw/eE6VloW+2dSvPSEetUZin28tFK7q+LXZWYO5HEIjVbPLahGLSk lV+foQzurGKh395kK0zO5Kl8rduaWEWDqdENvD2TpNG5chFa0l 5fLySYkLdvEkWvmM3RHHUYYv7/DO8kABD5vBRZK77zhVRe5317IT9XBnoXBVy6nZ1FSiKqK15szn d+svjVRR5Cm9swQZiG2h8svYpjXgaa0TCwoh9BsgqkkStpk2Lk Mq5EtseWYLz6CTz+uPzU5EZezabJgXygX8Wvv3gyz2MPf9kELy JXfXMhX1cGehcFXVo1nDPFTlEMoONNWx7Ag6BpWYVHXPo8SDTX wZu6pd12Ts4a7vdItCyIakAarNb3Zk12ql6tfQ+c4lqv0Ybh/kdPJ567FZxvUIrfpAPw8qCzaFUiXKbHgV9EOShx3irmpK6/c7+U+fQ2Kch6oQzlRHhZ8hbzYx1YczRPE25A0Z0rF+kaqH6ajX ImkAf5NsbLPhJjXYEa5SHQLlk+ziLfTz2arpuckvI7JR2lQ50o rs2Kwsd+RHGoA8pGoYyzwOH64+L8tQ82/FaBdqA5yKpgJq2YGmOmYj0uBCLsYc8mw+55/1WlSt6GnXKJGqh99TR/hF2ADOJtnYZv1tW925QlMG7/KHJcbNqqK49dzoJ1PSRSvxaBjuDjkhvoRrh3n4FPNJQIUCkyJP XJTHqqmoh22h2cKU24xCWwKt7EBTHbMRmXChUpJN/C/Z9ExF1YfmXo1SqH0+YXfBAqrVLztB8ozEi1Otls6e1eppre0bU Xl8PPb3vyoXElVRXHloSIrl7KVv3I4wC/gGjXNV11UxBjvVhcLQnt9IlknsevJStbPGY2nq293AKssdF4ZV nhhnoJWn1WwwJUnC3qR19Dy+7D+cRPxrUTWzqu3LJX6Fj+8lIm 1O4WhUzTzPhcdmy3j1GbMY21r5quqTEkflwsA8S/wu8LUMW7HkeTC0YueZcBlDqmv/bD4+hHis+qq6e3x4Pi/JS3jiJHbWeKyainq4ter3+zUxzkArzyB4Rux7k9YRM+N5mIS8C UPa3qnQ4JEGeyGqfva7cCitWHPi8fv3pWHV8Em/sAWs9zgVW6X63SV8suWx84zKchSB6Z0toHw+0WuPKiqbx9KsXF 7reUN+DEvkMW7BoNach+qPzFLVoRbWnMvlSvKUG4TNbGh7z2ap Gvn9UuVU5RFOp9V4n5/b09kbsQ3WEaxlTRStVeU/lk9KHDnj8rDe4zy0aTR13JgFLsx8R7fJn+Z5GVPX9VeAZ7E5Eo mFBR4Nfm2pN6xSRacSM5VJgqvPe0z5k+a3o12esNzvZNjJn/av9wzGnU3uiYg2ew+dxvO0Ysf+GqmqWIaqPFEIV7Xsa7UJV/mxZSMhw/aQrwphqnEbZezVfyyfjE3Xr6m+u7oG1dNjcw1lncS1lksi0abJ 6VRl1hOXKjSVkgUsE2yzFiXDH5F2bdqKv42yEJ/i9Je0fVnE3oYxnTbmiOCF9NvP0x4hpoTyhr7MgThDkKwKzI9qr YctTmORtI1h7UpCxHRCW5BqlUiPpLlt+qm9sHYeFj7Z8dWy1l8 Y/qR/oa4R9OmayhqpNmshSkLi0i5MW+6j8VSh/1NDe/SXGyw8fmRYBe9h2H7nMik5ZgtCF7H2JxGe6mXI26YT19DIAvx6 JmY5Ol2/dowa4sJp+5DlN6QSj6RI7LRyag4kZKGuEazpmsQanTaDfjEh0V WX9JdnrvhxmMvXerjfFRLj4RYeP1K57juC+5C036GokqBKji29 Qhdy4x0XBjsev2bxizG0TScoibVJhIhpBdX6YCY23o74gQxnGC IfsiyXT/596XGqlRfyZMhCczdsZ4HOls2hC78efyFsGjJX/Cw8FeyvlZhtuVAZkax9PCAPqp+B9SSUdBnmrs7PX4CPD7+xO/OjzbDQvsSs3MU8QsQvQNwyFf39iFSWH/blDw919p8cKmmF3PmgRSWsr9as4bvxT3tK0fJ6qJw+vpRokwci 1CnMQH+VsBu2s0Cn2WCIHn8tyoe1q1JV/CyG5evkVrLW1hUey313Q9dfx4ZaQGZtFxDeeMsYxjI7P2Y7Qhd f5aAZG7gcf3ImMeqgcWXl+TcY7yxvOe1bMOgRRheIPFH91Hk0L 4q21N2qaCtIm7u+x9Kp3KyqaUJWyRtiIwuktqwZKuj3rg3Qk43 WqjzVz4+kfDNYL8yclsf3uvxOwB8dVAlvuZVkSJHNlNzF3wMeF wtytb1Mcj1C/ux8Tfm3JSQ8aR4xU/EU5c+CS4BPv8yHONFRhTF7jDJrdjFcLumJXQiletS2TAltbqyF Pw8hCXwzwvKFs16bJzP6vE4nMFL4Hv7C89H8BaSP8oKQZynWWs e+3JdNmB9DyRZ7t2X+q28bofHyQ+lx+PDv9x2dwzC1MUahrUWk 60l2/+NDHMawS2LdebTZ9AQWck1/mPVI8Bt3inQulwQozMBQj1M5aGsXxRZt5uQ8vtTamUR4vO/E3EiGhf0y+S084lqfq3CDVeMqRzZhfpzlkxtX+bLx5/TxwZkTm5HZJBHWr8UUj/NM/+tDFoY/eMNa4fP9vWFT5axrtk3VCXMefy6+skPfmbQZ4m2uv2nOrCOILZ ycLfI8ydGuXcOCJFxMVBfZ7LQMeixU5a1M1wybZuO/Ln7/0WbH7PoCJiVn+M2b+c38sCKfqOHZs1jq478xtDrM3I6eJhY+79 kek7ZWy2ygC5uSMsxOZT0Ygm0pNIfp1P9nearyswgPsJ//8LKW9odxhTs158ewfAHrc3I0znR1MjYj+VojEps2DBFJYoxNV9 +LebkHVYDZmJ2Z79bSlHwE99EulpVmeuSqGFTNGtLQkuedW2VG IZf1R5QYUVE1/Jk1S3WGGaLfqdxmKpBwAZMM9pMfW1ltCPOcCmVUl6tCWEBgiqq 5OpSotDxS9HBhdhoSTkuPwb7W9aSIhsYnxTgJVYypKAN5fAjMT 6DB+/gUI/1cd1Otf6e99mgbWuJOKEkRfGHh8b3WVEuV2Y6foZLPz1ESSNWF XK0/0kD9NuW2KKLwR9Sx6TdV2hxanlFcSSzhTs0pMltYQFSWZiRwGV vCT5WZSWKcKfJbDo9rZdX0vbaZYTiTsjTD7E08CjQvY9P/jE/YauXzUztbLs9meejFU1GnnkC0SgLq6gi5tCA3FaW86l0iwxl7L LF1eZgNUfhrUC4vpKx/pmwiQ7yrcC5fRlSizNwX0R9/eh4fAiONNRjFghQJLZvtt5x6lhvc5WdlQkDLykoteu3RPh/S378fqhqGiQ7ZObG17EiKcuFX0tJjr6ivBA/vfZHCYEP0yyN6POnJg5/w0nyjt8nXeow6C+qXul5AYM5n40wU/NLK8ONDYO1iDfpxpsjs1PCj5Ext1BAear8/V+rn2LRfQ6tSs9xNNF2LZBhVbH8bFPaVPB5QeVGtGgo2xBuLTY ansrb8l67L72fLrvo1iNfKnsSaAKMUdp6RLJeH+fHt8TWNVPUb a3Aq8ixBi901TIE5RbEJvKYcKxpXw0Nbqbb1I1hPtXDzSjPNrj WMwF6X+5JrUNlvebGZ6kuyaTMTknYtVVNavyqpfs2lfpsGs/IZaMskNxiuMMrgV3x8RfkypDdVk0zFvglfzF/qWh9ewjBF1SWPD2bXvx/6To9jbvvKMGiekQqQ46ygxeMsu40wJFFFdfzQl9+FPBbtQqFUp 9kQMeVPDUZi097x6FxuxiOgXBiVExvhZQqs8jdu0yUhfCP0fc1 2EYhzS76BMl3ffFWuql3gbqXTqozHhwtY1Nbt8rWSubfW0KJfz VlOpxh1hzGv+80u5JarXuRL5FI9NgP1PH5ktqOtrDYDIUmzab6 PwKjDkxZorWy2TkNO4lV9ZUC4JV+CPGlTiyLHHAKk5fPza771v f2QAWnpl3he+eLtRoUxdT+Y7Wt9OZf3dWpNhTBbQGl5V6QS8tR lC2XUng5/fOmUZFuejZAMv4feIX41ZR5a35QfNiIMZ5mYxwcIwdnMcCX9uk 9tg2DTsR0s2R42F8v24bwMeMxG6dmiISHytFycNOdODJRxU5LZ bkI+xa15K2WwhzIMc7GYxR5fxWf0Sll+Xy6RfIAj2LvlIz1NCq PT2ZJvJDol569tg3mSkOdKaEmaYf/xofxRQjKU5lDC83ZZFeirELRnfip2J89OJ4RbQwaAPsMtP/sECJ42qpE4YwhPgfmy8Z/I8uVCbStvCG6mFqTFvNljk3ZZFeirKPoJFN4Ia/BEZ1s+iU5oM5IAySnLqvqGrriAJPs97A9kqpFEtazEjspF5jM3 7ZWQQUNCyrRwUgsJb6eb+pPtFkXIxvy70Vpn8ue/V175sF//QQxvsQ4PO7tCAIBAhFt+hZIAE4Iwkh9eHXmLlauuhI3CdslICG kxE563a2rBdjsFyd1Rfvh9ZlhfiZ1UDG+xnHccAExCst+X7f0V/8I9B5mQYT47H1ZqW+PxCLZv4KOJbadr5qd+FOfGdQ1RJZAc7Ce Wu3ORDdmtHQAiSbjfr/oX7s/FkMyVqaa+VVppIUUSwtvpjhOpL/6sWO6gzPnn5HeSqXT2oITd8gEgkpyb3fJXnDm5YrFlcmWqW6pe Xm7a3kN46oZHU/4yHScY4A/JBvz8vDG2Wv3DWyXA+Whv4WX73fKfXTp6sMiGJIHlNbAyz9S3h LZ3Ep46ydGUvFgHSQUoMW89+hzgMjJfZyId5nkiT5xpSdgTD3I 27kb6bU+WJIR3lPyMylmgI0QCdDhu0wFAOPn3/vhvUp07SeTniNSVJU4uuCQ2yXS+n/DUqU6qbFXLrxBAiLCZO9/Q+QCHIt/4G7f5U59hemjd0BxeNjK0xR8XzGGx4iWdD31mZC/q1FpMZm0AZszNTOcDnMsR95dtWuCGfgsXVDlQf7/zz03RYmY01aEHl1BYBqkAcqrN/Pn51eo+aQDwamzTwmB04FC7g1atD6pv1IArb34YMiN7UWfXMnK qApgK7Q0Ae7FNC1zSr+D0QkeJp/NjmZHAg86ubHoAAABegm1aqF/S3NyXcfpMVlWuDWTY/+UH6DCvo/wn2ALyKAEAAHgbhlGheUlzf1/G0cNZS7MqilQT8x1MTWDUUTaJDBoAAABei2FOqP/unMv7Mo6ez6qaVSHIt4DW8suZ3Uue02wq5+4mAACAOwgYEbjCr +ToKc2jWdj/H174TaxpJ+eZNlvM46etDwAAABCIfDxo3sRc0leya0Z04hR8aN SnsD6rkjNtqphhyDQYAADAGvpTwXhG4c6+lUNfADxqtfGekpNU 7OqlQ/sZAAAAolC/7TArvIQTx0Sz1GGkH/4CUgTbe+msfgYAAIBAFC88fwtW6oNdHPfa45F6RIAXkKGXSg3U HQAA4A1UJsXOr7rhPZz12nOKzpfzqNGWSmXQAAAAAOvhyoc6B7 32nKITqr9kWVwvmgQAAOCd1H/fyVgA1deehL8g77/zpJIKGd5OS+80CQAAwBv4z69dHx/gzbRee1K1xwxtqQK8jO29lLONAQAAYAHc/VAn/2uPRFsetfBN8Kc92XoYAAAAlsH1D3U6rz0Zpsa+qgwKoWR7F1V d0y0AAABvgPse6vRfe/ZOikI9jLPZ2NtFGVoXAAAAdsEEAHWGrz17f1tfVcJEm5yNLZTk jR0A8sNBAXArbGxoku3NZyiDiyo5u1qo6o5ugYuhvc3wzgNwMe xtaJLntUelgRsrLVtaaEvHAuyFVjfDWQFwMWxsaCJ57Vk/tjLFnsviItIt8E5oeA+kDuBi2NvQRPjaM++S2OIU5rGylEMv9A 8IOa5VOCE9kDqAi2FvQw/5a0/gVWHzxUWVn9md0/cS6ALew4nNc6LmPJA9gIthb0MP4RtI1Hy5wAVsZEFNhfZpIRBy 3IHDIemB7AHcDXsbBshfRcxTrNMyV9RBBLaNyixNAgZObJ4TNe eB7AHcDXsbBiheR5ZQytuSFrBhq7LTmsomwB8nNs+JmqPwb/k3Zw/gDbC3YYxquJzK7kyAl5Cin9g8GTSAliTNo+JEzVH4N/6bswfwBtjbIMI2aMbyp2RvKsDJC/unqgTyU5Ysf/le22bDva8yMk8nAGyEvQ1SQkZPM6WYLUkAPxn6Z3u8G/WAkBOL9doeC9n+r80ewHtgb4MC68zpYnfQEM+yztneRX15kJkT K3Vxg/VDGx4FfhcAcAHsbdAxnDUD6QhYHDXEsqx5qt9kiHSlBrBxYrFO 1Cyhv4mEp4HKy5w4AGAz7G1QM7xj/HRcr4wU5rGmf4YdtSvGLXpAxYnFKnvsLP1VQk4DSR7YoQDXw94 GC857SHJLwd2s6Z+NTSVXuF4bSDjuRGq12UEhlPhPA2H4nU0KA NfA3gYXzjupekuV9reEBlMJ75xO/2xpIaFCyMmJJbuy0wJPA7mjSbEAwHbY3uDFcy3175jPRX9PAx5 oe8PQRcMGm4pEJ42dFskBlQ3huXoQwlNCeCDIfc2IBQAywPaGG Ax3ErcLyGcXw3yzfYgR6oSEnFg4+dY4guHh8Pn5vZjqZBi6mxA NAKSA7Q0xDG+g/nXy4Q923oqwW/pDz9DmomAabBcAWoY9lpA8De+nf4+0YjSXLNVxAQDzYHtDPNUx tPWhswpegvAtRTiXfGpv4PGi4WqO65z7BnftO0+gr1jjAJAHtj fAu/i711s3/ZZbX/tKI3km8xAze4wDJ8fVpWyng8R34LUHAAJhe8N0Pu0/6uGCWUlrgJCwTN7f5/Knwx9VDSbssV0ZBjmPuuQv0N3tNHu/3J09APiD7Q3wCnRvOQ12B6Ejoew7EvsGjitNq6MOCmEjrS1J9g Augy0NcDnOV531M3pn5lCNI6km170pBS3HleZVHRUe7KuyB/Bm2N4AN6N6nxGyRnaIkSRDzPZ8goqyOvnL9J6mmrGJ3pM9gJfD 9ga4FtlbjI7dMUlJovmmlL6HE6vTaqqDQhAyYx9VrZ3VAAAggS 0NcCeSgVvL7pgUZJB9X1ZfwonVyd9UUapmbKX82QOAENjeAHfS mQmE43jgVLGe7bLvS+l7KAuUvFL5+ypK3qQNlTx7ABAF2xvgQr RXuHZAzz8Z7B1iJPnMn8MMbEnXcTVK3lqBzT9pW2XOHgAEwvYG uA3z/R0+TGxko3LJZHZcPrewK29R7pbpz9xdsVtg0s5Kmz0AiIXtDXA btstbNUPknwx2DTGSmSx/9jIQO9faXP9+Y1g+7IRwwesb/ttNTngGZuR2b/YAYCXscICr6F/ene9V00P+4WDjCBgy3r2BfqNGDbVmYTZHfeWTYtnYch2n4bFPS my5cGUCAWAl7G2Aewi59X+Xdz6sxDMhzdAzdDr0Lh+wbp3A+lm KmmidwrS++rLnRbQyPx2/v65nhDwppdW1K9MIAMtgYwPcQ8iV/5hdJsjUYRiSnNOVDf9Ut8ZmBoZd12GxNvNCM6XNeZo9RIUpF2x Oo8qsLgsAcBTscICrcM4QNlPzsE0kW4aYcKeeSS4zquF1fRJsv pxBOUNenKKq09iI/B7NZm3aAOAI2OEAb6Q/JeS5+20TyWPJgnDCZ6aQeS4hmsG1F/u8PJQeJb46BXKGrPX+9/y8FDmDWuPRbNkmDwCOgB0O8DqGI0KSu988zawfYsLdRY102ZAM rHsDr3ocuh7Kmxry4iyZY/mVV36IdWoOR5sNADgIdjjAi1DNB9snAPNAs3iICXcXO9XlQRLX 9qhne5wR78osyWWHl29G6kqz3wRHHwBMgr0N8BbCp5CpeAaaxZ GG+wof7DKgiqj1owVRr0lybH1XNkag7HDX+bMHAHthhwO8gpXT SQiemWZlmCGDl9DgQeUrMQS1JdKqpBkyooq7uDei2tKgU9JCNi XLsgcAe2GHA9yPZCZIdd87Z5qVQ0zg+CU0uCy0WEJq+p3/LrQsycI8SDQsboyNPTnsIq2SxfoBYC9scoDLWT+a+HGONcuCjZ 3A5AZPqeMDYSxlaJ+Zf+rSF7nGi9PdrsbY7tcv5vQ9BQAq2OQA N3Pipd6aCOWxLItaKNU8hEWZTYUhipWRrslwYDW3t0SePvTvuK nyAGA7bHKAa+nc6J+Fvz7X0p3zRQPKmjlGqFMuQ2VwdnRT6ehv BbUs3gUZltRR7rpq6tzekFPGaMjDHRsKAISwyQHu5NzrXDLu9y PaMrma1TptTgpwNqXsxYG03E1tHkljaP3amu0+bBkgdQCvgk0O cCGSuzzzHS8f+iXL/75crFA7Ts2weRArI+okcF6ShUXU+r27K+TYkkD2AF4FmxzgNjo X+eecPyLwzP2zRxmJtlLAUInN7B0sDqeTwElJFlbQ4NHWbJfRy qp2083UCAD7YZMD3Eb/Ij/oajcP/VNHmb4qlc4Qy+EBXk+/NJ4KDj0G2mwZD7Q8gxlqWzYl9s/KHgA4YZMDXMXwFj/oam9M++MZZdmIaVa43jj8wzCBsXleULi0XbGmmTt2JGbTZg8AZ sAmB7iH4RV+3L1um5MChyqhmJBJbrZ9rZJ59nchyV5gnuVVC/TiN+hH28mGVDuXV+0YlgPAWbDPAe7hyivcMCGFzENCGSEznM3L 3xJ/dFUNsWYzIKlOSCkDW0Lla4Z9mxI/v2aFLpyaA1IAALlhnwNcgn8CyIlkvnl8EzIPDTWET2Atd8OIYs t9Xwt9R38V6iMYrLUuhiWLynBU10Vp2IhT9ozMAEAq2OcAN1C9 v8sPh6Kdb/zzUN9a+PhlUDLJxffG1x5VgSTF/TTeRSWrHr5WhjYDVRKm8tXn87EcAK6HrQ5wA3ff39URR/W8LS0dO8LxK7Yc1XDCK35TIw07oQyzU1kzawL8/Waex5b3vfj1x2YGAHLCVgc4npAJoLQWoi2E1pTTEumfjYTLo8Y vg6pzXSyjX8ROjK3+sfHrKzyxZWhrChebIif+KAIzAwCZYbcDn E1nAjBc51HzRCxaVevnqgW5WlOahNXX4izl0IK2bUqngbkd+go nKjlRPLTZYgnNEADkhd0OcDatCcBpKtU0oFU1b676yqbYGalbU 5ecDSBEW0qzHUPbTGKXuzyEhBOVHwBIDrsd4GBmTACxg0UILT0 tbUEDVT32LQlZVpGE1R8SXkpfy/zHXflhUuwzjLd8GbL9Kf5YJirD/oj8dgDgFNjwAAdTnQMMF/mCCcODQUmSuSqElcIy5+HB1FJa2mVHupY5nRR4bJK1GtbXCwD2 woYHOJWoYcszZyzAJsM8Tm2P98FibZmz4S+lKhCPo2Ws8esJXK 5wfZK3lAwANsKeBziVkGlAOtBtmg/MGuRxCePdkoGhsHBVqXrAX0S/ZpuXv29mJ21BUTzpteXhI/iv3oUEviB7AJAK9jzAqYTMdsvGxxBtzuVpI62yRd6u5JiLJVdr Fr8lIXJtnX+McrEl9u25BYD74FgBOJKo+cM2QS4gRIA8ul1hth gqnCR1dq4MFTHz6/TxwabcvPZc1uQ2D9UYAeAa2NgARxJ7PcsnyDXECpCMyJ/Gb823TD8bCyHMVWbKiB4fzJkZfrgMYYbXKHl8mORlY4wAsAD2N sB5zJhCJKPkmmlg0qSlHZQ3Tngbx81+GyRnQX5+s/T4Zpn3NezN8BbeEynAa2FvA5zHpFmkM+isGQW2j7MPJbv8SpIw SV5HQH5aKSp/BH2EGf5elNt+mABwB2xvgPMYziIzLE8dCCTjbJR3icH1o49qoN 8lIyF/sstAWj+CPp0838p7IgV4OexwgMNojSNRF/af2XJwnDETCOfacKczzJpZnwGzmDw8NC/O0sX0U30lrwoW4M2wwwEOY/FEMs+FdrS9EmEGyg8bJe2lVFt+KB8DIcOE30cr2DfEDvA22NUA h3HHUKKdbr83TiHCDKwPfFidxXR0Pj6AB0nm70u1sNkA4ALY4Z 3wgDwAAAIbSURBVACH0bqkwy/sSROAYbq9lcx5kLyNzKMl6fGh/BGYkRfiJl4YMsCbYYcDnMTRl7Rqxi3Xzpa3kn4qOh/W03s7CWJXaPDHa+vy2sAB3gnbG+Akzr2h+8rLQD4JJv5JCIuYJ 3Dp64uMrzW0PAm5j2FP3pr8TpcCwH2wtwFO4tDr+TjB85BXMG2 u/C85n/Y7rephCEHSk7cmv9O3AHAf7G2Akzj0ehYKPiUcD5LJ8oI8qN5n Ot/AbDpHyk0N2aGVgbujBngn7GqAYzj3t5IttUwYJ9IpFgU9jv6R8 oY6nnuuAoAW9jbAMVSv5/w3dEdqfvHQp3zPUX2AvRx3mMygzMA78wDwBtjbAMdw4mvPy3+R DJCW1knytrfTs05UAPDA9gY4htNfe36/3CgJAL7833T+PyQB4D2wyQGO4bjXniNEAryQU86Q2bR+L/PmnABcDBsb4Axa7zyZb+j8CgFeyBGnx2yGp+hrMwNwMexqgDM4 7rUnuTyA15L/9FgASQB4IWx1gGPgtQcAnOQ/OtZABgBeCBse4BgO+gOfjrBsUgHeQ+fQ+LzsP+DW4uXhA9wN2x vgGPqvPXlu65yqAF5O2hMDAGANnHoAx3DEa4/k18kAsJicxwUAwEo4+ACOYfjak2GUSSUGAP5heFCwYQHgejjmA I5B8tqzcXZJIgMAHrA3AQC+vPYAHITwtWfLWJNBAwCUsDEBAP7 h/wA2eFThXysFJQAAAABJRU5ErkJggg==

http://www.webreview.dz/IMG/pdf/_-20.pdf

محب بلاده
2011-11-16, 16:55
http://www.djelfa.info/vb/imagesالسلام (http://www.djelfa.info/vb/images%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85) عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

اريد بحث حول التلوث ب الفرنسية

بارك الله فيكم
/icons/icon24.gif





Lapollutionest habituellement définie comme ce qui rend un milieu malsain. La définition peut varier selon le contexte, selon le milieu considéré et selonce que l'on peut entendre parmalsain.



Les langages scientifiques, législatifset normatifs ont souvent retenu le mot « contamination ». Lemot « pollution » devenant alors le mot qualifiant unecontaminationau delà d'unenorme, seuil, loi, ou hypothèse.








En France, on ne devrait doncthéoriquement parler de pollution que dans le cas de dépassement des seuils ounormes. Ceux-ci sont listés dans unrapport de l'Ineris. Ce ******** de l'INERISrapporte des valeurs dans un même milieu avec des unitésidentiques, ce qui n'est pas toujours le cas dans les textes règlementaires. Lesvaleurs, en vigueur au 1er mars 2006, y sont données pour information. Ilconvient donc après cette date de vérifier qu'elles n'ont pas été modifiées ouabrogées, et de systématiquement se référer aux textesoriginaux.





Lanotion de pollution est souvent associée à une action humaine, mais pas toujours ; il existe des zones qu'on peut jugernaturellement polluées, parexemple deslacsnaturellementtoxiquesun exemple: les lacs acides





Inversement, en France, en l'absence de loi ou de normes, desterritoires que l'on sait très fortement contaminés, par exemple les forêts dela Zone rouge de Verdun, ne sont pas officiellement reconnues commepollués.





Il peuts'agir de la présence d'un élément dans un milieu ou dans contexte où il estnormalement absent à l'état naturel. Généralement, néanmoins, ce n'est passimplement la présence mais plutôt la surabondance de l'élément dans un milieuoù il est naturellement en équilibre en plus faible quantité qui crée lapollution. Cet élément, appelé « polluant », peut-êtrechimique, biologique, visuel, sonore ou olfactif.





La pollution est souvent vue comme étantanthropiqueouartificielle (créée par l'Homme) et nuisant à la nature ou à l'environnement, mais elle peut tout aussi bien être conçue comme l'inverse (par exemple unanimal qui fera ses besoins à proximité d'un captage d'eaupotable viendrale polluer). Ainsi une pollution peut-être relative à un contexte ou un milieuparticulier (ce même animal, s'il fait ses besoins en "pleine nature" ne seraplustaxéde pollueur). Nous pouvons ainsi donner une définition plusgénérale de ce terme comme étantun phénomène ou élément perturbateur d'unéquilibre établiet plus particulièrementsi cet élément est nuisible àla vie.

Sens historique



Historiquement, la pollution est la contamination (d'une personne, d'un lieu, etc.) par dessubstancesimpures, c'est-à-dire inappropriées au contexte (au sensreligieux). C'est donc un mot d'originereligieuse, et qui, de fait, conserve un caractère sacré assez marqué.



Sens contemporain



Jusqu'à toutrécemment (milieu duXXe siècle), sonseul usage non religieux était médical : il désignait ainsi l'émission despermeen dehors d'activité réellement sexuelle, principalement durant le sommeil desadolescents.






o soit à leurnature de poison pour l'homme (exemples type : mercurede la baie deMinamata ; smoglondonien, généré parla combinaison d'un phénomène climatique naturel et d'émissions causées par lechauffage urbain) ;





o soit à leurnaturetératogène (provoquant des malformations chez les nouveaux-nés), même non associée à un caractère toxique pour l'adulte (exemple type : dioxines).





o soit, en dépit deleur caractère non directement toxique pour l'homme et les êtres vivants, à leurcapacité éventuelle à changer ou perturber le fonctionnement d'unbiotope, soit endétruisant lavie (exemple type : insecticides, chlorofluorocarbonesdétruisant la couche d'ozone), soit aucontraire en la favorisant (exemple types : nitratesagricoles, favorisant les nutriments provoquant un déséquilibre avec l'oxygène dissoutdisponible dans des milieux où on préfèrerait ne pas en voir trop : étangs, baies marines, etc.), soit enfin en la réorganisant d'une façon indéterminée etdonc suspecte (exemples type : pollution par des espèces non coutumières duditbiotope, par exemple desOGM ; pollution par desgaz à effet de serretels que legaz carboniqueou leméthane, cf. infra).



Types de pollutions

Pollution de l'air



Pollution del'air.





Alors que lesautres formes de pollutions sont susceptibles de faire l'objet derèglementations efficaces dans un cadre national (même pour les pollutionsmarines), c'est moins le cas pour les polluants atmosphériques, en particulierconcernant les gaz persistants capables de modifier le fonctionnement planétairedu monde vivant.





Effet de serre





L'effet de serreest un processus naturel de réchauffement du climat qui intervient dans lebilan radiatif de la Terre. Il est dû auxgaz àeffet de serre (GES) contenus dansl'atmosphère, à savoir principalement la vapeur d'eau (qui contribue leplus à l'effet de serre), ledioxyde decarboneCO2 et leméthaneCH4.





Pollution intérieure





La pollutionintérieure touche les milieux clos tels que les habitations ou les lieux detravail. Le dégagement des produits utilisés dans les vernis, les peintures, lescolles et la fumée decigaretteen sont des exemples.





Pollution de l'eau



o par les produitsphytosanitairesqui peuvent être à doseminime mais pour de grandes quantités comme les produits de soinscorporels.



Les sous-produits industriels sont une des sources depollution de l'eau parmi les plus importantes. Il s'agit essentiellement deproduits chimiques et d'hydrocarbures (dégazage).


Leseffluents (eauxusées) domestiques représentent en France une part de moins en moins importantedans la pollution de l'eau grâce à un programme national partiellement reléguéau niveau départemental visant un traitement total de ce type de déchet tant auniveau des collectivités (assainissement collectif) qu'au niveau individuel (assainissement individuel ou non collectif). Malgré un retard de certainsdépartements et un retard général par rapport au programme initial (qui avaitcomme objectif l'année 2005), cette initiative a beaucoupavancé.





Par lesdéchets ménagers.

Par rapport aux agents polluants


o la pollutionatmosphérique,





o lapollution radioactive, (produits radioactifs ; catastrophe de Tchernobyl).





o lapollution électromagnétique, (transport électrique, téléphones portables, lumières intempestives pour la faune, etc.).





o lapollution thermique





o la pollution liéeau tourisme.





o La « pollutionsensitive ». Récemment, les termes « pollution sonore » et « visuelle » ont étéproposés pour désigner la nuisance croissante censée être provoquée par les sonsagressifs (voiture, train, avion, musique), les images violentes ou considéréescomme telles (essentiellement la publicité et la télévision) ou un urbanismedéplaisant. Le terme a été spécifiquement choisi pour relier la pollution « physique » et la pollution « mentale », sans que ce terme se réduise à désignerun dérangement psychique : en effet, il est possible que les « pollutionssonores », notamment, induisent des états de stress et provoquent des maladiessomatiques.



§ lapollution sonore





§ lapollution lumineuse





§ lapollution visuelle





§ lapollutionolfactive


Règlementation en France



La loi n° 92-3sur l'eau du 3 janvier1992 vise une gestionglobale de la ressource en eau et des milieux aquatiques. Elle s'appuie sur desprincipes de partage de cette ressource entre les usagés et de protection desécosystèmes. Elle soumet à un régime de déclaration etd'autorisation (selon le même principe que larèglementation sur les I.C.P.E) certaines installations, ouvrages et travauxentrainants un prélèvement sur les eaux superficielles ou souterraines, unemodification du niveau ou du mode d'écoulement des eaux ou un rejet. La MissionInter-Service de l'Eau (MISE), regroupement départementale des services del'État (DDASS, DDAF, DDE, DRIRE, DIREN, ...) est chargée d'assurer lapolice de l'eau.





Afin de permettreune gestion équilibrée de l'eau, la France a été découpée en six bassinsversants hydrogéographiques principaux. Sur chacun de ces bassins les modalitésde cette gestion sont définies dans unSchéma directeur d'aménagement et de gestion deseaux (SDAGE). Ce ******** se développe entrois points :



o un état des lieuxdes milieux aquatiques, et des ressources,





o les objectifs degestion, de qualité et de quantités à atteindre,





o les mesures àprendre pour satisfaire ces objectifs.



Afin de permettreun gestion plus proche des exigences locales, un outil à l'échelle de pluspetites unités hydrogéographiques (sous-bassins) a été mis en place : leSchéma d'aménagement et de gestion deseaux (SAGE).


Loi surl'air



Règlementation sur les installations classées [modifier]


Elle vise àrèglementer les installations susceptibles de présenter un danger pourl'environnement, le voisinage ou la personne. Ces installations appeléesI.C.P.E. (Installations Classées pour la Protection de l'Environnement), répertoriéesdans une nomenclature, sont tenues avant leur mise en activité ou avant unchangement ou une diversification de leur activité de présenter un dossier enpréfecture répertoriant toutes les nuisances qu'elles sont susceptibles deprovoquer et les moyens qu'elles comptent mettre en œuvre pour les prévenir etles réparer le cas échéant. Les activités ainsi répertoriées sont soumises soità une simple déclaration (dépôt du dossier) soit à une autorisation pour lesinstallations présentant les risques les plus importants. La déclaration doittout de même faire l'objet d'un récépissé attestant que le dossier est completet conforme à la législation.





Principe dupollueur-payeur





Leprincipedupollueur-payeur est le fait de faire assumer la charge financière de laprévention, de la réduction et de la lutte contre la pollution au pollueur. Danscette optique, les équipements et produits polluants sont plus taxés que desproduits ditsécologiques. Des incitations financières, comme desréductions d'impôts, visant à promouvoir le développement desénergies renouvelablessont appliquées. Et lors d'une catastrophe écologique (comme unemarée noire), le pollueur est censé assumer le nettoyage des zonescontaminées.





Mesures et indicateurs






Il est délicat demesurer l'impact d'un polluant, et il et particulièrement difficile de mesurerl'impact écotoxicologique de polluants agissant en synergies. L'application del'écotaxe ou du principe pollueur-payeur a nécessité que l'on crée des indicesde pollution. L'une des unités retenues en France est lemétox, maisuniquement pour huit polluants de typemétauxetmétalloïdes (arsenic, cadmium, chrome, cuivre, mercure, nickel, plombetzinc).

kalemero
2011-11-17, 11:30
أنا طالب سنة أولى علوم سياسية أرغب بالحصول على بحث: تاريخ الفكر السياسي في الحضارات القديمة (الشرق الأدنى والشرق الأقصى)
أرجو المساعدة
وأرجو إخباري على الإيميل: kalemero213@yahoo.com
أو على رقم الهاتف: 0777482510

belseme
2011-11-17, 13:17
اسم العضو :belseme

الطلب :اريد مدكرة او بحث حول اثر الضغوط المهنية على اداء الافراد

أجل التسليم :.في اقرب وقت ممكن

محب بلاده
2011-11-17, 17:29
أنا طالب سنة أولى علوم سياسية أرغب بالحصول على بحث: تاريخ الفكر السياسي في الحضارات القديمة (الشرق الأدنى والشرق الأقصى)
أرجو المساعدة
وأرجو إخباري على الإيميل:
أو على رقم الهاتف: 0777482510






ممكن هذا الموقع يفيدك اخي الكريم تفضل


http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=005671.pdf


http://kfuforums.kfu.edu.sa/showthread.php?p=959229

محب بلاده
2011-11-17, 17:34
اسم العضو :belseme

الطلب :اريد مدكرة او بحث حول اثر الضغوط المهنية على اداء الافراد

أجل التسليم :.في اقرب وقت ممكن



ﺃﺜﺎﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﻓﺭﺍﺩ ﻤﻥ ﺍﻟﻨﺎﺤﻴﺔ ﺍﻟﻨﻔـﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠـﺴﺩﻴﺔ،

للتحميل

هنا (http://www.damascusuniversity.gov.sy/mag/edu/images/stories/599-642.pdf)



آخر



ضغوط العمل أو الضغوط المهنية (1) التعريف والأسباب






إتفق خبراء العلوم المختلفة على إعتبار العصر الذي نعيشه الأن عصر الضغوط ووصفوا الحياة التي يعيشها الإنسان المعاصر بوصفها حياة ضاغطة وهو ما جعلنا نقرأ ونسمع كثيراً عن مفهوم الضغط وأشكاله المختلفة ، وسوف أتحدث هنا عن مجال من المجالات التي أصبحت تحوى قدراً كبيراً من الضغوط التي قد توقع بالإنسان في أمراض عديدة منها ما هو جسماني ومنها ما هو نفسي ومنها ما هو نفس جسمي أو ما يسمى بالأمراض السيكوسوماتية وهو مجال العمل ، سنتحدث عن الضغوط في العمل كمفهوم وأسباب وآثار ثم سنحاول وضع عدد من الإستراتيجيات والتي نقوم في دوراتنا التدريبية التي نعقدها في مجالات العمل بعرض عملي وتفصيلي لها يساعد الأشخاص على التخلص من مثل هذه الضغوط .
معنى الضغـــوط
إذا ما راجعت معنى إصطلاح الضغوط فى المجالات المختلفة فربما تجد فروقاً كبيرة فمثلاً يتحدث الأطباء عن الضغوط فى إطار الميكانيزمات الفسيولوجية ، ويستخدمها المهندسون للإشارة إلى مدى التحمل ، والإداريون بمعنى التحدى لنظام بحيث يضغط لإحداث تغيير ، أما اللغويون فيذهبون كما يذكر محمود شوقى فى رسالة دكتوراة متميزة حول الضغوط إلى أن الضغط يشير إلى مفاهيم تتعلق بالقهر والضيق والألم والمشقة وغيرها ..
فعلى سبيل المثال لا الحصر يتم تعريف الضغوط لغوياً فى المحيط لبطرس البستاني بأنه: تضاغطوا : تزاحموا ، والضغط : مصدر : وضغط العين علة يجد العليل معها ألماً شديداً فى عينيه وامتناع عن الحركة، وضغطه الزحمة والضيق والإكراه على شئ .
أما من الناحية النفسية فهناك اختلاف كبير أيضاً بين وجهات النظر التى تشير للمفهوم ، إلا أنها بوجه عام يمكن تقسيمها إلى ثلاث اتجاهات رئيسية تشمل :
- النظر للضغط بوصفه مثير يضايق الكائن الحى ويستنفر طاقته
- النظر للضغوط بوصفها إستجابة من الكائن الحى أعلى من معدلاته الطبيعية فتكون الضغطة فى الاستجابة للمثير وليس فى ذاته
- النظر للضغوط بوصفها المرحلة بين الإثنين أى بين ظهور مثير شديد أعلى من قدراتك وظهور تلك الإستجابة التى تتناسب معه ..
ودعونا نتفق في هذه السلسلة على تعريف الضغوط بوصفها :
حمل زائد على الفرد أو عبء زائد في مجال العمل يستلزم منه تطوير إستراتيجيات جديدة من شأنها تقليل هذا العبء أو الحمل .
وفي سبيل ذلك يستنفر الفرد كل طاقته للتخلص من هذا العبء الذي لو استمر لأنهى على الإنسان أو عطل وظائفه ، وفي جزء لاحق سوف نعرض تفصيلاً لما يصيب الكائن الحي نتيجة لتعرضه للضغوط .
أسباب الضغوط في مجال العمل
للضغوط في العمل أسباب كثيرة ربما يشكو الفرد من واحد منها أو أكثر وما يراه شخص ضغطاً قد لا يراه أخر كذلك ومن بين أسباب الضغوط في العمل أو العوامل التي تؤدي إلى هذه الحالة الضاغطة نذكر :
1- عدد ساعات العمل : فمن المتعارف عليه أن جسم الإنسان وحالته الفسيولوجية تتأثر بشدة بطول مدة العمل خاصة لو لم يكن هناك راحات كافية على مدار اليوم تجعل الجسم يستعيد طاقته ويبدأ في حالة الشحن من جديد.
2- طبيعة العمل : فالعمل الذي يستلزم درجة من التركيز والإنتباه المستمر أو ذلك الذي يفرض على صاحبه أن يكون في حالة اتخاذ قرار بشكل دائم أيضاً يصبح مجال مثير للضغوط بدرجة أكبر من تلك الأعمال التي يقل إحتياجها لتركيز عالٍ من القائم بها .
3- العلاقة بالرئيس : فمن يرأس الشخص في العمل ويوجهه أحد الأمور التي تفرض عليه حاله من الضغط خاصة لم كان رئيس أو مدير لا يرضى عن شئ ، أو لا يهتم بالروح المعنوية للعاملين تحت قيادته وتشجيعهم ، أو ذلك المدير الروتيني الذي لا يقبل بأي درجة من الإبداع أو ذلك الذي ينسب كل عمل لنفسه ويحرم العاملين تحت قيادته من المشاركة بأسمائهم في أي شئ يحصل عليه أو ذلك المدير الديكتاتور الذي يستأثر بكل القرارات، أو ذلك الذي لا يفهم طبيعة العمل الذي يديره وجاء للمكان بفعل ترقية غير عادلة.
4- انخفاض الأجر وعدم مناسبته للعمل : فالعامل يرى جزء من قيمته في تقدير الجهة التي يعمل بها لراتبه، فقد أثبتت الدراسات أن الأجر من الأمور التي يُقيم الفرد بها نفسه في مجال العمل ومع انخفاضه أو عدم تناسبه مع ما يبذله الفرد فإن ذلك يمارس عليه درجة من الضغوط.
5- العلاقة بالزملاء: من الأمور التي تزيد من ضغوط الفرد التنافسية الشديدة مع الزملاء في العمل والتي تدفع البعض للإيقاع بزميل له وهو ما يجعله دائماً في حالة توتر نتيجة لليقظة من زميله وتوقع الغدر منه .
6- نقص فرص الترقي العادلة : أي ألا يكون هناك نظام عادل ومتعارف عليه يتم بناء عليه ترقية الأفراد من منصب لأخر بحيث لا يشعر الفرد بالظلم في حالة ترقي زميل أخر له ويعلم أن ذلك جاء بناء على قواعد معلنة بمنتهى الشفافية للجميع .
7- نقص التأييد الإجتماعي : هناك مهن في كل مكان وزمان مرفوضة أو لا تلقى تأييد من المجتمع بغض النظر عن طبيعتها والدور الذي يقوم به الفرد فيها فإن العمل بمثل هذه المهن يفرض على الشخص الذي يعمل بها حالة من الضغوط التي تؤثر على توافقه .
8- عدم وضوح حدود الدور : والمقصود بها أن يعرف الشخص جيداً حدود دوره بحيث لا تتغير من موقف لأخر بشكل يجعله في حالة حيرة من أمره يتصرف أم لا .
9- عدم وضوح معايير الحكم على العمل : بحيث يقع الفرد في حالة ضغط شديدة حينما يقدم عمل وهو لا يعرف هل هو مقبول أم لا ، ويجده يتم قبوله من زميل له ولا يتم قبوله منه، ومرة يُقبل مرة أخرى يتم رفضه .
10- عدم توفير الظروف المناسبة للعمل : ونقصد بها البيئة الداخلية للعمل بحيث تكون مناسبة لأدائه وكذلك توفير الأدوات التي تساعد الفرد على أداء واجبه بحيث يكون هو مسؤل عن التقصير حيث أن كل الوسائل موفرة له .
هذه أهم الموضوعات التي تسبب الضغوط في العمل حاولت إختصارها ، وفي الجزء الثاني إن شاء الله نتحدث عن تأثير الضغوط ومراحلها .

محب بلاده
2011-11-17, 17:35
هذا الرابط ، ربما يفيدك

http://www.hayatnafs.com/occupationa...ldisorders.htm (http://www.hayatnafs.com/occupationalpsychiatry/professionandmentaldisorders.htm)

محب بلاده
2011-11-17, 17:36
او هذا



* مقدمـه عن الضغوط النفسية:

يقول الله تعالى في محكم التنزيل : {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي كَبَدٍ} (4) سورة البلد ، فالضغوط لازمت الإنسان منذ أن خلق على الأرض ومن أخصها الضغوط في مجال العمل ، حيث أن العمل كان ولا يزال مصدر الشقاء للإنسان ، وإذا كانت الضغوط لازمة في حياة العاملين ، فلا بد من إدارة هذه الضغوط ومواجهتها والتصدي لها والاستفادة منها وتوجيهها التوجيه السليم ، وذلك عن طريق زيادة الضغوط النافعة التي تدفع إلى النمو والازدهار إضافة إلى التقليل من الضغوط الضارة التي تعرضنا للمخاطر .
أشارت بعض الدراسات إلى صعوبة وجود وظيفة أو مهنة خالية من الشغوط ولكن تختلف جدة هذه الضغوط من مهنة إلى أخرى ومن شخص لآخر وذلك لاختلاف مصادر هذه الضغوط من مهنة إلى أخرى ومن شخص لآخر ، وذلك لاختلاف مصادر هذه الضغوط في المنظمات والمهن المختلفة، واختلاف نسبة الاستجابة إلى هذه الضغوط من شخص لآخر الفروق الفروق الفردية فيما بينهم وردود أفعالهم تجاه المواقف المسببة للغضوط، وتبين أن ضغوط العمل تمثل تكلفة كبيرة على الفرد والمنظمة والمجتمع من الناحية الصحية والاقتصادية والتنظيمية، فضغوط العمل لها لآثار نفسية وفسيولوجية ضارة وبجانب هذه الآثار المرضية فإن لها انعكاسات سلبية على سلوكيات الأفراد ومستوى أدائهم الوظيفي متمثلة في انخفاض الشعور بالانتماء للوظيفة وارتفاع معدل الغياب والتسرب الوظيفي وزيادة نسبة الأخطاء، وتشير بعض الدراسات إلى أن الاقتصاد الأمريكي يخسر سنويا بين 150 إلى 250 مليار دولار أمريكي نتيجة لغياب العاملين وانخفاض الانتاجية وحوادث العمل وهي أمور متعلقة بضغوط العمل.
وتؤكد الشواهد إلى أن العاملين في بيئة العمل المعاصرة يعانون من الإجهاد النفسي ، وأن السبب الرئيسي هو الأسلوب المتبع ، وأكثر العاملين عرضة للخطر أولئك الذين يشغلون وظائف غير محددة الأهداف.



* تعريف ضغوط العمل:

ويعني الحالة النفسية والجسدية للشخص والتي تجعله متوتراً وتهدده ببلوغ الحدود القصوى لإحتماله أو تجاوزه ، بالإضافة إلى الأحباط والصراع كمصدرين للضغط فهناك مصدر ثالث يمكن أن نسيمه ضغوط الدور وهو يشمل تشكيلة كاملة من الصراعات ومصادر الضغوط والتناقضات المختلفة.
ويمكن تعريف الضغوط من خلال ثلاث مداخل رئيسية هي :-
أ- من حيث حالة او وضع الفرد العامل ونقصد بها هنا الحالة النفسية والجسمانية التي يكون عليها الفرد عند تعرضه لعدد من المسببات التي تحدث داخل بيئة العمل .
ب- من حيث المسببات حيث أن الضغوط العمل عبارة عن مؤثرات تتوفر داخل بيئة العمل وينتج عنها سلوك معين للفرد كرد فعل للمثيرات على الحالة النفسية والجسدية للعامل
ج- من حيث النتائج إذ أن ضغوط العمل هي مجموعة من السلوكيات تنتج عن الحالة النفسية والجسدية كرد فعل للمثيرات التي يواجهها العامل داخل بيئة عملة .
وبالتالي فإن ضغوط العمل هي العوامل والظروف التي ينتج عنها شعور العامل أو الموظف بعدم الراحة والاستقرار مما يؤدي إلى اضطراب المنشأة حيث أن هذا الشعور بالاضطراب ناتج عن عدم القدرة في التغلب أو التكيف مع كثرة أو استمرار متطلبات العمل .


* مسببات ضغوط العمل :

أ- بيئة العمل الداخلية للمنظمة.
ب- البيئة الخارجة.
ج- شخصية الفرد.



* مقومات البيئة الداخلية للمنظمة كإحدى مسببات ضغط العمل :

1- غموض الدور:
عدم ملائمة إمكانات الفرد وقدراته لظروف ومتطلبات الوظيفة التي يؤديها ، وغياب أو عدم دقة المعلومات والبيانات التي تتوفر للفرد أو عمله سواءً عن الواجبات أو العلاقات أو نتائج الأعمال التي يؤيها ، وعدم أو ضعف إستيعاب الفرد لجوانب وظيفته وأهميتها في المنظمة ، توتر علاقة الفرد مع الأطراف الأخرى في العمل سواء كانت العلاقة مع الزملاء أو المرؤوسين أو الرؤساء أو العلاقات أو الأطراف الخارجية من عملاء وموردين وأجهزة رسمية وغيرها.

2- تعارض الدور:
تداخل أو تشابك وتعارض واجبات الوظيفة التي يشغلها الفرد مع مسؤولياته الأسرية أو العائلية ، أو مع إهتماماته وهواياته الشخصية ، أو إحساس الفرد الذي يؤدي مهام وظيفية معينة غير محببة إلى نفسه لكونها تتعارض مع طموحاته وميوله وإتجاهاته ، وأيضاً تلقي الفرد توجيهات وأوامر عديدة من مصادر متعددة من قيادات ورئاسات مختلفة ينتج عنها تكليفات ومهام متداخلة أو متعارضة.

3- زيادة عبء الدور:
زيادة محتوى الوظيفة وأهدافها عن القدرات الذهنية والعقلية للفرد ، وإرتفاع متطلبات أعباء الوظيفة وواجباتها ومسؤولياتها عن إمكانيات الفرد الفنية والإدارية ، عدم كفاية الوقت المستغرق والإضطرار للعمل ساعات إضافية دون القدرة على الوفاء بمتطلبات الوظيفة ، عدم كفاية الجهد المبذول في أداء مهام الوظيفة والوفاء بمتطلباتها رغم القيام بجهد إضافي غير عادي .
• من الأهمية توفر حد معين من ضغوط العمل لكي يتوفر الحد الأدنى لدفع الفرد إلى تحسين ذاته وتنمية مهاراته الإبداعية والإبتكارية ، ومن الخطورة تزايد ضغوط العمل عن هذا الحد الأدنى بصورة كبيرة لما يتيح عنها من حالة مليئة بالقلق والتوتر وغيرها من الأمراض النفسية والجسمانية
• الفجوة بين ظروف وبيئة العمل وإمكانيات ومتطلبات الفرد / نتيجة شعور الفرد بوجود إهدار لقدراته ومهاراته وسوء توظيفها ، وإحساسه بضغوط العمل ، إحساسه بعدم إستقرار وضعه الوظيفي
• البيئة الخارجية للمنظمة أحد مسببات ضغوط العمل
• ليس صحيحاً ما يقال بأن الفرد المتزوج دائماً يواجه درجة أعلى من الضغوط بالمقارنة بالفرد الأعزب.



أنواع الضغوط:

الضغوط في مجال العمل متعددة الأنواع ومختلفة الأشكال ، ولكل نوع منها خصائصه ومواصفاته ، ولكل منها طرق للتعامل معها ، بل إن هناك من الضغوط ما هو واجب الحفاظ عليه ، ونعرض عليكم الآن أهم أنواع هذه الضغوط ..

أولاً : من حيث إيجابيتها وسلبيتها :
ضغوط إيجابية .
ضغوط سلبية .

1.الضغوط الإيجابية :
وهو ضغط لازم تتطلبه طبيعة العمل ، ويحتاج إليه المدير مثلا للضغط على العاملين للاحتفاظ بحيويتهم ودافعيتهم ، وفي الوقت نفسه لقهر أي تكاسل أو تخاذل ينجم عنه رتابة العمل .
والضغط الإيجابي يزيد وينمي قدرة الفرد على أداء وبذل أقصى جهد لتقليل ضغوط العمل ، وبذلك يؤدي إلى نتائج إيجابية وتحقيق رضا العاملين ، ويصبح غياب هذا النوع من الضغوط مصدراً لعدم الرضا الوظيفي عن العمل. ومن أمثلة هذا الضغط التوتر الذي يجعل الطالب يذاكر بجد قبل الامتحانات .

2.الضغوط السلبية :

ويطلق عليها اسم الضغوط الهدامة ، وهي الضغوط التي تؤثر على سلوك كل من المدير والعاملين معه بشكل سيء وضار وتتولد معها مجموعة من الإجراءات الإدارية التي يرتكز معظمها حول ما يلي :
•فقدان الرغبة في العمل .
•العزوف عن المبادرات الفردية والاستسلام إلى الرتابة ونمطية العمل .
•تنامي الإحساس بالإحباط .
•عدم التوافق والاكتئاب والقلق وعدم النضج الإداري .

ثانياً : من حيث شدة الضغوط :
ضغوط فائقة .
ضغوط متوسطة .
ضغوط عادية .

1. الضغوط الفائقة :
وهي ضغوط قوية عنيفة تمارس على الإدارة ، وهذه الضغوط يستحيل على المدير تجاهلها أو التغاضي عنها نظراً لما تفرضه من تهديدات على المنشأة واستمرارها ، وهي ضغوط طويلة الأجل .

2. الضغوط المتوسطة :وهي ضغوط عادة ما تتصل بالسياسات الإدارية للمنشأة ، وهي بذلك تحكم العمل داخل المنشأة . مثل : الضغوط الناتجة عن توزيع الأنشطة .

3. الضغوط العادية :
وهي ضغوط تتصل بالمواقف اللحظية اليومية للمنشاة والتي تنشأ عن المعاملات اليومية وصراعات الأفراد مع إطار العمل اليومي . مثل : الضغوط الناتجة عن غياب العاملين وتوزيع الأعباء على باقي العاملين المتواجدين .

ثالثاً : من حيث محور وموضوع الضغوط :
ضغوط مادية .
ضغوط معنوية .
ضغوط سلوكية .
ضغوط وظيفية .

1. الضغوط المادية :
وهي تتصل بالمزايا المادية التي تسعى الادارة للحصول عليها لإرضاء العاملين داخل المنشأة . مثل : الحوافز والمكافآت ، والتعين في أماكن بعيدة عن إقامة العامل مما يؤدي إلى إهدار المال في الإنفاق .

2. الضغوط المعنوية :
وهي تتصل بالحالة الوجدانية والنفسية للمدير ، وهي ضغوط شديدة التأثير على قرارات المدير ، وقد تؤدي إلى اضطراب تفكيره وعدم قدرته على اتخاذ القرارات السليمة.

3. الضغوط السلوكية :
وهي الضغوط التي تتصل أساسا بالقيود التي يمكن أن تنعكس على سلوك المدير ، وبالتالي تؤثر على قدرته على إصدار الأوامر الإدارية والتوجيهات التنظيمية . مثل : كثرة تأخر مدير مما يؤدي إلى عدم قدرته على اتخاذ إجراءات إزاء العاملين كثيري التأخر .

4. الضغوط الوظيفية :
وهي الضغوط التي تتصل أساساً باعتبارات الوظيفة وبالأعمال التي تتم فيها ، والأنشطة التي تمارس ، والغايات التي يسعى العاملون لتحقيقها.



* لماذا تعد الجوانب الشخصية للفرد أحد مسببات ضغوط العمل :
1- اختلاف شخصية الأفراد من حيث إدراكهم وتفاعلهم مع خصائص بيئة العمل وتفسيرهم للقرارات الإدارية والعلاقات التنظيمية.
2- اختلاف قدرات الأفراد في التعامل مع أنماط البشر ( رؤساء ، مرؤوسين ، زعماء عمل).



* مصادر ضغوط العمل :

أ- مصادر فردية ( عوامل في حياة الفرد يمكن أن تحدث تلك الضغوط ).
ب- المصادر التنظيمية (يرتبط القدر الأكبر من الضغط بالوظائف العليا في المنظمة ، مستوى الجماعة ، المستوى الفردي).
ج- المصادر البيئية : (الأوضاع السائدة بشكل عام مثل السياسة ، الاقتصاد ، النواحي القانونية والاجتماعية).
• يمكن للحركات الإجتماعية مثل حقوق الإنسان والقضاء على الفقر أو معارضة الحكومات أن تكون سبباً في إحداث الضغوط .
• أيضاً العوامل السياسية والأجتماعية مثل الإنتخابات تزيد من الضغط .
• تزيد البيئة الداخلية للتنظيم من الضغوطات مثل تفعل التغيرات في مجال العاملين وتقنية المكاتب والآثار طويلة أو قصيرة المدى من التعرض للتلوث ( التعرض للكيمياويات السامة والإشعاع ) .



* مراحل الضغوط:

1) مرحلة نشوء الضغط :
وهي مرحلة ميلاد الضغط وظهور أول بوادره ، وإن كان يبدو للمدير أنه غير ذي أهمية ، ويؤدي إلى هذا إلى التغاضي عنه أو عدم التعامل معه وإهماله وعدم الاستجابة له ، وبالتالي يتولد لدى القوى الضاغطة دافع قوي نحو توليد مزيد من الضغوط ، وبالتالي يتحول إلى المرحلة الثانية .

2) مرحلة نمو الضغط :
وفي هذه المرحلة تكون القوى الضاغطة استكملت عدتها وأحكمت سيطرتها وأدركت أين مواطن الضعف لدى المدير والتي يمكن من خلالها الضغط عليه ، وأين مناطق الاختراق التي من خلالها تنفذ إلى كل من عقل ووجدان متخذ القرار فتسيطر على أفكاره وعلى عواطفه ، وبالتالي يتحول إلى المرحلة الثالثة .

3) مرحلة اكتمال الضغط ونضوجه :
في هذه المرحلة يكون الضغط الإداري قد بلغ الدرجة التي يستطيع معها أن يحرك متخذ القرار في الاتجاه الذي يريد من حدة الضغط .

4) مرحلة انحسار الضغط وانكماشه :
وتبدأ هذه المرحلة عندما يتحقق جانب هام ورئيس من المطالب التي تنادي بها القوة الضاغطة ، أو بوصولها إلى اتفاق مع متخذ القرار ، ثم تبدأ هذه القوى الضاغطة بتخفيف الضغط على متخذ القرار ، بل مساعدته وتقديم دعمها له ، ثم تبدأ في التحول من المعارضة إلى المهادنة ومن المهادنة إلى التعاون والمشاركة الجزئية ثم إلى المشاركة الكاملة والتعاون الكامل ، ثم يختفي الضغط .

5) مرحلة اختفاء الضغط أو تحوله إلى مجالات جديدة :
وتأتي هذه المرحلة عندما تتحقق مطالب القوى الضاغطة ومن ثم تفقد هذه القوى السبب في تكتلها واستمرارها ومن ثم لا يكون أمامها إلا خياران هما :
أ‌- التفكك والانصراف عن الاستمرار لتحقق مطالبها .
ب‌- التحول إلى قوى ضاغطة أخرى لمساعدتها في تحقيق مطالبها .


* العوامل الوسيطة للضغوط:

يوجد العديد من الظروف والسلوكيات والخصائص التي يمكن أن تمارس دورها كعوامل وسيطة لتقل الضغوط ويوجد (3) أشكال من العوامل الوسيطة وهي :

1- معالم الشخصية:
تتمثل الشخصية في مجموعة السمات أو الخصائص المستقرة نسبياً والتي تشكل نواحي التشابه أو الإختلافات في سلوك الأفراد ، ومن هذه الخصائص أو السمات :
أ‌- القدرة على تحمل الضغوط / الفرد ذو القدرة الأقل على تحمل الضغوط سوف يجد مواقف غموض الدور أكثر إثارة للقلق أو التوتر أو الغضب وذلك بخلاف الوضع بالنسبة للفرد الذي يمتلك مقدرة أعلى على تحمل الضغوط .
ب‌- مراكز التحكم في الشخصية / كلما شعر الفرد بأنه يمتلك فدراً من السيطرة على الأحداث التي تواجهه في حياته ، فإنه أقل إحتمالاً لإدراك المواقف بأنها مصادر للتهديد أو للضغوط ، ومن ثم فإنه أقل إحتمالاً لأن يظهر نماذج سلوكية أو سلبية أو معاكسة .
ت‌- تأكيد وإحترام الذات / بصفة عامة فإن الأفراد الذين يتسمون بوجود مستويات مرتفعة لتأكيد الذات يثقون في قدراتهم وبالتالي فهم أقل إحتمالاً للشعور بالتهديد أو القلق .

2- يمكن أن تجد شخصية تتصف بالتالي :
أ‌- محاولة إنجاز أكبر قدر ممكن من المهام في أقل فترة ممكنة .
ب‌- الإقدام والطموح والتنافس والجرأة .
ت‌- يتحدث بإنفعال ويحث الآخرين على إنجاز ما يتعهدون به .
ث‌- غير صبور ويكره الإنتظار ، ويعتبره مضيعة للوقت الثمين .
ج‌- مشغول دائماً بالمواعيد المحددة لإنجاز المهام ولديه توجه بالعمل .
ح‌- دائماً في صرع مستمر مع الناس والأشياء والأحداث
وعادة هذه الصفات تجدها في المدراء ، وفي المقابل قد تجد نمط سلوك الشخصية لآخر يشعر بوجه عام بعدم وجود عناصر ضاغطة في تعامله مع عنصر الزمن أو الناس ، ويمتلك دافع قوي للعمل ويعمل بهمة ونشاط ، ويتسم بالثقة التي تجعله يشعر بالإستقرار النفسي ، وفيء نمط آخر قد تجد الشخصية تسلك إيقاعاً منتظماً في التعامل مع المواقف والأحداث والأفراد وتجدها أكثر قدرة على التعامل مع الضغوط والحد من نتائجها السلبية .

3- مصادر الدعم الإجتماعي وآثاره:
يتمثل الدعم الإجتماعي في كافة صور المساعدة وسبل الراحة والمعلومات التي يتلقاها الفرد من خلال إتصالاته الرسمية وغير الرسمية بالأفراد أو الجماعات الأخرى، أي أن هناك عوامل وسيطة أو ناقلة للضغط وهي العوامل التي تقوم بإضعاف أو تأكيد العلاقة بين مصادر الضغط والنتيجة ، وتشمل هذه العوامل العمر والجنس والحاجات والشخصية والوراثة والعادات.



الآثار الناتجة عن الضغوط:

تتعد الآثار الناجمة عن ضغوط العمل المدرسي ، فمنها ما هو إيجابي ومنها ما هو سلبي ، ومنها ما يقع على الأفراد العاملين ويؤثر بالسلب على أدائهم ، ومنها ما يقع على المنشأة ويؤثر على أداء العاملين وفيما يلي بعض لهذه الآثار:

أ‌- الآثار الإيجابية :

هناك العديد من الآثار الإيجابية للضغوط تتمثل فيما يلي :
1. التعاون لحل المشكلات .
2. التنافس البناء .
3. الرغبة في العمل وزيادة الدافعية .
4. الشعور بالرضا الوظيفي .
5. الشعور بالإنجاز .
6. انخفاض الغياب والتأخر .
7. المشاركة في حل المشكلات .

ب‌- الآثار السلبية :

وهناك مجموعة من الآثار السلبية للضغوط ومنها :
1. الغياب والتأخر عن العمل .
2. الإحجام والتوقف عن مهام العمل .
3. ترك العمل .
4. التظلمات والشكاوي .
5. ضعف الاتصال .
6. اتخاذ القرارات الخاطئة .
7. علاقات العمل سيئة .



* مداخل منع وإدارة الضغوط :

يجب أن لا يتجاهل المدير الناجح مؤشرات الغياب أو دوران العمل أو إنخفاض الأداء أو تدني مستوى الجودة ، ومن الخطأ الواضح أن يتجه معظم المديرين إلى البحث عن أسباب تقليدية لهذه الظواهر السلبية مثل ضعف التدريب ، تخلف التكنولوجيا ، عدم كفاية التعليمات ، نقص الدافعية وغيرها من العوامل التي لا تضع الضغوط بين المسببات المحتملة لهذه الظواهر ، إن المهمة الأولى للمدير في محاولة التعامل مع الضغوط هي الإعتراف بوجود ضغوط العمل وتوصيفها ، ومن ثم البحث عن مداخل للتخلص من مسببات الضغوط ، وتتمثل مداخل التعامل مع الضغوط :

1- تعظيم التوفيق بين حاجة الفرد والمنظمة:
ويركز على بعدين رئيسيين هما : المدى الذي يقوم فيه التنظيم بإمداد الموظف بالمكافآت الرسمية غير الرسمية التي تتوافق أو تغطي إحتياجاته.
2- برامج منع وإدارة الضغوط:
مثل مساعدة الأفراد والعناية الصحية والحوافز ، والبدلات.
3- المداخل الفردية لمنع وإدارة الضغوط:
أي المشاركة مثل الأفراد والمؤسسات لحل مثل هذه الأشكال وعدم الاعتماد على القرارات والجهود الرسمية (الحكومية) فقط وكذلك تغيير مكان العمل والقيام بأنشطة إضافية ترويحية ودينية وثقافية لحملة عقد العمل وسوء الاتصال بين العاملين .
• لا يجب على أعضاء التنظيم الإعتماد كلية على الجهود الرسمية للمساعدة في منع وإدارة الضغوط.
• الفحص الطبي المنتظم يعتبر مناسباً لإدارة الضغوط التي قد يتعرض لها الفرد.
• إستخدام الأساليب الذهنية يساعد في الإدارة الفعالة للضغوط مثل التأمل فقد يجلس الفرد مغمضاً عينيه ويتلو بعض أنواع الدعاء لمدة دقائق محدودة كل يوم ، أيضاً ممارسة الصلاة وتلاوة القرآن والإسترشاد بهدي الرسل ومناجهم في السلوك والتصرف مع الآخرين يساعد في منع الضغوط والحد من الآثار السلبية التي قد تترتب عليها.
• قد يكون أحد المداخل الفردية لمنع وإدارة الضغوط هو أن يغير نوعية العمل في نفس المنظمة أو ينتقل إلى إدارة أخرى أو فرع آخر.



مراحل إدارة الضغوط :

تستطيع المنشأة تخفيف ضغوط العمل الناشئة عن عبء العمل وجماعة العمل من خلال الوسائل والطرق المناسبة للتغلب على مسببات ومصادر تلك الضغوط ، بالإضافة إلى علاج آثارها السيئة المترتبة عليها ، ولذلك أصبح لزاماً على ادارة المنشأة وضع استراتيجيات تهدف إلى تخفيف ضغوط العمل وعلاج آثارها السلبية ، وتمر هذه الاستراتيجيات بمراحل مختلفة هي :
1- التعرف على وجود مشكلة تتعلق بضغوط العمل:
في هذه المرحلة يجب أن تقتنع المنشأة بأن هناك مشكلة تواجهها ناجمة عن ضغوط العمل .
2- الكشف عن مسببات ضغوط العمل:
ويتم ذلك عن طريق إدارة المنشأة من خلال انخراطها في العمل بغرض كشف مسببات الضغوط، وذلك لإيجاد الحلول .
3- وضع حلول لضغوط العمل:
وتعد هذه المرحل من أهم المراحل لأنها متعلقة بوضع خطة فاعلة لحل مشكلات الضغوط ، وقد يكون من الأفضل تحديد المجالات التي سيتم التركيز عليها .
4- التنفيذ والمتابعة :
وفي هذه المرحلة يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ برامج إدارة الضغوط من خلال لجان التنفيذ التي يتم اختيارها مع وجود لجان متابعة لضمان تنفيذ هذه الإجراءات .



* الفرضيات:

1- أن هناك علاقة سلبية ذات دلالة إحصائية بين السن وضغوط العمل.
2- أن هناك علاقة سلبية ذات دلالة إحصائية بين الراتب الشهري وضغوط العمل.
3- أن هناك علاقة سلبية ذات دلالة إحصائية بين مدة الخدمة في مجال التعليم وضغوط العمل.
4- أن هناك علاقة إيجابية ذات دلالة إحصائية بين عبء العمل وضغوط العمل.
5- أن هناك علاقة إيجابية ذات دلالة إحصائية بين صراع الدور الوظيفي وضغوط العمل.
6- أن هناك علاقة إيجابية ذات دلالة إحصائية بين غموض الدور الوظيفي وضغوط العمل.
7- أن هناك علاقة إيجابية ذات دلالة إحصائية بين طبيعة العمل وضغوط العمل.
8- أن هناك علاقة إيجابية ذات دلالة إحصائية بين الأمان الوظيفي وضغوط العمل.

* التوصيات:

- اعداد برامج خاصة لتدريب المراجعين حديثي التعيين لتنمية مهاراتهم في التعامل مع ضغوط العمل بحيث تخف حدة الضغوط لدى المراجعين في بداية حياتهم المهنية.
- تخفيف مستوى غموض الدور وخاصة عند المراجع الأقل سنا وخبرة ومركزا وظيفيا من خلال:
- تحديد أهداف وغايات العمل.
- تحديد إجراءات العمل وتوضيحها بشكل جيد.
- تحديد السؤوليات والسلطات تحديدا دقيقا.
- تحديد سياسات وإرشادات العمل والتأكد من عدم تعارضها وتضاربها.
- تحسين فاعلية الأداء وتخفيض مستوى الضغوط.
- تنظيم وقت العمل وتوزيعه واستغلاله الاستغلال الأمثل.
- توزيع الواجبات والصلاحيات تزيعا بشكل عادلا يتناسب مع الإمكانيات والمهارات.
- العمل على زيادة وبناء العلاقات الإنسانية بين الرؤساء والمرؤوسين من خلال عقد لقاءات ودية بعيدا عن جو العمل ومشاكله.
- تخفيف ضغوط العمل الناشئة من محدودية فرص الترقي.
- إعادة تصميم الوظائف بالشكل الذي يؤدي إلى تحسين فاعلية الأداء وتخفيض مستوى الضغط.
- زيادة الحوافز المادية والمعنوية للمراجعين وإيجاد أسس عادلة وموضوعية في توزيعها.




* المراجـع:

- ملتقى البحث العلمي ( مكتبة الملخصات الإلكترونية )
- أسباب ونتائج ضغوط العمل في في بيئة المراجعة السعودية، أ. صالح السعد أ. مراد عمر درويش
- ضغط العمل طريقك للنجاح – بيتر هانسون – مكتبة جرير 1998
- صحة المديرين بين الضغوط والضبط – د. روبرت اليوت – 1998
- ضغوط العمل عند المعلمين – أ. عبيد عبدالله العمري – جامعة الملك سعود بالرياض. ]

محب بلاده
2011-11-17, 17:37
او هذا



ﺍﻟﻤﺒﺤﺙ ﺍﻷﻭل ﺍﻹﻁﺎﺭ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻟﻠﺒﺤﺙ : ﻤﻘﺩﻤﺔ ﺍﻟﺒﺤﺙ : ﺃﻭﻻ ﺍ (http://libback.uqu.edu.sa/hipres/Indu/indu11763.pdf)

libback.uqu.edu.sa/hipres/Indu/indu11763.pdf - Translate this page (http://translate.google.com/translate?hl=en&sl=ar&u=http://libback.uqu.edu.sa/hipres/Indu/indu11763.pdf&ei=WTfFTqaCBqHY4QTa-vyiDQ&sa=X&oi=translate&ct=result&resnum=4&ved=0CDsQ7gEwAzgK&prev=/search%3Fq%3D%25D8%25A8%25D8%25AD%25D8%25AB%2B%25D 8%25AD%25D9%2588%25D9%2584%2B%25D8%25A7%25D8%25AB% 25D8%25B1%2B%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B6%25D8%25 BA%25D9%2588%25D8%25B7%2B%25D8%25A7%25D9%2584%25D9 %2585%25D9%2587%25D9%2586%25D9%258A%25D8%25A9%2B%2 5D8%25B9%25D9%2584%25D9%2589%2B%25D8%25A7%25D8%25A F%25D8%25A7%25D8%25A1%2B%25D8%25A7%25D9%2584%25D8% 25A7%25D9%2581%25D8%25B1%25D8%25A7%25D8%25AF%26sta rt%3D10%26hl%3Den%26client%3Dfirefox-a%26sa%3DN%26rls%3Dorg.mozilla:ar:official%26biw%3 D1366%26bih%3D605%26prmd%3Dimvns)
File Format: PDF/Adobe Acrobat - Quick View (https://docs.google.com/viewer?a=v&q=cache:XcoPXXlTCyYJ:libback.uqu.edu.sa/hipres/Indu/indu11763.pdf+&hl=en&pid=bl&srcid=ADGEESiye3IZvj18uoXpsBe0y73vLrIKSYC9bH5IagGw UHIDaO1B2vlhQWyV1FppSpNwSAFBv4D9kNnAGFcx7JC8v-MSuB9nSfFW3n0VM8Nh0FuN2Bynglis6SZJjS_--ayRqsASyeaj&sig=AHIEtbTOhMAqYr6lquolYdFJ_1QIyS-CbQ)
ﻓﺭﻭﻋﻬﺎ ﻤﻥ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻹﻗﻠﻴﻤﻲ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺘﻭﻯ ﺍﻟﺩﻭﻟﻲ، ﻭﺍﻨﻔﺼﺎل ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻋﻥ ﺍﻹﺩﺍﺭﺓ ﻓﻲ ﺘﻠﻙ. ﺍﻟﻤﻨﺸﺂﺕ، ﻭﺍﺨﺘﻼﻑ ﺃﻨﻭﻋﻬﺎ ... ﺍﻟﻤﺤﺎﺴﺒﻲ ﺒﻤﺎ ﻴﺘﺭﺘﺏ ﻋﻠﻰ ﻫﺫﻩ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ﻤﻥ ﻨﺘﺎﺌﺞ ﺴﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻭﺍﻟﻤﻨﺸﺄﺓ ﻋﻠﻰ ﺤﺩ ﺴﻭﺍﺀ،. ﻭﻤﻥ ﺘﻠﻙ ﺍﻟﻌﻭﺍﻤل ... ﺓ ﻤﻬﻨﻴﺔ. -. ﺘﺅﺩﻱ. ﺇﻟﻰ ﺒﻌﺽ ﺍﻟﺘﺠﺎﻭﺯﺍﺕ . ﻭﻟﺫﻟﻙ ﺠﺎﺀﺕ ﻓﻜﺭﺕ ﻫﺫﺍ ﺍﻟﺒﺤﺙ ﺒﺩﺭﺍﺴﺔ ﺃﺜﺭ ﻀﻐﻭﻁ ﺍﻟﻌﻤل ﻋﻠﻰ ﺃﺩﺍﺀ .


عند الضغظ على العنوان يحمل ملف بي دي اف

محب بلاده
2011-11-17, 17:41
أنا طالب سنة أولى علوم سياسية أرغب بالحصول على بحث: تاريخ الفكر السياسي في الحضارات القديمة (الشرق الأدنى والشرق الأقصى)
أرجو المساعدة
وأرجو إخباري على الإيميل:
أو على رقم الهاتف: 0777482510


قصة الحضارة
الجزء الأول
أضغط هنا (http://*******/246619/http://www.4shared.com/file/133859631/7de5f45d/001152a-wwwal-mostafacom.html)

الجزء الثاني
أضغط هنا (http://*******/246619/http://www.4shared.com/file/133868839/86bc4cd0/001152b-wwwal-mostafacom.html)

الجزء الثالث
أضغط هنا (http://*******/246619/http://www.4shared.com/file/133961950/1eaca5ea/001152c-wwwal-mostafacom.html)

الجزء الرابع
أضغط هنا (http://*******/246619/http://www.4shared.com/file/134069179/7c4969dd/001152d-wwwal-mostafacom.html)


نجيب ابراهيم طراد
تاريخ الرومانين
أضغط هنا (http://al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=i000891.pdf)

منيرة محمد الهمشري
دوبلوماسية البطالمة في القرنين الثاني والاول قبل الميلاد
أضغط هنا (http://al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=000107.pdf)

منال ابو القاسم محمد حسين
ومني عبد الغني علي حجاج
دراسة لمقابر الولايات الرومانية الواقعة جنوبي البحر المتوسط في القرون الثلاثة الاولي للميلاد
أضغط هنا (http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=004544.pdf)


محمود ابراهيم السعدني
حضارة الرومان منذ نشأة روما وحتى نهاية القرن الاول الميلادي
أضغط هنا (http://al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=010364.pdf)

محمد عبد المنعم بدر
القانون الروماني
أضغط هنا (http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=007236.pdf)

مصطفى كمال عبد العليم
دراسات في تاريخ ليبيا القديم
أضغط هنا (http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=001183.pdf)

مصطفى سيد احمد صقر
فلسفة العدالة عند الاغريق واثرها على فقهاء الرومان وفلاسفة الاسلام
أضغط هنا (http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=001188.pdf)

مصطفى العبادي
الامبراطورية الرومانية :النظام الامبراطوري ومصر الرومانية
أضغط هنا (http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=015628.pdf)

أ.ه.م .جونز
مدن بلاد الشام حين كانت ولاية رومانية
أضغط هنا (http://al-mostafa.info/data/arabic/depot3/gap.php?file=000367.pdf)

أ.ب0 تشارلز ورث
الامبراطورية الرومانية
أضغط هنا (http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=009168.pdf)

أحمد عوف
تاريخ مصر من عصر لعصر
أضغط هنا (http://al-mostafa.info/data/arabic/depot2/gap.php?file=010272.pdf)

محب بلاده
2011-11-17, 17:44
محاضرات في التاريخ الأوربي الوسيط
(http://www.google.com/url?sa=t&rct=j&q=&esrc=s&source=web&cd=41&ved=0CBgQFjAAOCg&url=http%3A%2F%2Fusers2.nofeehost.com%2Fxaouen%2Fk otob%2FMohadarat%2520Fi%2520Tarikh%2520Europi.doc&ei=ajnFTua-NsKYhQfui7H9DQ&usg=AFQjCNFMQujejsrr3VNsjENbE3FBQqy3qw&sig2=fBDZ2BviNlN_w6jDGDREIw)



اضغط على العنوان يحمل ملف ورد به محاضرات في التاريخ الاوربي الوسيط


كتاب : قصة الحضارة ..(ول ديورانت)


تحميل الكتاب كاملا من الجزء 1 الى 14
اضغط هنا (http://www.4shared.com/get/CpXdnTUs/__-___-____01__14.html)

abd essatar
2011-11-18, 10:31
اسم العضو :abd essatar
الطلب : بحث حول ايجابيات و سلبيات الفيس بوك بالفرنسية على شكل texte argumentatif
المستوى :4 متوسط
أجل التسليم : يوم الثلاثاء من فضلك

محب بلاده
2011-11-18, 13:04
اسم العضو :abd essatar
الطلب : بحث حول ايجابيات و سلبيات الفيس بوك بالفرنسية على شكل texte argumentatif
المستوى :4 متوسط
أجل التسليم : يوم الثلاثاء من فضلك


الفيس بوك ايجابيات وسلبيات
النص بالفرنسية

******** .. Avantages et inconvénients


La présence de tout nouvel outil de communication et de contact est considéré comme une arme à double tranchant, tout le monde n'est pas conscient de ce que sont les avantages et les inconvénients de cet outil et quelles sont les caractéristiques les plus importantes qui peuvent leur être utile, a été l'utilisation limitée d'Internet sur le divertissement plus qu'autre chose, et dans l'étude britannique des moyens de profiter de Internet et les ressources numériques étude a montré qu'un nombre important d'utilisateurs d'Internet ne réalisent pas les avantages de ces services et ressources numériques et de traiter avec eux que de profiter du moins caractéristiques.

A eu lieu à la British Library de l'étude en coopération avec le Comité de l'information technologique conjointe du JISC, pour évaluer l'affaire de la jeune génération de l'Internet, et a expliqué certains des points est tel que la génération née après l'an 1993 ou la «génération Google», comme on appelle seulement traiter sur la façon dont l'adoption et l'examen des ressources avenir numérique, et si les nouvelles méthodes diffèrent des méthodes de recherche traditionnelles. L'étude fait remarquer que bien que plus de la jeune génération d'adultes utilisent l'Internet, mais il n'utilise pas effectivement les mêmes et la précision actuellement disponible, et ne peuvent donc pas être considérées comme des compétences génération Internet élaborées telles que la recherche sur Internet et à distinguer le contenu fiable et évaluer la qualité des sites où l'égalité de l'ensemble

النص بالعربية
تواجد أي أداة جديدة للتواصل والاتصال يعتبر سلاحًا ذي حدين، فالجميع لا يعى ما هي إيجابيات وسلبيات هذه الأداة وما هى أهم المميزات التى يمكن أن يستفيد منها، فقد اقتصر استخدام شبكة الإنترنت على الترفيه أكثر من أى شئ آخر، وفى دراسة بريطانية عن طرق الاستفادة من الإنترنت والموارد الرقمية أظهرت الدراسة أن هناك عددًا كبيرًا من مستخدمى الإنترنت لا يدركون مميزات هذه الخدمات والموارد الرقمية ويقتصر تعاملهم معها على الاستفادة بأقل المميزات.
وقد أجرت المكتبة البريطانية تلك الدراسة بالتعاون مع لجنة تقنية المعلومات المشتركة JISC، بغرض تقييم تعامل جيل الشباب مع الإنترنت، وأوضحت بعض النقاط كان منها أن الجيل الذي ولد بعد العام 1993 أو "جيل جوجل" كما أطلقت عليه يقتصر تعامله على كيفية اعتماده وبحثه في الموارد الرقمية مستقبلاً وإذا كانت الطرق الجديدة تختلف عن طرق البحث التقليدية. وأشارت الدراسة إلى أنه رغم تفوق الجيل الشاب عن الكبار في استخدام الإنترنت إلا أنه لا يستخدمها بالفعالية ذاتها والدقة المتوفرة حالياً، وبالتالي لا يمكن اعتبار جيل الإنترنت متقناً لمهارات مثل البحث على الإنترنت وتمييز المحتوى الموثوق وتقييم جودة المواقع حيث تتساوى كلها.
وحددت الدراسة من خلال البحث فى المفردات الأكثر كتابة على محركات البحث على الإنترنت، أن معظم الشباب يقتصر مفردات البحث لديهم على الموضوعات الجنسية وتحميل الألعاب وإجراء المحادثات

imene amira
2011-11-18, 15:30
من فضلكم اريد معلومات حول موضوع الصراع التنظيمي

selma.vip
2011-11-18, 15:35
السلام عليكم
اريد نمودج عن عقد تاسيسي لشركة التضامن في اقرب وقت ( قبل يوم التلاتاء)
شكرا

حنين الدلال
2011-11-18, 20:35
السلام عليكم اريد بحث حول:1- التعرف على منهجية اعداد البحوث
-2 تعريف العلوم الاقتصادية
و جزاك الله كل الخير اخي الفاضل

حنين الدلال
2011-11-18, 20:45
اسم العضو: حنين الدلال
الطلب: - التعرف على منهجية اعداد البحوث
- تعريف العلوم الاقتصادية
المستوى: سنة اولى lmd علوم اقتصادية تسيير و هلوم تجارية
اخر اجل للتسليم: الاثنين 22 / 11 / 2011

محب بلاده
2011-11-18, 20:50
السلام عليكم اريد بحث حول:1- التعرف على منهجية اعداد البحوث
-2 تعريف العلوم الاقتصادية
و جزاك الله كل الخير اخي الفاضل



ستجد فيه باذن الله كل ما تحتاجه لجمع مادتك العلمية و تنظيمها و توظيفها في بحوثك....جاول فهمها...و استيعابها و ستكون من الناجحين...و الله و لي التوفيق
1 : معنى البحث :
تصنيف وتنظيم. تأليف. جمع متفرق.إعداد وتحضير.صناعة.دراسة وتحليل.ابتكار وإبداع وتجديد.تحقيق معلومة مجهولة.
إنَّ كتابة البحث لا تعدَّ هما؛لأنه يمكنك الاستعانة بفكرك وقدراتك المستريحة. يمكنك الاستعانة بالمكتبة الإنترنت. ويمكنك مناقشة موضوع البحث مع المشرف. ويمكنك الاستعانة بذوي الخبرة . ويمكنك الاستفادة من زميلاتك ممن تمرست في كتابة البحث.
2 : موضوع البحث:
يدور موضوع البحث حول قضية من قضايا الثقافة الإسلامية والغة العربية وآدابها في المساق الثالث والرابع ، ويفضل أن يكون حول الآثار الإيجابية للثقافة الإسلامية في حياة الفرد والمجتمع، بحيث يعالج البحث مشكلة واقعية حياتية ، وحول موضوعات التخصص في المساق الخامس.
3- خطوات البحث العلمي:
أولا : تعريف مشكلة البحث: ويكون بتحديد الموضوع( مشكلة البحث )، وطرح الأسئلة ضمن الزمان والمكان والأحداث والأشخاص والعلاقات.
ثانيا: تجميع المعلومات : ( من الكتب والمراجع والمعاجم والمقابلات والاستبانات …) ومعرفة ما يؤثر فيها من عوامل ، أو علاقات تربط بينها وبين غيرها من المتغيرات والأفكار .
ثالثاً: تشكيل الفرضيات: ( الفرض هو تخمين ذكي من صاحب المشكلة يتأثر بنوع الخبرة السابقة بموضوع المشكلة ، ويكون على شكل جملة خبرية تتطلب البحث عن علاقة بين متغيرين ،أو فكرتين ، أو مقولتين ؛ نحو : يؤثر الدوام الطويل للمكتبة على سرعة إنجاز البحث الصفي ) .
رابعا:" تحليل المعلومات: (وهي القياسات ) ويكون بالتأكد من صحة الفرضيات باختبارها ومراجعتها وموازنتها .
خامسا : استخلاص النتائج ونشرها ( التوصل إلى الحل ) ويكون بتفسير ومناقشة ما تم التوصل إليه من حلول وكشف العلاقات ( غاية البحث ).
4: مهارات ضرورية في كتابة البحث العلمي وهي متطلبات هامة للورقة البحثية:
تصميم صفحة العنوان . بيانات المقدمة. طرق نقل المعلومات للبحث.اختصار المعلومات( التلخيص). تحديد عناوين البحث الرئيسة والفرعية.استخدام البطاقات لكتابة المعلومات وجمعها من مصادرها. التقسيم إلى فصول.
توثيق البحث(الهوامش) .إبداء الرأي الشخصي عند النقل.الخاتمة ونتائج البحث. تنظيم صفحة المحتويات. تنظيم مصادر ومراجع البحث.
5- المقدمة وتتضمن العناصر التالية:
 § عنوان البحث.
 § أهمية موضوع البحث وسبب اختياره.
 § الهدف من البحث وأهميته، وسبب الكتابة.
 § أقسام الورقة البحثية ومكوناتها. [عرض فصول البحث أو أقسامه أو أجزائه ] .
 § طريقة معالجة موضوع البحث(المنهج).[الطريقة والإجراءات].
 § الإشارة إلى ما وجدته الباحثة من ملاحظات أثناء قيامها بالبحث.
 § الدراسات السابقة باختصار.
 § الإشارة إلى ما وجدته الباحثة من ملاحظات أثناء قيامها بالبحث .
 § أهم نتيجة توصلت إليها الباحثة.
 § توجيه الشكر لكل من قدم له مساعدة ومنهم المشرف.
6: شروط اختيار النقطة البحثية :
 § توفر المراجع والمصادر حولها.
 § اتصال النقطة البحثية بالتخصص المدروس.
 § مناسبتها للوقت اللازم لإنجازها.
 § وضوح الهدف من النقطة البحثية.
 § توفر المكان الذي تطبق فيه النقطة البحثية.
 § كيف نقوم بإنجاز النقطة البحثية.
8 : توجيهات وملاحظات : إذا كان الورقة البحثية تتضمن تعريفات كثيرة فلابد من :
 § تعريف الكلمات والمصطلحات الواردة خصوصاً تلك المصطلحات التي تتضمن معان كثيرة
 § استخدمي سؤلاً ليكون الجملة الرئيسة .
 § يجب أن يكون التعريف جامعاً مانعاً غير ناقص ولا مجتزأ.
في حالة وجود نوع من المقارنة في الورقة البحثية فلا بد من الآتي:
 § تقديم مفصل لكلا النقطتين محل المقارنة .
 § فصلي في النقطة الأولى قبل الانتقال إلى المقارنة .
 § استخدمي كلمات مناسبة للمقارنة مثل : مقارنة بـ ، من جهة أخرى، وعلى العكس من ، ومن جانب آخر، وبصورة أخرى ، وعلى النقيض من هذا الرأي ترى الباحثة ، … ) .
في حالة وجود وصف في الورقة البحثية احرصي على الآتي:
 § جملة رئيسة في بداية الفقرة أو في نهايتها .
 § لا تبسطي في الوصف بتقليل المعلومات الضرورية .
 § لا تقدمي حكماً مبــــكراً .
 § نظمي المعلومات بطريقة سهلة وطبيعية .
 § رأي الباحثة حيث يتم تقديمه بطريقة المقارنة السابقة التي أشرنا إليها.
9 : الخاتمـــــــة:
وتتضمن النتائج التي توصلت إليها الباحثة بعد استعراض أشبه ما يكون بما تم تقديمه في المقدمة. وتتضمن العناصر التالية :
 § عنوان البحث وعرض أو ذكر فصول البحث أو أقسامه أو أجزائه .
 § تقديم النتائج التي انتهت إليها الباحثة بشكل متسلسل حسب أسئلة الدراسة ، أو حسب تسلسل فروضها أو حسب ورود القضايا والمحاور الرئيسة في البحث .
 § تحليل وبيان أسباب تلك النتائج التي توصلت إليها الباحثة وبيان علاقتها بالمتغيرات المختلفة .
 § مقارنة نتيجتها بنتيجة غيرها من الباحثين .
 § وضع مقترحات وتوصيات لإكمال الموضوع أو فروعه أو متعلقاته على يد باحث آخر .

9 : قائمة للتعرف على طريقة الكتابة حيث تساعد في مرحلة المراجعة وقبل الكتابة النهائية:
أولاً: تركيب الجملة:
تنظيم المعلومات المجمعة للبحث ، وتقسيمها إلى أقسام صغيرة مترابطة. ويشترط في الفقرة الخاصة بالتقسيم ما يلي:
تقديم جملة رئيسة تحدد النقطة الأساسية في الفقرة . وتحديد الأقسام .وتعريف كل قسم .ثم ضرب الأمثلة، وأخيرا جملة ختامية تلخص الأقسام السابقة.
ويمكن للتحقق من كتابة البحث طرح التساؤلات التالية:
 § هل الجمل طويلة جداً؟
 § هل الجمل غير واضحة المعنى؟
 § هل الزمن(ماض، أم مضارع) مناسب للكتابة .
 § هل المبتدأ والخبر متناسقان إعراب ياً ( الرفع) .
 § هل الضمائر التي تشير إلى أشخاص أو أحداث واضحة غير مربكة للقارئ ؟
 § هل الصفات مناسبة للموصوفات من حيث العدد والنوع ؟
10 : التنظيم ( على مستوى الفقرة) اداخليا
 § هل الفكرة واضحة، مختصرة، ومباشرة؟
 § هل تحوي كل فقرة فكرة جديدة ؟
 § هل تحوي كل فقرة جملة رئيسة تضبط الفقرة ؟ وما هي ؟
 § هل الفقرة كافية في التفاصيل والأمثلة ؟
 § هل كل جملة في الفقرة ترتبط عضوياً بالجملة الرئيسة ؟
 § هل أدوات الربط مناسبة ؟
 § هل المعلومات المقدمة متناسقة معنوياً ؟
 § هل الخاتمة كافية ؟
 § هل دعمت الآراء المقدمة بالأمثلة والشواهد ؟
11: الأسلـــــــوب:
 § هل اللغة والمفردات المستخدمة تناسب المعنى المقصود ؟ ( اللغة معاصرة أم تراثية ، مباشرة أم أدبية، سهلة واضحة )
 § هل استخدمت بعض العبارات أو المصطلحات أكثر من اللازم ؟
 § هل هناك تكرار في بعض الكلمات ؟ ؛ الكاتب يلجأ إلى الاستطراد .وهل يكثر من المترادفات والأضداد .وهل الاستطراد مفيد أم معيب ؟
 § هل يستخدم الكاتب المؤكدات في بداية الجمل ؟
 § أي الجمل أكثر سيطرة أهي الجمل الفعلية أم الاسمية ؟لا
 § هل يلف الغموض الفكرة أم أنها واضحة جلية ؟
 § هل استدل بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية أو المأثورات نثرا أو شعرا ؟.وهل الاقتباسات تتناسب والسياق ؟
 § هل الأسلوب سردي أو حواري أو بطريقة ترقيم الأفكار ؟ وهل هو صعب معقد أو دقيق واضح ، وهل هو تعليمي

12 : الإملاء والترقيــــم:
 § مراجعة النص للتأكد من خلوه من الأخطاء الإملائية، وخاصة في كتابة الهمزات؛ لكثرة من يخطئ فيها.
 § تأكدي من وجود علامات الترقيم في مكانها الصحيح المعبر عن الوقفات الصحيحة ، ومنها :

 § النقــــــطة .
 § علامات الاستفهام .
 § علامات التعجب .
 § الفاصــــلة .
 § الفاصلة المنقوطة .
 § الشرطة.
 § علامات التنصيص .
 § علامات التقسيم إلى فروع .
 § الأعــداد وتنسيقها .

13 : فهرس البحث( المحتويات )
يوضع في بداية البحث أو في آخره ، ويتضمن توزيع المادة الواردة في البحث حسب ورودها متسلسلة ، حيث يوضع كل عنوان رئيسي أو فرعي ويقابله رقم الصفحات التي ورد فيها . مثال :
فهرس المحتويات
الموضـــــــــــوع الصفحة
الإهداء
المقدمة
الفصـــــــل الأول



الفصـــــــل الثاني


الفصـــــــل الثالث


النتائج
المراجع والمصادر
14: صفحة المصادر والمراجع
ترتب صفحة قائمة المصادر والمراجع حسب أسماء المؤلفين ترتيبا ألفبائياً ، وهي كما يلي : أ ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن هـ و ي .
ويكون توثيق وترتيب المعلومات إذا كانت من الكتب كما يلي :[ توثيق الكتب]
1-اسم المؤلف 2- اسم الكتاب 3- مكان النشر 4-دار النشر 5- رقم الطبعة 6-سنة النشر ويكون ترتيب وتوثيق المعلومات إذا كانت من دوريات: [الصحف والمجلات اليومية والأسبوعية والشهرية ] كما يلي :
1-اسم المؤلف 2-(عنوان المقال) ويكون بين قوسين 3-اسـم الدورية ويوضع خط تحت الاسم 4- مكان النشر 5- رقم والعـدد المجـلد 6-تاريخ نشر العدد
ويُـفصل بين كل معلومة وأخرى بفاصلة ، ويوضع خط تحت اسم الكتاب عندما يكون مرجعا ، ويوضع خط تحت اسم الدورية إذا كانت مرجعا ، وتنتهي المعلومات بالنقطة.
مثال على الكتاب :
 § عبد الله بن مسلم ، أدب الكاتب ، دار صادر ، ط ( 1 ) ، بيروت ، 1962 م .
 § فضل عباس ، إعجاز القرآن الكريم ، دار الفرقان ،ط (1 ) ، عمان ، 1991م .
 § مصطفى صادق الرافعي ، تاريخ آداب العرب، دار الكتاب العربي ، ط ( 2 ) ،بيروت ، 1394هـ / 1974م .
مثال على الدوريات :
 §أحمد أمين ، جمع اللغة العربية ، مجلة مجمع اللغة العربية ، مجمع اللغة العربية ، ج8 ، القاهرة ، 1934م
 § أحمد عمر مختار ،ظاهرة الترادف بين القدماء والمحدثين ، المجلة العربية للعلوم الإنسانية ، جامعة الكويت ، ع 6 ،مجلد 2 ، 1982 م .
 §صالح العلمي ، مفردات اللغة العربية ، مجلة المجمع العلمي العراقي ، المجمع العلمي العراقي ، مجلد 41 ، بغداد ، 1410هـ / 1982م .
15 : طرق جمع المادة العلمية

- النقل الحرفي:
ويوضع النص المنقـــول بين علامتي تنصيص “ “، ويشار بعلامة أو بمعلومة في الحاشية ( الهامش ) إلى المصدر الذي أخـذ عنه .
- النقل بالمعنى:
ويوضع النص من غير علامتي تنصيص، ويشار بعلامة أو بمعلومة في الحاشية ( الهامش )إلى المصدر الذي أخذ عنه.
16 : التوثيق:
ماذا يعني توثيق البحث ؟
§ هو استخدام الأدلة العلمية ( العقلية والنقلية) من مصادرها لزيادة قوة الفكرة المعروضة والبرهان عليها.
§ ويتم توثيق المعلومة بالإشارة إلى مصدرها في النص أو في الهامش.
الأمانة العلمية والصدق.
ما خطوات التوثيق في الكتابة Word:؟
1.وضع القلم ( الماوس ) في نهاية النص المنقول.
2.الذهاب قائمة إلى Insert.
3.اختيار Footnote من قائمة Insert .
4.اختيار Option عند أول توثيق فقط. واختيارAutoNumber
5.اختيار طريقةContiu في الترقيم، ثم الموافقة Ok.
6.تغيير اتجاه التوثيق من الشمال إلى اليمين.
7.البدء بالكتابة باسم المؤلف فاسم الكتاب فرقم الصفحة.
17: طريقة إعادة ترتيب البطاقات البحثية:
§ تجمع المعلومات من مصادرها كما هي في النص الأصلي ، دون تلخيص أو إعادة صياغة أو عصرنة أسلوب .
§ يمكن أن يكتب أكثر من بطاقة في موضوع واحد ، وهذا أفضل .
§ تثبت على البطاقة المعلومات التوثيقية : اسم المؤلف ، اسم الكتاب ، الـجزء ، الصفحة ، دار النشر ، ومكان النشر ، وسنة النشر ، ورقم الطبعة .
§ تكتب البطاقات وتختار معلوماتها بناء على صلتها بالموضوع ومحاوره وفرضياته ومحدداته .
§ تصنف البطاقات بناء على صلة كل بطاقة بمحور( أو فصل ) من محاور البحث .
§ تعزل البطاقات غير المناسبة أو التي يظن أنها لا تتصل بالموضوع صلة قوية ، أو إذا أدخلت لا تخدم الموضوع ، وتكون معلوماتها حشوا .
§ بعد تريتب البطاقات بناء على محاور البحث تقرأ ثانية كي تفهم ، ويكون للطالبة شخصية في بحثها.
18: كيف يمكن أن تبرز شخصية الباحث؟
1. 1. إعادة صياغة أو عصرنة أسلوب ما .
2. 2. المقارنة والمفارقة بين المعلومات المتناقضة أو المتشابه
3. 3. إضافة تفصيلات لمعلومات مختصرة موجزة .
4. 4. نقض أدلة وبراهين بأدلة وبراهين أقوى، تقوية الأدلة الواردة بأدلة وبراهين أخرى.
5. 5. إظهار الموافقة أو المخالفة مع بيان سبب مقبول مؤيد بالدليل.
6. 6. اختصار وتلخيص ما تم كتابته في البطاقة.
7. 7. تحليل المقروء وإيراد الأدلة والبراهين التي تدعم وجهة نظر الطالبة.
8. 8. لا بـــــد من أن تأخذي حريتك المسؤولة في التعبير.
9. 9. تفرغ المعلومات وتكتب المعلومات والآراء والتعليقات على مسودة البحث .
10. 10.تقدم مسودة البحث للمدرس المشرف على البحث؛ كي يقوم بمراجعتها وتقديم الملاحظات العلمية.
19 :نماذج جمع المعلومات على البطاقات :
1) 1) بطاقة جمع المعلومات عن كتاب :
اسم المؤلف :حنــــا الفاخوري عنوان الكتاب :الجامع في تاريخ الأدب العربي
دار النشر : دار الجيل رقم الطبعة 1 ) بلد الناشر: بيروت
الجـزء : ( 1 ) الصفحة : ( 813 – 814 ) سنة النشر : (1416هـ / 1986م )
موضوع البطاقة : مصادر الحكمة في شعر المتنبي
" والحكمة عنده ثمرة تجربة حياتية وتفكير عميق … وهو أخيرا رجل ثقافة واطلاع ، أفاد من فلسفة الإغريق وفلسفة الشيعة علما واسع النطاق ، وكان له من مجتمعه وما آلت إليه الأحوال من الفوضى والاضطراب دروس وعبر ، كما كانت له من عالمه الذاتي ، وغنى نفسيته ، وقوة شخصيته ، ينبوع دافق تجمعن” . فيه شتى العوامل "
2) بطاقة جمع المعلومات عن الدوريات :مجلات وصحف .
عنوان الدورية :-------------------- عنوان الموضوع ---------------
اسم المؤلف :--------------- رقم المجـلد ( ) رقم العـدد : --------
رقم الصفحات : --------------- سنة النشر والسنة :---------





2) نموذج لبطاقة بحثية للمحاضرات والقصص الإخبارية :
عنوان المحاضرة :-------------- اسم المحاضر :-----------------
مكان المحاضرة : ------------------- زمن وتاريخ المحاضرة :---------
الموضوع :
النص
20 : تصميم صفحة عنوان البحث
تعد صفحة العنوان مهمة لما لها من أثر واضح في لفت نظر القارئ وجذبه للاطلاع على موضوع البحث ، وجدير بالطالبة أن تهتم به اهتمامها ببقية عناصر البحث إن لم يكن أكثر ، ومن تقسيمات صفحة العنوان أن نطبق النقاط التالية في هذه الصفحة المهمة وهي :
 § يوضع اسم الجامعة ثم اسم الوحدة أو القسم على الجانب العلوي الأيمن من الورقة .
 § يوضع العنوان الرئيسي في نهاية الثلث الأول من الورقة ، أعلى قليلا من المنتصف ، ويكون بخط واضح ومميز عن غيره من الأسماء المكتوبة الخط وبنط ( حجم ) كبير نسبيا .
 § يوضع العنوان الفرعي تحت العنوان الرئيسي مباشرة ، ويكون أصغر منه حجما .
 § يوضع العنوان الجانبي تحت العنوان الفرعي مباشرة ، ويفضل أن يكون كذلك بخط وحجم أصغر قليلا من الخط الذي فوقه .
 § يوضع بعد العنوان مباشرة بمسافتين اسم المدرس المشرف على البحث .
 § يوضع اسم الطالبة معدة البحث ثم يتلوه مباشرة رقمها الجامعي بعد مسافة واحدة من اسم المشرف .
 § يوضع الفصل الدراسي وتاريخه الهجري ثم الميلادي في منتصف القسم الأخير من الورقة .









21 - نموذج إعداد صفحة العنوان .
P
جامـعة زايد / دبي
كلية الآداب والعلوم
قسم اللغة العربية والدراسات الإسلامية

العنـــــوان الرئيسي
العنوان الفرعي
العنوان الجانبي


إشراف الأستاذ : خــالد فراج

إعداد الطالبة :سين صاد
الرقم الجامعي للطالبة :2006735







1420هـ / 1999م


22: فوائد ممارسة البحث الصفي
 § تحسين مستوى الكتابة .
 § الربط بين الجمل والفقرات والموضوعات المتداخلة في البحث الصفي.
 § التعود على المطالعة واستخدام المكتبة .
 § التدرب على الأمانة العلمية بتوثيق المعلومات .
 § القدرة على اختيار مصادر المعلومات المناسبة .
 § الاستفادة من أوقات الفراغ .
 § زيادة المعلومات .
 § ممارسة مهارة التلخيص لكثير مما تقرأ للبحث الصفي .
 § تحسن مستوى سرعة القراءة .
 § تحسن مستوى الفهم ، واستخراج الأفكار الرئيسة .
 § التدرب على وضع عنوانات مناسبة لفروع وجزئيات البحث .
 § نقد الأفكار وتحليلها بإعطاء الأدلة والبراهين التي تدعم وجهة النظر الجديدة .
 § يجعل للطالبة قدرة على محاكمة الأشياء ؛ مما ينمي شخصيتها العلمية والأدبية .
 § إضافة التفصيلات والإيضاحات لما تم نقله .
 § الخروج بنتائج وخلاصة (خاتمة ) للموضوع قيد البحث .
 § التدرب على كتابة المحتويات والفهارس والملاحق .
 § التدرب على كتابة المراجع والمصادر وترتيبها حسب أسماء المؤلفين أو حسب أسماء الكتب .
23: تقويــم البحـوث الصفـي
الموضوع الدرجات
مهارات البحث
1- إعادة الصياغة .
2- عصرنة أسلوب .
3- التلخيص.
4- المراجع والمصادر .
مهارات لغوية
صحة المفردات
صحة الجملة
صحة الفقرة ( الجملة الرئيسة، الجمل المساندة، الربط بين الجمل، الربط مع الفقرة اللاحقة)
الوحدة العضوية وتماسك الموضوع .
تقسيم الموضوع إلى وحدات .
الترقيم .
المحتوى
صلته بموضوع البحث
صفحة المحتويات
أصالته
جدته ( في العرض )
أمور أخرى
نوع الخط Simplified Arabic وبقياس ( 14-18) .( 18 للعناوين )
صفحة المقدمة .
البطاقات .
الغلاف .
الهوامش والتوثيق .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .
عن : الأستاذ : خالد فـــراج

محب بلاده
2011-11-18, 20:52
كيفية إعداد البحوث العلمية - وطريقة كتابة اطروحة الماجستير او الدكتوراء./ علي حسن الشيخ حبيب




(http://www.alrafedein.com/translate.php)
http://www.alrafedein.com/filemanager.php?action=image&id=1239تلبية للطلبات الكثيرة التي وردت الى المركز حول كيفية اعداد البحوث العلمي، وطريقة كتابة رسائل واطاريح الماجستير والدكتوراء

المقدمة
تطرقنا سابقاً في موضوع شروط البحث ومعايير الباحثين في مركز الرافدين للدراسات والبحوث الاستراتيجية الى شروط النشر في مركز الرافدين، ولتعميم الفائدة، وتلبية للطلبات الكثيرة التي وردت الى المركز حول كيفية اعداد البحوث العلمي، وطريقة كتابة رسائل الماجستير والدكتوراء. فانني احاول في هذا البحث ان أٌلخص اهم احتياجات طلاب الدراسات العليا في البحوث العلمية وكذلك طريقة كتابة رسائل الماجستير والدكتوراء.
فمن المعلوم ان الدراسات العليا فيها اقسام متعددة، حسب الاختصاصات العلمية او الانسانية، وان قسماً منها دراسات نظرية فقط لاتحتاج ان تقدم بحث او اطروحة في نهايتها وانما هناك امتحانات نظرية فيها شبيهة بدراسة البكلوريوس، والقسم الاخر منها يتطلب تقديم اطروحة الى الجامعة التي تم قبول طالب الدراسات فيها ، وفي كلتا الحالتين تمنحهم الجامعة في النهاية الدرجة العلمية المنشودة (درجة الماجستير او الدكتوراء) بعد تجاوز الاختبارات.
فبعد قبول الطالب في قسم الدراسات العليا فأن كل الجامعات في العالم تقدم دورات تدريبية لطلاب الدراسات العليا حول كيفية اعداد البحوث وطريقة كتابة الرسائل والاطاريح العلمية، وكذلك تخصص مراجعين لغويين مختصين، بلاضافة الى الاستاذ المشرف على البحث والذي يكون على اتصال مباشر مع طالب الدراسات العليا.
الجامعات في العالم فيها انظمة وقوانين وشروط ومتطلبات تختلف عن بعضها البعض حسب موقع الجامعة العلمي ، وكذلك ترتيب الجامعة بين جامعات العالم، وانني الان احاول ان اجيب على بعض الاسئلة الواردة الى المركز حول البحث العلمي، وانني اعتمدت على الدورة التي اتممتها عندما كنت طالبا في الدراسات العليا في جامعة اللاتروب الاسترالية، وكذلك بعض المقدمات التي وجدتها في كتب البحث العلمي.وكلي امل ان يلبي هذا البحث الموجز احتياجات طلاب الدراسات العليا، وان يكون اداة مساعده في كتابة رسائلهم واطاريحهم العلمية.
البحث : لغة : الحفر والتنقيب ، واصطلاحاً : هو عبارة عن إضافة جديدة للعلوم، تقوم على الدليل والبرهان .
منهج البحث : هو القانون الذي يحكم أية محاولة للدراسة أو التقييم على أسس سليمة.
العلمي : نسبة إلى العلم ، وهو المعرفة المنظمة التي تتصف بالصحة والصدق والثبات.
الفرق بين العلم والمعرفة :
أن المعرفة هي مجرد المعلومات التي تصل إلى الإنسان بدون تمحيص أو دليل أو برهان. أما العلم فهو المعرفة المنظمة المصاغة بشكل قواعد وقوانين تم التوصل إليها بواسطة الأسلوب العلمي السليم الذي يجعل الإنسان على يقين من مدى صدق معارفه مهما يكن مصدرها. وليست كلمة علم مخصوصة بالعلوم التجريبية الخاضعة لمنهج العلم التجريبي الحسي فقط ، بل تشمل العلوم التجريبية والعلوم النظرية معاً ، إذا أخذنا في الاعتبار أن لكل علم من العلوم منهجه الخاص.

التعريف المختار لمنهج البحث العلمي :
إن منهج البحث العلمي هو عبارة عن الطرق المقننة والمنظمة التي يسلكها الباحث في معالجة أية مشكلة من مشكلات المعرفة كشفاً واختراعاً أو تدليلاً وبرهاناً متفقاً مع الأسلوب والطريقة التي تناسبه.
أنواع البحوث العلمية
تنقسم البحوث العلمية إلى أقسام مختلفة :
(أ) أبحاث كاملة
(ب) أبحاث تمهيدية غير كاملة .
ومن ناحية منهج البحث تنقسم إلى :
اولا -الأبحاث الكاملة :
وهي التي تضيف إلى رصيد المعرفة الإنسانية معرفة جديدة ، مثل أبحاث الماجستير والدكتوراة وأبحاث تخصصية مختلفة ، والأبحاث الكاملة لها خصائصها وشروطها لابد من الالتزام بها لكي تستحق التسمية بهذا الاسم وتندرج تحت هذا النوع من الأبحاث. وتتلخص خصائص الأبحاث الكاملة في كونها ذات موضوع جديد من حيث الأصل والنتيجة ، أو اشتمالها على التمحيص النقدي للبراهين والأدلة ، كذلك كونها تستخدم الحقائق الجديدة في حل قضايا ومشكلات المجتمع.
أما شروطها فتتلخص في الالتزام بالأسس والمبادئ والطرق العلمية التي وضعها أصحاب مناهج البحث .
أقسام الأبحاث الكاملة :

1- أبحاث الموضوع .
هي أبحاث يبحث فيها الباحث عن حل مشكلة ما على طريقتة الخاصة ومن إنشائه للموضوع، معتمدا على قدراتة العلمية والتعبيرية .

2- أبحاث التحقيق .
أما أبحاث التحقيق فهي محاولة إحياء كتب التراث المخزونة في دور الكتب بخطوطها الأصلية أو المنقولة ويشترط في القائم بالتحقيق الإتصاف بصفات الباحث العامة التي سيأتي ذكرها إلى جانب معرفة قواعد تحقيق المخطوطات وأصولها .
ويعتمد منهج التحقيق على الخطوات التالية :

أولاً - التحقيق من أن الكتاب لم يحقق من قبل .
ثانياً - جمع النسخ المختلفة للمخطوط .
ثالثاً -الموازنة بينها لتعيين الأصل والفرع .
رابعاً - تحقيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه .
خامساً - ضبط عنوان الكتاب .
سادساً - مقابلة النسخ لحصر وجوه الاختلاف ووجوه الاتفاق .
سابعاً - تخريج الآيات والأحاديث والنصوص الأخرى .
ثامناً - ترجمة الأعلام الواردة بالمخطوط .
تاسعاً - شرح الكلمات الصعبة والأفكار الغامضة .
عاشراً - التقديم بكتابة مقدمة عامة تشمل على فكرة موجزة عن كل ما يتعلق بالكتاب والموضوع والمؤلف.

قيمة أبحاث التحقيق :
يرى بعض الباحثين أن التحقيق عمل ليس ذا شأنه كبير يمكن اختيارة موضوعاً للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراة ، ويرى البعض أن يقوم بأعمال التحقيق وإحياء التراث اللجان المختصة بهذا العمل . ومن ناحية أخرى يرى البعض الآخر أن التحقيق شأنه شأن البحث الموضوعي في بذل الوقت والجهد والتعب والصبر والمثابرة ألخ ، ومع ذلك كله تبقى الأبحاث الموضوعية ِهي الأولى والأنفع من أبحاث التحقيق ، وأكثر استحقاق للحصول على مؤهل علمي ، نظراً لما تتسم بالأصالة ، وإخراج شيء جديد من العدم إغلى الوجود ومعالجة قضايا ومشكلات المجتمع.

أنواع الأبحاث الكاملة :
تنقسم الأبحاث الكاملة باعتبار منهج البحث إلى نوعين :
اولا أبحاث نظرية .
هي أبحاث تعالج مشكلات فكرية واجتماعية وتجرى غالبا في مجالات الأديان والفلسفات والآداب والتاريخ وسائر الدراسات الإنسانية ولها أنواع كثيرة نكتفي بذكر هذه الأنواع الرئيسية :
1- أبحاث في مجال الدراسات الإسلامية مثل : التفسير والحديث والعقيدة والفقة وأصوله ... ألخ .
2_ أبحاث في مجال الأديان بصفة عامة .
3_ الأبحاث الفلسفية والفكرية .
4_ الأبحاث اللغوية والأدبية .
5_ الأابحاث المتعلقة بالظواهر الشائعة في المجتمعات .
6_ الأبحاث الاقتصادية والإدارية .
7_ الأبحاث التاريخية .
8_ الأبحاث التربوية والنفسية .
9 المباحث الجغرافية والفلكية وكل ما يتعلق بالظواهر الطبيعية والجوية.
مميزات الأبحاث النظرية :
تتميز الأبحاث النظرية بتعدد النظريات بسبب تدخل الرأي الشخصي فيها، وكذلك تتميز هذه الأبحاث بالتفرع السريع لها أيضاً كما هو في علم النفس وعلم الاجتماع وغيرهما من العلوم .
منهج البحث في العلوم النظرية :
تعتمد هذه الأبحاث على المنهج العقلي المنطقي الاستنباطي والمنطق هو العلم الذي ينظم التفكير البشري ويضع القوانين التي تعصم الأذهان من الوقوع في الخطأ . فالباحث الذي يريد أن يكون بحثه سليماً لا تناقض فيه ولا تضارب يجب أن يلم بقوانين هذا العلم ويسلم بها ، وهي أربعة :
1- قانون الذاتية : ويعني ثبوت ذاتية الأشياء وعذم تغييرها واختلاطها .
2- قانون عدم التناقض : ويعني عدم اجتماع الشيء وضده في آن واحد ، ومن جهة واحدة . وباتباع هذا القانون يتجنب الباحث الاضطراب في بحثه ، بإثبات فكرة ما في موضع ونفيها في موضع آخر، مثلاً .
3- قانون الثالث المرفوع : ويعني أن الشيء إما صواب وإما خطأ ، لا يخلو من أحدهما ، وليس هناك وجه ثالث .
4- قانون التعليل : وهو تفسير أسباب الحوادث والظواهر.
ثانياالأبحاث العلمية التجريبية :
وهي الأبحاث التي تجري في المجال الذي تحكمه الظواهر المحسوسة ، وتعتمد هذه الأبحاث في الغالب على المنهج التجريبي الذي يعتمد على الملاحظة الحسية وعلى المعمل والتجربة والمختبر، ولكن ينبغي أن يعلم أن التجربة المعملية ليست الأساس الوحيد للمعرفة العلمية، بل المنهج العقلي الاستنباطي والرياضي أيضاً معتمد كثير في هذه العلوم وفروعها . فينبغي للباحث في مثل هذه المجالات أن لا يقصر نظره على المختبر والتجربة في كل ما يشكل عليه، وعليه أن يعلم أن لكل حقيقة منهجا بحثها ملائما ، وأن المنهج التجريبي دائرته ضيقة.
انواع المناهج التجريبية؟
المنهج العام :هو الذي يصلح للحقائق المادية وللامادية معاً وهو المنهج العقلي المنطقي.
المنهج الخاص:- فهي كثيرة منها : منهج البحث التجريبي الذي لا يصلح إلاّ لدراسة الماديات، ومنها : منهج المسح ودراسة الحالة ، ومنهج البحث التاريخي ، والمنهج الإحصائي ، وغيرها من المناهج . ولا ينبغي الاقتصار على المنهج التجريبي والاستغناء عن المنهج النظري الاستنباطي لأن الجانب النظري هو أحد الجوانب الأساسية التي لا يستطيع أن يعيش الإنسان سعيداً بدونه مهما بلغ من التطور والتقدم في الجانب المادي، والمجتمعات الأوربية المنهارة خير دليل على ذلك.
النوع الثاني : البحوث الناقصة والتمهيدية :
وهي عبارة عن المقالات والتقارير والبحوث الدراسية ، وإنما اعتبرت من البحوث الناقصة لأنها لا تصل إلى مستوى الأبحاث الكاملة ، بل يتميز عنها من نواحي عديدة :
أولاً : لا تضيف البحوث الناقصة جديداً للمعرفة الإنسانية وإنما هي مجرد دراسة أو تلخيص لموضوع أو مشكلة قام ببحثها عالم معين ، بينما البحث الكامل يجب أن يكون أكثر من اقتطاع بعض أفكار الآخرين .
ثانياً : لا يلتزم كاتب المقالة بقواعد وإجراءات البحث التي يلتزم بها الباحث عند كتابة بحثه .
ثالثاً : الغرض من المقال هو التيسير على القراء وإطلاعهم على النتائج بطريقة مباشرة ومختصرة، أما الأبحاث الكاملة فهي موجهة لطبقة خاصة ولها أسلوبها الخاص.
رابعاً : تحتاج البحوث الكاملة إلى قدرات واستعدادات خاصة لا تتوفر في الغالب في كاتب المقال وخير مثال على البحوث الناقصة هي.
الأبحاث الصفية :
من أبرز مظاهر البحوث التمهيدية : الأبحاث الصفية التي يقوم بإعدادها الطلاب في سنوات الدراسة الجامعية والقصد منها : تدريب الطالب الجامعي على كيفية إعداد البحوث توطئة لإعداد بحوث الماجستير والدكتوراة ، ولذلك تنمية مواهبه وتوسيع مداركه ، وتنظيم أفكاره، والتعبير عما يجول في خاطره بأسلوب لغوي جيد.
صفات البحث
البحث عملية إنتاج وإبداع وخلق وابتكار، تحتاج إلى موهبة وليس بمقدور كل إنسان القيام بها ، وينبغي أن يعلم أن التفوق الدراسي لا يعني التأهيل لهذا العمل. بل قد يكون عكس ذلك. وإذا وجدت الموهبة عند طالب ما يجب استغلالها ولا تنميتها والوصول بها إلى المستوى المطلوب والاستفادة منها.
أما مظاهر وجود هذه الموهبة عند الطلاب فهي ما يأتي :
1 – القدرة على اختيار موضوع جديد للبحث .
2 – القدرة على وضع خطة مبدئية للموضوع .
3 – القدرة على نقد الأفكار والبرهنة على فكرته .
4 – القدرة على المناقشة والفهم وتوجيه الأنظار إلى أفكار جديدة من خلال المناقشات.
صفات الباحث
1 – حب الاستطلاع والرغبة المستمرة في البحث والتقصي :فهو مفتاح كل عمل، ولذا يجب على الباحث أن يصرف من وقته قدراً كافياً للقراءة والاطلاع والفهم والتعمق في الموضوع المراد بحثه ، وأن يلم بكل مل كتب في هذا الموضوع حتى يتمكن من إصدار وإعلان تنائجه سليمة من التناقض والتعارض .
2 – الصبر والتأني :
فلا ينبغي للباحث أن يسأم ويمل من الرجوع إلى مراجعة مصادره مرة بعد أخرى إلى أن يتضح له الأمر ويصل إلى الغاية المقصودة، ويجب ألا يكون همة هو الحصول على الشهادة العلمية بأسرع وقت ممكن، بل عليه أن يتطلع دائماً إلى اكمال بحثه واخراجه بصوره لائقة به ملتزماً بالصبر. متحلياً بالتأني والدقة.
3 – الأمانة :
وتتمثل في دقة نقل النص عن الغير، دون لبس أو تحريف أو زيادة أو نقصان يخل بمقصود النقص .
4 – الفطنة وحضور البديهة :
فلا شك أن حاضر البديهة ومتوقد الذهن هو الذي يستطيع أن يربط الأفكار ويوازن فيما بينها بموازين ثابتة ويستخلص النتائج السليمة .
5 – الموضوعية :
ويعني أن يدخل الباحث في بحثه متجرداً عن آرائه الخاصة وأهوائه الشخصية وينظر إلى الموضوع نظرة غير منحازة، وذلك أن البحث لا يقوم على هوى ، وإنما يقوم على الاستنباط والعقل والبرهان.
6 – الشك والتجرد من الآراء التي لم يقم عليها دليل : وعلى الباحث ألا ينخدع بكثرة القائلين بفكرة ما أو بشهرتهم، لأن الحق مستقل عن القلة والكثرة والشهر لا تعني العصمة من الخطأ، ومن هنا فلباحث عليه أن يفحص كل ما يقرأ، ولا يسلم بكل ما قرره غيره ، بل عليه أن يفكر ويدرس ويوازن بين الآراء حتى تبرز شخصيته .
7 – الالتزام بمبادئ الأخلاق : بحيث يقصد الباحث من بحثه خدمة البشرية وتقديم ما فيه صلاح للإنسانية، لا أن يتجه بعلمه وتحقيقه إلى نشر الشر والفساد أو أن يستخدم خبراته وتجاربه العلمية في إختراع أساليب الفتك والدمار للبشرية.
الاقتباس:-
للاقتباس أشكال عديدة أهمها :
1 – الاقتباس النصي:
هو عبارة عن نقل عبارات الكاتب بنصها دون أي تصرف فيها، بقصد دعيم وجهة نظر، أو إبراز خطأ صاحب النص .
أما شروط الاقتباس النصي فهي كلاتي:-
1– التأكد من صحة نسبة النص إلى قائله وذلك بالرجوع إلى مصدره الأصلي.
2– وضع النص المقتبس بين قوسين لتمييزه عن كلام الباحث.
3– في حالة ازدياد حجم النص المقتبس على ستة أسطر يميز النص المقتبس بكتابته بحروف أصغر من الكتابة العادية، وبتضييق المسافة بين السطور وترك مسافة بيضاء على جانبي الصفحة .
4– عند حذف جزء من النص المقتبس لحاجة ما يوضع مكان الجزء المحذوف عدد من النقاط بين قوسين هكذا : ( ... ) وعند الإضافة إلى النص ...
5– مراعات التنسيق بين النصوص المقتبسة حتى لا ينقض نص نصاً آخر .
6– محافظة الباحث على شخصيته بين الاقتباسات وذلك عن طريق التمهيد للنص المنقول والتعليق عليه وشرح النصوص الصعبة فيه، والمقارنة بين النصوص.
7– يذكر الهامش اسم الكتاب المنقول منه النص واسم مؤلفه ورقم الصفحة وتاريخ الطبعة ومكانها.
2 – الاقتباس عن طريق التلخيص :
يعتمد الباحث في بحثه على ما كتبه من سبقه ومن ثم يحاول أن يضيف إليه جديداً، ولكن لو ذهب الباحث بعرض آراء سابقيه واستنتاجاتهم كما هي في بحثه لأدى ذلك إلى ازدياد حجم بحثه ازدياداً معيباً، ومن هنا يسلك الباحث طريقاً آخر يتفادى به هذا العيب، وهو طريق التلخيص، حيث يستخلص صفحات متعدد في سطور محدودة، ويشير في النهاية إلى المرجع وبقية البيانات.
3 – الاقتباس بإعادة الصياغة:-
قد يحتاج الباحث إلى إعادة صياغة النص بأسلوبه الخاص. ويوضح ما فيه من الغموض والخفايا، وذلك بعد فهمه واستيعابه للاسباب التالية:
1– تقليل النقول النصية في الرسالة حيث لا يوجد هناك داعٍ.
2 – أبراز قدرات الطالب في فهم النصوص وحسن استخدامها.
3 – الضبط والتعليق على الأماكن المحتاجة إلى ذلك.
التقويم والاستنتاج :
ليس الغرض من اقتباس النصوص جمعها وتضخيم حجم الرسالة او الاطروحة، وإنما المقصود تقويمها واستنتاج ما يمكن استنتاجه منها وبالتالي الوصول إلى فكرة جديدة عليها. والبحث العلمي هو الذي يتميز بالأصالة الفكرية، والباحث العلمي ليس جامع معلومات أو جامع علم وإنما هو باحث أصيل لا يأخذ الأفكار على علتها، وإنما يقوم بغربلتها ويختار ما هو صالح ومفيد لبحثه.
خطوات إعداد البحث العلمي:-
أولاً : اختيار موضوع البحث .
ثانياً : أعداد خطة البحث .
ثالثاً : جمع المصادر والمراجع .
رابعاً : جمع المادة العلمية .
خامساً : صياغة وتوثيق البحث .
سادساً : فهرسة المراجع .
الخطوة الأولى . اختيار موضوع البحث :
وهي أهم خطوات البحث وكذلك أصعبها نظراً لأهميتها واختيار الموضوع يكون بإحدى طريقتين :
الأولى : اختيار الموضوع من قبل الباحث، وهي الأسلم والأمثل ، لأن الباحث هو الذي سيتولى مهام بحثه وهو يختار الموضوع بناء على ميوله ورغباته وقدراته وإمكانياته ، ويحسن التفكير في اختيار الموضوع منذ الدخول في الدراسة الجامعية.
الثانية : اختيار الموضوع من قبل الأستاذ المشرف، وهذه الطريقة قذ تكون أولى إذ يتوافر لدى المشرف موضوعات مهمة تصلح للبحث وتلبي طموحات الباحث وميوله.
أما شروط اختيار موضوع البحث فهي:
أولاً –
الجدة والابتكار : فلا يختار موضوعاً قد بحث فيه أو سجل به من قبل لكي لا تعم ظواهر الاتكال والسرقة الأدبية والعلمية .والمدة الدنيا لتقديم الرسالة سنتان والقصوى أربع سنوات ويجوز تمديدها في حالة وجود أعذار مقبولة لدى الجهات المعنية .
ثانياً –
الرغبة : فلا بد أن يكون الموضوع مما يرغب فيه الباحث رغبة تحثه على البحث مع الجد والإبداع ولذا يجب على الطالب أن يسأل نفسه قبل اختيار الموضوع الأسئلة الآتية :
1 – هل أحب موضوعي وهل أميل إليه؟ وهل هو مشوق بما فيه الكفاية ؟
2 – هل في طاقتي أن أقوم بهذا العمل ؟
3 – هل من الممكن إعداد رسالة عن هذا الموضوع ؟
4 – هل يستحق ما يبذل فيه من جهد ذهنياً أو جسدياً أو مادياً ؟
5 – هل من الممكن إعداد البحث خلال المدة المحددة له ؟
6 – هل من الممكن تغطية البحث التغطية الكاملة ؟
ثالثاً –
الدقة والوضوح : فيجب أن يكون الموضوع دقيقاً في تناوله للأفكار وواضحاً في معناه، لا لبس فيه ولا غموض .
رابعاً –
التحديد اللفظي ،حيث لا يكون طويلا مملاً ولا قصيراً .
خامساً –
المصادر والمراجع : فيجب التأكد من توفر مصادره حتى لا يذهب وقته وجهده عبثاً, وقد يضطره الوضع إلى تغيير الموضوع بعد قضاء وقت وجهد طويلين .
الخطوة الثانية : إعداد خطة البحث :
1- عنوان البحث :
وهو أكثر تحديداً من الموضوع ، وقد يكون العنوان هو الموضوع نفسه ويشترط فيه أيضاً :
( أ ) الجدة والابتكار .
( ب ) الدقة والوضوح .
( ج ) التحديد اللفظي .
2- مقدمة البحث :
وتشمل عناصر عديدة :
( أ ) التعريف بالبحث : بحيث يأتي الباحث فيه بتعريف واف بموضوع البحث والمشكلات التي يثيرها.
( ب ) غرض البحث : أي الهدف الرئيسي والدوافع التي تكمن من وراء إعداده .
( ج ) الدراسات السابقة وعلاقتها الوثيقة والنفع الذي تقدمه للبحث .
( د ) منهج الدراسة : وتشمل الخطوات والطرق والأساليب المعنوية والمادية المستخدمة .
( هـ ) أهمية البحث : يذكر فيها الأسباب والمبررات التي تستند إليها أهمية البحث .
( و ) الشكر والثناء : لجميع الجهات والأشخاص المادية والمعنوية التي ساهمت في إعداد البحث.
1-الأبواب والفصول وعناوينها :
ينقسم البحث إلى أبواب ثم إلى فصول، ثم مباحث ثم فروع ثم بنود، ولا بد من ذكر عنوان أو تعريف لكل باب وفصل، وتحديد عدد الأبواب والفصول أمر متروك للباحث يحدده تبعاً لموضوعه ويجب التناسق والترابط بين عناوين الأبواب والفصول وبين عنوان البحث الرئيسي.

4 - الخاتـمـة:
يذكر فيها الباحث خلاصة للبحث، وكذلك النتائج التي توصل إليها في بحثه، وكذلك الآراء التي أبداها أثناء كتابته تلك الآراء التي تترسخ فيها شخصية الباحث ومركزه العلمي.
تعديل خطة البحث :
وهو أمرلا بأس به عند الضرورة لأن الخطة الأولى هي خطة مبدئية تخمينية وغالبا ما يجد الباحث ما يخالفها أو يتناقض مع عناصرها وأفكارها، أو يتطلب تقديما أو تأخيرا وما إلى ذلك، ولكن يشترط في التعديل أن لا يمس بجوهر الموضوع ، وغالبا ما يكون التعديل في شكل استبدال عناوين بأخرى، أو نقل وإعادة ترتيب العناوين والأبواب والفصول .

الخطوة الثالثة – جمع المصادر والمراجع :
1- جمع المصادر والمراجع المتعلقة بالبحث .
2- جمع المصادر والمراجع المتعلقة بالاقتناء المادي أو التدوين.
3- اقتناء المصادر والمراجع القديمة.
4- اقتناء المصادر الحديثة , حيث يجد فيها الباحث مبتغاه من العلوم الحديثة والنظريات المستجدة .
5- التعرف على المخطوطات المتعلقة بموضوع البحث.
6- الاطلاع على الدوريات كالمجلات والنشرات والجرائد.
7- الاطلاع على الوثائق الرسمية .
8- الاطلاع على المصادر والمراجع الأولية الأصلية .
الخطوة الرابعة – جمع المادة العلمية :
وهي أهم خطوات إعداد البحث، ويتم جمع المادة العلمية بخمسة أشكال :
أولا – القراءة .
ثانيا – المناقشة والاستبيان .
ثالثا – التدوين .
رابعا – الاقتباس .
خامسا – الملاحظة والتجربة .
أولا – القراءة :
حيث تبدأ القراءة بالاطلاع على الكتب الخاصة وذات العلاقة الوثيقة بالبحث ثم تأتي مرحلة التعمق والتبحر في الجزئيات، والقراءة الشاملة للمراجع الأصلية والثانوية والقديمة والحديثة وينبغي للباحث أن ينظم أوقاته للقراءة والاطلاع مراعيا لظروفه الصحية ولقواه الذهنية والجسمية.
ثانيا – المناقشة والاستبيان :
وذلك عن طريق سماع ومناقشة المشرف على البحث وهو ما يسمى بالاستبيان الشفهي، وإما بمراسلتهم كتابيا وهو ما يسمى بالاستبيان الكتابي.
ثالثا – التدوين :
بعد جمع المصادر والمراجع والتعرف عليها يقوم الباحث بتدوين الموضوعات المتعلقة بالبحث إما بالكتابة أو التصوير وعمل الاختصارات أو التلخيصات .
اسم المؤلف كاملا
عنوان الكتاب كاملا
بيان النشر – الناشر والمكان وتاريخ النشر بيان الأجزاء والمجلدات والصفحة وكما قرأ الباحث موضوعا ذا علاقة بالبحث دونه في إحدى بطاقات الباب الذي تتبعه، وبعد الفراغ من عملية البحث والتدوين يوزع بطاقات الباب الواحد على فصوله وبعدما يفرغ الباحث من جمع وتدوين المعلومات يقوم بفرزها ويكتفي بالمطلوب منها وما لهو علاقة وثيقة بموضوع البحث ويوزعها على الأبواب ولفصول .
رابعاً - الاقتباس :
وقد سبق تعريفه وبيان أشكاله وشروطه وقواعده .
خامساً -الملاحظة والتجربة :
وتعني الملاحظة التبحر والغوص في الحقائق توصلاً إلى المعاني البعيدة والعميقة ، وهذا يساعد في تنمية مواهب الباحث الفكرية، واستعداداته الذهنية الخلاقة، والتي يمكن لاستخدامها في الكشف عن حقائق أخرى جديدة تفيد في البحث .
أما التجربة فهي الخبرات التي يكتسبها الباحث بملاحظاته واطلاعاته في ميدان الملاحظة والتجربة وأسلوب الملاحظة والتجربة له تطبيقاته وآثاره في كثير من العلوم وعند كثير من العلماء. وتؤيد تقريراتهم وعباراتهم أن أسلوب الملاحظة والتجربة لا بد منه لخلق الملكة الذهنية العلمية , والقدرة على التبحر والغوص في الأفكار والمعاني .
الخطوة الخامسة – صياغة وتوثيق البحث :
كتابة البحث او الاطروحة بصورته النهائية بأسلوب ذاتي وتعبير شخصي وذلك بعد استيعاب المادة المجموعة وهضمها جيدا ، ومع مراعاة قواعد وإجراءات صياغة البحث مثل جمال الأسلوب وسلاسته واستخدام اللغة العلمية السليمة والدقة في التعبير وتجنب التكرار المعيب والتقليل من اقتباس المشهور من الأمثال والأقوال والآراء والالتزام بالموضوعية .
الخطوة السادسة – فهرسة المراجع :
وتعني توثيق المراجع التي استفاد منها الباحث في إعداد بحثه وله طريقتان :
الأولى : كتابة المراجع في نهاية كل باب أو فصل .
ثانيا : كتابة المراجع كلها في نهاية الرسالة أو البحث . ولا شك أن الطريقة الثانية أولى وأسلم من الطريقة الأولى لما تتميز بسهولة الرجوع إلى المراجع المجموعة في مكان واحد .

قواعد توثيق المراجع :
ترتب المراجع حسب الحروف الأبجدية فيكتب على النحو التالي:
اسم المؤلف ، وبعده نقطتان ( : )
عنوان الكتاب، وبعده شرطة ( - )
رقم الطبعة، وبعدها شرطة ( - )
الناشر، وبعدها شرطة ( - )
سنة النشر، وبعدها فاصلة ( , )
أما إذا كان المرجع مقالا في إحدى الدوريات فيكتب اسم الدورية : كمجلة كذا، ويبرزه إما بوضع خط تحته أو بكتابته بخط واضح أو أسود، ويكتب اسم المقال بين قوسين، ثم تكتب المعلومات الأخرى للدورية شأنها شأن الكتاب.
الاختصارات :
هناك مصطلحات وتعبيرات يكثر ورودها في البحث، وقد اتفق على اختصارها واستعمال رمز خاص مكانها، فعلى الباحث أن لا يستخدم منها إلا ما جرى العرف على قبوله واستخدامه.
المصدر:-
هذا ملخص من محاضرات القتها البروفيسورة فيونة كارل في كلية الصيدلة جامعة موناش الاسترالية، قسم الدراسات العليا، وكذلك ملخص محاضرات للدكتور ديميَن سبنسر، من قسم البايوتكنولوجي في جامعة لاتروب الاسترالية حول كيفية كتابة الاطروحة العلمية للدراسات العليا الماجستير والدكتوراء.
علي حسن الشيخ حبيب

محب بلاده
2011-11-18, 20:53
كيفية إعداد البحوث وكيفية صياغتها
1. تعريف البحث :-
هو محاولة لاكتشاف المعرفة ، والتنقيب عنها ، وتطويرها وفحصها ، وتحقيقها بتقص دقيق ، ونقد عميق ، ثم عرضها عرضاً مكتملا بذكاء وإدراك .
2. أنواع البحث وطرائقه :-
• البحث النظري البحت :
هو ذلك النوع الذي يقوم به الباحث من أجل إشباع حاجاته للمعرفة، أو من أجل توضيح غموض يحيط بظاهرة ما ، دون النظر إلى تطبيق نتائجه في المجال العملي أو الاستفادة منها في الوقت الحاضر أو المستقبل القريب ، وهو يعتمد بصورة رئيسية على الفكر والتحليل المنطقي والمادة الجاهزة والموجودة عادة في الكتب والمكتبات . والدافع وراء هذا النوع من البحث هو السعي وراء الحقيقة ، وتطوير المفاهيم النظرية ، ومحاولة الوصول إلى تعميمات بغض النظر عن نتائج البحث إن فوائده النفعية . ومن أفضل الأمثلة على ذلك تلك التي تجرى في حقل الرياضيات البحتة .

• البحث العملي التطبيقي :
هو ذلك النوع الذي يقوم به الباحث بهدف إيجاد حل لمشكلة قائمة ، أو التوصل إلى علاج لموقف معين ، فهو في العادة يبدأ بمشكلة عملية في نطاق الأوضاع القائمة التي تجابه الباحث ويحصر اهتمامه في البحث عن علاج لتلك المشكلة . ويعتمد هذا النوع من البحث على التجارب المخبرة والدراسات الميدانية للتأكد من إمكانية تطبيق النتائج في دنيا الواقع . ومن الأمثلة على ذلك البحوث التي تجريها الشركات لإيجاد حلول لمشاكل التسويق أو الإنتاج أو غير ذلك .

• طرائق البحث :
طرائق البحث كثيرة جداً ومتنوعة وتختلف باختلاف الزاوية التي ينظر الباحث منها . فإذا نظرنا إليها من حيث ميدان الحث ، وجدنا التربوية والتاريخية والفلسفية وغيرها . أما من حيث الهدف ، فهناك الوصفية والتنبوءية وتقرير السببية ، وتقرير الحالة، وما شابه . كما تقسم من حيث المكان إلى ميدانية ومخبرة ، ومن حيث طبيعة البيانات النوعية وكمية ، ومن حيث صيغ التفكير إلى استنتاجيك واستقرائية ، هلم جرا .

3. صفات الباحث المثالية
• صفات خلقية
وهي تلك التي تتعلق بالباحث كأنسان ، ومنها الرغبة في البحث لان طريق البحث طويلة وشاقة تلزمها الرغبة في قطعها كشرط أساسي . ويقترن بالرغبة عامل الصبر على العمل المستمر ، كما يشترط توفر حب التقصي والاطلاع فالباحث يحتاج إلى العلوم واللغات التي تساعده على قراءة كل ما يتعلق بموضوعه . كذلك يشترط في الباحث التواضع ، وعدم مهاجمة الآخرين بشكل شخصي ، واليقظة وقوة الملاحظة وخاصة في العلوم الاجتماعية الملآى بالمعاني والرموز الخفية التي تحتاج إلى ملاحظة قوية ، أضف إلى ذلك وضوح التفكير وصفاء الذهن حتى يتمكن الباحث من ( رؤية ) الأحداث على حقيقتها .

• صفات علمية
وهي تلك التي تتعلق بالباحث كعالم ، ويمكن تقسيمها إلى :
- صفات علمية عامة ومنها المقدرة على البحث لأن جمع البيانات شيء وتحليلها وتفسيرها شيء آخر ، والوصل بين الأحداث والمعلومات . وهذا بدوره يتطلب منه توفر المقدرة التنظيمية التي تمكنه من تبويب المادة وتصنيفها لتصبح كلا متكاملا يضاف إلى هذه الأشياء الشك العلمي ، شك الجاحظ وديكارت ، ذلك الشك الذي يقود إلى التثبت مما يكون الباحث بصدده كأن يضع فرضية ما ، ثم يجمع لها الأدلة والقرائن، كما يشترط في الباحث التجرد العلمي والموضوعية التامة .
- صفات علمية خاصة منها معرفة موضوع البحث ، وهذه تتضمن قراءة واسعة واطلاع على خلفية الموضوع النظرية ، ومنها الإلمام بأساليب البحث العلمي وطرق جمع البيانات وتحليلها وتفسيرها ، كما تتضمن معرفة جمهور المبحوثين ليستطيع الباحث التعرف على أمور داخلية ومناقشة أمور حساسة يصعب على غيره طرحها ومناقشتها ، لكي يستطيع تفهم وجهات نظرهم والتعرف إلى جوهر السلوك والمعاني الكامنة خلفه والتي لا يستطيع غيره أن يفهمها .
- ويجب التأكد على أن هذه الصفات مثالية يصعب أن تتوفر في باحث واحد ، ولكن لابد من توفر حد أدنى منها حتى يتسم البحث بالعلمية

مراحل البحث العلمي
1. الشعور بالمشكلة .
تنبع مشكلة البحث من شعور الباحث بحيرة أو غموض تجاه موضوع معين .فمشكلة البحث هي موضوع الدراسة ، وهي تساؤل يدور في ذهن الباحث حول موضوع غامض يحتاج إلى تفسير .
- أهم منابع المشكلة ما يلي :
- الخبرة الشخصية : فالمرء يمر خلال فترات حياته بالعديد من التجارب والخبرات التي تثير عنده تساؤلات حول بعض الأمور التي لايجد لها تفسيرا ، فبالتالي يقوم بإجراء دراسات وتجارب حول ذلك الموضوع .
- القراءة الناقدة التحليلية : القراءة الناقدة لما تحتويه الكتب والدوريات وغيرها من المراجع من أفكار ونظريات قد تثير في ذهن الباحث عدة تساؤلات حول صدق هذه الأفكار وهذا يدفعه إلى التأكد من صحة وصدق تلك الأفكار .
- البحوث السابقة : البحوث العلمية متشابكة ويكمل بعضها بعضا . ومن هنا قد يبدأ أ حد الباحثين دراسته من حيث انتهت دراسة غيره
2. تحديد مشكلة البحث .
من الضروري إن يتم تحديد موضوع الدراسة بشكل دقيق وواضح قبل الانتقال إلى مراحل البحث
الأخرى.
وهذا أمر هام لأن تحديد المشكلة هو بداية البحث ويترتب عليه جودة البيانات التي ستجمع و
أهمية النتائج التي يتوصل إليها .
وهناك بعض الاعتبارات التي يجب مراعاتها عند اختيار البحث وتحديدها ،ومنها:
أ_أن تكون المشكلة قابلة للبحث ،بمعنى أن ينبثق عنها فرضيات قابلة للاختبار علميا لمعرفة مدى
صحتها .
ب_أن تكون مشكلة البحث أصلية ،أي أن لا تدور حول موضوع تافه لا يستحق الدراسة .
ج_أن تكون في حدود إمكانات الباحث من حيث الوقت والتكاليف والكفاءة والتخصص.

3.تحديد أبعاد البحث وأهدافه
من الضروري أن يقوم الباحث بتحديد أبعاد دراسته والأهداف التي يأمل الوصول إليها عند انتهاء الدراسة . وبعبارة أخرى فإن على الباحث أن يذكر السبب الذي جعله يختار مشكلة معينة لدراستها وان يبين كذلك الغايات التي يرجى تحقيقها نتيجة قيامه ببحثه فالمفروض أن يعرف القارئ الهدف من الدراسة وأبعادها :هل هي دراسة استطلاعية أولية يقصد منها التعرف على جوانب المشكلة بشكل مبدأي ؟أم هل هي دراسة متعمقة لجانب محدد فقط؟
4.استطلاع الدراسات السابقة
ويتضمن ذلك مناقشة وتلخيص الأفكار الهامة الواردة في دراسات وبحوث سابقة أو الإشارة إليها على الأقل ويعتبر استطلاع الدراسات السابقة هاما من عدة نواح:
أ_توضيح وشرح خلفية موضوع البحث.
ب_وضع البحث في إطاره الصحيح وفي موقعه المناسب بالنسبة للبحوث الأخرى وبيان ما سيضيفه إلى التراث العلمي.
ج_تجنب الأخطاء والمشاكل التي تعرضت لها البحوث السابقة .
د_عدم التكرار غير المفيد وعدم إضاعة الجهود في دراسة مواضيع بحثت بشكل جيد في دراسات سابقة.
5_صياغة الفروض
يجب على الباحث أن يقوم بوضع الفرضية أو الفرضيات التي يعتقد بأنها تؤدي إلى تفسير مشكلة البحث.وتتخذ صياغة الفرضية شكلين أساسيين:
أ_صياغة الإثبات ،وبمعنى ذلك أن تصاغ الفرضية بشكل يثبت وجود علاقة (إيجابا وسلبا).
ب_صيغة النفي ،أي أن تصاغ الفرضية بشكل ينفي وجود علاقة.
وتنبثق أهمية الفرضية عن كونها النور الذي يضيء طريق البحث ويوجهه باتجاه ثابت وصحيح.
6_تصميم البحث
وهذه المرحلة تشمل الخطوات التالة:-
أ-تحديد منهج البحث .
ب.تحديد مصدر البيانات.
ج.اختيار وسيلة جمع البيانات.

أ_تحديد منهج البحث
ويقصد بذلك أن يحدد الباحث الطريقة التي سوف يسلكها في معالجة موضوع البحث ومن مناهج البحث العلمي ما يلي:
-المنهج الوصفي (المسح الاجتماعي)
-المنهج التجريبي
-المنهج التاريخي =دراسة الحالة
واكثر هذه المناهج شيوعا في البحوث الاجتماعية هو المنهج الوصفي أو المسح الاجتماعي الذي يعتمد على الاستبيان والمقابلة كأداتين رئيسيتين لجمع البيانات .
ب_تحديد مصادر البيانات
ويقصد بذلك تحديد الأفراد أو الجمهور الذي سيكون موضوع الدراسة وتستقى منه المعلومات ويتخذ الشكلين التاليين.
1_المجتمع الأصلي
وفيه يقوم الباحث بجمع البيانات عن كل مفردة داخله في نطاق البحث دون ترك أي منها.
2_العينية
وهذه هي الطريقة الشائعة في معضم البحوث العلمية نظرا لكونها أيسر في التطبيق وأقل في التكاليف من دراسة المجتمع الأصلي،ومن أنواع العينات ما يلي:
-العينة العشوائية وهي التي يتم اختيار عينة من المجتمع بشكل عشوائي
-العينة الطبقية وهي التي يتم تقسيم المجتمع فيها إلى فئات وفقا لخاصية معينة كالسن أو الجنس
-العينة الطبقية التناسبية هي كسابقتها الاان الباحث يقوم باختيار عينه عشوائية بحيث يتناسب العدد مع حجمها الحقيقي
-العينة المنتظمة وهي نادرة الاستعمال وتتصف بانتظام الفترات بين وحدات الاختيار
ج_اختيار وسيلة جمع البيانات
وهذه هي الخطوة الثالثة في تصميم البحث ووسائل جمع البيانات متعددة منها الملاحظة، والمقابلة، والاستبيان ، والأساليب الإسقاطية ،والوثائق وغيرها .
7_جمع البيانات
وهذه مرحلة التجميع الفعلي للبيانات اللازمة للبحث وقد تتضمن تسجيل الملاحظات أ إجراء المقابلات أو توزيع الاستبيانات أو الرجوع إلى الوثائق والتقارير
8_تصنيف البيانات وتحليلها
بعد جمع البيانات تأتي مرحلة تصنيف هذه البيانات وتحليلها.وتتضمن هذه المرحلة ما يلي :
أ-مزن البيانات المجمعة بدقة وتقييمها لمعرفة درجة موضوعيتها وثباتها.
ب_وضع نضام واضح لتصنيف البيانات.
ج_تحليل البيانات إحصائيا واستخلاص النتائج وتقدير إمكانية تعميم النتائج.
9_عرض البيانات
بعد تصنيف البيانات وتحليلها تأتي مرحلة عرض البيانات ويتم ذلك باستخدام عدة أساليب منها الجداول والرسوم البيانية وغير ذلك .
10_كتابة التقرير
وهذه هي المرحلة النهائية في البحث وفيها يقوم الباحث بإعداد تقرير البحث بحيث يشمل كافة جوانبه ويبرز جميع المراحل التي مر بها . ويستحسن إعادة كتابة مقدمة البحث على ضوء النتائج التي حصل عليها الباحث في المراحل الأخيرة .
ويشمل التقرير ما يلي :
1. المقدمة :ويعرض فيها الباحث الهدف من البحث والطريقة التي اتخذها في جمع المعلومة وكذلك وكذلك يعرض عدد الأبواب وما تحتويه من فصول وكذلك ابرز النتائج وأهم التوصيات .
2. أسلوب تقرير البحث :بما يتضمنه من نواح فنية كالاقتباس والتوثيق وعرض مشوق للقارئ يحتاج إلى لغة مقبولة سهلة القراءة والفهم . وتقرير البحث هو عرض واف لما قام به الباحث من دراسة تحليلية ويجب أن يشتمل على جميع مراحل البحث بشكل منسق وواضح وبأسلوب سلس وتحليل قوي الحجة فالوضوح والدقة هما اكثر الصفات أهمية في الكتابة العلمية وهذا يعني أن طريقة عرض الأفكار في مراحل البحث يجب أن لتجعل القارئ في حيرة من أمره في تتبع وتفهم ما يدور في خلد الكاتب من أفكار فالأسلوب الجيد والتحليل المنطقي يعتبران من العوامل الأساسية في جذب القارئ لمتابعة وتفهم ما يريد في البحث من آراء وأفكار ويجب أن يعبر الباحث عن نفسه بدقة كي لا يسيء القارئ فهم الفكرة الأساسية التي يعالجها وهذا يتطلب عرض المادة بطريقة لا تدع مجالا للثغرات في انسياب الأفكار وتسلسلها من نقطة لأخرى أن القائد الذي يقصد اقتحام حصن ما عليه أن يعد جنده إعدادا تاما ثم عليه أن يسرع في إدارة المعركة وان يواصل ضغطه حتى يصل إلى هدفه.
أن كتابة تقرير البحث ليست قائمة على التسلسل المنطقي للأفكار والتحليل الجيد فحسب بل من المهم جدا أن يشعر الباحث أن لديه ما يستحق أن يكتب وإذا كان الباحث لا يشعر بأن لديه ما يستحق أن يقدمه كبحث فانه سيجد صعوبة في الكتابة.


3. أجزاء تقرير البحث الرئيسية :
بشكل عام يمكن تحديد الأجزاء الرئيسية لتقرير البحث بالبنود التالية :-
• المواد التمهيدية
 صفحة العنوان ( ويكتب فيها ما يلي )
 عنوان البحث ( في أعلى الصفحة )
 الجهة المقدم لها البحث
 اسم كاتب البحث ( في وسط الصفحة )
 اسم المؤسسة التي ينتمي إليها الباحث إذا كان ذلك ضروريا .
 تاريخ تقديم البحث ( الشهر والسنة )
ويمكن ترتيب صفحة العنوان كما هو في الشكل التالي :












 صفحة اعتماد البحث
ومن الضروري أن يتقيد كاتب البحث بالتعليمات الصادرة عن الجهة التي يقدم الباحث لها .
 توطئة للبحث
وتتضمن سبب الدراسة وعرضها كما تشمل عادة على شكر وتقدير لكل من قدم مساعدة للباحث وذلك في الحالات التي لا يخصص فيها فصل خاص للمقدمة .
 قائمة الجداول(أن وجدت )
 قائمة الأشكال والصور ( أن وجدة )
• المقدمة
وتشمل ما يلي :
1. مدخل البحث
وهو تقديم عام لموضوع الدراسة والظروف التي أدت إلى اهتمام الباحث بمشكلة البحث والدوافع التي حفزته إلى إجراء الدراسة .
2. الهدف من إجراء البحث
وفي هذا الجزء يذكر الباحث الغاية التي من اجلها قام ببحثه والنتائج التي يطمح أن يتوصل إليها
3. مشكلة البحث
ويذكر الباحث هنا مشكلة البحث بشكل واضح وموجز بحيث تتكون لدى القارئ فكرة محدودة ودقيقة حول الموضوع الذي يرغب الباحث في معالجته .
4. فرضية البحث
وهي عبارة يقوم فيها الباحث بتقديم تصور مبدئي مقترحا فيه تفسيره لمشكلة البحث .
5. ا بعاد البحث ومحدداته
وهي عبارة عن تحديد عمق الدراسة ودرجة شمولها والجوانب التي سيغطيها البحث وكذلك العوامل المحددة والتي قد تفرض عليه إغفال بعض جوانب المشكلة كعنصر الزمن والمال أو ندرة البيانات الإحصائية أو صعوبة الوصول إلى بعض الأفراد الذين سيشملهم البحث .
6. منهاج البحث
وفي هذا الجزء يجب أن يذكر الباحث ما يلي
 طريقة البحث ومنها يحدد الباحث الأسلوب الذي اعتمده في إجراء البحث تجريبي أو مخبري .
 مصدر البيانات وفيها يحدد الباحث المصدر الذي حصل منه على البيانات سواء كان من المصادر الجاهزة إن الأولية إن كلي هما .
 وسيلة جمع البيانات وهنا يذكر الباحث الوسيلة التي تم بواسطتها جمع بيانات الدراسة سواء كانت من مصادر جاهزة أو أولية أو كليهما .
7. تعريف المصطلحات :وفيها يذكر الباحث التعريفات الإجرائية الدقيقة للمصطلحات الرئيسيةالواردة في الفرضية ومشكلة البحث .
8. الهيكل التنظيمي لمحتويات البحث
وفيه يذكر الباحث محتويات الفصول اللاحقة حسب تسلسلها ليعطي القارئ فكرة شاملة عن مضمون التقرير .
• متن التقرير
توضع هذه المادة عادة في فصول يتضمن كلا منها جانبا هاما من جوانب البحث وفي بعض الحالات فقد تجمع عدة فصول متجانسة في باب واحد خاصة إذا تنوعت المواضيع وكبر عدد الصفحات .
• الخلاصة والاستنتاجات والتوصيات
وهذا هوا الفصل الأخير في التقرير ويتضمن هذا الجزء عادة موجز للبحث والنتائج والتوصيات التي خرج بها الباحث
ويشمل هذا الجزء العناصر التالية
• ملحقات البحث
 قائمة المصادر وتشمل الكتب والمجلات والدوريات والتقارير والوثائق الحكومية والمقابلات وغيرها من المراجع .
 الملحقات وهي كل ما يلحق في آخر البحث من جداول ورسومات وقوانين وغيرها
 الفهرس

محب بلاده
2011-11-18, 20:54
كيفية إعداد البحث العلمي..!!

http://i142.photobucket.com/albums/r116/m5555m/200130437-001.jpg

حبيت أطرح الموضوع لأنه يهم كل طالب وكل باحث على حد سواء..

وبما أن صار البحث من الأمور الرئيسية اللي تأخذ جزء كبير من مجموع

الدرجات اللي يجب أن يضمنها الطالب للحصول على تقدير يرضى فيه..!!

ولكن المشكلة تكمن في شيئين الأول يطلب من طلاب السنوات

الأولى إعداد بحوث وللأسف ما يكون عندهم خلفية..!!

الشيء الثاني يتعب الطالب في البحث وبالنهاية ياخذ درجة يشوفها

بنظرة أقل من البحث ليش؟؟!! لأنه كتب بس ما اتبع خطوات البحث

العلمي على أنه يكون درس مناهج بحث بس في اعتقاده أنه مجرد

مقرر ما أدرك أهميته وأنه المفروض يطبقه على بحوثه في المقررات اللي تصادفه..

يعني عدم وجود خلفية ..وعدم إدارك أهمية المقرر المدروس للبحث

العلمي أكثر مشكلتين تواجه إعداد البحث ..

لذلك راح أعرض طريقة سهلة وشرح مبسط لكيفية إعداد البحث

العلمي وراح يتم شرح الطريقة على بحث كمثال توضيحي..

ونتذكر نقطيتين رئيسيتين لضمان نجاح البحث وأخذ درجة نهائية

أنه البحث يتوقف على :

- إتباع خطوات البحث العلمي...
- أن يكون المضمون ذو أهمية ومطابق لعنوان البحث..


بسم الله نبدأ...

النقطة الأولى:

هناك خطوات لابد المرور عليها لإنجاز البحث العلمي..

- لابد أن يشتمل البحث على خطة بحث..
- لأبد أن يكون هناك مراجع لا بأس بها تغطي موضوع البحث..
- لابد أن يكون مضمون البحث متناسق مع عنوان البحث بمعنى ممكن أتبع خطوات البحث العلمي لكن في النهاية يكون عنوان البحث مخالف لما يحتويه..

النقطة الثانية:

قبل الشروع في عمل البحث لابد من:
- اختيار موضوع البحث..
- تحديد العناصر الفرعية التي سيشتمل عليها البحث..
- وجود مراجع..

راح يكون الشرح على قسمين :

القسم الأول :

راح نتعرف على أنواع البحوث..كمقدمة للتعرف على البحث..وعشان

يسهل معرفة نوع البحث ليتماشى مع خطوات إعداده..

القسم الثاني:

راح نتعرف على هيكل البحث:

واللي يتكون من:
- خطة البحث..
- مادة البحث..

القسم الثالث:

كيفية تنسيق البحث..


القسم الأول:

أنواع البحوث..



بشكل مبسط ما راح أعطيكم كلام علمي ممل وصعب راح نتعرف على كل نوع بحث + المنهج اللي يناسبه:

أولاً: إذا كان البحث عبارة عن معلومات

نظرية من كتب ودوريات جمعها الباحث لإكمال مادة بحثه راح يكون نوع

بحثه بحث وثائقي وراح يكون المنهج المستخدم هو المنهج

الوثائقي..لأن الباحث اعتمد على الوثائق فقط في تجميع بحثه..


ملاحظه: هذا أكثر نوع ممكن تستخدمونه في بحوث المقررات الإختياريه وغيرها من اللي ما تتطلب جزء عملي...

ثانياً: إذا كان البحث عبارة عن معلومات

استند لها الباحث وتوصل من خلال بحثه لإحصائيات معينة مثلاً بحث

عن موضوع مدى الإفادة من فهرس مكتبة جامعة قطر واستخدم أداة

لجمع المعلومات حول نسبة مستخدمي الفهرس بشكله الالكتروني

وصل لإحصائيات لإظهار نتائج البحث هنا المنهج المستخدم هو

المنهج الإحصائي..لأنه راح يكون فيه جزء عملي..

ثالثاً: إذا كان البحث عبارة عن معلومات

حول ظاهرة معينة وتطلب على الباحث دراسة هذه الظاهرة في

ميدانها مثلاً كان البحث يتطلب التعرف على أراء واتجاهات أفراد مجتمع

معين يكون المنهج المستخدم هو المنهج المسحي الميداني..لأن

الباحث نزل لميدان الدراسة وأستنبط معلوماتها منها..مثل: لو عملنا

بحث حول: مدى رضا المستفيدين من مكتبة الجامعة لمجموعاتها

وخدامتها..!!هالبحث لابد من وجود جزء عملي له..!!

رابعاً: إذا كان البحث يتطلب جمع وحصر

معلومات معينة مثلاً حصر المواقع العربية التي تهتم بالزراعة ,,هنا

نستخدم المنهج الببليو متري...هالبحث راح يتضمن جزء عملي..!!

طبعاً فيه مناهج كثيرة لكن على مستوى الأبحاث اللي ممكن تتكلفون فيها أتوقع هالمناهج اللي ممكن تستخدمونها..!!

الملخص:

لابد من معرفة نوع البحث لاختيار المنهج المناسب..

طريقة صياغة منهج البحث سيتم شرحها في القسم الثاني مع

مخطط البحث..!!

محب بلاده
2011-11-18, 20:56
أنواع البحوث


كيفية إعداد البحوث الكمية والبحوث الكيفية وبحوث الفعل


http://albahethah.com/images/%D9%83%D8%AA%D8%A7%D8%A8%D8%A9%20%D8%AA%D9%82%D8%B 1%D9%8A%D8%B1.jpg
عائشة العنزي




يعتبرالبحث العلمي عملية فكرية منظمة تقوم على إتباع المنهج العلمي من أجل تقصي الحقائق في مشكلة معينة للوصول إلى حلول ملائمة أو نتائج صالحة للتعميم على المشاكل المماثلة، ومن أهم خصائص البحث العلمي الأصالة والإبداع والأمانة العلمية والموضوعية والدقة والاعتماد على الموضوع، كما أن نتائج البحث العلمي مرهونة بالمنهج المستخدم فيه، ولا يمكن أن يعتد بنتائج بحث ما لم يكن المنهج المتبع فيه سليماً. ت


مهارات بحثية يجب أن تتوافر في الباحث وهي: ت

الملاحظة والتجربة
المقارنة والاستنتاج
التنبؤ والتصنيف والقياس باعتبارها جزءا من مهارات البحث العلمي
الثقة في قدراته الإدراكية والتفكيرية والمقدرته على التذكر
استخدام الحواس في الملاحظة للوصول إلى المعرفة
كذلك يجب على الباحث أن يكرر ملاحظاته حتى يضمن عدم الوقوع في الخطأ. ت


تنقسم التصنيفات البحثية إلى : ت
بحوث أساسية وهي موجهه لتطوير النظريات
بحوث تطبيقية موجهه لاختبار النظرية ولتطبيق المعرفة الجديدة لتحسين الواقع العملي للنظرية
بحوث أكاديمية لنيل درجة أو ترقية
بحوث كمية تهتم بجمع البيانات وتعالج بأساليب إحصائية تقود إلى نتائج يمكن تعميمها
بحوث كيفية تعتمد على ظاهرة معينة يتناولها الباحث بالدراسة في ظروفها الطبيعية وهذا النوع من البحوث سوف نتكلم عنه بالتفصيل. ت



أولاً: البحوث الكمية


تعتبر البحوث الكمية من أكثر البحوث شيوعا واستخداما من قبل الباحثين عامة والباحثين العرب خاصة، وأصبح الاتجاه لهذا النوع من البحوث كبيرا لأن الملاحظة المباشرة التي كانت تستخدم في البحوث الكمية كطريقة من طرق بحث الظواهر الاجتماعية غير كافية في مساعدة الباحث في الإجابة عن العدد المتزايد من التساؤلات التي تطرحها الظروف والتغيرات الحديثة. ت
وينقسم البحث العلمي تبعا لسؤال مشكلة البحث إلى بحوث تجريبية وبحوث غير تجريبية، ويقصد بالبحوث التجريبية تلك التي تعتمد على استخدام التجربة المحكمة في تأكيد فرضيات البحث أو رفضها، والبحوث غير التجريبية يقصد بها البحوث التاريخية والبحوث المسحية، وتستخدم البحوث المسحية في العلوم الإدارية والاجتماعية والتربوية. ت
تعرف البحوث الكمية على أنها تلك البحوث التي تستخدم الأرقام في تحليل بياناتها وتخضع لشروط الصدق والثبات وتعالج بياناتها إحصائيا ، ويمكن تعميم نتائجها على المجتمع الأصلي، وهي تعتمد على البحوث المسحية التي تعني بجمع البيانات من خلال استعمال أدوات قياس كمية. ت
الهدف من البحوث الكمية هو التأكد من صدق الظاهرة ، ودراسة المجتمع الأصلي للعينات، دراسة السلوك، وملاحظة الظواهر التي يمكن ملاحظتها. ت
وتمر البحوث الكمية بخمس مراحل وهي مراحل مترابطة وكل واحدة تتأثر بأخرى . وهذه المراحل: ت
أولاً: مرحلة تحديد المشكلة ( مشكلة البحث ) وذلك عن طريق: ت
أ-مصادر المشكلة البحثية من (الخبرة البحثية ، استشارة المختصين ، دراسات سابقة أو ندوات ومؤتمرات ، وسائل الإعلام والانترنت). ت
ب-صفات المشكلة البحثية ( عدم الإضرار بمصلحة عامة أو خاصة ، لا تخالف مبدأ شرعي أو قانوني ، تقع ضمن الإمكانيات المتاحة للحصول على البيانات اللازمة). ت
ثانياً: مرحلة تحديد أهداف البحث وصياغته وأسئلته وفرضياته
ثالثاً: مرحلة جمع البيانات
رابعاً: مرحلة تحليل البيانات عن طرق: ت
أ-الإحصاء الوصفي ( عرض البيانات ، مقاييس النزعة المركزية ، مقاييس التشتت). ت
ب-الإحصاء الاستدلالي ( العلاقة بين متغيراالبحث ، الفرق بين مجموعتين ، التنبؤ). ت
خامساً: مرحلة كتابة النتائج والتوصيات ( رصد النتائج ، تقديم التوصيات ، ملخص البحث والتوثيق). ت
تستخدم في البحوث الكمية ثلاث طرق: ت
الطريقة الأولي هي الطريقة الإحصائية أي المعالجة الرياضية للبيانات الكمية ومنها الإحصاءات السكانية والزواج والطلاق والمواليد والوفيات. ت
الطريقة الثانية هي المسح الاجتماعي ونعني بها تسجيل وتفسير الوضع الراهن لنظام اجتماعي أو لجماعة أو لبيئة بهدف دراسة الواقع الاجتماعي للحصول على بيانات يمكن تصنيفها وتفسيرها للاستفادة منها في التخطيط المستقبلي . ت
الطريقة الثالثة وهي من شقين socio ويعني اجتماع و metro ويعني قياس ومن ثم السوسيومترية وهي طريقة للتعرف على درجة الانجذاب والتنافر التي يظهرها الأفراد تجاه بعضهم البعض، ويتم في هذه البحوث طرقتين للقياس وهما: ت
أ- الاستخبارات أو الاستبيانات
ب-الاستبار ( لقاء شخصي بين الباحث والمبحوث وعادة يكون المبحوثين لا يستطيعون القراءة والكتابة ويقرأ الباحث لهم باللهجة العامية أو الدارجة حتى يستطيعوا الفهم ليدون الباحث إجاباتهم في استبانتهم ، يجب أن يجيب كل واحد على حده ). ت


مميزات البحوث الكمية أنها تتيح للباحث أمكانية القياس الكمي للظواهر قيد البحث ، وتوفر للإدارة التربوية أرضية علمية لاتخاذ القرار ، وتساعد في تحديد مجموعة من بدائل الحلول، وتستخدم في أغلب البحوث بسهولة ). ت


ومن أهم عيوبها أنها لا تقيس الظواهر أو العوامل اللاكمية أي غير القابلة للقياس ، وفي حالة البدائل وحل مشكلة اختيار الحل الأمثل لا تسمح باختيار الحل الأمثل إلا بمعيار واحد فقط ، وهي تحتاج لتكلفة عالية ونجد بها صعوبة تعميم النتائج إذا كانت العينات غير ممثلة تمثيلا تاما للمجتمع الأصلي. ت


ثانياً:البحوث الكيفية


يعرف البحث الكيفي على أنه جهد منظم يعتمد الملاحظة للسلوك بهدف التوصل للأسباب الحقيقية للتصرف، أي يعتمد على الملاحظة الحسية والعقلية والكيفية ويعتمد على تواجد ظاهرة معينة كما يهتم البحث الكيفي بالإجابة على تساؤلات تبدأ ب لماذا؟ أو ماذا؟ أو متى؟ ويعتمد البحث الكيفي على صفة أساسية تتمثل فيما يمنحه للباحث من فرصة لفهم معنى الظاهرة موضوع البحث. ت


خصائص المنهج الكيفي
يعتمد المنهج الكيفي بشكل أساسي على إدراك الموضوع وتفسيره، وعند تطبيقه يجب على الباحث أن: ت
يتعرض للموقف بشكل مباشر ليلاحظه ويجمع البيانات عنه وذلك عن طريق الملاحظة المستمرة إما عن طرق حضور اجتماعات أو التواجد في أماكن تجمع أفراد العينة. ت
يجمع الباحث البيانات النوعية للأبحاث الكمية بصورة كلمات لفظية أو صور بدل استخدام الأرقام وذلك عن طريق مقابلات أو تسجيلات أو كتب دراسية أو صور. ت
يحلل البيانات بطريقة استدلالية وأن يهتم بمشاعر الأفراد ومداركهم للمجالات الحياتية وقيمهم التي يدركونها وليس كما يدركها الباحث. ت
ويجب على الباحث أن يلتزم بأخلاقيات البحث وهي: ت
أ-الصدق العلمي ( الانحياز العلمي بايجابياته وسلبياته ). ت
ب-الحفاظ على صالح المبحوثين أي أن لا تكون نية مضمرة لتشويه أفكارهم ومعتقداتهم من خلال اختبار عينة شاذة غير ممثلة تعتمد التشهير، أن يختار أداة البحث المناسبة لتعليمهم وثقافتهم حتى تتطابق تعبيراتهم مع ما يقصدونه تماما، أن لا يحرج المبحوث وأن يعلن أسفه واعتذاره فور إحساسه بعدم ارتياح المبحوث. ت
جـ-احترام الثقافة المحلية مع تقويمها من زاوية وظيفتها لهم لا من زاوية ثقافة أخرى دخيلة. ت
د- احترام القواعد التشريعية في إجراء البحوث خلال استخراج التصاريح والالتزام بضوابطها. ت


وبما أن البحوث الكيفية تشتمل على الدقة والشمولية في أداة الملاحظة التي تعتمد عليها في جمع البيانات أصبح يفضل استخدامها في معالجة الكثير من القضايا والمشكلات البحثية. ت


والنقد الموجه لهذا النوع من البحوث هو أنها: ت
أ-بحوث غير علمية أو موضوعية وغير مفيدة وهذا غير صحيح لأنها علمية وموثوق في نتائجها، وموضوعية لأن الباحث يعرف انحيازاته صراحة ولدية منظور معين يتكلم عنه بناءا على الرؤية التي يتبناها كما لاحظها تماما. وهي مفيدة لأنها تكمل البحوث الكمية للتقدم في المجالات الإنسانية عموما. ت
ب-لا تصلح للتعميم فهو صحيح لأن الشمولية في التعميم لا تصلح للحالات المنفردة . ت




ثالثاً: بحوث الفعل Action Research


تعتبر بحوث الفعل مجموعة من العمليات التي تمكنك من تحسين أدائك التدريسي وتطوير تصميم المناهج ومنظومة التقويم وذلك عن طريق تسجيل ملاحظاتك ثم عرضها للمناقشة مع غيرك من المهتمين في هذا المجال لعمل ندوة أو سمنار أو حتى عن طريق نشرها في المجلات التربوية أو العلمية أو الدوريات المختصة في هذا المجال. ت
وبحوث الفعل عادة ما تعالج مشكلة ما . وهي تتم في الواقع وهي غالبا ما تعطينا نتيجة تحسن الوضع التعليمي وتساعد المسئولين وأصحاب القرار في اتخاذ القرارات المناسبة والحكيمة حيال المشاكل المطروحة على الساحة. ت
والغرض من بحوث الفعل هو تحسين الممارسات التعليمية الخاصة بك كمعلم فيجب أن تحدد المشاكل التي تواجهك في الفصل أو المدرسة وتحاول أن تحلها عن طريق بحوث الفعل، ولذلك يجب أن يقوم الباحث بتحديد انطباعه عن هذه المشكلة وعمل خطة لمواجهتها والعمل على تنفيذها ومتابعة ومراقبة النتائج حتى يصل للحل المناسب . ويجب على الباحث إذا اكتشف أن خطته لم تكن على المستوى المطلوب أو واجهته مشاكل في التطبيق يجب أن يضع خطة بديلة على الفور وتطبيقها من جديد وتقييمها ليحصل على ما يريد من نتائج تساعده في حل هذه المشكلة بما يعود بالفائدة على العملية التعليمية ككل. ت
بحوث الفعل لا تعمم لأنها تتطرق لمشكلة ما خاصة بجهة معينة أي تكون لمواقف محددة، مثال إذا كان معلم مادة معينة مثلا يدرس فصلين فليس بالضرورة أن تكون المشاكل التي يواجهها في الفصلين واحدة أو نتيجة لنفس الأسباب. ت
بحوث الفعل عادة ما تكون من واقع العمل في أي مجال وهنا سوف نتحدث عن بحوث الفعل التي طبقت على تدريب المعلمين لتحسين الواقع التربوي ومنها التدريب على رأس العمل أي التدريب أثناء الخدمة ( In - service training ) والتي عن طريقها يزيد المعلم معلوماته وينمي مهاراته. وهذا التدريب أو الخبرة المنظمة التي يحصل عليها المعلم غالبا ما تؤثر إيجابا على اتجاهاته أو تصحح فهمه لعمله . و يعتبر هذا التدريب عملية تعليمية لمساعدة المعلمين على أداء أعمالهم بكفاءة أكثر مما سيكون له نتيجة في تحسين نتائج الطلاب. ومن أهم الأساليب المعروفة لبرامج تنمية المعلم هي التدريب أثناء الخدمة واللقاءات التربوية وورش العمل والقراءات الموجهة . ولكي تقدم برنامج ناجح يجب أن يكون للبرنامج أهدافا معينة ،و أن يهتم بحاجات المعلمين والمدرسة معا ،و أن يكون للمعلم دور فعال في التخطيط والتنفيذ لهذه النوعية من البرامج ، وأن يقام في أوقات مناسبة للمعلمين وأن تكون المدارس مهيأة لتطبيق نتائج هذه البرامج . ت
ولكي ترغب المتدربين أو مسئوليهم لهذا النوع من البرامج التي تدعوا للتغيير في طريقة العمل أو الإنتاج يجب أن تساعدهم على رؤية الجانب الجيد وتقديم الحوافز المعنوية كما يجب أن توضح لهم ما الذي تريد تغييره وشرح أهميته لهم وفهم أن ذلك لن يحدث دفعة واحدة وتبدأ بالفعل لا الكلام لأن ذلك ما يجعل الأمور أفضل. ت






المصادر: ت


حبشي، محمد. البحوث الكيفية. ت
ناصف، محمد. البحوث الكمية والمشكلات التربوية المرتبطة بها. ت
إبراهيم، شعبان. بحوث الفعل من أجل تحسين الواقع التربوي. ت

محب بلاده
2011-11-18, 20:57
مفهوم علم الاقتصاد/
هو أحد العلوم الاجتماعية أو الإنسانية الذي يدرس كيفية توظيف الموارد الاقتصادية أو عناصر الإنتاج لإنتاج السلع والخدمات التي تشبع حاجات أفراد المجتمع المتعدد.
عناصر الإنتاج/
1. العمل: وهو كل مجهود ذهني أو عضلي يبذل في العملية الإنتاجية والعمل هو الموارد الإنتاجية.
عائد - عنصر العمل هو / الراتب أو الأجر.
2. رأس المال وهو كل ما يمتلكه المجتمع من آلالات ومعدات تساهم في العملية أو تستخدم في الإنتاج .
عائد عنصر رأس المال/ الفائدة.
3. الأرض أو الموارد الطبيعية والأرض وما عليها وما تحتها وما يحيط بها مما يمكن استخدامه في الإنتاج .
عائد عنصر الأرض / الإيجار أو الريع.
4. المنظم وهو مدير لهذه العناصر.
عائد المنظم هو/ الربح.
** تتسم عناصر الإنتاج بالندرة النسبية مقارنه بحاجات أفراد المجتمع .
---------

السلع والخدمات الإقتصادية/
هي السلع والخدمات التي يحتاجها أفراد المجتمع وتشبع رغباتهم .
السلع إما أن تكون استهلاكية فتستهلك فوراً كالمواد الغذائية أو تستهلك بعد فترة وهي المعمرة كالسيارات مثلاً.
الخدمات/
كخدمة الطبيب المهندس النقل.
السلع والخدمات التي تساهم في إنتاجها عناصر الإنتاج تعد نادرة نسبياً .

*تعريف الندرة النسبية/
هي وجود الشيء مع عدم كفايته .
---------
مفهوم علم الاقتصاد الإسلامي/
هو علم دراسة وتحليل سلوك الفرد والمجتمع تجاه الموارد الإنتاجية من أجل تحقيق الرخاء في إطار التعاليم الإسلامية.
علم الاقتصاد الإسلامي يأخذ بعدين رئيسيين/
1. بعد عقيدي من خلال التزام أفراد المجتمع بأحكام الشريعة الإسلامية.
2. تحليلي أو اقتصادي من خلال الاستعانة بالتحليل الاقتصادي العلمي في مواجهة المشكلات والظواهر الاقتصادية في المجتمع الإسلامي.

المشكلة الاقتصادية تنشأ نتيجة الندرة النسبية للموارد الإقتصادية وعناصر الإنتاج وتعدد حاجات أفراد المجتمع المراد إشباعها أي أن حاجات الأفراد أكبر من الموارد ولا يوجد تناسب من الموارد ولا يوجد تناسب بين ما يتوفر من موارد اقتصادية محدودة بين حاجات الإنسان المتزايدة .
*لمواجهة المشكلة الاقتصادية في أي مجتمع لابد من الإجابة على ثلاثة أسئلة:
1. ماذا ينتج المجتمع من السلع والخدمات؟
2. كيف ينتج المجتمع هذه السلع والخدمات؟
3. لمن ينتج المجتمع؟

1. ماذا ينتج المجتمع من السلع والخدمات؟
هناك قائمة طويلة جدا من السلع والخدمات على المجتمع أن يختار تلك التي ينبغي إنتاجها وبأية كمية وتختلف هذه القائمة من مجتمع لآخر كما تختلف داخل المجتمع نفسه من وفد لآخر وذلك حسب الكمية والنوعية المتوفرة من عناصر الإنتاج .
2. كيف ينتج المجتمع هذه السلع والخدمات؟
أي ما هو الأسلوب هو الوسيلة المثلى التي يتم بها إنتاج هذه السلع والخدمات وهي الكيفية التي يتم عن طريقها مزج عناصر الإنتاج المتوفرة في المجتمع وتعتمد كيفية إنتاج هذه السلع على مدى توافر عناصر الإنتاج.
3. لمن ينتج المجتمع؟
أي على من يتم توزيع السلع والخدمات التي تم اتخاذ القرار بإنتاجها.
ويُجيب عن هذا السؤال من خلال نظرية التوزيع فقد تترك الإجابة لآلية السوق "العرض والطلب" أو أن الدولة تتدخل في إعادة توزيع الدخل.
المصطلحات الاقتصادية:
التوظيف الكامل/
أي أن جميع موارد الدولة موظفة توظيفاً كاملاً وكفء أي أن جميع الموارد في المجتمع يتم استخدامها.
الكفاءة/
معيار يُشير إلى مدى فاعلية النظام الاقتصادي في استخدام الموارد.
تكلفة الفرصة البديلة أو "التضحية"/
هي عدد الوحدات التي يتم التخلي عنها من سلعة ما مقابل الحصول على وحدات إضافية من سلعة أخرى.
(الأنظمة الإقتصادية )
النظام الرأسمالي:-
تعود أسس النظام الرأسمالي إلى الاقتصاد آدم سمنت وهو نظام يمتلك فيه الأفراد غالبية عناصر الإنتاج والهدف الأساسي تحقيق أعلى ربح.
خصائص النظام:
1. الملكية الخاصة أوالفردية :
تشمل الملكية الفردية كل أنواع الثروة المختلفة فللأفراد حرية التملك والتصرف لا تتنافى في هذه الملكية مع الملكية العامة لبعض المشروعات كـ(الكهرباء والطرق), ولا تتعارض هذه مع ما يرتبط بها من حرية تصرف مع قيام القانون بتنظيم استخدام هذا الحق.
2. الحرية الاقتصادية للفرد:
باستثمار أمواله بالأنشطة الاقتصادية المتعددة وله الحق في إنفاق دخله على السلع والخدمات أو ادخار جزء منه أو توظيفه في أوجه الاستثمارات المختلفة , وتشمل : ( حُرية الانتاج , وحرية الإستهلاك , حرية التصرف , اختيار مهنة ....) وهذه الحريات مكفولة للفرد بشرط ألا تتعارض مع أحكام النظام العام .
3. حافز الربح :
الربح هو المحرك الرئيسي للنشاط الاقتصادي في النظام الرأسمالي حيث يحدد الربح نوع النشاط الاقتصادي الذي يُفضله الأفراد الذين يتخذون القرارات الانتاجية بغية الحصول على أكبر عائد ممكن.
4. آلية السوق:
يعتمد الاقتصاد الرأسمالي بشكل رئيسي على آلية السوق في حل المشكلة الاقتصادية حيث تتحدد آلية توزيع النتائج مع تحقيق التوازن بين المتغيرات الاقتصادية من خلال الأسعار.
5. أهمية المنافسة الكاملة وسيادة المستهلك:
تفترض المنافسة الكاملة ما يلي:
1/ وجود عدد كبير من البائعين والمشترين.
2/ حرية الدخول في مجال الإنتاج والخروج منه.
3/ حرية شراء السلع والخدمات أو عدم شرائها.
هذه المنافسة بين الأفراد تمنع استغلال الأفراد والجماعات بعضهم لبعض.
أما بالنسبة للمستهلك فللمستهلك دور هام في توجيه الانتاج حيث يحرص المنتجون على إشباع رغبة المستهلك ليحققوا أعلى ربح .
6. عدم التدخل الحكومي:
تنحصر مهام الدولة للنظام الرأسمالي في تأمين النظام الأمني وتطبيق القانون حيث يرى هذا النظام أن الدولة تكون أكثر فاعلية في الاقتصاد عندما تقلل التدخل في النشاط وتفسح المجال بشكل أكبر لحرية الأفراد في النشاط الاقتصادي.
/*/*/*/
النظام الاشتراكي:
قام هذا النظام على يد الاقتصادي كارل ماركس بعد أن انتقد النظام الرأسمالي بسوء توزيع الدخل و الثروة,وهو نظام يُلغي الملكية الفردية حيث تقوم الدولة نيابة عن المجتمع بتملك وسائل الإنتاج وتوجيه هذه الموارد لإشباع الحاجات الأساسية لا لتحقيق الربح بل لتحقيق المزيد من العدالة والمساواة بين أفراد المجتمع.
**خصائص النظام الاشتراكي/
1. الملكية العامة لعناصر الإنتاج:
تمتلك الدولة في هذا النظام جميع عناصر الإنتاج عدا العمل حيث تقوم الدولة بتوجيه الموارد الإنتاجية إلى فروع الأنشطة الاقتصادية المختلفة في شكل خطة شاملة وتلتزم جميع الوحدات الإنتاجية بتنفيذ هذه الخطة.
2. الإشباع الجماعي للحاجات وليس لتحقيق الربح:
يهدف النظام الاشتراكي إلى إشباع الحاجات الأساسية لأفراد المجتمع سواء في صورة سلع أو خدمات لهذا يهدف النظام الاشتراكي بكون تحديد أسعار السلع والخدمات يتم من قبل الدولة حيت لا أثر للعرض أو الطلب أو تحقيق الربح في ظل هذا النظام .
3. توزيع الناتج على أساس العمل:
عناصر الإنتاج في النظام الاشتراكي مملوكة للدولة باستثناء العمل لذلك فإن عوائد عناصر الإنتاج تعود للدولة ولا يُوزع على الأفراد إلا عائد العمل ويتوقف نصيب الفرد على مستوى عمله وطبيعته.
4. جهاز التخطيط المركزي:
نتيجة لاستهلاك الدولة لوسائل الإتناج وتوجيهها لتحقيق إشباع حاجات المجتمع فعليها أن تضع خطة مركزية يقوم جهاز مركزي بإعدادها والإشراف عليها ومراقبتها.
*/*/*/*
النظام الإسلامي
النظام الإسلامي لا يرى المشكلة الاقتصادية على أساس أنها مشكلة إنتاجية فقط أو مشكلة توزيعية فقط كما تراها الأنظمة الأخرى بل يراها مشكلة : ( سلوك خاص وعام ـــ
مشكلة إنتاجية ــــ مشكلة توزيعية)

1/ مشكلة سلوك خاص وعام/
من خلال تنظيم سلوك الأفراد من خلال التعاليم الإسلامية رغبة في الأجر والثواب من الله .
2/ مشكلة إنتاجية/
من خلال تنمية الإنتاج وتطويره من قبل القطاع الخاص إلى جانب مسئولية الحكومة.
3/ مشكلة توزيعية/
من خلال تحقيق العدالة في التوزيع وتنقسم المسئولية إلى مسئولية أفراد وحكومة.
خصائص النظام الاقتصادي الإسلامي/
1. الجمع بين الروح والمادة في الاقتصاد:
يقوم النظام الإقتصادي في الإسلامـ على المزاوجة بين الروح والمادة, وذلك لإبراز نظام يقوم على التعاون والتراحم بين أفراد المجتمع وتبرز هذه المزاوجة في جميع المعاملات والنشاطات الاقتصادية على عكس الأنظمة الاقتصادية الأخرى التي تُركز على الجانب المادي فقط ,, مثل الزكاة "التعاون والتراحم ورغبة في تنمية المال" .
2. الحرية الاقتصادية:
يعتبر الإسلام حرية تملك عناصر الإنتاج وحرية التعاقد والتعامل هي القاعدة , بينما تدخل ولي الأمر هو الاستثناء وهو تدخل محدود للضرورة الشرعية , لذلك فالإسلام يُبيح للفرد التملك والتصرف في ممتلكاته بالطريقة التي يراها ضمن إطار الشرع.
3. ازدواج الملكية:
يُقر النظام الاقتصادي الإسلامي مبدأ الملكية المزدوجة أي ازدواج الملكية العامة والخاصة؛
فالإسلام عندما يقر الملكية الفردية فهو يتجاوب مع فطرة النفس البشرية في حب التملك إلا أنه يقيدها ببعض القيود كعدم إلحاق الضرر بالآخرين ومراعاة ما تقتضيه المصلحة العامة أما بالنسبة للملكية العامة فقد تقررت في الإسلام كأصل وجنباً إلى جنب مع الملكية الخاصة حيث أن أساس الملكية العامة هو المصلحة العامة للمسلمين.
4. التوازن في رعاية مصلحة كل من الفرد والمجتمع:
الإسلام يضمن مصلحة الفرد والمجتمع فلا مصلحة للفرد تُهدم باسم مصلحة المجتمع ولا مصلحة للمجتمع تهدم باسم مصلحة الفرد ومن حق ولي الأمر التدخل في حدوث انحراف يؤدي إلى إلحاق الضرر بالطرف الآخر.

محب بلاده
2011-11-18, 20:59
من فضلكم اريد معلومات حول موضوع الصراع التنظيمي



محاضرة الصراع التنظيمي


الصراع التنظيمي:
لغة : هو النزاع والخصام أو الخلاف والشقاق.
الصراع اصطلاحا:" مأخوذ من الكلمة اللاتينية Conflicyus والتي تعني النظامين معا باستخدام القوة وهي تدل على عدم الاتفاق. "المعنى اللفظي : "يشير إلى التفاعل الذي تتعارض فيه الكلمات والعواطف والتصرفات مع بعضها البعض مما يؤدي إلى آثار تمزقية .
"( تعريف كيلي Kelly : حيث يرى أن الصراع هو " نتيجة جانبية للتغير وانه من الممكن أن تتم الاستفادة منه ووضعه تحت سيطرة المنظمة ويمكن أن يكون الصراع هادفا وفعالا بحيث أنه يؤدي إلى تفجير الطاقات والمواهب والكفاءات الفردية والجماعية الكامنة . (Kelly ,1969,p501)تعريف سميث Smith : بأنه " الموقف الذي تتعارض فيه بشكل أساسي الظروف والممارسات والأهداف المختلفة. يشير مفهوم الصراع التنظيمي إلى عملية الخلاف أو النزاع التي تتكون كرد فعل لممارسة ضغط كبير من جانب فرد معين أو مجموعة أفراد ، أو منظمة على فرد آخر أو مجموعة أ فراد ، سواء من داخل ميدان العمل أو في ميدان مجتمعي آخر وذلك بهدف إحداث تغيير ( إيجابي أو سلبي ) في بنية أو معايير ، أو قيم ذلك الفرد ، أو تلك المجموعة ، أو المنظمة ..ويشير (باركر ، 1988م) : أن الصراع يحدث في تلك المواقف التنظيمية التي تتطلب أداء أنشطة غير متوافقة ، أي تلك المواقف التي يمكن أن يؤدي تصرف أحد العاملين إلى الأضرار بالأنشطة الوظيفية لبقية العاملين أو التدخل معها ، أو تعارضها ، بما يفضي إلى انخفاض المردود من تلك الأنشطة . ..ويعرف روبنز (Robbins) الصراع " بأنه النشاط المعتمد ، الذي يقوم به الشخص بغية إفساد جهود شخص آخر ، بواسطة شكل من أشكال الإعاقة التي يمكن أن تؤدي إلى إحباط الشخص ، وتتسبب في عدم تمكنه من تحقيق أهدافه أو مصالحه.


مفهوم الصراع وطبيعته
الصراع التنظيمي هو أحد الأشكال الرئيسية للتفاعل ويمكن أيضاً تعريف الصراع بأنه إرباك أو تعطيل للعمل ولوسائل اتخاذ القرارات بشكل يؤدي إلى صعوبة المفاضلة والاختيار بين البدائل ، وحيث أشار معظم الكتاب إلى أن وجود الصراع عند مستوى معين يعتبر حافز ويعتبر أيضاً أحد مصادر القوة لرفع الأداء الوظيفي للأفراد والجماعات ولكن وصول الصراع إلى مستوى عالي يترتب عليه آثار سلبية أكثر منها إيجابية .
ويمكن تناول مفهوم الصراع التنظيمي من خلال وجهتي نظر محددتين هما:1- النظرة الكلاسيكية (التقليدية ) 2- النظرة الوظيفية ( السلوكية ) 1- النظرة الكلاسيكية (التقليدية): يرى أصحاب هذه النظرة الكلاسيكية أن الصراع شيء غير مرغوب فيه ، ويجب تقليله أدنى حد ممكن ، أو إزالته من خلال الاختيار السليم للأفراد ، والتدريب ، وتوصيف الوظائف ، وإعادة التنظيم وغالبا ماتساعد هذه المبادئ على تقليل أو احتمال منع بعض أشكال الصراع غير المرغوب فيه .ولقد أوضح ( الشرقاوي 1992م ) أن أصحاب تلك النظرة يتناولون الصراع على أنه نوع من النقص ، والقصور الناتج عن الهيكل التنظيمي ، وغالبا ما يؤدي هذا الصراع إلى التأثير على كفاية وفعالية المنظمة ، وبصفة عامة ، فإن أصحاب هذه النظرة يرون أن علاج النتائج السلبية للصراع يكمن في معالجة جوانب القصور في الهيكل التنظيمي بالدرجة الأولى ويتضح من هذا الافتراض أن الجهود الإدارية لمعالجة الصراع التنظيمي يجب أن توجه إلى تحسين العديد من الأبعاد التنظيمية مثل : تحسين قنوات الاتصال ، وتحديد المهام ،والاختصاصات الوظيفية ، والاهتمام بصياغة القوانين والإجراءات التنظيمية ، كوسائل أساسية لعلاج الصراع .وكذلك يتضح أن عدم قدرة الإدارة على تكوين الهيكل التنظيمي المناسب يمكن أن يؤدي إلى تزايد حدة النتائج السلبية للصراع التنظيمي .2- النظرة الوظيفية (السلوكية) :يتناولونه بحسبانه ظاهرة طبيعية ، حتمية تنظيمية ، تصاحب التفاعلات الإنسانية داخل أي منظمة ، ولا يمكن التخلص منه ، بل ينبغي إدارته ، وتحقيق أقصى استفادة ممكنة منه .

مراحل تطور الصراع :


الفكر الإداري التقليدي يرى أن تجنب الصراع في المنظمات الإدارية أمر ضروري .
الفكر السلوكي يرى أن الصراع داخل المنظمات الإدارية أمر طبيعي في حياة الأفراد وحياة المنظمات .
المدرسة التفاعلية ترى أن الصراع ضروري ومهم لإنجاز الأعمال بفعالية .

أولاً : المرحلة التقليدية
أشارت تجارب الهوثورن إلى أن الصراع ناتج عن الاتصال الضعيف بين الأفراد في بيئات العمل وعن عدم الانفتاح وعدم قدرة الإدارة على إشباع حاجات الأفراد وتحقيق أهدافهم ، فالنظرة في هذه المرحلة للصراع سلبية على أساس أن الصراع شيء سلبي يرتبط بالخوف والعقاب .
ثانياً : مرحلة الفكر السلوكي
يتطابق التوجه في هذه المرحلة مع ما قدمته مدرسة العلاقات الإنسانية حول مفهومها للسلوك وكذلك الصراع ، واعتبرت أن للصراع فوائد كبيرة تعود على المنظمة .
ثالثاً : المدرسة التفاعلية
تتضمن أفكارها حول قبول الصراع فهي تدعو إلى تشجيع المديرين على خلق جو مقبول من الصراعات داخل منظمات العمل كوسيلة لزيادة الكفاءة والمهارة والتجديد ، وهناك مفهومين للصراع ويترتب على كل مفهوم آثار معينة :

آثار المفهوم الإيجابي



مشاركة بناءة من الأفراد كافة في العمليات التنظيمية .



يساعد على تنمية المهارات والأفكار والابداع .



يساعد على اختيار البديل الأفضل للمنظمة وكذلك الأفراد


آثار المفهوم السلبي


عدم رغبة الإدارة في معرفة وجهات نظر العاملين ينعكس سلباً على عملهم وابداعاتهم
يقلل من عامل الانتماء للمنظمة الإدارية ومن ثم يسعى كل فرد إلى تحقيق أهدافه الخاصة .
الخوف من انتشار الصراع إلى مستويات التنظيم كافة .

الأبعاد النظرية للصراع
فلسفة ابن خلدون تقوم على ثلاثة مرتكزات هي :
1. صعوبة أن يعيش الأفراد منعزلين ، فلا بد من اجتماعهم وهذا الاجتماع يترتب عليه صراعات .
2. لا بد من وجود العدل بين الناس .
3. مقاومة العدوان وإقامة العدل .
مستويات الصراع التنظيمي :
1. على المستوى الفردي : يتكون عندما لا يستطيع فردان أو أكثر التوصل إلى اتفاق حول هدف أو موضوع ما .
2. على المستوى الجماعي : يحدث عندما يواجه الفرد موقفاً يتطلب منه اختيار بديل من عدة بدائل أو ترك البدائل الأخرى لعدم قدرته على تحقيقها .
3. على المستوى التنظيمي : يظهر في حالة وجود اختلاف في وجهات النظر أو في حالة الوصول إلى استنتاجات مختلفة بين الأفراد حول موضوع ما داخل الوحدة .
4. الصراع بين الجماعات : يظهر عندما يكون هناك اختلاف بين أفراد التنظيم في الآراء والأهداف أو في آليات العمل .
5. الصراع على مستوى المنظمة : ويأخذ أحد الأشكال التالية :


الصراع الأفقي : يحدث بين العاملين أو الدوائر من المستوى التنظيمي نفسه .



الصراع العمودي : يحدث بين المشرف وتابعيه في العمل الذي لا يتفقون على طريقته المناسبة لتحقيق الأهداف .
الصراع بين الموظفين والاستشاريين : ويحدث حول الموارد أو المشاركة في اتخاذ القرارات .
صراع الدور : ويحدث نتيجة تأدية الشخص أدواراً متعددة في مجال عمله .
الصراع بين المنظمات : يظهر في حالة قيام إحدى المنظمات بإيجاد ظروف وصعوبات ومعوقات لمنظمة أخرى فيما يتعلق بالإنتاج أو التسويق أو الموردين .

في حالة الصراع الفردي:
يلجأ الأفراد للوسائل الإيجابية التالية لمواجهة الصراع :


السمو : يقوم الفرد بتغيير دوافعه السلبية إلى دوافع إيجابية .
التعويض : يحاول الفرد أن يعوض النقص في قدراته ومهاراته من مجال إلى مجال آخر .

أما الوسائل السلبية لمواجهة الصراع تتمثل فيما يلي :


الإنسحاب : تجنب كل مصادر الصراع داخل المنظمة .
التبرير : إعطاء تبريرات مقبولة اجتماعياً .
الاسقاط : إلقاء اللوم على غيره من الأفراد .

وفي حالة الصراع على مستوى التنظيم: يقسم إلى قسمين :
1. صراع مؤسسي : يظهر عند محاولة أحد الوحدات داخل التنظيم تحديد الواجبات والأنشطة للوحدات الأخرى مثل الصراع حول اقتسام الميزانية
2. صراع طارئ : يحدث نتيجة لعدم وجود الرضا الوظيفي أحياناً أو للافتقار للمعايير الموضوعية في توزيع الموارد البشرية .
الصراع الوظيفي وغير الوظيفي :


الصراع الوظيفي : ينتج عند تطابق الأهداف لطرفين داخل التنظيم أو على مستوى المنظمات وذلك بهدف تحسين الأداء الوظيفي وتطويره .
الصراع غير الوظيفي : هو نتيجة للتفاعل بين طرفين مختلفين في الأهداف والحلول بشكل يترتب عليه تخريب وعرقلة نجاح المنظمة في تحقيق أهدافها .

ويمكن تحديد أربعة أنواع من التفاعلات التي تدخل في تشكيل السلوك الوظيفي تتراوح ما بين الاهتمام بالذات والاهتمام بالآخرين :
1. نكران الذات : أي قيام الفرد بصورة مستمرة بتقديم المساعدة للآخرين دون الانتظار للحصول على مكافأة .
2. التعاون : أي العمل في اتجاه واحد لكي يعود بالمنفعة على الطرفين .
3. المنافسة : يظهر عندما يكون هناك تنافس بين فردين أو مجموعتين عن رغبة منهما في إنجاز هدف ما ، أو نتيجة للتنافس على بعض الموارد .
4. الاختلاف : ينتج عن عدم مطابقة الأهداف للطرفين ويغلب التصرف هنا بسلوك يتصف بالمقاومة والاعتراض .
مصادر الصراع التنظيمي :
هناك عوامل عديدة لها دور في ظهور الصراع داخل المنظمة كأن يكون الصراع بين فرد وفرد أو جماعة وجماعة أو بين أقسام متعددة ولكل حالة من هذه الحالات أسباب خاصة بها أما أسباب الصراعات التنظيمية فهي :
1. مشكلات الاتصالات الإدارية :
معظم المشكلات تعود إلى سوء الفهم أو عدم وضوح خطوط الاتصال وقنواته ، فالاتصال الجيد يساعد على التقليل من المخاطر ويجنب المنظمات الإدارية ما قد يترتب من نتائج سلبية ومن المعوقات التي تواجه عمليات الاتصال الإداري الفروقات بين الأفراد فقد يختلف الأفراد في مستوى إدراكهم لعملية الاتصال ، وقد يختلف الأفراد باختلاف اتجاهاتهم وتتضمن الاتجاهات الأشكال التاليـة : الانطواء ، وحبس المعلومات والمبالغة في تخطي خطوط السلطة .
1. معوقات التنظيم أو المشكلات التي يسببها البناء التنظيمي :
وتتمثل هذه المعوقات بوجود هياكل تنظيمية ضعيفة أو عدم وجود هذه الهياكل ، مما يترتب عليه عدم وضوح الاختصاص والواجبات والمسؤوليات المعطاه لكل وظيفة ومن هذه المعوقات ما يحدث عادة بين وحدات الاستشارة ووحدات التنفيذ أو ما يظهر نتيجة لعدم وجود إدارة للمعلومات .
1. معوقات أو مشكلات تسببها البيئة : تظهر في البيئة الداخلية والخارجية وتتمثل في اللغة المستعملة ومدلولات الألفاظ أو الضعف في أجهزة الاتصال المستعملة أو نتيجة للبعد عن المنهج العلمي أو عدم وجود مناخ عمل صحي ، الأمر الذي يترتب عليه التصرف بطريقة عشوائية وتدني الإنتاجية وزيادة التكاليف وهنا يمكن ملاحظة ظهور خمس مراحل تساعد على إحداث الصراع هي :
1. الظروف : كأن يكون السبب هو سوء الاتصالات أو عدم كفاءة الهيكل التنظيمي .
2. إدراك الصراع : كأن يقوم الإداريون بإدراك الصراع وفقاً لمفهومهم ومعرفتهم .
3. ترجمة الصراع : كأن يقوم الأفراد بترجمة الصراع على شكل منافسات أو تحالفات .
أنواع الصراعات داخل بيئات العمل :
1. الصراع وفقاً لمستواه : (صراع داخل الفرد ، بين فردين ، داخل المجموعة ، بين المجموعات ، على مستوى المنظمة ، بين المنظمات الصراع وفقاً لاتجاهاته : الصراع الرأسي ، والصراع الأفقي .
2. الصراع وفقاً لنتائجه : الصراع الإيجابي ، والصراع السلبي .
3. الصراع من حيث التنظيم : (الصراع المنظم: وهذا يظهر التعبير عن الأفعال التي تتطلب العمل والتضامن الاجتماعي ، الصراع غير المنظم : وهو ما يتم به استخدام أشكال سلوكية مثل الشكاوي والتذمر وترك العمل .
4. الصراع من حيث التخطيط : الصراع الاستراتيجي ، والصراع غير المخطط .
مراحل عملية الصراع :


مرحلة الصراع الكامن : وهنا لا يترتب أي إدراك أو فهم أو إحساس بظهور الصراع ولكن تظهر بعض الحالات التي تؤثر على علاقة بعض الأطراف مثل التنافس على الموارد المحدودة أو الحاجة إلى استقلالية وتشعب الأهداف .
مرحلة إدراك الصراع : وهنا يتم إدراك الصراع دون أن يكون هناك حالات سابقة كأن يسيء طرف فهم أو استيعاب الطرف الآخر
مرحلة الشعور بالصراع : وهنا قد يكون هناك إدراك للصراع ولكن دون أن يكون هناك شعور لدى المدير بأن هناك حالات قلق وتوتر.
مرحلة إظهار الصراع : وهنا يمكن ملاحظة أن السلوك الصادر عن كل طرف يدل على ظهور مشكلة متصارع عليها .
مرحلة ما بعد الصراع : إذا كانت هناك حلول ترضي الطرفين فإن من المتوقع أن يكون هناك تعاون ومودة بين الأطراف ولكن إذا لم يكن هناك حلول فإن المشاعر سوف تبقى كامنة وتزداد وسوف تنفجر في أي لحظة .

إدارة الصراع في بيئات العمل :
من الأسباب التي دعت المنظمات لإدارة الصراع الاهتمام المتزايد بالعولمة وتدني الاعتماد على السلطات أو الحكومات المحلية للقيام ببعض الأعمال ، ويعتمد أسلوبً حل وإدارة الصراع على عنصرين :
1. التوزيع : أي أن يكون أحد أطراف الصراع على علم بأن مقدار ما سيكسبه أحدهم يكون على حساب خسارة الطرف الآخر .
2. التكامل : فيكون نتيجة حساب الأطراف أن كلاًُ سيحقق مكسباً وهذا العنصر يؤدي على تحقيق الرضا أكثر .



وفي حالة ظهور الصراع تلجأ الإدارة إلى استخدام أحد الأساليب التالية :


1. الانسحـــاب : هو ترك المدير لبعض واجبات العمل لفترة قصيرة كأن يقوم بتأجيل الإجابة على مذكرة أو الغياب عن حضور أحد اللقاءات وتستخدم في حالة كون المشكلة ضئيلة ولا تحتاج إلى وقت كبير ، أو كون المدير لا يتمتع بشخصية أو حضور كبير أو أن يكون هناك من يستطيع وضع حلول في غياب المدير .
2. التهـــــدئة : وهو تدخل الإدارة وعلى رأسها المدير عن طريق إتباع إستراتيجية سلوكية تتمثل في إن الصراع سوف يتلاشى تدريجياً مع الدعوة إلى ضرورة التعاون بين الأطراف .
3. حلول الوسط : أي اختيار المدير لبديل يرضي الطرفين ولا يترتب عليه خسارة أي طرف .
4. الإجبــــــار : وهو لجوء الإدارة إلى استخدام القوة القانونية في حل النزاع ويفضل استخدامه في الحالات الطارئة .
5. المواجهـة : الاعتراف بوجود صراع ثم لجوء الإدارة إلى استخدام المنهج العلمي والتقييم ودراسة البدائل للوصول إلى حلول مقبولة.
o وفي حالة البحث عن مصادر الصراعات التنظيمية التي تمت الإشارة إليها وجد رجال الإدارة أنها تعود للمصادر التالية :


الاعتمادية المتبادلة في أداء الأعمال في التنظيم .
الاعتماد على مجموعة أخرى في أداء الأعمال .
الاختلاف في الأداء الوظيفي لكل من الأفراد والجماعات من حيث الواجبات والمسؤوليات .
عدم وضوح الوسائل والأهداف والسياسات المتبعه من قبل الوحدات داخل المنظمة بخصوص أداء بعض الأعمال .




ومن الاستراتيجيات التي تساعد في وضع الحلول :




التفاوض : أي محاولة معرفة أسباب الصراع والعمل على تخفيفه .
استخدام أسلوب الإدارة في العلاقات الإنسانية بدلاً من استخدام النهج البيروقراطي .
محاولة تعديل وتغيير السياسات الداخلية .
تشكيل فرق دائمة تعمل على تشجيع روح عمل الفريق .
استخدام أنظمة اتصالات فعالة وبإتجاهات مختلفة .
تدخل الرئيس الأعلى بصورة مباشرة .
تصميم برامج تدريبية تعتمد على النهج العلمي .




تعتبر مهارة إدارة الصراع من أهم المهارات التي يجب تنميتها عند المديرين والأفراد وذلك لتحقيق ما يلي :


1. للحصول على التغيير البناء وإدارته .
2. للمساعدة في معرفة وتفهم الاختلافات في قيم وثقافة الأفراد والمنظمات .
3. لتنمية إدارة فريق العمل .
استراتيجيات إدارة الصراع :
هناك خمسة نماذج لإدارة الصراع التنظيمي تتراوح ما بين التعاون والتشدد وهي :

لنموذج
الوصف
الموقف
المواقف المناسبة

1) التنافس: يحاول طرف أن يحقق مصلحته الخاصة على حساب مصلحة الطرف الآخر
متشدد – غير متعاون
ربح وخسارة


عند الرغبة في اتخاذ قرار سريع وذلك لأمر مهم .
في حالة إحداث تغييرات .
في حالة فشل النماذج الأخرى .
عند تدني مستوى الثقة التنظيمية

2) التساهل: يحاول طرف تحقيق مصلحة الطرف الآخر حتى وإن كان على حساب مصلحته
غير متشدد – متعاون
خسارة وربح


إذا توفرت لدى الإدارة الرغبة الأكيدة في المحافظة على العلاقات داخل المنظمة .
في حالة رغبة المنظمة في حل الصراع .
في حالة الرغبة في تنمية مهارات الأفراد العاملين .
عند الرغبة في معرفة آراء العاملين.

3) التجنب: بتجاهل طرف ما مصلحته ومصلحة الطرف الآخر
غير متشدد –
غير متعاون
خسارة وخسارة


إذا توصل أطراف الصراع إلى أن الصراع ليس ذي أهمية .
إذا كان الصراع يحتاج لوقت طويل .
إذا رغب كل طرف في تهدئة الوضع .

4) التضامن: يحاول الطرف تحقيق مصلحته ومصلحة الطرف الآخر
متعاون – متعاون
ربح وربح


لإيجاد حلول للمشكلات المزمنة .
للحصول على الاجتهادات في حل المشكلات .
لتبادل الخبرات والمشاعر .

5) التسوية: ويكون ها الحل الوسط أي التعاون والحزم من كلا الطرفين وكل منهما يحقق جزء من الربح والخسارة


اذا كانت النتيجة التوصل إلى اتفاق في حالة تمتع كل طرف بموقف قوي .
لإيجاد حلول مرضية للطرفين ومؤقتة .

كما توصل الباحثون إلى وضع تصنيف آخر لاستراتيجيات الصراع بهدف التخفيف منه وإيجاد حلول جيدة تؤدي إلى تجنب آثاره السلبية تتمثل في :
1. تجنب موضوع الصراع باستخدام أنماط الإهمال أو الفصل بين الأطراف .
2. التهدئة ، لمحاولة التقليل من نقاط الخلاف والتركيز على وجود مصالح مشتركة .
3. استخدام القوة .
4. المواجهة ، أي محاولة التعرف على المصالحة المشتركة بين الأطراف والتركيز عليها ومن ثم التركيز على الأهداف العليا للمنظمة .
إن استخدام كل هذه الأساليب يساعد المنظمة على تجنب المشكلات وبالتالي التطور والبقاء ، وهنا لا بد للإدارة والمدير من الاستعانة بالإرشادات التالية في عملية الصراع :
1. الرؤية : أي سعي المدير لإقناع جميع العاملين بوجود هدف يسعى الجميع لتحقيقه .
2. الأهداف : أن تكون واضحة ومحددة وقابلة للتطبيق .
3. الاتصال : تطوير قنوات الاتصال بين جميع الأطراف داخل المنظمة الإدارية بشكل يترتب عليه الشعور بالراحة من قبل الموظفين .
4. القيادة : وهذا يتضمن الأسلوب والنهج الإداري الذي يجب ممارسته بشكل يترتب عليه تأثير المدير الإيجابي على الأفراد .
5. التعليم : ويتم بصورة مستمرة في محاولة لتنمية وصقل مهارات العاملين وقدراتهم ومستوياتهم الثقافية .

حنين الدلال
2011-11-19, 00:32
http://shamsmisr.com/gallery/pics/thanks1%20(105).gif
http://files2.fatakat.com/2010/9/1285410748.gif
الله يعطيك ماراك متمني و يرضي عليك والديك شكرا جزيلا

houhou star
2011-11-19, 13:32
اسم العضو :.houhou star.............................

الطلب :...........بحث حول ازمة الديون في اليونان و بعض الدول الاوروبية( مع منهجية البحث ).........................

المستوى :..سنة ثانية LMD علوم اقتصادية ...............................

أجل التسليم :..اليوم واذ امكن افي اقصر وقت كن لاني ساسلمه غدا البحث ..........................
و الله يحفظكم

محب بلاده
2011-11-19, 13:49
أزمة الديون الأوروبية ومفهوم الوحدة
فوزي أبو فرحات
أزمة الديون الأوروبية ومفهوم الوحدة

تواجه أوروبّا أزمة ديون مصرفية، حاولت في البدء أن تتجاهلها. لكنّها انتشرت بسرعة غير متوقّعة.
وقد تحرّك صندوق النقد الدولي، المسؤول عن سلامة الاستقرار المالي، وسارع بالطلب من الاتحاد الاوروبّي إقرار ٢٠٠ مليار يورو لتنشيط رساميل المصارف الأوروبية. وعندما تأخّر الإتحاد الاوروبي في التجاوب، رفع صندوق النقد الدولي المبلغ المقترح إلى ٣٠٠ مليار يورو.
لكنّ انهيار مصرف دكسيا الفرنسي - البلجيكي منذ أقلّ من شهر، دفع الأوروبيين الى مناقشة وضع القطاع المصرفي، لا سيّما خلال اجتماع وزراء منطقة اليورو، الذي تلاه لقاء رؤساء الحكومات المعنية خلال الثلث الاخير من الشهر المنصرم، ودار النقاش حول المديونية العالية التي تعانيها بعض الدول الأوروبية لا سيّما اليونان.
فالديْن اليوناني هو الأعلى في منطقة اليورو، يليه الدين الإيطالي. وبالرغم من إجراءات التقشّف والضرائب العالية، تعذر على اليونان تخفيض عجز الموازنة، بسبب انخفاض النموّ الإقتصادي وتناقص الدخل، ناهيك عن ارتفاع مستوى البطالة، وتضاؤل المداخيل الضريبية.


باختصار إن الوضع المالي اليوناني على شفير الهاوية. وتبدو الانعكاسات المحتملة خطيرة، بحيث يمكن أن يتأثّر سلبا عدد من المصارف المالكة لعدد كبير من السندات الحكومية اليونانية. كما يمكن ان تصبح اليونان مجبرة على الانفصال عن منطقة اليورو، بحيث ينعكس الأمر سلباً على العملة الاوروبيّة، وربّما على الاقتصاد العالمي.
بسبب كلّ هذه الإحتمالات يسعى الاتحاد الاوروبي مع صندوق النقد الدولي إلى إخراج اليونان من هذا الوضع الخطير والصعب على الاقتصاد الدولي لا سيّما الأوروبي.
لكنّ الملفت أنّ مقاربة بعض الدول الأوروبية لهذه المعضلة الكبيرة، لا سيّما في أوروبا الشمالية، ليست على المستوى المطلوب. فهي تعتبر أنّ بعض الدول الأوروبية الصغيرة مسؤولة عن أزمة الديون، لأنّها اعتمدت قرارات غير مدروسة، وبالتالي يجب حرمانها من رساميل الإنقاذ!
إنّها فرضية مغلوطة بالنسبة لعدد من المحلّلين الاقتصاديين، لأنّ عوامل مديونية المصارف الأوروبيّة تتعدّى دول المنشأ. والواقع أنّ المصارف متضرّرة كما الدول المعنيّة. بالتالي فإنّ الأسباب تتعدّى الفرضيات الحالية. ويمكن أن تتّضح الأمور أكثر إذا لجأنا إلى مقارنة مبسّطة بين القطاع المصرفي الأوروبي من ناحية، والأميركي من ناحية أخرى.
بكلّ بساطة هناك فوارق عدّة، تعود إلى جغرافية الرأسمال. فالمصارف الأوروبيّة أكثر مركزيّة في دوَلِها، مقارنة بالمصارف الأميركية الناشطة في كامل الولايات المتحدة الأميركية. وبالتالي فإنّ المصارف الأميركية لا تتنازعها القوميات المختلفة بتقاليدها ولغاتها وتشريعاتها كما يجري في أوروبّا الناشئة.
فالنظام المصرفي الأوروبّي يختلف عن النظام المصرفي الأميركي في مفهوم الوحدة. وخير دليل على ذلك، وحدة نظام النقل الأميركي مثلاً الذي يؤدّي إلى ترابط كلّ المصارف، في هيكليّة منتظمة واحدة! فالنقل البحري والنهري مثلاً أوفر من النقل البرّي والجوّي، ولهذا يمتلك اقتصاده رساميل إضافية كبيرة، ويحتاج إلى كثير من المصارف على ضفاف المرافىء.
وبالتالي، فالشرذمة في الجغرافية الأوروبيّة، وفي التنافس القومي، تؤدّي إلى التنافس في النُظم المصرفية. وهو أمر بعيد كلّ البُعد عن مفهوم الوحدة. كما أنّ الوحدة الأوروبيّة اليافعة حصلت بين دول غنيّة ومتوسّطة وفقيرة، وبالتالي لم يتناسب اليورو مع المستويات الاجتماعية والاقتصادية المتفاوتة في الدول التي انتمت الى اوروبا الحديثة. وربما كان اعتماد اليورو متسرعا في بعض هذه الدول ولا يتلاءم مع مستواها المعيشي.
ناهيك ان الديون مرتفعة ايضا في ايطاليا كما ورد سابقا، وفي اسبانيا، وايرلندا، والبرتغال. وقد حصلت هذه الدول على المساندة من صندوق النقد الدولي والدول الاوروبية. والوضع مائل الى التحسن تدريجيا في اسبانيا والبرتغال وايرلندا بسبب اجراءات التقشف.
اما ايطاليا فالوضع يتراجع فيها، رغم كونها القوة الثالثة اقتصاديا في اوروبا بعد المانيا وفرنسا! وخطير جدا ان تسقط في هذا الزمن الصعب بسبب ديونها العالية، ونسبة نموها المتراجع. وسيكون لسقوطها لا سمح الله نتائج تتخطّى خطورة الانهيار اليوناني.
مع هذا تبقى الآمال معقودة على دول منطقة اليورو الغنية، التي يبدو ان رؤساءها في مؤتمر القمة الاخير اظهروا حماسا لمساعي المعالجة. فقد وافقوا مبدئيا على رسملة المصارف الاوروبية لحمايتها من اي نقص في السيولة، وطلبوا من ايطاليا دراسة خطة انقاذ. لكن يبدو ان المصاعب لا تزال متعددة رغم النوايا الطيبة.
المهم ان لا يكون هذا الاهتمام قد اتى متأخرا جدا.

محب بلاده
2011-11-19, 13:50
حذر حكماء الاقتصاد الخمسة في ألمانيا وهم فولفجانج فرانتس وبيتر بوفينغر ولارس بي فلد ، وكريستوف إم شميت وبياتريس فيدر دي ماورو في مقال مشترك في صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه تسايتونغ" الألمانية من أن هذه الأزمة يمكن أن تؤدي إلى المزيد من الالتزام الضمني غير المحدود على بقية دول المجموعة أو إلى انهيار وحدة العملة الأوروبية.

وشهدت الساعات الماضية مشادات كبيرة بين دول المنطقة ونقلت صحيفة فرنسية تصريحات للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يوجه فيها انتقادات حادة لألمانيا وذلك قبيل القمة الأوروبية المقرر انعقادها اليوم الخميس لمناقشة مخرج لأزمة ديون دول منطقة اليورو. ووفقا لتقرير الصحيفة ، قال ساركوزي لمقربين منه قبيل اجتماع لمجلس الوزراء الأسبوع الماضي: الأنانية الألمانية شيء إجرامي فهي تطيل أمد الأزمة.

في الأثناء جدد صندوق النقد الدولي مناشدته دول مجموعة اليورو أن تتماسك بشكل أقوى في خضم الأزمة المالية التي تهدد بإفلاس عدد من دول المجموعة. وجاء في تقرير للصندوق عن السياسة المالية في الاتحاد الأوروبي أن مواجهة الوضع الحالي في دول اليورو تتطلب التعاون بشكل أكثر تماسكا. وحذر الصندوق في تقريره من خطر تعرض اتحاد دول اليورو لعواقب كبيرة جراء مشاكل عجز الموازنة التي تعاني منها دول مثل اليونان.



إسقاط الديون

وطالب الخبراء الأمان بإسقاط جزء من ديون اليونان كحل لأزمة الديون الراهنة. يأتي ذلك في ظل التصعيد الذي تشهده أزمة الديون في منطقة اليورو وقبل وقت قصير من قمة زعماء منطقة اليورو في بروكسل لبحث سبل حل هذه الأزمة. وأعرب حكماء الاقتصاد الخمسة عن اعتقادهم بتلاشي الأمل في إمكانية أن ترد الدول المتأزمة في المجموعة وهي اليونان وايرلندا والبرتغال المساعدات المالية التي حصلت عليها من الاتحاد الأوروبي في المستقبل القريب.

وقال الحكماء في مقالهم إن الالتزام الضمني غير المحدود على بقية دول المجموعة تجاه الدول المتعثرة في ظل تلاشي أمل استرداد المساعدات المالية المقدمة لهذه الدول أدى إلى إنشاء برامج دعم حكومية كبيرة أثقلت كاهل بقية دول المجموعة المتعافية اقتصاديا وفي مقدمتها ألمانيا. وطالب حكماء الاقتصاد بالسعي إلى إسقاط جزء من ديون السندات المستحقة بنسبة 50% الأمر الذي سينخفض معه حجم الديون اليونانية من 160 إلى 106%.

وفي الوقت نفسه اقترح حكماء الاقتصاد الألماني إمكانية أن تقوم المصارف باستبدال سندات من مظلة الإنقاذ الأوروبية بسندات يونانية. وكان وزير الاقتصاد الألماني فيليب روسلر أعلن في وقت سابق عن رفضه الشديد لشراء سندات يونانية عن طريق مظلة الإنقاذ الأوروبية.



اتهامات متبادلة

وذكرت صحيفة لو كانار إنشيني الفرنسية أن ساركوزي قال عن الموقف الألماني في أزمة الديون بمنطقة اليورو: اليونانيون يفعلون ما في وسعهم وقد حققوا بالفعل عدة أشياء ، لكن الوحيدين الذين ينقصهم التضامن هم الألمان. وكانت باريس وبرلين اختلفتا مؤخرا حول حجم مشاركة البنوك في حزمة مساعدات اليونان. ومن المقرر أن يلتقي زعماء سبع عشرة دولة عضوة في منطقة اليورو في بروكسل في قمة من المتوقع أن تتم فيها الموافقة على حزمة إنقاذ جديدة لليونان. لكن ألمانيا وفرنسا قللتا من حجم التوقعات في الفترة السابقة على الاجتماع. وحذرت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل من أن القمة لن تثمر عن أي إجراءات مذهلة لحل أزمة منطقة اليورو.

لكن وزير المالية الفرنسي فرانسوا بارو قال إن الاجتماع سيبعث برسالة قوية بشأن التزام أوروبا بضمان استقرار العملة الموحدة. وقال إن من المرجح أن تظهر فكرتان أو ثلاث أفكار بسيطة في القمة بشأن اعتماد منهج أكثر مرونة لمواعيد الاستحقاق وأسعار فائدة الديون الذي جرى الاتفاق عليه مع اليونان والاقتصادات الضعيفة الأخرى وتوسيع استخدام صندوق الاستقرار المالي الأوروبي.

وتحتاج اليونان التي تلقت حزمة إنقاذ بقيمة 110 مليارات يورو من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي العام الماضي إلى اتفاق قروض ثان للوفاء بالتزاماتها المالية بعد عام 2012. ويرجح محللون ان يسفر الاجتماع عن اتفاق مفاهيم على حزمة إنقاذ بحوالي 100 مليار يورو، لكن تفاصيل الاتفاق ستستغرق عدة أسابيع لبلورتها.



عملية محكمة

وفي مؤتمر صحفي مشترك عقدته المستشارة مع الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف في هانوفر غربي ألمانيا قالت ميركل إن التغلب على أزمة الديون في دول منطقة اليورو يتطلب عملية محكمة وخطوات متتابعة. وطالبت المستشارة بالبدء بالتعامل مع جذور المشكلة والتي تتمثل في الاستدانة العالية ونقص الكفاءة التنافسية. في الوقت نفسه قالت ميركل إن بمقدورها أن تتفهم تشوق شعوب هذه المنطقة إلى حل هذه المشكلة المثارة منذ ما يزيد عن 18 شهرا بخطوة واحدة واصفة هذا الشعور بأنه مسألة إنسانية.

وأوضحت ميركل أنه بعد مضي ما يزيد عن عام على الجدل الدائر حول مشكلة اليونان تولدت لدى شعوب منطقة اليورو رغبة عارمة في حل مشكلة الديون بخطوة واسعة وشاملة أي بخطوة مثالية وسحرية. ويرى العديد من الاقتصاديين أن حل الأزمة اليونانية يحتاج إلى المزيد من الإجراءات مثل إعادة جدولة الديون واصدار سندات أوروبية موحدة لاستعادة الثقة في اليورو وللحيلولة دون انتقال الأزمة إلى دول أخرى أعضاء في منطقة اليورو مثل إيطاليا وأسبانيا. لكن المستشارة قالت إن أي شخص يطلب اتخاذ إجراءات متعسفة لحل هذه المشكلة الخاصة بالديون يتصرف إما بإهمال أو لأنه فقد الصبر أو الاثنين معا.



تعزيز المؤسسات

ودعا صندوق النقد لتعزيز المؤسسات المعنية بمواجهة الأزمات داخل دول اليورو معتبرا أن تعزيز ميثاق الاستقرار الخاص بعملة اليورو وكذلك الآليات التي اعتمدت بالفعل داخل اتحاد اليورو لمراقبة العجز في الموازنة هي آليات إيجابية ولكنه دعا دول اليورو في الوقت ذاته لبدء المزيد من الإصلاحات الهيكلية وخفض الديون.

وأشار معدو التقرير إلى أن الوضع المتوتر للموازنات داخل بعض دول اليورو يمثل خطرا كبيرا على فرص النهوض الاقتصادي لهذه الدول ويهدد بتداعيات إقليمية واسعة على المستوى الدولي. ورأى معدو التقرير ضرورة تعزيز القطاع المصرفي بشكل خاص وأن النظام البنكي في دول المجموعة تظهر عليه علامات ضعف كبيرة بسبب ضعف تغطيتها برؤوس الأموال اللازمة وأن القطاع الخاص يتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية عن ذلك.

محب بلاده
2011-11-19, 13:51
أزمة الديون اليونانية.. إلى أين؟!!

كانت هناك قصة واحدة مؤثرة على الجميع في أسواق العملات هذا الأسبوع- وهي عمق أزمة الديون في منطقة اليورو.



تسبب رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو في إثارة مفاجأة وترقب بين المستثمرين العالميين عندما أعلن في وقت متأخر يوم الاثنين عن دعوته إلى استفتاء شعبي حول إذا ما كانت ستقبل شروط خطة إنقاذ منطقة اليورو الخاصة باليونان.

وكانت الحكومة اليونانية قد اعتمدت اقتراح باباندريو لإجراء استفتاء يوم أمس. يقال إن هذا التطور الدرامي مثير لغضب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ، الذين عملوا بشكل وثيق مع باباندريو خلال الأشهر الأخيرة في محاولة لتفادي انهيار اليونان المثقلة تمامًا بالديون.

وقد استدعى كلا من ساركوزي وميركل رئيس الوزراء اليوناني باباندريو إلى اجتماع طارئ في وقت لاحق اليوم كرد فعل منهما على ما جاء من أنباء من اليونان، ومنا لمتوقع ان يقوم خلال هذا الاجتماع بشرح وتبرير أفعاله.

لا يزال توقيت الاستفتاء اليوناني غير واضح، وكذلك الأمر بالنسبة للسؤال الدقيق الذي سيتم توجيهه إلى الناخبين اليونانيين. وأظهرت استطلاعات الرأي في اليونان أن التدابير التقشفية الصارمة التي فرضت من قبل مجموعة الترويكا الثلاثية المكونة من الاتحاد الأوروبي / البنك المركزي / صندوق النقد الدولي كجزء من اتفاقية تمويل خطة الإنقاذ، لا تحظى بشعبية على نطاق واسع. وبالتالي إذا كان الاستفتاء يهدف إلى الحصول على موافقة شعبية على استمرار مثل هذه التدابير ، فإن التصويت بـ “لا” بات أمرًا شبه مؤكد، وسوف تكون النتيجة هي العجز عن سداد الديون اليونانية ، الأمر الذي سيكون له نتائج مدمرة، وسوف يتعرض للخطر على وجه الخصوص القطاع المصرفي الأوروبي خاصة البنوك الفرنسية مثل سوسيتيه جنرال .



ومع ذلك ، فقد أشارت استطلاعات الرأي في الآونة الأخيرة إلى انه إذا كان الاستفتاء يهدف إلى سؤال الناخبين عن رأيهم حول الاحتفاظ بعملة اليورو، فسوف تكون نتيجة التصويت للغالبية العظمى هي “نعم”.

وخلال فترة ما بعد الحرب، من النادر ان تتوافر هذه المجموعة من الظروف الاقتصادية المتوترة. ويتجلى ذلك في حركة مؤشر التذبذب(vix)، والذي يشار إليه أحيانا باسم مؤشر الخوف. حيث ارتفع هذا المؤشر بنسبة 22% يوم الاثنين، وبما يزيد عن 13% خلال جلسة التداول يوم أمس.



سادت أجواء من الابتعاد عن المخاطرة والتي ظهرت في مؤشر الأسهم الألماني dax، والذي تراجع بنسبة 5% عن ما كان عليه يوم أمس، بينما تراجع مؤشر كاك 40 (cac 40) الفرنسي بمعدل اكبر. وكان الدولار الأمريكي ه المستفيد الأساسي في الأسواق المالية، حيث يسعى المستثمرين إلى الأصول الآمنة. وأدى هذا إلى تراجع الجنيه الإسترليني/ الدولار الأمريكي gbp usd إلى ما دون مستوى 1.6000 مرة أخرى. وفي الوقت ذاته، ارتفع كلاً من الجنيه الإسترليني، الدولار الاسترالي gbp aud والجنيه الإسترليني/ الدولار النيوزلندي gbp nzd والجنيه الإسترليني/ راند جنوب افريقيا gbp zar، حيث يبتعد المستثمرون عن الأصول التي ينطوي على تداولها مخاطر عالية. ومن المحتمل ان يكون تسجل هذه الأزواج الثلاثة المزيد من الارتفاع إلا إذا توقفت هذه الفوضى في منطقة اليورو. ولكن في ظل الأحداث الأخيرة، يبدو ان هذا الأمر غير مرجح.

محب بلاده
2011-11-19, 13:52
مثل الكثير من الحوادث التاريخية بدأت أزمة الديون الأوروبية في اليونان. البلد يعاني اليوم وحياته ووجوده متعلقان بالمساعدات المالية الخارجية. المحادثات حول إنقاذه ما زالت جارية منذ أكثر من عام. يجب على الحكومة اليونانية تطبيق إصلاحات عميقة ومؤلمة على مجتمعها تشبه ثورة ثقافية. التجارة السرية والتوظيف غير المشروع والتهرب الضريبي والمحسوبية كلها آفات يجب القضاء عليها وإلا فإن الاقتصاد اليوناني لن يعود لعافيته.

اليونان تتخبط في أزمتها الإقتصادية

سائقو سيارات الأجرة في اليونان أعلنوا الحرب على قرار الحكومة إعادة تنظيم قطاع النقل.
تحرير القطاع ومنح رخص لسيارات أجرة جديدة هو أكثر ما يرفضه السائقون في القرار الوزاري الذي يأتي ضمن تنفيذ تعهدات أثينا للاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي لقاء إقرار خطة إنقاذ البلاد العام الماضي.

لكن ما من خيار امام اليونانيين، عليهم تنفيذ تعهدات بلادهم بعد ان بلغ ناتجها المحلي الإجمالي مائتين وثلاثين مليار يورو مقابل دين عام بثلاثمائة وخمسين مليارا.

ولملء هذه الفجوة تأمل أثينا إدخال خمسين مليار يورو إلى خزينتها بحلول عام 2015 من خلال خصخصة بعض القطاعات، لكن ذلك لن يكون كافيا حسب وزير المالية اليوناني ايفانجيلوس فينيزيلوس” “نحن مستعدون لتنفيذ برنامج الخصخصة ، لكن نحن بحاجة أيضا إلى الدعم الحقيقي من شركائنا لأنه بدون مساعدتهم، لا يمكن أن نصل إلى هدفنا ليس شكليا ولكن فعليا. لسنا بحاجة فقط لى الأرقام بل ايضا إلى نتائج حقيقية”.

لكن كيف يمكن دعم خطة تسديد الدين وإعادة اليونان إلى الأسواق المالية في حين ان اقتصادها دخل في حالة ركود بعد استنزافه خلال عامين من التقشف؟؟

وفقا لصندوق النقد الدولي فإن الناتج المحلي الإجمالي سينكمش بمقدار ثلاثة فاصل ثمانية في المائة خلال العام الحالي، وهو ما يقلق اليونانيين أكثر، في ظل بطالة وصلت إلى سبعة عشر في المائة.

ما يزيد الوضعَ سوءا، الأسعار التي ارتفعات بنحو ثمانية في المائة على مدى العامين الماضيين ، أي أكثر بثلاث مرات من الرواتب التي ارتفعت باثنين فاصل ثلاثة في المائة.
على سبيل المثال سعر فنجان كابوتشينو في أثينا بات أغلى منه في باريس!

أسعار تنعكس سلبا على أهم القطاعات المنتجة في البلاد.. السياحة.
فخمسة عشر مليون سائح كل عام يشكلون ستة عشر في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. ولكن هنا أيضا، على اليونانيين تحسين القطاع وإزالة بعض عيوبه لا سيما البيروقراطية.

حوار مع لوكا كاتسيلي الوزيرة اليونانية للعمل والاقتصاد سابقا

يورونيوز: تنضم إلينا الآن من أثينا لوكا كاتسيلي، وزيرة العمل في الحكومة اليونانية السابقة، ووزيرة الاقتصاد ما بين ألفين وتسعة وألفين وعشرة. السيدة كاتسيلي بصفتك خبيرة اقتصادية وحليفا سياسيا مقربا من رئيس الوزراء باباندريو، سأبدأ معك الحديث بهذا السؤال: هل ما زلت تؤمنين باليورو وبمنطقة اليورو؟

لوكا كاتسيلي: بالتأكيد. لكن هذا يتعلق طبعا بمدى إظهار الزعماء الأوروبيين لإرادتهم بخصوص مساندة منطقة اليورو غدا، وخلال الأيام القادمة، وخلال الأسابيع القادمة. باتخاذا الإجراءات المناسبة لتقديم الاستقرار المالي الدائم في كل منطقة اليورو.

يورونيوز: باستثناء أعمال الشغب والاحتجاجات في الشوارع، كيف غيرت الأزمة المجتمع اليوناني؟ ما بين مقولة “كنا نعيش فوق مستوياتنا لمدة طويلة وعلينا الآن العمل بجد” ومقولة “الطبقة السياسية خانتنا ونحن جميعا ضحايا“؟

لوكا كاتسيلي: هناك بعض الحقيقة في المقولتين. حينما تكون هناك أزمة بمثل هذا الحجم غير المسبوق فإن الناس يكونون غاضبين. فهناك استقطاع في موازنة العائلات، والناس يرون أن حياتهم انقلبت رأسا على عقب. القوة الشرائية تراجعت والبطالة ارتفعت. لذلك فإن هناك غضبا، وهناك إحباطا، ولكنني أعتقد أن هناك أملا في أن نفعل ما نحن بحاجة لفعله، التحرك للأمام ومواصلة النمو وإخراج البلد من هذه الورطة.

يورونيوز: بعض الشروط المفروضة من الدائنين الدوليين هي حزمة من إجراءات تقشفية وإصلاحات هيكلية. الحكومة عرضت قائمة بالمنشآت العامة التي ستباع للقطاع الخاص. كيف يؤثر ذلك على الروح الوطنية؟ نحن نتكلم عن بنية تحتية وعقارات وحتى بعض الجزر…

لوكا كاتسيلي: قضية الخصخصة قديمة، والإصلاحات الهيكلية تعني أكثر من مجرد الخصخصة. لكن الخصخصة هي جزء لا يتجزأ من حزمة لتحسين القدرة على التنافس. ليس هناك شك في أن معظم اليونانيين لا يعارضون برنامج خصخصة معقولا وذا مصداقية، وخاصة في القطاعات التي لا يود القطاع العام تسييرها. لكن هذا يجب أن يتم في إطار من الشفافية والمحاسبة، وأن نضمن أن تلك الأصول حينما تباع، ستباع بأسعار معقولة وفي وقت معقول.

يورونيوز: اليونان ليست مفلسة فقط. إنها بعيدة عن التنافس. والتعامل مع هذه المشكلة يتطلب سنوات من الإصلاحات المؤلمة. هل البلد مستعد لذلك؟

لوكا كاتسيلي: البلد مستعد للقيام بكل ما نحن بحاجة إليه لتحسين التنافس، ووضع مشكلة البطالة في قلب البرنامج السياسي، ومواصلة النمو. ولكن لتحقيق هذه الأمور نحن بحاجة إلى دعم الأوروبيين، لأننا لا نستطيع حل مشكلة الديون بأنفسنا. يجب أن يكون هناك حل أوروبي لمشكلة الديون. نحتاج إلى تحمل مشترك لهذا العبء، نحتاج إلى تغيير تدريجي لسياستنا مع تحسن الأمور، حتى يكون عبء التوافق مقسوما بين الجميع، كما نحتاج إلى محاربة التهرب الضريبي وتحسين هيكلة الإنتاج، وجذب الاستثمارات التي نحن بحاجة ماسة إليها.

محب بلاده
2011-11-19, 13:53
ازمة الديون اليونانية تهدد العالم
ازمة الديون اليونانية تهدد العالم

يبدو ان مستقبل اليونان قد تقرراو بالاحرى ستتاح لليونان فرصة لإعلان الافلاس. وبعد ان تخلى دافعو الضرائب الالمان عن تأمين حياة اليونانيين الجميلة تذوب من يوم الى آخر قدرة حكومة المستشارة الالمانية انجيلا ميركل على تقديم الدعم المالي لحلقات ضعيفة في سلسلة منطقة اليورو. ويبدو ان ميركل قد اختارت أهون الشرين: إما ان تفقد السلطة وإما ان تقبل بافلاس اليونان. وهي الى جانب الشر الثاني.

اذن فلماذا يشكل إفلاس اليونان،التي يبلغ حجم اقتصادها زهاء 230 مليار يورو فقط ودينها 240 مليار يورو، تهديدا للعالم؟. بلا شك يعتبر هذان المبلغان كبيرين رغم انهما غير ملحوظين على المستوى العالمي. وسيكون التخفيض السريع لأسعار اسهم المصارف والشركات الاستثمارية وغيرها من الشركات التي تحفظ فيها اوراق الدين اليوناني بمثابة حصيلة من الصعب التكهن بها. الامر الذي سيزيد من الخسائر المباشرة الناجمة عن شطب الديون اليونانية. وفي حال عدم مساعدة الحكومات لشركاتها ومصارفها سيتم افلاسها، وسيعقب ذلك إفلاس شركات التأمين التي قامت بتأمين الديون اليونانية مما سيؤدي بحسب ظاهرة الدومينو الى سلسلة من الافلاسات ستعم اوروبا كلها والاقتصاد العالمي كله لكونه يحمل طابعا شاملا.

من المعروف ان المصارف الفرنسية هي الجهات الرئيسية التي تودع فيها اوراق الديون اليونانية. وقامت المصارف الالمانية والامريكية وغيرها من المصارف الاجنبية بتأمينها. وستشهد الاسواق المالية العالمية البيع الجماعي للاسهم التي سينخفض سعرها بشكل سريع مما سيؤدي الى انخفاض سعر المواد الخام والنفط ضمنا. وسيوجه ذلك بدوره ضربة الى الدول المصدرة لموارد الطاقة وستتقلص عائداتها مما سيؤثر على شروط الاقراض لكل الشركات والمستهلكين دون استثناء.

وسيتسبب تقلص الاموال في تقلص الاستهلاك والانتاج وستنمو البطالة بشكل سريع مما سيؤدي الى خروج مظاهرات الاحتجاج الاجتماعي.

وفي حال التطور الاقل خطورة وعدم افلاس المصارف التي تودع فيها الديون اليونانية فان خسائرها ستزداد الى درجة تجبرها على طلب التمويل الاضافي وتقليص اقراض البزنيس وبيع اصولها مما سيسبب عاصفة مالية لا تقل خطورة عن إفلاسها.

اذن ان ازمة الدين اليوناني يمكن ان تلعب الدور النفسه الذي لعبه افلاس مصرف "ليمان براذرس" الامريكي عام 2008. لكن العواقب ستكون اخطر هذه المرة، علما ان الحكومات قد ضخت تريليونات الدولارات في الاقتصادات الوطنية دون ان يطرأ عليها تحسن ملموس. وستقل هذه المرة قدرات الحكومات على رد الفعل.

الا ان الخسائر المباشرة للجهات الدائنة لليونان لا تعتبر الشئ الاكثر خطرا ، علما ان الوضع في الاقتصاد اليوناني ليس فريدا من نوعه . لان اقتصادات غالبية الدول الغربية والولايات المتحدة ضمنا تستنسخ الاقتصاد اليوناني بهذه الدرجة او تلك. ولدى كل الدول الاقتصادية العالمية ديون يمكن مقارنتها مع الديون اليونانية من حيث علاقتها بالناتج المحلي الاجمالي. وتواجه كل تلك الاقتصادات خطورة الكساد حيث تنقذ نفسها عن طريق تضخيم نفقات ميزانية الدولة التي يتم تمويلها على حساب زيادة الدين السيادي والضغط على المستثمرين وطبع الاوراق المالية غير المضمونة بشيء من وقت الى آخر.

وتعتبر ثقة المستثمرين الدوليين الشعرة الاخيرة التي يعلق عليه مصير منطقة اليورو والاقتصاد العالمي كله. وستكون ازمة الديون اليونانية سابقة اولى سيتساءل المستثمرون العالميون بعدها من سيكون البلد المفلس الاخر. وبين الدول المرشحة للافلاس عقب اليونان ايطاليا التي يبلغ دينها نحو 1.85 تريليون يورو. وستقوم ازمة الديون الايطالية بدفن النظام المالي العالمي والاقتصاد العالمي ككل.

وسيدرك المستثمرون بعد وقوع ازمة الديون اليونانية ان الاموال لا تكفي لانقاذ بلدان مدينة اخرى بعد ان عجزت الحكومات الاوروبية عن انقاذ اليونان التي تبلغ ديونها 240 مليار يورو. وسيصبح تدهور منطقة اليورو وتنامي الازمة العالمية امرا لا مفر منه. وهناك طريقة واحدة لتأجيل تطور الوضع بحسب هذا السيناريو، وهو طبع الاوراق المالية غير المضمونة لكن بحجم اكبر مما هو عليه الآن ومنح الاموال لكل من يطلبها. لكن المصرف الاوروبي يجد نفسه غير جاهز لعمل ذلك لحد الآن. ولعله سيعيد النظر في موقفه بعد وقوع ازمة الديون اليونانية وبدء تدهور منطقة اليورو. الا ان الوضع السياسي الراهن يجعل تطورالازمة بحسب السيناريو المذكور اعلاه امرا لا مفر منه.

محب بلاده
2011-11-19, 13:54
أزمــة اليــــونان (http://www.aljazeera.net/NR/exeres/38804619-5A90-42F8-AB6B-54C1064972D7.htm)

houhou star
2011-11-19, 13:55
اخي بارك الله فيك
ن فضلك لو تفيدني ب معلومات هل اضع البحث كما اعطيته لي
لاننا و الله العام الماضي لم نقم باي بحث و لا احد درس نهجية البحث و بارك الله فيك

محب بلاده
2011-11-19, 14:15
كيف تكتب بحثاً قصيراً؟؟

تعريف البحث :- يمكننا تعريف البحث على أنه التعمق في معرفة أي موضوع والبحث عن الحقيقة ، بهدف اكتشافها وعرضها بأسلوب منظم يساهم في إغناء معلوماتنا.

أنـواع البحوث :- هناك ثلاثة مستويات من البحوث :

بحوث قصيرة على مستوى الدراسة الجامعية الأولى ( البكالوريوس ) وهي ما يطلق عليها عادة عبارة (Term Paper ) هدفها هو أن يتعمق الطالب في دراسة موضوع معين ، وليس الحصول على معلومات جديدة ، وأن يتدرب على استخدام مصادر المعلومات المطبوعة وغير المطبوعة ، ثم تحليلها والوصول الى نتائج . عادة يكون هذا البحث قصيراً من 10 – 40 صفحة .
بحوث متقدمة على مستوى رسالة الماجستير وتسمى ( Master Thesis ) وهي عبارة عن بحث طويل نوعاً ما يساهم في إضافة شيء جديد في موضوع الإختصاص .
بحوث متقدمة على مستوى رسالة الدكتوراة ( Doctoral Dissertation ) وهو بحث شامل ومتكامل لنيل درجة جامعية. يشترط به أن يكون جديداً وأصيلاً وأن يساهم في إضافة شيئاً جديداً للعلم .

خطـوات كتابة البحث :-

إختيار الموضوع :- يمثل اختيار الموضوع الخطوة الأولى ونقطة البداية في كتابة البحث . ومن المهم أن يثير اختيار الموضوع إهتمام الباحث والمشرف على السواء . ولا بد أن يكون موضوع البحث محدداً وضيقاً وليس عاماً ، أي أن تكتب بحثاً في نقطة واحدة ، أو جانب محدد .
البحث عن المصادر والمراجع :- قبل كتابة أي بحث لا بد من تجميع المراجع الضرورية والكافية عن الموضوع . إذ لا فائدة من موضوع جيد ليس له مراجع . كما أن قراءة المراجع المتاحة ضرورية لوضع برنامج القراءات وأخذ الملاحظات. تشتمل قائمة المراجع والمصادر على ما يلي:
الموسوعات العامة
الموسوعات المتخصصة
فهارس الدوريات
الكتب
مقالات الدوريات والصحف الورقية والآلية
شبكة الإنترنت للبحث عن معلومات ومصادر معلومات في غاية الأهمية والحداثة.
تدوين مصادر المعلومات الأساسية :- هنا يبدأ الباحث باستعمال بطاقات متساوية الحجم لأبحاثه ، بتخصيص بطاقة واحدة لكل نقطة من النقاط الهامة ، يدون عليها المعلومات الهامة من الدراسة ، سواء كان ذلك (أ) عن طريق ألاقتباس (ب) أو تلخيص الأفكار مع ذكر المصدر باستمرار أي : اسم المؤلف ، عنوان الكتاب أو المقال ، والصفحة ، الناشر وبيانات النشر وسنة النشر ، على إحدى زوايا البطاقة ، وهذا سيكون له أهميته عند عمل الببليوغرافيا النهائية للبحث .
تجميع وتنظيم الأفكار :- بعد تجميع ما يكفي من المعلومات حول موضوع البحث ، يتم ترتيب بطاقات البحث حسب تسلسل الأفكار الرئيسة. بعد ذلك يصبح الباحث ملماً نوعاً ما بنواحي موضوعه وبناءً عليه يضع خطة أو هيكلاً عاماً مؤقتاً لبحثه، يراعي فيه الترتيب المنطقي المتسلسل والترابط بين أجزائه ويختار له عنواناً مختصراً واضحاً، على أن تكون هذه الخطة خاضعة للتعديل من حذف وإضافة فيما بعد . ثم يبدأ بكتابة البحث بروية ودقة كمسودة أولى ، وذلك وفق الخطة التي وضعها في البداية والتي تتضمن أجزاء البحث الرئيسة التالية :-

المقدمة:- وهي الباب الرئيسي الذي ندخل منه إلى صلب الموضوع ، وتتضمن النقاط التالية :-
المتن أو المحتوى:- وهو القسم الرئيسي من أي بحث، ويمثل جوهر الموضوع لأنه يحوي القسم الأكبر من المعلومات التي جرى عرضها وإعطاء الرأي فيها على هيئة فصول أو أبواب.
الخاتمة:- وهي حصيلة البحث وتأتي في آخر البحث، وتجسد النتائج النهائية التي توصل إليها الباحث، حيث يتمكن القارئ من خلالها معرفة ما أضافه الباحث على الموضوع.
قائمة الجداول:- إذا تضمن البحث جداول إحصائية.
الملاحق:- إذا تضمن البحث بعض الاستبيانات أو الوثائق الهامة.
قائمة المراجع:- على الباحث أن يقوم بإعداد قائمتين: واحدة باللغة العربية ، والثانية باللغة الإنجليزية، كل على حده، وأن تشتمل هذه القوائم على الكتب والمقالات وأية مصادر أخرى استخدمها عند كتابة بحثه.

محب بلاده
2011-11-19, 14:16
كيف تكتب بحثا جامعيا ؟ (4) مرحلة ما قبل كتابة البحث

اعداد : الدكتورة / فاطمة اسماعيل

أستاذ بكلية الآداب - قسم الفلسفة كلية البنات - جامعة عين شمس

ثامنا : منهج دراسة البحث :

المنهج يعنى طريق السيرفىالبحث انطلاقامن نقطةمحددة وصولا للهدف المنشود،
مارا بخط سير يمتد من نقطة البداية وصولا الى نقطةالنهاية ، والنهج وثيق الصلةبالخطة الموضوعةالتى رسمها الباحث للموضوع ، واذا كان المنهج يتكون من المعطيات والنتائج والمبادئ التىيقوم عليهاالاستدلال،فأن المادةالعلمية
التى جمعهاالباحث تمثل المعطيات التى ينطلق منهاالباحث فىسيره نحو تحقيق
الأهداف ، وقد يصل الباحث الى نتائجه عن طريق المهج التجريبى الذى يبدأ
بالخطوات التالية :

1- تحديد المشكلة محل البحث .
2- جمع البيانات والمعلومات حول المشكلة .
3- فرض الفروض لحل المشكلة .
4- اختبار صحة الفروض .
5- التوصل الى نتائج يمكن تعميمها .

ولقد أشرنا – فيما سبق – الىالعنصرين( 1، 2 )عند الحديث عن تحديد موضوع
البحث ، وجمع المادة العلمية ، أما العناصر الأخرى نوضحها كما يلى :

فرض الفروض لحل المشكلة :
هو ما يمثل الخطوة الثالثة بعد تجميع البيانات الخاصةبالمشكلة وتدوينها ،تأتىمرحلة تحليل هذة البيانات والربط بينها لرسم صورة دقيقة عن المشكلة ومعرفةأسبابهاالحقيقية،للوصول الىطرق الحل،ولن يتم الوصول الىحل المشكلة الابافتراض الفروض وهىما يمثل الاقتراحات الممكنةلعلاج المشكلة .... ويشترط
لسلامة الفروض أن تكون موجزة ، واضحة ، وقابلة للتحقق من صلاحيتها وترتبط قدرة الباحث على وضع الفروض بمقدار خبرته ومعلوماته بموضوع البحث أو بالمشكلة محور الدراسة .

والفرض الجيدينبع من اطارمعرفةحقيقيةبالمشكلة سواءمن خلال استقراءلتجارب
علمية صدقت نتائجها، أو من خلال تجربة حية واقعية قام بها الباحث ، وليس من مجرد تخمين بعيد عن الواقع .

أما اختبار صحة الفروض :

أىالتحقق من مدى سلامةهذةالفروض وامكانيةصلاحيتها لحل المشكلة محل البحث ، يعتمدهذاالاختبار على أدوات التحليل التى يستخدمهاالباحث فى اطار المنهج المستخدم فى البحث س واء كان الاطار يحمل الطابع التجريبى الذى يستند الى
الواقع التجريبى ، أو يحمل الطابع الرياضى فيكون ذا خطة استنتاجية تعتمد علىالتسليم بالفرض مقدماالىأن يقودالىغابةمن المفارقات المنطقية وفى هذة
الحالةيتم استبعاده نهائيا ، واستبداله بفرض آخر يؤدى الى نتائج مقبولة .

وبعد أن يتم التثبت من صحة الفرض من عدمه يمكن التوصل الى ما يقود اليه هذاالفرض من نتائج وأحكام عامةيمكن تطبيقه وتعميمها. وهنا يتساءل الباحث عن النتائج التى وصل اليها هل تضيف جديدا فى مجال البحث وفى حل المشكلة أو ايضاحها؟

غير أننا نريدأن نشيرالى نقطة مهمةوهىأن الباحث يستطيع أن يستخدم مناهج
متعددةفى دراسته،قد يتخذ المنهج التاريخى الذى يسير فيه على نهج التدرج
التاريخى للأفكار،مع مراعاة تطور هذة الأفكار ، والدوافع الكامنة وراء هذا
التطور،غير ما نريد التأكيد عليه هو أن الاجراءالنهجى الذى يتخذه الباحث
سواء كان المنهج يحمل الطابع التجريبى أو الطابع الرياضى أو التاريخى ، فان الأمر لن يخرج عن منهج " التحليل والتركيب " الذى يتكون من خطوتين : خطوة تحليلية نقدية ، وخطوة ايجابية تركيبية بنائية .

فى الخطوة التحليلية: يقوم الباحث بدراسة المعطيات المتوفرة لديه ، تلك
المعطيات التى تمثل المادةالعلمية–كماأشرنا – فيعمل علىتحليلها وتفتيتها
وصولا الىأدق تفاصيلها ، ضاربا فى الأعماق الى ما تحت الجذور لمعرفة الأسس
المكونة لهذة المعطيات ، وكيف تم تركيبها فى بناءقد يكون متماسكا أو قد يكون غيرمتماسك،وهناتقضىعمليةالتحليل قدرةمن الباحث علىالتحليل والتفنيد والنقد،وعدم التسليم بالآراء التى يقرأها،أو قبولها قبولا حتميادون التأكد من سلامة الاستدلال أو وقوع المؤلف فى تناقض يكشف عن تهافت البناء بأكمله .

ولا ينبغى على الباحث الاكتفاء بالمرحلة التحليلية فى المنهج ،بل لا بد أن
يعقبها بمرحلة تركيبية بنائية، يكشف فيهاالباحث عن العلاقات الرابطة بين
المعطيات والنتائج،عن طريقة خطة سير منهجية محكمة يقتنع بها ويقتنع بها
الآخرين،وتأتىقوةالاقناع نتيجةلسلامةالاستدلال،سواء كان استدلالا استقرائيا أو استنباطيا ، أو جامعا لهما معا .

والخلاصة أن المنهج يتسم بالعلمية عندما يلتزم البحث بالشروط التالية :
1- أن يتناول البحث شيئا محددا واضحا .
2- أن يقدم البحث عن هذا "الشئ" أمورا لم تكن معروفة من قبل،أو أن يقوم
بمراجعة كل ما قيل عن الموضوع من منظور مختلف .
3- أن يكون مفيد ونافعا بالنسبة للآخرين ، أو بالنسبة لأعمال لاحقة تتعلق
بالموضوع .
4- أن يزودنا بمنهجية علمية دقيقة كالعناصراللازمةالدالةعلى صحة الافتراض
الذى يقدمه ، وتقديم الأدلة والتحدث عن الكيفية التى يتم التوصل بها الى
النتائج،وايضاح المنظور الذى تم تطبيقه على البراهين ، والأسس التى بنيت
عليها الأحكام ... الخ .

boutrig
2011-11-19, 14:27
اريد مساعدتكم في انجاز تطبيق التعبير الكتابي :

كنت شاهدا لحادث القاء القبض على مروج مخدرات قرب مؤسسة تربوية.

اكتب تقريرا عن ذلك الى مدير الاكمالية التي تدرس فيها تعرض عليه

ان يدعوة قوات الامن الى مراقبة الاشخاص المشبوهين الذين يحومون حول الاكماية .
عااااااااااجل اريده اليوم ان كان بامكانكم

ahmedinfo
2011-11-19, 17:30
salam

ana rani nhawas 3la exposer sur : 1/ pyopneumothorax
2/ gastrite

voila le plan pour les deux l'exposer:
- definition
-la clinique
-les etiologies
-trairement
-complication
-prevention

en fin merci mon frere rebi yahafdek inchallah

salam

الصفا
2011-11-19, 17:59
السلام عليكم ابحث عن موضوع .مجالات النمو لدى طفل التحضيري و شكرا.

ssousou
2011-11-19, 18:10
ممكن مساعدة في البحث : السياحة في الجزائر
مقياس اقتصاد الجزائر
سنة تانية
في اسرع وقت ممكن الله يسترك خيو

محب بلاده
2011-11-19, 18:57
salam

ana rani nhawas 3la exposer sur : 1/ pyopneumothorax
2/ gastrite

voila le plan pour les deux l'exposer:
- definition
-la clinique
-les etiologies
-trairement
-complication
-prevention

en fin merci mon frere rebi yahafdek inchallah

salam


http://www.medcyclopaedia.com/library/topics/volume_v_1/p/pyopneumothorax.aspx

http://www.aic.cuhk.edu.hk/web8/pyopneumothorax2.htm

http://www.abcdasaude.com.br/artigo.php?206

http://www.automedicazione.it/default.aspx?idPage=8060

http://www.doctissimo.fr/html/sante/encyclopedie/sa_947_gastrites.htm

محب بلاده
2011-11-19, 19:02
http://www.info-reine-des-pres.fr/gastrite.php

http://www.news-medical.net/health/Gastritis-Symptoms-%28French%29.aspx

http://dictionary.reference.com/browse/pyopneumothorax

محب بلاده
2011-11-19, 19:03
http://www.info-reine-des-pres.fr/gastrite.php

http://www.news-medical.net/health/Gastritis-Symptoms-%28French%29.aspx

http://dictionary.reference.com/browse/pyopneumothorax

محب بلاده
2011-11-19, 19:04
ممكن مساعدة في البحث : السياحة في الجزائر
مقياس اقتصاد الجزائر
سنة تانية
في اسرع وقت ممكن الله يسترك خيو




السياحة في الجزائر..
سحر الطبيعة في حوار البحر والجبل


http://www.aljazeera.net/mritems/images/2004/11/23/1_511750_1_34.jpg


بين الرمل والرمل تنهض القمم الخضراء إلى ذرى شاهقة تطال الغيم وتطل على زرقة مياه المتوسط شمالا ونقاء كثبان الصحراء جنوبا، في ما تبسط النخلة المعطاء سعفاتها الخضراء في كل اتجاه لتكتب بمداد الجمال والعراقة والشموخ اسم الجزائر.
مساحة شاسعة تمتد بين شطآن البحر الأبيض المتوسط شمالا وأعماق الصحراء الكبرى جنوبا، زاخرة بثروات من المقاصد السياحية المتنوعة، فإن شئت بحرا فأمامك نحو 1200 كم من الشواطئ الجميلة النظيفة ذات الشمس والهواء والطقس المتوسطي المعتدل، وإن شئت الصحراء ففيها امتداد لا ينتهي وبيئة ساحرة يمزج فيها الإنسان أصالة تقاليده وتراثه مع صدق وفادته وترحيبه.

أما الجبال والمرتفعات الجزائرية ففيها ما يشتهي الراغب في التمتع بجمال الطبيعة أو المحب لهواية الصيد أو التخييم في الغابات أو لهواة التزلج على الثلج الأبيض في مرتفعات الشمال أو على الرمل الأصفر الناعم في الجنوب الصحراوي.
وتخطو الجزائر بقوة نحو تطوير قطاعها السياحي والارتقاء بمرافقه والاهتمام بالمقاصد السياحية الجديدة وفتح الباب أمام تدفق الاستثمارات المحلية والدولية إلى قطاع السياحة للإفادة من الموارد السياحية الهائلة التي تزخر بها الجزائر الممتدة فوق مساحة مليوني كم2 تقريبا والتي تتميز بامتلاكها 1200 كم من السواحل الرملية الناعمة.
وتعمل الجهات المسؤولة عن صناعة السياحة في الجزائر على تطوير منتجات سياحية جديدة مثل السياحة الثقافية وأطلقت في الآونة الأخيرة حملة لمسح ورصد المواقع الأثرية خاصة الرومانية.

الجغرافيا والتاريخ


http://www.aljazeera.net/mritems/images/2001/10/15/1_60880_1_6.jpg


نبذة جغرافية
الجزائر هي إحدى دول شمال أفريقيا العربية، وتقع بين المغرب وتونس عند تقاطع خط العرض 25 درجة شمالا وخط الطول 3 درجات شرقا وتمتد شواطئها 1200 كلم شمالا على البحر الأبيض المتوسط، ولها حدود برية مشتركة مع ليبيا وتونس شرقا ومع المغرب غربا ومن الجنوب حدودها المشتركة مع كل من موريتانيا ومالي والنيجر وتعتبر الجزائر ثانية كبرى بلدان أفريقيا مساحة بعد السودان.

وتتكون أرض الجزائر من السهل الساحلي الشمالي على امتداد المتوسط وبموازاتها سلاسل جبال أطلس التل وجبال أطلس الصحراء باتجاه الجنوب وفيها أعلى المرتفعات وهي قمة تاهات وارتفاعها 3303 أمتار فوق سطح البحر، ثم جبال القبائل والأوراس وأولاد نايل والزاب وفيها أودية تجري مياهها في فصل الشتاء تنضب لتتحول إلى مراع خصبة، وأما بقية أرض الجزائر فهي عبارة عن صحراء شاسعة جدا تستوعب معظم سطحها.

نبذة تاريخية
عرفت الجزائر الحضارة عبر مختلف العصور، فقد عثر على بقايا وآثار نشاط إنساني تعود إلى نحو 7000 عام ق.م واحتكت بعدة حضارات سجلها التاريخ، كالحضارة الفينيقية التي تعامل معها الأمازيغيون سكان الجزائر آنذاك.

خضعت الجزائر في القرن السابع ق.م لحكم قرطاج ثم احتلها الرومان سنة 42 ق.م وعام 682م بدأ عصرها العربي الإسلامي وخضعت لحكم الفاطميين وبني عبدالواد والحفصيين وفي سنة 1518 خضعت لحكم العثمانيين ثم احتلها الفرنسيون عام 1830 حيث توالت مقاومة الجزائريين لهم إلى أن اندلعت ثورة الجزائر في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني 1954 وبها نال الجزائريون استقلالهم عن فرنسا سنة 1962. وانضمت الجزائر في نفس العام لجامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة.

المعلومات الأساسية


http://www.aljazeera.net/mritems/images/2000/9/13/image_occurrence1764_4.jpg


العاصمة: الجزائر

المساحة: مليونان و381 ألفا و741 كم مربع

السكان: 32.8 مليون نسمة (2003م), وتقدر الكثافة السكانية بـ 112 نسمة في كم مربع.

أهم المدن: وهران وتلمسان وقسنطينة والدرار وتمنراست وتيزي وزو وبجاية وعنابة وسكيكدة.

اللغة الرسمية: العربية، وتستخدم اللغتان الإنجليزية والفرنسية.

اليوم الوطني: الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني ( ثورة 1954).

الاستقلال: 5 يوليو/ تموز 1962.

التقسيم الإداري: 48 ولاية هي: أدرار والشلف والأغوط وأم البواقي وباتنة وبجاية وبسكرة وبشار والبليدة والبويرة وتمنراست تبسه وتلمسان وتيارت وتيزي وزو والجزائر والجلفة وجيجل وسطيف وسعيدة وسكيكدة وسيدي بلعباس وعنابة وقالمة وقسنطينة والمدية ومستغانم ومسيلة ومعسكر وورقلة ووهران والبيض واليزي وبرج بوعر يريج وبومرداس والطارف وتندوف وتسمسلت والوادي وخنشلة وسوق أهراس وتيبازة وميلة وعين الدفلى والنعامة وعين تموشنت وغرداية وغليزان.

التوقيت: غرينتش + 1

رمز الهاتف الدولي: 00213

العملة: الدينار الجزائري ويساوي 100 سنتم.

الدوام الحكومي: السبت إلى الأربعاء من 8 صباحا إلى 12 ظهرا ومن 14-18 مساء. أما يوم الخميس فمن 8 إلى 12.30 ظهرا.

الرمز: AG

تأشيرة الدخول: الجزائر تطبق مبدأ المعاملة بالمثل.

قوانين الجمارك: يسمح بإدخال السجائر والمشروبات ومستلزمات الاستعمال الشخصي.

المطارات: الجزائر ومطار هواري بومدين ووتوجد مطارات دولية في كل من ورقلة وعنابة وقسنطينة وغرداية ووهران، كما توجد مطارات محلية في معظم المدن الجزائرية.

الموانئ: الجزائر ووهران وعنابة وبجاية ومستغانم وسكيكدة.

الكهرباء: 127 و220 فولت.

الموارد الطبيعية: البترول والغاز والحديد والزنك والفوسفات واليورانيوم.

المحاصيل الزراعية: القمح والشعير والفواكه والزيتون والتمور والكروم والحمضيات.

الصناعات: التكرير والبتروكيماويات والصناعات الغذائية والتعدين والصناعات الخفيفة والمتوسطة والتحويلية.

الصادرات: البترول والغاز والفوسفات.

المناخ: مناخ الجزائر معتدل في الصيف حار وجاف، أما في الشتاء فدافئ وممطر.

السياحة في الجزائر


http://www.aljazeera.net/mritems/images/2004/11/23/1_511741_1_34.jpg


تظل الدهشة معقودة على فضاءات المشهد الجزائري ولا يؤجلها بين مشهد وآخر سوى حرارة اللقاء مع الإنسان الجزائري صاحب التقاليد الأصيلة المزينة بابتسامة الود والترحاب تجدها هناك في الجنوب حيث الصحراء المبسوطة أمامك بسكونها، وحيث تأسرك مغامرة الارتياد وتحفزك على التجربة المثيرة لتنام على رمالها الناعمة تحت نجوم الليل تلمع في سمائه الصافية.

ويثري تجربتك الإنسانية اللقاء مع أهل الصحراء قبائل الطوارق المتميزين بطبيعتهم الخاصة وأهم ملامحها شدة ترحيبهم بالضيف والاحتفاء به وإحاطته بمشاعر دافئة من الود والبشاشة.

والنخلة هي عروس الواحات السامقة، والغزلان الصحراوية تجد مرتعا لها في المحميات الطبيعية حيث يمكن مشاهدة الوعل ذي الأذنين الواسعتين أيضا..

وفي الشمال تظلك الأشكال والألوان، بالكروم وأشجار الفاكهة والحمضيات وأشجار الصنوبر البحري على السواحل.. والصيد متوافر في الشمال لمحبيه حيث يجد القناصون وفرة من القنص، أما الطيور بمختلف أشكالها فتتكاثر بسرعة في الشمال لتهاجر موسميا وتعود، مثل اللقلق والنعام والسمان.

خطط مستقبلية


http://www.aljazeera.net/mritems/images/2004/11/23/1_511739_1_34.jpg


ركزت الخطوات الجديدة التي اتبعتها الحكومة الجزائرية خلال السنوات القليلة الماضية على تبني إستراتيجية مستدامة للتنمية السياحية حتى العام 2010 علاوة على إنشاء هيئة متخصصة لدعم الاستثمار السياحي وربط التوسع السياحي بالوكالة الوطنية للتنمية السياحية التي حددت في الآونة الأخيرة 20 موقعا سياحيا لتنميتها في إطار الخطة المشار إليها.

وتمتد تلك المواقع على مساحة ألف هكتار. وتنص الخطة على زيادة السعة الإيوائية بمقدار50 ألف سرير بكلفة تبلغ 75 بليون دينار جزائري (حوالي مليار دولار أميركي) كما تنص على زيادة معدل الحركة السياحية الوافدة لتصل إلى 2.1 مليون سائح أجنبي و 980 ألف سائح وطني غير مقيم من المهاجرين.

وتقضي الخطة بإيجاد فرص عمل لمائة ألف موظف لشغل 25 ألف وظيفة مباشرة و 75 ألفا غير مباشرة. وتتوقع الخطة زيادة عوائد الدخل السياحي لتصل إلى ما يقارب 6.1 مليارات دولار.

إلى ذلك فإن إنشاء المجلس الوطني للسياحة في الجزائر من شأنه التكفل بجميع الجوانب المتعلقة بتنمية وتطوير صناعة السياحة على ضوء تمثيله لجميع المؤسسات والأجهزة المرتبطة مباشرة بتنمية وترقية النشاطات السياحية وتحسين نوعية الخدمات السياحية وترقية الصورة السياحية للجزائر في الخارج والمساهمة في إعادة الاعتبار للتراث الوطني والثقافي الجزائري والمساهمة في تحسين الإطار المعيشي.

الجزائر العاصمة


http://www.aljazeera.net/mritems/images/2004/11/23/1_511734_1_34.jpg


أسسها الفينيقيون في القرن الثالث ق.م. وحكمها الرومان وأسموها أيكوزيوم، وبعد سقوط الإمبراطورية الرومانية وفد إليها كثيرون من العرب الذين خرجوا هروبا من الأندلس بعد زوال الحكم العربي عنها عام 1492. واستولى العثمانيون عليها بقيادة خير الدين بربروسا عام 1511 وفي القرن الثامن عشر استقل داي الجزائر بها عن تركيا إلى أن احتلها الفرنسيون عام 1830 لتخرجهم منها ثورة الجزائر عام 1962.

تتميز مدينة الجزائر بقسميها الإسلامي القديم والأوروبي الحديث، ويعرف القديم باسم القصبة بشوارعها الضيقة ومساجدها العديدة وقلعتها التي بنيت في القرن السادس عشر.

وتعد القصبة تراثا معماريا تاريخيا هاما وسجلت من قبل منظمة اليونسكو كتراث عالمي سنة 1992، ومن معالمها الحدائق والمرصد الفلكي والمتحف الوطني ودار الكتب الوطنية وجامعة الجزائر التي تأسست عام 1909. وفي القصبة كثير من القصور والمنازل الفاخرة ذات الطراز العربي الإسلامي ومن أبرز مساجدها المسجد الكبير ومسجد كتشاوة.

ومن معالم مدينة الجزائر رياض الفتح وهو مجمع تجاري وثقافي يضم أسواقا حديثة ومطاعم وقاعات للسينما وفيه متحف المجاهدين الذي تعكس محتوياته المراحل التاريخية التي عرفتها الجزائر وفيه قرية لأرباب الصناعات والحرف الشعبية التقليدية وتتخلله المساحات الخضراء الجميلة، وهذا المجمع (المتحف) مبني تحت الأرض.

ومن معالم الجزائر نصب الشهيد الذي يشرف على مينائها، وهو مبني على شكل نخلة طولها 92 مترا وحولها ثلاث شعب من البازلت ترمز إلى النهضة الجزائرية في مجالاتها الثلاثة، الصناعية والزراعية والثقافية.

والجزائر العاصمة هي كبرى مدن البلاد ويسكنها نحو 5.3 ملايين نسمة وتقع على شاطئ المتوسط في منتصف الطريق الساحلي الذي يربط تونس شرقا بالمغرب، وهي من أجمل مدن ساحل البحر الأبيض المتوسط الجنوبي، وتنتشر أحياؤها ومبانيها فوق مجموعة من التلال المطلة على البحر، كما تنتشر على منحدراتها وسفوحها وفي السهل المنبسط تحتها غابات النخيل وأشجار الليمون والبرتقال والزيتون.

شاطئ سيدي فرج: وهو مجمع سياحي أقيم على منطقة كانت ممرا للاحتلال الفرنسي، وهو الآن عامر بالمرافق الترويحية والسياحية، والفنادق والمطاعم وأماكن للترفيه والألعاب المائية كما يضم مسرحا مفتوحا ومرافق خاصة للعلاج الطبيعي باستخدام مياه البحر.

تيبازة: وهي موقع يضم آثارا فينيقية ورومانية ماثلة، وفيها الآن أماكن للخدمات السياحية المتطورة من فنادق فخمة وقرى سياحية ومطاعم فاخرة. ومن أماكن الجذب السياحي في منطقة العاصمة مدينة شرشال السياحية.

البليدة


http://www.aljazeera.net/mritems/images/2005/2/6/1_524267_1_17.jpg


مدينة تقع في شمال الجزائر على سفوح جبال الأطلسي إلى الجنوب من سهل متيجة، وهي مركز إداري وتجاري وتشتهر بمنتجاتها الزراعية.

وهي محاطة بالحدائق وكروم البرتقال والزيتون وأشجار اللوز وحقول القمح والشعير والتبغ وشتى أصناف الفاكهة وتشتهر بإنتاجها لمستخلصات الأزهار، وفيها مرتفعات الشريعة المشهورة بمرافق التزلج على الثلوج خلال فصل الشتاء.

الهقار والطاسيلي


http://www.aljazeera.net/mritems/images/2005/2/6/1_524266_1_34.jpg


تعتبر هاتان المنطقتان متحفين طبيعيين وصنفتهما منظمة اليونسكو في قائمة التراث العالمي. والهقار حيث القمم ترتفع إلى 3000 متر مقصد رئيسي للسياح الباحثين عن متعة المغامرة بين ممراتها الصخرية الملساء وحيث الرسوم والنقوش الأثرية التي تنبئ عن طريقة حياة إنسان تلك المنطقة قبل نحو 5000 سنة.

ومن مقاصد المنطقة السياحية المهرجان السنوي الذي تشهده الهقار، وهو تقليد يبرز تراث وثقافة الصحراء إلى جانب نشاطاته ذات الطابع الاقتصادي والتجاري التبادلي بين البلدان الصحراوية المجاورة مثل النيجر ومالي.

وأصبح المهرجان يستقطب السياح الراغبين في معايشة أجوائه الخاصة المفعمة بالنشاطات الثقافية والفنية والفلكلورية واستعراضات الإبل، ويوجد في منطقة الهقار الأسيكرام وهو ممر يعتبر من أجمل مقاصد السياح خاصة للتمتع بالمشهد الفريد هناك لشروق وغروب الشمس.

غرداية


http://www.aljazeera.net/mritems/images/2005/2/6/1_524265_1_17.jpg



تقع مدينة غرداية بعد مدينتي العطف ومليكة حيث أسسها الأباضية في القرن الحادي عشر الميلادي، وذلك في العام 1053م وتبعد عن العاصمة الجزائرية 600 كم جنوبا.

وعلى غرار جميع قرى وادي ميزاب يحاط قصرا مليكة وغرداية بسور يعلو كل واحد منهما مسجد يهيمن ويشرف على الحياة الروحية والاجتماعية في المدينة، كما نجد المنازل مشيدة حول المسجد بشكل هرمي بحيث توفر لكل منزل الحرية وتراعي في هندستها حقوق الجار والمنافع العامة للسكان، وقد بنيت بمواد محلية.

وقد أدرجت بلدية غرداية ضمن المعالم التاريخية العالمية من جانب منظمة اليونيسكو عام 1982م. ومن أهم هذه المعالم المسجد الكبير الذي تعلوه مئذنة بها 114 درجة صعود بعدد سور القرآن الكريم، وساحة السوق القديم التي تسمى الرحبة وسط القصر القديم، والسوق الكبير الذي يسمى أيضا ساحة النصر حيث يتم فيه البيع بالمزاد العلني والذي يكتظ بالحركة يوم الجمعة، ومسجد الشيخ عمي سعيد ومقبرته.

وتتميز غرداية بحرفها التقليدية خصوصا نسيج الزرابي والفرش والسجاد المصنوع من الصوف الرفيع والبسط والمخدات ذات الرموز والأشكال البربرية المستوحاة من البيئة المحلية والألبسة العائلية التقليدية، إضافة إلى حرفة صناعة النحاس من حلي وأطباق.

وتتوزع 100 ألف شجرة نخيل على مساحة لا تتعدى 590 كلم مربعا تتضمن 24 صنفا أجودها دقلة نور وأتقباله، ومن ضمن الزراعات التي نجحت في المنطقة الفول السوداني والقطن والفراولة.

ويعتبر مناخ غرداية جافا نظرا لوقوعها في عمق الصحراء، وتتفاوت حرارتها بين الليل والنهار وبين فصلي الشتاء والصيف، إذ تتراوح شتاء ما بين درجة واحدة و25 وفي الصيف بين 18 و48 درجة، ويحدث في فصل الشتاء أن تنخفض الحرارة إلى ما دون الصفر خصوصا في الليل.

بجاية


http://www.aljazeera.net/mritems/images/2004/11/23/1_511733_1_34.jpg


تقع على ساحل المتوسط وشاطئها مطل على خليج في مشهد فائق الجمال يجمع بين الغابات الخضراء ومياه البحر وتزدهر فيها الخدمات السياحية للمدن البحرية حيث المسابح والشواطئ والرمال النظيفة والمطاعم التي تقدم أشهى الوجبات من ثمار البحر واسماك المتوسط.

وهي إلى ذلك من أهم مرافئ النفط الجزائرية حيث تصب في خزاناتها أنابيب النفط الآتية من آبار حاسي مسعود في أقصى الجنوب ومنها للتصدير إلى أنحاء العالم. وهي أيضا مدينة تجارية وصناعية تزدهر فيها الحرف التقليدية إلى جانب الصناعات الحديثة وأهمها البتروكيماويات والمستحضرات الكيماوية كالأدوية والمنظفات والمبيدات.

وهي أيضا كمدن المتوسط حكمها الرومان بعد تغلبهم على قرطاجة ثم اتخذها الوندال عاصمة لهم في القرن الخامس. تعاقب على حكمها البربر فالأسبان ثم العثمانيون فالفرنسيون إلى الاستقلال. ومن أبرز معالمها الجامع الذي بني في القرن السادس عشر وقلعة بناها الأسبان عام 1545م. اقترن اسمها بصناعة الشموع إذ كانت تصدر مادتها الخام ولذلك أخذت الشموع اسمها بالفرنسية (Bougie) وكذلك شموع الاحتراق بوجيات المستخدمة في محركات السيارات.

تلمسان


http://www.aljazeera.net/mritems/images/2004/11/23/1_511719_1_34.jpg


مركز ولاية تلمسان وتقع على مسافة 600 كم إلى الغرب من الجزائر العاصمة وهي محاذية للحدود المغربية إلى الجنوب الغربي من وهران وتعتبر من أهم مراكز التاريخ والآثار في الجزائر خاصة تراثها المعماري العربي الإسلامي، وقد استقر فيها الأندلسيون العرب بعد رحيلهم من الأندلس عام 1292.

وبنيت في منطقة تلمسان المدينة القديمة المعروفة باسم أغادير والحديثة واسمها تافرزت في القرن الثامن الميلادي وأعاد بناءها السلطان الموحدي يوسف بن تاشفين وأطلق عليها اسم تاغرارت.

تحيط بتلمسان إلى جهة الجنوب سفوح جبال الأطلسي وهي غنية بالحدائق والكروم والواحات، وتشتهر بصناعة المفروشات والسجاد والجلود والمنسوجات الصوفية والحريرية والقطنية واستخراج الزيوت النباتية والأسمدة. وقد ازدهرت أيام المرابطين بمراكزها الدينية وفيها عدد كبير من المساجد التاريخية الرائعة كالجامع الكبير وجامع سيدي بلحسن وضريح الوالي الصالح سيدي بومدين.

وفي تلمسان مقاصد سياحية هامة تحوي مرافق طبيعية خلابة وخدمات راقية ومنها محطة حمام شيغر للعلاج بالمياه المعدنية الساخنة وحمام بوغرارة، وفيها شلالات لوريط بمياهها العذبة وفيها عدة واحات خضراء وسهول خصبة.

جيجل


http://www.aljazeera.net/mritems/images/2004/11/23/1_511750_1_34.jpg


ميناء تجاري قديم أسسه الفينيقيون وتعاقب عليها كل من الرومان والأسبان والأتراك. وتتميز جيجل بجبالها وكهوفها المدهشة وحولها غابات كثيفة تشكل بخضرتها مع زرقة مياه البحر مشهدا خلابا.

وتزخر جيجل بمعالم أثرية كثيرة جعلت منها مقصدا لآلاف السياح الذين يفدون إليها حيث يجدون المرافق والخدمات السياحية المتميزة ومن معالمها الكورنيش البحري المطل على مناظر غاية في الروعة وكذلك توجد بها حديقة كبرى تضم أصنافا نادرة من الحيوانات والطيور.

عنابة


http://www.aljazeera.net/mritems/images/2004/11/23/1_511718_1_34.jpg


هي رابعة كبريات المدن الجزائرية، ومن أبرز الموانئ على المتوسط وتقع إلى أقصى الشمال الشرقي من البلاد، وهي مدينة تاريخية أسسها الفينيقيون وحكمها الرومان وأطلقوا عليها اسم هيبوريغيوس واستولى عليها الفندل عام 431.

وفي القرن السابع الميلادي أصبحت عنابة تحت الحكم العربي الإسلامي مدينة هامة وميناء تجاريا نشطا ثم استولى الأسبان عليها في القرن السادس عشر ثم الفرنسيون عام 1832 إلى أن نالت كبقية مدن الجزائر استقلالها عام 1962.

ومن أبرز معالم عنابة المسجد الكبير وكاتدرائية القديس أوغسطين وهو فيلسوف ولد وترعرع في الجزائر قبل أكثر من 1500 عام، وقد وضعت وزارة السياحة الجزائرية برنامجا سياحيا للتعريف به ومما يشار إليه أن لهذا القديس 18 مليونا من الأتباع لا سيما في الولايات المتحدة حيث بنوا هناك أكثر من 500 كنيسة.

وعلى مرتفعات عنابة توجد حاليا مرافق سياحية تضم منتجعا للاستجمام وممارسة الرياضة. وتعتبر عنابة اليوم مركزا تجاريا وصناعيا هاما حيث يوجد بها مجمع مرموق للحديد والصلب ومصانع لتسييل الغاز وتكرير النفط وللكيماويات وتعليب الأغذية وإنتاج الفلين والإسمنت وتخدمها شبكة الخطوط الحديدية وهي مركز مهم لتصدير الحديد والفوسفات والحمضيات.

قسنطينة


http://www.aljazeera.net/mritems/images/2004/11/23/1_511715_1_34.jpg


هي ثالثة كبرى مدن الجزائر وتبعد عن العاصمة 400 كم وتقع على مرتفع يبلغ نحو 534 مترا فوق سطح البحر ثم تنحدر نحو المتوسط وبالقرب منها جبال الأطلسي، وقسنطينة مدينة قديمة جدا وقد احتفلت مؤخرا بذكرى مرور 2500 عام على تأسيسها من قبل القرطاجيين ثم حكمها الرومان.

وفي عهد الملك دومينوس قامت فيها ثورة العام 313م تصدى لها الملك قسطنطين الأكبر ولحقها دمار كبير فأعاد بناءها، ومنذ ذلك الحين تعرف باسمه وكانت قبل ذلك تحت حكم النوميديين وعرفت باسم سرتا وتشتهر قسنطينة بجسورها المعلقة وبالمزارع المحيطة بها وتزدهر فيها صناعة الآليات خاصة الجرارات الزراعية والمنسوجات والصناعات الجلدية.

وتبرز قسنطينة باعتبارها مركزا لدور العلم وتعليم القرآن الكريم وتخرج منها علماء ومفكرون إسلاميون بارزون منهم عبد الحميد بن باديس مؤسس جمعية العلماء المسلمين وتزخر المدينة بالمعالم التاريخية والدينية ومنها الجامع الكبير الذي يعود بناؤه إلى القرن الثالث عشر وضريح سيدي راشد وفيها قصر الباي أحمد الذي يعد نموذجا رائعا لفن العمارة العربية الإسلامية وفيها حمام سيدي مير للمياه الساخنة.

أما وسط المدينة فهو بحد ذاته مقصد سياحي متميز إلى جانب كونه ملتقى لكل الطرق ومركز النشاط والحركة للمدينة.

ومما يشار إليه في قسنطينة أنها واحدة من مراكز الموسيقى الأندلسية كما يشار إلى تميز مطبخها بالوجبات التقليدية الشهية بالإضافة إلى منتوجاتها من الصناعات الحرفية التقليدية كالنحاسيات والتطريز بخيوط الذهب وهو الفن المعروف باسم القندورة الذي يمكن مشاهدة الحرفيين وهم يقومون به في دكاكينهم في أسواق المدينة القديمة.

وهران


http://www.aljazeera.net/mritems/images/2004/11/23/1_511751_1_34.jpg


أو الباهية كم يطيب لأهلها أن يسموها وهي ثاني أكبر مدينة في الجزائر وعاصمة الغرب الجزائري، وهي واقعة على ساحل البحر الأبيض المتوسط في أقصى غرب البلاد، وميناؤها من أشهر موانئ المتوسط وهي مركز تجاري هام وترتبط بداخل البلاد وبتلمسان والمغرب بخط للسكة الحديدية وفيها صناعات مزدهرة مثل البتروكيماويات والحديد والصلب.

وهران مدينة قديمة جدا ولكن تأسيسها يعود عموما إلى التجار الأندلسيين والمغاربة في القرن العاشر الميلادي (937م). احتلها الأسبان عام 1509 الذين طردوا على أيدي العثمانيين عام 1792م، إلى أن احتلها الفرنسيون 1838م حتى استقلال الجزائر.

ومدينة وهران تجمع بين طرازين للمعمار أحدهما حديث على أيدي الفرنسيين والثاني قديم على الطراز الأندلسي الإسباني وهي محاطة بكروم العنب، وطقسها لطيف ويسود المعيشة فيها جو من الهدوء، أما شوارعها فتمتلئ بالحركة والنشاط.

ومن معالم المدينة حي الدرب وحي المدينة الحديثة وساحة الأول من نوفمبر وجامع الباشا المبني عام 1796م وهناك على الشاطئ أرصفة يحلو فيها التنزه عصرا ومساء، وفي منطقة وهران توجد عين الترك السياحية التي تتوافر فيها الفنادق وفيها مجمع الأندلس السياحي المطل على خليج على المتوسط. وفيه برج سانتا كروز الذي أسسه الأسبان.

ومن المدن المجاورة لوهران مدينة مستغانم الساحلية التي تعد مزيجا من التراث الأندلسي والتركي وتشتهر هذه المدينة بكونها منبعا للفنون والموسيقى والثقافة وفيها مسرح مكشوف، وفي منطقة وهران توجد مدينة معسكر الأمازيغية القديمة وهي عاصمة الأمير عبدالقادر الجزائري الذي ينتمي إلى قبائل بني شقران وقد قاد المقاومة ضد الفرنسيين من العام 1832 إلى العام 1849م وفي هذه المنطقة تكثر الينابيع والحمامات المعدنية ذات الأصول الرومانية.

مدن أخرى


http://www.aljazeera.net/mritems/images/2004/11/23/1_511728_1_34.jpg


باتنة: مدينة ذات طبيعة جميلة تقع في سفوح جبال الأوراس وهي مركز الولاية وتعرف بجودة منتوجاتها الزراعية، كما تعرف بمصنوعاتها الحرفية التقليدية.

سطيف: تقع إلى الشمال الشرقي من الجزائر وتبعد عن العاصمة 300 كم وهي مدينة بنيت خلال الاستعمار الفرنسي على أطلال مدينة ستيفين الرومانية القديمة. وتعاقبت على حكمها حضارات خلفت آثارا وشواهد لا تزال ماثلة، ومن أهمها مدينة جميلة الرومانية التي تعد من أجمل مثيلاتها الرومانية القديمة في حوض المتوسط وصنفت من قبل منظمة اليونسكو عام 1967 كتراث عالمي.

وسطيف مركز تجاري وفيها مناجم للفوسفات وتتميز بمنسوجاتها المحلية التقليدية وفيها سوق زراعية مشهورة، وإلى ذلك تعرف سطيف بأنها مدينة الولي الصالح سيدي الخير.

سيدي بلعباس: تقع وسط غرب الجزائر على نهر ميكرا، وتحيط بها كروم العنب والبساتين والمزارع وحقول القمح وهي سوق زراعية هامة وفيها صناعات متطورة كالمعدات الزراعية والالكترونيات.

سكيكدة: وهي ميناء على خليج ستورا في البحر الأبيض المتوسط وتقع في شمال شرق الجزائر ومنها تصدر قسنطينة منتجاتها وقد تطورت فيها صناعات تكرير النفط وتسييل الغاز الطبيعي والبتروكيماويات.

تمتاز سكيكدة بمناظرها الطبيعية الخلابة خاصة شاطئ ستورا وشاطئ ابن مهيدي وشاطئ الفل كما تكثر فيها الحدائق والبساتين وتعرف بجودة إنتاجها من فاكهة الفراولة، وهي كعديد من المدن الجزائرية القديمة بنيت فوق موقع يعود إلى عهد قرطاجة وازدهرت لاحقا كميناء تجاري في العهد الروماني.

تبسّه: تتربع في أحضان جبال الأطلسي شمال شرق الجزائر، ومن معالمها السياحية الأثرية القديمة قوس كركلا الروماني وكاتدرائية بنيت في القرن الرابع وأسوار ومعابد بيزنطية مرممة. وتبسه هي تفستا الرومانية اتخذها الإمبراطور أغسطس معسكرا لقواته عام 25 ق.م.

تقرت: مدينة صحراوية وهي مقصد سياحي معروف في الجزائر بالإضافة إلى كونها تحوي آبارا للنفط وبها واحات واسعة مزروعة بأشجار النخيل.

تيمقاد: مدينة قائمة بحالها تبرز للسائح بعد زيارته لها عظمة وتنظيم وانسجام الحياة الاقتصادية والثقافية خلال العهد الروماني. شيدها في سنة 100 ميلادي الإمبراطور تراجان بهدف التصدي لهجومات أهالي جبال الأوراس ويقام فيها حاليا أهم المهرجانات والمحافل الدولية ذات الطابع الثقافي السياحي.

منطقة الساورة: تضم العديد من الواحات منها واحة بني عباس التي تعتبر عاصمة لها وواحة بشار، وأدرار وتاغيت التي تعتبر من أروع الواحات في الصحراء وأفضل فضاء للراحة والجمال وتوجد فيها قصور قديمة.

تيميمون: عاصمة القورارة تسمى بالواحات الحمراء نسبة للون الأحمر الغالب على عمرانها، وهي واحدة من أجمل الواحات في الصحراء.

منطقة المزاب: تتميز المنطقة بأصالتها وطابعها المعماري الفريد من نوعه الذي هو مزيج بين الجمال والبساطة المستمدة من نمط المعيشة، وليس بإمكان السائح أن يقصد مزاب دون أن يزور بني برقى المدينة المقدسة للمزاب والتي أسست سنة 1050 ميلادي وهي معروفة بسوقها التقليدي وأسوارها التي تغلق قبل صلاة العشاء. كما تعتبر المنطقة مركزا هاما للصناعات التقليدية منها النحاس والنسيج على وجه الخصوص وهي مؤهلات سمحت لها بأن تصنف كتراث عالمي من جانب اليونسكو.

منطقة بسكرة، عروس الزيبان: تشتهر ببساتين النخيل التي تنتج أجود أنواع التمور في العالم وهي دقلة نور بالإضافة إلى معالم سياحية هامة منها حمام الصالحين.

الوادي- لؤلؤة الصحراء: كما تسمى بمدينة الألف قبة نسبة إلى الطراز المعماري الخاص بهذه المنطقة الصحراوية.

ورقلة: تعد من أقدم المدن الصحراوية، أسسها في القرن الحادي عشر الأباضيون. وكانت عاصمة العديد من الممالك آخرها الأدارسة في القرن السابع عشر، كما أطلق عليها ابن خلدون بوابة السودان إذ كانت ممرا للقادمين من السودان، وأصبحت في يومنا هذا قطبا هاما بفضل المردود الناتج عن نشاطاتها النفطية لمنطقة حاسي مسعود التي تعتبر من أهم الحقول النفطية في الجزائر وهي تعرف باحتضانها الزاوية التيجانية التي يقصدها الآلاف من الحجاج الأفارقة.

الحظائر الوطنية السياحية


http://www.aljazeera.net/mritems/images/2004/11/23/1_511735_1_34.jpg


الحظيرة الوطنية للقالة: 78000 هكتار، تقع شمال الجزائر بالمحاذاة مع البحر المتوسط وتضم 3 شواطئ، و3 محميات تحتوي على 50 نوعا للطيور وأنواع من الحيوانات الأخرى.

حظيرة جرجرة: 518 هكتار، وتقع في قلب أطلس التل، تبعد 50 كم عن الجزائر العاصمة، تستقر فيها الثلوج لمدة ثلاثة أشهر (ديسمبر/ كانون الأول ويناير/ كانون الثاني وفبراير/ شباط).

حظيرة غابات الأرز ثنية الحد: 616.3 هكتارا، تبعد 3 كم عن مدينة ثنية الحد، وتقع إلى حافة سلسلة أنونشريس وفي قلب أطلس التل.

حظيرة الطاسيلي: تشمل الطابع الأثري والأركيولوجي، تتميز بمختلف النقوش والرسومات الصخرية، وهي مصنفة كتراث عالمي.

وهناك مجموعة من الحظائر الوطنية مثل (بلزمت) (600 هكتار وباتنه وتازا (300 هكتار) وجيجل وقورارة (100 هكتار). حظائر وطنية في العاصمة.

رياض الفتح: تتكون من مناطق متعددة مثل مقام الشهيد (رمز الشهيد) وغابة الأركاد.

حديقة التسلية والترفيه بن عكنون: 304 هكتارات، تشتمل على منطقة نباتية وحيوانية منها الأنواع المحلية والأفريقية.

حديقة التسلية بينام: تقع شمال غرب الجزائر العاصمة وتحتل مساحة 500 هكتار وفيها نشاطات رياضية متعددة.

محب بلاده
2011-11-19, 19:12
السلام عليكم ابحث عن موضوع .مجالات النمو لدى طفل التحضيري و شكرا.



الــنـــمـــو عـنــد طــفـــل التعــلــيـم التــحـضـيـري




المحتويات



النــــمـــو الـــحـــســـي
الــنــمــــو الــحـــركــي
النــــمــو الـعـقــلـي /الــمـعــرفــي
*.ادراك الزمن:
ادراك الأحجام والأوزان:
ادراك الألوان:
ادراك الأعداد :
المجال الانفعالي /الاجتماعي
المجال التواصلي / اللغوي



النــــمـــو الـــحـــســـي

- يستقي الطفل بالحواس مكونات البيئة الطبيعية والإجتماعية و يتصل بهاإتصالا مباشرا بالعالم الخارجي الطبيعي منه كمناظر البيئة ومكونتها الحية والجامدة و العالم الخارجي الإجتماعي أيضا , كالنشاطات التي تجري داخل المجتمع و العلاقات التي تربط بين أعضائه .
•فالحواس أدوات أساسية يتعرف بها الطفل على عالمه المادي والإجتماعي بمكوناته المختلفة و تتمثل هذه الحواس .

*ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ* حاسة البصر :http://knol.google.com/k/-/-/8waepj6yr6uj/dxe62d/imagesnews3m03d027-4.jpg




- يتميز إبصار طفل التحضيري بطول النظر إذا يصعب عليه إلى حد ما رؤية الأشياء القريبة الصغيرة الحجم . بينما يسهل عليه رؤية الأشياء البعيدة الكبيرة و الصغيرة .
- يتعب طفل هذا السن عندما يبذل جهدا مركزا طويلا في النظر إلى الأشياء , حيث تغطى عضلات العين على تبديل العدسة لتكييفها مع الرؤية الجديدة و يؤدي ذلك بمرور الوقت إلى قصور البصر .
تطبيقات تربوية :
- تقريب المنظورات ليتدرب الأطفال على رؤية الاشياء القريبة.
- إستغراق عملية الإبصار وقتا قصيرا لتجنب الإرهاق و التخفيف من حركات عضلات العين .
- يمكن إستغلال هذه التوجيهات في وضعيات ، ت / ت ،بإعتماد الملاحظة ( ملاحظة الأشياء القريبة من محيط الطفل في فضاء المؤسسة التربوية, ملاحظة المشاهد و الصور المجسدة لعناصر المحيط المادي و الإجتماعي .



02 - حاسة السمع :


http://knol.google.com/k/-/-/8waepj6yr6uj/dxe62d/images.jpeg
- يستمر نمو حاسة السمع لدى الفرد فترة طويلة تصل إلى حوالي 13 سنة من العمر .
- حاسة السمع مفتاح الطفل في إكتساب اللغة و معرفة الخصائص الصوتية لمكونات المحيط و التمييز بين أصواتها المختلفة .
- تتأثر حاسة السمع بالضوضاء العالية في هذا السن فتفقد الحاسة درجة عالية من مستوى أداء وظيفتها.
- يمكن له على العموم أن يسمع بشكل جيد و يميز بين الأصوات .
تطبيقات تربوية :
تقدم موضوعات حول الأصوات بمراعاة الإختلاف و التنوع لمساعدة الطفل على تكوين معنى خاص بكل صوت .
- جعله يميز بين الصوت الجميل و القبيح ,الخافت , المرتفع , الحاد , المنخفض .
- يميز بين أصوات الأفراد , أصوات الآلات , الحيوانات بغرض تكوين صور ذهنية مرتبطة بكل شيء من حوله .
03- حاسة الذوق و الشم :


http://knol.google.com/k/-/-/8waepj6yr6uj/dxe62d/1846alsh3er.gif
http://knol.google.com/k/-/-/8waepj6yr6uj/dxe62d/741170693477.gif
http://knol.google.com/k/-/-/8waepj6yr6uj/dxe62d/7842.jpg
يستطيع طفل التحضيري تمييز المذاقات الأساسية كالحامض و المالح و الحلو و المر بدرجة عالية جدا
- الحاستان تضيفان معلومات كثيرة عن البيئة التي يعيش فيها الطفل .
- ينشأ عن إبطال الشم والذوق فقدان المصاب للذة النشاط و العمل .
- تتطوران بشكل ملحوظ فيما بين سن 4 و 5 من العمر .
- يستجيب الطفل لأذواق الأطعمة و الروائح , إستجابة واضحة و متمايزة , و يعبر عنها بتعبيرات الوجه و سرعة التنفس و التعبير اللفظي ..

تطبيقات تربوية :


•إعداد نشاطات تشمل أنواعا من روائح المأكولات و دعوة الطفل إلى التعرف عليها دون أن يراها و يميز بين مختلف أنواع الروائح إستناد الى مصادرها ( برتقال – قهوة –تفاح – شاي ).
04- حاسة اللمس :

http://knol.google.com/k/-/-/8waepj6yr6uj/dxe62d/507990.jpg
- تشمل هذه الحاسة : الإحساس بالضغط , الألم , البرودة و السخونة و تتركز في الأعضاء الأكثر إستعمالا من غيرها كأطراف الأصابع و طرف اللسان .
- تنمي الحاسة اللمسية بتمكين الطفل من إستعمال الأشياء المختلفة وملمستها (كأوراق المقوى الخشن و الأملس , الشيح الصوفي والكيتاني شبالخشب المصقول و غير المصقول و أنواع المعادن .
تطبيقات تربوية :
- إتاحة الفرص للطفل ليلعب و يمسك ، و يتذوق و يلمس و يختبر ما يقع بين يديه من أشياء لاطالما أنه لن يصاب بأذى في إختباراته و تجاربه لمثيرات البيئة .
-أن يضع في متناوله كل ما يساعده على تنمية إدراكه من خلال مثيرات البيئة السمعية , البصرية , اللمسية , الشمية و الذوقية .
الــنــمــــو الــحـــركــي


http://knol.google.com/k/-/-/8waepj6yr6uj/dxe62d/image1.jpg
- يهدف النمو الحركي إلى التحكم في حركات العضلات المختلفة في إنقباضها و إنبساطها و خاصة في تآزرها و توافقها . - يتكون الهيكل العظمي في هذا العمر من النسيج الغظروفي بشكل رئيسي , و لهذا يمكن أن يتشوه بسهولة إذا إعترضته ظروف غير ملائمة له توضع الجسم بصورة غير صحيحة و الوقوف والجلوس مدة طويلة , أو النوم على سرير غير مناسب أو الجلوس على مقاعد لا تلائم وضع الجسم .
- أما العضلات فنموها يصبح واضحا بعد سن 05 و بخاصة عضلات الأطراف السفلى حيث تزداد قوتها وقدرتها على العمل .
- كما يجري تطور كيفي سريع نحو الإتقان في جهاز القصيبات و الرئتين ( ويكتمل هذا في العام 06 ) كما ينخفض تردد التنفس إلى 26 أو 22 مرة في الدقيقة و يصبح الشهيق أعمق و الزفير أقوى .
- كما يزيد في هذا السن وزن القلب , و تزيد لهذا حركة إنقباضه و ترتفع قدرته على العمل , و تتراوح دقات القلب بين 85 و 95 دقة في الدقيقة .
- يظهر التوافق في حركات اليدين والرجلين لدى الأغلبية العظمى من الأطفال , و يزداد طول الخطوة لأكثر توازنا .
- يظهر إتقان سريع للحركات الأساسية : المشي , الجري , القفز , الرمي , التسلق , التوازن .
- يتجاوز الإعتماد على عضلات الجسم الكبيرة ( التي تستعمل في الحركات الأساسية ) إلى الإعتماد على العضلات الصغيرة ( كإستعمال عضلات الأصابع في الضم والخرز والتزري
تطبيقات تربوية :

-القيام بعمليات : القص و التركيب و التلوين و الدهن بإستعمال المقص ، و الفرشاة و أقلام الألوان و اللصق باستعمال الغراء للتثبيت -الوقوف على قدم واحدة لمدة تزيد عن 08 ثوان , رمي الكرة بدقة إلى الأعلى أو الأسفل و إلى الرفيق , لبس وخلع ملابسهم بمفردهم , عقد عقد أحذيتهم , كتابة أسمائهم و الأعداد من 01 إلى 05 بالمحاكاة .
- القيام بتمارين تهدف إلى تطوير سلوكات المشي كالذهاب و الإياب في مسافة معينة مناسبة في الساحة و الجري و المشي من جديد .
- القيام بحركات التنفس و حركات تصحيح أوضاع القامة كالدوران والإنحناء و الجلوس .
- و لتنمية العضلات الدقيقة يمكن للمربي أن يلجأ إلى إعداد نشاطات تتمثل في :
* ألعاب الأصابع * وضع أشياء صغيرة في زجاجة .
* ألعاب البناء والتركيب * إغلاق اليد و تحريك الأصبع يمينا وشمالا .
* ألعاب الفك و الدمج * إلتقاط أشياء صغيرة بملقاط .
* التخطيط و التلوين * إدخال أوراق مطوية في ظرف .
* ألعاب اللصق و القص * تلفيف الخيط على بكرة خشبية .
* ألعاب العقد ال * طي وضغط الورق أفقيا و رأسيا .
* بناء برج من 08 أو 09 مكعبات * قطع الورق و الخيط بالمقص .
ملاحظة : نراعي هنا مؤشر الكيفية و المدة و التوقيت وإستقلالية الذات والإكتفاء بالتوجيه و الإرشاد .
النــــمــو الـعـقــلـي /الــمـعــرفــي


http://knol.google.com/k/-/-/8waepj6yr6uj/dxe62d/image2.jpg

-يتطور النمو العقلي / المعرفي ليصل إلى أقصاه في سن 05 /06 و يمكن إعتبار هذا السن إلى حد ما نهاية مرحلة العمليات العقلية العملية قبل الإنتقال إلى العمليات الفكرية المنطقية و المجردة .
- كما يشمل هذا الجانب عمليات أساسية تتمثل في الإنتباه و الإدراك و التذكر و التخيل و التفكير و لكل منها خصائص محددة في هذا السن بالذات . و يمكن تناول كل واحدة منها بشيء من التفصيل كالتالي:
1.الانتباه:

http://knol.google.com/k/-/-/8waepj6yr6uj/dxe62d/dreamer1.jpg

- الإنتباه يعني النظر و الإصغاء إلى مثير معين لفترة زمنية معينة تسمى مدة الإنتباه و هي الفترة التي يستطيع فيها الطفل أن يركز على نشاط معين و يستفيد منه .
و من معيقات الإنتباه نذكر تعقد النشاط , كثرة العناصر المشتتة للإنتباه داخل القاعة و خارجها , إرتفاع مستوى القلق و التوتر عندالطفل و عدم الشعور بالأمن و صعوبات الإدراك .
- تحديدا و بالقياس الزمني يمكن القول أن طول فترة الإنتباه تختلف من طفل لآخر في نفس العمر وبإختلاف مراحل العمر , و في المتوسط فإن طفل سن 04 سنوات تكون فترة الإنتباه لديه 12 دقيقة , و هي تصل إلى 14 دقيقة في حدود سّن 05 من العمر , أما في سن 06 من العمر فيتمكن من الإنتباه الإرادي بمدى معتبر يصل 20 دقيقة للأحداث و المواقف التي لها صلة برغباته وإهتماماته و المألوفة لديه تطبيقات تربوية :
- مراعاة إهتمامات الأطفال و رغباتهم و ميولهم في إختيار الأدوات و الوسائل التي يعتمدها المربي في إعداد المواقف التربوي .
- إختيار المواقف و الوضعيات المألوفة و المعروفة لدى الأطفال مع تنضيمها بشكل يجذبهم إليها .
- تغيير الوضعيات التعليمية و المواضيع المطروحة للنشاط عند ملاحظة عدم الإنتباه .
- تنويع الأساليب و الأنشطة الممارسة ( كالإنتقال من ألعاب التركيب والتفكيك إلى الإنشاد و الغناء أو المسرح و التمثيل أو الخروج إلى الفناء ) .
- تجنب التقيد بالفترات المحددة ب 20 عشرين دقيقة أو 15 خمس عشرة دقيقة مثلا ، حيث مدة النشاط تتماشى مع مدى متابعة الأطفال لهذا النشاط .
2.الادراك:

http://knol.google.com/k/-/-/8waepj6yr6uj/dxe62d/44.jpeg


*إدراك الأشكال:
http://knol.google.com/k/-/-/8waepj6yr6uj/dxe62d/0000.jpeg
إن أطفال سن 05/06 سنوات يتمكنون من التفرقة بين المثلث و المربع و المستطيل فإذا ما أعطيتهم لوحة الأشكال الهندسية فإنهم يستطيعون وضع هذه الأشكال في المواقع المناسبة لها , هذا بخلاف أطفال سن 4 / 5 سنوات الذين يجدون صعوبة في القيام بذلك،أما أطفال من 3/4 فيتعذر عليهم حتى التفرقة بين الأشكال .
- يدرك طفل هذه المرحلة مدى التناظر و التماثل والتشابه بين الأشكال .
- يمكن له رسم الأشكال و تقليد النماذج التي توضع أمامهم بكل سهولة .
تطبيقات تربوية :
-الإكثار من الأشكال المختلفة في المثلثات و المربعات و المستطيلات و الدوائر و المضلعات المنتظمة .
- توفير صور لهذه الأشكال و مطالبتهم بتلوينها و قصها و إطباقها على بعضها من أجل إدراك أوجه التشابه والإختلاف .
*.ادراك أشكال الحروف الهجائية وأشكال الخطوط التي تكونها:

http://knol.google.com/k/-/-/8waepj6yr6uj/dxe62d/55.jpeg


في سن 05 يستطيع الطفل أن يميز بين الحروف الهجائية المختلفة ذات الحجم الكبير معتمدا على إدراك التباين و التماثل , و يستطيع في سن 06 محاكاتها , بينما قبل سن 05 فيتعذر عليه ذلك .
تطبيقات تربوية :
- عرض نماذج ذات طباعة كبيرة الحجم ( النبط ) .
- تدريب الأطفال على رسم خطوط بسيطة و مركبة ( — , I , < , U , م , Δ ) .
- تلوين كلمات - تشكيل حروف بالعجينة أو الجبس أو الصلصال .
- قص حروف أو كلمات أو صور تكون متباينة في البداية ثم متشابهة .
- تشكيل خطوط بسيطة ثم مركبة ذات إتجاهات و أشكال مختلفة .
*.ادراك الزمن:http://knol.google.com/k/-/-/8waepj6yr6uj/dxe62d/backwardclock.gif


- يتعمق إدراك طفل سن 05 / 06 سنوات للزمن , فيصل به في هذا السن إلى إدراك الأيام و علاقتها بالأسبوع و يدرك فصول السنة في نهاية سن 06 .
- كما يستطيع إدراك المدى الزمني للدقيقة أو الساعة أو الأسبوع أو الشهر , بينما لا يدرك هذا الزمن قبل هذا السن .
تطبيقات تربوية :
- التدرج في إستعمال مفاهيم الزمن من : اليوم , الأمس , الغد , ثم الأسبوع الحالي , الأسبوع الماضي , الأسبوع المقبل .
- إستعمال شطري النهار واليوم ( الصباح , المساء , النهار , الليل ) .
- إستعمال أيام الأسبوع .
- إستعمال الأسبوع في علاقته بالشهر ثم إستعمال الأشهر و علاقتها بالفصول .
- إستعمال مفهوم الساعة (8 – n ) نبقى في القاعة ساعتين .........
- رسم نماذج لمنبهات تحدد فيها مدد الأزمنة : 05 د - 15 د - 30 د .
- إختيار الألوان الدالة على فصول السنة .
ادراك الأحجام والأوزان:

- يستطيع طفل 05 /06 سنوات التمييز بين الأحجام المختلفة ( الكبيرة , المتوسطة , الصغيرة ) عكس طفل 04 /05 سنوات الذي يبدأ بالمعالم الأولية و هي : كثير – قليل – مملوء – فارغ .
- لا يستطيع التمييز بين الفروق الصغيرة أو الدقيقة بين الأوزان , و قد يلجأ إلى الإستعانة بفرق الحجم ليقدر فرق الوزن كأن يعتبر أنّ الشيء الأكبر حجما هو الأكبر وزنا , و هذا يعني أنّ قدرة الطفل على إدراك الأوزان تعتمد على مدى قدرته على السيطرة على أعضائه في رفع الأشياء المختلفة و وضعها , هذه الوضعية تكسبه خبرة بطبيعة المواد التي تتكون منها الأجسام تطبيقات تربوية :

- توفير أشياء مختلفة الحجم و النوع , يلعب الأطفال بها و يلمسونها , يرفعونها و يضعونها : مثل الصفائح الخشبية , صفائح الورق المقوى , صفائح من حديد , قطع من النحاس , قطع من الحجارة , قطع من السكر و أخرى من العجين , كريات زجاج , كريات حديد , كريات نحاس , كتل طينية ..........
- توفير زجاجات و قنينات بلاستيكية مختلفة السعة والشكل يمارس عليها الملء و التفريغ و التعبير عن ملاحظاتهم .
ادراك الألوان:

http://knol.google.com/k/-/-/8waepj6yr6uj/dxe62d/7311262897179.jpg


- يعتمد إدراك الأطفال للأ لوان على الألوان المتباينة و المتفاوتة قبل أن يدركوا الألوان المتشابهة و المتماثلة .
- يستطيع هذا الطفل ( 05 / 06 ) التفرقة بين الدرجات المتقاربة للون الواحد و التي لا يستطيع أطفال سن 04 ملاحظتها و إدراكها .
تطبيقات تربوية :

- توفير و عرض الصور ذات الألوان المركزة : كالأحمر , الأزرق , الأبيض , الأسود .
- ثم توفير و عرض الصور ذات الألوان المتقاربة أي ذات درجات اللون الواحد كما هو الحال في ألوان المشاهد ( المناظر الطبيعية ) فاللون الأخضر مندرج في لون الأعشاب و الأشجار , و اللون الأزرق متدرج أيضا في لون السماء والبحر ........ إلخ ادراك الأعداد :http://knol.google.com/k/-/-/8waepj6yr6uj/dxe62d/images%20%282%29.jpeg


- يخضع إدراك الأعداد إلى نفس مظاهر إدراك الأشكال المرسومة و الحروف حيث يتطور الإدراك من الإدراك الكلي إلى الإدراك الجزئي , من إدراك التباين إلى إدراك التشابه .
- يستطيع طفل 05 / 06 سنوات أن يقارن بين المجموعات المتساوية و يدرك التناظر كما يدرك التماثل بين التجميعات المختلفة إذ يمكنه أن يضع أشياء بنفس القدر أما أشياء أخرى موضوعة أمامه .
- كما يستطيع القيام بعمليات الجمع ثم الطرح البسيطة إعتمادا على الرؤية لإدراكه الزيادة و النقصان التي تطرأ على المجموعة تطبيقات تربوية :
- تحضير وضعيات ألعاب تتطلب الإنقاص في عدد مجموعات اللعب كالألعاب التنافسية التي تبعد الطفل الخاسر مع مراعاة تجنب المواقف المحبطة للأطفال الذين تتكرر إخفاقاتهم .
- إعداد وضعيات تتطلب إضافة قطع إلى بعضها البعض كقطع تركيب قطار , منزل .
- إعداد وضعيات تتطلب إنقاص قطع من شيء مركب كتفكيك كلمة إلى حروفها أو تفكيك قطار إلى قاطرة و عربات ........إلخ .
3.الــتــذكــر:


http://knol.google.com/k/-/-/8waepj6yr6uj/dxe62d/8132d2e77c.jpg

- التذكر هو عملية عقلية يسترجع بواسطتها الطفل الصور الذهنية البصرية و السمعية أو غيرها من الصور الأخرى التي مرت به من ماضيه إلى حاضره , و في سن الخامسة ( 05 ) يتصف التذكر بالتدرج التالي :
- تذكر الأشياء التي تعرض عليه .
- تذكر الصورة التي تجسدها تلك الأشياء .
- تذكر الرسوم التي تمثلها تلك الأشياء .
- تذكر أسماء الأشياء المادية .
- تذكر الأعداد .
- تذكر الكلمات المجردة .
- تذكر الجزء الناقص من صورة .
- و في هذا السن كذلك تبدأ بعض الذكريات الشخصية في الظهور إلا أنها ذكريات يشوهها الطفل بنفسه بما يتسلل إليها من تخيلات , و هذا راجع إلى عدم قدرة الطفل على الفصل بين ما يعود إلى ذاته و ما يعود إلى الواقع و كذلك عدم قدرته على تحديد الأمور تحديدا زمنيا سليما .
- طفل سن 05 /06 سنوات يستطيع أن يتذكر ما بين 04 /05 أرقام بمجرد نطقها مرة او مرتين تطبيقات تربوية :

- يمكن تطوير هذا الجانب بواسطة نشاطات مساعدة مثل :
*- تكملة الناقص في صور ورسومات مختلفة لموضوعات متنوعة .
*- ترتيب تتابع الأحداث في موقف أو في قصة .
*- ترتيب حروف تمثل نموذجا لكلمة معطاة للطفل .
*- ذكر الأفعال التي تدل عليها صورة .
*- فرز الأشياء و تصنيفها حسب خاصية واحدة كالشكل أو اللون أو المنفعة .
*- تكرار المحاولات و نطق الكلمات و الجمل التي يستعملها الأطفال .
4.الـــتــخـــيــل:

http://knol.google.com/k/-/-/8waepj6yr6uj/dxe62d/child-s-imaginationbxp57023.jpg


- التخيل هو بناء شيء في العقل , أو هو القدرة على إعادة تنظيم المعلومات الناتجة عن الخبرات الماضية لتكوين خبرة عقلية حاضرة .
- كما يمكن أن يوصف التخيل بأنه إستحضار الأشياء في العقل و خلق و بناء صور جديدة بتركيب العناصر المتوفرة لدى الطفل . كما أنه من الناحية الوظيفية هو سبيل للإبداع .
- التخيل في هذا السن غير مقيد و غير خاضع للواقع يبرز فيه حب الطفل للقصص الخرافية .
- يدخل التخيل في كل عمل يقوم به الطفل إذ يتصور الشيء الذي يطلب منه إنجازه , و يتوقع ظهوره و حدوثه , كما تعمل عملية إستحضار الصور القديمة دورا مهما في توقع الأحداث و ظهور الشيء الذي يجري إنجازه حتى ولو كان هذا التصور للشيء قاصرا .
- كما يتسم خيال طفل هذا السن بالبدء في الخضوع للواقع و التخلي عن الألعاب الوهمية تطبيقات تربوية :

- على المربي أن يهئ فرص الإنتقال تدريجيا إلى الواقع عن طريق سرد بعض القصص الواقعية أو التي تتكون عناصرها الأساسية من أمور واقعية , و أن يمارس معهم أنواع اللعب الواقعي ( كالجر , السباق , الغميضة , بناء البيوت بالمكعبات ....) .
- مطالبة الطفل بإنجاز رسومات تلقائية تمثل الفضاء المتخيل .
- تكملة قصة ترويها المربية مبقية جزأها الأخير مفتوحا .
- مطالبة الطفل تقمص دور يختاره و التعبير عن ما يقوم به و تبرير سبب إختياره لهذا الدور .
- الإستماع إلى حكايات الأطفال الخيالية منها و الواقعية على الإكثار من هذه الأخيرة , و طرح تساؤلات حول الحكاية الخيالية للتشكيك في مدى صحتها , و الوصول بها إلى الواقعية
5.الــتــفــكــيــر:

http://knol.google.com/k/-/-/8waepj6yr6uj/dxe62d/41199316785.jpg


-التفكير في هذا السن مازال متمركزا حول ذات الطفل حيث أنه لا يستطيع رؤية الأشياء من وجهة نظر الآخرين إذ يعتمد تفكيره على الحدس و التخمين أكثر من التفكير المنطقي (المجرد ) الذي يتم في المتوسط في حوالي سن 07 .
- يكون التفكير حدسيا , و لا يدرك المفاهيم المجردة , و لكنه يدرك أساسا ما يراه و ما يشاهده و يلمسه في بيئته من محسوسات .
- كما أنّ التفكير في هذا السن مطبوع بالإصطناعية و هي إعتقاد الطفل أنّ العالم صنع في كل أجزائه بواسطة الإنسان و للإنسان .
تطبيقات تربوية :

- إجابة الطفل على تساؤلاته إجابات واضحة و بسيطة .
- تهيئة فرص للألعاب الجماعية التي تسمح بإبراز المشاركة في اللعب و التقيد بقواعده من طرف كل المشاركين في اللعبة و هذا لإنماء قيم التعاون وإحترام الآخر و القياد والإنقياد ( رئيس و مرؤوس ) ضمن جماعة الرفاق


المجال الانفعالي /الاجتماعي


http://knol.google.com/k/-/-/8waepj6yr6uj/dxe62d/image3.png

*- يصبح الطفل في نهاية سن الخامسة أكثر إستقرارا في حياته الإنفعالية و يكون لذلك الإستقرار أثره في التعامل مع غيره , فتصبح علاقاته الإجتماعية أكثر رسوخا و ثباتا و رزانة .
*- هذه العلاقات الإجتماعية هي التي تساعده على التحرر من التبعية للكبار التي كانت تبدو واضحة قبل هذا السن .
*- تقل إهتماماته بذاته نتيجة إتساع دائرة معارفه , و تنوع إتصالاته بالأشخاص و بالأشياء المادية أو الأفكار وإهتمامه بالمحيط الخارجي .
*- يكون علاقات صداقات إجابية مع أقرانه نتيجة لنمو قدرته على التجمع و اللعب الحر أو المنظم .
*- متعاونا في علاقته مع الكبار و الصغار يتداول معهم الأدوار فهو إما أن يكون رئيسا أو مرؤوسا .
*- يستطيع أن يتوافق مع مجتمع الرفاق كما يساهم مع غيره في إنجاز عمل ما في حجرة النشاطات التربوية , وفي فضاءات اللعب .
*- يكون أكثر ضبطا لإنفعالاته , و أكثر قدرة على الإستقلال عن غيره تطبيقات تربوية :

- للمربي ( ة ) دور مهم في مساعدة أطفال هذا السن على تعزيز الإستقرارالإنفعالي و التحرر من التبعية للكبار و التعاون مع الأخرين و ذلك بـ :
- تداول الكلمات والعبارات المطمئنة التي توحي بالراحة النفسية .
- تجنب عرض المشاهد المرعبة و المخيفة كحوادث السيارات و الحكايات الخرافية ( حكاية الغول , الساحرة .........)
- إتاحة فرص اللعب الحر بين الأطفال للسماح لهم بتكوين علاقات و صداقات تبعا لتوافقاتهم النفسية .
- توزيع أدوار القيادة بينهم .
- إنجاز أعمال مشتركة بالتعاون و التنسيق بينهم .
- تجنب عبارات التخويف و التهويل .
1.انفعال الحب:

-هو تركيز مشاعر الطفل نحو شخص أو شئ معين , و يؤدي به إلى التقرب منه أو الحصول عليه , و يمر إنفعال الحب بمراحل هي :
- حب الذات ( فهو يشعر باللذة من الإحساسات المختلفة الصادرة من بدنه ) .
- حب الأم ( لأنها مصدر تغذيته و العناية به ومصدر سروره و راحته ) .
- ثم يتدرج إلى حب بقية أفراد العائلة ( كالأب و الأشقاء ...........) .
- ثم يتوسع في حبه إلى حب الأخرين ( المربية , رفاق المؤسسة , رفاق الحي ..........إلخ.) كما هو الشأن لدى أطفال سن 05 / 06 سنوات .
و على العموم فإنّ الإسراف في حب الطفل و تدليله قد يؤثران عليه تأثيرا سلبيا , لأنه يضعف شخصيته وإستقلاله عن غيره و تحمل المسؤوليات , و مجابهته كل مشكلاته العملية و على تكوين علاقاته الإجتماعية السليمة , كما يؤدي حرمانه من الحب الذي قد يؤدي إلى الغضب و العدوان أو إلى الإنعزال و الإنطواء .
3.انفعال الغيرة:

- الغيرة إنفعال مركب فهو مزيج من إنفعال الغضب و الحسد و الخوف , و هذا عادي و شائع بين الأطفال . فالغيرة إنفعال ينشأ في الحالات التي يشعر فيها الطفل بأن هناك طفلا أخر ينافسه في الحصول على مكانته و مركزه أو إستفراده بحب و عطف والديه .
- إحساس الطفل بفتور أو قلة حب والديه وإنصرافهما إلى الإهتمام بمولود جديد يجعله يشعر أن مكانته أخذت تتزعزع.
- يتكون إنفعال الغيرة من عناصر : كالشعور بالنقص والكأبة و الحزن , وقد تتعزز هذه العناصر بتصرفات الوالدين أو المربي بإظهارهم العطف و الحنان نحو طفل أخر ,أو يعاملونه بقساوة في نفس الوقت الذي يعملان فيه الأخر معاملة رقيقة و حسنة .
- التميز في المعاملة تثير لدى الطفل مشاعر الكأبة و الحزن و الشعور بالنقص و بالتالي تدفعه إلى الإعتداء على الأطفال الصغار في البيت أو المؤسسة التربوية كما قد يجعله ينطوي و ينعزل -تطبيقات تربوية :
-
- تجنب تفضيل طفل على طفل أثناء قيامهم بنشاطاتهم أو تعامل المربية معلم .
- عدم مدح طفل بحضور طفل أخر .
- الإبتعاد عن مقارنة منجزاتهم و مشاركتهم لأن ذلك يشعر الطفل المتعثر بالإحباط و الفشل .
- توفير الألعاب و الأدوات الفردية لكل الأطفال ليشعروا بالمساواة فيما بينهم .
- تكوين عادات التعاون , و المشاركة بين الأطفال , فيتدربون على التشارك في اللعب والتحابب فيما بينهم .
4.انفعال الخوف:

http://knol.google.com/k/-/-/8waepj6yr6uj/dxe62d/images%20%281%29.jpeg
- يلعب الخوف دورا أساسيا في حفظ الفرد من الخطر و كل ما يهدد ذاته باهرب و الحذر .
- يظهر الخوف نتيجة المثيرات العنيفة التي لا يستطيع الطفل الإستجابة لها إلا بالانسحاب و الفرار منها .
- مخاوف طفل هذا العمر يكون غالبا من الأصوات المروعة , الأشخاص الغرباء , و الأشياء غير المألوفة و الحيوانات , و فقدان السند أو السقوط .
- ماعدى هذه المخاوف فكل المخاوف الأخرى مكتسبة ( متعلمة ) .
- للخوف قابلية الإنتشار و التعميم -تطبيقات تربوية :
- حتى يتغلب الطفل على مخاوفه يمكن :
- شرح الأمر للأطفال لإزالة الأوهام المتخيلة و الأخذ بأيديهم نحو السلوك السليم بصورة تدريجية .
- أبعاد الشيء المخيف و إظهاره: إبعاد الشيء المخيف عن الأطفال لا يجعله ينسى الخوف أو يقلع عنه . بينما كثرة إظهار الشيء المخيف قد تفيد في بعض الأحيان , كما يمكن أن تكون سببا لإنتشاره و إرتباطه بأشياء أخرى محيطة به أثناء إظهار الشيء له . كالخوف من الأشخاص الذين أظهروه .
- تفادي التوبيخ و السخرية : كثرتهما قد يدفعان الطفل إلى الكره و الحقد على الذين يسخرون منه و تزداد حالته سوءا .
- الإقناع و المناقشة : تفيد المناقشة عن الخوف و الإقناع بتركه , خاصة إذا كان الخوف بسيطا إذا إرتبطتهاتة المناقشة وهذا الإقناع بزيادة ثقة الطفل بنفسه , و مساعدته على مجابهة الموقف الذي يخافه .
- التقليد : بعد تقليد الطفل المخواف للأطفال الأسوياء الذين هم من سنه من الأساليب الناجمة في إزالة خوفه , فهو قد يقترب من الحيوانات التي يخافها إذا شاهد أطفالا أخرين يقتربون منها أو يلمسونها .
- ( فتقليد الأخرين و تقبل الإحياء منهم يجعله يقلع عن بعض مخاوفه تدريجيا ).
- تجنب أستخدام عبارات الخوف لمعاقبته أو ضبط سلوكه .
- تصحيح التعليم : يكون بإحلال إنفعال الفرح و السرور والرضى على إنفعال الخوف و الفزع من موقف طبيعي ( كتقديم حلوى أو ألعاب مشوقة للطفل و ربطه بإظهار الشيء المخيف على أن يكون بعيدا . تم تكرار الوضعية إلى أن يصبح الطفل لا يخافه).
5.الكذب:

- إذا كنا لا ننزعج لما ينسجه خيال الطفل في سن دون 5 من قصص أو وقائع غير صحيحة فإن في سن 5/6 سنوات ينبغي أن تحدثه بأهمية الصدق . بروح المحبة و العطف دون التمسك في أسلوبنا بالنصيحة و التأديب و اللوم و السخرية .
- في حالة إعتراف الطفل بكذبه يجب عدم معاقبته فذلك يشجعه على قول الصدق و يشعر بالأمان و الطمأنينة 6.انفعال العناد:

http://knol.google.com/k/-/-/8waepj6yr6uj/dxe62d/cacangryboy.jpg
-يصل العناد إلى ذروته في نهاية العام الرابع من عمر الطفل , و يشهد هذا السن تحولا تدريجيا يعترى سلوك الطفل الذي يشرع في التخلي عن النزعة الإعتمادية و يتجه إلى النزعة الإستقلالية .
- يقل العناد في سن 5/6 إلى درجة كبيرة حيث يصبح أطفال هذا السن يتكيفون مع النظام العائلي , ولا يثرون عليه , فيعملون بتوجيهات الكبار , و يطيعون أمرهم .
- التربية السليمة لا تعمل على محو الذات , بل عليها أن تعمل على إنماء ذاتية الطفل و تجعله يقبل على الفعل الحسن و يتجنب الفعل القبيح من تلقاء نفسه ، ليس بأمر الأخرين فقط . و بذلك يمتص قواعد و ضوابط الجماعة , فيتعلم كيف يعمل و كيف يفكر , كما تعمل الجماعة و تفكر 7.انفعال العدوان:

http://knol.google.com/k/-/-/8waepj6yr6uj/dxe62d/angry-kids-mainfull.jpg
- للسلوك العدوان مظهران قد يبدواني متناقضين وهما :
1- المظهرالإجابي له دلالة صحيحة و سليمة عندما يدل على طموح الطفل و مبادرته .
2-المظهر السلبي عندما يتخد طابع العداء و الحقد و الكراهية .
- يظهر العدوان عندما يحتاج الطفل إلى الحماية , أو الدفاع عن الذات و بالتالي فهو يساعد على فرض الذات أو الإعتماد عليها و إستقلاليتها عن الأخرين , و يكسب الثقة بالنفس .
-أما إذا تجاوز السلوك العدواني لحماية الذات و الدفاع عنها فإنه يؤدي إلى إلحاق الأذى بالغير .
-العدوان وثيق الصلة بالغضب و الميل إلى العناد و التشاجر , ومن المواقف التي تستثبر السلوك العدواني للطفل مايلي :
*النزاع حول ملكية شيء ما أو الأحقية في مكان الجلوس .
*تصادم حول إختيار الأدوار – أو حول تنفيد التعليمات في اللعب .
*التمسك بحق التفوق على الأخر قصد تصدر المجموعة .
*عرقلة النشاط الييباشرهالأخرون .
*إستخدام ألفاظ التوبيخ الساخرة و توجيهها إلى أقرانه .
تطبيقات تربوية :

-للحد من السلوك العدواني لدى الأطفال في هذا السن يجب مراعاة التدابير التالية :
- - إحترام ممتلكات الطفل الخاصة في الأدوات و في اللعب .
- عدم أخذ أشياء الطفل دون إذن منه و ردها له حين يطلبها .
- تجنب أخذ الأشياء منه غصبا عنه .
- الإستجابة لطلبات الطفل المعقولة التي تطمئنه و تشعره بالمكانة .
- تفادي معاملة الطفل معاملة أدنى من غيره .
- تجنب تحقير الطفل و ذكر المعايب و النقائص التي يعاني منها , أمام الأخرين .
- عدم جعل تصرف الطفل محورا للحديث العلني في الجلسات .
- في حالة إعتداء الطفل على الأخر يجب مطالبة المخطئ بالإعتذار و فرض التعويض اللازم .
- أما فب الحالات التي يقع فيها عدوان الطفل على نفسه كأن يلقي بنفسه على الأرض و البكاء الزائد و الصياح أو صب عدوانه على على ممتلكاته بالتكسير و التخريب يجب إتخاذ موقف الهدوء الكامل و الثبات مع التنبه الطفل الى عدم جدوى ما يقوم به من تصرفات .
توفير فرص التفتيش عن المشاعر العدوانية المكبوتة لدى الطفل خاصة من خلال الألعاب البدنية و الجماعية
و لتنمية المظاهر الإيجابية للانفعالات و الحد من المظاهر السلبية لها ينبغي العمل بالمعطيات النفسية / الاجتماعية التالية :
1- جماعة الأقران
- لجماعة الأقران أهمية قصوى في هذا السن , حيث يتماشى الطفل غالبا مع جماعة أقرانه و يمثل لجماعة الرفاق و يتأثر كثيرا في نموه الإجتماعي بتقبل الجماعة له .
- لابد للطفل أن يمر بخبرات العمل الجماعي و بخبرات العمل التفاعل الجماعي داخل المجموعة . لأن الطفل المعزول كثيرا ما يشعر بالتعاسة . علما أن شعور الطفل بالآمن مستمد من الجو الإجتماعي المحيط به .
- رغم كل ما يتميز به من صفات السلوك الإجتماعيإلاأنه يشعر بالتعب الإنفعالي بسرعة إذا وجد في مكان خال من الأطفال أو إذا قيد بالجلوس في مكان معزول لمدة طويلة .
- و من حاجاته في هذه المرحلة تعلم القيم الأداب و المعايير الإجتماعية التي تساعده على ممارسة الإدراك الإجتماعي الذي يمكنه من التميز بين ماهو خير وماهو شر , ماهو الصدق وماهو الكذب , ماهو مباح و ما هو ممنوع ....... مما يرمي قواعد الأن الأعلى لديه 2- التفاعل مع الأقران :

http://knol.google.com/k/-/-/8waepj6yr6uj/dxe62d/kidsplaying.jpg
-في هذا السن يلتفت الطفل كليا إلى أقرانه و يقل إهتمامه بالراشد .
- كما أن التفاعل المتزايد مع الأقران يجعل الطفل أكثر وعيا باختلافه عن سواه من الأطفال , فيتمكن من التميز بين من هم أكبر منه و أصغر منه و أقوى منه , و يكتشف أن الأطفال يأتون من أسر مختلفة .
- من أبرز مميزات سلوك الطفل أيضا ظهور رغبة الإمتياز و التفوق على الأخرين و الحرص على المكانة الإجتماعية التي يحضىبها و هو يحاول أن يستقطب إنتباهالأخرين 3- علاقة الصداقة:

http://knol.google.com/k/-/-/8waepj6yr6uj/dxe62d/6224.imgcache.jpg
- في هذا السن يبدأ الطفل في تكوين صداقات مع أقرانه للعب و تساعده هذه الصداقات في زيادة التطبع الإجتماعي .
- من صور التنافس في هذا السن ميل الطفل لمقارنة نفسه بالأخرين و كره الخسارة حين تبرز الأنانية في سلوكه : إذ يهمه أن يملك الأخرين و أكثر , ويهمه أن يتفوق عليهم و أن يحوز على رضى الكبار . و يتحمل المسؤلية و يقدم خدمات وكاهذاينصب في خانة إثبات الذات.
4- أخذ الدور:

- إن القدرة على أخذ الدور تنمو لدى الطفل في سن 3 / 4 و تتضح أكثر بين سن 5 / 6 وهي مرتبطة بنزعة التقليد و التقمص . فالتقليد يتم نتيجة ملاحظة موجزة و عابرة لسلوك أو تصرف ما – بينما التقمص يحدث مبدئيا في سياق علاقة حميمية قائمة بينه و بين شخص أخر .
- و في نهاية السن 5 يرى الطفل نفسه و الشخص الأخر أنهما مستقلان – و لكل منها تفسيره المستقبل لنفس الموقف الإجتماعي الذي يواجههما
5- روح المبادرة:

- بإعتبار أن سن 5 / 6 هو سن تأكيد الذات فإن ميول الطفل تتجه إلى إستحداث مشاريع خاصة به . و بالأخص خلال اللعب , و إذا وجد الطفل الفرصة لتحقيق المشاريع التي يقيمها فذلك يكسبه معنى المبادرة .
-كما يشهد هذا السن بداية الإدراك الحقيقي للمحيط , بالتالي الزوال التدريجي لمشاعر الخوف و بداية الإرساء الفعلي للثفة بالنفس
المجال التواصلي / اللغوي


http://knol.google.com/k/-/-/8waepj6yr6uj/dxe62d/image4.jpg


- إن طفل هذه المرحلة يتميز بنمو لغوي سريع فهو يستطيع التعبير عن نفسه و عن حاجاته بالكلام .فهو كثير الحديث يحب إستعمال الكلمات الجديدة ووضعها في جمل ذات معنى . كما يحب الكلمات الجديدة .
- تصل الجملة لديه إلى أكثر من أربع كلمات فهو كثير الأسئلة مما يمكنه من الحصول على كثير من المعلومات
- تجدر الإشارة إلى أن تعلم اللغة عملية طويلة و معقدة تعتمد على ترابط مناطق المخ المختلفة مع الجهاز السمعي و أعضاء الجهاز الكلامي ما يساعد على إنمائها الذكاء و الإدراك و العوامل الإنفعالية و تلعب البيئة دورا هاما في تطوير القدرة اللغوية الاتصالية لدى الطفل .
- و يشهد التعبير في هذا السن تزايد عدد الكلمات حيث يصبح في محصول الطفل الألفين وخمس مائة كلمة ( 2500 ) . تشتمل هذه الأسماء و الأفعال والحروف و الظروف و الضمائر .
- كما يتصف التعبير بصفة التواصل الإجتماعي في حوالي سن الرابعة من العمر مما يؤدي إلى تقدم الذكاء الذي هو بدوره يزيد في تقدم الطفل في التعبير .
- أما أطفال سن 5 إلى 5 و 6 أشهر يستكملون تعابيرهم بمتممات الجملة كإستعمال حروف الجر , و الأسماء و الأوصاف , و الأسماء الموصولة , و أسماء الإشارة , و يصلون إلى مرحلة التشارك حيث يتكلمون عن أنفسهم و يصغون إلى بعضهم , و يتقيدون بموضوع الواحد لكن دون التعاون بينهم بينما لأطفال سن 6 يتحدثون حول نشاط يشتركون فيه , فهم يتعاونون و يتكلمون عما يعملون .
* و من السمات البارزة لسلوك الطفل التواصلي / اللغوي في هذا السن مايلي :
- يتحدث و يتكلم بصفة سليمة دون تلعثم .
- يميز بين أصوات الحروف الهجائية .
- يبدأ في التميز بين الخيال و الواقع .
- يجد الذوق و المتعة في التعبير الشفوي بشكل ملحوظا .
- تنتابه الرغبة الشديدة في سرد ما حدث له .
- يستهويه الحدث عن ما يشعر به أو يفكر فيه لمجرد اللذة في معايشته من جديد أو بإخبار غيره عنه .
- يظهر سهولة في إكتساب الألفاظ المرتبطة بصور الجسم : وهي الرأس , البطن , الأطراف ( اليدين و الرجلين ) ثم يليها في الإكتسلب و التحديد : الأسنان , اللسان , الخدين و الجبين ثم الرقبة و الذقن و الركبتين و الكتفين ثم الشفتين و الأظافر تطبيقات تربوية:

- و لرعاية الجانب التواصلي / اللغوي لدى أطفال هذا السن – يجب العمل بما يلي :
- أن تكون لغة المربي (ة) لغة كاملة المبنى تشتمل عبارته على الأفعال و الأسماء , كما تكون أيضا لغة سليمة المعنى , و أن يساعدهم على تجاوز العبارة / كلمة التي يستعمل فيها كلمة يقصد من وراءها جملة .
- أن يتيح فرص النشاط الجماعي لتبادل الأطفال الحوار فيما بينهم و بالتالي ينمي لديهم القدرة على الحوار و المحادثة .
- أن يشجعهم على التساؤل و يعطيهم الأجوبة المناسبة و يدربهم على كيفية الإستفسار .
- أن يستعمل العبارة المفهومة المأخوذة من محيط الاطفال لأنها أيسر على التذكر من العبارات الغامضة .
- أن يهدف إلى خلق الإنسجام اللغوي بين أطفال كل الفئات الإجتماعية ( مختلف البنيات الإجتماعية ).
- أن يهتم بضعاف البصر الذين يميلون إلى طرح الأسئلة الكثيرة , و كذا ضعفاء السمع الذين يستعملون الجمل القصيرة الموجزة لتخليصهم من بعض العيوب اللغوية لهذا السن لأنه السن الذي تزول فيه هذه العيوب اللغوية كإبدال الحروف نطق السمش بدلا من الشمس و العجلة و السرعة في الكلام , قلب الراء ألى اللام و السين إلى الثاء و التردد في الفاء و الثاء , إدخال الكلام في بعضه البعض .........إلخ .
- و يتطلب منه هنا إكتشاف أسباب هذه العيوب و التعاون على علاجها مع الطبيب و الولدين و قد تكون هذه العيوب راجعة إلى عيوب في الحنجرو أو السان , أو صعوبة التميز بين الأصوات المتقاربة , أو إلى تعلم لغتين في وقت واحد أو إلى التأخر العقلي و ضعف الذاكرة , أو إلى تقليد النماذج اللغوية الخاطئة .
-لابد من الإكثار من الوضعيات التواصلية لإثارة الفضول لدى الأطفال و اهتماماتهم و من هذه الوضعيات :
*مناقشة الأطفال حول محتوى القصة و حثهم على تصور الحل الموافق في القصة .
*حثهم على التحدث أمام الجماعة و تعويدهم الإستماع إلى بعضهم البعض .
*إستغلال أسئلة الأطفال لتطوير القدرة علة التعبير و التحدث و إشباع حاجاتهم إلى الفهم .
- لمطالبتهم بإنجاز نشاطات متمحورة حول صورة الذات بتعين أجزاء الجسم إنطلاقا من :
* أنفسهم * زميل *صورة .
- و إذا كان التواصل يتم بوسائل عديدة فإن الرسم يعد بالنسبة للطفل من أبرز هذه الوسائل و أكثرها إستخداما بعد التعبير اللفظي .
* فهو يدهش و يبهر بقدرته على ترجمة واقعة في الشكل إختيار الأشخاص و الألوان .
* يوصل محتوى تصوراته بواسطة الرسوم التي يقدمها لنا . لذا فإن الرسوم يشكل أداة تواصل , وهو إنتاج موجه للأخرين . و بواسطة تنقل الطفل إلى نشاط التخطيط ثم الخط و ذلك تمهيدا للكتابة في المستقبل

ssousou
2011-11-19, 19:47
يعطيك الصحة خيو مي هادا بحث ماكانش ماراجع واااااااااااااااااااااااااااااع

ahmedinfo
2011-11-19, 21:23
merci mon frere allah yahfedlek waldik inchallah ou rebi ya3tik matetmena inchallah merciiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii salam

محب بلاده
2011-11-19, 21:30
يعطيك الصحة خيو مي هادا بحث ماكانش ماراجع واااااااااااااااااااااااااااااع

تستطيعين جعل المصادر

موقع ويكيبيديا

منتديات

مصادر من الديوان الوطني للسياحة

boutrig
2011-11-20, 11:17
الا تستطيع مساعدتي اخـي ؟؟؟ انا في امس الحاجة الى هذا التقرير ارجوك شكرا مسبقا

selma.vip
2011-11-20, 17:06
السلام عليكم
من فضلكم اريد بحث عن المدرسة الكلاسيكية و شكرا

محب بلاده
2011-11-20, 17:53
السلام عليكم
من فضلكم اريد بحث عن المدرسة الكلاسيكية و شكرا



المدرسةالكلاسيكية:

بدايةً لابد لنا أن نعرف معنى كلمة كلاسيكية ( Classical) إذ يخطيء الكثيرون بإعتقادهم أن معنى الكلمة هو( الشيء التقليدي أو القديم ) . لكن في الواقع أن معنى كلاسيكي هو الطراز الأول أو المثالي أو النموذجي أو الممتاز. وهي كلمة يونانية الأصل ، وأطلقت على الفن الأغريقي اليوناني القديم في القرنين الرابع والخامس قبل الميلاد ، وذلك لأن الفن الأغريقي سواء في النحت أو في الرسم قد أعتمد الأصول الجمالية المثالية ، وقد اختاروا الكمال الجسماني للرجل والمرأة .
تاثرها بالمدرسة الاغريقية
وفي بداية القرن الخامس عشر نهضت الكلاسيكية في إيطاليا ، وقد أهتمت بالأصول الإغريقية في الفن ، وكان لها أثر كبير في النحت والعمارة والتصوير في كافة أنحاء إيطاليا .

وقد بدأت الأضواء تتسلط على الكلاسيكية منذ عصر الملك الفرنسي لويس الخامس عشر ألا أنها أخذت بالاضمحلال بعد وفاته وأشراف ماري أنطوانيت ـ زوجة الملك لويس السادس عشر ـ على شؤون الفن في فرنسا .
ولكن بعد قيام الثورة وإعدام الملك عادت الكلاسيكية لتستعيد مكانتها فكانت سجل لجميع الظروف السياسية والأقتصادية والأجتماعية في ذلك الوقت . وكانت أشبه بالكاميرا الفوتوغرافية في العصر الحالي .
اهم مميزاتها
ما يميز هذه المدرسة هو توثيقها لمجمل الشخصيات التي كان لها وزنها الأجتماعي والسياسي والديني في ذلك الوقت ، وأعمال الكلاسيكين في الغالب تهتم بالطبيعة والبورتريه والطبيعة الصامته.

من أشهر فناني هذه المدرسة الفنان المعروف ( ليوناردو دافنشي ) و( رمبرانت) و ( رفاييل ) و ( مايكل أنجلو)

وقد سميت تلك الفترة بالعصر الذهبي ، وكانت أعلى المراحل الفنية في عصر النهضة.

الكلاسيكية عبادة العقل:
كلمات تتردد هنا وهناك عن الفن ومدارسه، لا يعرف الكثيرون معناها ولا تطبيقها، حتى يصير الفن في كثير من الأحيان، خصوصًا الفن التشكيلي، وكأنه درب من الجنون أو فراغ الذهن، مع أن متابعة تطورات المدارس الفنية واتجاهاتها وظروف نشأتها، تكشف عن سجل حافل من تاريخ البشرية، وتغيرات المجتمع الفكرية والثقافية والاجتماعية مسجلة ومرصودة بأيدي الفنانين، وتعكس المدارس الفنية حالة المجتمع وأفكاره في كل مرحلة من مراحلها.
تاثرها بالثورة الفرنسية
فالمدرسة "الكلاسيكية" هي التي عاصرت الثورة الفرنسية (1793م) وتبنت تلك المدرسة التعبير عن شعار الثورة الأشهر "العدل - الحرية - المساواة"، هكذا تقول عنها الكتب، لكن الأعمال الفنية الكلاسيكية نفسها تعكس مجموعة من القيم والمفاهيم، ربما لا تتوافق مع شعار الثورة الفرنسية الذي اتخذته المدرسة الكلاسيكية شعارًا لها.

فمن خصائص الأعمال الفنية في هذه المدرسة أن يسود العقل حتى يصبح هو المعبود، وذلك على اعتبار أن غايتها القصوى تتمثل في تجسيد الجمال في جوهره الخالص المجرد، دون ترك أي بُعد للغيب أو الخيال في هذا التعبير الفني.

فمثلاً تتميز أعمال المدرسة الكلاسيكية بتحويل صور الطبيعة إلى قيم زخرفية وأشكال هندسية، فالجمال فيها هو جمال هندسي يخضع لأحكام العقل لا الخيال. فهو جمال هندسي يستخدم الخطوط الحادة والبناء المحكم.
أيضًا من خصائص المدرسة الكلاسيكية ازدراء اللون، فلا تجد في الأعمال الكلاسيكية تعبيرًا بمساحات لونية كبيرة أو علاقات لونية متداخلة، لكن تجد زخرفة مبنية أساسًا على الخط والتصميم الهندسي المحكم، وتوازن الكتلة مع فخامة التكوين.
اهم عيوب المدرسة
لذلك تبرز أهم عيوب المدرسة الكلاسيكية في إطارها الضيق الذي يحول كل أشكال التعبير إلى أشكال هندسية، وهو ما يتناقض مع حب التعبير عن الحياة النابضة في شتى صورها، كما يؤكد الفنانون الكلاسيكيون في أعمالهم بهذا الأسلوب الهندسي على إعلاء شأن العقل على حساب الروح والإحساس والخيال، وهو أمر قد يتناقض -ولو ظاهريًّا- مع شعار الثورة الفرنسية الذي كانت الكلاسيكية تعبيرًا حيًّا عنه، لكنه يتفق مع مضمون تلك الثورة وسلوكها الذي تبنى فكرة علمنة الدين وفصله عن الحياة وتحويله لعبادات فردية داخل أماكن العبادة، أما الحياة فيحكمها العقل وحده وتسانده المصلحة.. هكذا قالوا!

أهم فنانيها:
________________________________________
ومن أشهر فناني هذه المدرسة المصور "جاك لويس دافيد" فقد كان من بين أعضاء محكمة الثورة التي قضت بالإعدام على الملك "لويس السادس عشر" فأصبح بعد ذلك مصور الثورة الرسمي، وقد تجلَّت النزعة الكلاسيكية في لوحة له تتسم بالرصانة ويتعلق موضوعها بواقعة وطنية من تاريخ الرومان وهي لوحة "يمين الإخوة هوراس".


وقد عمل دافيد على إحياء تقاليد الفن الروماني فقد كان التكوين في لوحاته يعتمد على قواعد هندسية صارمة؛ فكان الخط وليس اللون موضع اهتمامه، وقد أنشأ دافيد "أكاديمية الفنون" التي كانت ممثلاً للذوق الرسمي للثورة الفرنسية وحاربت جميع الحركات الفنية الجديدة.


وبعد وفاة دافيد تولى تلميذه "جان دومينيك أنجر" زعامة الكلاسيكية في فرنسا وبالرغم من اتفاق أنجر مع المبدأ الكلاسيكي اتفاقًا تامًا في ازدراء اللون، والاعتماد على الخط والتصميم الهندسي المحكم، إلا أنه كان هناك اختلاف أساسي بينه وبين أستاذه؛ فقد كانت الهندسة عند دافيد هندسة "محسوبة" على حين أنها عند أنجر هندسة "محسوسة".


وكان الفنان الإسباني فرانسيسكو جويا معاصرًا لدافيد، وكان ثوريًا مثله، ولكنه كان نقيضه فبقدر ما كان دافيد متزمتًا في فنه يزدري التعبير عن المشاعر والأحاسيس، كان جويا يتخذ من الفن وسيلة للتعبير عن أعمق مشاعره الذاتية، وبقدر ما كان دافيد يعتمد على الهندسة والحساب والقواعد الصارمة كان فن جويا يعتمد على إلهام اللحظة؛ وهو ما يعني أن جويا كان يتململ من الكلاسيكية ويخرج في بعض الأحيان عن إطارها المادي.
هذه لوحة ( موت مارت ) للفنان جاك لويس دافيد، مع التعليق عليها .




هذه اللوحة للفنان جاك لويس دافيد مصور الثورة الرسمي فلنتتبع خصائص المدرسة الكلاسيكية فيها:
1 - إزراء اللون: اعتمد على الظلل والنور في إبراز الجسد والأشياء المحيطة به وكأن هناك ضوء مسلط من وراء الميت لإظهاره وشد الانتباه إليه والتركيز عليه فساعد في إظهار هذا الضوء الخلفية القائمة ثم أخذ دافيد في تصفيف حدة القتامة في الجزء الأسفل من الميت واستخدم الضوء بشدة في الساعد ليجذب الانتباه بعد ذلك إلى الرسالة الموجودة في يده وهنا نرى خاصية أخرى من خصائص المدرسة وهي.
2 - الخطوط الحادة:
ترى الرسالة التي في يد الميت والموجودة على المنضدة تعطي إحساس أنها مصنوعة من ورق مقوى فهي جامدة وحتى القماش سواء الأبيض أو الأزرق الداكن يعطي إحساسًا بالجمود والصرامة والحدة وهذا يتنافى مع طبيعة القماش اللينة المرنة وطبيعة الورق فنرى صفات الحدة والصرامة والجمود طاغية على طبيعة الأشياء.
3 - تجسيد الجمال دون ترك بعد للشعور:
يتجلى هذا في جسد الميت فلقد اهتم الفنان بإظهاره بكل تفاصيله وحيويته وكأنه جسد لشخص حي مستند برأسه إلى الخلف مستسلمًا للأفكار.
واهتم بإظهار براعته ودقته في التصوير على حساب إعطاء الإحساس بالموت وإنما عبر عنه بالجرح الصغير في الصدر والسكينة الملقاة على الأرض والدم فلا نحس بالاسترخاء التام والسكون الذي يصحب الموت ولكن كل العضلات مشدودة ومنقبضة.

mohamedor
2011-11-22, 11:31
بحث حول Préparer des solutions

الجحفة
2011-11-22, 12:12
اريد بحث حول الدولة وأركانها وشكرا

aziz9
2011-11-22, 23:45
اسم العضو aziz9

الطلب بحث حول برامج الضغط + بحث حول عضلات الطرف السفلي

المستوى سنة أولى جامعي رياضة

أجل التسليم يوم السبت 26/11

فريد سات
2011-11-23, 20:45
اسم العضو :فريد سات
الطلب :بحث حول مقاومة الامير عبد القادر
المستوى : سنة اولى علوم انسانية
شكرا لك أخي الكريم

محب بلاده
2011-11-23, 21:48
اسم العضو :فريد سات
الطلب :بحث حول مقاومة الامير عبد القادر
المستوى : سنة اولى علوم انسانية
شكرا لك أخي الكريم


بحث حول الأمير عبد القادر الجزائري، المقاومة في الجزائر، الأمير عبد القادر

يعتبر الأمير عبد القادر من كبار رجال الدولة الجزائريين في التاريخ المعاصر ، فهو مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة ورائد مقاومتها ضد الاستعمار الفرنسي بين 1832 و 1847. كما يعد أيضا من كبار رجال التصوف والشعر وعلماء الدين . وفوق كل ذلك كان داعية سلام وتآخي بين مختلف الأجناس والديانات وهو ما فتح له باب صداقات وإعجاب كبار السياسيين في العالم.
http://www.djelfa.info/vb/images/emir_abd_el-kader.gif (http://forum.stop55.com/urls.php?ref=http://www.mishooo.net/vb/t216965.html)
النشأة و التكوين
هو الشيخ عبد القادر ابن الأمير محيي الدين بن مصطفى الحسني، المشهور باسم الأمير عبد القادر الجزائري، يتصل نسبه بالإمام الحسن بن علي بن ابي طالب.
والجد المباشر للأمير عبد القادر والذي تسمى على اسمه , كان الامير (http://forum.stop55.com/urls.php?ref=http://www.mishooo.net/vb/f517) عبد القادر , الذي وصل من المغرب إلى الجزائر واستقر في منطقة " غريس " وأسس في في منطقة " الغيطنه " زاويته الصوفيه , ويدعى في الجزائر وعند أهل الطريقه " سيدي قاده " تحببا , ولا يزال ضريحه مزارا شريفا , على الطريقة القادرية وشيخها الإمام " عبد القادر الجيلاني " , الذي عاش ومات في بغداد .
ولد الأمير عبد القادر يوم الجمعة 23 رجب 1222هـ/مايو 1807م، بقرية القيطنة الواقعة على وادي الحمام غربي مدينة معسكر (الجزائر)، وترعرع في كنف والديه حيث حظي بالعناية والرعاية.
تلقى عبد القادر تربيته بالزاوية التي كان يتكفل بها أبوه محي الدين، أين حفظ القرآن الكريم ثم تابع دراسته بأرزيو و وهران على يد علماء أجلاء حيث أخذ منهم أصول العلوم الدينية، الأدب العربي، الشعر، الفلسفة، التاريخ، الرياضيات، علم الفلك و الطب، فصقلت ملكاته الأدبية والفقهية والشعرية في سن مبكرة من حيـاتـه.
وكان على علم و دراية تامين بعلماء أمثال أفلاطون، أرسطو، الغزالي، ابن رشد كما تبينه كتاباته. وقد تفانى طوال حياته في تجديد علمه و إثراء ثقافته.
لم يكتف الشاب عبد القادر بتلقى العلوم الدينية و الدنيوية بل اهتم أيضا بالفروسية و ركوب الخيل و تعلم فنون القتال، فتفوق في ذلك على غيره من الشباب. و بذلك كان عبد القادر من القلائل جدا الذين جمعوا بين العلوم الدينية و الفروسية، عكس ما كان عليه الوضع آنذاك إذ انقسم المجتمع إلى المرابطين المختصين في الدين و الأجواد المختصين في الفروسية و فنون القتال.
و كان يبدو و هو في الثالثة عشرة من عمره جميل الصورة حلو التقاطيع، ذا شخصية عميقة جذابة، يأسر الناس بلطفه، و يكسب ثقتهم بثقافته. و في تلك السن المبكرة بدأ ينظم الشعر و يعرضه على أبيه، فيشجعه و يسدده و هو موقن بأن مستقبل ابنه قد تحدد، و معالم شخصيته قد اتضحت، فكل شيء من حوله كان يعده ليكون رجل أدب و علم و دين. فبينما كان أترابه يمرحون و يعبثون في الكروم و البساتين المحيطة بقرية القيطنة، كان هو يلازم مجالس أبيه التي تضم نخبة من أهل الأدب و العلم، فيصغي إليهم مأخوذا مبهورا و هم يتبادلون الآراء و يتناشدون الشعر، و يتجادلون في معضلات الفقه أو يتذاكرون وقائع التاريخ.
و لم ترتح السلطة التركية لتلك المجالس، و ما يدور فيها من آراء، ففرضت على محي الدين الحسني سنة 1821 الإقامة الجبرية في وهران، فانتقل عبد القادر مع أبيه إلى تلك المدينة، و أتيح له أن يتعرف بنخبة جديدة من أهل الأدب و العلم، و أن يطلع على ألوان جديدة من الحياة، و أن يزداد إيمانا بفساد الحكم التركي و الحاجة الماسة إلى التطور و الإصلاح. و في هاته الفترة أي في عام 1823 زوجه والده من لالة خيرة وهي ابنة عم الأمير عبد القـــادر.
و بعد سنتين من الاحتجاز تدخل داي الجزائر فسمح لهما بالذهاب إلى الحج معتقدا بأن ذلك وسيلة لإبعادهما عن البلاد حتى و لو لمدة قصيرة.
سافر عبد القادر مع أبيه عام 1241هـ/ 1825م إلى البقاع المقدسة عبر تونس ،ثم انتقل بحرا إلى الإسكندرية و منــها إلى القاهرة حيث زار المعالم التاريخية وتعرف إلى بعض علمائها وشيوخها وأعجب بالإصلاحات والمنجزات التي تحققت في عهد محمد علي باشا والي مصر. ثم أدى فريضة الحج، ومنها انتقل إلى بلاد الشام لتلقي العلم على يد شيوخ جامع الأمويين.
http://www.djelfa.info/vb/images/emir_abdk.jpg (http://forum.stop55.com/urls.php?ref=http://www.mishooo.net/vb/t216965.html)
ومن دمشق سافر إلى بغداد أين تعرف على معالمها التاريخية واحتك بعلمائها ، ووقف على ضريح الولي الصالح عبد القادر الجيلاني مؤسس الطريقة القادرية، التي تضم زاوية القيطنة، مما سمح للأمير و والده بالابتعاد عن سيطرة باي وهران الذي كان متخوفا من النفوذ العقائدي الذي كان يتسم به كل من محي الدين و ابنه عبد القادر.
ليعود مرة ثانية إلى البقاع المقدسة عبر دمشق ليحج. وبعدها رجع مع والده إلى الجزائر عبر القاهرة ثم إلى برقة ومنها إلى درنة وبنغازي فطرابلس ثم القيروان والكاف إلى أن وصلا إلى القيطنة بسهل غريس في الغرب الجزائري (http://forum.stop55.com/urls.php?ref=http://www.mishooo.net/vb/f517) عام 1828 م .
دخول الاحتلال الفرنسي

ولم يمض وقت طويل حتى تعرضت الجزائر لحملة عسكرية فرنسية شرسة، وتمكنت فرنسا من احتلال العاصمة فعلاً في 5 يوليو 1830م، واستسلم الحاكم العثماني سريعًا .
و بعد أقل من شهر واحد, أي في 20 يوليو 1830, اجتمع زعماء القبائل في تامنفوست و بينهم بومزراق عن التيتري, و زمّوم عن أفليسان, و محي الدين والد عبد القادر عن منطقة معسكر و أعلنوا بداية المقاومة الوطنية, فقد انتهت مقاومة الجزائر الرسمية لتبدأ فيها المقاومة الشعبية.
و بعد سقوط وهران عام 1831 ،عمت الفوضى و اضطربت الأحوال مما دفع بشيوخ وعلماء ناحية وهران إلى البحث عن شخصية يولونها أمرهم، فوقع الاختيار على الشيخ محي الدين والد عبد القادر، لما كان يتسم به من ورع وشجاعة ،فهو الذي قاد المقاومة الأولى ضد الفرنسيين سنة 1831كما أبدى ابنه عبد القادر شجاعة وحنكة قتالية عند أسوار مدينة وهران منذ أول اشتباك له مع المحتلين، ولكن الرجل اعتذر عن الإمارة وقبل قيادة الجهاد، فأرسلوا إلى صاحب المغرب الأقصى ليكونوا تحت إمارته، فقبل السلطان "عبد الرحمن بن هشام" سلطان المغرب، وأرسل ابن عمه "علي بن سليمان" ليكون أميرًا على وهران، وقبل أن تستقر الأمور تدخلت فرنسا مهددة السلطان بالحرب، فانسحب السلطان واستدعى ابن عمه ليعود الوضع إلى نقطة الصفر من جديد، ولما كان محيي الدين قد رضي بمسئولية القيادة العسكرية، فقد التفت حوله الجموع من جديد، وخاصة أنه حقق عدة انتصارات على العدو، وقد كان عبد القادر على رأس الجيش في كثير من هذه الانتصارات، فاقترح الوالد أن يتقدم "عبد القادر" لهذا المنصب قائلا: "…ولدي عبد القادر شاب تقي ،فطن صالح لفصل الخصوم و مداومة الركوب مع كونه نشأ في عبادة ربه، ولا تعتقدوا أني فديت به نفسي ،لأنه عضو مني وما أكرهه لنفسي أكرهه له …غير أني ارتكبت أخف الضررين حين تيقنت الحق فيما قلتموه ،مع تيقني أن قيامه به أشد من قيامي و أصلح …فسخوت لكم به".
رحب الجميع بهذا العرض ،وفي 13 رجب 1248هـ/ 27 نوفمبر 1832 اجتمع زعماء القبائل والعلماء في سهل غريس قرب معسكر وعقدوا لعبد القادر البيعة الأولى تحت شجرة الدردارة، ولقبه والده بـ "ناصر الدين" واقترحوا عليه أن يكون "سلطان" ولكنه اختار لقب "الأمير"، ثم تلتـها البيعة العامة في 4 فبراير 1833.
في هذه الظروف تحمل الأمير مسؤولية الجهاد و الدفاع عن الرعيــة و ديار الإسلام وهو في عنفوان شبابه. وما يميز هذه المرحلة ،انتصاراته العسكرية و السياسية- التي جعلت العدو الفرنسي يتـــردد في انتهاج سياسة توسعية أمام استماتة المقاومة في الغرب و الوسط ، والشرق .
أدرك الأمير عبد القادر منذ البداية أن المواجهة لن تتم إلا بإحداث جيش نظامي مواظب تحت نفقة الدولة .لهذا أصدر بلاغا إلى المواطنين باسمه يطلب فيه بضرورة تجنيد الأجناد وتنظيم العساكر في البلاد كافة.
وقد وجه الأمير خطابه الأول إلى كافة العروش قائلاً: "… وقد قبلت بيعتهم (أي أهالي وهران وما حولها) وطاعتهم، كما أني قبلت هذا المنصب مع عدم ميلي إليه، مؤملاً أن يكون واسطة لجمع كلمة المسلمين، ورفع النزاع والخصام بينهم، وتأمين السبل، ومنع الأعمال المنافية للشريعة المطهرة، وحماية البلاد من العدو، وإجراء الحق والعدل نحو القوى والضعيف، واعلموا أن غايتي القصوى اتحاد الملة المحمدية، والقيام بالشعائر الأحمدية، وعلى الله الاتكال في ذلك كله".
فاستجابت له قبائل المنطقة الغربية و الجهة الوسطى، و التف الجميع حوله بالطاعة كون منهم جيشا نظاميا سرعان ما تكيف مع الظروف السائدة و استطاع أن يحرز عدة انتصارات عسكرية.
مقاومة الأمير عبد القادر

تمثل مقاومة الأمير عبد القادر مرحلة هامة من مراحل الكفاح المسلح للشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي في طوره الأول، فبعد مبايعة الأمير عبد القادر في نوفمبر 1832، وهو في عز شبابه شرع في وضع مشروع بناء دولة حديثة ،فكانت حياته مليئة بالإنجازات العسكرية والسياسية والحضارية.
ويمكن تقسيم المقاومة إلى ثلاث فترات
مرحلة القوة 1832-1837
عمل الأمير على توحيد صف مختلف القبائل حول مسألة الجهاد، وبسط نفوذه على أغلب الغرب الجزائري وأتخذ من مدينة معسكر عاصمة له وشرع في تنظيم المقاومة ، فاستولى على ميناء آرزيو لتموينها ، وشرع في تنظيم الجيش ، إضافة الى فرق المدفعية ودربهم على حرب العصابات ، وفي إطار التنظيم العسكري زيادة على توحيد الأوامر والقوانين العسكرية الدالة على الانضباط والصرامة في المؤسسة العسكرية مثل :
- وضع سلم تسلسلي للرتب العسكرية على النحو التالي : رقيب - رئيس الصف - السياف - الآغا.
-قسم الوحدات الأساسية في الجيش النظامي إلى كتائب و تضم الكتيبة الواحدة مائة جندي.
-وسـع دائرة نفوذه إلى أنحاء أخرى من الوطن شملت جزءا كبيرا من إقليم تلمسان ومليانة والتيطري (المدية).
وتوسع نفوذ الأمير عبر الغرب الجزائري خاصة بعد انتصاراته العسكرية ، وقد كانت بطولته في المعارك مثار الإعجاب من العدو والصديق فقد رآه الجميع في موقعة "خنق النطاح" التي أصيبت ملابسه كلها بالرصاص وقُتِل فرسه ومع ذلك استمر في القتال حتى حاز النصر على عدوه، وأمام هذه البطولة اضطرت فرنسا إلى عقد اتفاقية هدنة معه عرفت باسم القائد الفرنسي في وهران وهي معاهدة "دي ميشيل" في عام 1834، وبهذه الاتفاقية اعترفت فرنسا بدولة الأمير عبد القادر، وبذلك بدأ الأمير يتجه إلى أحوال البلاد ينظم شؤونها ويعمرها ويطورها، وقد نجح الأمير في تأمين بلاده إلى الدرجة التي عبر عنها مؤرخ فرنسي بقوله: "يستطيع الطفل أن يطوف ملكه منفردًا، على رأسه تاج من ذهب، دون أن يصيبه أذى!!".
http://www.djelfa.info/vb/images/cavalier_emir.JPG (http://forum.stop55.com/urls.php?ref=http://www.mishooo.net/vb/t216965.html)
غير أن الجنرال تريزيل الذي خلف الجنرال ديميشال منذ عام 1835،لم يحترمها و حاول إيجاد الفرصة لمعاودة قتال الأمير و نقض معاهدة الصلح، و فعلا اغتنم فرصة لجوء قبائل الدوائر و الزمالة إليه . طلب الأمير من الجنرال تريزيل أن يرفع حمايته عن هذه القبائل ليعيدها إلى سلطته إلا أن هذا الأخير رفض ، فأستؤنف القتال من جديد حيث التقا في حوش غابة مولاي إسماعيل قرب مدينة سيق يوم 26 جوان 1835اين دارت بينهما معركة سيق ، انهزم فيها الفرنسيون. ثم التقيا مرة أخرى في معركة المقطع 27 جوان تكبدت فيها القوات الفرنسية هزيمة نكراء ترتبت عنها انعكاسات و آثار منها :
1-عزل الحاكم العام ديرلون والجنرال تريزل.
2-تعيين الماريشال كلوزيل حاكما عاما على الجزائر في جويلية 1835 وإرسال قوات كبيرة لمواجهة الأمير.
قام كلوزيل بمهاجمة معسكر عاصمة الأمير ، إلا أنه وجدها خالية فغادرها إلى تلمسان التي احتلها ، إلا أن جيوش الأمير بقيت تسيطر على الطريق الرابط بين تلمسان وهران، فأصبح الجيش الفرنسي محاصرا داخل أسوار المدينة. و لرفع الحصار ، قاد الجنرال بيجو حملة عسكرية كبيرة حقق على إثرها انتصارا في موقعه وادي السكاك سنة 1836، ولكن الأمير نجح في إحراز نصر على القائد الجديد في منطقة "وادي تفنة" أجبرت القائد الفرنسي على عقد معاهدة هدنة جديدة عُرفت باسم "معاهد تافنة" في يوم 30 ماي 1837، كانت فرنسا من خلالها تريد تحقيق الأغراض الآتية:
-التفرغ للقضاء على مقاومة أحمد باي في الشرق الجزائري.
-إعداد فرق عسكرية خاصة بحرب الجبال.
-فك الحصار عن المراكز الفرنسية.
-انتظار وصول الإمدادات العسكرية من فرنسا.
- مرحلة تنظيم الدولة 1837-1839

وعاد الأمير عبد القادر لإصلاح حال بلاده وترميم ما أحدثته المعارك بالحصون والقلاع وتنظيم شؤون البلاد، فاستغل معاهدة التافنة لتعزيز قواته العسكرية و تنظيم دولته من خلال الإصلاحات الإدارية والتنظيمات العسكرية الآتية:
1-تشكيل مجلس وزاري مصغر يضم رئيس الوزراء ، نائب الرئيس ، وزير الخارجية ، وزير الخزينة الخاصة و وزير الأوقاف - وزير الأعشار ، الزكاة، ثم الوزراء الكتبة وهم ثلاثة حسب الحاجة و اتخذت هذه الوزارة من مدينة معسكر عاصمة لها.
2- تأسيس مجلس الشورى الأميري و يتكون من 11 عضوا يمثلون مناطق مختلفة.
3- التقسيم الإداري للبلاد إلى ولايات وكل ولاية يديرها خليفة، وقسم الولاية إلى عدة دوائر و وضع على رأس كل دائرة قائدا يدعى برتبة آغا و تضم الدائرة عددا من القبائل يحكمها قائد ،و يتبع القائد مسؤول إداري يحمل لقب شيخ.
4-تنظيم الميزانية وفق مبدأ الزكاة وفرض ضرائب إضافية لتغطية نفقات الجهاد وتدعيم مدارس التعليم…الخ.
5-تدعيم القوة العسكرية بإقامة ورشات للأسلحة و الذخيرة وبناء الحصون على مشارف الصحراء.حتى يزيد من فاعلية جيشه .
6-تصميم علم وطني وشعار رسمي للدولة.
7-ربط علاقات دبلوماسية مع بعض الدول .
http://slamoon.com/vb/images/statusicon/wol_error.gif (http://forum.stop55.com/urls.php?ref=http://www.mishooo.net/vb/t216965.html)نقره على هذا الشريط لعرض الصورة بالمقاس الحقيقيhttp://www.djelfa.info/vb/images/abdelkader_emir.jpg (http://forum.stop55.com/urls.php?ref=http://www.mishooo.net/vb/t216965.html)
-مرحلة الضعف 1839-1847

بادر المارشال فالي إلى خرق معاهدة التافنة بعبور قواته الأراضي التابعة للأمير، فتوالت النكسات خاصة بعد أن انتهج الفرنسيون أسلوب الأرض المحروقة، كما هي مفهومة من عبارة الحاكم العام الماريشال بيجو: "لن تحرثوا الأرض، وإذا حرثتموها فلن تزرعوها ،وإذا زرعتموها فلن تحصدوها..." فلجأ الفرنسيون إلى الوحشية في هجومهم على المدنيين العزل فقتلوا النساء والأطفال والشيوخ، وحرقوا القرى والمدن التي تساند الأمير.
وبدأت الكفة ترجح لصالح العدو بعد استيلائه على عاصمة الأمير تاقدامت 1841، ثم سقوط الزمالة -عاصمة الأمير المتنقلة- سنة 1843 و على إثر ذلك اتجه الأمير إلى المغرب في أكتوبر عام 1843 الذي ناصره في أول الأمر ثم اضطر إلى التخلي عنه على إثر قصف الأسطول الفرنسي لمدينة طنجة و الصويرة (موغادور)، وتحت وطأة الهجوم الفرنسي يضطر السلطان المغربي إلى طرد الأمير عبد القادر، بل ويتعهد للفرنسيين بالقبض عليه. الأمر الذي دفعه إلى العودة إلى الجزائر في سبتمبر 1845 محاولا تنظيم المقاومة من جديد .
يبدأ الأمير سياسة جديدة في حركته، إذ يسارع لتجميع مؤيديه من القبائل، ويصير ديدنه الحركة السريعة بين القبائل فإنه يصبح في مكان ويمسي في مكان آخر حتى لقب باسم "أبا ليلة وأبا نهار"، واستطاع أن يحقق بعض الانتصارات، ففي عام 1846 و أثناء تنقلاته في مناطق الجلفة و التيتري مدعوما بقبائل أولاد نائل قام الأمير بعدة معارك مع العدو من بينها معارك في زنينة، عين الكحلة و وادي بوكحيل، وصولا إلى معارك بوغني و يسر في بلاد القبائل.
غير أن الأمر استعصى عليه خاصة بعد فقدان أبرز أعوانه، فلجأ مرة ثانية إلى بلاد المغرب، وكانت المفاجأة أن سلطان المغرب وجه قواته لمحاربة الأمير، ومن ناحية أخرى ورد في بعض الكتابات أن بعض القبائل المغربية راودت الأمير عبد القادر أن تسانده لإزالة السلطان القائم ومبايعته سلطانًا بالمغرب، وعلى الرغم من انتصار الأمير عبد القادر على الجيش المغربي، إلا أن المشكلة الرئيسية أمام الأمير هي الحصول على سلاح لجيشه، ومن ثم أرسل لكل من بريطانيا وأمريكا يطلب المساندة والمدد بالسلاح في مقابل إعطائهم مساحة من سواحل الجزائر: كقواعد عسكرية أو لاستثمارها، وبمثل ذلك تقدم للعرش الإسباني ولكنه لم يتلقَ أي إجابة، وأمام هذا الوضع اضطر في النهاية إلى التفاوض مع القائد الفرنسي "الجنرال لامور يسيار" على الاستسلام على أن يسمح له بالهجرة إلى الإسكندرية أو عكا ومن أراد من اتباعه، وتلقى وعدًا زائفًا بذلك فاستسلم في 23 ديسمبر 1847م.
المعاناة والعمل الإنساني :

في 23 ديسمبر 1847 سلّم الأمير عبد القادر نفسه بعد قبول القائد الفرنسي لامورسير بشروطه، ونقله إلى مدينة طولون، وكان الأمير يأمل أن يذهب إلى الإسكندرية أو عكا كما هو متفق عليه مع القادة الفرنسيين، ولكن أمله خاب ولم يف الفرنسيون بوعدهم ككل مرة، عندها تمنى الأمير الموت في ساحة الوغى على أن يحدث له ذلك وقد عبّر عن أسفه هذا بهذه الكلمات "لو كنا نعلم أن الحال يؤدي إلى ما آل إليه، لم نترك القتال حتى ينقضي الأجل". وبعدها نقل الأمير وعائلته إلى الإقامة في "لازاريت" ومنها إلى حصن "لامالغ" بتاريخ 10 جانفي 1848 ولما اكتمل عدد المعتقلين من أفراد عائلته وأعوانه نقل الأمير إلى مدينة "بو" PAU في نهاية شهر أفريل من نفس العام، ليستقر بها إلى حين نقل إلى آمبواز . في 16 أكتوبر 1852 .
http://www.djelfa.info/vb/images/lemir1.jpg (http://forum.stop55.com/urls.php?ref=http://www.mishooo.net/vb/t216965.html)
ظل الأمير عبد القادر في سجون فرنسا يعاني من الإهانة والتضييق حتى عام 1852م ، ثم استدعاه نابليون الثالث بعد توليه الحكم، وأكرم نزله، وأقام له المآدب الفاخرة ليقابل وزراء ووجهاء فرنسا، ويتناول الأمير كافة الشؤون السياسية والعسكرية والعلمية، مما أثار إعجاب الجميع بذكائه وخبرته، ودُعي الأمير لكي يتخذ من فرنسا وطنًا ثانيًا له، ولكنه رفض، ورحل إلى الشرق.

استقر الأمير في استانبول، و التقى فيها بسفراء الدول الأجنبية، وخلال إقامته زار ضريح أبي أيوب الأنصاري و وقف في جامع آيا صوفيا، إلا أنه فضل الإقامة في مدينة بورصة لتاريخها العريق ومناظرها الجميلة ومعالمها الأثرية، لكنه لم يبق فيها طويلا نتيجة الهزات الأرضية التي كانت تضرب المنطقة من حين لآخر، فانتقل إلى دمشق عام 1855 بتفويض من السلطان العثماني.

وفي دمشق تفرغ الأمير عبد القادر للقراءة والتصوف والفقه والحديث والتفسير ، و أخذ مكانة بين الوجهاء والعلماء، وقام بالتدريس في المسجد الأموي كما قام بالتدريس قبل ذلك في المدرسة الأشرفية، وفي المدرسة الحقيقية.

وكانت أهم المواقف الإنسانية التي سجلت للأمير، تصديه للفتنة الطائفية التي وقعت بين المسلمين والمسحيين في الشام

فريد سات
2011-11-23, 22:03
مشكور اخي الكريم بارك الله فيك


لكن اريده مع الخطة

فريد سات
2011-11-23, 22:45
اسم العضو :فريد سات
الطلب :بحث حول بيبلوغرافيا خاصة حول الادب
المستوى : سنة اولى علوم انسانية
شكرا لك أخي الكريم

أبو تقي الدين
2011-11-24, 20:50
السلام عليكم اتمنى من له معلومات حول النزاعات التي تخرج عن رقابة القضاء الاداري ان يفيدنا بها وذلك من اجل اكمال موضوع بحث وبارك الله فيكم

manar076
2011-11-24, 23:01
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإسم:manar076
المستوى:الثانية جامعي علوم مالية
المطلوب:1)بحث حول تسيير النزاعات
2)بحث حول سياسة سعر الصرف
3)مساوء و محاسن طرق حساب الجرد
fifo_ طريقة (مادخل أولا خرج أولا)
lifo_ طريقة (مادخل آخرا خرج أولا)
_ طريقة التكلفة الوسطية المرجحة للفترة
_ طريقة التكلفة الوسطية المرجحة المتحركة
آخر أجل الأسبوع القادم
وبارك الله فيك وفي والديك

محب بلاده
2011-11-24, 23:35
اسم العضو :فريد سات
الطلب :بحث حول بيبلوغرافيا خاصة حول الادب
المستوى : سنة اولى علوم انسانية
شكرا لك أخي الكريم



http://majles.alukah.net/showthread.php?t=74289


http://gasmi.ahlamontada.com/t14-topic




http://mamounahmed.maktoobblog.com/page/2/

محب بلاده
2011-11-24, 23:38
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإسم:manar076
المستوى:الثانية جامعي علوم مالية
المطلوب:1)بحث حول تسيير النزاعات

وبارك الله فيك وفي والديك


iهنااااااااااااااااا (http://khayredine25.maktoobblog.com/category/%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B2%D8%A7%D8%B9%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9/)



و


هنااااااااااا (http://forum.alnel.com/thread-4561.html)

محب بلاده
2011-11-24, 23:41
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإسم:manar076
المستوى:الثانية جامعي علوم مالية
المطلوب:1
2)بحث حول سياسة سعر الصرف

وبارك الله فيك وفي والديك


حث كامل حول سعر الصرف (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=346661)




بحث حول سعر الصرف (http://www.scribd.com/doc/8422028/%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D8%AD%D9%88%D9%84-%D8%B3%D8%B9%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D8%B1%D9%81)


بحث عن سعر الصرف (http://etudiantdz.net/vb/t19087.html)

محب بلاده
2011-11-24, 23:44
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإسم:manar076
المستوى:الثانية جامعي علوم مالية
المطلوب:
fifo_ طريقة (مادخل أولا خرج أولا)
lifo_ طريقة (مادخل آخرا خرج أولا)

آخر أجل الأسبوع القادم
وبارك الله فيك وفي والديك



http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=104962

محب بلاده
2011-11-24, 23:50
http://univ-sba.7olm.org/t4396-topic



http://etudiantdz.net/vb/t20389.html

محب بلاده
2011-11-24, 23:53
خطة البحث
مقدمة البحث .
المبحث 1 : السيطرة الفعلية على المخزون .
المطلب 1 : الدقة في تسجيل و قياس قيود المخزون .
- الدقة في تسجيل قيود المخزون .
- الدقة في قياس قيود المخزون .
المطلب 2 : جرد المخزون .
- البيانات الضرورية .
- تخطيط مواقع المخزون .
- أنواع الجرد .
المبحث 2 : طرق تقييم المخزون .
المطلب 1 : التقييم بالتكاليف الحقيقية .
- طريقة التكلفة الوسطية المرجحة .
- طريقة LIFO , FIFO .
المطلب 2 : التقييم بالتكاليف النظرية .
- التكلفة المعيارية .
- طريقة سعر التعويض .













المقدمة :

من المعروف أن للموجودات المخزونة في المستودعات خصائص مادية و خصائص مالية ، تعرف الخصائص المادية على أنها تدفق المواد و السلع المخزونة التي تمثل أهداف المستودعات في حين أن الخصائص المالية تعرف على أنها تدفق الكلف ( أو إنسياب الكلف ) بإعتبارها موضوع يمتاز بالأهمية البالغة .
و تعتبر الميوة المالية للمخزون على أنها القدرة على القياس و التحليل من قبل المؤسسة في تحديد موقعها المالي كما و أنها تمثل الحاجة إلى قياس أداء العمليات أو الفوائد خلال فترة زمنية معينة .
كما و أن الموجودات المخزنية بالمفهوم المحاسبي عبارة عن القيمة النقدية للمواد و السلع بغض النظر فيما إذا كانت هذه الموجودات موجهة للإنتاج أو للبيع أو الإستهلاك ، و عليه فإن كلف الموجودات المخزنية و نفقاتها سوف تعتمد على الأساليب المحاسبية المعتمدة .
لذا فإن محاسبة الموجودات بصورة عامة تعتمد على التكلفة و تقسم طرق حساب قيمة الموجودات إلى نوعين هما : طرق تقييم الموجودات و طرق تدفق ( أو إنسياب ) الموجودات و في جميع الأحوال ، فإن طريقة تقييم الموجودات تعتمد بالأساس على التكلفة الأولية للمادة .
و قد لا تكون هناك مشكلة فيما إذا كانت التكلفة الأولية للمادة ( المفردة ) ثابتة ، إلا أنها و خلال فترة من الزمن فإن طلبات الشراء للمواد المخزنية تتم بصورة دورية و بكلف مختلفة و هنا تبرز المشكلة و المتمثلة كما يلي : كيف تتمكن المؤسسة من تقييم موجوداتها المخزونة ؟
تتفرع من الإشكالية الرئيسية أعلاه أسئلة جزئية نحصرها كما يلي :
1- فيما تتمثل السيطرة الفعلية على المخزون ؟
2- أين تكمن أهمية جرد المخزون ؟
3- فيما تتمثل طرق تقييم المخزون ؟ و ما هي الطريقة المناسبة لتقييم مخزون السلع ؟
* أهمية البحث :
يمكن إدراك أهمية البحث من خلال أهمية الخصائص المادية و المالية التي تتميز به موجودات المخزونة من تدفق المواد و السلع المخزونة و التي تمثل أهداف المستودعات و خاصة تدفق الكلف أو إنسيابها ، كما أن أهمية البحث تبرز من خلال إظهار أهم طرق تقييم المخزون التي تلي مباشرة مرحلة المتابعة أو السيطرة .
* أهداف البحث :
نتطلع من خلال هذا البحث إلى الوصول إلى النتائج التالية :
1- محاولة تحديد أهمية السيطرة الفعلية للمخزون و مدى مساهمتها للأداء الفعال و المحكم .
2- محاولة إيجاد الكيفية أو الطريقة الناجحة لتقييم المخزون .
3- محاولة لفت إنتباه الباحث أو القارئ لمدى جدية الموضوع .
* فرضيات البحث :
بعد أن جمعنا معطيات بالبحث قمنا بصياغة الفرضيات التالية :
1- تقتضي السيطرة الفعلية على المخزون نوعا من الدقة .
2- تكمن أهمية جرد المخزون في تحديد كميات و قيم المخزونات بعد كل عملية أو بعد كل دورة .
3- تقسم طرق تقييم المخزون إلى قسمين : - طرق خاصة بالمدخلات .
- طرق خاصة بالمخرجات .
* أسباب إختيار البحث : هناك أسباب ذاتية و أخرى أسباب موضوعية .
الأسباب الذاتية :
- الرغبة و الفضول في الإطلاع على الموضوع .
الأسباب الموضوعية :
المرحلة التي تعيشها المؤسسة و التي تتطلب التحكم في تكاليف التخزين و العمل على إستغلال طرق تقييم المخزون طبقا للأهداف و الظروف .
* المنهج المستخدم : منهج تحليلي .
ينصب المبحث الأول على إظهار السيطرة الفعلية على المخزون .
الذي ينقسم إلى مطلبين : 1- الدقة في تسجيل و قياس قيود المخزون .
2- جرد المخزون .
أما المبحث الثاني : ينصب حول تقييم المخزون الذي يقسم إلى مطلبين كذلك :
1- التقييم بالتكاليف الحقيقية .
2- التقييم للإخراجات بالتكاليف النظرية .







المبحث الأول : السيطرة الفعلية على المخزون
بما أن المخزون يحتوي على مفردات ملموسة التي من الممكن أن تفقد أو تتلف ، و كذلك يمكن أن تحدث الكثير من الأخطاء المحاسبية أو النسيان ، بهدف تفادي كل هذه المخاطر يجب القيام بالسيطرة الفعلية على مجموع المخزونات ، و هذا ما سنتطرق إليه في المبحث الأول .

المطلب الأول : الدقة في تسجيل و قياس قيود المخزون
أ- الدقة في تسجيل قيود المخزون : 1
تعتمد الفائدة من قيود المخزون على مقدار و درجة الدقة المتوخاة في تسجيل هذه القيود ، حيث تقوم المنظمة عادة بتحديد صافي المتطلبات حول المفردة الواحدة من خلال الإعتماد على قيود التخزين و صحة البيانات المتعلقة بالتخزين و كذلك تعتمد عملية إطلاق أوامر الشراء ( أو الإنتاج ) على ما متوفر من المواد و السلع في المستودعات التي تظهر في تحليل أداء المخزون.
فإذا كانت السجلات تحتوي على بيانات غير دقيقة يؤدي ذلك إما إلى حدوث حالات النقيضة بالمخزون من المواد و السلع مما يؤدي ذلك إلى تشويش و إرباك الجدولة و التأخير في توريد طلبات الزبائن و كذلك فقدان المبيعات و تدهور مؤشر الإنتاجية بالإضافة إلى حدوث الزيادة في المخزون و التي تعني تخزين مفردات و كميات خاطئة .
نستعرض الآن بعض الأمثلة التي تسبب في حدوث الأخطاء في قيود المخزون .
• سحب غير المخول للمواد المخزنة .
• ضعف الجوانب الأمنية لمواقع التخزين .
• القيود الإجرائية غير الدقيقة و التي من الممكن أن تظهر خلالها الأخطاء بسبب عدم الدقة في الجرد الفعلي أو عدم تسجيل قيود الإجراء أو التأخير في تسجيل قيود الإجراءات و كذا عدم الدقة في موقع المفردة في تعريف و تحديد المفردة .
كما يعد الفرد العامل غير المتدرب من العوامل المسببة في حدوث الأخطاء في قيود المخزون و لغرض تحاشي حدوث مثل هذه الحالات لابد من توافر ثلاث مفردات من المعلومات الدقيقة و هي توصيف المفردة ( رقم أو رمز المفردة ) و الكمية و الموقع ، حيث تساعد هذه المعلومات في دقة تسجيل قيود التخزين و من ثمة :
- التشغيل الكفؤ لنظام إدارة المواد .
- ادامة مستوى مقبول لخدمة المستهلك .
- التشغيل الفعال و الكفؤ .
- تحليل المخزون .
ب- دقة قياس قيود المخزون : 1
إن دقة قيود المخزون لابد من أن تكون 100% و هي تمثل الحالة المثالية ، لابد من تحديد مستوى التباين المسموح به لكل مفردة مخزنة ، و يعني لبعض المفردات عدم وجود سماحات أو تباين مسموح به و لمفردات أخرى قد يكون مكلف جدا قياس مخزونا و السيطرة عليه بدقة عالية ، و لهذا يجب الإعتماد على قيمة و طبيعة الأهمية الحرجة للمفردة و درجة توفرها و مدة توريدها و أهميتها بالنسبة للعمليات الأساسية و مسائل الأمان أو الصعوبة في الوصول على مقياس دقيق للمفردة .

المطلب 2 : جرد المخزون
لا يمكن لأي نظام مخزني من أن يعمل بصورة فعالة ما لم تكن قيود دقيقة و بيانات مخزنة صحيحة في هذا النظام ، و أن تحقيق السيطرة الملائمة على المواد المخزونة بالإضافة إلى البيانات و القيود المتعلقة بها .
أ- البيانات الضرورية : تتطلب تحقيق السيطرة على المخزون بعض البيانات الأساسية فمنها :
* مواصفات المفردات المخزونة و ثباتها .
* مواقع المفردات المخزونة في داخل المستودعات .
* كلف المفردة المخزونة بالإضافة إلى سعر الشراء .
* المفردات المخزونة الإحلالية .
* عمر المفردة على السوق ( أو في الخانة ) .
* إستخدام المفردة المخزونة .
* تاريخ دخول و تاريخ سحب المفردة من المستودع .
* مصادر التزويد .
* الموازنة .
ب- تخطيط مواقع المخزون : إن تخطيط مواقع المخزن يقوم على تحقيق نظام الرقابة الفعلية للمخزون ، و أهم طريقة تستعمل في ذلك هي طريقة إستخدام ما يسمى بنظام محدد الموقع ، و بموجب هذا النظام يتم تقسيم أماكن أو مواقع التخزين إلى أقسام و أقسام فرعية و لكل تقسيم نظام ترميز خاص .
فنظام محدد الموقع يستخدم ثلاث أنواع من المواقع هي :
• المواقع الثابتة : يجري بموجبه خزن كل مفردة في موقع خاص محدد و معين و ثابت في المستودعات ، إن هذه الطريقة تقلل من عناء البحث عن المفردات ، إلا أنها قد تؤدي إلى الإستغلال غير الكفء للمساحات المخزنية .
• الموقع العشوائي : بموجب هذا التقسيم فإن المفردات المخزنية لا يخصص لكل منها موقع ثابت معين كما هو الحال بطريقة التقسيم السابق ، و إنما يجري خزن المفردات المخزنية لا يخصص لكل منها موقع ثابت معين كما هو الحال بطريقة التقسيم السابق ، و إنما يجري خزن المفردات في المكان الأسهل المفتوح و هذا يعني أنه من الممكن خزن المفردة الواحدة في عدة أماكن .
• المواقع المشتركة : يعتبر هذا التقسيم مزيجا للطريقتين أعلاه ، و يتم بموجبه تجميع المفردات المخزونة في أي مكان فارغ و متوفر خلال نفس المنطقة و بموجب هذه الطريقة فإنه يتم استغلال المخزنية بكفاءة أكثر .
جـ- أنواع الجرد :
تستخدم طريقان أساسيتان في فحص و تدقيق القيود المخزنية هما :
الجرد الدوري ( عادة ما يكون سنويا ) : لكافة المفردات المخزونة .
الجرد المستمر ( غالبا ما يكون يوميا ) : لمجموعة من المفردات .
* الجرد الدوري : و التي يتم بموجبها إجراء التدقيق الدوري على أرصدة و قيود المخزون الفعلي لغرض التحقق من مطابقتها للقيود المخزنية في المستودعات و بمعنى آخر ، يهدف الجرد الدوري إلى تأمين الرضى و القناعة لدى المدققين المالييين من أن قيود الجرد تمثل القيمة الفعلية للمخزون .
أما بالنسبة للمخطط ( أو المبرمج ) فإن الجرد الفعلي للمخزون يعني الفرصة التي تساعده في تصحيح الانحرافات الممكنة في قيود المخزون .
ففي الوقت الذي يركز فيه المدققون الماليون على القيمة الكلية للمخزون فإن المخطط يركز على تفاصيل المفردة ، و تعود مسؤولية القيام بالجرد الفعلي على عاتق مدير المواد ال>ي يتحقق من وجود الخطة الجيدة للمخزون و التي يتطلب من المعنيين بشؤون المخزون من متابعتها .
و من أجل تفعيل عملية الجرد الفعلي لابد من توفير :
- ترتيب المواد المخزونة في مواقعها بشكل يسهل عملية الجرد .
- توصيف المفردات .
- التعليمات اللازمة حول آلية إجراء عملية الجرد الفعلي مع تحديد من هو المسؤول عن ذلك .
- تحديد فريق الجرد الذي يتكون من شخصين فما فوق مع تحديد المسؤوليات في المحاسبة و التدقيق و الفحص و تسجيل البيانات المتعلقة بمستويات الجرد .
و تشمل عملية الجرد الخطوات التالية :
* التحقق من الحساب بواسطة إعادة العد أو بواسطة أخذ عينة من الكمية الكبيرة .
* بعد الانتهاء من عملية التأكد من الكمية الفعلية ، يجري تجميع البطاقات و عمل بطاقات المخزون .
* العمل على إجراء المقاصة للفروقات التي تظهر ما بين قيود المخزون و بين المخزون الفعلي خاصة بالنسبة لقيمة المخزون .
* الجرد المستمر : يعتمد على تحقيق السيطرة على دقة البيانات المتعلقة بالمخزون و المحافظة عليها في أعلى مستوى ممكن و تجرى جدولة مواقيت الجرد الفعلي بحيث يغطي جميع المفردات على الأقل مرة واحدة خلال السنة ، و قد تخضع بعض المفردات إلى الجرد المتكرر خلال السنة نظرا لأهميتها و تهدف هذه الطريقة إلى :
* تحديد مسميات الأخطاء .
* تصحيح ظروف حدوث الأخطاء .
* الوصول إلى أعلى مستوى في دقة بيانات و قيود المخزون .
* الحصول على الكشف الصحيح للموجودات .
و من مزايا الجرد المستمر هو :
- تقليل الزمن الذي تستغرقه معالجة المشاكل الناجمة من التخزين .
- التقليل بالكامل أو الجزئي للخسارة في الإنتاج .
و تستخدم العديد من الطرق في تحديد عدة مرات إجراء الجرد ، إلا أنها أكثرها استعمالا هي:1
- طريقة باريتو .
- طريقة المناطق .
- طريقة تدقيق الموقع .
I- طريقة باريتو ABC: تعتبر أكثر الطرق استعمالا في الجرد و السيطرة على المخزون ، و يتم بموجبها تقسيم المخزون إلى مجموعات حسب نظام ABC ، كما و يتم تحديد بعض القواعد لعملية الجرد المتكرر ، فمثلا : من المحتمل إجراء الجرد على المفردات التي تقع في المجموعة A أسبوعيا أو شهريا و مفردات المجموعة B مرة واحدة كل شهرين أو مرة واحدة بالفصل ، في حين يتم جرد مفردات المجموعة C مرة واحدة بالسنة ، و على هذه الأسس يجري إعداد جدولة مواقيت الجرد المتكرر حيث يبين الشكل (1) مثلا للجرد المتكرر باستخدام نظام ABC.



الفئة عدد المفردات عدد الجرد المتكرر عدد المفردات / الجرد
A
B
C 1000
1500
2500 12
4
1 12000
6000
2500
مجموع المفردات
مجموع أيام العمل بالسنة
معدل عدد المفردات باليوم 20500
250
82

الشكل (1) جدولة الجرد المتكرر
1- طريقة المناطق :
على أساس هذه الطريقة يتم تجميع المفردات في مناطق مما يجعل الجرد أكثر سهولة و فعالية و يستخدم هذا النظام عندما يستخدم نظام الموقع الثابت أو عندما يجري جرد المواد تحت الصنع أو المخزون المنقول .
3- نظام تدقيق الموقع :
باستعمال هذا النظام يتم تفتيش و فحص العدد المحدد من مواقع التخزين في كل دورة كما و يجري تدقيق رقم المفردة و مطابقتها مع قيود المخزون للتحقق من نقاط التخزين في الموقع الواحد .



* بعد أن أجرينا السيطرة الفعلية على المخزون .
سنتطرق فيما يلي لإلى موضوع تقييم المخزونات و هذا في المبحث الثاني من هذا البحث .







المبحث 2 : تقييم المخزون
عكس تقييم الإدخالات الذي يتم بصفة جد بسيطة ، نجد هناك عدة طرق في تقييم الإخراجات ، و هي مستعملة حسب أهداف و إختيارات المؤسسة ، و يمكن تقسيمها إلى نوعين أساسيين :
- التقييم بالتكاليف الحقيقية .
- التقييم بالتكاليف النظرية .

المطلب 1 : التقييم بالتكاليف الحقيقية
1- طريقة التكلفة الوسطية المرجحة : تأخذ هذه الطريقة بعين الاعتبار قيمة الإدخالات و كمياتها و ذلك بضرب كل تكلفة وحدة لكل إدخال بتاريخ معين في عدد الوحدات التي دخلت في هذا التاريخ ، و مجموع هذه القيم يقسم و يرجع بالكميات :
أ- التكلفة الوسطية المرجحة بعد كل إدخال : 1 يتم الإخراج فيها بالتكلفة الوسطية المرجحة بعد كل عملية إدخال ، أي أن الإخراجات تختلف في عملية تقييمها و بعد كل إدخال نحسب هذه التكلفة و تقيم بها الإخراجات التي تأتي مباشرة بعدها ، ثم نعيد الحساب بعد الإدخالات المقبلة و تقيم بها الإخراجات التي تأتي بعدها و هكذا دواليك .
إن هذه الطريقة تقضي على الفرو قات الوهمية و هو نوع من تحسين سعر المواد أي أنها تجعل السعر مكيفا مع الأسعار الجديدة الموجودة في السوق .
و تستخدم هذه الطريقة العلاقة التالية : ( الإدخال الجديد + المخزون المتبقي ) بقيمته
( الإدخال الجديد + المخزون المتبقي ) بكميته
* و المثال التالي يوضح هذه الطريقة :
مثال : كانت حركة المخزون في شهر ديسمبر 1987 في المؤسسة (س) من المادة الأولية (ص) كما يلي : 01/12/1987 : مخزون أول الشهر 1500 كلغ بـ 20 دج / كلغ .
02/12/87 : شراء 2000 كلغ بـ 21.05 دج / كلغ مع تخفيض يقدر بـ 10 % عن تسجيل عملية الدفع .
06/12/87 : إخراج إلى قسم الإنتاج 1800 كلغ .
08/12/87 : شراء 1600 كلغ بـ 23 دج ، الذي يشتمل صناديق قابلة للإسترجاع تقدر بـ 1.575 دج / و .
15/12/87 : إخراج إلى الاستعمال 1800 كلغ .
21/12/87 : إخراج إلى الاستعمال 700 كلغ .
22/12/87 : شراء 2000 كلغ بـ 21.7 دج تكلفة صافية .
27/12/87 : خروج إلى الإنتاج 1500 كلغ .
المطلوب : إعداد بطاقة حركة هذه المادة .
ملاحظات :
02/12/87 : نلاحظ أن الشراء كان عليه تحقيق تخفيضات ناتجة عن عملية الدفع فورا بمقدار 10 % نظرا إلى تخفيض الثمن الناتج عن عملية التعجيل في الدفع فهي تعتبر كإيرادات مالية و بالتالي لا تطع عن تكلفة الشراء فتبقى تكلفة الشراء الوحدة تساوي 21.05 دج .
08/12/87 : شراء 1600 كلغ بتكلفة شراء 23 دج للكلغ منها 1.575 دج علاقات قابلة للإسترجاع و بالتالي فإنها تخرج من تكلفة الشراء .
تكلفة شراء الوحدة = 23 – 1.575 = 21.425 دج .

بطاقة حركة المخزون
التاريخ
البيان
الإدخالات الإخراجات المخزون
ك ت و المبلغ ك ت.و المبلغ ك ت.و المبلغ
1/12/87 مخزون أول مدة 1500
20
30000
1500
20
30000

2/12/87 شراء 2000 20.05 42100 3500 20.6 72100
6/12/87 إخراج
1800 20.6 37080 1700 20.6 35020
8/12/87 شراء 1600 21.425 34280 3300 21 69300
15/12/87 إخراج 1800 21 37800 1500 21 31500
21/12/87 إخراج 700 21 14700 800 21 16800
22/12/87 إدخال 2000 21.7 43400 2800 21.5 60200
27/12/87 إخراج 1500 21.5 32250 1300 21.5 27950
مجموع 7100 149780 5800 121830

التكلفة الوسطية المرجحة بعد كل إدخال = 30000 + 42100 = 20.6 دج .
ب- التكلفة الوسطية المرجحة لمجموع الإدخالات : 1 بهذه الطريقة فإن تقييم مجموع الإخراجات يكون بتكلفة وحدة مشتركة تحسين بعد دخول كل مشتريات أو إنتاج الفترة ، لذا فإن الإخراجات تسجل أثناء إخراجها بالكميات فقط و في آخر الفترة عند حجم كل الإدخالات تحسب بها التكلفة الوسطية المرجحة و تقيم بها الإخراجات ، و تحسب تكلفة الوحدة وفق العلاقة :
مجموع الإدخالات للشهر بالقيمة مجموع تكلفة الإدخالات
مجموع الإدخالات للشهر بالكمية مجموع كمية الإدخالات

مثال : بإستعمال المثال السابق ، إعداد بطاقة تبعا للطريقة التالية :

التاريخ
البيان
الإدخالات الإخراجات المخزون
ك ت و المبلغ ك ت.و المبلغ ك ت.و المبلغ
1/12/87 مخزون أول مدة 1500
20
30000
1500
20
30000

2/12/87 شراء 2000 12.05 41200 3500 20.6 72100
6/12/87 إخراج
1800 21.39 38502 1700 19.76 33598
8/12/87 شراء 1600 21.425 34280 3300 20.56 67878
15/12/87 إخراج 1800 21.39 38502 1500 19.584 29376
21/12/87 إخراج 700 21.39 14973 800 18 14403
22/12/87 إدخال 2000 21.7 43400 2800 20.64 57803
27/12/87 إخراج 1500 21.39 32085 1300 19.78 25718
مجموع 7100 149780 5800 124068
149780 – 30000
7100 – 1500
جـ- التكلفة الوسطية المرجحة لمجموع الإدخالات + مخزون أول المدة :1 تستعمل هذه الطريقة في حساب تكلفة الوحدات المنصرفة من المخازن و تحسب في آخر الفترة ، بعد الإطلاع على مجموع الإدخالات الحقيقية التي تتم في المؤسسة ، و نلاحظ أن هذه الطريقة لجميلها لمجموع الإدخالات و مخزون أول المدة فإنها تساهم في التخفيض من تأثيرات التغيرات التي يمكن أن تخضع لها تكلفة الإدخالات ، و تحسب بها مجموع الإخراجات بنفس تكلفة الوحدة أو تكلفة مشتركة ، و بالتالي تسمع بالحصول على سعر تكلفة أقل تأثيرا بهذه التغيرات .
و تحسب هذه التكلفة بالعلاقة : ( مخزون أول مدة + مجموع الإدخالات ) تكلفة
( مخزون أول المدة + مجموع الإدخالات ) كمية
و تستعمل المثال السابق لتوضيح هذه الطريقة :

التاريخ
البيان
الإدخالات الإخراجات المخزون
ك ت و المبلغ ك ت.و المبلغ ك ت.و المبلغ
1/12/87 مخزون أول مدة 1500
20
30000
1500
20
30000

2/12/87 شراء 2000 12.05 42100 3500 20.6 72100
6/12/87 إخراج
1800 21.1 37980 1700 20.07 30420
8/12/87 شراء 1600 21.425 34280 3300 20.72 68400
15/12/87 إخراج 1800 21.1 37980 1500 20.28 30420
21/12/87 إخراج 700 21.1 14770 800 19.56 15650
22/12/87 إدخال 2000 21.7 43400 2800 21.08 59050
27/12/87 إخراج 1500 21.39 32085 1300 21.07 27400
مجموع 7100 149780 5800 122380

تكلفة الوحدة = 149780

ملاحظات : نلاحظ أن الطريقة الأولى تحمل على الإنتاج أقل تكلفة للمواد الأولية من الطريقة الثانية ، أما الطريقة الثانية فهي أكثر تحميلا نظرا لعدم أخذ تكلفة مخزون أول المدة بعين الإعتبار ، إذ في حالة تغير تكلفة الوحدة في الارتفاع حسب هذا المثال ، فإن سعر التكلفة سوف يرتفع بدوره ، أما العكس فيكون بالعكس ، بينما نلاحظ أن الطريقة الثالثة التي تأخذ كل الإدخالات بما فيها مخزون أول مدة فهي تتوسط الطريقتين السابقتين و تعتبر أفضلها نظرا للتخفيف من التغيرات التي حصلت أو تحصل لتكلفة الوحدة للمواد التي تدخل إلى المخزن .
2- طريقتي FIFO و LIFO : 1
أ- ما يدخل أولا يخرج أولا : First In First Out
أي أن المواد التي تدخل أولا يخرج أولا ، و يتتابع الخروج حسب الأقدم في الدخول إلى الوصول إلى إخراج الإدخالات الأخيرة ، يمكن اعتماد هذه الطريقة بالنسبة للمواد التي تتأثر سريعا بعنصر الزمن و يتعلق الأمر بالمواد التي تتعرض سريعا للتلف .
من السهولة تطبيق طريقة FIFO و مواءمتها مع العمليات في الكثير من المؤسسات ، و هي تستخدم أيضا في الأنظمة الدورته للسيطرة على المخزون مما يجعل استخدامها يحقق ببساطة إعداد مستلزمات تسجيل القيود المخزنية .
و لغرض توضيح تطبيقات هذه الطريقة ، نعتمد المثال السابق :

التاريخ
البيان
الإدخالات الإخراجات المخزون
ك ت و المبلغ ك ت.و المبلغ ك ت.و المبلغ
1/12/87 مخزون أول مدة 1500
20
30000
1500
20
30000

2/12/87 شراء 2000 21.05 42100 2000 21.5 42100
6/12/87 إخراج
1500
300 20
21.05 30000
6315 1700 21.05 35785
8/12/87 شراء 1600 21.425 34280 1600 21.425 34280
15/12/87 إخراج 1700
100 21.05
21.425 35785
2142.5 1500 21.425 32137.5
21/12/87 إخراج 700 21.425 14997.5 800 21.425 17140
22/12/87 إدخال 2000 21.7 43400 2000 21.7 43400
27/12/87 إخراج 800
700 21.425
21.4 17140
15190 1300 21.4 28210
مجموع 7100 149780 5800 121570

نلاحظ أن هذه الطريقة قد أدت إلى انخفاض في مبلغ المواد المستهلكة بالنسبة لطريقة التكلفة المرجحة نظرا لارتفاع الأسعار للإدخالات الجديدة بالنسبة للقديمة ، بينما يبقى مخزون آخر المدة أكبر قيمة في الطريقة السابقة .
ب- طريقة ما يدخل آخرا يخرج أولا : Last In First out
حسب هذه الطريقة فإن المخزونات تخرج وفق ترتيب عكسي من دخولها ، أي الأحدث دخولا هو الذي يخرج أولا إلى الوصول إلى الأول دخولا و منه ينتج أن سعر التكلفة تحسب بتكلفة المواد التي إشتريت حديثا ، و المخزون النهائي يبقى بتكلفة المواد التي حصلت عليها المؤسسة أولا .




نعتمد نفس المثال لتوضيح هذه الطريقة:



التاريخ
البيان
الإدخالات الإخراجات المخزون
ك ت و المبلغ ك ت.و المبلغ ك ت.و المبلغ
1/12/87 مخزون أول مدة 1500
20
30000
1500
20
30000

2/12/87 شراء 2000 21.05 42100 2000 21.05 42100
6/12/87 إخراج
1800 21.05 37890 1500
200 20
21.05 30000
4210
8/12/87 شراء 1600 21.425 34280 3300 21.425 34280
15/12/87 إخراج 1600
20 21.425
21.05 34280
4120 1500 20 30000
21/12/87 إخراج 700 20 14000 800 20 16000
22/12/87 إدخال 2000 21.7 43400 2000 21.7 43400
27/12/87 إخراج 1500 21.7 32550 800
500 20
21.7 16000
16000
مجموع 7100 149780 5800 122930

ملاحظات :
إن الهدف من استعمال هاتين الطريقتين هو الاحتفاظ بالمخزون لآخر الشهر و بأقل تكلفة و تحميل أكثر تكلفة على الإنتاج ، ففي حالة تغيرات سعر المواد المحصل عليها أو التي تدخل إلى المخازن نحو الارتفاع فمن الأحسن أن نستعمل طريقة ما يدخل آخرا يخرج أولا ، و تستعمل الطريقة الأخرى في حالة تغير الأسعار نحو الانخفاض كي يحصل دائما على محزون آخر المدة بقيمة أقل ، و في نفس الوقت سعر التكلفة يكون أقرب إلى الأسعار الحقيقية الموجودة في السوق .





المطلب 2 : التقييم بالتكاليف النظرية 1
يمكن تقييم الإخراجات عن طريق : - التكلفة المعيارية .
- طريقة سعر التعويض .
أ- التكلفة النموذجية ( المعيارية) : يمكن تعريفها بأنها التكاليف المحددة مسبقا و تتميز بصبغة معيارية بهدف مراقبة نشاط المؤسسة في فترة معينة و قياس قدراتها في تحقيق برامجها ، و هذا بإجراء مقارنة بينما يحقق فعلا ضمن كمية و قيمة عناصر التكاليف و ما يحدد من قبل فرض إذن طريقة موجهة إلى مستقبل و ليست تاريخية ، و يكمن تحديد التكاليف النموذجية بعدة طرق تتلاقى كلها في نفس الهدف و المبدأ ، فهي ذات علاقة بالميزانية التقديرية و برامج نشاط المؤسسة للفترة .
ب- طريقة سعر التفويض : تعتمد هذه الطريقة على حساب تكلفة المواد المستعملة و التي تؤخذ من المخزون ليس على أساس قيمتها الحقيقية بل على أساس القيمة التي تتكلفها عملية تعويض هذه المخزونات المستهلكة ، بعبارة أخرى بالتكلفة السوقية لنفس الكمية و النوع من المواد في تاريخ استعمالها حتى تكون تكلفة الإنتاج فعلية و تتطابق مع مستويات الأسعار في السوق .
و هناك من يعتبر هذه الطريقة أحسن طريقة موضوعية يجب استعمالها في تقييم إخراجات المخزونات لما لها من تأثير على الأرباح ، و بإستعمالها فإن الأرباح المحصل عليها تكون إقتصاديا حقيقية ، عكس الطرق الأخرى التي تكون مجرد أرباح اسمية أو غير حقيقية ، إلا أنه يمكن الملاحظة بأن المواد قد تتأثر و خاصة في المؤسسات التي تخضع المنافسة في إنتاج منتوج معين بالزمن و تتغير نوعيتها سلبا أو إيجابا ، و بالتالي لا تنفصل تكلفتها عن حالتها عند استعمالها ، كما أنها تعتبر غير موافقة مع مبدأ الحيطة للمحاسبة العامة .









خاتمة البحث :

تطرقنا في هذا البحث إلى موضوع تقييم الموجودات المخزنية ، و إرتأينا بادئ ذي بدء التعرض أولا إلى كيفية السيطرة الفعلية على المخزون و من ثمة عملية الجرد سواء مستمر أو دوري ثم انتقلنا إلى أهم نقطة في البحث ألا و هي تقييم المخزونات و قد ذكرنا كل الطرق هي طريقة التكلفة المحددة التي تبرز عن حق القيمة الحقيقية للمخزونات في آخر المدة لأن بموجب هذه الطريقة يكون التدفق المادي (الفعلي) للمفردة و تدفق التكلفة متساويين .
إلا أننا و كرأي خاص ليس بإمكاننا الحكم على أمثلية و أفضلية إلا إذا تمعنا في متغيرات و ظروف السوق التي تنشط فيها المؤسسة ، فتقييم الموجودات المخزنية لا يعتمد فقط على اختيار التكلفة المثلى و إنما هناك معيارا آخر نادرا ما يؤخذ بعين الاعتبار في محاسبة المواد ألا و هو العنصر البشري الذي يعد بحق موردا رئيسيا و استثمارا ناجحا الذي يظهر تأثيره الواضح على التكاليف و الإيرادات و الإنتاجية التي تعتبر أهم مقاييس تقييم المخزونات .
و نحن كطلبة و باحثين لم نخض بعمق في هذا المجال نظرا لضيق الوقت و ظروف أخرى خارجة عن نظامنا ، اكتفينا فقط بتسليط الضوء على التكلفة المرجحة ، و نرجو من المهتمين بالأمر الأخذ بعين الاعتبار نقائص البحث و محاولة تصحيح ما بدر من أخطاء و إتمام عملنا المتواضع و الكمال لله تعالى .
و مسك الختام نتمنى أننا أصبنا و لو قليلا و أفدنا كل من قرأ أو اطلع على عملنا هذا .





مراجع البحث :

- ناصر دادي عدون ، تقنيات مراقبة التسيير – محاسبة تحليلية الجزء الأول – دار المحمدية العامة ، الجزائر . و الجزء الثاني لنفس المرجع .
- عبد الستار محمد العلي – الإدارة الحديثة للمخازن و المشتريات ، دار وائل للنشر عام 2000 .
- كديق حسين ، محاضرات مقياس المحاسبة التحليلية 2002-2003 .

محب بلاده
2011-11-24, 23:54
مفهوم التسيير الإداري للمخزونات و علاقة إدارة المخازن بالإدارات الأخرى
سوف أقدم في هدا الفصل مفهوما للتسيير الإداري للمخزونات الذي هو موضوع البحث إضافة إلى توضيح علاقة إدارة المخازن بالإدارة الأخرى و ضرورة وجود هده العلاقة لإنجاز المشروع.
-1-iمفهومه:
يعبر عن التسيير الإداري للمخزونات بمجموعة من الإجراءات التي يجب أن يلتزم بها المشرفون على المخازن, و تبدأ إجراءات التخزين مند اللحظة التي يتم فيها استلام المواد حتى الوقت الذي تصرف فيه.
و تطبق إجراءات التخزين على المواد الواردة إلى المخازن و هي:
• مواد تستلم من الموردين الخارجيين.
• مواد تأتي من المخازن الفرعية إلى المخازن الرئيسية و المركزية.
• إرجاع بعض المواد من إدارة الإنتاج أو من الإدارة الأخرى.
• مخلفات الإنتاج و بواقي الصناعة.
كما تطبق على المواد التي تصرف منه.
-2-iأهميته:
لا تظهر التسيير أهمية التسيير عند القيام بملأ الإجراءات الإدارية بل ما سوف تسمح به
هده الإجراءات حيث:
• تسمح بمعرفة كميات المخزون من كل صنف في أي وقت و في حالة وصولها إلى الحد الأدنى, يتم طلب إعادة التموين من إدارة المشتريات.
• تكون حلقة اتصال بين المخزون الفعلي و بين حسابات المخازن [محاسبة الموارد].
• إعطاء تفسير للطلبيات الضخمة التي استهلكت في الإنتاج.
• اعتماد عمليات الجرد على هده الإجراءات.
• تقييم البضاعة في حالة البيع.
-3-iعلاقة إدارة المخازن بالإدارات الأخرى:
إن وجود المخازن في حد ذاته هو لخدمة المشروع متضمنا خدمة الإدارات الأخرى و هده تختلف حسب نوع النشاط و يمكن توضيحها في المؤسسة الصناعية.
أ- علاقتها بإدارة الإنتاج:
تقدم المخازن لإدارة الإنتاج المواد في الوقت المطلوب و بالكميات المطلوبة لمقابلة الجداول الزمنية الموضوعة و تكون على استعداد لتلقي السلع الجاهزة التامة الصنع في أي وقت من الأوقات, كما تكون مسؤولة عن استلام مخلفات الإنتاج أو بواقي الصناعة.
بالمقابل من واجب إدارة الإنتاج, الإعلام عن جميع التغيرات أو التعديلات في جداول الإنتاج وخاصة عندما يستدعي الأمر زيادة أو تخفيض الكميات المخزنة.
ب- علاقتها بإدارة التصميم:
يجب أن تتحقق إدارة التصميم قبل تغيير الإنتاج أو خصائص التصميم من المواد الأولية المتبقية في المخازن و التي كانت تناسب التصميم القديم و دلك لكي نتجنب الخسائر الناشئة عن تعديل هدا التصميم فتؤجل تطبيق التصميم الجديد لحين استهلاك أغلب المخزون من المواد القديمة.
و من ناحية أخرى تستشير المخازن إدارة التصميم قبل التخلص من مخلفات الإنتاج أو بواقي الصناعة لكي ترسم لنفسها سياسة محددة في هدا الصدد على ضوء الاتجاهات الجديدة في التصميم.
جـ - علاقتها بإدارة الصيانة:
تحتفظ المخازن بمواد الصيانة و قطع الغيار اللازمة للتجهيزات الآلية, وتزود قسم الصيانة بها كلما طلب دلك. و لتسهيل العملية يقوم قسم الصيانة بتحديد برنامج للصيانة الوقائية مقدما و الذي يلزم لصيانة كل مقومات المصنع إذ يحدد في هدا البرنامج الكميات المطلوبة من قطع الغيار و أدوات الصيانة.

د- علاقتها بإدارة المالية:
هناك تدفق معلومات بيين إدارة المخازن و المالية, و هدا لتقييد الحمايات في الفواتير و كذلك لتسديد قيمة الفواتير.
- تحديد تكلفة المواد.
- و لغرض الرقابة على نسبة رأس المال المستثمر في المواد المخزنة ترسل إدارة المالية نشرات دورية أو قوائم مالية توضح تكلفة العمل في المخازن.
هـ - علاقتها بإدارة المبيعات:
تقوم إدارة المخازن بقبول البضاعة الجاهزة و تخزينها و المحافظة عليها لحين أن تطلبها إدارة المبيعات عند تنفيذ بعض الصفقات. و حينئذ يتعين على المخازن أن تعد الوحدات و الكميات المطلوبة مع تغليفها و تعبئتها بالطريقة التي يطلبها العملاء ثم السرعة في صرف هده الكميات حتى يتم تسليم هده الشحنات في الموعد المحدد.
بينما تقوم إدارة المبيعات بتحديد حركة المبيعات القادمة أي تحديد الكميات التي ستطلبها من المنتجات الجاهزة لكي تعدها المخازن مقدما و لكي تكون معدة للشحن إلى العملاء في الوقت الذي تطلب فيه.
ملاحظة:
إن تواجد الإدارات (أي إدارة الإنتاج, التصميم, الصيانة, المالية, المبيعات...) يختلف باختلاف نوع المؤسسة و حجمها و نشاطها, فالهيكل التنظيمي ليس موحد لجميع المؤسسات.


خلاصة الفصل:
إن التسيير الإداري ذات أهمية لا يمكن الاستغناء عنها, و لا يوجد استقلالية الوظائف داخل المؤسسة بل هي تعمل في تكامل فيما بينها.






-iiإجراءات التخزين وموقع المخازن:
أتناول في هدا الفصل إجراءات التخزين بشيء من التفصيل مع كيفية اختيار موقع المخازن.
-1-iiإجراءات التخزين: تتمثل في:
أ- إجراءات الاستلام:
تقوم إدارة المخازن بإخطار جميع الموردين بساعات العمل الرسمية حتى لا تصل الشحنات في المواعيد غير المناسبة, و لتقديم التسهيلات للموردين عند استلام هده الشحنات.
عندما ترسل إدارة المشتريات بعض أوامر الشراء إلى الموردين يجب أن تخبر مسؤول المخازن بهده الطلبيات بإرسال نسخ من أوامر الشراء حتى يتمكن من معرفة البضاعة المشتراة و وقت تسليمها حسبا للاتفاق.
- أما المورد فعندما يجد أن البضاعة المطلوبة جاهزة للشحن فإنه يرسل إخطار إلى الشركة يتضمن توصيف البضاعة المرسلة, الكمية, طريقة النقل و الشحن. ويفيد هدا الإخطار في إعداد المساحات الكافية لاستقبال هده الكميات, و لا يستعمل في حالة الشحنات البسيطة و المتكررة.
- عند الاستلام الفعلي للبضاعة يقدم متعهد النقل قسيمة التعبئة, ثم يقوم عمال المخزن بالتأكد من الكمية بملء قسيمة استلام المستودع (المخزن). ثم يقوم مقارنة القائمتين إضافة إلى مقارنتها مع أمر الشراء.

قسيمة تعبئة الشاحن قسيمة استلام المخزن
وحدات التخزين الوحدة الكمية وحدات التخزين الوحدة الكمية
أ صندوق 100 أ صندوق 100
ب " 40 ب " 40
جـ " 50 جـ " 50
إجــراءات الاستـلام ص 478
يستحسن أن تفحص البضاعة الواردة بمجرد ورودها إلى المخازن, و لكن يصعب في بعض الأحيان فحص هده البضاعة وقت وصولها, و في حالة الشحنات الصغيرة الكمية المتكررة إد لا يكفي عدد العمال اللازمين للاستلام و المراجعة و الفحص مباشرة أعمالهم بمجرد وصول هده الشحنات, فيوقع مسؤول المخازن على الاستلام الفعلي للشحنة دون فحص.
عند اكتشاف وجود كميات أقل أو في حالات الكسر أو التلف لبعض الوحدات أثناء الطريق يجب إخطار الناقل و يثبت مسؤول المخازن ما حدث بالتفصيل في محضر الاستلام من تلف أو تحطيم أو كسر أو نقص وحدات.
قائـــــــــمة الاستــــــــلام
قائـــــمة إستـــلام
عمليات المخزن
متعهد النقل:...................... المستلم:........................ التاريخ:.......................
فاتورة الشحن:........................ المورد:....................... رقم لوحة السيارة:.............

رقم السلعة الوصف الكمــية ملاحظات
العدد المستلم الإجمالي

الشرح:
رقم قائمة تعبئة المورد:............ .... نتائج المطابقة:
قام بالمطابقة و التسوية: ............... التاريخ: .....................

كريد جنكنز, الدليل الشامل في إدارة المخازن الحديثة ترجمة سيف عبد العزيز سيف. فهرسة مكتب الملك فهد الوطنية أثناء النشر. معهد الادارة العامة 1417 هـ. ص 477.
ب- إجراءات الشحن و التوريد و أهميتها:
إن الغرض من عملية الإنتاج و المخازن هو جعل المنتجات متاحة و متوفرة للعملاء, و الطريقة التي يتم بها تسليم السلع المنتجة و السهولة التي يستطيع بها المشتري تنزيل هده السلع يمكن أن يكون لهما تأثير كبير على العلاقة بين المشتري و المورد في المستقبل.
خطوات الشحن:
1. يقوم المشتري بإعداد طلب شراء ثم يحيله إلى مجموعة معالجة الطلبيات في المخزن.
2. تقوم مجموعة موظفون معالجة الطلبيات في المخزن بتدقيق الطلبية للتأكد من أنها صحيحة و يمكن الوفاء بها و شحنها و يشمل التدقيق ما يلي:
- مدى وجود عمال يمكن الاعتماد عليهم.
- طريقة الدفع عند الاستلام (نقدا أو بشيك).
- هل هناك تعليمات شحن أو تفريغ خاصة.
- أي متعهد نقل سيتم اللجوء إليه؟.
- هل البضاعة متاحة للشحن؟ وإذا لم تكن كذلك, فمتى ستكون متاحة؟
3. يتم إحالة الكشف الذي يتضمن أماكن المخزون و أوقات المناولة إلى من سيقوم بجدولة تجميع أصناف الطلبية و الشحن.
4. يتم تجميع أصناف الطلبية و الشحن و إعدادها في المكان المناسب عند رصيف التحميل.
5. يتم إعداد فاتورة الشحن ثم تحمل الطلبيات أو الطلبيات على وسيلة النقل و يقوم السائق بالتوقيع بالاستلام و المسؤولية الخاصة بهذا الشحن.
6. يتم توزيع نسخ من قائمة التعبئة مع فاتورة الشحن إلى:
- متعهد النقل والتحميل.
- إلى إدارة المحاسبة.
- إلى إدارة المبيعات من أجل سجلاتهم و إحصاءاتهم.
- يتم وضعها في ملفات في المخزن من أجل سجلاتهم و إحصاءات الشحن الخاصة به.

جـ- إجراءات الجرد:
إن القيام بجرد المخزون الفعلي يعتبر أحد المصادر الرئيسية لمشاكل المخازن, كون أنه مكلف جدا, و يستغرق وقت طويل لإعداده.
هناك ما يسمى بالجرد المستمر: و هو تسجيل حالي لكل العمليات التجارية التي لها تأثير على المخزون بما في دلك:
- الطلبيات المفتوحة لموردي مخزون.
- الطلبيات المفتوحة للمخزن بالنسبة لعملاء معينين.
- البضاعة المستلمة.
- البضاعة المتوفرة.
- البضاعة التي تم شحنها, هدا فضلا عن العمليات التجارية المتنوعة مثل البضاعة التالفة و الخردة و المسترجعات إلى المخزون و غيرها...
يمكن الاعتماد على البطاقة التالية للقيام بالجرد المستمر:

التاريخ تحت الطلب الكميـة الملتـزم بهـا متوفر
التخطيط الكميـة المستلمـة الكميـة المشحونـة الكمية
المتوفرة
الكمية رقم طلب الشراء الكمية رقم المرجع
اسم الشركة تاريخ الشحن فاتورة الشحن الكمية رقم المرجع الكمية رقم المرجع
9 /7
10/7
15/7

18/7
21/7
23/7

23/7

25/7
26/7
1000
10716

100



300

100

32673/
أجا كي


6117/ يوجي بي
47.18/ أكمي

18/7



7/25

7/26
1400
1300

1300
1300
900

800

800
800





1000





1716



100





400
100



32648





7116
74/81 400
400
400

300
1300
1300

1300

900
800
مما أراه من خلال هذه البطاقة أنه لا يمكن استخدامها لجميع أصناف المخزون و إنما صنف على حـدى.
نموذج الجرد الفعلي:
إدا لم يكن بالمخزن ترميز الأعمدة, فيجب استخدام استمارة الجزء العلوي منها يبقى مع المادة لتسجيل بيانات الجرد عند القيام به و دلك لتسهيل:
- بيان ما تم و ما لم يتم جرده.
- القيام بإعادة العدّ.


أمل الجزء السفلي فعند جمعه يتم التدقيق و التأكد من وضع البطاقة على كل وحدة مخزون لبيان أنه تم تضمينها ثم تتم المطابقة مع سجلات الجرد و تدوينها في الدفاتر, و يجب تفسير كل البطاقات المتفرقة بالعدد.
د- الإجراءات الخاصة بالسرقة:
إن إمكانية الخسائر من جراء السرقة توجد في كل المخازن و من بين حالات السرقة مثلا نجد:
1. أن يتم استهلاك المخزون الصالح للأكل والشرب لصالح الأفراد داخل المبنى (المؤسسة).
2. يتم نقل البضائع في سيارات الموظفين.
3. مؤامرات بين موظفي الإدارات: المخزن- المشتريات- النقل- المحاسبة.
4. بواسطة سائقي الشاحنات الدين يتجولون خارج مناطق التحميل و التفريغ المعزولة.
5. التجار و الحرفيين الدين تتوفر لديهم إمكانية الوصول إلى المخزون بدون رقابة و دلك تجاوز للمناطق المخصصة لهم.
6. قيام موظفي التسويق و المبيعات و الإدارة الهندسية بأخذ عينات خاصة بعملهم دون القيام بالأعمال الورقية اللازمة أو الخاصة بهده العينات.
إن أهم شيء يجب القيام به هو توعية و إدراك العمال بالأشياء الواجب فعلها, و بالعقوبات السارية و القابلة للتطبيق, كما يجب الإبلاغ و التعميم بالقول و الفعل أن السرقة, و كل ما يتعلق بها من عدم أمانة و غير دلك لن يتم التهاون أو التسامح حيالها.

- حالة الحدوث الفعلي للسرقة: كل الموظفون الدين شاهدوا الحادثة مسئولون مباشرة عن الإبلاغ عن حالات فقد الموجودات بالاتصال بمدير المخزن فورا. و يعتبر عدم الإبلاغ أن الشخص قد يكون شريكا في الفعل.
فإذا كان فعل السرقة جاريا العمل فيه, يجب اتخاذ إجراء القبض على المخالفين, مع القيام بتقرير فقد الموجودات.
تقرير فقد الموجودات تاريخ إعداد التقرير
تاريخ أو فترة حدوث الفقد
الـــتبلـيــــغ
الشخص الذي أبلغ عن الفقد (هل بحرية) من تاريخ الإبلاغ الوقت:  صباحاً
 مساءاً
وصف ما حدث(كيف عرف الفقد الفعلي أو الشروع فيه)
مكان حدوث السرقة بيان الأصناف المتضمنة مع تقدير القيمة(إن أمكن دلك )
تاريخ وقت حدوث السرقة  صباحا
 مساءا التقدير وحدة دج
التحـــقيــق
الأشخاص الدين تم مقابلتهم و تواريخ دلك الشهود:
الظروف المحيطة بالحادثة:الأشخاص الآخرين في مكان قريب, الإضاءة الوصول إلى المنطقة,كيفية التخزين.
كيف تم نقل الشيء المفقود الطريقة التاريخ: الوقت: صباحا
مساءا المحقق:
الإجـراء الذي تـم اتخـاذه
إدا تم القبض على الشخص ما هو الإجراء الذي تم اتخاذه ؟
ما هي الإجراءات التي تم اتخاذها لمنع تكرار حدوث الواقعة؟


تقدير الخسائر غير مستردة ….. دولار ما هو الجزء الذي تم استرداده من الخسارة. التقدير …دولار.
التاريخ
نسختين: الأصلية
(1)
(2)
إدارة الأمن
المراقب العام للحسابات
الاحتفاظ بالنسخة
ص 49.

-2-iiموقع المخازن:
يختار الموقع بصفة تخدم المشروع على الوجه المطلوب و بأقل تكلفة ممكنة. بمعنى تخزين المواد في المكان الذي يجعل المناولة و النقل الداخلي أقل ما يمكن أي بالقرب من مراكز الاستعمال.
في حالة مصنع ينتج سلعة واحدة أو مجموعة متشابهة من السلع تكون مواقع مخازن المواد الأولية بالقرب من أول مرحلة في العملية الإنتاجية.
كما تكون مخازن المواد التامة الصنع بالقرب من مراكز الشحن و مخازن أدوات الإنتاج و إمدادات التشغيل في مركز متوسط داخل المصنع.
قد تلجأ تأسست في بعض المشروعات الكبيرة بإنشاء مخازن مركزية تخزن فيها المواد المختلفة بكميات كبيرة. ثم توزع من المخازن المركزية إلى المشروعات التابعة إما لنقط الاستعمال مباشرة أو إلى المخازن الفرعية و هدا شبيه بعمل تجار الجملة مع تجار التجزئة.
مزايا التخزين المركزي:
يكون اقتصاديا و عمليا إدا كانت المواد المخزنة علليها طلب مشترك ن عدة أقسام أو فروع بحيث يمكن شراءها بكميات كبيرة لتحقيق اقتصاديات الحجم.
التمكن بدرجة كبيرة حماية المخازن ضد أخطار السرقة مع قلة المصاريف الإدارية نتيجة قلة عدد الطلبيات و التوفير في المساحة. و كذلك عدد الأفراد العاملين بالمخازن.
مساويء التخزين المركزي:
• الزيادة في مصاريف النقل.
• احتمال لجوء المخازن الفرعية إلى زيادة الكميات المخزنة فيها لتأمين نفسها مما يترتب عليه زيادة إجمالي المخزون السلعي بدلا من انخفاضه و بالتالي زيادة المساحة المخصصة للتخزين.
• زيادة مصاريف الاتصالات و المراسلات إدا لم تكن رقابة فعالة.

محب بلاده
2011-11-24, 23:55
خطة البحث:

مقدمة

-I مفاهيم عامة
-1-I مفهوم مخزون الأمان
-2-I مفهوم نقطة إعادة الطلب
-3-I مفهوم الحد الأقصى للمخزون

-II تحديد مخزون الأمان
-1-II نموذج تغير معدل الاستخدام مع ثبات فترة التوريد
-2-II نموذج ثبات معدل الاستخدام مع تغير فترة التوريد
-3-II نموذج معدل الاستخدام المتغير مع فترة التوريد المتغيرة.

الخاتمة





















مقدمة:
من الصعب في الحياة العملية قبول الفرض الخاص بثبات رقم الطلب على سلعة أو صنف معين, أو فرض عدم التأكد من عملية التوريد للكمية المتفق عليها, ففي أحيان كثيرة معدل الاستخدام للصنف مختلف من فترة لأخرى, كما أنّ التوريد قد يتم بكميات أقل من المتفق -خاصة إذا دخلنا عملية الرقابة على جودة المواد الموردة في الحسبان- أضف إلى ذلك فترة التوريد ذاتها نادراً ما تتطابق مع الفترة المتفق عليها, و يطلق على مثل تلك الحالات حالة الطلب المتغير و حالة فترة التوريد المتغيرة.
و تمثل تلك الحالات صعوبة بالغة بالنسبة للقائمين بالإدارة, فإذا تم الاحتفاظ بمخزون أكثر من رقم الطلب الذي سوف يتحقق, كان معنى ذلك رأس مال عاطل و تكاليف مرتفعة, كما أنّ عدم وجود مخزون كاف يعني ضياع فرصة تحقيق أرباح للمشروع بسبب عدم القدرة على الوفاء بالطلب الفعلي, ومن الأساليب الشائعة لمواجهة مثل هذه المشكلة الاحتفاظ بما يعرف بمخزون الأمان أو احتياطي المخزون.
الإشكالية المطروحة في هذا البحث هي: كيف يتم تحديد مخزون الأمان لمواجهة العشوائية في الاستخدام و فترة التوريد؟
للإجابة على هذه الإشكالية قمت بطرح هذه الفرضيات:
- مخزون الأمان مرتبط بالاستخدام و بأطول فترة انتظار؛
- تحديد مخزون الأمان يتوقف على مستوى الخدمة الذي يريد أو يرغب المسيرون تحقيقه.
كما قمت بتقسيم بحثي إلى فصلين:
- الفصل الأول: تعرضت فيه إلى مجموعة من المفاهيم لكل من مخزون الأمان, نقطة إعادة الطلب والحد الأقصى للمخزون, هذه المفاهيم تجعلنا نستوعب ما يتم التعرض له في الفصل الموالي.
- الفصل الثاني: أوردت فيه الطرق التي يتم بها تحديد مخزون الأمان في حالات ثلاث:
• الحالة الأولى هي تغير معدل الاستخدام مع ثبات فترة التوريد؛
• الحالة الثانية: تغير فترة التوريد مع ثبات معدل الاستخدام؛
• الحالة الثالثة: تغير معدل الاستخدام مع تغير فترة التوريد.


-I مفاهيم عامـة:
-1-Iتعريف مخزون الأمـان:
التعريف الأول:هو احتياطي المخزون الذي يجب على المنظمة الاحتفاظ به لمواجهة الظروف الطارئة, بمعنى أنه لا يجب السحب من رصيد الاحتياطي لمواجهة حاجات الاستخدام العادية أو المتوقعة.
التعريف الثاني: هو جزء زائد من المخزون يتم الاحتفاظ به لمواجهة الطلب الغير متوقع خلال فترة التوريد في حالة زيادة معدل الاستخدام خلال تلك الفترة عن متوسط الاستخدام المتوقع أو بسبب تأخر التوريد عن موعد التوريد المتفق عليه, و يعرف بالحدّ الأدنى للمخزون, مخزون الحماية, إحتياطي المخزون, أو مخزون مواجهة التقلبات, , كما هناك من يسمونه حد الخطر أو الطوارئ.
التعريف الثالث: يتمثل في المخزون الذي يتم الاحتفاظ به لمواجهة الأخطار المترتبة التي تؤثر على حجم مستوى المخزون و المتمثلة خاصة في معدلات الاستهلاك, فترة الانتظار, مدة وصول الطلبية, و إمكانيات المؤسسة.
التعريف الرابع: هو المخزون الذي يتم الاحتفاظ من مواد أولية أو سلع و منتجات بغرض منع نفاذ المخزون.
التعريف الخامس: هو احتياطي يستعمل للتصدي التزايد الغير متوقع للمخرجات أو التأخر في المدخلات, أو أخطاء التنبؤ.
إذن مخزون الأمان هو الحدّ الذي يجب أن لا يقل المخزون فيه من أي صنف عن هذا المستوى لما ينجز عنه من تكاليف نفاذ المخزون و تكلفة الفرصة البديلة, و غيرها من التكاليف التي بإمكان المؤسسة أن تتحكم فيها بتوفير الحل اللازم من المخزون, هذا لا ينفي أنه "يجب تخفيض كمية مخزون الأمان إلى أقل قدر ممكن لأنها في واقع الأمر تمثل رأس مال عاطل.
-2-Iتعريف نقطة إعادة الطلب:
إتضح من تحليل مفهوم الحد الأدنى للمخزون أنه مخصص للسحب فيه في حالة الظروف الطارئة الغير متوقعة, و يلاحظ أنه من المتوقع استغراق فترة معينة منذ تاريخ إصدار أمر الشراء حتى وصول الطلبية إلى مخازن المؤسسة و تسمى تلك الفترة بفترة إعادة الطلب و تتحدد بناء على دراسة ظروف السوق و النقل و المورد.
إذاً نقطة إعادة الطلب تعني مقدار الكمية من صنف معين التي تتطلب حين يصل المخزون إليها بتنظيم طلب جديد للصنف كي تضمن وصولها قبل أن يصل المخزون إلى حدّ الأمان.
و يزيد المخزون عند نقطة إعادة الطلب عن الحد الأدنى للمخزون بمقدار احتياجات السحب من الصنف خلال فترة إعادة الطلب بمقدار احتياجات الصنف خلال تلك الفترة, فنجد أن نقطة إعادة الطلب يساوي الحد الأدنى للمخزون زائد احتياجات السحب خلال فترة إعادة الطلب, وهذه الأخيرة هي معدل السحب اليومي مضروبة في فترة إعادة الطلب بالأيام, الأسابيع, الشهور. 3
و يتوقف حجم مخزون إعادة الطلب على عدة عوامل منها: 4
- معدل الاستخدام اليومي وهو كمية الاستهلاك من مادة معينة خلال فترة زمنية معينة؛
- طول فترة التوريد: و هي الفترة الزمنية بين تقديم طلب جديد و زمن وصول المواد للمخازن؛
- درجة الاستقرار في معدل الاستخدام و فترة التوريد؛
- درجة المخاطرة التي تقبل بها الإدارة.
-3-Iتعريف الحدّ الأقصى للمخزون:
يقصد به الحد الأقصى المسموح الاحتفاظ به من مخزون مادة أو صنف, على أنّ ارتفاع المخزون عن هذا الحدّ ليس في صالح المؤسسة, إذ يجب معالجته بتغيير كميات الشراء المطلوبة, و الحدّ الأقصى للمخزون يساوي الحد الأدنى أو حد الأمان مضاف إليه الكمية الاقتصادية للشراء.
الهدف من وضع حدّ أقصى للمخزون هو تفادي الآثار السلبية التي تنتج عند تجاوزه كالتلف, الفساد, التقادم, و زيادة التكاليف التخزين, و تقليل نسبة السيولة و تجميد جزء منها في المخزون.5
و لتوضيح المفاهيم التي تعرضنا إليها في هذا الفصل, يمكن الاستعانة بهذا الشكل أو هذه الخريطة التي تبين كل مستوى من مستويات المخزون التي أشرنا إليها, و لتوضيح الشكل جيداً إرتأينا إلى وضع مثال عددي.
الشكل الأول: خريطة لمستويات المخزون
المخزون(أ)
الحد الأقصى للمخـزون 600
كمية الطلب
400 وحدة
نقطة إعادة الطلب 300

مـخـزون الأمــان
الزمن (ب) 6 5 4 3 2 1
المصدر: هيثم الزعبي "مرجع سابق" ص 186.

• يبين المحور الرئيسي (أ) مقدار المخزون المحتفظ به.
• يبين المحور الأفقي (ب) الوقت اللازم للطلب.
• الحد الأدنى "حد الأمان" الذي لا يجب أن يقل المخزون عنه هو 200 وحدة و لا يصرف إلا في الحالات الضرورية.
• نقطة إعادة الطلب 300 وحدة و عندها يتم تنظيم أمر بشراء جديد.
• الحد الأقصى للمخزون 600 وحدة, إذ لا يجب أن يزيد المخزون عنه, و هو إنذار لحصول شيء غير عادي يستوجب التصحيح و المعالجة.


- IIتحديد مخزون الأمان:
يتوقف تحديد الرصيد الذي يمثل حد الأمان على عدة عوامل أهمها:
• أهمية الصنف؛
• طبيعة المادة و سرعة تلفها؛
• تكلفة المادة و تكاليف الشحن و التخزين؛
• معدل استهلاك الصنف فيما إذا كان ثابتاً أو متذبذباً؛
• الفترة الزمنية اللازمة لشراء الصنف و تشمل عملية التفاوض و التعاقد و الشحن و الفحص.
و تنشأ الحاجة إلى احتياطي المخزون أو مخزون الأمان لعدم توازن الاستهلاك الفعلي للصنف خلال فترة التوريد مع الاستخدام المتوقع, و طالما أن الاستخدام الفعلي يتوقف على معدل الاستخدام (الطلب) و طول فترة التوريد فإن الحاجة إلى مخزون الأمان تظهر نتيجة لأحد الأسباب التالية:
• معدل الاستخدام أعلى من متوسط الاستخدام مع ثبات فترة التوريد؛
• فترة التوريد أطول من الفترة المتوقعة مع ثبات معدل الاستخدام؛
• زيادة كل من معدل الاستخدام و فترة التوريد عن الأرقام المتوقعة.
و سوف نتناول في هذا الفصل كيف يتم تحديد مخزون الأمان إلة جانب نقطة الطلب في تلك الحالات.
نموذج تغير معدلا الاستخدام مع ثبات فترة التوريد:
للتعبير عن هذه الحالة دعنا نأخذ الشكل الموالي الذي يوضح حالة الطلب غير المؤكد والمتغير في حالة عدم وجود احتياطي المخزون, "مخزون الأمان" و في هذا الشكل يأخذ مستوى المخزون شكل منعرج للدلالة على عدم ثبات معدل الاستخدام للصنف, ولا توجد أية مشكلة حقيقية قبل وصول المخزون إلى مستوى إعادة الطلب "ع", فكل تأثير يكون إما في الوصول إلى مستوى "ع" أما المشاكل الحقيقية فتبدأ عندما نصل إلى مستوى إعادة الطلب, أي خلال فترة التوريد, فإذا حدث وكان معدل الاستخدام خلال فترة التوريد أعلى من المتوسط فإن المنشأة سوف تواجه بعجز في الصنف يعبر عنه الجزء أسفل المحور الأفقي.
الشكل الثاني: تذبذب معدل الاستخدام
مستوى المخزون
عدم ثبات معدل الاستخدام للصنف

مستوى إعادة الطلب




الوقف أ طلب الكمية

فترة التوريد
المصدر: إسماعيل السيد "مرجع سبق ذكره" ص 335.

"و يتوقف مقدار هذا العجز على درجة زيادة معدل الاستخدام خلال فترة التوريد عن متوسط الاستخدام المتوقع, كما أنه إذا كان معدل الاستخدام خلال فترة التوريد يعادل متوسط الاستخدام أو أقل منه فلا يوجد مشكلة احتمال نفاذ المخزون, ففي الحالة الأولى (معدل الاستخدام = المتوقع) سوف يصل مستوى المخزون إلى الصفر عندما تصل الطلبية الجديدة بالتمام.و في الحالة الثانية "معدل الاستخدام < المتوقع) يكون هناك فائض من المخزون عند ورود الطلبية الجديدة"
لنعود الآن إلى حالة وجود عجز (معدل الاستخدام > متوسط الاستخدام المتوقع) و التي نحتاج فيها إلى مخزون الأمان.
لتوضيح الفكرة جيداً, دعنا نستعيد بهذا المثال, يفرض أن متوسط الاستخدام اليومي هو 100 وحدة, من صنف معين و لكن المعدل الفعلي أصبح 120 وحدة فيعني ذلك أن المخزون الذي كان يكفي الاستخدام خلال فترة التوريد "06 أيام" سوف ينفذ خلال خمسة أيام, و بافتراض أن هناك طلب في اليوم السادس أيضاً فإن ذلك يكون في شكل عجز أو رقم سالب للمخزون, كما هو موضح في الشكل السابق, و لتفادي حدوث ذلك يتم الاحتفاظ بوحدات إضافية يتم استخدامها في حالة زيادة معدل الاستخدام عن المتوسط, و بالتالي فإن نقطة إعادة الطلب "ع" سوف تزيد بمقدار هذه الكمية الإضافية التي تعرف بمخزون الأمان:
مستوى إعادة الطلب = ع + مخزون الأمان
حيث ع = الكمية التي تكفي للاستخدام العادي خلال فترة التوريد
= متوسط معدل الاستخدام × فترة التوريد
السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو كيف يتم تحديد مقدار مخزون الأمان ؟
" غي حالة ما إذا كان المسير يريد تحقيق معدل خدمة على شكل نسبة من الاستهلاك, الطرق التي تحدد بها مخزون الأمان هي طرق إحصائية أما إذا كان يسعى إلى تقليص التكاليف الإجمالية لتسير المخزون, فالطرف في هذه الحالة ترتكز على التفكير الاقتصادي « raisonnement économique ».
هناك طرق أخرى لتحديد مخزون الأمان, تتمثل في التعرف إذا ما كان النظام يخضع لعدد متغيرات عشوائية « plusieurs aléas », ففي حالة ما إذا كان خاضع لمتغير واحد فقط يمكن استعمال الطرق الإحصائية’ لكن إذا كانت متعددة, فالحل الوحيد هو بناء طرق التضاهر « simulation ».
فكلما زادت الكمية الاحتياطية كلما قل احتمال نفاذ المخزون, بمعنى زادت قدرة المنشأة على تلبية الطلب حتى إذا زاد على متوسط الاستخدام, و تعرف تلك القدرة على تلبية الطلب بمستوى الخدمة, فإذا كان احتمال نفاذ المخزون هو %10 فإن ذلك يعني أن مستوى الخدمة قدره %90 و ترغب المشروعات في تقليل احتمال نفاذ المخزون لما يترتب على النفاذ من مخاطر تؤثر على أداء المشروع, سواء تلك الأصناف التي تباع للغير أو يتم استخدامها داخلياً, و لكن من الناحية الأخرى المبالغة في تقليل احتمال النفاذ قد يترتب عليه الاحتفاظ بكميات زائدة من الاحتياطي, و هي تمثل تكلفة إضافية مما يؤثر على الأداء الاقتصادي للمشروع.
و في الشكل السابق, يفترض أن الطلب خلال فترة التوريد يمكن تصويره في شكل توزيع معتدل أو طبيعي, فإن احتمال نفاذ المخزون بدون وجود مخزون أمان هو 50%, و يعني ذلك أنه حتى بدون الاحتفاظ باحتياطي فإن المنشأة يمكن أن تحقق مستوى خدمة قدره %50, و يكون الهدف من إضافة كمية احتياطية هو تقليل احتمال النفاذ, أو بعبارة أخرى زيادة مستوى الخدمة.
و باستخدام الخصائص العامة للتوزيع المعتاد و جدول « Z » يمكن الوصول إلى رقم محدد لاحتياطي بناءا على مستوى الخدمة المرغوبة و المعلومة التي لدينا عن متوسط معدل الاستخدام و الانحراف المعياري للطلب خلال فترة التوريد حسب ما يلي:
مستوى إعادة الطلب = (خَ) (ف) + (Z) (δ) ط
حيث خَ: متوسط معدل الاستخدام
ف: طول فترة التوريد
(خَ)(ف): متوسط معدل الاستخدام للصنف خلال فترة التوريد
(Z): من جدول التوزيع المعتاد حسب مستوى الخدمة المرغوب
( δ)ط: الانحراف المعياري للطلب خلال فترة التوريد
نشير أن هذا الأخير يتم تقديره عن طرق أخذ الجذر التربيعي لمجموع تباينات الطلب لكل فترة من فترات التوريد, فلا يجوز إحصائيا جمع الانحرافات المعيارية لكن يمكن جمع التباينات:
.(Z)( δ) ط هو مقدار احتياطي المخزون
إذن من العلاقة السابقة يمكن استخلاص هذه العلاقة:
مخزون الأمـان = متوسـط إعادة الطلب – متوسط الاستخدام للصنف خلال فتـرة التوريد
و بإضافة هذا الجزء إلى المخزون المحتفظ به يأخذ نظام المخزون الشكل التالي وفيه لا تستخدم احتياطي المخزون إلا إذا زاد الاستخدام خلال فترة التوريد عن متوسط الاستخدام المتوقع, و يجب التنويه هنا إلى أن الكمية الاقتصادية للشراء تحسب كما في معادلة النظام الأساسي باستثناء "طَ" ويكون ذلك كما يلي:
ك* = 2 طَ أ / ح





الشكل الثالث: احتياطي المخزون في حالة زيادة الاستخدام عن الاستخدام المتوقع
مستوى المخزون


مستوى إعادة الطلب


احتياطي المخزون

الوقف الطلب ك*

وصول الطلبية
الطلب ك*
المصدر: إسماعيل السيد "مرجع سبق ذكره" ص 338.
ملاحظة:
افترض هذا التحليل مستوى الخدمة المرغوب يتم اختياره و بشكل تحكّمي, و لكن في حالة توافر معلومات عن تكلفة نفاذ المخزون يمكن تقدير المستوى المرغوب من الخدمة بشكل أدق باستخدام المعادلة.
احتمـال النفـاذ = [ح/ن] / [ج+ ح/ن]
حيث: ح: تكاليف الاحتفاظ بوحدة لمدة عام.
ن: عدد مرات الشراء في السنة حسب الكمية الاقتصادية.
ج: تكلفة العجز, و هي تكلفة نفاذ المخزون.



مثال:
تقوم شركة أبو عادل ببيع إحدى السلع ذات الكلب الموزع توزيعا معتاداً, بمتوسط قدره 600 وحدة أسبوعياً و انحرافاً قدره 100 وحدة في الأسبوع, و كانت فترة التوريد مدتها أسبوعين و يفترض أنها ثابتة. و التكاليف الثابتة في كل أمر شراء هي 72 جنيه, كما أن تكاليف الاحتفاظ بالوحدة لمدة سنة هي تقدر بـ 1.8 جنيه, فإذا وضعت الشركة سياستها على أساس أن يسمح مرتين نفاذ المخزون على مدار العام. أحسب الكمية الاقتصادية للشراء و الكمية اللازمة كاحتياطي مخزون بافتراض أن السنة بها 52 أسبوع.
الحل:
• متوسط معدل الاستخدام خَ = 600 وحدة.
• الانحراف المعياري δ = 100 وحدة الأسبوع الواحد.
• الانحراف (δ)ط خلال فترة التوريد = جذر التباين خلال فترة التوريد.
• التباين خلال فترة التوريد = مجموع التباينات لكل فترة توريد.
التباين = 2(100) للأسبوع الأول + 2(100) للأسبوع الثاني
إذاً التباين = 20.000.
• الانحراف المعياري (δ)ط = 20.000 = 141.6
• متوسط الطلب السنوي = 31200 = 52 X 600 وحدة
• الكمية الاقتصادية لشراء: ك* = [(72) . (31200) . 2] / 1.8 _ 1580 وحدة.
• عدد مرات الشراء: [1580 / 31200] _ 20 مرة.
• احتمال النفاذ المسموح به = [2 مرة / 20 دورة شراء] = 0.1.
هذا يعني أن مستوى الخدمة المرغوب هو 0.9.
• مستوى إعادة الطلب = 1381,44 = (141.6) x (1.285) + 2 . (600) وحدة
• احتياطي المخزون "مخزـون الأمان" = 181.44 = 141.2 x 1.285 وحدة


نموذج ثبات معدل الاستخدام مع تغير فترة التوريد
لأكثر من سبب يمكن أن يتأخر التوريد عن التوقف المتفق عليه, فتكون فترة التوريد من عدة أجزاء كل جزء منها من الممكن أن يتغير عن التقديرات المتوقعة له, فتدخل فيها فترة إنتاج الصنف والتي قد تطول عن الوقت المحدد بسبب تعطل الآلات, تغيب العاملين, رفض وحدات بسبب رداءة الجودة... إلخ. و هي تتضمن أيضاً مدة الشحن و التي عادة ما تخضع لعوامل غالبا ما تكون خارج إرادة الإدارة, خصوصاً إذا كانت تلك الأصناف يتم شراؤها من دولة أخرى, و في مثل هذه الحالات يتم جمع معلومات و بيانات عن فترات التوريد الفعلية السابقة و تحسب المتوسطات و يوضع توزيع إحصائي يصور شكل توزيع فترة التوريد.
"فعموماً يجب على مسيري التموين أو الشراء تسجيل كل الفترات التوريد لمورديهم من أجل تحديد وكما قلنا من قبل المدة أو الفترة المتوسطة و تحديد الانحرافات المعيارية للفترات, إلى جانب تسجيل جميع الملاحظات الخاصة بالتأخر في التوريد من أجل التقليل من حالة عدم التأكد".
ففي هذه الحالة يكون تأثير الزيادة في فترة التوريد مشابها تماماً للزيادة في معدل الاستخدام الموضح من قبل, فسوف يؤدي أيضاً إلى تعرض المنشأة لمشكلة نفاذ المخزون عند تأخر ورود الطلبية عن موعدها و يتضح ذلك في الشكل التالي.
و الذي يتناقص فيه مستوى المخزون بمعدل ثابت نظراً لثبات معدل الاستخدام و لكن الطلبية قد تتأخر عن التاريخ المحدد مما يتسبب في عجز.
و لتجنب حدوث هذا العجز أو تقليله يتم الاحتفاظ بحد أدنى للمخزون الاحتياطي يتم حسابه بافتراض أن فترة التوريد تخضع للتوريد المعتاد على المحو التالي: 3
مخـزون الأمـان = (ح) (خ) (δ)ف




الشكل الرابع: احتياطي المخزون في حالة تغير فترة التوريد و ثبات الاستخدام
مستوى المخزون


مستوى إعادة الطلب



موعد وصول الطلبية الفعلي أطلب ك*
موعد وصول الطلبية المتفق عليه

المصـدر: إسماعيل السيـد, مـرجع سبق ذكـره, ص 345.

حيث Z محسوبة من جدول التوزيع المعتاد على أساس مستوى الخدمة المرغوب.
خ: نعدل الاستخدام و هو ثابت
(δ)ف الانحراف المعياري لفترة التوريد
و باعتبار أن متوسط فترة التوريد فإن:
نقطـة إعـادة الطلب = (خ) (فَ) + (خ) (δ)فZ

مثال:
إذا كانت فترة التوريد تخضع للتوزيع المعتاد بمتوسط قدره 20 يوم و انحراف معياري 5 أيام, أحسب نقطة إعادة الطلب مع احتياطي المخزون, إذا كانت إحدى المنشآت ترغب في %80 مستوى خدمة لأحد الأصناف التي يقدر معدل الاستخدام اليومي منها بـ100 وحدة.
• نقطة إعادة الطلب = 2640 = 1.28 x 5 x 100 + 100 x 20 وحدة
• احتياطي المخزون = 640 = 1.28 x 5 x 100 وحدة

نموذج معدل الاستخدام المتغير و فترة التوريد المتغيرة:
و في هذه الحالة الأخيرة يوضح كل من معدل الاستخدام و فترة التوريد في شكل توزيع إحصائي و بالتالي يقدر لكل منه متوسط و انحراف معياري و يتم تحديد مقدار احتياطي المخزون أو مخزون الأمان على النحو التالي:
مخزون الأمـان = Z (فَ) (δ طَ)2 + (خَ)2 (δ ف)2
أما نقطة إعادة الطلب = خَ (فَ) + مخزون الأمان
مثال:
في المثال السابق بافتراض أن معدل الاستخدام أيضاً يخضع للتوزيع المعتاد بمتوسط قدره 100 وانحراف معياري 10 وحدات. أحسب مخزون الأمان لنفس مستوى الخدمة.
• مخزون الأمان = 642 = 25 x 10.000 + 100 x 20 وحدة.
يلاحظ أن هذا الرقم أعلى من رقم الاحتياطي في المثال السابق لأنه يتم تقديره لمواجهة التغير في كلا من معدل الاستخدام و فترة التوريد في نفس الوقت.












الخاتمة:
إن الحصول على المعطيات اللازمة يستوجب متابعة مستمرة لمستويات المخزون إذ على إدارة المخازن أن تقوم بمراجعة المستويات بصفة دورية لكي تحقق التوازن بين هذه المستويات و ما قد يحدث من تغير أو تطور في الظروف المحيطة و إلا تصبح غير فعالة.
فإذا تبين لها أن المخزون قد وصل إلى الحد الأدنى فعليها أن تتأكد أن المخازن قد بدأت في إجراء الطلب, و عليها أن تخاطر إدارة المشتريات لعمل اللازم فوراً لعمل طلبية جديدة و في حدود هذه المستويات و الكميات الاقتصادية للشراء.
و إذا تبين أن المخزون قد وصل إلى الحد الأقصى و أن هناك بضاعة في الطريق فيمكن لإدارة المشتريات أن تتفق مع المورد على تأخير شحن الطلبيات التي في حوزتها أو إلغاؤها إذا تطلب الأمر.
فيعتبر تحديد مخزون الأمان إلى جانب المستويات الأخرى – بالأمر الجد هام إذ يساعد المؤسسة على مواجهة الظروف الطارئة و تفادي نفاد المخزون, كما أنه يحدث التوازن بين العوامل الإنتاجية والتسويقية التي تؤثر على مستويات المخزون, كما يجنب المؤسسة تحمل تكاليف يمكن أن تؤدي بها إلى حدّ الإفلاس و هي تكاليف العجز الخارجية المتمثلة أساساً في تكلفة النفور, تكلفة الربح الغير محقق و تكلفة الفرصة البديلة التي تنجر عن الانقطاع في التمويل و عدم توفر مخزون الأمان, ونشير هنا أنه لا يكفي أن يتوفر لدى المؤسسة مخزون أمان بل المهم هو أن يكون بالقدر الكافي لمواجهة الظروف الطارئة.
يبقى شيء أوّد أن أشير إليه هو أن الدراسة التي قمت بها في تحديد مخزون الأمان توقفت على معدل الاستخدام و فترة التوريد و لم يتم ربطها بأهمية الصنف, تكلفة المادة, طبيعة المادة, و سرعة تلفها التي تعتبر عوامل هي الأخرى تؤثر في تحديد مخزون الأمان.







مراجع البحث:
أ- الكتب العربية:
1. إسماعيل السيد, محمد توفيق ماضي, "إدارة المواد و الإمداد", الدار الجامعية, مصـر, 2000.
2. أماني محمد عامر, "إدارة و تنظيم الشراء و التخزين", جامعة نبها, مصـر, 1995.
3. علي الشرقاوي," مشتريات و إدارة الموارد و المخازن", الدار الجامعية, مصـر, 1994.
4. محي الدين الأزهري, "إدارة المخازن" دار الفكر العربي, مصـر, 1979.
5. هيثم الزعبي و آخرون," إدارة المواد", دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع, مصـر, 2000.

ب- الكتب الفرنسية:

1- Elie Salim, « gestion des stocks » point clées ; édition organisation ; Paris, 1987.
2- Louis Gavault « techniques et pratiques de la gestion des stocks », édition Masson, Paris, 1985.
3- Mohamed Said Balacel, « la gestion des stocks », édition gestion, Algérie, 1994.
4- Olivier Bruel, « politique des approvisionnement » ; édition Bordas, Paris, 1999.

محب بلاده
2011-11-24, 23:55
http://www.4shared.com/file/12783037..._____.html?s=1مذكرة تسيير المخزون دراسة حالة
التحميل

محب بلاده
2011-11-24, 23:56
التدفقات المادية للمخزون

-1 خطة البحث:

مقدمة
1- التخزين و أنظمته..................................... 01
2- التدفقات المادية للمخزون................................ 02
3- تصنيف المخزونات.................................... 09
4- أنواع المخزون....................................... 11
5- مستويات المخزونات................................... 13
6- العوامل المحددة لمستويات المخزونات........................... 14
7- توصيف التدفقات من حيث النمطية.......................... 16
الخاتمة.






















مقدمة:
تقدم إدارة المخازن خدماتها إلى مختلف إدارات المشروع التي تحتاج للمواد و بشكل خاص إلى إدارة الإنتاج في المشروعات الصناعية.
و تتمثل هذه الخدمات فيما يلي:
- تقديم معلومات و إحصاءات تساعد الإدارة في وضع خططها؛
- إمداد الإدارات بالمواد التي تحتاج إليها...إلخ.
و من هنا يتضح أنه هناك تعاون مهم بين إدارة المخازن و بعض إدارات المشروع, و هذا التعاون يكمن في حجم المخزون, كيفية الاحتفاظ به خاصة إذا كانت المواد ذات جودة عالية, المساحات المخصصة للتخزين...إلخ. التوازن في تدفق المواد الأولية و الأجزاء و العدد و المعدات للوفاء بالاحتياجات التشغيلية و التوازن و الذي يشمل ما يلي:
- المواد الداخلة إلى المخازن؛
- المواد المخزنة في المخازن؛
- المواد المصروفة في المخازن؛
و من هنا يمكن طرح الإشكالية التالية:
فيما تتمثل مستويات المخزون ؟ و ما هي الإجراءات المتبعة في عملية توصيف التدفقات للمخزون؟










التخزين و أنظمة التخزين:
أ- التخزين:
تتمثل عملية التخزين في وضع و ترتيب المواد في المخازن من لحظة وصولها إلى المخازن و حتى لحظة خروج
ها من المخازن, و تسمى هذه العملية بعملية الاحتفاظ.
أما العملية التي تتضمن إجراءات التأكد من سلامة المخزون و العمل على إبقاء هذا المخزون صالحاً ومطابقاً إلى حدّ كبير جداً للحالة أو الطريقة التي تتم استلامه بها. فيكون بعيداً من مخاطر التلف والحريق و السرقة... و تسمى بعملية المحافظة.
إذن: عملية التخزين = الاحتفاظ + المحافظة
فعملية التخزين هو موقع سابق قبل الإنتاج, و موقع لاحق لاستقبال العملية الإنتاجية وهو ضبط وتعديل لعملية التدفق من حيث الكمية, و تكمن عملية التخزين في:
1- دور تقني: إشباع الحاجيات من السلع و الخدمات للمستعملين؛
2- دور اقتصادي؛
3- دور منظم: وهذا عند حدوث تدفقين عشوائيين بنفس الوسائل.
ب- أنظمة التخزين:
تجدر الإشارة بنا إلى توضيح الفرق بين التخزين المركزي و التخزين غير المركزي, إذ يقصد بالتخزين المركزي:" التخزيـن الذي يمون من الداخل, و يهدف إلى:
- يضمن التموين و التمويل و إمكانية الإحلال؛
- توليد المرونة في المخزون, لأنه فيه انحرافات مع طبيعة الأسواق.
أما المخزون اللامركزي هو المخزن الفرعي يكون قريب من المورد, لا يوجد مخزون أمان لأم المورد يوفر له الموارد.


-2 التدفقات المادية للمخزون:
-1-2 أساليب التخزين:
و هي عبارة عن مجموعة من العمليات التي تتم من لحظة وصول المواد إلى المخازن و حتى خروج هذه المواد و متابعة عمليات الصرف, و البضائع إلى المخازن و يمكن تصنيفها إلى أربعة مجموعات و هي:
1- البضائع الواردة إلى المنشأة من الموردين (بضائع خارجية)؛
2- البضائع الواردة إلى المنشأة من المخازن الفرعية (بضائع داخلية)؛
3- مواد مردودة "مردودات – رديات"؛
4- مخلفات الإنتاج.
و هذا يتم اتخاذ إجراءات التخزينية التالية على البضائع الآتية من الموردين:
1- يفترض وصول هذه البضائع خلال الدوام أو خلال ساعات العمل الرسمي, و ذلك لأن المخازن تقفل بعد إنتهاء الدوام لذلك أن تجد هذه المواد من يستلمها و يخزنها, يكون ذلك أثناء الدوام؛
2- عند وصول المواد يتم إبلاغ أمين المخزن أو المستودع المختص؛
3- تتم عمليات الاستلام
تتم عمليات الاستلام الأولى على الشكل التالي:
أ‌- الاستلام من الناحية النظرية أو المعاينة النظرية؛
ب‌- فتح الطرود الواردة ووضع محتوياتها في صندوق أو أوعية خاصة؛
ت‌- جرد محتويات الشحنة و مطابقتها و قيدها في تسجيلها المبدئي في السجلات, وذلك لإجراء المطابقة بالكشف الوارد من المورد "الفاتورة – القائمة" مع أمر التوريد وكذلك التحرر كشف بمحتويات الشحنة أو الإرسالية.
4- الفحص: يتم الفحص بمختلف الطرق المتاحة سواءاً كان فحصاً شكليا أو مخبرياً أو التأكد من الوزن أو العدد أو القياس؛
5- تقرير الاستلام النهائي: وهو يتعلق ببيان حالة المواد, ففي حالة عدم مطابقة للمواصفات يتم إنجاز الإجراءات المناسبة كالرفض الكامل للإرسالية أو إحالته للإدارة العليا لإنهاء الموضوع؛
6- العغمل على تخزين المواد و حفظها و الإشراف عليها؛
7- عمليات المتابعة: وتشمل عملية الرقابة, الصرف, التوزيع, الإعادة.
الهدف من عمليات المناولة هو رصدها ما يمكن أن يحصل أثناء عملية التخزين.
-2-2 إجراءات الصرف:
يجب مراعاة الاعتبارات التالية عند صرف المواد و هي:
1- التحقق من الحاجة الفعلية للمواد من قبل الجهة الطالبة لها, و يتم ذلك من خلال مراجعة ما تم صرفه من هذه المواد للجهة الطالبة و ما هو مقرر صرفه لهذه الجهة؛
2- مراعاة توقيت الصرف, إذ أن بعض المواد يتم صرفها دوريا في نهاية كل شهر أو كل موسم أو بداية كل فترة محددة؛
3- التقيد بالسلطة المحددة للصرف من المواد, بعض المواد يتم صرفها في إدارة المخازن, وبعضها لابد أن يتم صرفها عن طريق نائب المدير العام, و بعض المواد يجب أن يتم التوقيع على محضر صرفها من قبل مدير الوحدة شخصيا, أو رئيس القسم الطالب؛
4- مراعاة طرق الصرف و التي يمكن أن تأخذ الأشكال و الأساليب التالية:
I. الصرف عند الطلب: و يتم في أي وقت و بشكل مباشر كلياً أو جزئياً؛
II. الصرف عن سبيل الإعارة: أي ليس بشكل مباشر و إنما بشكل مؤقت؛
III. الصرف حسب البرامج الزمنية: أي وضع توقيتات محددة لكل قسم من الأقسام و لكل نوع من المواد يتم الصرف منها لهذه الأقسام كالمخازن التي تصرف موارد في مواسم مختلفة كالفصل الشتوي كمخازن الملابس مثلا.
IV. صرف المعدات الرأسمالية: حيث من المعروف أن المعدات الرأسمالية تشتري بناءاً على مواصفات محددة و لغاية محددة, و لذلك لا يتم تخزينها في العادة في المخازن, لكن لابد من إدخالها في قيود المخازن و في الغالب لا تدخل المستودع نهائيا, و تسجل عهدة في القسم المعني ولابد أن تمر في المخازن, و تحقق قيمتها في المخازن.
V. الصرف إلى خارج المنشأة طكعليات البيع, و هنا لا بد عند صرف و إخراج البضاعة من المخازن لعمليات البيع أن يتم الصرف بقيود و أن يتم التوقيع عليها من قبل مستلمها لإبراء ذمة أمين المخزن المسؤول عن هذه المواد.
-3-2 المناولـة:
و هي تحريك المواد داخل المخازن, و من المخازن إلى أماكن الصرف, و من أماكن الاستلام إلى المخازن.
أنواع المناولـة:
-1 المناولـة اليدويـة: هي التي لا تستخدم فيها وسائل مناولة آلية أو نصف آلية, فهي تحريك ونقل المواد أو في التفريغ و التحميل فهي تعتمد على الجهد البشري, يكون هذا النوع من المناولة للمواد الخفيفة, و في المخازن الضيقة أو الصغيرة القريبة من مناطق العمل أو التشغيل.
-2 المناولـة الآليـة: و هي التي تستخدم أجهزة و معدات مناولة آلية, حيث طرق المناولة الآلية يعتمد على شكل تصميم المخازن.
1- الوسائل الأرضية ذات الممر الثابت: و هي مجموعة من الوسائل تتحرك إما أفقياً و على الأرض, و تأخذ شكل خطوط و مسارات ثابتة, و تختلف هذه الوسائل حسب الطاقة المستخدمة, هل هي كهربائية أو وقود ... و حسب الوعاء المستخدم. و من أمثلتها الأشرطة المتحركة (السيور الناقلة) والعربات التي تتحرك في ممرات محددة و على قضبان حديدية.
2- الوسائل العلويـة: و هي الوسائل التي تتحرك حاملة المخزون إلى ارتفاعات مختلفة من سطح الأرض, و هي لا تحتاج إلى ممرات أرضية مما يتيح المجال لاستغلال هذه المساحات الأرضية في تخزين كميات أكبر و أكثر من المواد, مثال: الرافعات المتحركة في سقف المخزون و التي يكون لها سلاسل مدلاة في الأسفل.
3- الوسائل العموديـة: و هي وسائل تستخدم لنقل المواد في اتجاه رأسي من الأسفل إلى الأعلى أو العكس, و هي مناسبة للمخازن متعددة الطوابق و التي يمكن |أن تستخدم فيها المصاعد المتحركة ذات الأحجام المختلفة و التي يمكن أن تنتقل المواد بأوزان و أحجام مختلفة.
4- الوسائل الأرضيـة غير مقيدة الحركة: و هي وسائل تستخدم فيها ناقلات آلية يمكن أن تنحرف و تأخذ اتجاهات آلية متعددة ضمن المخزون, و تتصف هذه الوسائل بالمرونة و تأخذ اتجاهات آلية متعددة ضمن المخزون, و تتصف هذه الوسائل بالمرونة و تأخذ أشكال مختلفة كالعربات العادية و المقطورة أو المجرورة.
-العوامل التي يجب الاعتماد عليها أثناء المناولة:
-1 خصائص المواد و المنتجات نفسها:
المواد الثقيلة مناولـة آليـة
المواد السائلة مناولـة خاصة (مواد موجودة في حاويات ثقيلة).
-2 طبيعة عملية المناولة و التي تشمل:
أ- الاستمراريـة: مثلا هناك وسائل مناولة آلية يمكن لنا استأجارها نظراً لارتفاع ثمنها وصعوبة الاحتفاظ لفترات زمنية طويلة دون استخدام لأن استخدامها سيكون متقطعاً و على فترات.
ب- الاستغلال الأمثل للمساحـة و الطاقـة: بعض الوسائل الآلية خاصة ذات الممرات الثابتة يمكن أن تحتاج إلى مساحة أكبر في المخازن, و أن استخدام المناولة في سقف المخزن قد يكون عائقاً.
ج- طبيعـة الحركـة: هل هي رأسية أو أفقية ؟ إذا كنا نقوم بالمناولة من الأسفل إلى الأعلى أو بالعكس فإننا نحتاج إلى ممرات ووسائل مناولة علوية عمودية أو رأسية, و سيور متحركة وناقلة عمودية, وهذا يحدث في المخزن ذلت الطوابق المتعددة التي يكون سقفه عالياً, أما إذا كان الطابق أرضي فقط فيمكن استخدام الممرات الأرضية الثابتة.



-2-4 تصميم المخزون:
و هي ترتبط إلى حدّ كبير جداً بطبيعة الحركة,
* طابـق واحـد: لا يحتاج إلى مناولة عمودية, و إنما وسائل أفقية و قد تكون ثابتة, و يكون فيه مكان للصرف و مكان للاستلام مما يقرب المواد من مناطق التحميل و التنزيل, و تكون المناولة اليدوية عادية و سهلة.
* طوابق متعـددة: يحتاج إلى مناولة عمودية و أفقية في الوقت نفسه (و سوف نشرح فيما بعد موضع و تصميم المخزن بالتفصيل).
خصائص المعدات المتوفرة أو المتاحة للوسائل المناولة:
1- المرونـة: قدرتها على الاستخدام في أكثر من حالة؛
2- الأمن و السلامة: أضرار تلف المخزن, مخاطر تصيب العمال؛
3- الملائمة: ملائمة المعدات مع تصميم المخزن, قابلية الأرض على التحميل؛
4- السرعـة؛
5- تكلفة الاستخدام: ثمن بدفع من أجل الحصول على معدات وسائل المناولة؛
6- تحولات المستقبل, توسع المصنع, توسع المخزن.
موضع و تصميم المخزن:
إن الموقع المناسب يمكن أن يسهل حركة المواد من و إلى المنشأة, فيما يؤدي إلى التخفيض في التكاليف و زيادة كفاءة الأداء, أم سوء اختيار موع المخزن و تصميمه فيمكن أن تنشأ عنها العديد من الصعوبات منها صعوبة تزويد الإدارات و الأقسام المستخدمة للمخازن, و زيادة في تكاليف النقل, و كذلك التعديلات المستمرة في تصميم موقع المخزن أن يتناسب مع احتياجات المنشأة و توسعها الإنتاجي بشكل صحيح.




الاعتبارات التي تحكم اختيار الموقع المناسب للمخزن:
1- مدى القرب من مواقع التشغيل التي تستخدم المواد المخزنة و ذلك لتقصير المسافة التي تنقل خلالها المواد, و بالتالي تخفيض التكلفة.
2- طبيعة المواد المخزنة من:
أ‌- قابلية هذه المواد للتفاعل مع المواد الأخرى و التأثير عليها سلباً؛
ب‌- قابلية هذه المواد للاشتغال و التسبب بالحريق؛
ت‌- قابلية هذه المواد للإنفجار وما قد ينجم عن ذلك من خسائر و في الأرواح.
3- مدى توفر المساحة الكافية لإقامة المخزن؛
4- التعليمات و القوانين, هناك ما يمنع إنشاء المخازن أو حتى المصانع تمنع تخزين بعض الأصناف من المواد في مواقع معينة؛
5- توفر الخدمات العامة كالطرق, المياه و الطاقة.
بناء و تصميم المخزن:
أ‌- شكل و هيكل المبنى: و هو يرتبط بشكل و مواصفات و أنواع المواد المخزنة (طابق واحد...), مواد تتطلب حرارة, رطوبة, إضاءة, لا إضاءة.
ب‌- مواد لبناء: هناك مخازن خشبية أي صممت بالخشب, حديد, و هناك مخازن بنيت بمواد بناء الخرسانية التي تتميز بالقدرة العالية على تحمل الأثقال في إنشاء المخازن الدائمة.
ت‌- أرضية المخزن
ث‌- الإضاءة: استفادة طبيعية كفتحات زجاجية في السقف, يجب مراعاة أيضاً عمليات التمديدات الكهروبائية بحيث لا تكون متلاصقة مما يؤدي إلى حدوث تماس كهربائي.
ج‌- تدفئة المخازن: إما بوسائل كهروبائية أو وسائل عادية.
ح‌- احتياجات الوقاية: احتمال حدوث حريق, تسرب المياه ... وجب وضع مداخل ومخازن متعددة.
تحديد حجم المخزن:
هناك عوامل متعددة تؤثر على تحديد حجم المخزن, و تختلف هذه العوامل في أهميتها من منشأة لأخرى و حسب ظروف كل منشأة, و من أهم هذه العوامل ما يلي:
1- فترة التخزين؛
2- حجم المواد؛
3- طبيعة الإنتاج؛
4- تصميم المخزن؛
5- صيانة المواد المخزنة؛
6- التوسعات المستقبلية.
الشرح:
قدرة التخزيـن: إذا كانت مواد موسمية فإنها تحتاج إلى مخازن كبيرة الحجم لتخزينها بقصد سد احتياجات المنشأة و التي تستمر حاجة المؤسسة لها على مدار العام, إذا كانت احتياجات الإنتاج كبيرة فهي الغالب تستخدم المواد لفترات زمنية قصيرة و متواصلة, يتم التخزين لفترات زمنية طويلة و تحتاج إلة مخازن ذات حجم كبير.
طبيعـة الإنتـاج:مثلا الصناعات المعدنية, الفحم الحجري, تستخدم لإنتاجها مواد أولية كبيرة لتستخرج منها كميات محدودة و بالتالي فإنها تحتاج إلى تخزين كميات كبيرة من المواد الأولية التي تحتاج إلى تخزين كميات كبيرة من المواد الأولية التي تحتاج بدورها إلى مخازن تتناسب و أحجام هذه المواد.
صيانة المخـزون: توفير مساحات خاصة لصيانة المخزون فهناك مثلا مخزونات كحفظ المواد الغذائية وجب توفير برادات مما يستلزم مكان أوسع.
التوسعات المستقبليـة: مثلا المشروع في مرحلة النمو و بالتالي هناك احتمال ظهور حاجة إلى تخزين كميات أكبر من المواد مستقبلاً.
-3 تصنيف المخزونات:
توجد عدة طرق لتصنيف مخزونات المؤسسة, و هذه الطرق تسمح لها بالسير الحسن و الجيد لمخزوناتها و هي كالتالي:
حسب منحنى A.B.C: هذه الطريقة ترتب المواد ترتيباً تنازلياً حسب استخدامها سنوياً و بالتالي تقسيم المخزونات إلى ثلاث فئات:
الفئة A: تشمل هذه الفئة المواد ذات الأهمية البالغة أي أن الصنف A يتكون من 20% من كمية المواد و لكنها تمثل 80% من القيمة الإجمالية من المواد المخزنة (مواد الفئة A هي أقل استعمال "مواد بطيئة الحركة" ).
الفئة B: و هي التي تتكون من 30% من المواد و تمثل 15% من القيمة الإجمالية لديها (مواد الفئة B هي مواد معتدلة الحركة).
الفئة C: تشمل المواد المتكررة ذات معدل دوران مرتفع و تتكون من 50% من المواد التي تمثل 5% من القيمة الإجمالية للمواد المخزنة.
% التكلفة المجمعة






%المواد المجمعة
50% 30% 20%
مثال: الصناعات الميكانيكية: نجد فيها الصنف A: بـ 10% من المواد و 90% من قيمتها.


حسب معدل دوران المادة: ونجد:
1- الأصنـاف المتكررة: يتم طلب و شراء هذه المواد و سحبها من المخازن سواءاً بالنسبة للمدخلات أو المخرجات لمعدلات متكررة لهذا أي انقطاع نتيجة لتفادي مخزوناتها يتسبب في خسارة كبيرة.
2- الأصناف العادية: تقابل باهتمام أقل من سابقاتها, يقوم قسم مراقبة المخزونات بتحديد طلبات شرائها باعتبارها من الأمور الروتينية التي تشكل خطراً على الإنتاج.
3- الأصناف البطيئة: عند مراجعة المخازن في فترات دورية يلاحظ وجود مواد ذات حركة بطيئة و التي لا تتحرك لفترة زمنية طويلة, وجب تحديد أسباب هذا البطء و إذا وجدت أنه قديمة أو تالفة تقرر حذفها من سجلات المخازن و قوائم المخزون و دليل التوصيف.
التصنيف حسب طبيعة المادة: يمكن تجميع المواد و الأجزاء في مجموعات تبعاً لطبيعتها و فائدتها, ونذكر منها:
- قطع غيار تدخل في التركيب أو التجميع؛
- العناصر الغير مباشرة في الإنتاج؛
- المنتجات التامة الصنع.
التصنيف حسب طرق المناولة: يضم هذا التصنيف بتحديد وسائل المناولة و النقل الملائمة, ويمكن تقسيم المواد حسب هذا التصنيف إلى:
- مواد غير مخزنة؛
- مواد معبئة؛
- سوائل منقولة عبر الأنابيب.
حسب درجة الخطورة:
- مواد قابلة للإلتهاب, قابلة للكسر؛
- مواد ذات قيمة مرتفعة؛
- مواد عمرها الإنتاجي قصير جداً؛
أنواع المخزونات:
1- مخزون الحد الأدنى:
هو المخزون الذي يتداول بحجم ثابت, و هذا الحجم يمكن أن يقل عن الاحتياجات الفعلية للمؤسسة, و الخصائص على مصاريف النقل في حدها الأدنى تقوم المؤسسة بشراء كميات هائلة من المواد الأولية, و المقصود من هذه العملية هو الحصول على حجم الكمية المشتراة و كذلك تخفيض تكلفة إصدار أوامر الشراء.
2- مخزون متوقع:
هو المخزون من البضائع المعدة للاستهلاك حسب التوقع و الاحتمال حيث يكون متغيراً خلال السنة, و يستخدم في تخفيض هذه التغيرات بطريقة تراكم المخزون أو الاستفادة بدلاً من التغيير من معدات الإنتاج المتمثلة في متطلبات العمال أو احتياجات الطاقة الزائدة و رأس المال.
3- مخزون التقلبات:
و يستعمل هذا النوع من المنتجات أو المواد الأولية إما لوجود تقلبات في بعض أسعار المنتجات أو المواد الأولية, أو لمواجهة التقلبات الغير منتظرة في طلبات المستهلكين لذا تحتفظ المصانع بكميات من البضائع في مخازنها لمقابلة طلبات المستهلكين عند الضرورة, رغم أهمية مخزون التقلبات فهو ليس ضرورياً ضرورة مطلقة إذ تستطيع المؤسسة الاستغناء عنه إذا تمكنت من إقناع المستهلكين والعملاء بالانتظار لحين طلب المواد و توريدها.
4- مخزون الأمان:
و يسمى مخزون الضمان, وهو هامش أو الزيادة من المواد التي توفرها المؤسسة لتجنب مشاكل نفاذ المخزون بسبب التغيرات التي تؤثر على حجم مستوى المخزون منها:
- الزيادة في معدل الاستهلاك؛
- فترة إعادة التموين؛
- إمكانيات المؤسسة أو مركزها المالي؛
- أخطاء في التقديرات.
فعندما تطول فترة إنتظار لتوزيع أو ارتفاع معدل الاستهلاك المقدر تتعرض المؤسسة إلى مخاطر عديدة لمواجهة صعوبات في الإنتاج وفقدان الزبائن الناتجة عن نفاذ المخزون, لذا وجب على المؤسسة الاحتفاظ بمخزون الأمان.
كيف يتم تحديـده ؟
إن تحديد مخزون الأمان يستدعي معرفة متوسط الاستهلاك اليومي, و متوسط الفترة التي تستغرقها الطلبية و بضري الأول في الثاني لنحصل على المخزون الأدنى.
مثلاً: احتمال ارتفاع الاستهلاك عن المعدل العادي خلال الفترة الانتظار بنسبة 25% فيكون
مخزون الضمان = المخزون الأدنى × 0.25.
مخزون الأمان هو مخزون احتياطي ضد العشوائية, و يجب أن يغطي فترة الإنتظار و فترة العجز؛ فترة الانتظار هي الفترة العاطلة بين فترة الإرسال و مخزون للأمان.
مخزون الأمان في المؤسسات المختلفة:
1- في المؤسسة الصناعية: يبنى مخزون الأمان عبر متغيرين (cv,cf), يكون مربوط بجميع التكاليف(ثابتة و متغيرة), تكلفة العجز تكلفة متغيرة, تكلفة الفرصة البديلة متغيرة, الربح الغير محقق تكلفة ثابتة. يجب على المؤسسة أن تتفادى تكاليف العجز الداخلي و بالتالي تلغيها, مثلاً: لا تتحكم في الموردين, و يمكن لها أن تتفادى تكاليف الربح الغير محققة فتشتري مواد وتصنعها و ترصفها.
2- مؤسسة تجارية: يبنى على أساس تكاليف الربح الغير محققة.
3- المؤسسة الخدمية: على أساس الخدمة المقدمة.



4- مستويات المخزون:
إن الطريقة الأساسية للرقابة على المخزون هي عن طريق تحديد مستويات معينة لهذا المخزون حسب الأصناف المختلفة, و تثبت هذه المستويات في سجلات المخازن و هي التي تحدد الوقت الذي تبدأ فيه الطلب, و نجد فيه ما يلي:
الحد الأدنى: هو الحدّ الذي لا يمكن أن يقل فيه المخزون من أي صنف عن هذا الحدّ أو هذا المستوى, و عندما نصل إلى الحد الأدنى يتطلب الأمر القيام بإجراءات سريعة للحصول على الكميات الإضافية و يتم ذلك بالبدء في طلب البضاعة, و عند تحديد الحد الأدنى فإن المعامل فإن العامل الأساسي الذي نأخذه في الاعتبار هو أثر نقص الكمية المخزنة من هذه الأصناف على تدفق المواد إلى الورشات الصناعية, و أثر ذلك على سير العمليات الإنتاجية.
في هذه الأحوال وجب الاحتفاظ بكميات إيضافية تزيد عن الحد الأدنى لكن نتجنب أي احتمال لتوقف العمل في الظروف العادية.
مخزون الأمان + مخزون فترة الانتظار = sa
C : données relatives à la consommation
DTA : délai total d’achat
Sa : c. dta.
الحد الأقصى: هو مستوى يعبر أيضاً بعدد من الوحدات لرصيد صنف معين لا يمكن أن يزيد عنه المخزون, و لا تسمح به الرقابة على المخازن, إن الهدف من وضع هذا الحد هو ألا تستثمر أموال المشروع في المخزون دون ما يبرره. و عند اتخاذ قرار بالحد الأقصى فإن الاعتبار الأساسي هنا هو اعتبار مالي حتى لا تزيد قيمة المخزون عن قدر معين في أي وقت من الأوقات.
و هناك عوامل أخرى ك|أن يصبح المخزون قديم العهد نتيجة للتغيرات في الطرق الفنية أو حتى الطرق الفنية أو حتى في تصميم السلع المنتجة, و عند الوصول إلى الحد الأقصى فإن ذلك يعتبر علامة لإلغاء بعض الطلبيات في الخارج إذا لزم الأمر.
5- العوامل المحددة لمستويات المخزون: و تنقسم إلى مجموعتين هما:
1- العوامل التسويقية:
هي العوامل التي ترتبط بعملية التسويق أي المرتبط بحجم المبيعات و معدلاتها و ظروف شروط السوق, و غيرها من الأمور التي تتحكم في مستوى المخزون.
أ- حجم الطلب و معدل تكراره:
يقصد بذلك حجم الطلبيات و الفترات الزمنية التي تطلب و تؤثر حجم الطلب على السرعة التي ينجزها و بالتالي على مستوى الذي يجب على المؤسسة الاحتفاظ به لتوفير الخدمة الملائمة ولتحديد هذا المستوى لإنتاج حجم الطلب الكلي فقط, و لكن لابد من دراسة حجم الطلب لكل منطقة, و هناك علاقة طردية بين حجم الطلب و مستوى المخزون, فالمؤسسة التي تبيع أكثر مستوى مخزونها يكون أعلى.
ب- درجة التأكد و مدى التشابه في مكوناته:
و يقصد بها درجة الثقة في التقديرات الخاصة بالأسواق, إلى أي مدى يمكن للمؤسسة أن تتوقع فيها للتغيرات المحتملة في الظروف و العوامل المؤثرة في الطلب, فالمنشأة التي تتمتع بأسواق مستقرة يمكنها أن تحتفظ بمستويات أقل من تلك التي تعمل في أسواق غير مستقرة, و تبين دراسة الأسواق ما إذا كانت مبيعات المؤسسات موسمية أم أنها منتظمة على مدار السنة, أحياناً قد تظهر مبيعات المؤسسة تقلبات دورية قصيرة أو طويلة مع اختلاف في نمط الطلب و مكوناته. فكلما كانت هناك علاقة طردية بين درجة التأكد من الطلب و مستوى المخزون.
ج- مدى التأخر المسموح به عند إعداد الطلبيات:
يقصد به الفترة الزمنية التي يمكن أن تنقضي بين استلام الطلب و تنفيذه, و هذه الفترة قد تطول أو تقصر بسبب التصرفات الإجرائية التي تتبعها المؤسسات المختلفة في تحديد الأولويات التي يجب تنفيذها, و قد يتحكم في هذه الأولويات بعض الضرورات الاجتماعية و القانونية.فكلما قلّ التأخر المسموح به أصبح المخزون أمثل و العكس صحيح.
د- هيكل التوزيع:
يقصد به الطرق و المسالك التي تستخدم لتوصيل المخزون مع المنتج إلى المستهلك, فبعض المؤسسات تتعامل مع المستهلك النهائي مباشرة, و البعض الآخر يستخدم واحد أو أكثر من الوسطاء كتجارة الجملة أو التجزئة و استخدام الوسطاء, يساعد المؤسسة على الأقل الاحتفاظ بالمخزون إلى الأطراف الأخرى.
2- العوامل الإنتاجية: و هي عوامل مرتبطة بالإنتاج و هي:
2-1- نظم الإنتاج: يمكن أن نفرق بصفة عامة بين نوعين من أنواع التنظيم في الإنتاج الأول هو الإنتاج حسب الطلب, و الإنتاج المستمر.
أ- الإنتاج حسب الطلب: يتم وفقاً لمطالب و مواصفات يضعها العملاء أنفسهم و لذلك يحتاج إلى عناصر إنتاجية عامة يمكن تحويلها من طلب إلى آخر دون أن يترتب على هذا التحويل خسائر أو صعوبات, و هنا لا نحتاج إلى مخازن كبيرة.
ب- الإنتاج المستمر: يحتاج إلى كميات كبيرة من المخزون بما يضمن استمرار العملية الإنتاجية, ويحتاج على مخازن كبيرة, مخرجاته نمطية, و قد تكون مدخلاته نمطية, يتم إنتاجه على آلات متخصصة.
2-2- عدد المراحل الصناعية: تؤثر عدد المراحل الصناعية على مستوى المخزون من عدة نواحي, الأولى خاصة بعدد مراكز التجميع التي يجب إنشاؤها بين المراحل الصناعية, و الثانية هي الإختلافات في تكاليف التصنيع من مرحلة إلى أخرى.

2-3- درجة تخصيص المنتج في المراحل الصناعي
المنتج المتخصص تكون مجالات استخداماته محدودة, إذا كان المنتج متخصص بإنتاج سلعة واحدة فيكون لديه في المخازن مخزون من المواد لتغطية إنتاج هذه السلعة, و بالتالي يكون مستوى المخزون من هذه السلعة محدودة, عكس حال المنتج العام.

6- توصيف التدفقات من حيث النمطية:
1- التنميط:
هو عبارة عن مجموعة من الحلول العلمية التي يؤدي تطبيقها في حل المشاكل المتكررة و إلى زيادة كفاءة الأداء نتيجة الاعتماد على معايير و قياسات تنطوي على غرض هادف و مبنى على استجابة مرغوبة لتحديد الأفكار المناسبة و تطبيقها على الأشياء المنمطة, و من هذا المنطلق و من الأهمية القصوى لعملية التنميط في مجال الشراء ز المخازن يمكننا بيان النواحي المشمولة و المستخدمة في الصناعة على الشكل التالي:
1- التوصيف: التوصيف في إدارة المخازن هو مجموعة من الصفات الواجب توفرها في منتج معين (وسوف يتم شرحها لاحقاً).
2- العنوان: هو تحديد الدرجة, تعريف المعنى الفني للمصطلحات و الرموز و الحروف والكميات لاستخدامها في المعادلات و القوانين و الرسوم البيانية المستخدمة هندسياً "فنيـاً", والمنحنيات التكرارية و المراجع الهندسية أو الفنية.
3- الأبعاد النمطية: و هي مقاييس محددة بالوزن أو القيمة أو المساحة أو الكثافة أو ما شابهها ككثافة الزيت أو الماء.
4- الأنماط المتداولة: و هي مقاييس يتم اختيارها من بين عدد من الطرق غير المحددة لأداء أعمال معينة, ويتم اختيار الطريقة الأكثر استخداماً و الأكثر تداولاً (كطريقة الأداء, السعة, الوزن, الشكل, الاستخدام).
5- التبسيط: وهو التخفيض في عدد النماذج و الرتب و الأحجام للأصناف المصنوعة معها بسهولة.
6- دليل المخزون: وهو الطريقة التي يمكن بواسطتها التعرف على مفردات المخزون بطريقة سهلة و ميسرة عن طريق وصفها وصفاً مختصراً, يبين مكانها في المخزن و طريقة الوصول إليه بسهولة و في أي وقت...إلخ.
7- دليل التوصيف: (catalogue) مختصر لوصف المواد التي سبق للمنشأة أن تعاملت بها, ويمكن لها إعادة استخدامها أو استخدام نفس المواصفات لهذه المواد مستقبلاً.
2- التوصيف:
هو مجموعة من الصفات الواجب توفرها في منتج معين, لكل مادة مخزنة رمز خاص بها, ويجب أن يتميز بالخصائص التالية:
- توحيد المواصفات المتشابهة للمواد و بيان المواد البديلة؛
- أن يكون الدليل سهل الاستخدام؛
- أن يكون الحروف و الأرقام و الرموز المستخدمة للإشارة كمادة معينة يتم استخدامها بشكل ثابت؛ ولا يتم إعطاء رموز جديدة لنفس المادة فتتداخل أسماء المواد و رموزها ببعضها البعض؛
- أن يتضمن التسمية الصحيحة للمواد بالإضافة إلى صحة الرموز و الأرقام.

الخاتمة:
يشتمل التسيير المادي للتدفقات داخل المخازن, دخول و استلام المواد إلى المخازن, طرق المناولة داخل المخازن, كيفية الاحتفاظ بهذه المواد الداخلة, توفير المخازن الملائمة لها الأمن والصيانة, و الطريقة السليمة لفرز هذه المواد و تصنيفها حسب درجة هذه المواد من الخطورة, قيمتها كطريقة A, B, C ...إلخ.
إن التحكم أو التسيير المادي الفعال للمخزون له عدة مزايا تتمثل في التحكم في المخازن, تدنية التكاليف عملية التخزين, تفادي الأخطار كتلف المواد ...إلخ.









مراجع البحث:

1- أحمد راشد الغدير, إدارة الشراء و التخزين, دار زهران للنشر, الطبعة الثانية, عمان, الأردن, 2000.
2- هيثم هاشم, الأصول العلمية لوظيفتي الشراء و التخزين, 1991م.
3- محمد سعيد عبد الفتاح, إدارة المشتريات و المخازن, المكتب العربي الحديث, كلية التجارة, جامعة الإسكندرية, سنة الدخول إلى المكتبة 2000.
4- ناصر دادي عدون, اقتصاد المؤسسة, ديوان المطبوعات الجامعية, الجزائر, بدون سنة.
5- محاضرات دروس مادة "تسيير عمليات التخزين" السنة الثالثة, المدرسة العليا للتجارة.

شرايط عاشور
2011-11-25, 11:16
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


اسم العضو :lucy

الطلب :بحث مفصل عن صناعة الورق

المستوى :اولى جامعي علم إجتماع

أجل التسليم :بعد غد ان شاء الله

وشكرااااا على مجهوداتــك

om_fatma
2011-11-25, 16:13
ادخل على هذا الرابط

http://www.4chem.com/vb3/showthread....6839#post56839 (http://www.4chem.com/vb3/t10349/#post56839)

ورابط أخر

http://www.kenanaonline.com/page/2310

وبالتوفيق

حنين الدلال
2011-11-25, 22:15
السلام عليكم اخي
من فضلك اريد كيفية اعداد الميزانية الافتتاحية و شكرا مسبقا

aziz9
2011-11-25, 23:39
اسم العضو :aziz9

الطلب :بحث مفصل عن برامج الضغط

المستوى :اولى جامعي

أجل التسليم :بعد غد ان شاء الله

وشكرااااا على مجهوداتــك

فريد سات
2011-11-27, 21:44
اسم العضو :فريد سات
الطلب :بحث عن انظمة الاعلامية والاسس النظرية
المستوى : سنة اولى علوم انسانية
شكرا لك أخي الكريم

محب بلاده
2011-11-28, 00:48
[PDF] ﺘﺤﻟﻴل ﻤﻘرر دراﺴﻲ (http://www.imamu.edu.sa/Undergraduate/Documents/%D9%83%D9%84%D9%8A%D8%A9%20_%20%D8%A7%D9%84%D8%AF% D8%B9%D9%88%D8%A9%20_%20%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D 8%B9%D9%84%D8%A7%D9%85.pdf)

www.imamu.edu.sa/.../كلية%20_%20الدعوة%20_... - Translate this page (http://translate.google.com/translate?hl=en&sl=ar&u=http://www.imamu.edu.sa/Undergraduate/Documents/%25D9%2583%25D9%2584%25D9%258A%25D8%25A9%2520_%252 0%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AF%25D8%25B9%25D9%258 8%25D8%25A9%2520_%2520%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%25 84%25D8%25A5%25D8%25B9%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%25 85.pdf&ei=AczSTp23NZCF-wa0uvziDg&sa=X&oi=translate&ct=result&resnum=4&ved=0CEUQ7gEwAw&prev=/search%3Fq%3D%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2 586%25D8%25B8%25D9%2585%25D8%25A9%2B%25D8%25A7%25D 9%2584%25D8%25A7%25D8%25B9%25D9%2584%25D8%25A7%25D 9%2585%25D9%258A%25D8%25A9%2B%25D9%2588%25D8%25A7% 25D9%2584%25D8%25A7%25D8%25B3%25D8%25B3%2B%25D8%25 A7%25D9%2584%25D9%2586%25D8%25B8%25D8%25B1%25D9%25 8A%25D8%25A9%26hl%3Den%26client%3Dfirefox-a%26hs%3DK99%26rls%3Dorg.mozilla:ar:official%26prm d%3Dimvns)
File Format: PDF/Adobe Acrobat - Quick View (https://docs.google.com/viewer?a=v&q=cache:zkzK_Slg5g8J:www.imamu.edu.sa/Undergraduate/Documents/%25D9%2583%25D9%2584%25D9%258A%25D8%25A9%2520_%252 0%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AF%25D8%25B9%25D9%258 8%25D8%25A9%2520_%2520%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%25 84%25D8%25A5%25D8%25B9%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%25 85.pdf+&hl=en&pid=bl&srcid=ADGEESgm-UqZqQCJ1IvXWXET3BqxAHrHyavZdcdvrHAddSN_e9EjGIyXxCq cA7vOxJYsbfNblOl9fJEeA7PmTT0DahqgRLaRsLXqAa8nO5S6T 78cf81m7U20E--0nX6rznW-vPObhxte&sig=AHIEtbSOg4bfmM_mUaC8Wl6S8HJ8Y_twwA)
ﺘﻌرﻴف اﻟطﻼب ﺒﺎﻷﺴس اﻟﻨظرﻴﺔ ﻟﻸﻨظﻤﺔ واﻟﻘواﻨﻴن اﻹﻋﻼﻤﻴﺔ وﺴﻤﺎﺘﻬﺎ. ﺘﻤﮐﻴن اﻟطﻼب ﻤن ﻤﻌرﻓﺔ أﻫم اﻟﻘﻀﺎﻴﺎ اﻟﻘﺎﻨوﻨﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﻴﻌﻤل اﻹﻋﻼﻤﻴون ﻓﻲ إطﺎرﻫﺎ. ﺘﻌرﻴف اﻟطﻼب ﺒﺎﻟﻤؤﺴﺴﺎت ﻏﻴر اﻟﺤﮐوﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ ﺘؤﺜر ﻓﻲ اﻟﻤﻤﺎرﺴﺔ اﻹﻋﻼﻤﻴﺔ

abd essatar
2011-11-28, 15:17
الفيس بوك ايجابيات وسلبيات
النص بالفرنسية

******** .. Avantages et inconvénients


la présence de tout nouvel outil de communication et de contact est considéré comme une arme à double tranchant, tout le monde n'est pas conscient de ce que sont les avantages et les inconvénients de cet outil et quelles sont les caractéristiques les plus importantes qui peuvent leur être utile, a été l'utilisation limitée d'internet sur le divertissement plus qu'autre chose, et dans l'étude britannique des moyens de profiter de internet et les ressources numériques étude a montré qu'un nombre important d'utilisateurs d'internet ne réalisent pas les avantages de ces services et ressources numériques et de traiter avec eux que de profiter du moins caractéristiques.

A eu lieu à la british library de l'étude en coopération avec le comité de l'information technologique conjointe du jisc, pour évaluer l'affaire de la jeune génération de l'internet, et a expliqué certains des points est tel que la génération née après l'an 1993 ou la «génération google», comme on appelle seulement traiter sur la façon dont l'adoption et l'examen des ressources avenir numérique, et si les nouvelles méthodes diffèrent des méthodes de recherche traditionnelles. L'étude fait remarquer que bien que plus de la jeune génération d'adultes utilisent l'internet, mais il n'utilise pas effectivement les mêmes et la précision actuellement disponible, et ne peuvent donc pas être considérées comme des compétences génération internet élaborées telles que la recherche sur internet et à distinguer le contenu fiable et évaluer la qualité des sites où l'égalité de l'ensemble

النص بالعربية
تواجد أي أداة جديدة للتواصل والاتصال يعتبر سلاحًا ذي حدين، فالجميع لا يعى ما هي إيجابيات وسلبيات هذه الأداة وما هى أهم المميزات التى يمكن أن يستفيد منها، فقد اقتصر استخدام شبكة الإنترنت على الترفيه أكثر من أى شئ آخر، وفى دراسة بريطانية عن طرق الاستفادة من الإنترنت والموارد الرقمية أظهرت الدراسة أن هناك عددًا كبيرًا من مستخدمى الإنترنت لا يدركون مميزات هذه الخدمات والموارد الرقمية ويقتصر تعاملهم معها على الاستفادة بأقل المميزات.
وقد أجرت المكتبة البريطانية تلك الدراسة بالتعاون مع لجنة تقنية المعلومات المشتركة jisc، بغرض تقييم تعامل جيل الشباب مع الإنترنت، وأوضحت بعض النقاط كان منها أن الجيل الذي ولد بعد العام 1993 أو "جيل جوجل" كما أطلقت عليه يقتصر تعامله على كيفية اعتماده وبحثه في الموارد الرقمية مستقبلاً وإذا كانت الطرق الجديدة تختلف عن طرق البحث التقليدية. وأشارت الدراسة إلى أنه رغم تفوق الجيل الشاب عن الكبار في استخدام الإنترنت إلا أنه لا يستخدمها بالفعالية ذاتها والدقة المتوفرة حالياً، وبالتالي لا يمكن اعتبار جيل الإنترنت متقناً لمهارات مثل البحث على الإنترنت وتمييز المحتوى الموثوق وتقييم جودة المواقع حيث تتساوى كلها.
وحددت الدراسة من خلال البحث فى المفردات الأكثر كتابة على محركات البحث على الإنترنت، أن معظم الشباب يقتصر مفردات البحث لديهم على الموضوعات الجنسية وتحميل الألعاب وإجراء المحادثات





حول الفيسبوك و ليس الانترنيت

bakli
2011-11-28, 16:59
اسم العضو bakli

الطلب :..عرض عن كيفية صياغة الكفاءة و المؤشر فب التعليم الابتدائي...................................

المستوى :..التعيم الابتدائي...............................

أجل التسليم :04/12/2011............................

محب بلاده
2011-11-29, 18:36
بحثت عن هذا الموضوع ولم اجد آسف اخي الكريم

وان شاء الله مستمر البحث فإن وجدته فسأضعه هنا

بالتوفيق

zaho207
2011-11-30, 18:15
اسمي zaho207 الطلب اريد فوائد واضرار الاحتكاك المستوى الرابعة متوسط
عاجل اليوم

محب بلاده
2011-11-30, 21:05
فوائد الاحتكاك
كثيرا ما ننظر إلى قوة الاحتكاك على أنها قوة مبددة ، ومعيقة لحركة الأجسام ،وعندما نحسب الشغل المبذول ضد الاحتكاك نعتبره شغلا ضائعا ونحاول في الكثير من التصاميم الميكانيكية تقليل قوى الاحتكاك إلى أقل قدر ممكن بغية تحقيق أداء أفضل للآلات والماكينات ولكن.. هل الاحتكاك ضار إلى هذا الحد؟ وما الذي سيحدث لو أن الاحتكاك في لحظة ما قد اختفى من العالم، أي أصبح صفرا؟
إذا اختفى الاحتكاك فلا بد إن السيارات و القطارات و جميع وسائل المواصلات لن تستطيع أن تتحرك لأنها تتحرك بواسطة الاحتكاك بين الأرض و العجلات. و حتى لو تحركت فإنها لن تستطيع أن تتوقف، لأن الفرامل تعتمد أساسا على الاحتكاك.كما لن يستطيع الناس السير أو حتى الوقوف وقفة سليمة، و كأنهم واقفون على أرضية جليدية. و لن يستطيعوا أن يمسكوا بأي شيء لأنه سينزلق من أيديهم. كما ستتفتت الجبال و لن يبقى عليها أي غطاء من التربة .و لن تبقى أي بناية سليمة بل ستتهدم. و ستفك الحبال المربوطة. كل هذا بسبب الانزلاق و انعدام الاحتكاك. باختصار، الحياة مستحيلة بدون احتكاك.
فللاحتكاك فوائد مهمة؛ فهو يجعل عجلات السيارة تتحرك على الرصيف، و يجعل عجلات القاطرة تمسك بقضبان السكك الحديدية. وهو يسمح للسير الناقل بأن يدير البكرة دون انزلاق. وأنت لا تستطيع السير دون الاحتكاك لتمنع حذاءك من التزحلق على الرصيف. ولهذا فمن الصعب السير على الجليد؛ حيث أن السطح الأملس يسبب احتكاكاً أقل من الرصيف، وبذلك يسمح للحذاء بالانزلاق. و يثبت التربة على سطح الجبال و يثبت البنايات و يجعلها قائمة. و يجعل الحبال المربوطة تبقى ثابتة. بالإضافة إلى العشرات إن لم يكن المئات من الفوائد الأخرى.
مساوئ الاحتكاك
على الرغم من أهمية الاحتكاك و استحالة الحياة بدونه كما رأينا، إلا أن له مساوئ عديدة قد تؤدي إلى أضرار كبيرة على المدى البعيد. الشغل المبذول بواسطة الاحتكاك يتم تحويله إلى تشوه و حرارة. ففي الآلات، يجعل الاحتكاك جزءا كبيرا من الطاقة المبذولة يذهب سدى. ويحولها إلى حرارة تتطلب المزيد من التبريد. و أحيانا يؤدي الاحتكاك إلى ذوبان بعض الأجسام كما يؤدي إلى التشوه، و التشوه في الأجسام صفة متلازمة مع الاحتكاك. مع انه قد يكون مفيدا في بعض الحالات (مثل صقل الأجسام). إلا أنه عادة يكون مشكلة، لأن الأجسام تبلى و تفقد قدرتها على التحمل، و قد تتعطل بعض الآلات. و على المدى الطويل يمكن أن تؤثر على خصائص السطوح و قد تؤثر على معامل الاحتكاك نفسه، و تستطيع أن ترى هذا بنفسك في إطارات السيارات القديمة، حيث يكون سطحها أملس تماما. هذه هي مساوئ الاحتكاك في الحياة العملية. و قد كان و ما زال للاحتكاك اثر سلبي في تطور العلم، فقد تأخر استنتاج قوانين الحركة لسنوات عديدة بسبب الاحتكاك. و لأن الحرارة والحركة المتولدة عن الاحتكاك تتبدد بسرعة، فقد استنتج العديد من الفلاسفة القدماء (و منهم أرسطو) إن الأجسام المتحركة تفقد من طاقتها بدون وجود قوة معاكسة لها. و هذه النظرية الخاطئة لم تكن لتصاغ لولا الاحتكاك.
طرق تقليل الاحتكاك
الأجهزة:
مثل العجلات أو الأنابيب الدوارة المستخدمة في المطارات لنقل الحقائب من مكان إلى آخر. و التي تحول الاحتكاك الإنزلاقي إلى احتكاك دحروجي. و الذي يقلل من الاحتكاك.
التقنيات:
إحدى التقنيات التي يستعملها مهندسو القطارات هي جعل الروابط بين مقطورات القطار رخوة. و هكذا يستطيع القطار أن يسحب كل مقطورة على حدة بدلا من سحبها جميعا. و هذا يقلل الاحتكاك الكلي و يجعله موزعا على الزمن.
المزلقات أو سوائل التزليق:

من أهم الوسائل المستخدمة لتقليل الاحتكاك هي استخدام المزلقات، مثل الزيوت و الشحوم. فالزيت يقلل الاحتكاك. فمعامل الاحتكاك لحديد متدحْرج على خشب مزيت على سبيل المثال يصبح أقل كثيرا من 0,018، لأن نوع السطح ليس له أثر تقريباً عندما يكون مغطى بالزيت أو بسوائل أخرى، وحينئذ يعتمد الاحتكاك على لزوجة السائل والسرعة النسبية بين الأسطح المتحركة. مع ان معظم المزلقات تكون سائلة، إلا أن بعضها صلب مثل التلك و الجرافيت.
والمزلقات السائلة تكون ذات " لزوجة" قليلة توضع بين سطحين لتقليل معامل الاحتكاك بدرجة كبيرة. والسوائل اللطيفة أقل لزوجة من السوائل الغليظة، وأسرع تدفقًا. فاللزوجة خصيصة من خصائص الموائع تجعلها تقاوم التدفق. وهي تحدث نتيجة للاحتكاك الداخلي لجزيئات السائل التي يتحرك بعضها قبالة بعض. فالمائع ذو اللزوجة المنخفضة (صابون مثلا)، يتدفق بسرعة أكبر من المائع ذي اللزوجة العالية (صمغ مثلا).
ولجميع الموائع، بما في ذلك السوائل، و الغازات، درجة معينة من اللزوجة. وبعض المواد التي تبدو صلبة، مواد ذات لزوجة عالية وتتدفق ببطء شديد ومثال ذلك القار. ودرجة اللزوجة مهمة جداً في العديد من الاستعمالات. فعلى سبيل المثال، تحدد لزوجة زيت المحرك كفاءته في تشحيم أجزاء محرك السيارة. وكلما كان تداخل جزيئات السائل أكثر قوة، كان للسائل لزوجة أكبر. وعموماً، كلما كان حجم أو طول الجزيء أكبر، كان التداخل أقوى. وتحدد درجة حرارة المائع قوة تداخل جزيئاته، حيث تتداخل الجزيئات في المائع أكثر كلما انخفضت درجة الحرارة. وهكذا، فإن الموائع الساخنة تكون ذات لزوجة أقل من لزوجة الموائع الباردة. ولكن جزيئات الغاز تتداخل بقوة أكثر في درجة حرارة عالية. لذلك فإن لها لزوجة أكبر من لزوجة الغازات الباردة. وإحدى طرق زيادة لزوجة سائل هي إذابة البوليمرات (سلاسل جزيئية طويلة) فيه. وتصبح هذه الجزيئات متشابكة فتقاوم التدفق. كذلك، فإن إضافة جسيمات صلبة للمائع يزيد أيضًا من درجة اللزوجة[2].
الالتحام البارد
مع انه كلما زادت الخشونة زاد الاحتكاك. لكن إذا وضع سطحين ناعمين جدا (قريبين من النعومة التامة) من المعدن مع بعض و أزيلت الشوائب بينهما تماما بواسطة الفراغ ، فانهما سيلتصقان مع بعض و يصبح من الصعب فصلهما و هو ما يسمى بــ"الالتحام البارد". هذا يعني انه عندما يصل الجسم إلى مرحلة قريبة من النعومة التامة. يصبح الاحتكاك معتمدا على طبيعة القوى الجزيئية في مساحة الالتحام. لذا فإن الأجسام المختلفة التي لها نفس درجة النعومة قد يكون لها معاملات احتكاك مختلفة جدا.

amine0135
2011-12-01, 14:12
ارجو المساعدة بحث حول ميزان المدفوعات

محب بلاده
2011-12-01, 17:28
هذا بحث اتمنى ان يكون به منفعة
http://www.4shared.com/file/176874484/b327a797/Nouveau_Archive_WinRAR.html

محب بلاده
2011-12-01, 17:29
وهذا بحث آخر





بحث جاهز حول ميزان المدفوعات


مقدمة
المبحث الأول:عموميات حول ميزان المدفوعات
المطلب 1: تعريف ميزان المدفوعات:
المطلب2 : مكونات ميزان المدفوعات
المطلب3 : المؤشرات الاقتصادية لميزان المدفوعات
المبحث الثاني :التوازن والاختلال في ميزان المدفوعات
المطلب1: توازن ميزان المدفوعات
المطلب2: الاختلال الاقتصادي لميزان المدفوعات
المبحث الثالث: آلية التسوية التلقائية.
المطلب1: آلية التسوية في ظل النظرية الكلاسيكية
المطلب2: آلية التسوية في ظل النظرية الكينزية
المطلب3: آلية التسوية عن طريق التدفقات النقدية الدولية.
خاتمة



المبحث الأول:عموميات حول ميزان المدفوعات
يعتبر ميزان المدفوعات من أهم المؤشرات أو الأدوات التي تستعين بها السلطات السياسية والاقتصادية في رسم سياساتها الاقتصادية ،وما زاد في أهميته هو الارتفاع الملاحظ في حجم المبادلات الخارجية الدولية والتطور الذي عرفه هذا الميزان من خلال مكوناته .
1- تعريف ميزان المدفوعات:
لقد وردت لميزان المدفوعات عدة تعاريف ، ومن بين هذه التعاريف هو انه ((سجل محاسبي منظم لكافة المبادلات الاقتصادية التي تمت بين المقيمين في دولة ما وغير المقيمين في فترة زمنية معينة عادة ما تكون سنة واحدة )) .
كما يعرفه صندوق النقد الدولي على انه سجل يعتمد على القيد المزدوج ، يتناول إحصائيات فترة زمنية معينة بالنسبة إلى التغيرات في مكونات أو قيمة أصول اقتصاديات دولة ما بسبب تعاملها مع بقية الدول أو بسبب هجرة الأفراد وكذا التغيرات في قيمة أو مكونات ما تحتفظ به من ذهب نقدي وحقوق سحب خاصة من الصندوق وحقوقها والتزاماتها تجاه بقية دول العالم.
من خلال التعريفين نرى أن ميزان المدفوعات هو السجل المحاسبي النقدي الذي يوضح جميع المعاملات الاقتصادية التي تتم بين دولة معينة ودولة أخرى ،أو كشف حساب للمعاملات مع الدول الأخرى ، ويقصد بالعمليات الاقتصادية كل عملية تبادل تحدث على مستوى السلع والخدمات ورؤوس الأموال بين المقيمين في دولة معينة وغير المقيمين ،وقد تكون في شكل تدفق حقيقي نقدي آو مالي ،كما يقصد بالمقيمين جميع الأشخاص( مهما كانت جنسيتهم) جميع الأشخاص الطبيعيين والمعنويين الذين تربطهم علاقات وثيقة بإقليم الدولة ،ويخضعون لقوانينها ولهم مصلحة مع الإقليم لمدة سنة أو أكثر.
يحضا ميزان المدفوعات باهتمام السلطات العمومية ذلك انه يمثل أهمية قصوى في مجالات عدة بحيث انه:
• يقدم معلومات هامة عن درجة ارتباط الاقتصاد القومي باقتصاديات العالم الخارجي.
• مساعدة واضعي السياسات الاقتصادية في توجيه أمور الدولة .
• تعتبر بيانات المدفوعات أداة للتقييم والتفسير العلمي لكثير من الظواهر الاقتصادية المرتبطة بالاقتصاد العالمي.
• يسمح بالتنبؤ بأسعار الصرف .
• يسمح بالحكم على الوضعية الاقتصادية والمالية للبلد .
وبدون شك يعتبر ميزان المدفوعات واحد من أكثر القوائم الإحصائية بالنسبة لأي بلد ، حيث انه يبين المركز التجاري للبلد والتغيرات في صافي مركزه كمقرض أو مقترض دولي ،والتغيرات في احتياطاته من الذهب والعملات الأجنبية .
2- مكونات ميزان المدفوعات
جرت العادة إلى تقسيم ميزان المدفوعات على أقسام مستقلة يضم كل منها متميزا من المعاملات الاقتصادية ذات الطبيعة المشابهة أو المقاربة في أهدافها ومن بين التقسيمات الشائعة في هذا المجال نأخذ التقسيم الآتي لتميزه بالوضوح والمنطقية.
2 -1 حساب العمليات الجارية.
هو ذلك الميزان الذي يضم كافة المعاملات الاقتصادية الدائنة والمدينة التي تتم بين المقيمين وغير المقيمين خلال فترة زمنية معينة وترتبط بالإنتاج والدخل خلال الفترة الزمنية محل الدراسة.
إذ يعتبر من أهم مكونات ميزان المدفوعات، ويشمل كل العمليات التي لها تأثير على الدخل الوطني، (الصادرات والواردات من السلع والخدمات ) ويضم حسابين فرعيين هما:
2-1-1 الميزان التجاري
وينقسم بدوره إلى الميزان أو الحساب التجاري السلعي والميزان التجاري الخدمي.
الميزان التجاري السلعي:ويطلق عليه أيضا ميزان التجارة المنظورة ،ويضم كافة السلع التي تتخذ شكلا ماديا ملموسا .
الميزان التجاري الخدمي : ويطلق عليه أيضا ميزان التجارة غير المنظورة ،وتظم كافة الخدمات المتبادلة بين الدول (النقل، السياحة ،التامين، دخول العمل، عوائد رأس المال ) .أما من حيث القيد في ميزان المدفوعات فيمكن القول :أن كل عملية يترتب عليها طلب عملة البلد وعرض عملة بلد آخر تقيد في الجانب الدائن أو جانب الأصول وكل عملية يترتب عنها عرض العملة الوطنية وطلب العملة الأجنبية تقيد في جانب الخصوم أو الجانب المدين
2-1-2حساب التحويلات الأحادية :
يشمل كافة المعاملات الاقتصادية الدائنة والمدينة الملزمة لجانب واحد ،وتتم بين المقيمين وغير المقيمين خلال فترة زمنية معينة ، حيث أن هذا الحساب يخصص للمعاملات التي يترتب عليها تحويل موارد حقيقية أو حقوق مالية من والى بقية دول العالم دون أي مقابل .
ويشمل هذا الحساب بندين الأول يتعلق بالهبات والتعويضات الخاصة والثاني يتعلق بالهبات والتعويضات العامة ،فالخاصة نجد فيها تحويلات الأفراد والمنظمات النقدية منها والعينية ،والعامة تندرج فيها كل التعويضات التي يعتبرها صندوق النقد الدولي إجبارية ، وكذا الهبات بأنواعها.ومن أمثلة هذه المعاملات التعويضات طبقا للاتفاقيات الدولية المعقودة بين دولتين ،وكذا المنح للدول الآخذة في النمو.
-2حساب رأس المال:
ويضم كافة التغيرات التي تطرأ على أصول المقيمين وخصومهم تجاه غير القيمين حيث انه يسجل حركات رؤوس الأموال بين البلد وبقية دول العالم التي ينشا عنها تغير في مركز دائنية أو مديونية البلد الخارجية وكذلك التغيرات في الأصول الاحتياطية الرسمية للبلد .
ويشمل الحسابات التالية :
-2-1 حساب رأس المال طويل الأجل:
يشمل كافة التغيرات التي تطرأ على أصول المقيمين وخصومهم تجاه غير المقيمين ،والتي يزيد عمرها عن عام (استثمارات مالية ،قروض مباشرة ...)
2-2-2 حساب رأس المال طويل الأجل:
يشمل كافة التغيرات التي تطرأ على أصول المقيمين وخصومهم اتجاه غير المقيمين ، والتي يزيد لا عمرها عن عام.
وتتم تحركات رؤوس الأموال قصيرة الأجل لأغراض عديدة منها التهرب من الظروف غير الملائمة ،تحقيق ربح أكبر،المضاربة.
2-2- 3 حساب الذهب والصرف الأجنبي :
ويضم هذا الحساب كلا من تحركات الذهب للأغراض النقدية ،وكذا رصيد الحملات الأجنبية والودائع الجارية وحقوق السحب الخاصة لدى صندوق النقد الدولي الدائنة والمدينة .
2-3 حساب السهو والخطأ:
إن التسجيلات في الجانب المدين والدائن قد لا تكون متماثلة نظرا لكون مصادر المعلومات المعتمدة تتعدد وتختلف ،ولهذا قد يحدث وان يكون المجموع الدائن لا يساوي المدين والفرق بينهما يمثل القيمة التي تسجل في حساب السهو والخطأ ،كي يصبح ميزان المدفوعات متزنا حسابيا .
3- المؤشرات الاقتصادية لميزان المدفوعات
يمكن معرفة الوضعية الاقتصادية لبلد ما عن طريق ميزان مدفوعاته ،وهذا بفضل مؤشراته الاقتصادية المستخرجة أو تستنتج من أرصدة الموازين الفرعية التي رأيناها سابقا
3 -1 علاقة الميزان التجاري بالاقتصاد الكلي :
لدينا العلاقة التالية والتي تحقق المساواة بين الموارد والاستخدامات في اقتصاد ما :
YC + I +(X-M)………………(1)
حيث:
Y :الإنتاج من السلع مقيما بالناتج الداخلي الخام(pib ) بسعر السوق في فترة معينة .
C :الاستهلاك الداخلي الخام والعمومي .
I : الاستثمار الداخلي الخام والعمومي.
X :الصادرات من السلع .
M :الواردات من السلع.
من العلاقة (1) يمكن استنتاج ما يلي:

Y - (C+I)  X – M ……………(2)
حيث:
:C+I يمثل الاستخدامات الداخلية ونرمز لها بـ EL)) ومنه :

Y – EL  X – M …………. (3)
حيث:
Y-EL: الفائض أو العجز في الناتج الداخلي .
X-M: رصيد الميزان التجاري .
فإذا حقق البلد فائض من الناتج الداخلي (Y-EL  0) ،فهذا يعني أن الاستخدامات الداخلية مغطاة بجزء من الناتج الداخلي الخام ويوجه الباقي منه( الفائض) إلى التصدير ،وهو ما يفسر الرصيد الموجب للميزان التجاري ف هذه الحالة (X-M  0 ) .

3-2 معدل التغطية (TC) .
وهو عبارة عن نسبة الصادرات (X) إلى الواردات (M) من السلع .
TC(X\M)×100..... …………(4)
هذا المعدل يبين مدى قدرة الإيرادات الآتية من الصادرات على تغطية المدفوعات الناتجة عن الواردات ، فإذا كان هذا المعدل اصغر من مئة فهذا يعني أن قيمة الصادرات لا تغطي قيمة الواردات ولذا يجب على البلد البحث عن موارد أخرى لتمويل وارداته .
3-3معدل التبعية (TD):
وهو عبارة عن نسبة الواردات من السلع (M)إلى الناتج المحلي الخام (PIB) .

TD =(M /PIB)×100…...................... (5)
كلما كان هذا المعدل اصغر كلما كان البلد اقل تبعية للخارج.
3-4 معدل القدرة على التصدير TE)) .
وهو عبارة عن نسبة الصادرات من السلع) X )إلى الناتج المحلي الخام (PIB) .

TE =(X/PIB)×100…...................... (5)
وكلما كان هذا المعدل كبيرا فان ذلك يدل أن للبلد قدرات كبيرة للاعتماد على قطاع التصدير .
3-5 معدل القدرة على سداد الواردات :
هذا المعدل يقيم بعدد الأيام ، حيث كلما كان عددها أكبر فان ذلك يعني أن البلد قادر على تسديد فاتورة وارداته في اقرب الآجال ،ومن المستحسن ألا يقل عن3 شهر وهو عبارة عن نسبة المخزون من احتياطي الصرف إلى الواردات من السلع .
3-6 العلاقة بين العجز في الميزان التجاري والناتج الداخلي الخام :
يمكن قياس العلاقة بين رصيد ميزان العمليات الجاري والناتج الداخلي الخام بالعلاقة التالية:
boc/pib
حيث boc: رصيد ميزان العمليات الجاري
وعموما إذا ما كان هذا المعدل يعادل فهو يعتبر عاديا حسب آراء الخبراء ،أما إذا تجاوز
فإن الوضعية الاقتصادية تصبح حرجة نوعا ما ، حيث أن احتياطات التمويل في هذا البلد تستدعي الاستدانة .
إن هذه المؤشرات الاقتصادية والتي تستخرج من الأرصدة الفرعية لحسابات ميزان المدفوعات تمكننا من معرفة وضعية البلد الاقتصادية ، إلا أن ميزان المدفوعات لا يكون متوازنا في جميع الحالات فإذا اعتبر متوازنا من الناحية المحاسبية نتيجة لمبدأ القيد المزدوج فانه لا يكون متوازنا من الناحية الاقتصادية ،وهذا ما سنتطرق إليه في المبحث الموالي.
المبحث الثاني:التوازن والاختلال في ميزان المدفوعات
يعتبر ميزان المدفوعات من الناحية المحاسبية دائما متزنا نتيجة لمبدأ القيد المزدوج المتبع عند تسجيل القيد المزدوج المتبع عند تسجيل كل عملية وبالتالي فان الاختلال المقصود هو الاختلال الاقتصادي حيث أن التوازن الاقتصادي تفسره عمليات معينة(عمليات تلقائية وعمليات موازنة ) ومنه يظهر العجز أو الفائض في ميزان المدفوعات .
1- توازن ميزان المدفوعات :
1-1 التوازن الحسابي لميزان المدفوعات :
إن القرارات المتعلقة بالاستيراد والتصدير السلعي ،وكذا حركات رؤوس الأموال ،عادة ما تصدر عن العديد من الأفراد والمؤسسات والهيئات ما يجعل من العسير أن تتلاقى أهداف المصدرين مع المستوردين ، وكذا أهداف مستوردي ومصدري رؤوس الأموال وبالتالي فانه من الصعب أن تشهد الحسابات الفرعية لميزان المدفوعات توازنا بين الجانب المدين والجانب الدائن .
1-2 التوازن الاقتصادي لميزان المدفوعات :
إن فكرة التوازن الحسابي لميزان المدفوعات لا تعني أن البلد لا يواجه صعوبات في المدفوعات بل على العكس فالتوازن الحقيقي (الاقتصادي) لميزان المدفوعات ،يستلزم فئات معينة من البنود الدائنة والمدينة ، فالفائض والعجز يعرف بدلالة مجموعة معينة من البنود ، ولكي نتعرف على هذه البنود لا بد من التمييز بين نوعين من العمليات :
- العمليات المستقلة : وهي التي تنشأ من تلقاء نفسها وليس لظهور عجز أو فائض في ميزان المدفوعات ،وتتمثل في عمليات الحساب الجاري وحساب رأس المال طويل الأجل وحركة رأس المال قصير الأجل بغرض المضاربة فقط ،وحساب التحويلات من جانب واحد وحساب الذهب للأغراض التجارية فقط .
- عمليات الموازنة أو التسوية : وتظهر عند ظهور فائض أو عجز في ميزان المدفوعات بقصد الموازنة وتتمثل في حركة رؤوس الأموال قصيرة الأجل في شكل قروض أو تغير في طبيعة الأرصدة الأجنبية وفي حركة الذهب للأغراض النقدية .
ويوصف ميزان المدفوعات بأنه متوازن أو مختل اقتصاديا عندما تؤخذ في الحسبان العمليات المستقلة ،أي إذا كان جانبها المدين والدائن متساويان يعتبر متوازنا ،أما إذا زاد الجانب المدين أو الدائن على الآخر مختلا وللاختلال صورتان هما :
الفائض : الدائن المدين
العجز : الدائن المدين
2- الاختلال الاقتصادي لميزان المدفوعات .
يلجأ عادة إلى تقسيم بنود ميزان المدفوعات وفقا لعناصره التي يمكن اتخاذها كأداة لقياس حالة التوازن الاقتصادي أو عدمه إلى قسمين :
معاملات اقتصادية فوق الخط :حيث ينظر إليها على أنها مصدر الخلل في ميزان المدفوعات في حالة الاختلال .
معاملات اقتصادية تحت الخط : حيث ينظر إليها كمجموعة الإجراءات التي تتخذها السلطات العمومية لمعالجة الخلل ،وهذا بناءا على العمليات الاقتصادية فوق الخط .

2-1معايير تقدير الاختلال :
هناك عدة معايير أو مقاييس لقياس مقدار العجز أو الفائض في ميزان المدفوعات.
2-1-1 الميزان الصافي للسيولة :
طبقا لهذا المعيار فان المعاملات الاقتصادية الواقعة فوق الخط تتمثل في حساب المعاملات الجارية بالإضافة إلى حساب رأس المال طويل الأجل وكذا قصير الأجل أما المعاملات الاقتصادية تحت الخط تتمثل في الاحتياطات المركزية من الذهب والصرف الأجنبي .
ويحقق ميزان المدفوعات فائضا إذا كانت المعاملات الاقتصادية الدائنة اكبر من المدينة ،مع استبعاد حركات الذهب والعملات الأجنبية الدائنة والمدينة حيث أنهما يستعملان في معادلة ميزان المدفوعات حسابيا .
2-1-2 الميزان الشامل للسيولة:
يعطي هذا المعيار أهمية للدور الذي تلعبه احتياطات البنوك من الذهب والصرف الأجنبي ،فالمعاملات الاقتصادية الواقعة فوق الخط تتمثل في حساب المعاملات الجارية مع حساب رؤوس الأموال الجارية طويلة الاجل ،وكذا حساب راس المال قصير الاجل بعد استبعاد الحقوق والالتزامات الخارجية للبنوك التجارية , أما المعاملات الاقتصادية الواقعة تحت الخط فتشمل الاحتياطات المركزية من الذهب والصرف الأجنبي وكذا الاحتياطات من الذهب والصرف الأجنبي لدى البنوك التجارية .
2-1-3 الميزان الاساسي :
طبقا لهذا المعيار فان المعاملات الاقتصادية الواقعة فوق الخط تتمثل في حساب المعاملات الجارية و حساب رأس المال طويل الاجل بينما المعاملات الاقتصادية تحت الخط تتمثل في حساب رأس المال قصير الاجل والاحتياطات المركزية من الذهب والصرف الأجنبي .
2-1-4 ميزان المعاملات الاقتصادية المستقلة :
يعتمد هذا الأسلوب الذي اقترحه صندوق النقد الدولي عام 1949 على التفرقة بين المعاملات الاقتصادية المستقلة ومجموعة المعاملات الاقتصادية التابعة او التعويضية .
ويقصد بالمعاملات المستقلة تلك التي تتم بغض النظر عن حالة ميزان المدفوعات وطبقا لهذا المعيار فان المعاملات الاقتصادية فوق الخط تشمل في حساب المعاملات الجارية و حساب رأس المال طويل الأجل وبعض حركات رؤوس الموال قصيرة الأجل بهدف المضاربة مثلا أو هروبا من عدم الاستقرار،بينما المعاملات الاقتصادية تحت الخط فتتمثل في حساب رأس المال طويل الأجل والقصير الأجل التابع وكذا حساب الذهب والصرف الأجنبي .
2-1-5 التوازن السوقي لميزان المدفوعات :
ظهر هذا المعيار في ضوء الانتقادات الموجهة إلى المعايير الأربعة السابقة ،حيث يقترح كبديل عنها إن يخضع التوازن الاقتصادي لمعايير قوى السوق ممثلة في الطلب وعرض الصرف الأجنبي مع الطلب عليه خلال الفترة محل الدراسة .
2-2 أنواع الاختلال وأسبابه
قد يحدث أن تمر الدولة بظروف داخلية وخارجية من شانها إحداث اختلال في ميزان المدفوعات سواء في صورة فائض أو عجز ،وهذا الاختلال يأخذ صورا مختلفة بحسب مصادره وأسبابه .
2-2-1 أنواع الاختلالات
2-2-1-1 الاختلال الموسمي :
ويحدث في البلدان التي تعتمد صادراتها على منتجات موسمية في فترة معينة من السنة ، فيحدث مثلا في البلدان الزراعية التي تعتمد على محصول واحد كأهم صادراتها ،وبالتالي يكون اختلال ميزان المدفوعات في موسم ما بينما يعود التعادل خلال فترة محل الدراسة .
2-2-1-2 الاختلال الطبيعي (العارض) :
ناجم عن أسباب طارئة أو عارضة سرعان ما تتلاشى لزوال الأسباب التي أفضت إلى حدوثه دون الحاجة إلى تغيير أساسي في الجهاز الاقتصادي للدولة ، وفي سياستها الاقتصادية كتعرض المحصول الزراعي لإحدى الكوارث في إحدى السنوات مما يقلل من حجمه أو من جودته وهو اختلال مؤقت يزول بزوال السبب الذي أوجده ويمكن مواجهته بالديون قصيرة الأجل أو الموارد الخاصة .
2-2-1-3 الاختلال الدوري:
يحدث هذا الاختلال عادة في الدول الرأسمالية، إذ يرتبط بفترات الرخاء الاقتصادي فحدوث العجز أو الفائض يشكل اختلالا دوريا نسبة إلى الدورة الاقتصادية، وتساهم التجارة الخارجية بقسط كبير في انتقال هذه التقلبات من دولة إلى دولة أخرى.
2-2-ا-4 الاختلال الاتجاهي :
هو ذلك الاختلال الذي يظهر في الميزان التجاري على وجه الخصوص ويصيب عادة موازين مدفوعات الدول النامية ،باعتبار أنه خلال الفترات الأولى من التنمية يزداد الطلب على الواردات من المواد الأولية والتجهيزات الإنتاجية والسلع الوسيطة ، دون أن يقابل ذلك نفس الوتيرة من الصادرات ،وعندها يحدث الاختلال الذي يتم تسويته عن طريق تحركات رؤوس الأموال.
2-2-1-5 الاختلال المرتبط بالأسعار:
قد يعود اختلال ميزان المدفوعات إلى العلاقة بين الأسعار الداخلية للدولة والأسعار الخارجية ،فارتفاع وانخفاض الأسعار الداخلية عن مستوى الأسعار الخارجية يؤدي إلى وجود فائض أو عجز في ميزان المدفوعات .
أيا كان بين الاختلال المتصل بالأسعار فإنه يمكن علاجه بتعديل سعر الصرف، حيث يتناسب مع العلاقة بين الأسعار الداخلية والأسعار العالمية.
2-2-1-6 الاختلال الهيكلي (دائم ):
وينتج عن تغير أساسي في ظروف العرض والطلب في الداخل والخارج.
2-2-1-7 الاختلال الأساسي :
ورد عن صندوق النقد الدولي أنه متى اقتنع الصندوق، بناء على طلب العضو أن ثمة اختلالا أساسيا ظاهرا أو مكبوتا في ميزان المدفوعات فإنه يجيز له تغيير سعر التعادل.
وينتج من هذا أنه في حالة تغير سعر الصرف وكذا التجارة الخارجية فإن التوازن يكون ظاهريا فقط في ميزان المدفوعات، ويخفي وراءه اختلالا مكبوتا.
2-2-2أسباب الاختلال :
تمر الدول بظروف معينة من شأنها إحداث اختلال في موازين مدفوعاتها سواء في صورة عجز أو فائض وهذا الاختلال يأخذ صورة مختلفة بحسب مصدره والأسباب التي ينشأ عنها:
- عوامل لا يمكن توقعها أو التنبؤ بها ومعالجتها عن طريق التدخل الحكومي والسياسات النقدية والمالية كالتضخم والانكماش وانتقالهما من دولة إلى أخرى.
- إقدام الدول السائرة في طريق النمو على استيراد الآلات والتجهيزات المختلفة وغيرها من السلع والخدمات المختلفة ، حيث تقوم بتموينها بقروض طويلة الأجل معقودة مسبقا .
- أسعار الصرف الأجنبية ، حيث أنها تربط بين مستويات الائتمان في الدول المختلفة فإذا كان سعر الصرف مرتفعا بالمقارنة مع الأثمان السائدة فإننا سنقع في حالة فائض
- التغيير في ظرف العرض والطلب: فاكتشاف مادة أولية جديدة مثلا ، يؤدي إلى زيادة الطلب عليها بالمقارنة مع المادة التي كانت تستعمل سابقا , كما حدث عند اكتشاف البترول عند الدول العربية .
(( ...إذا استمر العجز في ميزان المدفوعات لعدد من السنوات بسبب بعض الظروف الاقتصادية غير الملائمة التي تسيطر على النشاط الاقتصادي بصفة مستمرة فإنه يعادل لدى البلد عجزا دائما أو عجزا أساسيا ، حيث أن له بعض الجذور في النشاط الاقتصادي للبلد ،ونشاهد ظاهرة العجز الدائم أو الاختلال في موازين معظم البلدان المختلفة .
وقد أمكن لبعض الدول المختلفة تغطية بعض العجز عن طريق الاقتراض طويل الأجل من الخارج.
إن القصور الرئيسي في نظام النقد الدولي الحالي يجعل من الدول أن تكون غير مستعدة لقبول وسائل الموازنة التي يقتضيها هذا النظام ، فهي تعمل على تجميد وسائل العلاج والتقليل من آثارها .

المبحث الثالث: آلية التسوية التلقائية
يرى معظم الاقتصاديين في النظام النقدي الدولي أن غالبية الدول لا تقبل بوسائل الموازنة ( التخفيض, التعويم... الخ ) , التي يقتضيها هذا النظام , إذ تعمل على التجميد أو التقليل من تنفيذ البرامج المتفق عليها مع صندوق النقد الدولي , مما يؤدي إلى استمرار الاختلال إضافة إلى التأثير على مستوى احتياطات الصرف والعملات الصعبة للدولة وفي حالة ما إذا كانت الدولة تعمل بنظام سعر الصرف الثابت , فهناك آليات تلقائية تتجه بميزان المدفوعات نحو التوازن
1. آلية التسوية في ظل النظرية الكلاسيكية
(( تتلخص النظرية الكلاسيكية في أن توازن ميزان مدفوعات لدولة ما يتم نتيجة لتغيرات الأسعار في الداخل والخارج , والأمر الذي يؤثر على حجم التصدير والاستيراد))
وتقوم على الفرضيات التالية :
* ثبات أسعار الصرف.
* حرية دخول وخروج الذهب وتحويله إلى عملات والعكس .
* حيادية النقود بحيث لا تؤثر على المتغيرات الاقتصادية بل فقط على مستوى أسعار السلع .
* مرونة أسعار الصادرات والواردات .
* مستوى التشغيل الكامل وبالتالي يكون الدخل في أعلى مستوياته .
* مرونة الطلب على السلع والخدمات المنتجة محليا والمستوردة من الخارج .
وتنطلق هذه النظرية من العلاقة الطردية بين الكتلة النقدية المتداولة وكمية الذهب , إضافة إلى كون أن أي تغير في الكتلة النقدية يؤثر على مستوى الأسعار , فالفائض في ميزان المدفوعات تتولد عنه حركة الذهب والاحتياطات النقدية الأخرى باتجاه الدولة صاحبة الفائض لتسويته , وبالتالي يرتفع مستوى احتياطاتها الدولية .
مما يجعل مستوى الكتلة النقدية يرتفع هو الأخر مولدا في ذات الوقت ارتفاعا في الأسعار المحلية , وبهذا تصبح أسعار الصادرات مرتفعة , مما يؤدي إلى انخفاض حجمها وارتفاع حجم الواردات , ويستمر الوضع إلى أن يحدث التوازن في الميزان , أما في حالة العجز فتتولد عنها حركة للذهب والاحتياطات النقدية من الدولة صاحبة العجز باتجاه الخارج لتسوية العجز , وبالتالي ينقص مستوى احتياطاتها مما يجعل مستوى الكتلة النقدية ينخفض هو الأخر , مولدا انخفاضا في الأسعار المحلية فينتعش حجم الصادرات وينخفض حجم الواردات , مما يؤدي بالميزان إلى الميل للتوازن
ويميز التقليديون والتقليديون الجدد بين ثبات أسعار الصرف وحرية الصرف , حيث عند الثبات فإن أسعار السلع والخدمات , وكذا أسعار الفائدة الداخلية والخارجية هي التي تقوم بدور إعادة التوازن , وفي حالة حرية الصرف فأسعار الصرف هي التي تقوم بهذا الدور .
وقد وجهت انتقادات لهذه النظرية تتمثل أساسا في أن فرضياتها أصبحت غير مطابقة للواقع الاقتصادي الحالي , كما يوجد تناقض بين تحقيق الاستقرار في الأسعار الداخلية وتوازن ميزان المدفوعات , وقد استمر العمل بهذه النظرية حتى الحرب العالمية الثانية إلى أن أتى العالم الاقتصادي - كينز - بنظرية الدخل وفسر كيفية إعادة التوازن عن طريق تغيرات الدخل .

2. آلية التسوية في ظل النظرية الكينزية :
(( ومضمون هذه النظرية أن الاختلال في العلاقات الاقتصادية الدولية يؤدي إلى إحداث تغيرات في حجم الدخل القومي والتشغيل في كل دولة من الدول التي أصابها الاختلال ))
تعتمد النظرية الكنزية في تحليلها لتوازن ميزان المدفوعات على فكرة أساسية , وهي أن الاختلال يؤدي إلى تغيير حجم الدخل الوطني ومستوى التشغيل , معتمدة في ذلك على الميل الحدي للاستيراد ومضاعف التجارة الخارجية , فعن طريق المضاعف تؤثر الصادرات على مستوى الدخل , وهذا الأخير يؤثر على مستوى الواردات عن طريق الميل الحدي للاستيراد , وترتكز هذه النظرية على الفرضيات التالية :
* الدخل الوطني يستقر عند مستوى أقل من التشغيل الكامل للموارد .
* الأسعار مرنة وتكون في اتجاه تصاعدي فقط.
(( وفي تفسيره للتوازن يعتمد كينز على فكرتين أساسيتين للاستيراد ومضاعف التجارة الخارجية , أما الميل الحدي للاستيراد فيعبر عن العلاقة بين مقدار التغيير في الوردات ' زيادة أو نقصانا , ومقدار التغير في الدخل , بالزيادة أو النقصان . فهو النسبة بين التغير في الوردات والتغيير في الدخل القومي , وأما مضاعف التجارة الخارجية فالمقصود به هو نسبة التغيير في الدخل القومي إلى ذلك التغير الذاتي , أو الأصلي في الإنفاق الذي تحقق عن طريق تحقق فائض , أو تسبب في حدوث عجز في ميزان مدفوعات الدولة مع الدولة الأخرى , وهكذا توجد علاقة تبادلية بين الدخل القومي وميزان
المدفوعات )).
ففي حالة الفائض لما تكون الصادرات أكبر من الواردات فإن الإنفاق على السلع والخدمات المنتجة محليا يزداد, مما يؤدي إلى زيادة الدخل الوطني بمقدار الزيادة في الصادرات مرجحة بمضاعف التجارة الخارجية , هذا الارتفاع في الدخل يؤدي إلى زيادة الواردات عن طريق أثر الميل الحدي للاستيراد وهكذا يميل الفائض إلى الزوال .
أما في حالة العجز فإن الإنفاق على السلع والخدمات المنتجة محليا ينخفض مما يؤدي إلى انخفاض الدخل
الوطني بمقدار الانخفاض في الصادرات مرجحا مضاعف التجارة الخارجية , هذا الانخفاض في الدخل وبفضل الميل الحدي للاستيراد يؤدي إلى انخفاض الواردات وهكذا يميل العجز إلى الزوال .
لكن هذه النظرية تجعل العلاقة بين تغير الإنفاق وتغير الدخل تلعب دورا أساسيا في إحداث التوازن وتتجاهل العوامل الأخرى , ومن جملة الانتقادات الموجهة ما يلي:
* لا يوجد ضمان لتحقيق التوازن تلقائيا بسبب تغيرات الدخل الوطني, إذ يمكن أن يمتص الادخار جزاء من الزيادة التي حدثت في الدخل.
* تعتمد على التحليل الساكن , إذ تغض النظر عن زيادة الطاقة الإنتاجية وتكتفي بالطاقة العاطلة التي افترض كينز وجودها.
3. آلية التسوية عن طريق التدفقات النقدية الدولية
(( إن نظرية إعادة التوازن الخارجي عن طريق التأثير في الدخول أو الائتمان , لا تأخذ بالحسبان التدفقات المالية , ومع ذلك تسهم هذه في المحافظة على توازن المدفوعات الدولية بنفس الدرجة التي تسهم بها تدفقات السلع والخدمات . وانطلاقا من حالة التوازن في دولة ما , لابد من أخذ مسألتين في الاعتبار , الأولى هي احتمال حدوث ردود فعل تشكل تغير تلقائي في التدفقات المالية قادرة على تصحيح هذا التغيير , أو تعويضه بحركة مماثلة في رصيد المعاملات الجارية , والثانية هي احتمال أن يعقب التغير المستقبلي في رصيد المعاملات الجارية تغييرات معوضة في التدفقات المالية)).
والتغير التلقائي في التدفقات المالية قد يكون نتيجة استثمارات خارجية طارئة في الدولة , أو نتيجة زيادة المعونات للدول النامية, أو نتيجة ائتمان مصرفي , أو أي نوع آخر من العمليات التي رأيناها
سابقا .
إن الفائض في ميزان المدفوعات يؤدي إلى ارتفاع السيولة في البلد الذي حقق فائضا , هذه السيولة تؤدي إلى زيادة العرض من الأموال المتاحة للإقراض مسببة في ذلك انخفاضا في معدلات الفائدة , وبالتالي خروج رؤوس الأموال من البلد ومن ثم الإسهام في عودة التوازن إلى ميزان المدفوعات .
أما العجز في الميزان فيؤدي إلى انخفاض السيولة ثم انخفاض عرض رؤوس الأموال وبالتالي ارتفاع معدلات الفائدة مما يسبب دخولا لرؤوس الأموال اتجاه البلد صاحب العجز , وبهذا يعود التوازن إلى ميزان المدفوعات .
رغم أن آليات التسوية تبدو منطقية , إلا أن الفرضيات التي ترتكز عليها أصبحت غير محققة حاليا , كون أن إتباع البلد لنظام الصرف الثابت يعني آلية التسوية التلقائية عن طريق سعر الصرف, مما قد يؤدي إلى استمرار الاختلال وزيادة حدة آثاره السلبية




الخاتمة:

من كل ما سبق يتبين لنا أهمية الميزان التجاري وتنجلي عن أذهاننا بعض المعطيات أو المعلومات الخاطئة التي ترسبت في أذهاننا بقصد أو بغير قصد إن فكرة التوازن الحسابي لميزان المدفوعات لا تعني أن البلد لا يواجه صعوبات في المدفوعات بل على العكس فالتوازن الحقيقي (الاقتصادي) لميزان المدفوعات ،يستلزم فئات معينة من البنود الدائنة والمدينة ، فالفائض والعجز يعرف بدلالة مجموعة معينة من البنود .
إن عدم قبول غالبية الدول بوسائل الموازنة ( التخفيض, التعويم ... الخ ) , التي يقتضيها وضع ميزان مدفوعاتها - إذ تعمل على التجميد أو التقليل من تنفيذ البرامج المتفق عليها مع صندوق النقد الدولي - يؤدي إلى استمرار الاختلال إضافة إلى التأثير على مستوى ادائها الاقتصادي ،مما يستوجب الثورة على صندوق النقد الدولي والالتفات فقط الى مصلحة الاقتصاد الوطني.




المراجع

- سامي عفيفي حاتم .التجارة الخارجية بين التنظير والتنظيم .الدار اللبنانية مصر1991
- د. محمود يونس إ دولية .الدار الجامعية .مصر .1999-2000
- مذكرة تخرج شهادة ليسانس.سعر الصرف ودوره في توازن ميزان المدفوعات .2003-


خطــة البحــث:حـــــــــــــول موضـــــــــوع ميــــزان المدفــوعــــــات
مقدمـة:
المبحث الأول:ماهية ميزان المدفوعات
المطلب الأول:تعريف ميزان المدفوعات
المطلب الثاني:مكونات ميزان المدفوعات
المطلب الثالث:التفسير الإقتصادي لأرصدة ميزان المدفوعات
المبحث الثاني:ماهية توازن و اختلال ميزان المدفوعات
المطلب الأول:مفهوم توازن ميزان المدفوعات و أنواعه
المطلب الثاني:مفهوم اختلال ميزان المدفوعات و أنواعه
المطلب الثالث:أسباب و مقاييس اختلال ميزان المدفوعات
المبحث الثالث:تطور ميزان المدفوعات الجزائري و أرصدته
المطلب الأول:عرض و تحليل ميزان المدفوعات الجزائري و أرصدته
المطلب الثاني:مشاكل التنبؤ بميزان المدفوعات الجزائري
المطلب الثالث:آفاق ميزان المدفوعات الجزائري في ظل المعطيات الإقتصادية الجديدة
الخاتمـة:

محب بلاده
2011-12-01, 17:29
وهذا بحث آخر





بحث جاهز حول ميزان المدفوعات


مقدمة
المبحث الأول:عموميات حول ميزان المدفوعات
المطلب 1: تعريف ميزان المدفوعات:
المطلب2 : مكونات ميزان المدفوعات
المطلب3 : المؤشرات الاقتصادية لميزان المدفوعات
المبحث الثاني :التوازن والاختلال في ميزان المدفوعات
المطلب1: توازن ميزان المدفوعات
المطلب2: الاختلال الاقتصادي لميزان المدفوعات
المبحث الثالث: آلية التسوية التلقائية.
المطلب1: آلية التسوية في ظل النظرية الكلاسيكية
المطلب2: آلية التسوية في ظل النظرية الكينزية
المطلب3: آلية التسوية عن طريق التدفقات النقدية الدولية.
خاتمة



المبحث الأول:عموميات حول ميزان المدفوعات
يعتبر ميزان المدفوعات من أهم المؤشرات أو الأدوات التي تستعين بها السلطات السياسية والاقتصادية في رسم سياساتها الاقتصادية ،وما زاد في أهميته هو الارتفاع الملاحظ في حجم المبادلات الخارجية الدولية والتطور الذي عرفه هذا الميزان من خلال مكوناته .
1- تعريف ميزان المدفوعات:
لقد وردت لميزان المدفوعات عدة تعاريف ، ومن بين هذه التعاريف هو انه ((سجل محاسبي منظم لكافة المبادلات الاقتصادية التي تمت بين المقيمين في دولة ما وغير المقيمين في فترة زمنية معينة عادة ما تكون سنة واحدة )) .
كما يعرفه صندوق النقد الدولي على انه سجل يعتمد على القيد المزدوج ، يتناول إحصائيات فترة زمنية معينة بالنسبة إلى التغيرات في مكونات أو قيمة أصول اقتصاديات دولة ما بسبب تعاملها مع بقية الدول أو بسبب هجرة الأفراد وكذا التغيرات في قيمة أو مكونات ما تحتفظ به من ذهب نقدي وحقوق سحب خاصة من الصندوق وحقوقها والتزاماتها تجاه بقية دول العالم.
من خلال التعريفين نرى أن ميزان المدفوعات هو السجل المحاسبي النقدي الذي يوضح جميع المعاملات الاقتصادية التي تتم بين دولة معينة ودولة أخرى ،أو كشف حساب للمعاملات مع الدول الأخرى ، ويقصد بالعمليات الاقتصادية كل عملية تبادل تحدث على مستوى السلع والخدمات ورؤوس الأموال بين المقيمين في دولة معينة وغير المقيمين ،وقد تكون في شكل تدفق حقيقي نقدي آو مالي ،كما يقصد بالمقيمين جميع الأشخاص( مهما كانت جنسيتهم) جميع الأشخاص الطبيعيين والمعنويين الذين تربطهم علاقات وثيقة بإقليم الدولة ،ويخضعون لقوانينها ولهم مصلحة مع الإقليم لمدة سنة أو أكثر.
يحضا ميزان المدفوعات باهتمام السلطات العمومية ذلك انه يمثل أهمية قصوى في مجالات عدة بحيث انه:
• يقدم معلومات هامة عن درجة ارتباط الاقتصاد القومي باقتصاديات العالم الخارجي.
• مساعدة واضعي السياسات الاقتصادية في توجيه أمور الدولة .
• تعتبر بيانات المدفوعات أداة للتقييم والتفسير العلمي لكثير من الظواهر الاقتصادية المرتبطة بالاقتصاد العالمي.
• يسمح بالتنبؤ بأسعار الصرف .
• يسمح بالحكم على الوضعية الاقتصادية والمالية للبلد .
وبدون شك يعتبر ميزان المدفوعات واحد من أكثر القوائم الإحصائية بالنسبة لأي بلد ، حيث انه يبين المركز التجاري للبلد والتغيرات في صافي مركزه كمقرض أو مقترض دولي ،والتغيرات في احتياطاته من الذهب والعملات الأجنبية .
2- مكونات ميزان المدفوعات
جرت العادة إلى تقسيم ميزان المدفوعات على أقسام مستقلة يضم كل منها متميزا من المعاملات الاقتصادية ذات الطبيعة المشابهة أو المقاربة في أهدافها ومن بين التقسيمات الشائعة في هذا المجال نأخذ التقسيم الآتي لتميزه بالوضوح والمنطقية.
2 -1 حساب العمليات الجارية.
هو ذلك الميزان الذي يضم كافة المعاملات الاقتصادية الدائنة والمدينة التي تتم بين المقيمين وغير المقيمين خلال فترة زمنية معينة وترتبط بالإنتاج والدخل خلال الفترة الزمنية محل الدراسة.
إذ يعتبر من أهم مكونات ميزان المدفوعات، ويشمل كل العمليات التي لها تأثير على الدخل الوطني، (الصادرات والواردات من السلع والخدمات ) ويضم حسابين فرعيين هما:
2-1-1 الميزان التجاري
وينقسم بدوره إلى الميزان أو الحساب التجاري السلعي والميزان التجاري الخدمي.
الميزان التجاري السلعي:ويطلق عليه أيضا ميزان التجارة المنظورة ،ويضم كافة السلع التي تتخذ شكلا ماديا ملموسا .
الميزان التجاري الخدمي : ويطلق عليه أيضا ميزان التجارة غير المنظورة ،وتظم كافة الخدمات المتبادلة بين الدول (النقل، السياحة ،التامين، دخول العمل، عوائد رأس المال ) .أما من حيث القيد في ميزان المدفوعات فيمكن القول :أن كل عملية يترتب عليها طلب عملة البلد وعرض عملة بلد آخر تقيد في الجانب الدائن أو جانب الأصول وكل عملية يترتب عنها عرض العملة الوطنية وطلب العملة الأجنبية تقيد في جانب الخصوم أو الجانب المدين
2-1-2حساب التحويلات الأحادية :
يشمل كافة المعاملات الاقتصادية الدائنة والمدينة الملزمة لجانب واحد ،وتتم بين المقيمين وغير المقيمين خلال فترة زمنية معينة ، حيث أن هذا الحساب يخصص للمعاملات التي يترتب عليها تحويل موارد حقيقية أو حقوق مالية من والى بقية دول العالم دون أي مقابل .
ويشمل هذا الحساب بندين الأول يتعلق بالهبات والتعويضات الخاصة والثاني يتعلق بالهبات والتعويضات العامة ،فالخاصة نجد فيها تحويلات الأفراد والمنظمات النقدية منها والعينية ،والعامة تندرج فيها كل التعويضات التي يعتبرها صندوق النقد الدولي إجبارية ، وكذا الهبات بأنواعها.ومن أمثلة هذه المعاملات التعويضات طبقا للاتفاقيات الدولية المعقودة بين دولتين ،وكذا المنح للدول الآخذة في النمو.
-2حساب رأس المال:
ويضم كافة التغيرات التي تطرأ على أصول المقيمين وخصومهم تجاه غير القيمين حيث انه يسجل حركات رؤوس الأموال بين البلد وبقية دول العالم التي ينشا عنها تغير في مركز دائنية أو مديونية البلد الخارجية وكذلك التغيرات في الأصول الاحتياطية الرسمية للبلد .
ويشمل الحسابات التالية :
-2-1 حساب رأس المال طويل الأجل:
يشمل كافة التغيرات التي تطرأ على أصول المقيمين وخصومهم تجاه غير المقيمين ،والتي يزيد عمرها عن عام (استثمارات مالية ،قروض مباشرة ...)
2-2-2 حساب رأس المال طويل الأجل:
يشمل كافة التغيرات التي تطرأ على أصول المقيمين وخصومهم اتجاه غير المقيمين ، والتي يزيد لا عمرها عن عام.
وتتم تحركات رؤوس الأموال قصيرة الأجل لأغراض عديدة منها التهرب من الظروف غير الملائمة ،تحقيق ربح أكبر،المضاربة.
2-2- 3 حساب الذهب والصرف الأجنبي :
ويضم هذا الحساب كلا من تحركات الذهب للأغراض النقدية ،وكذا رصيد الحملات الأجنبية والودائع الجارية وحقوق السحب الخاصة لدى صندوق النقد الدولي الدائنة والمدينة .
2-3 حساب السهو والخطأ:
إن التسجيلات في الجانب المدين والدائن قد لا تكون متماثلة نظرا لكون مصادر المعلومات المعتمدة تتعدد وتختلف ،ولهذا قد يحدث وان يكون المجموع الدائن لا يساوي المدين والفرق بينهما يمثل القيمة التي تسجل في حساب السهو والخطأ ،كي يصبح ميزان المدفوعات متزنا حسابيا .
3- المؤشرات الاقتصادية لميزان المدفوعات
يمكن معرفة الوضعية الاقتصادية لبلد ما عن طريق ميزان مدفوعاته ،وهذا بفضل مؤشراته الاقتصادية المستخرجة أو تستنتج من أرصدة الموازين الفرعية التي رأيناها سابقا
3 -1 علاقة الميزان التجاري بالاقتصاد الكلي :
لدينا العلاقة التالية والتي تحقق المساواة بين الموارد والاستخدامات في اقتصاد ما :
YC + I +(X-M)………………(1)
حيث:
Y :الإنتاج من السلع مقيما بالناتج الداخلي الخام(pib ) بسعر السوق في فترة معينة .
C :الاستهلاك الداخلي الخام والعمومي .
I : الاستثمار الداخلي الخام والعمومي.
X :الصادرات من السلع .
M :الواردات من السلع.
من العلاقة (1) يمكن استنتاج ما يلي:

Y - (C+I)  X – M ……………(2)
حيث:
:C+I يمثل الاستخدامات الداخلية ونرمز لها بـ EL)) ومنه :

Y – EL  X – M …………. (3)
حيث:
Y-EL: الفائض أو العجز في الناتج الداخلي .
X-M: رصيد الميزان التجاري .
فإذا حقق البلد فائض من الناتج الداخلي (Y-EL  0) ،فهذا يعني أن الاستخدامات الداخلية مغطاة بجزء من الناتج الداخلي الخام ويوجه الباقي منه( الفائض) إلى التصدير ،وهو ما يفسر الرصيد الموجب للميزان التجاري ف هذه الحالة (X-M  0 ) .

3-2 معدل التغطية (TC) .
وهو عبارة عن نسبة الصادرات (X) إلى الواردات (M) من السلع .
TC(X\M)×100..... …………(4)
هذا المعدل يبين مدى قدرة الإيرادات الآتية من الصادرات على تغطية المدفوعات الناتجة عن الواردات ، فإذا كان هذا المعدل اصغر من مئة فهذا يعني أن قيمة الصادرات لا تغطي قيمة الواردات ولذا يجب على البلد البحث عن موارد أخرى لتمويل وارداته .
3-3معدل التبعية (TD):
وهو عبارة عن نسبة الواردات من السلع (M)إلى الناتج المحلي الخام (PIB) .

TD =(M /PIB)×100…...................... (5)
كلما كان هذا المعدل اصغر كلما كان البلد اقل تبعية للخارج.
3-4 معدل القدرة على التصدير TE)) .
وهو عبارة عن نسبة الصادرات من السلع) X )إلى الناتج المحلي الخام (PIB) .

TE =(X/PIB)×100…...................... (5)
وكلما كان هذا المعدل كبيرا فان ذلك يدل أن للبلد قدرات كبيرة للاعتماد على قطاع التصدير .
3-5 معدل القدرة على سداد الواردات :
هذا المعدل يقيم بعدد الأيام ، حيث كلما كان عددها أكبر فان ذلك يعني أن البلد قادر على تسديد فاتورة وارداته في اقرب الآجال ،ومن المستحسن ألا يقل عن3 شهر وهو عبارة عن نسبة المخزون من احتياطي الصرف إلى الواردات من السلع .
3-6 العلاقة بين العجز في الميزان التجاري والناتج الداخلي الخام :
يمكن قياس العلاقة بين رصيد ميزان العمليات الجاري والناتج الداخلي الخام بالعلاقة التالية:
boc/pib
حيث boc: رصيد ميزان العمليات الجاري
وعموما إذا ما كان هذا المعدل يعادل فهو يعتبر عاديا حسب آراء الخبراء ،أما إذا تجاوز
فإن الوضعية الاقتصادية تصبح حرجة نوعا ما ، حيث أن احتياطات التمويل في هذا البلد تستدعي الاستدانة .
إن هذه المؤشرات الاقتصادية والتي تستخرج من الأرصدة الفرعية لحسابات ميزان المدفوعات تمكننا من معرفة وضعية البلد الاقتصادية ، إلا أن ميزان المدفوعات لا يكون متوازنا في جميع الحالات فإذا اعتبر متوازنا من الناحية المحاسبية نتيجة لمبدأ القيد المزدوج فانه لا يكون متوازنا من الناحية الاقتصادية ،وهذا ما سنتطرق إليه في المبحث الموالي.
المبحث الثاني:التوازن والاختلال في ميزان المدفوعات
يعتبر ميزان المدفوعات من الناحية المحاسبية دائما متزنا نتيجة لمبدأ القيد المزدوج المتبع عند تسجيل القيد المزدوج المتبع عند تسجيل كل عملية وبالتالي فان الاختلال المقصود هو الاختلال الاقتصادي حيث أن التوازن الاقتصادي تفسره عمليات معينة(عمليات تلقائية وعمليات موازنة ) ومنه يظهر العجز أو الفائض في ميزان المدفوعات .
1- توازن ميزان المدفوعات :
1-1 التوازن الحسابي لميزان المدفوعات :
إن القرارات المتعلقة بالاستيراد والتصدير السلعي ،وكذا حركات رؤوس الأموال ،عادة ما تصدر عن العديد من الأفراد والمؤسسات والهيئات ما يجعل من العسير أن تتلاقى أهداف المصدرين مع المستوردين ، وكذا أهداف مستوردي ومصدري رؤوس الأموال وبالتالي فانه من الصعب أن تشهد الحسابات الفرعية لميزان المدفوعات توازنا بين الجانب المدين والجانب الدائن .
1-2 التوازن الاقتصادي لميزان المدفوعات :
إن فكرة التوازن الحسابي لميزان المدفوعات لا تعني أن البلد لا يواجه صعوبات في المدفوعات بل على العكس فالتوازن الحقيقي (الاقتصادي) لميزان المدفوعات ،يستلزم فئات معينة من البنود الدائنة والمدينة ، فالفائض والعجز يعرف بدلالة مجموعة معينة من البنود ، ولكي نتعرف على هذه البنود لا بد من التمييز بين نوعين من العمليات :
- العمليات المستقلة : وهي التي تنشأ من تلقاء نفسها وليس لظهور عجز أو فائض في ميزان المدفوعات ،وتتمثل في عمليات الحساب الجاري وحساب رأس المال طويل الأجل وحركة رأس المال قصير الأجل بغرض المضاربة فقط ،وحساب التحويلات من جانب واحد وحساب الذهب للأغراض التجارية فقط .
- عمليات الموازنة أو التسوية : وتظهر عند ظهور فائض أو عجز في ميزان المدفوعات بقصد الموازنة وتتمثل في حركة رؤوس الأموال قصيرة الأجل في شكل قروض أو تغير في طبيعة الأرصدة الأجنبية وفي حركة الذهب للأغراض النقدية .
ويوصف ميزان المدفوعات بأنه متوازن أو مختل اقتصاديا عندما تؤخذ في الحسبان العمليات المستقلة ،أي إذا كان جانبها المدين والدائن متساويان يعتبر متوازنا ،أما إذا زاد الجانب المدين أو الدائن على الآخر مختلا وللاختلال صورتان هما :
الفائض : الدائن المدين
العجز : الدائن المدين
2- الاختلال الاقتصادي لميزان المدفوعات .
يلجأ عادة إلى تقسيم بنود ميزان المدفوعات وفقا لعناصره التي يمكن اتخاذها كأداة لقياس حالة التوازن الاقتصادي أو عدمه إلى قسمين :
معاملات اقتصادية فوق الخط :حيث ينظر إليها على أنها مصدر الخلل في ميزان المدفوعات في حالة الاختلال .
معاملات اقتصادية تحت الخط : حيث ينظر إليها كمجموعة الإجراءات التي تتخذها السلطات العمومية لمعالجة الخلل ،وهذا بناءا على العمليات الاقتصادية فوق الخط .

2-1معايير تقدير الاختلال :
هناك عدة معايير أو مقاييس لقياس مقدار العجز أو الفائض في ميزان المدفوعات.
2-1-1 الميزان الصافي للسيولة :
طبقا لهذا المعيار فان المعاملات الاقتصادية الواقعة فوق الخط تتمثل في حساب المعاملات الجارية بالإضافة إلى حساب رأس المال طويل الأجل وكذا قصير الأجل أما المعاملات الاقتصادية تحت الخط تتمثل في الاحتياطات المركزية من الذهب والصرف الأجنبي .
ويحقق ميزان المدفوعات فائضا إذا كانت المعاملات الاقتصادية الدائنة اكبر من المدينة ،مع استبعاد حركات الذهب والعملات الأجنبية الدائنة والمدينة حيث أنهما يستعملان في معادلة ميزان المدفوعات حسابيا .
2-1-2 الميزان الشامل للسيولة:
يعطي هذا المعيار أهمية للدور الذي تلعبه احتياطات البنوك من الذهب والصرف الأجنبي ،فالمعاملات الاقتصادية الواقعة فوق الخط تتمثل في حساب المعاملات الجارية مع حساب رؤوس الأموال الجارية طويلة الاجل ،وكذا حساب راس المال قصير الاجل بعد استبعاد الحقوق والالتزامات الخارجية للبنوك التجارية , أما المعاملات الاقتصادية الواقعة تحت الخط فتشمل الاحتياطات المركزية من الذهب والصرف الأجنبي وكذا الاحتياطات من الذهب والصرف الأجنبي لدى البنوك التجارية .
2-1-3 الميزان الاساسي :
طبقا لهذا المعيار فان المعاملات الاقتصادية الواقعة فوق الخط تتمثل في حساب المعاملات الجارية و حساب رأس المال طويل الاجل بينما المعاملات الاقتصادية تحت الخط تتمثل في حساب رأس المال قصير الاجل والاحتياطات المركزية من الذهب والصرف الأجنبي .
2-1-4 ميزان المعاملات الاقتصادية المستقلة :
يعتمد هذا الأسلوب الذي اقترحه صندوق النقد الدولي عام 1949 على التفرقة بين المعاملات الاقتصادية المستقلة ومجموعة المعاملات الاقتصادية التابعة او التعويضية .
ويقصد بالمعاملات المستقلة تلك التي تتم بغض النظر عن حالة ميزان المدفوعات وطبقا لهذا المعيار فان المعاملات الاقتصادية فوق الخط تشمل في حساب المعاملات الجارية و حساب رأس المال طويل الأجل وبعض حركات رؤوس الموال قصيرة الأجل بهدف المضاربة مثلا أو هروبا من عدم الاستقرار،بينما المعاملات الاقتصادية تحت الخط فتتمثل في حساب رأس المال طويل الأجل والقصير الأجل التابع وكذا حساب الذهب والصرف الأجنبي .
2-1-5 التوازن السوقي لميزان المدفوعات :
ظهر هذا المعيار في ضوء الانتقادات الموجهة إلى المعايير الأربعة السابقة ،حيث يقترح كبديل عنها إن يخضع التوازن الاقتصادي لمعايير قوى السوق ممثلة في الطلب وعرض الصرف الأجنبي مع الطلب عليه خلال الفترة محل الدراسة .
2-2 أنواع الاختلال وأسبابه
قد يحدث أن تمر الدولة بظروف داخلية وخارجية من شانها إحداث اختلال في ميزان المدفوعات سواء في صورة فائض أو عجز ،وهذا الاختلال يأخذ صورا مختلفة بحسب مصادره وأسبابه .
2-2-1 أنواع الاختلالات
2-2-1-1 الاختلال الموسمي :
ويحدث في البلدان التي تعتمد صادراتها على منتجات موسمية في فترة معينة من السنة ، فيحدث مثلا في البلدان الزراعية التي تعتمد على محصول واحد كأهم صادراتها ،وبالتالي يكون اختلال ميزان المدفوعات في موسم ما بينما يعود التعادل خلال فترة محل الدراسة .
2-2-1-2 الاختلال الطبيعي (العارض) :
ناجم عن أسباب طارئة أو عارضة سرعان ما تتلاشى لزوال الأسباب التي أفضت إلى حدوثه دون الحاجة إلى تغيير أساسي في الجهاز الاقتصادي للدولة ، وفي سياستها الاقتصادية كتعرض المحصول الزراعي لإحدى الكوارث في إحدى السنوات مما يقلل من حجمه أو من جودته وهو اختلال مؤقت يزول بزوال السبب الذي أوجده ويمكن مواجهته بالديون قصيرة الأجل أو الموارد الخاصة .
2-2-1-3 الاختلال الدوري:
يحدث هذا الاختلال عادة في الدول الرأسمالية، إذ يرتبط بفترات الرخاء الاقتصادي فحدوث العجز أو الفائض يشكل اختلالا دوريا نسبة إلى الدورة الاقتصادية، وتساهم التجارة الخارجية بقسط كبير في انتقال هذه التقلبات من دولة إلى دولة أخرى.
2-2-ا-4 الاختلال الاتجاهي :
هو ذلك الاختلال الذي يظهر في الميزان التجاري على وجه الخصوص ويصيب عادة موازين مدفوعات الدول النامية ،باعتبار أنه خلال الفترات الأولى من التنمية يزداد الطلب على الواردات من المواد الأولية والتجهيزات الإنتاجية والسلع الوسيطة ، دون أن يقابل ذلك نفس الوتيرة من الصادرات ،وعندها يحدث الاختلال الذي يتم تسويته عن طريق تحركات رؤوس الأموال.
2-2-1-5 الاختلال المرتبط بالأسعار:
قد يعود اختلال ميزان المدفوعات إلى العلاقة بين الأسعار الداخلية للدولة والأسعار الخارجية ،فارتفاع وانخفاض الأسعار الداخلية عن مستوى الأسعار الخارجية يؤدي إلى وجود فائض أو عجز في ميزان المدفوعات .
أيا كان بين الاختلال المتصل بالأسعار فإنه يمكن علاجه بتعديل سعر الصرف، حيث يتناسب مع العلاقة بين الأسعار الداخلية والأسعار العالمية.
2-2-1-6 الاختلال الهيكلي (دائم ):
وينتج عن تغير أساسي في ظروف العرض والطلب في الداخل والخارج.
2-2-1-7 الاختلال الأساسي :
ورد عن صندوق النقد الدولي أنه متى اقتنع الصندوق، بناء على طلب العضو أن ثمة اختلالا أساسيا ظاهرا أو مكبوتا في ميزان المدفوعات فإنه يجيز له تغيير سعر التعادل.
وينتج من هذا أنه في حالة تغير سعر الصرف وكذا التجارة الخارجية فإن التوازن يكون ظاهريا فقط في ميزان المدفوعات، ويخفي وراءه اختلالا مكبوتا.
2-2-2أسباب الاختلال :
تمر الدول بظروف معينة من شأنها إحداث اختلال في موازين مدفوعاتها سواء في صورة عجز أو فائض وهذا الاختلال يأخذ صورة مختلفة بحسب مصدره والأسباب التي ينشأ عنها:
- عوامل لا يمكن توقعها أو التنبؤ بها ومعالجتها عن طريق التدخل الحكومي والسياسات النقدية والمالية كالتضخم والانكماش وانتقالهما من دولة إلى أخرى.
- إقدام الدول السائرة في طريق النمو على استيراد الآلات والتجهيزات المختلفة وغيرها من السلع والخدمات المختلفة ، حيث تقوم بتموينها بقروض طويلة الأجل معقودة مسبقا .
- أسعار الصرف الأجنبية ، حيث أنها تربط بين مستويات الائتمان في الدول المختلفة فإذا كان سعر الصرف مرتفعا بالمقارنة مع الأثمان السائدة فإننا سنقع في حالة فائض
- التغيير في ظرف العرض والطلب: فاكتشاف مادة أولية جديدة مثلا ، يؤدي إلى زيادة الطلب عليها بالمقارنة مع المادة التي كانت تستعمل سابقا , كما حدث عند اكتشاف البترول عند الدول العربية .
(( ...إذا استمر العجز في ميزان المدفوعات لعدد من السنوات بسبب بعض الظروف الاقتصادية غير الملائمة التي تسيطر على النشاط الاقتصادي بصفة مستمرة فإنه يعادل لدى البلد عجزا دائما أو عجزا أساسيا ، حيث أن له بعض الجذور في النشاط الاقتصادي للبلد ،ونشاهد ظاهرة العجز الدائم أو الاختلال في موازين معظم البلدان المختلفة .
وقد أمكن لبعض الدول المختلفة تغطية بعض العجز عن طريق الاقتراض طويل الأجل من الخارج.
إن القصور الرئيسي في نظام النقد الدولي الحالي يجعل من الدول أن تكون غير مستعدة لقبول وسائل الموازنة التي يقتضيها هذا النظام ، فهي تعمل على تجميد وسائل العلاج والتقليل من آثارها .

المبحث الثالث: آلية التسوية التلقائية
يرى معظم الاقتصاديين في النظام النقدي الدولي أن غالبية الدول لا تقبل بوسائل الموازنة ( التخفيض, التعويم... الخ ) , التي يقتضيها هذا النظام , إذ تعمل على التجميد أو التقليل من تنفيذ البرامج المتفق عليها مع صندوق النقد الدولي , مما يؤدي إلى استمرار الاختلال إضافة إلى التأثير على مستوى احتياطات الصرف والعملات الصعبة للدولة وفي حالة ما إذا كانت الدولة تعمل بنظام سعر الصرف الثابت , فهناك آليات تلقائية تتجه بميزان المدفوعات نحو التوازن
1. آلية التسوية في ظل النظرية الكلاسيكية
(( تتلخص النظرية الكلاسيكية في أن توازن ميزان مدفوعات لدولة ما يتم نتيجة لتغيرات الأسعار في الداخل والخارج , والأمر الذي يؤثر على حجم التصدير والاستيراد))
وتقوم على الفرضيات التالية :
* ثبات أسعار الصرف.
* حرية دخول وخروج الذهب وتحويله إلى عملات والعكس .
* حيادية النقود بحيث لا تؤثر على المتغيرات الاقتصادية بل فقط على مستوى أسعار السلع .
* مرونة أسعار الصادرات والواردات .
* مستوى التشغيل الكامل وبالتالي يكون الدخل في أعلى مستوياته .
* مرونة الطلب على السلع والخدمات المنتجة محليا والمستوردة من الخارج .
وتنطلق هذه النظرية من العلاقة الطردية بين الكتلة النقدية المتداولة وكمية الذهب , إضافة إلى كون أن أي تغير في الكتلة النقدية يؤثر على مستوى الأسعار , فالفائض في ميزان المدفوعات تتولد عنه حركة الذهب والاحتياطات النقدية الأخرى باتجاه الدولة صاحبة الفائض لتسويته , وبالتالي يرتفع مستوى احتياطاتها الدولية .
مما يجعل مستوى الكتلة النقدية يرتفع هو الأخر مولدا في ذات الوقت ارتفاعا في الأسعار المحلية , وبهذا تصبح أسعار الصادرات مرتفعة , مما يؤدي إلى انخفاض حجمها وارتفاع حجم الواردات , ويستمر الوضع إلى أن يحدث التوازن في الميزان , أما في حالة العجز فتتولد عنها حركة للذهب والاحتياطات النقدية من الدولة صاحبة العجز باتجاه الخارج لتسوية العجز , وبالتالي ينقص مستوى احتياطاتها مما يجعل مستوى الكتلة النقدية ينخفض هو الأخر , مولدا انخفاضا في الأسعار المحلية فينتعش حجم الصادرات وينخفض حجم الواردات , مما يؤدي بالميزان إلى الميل للتوازن
ويميز التقليديون والتقليديون الجدد بين ثبات أسعار الصرف وحرية الصرف , حيث عند الثبات فإن أسعار السلع والخدمات , وكذا أسعار الفائدة الداخلية والخارجية هي التي تقوم بدور إعادة التوازن , وفي حالة حرية الصرف فأسعار الصرف هي التي تقوم بهذا الدور .
وقد وجهت انتقادات لهذه النظرية تتمثل أساسا في أن فرضياتها أصبحت غير مطابقة للواقع الاقتصادي الحالي , كما يوجد تناقض بين تحقيق الاستقرار في الأسعار الداخلية وتوازن ميزان المدفوعات , وقد استمر العمل بهذه النظرية حتى الحرب العالمية الثانية إلى أن أتى العالم الاقتصادي - كينز - بنظرية الدخل وفسر كيفية إعادة التوازن عن طريق تغيرات الدخل .

2. آلية التسوية في ظل النظرية الكينزية :
(( ومضمون هذه النظرية أن الاختلال في العلاقات الاقتصادية الدولية يؤدي إلى إحداث تغيرات في حجم الدخل القومي والتشغيل في كل دولة من الدول التي أصابها الاختلال ))
تعتمد النظرية الكنزية في تحليلها لتوازن ميزان المدفوعات على فكرة أساسية , وهي أن الاختلال يؤدي إلى تغيير حجم الدخل الوطني ومستوى التشغيل , معتمدة في ذلك على الميل الحدي للاستيراد ومضاعف التجارة الخارجية , فعن طريق المضاعف تؤثر الصادرات على مستوى الدخل , وهذا الأخير يؤثر على مستوى الواردات عن طريق الميل الحدي للاستيراد , وترتكز هذه النظرية على الفرضيات التالية :
* الدخل الوطني يستقر عند مستوى أقل من التشغيل الكامل للموارد .
* الأسعار مرنة وتكون في اتجاه تصاعدي فقط.
(( وفي تفسيره للتوازن يعتمد كينز على فكرتين أساسيتين للاستيراد ومضاعف التجارة الخارجية , أما الميل الحدي للاستيراد فيعبر عن العلاقة بين مقدار التغيير في الوردات ' زيادة أو نقصانا , ومقدار التغير في الدخل , بالزيادة أو النقصان . فهو النسبة بين التغير في الوردات والتغيير في الدخل القومي , وأما مضاعف التجارة الخارجية فالمقصود به هو نسبة التغيير في الدخل القومي إلى ذلك التغير الذاتي , أو الأصلي في الإنفاق الذي تحقق عن طريق تحقق فائض , أو تسبب في حدوث عجز في ميزان مدفوعات الدولة مع الدولة الأخرى , وهكذا توجد علاقة تبادلية بين الدخل القومي وميزان
المدفوعات )).
ففي حالة الفائض لما تكون الصادرات أكبر من الواردات فإن الإنفاق على السلع والخدمات المنتجة محليا يزداد, مما يؤدي إلى زيادة الدخل الوطني بمقدار الزيادة في الصادرات مرجحة بمضاعف التجارة الخارجية , هذا الارتفاع في الدخل يؤدي إلى زيادة الواردات عن طريق أثر الميل الحدي للاستيراد وهكذا يميل الفائض إلى الزوال .
أما في حالة العجز فإن الإنفاق على السلع والخدمات المنتجة محليا ينخفض مما يؤدي إلى انخفاض الدخل
الوطني بمقدار الانخفاض في الصادرات مرجحا مضاعف التجارة الخارجية , هذا الانخفاض في الدخل وبفضل الميل الحدي للاستيراد يؤدي إلى انخفاض الواردات وهكذا يميل العجز إلى الزوال .
لكن هذه النظرية تجعل العلاقة بين تغير الإنفاق وتغير الدخل تلعب دورا أساسيا في إحداث التوازن وتتجاهل العوامل الأخرى , ومن جملة الانتقادات الموجهة ما يلي:
* لا يوجد ضمان لتحقيق التوازن تلقائيا بسبب تغيرات الدخل الوطني, إذ يمكن أن يمتص الادخار جزاء من الزيادة التي حدثت في الدخل.
* تعتمد على التحليل الساكن , إذ تغض النظر عن زيادة الطاقة الإنتاجية وتكتفي بالطاقة العاطلة التي افترض كينز وجودها.
3. آلية التسوية عن طريق التدفقات النقدية الدولية
(( إن نظرية إعادة التوازن الخارجي عن طريق التأثير في الدخول أو الائتمان , لا تأخذ بالحسبان التدفقات المالية , ومع ذلك تسهم هذه في المحافظة على توازن المدفوعات الدولية بنفس الدرجة التي تسهم بها تدفقات السلع والخدمات . وانطلاقا من حالة التوازن في دولة ما , لابد من أخذ مسألتين في الاعتبار , الأولى هي احتمال حدوث ردود فعل تشكل تغير تلقائي في التدفقات المالية قادرة على تصحيح هذا التغيير , أو تعويضه بحركة مماثلة في رصيد المعاملات الجارية , والثانية هي احتمال أن يعقب التغير المستقبلي في رصيد المعاملات الجارية تغييرات معوضة في التدفقات المالية)).
والتغير التلقائي في التدفقات المالية قد يكون نتيجة استثمارات خارجية طارئة في الدولة , أو نتيجة زيادة المعونات للدول النامية, أو نتيجة ائتمان مصرفي , أو أي نوع آخر من العمليات التي رأيناها
سابقا .
إن الفائض في ميزان المدفوعات يؤدي إلى ارتفاع السيولة في البلد الذي حقق فائضا , هذه السيولة تؤدي إلى زيادة العرض من الأموال المتاحة للإقراض مسببة في ذلك انخفاضا في معدلات الفائدة , وبالتالي خروج رؤوس الأموال من البلد ومن ثم الإسهام في عودة التوازن إلى ميزان المدفوعات .
أما العجز في الميزان فيؤدي إلى انخفاض السيولة ثم انخفاض عرض رؤوس الأموال وبالتالي ارتفاع معدلات الفائدة مما يسبب دخولا لرؤوس الأموال اتجاه البلد صاحب العجز , وبهذا يعود التوازن إلى ميزان المدفوعات .
رغم أن آليات التسوية تبدو منطقية , إلا أن الفرضيات التي ترتكز عليها أصبحت غير محققة حاليا , كون أن إتباع البلد لنظام الصرف الثابت يعني آلية التسوية التلقائية عن طريق سعر الصرف, مما قد يؤدي إلى استمرار الاختلال وزيادة حدة آثاره السلبية




الخاتمة:

من كل ما سبق يتبين لنا أهمية الميزان التجاري وتنجلي عن أذهاننا بعض المعطيات أو المعلومات الخاطئة التي ترسبت في أذهاننا بقصد أو بغير قصد إن فكرة التوازن الحسابي لميزان المدفوعات لا تعني أن البلد لا يواجه صعوبات في المدفوعات بل على العكس فالتوازن الحقيقي (الاقتصادي) لميزان المدفوعات ،يستلزم فئات معينة من البنود الدائنة والمدينة ، فالفائض والعجز يعرف بدلالة مجموعة معينة من البنود .
إن عدم قبول غالبية الدول بوسائل الموازنة ( التخفيض, التعويم ... الخ ) , التي يقتضيها وضع ميزان مدفوعاتها - إذ تعمل على التجميد أو التقليل من تنفيذ البرامج المتفق عليها مع صندوق النقد الدولي - يؤدي إلى استمرار الاختلال إضافة إلى التأثير على مستوى ادائها الاقتصادي ،مما يستوجب الثورة على صندوق النقد الدولي والالتفات فقط الى مصلحة الاقتصاد الوطني.




المراجع

- سامي عفيفي حاتم .التجارة الخارجية بين التنظير والتنظيم .الدار اللبنانية مصر1991
- د. محمود يونس إ دولية .الدار الجامعية .مصر .1999-2000
- مذكرة تخرج شهادة ليسانس.سعر الصرف ودوره في توازن ميزان المدفوعات .2003-


خطــة البحــث:حـــــــــــــول موضـــــــــوع ميــــزان المدفــوعــــــات
مقدمـة:
المبحث الأول:ماهية ميزان المدفوعات
المطلب الأول:تعريف ميزان المدفوعات
المطلب الثاني:مكونات ميزان المدفوعات
المطلب الثالث:التفسير الإقتصادي لأرصدة ميزان المدفوعات
المبحث الثاني:ماهية توازن و اختلال ميزان المدفوعات
المطلب الأول:مفهوم توازن ميزان المدفوعات و أنواعه
المطلب الثاني:مفهوم اختلال ميزان المدفوعات و أنواعه
المطلب الثالث:أسباب و مقاييس اختلال ميزان المدفوعات
المبحث الثالث:تطور ميزان المدفوعات الجزائري و أرصدته
المطلب الأول:عرض و تحليل ميزان المدفوعات الجزائري و أرصدته
المطلب الثاني:مشاكل التنبؤ بميزان المدفوعات الجزائري
المطلب الثالث:آفاق ميزان المدفوعات الجزائري في ظل المعطيات الإقتصادية الجديدة
الخاتمـة:

محب بلاده
2011-12-01, 17:33
بحث آخر



بحث حول ميزان المدفوعات

مقدمة

من المعلوم أن لكل دولة معاملاتها الخارجية التي ينتج عنها استحقاقات يتعين تسويتها عاجلا أم آجلا و التزامات يجب الوفاء بها اتجاه الغير و في تاريخ معين ، و من هنا عليها إعداد بيانا كافيا و شاملا تسجل فيه مالها على الخارج من حقوق و ما عليها من التزامات و هذا البيان هو ما يسمى ميزان المدفوعات ، هذا الأخير الذي يعطي صورة واضحة عن نقاط القوة و الضعف في الموقف الخارجي للاقتصاد الوطني ، و كذلك تأثير المعاملات الخارجية على الاقتصاد القومي ، حيث نتناول في هذا الفصل ماهية ميزان المدفوعات و مكوناته مع الإشارة إلى كيفية تقييد المعاملات ، ثم نتطرق إلى فكرة العجز و الفائض لما في ذلك من أهمية خاصة عند تحليــل ميزان المدفوعات و في الأخير نسلط الضوء على حالة ميزان المدفوعات الجزائري .

المبحث الأول : إطار المفاهيم المتعلقة بميزان المدفوعات

المطلب الأول : تقديم ميزان المدفوعات
هناك عدة تعاريف لميزان المدفوعات

-التعريف الأول : يعرف ميزان المدفوعات أنه سجل لمسجل المعاملات الاقتصادية بين المقيمين في الدولة معينة و غير المقيمين فيها ، و ذلك لمدة معينة غالبا ما تكون سنة
التعريف الثاني : ميزان المدفوعات هو سجل منظم لجميع العمليات التجارية و المالية و النقدية بين المقيمين و غير المقيمين في دولة معينة لفترة زمنية عادة ما تكون سنة .
-تعريف صندوق النقد الدولي fmi : ميزان المدفوعات هو سجل يعتمد على القيد المزدوج و يتناول أخصائيات فترة زمنية معينة بالنسبة لتغيرات في مكونات أو قيمة أصول اقتصاديات دولة ما بسبب تعاملها مع بقية الدول الأخرى أو بسبب هجرة الأفراد و كذا التغيرات في قيمة و مكونات ما تحتفظ به من ذهب نقدي و حقوق سحب خاصة من الصندوق و حقوقها و التزاماتها تجاه بقية دول العالم ، حيث أن صندوق النقد الدولي استعمل أسلوبا وظيفيا ، بمعنى عدد الوظائف التي يتعين على الميزان توضيحها و بالتالي هو أكثر عمقا .
و نخرج بتعريف أنه يعرف ميزان المدفوعات لدولة ما بأنه سجل منظم أو بيان حسابي شامل لكل المعاملات الاقتصادية التي تتم بين المقيمين في الدولة و المقيمين في الدول الأخرى خلال فترة زمنية معينة عادة ما تكون سنة
و ينبغي أن يكون واضحا من هذا التعريف ما يلي:
• ينصب اهتمام ميزان المدفوعات فقط على المعاملات الاقتصادية سواء تولد عنها حقوقا للمقيمين لدى غير المقيمين أو نتج عنها حقوق لغير المقيمين يتعين على المقيمين أدائها ، أما المعاملات الاقتصادية الداخلية بين المقيمين على إقليم نفس الدولة فلا شأن لميزان المدفوعات بها
• يعتبر الوطنيون هم المقيمين على إقليم الدولة و ذلك يعني أن الأشخاص الذين يقيمون عرضا على أرض الدولة لا يعــتبرون الوطنيين مثل السـواح الأجانب ، و أعضاء البعثات الدرامية و الديبلوماسية رغم تواجدهم بالخارج
• يشمل مفهوم المقيمين كل الأشخاص الطبيعيين و الاعتباريين مثل : شركات بنوك الذين يزالون نشاطهم داخل إقليم الدولة
• الإقامة و ليست الجنسية التي يعول عليها للتفرقة بين ما يعتبر دوليا فيدرج في ميزان المدفوعات و مالا يعتبر كذلك فلا يدج فيه ، فالمعاملات تكون دولية إذا ما تمت بين أشخاص يقيمون في دول مختلفة حتى و لو كانت جنسيتهم واحدة .
• لا توجد قاعدة محددة في بداية الفترة الزمنية التي يغطيها الميزان ، غعلى حين تبدأ بعض الدول الفترة السنوية في أول جانفي و تنهيها في ديسمبر و ذلك لمساعدة السلطات المختصة على معرفة الوضع الاقتصادي الخارجي ، و من ثم العمل على اتخاذ القرارات المناسبة لتدارك الوضع بدلا من الانتظار في نهاية العام .
المطلب الثاني : مكونات ميزان المدفوعات :
ينقسم ميزان المدفوعات أفقيا إلى قسمين هما :
-1الجانب الدائن : و تسجل فيه كل عملية يترتب عنها دخول للعملة الأجنبية ، أي أن الصادرات و كل ما من شأنه خلق حقوق للدولة فبل المستوردين الأجانب أو دخول لرأس المال يقيد في الجانب الدائن .
-2الجانب المدين : و تسجل كل عملية يترتب عنها عملية دفع أو التزام بالدفع للدول الأخرى ، أي أن الواردات و كل ما من شأنه خروج للعملة الأجنبية من الدولة إلى الدول الأخرى يقيد في الجانب المدين .
أما عموديا ففلا توجد تقسيمات موحدة لميزان المدفوعات تتبعها جميع الدول ، لذا حاول صندوق النقد الدولي توحيد طريقة إعداد ميزان المدفوعات فقسمه إلي ما يلي :
-1الحساب الجاري ( حساب العمليات الجارية ) :
يعتبر الحساب الجاري أهم مكونات ميزان المدفوعات ، و يضم الميزان التجاري ، ميزان الخدمات و ميزان التحويلات من جانب واحد .
أ-الميزان التجاري :
و يسمى أيضا ميزان التجارة الخارجية و يشمل صادرات وواردات الدولة من السلع فقط ، أي ما يدخل ضمن التجارة المنظورة فقط .

ب-ميزان الخدمات :
و يضم عمليات التجارة غير المنظورة من نقل ، تأمين ، خدمات البنوك و السياحة ، نفقات أعضاء البعثات الدبلوماسية ، نفقات البعثات التعليمية ، و عوائد الاستثمارات .....الخ التي نقوم بها الدولة مع دول أخرى .
ج-حساب التحويلات من جانب واحد :
تشمل هذه التحويلات الهبات ، التبرعات ، الإعانات ، التعويضات و تحويلات المهاجرين و العاملين في الخارج إلى ذويهم ، و سميت بالتحويلات من جانب واحد لأنه لا يترتب عنها على الدولة المستفيدة أي التزام بالسداد ، و قد تكون هذه التحويلات خاصة أو حكومية فالتحويلات الخاصة مقدمة أو مستلمة من الأفراد و المؤســسات و الهيئات الخاصة مثل تحويلات المهاجرين و هبات المؤسسات الخيرية .....الخ
و التحويلات الحكومية هي المقدمة أو المستلمة من طرف الحكومات مثل : المنح التي تقدم لتدعيم برامج التنمية الاقتصادية أو للاعانته من الكوارث الطبيعية أو لتحويل شراء معدات حربية ....الخ
أما عن كيفية تسجيل هذه العمليات فهي كالتالي :
تفيد في الجانب الدائن من حساب التحويلات من جانب واحد ، و في الجانب المدين لحساب السلع أو الخدمات المقدمة ، هذا بالنسبة للدولة المستفيدة
أما بالنسبة للدولة المانحة فالعكس أي تسجل في الجانب المدين لحساب التحويلات من جانب واحد ، و في الجانب الدائن لحساب السلع أو الخدمات الممنوحة .


-2حساب رأس المال :
يضم هذا الحساب جميع المعاملات الدولية التي يترتب عنها انتقال رأس المال سواء كانت أصولا حقيقية أو مالية من دولة لأخرى و عادة ما يتقسم الى قسمين
أ-حساب رأس المال طويل الأجل :
يشمل هذا الحساب العمليات الرأسمالية التي تفوق مدتها سنة ، و نجد فيه :
• عملية الاستثمار المباشر في الخارج ، و تتقيد هذه الاستثمارات باعتبارها تصديرا لرأس المال ، في الجانب المدين من حساب رأس المال طويل الأجل ، و يقابله قيد في الجانب الدائن من حساب رأس المال قصير الأجل
• عملية الاستثمار الأجنبي في الداخل ، و تقيد هذه الاستثمارات في الجانب الدائن من حساب رأس المال طويل الأجل و الجانب المدين من حساب رأس المال قصير الأجل و ذلك باعتبار هذه العمليات استراد لرأس المال
• عمليات الاقتراض طويل الأجل ، و تقيد في الجانب الدائن ، باعتبارها استيرادا لرأس المال ، و يقابلها قيد في الجانب المدين لحساب رأس المال قصير الأجل .
• عمليات الإقراض طويل الأجل ، و تقيد في الجانب المدين ، باعتبارها عملية تصدير لرأس المال ، و يقابلها قيد في الجانب الدائن لحساب رأس المال قصير الأجل .
• حصة الدولة في المنظمات الدولية و في ملكية العلاقات التجارية و براءات الاختراع ، و تقيد قيمة ما يحققه المقيمون من أنصبة في الاستثمارات المذكورة في الخارج في الجانب المدين من حساب رأس المال طويل الأجل ، لأنها تصدير رأس المال ، و يقابله قيد في الجانب الدائن لحساب رأس المال قصير الأجل . و تقيد قيمه ما يحققه غير المقيمين من أنصبة من الاستثمارات المذكورة في الجانب الدائن ، باعتبارها استيراد لرأس المال ، و يقابلها قيد في الجانب المدين من حساب رأس المال قصير الأجل .


ب -حساب رأس المال قصير الأجل :
يشمل العمليات الرأسمالية التي تقل مدتها عن سنة ، كالاصول النقدية و الكمــبيالات و أرصدة السماسرة و القروض تحت الطلب و سندات الحكومة قصيرة الأجل ، كمال يتضمن أيضا كل زيادة في ألاصدة البنوك المحلية المودعة في الخارج أو نقص في أرصدة الأجانب المودعة في البنوك المحلية ، حيث ينشأ عن هذه العمليات قيد في الجانب المدين ، و يترتب عن كل زيادة في أرصدة الأجانب المودعة في البنوك المحلية أو نقص في أرصدة البنوك المحلية المودعة في الخارج تسجيل في الجانب الدائن من هذا الحساب
و يشمل هذا الحساب أيضا حركات الذهب و يعامل استيراد و تصدير الذهب في ميزان المدفوعات تماما مثل معاملة استيراد و تصدير السلع ، و ينطبق هذا الكلام على الدول المنتجة للذهب كجنوب إفريقيا إلا أن الأمر بالنسبة لمعظم الدول الأخرى ، حيث يعتبر الذهب أصلا من الأصول النقدية التي تستخدم لتسوية المعاملات الدولية ، فالذهب وسيلة معترف بها دوليا للدفع
-3حساب التسويات الرسمية :
يضم الحساب صافي التغيرات الدولية الرسمية ، و التغيرات في الأصول و الخصوم الدولية للسلطات النقدية الرسمية للدولة خلال السنة . و الغرض من هذا الحساب هو التسوية الحسابية لميزان المدفوعات ، وذلك عن طــريق تحركات الاحتياطات الدولية ( الذهب ، العملات القابلة للتحويل ، حقوق السحب الخاصة ، و حصة البلد في المؤسسات الدولية ) و تتم هذه التسوية بالكيفية التالية :
أ-في حالة العجز :
- إما تسديد قيمة العجز ذهبا أو عملات قابلة للتحويل و بالتالي تخفيض مستوى احتياطاتها من الصرف
- أو بطلب قرض قصير الأجل من بلد دائن ، و بالتالي ارتفاع مديوينة البلد صاحب العجز
- أو بتخفيض دائنية البلد اتجاه العالم الخارجي
- أو بالاقتراض ، إما من بلد آخر أو من السوق المالية الدولية أو من مؤسسة مالية دولية كصندوق النقد الدولي

ب- في حالة الفائض :
- اما بزيادة احتياطاتها من الذهب و العملات الصعبة
- أو بتقديم قروض قصيرة الأجل للدول المدينة ، و بالتالي زيادة دائنيتها اتجاه العالم الخارجي
- أو بتسديد ديونها السابقة
و نظرا لعدم قدرة الجهاز الإحصائي للبلد على حصر جميع المعاملات الاقتصادية التي تتم مع العلم الخارجي يتم ادرج حساب السهو و الخطأ ليتطابق مجموع الحسابات الدائنة مع مجموع الحسابات المدينة
أما عن مصادر الحصول على البيانات اللازمة لاعداد ميزان مدفوعات فهي عديدة ، حيث نحصل على قيمة السلع المصدرة و المستوردة من مصلحة الجمارك ، كما تتضمن حسابات الحكومة الإنفاق الرسمي في الخارج ( إنفاق البــعثات الديبلوماسية و العلمية ، فوائد القروض الخارجية ، الدخل من الاستثمارات ، فوائد السندات ، أرباح الأسهم ) . تظهر أيضا البنوك تفاصل المعاملات في الأوراق المالية الأجنبية ، و معظم عمليات الائتمان و القروض الخاصة ، كما تظهر ميزانية البنك المركزي التي تحصل على مستوى الاحتياطات الدولية من عملات أجنبية ، ذهب ، و حقوق السحب الخاصة ...الخ .
المطلب الثالث : التفسير الاقتصادي لأرصدة ميزان المدفوعات
هناك ثلاثة أرصدة أساسية لميزان المدفوعات و لكل منها دلالته الاقتصادية ، و تتمثل هذه الأرصدة فيما يلي :

1 -الرصيد التجاري :
و هو الفرق بين صادرات الدولة ووارداتها . و يعبر هذا الرصيد عن مكانة الدولة في التقسيم الدولي للعمل ، و يبين درجة ارتباطها أو تبعيتها للخارج ، وكذا درجة تنافسية صادراتها .
كما يعبر هذا الرصيد أيضا عن القدرة الإنتاجية للاقتصاد الوطني للصادرات و مدى قدرة القاعدة الإنتاجية على الاستجابة لحاجات السكان و مدى الحاجة إلى تغطيتها بالواردات .
-2 رصيد العمليات الجارية :
في حالة تحقيق رصيد موجب ، هذا يعني أن البلد له القدرة على التمويل باعتباره استطاع تكوين ادخار صافي من خلال تعامله مع الخارج ، أما في حالة تحقيق رصيد سالب فهذا يدل على احتياج للتمويل .
و مما سبق يمكننا القول أن رصيد العمليات الجارية مؤثر على قدرات أو احتياجات التمويل لاقتصادها .
-3الرصيد الإجمالي :
هو مجموع رصيد ميزان العمليات الجارية و تدفقات رؤوس الأموال ، و يعبر عن التأثيرات المطبقة على أسعار الصرف ، باعتبار أن العمليات المسجلة في الجانب الدائن تمثل طلبا على العملة المحلية و بالتالي التحسين في قيمتها ، و العمليات المسجلة في الجانب المدين تمثل طلبا على العملات الأجنبية و عرضا للعملة المحلية ، و بالتالي تدهورا في قيمة هذه الأخيرة .
في التحليل الاقتصادي يمكن استخدام عدة مؤثرات يمكن استخراجها من ميزان المدفوعات نذكر منها :
-أ-معدل خدمة الدين :
القسط السنوي المدفوع + الفوائد
معدل خدمة الدين =
إجمالي حصيلة الصادرات السنوية
تعبر هذه النسب عن عبء المديونية الخارجية على الاقتصاد من حيث امتصاصها للعوائد من العملات الأجنبية الناتجة عن التصدير فادا كانت هذه النسبة ضعيفة هذا يعني أن الدولة قادرة على تسديد الالتزامات الخارجية و الاستيراد و دعم احتياطي الصرف و ما يعاب على هذا المؤشر هو أنه يربط بين متغيرين من طبيعة مختلفة ، فمبلغ خدمة الدين بالنسبة للمستقبل معلوم، في حين أن حجم الصادرات هو قيمة تقديرية ، لهذا نقول أن هذا المؤشر أكثر دلالة عن الماضي منه بالنسبة للمستقبل
ب-نسبة خدمات الدين الى الناتج الوطني الخام :
و هي نسبة بين خدمات الدين و الناتج الوطني الخام مقوما بسعر السوق . و تعبر عن نصيب الأجانب من الناتج الوطني الخام . فكلما كانت هذه النسبة مرتفعة كلما كانت القدرات الإنتاجية الوطنية موجهة بصفة أساسية لخدمة الخارج .
و المشكل الذي يطرحه هذا المؤشر هو تباين الأنظمة المحاسبية الوطنية في تقدير الناتج الوطني الخام ، لذا يعد غير صالح للمقارنة بين الدول التي تختلف أنظمتها المحاسبية .
ج-نسبة الدين الخارجي إلى إجمالي الصادرات :
تعتبر الصادرات المصدر الرئيسي لدفع هذه الديون على المدى الطويل و المتوسط فبقدر ما تكون هذه النسبة مرتفعة وقريبة من الواحد بقدر ما يواجه الاقتصاد خطر التوقف عن سداد الديون ، لذلك تحرص الكثير من الدول لا تتجاوز هذه النسبة 50 .
د-نسبة الاحتياط الأجنبي الى الديون :
تعبر هذه النسبة عن قدرة الاقتصاد على مواجهة أعباء المديونية في الأوقات الحرجة لهذا فارتفاع هذه النسبة يدل على وفرة السيولة الخارجية ، ذلك لأن احتياط الأجنبي بمثابة هامش الأمان الذي تلجأا ليه السلطات الأجنبية للحفاظ على استقرار سعر الصرف ، فهو يستخدم لمواجهة الاختلالات الظرفية لميزان المدفوعات
كما أن الارتفاع المفرط لهذه النسبة يعبر عن تجميد للأموال ، و بالتالي فرصة ضائعة لاستثمار هذا الاحتياطي ، و هكذا تتحمل الدولة تكلفة اقتصادية إضافية


ه-الطاقة الاسترادية للاقتصاد :
يعبر عن الطاقة الاسترادية بالعلاقة : Cm = (X+F) - ( D+P)/B
Cm : الطاقة الكلية على الاستيراد
:Xحصيلة الصادرات
:F حجم الأموال الأجنبية المحصل ( قروض و تحويلات )
خدمات الدين كمدفوعات
:P تحويلات نحو الخارج ( أرباح ، مدا خيل الاستثمار )
:B متوسط سعر الوحدة من الواردات
و يمكن كتابة العلاقة السابقة على النحو التالي :

Cm= X-D /B + F-P/B


حيث يعبر الطرف الأول من العلاقة من الطاقة الاسترادية الذاتية الناتجة عن الفائض من حصيلة الصادرات ، بينما الطرف الثاني من العلاقة الاسترادية المقترضة يعني أي حجم تموله القروض و التحويلات الخارجة عن الواردات .
و-تحليل البنية الاقتصادية :
يمكن تحليل البنية الاقتصادية لبلدها على ميزان السلع و الخـدمات الذي يوضح السلع و الخدمات الفائضة عن حاجة الاقتصاد و تلك التي هو بحاجة اليها ، كما يمكن أن يوضح هذا الميزان أيضا أهمية الصادرات ضمن الناتج المحلي الخام . و يعبر عن هذا الأخير

بالعلاقة التالية :

PIB = CF+Abff+ DS +X-M
حيث أن :
PIB : الناتج المحلي الخام
CF :الاستهلاك النهائي
ABFF :التراكم الخام للأصول الثابتة
DS تغير: المخزون
X :الصادرات
M :الواردات
و ما تجدر بنا الإشارة إليه هو أن التحليل الديناميكي لهيكل التجارة الخارجية من شأنه أن يعكس تطور البنية الاقتصادية عبر الزمن ، و ذلك بالاعتماد على موازين المدفوعات لعدة سنوات .

المبحث الثاني : توازن اختلال ميزان المدفوعات

لميزان المدفوعات مفهومين مختلفين يستخدمان في تحديد العلاقات الاقتصادية الدولية يجب التمييز بينهما و هما :
-الأول: هو ميزان المدفوعات المحاسبي : حيث تسجل فيه المعاملات بين المقيمين بدولة ما و غير المقيمين فيها خلال فترة زمنية عادة ما تكون سنة ، و بهذا فانه سجل تاريخي للمعاملات الدولية ، و بالتالي يفيد التنبؤ بالتغيرات المستقبلية في ميزان المدفوعات .
-الثاني : هو ميزان المدفوعات السوقي الذي يركز على ميزان المدفوعات عند نقطة زمنية معينة ، و ليس خلال فترة و يفيد هذا المفهوم في تحليل أوضاع التوازن أو عدم التوازن في ميزان المدفوعات .
المطلب الأول : مفهوم توازن ميزان المدفوعات و أنواعه :
هناك نوعان من توازن ميزان المدفوعات ، توازن محاسبي و توازن اقتصادي
-1التوازن المحاسبي :
يقوم ميزان المدفوعات على أساس محاسبي بسيط هو مبدأ ضرورة التوازن بين جانبيه إلا أن هذا لا يعني ضرورة توازن بنوده ( حساباته ) المختلفة ، فقد يكون حساب العمليات الجارية أو حساب رأس المال غير متوازن ، و هكذا إذا حدث عجز أو فائض في إحدى حسابات ميزان المدفوعات ، فلابد أن ينعكس ذلك على حساب أخر من حساباته .
فعلى سبيل المثال إذا زادت واردات بلد ما عن صادراته أو أدى هذا إلى عجز الحساب التجاري فانه لابد من سداد هذا العجز بالحصول على قروض أجنبية فائضا في حساب العمليات الرأسمالية .
و اذا حدث و كان مجموع حسابات الجانب الدائن يختلف عن مجموع حسابات الجانب المدين فان هذا يعني أن الدولة استلمت شيئا دون أن تحدث تسوية له أو أن تكون هناك عملية حدثت فعلا و لم تدرج في الحسابات ، و هكذا عمليا يحدث هذا الاختلاف عادة و يوضع الفرق تحت حساب السهو و الخطأ و ينشأ هذا الأخير من عدم قدرة المسؤولين على تتبع جميع العمليات التي تحدث في التجارة الخارجية .
و من هنا نرى حتمية توازن ميزان المدفوعات و ذلك لأن الدولة لا تستطيع أن تدفع للخارج أكثر مما تتلقاه أو تحصل عليه حاليا باستثناء قيامها بالسحب من احتياطاتها النقدية ، عن طريق بيع بعض أصولها الى الخارج ، الاقتراض من الخارج أو تلقي الهبات و الهدايا ، كما أنها لا تستطيع الحصول على أكثر مما تدفعه للخارج بدون قيامها بزيادة احتياطاتها النقدية أو الأصول الأخرى أو تقليل التزاماتها قيل الأجانب أو تقديم الهدايا و المنح .
-2التوازن الاقتصادي :
إذا كان التوازن المحاسبي هو تساوي مجموع الحسابات الدائنة مع مجموع الحسابات المستقلة فان التوازن الاقتصادي يركز على حسابات معينة دون أخرى . كما يعني هذا التوازن الحالة التي يتساوى فيها الجانب الدائن بالجانب المدين في العمليات المستقلة . و يقصد بالعمليات المستقلة كل المعاملات الاقتصادية التي تتم مع الخارج دون النظر إلى حالة ميزان المدفوعات أو توجهيه في اتجاه ، كالسـعي وراء تحقيق التوازن فيه ، و تشمل هذه العمليات :
• جميع أنواع الصادرات و الواردات المنظورة و غير المنظورة ، قصد تحقيق رغبات المستهلكين
• التحويلات من جانب واحد للتقليل من التفاوت في مستويات الدخول
• حركات رؤوس الأموال طويلة الأجل التي تهدف إلى التمــلك و تحقـيق الأرباح و نسب الفائدة المرتفعة .
• بعض رؤوس الأموال قصيرة الأجل التي تبحث عن المضاربة أو تهريبها بدافع الحيطة و الحذر .
أما باقي العمليات فهي عمليات تسوية ( موازنة ) مشتقة من العمليات المستقلة الهدف منها هو توازن الجانب الدائن مع الجانب المدين و نذكر منها :
حركات الذهب لتسوية الميزان التجاري ، وزيادة الاحتياطي من العملات الأجنبية أو استعمالها حركة رأس المال قصير الأجل في شكل قروض أو تغير في طبيعة الأرصدة الأجنبية و في حركة للأغراض النقدية .
ملاحظة : أن تقسيم عمليات ميزان المدفوعات ألي عمليات مستقلة و عمليات مشتقة يختلف من دولة لأخرى ، و أحيانا تغير نفس الدولة تقسيمها لهذه العمليات من فترة إلى أخرى .

المطلب الثاني : مفهوم اختلال ميزان المدفوعات و أنواعه
بعد تعرضنا إلى التوازن الاقتصادي لميزان المدفوعات ، نلاحظ أن هذا التوازن قلما يحدث ، بحيث هو أحد الحالات الثـلاث لميزان المدفوعات التالية : الفائض ، العجز ، و التوازن . فكل من الفائض و العجز يعد اختلالا لميزان المدفوعات .
-1مفهوم اختلال ميزان المدفوعات :
من النادر أن يتوازن جانبا الإيرادات و المدفوعات ، فقد يكون هناك فائض في حالة زيادة الإيرادات عن المدفوعات ، و يترتب على ذلك أن تكون الدولة في موقف الدائن لبعض الدول الأجنبية ، و هذا يعني وجود فائض لديها من عملات تلك الدول و تستطيع تلك الدولة ذات الفائض في ميزان المدفوعات إما أن تزيد من اقتنائها للسلع و الخدمات الأجنبية و إما أن تقرض هذا الفائض إلى دول أخرى مزاولة نشاط استثماري في الخارج . كما يعني هذا الفائض أيضا أن الدولة المعنية به تعيش في مستوى معيشي أقل من ذلك الذي يمكنها أن تعيش فيه ، أي لم تتمتع بكل ثروتها ، و زيادة الطلب على صادراتها قد يؤدي إلى رفع أسعار منتجاتها مما يؤدي إلى التضخم ما لم تقم الدولة بإجراء مناسبة في هذا المجال ، حيث يدخل النشاط الاقتصادي حلقة توسعية تتضمن اختلالا بين الأسعار و الأجور فتضطرب العلاقات بين فئات المجتمع . كما أن الفائض يمكن الأعوان الاقتصاديين من اللجوء إلى الاستيراد لارتفاع دخولهم ، و لا يمكن للأجانب من استغلال موارد الدولة و مجهودات عمالها فحسب ، بل من عملية استنزاف طاقاتها و خيرتها الإنتاجية كذلك :
و قد تعاني الدولة من عجز في ميزان مدفوعاتها ، و يترتب عن ذلك زيادة في مديونيتها للعالم الخارجي ، فتعيش في مستوى أكبر من إمكاناتها الحقيقية . كما يترتب عن هذا العجز أيضا الإقبال على عملات الدول الدائنة و انخفاض الطلب على العملة المحلية ، و استمرار هذا الوضع يجعل مركز هذه الدولة ضعيفا في الاقتصاد الدولي فتنهار سمعتها الاقتصادية بين المؤسسات المالية الدولية و الإقليمية .
نشير الى أنه ليس كل عجز مشكلة يجب تفاديها ، لأن تحقيق العجز في ميزان مدفوعات الدول النامية يمكنها من تطوير اقتصادياتها في المراحل الأولى من التنمية ، حيث تستورد السلع الاستثمارية لبناء جهازها الإنتاجي .

-2أنواع الاختلال في ميزان المدفوعات
هناك العديد من أنواع الاختلال ، حيث أنها لا تقتصر على العجز فقط ، و إنما تشمل الفائض أيضا ، و تنقسم إلى قسمين :
أ-الاختلال المؤقت : ينقسم بدوره إلى :
• الاختلال العارض : هو الذي ينجم عن حدوث عارض لا يتفق و طبيعة الأمور و لا يعتبر عن أقوى الاقتصادية للدولة كإصابة محصول زراعي بأنه زراعية أو انخفاض أسعار البترول مما يؤدي إلى اختلال سالبا في الميزان التجاري أو قد يكون الاختلال إيجابي مثل الحروب إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية و بالتالي تحقيق فائض في الميزان التجاري و منه قد يؤدي إلى اختلال إيجابي في مجموعه ، حيث أنه يتلاشى عاجلا أو أجلا دون الحاجة إلى تغيير أساسي في الهيكل الاقتصادي للدولة أو سياستها حيث بطبيعته مؤقت يزول السبب الذي أوجده
• الاختلال الموسمي : يتوقف على المدة التي حدث فيها الاختلال و يمس خاصة الدول التي لهذه المحاصيل الموسمية أو منتوجات موسمية فمثلا في فصل الشتاء يزيد الطلب على البترول و الغاز و بعد هذه الفترة يتلاشى هذا الفائض و يتحول إلي عجز حيث لا يتطلب سياسة لمواجهته اذ من المحتمل أن تتعادل الاختلالات الموسمية على مدار السنة .
• الاختلال الدوري : يمس هذا النوع من الاختلال الأنظمة الرأسمالية في فترات الرواج و الكساد تنعكس أثارها على ميزان المدفوعات فهو يحقق عجزا و تارة يحقق فائضا و هذا الفائض أو العجز يطلق عليه الاختلال الدوري نسبة إلى الدورة الاقتصادية ، مثل هذه التقلبات الدورية تنتقل من دورة إلى أخرى من خلال التجارة الخارجية .
و مثل هذا النوع من الاختلال يمكن علاجه عن طريق اتباع السياسات النقدية و المالية
• الاختلال الاتجاهي : هو الاختلال الذي يظهر في الميزان التجاري بصفة خاصة خلال انتقال الاقتصاد القومي من مرحلة التخلف إلى مرحلة النمو ، ذلك أنه في الفترات الأولى للتنمية تزداد الواردات زيادة كبيرة ، في حين تنعدم
القدرة على زيادة الصادرات بنفس الدرجة ، و ذلك بسبب الطلب المستمر على السلع الرأسمالية الوسيطية التي تحتاجها للنمو الاقتصادي ، و هذا الاختلال يعالج عن طريق رؤوس الأموال الدولية طويلة الأجل ، على أنه لما كانت هذه الحركات مرتبطة بدرجة النمو الاقتصادي فقد ميز الاقتصاديون بين مجموعة مختلفة من المراحل التي يتم بها الدول المقترضة لرؤوس الأموال منذ أن تشرع في تمويل عمليات التنمية ، و هذه المراحل هي :
 مرحلة الدول الحديثة و العهد بالاقتراض ، مرحلة الدول المقترضة المتقدمة
 مرحلة الدولة الحديثة العهد بالاقتراض ، مرحلة الدول المقرضة المتقدمة.
• الاختلال النقدي : يعتبر التضخم أحد مصادر اختلال ميزان المدفوعات ، فمن المعروف أن زيادة الدخول النقدية في دولة ما تولد طلبا متزايدا على الواردات كذلك ارتفاع مستوى الأسعار داخليا يشجع على التحول إلى الواردات البديلة بسبب انخفاض أسعارها إذا ما قورنت بالمنتجات المحلية و الطلب الأجنبي بسبب ارتفاع الأسعار ينخفض على صادراتها أو قد يتحول إلى المنافسة و كل من شأنه أن يؤدي إلى عجز ميزان المدفوعات ، هذا العجز لا سبيل لعلاجه إلا بتخفيض القيمة الخارجية للعملة أو اتباع سياسة انكماشية مناسبة .
2 – الاختلال الدائم ( الهيكلي ) : مصدره تغير أساسي في ظروف الطلب أو العرض مما يؤثر على هيكل الاقتصاد القومي و في توزيع الموارد بين قــطاعاته المـختلفة و يرجع إلى العوامل التالية :
- تحول الطلب الخارجي إلى بعض السلع على حساب البعض الأخر مثل التحول من الفحم إلى البترول
- تغير عرض عناصر الإنتاج ، فقد يتغير عرض العمل بسبب النمو أو عرض الموارد الطبيعية بسبب الاستكشاف و التنقيب .
- تغير فنون الإنتاج ، كإحلال عنصر إنتاجي متوفر نسبيا على عنصر أخر نادر نسبيا مما يؤدي إلى انخفاض تكلفة الإنتاج و من زيادة إمكانيات التصدير .
- التغير في الأصول المملوكة للدولة بالخارج ، بسبب الاستثمارات الخارجية مما يؤدي إلى تغير العائد الأتي من الاستثمارات .
- تحسن مستوى المعيشة الداخلية دون أن ترتفع قوتها الإنتاجية بنفس هذا يؤدي إلى زيادة الواردات بدرجة تفوق قوة الدولة على التصدير .
هذا النوع من الاختلال لا يصلح لعلاجه تغير سعر الصرف و لا تغيير سياسة الإنفاق أو سياسة الأسعار ، و إنما يلزمه الارتقاء بالفن الإنتاجي و التنظيمي حتى تنخفض تكاليف الإنتاج في الداخل و الاتجاه نحو فروع إنتاج جديدة ، و تحديد شامل للطاقات الإنتاجية تدعيما للقدرة التنافسية و بالتالي علاجه يتطلب معرفة الأسباب الحقيقية التي أوجدته .

المطلب الثالث : أسباب و مقاييس اختلال ميزان المدفوعات :
هناك عدة أسباب تؤدي ألي اختلال ميزان المدفوعات أهمها :

-1سعر الصرف المعتمد للعملة الوطنية :
إذا كان سعر الصرف أعلى من المستوى الذي يتناسب مع الأسعار السائدة في السوق المحلية ، يؤدي إلى جعل السلع المحلية مرتفعة السعر مقارنة بالدول الأخرى الذي يؤدي إلى انخفاض الطلب الأجنبي عليها و بالتالي ظهور عجز في ميزان المدفوعات .و العكس في حالة تحديد القيمة الخارجية للعملة المحلية عند مستوى أقل مـما يتناسب و الأسعار السائدة في السوق المحلية مما ينتج عنه فائض في ميزان المدفوعات .
-2تغير بنية العلاقات الاقتصادية الدولية :
إن تغير الطلب العالمي على بعض المنتجات نتيجة الإبداع التكنولوجي يؤدي إلى اختلال في موازين مدفوعات الدول المصدرة لهذه المنتجات كما يؤدي تحكم بعض الدول في الفن الإنتاجي و بالتالي زيادة صادراتها في الوقت الذي تنخفض فيه صادرات الدول الأخرى التي لا تزال تكاليف إنتاجها كما هي .
-3التدخل الحكومي :هناك فاصل زمني بين ظهور الرواج و الكساد في الدول المختلفة ، و بالتالي استخدام أدوات السياسة الاقتصادية يمكن أن يحدث خللا في ميزان المدفوعات لأن الرخاء لا يبدأ في جميع الدول في وقت واحد و تختلف حدته من دولة لأخرى .
-4الظروف الطبيعية : تتسبب الظواهر الطبيعية و الحروب في اختلال موازين المدفوعات الدولية و ذلك لما تستدعيه من زيادة الطلب على بعض المنتوجات و عدم القدرة على التصدير بسبب مخاطر الطريق مما يؤدي استفادات الدول الأخرى التي تصدر نفس المنتجات .
• مقاييس الاختلال :
يمكن التمييز بين مقاييس الاختلال ميزان المدفوعات هما ميزان المستويات الرسمية ، و ميزان الأساسي .

-1ميزان المستويات الرسمية :
إذا كان ميزان المستويات الرسمية مدنيا فانه يشير الى زيادة الحسابات الدائنة عن الحسابات المدينة و هذا يعني أن ميزان المدفوعات في حالة فائض ، أما اذا كان ميزان المستويات الرسمية دائنا فذلك يدل على عجز ميزان المدفوعات .
هناك مجموعة من المعاملات التي لها طابع المستوية ، مثل مشتريات و مبيعات العملات الأجنبية بواسطة البنك المركزي أو الهيئة المسؤولة ، بغرض الحفاظ على أسعار الصرف الثابتة . و كون مبيعات الصرف الأجنبي بواسطة الجهات الرسمية يقلل من الاحتياطات الرسمية في الدولة . و المشتريات تزيد من هذه الاحتياطات معناه أن الاحتياطات الرسمية لم تتأثر بأي معاملات أخرى خلال فترة زمنية معينة و بالتالي يمكن اعتبارها مؤشرا لوضع ميزان المدفوعات و رصيد معاملات التسوية الرسمية كمقياس للاختلال يواجه العديد من الصعوبات أدت إلى التخلي عن استخدامه ، نذكر منها :
- تقويم أسعار الصرف و حرية تقبلها جعل استعاب معظم الاختلالات في موازين المدفوعات من خلال تقلبات أسعار الصرف .
- غالبا ما تتأثر الاحتياطات الرسمية بمعاملات أخرى من غير التدخل في سوق الصرف الأجنبي مثل ما حدث في الو.م.أ حيث ارتفعت لاحتياطات الرسمية ارتفاعا مذهلا نتيجة تدفقات الدخل بالدولار للدول المصدرة للبترول حيث استخدمت هذه الاحتياطات في تسوية ميزان المدفوعات الأمريكي في حين أن نسبة كبيرة من هذه التدفقات يمكن نسبها إلى قرار
- صعوبة التمييز بين المعاملات المستقلة و معاملات التسوية فبإمكان دولة ما أن تقترض لسد العجز في الميزانية ، فهذا القرض يعتبر معاملة مستقلة ، و كذلك بإمكانها الاقتراض لزيادة احتياطاتها من الصرف الأجنبي فهذا القرض يعتبر بمثابة معاملة تسوية و يمكن أن يحقق الهدفين معا .

-2 الميزان الأساسي :
الميزان الأساسي هو المجموع الجبري لصافى أرصدة الحساب الجاري و حساب راس المال طويل الأجل و يفترض أن تكون المعاملات في الحسابات المـعينة مستقلة ( مستقلة عن ميزان المدفوعات ) .
تتميز هذه الحسابات بالاستقرار نسبيا في المدى القصير لذلك توضع فوق الخط أما باقي الحسابات التي تتأثر بعوامل مؤقتة توضع تحت الخط .
يقيس التوازن عندما يتساوى الفائض في الحساب الجاري مع تدفقات رأس المال الطويل الأجل إلى الخارج أو عندما العجز في الحساب الجاري مع تدفقات رأس المال الطويل الأجل إلي الداخل .
و لكن العيب في هذا المقياس هو صعوبة التفرقة بين تحركات رأس المال الطويل أو القصير الأجل ، و كون أن بعض التحركات قصيرة الأجل يكون لها أثر في الأجل الطويل ، كما أن التجارة و الخدمات قد تمول برؤوس أموال قصيرة الأجل .
و لهذا تلجأ الدول و خاصة منها المتقدمة إلى أتباع أكثر من أسلوب لتقدير الاختلال في ميزان مدفوعاتها . و كبديل لتعدد المعايير التي تقيس الفائض أو العجز في ميزان المدفوعات نجد فارق الطلب على العملات الأجنبية و العرض منها ن حيث يتحقق التوازن في ميزان المدفوعات لدولة ما إذا تساوي الطلب على العملات الأجنبية و العرض منها خلال فترة زمنية .

المبحث الثالث : تطور ميزان المدفوعات الجزائري و أرصدته
لعبت التطورات الخارجية دورا رئيسيا في الاقتصاد الجزائري بسبب الدور المسيطر لقطاع المحروقات الذي ساهم بنسب كبيرة في إيرادات الميزانية .
المطلب الأول : عرض و تحليل ميزان المدفوعات الجزائري و أرصدته :
-بالرجوع إلى أواخر الستينات حتى غاية 1978 ( رسم بياني رقم 09 ) نلاحظ أن الميزان التجاري المتمثل في الفرق بين الصادرات و الواردات قد سجل عجزا متواصلا ماعدا سنتي 1974 و 1976 حيث كان الرصيد إيجابي يرجع السبب في ذلك طلب الجزائر على المنتجات و المعدات الأجنبية لتلبية احتياطات التصنيع التي انطلقت كما هو معلوم في بداية السبـعينات . نتج عن تحسن المــيزان التجاري خلال سنتي 74 و 1976 عن عاملين على الأقل هما : ارتفاع قيمة الصادرات من جراء ارتفاع أسعار النفط من جهة و انخفاض نسبي لمستوى الواردات
-أما تغطية الواردات بالصادرات خلال الفترة المذكورة كانت ضعيفة نسبيا رسم بياني رقم 09 و هذا ناتج كما أسلفنا عن سياسة التصنيع المنتهجة و قلة الصادرات خارج المحروقات .
-بدأ الميزان التجاري يعرف تحسنا متواصلا انطلاقا من سنة 1979 اثر الصدمة النفطية الثانية التي عادت بربح على الدول المصدرة للبترول منها الجزائر التي استفادت بزيادة في قيمة صادراتها بحوالي 50 % مقارنة بسنة 1978 و تواصل تحسن الميزان التجاري من سنة لأخرى إلى غاية سنة 1986 رسم بياني رقم 10 .
-حتى منتصف الثمانينات تمكنت الجزائر بفضل ارتفاع أسعار النفط من تمويل الاستيعاب المحلي المرتفع إلا أن الهبوط الكبير المفاجئ لأسعار النفط في عام 1986 أبرز الاختلالات الاقتصادية الكلية الناشئة و كذلك جوانب الضعف في اقتصـاد البلاد و لقد انخفضت صادرات النفط الخام الجزائري بمقدار النصف بين عامي 1986-1985 و انخفضت إيرادات الصادرات الكلية بنسبة ; 38 % ( أنظر الشكل رقم 10 ) و استجابة لهذا الوضع و بالرغم من قيام السلطات برفع معدلات الاقتراض فقد كان عليها أن تلجأ إلى فرض قيود على الاستيراد و هكذا انخفضت الواردات بين عامي 1985 و 1987 بنسبة 43 % من حيث القيمة الحقيقية ، و تعرضت المؤسسات العمومية التي تعذر عليها شراء التقديرات اللازمة للصعوبات .
الرسم البياني رقم 09 تطور الميزان التجاري 79-68
الرسم البياني رقم 10 تطور الميزان التجاري 90-80
و ظهرت حوافز قوية لظهور موازية للفقد الأجنبي و على الرغم من انتعاش أسعار النفط تدريجيا بحلول عام 1990 و ارتفاعها بشكل حاد خلال أزمة الخليج في عام 1991 قامت الجزائر ببذل جهود للانتقال إلى اقتصاد أكثر انفتاحا و أكثر اعتمادا على قوى السوق و أبرم اتفاقين تمويلين مع صندوق النقد الدولي في عامي 1989 و 1991 و قد صاحب ذلك عمليات شراء بموجب تسهل التمويل التعويضي الطارئ لصندوق النقد الدولي بسبب تقلب الصادرات و لمواجهة نفقات الواردات من الحبوب ( شكل رقم 10 و 11 ) و في عام 1991 تعرضت الجزائر لأثار الجفاف الذي استمر فترة طويلة و أسعار النفط الدولية التي بدأت في الانخفاض مرة أخرى و أتسم ميزان المدفوعات الجزائري خلال تلك الفترة بخسائر في الاحــتياطات و زيادة الاقتراض و ارتفع رصيد الدين الخارجي من 18*4 مليون دولار ( حوالي 30 % من إجمالي الناتج المحلي عام 1985 ) إلى 26*5 مليون دولار ( 63 % من إجمالي الناتج المحلي في عام 1993 ) و لم تكن هذه الزيادة ضخمة فحسب بل بدأ نمط أجال الاستحقاق يتجه نحو القصر و أصبح توزيعه غير متكافئ بحلول عام 1994 فقد كانت القروض الجديدة – معظمها من وكالات ائتمان الصادرات قصيرة الأجل ( من سنتين إلى 03 سنوات ) و أسهمت بذلك برفع نسبة خدمة الديون من 35 % من صادرات السلع و الخدمات من غير عوامل الإنتاج في عام 1985 إلى مستوى غير قابل للاستمرار و هو 82 % في عام 1993
و في حين أحرزت السياسات الرامية إلى تحسين الانفتاح الاقتصادي بعض التقدم فانه لم يتم استكمال برنامج الإصلاح و أعاق عبء خدمة الدين الثقيل الجهود المبذولة لتوسيع الطاقة الإنتاجية من خلال الاستثمارات الجديدة و حال دون حدوث انتعاش ملموس للنمو . و مهدت هذه الظروف السبيل أمام التراجع عن الاتجاه نحو اعتماد نظام تجاري أكثر انفتاحا . ففي عام 1992 عادت السياسة التجارية إلى الأساليب الإدارية الماضية عندما فرضت قيودا صريحة على النقد و حظرا على مجموعة واسعة من الواردات . غير أن هذا النهج لم ينجح في احتواء الاختلالات المتزايدة و ظهرت أزمة في النقد الأجنبي في نهاية عام 1993 ، عندما انخفضت الاحتياطات الى أقل من 1*5 مليار دولار ( أي حوالي شهر من الواردات ) في مواجهة هذه الأزمة اتخذت السلطات مبادرة كبر للإصلاح في أوائل عام 1994 ، بمساندة ترتيب توصلت إليه مع صندوق النقد الدولي بالإضافة إلى برنامج شامل لاعادة جدولة الديون . ففي افريل 1994 عقد اتفاق للاستعداد الائتماني مدته سنة ثم اتفاق لمدة ثلاثة سنوات في إطار تسهيل الصندوق المعزز في عام 1995 و صاحب الاتفاقين الحصول على قرض في إطار تسهيل التمويل التعويضي و الطارئ و اتفاقات لاعادة جدولة الديون في نادي باريس . و تم التوصل إلى اتفاق لاعادة جدولة الديون التجارية مع نادي لندن تم إبرامه في جويلية 1996 .
استهدف برنامج السلطات فيما يتعلق بالقطاع الخارجي خفض خدمة الدين إلى مستوى قابل للاستمرار و تحسين أوضاع ميزان المدفوعات بحلول منتــصف عام 1998 . و كان العنصر الرئيسي في هذا الجهد هو خفض قيمة الدينار الجزائري و التحول من ربط الدينار بسلة من العملات إلى نظام التعويم الموجه الذي يستجيب لاشارات السوق على خلاف الفترات السابقة صاحب خفض العملة الحـصول على مـساعدة خارجية و اتباع سياسات اقتصادية ملائمة ساهمت في تعزيز عملية ضبط الأوضـاع المـالية و الإنعاش الاقتصادي . و تضمنت هذه السياسات ما يلي :
-تحرير الأسعار و نظامي الصرف و التجارة بشكل رئيسي لتقريب الأسعار المحلية إلى الأسعار العالمية و تقديم الحوافز الملائمة للسوق .
-اتباع سياسات مالية متشددة
-القيام بإصلاحات هيكلية لإنشاء آليات السوق و تحقيق استجابات العرض
و استهدفت استراتيجية الإصلاح الحد من نقص الواردات الذي نشأ نتيجة الضوابط الإدارية ، و كان الحساب الجاري الخارجي قد تحول من فائض بنسبة 1*6 % من إجمالي الناتج المحلي في عام 1993 إلى عجز قدره 5*3 % من هذا الإجمالي في عام 1995

الرسم البياني في رقم 11 : تطور الميزان التجاري 98-91
تأثرت الأوضاع الخارجية بشكل سلبي نتيجة لهبوط معدات التبادل التجاري عام 1994 بسبب انخفاض أسعار النفط ، و في عام 1995 بسبب ارتفاع تكاليف استراد الحبوب بينما انخفضت التدفقات المالية الخارجية بشكل ملموس .
ففي عام 1994 كانت التدفقات الرأسمالية الوافدة مازالت مرتفعة إلى حد كبير حيث بلغت 4*6 مليون دولار ، و قد سمحت هذه التدفقات بالإضافة إلى الدعم المقدم لميزان المدفوعات يتراكم الاحتياطات الرسمية إلى ما يعــادل ثلاثة أشهر مـن الواردات ، و انخفاض عبء خدمة الديون من 82 % من الصــادرات إلى 49 % ( شكل 13 ) و على العكس من ذلك في عام 1995 حدثت زيادة في الواردات خارج قطاع المحروقات عقب تطبيق التدابير الخاصة بتحرير الواردات ، و تعويض البلاد لموجة جفاف شديدة بالإضافة تحركات أسعار الصرف التي رفعت تكاليف خدمة الدين من حيث قيمتها بالدولار الأمريكي و أسهمت كل هذه التطورات في تدهور عجز الحساب الجاري إلى أكثر من 5 % من إجمالي الناتج المحلي و مع الإقلال من القروض الجديدة و بالرغم من دعم ميزان المدفوعات بمبلغ 06 ملايين دولار فقد هبطت الاحتياطات الرسمية بمقدار 530 مليون دولار و لكن هذه الاتجاهات طرأ عليها تغيير جذري في عامي 1996 و 1997 فبينما ارتفعت حصيلة صادرات المحروقات بقوة بعد أن قفزت أسعار النفط بمقدار 04 دولارات لتصبح 21*7 دولار في المتوسط للبرميل الواحد ، حدث انكماش في الواردات بعد إشباع الطلب المكبوت عليها و لانتهاء من إعادة تجديد المخزون و انتقل وضع الحساب الجاري إلى فائض بنسبة 2*7 % من إجمالي الناتج المحلي في عام 1996 و 7*3 % في عام 1997 و على الرقم من حدوث انخفاض أخر التدفقات الرأسمالية الوافدة إلى 1*8 مليون دولار ارتفعت في نهاية 1996 ، و 08 ملايين في نهاية عام 1997 .
و في سنة 1998 و بظهور الأزمة الأسيوية تراجع سعر البرميل من النفط الى مستوى 14*1 دولار في السداسي الأول من سنة 1998 مقابل 19*8 لنفس السداسي من السنة السابقة الأمر الذي انعكس على الايرادات من الصادرات النفطية يتراجعها بقيمة 3*5 مليار دولار . هذا الانخفاض في أسعار النفط أثر
شكل رقم 12 : التدفقات الجارية
شكل رقم13 الدين و خدمة الدين
بشكل كبير على التوازنات الكبرى لاقتصاد الجزائري ، و لقد استمر هذا الانخفاض في نهاية سنة 1998 و طوال سنة 1999 ، أن هذا الوضع ينعكس بدوره على القدرة التسديدية للاقتصاد الجزائري سواء تعلق الأمر بخدمات الدين الخارجي كونها مرتبطة بعوائد الصادرات أو بتسديد الواردات بل يمتد الأمر إلى استخدام الاحتياطي من العملات الأجنبية فالبرغم من انخفاض حجم المديونية الخارجية سنة 1998 إلى 30*5 مليار دولار بعدما كانت 32*2 مليار دولار سنة 1997 فان معدل خدمة الدين انتقل من 30*3 % سنة 1997 إلى 47*50 سنة 1998 ، و إذا كان هذا هو حال انخفاض أسعار النفط فان ارتفاعها بالمقابل يترك أثاره الإيجابية على التوازنات الخارجية للاقتصاد الجزائري كما هو الحال سنة 2000 التي عرفت ارتفاعا مفاجئا لأسعار البرميل من النفط أفرز حصيلة للصادرات في السداسي الأول من هذه السنة ما يقارب 20 مليار دولار و هي حصيلة كان بعيد تخفيضها خلال العام في السنوات السابقة ، حيث بلغ سعر البرميل سنة 2000 ، 28*50 دولار و هي نسبة مرتفعة مقارنة بالسنوات السابقة التي أدت إلى قفزة معتبرة لمخزون احتياطي الصرف الذي بلغ مستوى 11*9 مليار دولار مقارنة بسنة 1999 أين بلغ 4*58 مليار دولار بارتفاع حوالي 3 أضعاف في الوقت الذي سجل رصيد موجب للميزان الجاري ب 8*93 مليار دولار بارتفاع بنسبة 446*5 % مقارنة بسنة 1999 الذي قدر ب 0*02 مليار دولار ، و رصيد مرتفع كذلك للميزان التجاري ب 12*30 مليار دولار بزيادة تقدر ب 366*07 % أي بحوالي 4 أضعاف بنسبة لسنة 99 ، و نفس الشيء للرصيد الإجمالي حيث حقق فائض معتبر مقارنة بسنة 99 أين كان عاجزا ، و استمرت الوضعية الحسنة لميزان المدفوعات خلال سنة 2001 أين سجل رصيد موجب للميزان التجاري لكن بتدهور بنـسبة 21*86 % مقارنة بسنة 2000 و نفس الشيء بالنسبة للرصيد الإجمالي الذي حقق بدوره فائضا لكن بانخفاض بنسبة 18*22 % بالمقارنة مع سنة 2000 ، و هذا راجع لتراجع عائدات النفط أين بلغ سعر البرميل الواحد لــسنة 2001 ب 24*85 دولار ، و هذا كله لم يمنع من تعزيز احتياطات الصرف التي بلغت نهاية سنة 2001 ، 17*96 مليار دولار و 23*10 مليار دولار في نهاية ديسمبر2002 ، هذا ما يؤدي إلى تحسين الوضعية المالية الخارجية و تجنب إعادة جدولة للديون ، حيث أن الجزائر لم تعرف جدولة جديدة لديونها منذ سنة 1998 إلى حد الآن ، حيث قدرت إعادة الجدولة لسنة 1998 ب 0*52 مليار دولار بانخفاض يقدر بنسبة 76*57 % مقارنة بسنة 1997 ، هذا ما بين تحقيق توازنات مالية كبرى ( داخلية و خارجية ) ، و لأول مرة في تاريخ الجزائر تفوق احتياطات الصرف قيمة المديونية الخارجية حيث قدرت نهاية 2002 ب 20*50 مليار دولار أمريكي ، أي أن الجزائر تمتلك تغطية لوارداتها تفوق 24 شهر ، و لقد تعدت احتياطات الصرف سقف 23*00 مليار دولار .
و قد سجل تراجع مليار دولار في الرصيد الإجمالي لميزان المدفوعات أي 5*19 مليار دولار و الاحتفاظ بمستوى الفائض الجاري ب 5*4 مليار دولار سنة 2002 التراجع بنسبة 23*51 % عن سنة 2001 ، و يتراجع بنسبة 16*15 % في الميزان الإجمالي ، أين بلفت صادرات الجزائر في نهاية السداسي الثاني لسنة 2002 ب 18*7 مليار دولار ، و بلغت الواردات 11 مليار دولار ، أي فائض في الميزان التجاري ب 7*8 مليار دولار ، بتراجع عن مستوى سنة 2001 بنسبة 18*83 ، و يرجع هذا الانخفاض إلى تراجع مداخيل الصادرات المحروقات التي بلغت 18*1 مليار دولار مقابل 19*09 سنة 2002 ، و يرجع الارتفاع في مستوى الواردات إلى ارتفاع الواردات التجهيزية التي ارتفعت بنسبة 16*03 % عن سنة 2001 .
هذا التحسن في احتياطي الصرف من شأنه أن يجعل الجزائر في وضعية مربحة ، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع مؤسسات النقد الدولية و القدرة على نتفيذ لمشاريع التنمية مضيفا أن المؤسسات المالية الدولية ترى أن الجزائر خرجت من الوضع المزري الذي كانت عليه و تتعامل معها لأنه من المؤيدين لاصلاحات الاقتصادية .

المطلب الثاني : مشاكل التنبؤ بميزان المدفوعات الجزائري
الجزائر كغيرها من دول العالم الثالث تعرف تخلفا في انتاج المــعلومات الاقتصادية و ضعفا في المنظومة الاعلامية يتمثل في بطىء ترفق المعلومات من مؤسسة لأخرى ، فضلا عن عدم التحكم في أساليب معالجة المعلومات مما ينعكس على مصداقيتها الشيء الذي يجعل الأرقام المقدمة بعيدة عن الواقع ، و ذلك راجع لسببين هما :

-1هشاشة نظام المعلومات الاقتصادية الجزائرية و طبيعة نظام الحسابات القومية :
تتميز المعلومات في الجزائر بالكثير من النسبية و عدم الدفة مما يجعل السياسات المبنية تطرح الكثير من الاعتبارات المصداقية لأن هذه الأخيرة لا يمكن تحقيقها إلا إذا تأكد الأعوان الاقتـصاديون من أن السـلطات الاقتصادية لن تقوم بمراجعة تصرفاتها و تدابيرها في المدى المنطور حيث أن المعلومات في الجزائر تعاني من جوانب قصور عديدة أهمها :
-عدم القدرة على رصد التغيرات و التقلبات العشوائية التي تتعرض لها المقادير الاقتصادية بالنظر إلى المدة الزمنية الكبيرة التي يتم فيها إعادة البيانات .
إن نظام المحاسبة الوطنية الجزائرية الحالي غير قادر على إعداد الجداول الكلية في مدة تتجاوز أحيانا عشر سنوات ، فمنذ الاستقلال إلى اليوم لم يتم إلا اعادا ثلاثة جداول للمخرجات و المدخلات على سبيل المثال إعداد و لا جدول مالي واحد .
-عدم موافقة نظام الحسابات القومية الجزائري للأنظمة المحاسبية الدولية إذ أن الجزائر منذ عام 1975 تعتمد نظاما للحسابات القومية ذو طابع هجين يستدفي الكثير من مفاهيمه و مبادئه نظام المحاسبة للناتج المادي المرتكز على مفاهيم ماركسية تدعمها المنطلقات التنموية السائدة آنذاك التي تستخدم التخطيط المركزي إلا أن الجزائر شأنها في ذلك شأن الدول الانتقالية شرعت في التحول نحو اقتصاد السوق الحر . و هذا التحول يتطلب تغيير الأساليب الإدارية المــستخدمة في الإدارة المـركزية للاقتصاد و تكوين مؤسسات و آليات ذات طابع سوقي إلا أن الأمور قد لا تسير بسرعة مما يخلق بطء في التحول تظهر بعض معالمه فيما يلي :
- بقاء سيطرة القطاع العام على الإنتاج
- تخلف النظام المالي المصرفي و عمله بعيدا عن المعايير الدولية
- ضعف اندماج الاقتصاد الجزائري في الاقتصاد العالمي
و ربما لهذه الأسباب ظل مستمرا استخدام نظام الحسابات الاقتصادية القومية في بلورة الأحصائات رغم كونه لا يستجيب للمرحلة و لا لمتطلبات الهيئة الدولية التي تحتاج الى معلومات ترتكز على تدفقات الدخل و التدفقات المالية و تكون منسجمة مع المعايير الدولية المؤسسة في نظام المحاسبة القومية للأمم المتحدة الذي تمت مراجعته عام 1993 في إطار رؤية شاملة و متكاملة و متناسقة و على هذا أصدر صندوق النقد الدولي مجموعة من الأدلة أهمها :
- دليل ميزان المدفوعات 1993
- إحصاءات مالية لحكومة 1998
- دليل المحاسبة في ظل التضخم 1996
- الإحصاءات النقدية و المالية 1996
حيث أن بقاء نظام المحاسبة الوطنية الجزائري قائما لا يساعد على إعداد موازين المدفوعات وقف المفاهيم الدولية المعتمدة –
-2صعوبة إدراك المتغيرات المؤثرة في سلوك المؤسسات و حجم التأثير الخارجي على الاقتصاد الجزائري :
إن صياغة معادلات سلوكية ليست عملية سهلت ، فالأمر يتطلب القيم بدراسة شاملة لمختلف جوانب الاقتصاد الوطني على مدار عدد كبير من السنوات بالإضافة إلى أن اختيار النماذج الملائمة لطبـيعة الاقتصاد الجزائري و اختبارها يتــطلب عملا ذهنيا و تقنيا ليس دائما متاح و باعتبار ميزان المدفوعات مسجلا سجلا شاملا لمختلف التعاملات مع الخارج فانه يمكننا الإشارة إلى المشكلات التالية :
- مدى القدرة على إدخال قيود كمية التي كانت تفرض على الواردات التي تم التخلي عنها لصالح القيود التعريفية تماشيا مع الجات و المنظمة العالمية للتجارة
- صعوبة إدراك المتغير الأساسي الذي يتحكم في الحصيلة من النقد الأجنبي
- صعوبة تحديد القدرة التنافسية للاقتصاد الجزائري أخذا بعين الاعتبار الأسعار الداخلية مقارنة بالأسعار الخارجية لما لذلك من ارتباط بالدورات الاقتصادية في البلدان من جهة و بتحركات و تقلبات أسعار الصرف المعلومة من جهة أخرى
- صعوبة إدراك نصيب تأثير كل من سياسات العرض و سياسات الطلب على ميزان المدفوعات لما لهما من تداخل في النهاية مما يجعل سياسة التركيز على نوع من السياسات ، لما تظهر صعوبة في ادارة السياستين مع في آن واحد
- عدم اتساق البيانات بالنظر الى اختلاف مصادرها ليتعدى ذلك الى الحديث عن مصداقيتها و تحديد أي البييانات أولى لبالاعتبار بالاضافة الى وجود بيانات تحتاج الى تعديل قبل استخدامها في المعملات و الانماذج و هذا ما طرح مشكلات عند تقديم البيانات الرسمية أمام بعض الجهات كالبرلمان حيث كانت البيانات في كل مرة عرضة للطعن و التشكيك سواء بمناسبة عرض قانون المالية السنوي في ظل ات أخرى ، فوصل الأمر أحيانا إلى اختلاف بيانات نفس الدائرة المركزية الحكومية بمجرد تغيير المسؤول عنها . و إذا كان من البديهي أن الاقتصاديات اليوم مرتبطة فيما بينها لا بنظر إلى :
- التعاون الموجود بين الاقتصاديات في مجال تبادل المعلومات
- التقاطع الموجود بين الكثير من المتغيرات الاقتصادية التي تنمو بالتوازي في مختلف الاقتصادات في نفس الوقت
- التجانس في السـياسات الاقتصادية الذي أصبحت تفرضه الهيئات الدولية حتى و إن كان ذلك لا يعني أن الدول تتبع نفس السياسة في القدرة على تحديد حجم التأثير الذي تمارسه الظروف الدولية على المؤسسات الدولية أمر بالغ الصعوبة و التعقيد و هذا ما يترك ظلالة على التنبؤ بميزان المدفوعات .
إن الوضع الدولي بما يطرحه من مشكلات تجعل الدول دائما في وضعية مراجعة في توقعات النمو العالمي ، نتيجة الأزمات العشوائية غير المتوقعة ، ففي سنة تمت مراجعة توقعات النموذجي :
 الدول السبع الصناعية من 2*5 % إلى 2 %
 دول جنوب شرق أسيا من 6*2 % إلى 3*2 %
 اليابان من 2*3 % إلى 1 %
و مثل هذه الأوضاع لها انعكاساتها على الاقتصاد الجزائري ، الا أن حجم هذه الانعكاسات يبقى صعب التقدير بالنظر الى ضعف اندماج الاقتصاد الجزائري في الاقتصاد العالمي ، و ضعف عوامل الجذب للمناخ الاستثماري الجزائري نتيجة انغلاق الجهاز المصرفي ، ضعف المواصلات و تأرجح الاصلاحات الاقتصادية .

المطلب الثالث : آفاق ميزان المدفوعات الجزائري في ظل المعطيات الاقتصادية الجديدة
ليس من المهم فقط أن نقف على وضعية ميزان المدفوعات ، و انما أيضا معرفة الأفاق المستقبلية له ، هذه الأخيرة تبقى مستحيلة ما لم يتم اعتبار بعض المتغيرات الأساسية في الاقتصاد المرتبطة أكثر بالاقتصاد العالمي ، و باتالي نحاول تحليل عنصرين هامين اللذين يمكن أن يؤثر على الوضع المستقبلي لميزان المدفوعات الجزائري .
_________________
1اليورو و التكامل الاقتصادي الأوروبي :
يعتبر إدخال اليورو متغيرا جديدا من متغيرات الاقتصاد العالمي بالنظر إلى مكانة الاتحاد الأوروبي في العلاقات الاقتصادية الدولية حيث أدى اعتماد اليورو كعملة دفع دولية جديدة منافسة للدولار الأمريكي . فضلا عن إمكانية استخدامه كاحتياطي لدى البنوك المركزية للدول النامية ، و يمكن له أن يؤثر على بعض الاقتصاديات الأخرى من بينها الجزائر ، و ذلك من خلال ارتباط الجزائر مع الاتحاد الأوروبي في تعاملاتها المتميزة ب :
- 66*8 % من الواردات الجزائرية مصدرها الاتحاد الأوروبي
- 62*8 % من الصادرات الجزائرية مالها الاتحاد الأوروبي
- 24*8 % من الديون الجزائرية الخارجية المقومة باليورو
و بهذا يعتبر الاتحاد الأوروبي أكبر شريك اقتصادي للجزائر و يتوقع أن يتم تعزيز هذا الوضع بتنفيذ مبادرة أوربا دول المتوسط و أن يساهم في استقرار أسعار الصرف لكونه حل محل معظم عملات دول الاتحاد الأوروبي مما يؤدي إلى زيادة التقلبات القائمة بين أسعار صرف عملات دول الاتحاد ، إلا أن هذا الوضع لا يمنع من تقلب الأورو مقابل الين و الدولار الأمريكي . و سوف يحقق هذا الاستقرار المنافع للدول المثقلة بالديون و العاجزة عن زيادة تنويع التزاماته الخارجية كالجزائر نتيجة محدودية فرص دخولها إلى أسواق الاقتراض العالمي .
و يعمل إدخال اليورو في التعامل على تعديل موقع الدولار الأمريكي في زيادة النظام النقدي الدولي ، مما يؤدي بالولايات المتحدة الأمريكية إلى فقدان جزء من نفــوذها ، و يمكن أن يؤدي ذلك إلى خسارة بالنسبة للشركات للإنعاش الاقتصادي لأن اليورو يستمد قوته من اندماج المجال المالي للاقتصاد الأوروبي و ارتكازه على اقتصاديات ذات حجم قوي نوعا ما كما ستكون السوق المالية الأوروبية بعيدة عن التقلبات النقدية الداخلية و هذا من شأنه تعزيز فرص النمو الأوروبي مما يدعم طلبها على المحروقات و على بعض المواد الأولية من الجزائر ، بالإضافة إلى أن الزيادة في القوة الدورية لمنطقة اليورو و سوف تؤدي إلى زيادة مباشرة في الصادرات الجــزائرية إلى أوربا و يمكن أن يؤدي اعتماد العمل باليورو إلى إصلاح سوق العمل و معالجة المشاكل الاقتصادي الهيكلية الأخرى .
إن من الإشكاليات القائمة اليوم تتعلق بمدى ضرورة تكييف الاقتصاد الجزائري مع اليورو باعتبار الاتحاد الأوروبي أهم شريك للجزائر ، و هل يمتد ذلك إلى الدينار الجزائري باعتماد اليورو مرجعا في تسعيره ؟ و هل يسمح ذلك بتقليص مخاطر الصرف بالنسبة للديون الجزائرية ؟ و يمكن النظر إلى ذلك من زاوية تصحيح سعر الصرف حتى يتلائم مع منطق الروابط التجارية للجزائر .
فإدخال اليورو و تعميمه سيحدث الكثير من الآثار على مستوى العديد من المتغيرات التي لها علاقة مباشرة بميزان المدفوعات الجزائري و أهمها :
 اتجاه الصادرات الجغرافي
 المصدر الجغرافي للواردات
 هيكل الديون الجزائرية بالعملات
 هيكل الاحتياطي من العملة الصعبة
 طرق فوترة و تسديد المعاملات الخارجية
و هي قضايا تبقى متعلقة بالمقدار الذي يمكن أن يكرسه الاتحاد الأوروبي لنفسه في الاقتصاد العالمي أمام المنافسة الأمريكية و اليابانية و الجنوب شرق أسيوية .
-2آفاق النمو العالمي :
لقد أفرزت الأزمة المالية العالمية لسنوات التسعينات مجموعة من الانعكايات على الاقتصاد العالمي خارج التوقعات ، جعلت الاتجاهات العامة للمؤشرات الاقتصادية متوقفة على مستوى النمو أو حجم الركود الاقتصادي الذي يعرفه الاقتصاد العالمي .
و الاقتصاد الجزائري و منه ميزان المدفوعات ليس بعيدا عن هذه الحقيقة ، ذلك أنه بالقدر الذي تسهر فيه العولمة في تشجيع تحرير حركة رؤوس الأموال ، فانها لا تستطيع تحديد آثار المضاربات على هذه الأموال .
لقد أسفرت تلك الأزمة عن ركود اقتصادي رهيب نتج عنه توسع في حجم البطالة ، مما كان له الأثر المباشر على أسعار المواد الأولية و منه النفط ، إن التراجع في أسعار النفط سنة 1998 أدى إلى الحد من فرص النمو في المنـطقة العربية بكاملها ، و الاقتصاد الجزائري المعتمد على النفط لا يمكن تجاوز مشكلاته المرتبطة بتذبذب أسعار النفط الخارجة عن ارادتها بل عن سيطرة منظمة الأقطار المصدرة للنفط أصلا ، بما يجعل من المفيد تحليل دور و مكانة منظمة الأوبيك داخل الاقتصاد على ضوء هذا الواقع .
-غير أن وضع ميزان المدفوعات الجزائري مازال حساسا لعدد من العوامل الخارجية عن إرادتها خصوصا تقلبات أسعار النفط العالمية . و تنطوي التقلبات في أسعار النفط على آثار واضحة بالنسبة للميزان التجاري لأن صادرات المحروقات مازالت تمثل حوالي 95 % من إجمالي حصيلة الصادرات ، و على الرغم من الحاجة إلى تجنب تعرض البلاد للخطر عن طريق تنويع الصادرات فمن المرجح أن تواصل الصادرات النفطية سيطرتها على التدفقات التجارية الجزائرية على المدى الطويل ، بالنظر إلى الاحتياطات المحروقاتية المركبة و خصوصا الغاز الطبيــعي و علاوة عــلى ذلك و بجانب أثر قطاع المحروقات على الاقتصاد المحلي تتأثر عناصر أخرى من ميزان المدفوعات باحتمالات النمو ، في قطاع الصناعة ، مثل تجارة الخدمات ذات الصلة بالنفط و الاستثمارات الأجنبية و الواردات ذات الصلة بالنفط و بالإضافة إلى ذلك مازالت الجزائر معرضة لتغيرات أسعار الحبوب العالمية ، لأنها أكبر مستورد للقمح الخشن ، و تزيد وارداتها من المواد الغذائية على بليوني دولار ، و هناك مجال كبير للتغلب على هذا الوضع مثل تحرير الأسعار في الزراعة الذي أدى ألي زيادة الإنـتاج و من المتوقع أن يؤدي منح حقوق الملكية للمزارعين في عام 1998 إلى زيادة الاستثمارات و ثمة عامل أساسي آخر لتحقيق النمو القابل للاستمرار ، يقترن بقوة الوضع الخارجي ، يتمثل في قدرة الجزائر على اجتناب تدفقات رأس المال الخاص التي ينشأ عنها ديون و خاصة الاستثمار في القطاع الغير محروقاتي . و مع تطور الاقتصاد و تولي قوى السوق تخصيص الموارد لاستخداماته الإنتاجية ، ينبغي أن تتمكن الجزائر من اجتذاب التدفقات الرأسمالية و الاستثمار المباشر بما يتماشى مع الإمكانات الإنتاجية للاقتصاد . و من شأن ذلك أن يسمح بزيادة الواردات و التشجيع على نقل التكنولوجيا و الخبرة الأجنبية و سوف يلعب تحسن الثقة في الإمكانات الاقتصادية الجزائرية و استقرار الأوضاع الاقتصادية و السياسية دورا أساسيا في تعزيز قدرة الجزائر على جذب مستويات أعلى من الاستثمار الأجنبي .
ان حساسية الاقتصاد الجزائري لآفاق النمو العالمي تعود الى عدم مرونة سعر الصرف وهذا مايدفع الى زيادة الطلب على الدولار من قبل الأعوان كونه العملة الأقل خ
خاتمة
يعتبر ميزان المدفوعات أحد المعالم الاقتصادي لأي بلد وكأداة لتسوية المعاملات الخارجية ،حيث تدرج فيه مختلف عمليات التبادل الدولي ،وهو سجل ينقسم إلى جانبين ،جانب دائن تسجل فيه تلك المعلومات التي يترتب عنها دخول للعملة الأجنبية ،وجانب مدين تسجل فيه المعاملات التي تتيح وسائل لتغطية هذه الالتزامات ،كما يساعد السلطات العمومية على صياغة السياسات الاقتصادية المناسبة بالاظافة إلى أنه يسمح بالحكم على الوضعية الاقتصادية والمالية للدولة ،وكمرآة يوضح نقاط الضعف والقوة للبلد من حيث التركيبية السلعية للصادرات والواردات

محب بلاده
2011-12-01, 17:33
بحث آخر



بحث حول ميزان المدفوعات

مقدمة

من المعلوم أن لكل دولة معاملاتها الخارجية التي ينتج عنها استحقاقات يتعين تسويتها عاجلا أم آجلا و التزامات يجب الوفاء بها اتجاه الغير و في تاريخ معين ، و من هنا عليها إعداد بيانا كافيا و شاملا تسجل فيه مالها على الخارج من حقوق و ما عليها من التزامات و هذا البيان هو ما يسمى ميزان المدفوعات ، هذا الأخير الذي يعطي صورة واضحة عن نقاط القوة و الضعف في الموقف الخارجي للاقتصاد الوطني ، و كذلك تأثير المعاملات الخارجية على الاقتصاد القومي ، حيث نتناول في هذا الفصل ماهية ميزان المدفوعات و مكوناته مع الإشارة إلى كيفية تقييد المعاملات ، ثم نتطرق إلى فكرة العجز و الفائض لما في ذلك من أهمية خاصة عند تحليــل ميزان المدفوعات و في الأخير نسلط الضوء على حالة ميزان المدفوعات الجزائري .

المبحث الأول : إطار المفاهيم المتعلقة بميزان المدفوعات

المطلب الأول : تقديم ميزان المدفوعات
هناك عدة تعاريف لميزان المدفوعات

-التعريف الأول : يعرف ميزان المدفوعات أنه سجل لمسجل المعاملات الاقتصادية بين المقيمين في الدولة معينة و غير المقيمين فيها ، و ذلك لمدة معينة غالبا ما تكون سنة
التعريف الثاني : ميزان المدفوعات هو سجل منظم لجميع العمليات التجارية و المالية و النقدية بين المقيمين و غير المقيمين في دولة معينة لفترة زمنية عادة ما تكون سنة .
-تعريف صندوق النقد الدولي fmi : ميزان المدفوعات هو سجل يعتمد على القيد المزدوج و يتناول أخصائيات فترة زمنية معينة بالنسبة لتغيرات في مكونات أو قيمة أصول اقتصاديات دولة ما بسبب تعاملها مع بقية الدول الأخرى أو بسبب هجرة الأفراد و كذا التغيرات في قيمة و مكونات ما تحتفظ به من ذهب نقدي و حقوق سحب خاصة من الصندوق و حقوقها و التزاماتها تجاه بقية دول العالم ، حيث أن صندوق النقد الدولي استعمل أسلوبا وظيفيا ، بمعنى عدد الوظائف التي يتعين على الميزان توضيحها و بالتالي هو أكثر عمقا .
و نخرج بتعريف أنه يعرف ميزان المدفوعات لدولة ما بأنه سجل منظم أو بيان حسابي شامل لكل المعاملات الاقتصادية التي تتم بين المقيمين في الدولة و المقيمين في الدول الأخرى خلال فترة زمنية معينة عادة ما تكون سنة
و ينبغي أن يكون واضحا من هذا التعريف ما يلي:
• ينصب اهتمام ميزان المدفوعات فقط على المعاملات الاقتصادية سواء تولد عنها حقوقا للمقيمين لدى غير المقيمين أو نتج عنها حقوق لغير المقيمين يتعين على المقيمين أدائها ، أما المعاملات الاقتصادية الداخلية بين المقيمين على إقليم نفس الدولة فلا شأن لميزان المدفوعات بها
• يعتبر الوطنيون هم المقيمين على إقليم الدولة و ذلك يعني أن الأشخاص الذين يقيمون عرضا على أرض الدولة لا يعــتبرون الوطنيين مثل السـواح الأجانب ، و أعضاء البعثات الدرامية و الديبلوماسية رغم تواجدهم بالخارج
• يشمل مفهوم المقيمين كل الأشخاص الطبيعيين و الاعتباريين مثل : شركات بنوك الذين يزالون نشاطهم داخل إقليم الدولة
• الإقامة و ليست الجنسية التي يعول عليها للتفرقة بين ما يعتبر دوليا فيدرج في ميزان المدفوعات و مالا يعتبر كذلك فلا يدج فيه ، فالمعاملات تكون دولية إذا ما تمت بين أشخاص يقيمون في دول مختلفة حتى و لو كانت جنسيتهم واحدة .
• لا توجد قاعدة محددة في بداية الفترة الزمنية التي يغطيها الميزان ، غعلى حين تبدأ بعض الدول الفترة السنوية في أول جانفي و تنهيها في ديسمبر و ذلك لمساعدة السلطات المختصة على معرفة الوضع الاقتصادي الخارجي ، و من ثم العمل على اتخاذ القرارات المناسبة لتدارك الوضع بدلا من الانتظار في نهاية العام .
المطلب الثاني : مكونات ميزان المدفوعات :
ينقسم ميزان المدفوعات أفقيا إلى قسمين هما :
-1الجانب الدائن : و تسجل فيه كل عملية يترتب عنها دخول للعملة الأجنبية ، أي أن الصادرات و كل ما من شأنه خلق حقوق للدولة فبل المستوردين الأجانب أو دخول لرأس المال يقيد في الجانب الدائن .
-2الجانب المدين : و تسجل كل عملية يترتب عنها عملية دفع أو التزام بالدفع للدول الأخرى ، أي أن الواردات و كل ما من شأنه خروج للعملة الأجنبية من الدولة إلى الدول الأخرى يقيد في الجانب المدين .
أما عموديا ففلا توجد تقسيمات موحدة لميزان المدفوعات تتبعها جميع الدول ، لذا حاول صندوق النقد الدولي توحيد طريقة إعداد ميزان المدفوعات فقسمه إلي ما يلي :
-1الحساب الجاري ( حساب العمليات الجارية ) :
يعتبر الحساب الجاري أهم مكونات ميزان المدفوعات ، و يضم الميزان التجاري ، ميزان الخدمات و ميزان التحويلات من جانب واحد .
أ-الميزان التجاري :
و يسمى أيضا ميزان التجارة الخارجية و يشمل صادرات وواردات الدولة من السلع فقط ، أي ما يدخل ضمن التجارة المنظورة فقط .

ب-ميزان الخدمات :
و يضم عمليات التجارة غير المنظورة من نقل ، تأمين ، خدمات البنوك و السياحة ، نفقات أعضاء البعثات الدبلوماسية ، نفقات البعثات التعليمية ، و عوائد الاستثمارات .....الخ التي نقوم بها الدولة مع دول أخرى .
ج-حساب التحويلات من جانب واحد :
تشمل هذه التحويلات الهبات ، التبرعات ، الإعانات ، التعويضات و تحويلات المهاجرين و العاملين في الخارج إلى ذويهم ، و سميت بالتحويلات من جانب واحد لأنه لا يترتب عنها على الدولة المستفيدة أي التزام بالسداد ، و قد تكون هذه التحويلات خاصة أو حكومية فالتحويلات الخاصة مقدمة أو مستلمة من الأفراد و المؤســسات و الهيئات الخاصة مثل تحويلات المهاجرين و هبات المؤسسات الخيرية .....الخ
و التحويلات الحكومية هي المقدمة أو المستلمة من طرف الحكومات مثل : المنح التي تقدم لتدعيم برامج التنمية الاقتصادية أو للاعانته من الكوارث الطبيعية أو لتحويل شراء معدات حربية ....الخ
أما عن كيفية تسجيل هذه العمليات فهي كالتالي :
تفيد في الجانب الدائن من حساب التحويلات من جانب واحد ، و في الجانب المدين لحساب السلع أو الخدمات المقدمة ، هذا بالنسبة للدولة المستفيدة
أما بالنسبة للدولة المانحة فالعكس أي تسجل في الجانب المدين لحساب التحويلات من جانب واحد ، و في الجانب الدائن لحساب السلع أو الخدمات الممنوحة .


-2حساب رأس المال :
يضم هذا الحساب جميع المعاملات الدولية التي يترتب عنها انتقال رأس المال سواء كانت أصولا حقيقية أو مالية من دولة لأخرى و عادة ما يتقسم الى قسمين
أ-حساب رأس المال طويل الأجل :
يشمل هذا الحساب العمليات الرأسمالية التي تفوق مدتها سنة ، و نجد فيه :
• عملية الاستثمار المباشر في الخارج ، و تتقيد هذه الاستثمارات باعتبارها تصديرا لرأس المال ، في الجانب المدين من حساب رأس المال طويل الأجل ، و يقابله قيد في الجانب الدائن من حساب رأس المال قصير الأجل
• عملية الاستثمار الأجنبي في الداخل ، و تقيد هذه الاستثمارات في الجانب الدائن من حساب رأس المال طويل الأجل و الجانب المدين من حساب رأس المال قصير الأجل و ذلك باعتبار هذه العمليات استراد لرأس المال
• عمليات الاقتراض طويل الأجل ، و تقيد في الجانب الدائن ، باعتبارها استيرادا لرأس المال ، و يقابلها قيد في الجانب المدين لحساب رأس المال قصير الأجل .
• عمليات الإقراض طويل الأجل ، و تقيد في الجانب المدين ، باعتبارها عملية تصدير لرأس المال ، و يقابلها قيد في الجانب الدائن لحساب رأس المال قصير الأجل .
• حصة الدولة في المنظمات الدولية و في ملكية العلاقات التجارية و براءات الاختراع ، و تقيد قيمة ما يحققه المقيمون من أنصبة في الاستثمارات المذكورة في الخارج في الجانب المدين من حساب رأس المال طويل الأجل ، لأنها تصدير رأس المال ، و يقابله قيد في الجانب الدائن لحساب رأس المال قصير الأجل . و تقيد قيمه ما يحققه غير المقيمين من أنصبة من الاستثمارات المذكورة في الجانب الدائن ، باعتبارها استيراد لرأس المال ، و يقابلها قيد في الجانب المدين من حساب رأس المال قصير الأجل .


ب -حساب رأس المال قصير الأجل :
يشمل العمليات الرأسمالية التي تقل مدتها عن سنة ، كالاصول النقدية و الكمــبيالات و أرصدة السماسرة و القروض تحت الطلب و سندات الحكومة قصيرة الأجل ، كمال يتضمن أيضا كل زيادة في ألاصدة البنوك المحلية المودعة في الخارج أو نقص في أرصدة الأجانب المودعة في البنوك المحلية ، حيث ينشأ عن هذه العمليات قيد في الجانب المدين ، و يترتب عن كل زيادة في أرصدة الأجانب المودعة في البنوك المحلية أو نقص في أرصدة البنوك المحلية المودعة في الخارج تسجيل في الجانب الدائن من هذا الحساب
و يشمل هذا الحساب أيضا حركات الذهب و يعامل استيراد و تصدير الذهب في ميزان المدفوعات تماما مثل معاملة استيراد و تصدير السلع ، و ينطبق هذا الكلام على الدول المنتجة للذهب كجنوب إفريقيا إلا أن الأمر بالنسبة لمعظم الدول الأخرى ، حيث يعتبر الذهب أصلا من الأصول النقدية التي تستخدم لتسوية المعاملات الدولية ، فالذهب وسيلة معترف بها دوليا للدفع
-3حساب التسويات الرسمية :
يضم الحساب صافي التغيرات الدولية الرسمية ، و التغيرات في الأصول و الخصوم الدولية للسلطات النقدية الرسمية للدولة خلال السنة . و الغرض من هذا الحساب هو التسوية الحسابية لميزان المدفوعات ، وذلك عن طــريق تحركات الاحتياطات الدولية ( الذهب ، العملات القابلة للتحويل ، حقوق السحب الخاصة ، و حصة البلد في المؤسسات الدولية ) و تتم هذه التسوية بالكيفية التالية :
أ-في حالة العجز :
- إما تسديد قيمة العجز ذهبا أو عملات قابلة للتحويل و بالتالي تخفيض مستوى احتياطاتها من الصرف
- أو بطلب قرض قصير الأجل من بلد دائن ، و بالتالي ارتفاع مديوينة البلد صاحب العجز
- أو بتخفيض دائنية البلد اتجاه العالم الخارجي
- أو بالاقتراض ، إما من بلد آخر أو من السوق المالية الدولية أو من مؤسسة مالية دولية كصندوق النقد الدولي

ب- في حالة الفائض :
- اما بزيادة احتياطاتها من الذهب و العملات الصعبة
- أو بتقديم قروض قصيرة الأجل للدول المدينة ، و بالتالي زيادة دائنيتها اتجاه العالم الخارجي
- أو بتسديد ديونها السابقة
و نظرا لعدم قدرة الجهاز الإحصائي للبلد على حصر جميع المعاملات الاقتصادية التي تتم مع العلم الخارجي يتم ادرج حساب السهو و الخطأ ليتطابق مجموع الحسابات الدائنة مع مجموع الحسابات المدينة
أما عن مصادر الحصول على البيانات اللازمة لاعداد ميزان مدفوعات فهي عديدة ، حيث نحصل على قيمة السلع المصدرة و المستوردة من مصلحة الجمارك ، كما تتضمن حسابات الحكومة الإنفاق الرسمي في الخارج ( إنفاق البــعثات الديبلوماسية و العلمية ، فوائد القروض الخارجية ، الدخل من الاستثمارات ، فوائد السندات ، أرباح الأسهم ) . تظهر أيضا البنوك تفاصل المعاملات في الأوراق المالية الأجنبية ، و معظم عمليات الائتمان و القروض الخاصة ، كما تظهر ميزانية البنك المركزي التي تحصل على مستوى الاحتياطات الدولية من عملات أجنبية ، ذهب ، و حقوق السحب الخاصة ...الخ .
المطلب الثالث : التفسير الاقتصادي لأرصدة ميزان المدفوعات
هناك ثلاثة أرصدة أساسية لميزان المدفوعات و لكل منها دلالته الاقتصادية ، و تتمثل هذه الأرصدة فيما يلي :

1 -الرصيد التجاري :
و هو الفرق بين صادرات الدولة ووارداتها . و يعبر هذا الرصيد عن مكانة الدولة في التقسيم الدولي للعمل ، و يبين درجة ارتباطها أو تبعيتها للخارج ، وكذا درجة تنافسية صادراتها .
كما يعبر هذا الرصيد أيضا عن القدرة الإنتاجية للاقتصاد الوطني للصادرات و مدى قدرة القاعدة الإنتاجية على الاستجابة لحاجات السكان و مدى الحاجة إلى تغطيتها بالواردات .
-2 رصيد العمليات الجارية :
في حالة تحقيق رصيد موجب ، هذا يعني أن البلد له القدرة على التمويل باعتباره استطاع تكوين ادخار صافي من خلال تعامله مع الخارج ، أما في حالة تحقيق رصيد سالب فهذا يدل على احتياج للتمويل .
و مما سبق يمكننا القول أن رصيد العمليات الجارية مؤثر على قدرات أو احتياجات التمويل لاقتصادها .
-3الرصيد الإجمالي :
هو مجموع رصيد ميزان العمليات الجارية و تدفقات رؤوس الأموال ، و يعبر عن التأثيرات المطبقة على أسعار الصرف ، باعتبار أن العمليات المسجلة في الجانب الدائن تمثل طلبا على العملة المحلية و بالتالي التحسين في قيمتها ، و العمليات المسجلة في الجانب المدين تمثل طلبا على العملات الأجنبية و عرضا للعملة المحلية ، و بالتالي تدهورا في قيمة هذه الأخيرة .
في التحليل الاقتصادي يمكن استخدام عدة مؤثرات يمكن استخراجها من ميزان المدفوعات نذكر منها :
-أ-معدل خدمة الدين :
القسط السنوي المدفوع + الفوائد
معدل خدمة الدين =
إجمالي حصيلة الصادرات السنوية
تعبر هذه النسب عن عبء المديونية الخارجية على الاقتصاد من حيث امتصاصها للعوائد من العملات الأجنبية الناتجة عن التصدير فادا كانت هذه النسبة ضعيفة هذا يعني أن الدولة قادرة على تسديد الالتزامات الخارجية و الاستيراد و دعم احتياطي الصرف و ما يعاب على هذا المؤشر هو أنه يربط بين متغيرين من طبيعة مختلفة ، فمبلغ خدمة الدين بالنسبة للمستقبل معلوم، في حين أن حجم الصادرات هو قيمة تقديرية ، لهذا نقول أن هذا المؤشر أكثر دلالة عن الماضي منه بالنسبة للمستقبل
ب-نسبة خدمات الدين الى الناتج الوطني الخام :
و هي نسبة بين خدمات الدين و الناتج الوطني الخام مقوما بسعر السوق . و تعبر عن نصيب الأجانب من الناتج الوطني الخام . فكلما كانت هذه النسبة مرتفعة كلما كانت القدرات الإنتاجية الوطنية موجهة بصفة أساسية لخدمة الخارج .
و المشكل الذي يطرحه هذا المؤشر هو تباين الأنظمة المحاسبية الوطنية في تقدير الناتج الوطني الخام ، لذا يعد غير صالح للمقارنة بين الدول التي تختلف أنظمتها المحاسبية .
ج-نسبة الدين الخارجي إلى إجمالي الصادرات :
تعتبر الصادرات المصدر الرئيسي لدفع هذه الديون على المدى الطويل و المتوسط فبقدر ما تكون هذه النسبة مرتفعة وقريبة من الواحد بقدر ما يواجه الاقتصاد خطر التوقف عن سداد الديون ، لذلك تحرص الكثير من الدول لا تتجاوز هذه النسبة 50 .
د-نسبة الاحتياط الأجنبي الى الديون :
تعبر هذه النسبة عن قدرة الاقتصاد على مواجهة أعباء المديونية في الأوقات الحرجة لهذا فارتفاع هذه النسبة يدل على وفرة السيولة الخارجية ، ذلك لأن احتياط الأجنبي بمثابة هامش الأمان الذي تلجأا ليه السلطات الأجنبية للحفاظ على استقرار سعر الصرف ، فهو يستخدم لمواجهة الاختلالات الظرفية لميزان المدفوعات
كما أن الارتفاع المفرط لهذه النسبة يعبر عن تجميد للأموال ، و بالتالي فرصة ضائعة لاستثمار هذا الاحتياطي ، و هكذا تتحمل الدولة تكلفة اقتصادية إضافية


ه-الطاقة الاسترادية للاقتصاد :
يعبر عن الطاقة الاسترادية بالعلاقة : Cm = (X+F) - ( D+P)/B
Cm : الطاقة الكلية على الاستيراد
:Xحصيلة الصادرات
:F حجم الأموال الأجنبية المحصل ( قروض و تحويلات )
خدمات الدين كمدفوعات
:P تحويلات نحو الخارج ( أرباح ، مدا خيل الاستثمار )
:B متوسط سعر الوحدة من الواردات
و يمكن كتابة العلاقة السابقة على النحو التالي :

Cm= X-D /B + F-P/B


حيث يعبر الطرف الأول من العلاقة من الطاقة الاسترادية الذاتية الناتجة عن الفائض من حصيلة الصادرات ، بينما الطرف الثاني من العلاقة الاسترادية المقترضة يعني أي حجم تموله القروض و التحويلات الخارجة عن الواردات .
و-تحليل البنية الاقتصادية :
يمكن تحليل البنية الاقتصادية لبلدها على ميزان السلع و الخـدمات الذي يوضح السلع و الخدمات الفائضة عن حاجة الاقتصاد و تلك التي هو بحاجة اليها ، كما يمكن أن يوضح هذا الميزان أيضا أهمية الصادرات ضمن الناتج المحلي الخام . و يعبر عن هذا الأخير

بالعلاقة التالية :

PIB = CF+Abff+ DS +X-M
حيث أن :
PIB : الناتج المحلي الخام
CF :الاستهلاك النهائي
ABFF :التراكم الخام للأصول الثابتة
DS تغير: المخزون
X :الصادرات
M :الواردات
و ما تجدر بنا الإشارة إليه هو أن التحليل الديناميكي لهيكل التجارة الخارجية من شأنه أن يعكس تطور البنية الاقتصادية عبر الزمن ، و ذلك بالاعتماد على موازين المدفوعات لعدة سنوات .

المبحث الثاني : توازن اختلال ميزان المدفوعات

لميزان المدفوعات مفهومين مختلفين يستخدمان في تحديد العلاقات الاقتصادية الدولية يجب التمييز بينهما و هما :
-الأول: هو ميزان المدفوعات المحاسبي : حيث تسجل فيه المعاملات بين المقيمين بدولة ما و غير المقيمين فيها خلال فترة زمنية عادة ما تكون سنة ، و بهذا فانه سجل تاريخي للمعاملات الدولية ، و بالتالي يفيد التنبؤ بالتغيرات المستقبلية في ميزان المدفوعات .
-الثاني : هو ميزان المدفوعات السوقي الذي يركز على ميزان المدفوعات عند نقطة زمنية معينة ، و ليس خلال فترة و يفيد هذا المفهوم في تحليل أوضاع التوازن أو عدم التوازن في ميزان المدفوعات .
المطلب الأول : مفهوم توازن ميزان المدفوعات و أنواعه :
هناك نوعان من توازن ميزان المدفوعات ، توازن محاسبي و توازن اقتصادي
-1التوازن المحاسبي :
يقوم ميزان المدفوعات على أساس محاسبي بسيط هو مبدأ ضرورة التوازن بين جانبيه إلا أن هذا لا يعني ضرورة توازن بنوده ( حساباته ) المختلفة ، فقد يكون حساب العمليات الجارية أو حساب رأس المال غير متوازن ، و هكذا إذا حدث عجز أو فائض في إحدى حسابات ميزان المدفوعات ، فلابد أن ينعكس ذلك على حساب أخر من حساباته .
فعلى سبيل المثال إذا زادت واردات بلد ما عن صادراته أو أدى هذا إلى عجز الحساب التجاري فانه لابد من سداد هذا العجز بالحصول على قروض أجنبية فائضا في حساب العمليات الرأسمالية .
و اذا حدث و كان مجموع حسابات الجانب الدائن يختلف عن مجموع حسابات الجانب المدين فان هذا يعني أن الدولة استلمت شيئا دون أن تحدث تسوية له أو أن تكون هناك عملية حدثت فعلا و لم تدرج في الحسابات ، و هكذا عمليا يحدث هذا الاختلاف عادة و يوضع الفرق تحت حساب السهو و الخطأ و ينشأ هذا الأخير من عدم قدرة المسؤولين على تتبع جميع العمليات التي تحدث في التجارة الخارجية .
و من هنا نرى حتمية توازن ميزان المدفوعات و ذلك لأن الدولة لا تستطيع أن تدفع للخارج أكثر مما تتلقاه أو تحصل عليه حاليا باستثناء قيامها بالسحب من احتياطاتها النقدية ، عن طريق بيع بعض أصولها الى الخارج ، الاقتراض من الخارج أو تلقي الهبات و الهدايا ، كما أنها لا تستطيع الحصول على أكثر مما تدفعه للخارج بدون قيامها بزيادة احتياطاتها النقدية أو الأصول الأخرى أو تقليل التزاماتها قيل الأجانب أو تقديم الهدايا و المنح .
-2التوازن الاقتصادي :
إذا كان التوازن المحاسبي هو تساوي مجموع الحسابات الدائنة مع مجموع الحسابات المستقلة فان التوازن الاقتصادي يركز على حسابات معينة دون أخرى . كما يعني هذا التوازن الحالة التي يتساوى فيها الجانب الدائن بالجانب المدين في العمليات المستقلة . و يقصد بالعمليات المستقلة كل المعاملات الاقتصادية التي تتم مع الخارج دون النظر إلى حالة ميزان المدفوعات أو توجهيه في اتجاه ، كالسـعي وراء تحقيق التوازن فيه ، و تشمل هذه العمليات :
• جميع أنواع الصادرات و الواردات المنظورة و غير المنظورة ، قصد تحقيق رغبات المستهلكين
• التحويلات من جانب واحد للتقليل من التفاوت في مستويات الدخول
• حركات رؤوس الأموال طويلة الأجل التي تهدف إلى التمــلك و تحقـيق الأرباح و نسب الفائدة المرتفعة .
• بعض رؤوس الأموال قصيرة الأجل التي تبحث عن المضاربة أو تهريبها بدافع الحيطة و الحذر .
أما باقي العمليات فهي عمليات تسوية ( موازنة ) مشتقة من العمليات المستقلة الهدف منها هو توازن الجانب الدائن مع الجانب المدين و نذكر منها :
حركات الذهب لتسوية الميزان التجاري ، وزيادة الاحتياطي من العملات الأجنبية أو استعمالها حركة رأس المال قصير الأجل في شكل قروض أو تغير في طبيعة الأرصدة الأجنبية و في حركة للأغراض النقدية .
ملاحظة : أن تقسيم عمليات ميزان المدفوعات ألي عمليات مستقلة و عمليات مشتقة يختلف من دولة لأخرى ، و أحيانا تغير نفس الدولة تقسيمها لهذه العمليات من فترة إلى أخرى .

المطلب الثاني : مفهوم اختلال ميزان المدفوعات و أنواعه
بعد تعرضنا إلى التوازن الاقتصادي لميزان المدفوعات ، نلاحظ أن هذا التوازن قلما يحدث ، بحيث هو أحد الحالات الثـلاث لميزان المدفوعات التالية : الفائض ، العجز ، و التوازن . فكل من الفائض و العجز يعد اختلالا لميزان المدفوعات .
-1مفهوم اختلال ميزان المدفوعات :
من النادر أن يتوازن جانبا الإيرادات و المدفوعات ، فقد يكون هناك فائض في حالة زيادة الإيرادات عن المدفوعات ، و يترتب على ذلك أن تكون الدولة في موقف الدائن لبعض الدول الأجنبية ، و هذا يعني وجود فائض لديها من عملات تلك الدول و تستطيع تلك الدولة ذات الفائض في ميزان المدفوعات إما أن تزيد من اقتنائها للسلع و الخدمات الأجنبية و إما أن تقرض هذا الفائض إلى دول أخرى مزاولة نشاط استثماري في الخارج . كما يعني هذا الفائض أيضا أن الدولة المعنية به تعيش في مستوى معيشي أقل من ذلك الذي يمكنها أن تعيش فيه ، أي لم تتمتع بكل ثروتها ، و زيادة الطلب على صادراتها قد يؤدي إلى رفع أسعار منتجاتها مما يؤدي إلى التضخم ما لم تقم الدولة بإجراء مناسبة في هذا المجال ، حيث يدخل النشاط الاقتصادي حلقة توسعية تتضمن اختلالا بين الأسعار و الأجور فتضطرب العلاقات بين فئات المجتمع . كما أن الفائض يمكن الأعوان الاقتصاديين من اللجوء إلى الاستيراد لارتفاع دخولهم ، و لا يمكن للأجانب من استغلال موارد الدولة و مجهودات عمالها فحسب ، بل من عملية استنزاف طاقاتها و خيرتها الإنتاجية كذلك :
و قد تعاني الدولة من عجز في ميزان مدفوعاتها ، و يترتب عن ذلك زيادة في مديونيتها للعالم الخارجي ، فتعيش في مستوى أكبر من إمكاناتها الحقيقية . كما يترتب عن هذا العجز أيضا الإقبال على عملات الدول الدائنة و انخفاض الطلب على العملة المحلية ، و استمرار هذا الوضع يجعل مركز هذه الدولة ضعيفا في الاقتصاد الدولي فتنهار سمعتها الاقتصادية بين المؤسسات المالية الدولية و الإقليمية .
نشير الى أنه ليس كل عجز مشكلة يجب تفاديها ، لأن تحقيق العجز في ميزان مدفوعات الدول النامية يمكنها من تطوير اقتصادياتها في المراحل الأولى من التنمية ، حيث تستورد السلع الاستثمارية لبناء جهازها الإنتاجي .

-2أنواع الاختلال في ميزان المدفوعات
هناك العديد من أنواع الاختلال ، حيث أنها لا تقتصر على العجز فقط ، و إنما تشمل الفائض أيضا ، و تنقسم إلى قسمين :
أ-الاختلال المؤقت : ينقسم بدوره إلى :
• الاختلال العارض : هو الذي ينجم عن حدوث عارض لا يتفق و طبيعة الأمور و لا يعتبر عن أقوى الاقتصادية للدولة كإصابة محصول زراعي بأنه زراعية أو انخفاض أسعار البترول مما يؤدي إلى اختلال سالبا في الميزان التجاري أو قد يكون الاختلال إيجابي مثل الحروب إلى ارتفاع أسعار المواد الأولية و بالتالي تحقيق فائض في الميزان التجاري و منه قد يؤدي إلى اختلال إيجابي في مجموعه ، حيث أنه يتلاشى عاجلا أو أجلا دون الحاجة إلى تغيير أساسي في الهيكل الاقتصادي للدولة أو سياستها حيث بطبيعته مؤقت يزول السبب الذي أوجده
• الاختلال الموسمي : يتوقف على المدة التي حدث فيها الاختلال و يمس خاصة الدول التي لهذه المحاصيل الموسمية أو منتوجات موسمية فمثلا في فصل الشتاء يزيد الطلب على البترول و الغاز و بعد هذه الفترة يتلاشى هذا الفائض و يتحول إلي عجز حيث لا يتطلب سياسة لمواجهته اذ من المحتمل أن تتعادل الاختلالات الموسمية على مدار السنة .
• الاختلال الدوري : يمس هذا النوع من الاختلال الأنظمة الرأسمالية في فترات الرواج و الكساد تنعكس أثارها على ميزان المدفوعات فهو يحقق عجزا و تارة يحقق فائضا و هذا الفائض أو العجز يطلق عليه الاختلال الدوري نسبة إلى الدورة الاقتصادية ، مثل هذه التقلبات الدورية تنتقل من دورة إلى أخرى من خلال التجارة الخارجية .
و مثل هذا النوع من الاختلال يمكن علاجه عن طريق اتباع السياسات النقدية و المالية
• الاختلال الاتجاهي : هو الاختلال الذي يظهر في الميزان التجاري بصفة خاصة خلال انتقال الاقتصاد القومي من مرحلة التخلف إلى مرحلة النمو ، ذلك أنه في الفترات الأولى للتنمية تزداد الواردات زيادة كبيرة ، في حين تنعدم
القدرة على زيادة الصادرات بنفس الدرجة ، و ذلك بسبب الطلب المستمر على السلع الرأسمالية الوسيطية التي تحتاجها للنمو الاقتصادي ، و هذا الاختلال يعالج عن طريق رؤوس الأموال الدولية طويلة الأجل ، على أنه لما كانت هذه الحركات مرتبطة بدرجة النمو الاقتصادي فقد ميز الاقتصاديون بين مجموعة مختلفة من المراحل التي يتم بها الدول المقترضة لرؤوس الأموال منذ أن تشرع في تمويل عمليات التنمية ، و هذه المراحل هي :
 مرحلة الدول الحديثة و العهد بالاقتراض ، مرحلة الدول المقترضة المتقدمة
 مرحلة الدولة الحديثة العهد بالاقتراض ، مرحلة الدول المقرضة المتقدمة.
• الاختلال النقدي : يعتبر التضخم أحد مصادر اختلال ميزان المدفوعات ، فمن المعروف أن زيادة الدخول النقدية في دولة ما تولد طلبا متزايدا على الواردات كذلك ارتفاع مستوى الأسعار داخليا يشجع على التحول إلى الواردات البديلة بسبب انخفاض أسعارها إذا ما قورنت بالمنتجات المحلية و الطلب الأجنبي بسبب ارتفاع الأسعار ينخفض على صادراتها أو قد يتحول إلى المنافسة و كل من شأنه أن يؤدي إلى عجز ميزان المدفوعات ، هذا العجز لا سبيل لعلاجه إلا بتخفيض القيمة الخارجية للعملة أو اتباع سياسة انكماشية مناسبة .
2 – الاختلال الدائم ( الهيكلي ) : مصدره تغير أساسي في ظروف الطلب أو العرض مما يؤثر على هيكل الاقتصاد القومي و في توزيع الموارد بين قــطاعاته المـختلفة و يرجع إلى العوامل التالية :
- تحول الطلب الخارجي إلى بعض السلع على حساب البعض الأخر مثل التحول من الفحم إلى البترول
- تغير عرض عناصر الإنتاج ، فقد يتغير عرض العمل بسبب النمو أو عرض الموارد الطبيعية بسبب الاستكشاف و التنقيب .
- تغير فنون الإنتاج ، كإحلال عنصر إنتاجي متوفر نسبيا على عنصر أخر نادر نسبيا مما يؤدي إلى انخفاض تكلفة الإنتاج و من زيادة إمكانيات التصدير .
- التغير في الأصول المملوكة للدولة بالخارج ، بسبب الاستثمارات الخارجية مما يؤدي إلى تغير العائد الأتي من الاستثمارات .
- تحسن مستوى المعيشة الداخلية دون أن ترتفع قوتها الإنتاجية بنفس هذا يؤدي إلى زيادة الواردات بدرجة تفوق قوة الدولة على التصدير .
هذا النوع من الاختلال لا يصلح لعلاجه تغير سعر الصرف و لا تغيير سياسة الإنفاق أو سياسة الأسعار ، و إنما يلزمه الارتقاء بالفن الإنتاجي و التنظيمي حتى تنخفض تكاليف الإنتاج في الداخل و الاتجاه نحو فروع إنتاج جديدة ، و تحديد شامل للطاقات الإنتاجية تدعيما للقدرة التنافسية و بالتالي علاجه يتطلب معرفة الأسباب الحقيقية التي أوجدته .

المطلب الثالث : أسباب و مقاييس اختلال ميزان المدفوعات :
هناك عدة أسباب تؤدي ألي اختلال ميزان المدفوعات أهمها :

-1سعر الصرف المعتمد للعملة الوطنية :
إذا كان سعر الصرف أعلى من المستوى الذي يتناسب مع الأسعار السائدة في السوق المحلية ، يؤدي إلى جعل السلع المحلية مرتفعة السعر مقارنة بالدول الأخرى الذي يؤدي إلى انخفاض الطلب الأجنبي عليها و بالتالي ظهور عجز في ميزان المدفوعات .و العكس في حالة تحديد القيمة الخارجية للعملة المحلية عند مستوى أقل مـما يتناسب و الأسعار السائدة في السوق المحلية مما ينتج عنه فائض في ميزان المدفوعات .
-2تغير بنية العلاقات الاقتصادية الدولية :
إن تغير الطلب العالمي على بعض المنتجات نتيجة الإبداع التكنولوجي يؤدي إلى اختلال في موازين مدفوعات الدول المصدرة لهذه المنتجات كما يؤدي تحكم بعض الدول في الفن الإنتاجي و بالتالي زيادة صادراتها في الوقت الذي تنخفض فيه صادرات الدول الأخرى التي لا تزال تكاليف إنتاجها كما هي .
-3التدخل الحكومي :هناك فاصل زمني بين ظهور الرواج و الكساد في الدول المختلفة ، و بالتالي استخدام أدوات السياسة الاقتصادية يمكن أن يحدث خللا في ميزان المدفوعات لأن الرخاء لا يبدأ في جميع الدول في وقت واحد و تختلف حدته من دولة لأخرى .
-4الظروف الطبيعية : تتسبب الظواهر الطبيعية و الحروب في اختلال موازين المدفوعات الدولية و ذلك لما تستدعيه من زيادة الطلب على بعض المنتوجات و عدم القدرة على التصدير بسبب مخاطر الطريق مما يؤدي استفادات الدول الأخرى التي تصدر نفس المنتجات .
• مقاييس الاختلال :
يمكن التمييز بين مقاييس الاختلال ميزان المدفوعات هما ميزان المستويات الرسمية ، و ميزان الأساسي .

-1ميزان المستويات الرسمية :
إذا كان ميزان المستويات الرسمية مدنيا فانه يشير الى زيادة الحسابات الدائنة عن الحسابات المدينة و هذا يعني أن ميزان المدفوعات في حالة فائض ، أما اذا كان ميزان المستويات الرسمية دائنا فذلك يدل على عجز ميزان المدفوعات .
هناك مجموعة من المعاملات التي لها طابع المستوية ، مثل مشتريات و مبيعات العملات الأجنبية بواسطة البنك المركزي أو الهيئة المسؤولة ، بغرض الحفاظ على أسعار الصرف الثابتة . و كون مبيعات الصرف الأجنبي بواسطة الجهات الرسمية يقلل من الاحتياطات الرسمية في الدولة . و المشتريات تزيد من هذه الاحتياطات معناه أن الاحتياطات الرسمية لم تتأثر بأي معاملات أخرى خلال فترة زمنية معينة و بالتالي يمكن اعتبارها مؤشرا لوضع ميزان المدفوعات و رصيد معاملات التسوية الرسمية كمقياس للاختلال يواجه العديد من الصعوبات أدت إلى التخلي عن استخدامه ، نذكر منها :
- تقويم أسعار الصرف و حرية تقبلها جعل استعاب معظم الاختلالات في موازين المدفوعات من خلال تقلبات أسعار الصرف .
- غالبا ما تتأثر الاحتياطات الرسمية بمعاملات أخرى من غير التدخل في سوق الصرف الأجنبي مثل ما حدث في الو.م.أ حيث ارتفعت لاحتياطات الرسمية ارتفاعا مذهلا نتيجة تدفقات الدخل بالدولار للدول المصدرة للبترول حيث استخدمت هذه الاحتياطات في تسوية ميزان المدفوعات الأمريكي في حين أن نسبة كبيرة من هذه التدفقات يمكن نسبها إلى قرار
- صعوبة التمييز بين المعاملات المستقلة و معاملات التسوية فبإمكان دولة ما أن تقترض لسد العجز في الميزانية ، فهذا القرض يعتبر معاملة مستقلة ، و كذلك بإمكانها الاقتراض لزيادة احتياطاتها من الصرف الأجنبي فهذا القرض يعتبر بمثابة معاملة تسوية و يمكن أن يحقق الهدفين معا .

-2 الميزان الأساسي :
الميزان الأساسي هو المجموع الجبري لصافى أرصدة الحساب الجاري و حساب راس المال طويل الأجل و يفترض أن تكون المعاملات في الحسابات المـعينة مستقلة ( مستقلة عن ميزان المدفوعات ) .
تتميز هذه الحسابات بالاستقرار نسبيا في المدى القصير لذلك توضع فوق الخط أما باقي الحسابات التي تتأثر بعوامل مؤقتة توضع تحت الخط .
يقيس التوازن عندما يتساوى الفائض في الحساب الجاري مع تدفقات رأس المال الطويل الأجل إلى الخارج أو عندما العجز في الحساب الجاري مع تدفقات رأس المال الطويل الأجل إلي الداخل .
و لكن العيب في هذا المقياس هو صعوبة التفرقة بين تحركات رأس المال الطويل أو القصير الأجل ، و كون أن بعض التحركات قصيرة الأجل يكون لها أثر في الأجل الطويل ، كما أن التجارة و الخدمات قد تمول برؤوس أموال قصيرة الأجل .
و لهذا تلجأ الدول و خاصة منها المتقدمة إلى أتباع أكثر من أسلوب لتقدير الاختلال في ميزان مدفوعاتها . و كبديل لتعدد المعايير التي تقيس الفائض أو العجز في ميزان المدفوعات نجد فارق الطلب على العملات الأجنبية و العرض منها ن حيث يتحقق التوازن في ميزان المدفوعات لدولة ما إذا تساوي الطلب على العملات الأجنبية و العرض منها خلال فترة زمنية .

المبحث الثالث : تطور ميزان المدفوعات الجزائري و أرصدته
لعبت التطورات الخارجية دورا رئيسيا في الاقتصاد الجزائري بسبب الدور المسيطر لقطاع المحروقات الذي ساهم بنسب كبيرة في إيرادات الميزانية .
المطلب الأول : عرض و تحليل ميزان المدفوعات الجزائري و أرصدته :
-بالرجوع إلى أواخر الستينات حتى غاية 1978 ( رسم بياني رقم 09 ) نلاحظ أن الميزان التجاري المتمثل في الفرق بين الصادرات و الواردات قد سجل عجزا متواصلا ماعدا سنتي 1974 و 1976 حيث كان الرصيد إيجابي يرجع السبب في ذلك طلب الجزائر على المنتجات و المعدات الأجنبية لتلبية احتياطات التصنيع التي انطلقت كما هو معلوم في بداية السبـعينات . نتج عن تحسن المــيزان التجاري خلال سنتي 74 و 1976 عن عاملين على الأقل هما : ارتفاع قيمة الصادرات من جراء ارتفاع أسعار النفط من جهة و انخفاض نسبي لمستوى الواردات
-أما تغطية الواردات بالصادرات خلال الفترة المذكورة كانت ضعيفة نسبيا رسم بياني رقم 09 و هذا ناتج كما أسلفنا عن سياسة التصنيع المنتهجة و قلة الصادرات خارج المحروقات .
-بدأ الميزان التجاري يعرف تحسنا متواصلا انطلاقا من سنة 1979 اثر الصدمة النفطية الثانية التي عادت بربح على الدول المصدرة للبترول منها الجزائر التي استفادت بزيادة في قيمة صادراتها بحوالي 50 % مقارنة بسنة 1978 و تواصل تحسن الميزان التجاري من سنة لأخرى إلى غاية سنة 1986 رسم بياني رقم 10 .
-حتى منتصف الثمانينات تمكنت الجزائر بفضل ارتفاع أسعار النفط من تمويل الاستيعاب المحلي المرتفع إلا أن الهبوط الكبير المفاجئ لأسعار النفط في عام 1986 أبرز الاختلالات الاقتصادية الكلية الناشئة و كذلك جوانب الضعف في اقتصـاد البلاد و لقد انخفضت صادرات النفط الخام الجزائري بمقدار النصف بين عامي 1986-1985 و انخفضت إيرادات الصادرات الكلية بنسبة ; 38 % ( أنظر الشكل رقم 10 ) و استجابة لهذا الوضع و بالرغم من قيام السلطات برفع معدلات الاقتراض فقد كان عليها أن تلجأ إلى فرض قيود على الاستيراد و هكذا انخفضت الواردات بين عامي 1985 و 1987 بنسبة 43 % من حيث القيمة الحقيقية ، و تعرضت المؤسسات العمومية التي تعذر عليها شراء التقديرات اللازمة للصعوبات .
الرسم البياني رقم 09 تطور الميزان التجاري 79-68
الرسم البياني رقم 10 تطور الميزان التجاري 90-80
و ظهرت حوافز قوية لظهور موازية للفقد الأجنبي و على الرغم من انتعاش أسعار النفط تدريجيا بحلول عام 1990 و ارتفاعها بشكل حاد خلال أزمة الخليج في عام 1991 قامت الجزائر ببذل جهود للانتقال إلى اقتصاد أكثر انفتاحا و أكثر اعتمادا على قوى السوق و أبرم اتفاقين تمويلين مع صندوق النقد الدولي في عامي 1989 و 1991 و قد صاحب ذلك عمليات شراء بموجب تسهل التمويل التعويضي الطارئ لصندوق النقد الدولي بسبب تقلب الصادرات و لمواجهة نفقات الواردات من الحبوب ( شكل رقم 10 و 11 ) و في عام 1991 تعرضت الجزائر لأثار الجفاف الذي استمر فترة طويلة و أسعار النفط الدولية التي بدأت في الانخفاض مرة أخرى و أتسم ميزان المدفوعات الجزائري خلال تلك الفترة بخسائر في الاحــتياطات و زيادة الاقتراض و ارتفع رصيد الدين الخارجي من 18*4 مليون دولار ( حوالي 30 % من إجمالي الناتج المحلي عام 1985 ) إلى 26*5 مليون دولار ( 63 % من إجمالي الناتج المحلي في عام 1993 ) و لم تكن هذه الزيادة ضخمة فحسب بل بدأ نمط أجال الاستحقاق يتجه نحو القصر و أصبح توزيعه غير متكافئ بحلول عام 1994 فقد كانت القروض الجديدة – معظمها من وكالات ائتمان الصادرات قصيرة الأجل ( من سنتين إلى 03 سنوات ) و أسهمت بذلك برفع نسبة خدمة الديون من 35 % من صادرات السلع و الخدمات من غير عوامل الإنتاج في عام 1985 إلى مستوى غير قابل للاستمرار و هو 82 % في عام 1993
و في حين أحرزت السياسات الرامية إلى تحسين الانفتاح الاقتصادي بعض التقدم فانه لم يتم استكمال برنامج الإصلاح و أعاق عبء خدمة الدين الثقيل الجهود المبذولة لتوسيع الطاقة الإنتاجية من خلال الاستثمارات الجديدة و حال دون حدوث انتعاش ملموس للنمو . و مهدت هذه الظروف السبيل أمام التراجع عن الاتجاه نحو اعتماد نظام تجاري أكثر انفتاحا . ففي عام 1992 عادت السياسة التجارية إلى الأساليب الإدارية الماضية عندما فرضت قيودا صريحة على النقد و حظرا على مجموعة واسعة من الواردات . غير أن هذا النهج لم ينجح في احتواء الاختلالات المتزايدة و ظهرت أزمة في النقد الأجنبي في نهاية عام 1993 ، عندما انخفضت الاحتياطات الى أقل من 1*5 مليار دولار ( أي حوالي شهر من الواردات ) في مواجهة هذه الأزمة اتخذت السلطات مبادرة كبر للإصلاح في أوائل عام 1994 ، بمساندة ترتيب توصلت إليه مع صندوق النقد الدولي بالإضافة إلى برنامج شامل لاعادة جدولة الديون . ففي افريل 1994 عقد اتفاق للاستعداد الائتماني مدته سنة ثم اتفاق لمدة ثلاثة سنوات في إطار تسهيل الصندوق المعزز في عام 1995 و صاحب الاتفاقين الحصول على قرض في إطار تسهيل التمويل التعويضي و الطارئ و اتفاقات لاعادة جدولة الديون في نادي باريس . و تم التوصل إلى اتفاق لاعادة جدولة الديون التجارية مع نادي لندن تم إبرامه في جويلية 1996 .
استهدف برنامج السلطات فيما يتعلق بالقطاع الخارجي خفض خدمة الدين إلى مستوى قابل للاستمرار و تحسين أوضاع ميزان المدفوعات بحلول منتــصف عام 1998 . و كان العنصر الرئيسي في هذا الجهد هو خفض قيمة الدينار الجزائري و التحول من ربط الدينار بسلة من العملات إلى نظام التعويم الموجه الذي يستجيب لاشارات السوق على خلاف الفترات السابقة صاحب خفض العملة الحـصول على مـساعدة خارجية و اتباع سياسات اقتصادية ملائمة ساهمت في تعزيز عملية ضبط الأوضـاع المـالية و الإنعاش الاقتصادي . و تضمنت هذه السياسات ما يلي :
-تحرير الأسعار و نظامي الصرف و التجارة بشكل رئيسي لتقريب الأسعار المحلية إلى الأسعار العالمية و تقديم الحوافز الملائمة للسوق .
-اتباع سياسات مالية متشددة
-القيام بإصلاحات هيكلية لإنشاء آليات السوق و تحقيق استجابات العرض
و استهدفت استراتيجية الإصلاح الحد من نقص الواردات الذي نشأ نتيجة الضوابط الإدارية ، و كان الحساب الجاري الخارجي قد تحول من فائض بنسبة 1*6 % من إجمالي الناتج المحلي في عام 1993 إلى عجز قدره 5*3 % من هذا الإجمالي في عام 1995

الرسم البياني في رقم 11 : تطور الميزان التجاري 98-91
تأثرت الأوضاع الخارجية بشكل سلبي نتيجة لهبوط معدات التبادل التجاري عام 1994 بسبب انخفاض أسعار النفط ، و في عام 1995 بسبب ارتفاع تكاليف استراد الحبوب بينما انخفضت التدفقات المالية الخارجية بشكل ملموس .
ففي عام 1994 كانت التدفقات الرأسمالية الوافدة مازالت مرتفعة إلى حد كبير حيث بلغت 4*6 مليون دولار ، و قد سمحت هذه التدفقات بالإضافة إلى الدعم المقدم لميزان المدفوعات يتراكم الاحتياطات الرسمية إلى ما يعــادل ثلاثة أشهر مـن الواردات ، و انخفاض عبء خدمة الديون من 82 % من الصــادرات إلى 49 % ( شكل 13 ) و على العكس من ذلك في عام 1995 حدثت زيادة في الواردات خارج قطاع المحروقات عقب تطبيق التدابير الخاصة بتحرير الواردات ، و تعويض البلاد لموجة جفاف شديدة بالإضافة تحركات أسعار الصرف التي رفعت تكاليف خدمة الدين من حيث قيمتها بالدولار الأمريكي و أسهمت كل هذه التطورات في تدهور عجز الحساب الجاري إلى أكثر من 5 % من إجمالي الناتج المحلي و مع الإقلال من القروض الجديدة و بالرغم من دعم ميزان المدفوعات بمبلغ 06 ملايين دولار فقد هبطت الاحتياطات الرسمية بمقدار 530 مليون دولار و لكن هذه الاتجاهات طرأ عليها تغيير جذري في عامي 1996 و 1997 فبينما ارتفعت حصيلة صادرات المحروقات بقوة بعد أن قفزت أسعار النفط بمقدار 04 دولارات لتصبح 21*7 دولار في المتوسط للبرميل الواحد ، حدث انكماش في الواردات بعد إشباع الطلب المكبوت عليها و لانتهاء من إعادة تجديد المخزون و انتقل وضع الحساب الجاري إلى فائض بنسبة 2*7 % من إجمالي الناتج المحلي في عام 1996 و 7*3 % في عام 1997 و على الرقم من حدوث انخفاض أخر التدفقات الرأسمالية الوافدة إلى 1*8 مليون دولار ارتفعت في نهاية 1996 ، و 08 ملايين في نهاية عام 1997 .
و في سنة 1998 و بظهور الأزمة الأسيوية تراجع سعر البرميل من النفط الى مستوى 14*1 دولار في السداسي الأول من سنة 1998 مقابل 19*8 لنفس السداسي من السنة السابقة الأمر الذي انعكس على الايرادات من الصادرات النفطية يتراجعها بقيمة 3*5 مليار دولار . هذا الانخفاض في أسعار النفط أثر
شكل رقم 12 : التدفقات الجارية
شكل رقم13 الدين و خدمة الدين
بشكل كبير على التوازنات الكبرى لاقتصاد الجزائري ، و لقد استمر هذا الانخفاض في نهاية سنة 1998 و طوال سنة 1999 ، أن هذا الوضع ينعكس بدوره على القدرة التسديدية للاقتصاد الجزائري سواء تعلق الأمر بخدمات الدين الخارجي كونها مرتبطة بعوائد الصادرات أو بتسديد الواردات بل يمتد الأمر إلى استخدام الاحتياطي من العملات الأجنبية فالبرغم من انخفاض حجم المديونية الخارجية سنة 1998 إلى 30*5 مليار دولار بعدما كانت 32*2 مليار دولار سنة 1997 فان معدل خدمة الدين انتقل من 30*3 % سنة 1997 إلى 47*50 سنة 1998 ، و إذا كان هذا هو حال انخفاض أسعار النفط فان ارتفاعها بالمقابل يترك أثاره الإيجابية على التوازنات الخارجية للاقتصاد الجزائري كما هو الحال سنة 2000 التي عرفت ارتفاعا مفاجئا لأسعار البرميل من النفط أفرز حصيلة للصادرات في السداسي الأول من هذه السنة ما يقارب 20 مليار دولار و هي حصيلة كان بعيد تخفيضها خلال العام في السنوات السابقة ، حيث بلغ سعر البرميل سنة 2000 ، 28*50 دولار و هي نسبة مرتفعة مقارنة بالسنوات السابقة التي أدت إلى قفزة معتبرة لمخزون احتياطي الصرف الذي بلغ مستوى 11*9 مليار دولار مقارنة بسنة 1999 أين بلغ 4*58 مليار دولار بارتفاع حوالي 3 أضعاف في الوقت الذي سجل رصيد موجب للميزان الجاري ب 8*93 مليار دولار بارتفاع بنسبة 446*5 % مقارنة بسنة 1999 الذي قدر ب 0*02 مليار دولار ، و رصيد مرتفع كذلك للميزان التجاري ب 12*30 مليار دولار بزيادة تقدر ب 366*07 % أي بحوالي 4 أضعاف بنسبة لسنة 99 ، و نفس الشيء للرصيد الإجمالي حيث حقق فائض معتبر مقارنة بسنة 99 أين كان عاجزا ، و استمرت الوضعية الحسنة لميزان المدفوعات خلال سنة 2001 أين سجل رصيد موجب للميزان التجاري لكن بتدهور بنـسبة 21*86 % مقارنة بسنة 2000 و نفس الشيء بالنسبة للرصيد الإجمالي الذي حقق بدوره فائضا لكن بانخفاض بنسبة 18*22 % بالمقارنة مع سنة 2000 ، و هذا راجع لتراجع عائدات النفط أين بلغ سعر البرميل الواحد لــسنة 2001 ب 24*85 دولار ، و هذا كله لم يمنع من تعزيز احتياطات الصرف التي بلغت نهاية سنة 2001 ، 17*96 مليار دولار و 23*10 مليار دولار في نهاية ديسمبر2002 ، هذا ما يؤدي إلى تحسين الوضعية المالية الخارجية و تجنب إعادة جدولة للديون ، حيث أن الجزائر لم تعرف جدولة جديدة لديونها منذ سنة 1998 إلى حد الآن ، حيث قدرت إعادة الجدولة لسنة 1998 ب 0*52 مليار دولار بانخفاض يقدر بنسبة 76*57 % مقارنة بسنة 1997 ، هذا ما بين تحقيق توازنات مالية كبرى ( داخلية و خارجية ) ، و لأول مرة في تاريخ الجزائر تفوق احتياطات الصرف قيمة المديونية الخارجية حيث قدرت نهاية 2002 ب 20*50 مليار دولار أمريكي ، أي أن الجزائر تمتلك تغطية لوارداتها تفوق 24 شهر ، و لقد تعدت احتياطات الصرف سقف 23*00 مليار دولار .
و قد سجل تراجع مليار دولار في الرصيد الإجمالي لميزان المدفوعات أي 5*19 مليار دولار و الاحتفاظ بمستوى الفائض الجاري ب 5*4 مليار دولار سنة 2002 التراجع بنسبة 23*51 % عن سنة 2001 ، و يتراجع بنسبة 16*15 % في الميزان الإجمالي ، أين بلفت صادرات الجزائر في نهاية السداسي الثاني لسنة 2002 ب 18*7 مليار دولار ، و بلغت الواردات 11 مليار دولار ، أي فائض في الميزان التجاري ب 7*8 مليار دولار ، بتراجع عن مستوى سنة 2001 بنسبة 18*83 ، و يرجع هذا الانخفاض إلى تراجع مداخيل الصادرات المحروقات التي بلغت 18*1 مليار دولار مقابل 19*09 سنة 2002 ، و يرجع الارتفاع في مستوى الواردات إلى ارتفاع الواردات التجهيزية التي ارتفعت بنسبة 16*03 % عن سنة 2001 .
هذا التحسن في احتياطي الصرف من شأنه أن يجعل الجزائر في وضعية مربحة ، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع مؤسسات النقد الدولية و القدرة على نتفيذ لمشاريع التنمية مضيفا أن المؤسسات المالية الدولية ترى أن الجزائر خرجت من الوضع المزري الذي كانت عليه و تتعامل معها لأنه من المؤيدين لاصلاحات الاقتصادية .

المطلب الثاني : مشاكل التنبؤ بميزان المدفوعات الجزائري
الجزائر كغيرها من دول العالم الثالث تعرف تخلفا في انتاج المــعلومات الاقتصادية و ضعفا في المنظومة الاعلامية يتمثل في بطىء ترفق المعلومات من مؤسسة لأخرى ، فضلا عن عدم التحكم في أساليب معالجة المعلومات مما ينعكس على مصداقيتها الشيء الذي يجعل الأرقام المقدمة بعيدة عن الواقع ، و ذلك راجع لسببين هما :

-1هشاشة نظام المعلومات الاقتصادية الجزائرية و طبيعة نظام الحسابات القومية :
تتميز المعلومات في الجزائر بالكثير من النسبية و عدم الدفة مما يجعل السياسات المبنية تطرح الكثير من الاعتبارات المصداقية لأن هذه الأخيرة لا يمكن تحقيقها إلا إذا تأكد الأعوان الاقتـصاديون من أن السـلطات الاقتصادية لن تقوم بمراجعة تصرفاتها و تدابيرها في المدى المنطور حيث أن المعلومات في الجزائر تعاني من جوانب قصور عديدة أهمها :
-عدم القدرة على رصد التغيرات و التقلبات العشوائية التي تتعرض لها المقادير الاقتصادية بالنظر إلى المدة الزمنية الكبيرة التي يتم فيها إعادة البيانات .
إن نظام المحاسبة الوطنية الجزائرية الحالي غير قادر على إعداد الجداول الكلية في مدة تتجاوز أحيانا عشر سنوات ، فمنذ الاستقلال إلى اليوم لم يتم إلا اعادا ثلاثة جداول للمخرجات و المدخلات على سبيل المثال إعداد و لا جدول مالي واحد .
-عدم موافقة نظام الحسابات القومية الجزائري للأنظمة المحاسبية الدولية إذ أن الجزائر منذ عام 1975 تعتمد نظاما للحسابات القومية ذو طابع هجين يستدفي الكثير من مفاهيمه و مبادئه نظام المحاسبة للناتج المادي المرتكز على مفاهيم ماركسية تدعمها المنطلقات التنموية السائدة آنذاك التي تستخدم التخطيط المركزي إلا أن الجزائر شأنها في ذلك شأن الدول الانتقالية شرعت في التحول نحو اقتصاد السوق الحر . و هذا التحول يتطلب تغيير الأساليب الإدارية المــستخدمة في الإدارة المـركزية للاقتصاد و تكوين مؤسسات و آليات ذات طابع سوقي إلا أن الأمور قد لا تسير بسرعة مما يخلق بطء في التحول تظهر بعض معالمه فيما يلي :
- بقاء سيطرة القطاع العام على الإنتاج
- تخلف النظام المالي المصرفي و عمله بعيدا عن المعايير الدولية
- ضعف اندماج الاقتصاد الجزائري في الاقتصاد العالمي
و ربما لهذه الأسباب ظل مستمرا استخدام نظام الحسابات الاقتصادية القومية في بلورة الأحصائات رغم كونه لا يستجيب للمرحلة و لا لمتطلبات الهيئة الدولية التي تحتاج الى معلومات ترتكز على تدفقات الدخل و التدفقات المالية و تكون منسجمة مع المعايير الدولية المؤسسة في نظام المحاسبة القومية للأمم المتحدة الذي تمت مراجعته عام 1993 في إطار رؤية شاملة و متكاملة و متناسقة و على هذا أصدر صندوق النقد الدولي مجموعة من الأدلة أهمها :
- دليل ميزان المدفوعات 1993
- إحصاءات مالية لحكومة 1998
- دليل المحاسبة في ظل التضخم 1996
- الإحصاءات النقدية و المالية 1996
حيث أن بقاء نظام المحاسبة الوطنية الجزائري قائما لا يساعد على إعداد موازين المدفوعات وقف المفاهيم الدولية المعتمدة –
-2صعوبة إدراك المتغيرات المؤثرة في سلوك المؤسسات و حجم التأثير الخارجي على الاقتصاد الجزائري :
إن صياغة معادلات سلوكية ليست عملية سهلت ، فالأمر يتطلب القيم بدراسة شاملة لمختلف جوانب الاقتصاد الوطني على مدار عدد كبير من السنوات بالإضافة إلى أن اختيار النماذج الملائمة لطبـيعة الاقتصاد الجزائري و اختبارها يتــطلب عملا ذهنيا و تقنيا ليس دائما متاح و باعتبار ميزان المدفوعات مسجلا سجلا شاملا لمختلف التعاملات مع الخارج فانه يمكننا الإشارة إلى المشكلات التالية :
- مدى القدرة على إدخال قيود كمية التي كانت تفرض على الواردات التي تم التخلي عنها لصالح القيود التعريفية تماشيا مع الجات و المنظمة العالمية للتجارة
- صعوبة إدراك المتغير الأساسي الذي يتحكم في الحصيلة من النقد الأجنبي
- صعوبة تحديد القدرة التنافسية للاقتصاد الجزائري أخذا بعين الاعتبار الأسعار الداخلية مقارنة بالأسعار الخارجية لما لذلك من ارتباط بالدورات الاقتصادية في البلدان من جهة و بتحركات و تقلبات أسعار الصرف المعلومة من جهة أخرى
- صعوبة إدراك نصيب تأثير كل من سياسات العرض و سياسات الطلب على ميزان المدفوعات لما لهما من تداخل في النهاية مما يجعل سياسة التركيز على نوع من السياسات ، لما تظهر صعوبة في ادارة السياستين مع في آن واحد
- عدم اتساق البيانات بالنظر الى اختلاف مصادرها ليتعدى ذلك الى الحديث عن مصداقيتها و تحديد أي البييانات أولى لبالاعتبار بالاضافة الى وجود بيانات تحتاج الى تعديل قبل استخدامها في المعملات و الانماذج و هذا ما طرح مشكلات عند تقديم البيانات الرسمية أمام بعض الجهات كالبرلمان حيث كانت البيانات في كل مرة عرضة للطعن و التشكيك سواء بمناسبة عرض قانون المالية السنوي في ظل ات أخرى ، فوصل الأمر أحيانا إلى اختلاف بيانات نفس الدائرة المركزية الحكومية بمجرد تغيير المسؤول عنها . و إذا كان من البديهي أن الاقتصاديات اليوم مرتبطة فيما بينها لا بنظر إلى :
- التعاون الموجود بين الاقتصاديات في مجال تبادل المعلومات
- التقاطع الموجود بين الكثير من المتغيرات الاقتصادية التي تنمو بالتوازي في مختلف الاقتصادات في نفس الوقت
- التجانس في السـياسات الاقتصادية الذي أصبحت تفرضه الهيئات الدولية حتى و إن كان ذلك لا يعني أن الدول تتبع نفس السياسة في القدرة على تحديد حجم التأثير الذي تمارسه الظروف الدولية على المؤسسات الدولية أمر بالغ الصعوبة و التعقيد و هذا ما يترك ظلالة على التنبؤ بميزان المدفوعات .
إن الوضع الدولي بما يطرحه من مشكلات تجعل الدول دائما في وضعية مراجعة في توقعات النمو العالمي ، نتيجة الأزمات العشوائية غير المتوقعة ، ففي سنة تمت مراجعة توقعات النموذجي :
 الدول السبع الصناعية من 2*5 % إلى 2 %
 دول جنوب شرق أسيا من 6*2 % إلى 3*2 %
 اليابان من 2*3 % إلى 1 %
و مثل هذه الأوضاع لها انعكاساتها على الاقتصاد الجزائري ، الا أن حجم هذه الانعكاسات يبقى صعب التقدير بالنظر الى ضعف اندماج الاقتصاد الجزائري في الاقتصاد العالمي ، و ضعف عوامل الجذب للمناخ الاستثماري الجزائري نتيجة انغلاق الجهاز المصرفي ، ضعف المواصلات و تأرجح الاصلاحات الاقتصادية .

المطلب الثالث : آفاق ميزان المدفوعات الجزائري في ظل المعطيات الاقتصادية الجديدة
ليس من المهم فقط أن نقف على وضعية ميزان المدفوعات ، و انما أيضا معرفة الأفاق المستقبلية له ، هذه الأخيرة تبقى مستحيلة ما لم يتم اعتبار بعض المتغيرات الأساسية في الاقتصاد المرتبطة أكثر بالاقتصاد العالمي ، و باتالي نحاول تحليل عنصرين هامين اللذين يمكن أن يؤثر على الوضع المستقبلي لميزان المدفوعات الجزائري .
_________________
1اليورو و التكامل الاقتصادي الأوروبي :
يعتبر إدخال اليورو متغيرا جديدا من متغيرات الاقتصاد العالمي بالنظر إلى مكانة الاتحاد الأوروبي في العلاقات الاقتصادية الدولية حيث أدى اعتماد اليورو كعملة دفع دولية جديدة منافسة للدولار الأمريكي . فضلا عن إمكانية استخدامه كاحتياطي لدى البنوك المركزية للدول النامية ، و يمكن له أن يؤثر على بعض الاقتصاديات الأخرى من بينها الجزائر ، و ذلك من خلال ارتباط الجزائر مع الاتحاد الأوروبي في تعاملاتها المتميزة ب :
- 66*8 % من الواردات الجزائرية مصدرها الاتحاد الأوروبي
- 62*8 % من الصادرات الجزائرية مالها الاتحاد الأوروبي
- 24*8 % من الديون الجزائرية الخارجية المقومة باليورو
و بهذا يعتبر الاتحاد الأوروبي أكبر شريك اقتصادي للجزائر و يتوقع أن يتم تعزيز هذا الوضع بتنفيذ مبادرة أوربا دول المتوسط و أن يساهم في استقرار أسعار الصرف لكونه حل محل معظم عملات دول الاتحاد الأوروبي مما يؤدي إلى زيادة التقلبات القائمة بين أسعار صرف عملات دول الاتحاد ، إلا أن هذا الوضع لا يمنع من تقلب الأورو مقابل الين و الدولار الأمريكي . و سوف يحقق هذا الاستقرار المنافع للدول المثقلة بالديون و العاجزة عن زيادة تنويع التزاماته الخارجية كالجزائر نتيجة محدودية فرص دخولها إلى أسواق الاقتراض العالمي .
و يعمل إدخال اليورو في التعامل على تعديل موقع الدولار الأمريكي في زيادة النظام النقدي الدولي ، مما يؤدي بالولايات المتحدة الأمريكية إلى فقدان جزء من نفــوذها ، و يمكن أن يؤدي ذلك إلى خسارة بالنسبة للشركات للإنعاش الاقتصادي لأن اليورو يستمد قوته من اندماج المجال المالي للاقتصاد الأوروبي و ارتكازه على اقتصاديات ذات حجم قوي نوعا ما كما ستكون السوق المالية الأوروبية بعيدة عن التقلبات النقدية الداخلية و هذا من شأنه تعزيز فرص النمو الأوروبي مما يدعم طلبها على المحروقات و على بعض المواد الأولية من الجزائر ، بالإضافة إلى أن الزيادة في القوة الدورية لمنطقة اليورو و سوف تؤدي إلى زيادة مباشرة في الصادرات الجــزائرية إلى أوربا و يمكن أن يؤدي اعتماد العمل باليورو إلى إصلاح سوق العمل و معالجة المشاكل الاقتصادي الهيكلية الأخرى .
إن من الإشكاليات القائمة اليوم تتعلق بمدى ضرورة تكييف الاقتصاد الجزائري مع اليورو باعتبار الاتحاد الأوروبي أهم شريك للجزائر ، و هل يمتد ذلك إلى الدينار الجزائري باعتماد اليورو مرجعا في تسعيره ؟ و هل يسمح ذلك بتقليص مخاطر الصرف بالنسبة للديون الجزائرية ؟ و يمكن النظر إلى ذلك من زاوية تصحيح سعر الصرف حتى يتلائم مع منطق الروابط التجارية للجزائر .
فإدخال اليورو و تعميمه سيحدث الكثير من الآثار على مستوى العديد من المتغيرات التي لها علاقة مباشرة بميزان المدفوعات الجزائري و أهمها :
 اتجاه الصادرات الجغرافي
 المصدر الجغرافي للواردات
 هيكل الديون الجزائرية بالعملات
 هيكل الاحتياطي من العملة الصعبة
 طرق فوترة و تسديد المعاملات الخارجية
و هي قضايا تبقى متعلقة بالمقدار الذي يمكن أن يكرسه الاتحاد الأوروبي لنفسه في الاقتصاد العالمي أمام المنافسة الأمريكية و اليابانية و الجنوب شرق أسيوية .
-2آفاق النمو العالمي :
لقد أفرزت الأزمة المالية العالمية لسنوات التسعينات مجموعة من الانعكايات على الاقتصاد العالمي خارج التوقعات ، جعلت الاتجاهات العامة للمؤشرات الاقتصادية متوقفة على مستوى النمو أو حجم الركود الاقتصادي الذي يعرفه الاقتصاد العالمي .
و الاقتصاد الجزائري و منه ميزان المدفوعات ليس بعيدا عن هذه الحقيقة ، ذلك أنه بالقدر الذي تسهر فيه العولمة في تشجيع تحرير حركة رؤوس الأموال ، فانها لا تستطيع تحديد آثار المضاربات على هذه الأموال .
لقد أسفرت تلك الأزمة عن ركود اقتصادي رهيب نتج عنه توسع في حجم البطالة ، مما كان له الأثر المباشر على أسعار المواد الأولية و منه النفط ، إن التراجع في أسعار النفط سنة 1998 أدى إلى الحد من فرص النمو في المنـطقة العربية بكاملها ، و الاقتصاد الجزائري المعتمد على النفط لا يمكن تجاوز مشكلاته المرتبطة بتذبذب أسعار النفط الخارجة عن ارادتها بل عن سيطرة منظمة الأقطار المصدرة للنفط أصلا ، بما يجعل من المفيد تحليل دور و مكانة منظمة الأوبيك داخل الاقتصاد على ضوء هذا الواقع .
-غير أن وضع ميزان المدفوعات الجزائري مازال حساسا لعدد من العوامل الخارجية عن إرادتها خصوصا تقلبات أسعار النفط العالمية . و تنطوي التقلبات في أسعار النفط على آثار واضحة بالنسبة للميزان التجاري لأن صادرات المحروقات مازالت تمثل حوالي 95 % من إجمالي حصيلة الصادرات ، و على الرغم من الحاجة إلى تجنب تعرض البلاد للخطر عن طريق تنويع الصادرات فمن المرجح أن تواصل الصادرات النفطية سيطرتها على التدفقات التجارية الجزائرية على المدى الطويل ، بالنظر إلى الاحتياطات المحروقاتية المركبة و خصوصا الغاز الطبيــعي و علاوة عــلى ذلك و بجانب أثر قطاع المحروقات على الاقتصاد المحلي تتأثر عناصر أخرى من ميزان المدفوعات باحتمالات النمو ، في قطاع الصناعة ، مثل تجارة الخدمات ذات الصلة بالنفط و الاستثمارات الأجنبية و الواردات ذات الصلة بالنفط و بالإضافة إلى ذلك مازالت الجزائر معرضة لتغيرات أسعار الحبوب العالمية ، لأنها أكبر مستورد للقمح الخشن ، و تزيد وارداتها من المواد الغذائية على بليوني دولار ، و هناك مجال كبير للتغلب على هذا الوضع مثل تحرير الأسعار في الزراعة الذي أدى ألي زيادة الإنـتاج و من المتوقع أن يؤدي منح حقوق الملكية للمزارعين في عام 1998 إلى زيادة الاستثمارات و ثمة عامل أساسي آخر لتحقيق النمو القابل للاستمرار ، يقترن بقوة الوضع الخارجي ، يتمثل في قدرة الجزائر على اجتناب تدفقات رأس المال الخاص التي ينشأ عنها ديون و خاصة الاستثمار في القطاع الغير محروقاتي . و مع تطور الاقتصاد و تولي قوى السوق تخصيص الموارد لاستخداماته الإنتاجية ، ينبغي أن تتمكن الجزائر من اجتذاب التدفقات الرأسمالية و الاستثمار المباشر بما يتماشى مع الإمكانات الإنتاجية للاقتصاد . و من شأن ذلك أن يسمح بزيادة الواردات و التشجيع على نقل التكنولوجيا و الخبرة الأجنبية و سوف يلعب تحسن الثقة في الإمكانات الاقتصادية الجزائرية و استقرار الأوضاع الاقتصادية و السياسية دورا أساسيا في تعزيز قدرة الجزائر على جذب مستويات أعلى من الاستثمار الأجنبي .
ان حساسية الاقتصاد الجزائري لآفاق النمو العالمي تعود الى عدم مرونة سعر الصرف وهذا مايدفع الى زيادة الطلب على الدولار من قبل الأعوان كونه العملة الأقل خ
خاتمة
يعتبر ميزان المدفوعات أحد المعالم الاقتصادي لأي بلد وكأداة لتسوية المعاملات الخارجية ،حيث تدرج فيه مختلف عمليات التبادل الدولي ،وهو سجل ينقسم إلى جانبين ،جانب دائن تسجل فيه تلك المعلومات التي يترتب عنها دخول للعملة الأجنبية ،وجانب مدين تسجل فيه المعاملات التي تتيح وسائل لتغطية هذه الالتزامات ،كما يساعد السلطات العمومية على صياغة السياسات الاقتصادية المناسبة بالاظافة إلى أنه يسمح بالحكم على الوضعية الاقتصادية والمالية للدولة ،وكمرآة يوضح نقاط الضعف والقوة للبلد من حيث التركيبية السلعية للصادرات والواردات

الفتاة المشاغبة
2011-12-01, 17:46
اخي الكريم :
إسم العضو : ميمونة 99
المستوى الدراسي : 3متوسط
البحث حول : طبقات الغلاف الجوي
تاريخ التسلبم : 07-12 - 2011
جزاك الله عنا كل خير و أدخلك فسيح جناته

azizan11
2011-12-01, 18:17
اريد بحث حول السكريتاريا والاعمال الخارجية

azizan11
2011-12-01, 18:19
اخي الكريم :
إسم العضو :azizan11
المستوى الدراسي :جامعي
البحث حول : السكرتاريا والاعمال الخارجية
تاريخ التسلبم
جزاك الله عنا كل خير و أدخلك فسيح جناته

abdo khan
2011-12-01, 20:27
الاسم abdo khan
الطلب بحث حول اخلاقيات العمل والميديا الجديدة
المستوى السنة الثالثة صحافة مكتوبة LMD
اجل التسليم 5 ديسمبر 2011

abdo khan
2011-12-01, 20:29
جزاك الله خيرا على المجهود المبذول وجعله في ميزان حسناتك ان شاء الله

محب بلاده
2011-12-01, 21:02
اخي الكريم :
إسم العضو : ميمونة 99
المستوى الدراسي : 3متوسط
البحث حول : طبقات الغلاف الجوي
تاريخ التسلبم : 07-12 - 2011
جزاك الله عنا كل خير و أدخلك فسيح جناته


بحث عن الغلاف الجوي

يعتقد الكثيرون من الناس أن الغلاف الجوي ليس سوى طبقة الهواء التي نسبح فيها والتي تتكون فيها أنواع الغيوم المختلفة ، وهي طبقة لا يتجاوز ارتفاعها 10 كم فوق سطح الأرض ، وتتناقص فيها كمية الهواء كلما زاد الارتفاع ، ولعل الكثيرون منا لا يعلمون أن من يتسلقون جبال هملايا يحملون معهم أسطوانات الهواء المضغوط لأن كميات الهواء هناك تنقص كثيراً عما هي عليه بقرب سطح الأرض ، فيصبح التنفس صعباً . أما منبع هذا الاعتقاد ، الذي أشرنا إليه في البداية ، فهو عدم معرفتهم بوجود طبقات غلاف جوي أخرى على ارتفاعات أكبر ، أو عدم الاهتمام بمعرفتها بالنظر لأنها لا تؤثر مباشرة على الحياة الإنسانية على الأرض . وقد بدأ بعض الناس يعرفون وجود هذه الطبقات بالنظر لتأثيرها على استقبال موجات الراديو في بعض الأحيان .
باختصار الغلاف الجوي ليس طبقة الهواء القريبة فحسب ، إنه غلاف كبير وعال درسه العلماء مباشرة في مناطقه القريبة وبطريقة غير مباشرة عن طريق أجهزة أرضية وأجهزة فضائية يرسلونها مع الأقمار الصناعية والمراكب الفضائية عند ارتياد الفضاء.
تركيب الغلاف الجوي
إذا جمعت عينات من الهواء الجوي الجاف الموجود في الغلاف الغازي المضطرب (بدون بخار الماء وملوثات) ، ثم حللت هذه العينات فإن نتيجة التحليل مقاسة بالنسبة المئوية الحجمية هي:
طبقات الغلاف الجوي
يتكون الغلاف الجوي من أربع طبقات تبدأ بالقرب من سطح الأرض لتصل إلى مناطق في الفضاء بعيدة جداً عن سطح الأرض .
1. الطبقة المضطربة "أو الغلاف المضطرب " Troposphereوهي الطبقة الأولى من الغلاف الجوي الأقرب إلى سطح الأرض والتي تتكون في معظمها من الهواء الذي نتنفسه ، والذي يصبح أقل كثافة وأقل أوكسيجيناً كلما ارتفعنا إلى الأعلى بعيداً عن سطح الأرض . يتراوح سمك هذه الطبقة من حوالي 8 كم فوق القطبين إلى 16 كم فوق خط الاستواء يحدها من الأعلى طبقة رقيقة (قليلة السماكة) تسمى الطبقة الهادئة Tropopause وتمتاز بثبات درجة حرارتها . أما في الطبقة المضطربة فتنخفض درجة الحرارة بزيادة الارتفاع عن سطح الأرض بمعدل تقريبي هو 6 ْ م / كم ، أي أنها تصبح حوالي
40 ـ 50 ْم تحت الصفر على ارتفاع 10 كم ، وهذا الارتفاع هو منطقة الطيران المدني ، ومن ركب طائرة لابد أنه سمع قائد الطائرة وهو يعلن أن درجة الحرارة خارج الطائرة (ـ40 ْ م مثلاً) ، والذين يتسلقون الجبال العالية يعرفون أن درجة حرارة قمة الجبل تكون أقل بعدة درجات عن سفحه.

. الغلاف الغازي المتطبق أو الطبقة الغازية المتطبقة Stratosphere
هي الطبقة الثانية من الغلاف الجوي ، وهي تقع فوق الغلاف الغازي المضطرب ويفصلها عنه الطبقة الهادئة أو المستقرة Tropopause . تمتد هذه الطبقة من ارتفاع 12 ـ 50 كم بالمعدَّل حيث أن ارتفاع سطحها السفلي عند خط الاستواء أكبر من ارتفاعه عند القطبين .
تزداد درجة الحرارة في هذه الطبقة كلما ارتفعنا فيها . تصل درجة الحرارة في الجزء العلوي من هذه الطبقة حيث "الهواء قليل جداً " إلى ما يقارب الصفر المئوي ، ولكن ما سبب ارتفاع درجة الحرارة هذه ؟ يوجد في هذا الغلاف الغازي المتطبق طبقة الأوزون التي تمتص أشعة الشمس فوق البنفسجية . ينتج عن التوزيع الحراري وعن قلة الهواء في هذه المنطقة أحوال جوية مستقرة تماماً ، لذلك لا نجد فيها التيارات والاضطرابات الموجودة في طبقة الغلاف الغازي المضطرب ، ولا نجد فيها أي أثر للغيوم أو الظواهر الجوية الأخرى .
هذه الطبقة هي طبقة الطيران لمسافات طويلة لأنها تقع بعيداً عن مناطق الجو العاصف ، ويميزها رياح أفقية قوية ولكنها ثابتة "Steady " .
نهاية هذه الطبقة وفاصلها الطبيعي عن الغلاف الغازي المتوسط الذي يليها هو غلاف غازي رقيق يدعى الغلاف الغازي الهادئ أو الساكن Stratopause .
هي أكثر طبقات الغلاف الجوي كثافة ، أما كتلتها فهي تعادل 75-85% من كتلة الغلاف الجوي ، كاملاً ، ومعظم هذه الكتلة موجودة على ارتفاع أقل من 8 كم عن سطح الأرض .
3.الغلاف الغازي المتوسط أو الطبقة الغازية المتوسطة Mesosphere
يعني المقطع "meso " المتوسط middle ، فهذه الطبقة الثالثة تعني حرفياً الطبقة المتوسطة من الغلاف الجوي ، وهي تقع على ارتفاع حوالي 50 ـ 80 كم فوق سطح الأرض يفصلها عن الغلاف الغازي المتطبق طبقة الغلاف الغازي المتطبق الهادئ وعن الغلاف الغازي الحراري الذي يليها طبقة رقيقة هي الغلاف الغازي المتوسط الهادئ mesopause .
تنخفض درجة الحرارة في هذه الطبقة كلما ازداد الارتفاع لتصل إلى ( ـ 100 ْ م ) ، وهذه الطبقة هي أقل طبقات الغلاف الجوي في درجة حرارتها ، وهي أصغر من أصغر درجة حرارة سجلت في المنطقة القطبية الجنوبية للأرض . يتجمد بخار الماء في هذه الطبقة ليتحول إلى غيوم جليدية . يمكنك أن ترى الغيوم الجليدية إذا سقطت عليها أشعة الشمس بعد الغروب . تسمى هذه الغيوم "الغيوم الليلية المضيئة Noctilucent Clouds .تحترق في هذه الطبقة الشهب والنيازك أثناء مرورها في الغلاف والتي نراها من الأرض وكأنها قذائف نجمية .
4. الغلاف الجوي الحراري أو الطبقة الجوية الحرارية Thermosphere
هي الطبقة الخارجية الأبعد من الغلاف الجوي تفصلها عن الغلاف الغازي المتوسط الطبقة المتوسطة الهادئة ترتفع درجة الحرارة في هذه الطبقة إلى ما فوق 1000 ْ م . تتلقى الجزيئات القليلة من المادة الموجودة في هذه الطبقة كميات هائلة من الطاقة الشمسية توصلها إلى درجة الحرارة التي ذكرناها . نحن نعلم أن درجة حرارة الهواء هي مقياس طاقة حركة جزيئاته وليس مقياساً لمقدار الطاقة المخزنة فيه
وبناءً على ما سبق ، فإن كميات الهواء النادرة جداً الموجودة في الغلاف الغازي الحراري على الرغم من ارتفاع درجة حرارتها إلا أن طاقتها صغيرة جداً بالمقارنة مع الطاقة في الغلاف الغازي الحراري أو في الطبقة الغازية المتطبقة ، فعلى الرغم من ارتفاع درجة الحرارة فيها ، فإن الغلاف الغازي الحراري هو غلاف بارد جداً ولا يمكن لجزيئات الهواء القليلة التي تحتله أن تنقل الحرارة إلى جلودنا (لو تخيلنا أننا كنا نسبح في هذه الطبقة.

ينقسم الغلاف الجوي الحراري إلى قسمين هما :
أ- الغلاف الغازي الأيوني Ionosphere .
ب- الغلاف الغازي الخارجي Exosphere .

أ- الغلاف الغازي الأيوني أو الطبقة الغازية الأيونية
تمتد هذه الطبقة من ارتفاع 80 كم إلى حوالي 600 كم وأكثر . في هذه الطبقة تتحول جزيئات الهواء ( ! ) وذراته إلى أيونات والكترونات حرة الحركة ، تتأين جزيئات الهواء ( ! ) بفعل أشعة الشمس فوق البنفسجية، ويساعد على ذلك أيضا، ولكن بدرجة أقل، دقائق شمسية عالية الطاقة والأشعة الكونية .
تبعث هذه الطبقة موجات كهرومغناطيسية بسبب الكمية الهائلة من الالكترونات الحرة الموجودة فيها ، لذلك يمكن لموجات الراديو (وهي موجات كهرومغناطيسية) أن تقفز أو تنعكس عن هذه الطبقة وبالتالي تنتقل عبر مسافات بعيدة كما نسمعها ونشاهدها في برامج المذياع والتلفاز . والعبارة التالية قد تسمعها من مذيع إحدى محطات الراديو : " نأسف لاضطراب أحوال الاستقبال وذلك بسبب حالة عدم الاستقرار السائدة في طبقات الجو العليا وفي الطبقة الأيونية " ، إن الضجيج وسوء استقبال موجات الراديو سببه تلوث موجي على الأرض أو في طبقة الغلاف الغازي الأيوني . يحدث في هذه الطبقة الشفق بأنواعه aurorae .

ب. الغلاف الغازي الخارجي
هي أعلى أو أبعد طبقات الغلاف الجوي ، تصل في ارتفاعها إلى حوالي 10000 كم ، وهو الحد الأعلى لغلافنا الجوي الأرضي ، يتداخل (يتمازج) الغلاف الجوي هنا مع الفضاء الخارجي حيث تكون طبقة الهواء رقيقة جداً إلى حد يصعب تخيله تهرب ذرات وجزيئات الهواء من هذه الطبقة متجهة نحو الفضاء الخارجي .
تتكون هذه الطبقة من الغلاف الجوي من عنصري الهيدروجين والهيليوم (في حالة أيونية) حيث تكون كثافتهما في أدنى الحدود التي يمكن تخيلها . تسبح الأقمار الصناعية التي يطلقها الإنسان في هذه الطبقة من طبقات الغلاف الجوي .


غلاف الأرض الجوي هو طبقة من خليط من غازات تحيط بالكرة الأرضية مجذوبة إليها بفعل الجاذبية الأرضية. ويحوي على 78 % من غاز النيتروجين و 21 % أوكسجين والارجون وثاني أكسيد الكربون وبحار الماء، والهيدروجين، والهليوم, والنيون, والزينون. ويحمي الغلاف الجوي الأرض من امتصاص الأشعة فوق البنفسجية ويعمل على اعتدال درجات الحرارة على سطح الكوكب.

يعتبر الغلاف الجوي مستودعا كبيرا للمياه يستخدم لنقل الماء حول الأرض، إذ يصل حجم الماء الموجود في الغلاف الجوي إلى حوالي 12.900 كيلومتر مكعب يتساقط معظمها على شكل أمطار في المحيطات والبحار حيث أن إذا حدث وسقطت كل المياه الموجودة في الغلاف الجوي في آن واحد كأمطار فإنها ستغطي الكرة الأرضية بعمق يصل إلى 2.5 سم. ويقدر ثقل السحب التي يحتويها بآلاف الملايير من الأطنان

طبقات الجو
ويتكون الغلاف الجوي من ست طبقات رئيسية تتداخل في بعضها مما يجعل الفصل بينها غير ممكن تقريبا وهذه الطبقات :

المتكور الدوار (التروبوسفير) وهي الطبقة التي تحدث معظم التغيرات الجويه التي نلمسها يوميا وتقل فيها درجات الحراره مع الارتفاع وهي الطبقه التي تحتوي على معظم بخار الماء والأكسجين وثاني اكسيد الكربون وتتركز فيها انشطة الإنسان.
الاستراتوسفير وهي الطبقه التي تعلو التربوسفير وتمتد من ارتفاع 21 إلى 80 كيلو متر تقريبا فوق سطح الأرض. وتتميز هذه الطبقه بخلوها من التقلبات المختلفه أو العواصف. ويوجد بها حزام يعرف بطبقة الاوزون التي تحمي سطح الأرض من مخاطرا لاشعه فوق البنفسجيه.
المتكور الأوسط يقع هذه الطبقة فيما وراء الاطراف العليا بطبقة الاتراتوسفير، وتتميز هذه الطبقة بارتفاع درجة حرارة الهواء في قسمها السفلي ثم تنخفض بالتدريج مع الارتفاع إلى أعلى النهايات العليا للطبقة، ويرجع الفضل إلى هذه الطبقة الهوائية في حدوث عمليات احراق الشهب والنيازك الساقطة والمتجهة إلى سطح الكرة الأرضية’
المتكور الحراري (بالإنجليزية Thermosphere Layer) يشكل المتكور الحراري الطبقة الرابعة من الغلاف الجوي. يرتفع المتكور الحراري فوق سطح البحر إلى ارتفاع يتراوح بين 500 كم، عندما تكون الشمس نشيطة، وبين 750 كم، عندما تكون الشمس هادئة. وبذلك يتراوح سمكها فوق حد ميزوبوز بين 420- 670 كم على التوالي. ولا يوجد بينها وبين الطبقة الجوية التي تليها حد حراري، ولذلك تحدد قمتها بحد ثرموبوز على أساس تركيبها الغازي. تثبت درجة حرارتها عند درجة الحرارة -93 ْ مئوية لعدة كيلومترات في أسفلها ثم تتزايد تدريجياً مع الارتفاع خلالها، إذ تبلغ نحو 700 ْ مئوية عند ارتفاع 300 كم، لكنها قد تناهز 1700 ْ مئوية عندما تكون الشمس نشيطة وتظل درجة الحرارة على وضعها حتى نهاية المتكور الحراري وخلال الطبقة الجوية التي تليها. ويبدو واضحاً أن اسمها قد أشتق من كلمة (Thermo) الإغريقية والتي تعني حارا للدلالة على شدة الحرارة فيها.
المتكور المتأين وهي الطبقه التي تعلو الاستراتوسفير من ارتفاع 80 كيلومتر تقريبا وحتى 360 كيلومتر أو أكثر وتتميز تلك الطبقه بخفة غازاتها ويسود فيها غاز الهيدروجين والهيليوم.
إكزوسفير تشكل طبقة أكسوسفير الطبقة الأخيرة الخارجية من الغلاف الجوي، وقد أشتق اسمها من كلمة “Exo” التي تعني خارج. تمتد طبقة إكسوسفير مرتفعة فوق طبقة ثيرموسفير وحتى نهاية الغلاف الجوي عند ارتفاع يناهز 64400 كم. وتصبح جزيئات الهواء نادرة الوجود في طبقة إكسوسفير إلى حد إنها تعد غير موجودة، فمثلاً، عند أسفلها من الممكن أن تنطلق ذرة غازية نحو 10 كم قبل أن تصطدم بذرة غازية أخرى. وعادة يعرف العلماء المسافة التي تقطعها الذرات الغازية قبل أن تصطدم مع ذرة أخرى بالممر الحر.
لمتكور الأوسط أو طبقة الميزوسفير أو هي ثالث طبقات الجو بعد التربوسفير (المتكور الدوار) والاستراتوسفير ويبلغ ارتفاعها حوالي من 50 إلى 80 كلم عن سطح البحر. وبالرغم من ارتفاع هذه الطبقه عن سطح البحر الا انها تتميز بدرجه حراره مرتفعه ويرجع ذلك إلى وجود طبقه الاوزون في الجزء السفلى من هذه الطبقه (o3) والذي يبلغ سمكها حوالي 30 كلم والتي تقوم بحجب الاشعه فوق البنفسجيه التي تصدر من الاشعاع الشمسى ،بالإضافة إلى ان معظم النيازك والشهب تحترق في هذه الطبقه مما يؤدى إلى ارتفاع في درجه حراره هذه الطبقه.

الهواء
يتكون الهواء في طبقته السفليه من عدة غازات بالإضافة إلى بخار الماء وبعض الجسيمات الدقيقه (الاتربه والرذاذ). والهواء الجاف غير الملوث يت والكريبتون وغيرها. بالإضافة إلى هذا يحتوي الهواء على نسب مختلفه من بخار الماء نتيجة التبخر من السطوح المائيه ومن التربه ومن النباتات، تكون مرتفعه في المناطق الرطبه الاستوائيه وأيضا في المناطق الساحليه) وتقل كلما اتجهنا إلى المناطق القطبيه كذلك تتعلق في الهواء كميات هائله من الغبار (الاتربه) التي قد توجد بصوره مرئيه للعين، ويختلف وجودها من منطقه إلى أخرى، فتزداد بالقرب من المناطق الصحراويه، خاصه في مواسم معينه (مثل الخماسين)، كما يكثر الغبار في الطبقات السفلى من الهواء عنه في الطبقات العليا.

الغازات
ويمثل النيتروجين نسبة 78% من مجموع أحجام هذه الغازات، ويكون الأكسجين 21% من حجم هذا الغلاف، أما الجزء الباقي من الغلاف الهوائي فإن معظمه يتألف من بخار الماء وثاني أكسيد الكربون. ونظراً لزيادة كثافة كل من بخار الماء وثاني أكسيد الكربون عن كثافة غيرهما من الغازات الأخرى فإننا نجدهما في طبقات الجو القريبة من الأرض، ومن المعروف أن حوالي 90% من بخار الماء العالق في الهواء ويوجد في طبقة من الجو يصل ارتفاعها إلى 6 كيلومترات فوق مستوى سطح البحر، وتوجد في الغلاف الهوائي كميات كبيرة من الأجسام الصلبة العالقة، وهذه الأجسام الصلبة عبارة عن ذرات دقيقة من الغبار والأتربة والأملاح والدخان المتصاعد من المصانع والسيارات والقاطرات والبواخر، وتسه المواد العالقة التلوث لا للغلاف الهوائي فحسب، بل للغلاف المائي كذلك. وعلى الرغم من سلبيات هذه الأجسام الصلبة فإن لها فوائد لا بأس بها، مثل تكاثف بخار الماء حولها ونزوله على هيئة قطرات من الماء أو الثلج أو البرد. ومن الملاحظ أن كثيراً من الأمطار التي تصيب المناطق الداخلية في منطقة السعودية تسبقها العواصف الرمليه.

تلوث الغلاف الهوائي
يتلوث الغلاف الهوائي عندما توجد فيه مواد غريبة أو عندما يحدث تغيير مهم في النسب المكونة له، وتوجد هذه المواد الغريبة معلقة في الجو بصورة صلبة أو سائلة أو غازية، وتعد المصانع ونواتج الأحتراق والمركبات ذات المحركات أهم مصادر التلوث الجوي في الوقت الحالي. فضلاً عن التجارب النووية والمبيدات الحشرية، وقد أحصى العلماء أكثر من مئة مادة ملوثة للجو ولها آثار مدمرة على البيئة وعلى التوازن الحيوي. وأصبح التلوث يهدد طبقة الأوزون التي تحمي الأرض -بإذن الله- من أخطار الأشعة الضارة. وتعد السيطرة على انتشار التلوث من أهم أسباب مكافحته، وخاصة مخلفات المصانع والسيارات، وتعد المحافظة على الغطاء النباتي من أبرز عوامل تنقية الجو من التلوث.

أهمية الغلاف الجوي

يزود المخلوقات الحية بالهواء للتنفس.
يسمح بنفاذ الأشعة المرئية والاشعة تحت الحمراء وغيرها من الاشعات الحرارية والضوئية القادمة من الشمس والتي تمتصها الأرض مما يوفر الدفء والحماية.
يقي سطح الأرض من الإشعاعات فوق البنفسجية الضارة ويمنع وصولها للأرض التي تسبب امراض عديدة مثل سرطان الجلد وامراض جلدية وبصرية كثيرة
يساهم في تنظيم وتوزيع درجات الحرارة السائدة على سطح الكرة الأرضية حيث ينظم وصول أشعة الشمس ويمنع نفاذ كل الإشعاع الأرضي إلى الفضاء الخارجي، ولو لم يكن هناك غلافا جويا للأرض لتجاوز المدى اليومي 200 درجة حرارية.
يقوم بتوزيع بخار الماء على مناطق العالم المختلفة.
حماية الكائنات الحية على سطح الأرض من الإشعاعات الكونية الضارة، وخاصة الأشعة فوق البنفسجية.
يشكل درعاً واقياً يحمي سطح الأرض من النيازك والشهب حيث يتفتت معظمها قبل وصوله إلى سطح الأرض، نتيجة أحتكاكه بالهواء وأحتراقه.
يعد واسطة اتصال تستخدمه الطائرات، وتنتقل فيه الأصوات ولولا وجود الهواء في الغلاف الجوي لساد سكون وهدوء مخيف على سطح الأرض.
ينظم انتشار الضوء بشكل مناسب.

الغلاف الجوي

يحيط بالكرة الأرضية غلاف من الغازات المتنوعة يدعى بالغلاف الجوي أو يدور مع الأرض ويشكل جزءاً منها غير محدود تماما لكنه لا يزيد عن 450كلم ويتميز بالخصائص التالية :

- هو مزيج من الغازات ، وفي مقدمتها الآزوت ( 78% ) والأكسجين ( 21% ) ومجموعة من الغازات النادرة بنسبة 1% وكمية ضخمة من غاز الفحم أو ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء والغبار . وإذا كانت نسب هذه الغازات ثابتة تقريباً في الجو القريب من السطح الأرض فإنها تختلف في الطبقات العليا : فالأكسجين يخف بعد 5كلم ارتفاع والأجسام الغريبة كبخار الماء والغبار تختلف في الطبقات العليا كما يكثر الهيدروجين والمليم في نهاية الغلاف الجوي .

- تختلف كثافة الغلاف الجوي بين المناطق القريبة من سطح الأرض والمناطق الجوية العليا ، فالكيلومترات الخمسة الأولى المحيطة بنا تحتوي على نصف وزن الغلاف الجوي ، وبالتالي فان الكثافة تقل تدريجياً كلما ارتفعنا في الفضاء حيث يتخلخل الهواء ويتحلل إلى أيونات على ارتفع 80كلم تقريباً عن سطح الأرض .

- يمتص الغلاف الجوي قسماً من الحرارة التي تحتويها أشعة الشمس ويحتفظ بقسم منها ويعكس القسم الآخر . تحتوي الأشعة الشمسية ، كما هو معروف ، على طاقة حرارية وأخرى ضوئية وثالثة كيميائية تسهم في عمليات كثيرة تتم على سطح الأرض أو لها التمثيل تنعكس نسبة 40% من أشعة الشمس الواصلة إلى الأرض وتصطدم بالغلاف الجوي ، وينتشر 17% منها في الجو ويصل 43% إلى سطح الأرض ، الذي يعكس بدوره 10% منها وتمتص الباقي سطوح الأرض من يابسة ومسطحات مائية وهي بدورها نعكس جزاً منه عند غروب الشمس .
تختلف كمية الحرارة في الغلاف الجوي وعلى سطح الأرض بين خط الاستواء والقطبين ، والسبب في ذلك يعود إلى درجة انحناء أشعة الشمس لدى وصولها إلى سطح الأرض ، ثم أن الأشعة تقطع مسافة أكبر في الغلاف الجوي نحو المناطق القطبية ، من تلك التي تقطعها في غلاف المناطق الاستوائية .

طبقات الغلاف الجوي : يتألف الغلاف الجوي من طبقات ثلاث هي :

1. التيربوسفير :ومن أهم طبقات الغلاف الجوي لقربه من الأرض ويتألف من الغازات التي يتألف منها الغلاف الجوي ولكن بشكل مكثف بحيث يضم 4\3 من غازات هذا الغلاف ويحتوي على نسب مختلفة من الأجسام التالية : بخار الماء الناتج عن عملية التبحر على سطح الأرض ، المسطحات المائية أو البحيرات والأنهار ومن تنفس النباتات والمقذوفات البركانية . وتختلف نسبة بخار الماء في الجو بين منطقة وأخرى وفصل وآخر : فهو متوفر إجماليا في الطبقات القريبة من سطح الأرض ونادرا مع الارتفاع إلى أن يختفي مع نهاية طبقة التيربوسفير ويقل بخار الماء فوق المناطق الصحراوية والمناطق القطبية ويتضاعف الأقاليم الدافئة كالمناطق الاستوائية وغيرها . الجسم الثاني الذي يتألف التيربوسفير هو غاز الفحم أو ثاني أكسيد الكربون وينتج عن الثورانات البركانية و تنفس الكائنات الحية والنباتات و الاحتراق في المناطق الصناعية .ولغاز الفحم دور مهم في الغذاء النباتي وفي احتفاظ الغلاف الجوي بجزء من حرارة الشمس .
ثالث جسم يحتويه التربوسفير هو الغبار : هو كناية عن أجسام صغيرة صلبة قد ترى بالعين المجردة إذا نظرنا إلى أشعة الشمس تدخل في غرفة ما أو إلى الفضاء في بعض أيام الربيع حيث يكون الجو داكن مغبرا . وتنتشر معظم كمية الغبار في طبقات من الأرض وهو ناتج عم تحمله الرياح عن سطح الأرض وتنشره في الفضاء .
اخيا يحتوي التربوسفير على غازات ومواد مختلفة بكميات ضئيلة جدا تصدر عن البراكين والاحتراق ومختلف العمليات التي تحدث على سطح الأرض ، أولها أكسيد الكربون.
وتختلف سماكة التربوسفير فوق سطح الأرض فهي عند القطبين تبلغ بين 6او7 كم و15 كم عند خط الاستواء مع انتفاخ بسيط يصل إلى 17 كم فوق المدارين.

2. الستراتوسفير :تحيط طبقة الستراتوسفير بالتيربوسفير من الخارج ، ونميز فيها بين طبقة سفلا هي الستراتوسفير وطبقة عليا وهي الميزوسفير .
وتصل الحرارة في اسفل طبقة الستراتوسفير إلى 80درجة تحت الصفر وتصل إلى 100 درجة تقريباً على ارتفاع 35 كلم في الساعة . هذه الحرارة المرتفعة تادي إلى تحطيم جزيأت الأكسجين والتحامها بجزيئات الأوكسجين و التحامها بجزيئات أخرى لم تتحطم وتشكل طبقة الأوزون التي تحمي الأرض من تأثير من أشعة متفوق البنفسجية قصيرة ( اقل من 0.29 ميكرون ) والتي تؤدي إلى تدمير الحياة على سطح الأرض. وطبقة الأوزون ذات لون ازرق غامق تختلف طبقة الستراتوسفير في الكثافة بين طبقاتها العليا والسفلى إذ يصعب العثور على خط واضح يفصلهما عن الطبقات العليا التي تليها . وقد يكون بامكاننا ضم قسم منها إلى الطبقة الأخرى نضراً لما يعتري الهواء على هذا الارتفاع الشاهق من تحلل في ايوناته .

3. الايونوسفير :في هذه الطبقة يقل الهواء تدريجيا ويتحلل إلى ايوناته بتأثير من الأشعة ما فوق البنفسجية وضعف الجاذبية الأرضية . ويصبح نادرا بحيث لا يتجاوز وزنه 80 متر مكعب من الهواء على ارتفاع 100 كم وزن لتر منه عند سطح الأرض . وينذر الهواء تدريجيا حيث يختفي على ارتفاع لا يقل عن 450كم لكنه يظل كفيل بإحراق الشهب والنيازك التي تصل إلى الجو الأرضي .
تحتوي طبقة الايونوسفير على عدة طبقات لا نعكاس الموجات اللاسلكية المختلفة الطول وعلى ارتفاعات متتابعة 80و120 و200و300 كم كما يحدث فيها الوهج أو النور القطبي .
تتدرج الحرارة في الارتفاع في الايونوسفير حتى تصل إلى 2400 درجة سيليزية على ارتفاع 400كم تقريبا .

4. الاكسوسفير :وهي الطبقة الأخيرة وتمتد إلى نهاية الغلاف الجوي ،وكثافة الهواء فيها منخفضة إلى درجة بالغة .والمسافات بين جزيئات الهواء كبيرة إلى حد انها تكاد انها لاصطدم ببعضها البعض ،وتدور في هذه الطبقة الأقمار الصناعية و سفن الفضاء التي تحمل أجهزة تزود العلماء بمعلومات عن الفضاء الخارجي.





طبقة الأوزون
الإحتباس الحراري هو ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة في بيئة ما نتيجة تغيير في سيلان الطاقة الحرارية من البيئة و إليها. وعادة ما يطلق هذا الاسم على ظاهرة ارتفاع درجات حرارة الأرض عن معدلها الطبيعي. و قد ازداد المعدل العالمي لدرجة حرارة الهواء عند سطح الأرض ب0.74 ± 0.18 °C خلال المائة عام المنتهية سنة 2005 . وحسب اللجنة الدولية لتغير المناخ(IPCC) فان "أغلب الزيادة الملحوظة في معدل درجة الحرارة العالمية منذ منتصف القرن العشرين تبدو بشكل كبير نتيجة لزيادة غازات الإحتباس الحراري(غازات البيت الزجاجي) التي تبعثها النشاطات التي يقوم بها البشر
_______________________________________________


http://www.arab-eng.org/vb/uploaded/20538_1149245499.gif






هناك مخاطر كثيرة تنجم من قلة غاز الاوزون في الغلاف الجوي الارضي التي جعلها الله سبحانه وتعالى الدرع الواقي للكائنات الحية من خطر الاشعاعات الضارة والقادمة من الشمس، لذا جعل الله الزيادة في هذه الطبقة كالنقصان، ولابد من الحفاظ على توازنها وعدم الاخلال به من خلال بعض الصناعات الكيمياوية، والتي تنتج مواد مثل الكلورفلوروكربونات، الموجودة في مواد الرش مثل بعض المعطرات او قاتل الحشرات, وكذلك الغازات التي تستخدم في اجهزة التبريد، حيث ان هذه المواد تتفاعل مع غاز الاوزون وتعمل على تخلخل التوازن الذي اوجده الله سبحانه وتعالى لحماية الخليقة على سطح الارض .. فسبحان الذي سخر لنا هذا ليكون الدرع الواقي لحماية البشر والحيوان والنبات من خطر الاشعاعات الضارة .

تشير فرضية العالمين Rowland and Molina مولينا ورولاند ( 1974 ) ، إلى أن انطلاق وسائط التبريد الغازية ChloroFluoroCarbons كلورو فلورو الكربون ( CFCs ) مثـل ( الفـريـون R113 , R12 , R11 .. الخ ) في طبقات الجو العليا (الستراتوسفير ) ، يؤدي الى تآكل طبقة الأوزون ozone layer . والمجالات التي تستخدم المركبات السابقة هي :

* هندسة التبريد ( وسائط التبريد كالفريونات المستخدمة في الثلاجات والمجمدات والمكيفات)
* صناعة الرذاذات Aerosols (في العطور ومواد الزينة ومبيدات الحشرات، ..) أو medical sprays لعلاج حالات الربو
* صناعة المواد البلاستيكية الرغوية القاسية ( مثل العوازل ) والليّنة ( مثل أوراق التغليف السميكة ).

تحاط الكرة الأرضية بغلاف غازي ، ويسمى الغلاف الذي يبلغ ارتفاعه 10 كم بـ التروبوسفير troposphere ، وهو محاط بطبقة الستراتوسفير stratosphere التي تمتد سماكتها حتى 50 كم .


طبقة الأوزون ضعيفه جدا (Ozone layer) أو (Ozonsphere layer) هو الجزء من الغلاف الجوي لكوكب الأرض و الذي يحتوي بشكل مكثف غاز الأوزون. و هي متمركزة بشكل كبير في الجزء السفلي من طبقة الستراتوسفير من الغلاف الجوي للأرض و هي ذات لون أزرق.

يتحول فيها جزء من غاز الأوكسجين إلى غاز الأوزون بفعل الأشعة فوق البنفسجية القوية التي تصدرها الشمس وتؤثر في هذا الجزء من الغلاف الجوي نظرا لعدم وجود طبقات سميكة من الهواء فوقه لوقايته. ولهذه الطبقة أهمية حيوية بالنسبة لنا فهي تحول دون وصول الموجات فوق البنفسجية القصيرة بتركيز كبير إلى سطح الأرض.

اكتشف كل من شارل فابري (Charles Fabry) و هنري بويسون (Henri Buisson) طبقة الأوزون في 1913 و تم معرفة التفاصيل عنها من خلال ج. ب. دوبسون (G. M. B. Dobson) الذي قام بتطوير جهاز لقياس الأوزون الموجود في طبقة الستراتوسفير من سطح الأرض.

بين سنة 1928 و 1958 قام دوبسون بعمل شبكة عالمية لمراقبة الأوزون و التي ما زالت تعمل حتى وقتنا هذا. وحدة قياس دوبسون, هي وحدة لقياس مجموع الأوزون في العامود...تم تسميتها تكريماً له.

محب بلاده
2011-12-01, 21:04
الغلاف الجوي ونوعية الهواء

ملوثات الهواء :



الملوثات الرئيسة :

ـ الجسيمات العالقة(TSP) :هي الجسيمات الصلبة والسائلة العالقة بالهواء وقطرها أقل من 100 ميكرون . من مصادر هذا الملوث بالإضافة الى الاغبرة المثاره طبيعياً : النقل ، حرق الوقود في المصادر الثابتة ، الصناعات، حرائق الغابات، والغبار المثار من الطرق غير المعبدة. ويتم التحكم والحد من التلوث بالغبار عن طريق فصل وجمع الغبار من مصادره بعدة طرق منها الترسيب بالجاذبية والترسيب الكهروستاتيكي والفصل الرطب .

ـ ثاني أكسيد الكبريت (SO2) : ينتج هذا الملوث الغازي من احتراق الوقود الذي يحتوي على الكبريت ومن أهم مصادر هذا الملوث محطات توليد الكهرباء والمركبات الآلية وافران الصهر. ويجري التحكم والحد من انبعاث هذا الغاز عن طريق الادمصاص والإمتصاص والتحويل بالعامل المساعد .

ـ أول أكسيد الكربون(CO) : ينتج هذا الملوث الغازي في المناطق المأهولة بشكل رئيس من الاحتراق غير الكامل في محركات المركبات الآلية خاصة المحركات التي تعمل بالبنزين . ويتم الحد من انبعاث الغاز في المركبات الآلية عن طريق التحكم بنظام الاحتراق فيها واستخدام نظم معينة لتحويله الى ثاني أكسيد الكربون وتنظيم حركة المرور .

ـ أكاسيد النيتروجين(NOx): يقصد بها غازي NO وNO2 فقط وذلك لوجود أكاسيد نيتروجين اخرى غيرهما. ومن أهم مصادر أكاسيد النيتروجين المركبات الآلية والاحتراق في مصادر التلوث الثابتة ، ويجري التحكم والحد من أكاسيد النيتروجين عن طريق تحسين الظروف التشغيلية لمعدات الاحتراق كتقليل نسبة توفر الاكسجين لتقليل امكانية تفاعله مع النيتروجين .

ـ المواد الهيدروكربونية : من مصادر هذه الملوثات المركبات الآلية، كما تنتج المذيبات العضوية من صناعات الدهانات ومن المصابغ. ويجري التحكم والحد من الملوثات الهيدروكربونية في المركبات الآلية عن طريق الحد من التبخر في الكرنك Crank case وعن طريق التحكم بنواتج الاحتراق غير الكامل في العادم .

ـ المؤكسدات الناتجة بفعل تأثير الإشعاع الشمسي : وهي مؤكسدات تنتج عن طريق سلسلة تفاعلات للمواد الهيوروكربونية وأكاسيد النيتروجين بوجود أشعة الشمس وهي مؤكسدات لها قدرة على الاكسدة أكثر من الاكسجين وأهمها الاوزون ومنها أيضاً مركب Peroxyacetynitarate (PAN) .



الملوثات الثانوية :

ـ ثاني أكسيد الكربون CO2 - ينتج عن جميع عمليات الاحتراق وبعض التفاعلات الكيماوية الاخرى .

ـ كبريتيد الهيدروجين H2S - ينتج أثناء عمليات تقطير البترول الذي يحتوي على الكبريت واثناء التحلل اللاهوائي للمواد العضوية في محطات التنقية وفي المجاري ويمكن الحد من انبعاثه باستخدام تقنيات خاصة مثل Claus Unit في عمليات تقطير البترول .

ـ الأمونيا NH3 - تنبعث خلال استخدامها في صناعة الاسمدة وصناعات التبريد وفي مصفاة البترول وهي غاز غير عضوي مخرش ومهيج .

ـ الفلورين F2 : غير ملوث بنفسه وانما يشكل ملوثات بعد تفاعله مع الماء وأهمها الاوزون وفلوريد الهيدروجين، ويستخدم الفلور في الصناعات الكيماوية والبتروكيماوية .

ـ الكلوروفلوركاربونات ( (CFCsوالهالونات : تستخدم في عمليات التبريد، صناعات الاسفنج، الرذاذات، وكمادة اطفاء في طفايات الحريق .

ـ المبيدات الحشرية والزراعية : مواد كيماوية ضارة اذا انبعثت الى الهواء اثناء استخدامها .

ـ الكبريتات والنيترات(NO3, SO4) : تتكون الكبريتات والنيترات عن طريق تأكسد أكاسيد النيتروجين وثاني اكسيد الكبريت في الغيوم وتعد هذه من التفاعلات البطيئة. ويتم نزولها الى الارض عن طريق هطول الأمطار الحمضية. ويعد معدل ترسبات الكبريتات مؤشرا على المصادر الثابتة للتلوث كمحطات توليد الكهرباء واستعمالات الوقود. أما معدل ترسبات النيترات فيمكن أن يعطي دلالة على مساهمة المصادر المتحركة كالمركبات الآلية .

ـ الرصاص ((Pb: معدن ثقيل سام يستخدم في عدة صناعات منها صناعة البطاريات ورفع رقم اكتان البنزين وبعض صناعات الدهان التأسيسة، وأهم مصدر له عوادم المركبات الآلية .

ـ الكلورين(Cl2) : يستخدم في الصناعات الكيماوية كصناعة المنظفات وتعقيم المياه .

ـ الزئبق(Hg) : معدن ثقيل سام، يستخدم في عمليات انتاج الكلور والمبيدات الحشرية وغيرها .

ـ كافة الأبخرة والغازات الضارة داخل بيئة العمل .





غازات الجُنّة (Green house gases):

* ثاني أكسيد الكربون(CO2) : إن نسبة تركيز ثاني اكسيد الكربون لعام 1990 في الغلاف الجوي هي 353 جزء بالمليون وهو اعلى بحوالي 25% من مقدار تركيزهه قبل الثورة الصناعية (750 - 1800م) حين كان مقدار تركيزه 280 جزء بالمليون. إن مقدار الزيادة حاليا بنسبة تركيزه تبلغ 1.8 جزء بالمليون سنويا ويتوقع ان يزداد تركيزه في الغلاف الجوي عام 2050م الى 415 - 480 جزء بالمليون وعام 2100 الى 460 - 560 جزء بالمليون، وإذا ما أريد التحكم بمقاديره الحالية في الغلاف الجوي يجب تنقيص انتاجه على مستوى الكرة الارضية بحوالي 0_ - 80% .



* الميثان(CH4) : يبلغ مقدار تركيزه بالغلاف الجوي حاليا 72.1 جزء بالمليون وهو ضعف مقداره قبل الثورة الصناعية ويزداد مقداره سنويا بالغلاف الجوي بحوالي 0.015 جزء المليون وإذا ما أريد الحفاظ على نسبة تركيزه في الغلاف الجوي الحالي يجب تنقيص انتاجه بحوالي 15 - 20% عالميا .



ـ الكلوروفلوروكاربونات(CFCs) : إن مقادير تراكيز : CFC-12, CFC-11 وCCl-4, CFC-13 هي 280 ، 484 ، 60 ، 146 جزء بالترليون على التوالي وتزداد جميعاً بحوالي 4% سنوياً. إن زيادة هذه الملوثات مستقبلا يتوقع ان تقل بشكل ملموس نتيجة المفاوضات العالمية لتقوية انظمة المراقبة على انتاج مواد الكلوروفلوركاربون عالميا. علماً بأن CFCS-11, 12, 113 ستبقى تراكيزها معتبرة في الغلاف الجوي (30 - 40%) من المعدل الحالي) على الأقل خلال القرن القادم بسبب طول حياة بقائها في الغلاف الجوي ويستورد الاردن من مواد CFCs حوالي 300 طن سنوياً أي ما يشكل نسبة 0.0003% من قيمة الإنتاج العالمي لهذه المواد (الإنتاج العالمي عام 1984 بلغ 1.2 مليون طن) .

وبالإضافة إلى تأثير هذه المواد على التغيرات المناخية برفع درجة حرارة الكرة الأرضية مثلها مثل غازات الجنة الأخرى فإن لها أثر هام هو تدمير طبقة الأوزون في الغلاف الجوي وخاصة في طبقة الستراتوسفير (تمتد من 10- 50 كم) التي تحمي سطح الكرة الأرضية من وصول الأشعة فوق البنفسجية حيث اتفق العلماء على أن هناك نقص في طول عمود الأوزون خلال العشرين سنة الماضية مقداره بالمعدل حوالي 3% في نصف الكرة الشمالي وحوالي 4% في منطقة خطي عرض 30-64 شمالا في فصل الشتاء و 1% في فصل الصيف . أما في منطقة القطب الجنوبي فقد وصل النقص إلى حوالي 95% (ثقب الأوزون) .

- أكسيد النيتروز(Nitrous Oxide N2O) : إن نسبة تركيز أكسيد النيتريت في الغلاف الجوي هو 310 جزء بالبليون وهو أعلى بحوالي 8% من مقداره قبل الثورة الصناعية ويزداد بالغلاف الجوي بمعدل 8. جزء بالبليون سنويا وللحد من تلوث الغلاف الجوي به يجب تخفيض إنبعاثه الى الغلاف الجوي بحوالي 70-80% .

- الأوزون O3)): يعتبر الأوزون من غازات الجنة وخاصة في منطقة التربوسفير (سطح الأرض - 10كم) وأسفل الستراتوسفير ومعدل تركيزه في طبقة التربوسفير متغير جدا بسبب قصر طول حياته وهو ينتج طبيعيا في هذه الطبقة بالعمليات الكيماوية الضوئية من خلال تفاعلات معقدة تتضمن أول أكسيد الكربون ، أكاسيد النيتروجين ، الهيدروكاربونات ، والميثاق بالإضافة الى نقله من طبقة السترانزسفير الغنية به بواسطة المنخفضات الجوية والجهات الهوائية والدورة العامة للرياح ، وجمع الدلائل تشير إلى أن نسبة تركيزه في نصف الكرة الشمالي وفي منطقة التربوسفير وخاصة في الثمانية كيلومترات الأولى قد ازدادت بحوالي 1% وفي الأردن يمكن أن يزداد تركيز الأوزون بالقرب من سطح الأرض وخاصة في مدينة عمان نتيجة انبعاث الملوثات -(NOX) والمواد الهيدروكربونية - من عوادم السيارات وتعرضها لأشعة الشمس حيث يتواجد في مدينة عمان لوحدها 150 ألف سيارة مسجلة لعام 1982 تستهلك من الوقود سنويا ما مقداره حوالي 700 ألف طن يخرج منها حوالي 55 ألف طن ملوثات للهواء من أول أكسيد الكربون وأكاسيد النيتروجين وغيره . إن زيادة هذه الملوثات من غازات الجنة التي ذكرت أعلاه قد صاحبها إرتفاع في معدل درجة حرارة الكرة الأرضية مقداره 0.4 م ، وقد ساهمت زيادة تركيز ثاني الكربون بحوالي 85% من هذه الزيادة و 15% ساهمت به بقية غازات الجنة الأخرى . وتشير الدراسات في مجالات التغيرات المناخية الى أن معدل درة حرارة الكرة الأرضية سيزداد عام ( 2050) بزيادة هذه الملوثات الى حوالي 4-5مْ وقد يصل ارتفاع الحرارة حوالي 10ْم في منطقة الأقطاب و 3مْ في منطقة خط الإستواء ، وسيؤدي هذا الى إرتفاع مستوى سطح المحيطات والبحار بحوالي 1.5مْ نتيجة لذويان الثلوج القطبية مما يؤدي لوحده لإغراق آلاف المدن والقرى على سواحل القارات وزحف المياه المالحة الى مصادر المياه الجوفية وتلويثها ، ويتوقع علماء المناخ أن يزداد الهطول في منطقة الأقطاب وأن يزداد التبخر وينخفض الهطول ما بين خطوط عرض 25 ْ - 35 ْ شمالا وجنوبا ومن ضمن هذا الحزام الأردن ومعظم البلاد العربية .



الهباء الجوي ((Aerosol Particles:

يبلغ معدل حياة الدقائق الصلبة في طبقة التربوسفير عدة أسابيع وتنبعث معظم الدقائق التي تسبب المطر الحمضي وتؤثر على تكوين الغيوم والتوازن الحراري من إحتراق واستخدامات الوقود مثل الكبريت والتي تضاعف تركيزها في الغلاف الجوي على نطاق الكرة الأرضية . أما الدقائق الصلبة التي تنبعث الى الغلاف الجوي بفعل العوامل الطبيعية مثل العواصف الرملية والبراكين فإن لها تأثير على إنخفاض درجة حرارة الكرة الأرضية معاكس لتأثير غازات الجنة .

المواد المشعة :

تظهر على شكل نظائر مشعة وأيونات ثقيلة عالقة في الهواء ومحمولة على دقائق الغبار وأهم مصادرها :

- الأشعة الكونية حيث ينتج بعد تفاعلها مع الهواء النظائر المشعة التالية : (التريتيوم ، الصوديوم 22 ،24، البريليوم 10.7 ، الكربون 14) .

- النظائر المشعة الطبيعية وأهمها الرادون ، اليورانيوم 238 ، الثوريوم 232 ، البوتاسيوم 40 .

- النظائر المشعة الصناعية والتي تنبعث الى الجو بفعل الإنسان وأهمها نظائر السيزيوم 134 ، 137 .



ملوثات أخرى :

ــ الضجيج(Noise) :

يعتبر الضجيج من ملوثات البيئة والذي له تأثير سيء على الإنسان ، وهناك علاقة بين مستوى الضجيج (Noise Level)وإصابة الأذن ، حيث أن الأذن تصاب بأذى إذا تعرضت لحد أعلى من مستوى الضجيج مقداره 90dB ولمدة 8 ساعات ، ولقد ناقشت لجنة قطاع الغلاف الجوي ونوعية الهواء موضوع الضجيج واعتبرت أنه لا يمت بشكل مباشر الى لجنة الغلاف الجوي ونوعية الهواء واتضح أنه لم يعالج من أي من اللجان الثمانية للإستراتيجية الوطنية لحماية البيئة .



ــ الرائحه :

* الرائحة : تعد الرائحة من أعقد مشكلات تلوث الهواء وتصنف كملوثات لا معايير لها (Non Criteria Pollutants) ويعد أنف الانسان أحسن وسيلة لقياس الرائحة لذا يتم عادة قياس الرائحة بواسطة فريق مدرب من الخبراء يتراوح عددهم بين 2 - 15 شخصاً. ومن أهم خصائص المواد التي تسبب الرائحة خاصية التطاير (Volatility) وارتفاع ضغط البخار (Vapor Pressure). ومن الجدير بالذكر ان التعرض لمدة طويلة لرائحة ثابتة التركيز قد يفقد الانسان الاحساس الصحيح بها. وقد حاول عديدون تصنيف الروائح مثل تصنيفها الى الروائح الست التالية مع امكانية اختلاطها مع بعضها وهي (Spicy, flowery, fruity, resinous, foul, burnt) . ويجري الحد من الرائحة عن طريق التهوية وإزالة المواد التي تسببها بواسطة الادمصاص أو الامتصاص أو الأكسدة أو تحويل المواد ذات الرائحة القوية الى مواد أقل أو عديمة الرائحة كيماويا. كما يتبع أحياناً أسلوب إدخال رائحة قوية ومرغوبة(Pleasing) لإزالة الاحساس بالرائحة المزعجة

وهناك مصادر طبيعية للتلوث الجوي مثل ملوثات الاشعاعات الطبيعية في الغلاف الغازي مثل الأشعة الكونية، والنظائر المشعة الطبيعية المحمولة في دقائق الهواء .



تحديد اسباب استنزاف موارد قطاع الغلاف الجوي ونوعية الهواء :

* عدم وجود قوانين وأنظمة وتعليمات شاملة وكافية للحد من التلوث الجوي وحماية نقاوة الهواء .

* زيادة عدد السكان بشكل سريع ومطرد وما صاحبه من زيادة في عدد وسائل النقل على اختلاف أنواعها وزيادة استهلاك الطاقة في المملكة .

* نمو حركة التصنيع في نهاية السبعينات وبداية الثمانينات بشكل غير منظم مما أدى الى تداخل المناطق الصناعية والحرفية مع المناطق السكنية والتجارية .

* بعض الممارسات السلبية مثل حرق إطارات الكاوتشوك والنفايات والمخلفات الصناعية .

* الطرق الترابية المنتشرة في أنحاء المملكة .

* قلة المساحة الخضراء واستنزافها في بعض المناطق والتعدي على الأراضي الزراعية .

* عدم توفر مدن صناعية وحرفية كافية تخدم كافة أنحاء المملكة .

* ازدهار قطاع الانشاءات والبناء وما صاحبه من زيادة في عدد الكسارات والمقالع وعمليات نقل مواد البناء ومخلفات الانشاءات .

* عدم الصيانة الدورية للآلات وأجهزة حرق الوقود الثابتة والمتحركة .

* نوعية الوقود من حيث نسبة أحتوائه على مواد ضارة مثل الكبريت والرصاص .

* عمليات النقل والشحن والتصدير للمواد الأولية مثل الفوسفات والأسمنت وغيرها .

* عوامل طبيعية مرتبطة بمناخ المنطقة مثل العواصف الرملية المرتبطة بالمنخفضات الخماسينية وغيرها .

* عدم ارتباط المشاريع التنموية السابقة بدراسة تقييم الآثار البيئية السلبية الناجمة عنها .

* نوعية التكنولوجيا القديمة المستخدمة في كثير من الصناعات التي لا تراعى فيها الاعتبارات البيئية .

* قلة الوعي البيئي .

* الازدواجية في مجال مكافحة ومراقبة تلوث الهواء من جهات رسمية وغير رسمية وضعف التنسيق فيما بينها .

* قلة توفر الامكانات المالية والفنية في مجال مراقبة النشاطات التنموية وعمل الابحاث والدراسات والقياسات اللازمة لمكافحة التلوث

محب بلاده
2011-12-01, 21:12
تعريف الغلاف الجوي

الغلاف الجوي هو الطبقة التي تحمي الكائن الحي من الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الفضاء وهي أنواع والطبقة التي يتركز نشاط الانسان فيها تسمى بالتروبوسفير


: أهمية الغلاف الجوي
حفظ التوازنات الحرارية والمائية والبيئية.



مثل صهر الشهب والنيازك أو تسامي الأجسام الساقطة من الفضاء.. درع وقاية من الأشعة الشمسية والكونية الضارة


العوامل المؤثرة في الضغط الجوي:

يتغير الضغط الجوي بتغير الارتفاع عن مستوى سطح الأرض.
يتغير الضغط الجوي بالتغير درجة الحرارة.

الغلاف المائي

يطلق اسم الغلاف المائي على جميع أشكال وصور المياه على سطح الأرض وفي باطنها.و كوكب الأرض هو كوكب مائي حيث أن نسبة المياه على الأرض تقدر بحوالي 71%.أي مايعادل 361 مليون كلم مربع. وهي تتألف من مجموع مساحات المحيطات والبحار والبحيرات بعمق يبلغ متوسطه 3800م

أنواع المياه

المياه العذبة وتقدر بحوالي 8, 2 % وتتكون من غطاءات وأنهار جليدية بنسبة 15, 2 % و المياه الجوفية بنسبة 63, 0 % و بحيرات عذبة وأنهار وبخار ماء بنسبة 02, 0 % ،المياه المالحة وتقدر بحوالي 2, 97 % وتتكون من البحار والمحيطات.
تعريف المحيطات :
هي مسطحات مائية مالحة لكنها أكبر من البحار
-ترتيب المحيطات من حيث المساحة :
1-المحيط الهادي : 165 مليون كم2 .
2-المحيط الأطلنطي 82 مليون كم2.
3-المحيط الهندي 74 مليون كم2.
4-المحيط المتجمد الشمالي 14 مليون كم2.

تعريف البحار :
هي مسطحات مائية مالحة لكنها أصغر من المحيطات
1 - البحر الأحمر.
2 - بحر العرب.
3 - بحر الصين.
4 - بحر اليابان.
5 - البحر الأسود.
6 - البحر المتوسط .


الغلاف الصخري:
وهو الغطاء الخارجي الصلب الذي يحيط بالكرة الأرضية (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A3% D8%B1%D8%B6%D9%8A%D8%A9) ويرتكز على باطنها، ويسمى بالقشرة الأرضية، ويتألف من طبقات سميكة من الصخور تغطي مياه المحيطات والبحار جهات واسعة منها وما يعلو فوق مستوى تلك المياه فهو الجزء اليابس من القشرة الأرضية، وتغطيه في الغالب تربة نتجت من تفتت صخور القشرة الأرضية نفسها.
يشمل هذا الغلاف كل من القشرة والجزء العلوي الصلب من الجبة العليا. وهو غلاف بارد وصلب ذو سمك متغير، إذ يتراوح سمكه من (50 كم) في المناطق المحيطية و(150كم) في المناطق القارية. إن جميع الأطباق الأرضية المتحركة تابعة إلى الغلاف الصخري هذا.


الغلاف الحيوي:

هو الحيز الذي توجد به الحياة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AD%D9%8A%D8%A7%D8%A9) ويمتد من أكبر عمق توجد به الحياة في البحار إلى أعلى ارتفاع توجد عليه الحياة في الجبال. سمكه 14 كم تقريبا ومكوناته:

يشمل جميع الكائنات الحية
أجزاء من القشرة الأرضية
الطبقات السفلى من الغلاف الهوائي (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%BA%D9%84%D8%A7%D9%81_%D8%AC%D9%88%D9%8A_%28%D8 %AA%D9%88%D8%B6%D9%8A%D8%AD%29)
أعماق البحار ( الغلاف المائي)

ووحدة بناء الغلاف الحيوي هو النظام الإيكولوجي ومن أمثلة النظم الإيكولوجية: الغابة والصحراء والواحات والبحار والأنهار.

أهمية الغلاف الحيوي:


تعيش الكائنات المختلفة في طبقة الغلاف الحيوي ، ولهذا الغلاف أهمية كبيرة ليس فقط لأنه الوسط الذي تعيش فيه وتتكاثر الكائنات الحية ، وإنما لأنه يشكل أيضاً المكان الذي تجري فيه التغيرات الأساسية الفيزيائية والكيميائية التي تطرأ على المواد غير الحية من الكرة الأرضية. هذا الغلاف الحيوي الذي نعيش بين أحضانه ونتنفس من هوائه، تعاني أجزاؤه المختلفة الأرضية والمائية والهوائية من التلوث في الوقت الحالي . وقد عمت آثار التلوث أقطار العالم قاطبة ، وهددت مخاطرها البشر في مختلف البقاع.

يجري تبادل كميات كبيرة من ثاني أكسيد الكربون (http://www.marefa.org/index.php/%D8%AB%D8%A7%D9%86%D9%8A_%D8%A3%D9%83%D8%B3%D9%8A% D8%AF_%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D8%A8%D9%88%D9%86) بين الغلاف الحيوي والغلاف الجوي (http://www.marefa.org/index.php/%D8%A7%D9%84%D8%BA%D9%84%D8%A7%D9%81_%D8%A7%D9%84% D8%AC%D9%88%D9%8A): حيث تأخذ النباتات ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي وتُعطى الأكسجين (http://www.marefa.org/index.php/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%83%D8%B3%D8%AC%D9%8A%D9%86) له في عملية صنع الغذاء. وتأخذ الكائنات الحية الأكسجين وتطلق ثاني أكسيد الكربون في عملية التنفس

ملوثات الغلاف الجوي ومصادرها:

نقصد بتلوث الهواء وجود مواد ضارة به مما يلحق الضرر بصحة الإنسان فيالمقام الأوّل ومن ثمّ البيئة التي يعيش فيها ويمكننا تصنيف ملوثات الهواء إلى قسمين:

1)- مصادر طبيعية:
أي لا يكون للإنسان دخل فيها مثل الغازات والأتربة الناتجة عن ثورات البراكين ومن حرائق الغابات والأتربة الناتجة عن العواصف والانبعاثات الناتجة عن شدّة أشعة الشمس خاصة في فصل الصيف في المناطق الصحراوية المكشوفة (غاز الأوزون) وهذا بالإضافة إلى والانبعاثات الناجمة عن تسرب الغاز الطبيعي، وهذه المصادر عادة ما تكون محدودة في مناطق معينة تحكمها العوامل الجغرافية والجيولوجية ويعد التلوث من هذه المصادر متقطعا وموسميا:
الغازات: أهم أربعة ملوثات الهواء هي:
. Co أول أكسيد الكربون –
. Co2 - ثاني أكسيد الكربون
أكاسيد النيتروجين

2)- مصادر صناعية:
أي أنها من صنع الإنسان وهو المتسبب الأول فيها فاختراعه لوسائل لتكنولوجيا التي يظن أنها تزيد من سهولة ويسر حياته فهي على العكس تماما زيدها تعقيدا وتلوثا. فاستخدام الوقود في الصناعة ووسائل النقل (البريةوالبحرية والجوية) وتوليد الكهرباء وغيرها من الأنشطة كالنشاط الإشعاعي لذي يؤدي إلى انبعاث غازات مختلفة وجسيمات دقيقة إلى الهواء والانبعاثات لصادرة عن الأجهزة والمعدات الكهربائية وعن الاستعمال الغير الآمن السليم للمبيدات الحشرية ن الأسمدة العضوية والكيميائية والإصباغ ومواد لإنشاءات والزخرفة وعن التدخين وعن أجهزة في الهواء غيرها. co2 التبريد تكييف الهواء وقلة التشجير التي تؤدي إلى تكاثف كمية هذا النوع من التلوث (تلوث الغلاف الجوي) مستمر باستمرار أنشطة الإنسان منتشر بانتشارها على سطح الأرض في التجمعات السكانية وهو التلوث الذي ثير الاهتمام والقلق حيث أنّ مكوناته كمياته أصبحت متنوعة وكبيرة بدرجة حداث خلل ملحوظ في التركيب الطبيعي للهواء.

محب بلاده
2011-12-01, 21:19
الاسم abdo khan
الطلب بحث حول اخلاقيات العمل والميديا الجديدة
المستوى السنة الثالثة صحافة مكتوبة LMD
اجل التسليم 5 ديسمبر 2011







[PDF] ﺃﺨﻼﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل (http://www.squ.edu.om/portals/48/helpsheets/14.pdf)


[/URL]
File Format: PDF/Adobe Acrobat - [URL="https://docs.google.com/viewer?a=v&q=cache:7VRQXqDto74J:www.squ.edu.om/portals/48/helpsheets/14.pdf+&hl=en&pid=bl&srcid=ADGEESi9lH3CLOsYZuzjw2Q3qhfQcTgfGUD7Jgu2We5B t8NTHfGexN2henyePzE0VEldM5t15UbGBl4cMTO37pY_GfZwQ5 vXMoDrKwTUZAhsiKow3648dFAHebLuJFzoaBV9E8oj8SWz&sig=AHIEtbTQXyXpM5-oKxSHqa4ZrAURWtPlxg"]Quick View (http://translate.google.com/translate?hl=en&sl=ar&u=http://www.squ.edu.om/portals/48/helpsheets/14.pdf&ei=0eDXTvXNIPP04QSq94yMDg&sa=X&oi=translate&ct=result&resnum=3&ved=0CDMQ7gEwAjgK&prev=/search%3Fq%3D%25D8%25A8%25D8%25AD%25D8%25AB%2B%25D 8%25AD%25D9%2588%25D9%2584%2B%25D8%25A7%25D8%25AE% 25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2582%25D9%258A%25D8%25A7% 25D8%25AA%2B%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B9%25D9%25 85%25D9%2584%2B%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%2584%25D9 %2585%25D9%258A%25D8%25AF%25D9%258A%25D8%25A7%2B%2 5D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D8%25AF%25D9%258A%2 5D8%25AF%25D8%25A9%26start%3D10%26hl%3Den%26client %3Dfirefox-a%26hs%3DM7D%26sa%3DN%26rls%3Dorg.mozilla:ar:offic ial%26biw%3D1366%26bih%3D605%26prmd%3Dimvns)
ﺃﺨﻼﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل. ﻤﺎ. ﺍﻟﻤﻘﺼﻭﺩ ﺒ. ﺄﺨﻼﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل؟ ﻴﺩل ﻤﺼﻁﻠﺢ. " ﺃﺨﻼﻗﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﻤل. " ﻋﻠﻰ ﻤﺒﺩﺃٍ ﺍﺠﺘﻤﺎﻋﻲ ﻴﺭﻜﹼ. ﺯ ﻋﻠﻰ ﻜﻭﻥ ﺍﻟﻔﺭﺩ ﻤﺴﺅﻭﻻﹰ ﻋﻥ ﺍﻟﻌﻤل ﺍﻟﺫﻱ ﻴﺅﺩﻴﻪ، ﻭﻴﻨﻁﻠـﻕ ﻤـﻥ ﺇﻴﻤـﺎﻥٍ. ﺭﺍﺴﺦ ﺒﺄﻥ ﻟﻠﻌﻤل ﻗﻴﻤﺔ ﺠﻭﻫﺭﻴﺔ ﻴﺠﺏ











[DOC] أخلاقيات العمل الوظيفي (http://faculty.ksu.edu.sa/smeshal/DocLib/%D8%A3%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%AA%2 0%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%85%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D9% 88%D8%B8%D9%8A%D9%81%D9%8A.doc)

faculty.ksu.edu.sa/.../أخلاقيات%20العمل%20الوظي... - Translate this page (http://translate.google.com/translate?hl=en&sl=ar&u=http://faculty.ksu.edu.sa/smeshal/DocLib/%25D8%25A3%25D8%25AE%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2582 %25D9%258A%25D8%25A7%25D8%25AA%2520%25D8%25A7%25D9 %2584%25D8%25B9%25D9%2585%25D9%2584%2520%25D8%25A7 %25D9%2584%25D9%2588%25D8%25B8%25D9%258A%25D9%2581 %25D9%258A.doc&ei=0eDXTvXNIPP04QSq94yMDg&sa=X&oi=translate&ct=result&resnum=4&ved=0CD0Q7gEwAzgK&prev=/search%3Fq%3D%25D8%25A8%25D8%25AD%25D8%25AB%2B%25D 8%25AD%25D9%2588%25D9%2584%2B%25D8%25A7%25D8%25AE% 25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2582%25D9%258A%25D8%25A7% 25D8%25AA%2B%25D8%25A7%25D9%2584%25D8%25B9%25D9%25 85%25D9%2584%2B%25D9%2588%25D8%25A7%25D9%2584%25D9 %2585%25D9%258A%25D8%25AF%25D9%258A%25D8%25A7%2B%2 5D8%25A7%25D9%2584%25D8%25AC%25D8%25AF%25D9%258A%2 5D8%25AF%25D8%25A9%26start%3D10%26hl%3Den%26client %3Dfirefox-a%26hs%3DM7D%26sa%3DN%26rls%3Dorg.mozilla:ar:offic ial%26biw%3D1366%26bih%3D605%26prmd%3Dimvns)
File Format: Microsoft Word - Quick View (https://docs.google.com/viewer?a=v&q=cache:_DRf_6CeoRcJ:faculty.ksu.edu.sa/smeshal/DocLib/%25D8%25A3%25D8%25AE%25D9%2584%25D8%25A7%25D9%2582 %25D9%258A%25D8%25A7%25D8%25AA%2520%25D8%25A7%25D9 %2584%25D8%25B9%25D9%2585%25D9%2584%2520%25D8%25A7 %25D9%2584%25D9%2588%25D8%25B8%25D9%258A%25D9%2581 %25D9%258A.doc+&hl=en&pid=bl&srcid=ADGEESgt6jmmeMnVnphOULKcVb2DnneSAg23yb8gwTkc 7kBsnQa8WDzEOL9cuZ_t92JmZtgIeX2DVUTL5UjQ0bgoxanwhe ibfxMGgKRCWUMxHRzq5RlGHD7xkfHAxprNMOzJxArhPmT-&sig=AHIEtbRAHaiEEHmPlP-Rjk7Z510IIPjyjQ)
وتلقى أخلاقيات العمل اهتماما كبيرا فنجد أكثر الجامعات تدرس مادة في أخلاقيات العمل و .... معلوماته عن زميله وتجد الخبرة تَضِيع بانتهاء خدمة موظف ما وعلينا البدء من جديد. ...

loveloups
2011-12-02, 10:26
شكرا لكل من ساهم في هذا المنتدي وبارك الله فيه

محب بلاده
2011-12-02, 11:40
باركـ الله فيكـ على المرور

sérine-s
2011-12-02, 13:20
اسم العضو:serine-s
المستوى:السنة الرابعة علم الاجتماع الثقافي
الطلب:أريد بحث حول الهاتف النقال وتأثيره في المجتمع
أجل التسليم:14/12/2011
وبحث اجر يتحدث عن الحركة الوهابية ودورها في النهضة
أجل التسليم:02/01/2012
جزاك الله عنا خيرا

محب بلاده
2011-12-02, 14:35
الهاتف النقال وتأثيره على المجتمع



أفادت بيانات رسمية أردنية أن نسبة انتشار خدمة الهاتف المحمول في الأردن بلغت خلال الربع الثالث من العام الحالي 101% وأعلنت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات أن الإحصاءات تشير إلى أن عدد مشتركي خدمات الهاتف الجوال بلغ أكثر من ستة ملايين مشترك من مجموع السكان البالغ عددهم حوالي ستة ملايين نسمة. وسوف نناقش في عنوانين رئيسيين، ما هي الأسباب وراء هذا الانتشار الواسع لاستخدام الهاتف المحمول رغم الظروف الاقتصادية غير المواتية؟ وما هي الآفاق التي تفتحها تكنولوجيا الجيل الثالث للهاتف الجوال أمام العدد المتزايد من المستخدمين؟… اختصر إذاً الهاتف المحمول كثيرا من التفاصيل في الحياة اليومية وكلما تعددت أغراضه زادت بالتأكيد أهميته ليخرج من دائرة الكماليات إلى الأساسيات مثلما تحولت معظم الابتكارات التكنولوجية الحديثة إلى أعمدة أساس تقوم عليها حياتنا اليومية.
لم تعد هناك في حياتنا اليومية مساحات فارغة من التكنولوجيا الحديثة، الهاتف النقال جسم إلكتروني صغير الحجم إلا أنه قد يختزل في أغراض لا نهائية عشرات الإنجازات التكنولوجية التي اخترعت على مدى قرن من الزمن، استحداثات يومية لاستخدامات تبدأ بتسهيل عملية الاتصال الهاتفي بين اثنين أو أكثر ولا تنتهي بتحول الموبايل إلى أداة تحكم لفتح وغلق الأجهزة الكهربائية وأبواب السيارات، هذه المنفعة المتعددة والتشويق اللامنتهي في تنافس الشركات المصنعة له على تحديث الجهاز الصغير جعلت من الهاتف النقال سلعة استهلاكية قد لا تقل أهمية عن الطعام والشراب بالنسبة للملايين من البشر لا سيما من فئة الشباب. في أحدث دراسة للاتحاد الدولي للاتصالات يظهر أن العالم استخدم ثلاثة مليارات هاتف نقال حتى نهاية عام 2007 بينما لم يتجاوز عددها ثمانمائة مليون هاتف عام 2000، وتشهد القارة الأفريقية أعلى مستوى نمو في هذا المجال بوتيرة سنوية بلغت 39% من عام 2005 إلى عام 2007، تليها قارة آسيا بزيادة نسبتها 28% وعلى المستوى العالمي بلغت نسبة زيادة انتشار الهواتف النقالة خلال العامين الماضيين 22% وتشكل الاتصالات عبر الهواتف النقالة حاليا 71% من الاتصالات الهاتفية في حركة نمو مستمرة على حساب الهواتف الثابتة التقليدية وتوفر في أفريقيا 90% من إجمالي الاتصالات الهاتفية، أرقام صادمة لا تجعل من الفقر حائلا دون تقديم الجوال على قائمة أولويات حياتية يومية كانت تختلف في السابق. وكما هي التكنولوجيا دائما سلاح ذو حدين فإن الموبايل لا يخلو من منغصات صحية خضعت لعشرات الأبحاث الطبية التي أثبتت فيما أثبتت ارتباط التعرض لإشعاعات الهاتف النقال بسرطان المخ وعدد من أنواع الأورام الخبيثة، كما تبين إلى أن العلاقة بين زيادة استخدام الموبايل وزيادة انتشار مرض الزهايمر علاقة طردية وفي ذلك حذر الباحثون من استخدام الأطفال دون الرابعة عشرة للهاتف النقال لما له من قدرة على إتلاف خلايا المخ.
أسباب وانعكاسات الانتشار الواسع لاستخدام الهواتف النقالة
في الأردن كما ذكرنا عدد مشتركي خدمة الهاتف النقال أكثر من ستة ملايين مشترك لمجموع سكان ستة ملايين مواطن أو ساكن أو ما يقارب هذا العدد في الأردن، عندك أيضا في دولة قطر أكثر من 100% ويتوقع حسب المرشد الدولي للأعمال bmi أن يصل عام 2012 أي بعد سنتين أن يصل إلى 160% والأمر ينسحب أيضا على دول الخليج الأخرى.
وفي الحقيقة هذه ظاهرة اقتصادية جزئية من ظاهرة اقتصادية كلية قبلناها منذ أكثر من عقدين من الزمن وهي ظاهرة العولمة فثورة الاتصالات هي جزء مهم من مكونات ومركبات حزمة العولمة التي قبلناها التي سمحت بدخول هذه التكنولوجيا بشكل كبير للاستفادة منها بشكل اقتصادي لصالح منتجيها، الأمر الثاني أننا في البلاد النامية والبلدان العربية كنا في حاجة إلى هذه التكنولوجيا نظرا لتخلف البنية الأساسية في شبكة الهواتف الثابتة فأتت هذه التكنولوجيا لتحل مشكلة كبيرة على مستوى البلدان العربية والنامية ولكن في الحقيقة نحن نحتاج إلى إعادة مراجعة لأنه إذا ما كانت هناك أمور إيجابية لوجود ثورة الاتصالات ودخول تكنولوجيا الموبايل إلى بلداننا العربية والنامية فإن هناك عدة ضوابط لا بد من وضعها لتسير هذه التكنولوجيا في إطارها الصحيح.
لا بد أن تنظر البلدان العربية والأفريقية بعين النظر الجادة الفاحصة لمراجعة قواعد الاستثمار في هذا القطاع فمعظم الشركات التي استثمرت في بلداننا العربية والنامية بدأت وطنية ثم تم بيعها لشريك أجنبي بحصة صغيرة ثم بحصة كبيرة والآن هذه الشركات تحقق أرباحا طائلة وتساهم بجزء كبير من الناتج المحلي الإجمالي في بلداننا ويتم تحويل هذه الأرباح إلى الخارج في الوقت الذي نعاني منه نحن من وجود استثمارات في قطاعات إنتاجية كبيرة وهو ما يوجد الخلل في اقتصادياتنا بحيث أننا أصبحنا يعني لا نعيش بدون ثقافة الاستهلاك التي جذرتها فينا ثقافة العولمة فأنت تجدين في البيت العربي الآن أكثر من خمسة موبايل، لماذا؟ الطفل معه موبايل والأم معها موبايل والأب معه موبايل وأصبحت حالة الخصوصية التي فرضتها علينا تكنولوجيا الموبايل أن نستخدمه بنوع من الإفراط، الأمر الثاني هذه الأرباح التي تتحقق لشركات المحمول في بلداننا فمثلا في مصر إحدى شركات المحمول حققت في تسعة أشهر الماضية 1,5 مليار جنيه والشركة الأخرى حققت اثنين مليار والشركة الثالثة لم تعلن بعد عن هذا الحجم وهذا الأمر لا يقتصر على مصر فقط ولكنه موجود في كل بلداننا العربية فعلينا أن نعيد قواعد الاستثمار التي فتحناها على مصراعيها في بلداننا العربية بأن تعيد هذه الشركات جزء من استثمارات أرباحها في بلداننا في قطاعات إنتاجية، الأمر الثاني هو الالتزام الاجتماعي لهذه الشركات وإن كان لها بعض الأدوار في الأعمال الخيرية والاجتماعية ولكنه في الحقيقة لا يتناسب على الإطلاق مع حجم الأرباح التي تحققها هذه الشركات.
أؤكد على موضوع أن السبب في انتشار الهواتف النقالة وانتشار خدماتها هي الخصخصة، انتقال الخدمة من القطاع العام إلى القطاع الخاص أدى ذلك إلى سهولة الحصول على هذه الهواتف بسبب رخصها بسبب رخص ثمن الخدمة المقدمة بحكم وجود أكثر من شركة تقدم نفس الخدمة. إذا أردنا أن ننظر إلى الرقم الذي أشرتم إليه فيما يتعلق بالأردن أن هناك ستة ملايين هاتف نقال وان عدد سكان الأردن ما يقارب على ستة ملايين، هذا لا يعني أن هناك هاتفا نقالا لكل مواطن، الأرقام لا تقرأ هكذا على الرغم من خطورة هذا الرقم، هناك أطفال هناك مسنون ومسنات هناك زوار هناك مغتربون هناك البطاقات المدفوعة مسبقا التي تؤدي إلى أن يمتلك الشخص اكثر من هاتف أو أكثر من شريحة. الأمر الآثار الاجتماعية والثقافية والنفسية التي يعني تنتج عن هذا الانتشار المخيف هو أنه قللت التواصل الاجتماعي بين الأفراد، استبدل التواصل الإنساني الاجتماعي المباشر القائم على العلاقات وجها لوجه إلى العلاقات الكلامية القائمة على استبدال المعايدة في العيد أو العزاء أو المناسبات في الأفراح والأتراح من خلال الرسائل ومن خلال مكالمات هاتفية..
لكن كيف يؤثر هذا على العلاقات الاجتماعية نفسها بين الأسرة وبين أفراد المجتمع إذا كانت التهنئة بالموبايل والعزاء بالموبايل وحتى الطلاق أصبح أحيانا بالموبايل كما نلاحظ في الجرائد ومباركة بيوم الجمعة أيضا بالموبايل، كيف يؤثر ذلك على عملية التواصل الاجتماعي بين الناس؟
يؤثر على عملية التواصل بشكل كبير تقلل عملية التواصل تقلل عملية الترابط الاجتماعي، نكتفي بالتواصل عن بعد وليس التواصل عن قرب. طبعا هذا يعني له إيجابيات نسبية بحكم زيادة الأعباء وزيادة الضغوط الاجتماعية والنفسية في الوقت الحالي وزيادة متطلبات الحياة فقد يكون لها بعد إيجابي أننا نستطيع أن نتواصل مع الأقارب في أماكن بعيدة من خلال الهاتف الخلوي ولكن آثارها في المجتمع المحلي وفي الأسرة الواحدة وفي البيت نفسه هي مخيفة لأنه قد يكون التواصل في البيت نفسه أحيانا من خلال الإنترنت ومن خلال الموبايل. وفي نقطة هامة في هذا المجال نحن في الدول النامية بشكل عام والدول العربية بشكل خاص نحن مجتمعات مستهلكة للتكنولوجيا، نحن نستورد تكنولوجيا ولا ننتجها، هذه الهوة التي تنتج من استيرادنا للتكنولوجيا وتوظيفها تؤدي إلى مشاكل اجتماعية بسبب سوء الاستخدام فنحن بما أننا لم ننتجها فبالتالي لا نستطيع استخدامها ولا نملك الفنيين أصلا لتعليمنا عليها فهذا يخلق مشكلة جديدة أيضا. هناك أبعاد أخرى نفسية واجتماعية للظاهرة فيما يتعلق بامتلاك الأطفال للهواتف الخلوية، أولا الأطفال عادة يكونون إما في البيت مع الأب والأم والأسرة أو في المدرسة أو مع الأصدقاء يعني الأهل يكونون على علم أين مكان الأطفال فلماذا يحمل الأطفال هذه الهواتف الخلوية؟ هذا يؤدي إلى ضعف الرقابة الأسرية ضعف العلاقات الأسرية يقلل من أهمية التواصل والتفاعل بين الأب والأم والأسرة وبين الأطفال كما يشجع الأطفال أيضا على سلوك سلوكات غير مرغوبة بحكم أن الأب أو الأم قد قاموا بالاتصال هاتفيا واطمأنوا بعد ذلك بعد الاتصال مباشرة هناك فرصة لهؤلاء الأطفال لسلوك سلوك غير مقبول فهذا يشجع أيضا ثقافة الاستهلاك التي هي من أهم مؤسسات العالمية أو الشركات العالمية للاتصالات أهم هدفها إشاعة ثقافة الاستهلاك لأن أهم مبدأ لها الربح فإذا كانت هذه الشركات العالمية لا يهمها ما يحدث لمجتمعاتنا ومنظومتنا الاجتماعية والقيمية يعني نحن نطلب من هذه المؤسسات في مجتمعاتنا المحلية على الأقل ألا يكون هدفها الربح أن يكون هناك بعد أخلاقي اجتماعي قيمي نحافظ عليه حتى لا نوجه هؤلاء الناشئة الشباب والبنات والأطفال إلى سلوكات غير مرغوبة ونشهد ظواهر سلبية في المستقبل، بالذات أن تلك الشركات أحيانا يعني تطرح عروضا وخدمات في السوق تكون الجهة المستهدفة منها ليس كبار السن، هم الشباب والشابات على سبيل المثال عندما يكون هناك خدمة بعد منتصف الليل الخدمة مجانية أو بسعر النصف أو أقل أو لا يكاد يذكر، لكن من هو المستهدف بهذه الحالة؟ هل هو الأب أو الأم؟ هل هو الإنسان العامل الذي يجب أن ينام حتى يصحى إلى عمله؟ بالتالي هذا تشجيع..
إذا كان بهذه السهولة يمكن اقتناء الهاتف الجوال للأسباب التي ذكرت ،السبب الاقتصادي الرئيسي ربما هو وجود شركات عديدة وجود منافسة وهذا أدى إلى تخفيض أو انخفاض أسعار الموبايل إلى درجة أنه في البيت قد لا تجد في بعض البيوت لا نجد هاتفا ثابتا في البيت وإنما أفراد الأسرة يستعملون فقط الهاتف الجوال، كيف أثرت عملية المنافسة بين شركات الهاتف الجوال على انخفاض الأسعار؟
أولا سهولة الحصول على خدمة الموبايل سهلت على شريحة كبيرة للحصول على هذه الخدمة فمثلا إذا أخذنا السوق المصري كحالة في عام 1996 حينما بدأت خدمة التلفون المحمول كان خط الموبايل في حدود 2200 جنيه وبسعر دولار في ذلك الوقت كان يقارب حوالي 660 دولارا لكن الآن بعد أن وجدت ثلاث شركات في السوق المصري أصبح الحصول على شريحة الموبايل أقل من واحد دولار وهذا الأمر أيضا ينعكس على الأجهزة ففي عام 1996 كان جهاز الموبايل في حدود 350 دولارا، الآن تستطيع أن تشتري موبايل في السوق المصري وصح إمكانياته متواضعة أو الخاصيات التي يقدمها بالنسبة لمستخدمه تكون يعني في حدود عشرة دولار فهذا سهل على الناس في الريف والكفور والنجوع والمهنيين والطلاب وكثير من شرائح المجتمع المصري وغيره أيضا من المجتمعات العربية والنامية أن تحصل على خدمة التلفون المحمول، الأمر الثاني هو تكنولوجيا المحمول نفسه يعني نحن حينما يطرح جيل جديد من الموبايلات فيتضمن مجموعة أو حزمة من المزايا التي لا تتوفر في الأجيال السابقة لها فبالتالي الأجهزة الموجودة في السوق يقل سعرها ولذلك تجدين في سوق الأسواق المحمولة المستخدمة يعني الأسعار تتهاوى يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر، لا تمضي ثلاثة شهور على موديل موبايل معين إلا وينخفض بنحو 30% في السوق استخدامه الجديد.
ما دمنا نتحدث عن الموديلات الجديدة للموبايلات والآفاق التي سنتحدث بعد الفاصل عن الآفاق التي تفتحها التكنولوجيا الجيل الثالث للهاتف الجوال أمام هذه الأعداد المتزايدة من المستخدمين.
الآفاق التي يفتحها الجيل الثالث من الموبايلات
طبعا في ظل انتشار ثقافة الاستهلاك المؤسسات العالمية دائما في فترات زمنية ليست بمتباعدة تطرح في الأسواق أجهزة جديدة وبأشكال مغرية وجديدة، هذا يؤدي إلى استقطاب عدد كبير من الأشخاص لشرائها وتزيد ربحها وبنفس الوقت تفتح آفاقا للشرائح والطبقات الفقيرة لشراء الأجهزة القديمة لأنها تصبح بسعر أقل وبخدمات أقل، هذا أيضا أدى إلى إيجاد ما يسمى بالتجارة البينية بمعنى أصبح لدينا بعض الأشخاص الذين يملكون محلات لبيع وشراء الأجهزة المستعملة أصبح لدينا أشخاص لفحص الأجهزة الخلوية قبل الاستعمال فهذا قد يكون له بعد إيجابي إلى حد ما أنه خفف من البطالة بين شريحة الشباب والشابات، فيما يتعلق بالخدمات الموجودة في الموبايلات والمطروحة في الأسواق يعني كما ذكرت سابقا نحن مجتمعات ليست منتجة للتكنولوجيا فمن الصعب أن نعرف كل خبايا وكل الخيارات الموجودة بكل جهاز، قد يغرنا الشكل أحيانا وبعض الخدمات ولكن ليست كل التقنيات الموجودة في هذا الجهاز والدليل على ذلك أنه في حالة عطل أو في حالة حاجتنا إلى فنيين لإرشادنا إلى هذه التقنيات لا نستطيع إلا إذا انتقلنا إلى مكان آخر في دولة منتجة لهذه التكنولوجيا..
نشتري موبايل جديد وهذا تأكيد لثقافة الاستهلاك. في نقطة هامة أريد قبل أن يتداركنا الوقت، أن أنوه لها أن هناك بعدا بيئيا للموضوع ، أن يجب على تلك الشركات العالمية التي تستهدف الربح فقط والتي تنشر ثقافة الاستهلاك بشكل مخيف مثل البلدوزر أن تنتبه إلى أننا نعاني الآن من خلل في النظام البيئي، هذه الأجهزة الخلوية والبطاريات التي يجب أن تتلف بعد فترة زمنية معينة يجب على تلك المؤسسات أن تكون على وعي وأن تقوم باستحداث آليات وتقنيات جديدة لكيفية التخلص منها بشكل صديق للبيئة بدون أن يضر البيئة هذا من جانب، من جانب آخر أصبحنا كأفراد نعاني من ضجيج نفسي من توتر نفسي دون أن نعرف أسبابه هذه الأسباب تعود إلى التلوث الإشعاعي إلى الضوضاء المنتشرة في الجو فأصبح كل شخص منا بحاجة إلى طبيب نفسي بالوقت الحالي لأننا نشعر بعصبية نشعر بضجيج ولا نعرف السبب لكن السبب هو هذه الإشعاعات الناتجة عن الموبايل والإنترنت والتكنولوجيا المتقدمة فبقدر ما ريحتنا التكنولوجيا المتقدمة بقدر ما سببت لنا مشاكل من جوانب أخرى، هذا لا يعني أن نكون سلبيين وننبذها ولكن بالمقابل مثلما نخترع هذه التكنولوجيا والشركات العالمية تسوقها في مجتمعاتنا يجب أن يكون أيضا هناك جانب آخر في تخفيف الأضرار البيئية وتخفيف الأضرار النفسية على الإنسان أيضا.
ان تكنولوجيا جديدة تستهدف الدخول إلى مرحلة حجم الإنتاج الكبير وحجم الإنتاج الكبير في ظل حالة التشارك الموجودة الآن في البيئة الاستثمارية في بلداننا العربية والنامية والعالمية هناك طبعا من يملكونها وهي عادة الشركات الغربية ستشارك بحجم كبير من استثماراتها داخل هذه الأسواق لأن أسواقنا هي بالنسبة لهذه الدول وهذه الشركات هي أسواق بكر وتستوعب كل ما يطرحونه من أجهزة ولا شك أنه سيكون هناك أثر إيجابي ولكن على شريحة محدودة في بلداننا العربية والنامية التي تستفيد من هذه الإمكانيات والخصائص الجديدة التي يطرحها الجيل الثالث ولكن الأمر السلبي الذي نخشاه أن يظل قرار الاستهلاك لهذه الأجهزة في بلداننا العربية والنامية يخضع لما نسميه في الأدبيات الاقتصادية بالاستهلاك الريائي فكثير أو يعني شريحة كبيرة من مستهلكي الموبايلات الموديلات الحديثة تلجأ إلى هذا الاستهلاك كنوع من الظهور في وسط اجتماعي معين بأنه قادر ماديا على الحصول على كذا وكذا وكذا ولكن كما تحدثت قد يستفيد منه شريحة قليلة من الناس يستفيدون من خدمات الإنترنت يستفيدون من خدمات التسجيل يستفيدون من خدمات التصوير يستفيدون من خدمات الاتصالات المتقدمة ولكن المشكلة الموجودة في بلداننا العربية والنامية أننا إلى الآن يعني على سبيل المثال مصر دخل فيها الموبايل من 1996 يعني بعد 13 سنة لا توجد شركة عربية أو مصرية تنتج جهاز موبايل أي كان نوعه ومن أي جيل، بل حتى مجرد التجميع لأننا يعني هذه الصناعة قائمة على التكنولوجيا المتغيرة والمستحدثة بشكل سريع فبالتالي أي منتج في ظل حالة الفصام الموجودة بين الدوائر الثلاث لعملية الصناعة بين الأفراد ومجتمع الأعمال وبين الدولة أصبحت غير موجودة وبالتالي هنا الأفراد يقعون لابتزاز الحملات التسويقية ليقوموا بشراء هذه الأجهزة وليس لديهم وقت لأن يتعاطفوا مع منتج وطني أو عربي في هذا المجال، الأمر الثاني أن رجال الأعمال أصبحوا بشكل كبير هم تجار وليسوا مصنعين وأصبحت الصناعة في بلداننا العربية والنامية بلا أب في ظل تخلي الدولة عنها وتركها لما يسمى باقتصاديات السوق في الوقت الذي تراجع فيه يعني أعتى الدول الرأسمالية كل هذه القواعد التي طرحت منذ عقدين من الزمن فأصبحنا نشاهد حالة الحماية الموجودة في الأسواق الدولية وأصبحت القضية رقم واحد على أجندة مجموعة العشرين في اجتماعاتها السابقة.

محب بلاده
2011-12-02, 14:37
بحث حول الشيخ محمد بن عبدالوهاب وحركته المجدده

المقدمة
الحمدلله الذي نصر عبده واعز جنده وهزم الأحزاب وحده وصلى الله على محمد وأله وصحبه, أما بعد
فإن الحديث عن المصلحين وأئمة الدين لا يبلى مهما تعدد , ولا يمل مهما تردد , لأن الحديث عنهم معين ثري , يستطيبه الكاتب والمتحدث , كما يولع به المتقى والسامع .
وإمامنا محمد بن عبدالوهاب اجزل الله له الثواب تعددت الكتابات عنه ولكنها سير في أثر , والتجدد فيها فكر ولفظا لم يتح , ولهذا بقيت الأجيال محتاجة , إلى تجديد وتقريب وتواقة .
ودعوة الإمام ( التى هي دعوة الإسلام , دعوة السلف الصالح )
يمكن أن يتحدث عنها المؤرخ فيسهب , والأديب فيطنب , والعالم فيؤسس , والمربي فيقرب , وغيرهم
صالح بن عبدالعزيز بن محمد أل الشيخ
الرياض 26/10/1419

حاولت جاهدا جمع سيرة الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب وأن آتي بجديد واجمع ما توفر لي من مواد في مصادر أو مذكرات أو مواقع على صفحات الإنترنت .
وقد حاولت عرض الموضوع بطريقة جديدة أتمنى أن تكون ميسره وسهله للباحث والدارس في هذا الموضوع وقد أرفقت مع البحث بعض ما توفر لي من صور لمدينة الشيخ ومسجده ونبذة عن المواقع التى زارها ومدى التأثير الذي أحدثه وأقوال بعض الكتاب والعلماء والمؤرخين عنه .
دون التطرق قدر الإمكان للادعاءات التى أثيرت حول الشيخ ودعوته , والظاهر لي ولكثير غيري أن الشيخ محمد رحمه الله لم يأتي بجديد بل حاول نزع الشوائب والخرافات والشركيات عن الدين الإسلامي وإعادته لسابق عهده على منهج كتاب الله عز وجل وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وأقوال السلف الصالح .
وهناك عدت أسماء لقبت بها دعوة الشيخ من قبل خصومه ومن أمثلتها ( الوهابية أو الموحدون) وغيرهم الكثير
حالة العالم الإسلامي الدينية بشكل عام ونجد بشكل خاص عند ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
ساد في العالم الاسلامي قبيل ظهور حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب أنواع وبدع و شركيات كثيرة وانحرف الناس عن كثير من أصول الدين والعقيدة وسنذكر بعضها :
مجال العقيدة :
نشأ الشرك وغلب على الناس تصورات كثيرة أبرزها الدعاء و طلب الحاجات من غير الله ومنها عبادة الأضرحة والقباب والتوسل بالمشايخ والصالحين أحياء وأموات , وانتشرت البدع و العادات والتقاليد التى حرمها الإسلام وغلبت الطرق الصوفية التي أصبحت المرجع الأساسي عن هؤلاء الناس في أمور الدين .
يصور الشيخ سليمان بن سحمان هذه الحالة في نجد بقوله :((قد خلع الناس ربقة التوحيد والدين , وجدوا واجتهدوا في الاستغاثة والتعلق بغير الله تعالى من الأولياء والصالحين والأصنام والأوثان والشياطين))
و((كثير منهم يعتقد النفع في الأحجار والجمادات , ويتبركون بالأشجار , ويرجون منها القبول في جميع الأوقات(1) (http://www.saaid.net/muslm/13.htm#1-) .
ففي مصر: بلد الأزهر رفع الناس لواء العبادات الوثنية والدعاوى الفرعونية وقامت دولة الأدعياء الدراويش .(2) (http://www.saaid.net/muslm/13.htm#2-)
وفي الحجاز : أصبح الدعاء عند القبور من الأمور المألوفة عند الكثير من الناس. فيما يفعل عند قبر خديجة في المعلاة وعند قبة أبي طالب ومن استغاثة وطلب شفاعة شيء تهول له النفوس , وفي اليمن يوجد قبور يتبرك بها العوام وفي الحديدة وحضر موت ويافع.. وفي الشام توجد قبور في دمشق وحلب وأقصى الشام يتبرك بها.وفي العراق قبر أبي حنيفة , ومعروف الكرخي, وكذلك ما يفعله الناس عند مشهد قبر على ابن أبي طالب رضى الله عنه وفي النجف ومشهد قبر الحسين والكاضم في كربلاء. وهذه القبور وغيرها يأتيها الناس فيستغيثون بها ويسألونها قضاء حاجاتهم وتفريج كرباتهم . (3) (http://www.saaid.net/muslm/13.htm#3-)
ويصور الحالة التي وصل لها المسلمين إبان ظهور دعوة الشيخ الكاتب الأمريكي (لوتروب ستودارد ) بقوله : (( في القرن الثامن عشر كان العالم الإسلامي قد بلغ من التضعضع أعظم مبلغ , ومن التدني والانحطاط أعمق درك , فأربد جوه وطبعت الظلمة كل صقع من أصقاعه ورجا من أرجائه وانتشر فيه فساد الأخلاق والآداب , وتلاشى ما كان باقيا من أثار التهذيب العربي واستغرقت الأمم الإسلامية في اتباع الأهواء والشهوات وماتت الفضيلة في الناس , وساد الجهل , وانقلبت الحكومات الإسلامية إلى مطايا استبداد وفوضى واغتيال)) (4) (http://www.saaid.net/muslm/13.htm#4-)
(( وأما الدين فقد غشيته غاشية سوداء , فألبست الوحدانية التي علمها صاحب الرسالة الناس سجفا من الخرافات وقشور الصوفية , دخلت المساجد من أرباب الصلوات وكثر عدد الأدعياء والجهلاء وطوائف الفقراء والمساكين يخرجون من مكان إلى مكان يحملون في أعناقهم التمام والتعاويذ والسبحات , ويهمون الناس بالباطل والشبهات ويرغبونهم في الحج إلى قبور الأولياء , ويزينون للناس التماس الشفاعة من دفناء القبور , وغابت عن الناس فضائل القرآن – فصار شرب الخمر والأفيون في كل مكان وانتشرت الرذائل وهتكت ستر الحرمات على غير خشية ولا استحياء , ونال مكة المكرمة والمدينة المنورة ما نال غيرهما من سائر مدن الإسلام , وعلى الجملة بدل المسلمون غير المسلمين وهبطوا مهبطا بعيد القرار فلو عاد صاحب الرسالة إلى الأرض في ذلك العصر ورأى ما كان يدعى الإسلام لغضب)) (5) (http://www.saaid.net/muslm/13.htm#5-)
ويصور لنا ابن غنام الحالة التي وصلت إليها نجد قبل دعوة الشيخ محمد بقولة : ((فقد كان في بلدان نجد من ذلك أمر عظيم وهول مقيم , كان الناس يقصدون قبر زيد بن الخطاب في الجبيلة ويدعونه لتفريج الكرب , وكشف النوب , وقضاء الحاجان , وكانوا يزعمون أن في قرية في الدرعية قبور بعض الصحابة فعكقوا على عبادتها وصار أهلها أعظم في صدورهم من الله خوفا , ورهبة فتقربوا إليهم , وهم يعنون أنهم أسرع إلى تلبية حوائجهم من الله ......) . وكانوا يأتون إلى شعيب غبيرا من المنكر ما لا يعهد مثله يزعمون أن فيه قبر ضرار بن الأزور . وفي بلدة ( العفرا ) ذكر النخل المعروف ( بالفحال) يهذب إليه الرجال والنساء ويفعلون عنده المنكرات ما ينكره الدين , فالرجل الفقير يذهب إلى الفحال ليوسع له رزقه , والمريض يذهب إليه ليشفيه من المرض .
والمرأة التي لم يتقدم لها خاطب تتوسل إليه في خضوع وتقول له : يا فحل الفحول ارزقني زوجا قبل الحول .
وكان هناك شجر تدعى شجرة الذئب يأمها النساء آلاتي يرزقن بمواليد ذكور ويعلقن عليها الخرق البالية لعل أولادهن يسلمون من الموت والحسد .
وكان في الخرج رجل يدعى ( تاج ) نهج الناس فيه سبيل الطواغيت فانهالت عليه النذر واعتقدوا فيه النفع والضرر وكانوا يذهرون للحج إليه أفواجا وينسجون حوله كثيرا من الأساطير والخرافات....)) (6) (http://www.saaid.net/muslm/13.htm#6-)
ويلخص لنا الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن حال العصر الذي ظهر فيه الشيخ محمد بقوله : (( كان اهل عصره ومصره في تلك الأزمان قد اشتدت غربة الإسلام بينهم وعفت آثار الدين لديهم , وانهدمت قواعد الملة الحنيفية , وغلب على الأكثرين ما كان عليه آهل الجاهلية وانطمست أعلام الشريعة في ذلك الزمان , وغلب الجهل والتقليد والإعراض عن السنة و القرآن وشبه الصغير لا يعرف من الدين إلا ما كان عليه آهل تلك البلدان , وهرم الكبير على ما تلقاه من الأباء والأجداد , و أعلام الشريعة مطموسة , ونصوص التنزيل وأصول السنة فيما بينهم مدروسة , وطريق الأباء و الأسلاف مرفوعة الأعلام وأحاديث الكهان والطواغيت مقبول غير مردود ولا مدفوعة قد خلوا ربقة التوحيد والدين ودوا واجتهدوا في الاستغاثة والتعلق بغير الله من الأولياء والصالحين والأوثان والأصنام والشياطين , وعلمائهم ورؤساؤهم على ذلك مقبلون وببحر الأجاج شاربون به قد أغشتهم العوائد والمألوفات وحبستهم الشهوات والإيرادات عن الارتفاع إلى قلب الهدى من النصوص المحكمات والآيات البينات)) (7) (http://www.saaid.net/muslm/13.htm#7-)

هذه نبذة موجزة عن الحالة الدينية في العالم الإسلامي بشكل عام ونجد بشكل خاص عند ظهور دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب أوردتها كمدخل للحديث عن حياة الشيخ ودعوته التي سنتناولها بإذن الله تعالى .
نشأة الشيخ محمد بن عبد الوهاب
نسبه :
ولد الشيخ محمد بن عبدالوهاب بن سليمان بن على بن محمد بن أحمد بن راشد بن بريد بن مشرف التميمي سنة 1115 هجري (1703م )
فأصله ينحدر إلى قبيلة تميم تلك القبيلة التى حافظت على موطنها في إقليم نجد واستقرت واستوطنت وتركت حياة البدو واشتغلت بأوجه النشاط الأخرى من زراعة وتجارة .
تعلمه :
ولد في عام 1115 هجرية على صاحبها أفضل الصلاة وأكمل التحية .
وتعلم على أبيه في بلدة العيينة وهذه البلدة هي مسقط رأسه رحمة الله عليه ، وهي قرية معلومة في اليمامة في نجد شمال غرب مدينة الرياض بينها وبين الرياض مسيرة سبعين كيلو مترا تقريبا ، أو ما يقارب ذلك من جهة الغرب . ولد فيها رحمة الله عليه ونشأ نشأة صالحة . وقرأ القرآن مبكرا .
واجتهد في الدراسة ، والتفقه على أبيه الشيخ عبد الوهاب بن سليمان - وكان فقيها كبيرا وعالما قديرا ، وكان قاضيا في بلدة العيينة - ثم بعد بلوغ الحلم حج وقصد بيت الله الحرام وأخذ عن بعض علماء الحرم الشريف .
ثم توجه إلى المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام ، فاجتمع بعلمائها ، وأقام فيها مدة ، وأخذ من عالمين كبيرين مشهورين في المدينة ذلك الوقت ، وهما : الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف النجدي ، أصله من المجمعة ، وهو والد الشيخ إبراهيم بن عبد الله صاحب العذب الفائض في علم الفرائض ، وأخذ أيضا عن الشيخ الكبير محمد حياة السندي بالمدينة . هذان العالمان ممن اشتهر أخذ الشيخ عنهما بالمدينة . ولعله أخذ عن غيرهما ممن لا نعرف .
ورحل الشيخ لطلب العلم إلى العراق فقصد البصرة واجتمع بعلمائها ، وأخذ عنهم ما شاء الله من العلم ، وأظهر الدعوة هناك إلى توحيد الله ودعا الناس إلى السنة ، وأظهر للناس أن الواجب على جميع المسلمين أن يأخذوا دينهم عن كتاب الله وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وناقش وذاكر في ذلك ، وناظر هنالك من العلماء ، واشتهر من مشايخه ، هناك شخص يقال له الشيخ محمد المجموعي ، وقد ثار عليه بعض علماء السوء بالبصرة وحصل عليه وعلى شيخه المذكور بعض الأذى ، فخرج من أجل ذلك وكان من نيته أن يقصد الشام فلم يقدر على ذلك لعدم وجود النفقة الكافية ، فخرج من البصرة إلى الزبير وتوجه من الزبير إلى الإحساء واجتمع بعلمائها وذاكرهم في أشياء من أصول الدين ثم توجه إلى بلاد حريملاء وذلك ( والله أعلم ) في العقد الخامس من القرن الثاني عشر لأن أباه كان قاضيا في العيينة وصار بينه وبين أميرها نزاع فانتقل عنها إلى حريملاء سنة 1139 هجرية فقدم الشيخ محمد على أبيه في حريملاء بعد انتقاله إليها سنة 1139 هجرية ، فيكون قدومه حريملاء في عام 1140 هـ أو بعدها ، واستقر هناك ولم يزل مشتغلا بالعلم والتعليم والدعوة في حريملاء حتى مات والده في عام 1153 هجرية فحصل من بعض أهل حريملاء شر عليه ، وهم بعض السفلة بها أن يفتك به . وقيل : إن بعضهم تسور عليه الجدار فعلم بهم بعض الناس فهربوا
إستقرارة في العيينة
بعد هذه الحادثة خرج الشيخ للعيينة واستقر بها ، وأسباب غضب هؤلاء السفلة عليه أنه كان آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ، وكان يحث الأمراء على تعزير المجرمين الذين يعتدون على الناس بالسلب والنهب والإيذاء ، ومن جملتهم هؤلاء السفلة الذين يقال لهم : العبيد هناك ، ولما عرفوا من الشيخ أنه ضدهم وأنه لا يرضى بأفعالهم ، وأنه يحرض الأمراء على عقوباتهم ، والحد من شرهم غضبوا وهموا أن يفتكوا به ، فصانه الله وحماه ، ثم انتقل إلى بلدة العيينة وأميرها إذ ذاك عثمان بن محمد بن معمر ، فنزل عليه ورحب به الأمير ، وقال : قم بالدعوة إلى الله ونحن معك وناصروك وأظهر له الخير ، والمحبة والموافقة على ما هو عليه ، فاشتغل الشيخ بالتعليم والإرشاد والدعوة إلى الله عز وجل ، وتوجيه الناس إلى الخير ، والمحبة في الله ، رجالهم ونسائهم ، واشتهر أمره في العيينة وعظم صيته وجاء إليها الناس من القرى المجاورة .
وفي يوم من الأيام قال الشيخ للأمير عثمان : دعنا نهدم قبة زيد بن الخطاب رضي الله عنه فإنها أسست على غير هدى ، وأن الله جل وعلا لا يرضى بهذا العمل ، والرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن البناء على القبور ، واتخاذ المساجد عليها ، وهذه القبة فتنت الناس وغيرت العقائد ، وحصل بها الشرك فيجب هدمها ، فقال الأمير عثمان لا مانع من ذلك ، فقال الشيخ : إني أخشى أن يثور لها أهل الجبيلة ، والجبيلة قرية هناك قريبة من القبر ، فخرج عثمان ومعه جيش يبلغون 600 مقاتل لهدم القبة ، ومعهم الشيخ رحمة الله عليه فلما قربوا من القبة خرج أهل الجبيلة لما سمعوا بذلك لينصروها ويحموها .
فلما رأوا الأمير عثمان ومن معه كفوا ورجعوا عن ذلك ، فباشر الشيخ هدمها لإزالتها فأزالها الله عز وجل على يديه رحمة الله عليه . فقال الشيخ للأمير عثمان بن معمر : لا بد من هدم هذه القبة على قبر زيد - وزيد بن الخطاب رضي الله عنه هو أخو عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله تعالى عن الجميع ، وكان من جملة الشهداء في قتال مسيلمة الكذاب في عام 12 من الهجرة النبوية ، فكان ممن قتل هناك وبني على قبره قبة فيما يذكرون ، وقد يكون قبر غيره ، لكنه فيما يذكرون أنه قبره - فوافقه عثمان كما تقدم ، وهدمت القبة بحمد الله وزال أثرها إلى اليوم ولله الحمد والمنة ، أماتها جل وعلا لما هدمت عن نية صالحة ، وقصد مستقيم ونصر للحق ، وهناك قبور أخرى منها قبر يقال : إنه قبر ضرار بن الأوزر كانت عليه قبة هدمت أيضا ، وهناك مشاهد أخرى أزالها الله عز وجل ، وكانت هناك غيران وأشجار تعبد من دون الله جل وعلا فأزيلت وقضى عليها وحذر الناس عنها . والمقصود أن الشيخ استمر رحمة الله عليه على الدعوة قولا وعملا كما تقدم ، ثم إن الشيخ أتته امرأة واعترفت عنده بالزنا عدة مرات ، وسأل عن عقلها فقيل : إنها عاقلة ولا بأس بها ، فلما صممت على الاعتراف ، ولم ترجع عن اعترافها ، ولم تدع إكراها ولا شبهة وكانت محصنة ، أمر الشيخ رحمة الله عليه بأن ترجم فرجمت بأمره حالة كونه قاضيا بالعيينة ، فاشتهر أمره بعد ذلك بهدم القبة وبرجم المرأة وبالدعوة العظيمة إلى الله وهجرة المهاجرين إلى العيينة .
طرد الشيخ بن عبدالوهاب من العيينة :
وبلغ أمير الإحساء وتوابعها من بني خالد سليمان بن عريعر الخالدي أمر الشيخ وأنه يدعو إلى الله وأنه يهدم القباب ، وأنه يقيم الحدود فعظم على هذا البدوي أمر الشيخ ، لأن من عادة البادية إلا من هدى الله ، الإقدام على الظلم ، وسفك الدماء ، ونهب الأموال ، وانتهاك الحرمات ، فخاف أن هذا الشيخ يعظم أمره ويزيل سلطان الأمير البدوي ، فكتب إلى عثمان يتوعده ويأمره أن يقتل هذا المطوع الذي عنده في العيينة ، وقال : إن المطوع الذي عندكم بلغنا عنه كذا ، وكذا!! فإما أن تقتله ، وإما أن نقطع عنك خراجك الذي عندنا!! وكان عنده للأمير عثمان خراج من الذهب ، فعظم على عثمان أمر هذا الأمير ، وخاف إن عصاه أن يقطع عنه خراجه أو يحاربه ، فقال للشيخ : إن هذا الأمير كتب إلينا كذا وكذا ، وأنه لا يحسن منا أن نقتلك وأنا نخاف هذا الأمير ولا نستطيع محاربته ، فإذا رأيت أن تخرج عنا فعلت ، فقال له الشيخ : إن الذي أدعو إليه هو دين الله وتحقيق كلمة لا إله إلا الله ، وتحقيق شهادة أن محمدا رسول الله ، فمن تمسك بهذا الدين ونصره وصدق في ذلك نصره الله وأيده وولاه على بلاد أعدائه ، فإن صبرت واستقمت وقبلت هذا الخبر فأبشر فسينصرك الله ويحميك من هذا البدوي وغيره ، وسوف يوليك الله بلاده وعشيرته ، فقال : أيها الشيخ أنا لا نستطيع محاربته ، ولا صبر لنا على مخالفته.
دخول الشيخ محمد إلى الدرعية :
فخرج الشيخ عند ذلك وتحول من العيينة إلى بلاد الدرعية ، جاء إليها ماشيا فيما ذكروا حتى وصل إليها في آخر النهار ، وقد خرج من العيينة في أول النهار ماشيا على الأقدام لم يرحله عثمان ، فدخل على شخص من خيارها في أعلى البلد يقال له : محمد بن سويلم العريني فنزل عليه ، ويقال : إن هذا الرجل خاف من نزوله عليه وضاقت به الأرض بما رحبت ، وخاف من أمير الدرعية محمد بن سعود فطمأنه الشيخ وقال له : أبشر بخير ، وهذا الذي أدعو الناس إليه دين الله ، وسوف يظهره الله ، فبلغ محمد بن سعود خبر الشيخ محمد ، ويقال :
أخبره به زوجته جاء إليها بعض الصالحين وقال لها : أخبري محمدا بهذا الرجل ، وشجعيه على قبول دعوته وحرضيه على مؤازرته ومساعدته وكانت امرأة صالحة طيبة ، فلما دخل عليها محمد بن سعود أمير الدرعية وملحقاتها قالت له : أبشر بهذه الغنيمة العظيمة! هذه غنيمة ساقها الله إليك ، رجل داعية يدعو إلى دين الله ، ويدعو إلى كتاب الله ، يدعو إلى سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام يا لها من غنيمة! بادر بقبوله وبادر بنصرته ، ولا تقف في ذلك أبدا ، فقبل الأمير مشورتها ، ثم تردد هل يذهب إليه أو يدعوه إليه؟! فأشير عليه ويقال : إن المرأة أيضا هي التي أشارت عليه مع جماعة من الصالحين وقالوا له : لا ينبغي أن تدعوه إليك ، بل ينبغي أن تقصده في منزله ، وأن تقصده أنت وأن تعظم العلم والداعي إلى الخير ، فأجاب إلى ذلك لما كتب الله له من السعادة والخير رحمة الله عليه وأكرم الله مثواه
لقاء الشيخ بن عبدالوهاب ببن سعود والعد بينهم :
فذهب إلى الشيخ في بيت محمد بن سويلم ، وقصده وسلم عليه وتحدث معه ، وقال له يا شيخ محمد أبشر بالنصرة وأبشر بالأمن وأبشر بالمساعدة ، فقال له الشيخ : وأنت أبشر بالنصرة أيضا والتمكين والعاقبة الحميدة ، هذا دين الله من نصره نصره الله ، ومن أيده أيده الله وسوف تجد آثار ذلك سريعا ، فقال : يا شيخ سأبايعك على دين الله ورسوله وعلى الجهاد في سبيل الله ، ولكنني أخشى إذا أيدناك ونصرناك وأظهرك الله على
أعداء الإسلام ، أن تبتغي غير أرضنا ، وأن تنتقل عنا إلى أرض أخرى فقال : لا أبايعك على هذا . . . أبايعك على أن الدم بالدم والهدم بالهدم لا أخرج عن بلادك أبدا ، فبايعه على النصرة وعلى البقاء في البلد وأنه يبقى عند الأمير يساعده ، ويجاهد معه في سبيل الله حتى يظهر دين الله ، وتمت البيعة على ذلك .
أعمال الشيخ بالدرعية :
توافد الناس إلى الدرعية من كل مكان ، من العيينة ، وعرقة ، ومنفوحة ، والرياض وغير ذلك ، من البلدان المجاورة ، ولم تزل الدرعية موضع هجرة يهاجر إليها الناس من كل مكان ، وتسامع الناس بأخبار الشيخ ، ودروسه في الدرعية ودعوته إلى الله وإرشاده إليه ، فأتوا زرافات ووحدانا .
فأقام الشيخ بالدرعية معظما مؤيدا محبوبا منصورا ورتب الدروس في الدرعية في العقائد ، وفي القرآن الكريم ، وفي التفسير ، وفي الفقه ، وأصوله ، والحديث ، ومصطلحة ، والعلوم العربية ، والتاريخية ، وغير ذلك من العلوم النافعة ، وتوافد الناس عليه من كل مكان ، وتعلم الناس علمه في الدرعية الشباب وغيرهم ، ورتب للناس دروسا كثيرة للعامة ، والخاصة ، ونشر العلم في الدرعية واستمر على الدعوة .
بدأ بالجهاد وكاتب الناس إلى الدخول في هذا الميدان وإزالة الشرك الذي في بلادهم ، وبدأ بأهل نجد ، وكاتب أمراءها وعلماؤها . كاتب علماء الرياض وأميرها دهام بن دواس ، كاتب علماء الخرج وأمراءها ، وعلماء بلاد الجنوب والقصيم وحائل والوشم ، وسدير وغير ذلك ، ولم يزل يكاتبهم ويكاتب علماءهم وأمراءهم .
وهكذا علماء الإحساء وعلماء الحرمين الشريفين ، وهكذا علماء الخارج في مصر ، والشام ، والعراق ، والهند ، واليمن ، وغير ذلك ، ولم يزل يكاتب الناس ويقيم الحجج ويذكر الناس ما وقع فيه أكثر الخلق من الشرك والبدع ، وليس معنى هذا أنه ليس هناك أنصار للدين بل هناك أنصار والله جل وعلا قد ضمن لهذا الدين أن لا بد له من ناصر ولا تزال طائفة في هذه الأمة على الحق منصورة كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ، فهناك أنصار للحق في أقطار كثيرة .
ولكن الحديث الآن عن نجد ، فكان فيها من الشر والفساد والشرك والخرافات ما لا يحصيه إلا الله عز وجل . مع أن فيها علماء فيهم خير ، ولكن لم يقدر لهم أن ينشطوا في الدعوة وأن يقوموا بها كما ينبغي ، وهناك أيضا في اليمن وغير اليمن دعاة إلى الحق وأنصار قد عرفوا هذا الشرك وهذه الخرافات ، ولكن لم يقدر الله لدعوتهم النجاح ما قدر لدعوة الشيخ محمد لأسباب كثيرة ،
منها : عدم تيسر الناصر المساعد لهم .
ومنها : عدم الصبر لكثير من الدعاة وتحمل الأذى في سبيل الله ،
ومنها : قلة علوم بعض الدعاة التي يستطيع بها أن يوجه الناس بالأساليب المناسبة ، والعبارات اللائقة ، والحكمة والموعظة الحسنة .
ومنها : أسباب أخرى غير هذه الأسباب ، وبسبب هذه المكاتبات الكثيرة والرسائل والجهاد اشتهر أمر الشيخ ، وظهر أمر الدعوة ، واتصلت رسائله بالعلماء في داخل الجزيرة ، وفي خارجها . وتأثر بدعوته جمع غفير من الناس في الهند وفي أندونيسيا ، وفي أفغانستان ، وفي أفريقيا وفي المغرب ، وهكذا في مصر ، والشام ، والعراق ، وكان هناك دعاة كثيرون عندهم معرفة بالحق والدعوة إليه فلما بلغتهم دعوة الشيخ زاد نشاطهم ، وزادت قوتهم واشتهروا بالدعوة ولم تزل دعوة الشيخ تشتهر وتظهر بين العالم الإسلامي وغيره ، ثم في هذا العصر الأخير طبعت كتبه ، ورسائله ، وكتب أبنائه ، وأحفاده ، وأنصاره ، وأعوانه من علماء المسلمين في الجزيرة وخارجها ، وكذلك طبعت الكتب في دعوته ، وترجمته ، وأحواله ، وأحوال أنصاره ، حتى اشتهرت بين الناس في غالب الأقطار والأمصار ، ومن المعلوم أن لكل نعمة حاسدا وأن لكل داعي أعداء كثيرين قال الله تعالى : وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ
فلما اشتهر الشيخ بالدعوة وكتب الكتابات الكثيرة ، وألف المؤلفات القيمة ، ونشرها في الناس ، وكاتبه العلماء ، ظهر جماعة كثيرون من حساده ، ومن مخالفيه ، وظهر أيضا أعداء آخرون ، وصار أعداؤه وخصومه قسمين :
قسم عادوه باسم العلم والدين ، وقسم : عادوه باسم السياسة ولكن تستروا بالعلم ، وتستروا باسم الدين ، واستغلوا عداوة من عاداه من العلماء الذين أظهروا عداوته وقالوا : إنه على غير الحق ، وإنه كيت وكيت .
والشيخ رحمة الله عليه مستمر في الدعوة يزيل الشبه ، ويوضح الدليل ، ويرشد الناس إلى الحقائق على ما هي علي من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام ، وطورا . يقولون : إنه من الخوارج ، وتارة يقولون : يخرق الإجماع ، ويدعي الاجتهاد المطلق ولا يبالي بمن قبله من العلماء والفقهاء وتارة يرمونه بأشياء أخرى وما ذاك إلا من قلة العلم من طائفة منه وطائفة أخرى قلدت غيرها واعتمدت عليها ، وطائفة أخرى خافت على مراكزها فعادته سياسة وتستتر باسم الإسلام والدين واعتمدت على أقوال المخرفين والمضللين .
والخصوم في الحقيقة ثلاثة أقسام :
علماء مخرفون يرون الحق باطلا والباطل حقا ، ويعتقدون أن البناء على القبور ، واتخاذ المساجد عليها ،ودعاءها من دون الله والاستغاثة بها وما أشبه ذلك دين وهدى ، ويعتقدون أن من أنكر ذلك فقد أبغض الصالحين ، وأبغض الأولياء ، وهو عدو يجب جهاده .
وقسم آخر : من المنسوبين للعلم جهلوا حقيقة هذا الرجل ، ولم يعرفوا عنه الحق الذي دعا إليه بل قلدوا غيرهم وصدقوا ما قيل فيه من الخرافيين المضللين ، وظنوا أنهم على هدى فيما نسبوه إليه من بغض الأولياء والأنبياء ، ومن معاداتهم ، وإنكار كراماتهم ، فذموا الشيخ ، وعابوا ونفروا عنه .
وقسم آخر : خافوا على المناصب والمراتب فعادوه لئلا تمتد أيدي أنصار الدعوة الإسلامية إليهم فتنزلهم عن مراكزهم ، وتستولي على بلادهم ، واستمرت الحرب الكلامية . والمجادلات والمساجلات بين الشيخ وخصومه ، يكاتبهم ويكاتبونه ، ويجادلهم ويرد عليهم ، ويردون عليه ، وهكذا جرى بين أبنائه وأحفاده وأنصاره وبين خصوم الدعوة . حتى اجتمع من ذلك رسائل كثيرة ، وردود جمة ، وقد جمعت هذه الرسائل والفتاوى والردود فبلغت مجلدات ، وقد طبع أكثرها والحمد لله ، واستمر الشيخ في الدعوة والجهاد وساعده الأمير محمد بن سعود أمير الدرعية ، وجد الأسرة السعودية على ذلك ، ورفعت راية الجهاد وبدأ الجهاد من عام 1158 هـ .

بدايت الجهاد بالسيف :
بدأ الجهاد بالسيف ، وبالكلام والبيان ، والحجة ، والبرهان ، ثم استمرت الدعوة مع الجهاد بالسيف ، ومعلوم أن الداعي إلى الله عز وجل إذا لم يكن لديه قوة تنصر الحق وتنفذه فسرعان ما تخبو دعوته وتنطفي شهرته ، ثم يقل أنصاره .
ومعلوم ما للسلاح والقوة من الأثر العظيم في نشر الدعوة ، وقمع المعارضين ونصر الحق ، وقمع الباطل ولقد صدق الله العظيم في قوله عز وجل وهو الصادق سبحانه في كل ما يقول : لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ فبين سبحانه وتعالى أنه أرسل الرسل بالبينات ، وهي الحجج والبراهين الساطعة التي يوضح الله بها الحق ، ويدفع بها الباطل ، وأنزل مع الرسل الكتاب الذي فيه البيان ، والهدى والإيضاح ، وأنزل معهم الميزان ، وهو العدل الذي ينصف به المظلوم من الظالم ، ويقام به الحق وينشر به الهدى ويعامل الناس على ضوئه بالحق والقسط ، وأنزل الحديد فيه بأس شديد ، فيه قوة وردع وزجر لمن خالف الحق ، فالحديد لمن لم تنفع فيه الحجة وتؤثر فيه البينة ، فهو الملزم بالحق ، وهو القامع للباطل ، ولقد أحسن من قال في مثل هذا :
وما هو إلا الوحي أوحد مرهف *** تزيل ظباه اخدعي كل مائل
فهذا دواء الداء من كل جاهل ** وهذا دواء الداء من كل عادل
فالعاقل ذو الفطرة السليمة ، ينتفع بالبينة ، ويقبل الحق بدليله ، أما الظالم التابع لهواه فلا يردعه إلا السيف ، فجد الشيخ رحمه الله في الدعوة والجهاد ، وساعده أنصاره من آل سعود ، طيب الله ثراهم على ذلك ، واستمروا في الجهاد والدعوة من عام 1158هـ إلى أن توفي الشيخ في عام 1206هـ فاستمر الجهاد والدعوة قريبا من خمسين عاما . جهاد ، ودعوة ، ونضال ، وجدال في الحق ، وإيضاح لما قاله الله ورسوله ، ودعوة إلى دين الله ، وإرشاد إلى ما شرعه رسول الله عليه الصلاة والسلام .
حتى التزم الناس بالطاعة ، ودخلوا في دين الله ، وهدموا ما عندهم من القباب ، وأزالوا ما لديهم من المساجد المبنية على القبور ، وحكموا الشريعة ، ودانوا بها ، وتركوا ما كانوا عليه من تحكيم سوالف الآباء والأجداد ، وقوانينهم ، ورجعوا إلى الحق .
وعمرت المساجد بالصلوات ، وحلقات العلم ، وأديت الزكوات ، وصام الناس رمضان ، كما شرع الله عز وجل ، وأمر بالمعروف ، ونهي عن المنكر ، وساد الأمن في الأمصار ، والقرى ، والطرق ، والبوادي ، ووقف البادية عند حدهم ، ودخلوا في دين الله وقبلوا الحق ، ونشر الشيخ فيهم الدعوة .
وأرسل الشيخ إليهم المرشدين ، والدعاة في الصحراء والبوادي ، كما أرسل المعلمين ، والمرشدين ، والقضاة إلى البلدان والقرى ، وعم هذا الخير العظيم والهدى المستبين نجدا كلها وانتشر فيها الحق ، وظهر فيها دين الله عز وجل .
عمل أبناء الشيخ بعده :
ثم بعد وفاة الشيخ رحمة الله عليه استمر أبناؤه ، وأحفاده ، وتلاميذه ، وأنصاره في الدعوة والجهاد ، وعلى رأس أبنائه الشيخ الإمام عبد الله بن محمد ، والشيخ حسين بن محمد ، والشيخ علي بن محمد ، والشيخ إبراهيم بن محمد ، ومن أحفاده الشيخ عبد الرحمن بن حسن ، والشيخ علي بن حسين ، والشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد وجماعة آخرون ومن تلاميذه أيضا الشيخ حمد بن ناصر بن معمر ، وجمع غفير من علماء الدرعية ، وغيرهم استمروا في الدعوة والجهاد ونشر دين الله تعالى وكتابة الرسائل وتأليفات المؤلفات ، وجهاد أعداء الدين ، وليس بين هؤلاء الدعاة وخصومهم شيء إلا أن هؤلاء دعوا إلى توحيد الله وإخلاص العبادة لله عز وجل ، والاستقامة على ذلك ، وهدم المساجد والقباب التي على القبور ، ودعوا إلى تحكيم الشريعة والاستقامة عليها ودعوا إلى الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وإقامة الحدود الشرعية . هذه أسباب النزاع بينهم وبين الناس .
والخلاصة : أنهم أرشدوا الناس إلى توحيد الله ، وأمروهم بذلك وحذروا الناس من الشرك بالله ومن وسائله وذرائعه ، وألزموا الناس بالشريعة الإسلامية ، ومن أبى واستمر على الشرك بعد الدعوة والبيان ، والإيضاح والحجة ، جاهدوه في الله عز وجل وقصدوه في بلاده حتى يخضع للحق ، وينيب إليه ويلزموه به بالقوة والسيف ، حتى يخضع هو وأهل بلده إلى ذلك .
وكذلك حذروا الناس من البدع والخرافات ، التي ما أنزل الله بها من سلطان ، كالبناء على القبور ، واتخاذ القباب عليها والتحاكم إلى الطواغيت ، وسؤال السحرة والكهنة ، وتصديقهم وغير ذلك ، فأزال الله ذلك على يدي الشيخ وأنصاره رحمة الله عليهم جميعا . وعمرت المساجد بتدريس الكتاب العظيم والسنة المطهرة ، والتاريخ الإسلامي ، والعلوم العربية النافعة ، وصار الناس في مذاكرة ، وعلم ، وهدى ، ودعوة ، وإرشاد ، وآخرون منهم فيما يتعلق بدنياهم من الزراعة والصناعة وغير ذلك ، علم وعمل ، ودعوة وإرشاد ، ودنيا ودين ، فهو يتعلم ويذاكر ، ومع ذلك يعمل في حقله الزراعي ، أو في صناعته أو تجارته وغير ذلك . فتارة لدينه ، وتارة لدنياه دعاة إلى الله وموجهون
إلى سبيله ، ومع ذلك يشتغلون بأنواع الصناعة الرائجة في بلادهم ، ويحصلون من ذلك على ما يغنيهم عن خارج بلادهم ، وبعد فراغ الدعاة وآل سعود من نجد امتدت دعوتهم إلى الحرمين ، وجنوب الجزيرة.
دخول الحرمين :
كاتبوا علماء الحرمين سابقا ، ولاحقا فلما لم تجد الدعوة واستمر أهل الحرمين على ما هم عليه من تعظيم القباب ، واتخاذها على القبور ، ووجود الشرك عندها ، والسؤال لأربابها ، سار الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بعد وفاة الشيخ بإحدى عشرة سنة توجه إلى الحجاز ، ونازل أهل الطائف ثم قصد أهل مكة وكان أهل الطائف قد توجه إليهم قبل سعود الأمير عثمان بن عبد الرحمن المضايفي ، ونازلهم بقوة أرسلها إليها الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد أمير الدرعية بقوة عظيمة من أهل نجد وغيرهم ، ساعدوه حتى استولى على الطائف ، وأخرج منها أمراء الشريف ، وأظهر فيه الدعوة إلى الله ، وأرشد إلى الحق ، ونهى فيها عن الشرك ، وعبادة ابن عباس ، وغيره مما كان يعبده هناك الجهال ، والسفهاء من أهل الطائف ، ثم توجه الأمير سعود عن أمر أبيه عبد العزيز إلى جهة الحجاز ، وجمعت الجيوش حول مكة .
فلما عرف شريفها أنه لا بد من التسليم أو الفرار فر إلى جدة . ودخل سعود ومن معه من المسلمين البلاد من غير قتال واستولوا على مكة في فجر 1 من شهر محرم من عام 1218هـ وأظهروا فيها الدعوة إلى دين الله ، وهدموا ما فيها
من القباب التي بنيت علي قبر خديجة وغيره ، فأزالوا القباب كلها ، وأظهروا فيها الدعوة إلى توحيد الله عز وجل ، وعينوا فيها العلماء والمدرسين ، والموجهين والمرشدين ، والقضاة الحاكمين بالشريعة
ثم بعد مدة وجيزة فتحت المدينة ، واستولى آل سعود على المدينة في عام 1220هـ بعد مكة بنحو سنتين ، واستمر الحرمان في ولاية آل سعود ، وعينوا فيها الموجهين والمرشدين ، وأظهروا في البلاد العدل وتحكيم الشريعة ، والإحسان إلى أهلها ولا سيما فقرائهم ومحاويجهم فأحسنوا إليهم بالأموال ، وواسوهم ، وعلموهم كتاب الله ، وأرشدوهم إلى الخير ، وعظموا العلماء ، وشجعوهم على التعليم ، والإرشاد ولم ينزل الحرمان الشريفان تحت ولاية آل سعود إلى عام 1226هـ ثم بدأت الجيوش المصرية والتركية تتوجه إلى الحجاز لقتال آل سعود وإخراجهم من الحرمين ، لأسباب كثيرة تقدم بعضها ، وهذه الأسباب كما تقدم هي أن أعداءهم ، وحسادهم ، والمخرفين الذين ليس لهم بصيرة ، وبعض السياسيين الذين أرادوا إخماد هذه الدعوة وخافوا منها أن تزيل مراكزهم ، وأن تقضي على أطماعهم ، كذبوا على الشيخ ، وأتباعه ، وأنصاره ، وقالوا إنهم يبغضون الرسول عليه الصلاة والسلام ، لأنهم يبغضون الأولياء ، وينكرون كراماتهم ، وقالوا
إنهم أيضا يقولون كيت وكيت مما يزعمون أنهم ينتقصون به الرسل عليهم الصلاة والسلام ، وصدق هذا بعض الجهال ، وبعض المغرضين ، وجعلوه سلما للنيل منهم والقتال لهم ، وتشجيع الأتراك والمصريين على حربهم ، فجرى ما جرى من الفتن والقتال - وصار القتال بين الجنود المصرية والتركية ومن معهم وبين آل سعود في نجد ، والحجاز ، سجالا مدة طويلة من عام 1226 هـ إلى عام 1233 هـ سبع سنين كلها قتال ونضال بين قوى الحق وقوى الباطل .
والخلاصة : أن هذا الإمام الذي هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه إنما قام لإظهار دين الله ، وإرشاد الناس إلى توحيد الله ، وإنكار ما أدخل الناس فيه من البدع والخرافات ، وقام أيضا لإلزام الناس بالحق ، وزجرهم عن الباطل ، وأمرهم بالمعروف ، ونهيهم عن المنكر .
هذه خلاصة دعوته رحمة الله تعالى عليه ، وهو في العقيدة على طريقة السلف الصالح يؤمن بالله وبأسمائه ، وصفاته ، ويؤمن بملائكته ، ورسله وكتبه ، وباليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشره ، وهو على طريقة أئمة الإسلام في توحيد الله ، وإخلاص العبادة له جل وعلا . وفي الإيمان بأسماء الله وصفاته على الوجه اللائق بالله سبحانه ، لا يعطل صفات الله ، ولا يشبه الله بخلقه . وفي الإيمان بالبعث ، والنشور ، والجزاء والحساب ، والجنة والنار ، وغير ذلك .

خلاصة فكر الشيخ محمد بن عبدالوهاب :
يقول في الإيمان ما قاله السلف أنه قول وعمل يزيد وينقص . يزيد بالطاعة ، وينقص بالمعصية ، كل هذا من عقيدته رحمه الله ، فهو على طريقتهم وعلى عقيدتهم قولا وعملا ، لم يخرج عن طريقتهم البتة ، وليس له في ذلك مذهب خاص ، ولا طريقة خاصة ، بل هو على طريق السلف الصالح من الصحابة وأتباعهم بإحسان . رضي الله عن الجميع . وإنما أظهر ذلك في نجد ، وما حولها ودعا إلى ذلك ثم جاهد عليه من أباه ، وعانده ، وقاتلهم ، حتى ظهر دين الله وانتصر الحق ، وكذلك هو على ما عليه المسلمون من الدعوة إلى الله ، وإنكار الباطل ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ولكن الشيخ وأنصاره يدعون الناس إلى الحق ، ويلزمونهم به ، وينهونهم عن الباطل ، وينكرونه عليهم ، ويزجرونهم عنه حتى يتركوه .
وكذلك جد في إنكار البدع والخرافات حتى أزالها الله سبحانه بسبب دعوته . فالأسباب الثلاثة المتقدمة آنفا هي أسباب العداوة ، والنزل بينه وبين الناس . وهي :
أولا : إنكار الشرك والدعوة إلى التوحيد الخالص .
ثانيا : إنكار البدع ، والخرافات ، كالبناء على القبور واتخاذها مساجد ونحو ذلك كالموالد والطرق التي أحدثتها طوائف المتصوفة .
ثالثا : أنه يأمر الناس بالمعروف ، ويلزمهم به بالقوة فمن أبى المعروف الذي أوجبه الله عليه ، ألزم به وعزر عليه إذا تركه وينهى الناس عن المنكرات ، ويزجرهم عنها ، ويقيم حدودها ، ويلزم الناس الحق ، ويزجرهم عن الباطل ، وبذلك ظهر الحق ، وانتشر ، وكبت الباطل ، وانقمع ، وسار الناس في سيرة حسنة ، ومنهج قويم في أسواقهم ، وفي مساجدهم ، وفي سائر أحوالهم .
لا تعرف البدع بينهم ولا يوجد في بلادهم الشرك ، ولا تظهر المنكرات بينهم . بل من شاهد بلادهم وشاهد أحوالهم وما هم عليه ذكر حال السلف الصالح وما كانوا عليه زمن النبي عليه الصلاة والسلام ، وزمن أصحابه ، وزمن أتباعه بإحسان في القرون المفضلة رحمة الله عليهم .
فالقوم ساروا سيرتهم ، ونهجوا منهجهم ، وصبروا على ذلك ، وجدوا فيه ، وجاهدوا عليه ، فلما حصل بعض التغيير في آخر الزمان بعد وفاة الشيخ محمد بمدة طويلة ووفاة كثير من أبنائه رحمة الله عليهم وكثير من أنصاره حصل بعض التغيير جاء الابتلاء وجاء الامتحان بالدولة التركية ، والدولة المصرية ، مصداق قوله عز وجل : إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ
نسأل الله عز وجل أن يجعل ما أصابهم تكفيرا وتمحيصا من الذنوب ، رفعة وشهادة لمن قتل منهم رضي الله عنهم ورحمهم
انتشار دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب
انتشرت دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب خارج نجد عندما استولت الدولة السعودية على مكة المكرمة سنة 1219 هجري واصبح حجاج البلاد المسلمة يفدون إلى مكة المكرمة ويشاهدون علماء هذه الدعوة الحقا , ويسمعون خطبهم وإرشاداتهم , كما شاهدوا سيرة الدولة إن ذاك , وما هي علية من الاعتصام بكتاب الله والسنة , فتأثر بعض الحجاج بالدعوة وأخذوا ينشرون مبادئ الدعوة ويحاربون الخرافات والبدع في بلادهم .
وكان لانتشار الدعوة في العالم الاسلامي عدة آثار من أهمها :
1- قيام يقظة فكرية إسلامية كان العالم الاسلامي والمسلمين في اشد الحاجة لها .
2- كانت الدعوة عاملا مهما من عوامل نمو الوعي الوطني في كثير من البلاد الإسلامية التى ابتليت بالاستعمار .
3- كان من أثر الدعوة السلفية في كثير من الدول الإسلامية تجميد وإضعاف كل الأفكار المعادية لهذه الدعوة المباركة .
4- تأييد شامل لهذه الدعوة الإصلاحية من العلماء المسلمين الغيورين على دينهم وعقيدتهم في البلاد الاسلامية , والمنبع الذي اعتمد عليه كثير من رجال الإصلاح المسلمين .
تعليقات بعض الكتاب والمؤرخين على انتشار دعوة الشيخ
محمد بن عبدالوهاب ببعض البلدان
العقاد :
يقول العقاد (( ولم تذهب صيحة ابن عبدالوهاب عبثا في الجزيرة العربية ولا في أرجاء العالم الإسلامي من مشرقة إلى مغربه , فقد تبعه كثير من الحجاج وزوار الحجاز , وسرت تعاليمه إلى الهند والعراق والسودان وغيرها من الأقطار النائية ,و أدرك المسلمين أن علة الهزائم التى تعاقبت عليهم إنما هي في ترك الدين لا في الدين نفسه . وأنهم خلفاء أن يستردوا ما فاتهم من القوة والمنعة باجتناب البدع , والعودة إلى دين السلف الصالح في جوهره ولبابه )) (8) (http://www.saaid.net/muslm/13.htm#8-)
ويقول العقاد أيضا :
(( سرعان ما ظهرت دعوة ابن عبدالوهاب بجزيرة العرب حتى تردد صداها في البنغال سنة 1804 م واتبعها طائفة الفرائضية بنصوصها الحرفية , فاعتبرت الهند دار حرب إلى أن تدين بحكم الشريعة , ثم تردد صدى الدعوة الوهابية بعد ذلك بزعامة السيد أحمد الباريلي في البنجاب , وأوجب على اتباعه حمل السلاح لمحاربة السيخين وتقدمهم في القتال حتى الموت .)) (9) (http://www.saaid.net/muslm/13.htm#9-)
أرنولد :
يقول في كتابه ( الدعوة إلى الإسلام)
(( وفي القرن العشرين نشطت حركة الدعوة إلى الإسلام في البنغال نشاطا ملحوظا , و أرسلت طوائف كثيرة ينتمي أهلها إلى تأثير الحركة الوهابية الإصلاحية , دعاتهم يتنقلون في هذه المناطق , ويطهرون البلاد من بقايا العقائد الهندوكية بين الكفار (10) (http://www.saaid.net/muslm/13.htm#10-)

في اليمن :
ظهر في اليمن الشيخ على الشوكاني المتوفي سنة 1250 هجري , ودعا بما يشب دعوة الشيخ بن الوهاب وتقلد ببن تيمية وألف كتاب (نبيل الأوطان ) لشرح كتاب شيخ الإسلام ( منتقى الأخبار ) (11) (http://www.saaid.net/muslm/13.htm#11-)
في العراق :
نجد أسرة (الألوسي ) التي بذلت حياتهم لتعميق التربية الإسلامية في العراق وقد كتبوا عن الشيخ ودعوته ونافحوا عنها ز (12) (http://www.saaid.net/muslm/13.htm#12-)
في الجزائر :
إن من أول من حمل راية الدعوة السلفية هو المؤرخ الجزائري
( أبو رواس الناصري ) الذي قدر له أن يجتمع بتلاميذ الشيخ محمد بن عبدالوهاب في الحج . و ذاكرهم في أمور إلى أن انتهى به الأمر بالاقتناع , وكان ذلك بحضور وفد حجيج كان يرأسه ولي عهد المغرب آنذاك . (13) (http://www.saaid.net/muslm/13.htm#13-)
1كذلك تأسست ( جمعية العلماء المسلمين الجزائريين ) الوجه السلفي بزعامة عبدالحميد بن باديس (1305-1359) الذي أطلع على مبادئ الدعوة السلفية عندما ذهب للحج في مكة المكرمة . و دعا إلى إصلاح عقائد الجزائريين من البدع والخرافات , ودعا إلى الاجتهاد ومحاربة التقليد الأعمى والجمود الفكري وذلك بالتعمق بدراسة القرآن الكريم والسنة النبوية . (14) (http://www.saaid.net/muslm/13.htm#14-)
السودان :
يقول السير أرنولد : (( وحول نهاية القرن الثامن عشر ظهر من بين جماعة الفلبي رجل معروف يدعى الشيخ عثمان دانفودو , عرف انه مصلح ديني وداع ومحارب , وقد ذهب من السودان إلى مكة لأداء فريضة الحج , فعاد من هناك مليئا بالحماس والغيرة من أجل الإصلاح والدعوة للإسلام,
وتأثر بالوهابية الذين كانت قوتهم أخذة في النماء , فأنكر الصلاة على روح الميت , تعظيم من مات من الأولياء , وأستنكر من بالغ في تمجيد محمد نفسه , وهاجم شرب الخمر وفساد الأخلاق اللتين كانتا منتشرتين ))(15) (http://www.saaid.net/muslm/13.htm#15-)
مصر :
نجد الشيخ محمد عبده ومحمد رشيد رضا تبنيا مبادئ دعوة محمد بن عبدالوهاب , ودافعا عنها في مؤلفاتهم , وكذلك عبدالرحمن الجبرتي مؤرخ مصر , وهو من اشد المتأثرين بدعوة بن عبدالوهاب , وكان يرى أن الأتراك قد ارتكبوا خطأ كبير عندما حاربوا دعوة الشيخ و أنصارها مما دفع محمد علي باشا لقتله . (16) (http://www.saaid.net/muslm/13.htm#16-)
المغرب :
تأثر بها (سيدي محمد بن عبدالله ) الذي حارب الصوفية متأثر بكتب وأراء الشيخ محمد بن عبد الوهاب وكذلك (مولاي سليمان ) الذي قام ضد الزوايا ودعا إلى التوحيد . (17) (http://www.saaid.net/muslm/13.htm#17-)
1ومما سبق نلاحظ أن انتشار الدعوة السلفية الإصلاحية المباركة في العالم الإسلامي تنتشر بشدة وتقوم بالمجتمعات التى تصلها حركات إصلاحية هدفها نشر الإسلام وتطهيره من البدع والشوائب والخرافات
وتصحيح أوضاع الحياة الفاسدة , ثم محاولة تأسيس دولة إسلامية وتكوين حكومة إسلامية صالحة . (18) (http://www.saaid.net/muslm/13.htm#18-)
أقوال بعض المنصفين عن دعوة الشيخ
محمد بن عبدالوهاب
أحمد القطان :
(( استطاعت حركة الموحدين نشر العلم والمعرفة بين طبقات الشعب المختلفة , واستطاعت تكوين طبقة ممتازة من علماء الدين ورجال المعرفة فنشرت الحركة في الناس علوم الشريعة المطهرة وألاتها , من التفسير والحديث , والتوحيد والفقه , والسيرة والتاريخ , وغير ذلك وأصبحت الدرعية قبلة العلوم والمعارف يفد إليها الطلاب من سائر النواحي والأرجاء , و انتشر العلم في جميع الطبقات. )) (19) (http://www.saaid.net/muslm/13.htm#19-)
محمد كرد:
كتب علامة الشام محمد كرد علي بحثا بعنوان ( اصل الوهابية )
اختتمه بقوله (( وما ابن عبدالوهاب إلا داعية هداهم من الضلال وساقهم إلى الدين السمح , وإذا بدت من بعضهم فهي ناشئة من نشأة البادية , وقلما رأينا شعبا من أهل الإسلام يغلب عليه التدين والصدق والإخلاص مثل هؤلاء القوم , وقد اختبرنا عامتهم وخاصتهم سنين طويلة فلم نرهم حادوا عن الإسلام قيد غلوة ...إلخ )) (20) (http://www.saaid.net/muslm/13.htm#20-)
طه حسين:
قال يصف دعوة محمد بن عبدالوهاب (( قلت أن هذا مذهب جديد قديم معا , والواقع أنه ليس بجديد بالنسبة للمعاصرين , ولكنه قديم في حقيقة الامر , لأنه ليس إلا الدعوة القوية إلى الإسلام الخالص النقي المطهر من شوائب الشرك والوثنية , وهو دعوة إلى الإسلام كما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم خالصا له , ملغيا كل واسطة بين الله وبين الناس ))(21) (http://www.saaid.net/muslm/13.htm#21-)
حافظ وهبة
قال في كتابه (جزيرة العرب ) عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب (( مصلح مجدد , داع إلى الرجوع إلى الدين الحق , فليس للشيخ محمد تعاليم خاصة , ولا أراء خاصة , وكل ما يطبق في نجد , هو طبق مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمة الله وأما في العقائد , فهم يتبعون السلف الصالح , ويخالفون من عداهم ))
الزركلي :
قال في كتابه ( الأعلام الجزء السابع ) عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب (( وكانت دعوته , الشعلة الأولى للنهضة الحديثة في العلم الإسلامي كله , تأثر بها رجال الإصلاح , في الهند ومصر , والعراق , والشام وغيرها ))
محمد رشيد رضى :
قال السيد محمد رشيد رضا عن محمد بن عبدالوهاب (( قام يدعو إلى تجريد التوحيد , وإخلاص العبادة لله وحده , بما شرع الله في كتابه , وعلى لسان رسوله خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام , وترك البدع والمعاصي وإقامة شعائر الإسلام المتروكة وتعظيم حرماته المنتهكة ))
رأي العقاد :
تناول الأستاذ عباس العقاد في كتابه (( الإسلام في القرن العشرين ))
دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب فقال (( ظاهر من سيرة الشيخ محمد ابن عبدالوهاب الوهابية أنه لقي في رسالته عنتا , فاشتد كما يشتد من يدعو غير سميع ومن العنت أطباق الناس على الجهل والتوسل بما لا يضر ولا ينفع والتماس المصالح بغير أسبابها وآتيان الممالك من غير أبوابها وقد غبر البادية زمان كانوا يتكلمون فيه على التعاويذ والتمائم وأضاليل المشعوذين والمنجمين ويدعون السعي من وجوهه توسلا بأباطيل السحرة والدجالين حتى الاستشفاء ودفع الوباء فكان حقا على الدعاة أن يصرفهم عن هذه الجهالة وكان من أثر هذه الدعوة أنها صرفتهم عن ألوان البدع والخرافات ))
وكما تناول الدعوة مفكرين عرب تناولها بعض المستشرقين
لوثروب ستودارد :
يقول في كتابه (حاضر العالم الإسلامي ) (بلغ العالم الإسلامي في القرن الثاني عشر الهجري , أعظم مبلغ من التضعضع و الانحطاط , فأربد جوه ,وطبقت الظلمة كل صعق من أصقاعه , ..... وبينما العالم الإسلامي مستغرق في هجعته , ومترنح في ظلمته , إذا بصوت يدوي في قلب الصحراء في شبه الجزيرة العربية , مهد الإسلام , فيوقظ المؤمنين ويدعوهم إلى الإصلاح والرجوع إلى سواء السبيل , والصراط المستقيم , فكان الصراخ بهذا الصوت إنما هو المصلح المشهور محمد بن عبدالوهاب الذي أشعل نار الوهابية واتقدت ثم أخذت هذا الداعي يحض المسلمين على إصلاح النفوس واستعادة المجد الإسلامي القديم )) (22) (http://www.saaid.net/muslm/13.htm#22-)
المستشرق بروكلمان :
(( فلما أب محمد بن عبدالوهاب إلى بلده الأول سعى إلى أن يعيد العقيدة والحياة الإسلامية صفاءها الأصلي )) (23) (http://www.saaid.net/muslm/13.htm#23-)
ويلفرد كانتول :
(( سمعت – من أساتذة جامعة مكييل بكندا ))
كان محمد بن عبدالوهاب يقول قبل كل شيء , يحب أن تعيشوا حسب الشرع الإسلامي وهذا معنى أن تكونوا مسلمين , لا ذاك الرغاء العاطفي النقي الحرارة التى يقدمها الصوفيون , فأساس الإسلام هو الشرع . وإذا كنتم تريدون أن تكونوا مسلمين فيجب أن تعيشوا حسب أوامر الشرع . (24) (http://www.saaid.net/muslm/13.htm#24-)
برنارد لويس :
(( وباسم الإسلام الخالي من الشوائب الذي ساد في القرن الأول نادى محمد بن عبدالوهاب بالابتعاد عن جميع ما أضيف للعقيدة والعبادات
من زيادات باعتبارها بدعا خرافية غريبة عن الإسلام )) (25) (http://www.saaid.net/muslm/13.htm#25-)
الخاتمة
الحمدلله الذي وفقنا وهدانا لهذا وما كنا مهتدين لولا هدانا الله
أما بعد:
فقد تطرقنا في موضوع بحثنا هذا إلى شخصية من أهم الشخصيات في العلم الاسلامي الحديث والمعاصر وحركة الشيخ محمد بن عبدالوهاب السلفية ليست حركة جديده أو مذهب جديد دعي للقيام به بل هو تجديد لما عليه ديننا الإسلامي الحنيف خالي من الشوائب والبدع والشركيات التى انتشرت على طول التاريخ الإسلامي القديم والحديث وما زال الكثير منها مستمر حتى يومنا هذا وقد شرحنا بشكل موجز عن الشيخ محمد بن عبدالوهاب التميمي ونسبه وتعلمه وفكره وتحالفه مع أل سعود وكيفية قيام الدولة السعودية الأولى وانتهائها بالتعاون العثماني المصري البريطاني وهي الأصل والأم للدولة السعودية الثانية ثم الدولة السعودية الحديثة التى أسسها حفيد محمد , عبدالعزيز وما زالت دولتهم مستمرة إلى الآن تحاول أن تسير على نهج كتاب الله والسنة والسلف وتبذل الجهد لذلك وما زالت أسرة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وأحفاده يتولون القضاء على حد علمي وما زالت هناك الكثير من الفرق التى تحارب الحركة السلفية وأبرز هذه الفرق هم الصوفية والاشعرية والحبشية والأباضية وغيرها الكثير من فرق المسلمين , بالإضافة للنصارى واليهود والهندوز وغيرهم الكثير .
أما تسمية الدعوة المجددة للشيخ محمد بن عبدالوهاب فهي على الأغلب جاءت من خصومهم حيث سماهم البعض بالحركة الوهابية او حركة الموحدون او السلفية وانتشر الاسم ومازال يلقب به كل من سار على خطئ الشيخ المجدد محمد بن عبدالوهاب ونبذ الشرك والدعاء من غير الله بكافة صورة .
وقد تطرقنا في موضوعنا لبعض الأقوال لكتاب مسلمين ومستشرقين تكلموا عن الحركة السلفية وانتشارها ورأيهم فيها .
كذلك أحب أن أذكر إن الدعوة السلفية مازالت قائمة إلى يومنا هذا ومستمرة ومن أبرز أعلامها في عهدنا المعاصر المشايخ ابن باز والعثيمين والألباني رحمهم الله والكثير غيرهم
هذا أتمنى أن لا يحرمنا الله الأجر والثواب على هذا البحث وارجوا من الله أن يكون مفيد لكي من يطلع عليه ويزيد رصيد معلوماته بهذا الموضوع
والحمدلله والمنة على التوفيق .
المصادر
1- حياة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وحقيقة دعوته , تأليف الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالرحمن الحقيل ,الطبعة الأولى , 1999م
2- محمد بن عبدالوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه , الأستاذ مسعود الندوي , ترجمة وتعليق عبدالعليم عبدالعظيم البستوي , مراجعة الدكتور محمد تقي الدين الهلالي , 1420 هجري
3- تاريخ العرب الحديث والمعاصر , دكتور عبدالرحيم عبدالحمن عبدالرحيم , الطبعة الخامسة 1990م
4- دراسات في تاريخ الخليج العربي الحديث والمعاصر , الدكتور بدر الدين عباس الخصوصي ,الجزء الأول , الطبعة الثانية 1984م
5- مذكرة تاريخ العرب الحديث , الدكتور فيصل المسلم
مواقع بالإنترنت
6- موقع الشيخ بن باز رحمة الله على الانترنيت , http://www.binbaz.org.sa/
7- http://www.arriyadh.com/tourism/historical_places.htm (http://www.arriyadh.com/tourism/historical_places.htm)
8- موقع حريملاء والدعوة السلفية , http://www.huraymela.net/daeoh.htm (http://www.huraymela.net/daeoh.htm)
9- موقع المغرب و عبدالوهاب
10- موقع مدينة الدرعية التاريخية ,
11- موقع البحرين ومحمد بن عبدالوهاب
12- بعض مواقع الإنترنت من خلال موقع البحث http://www.raddadi.com/
=========
الهوامش :
1- الشيخ سليمان بن سحمان, الضياء الشارق,القاهرة,مطبعة المنار, 1344ه,ص7.
2- جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية , بحوث أسبوع الشيخ محمد بن عبد الوهاب (الشبهات التي أثيرت حول دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب والرد عليها , إعداد عبد الكريم الخطيب,ج2,ص204.
3- حسين بن غنام , روضة الأفكار والافهام المرتاد حال الإمام وتعدد غزوات ذوي الإسلام , ج1, القاهرة , 1368ه , ص5-ص6.
4- لوتروب ستودارد, حاضر العالم الإسلامي , ترجمة عجاج نويهض, وتعليق شكيب أرسلان , ج1,ص295.
5- المرجع السابق , ص 259.
6- حسين بن غنام , تاريخ نجد, ص 11-ص12 بتصرف.
7- عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن أل شيخ,
مجموعة الرسائل والمسائل النجدية . ج3 , ص 381 – ص 382
8- عباس محمود العقاد , الإسلام في القرن العشرين , ص 86
9- نفس المرجع صفحة 69
10- توماس أرنولد , الدعوة إلى الإسلام , ص 239
11- دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب وأثرها في العالم الإسلامي
12- المصدر السابق , ص 83
13- عبد الحليم عويس , أثر الإمام محمد بن عبدالوهاب في الفكر الإسلامي الإصلاحي بالجزائر , مصر , 1
دار الصحوة , 1305 هجري , ص 13
14- محمد السلمان , دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب , ص 95
15- محمد بن عبدالوهاب , أحمد عبد الغفور العطار , ص 213
16- للمزيد من المعلومات , انظر : بحوث الشيخ محمد بن عبدالوهاب ,ج2 , ص320-ص337
17- حيات الشيخ محمد بن عبدالوهاب وحقيقة دعوته , الاستاذ الدكتور سليمان بن عبدالرحمن الحقيل , الطبعة الأولى 1999م , ص208
18- للمزيد من المعلومات عن انتشار دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب , انظر مقال الدكتور عبدالله بن يوسف الشبل , العدد الرابع , مجلة الدارة , عام 1399 , ص 32- ص 24
19- عبدالله بن يوسف الشبل , الشيخ محمد بن عبدالوهاب , ص 64
20- القديم والحديث , محمد كرد علي , ص 120
21- حيات الشيخ محمد بن عبدالوهاب وحقيقة دعوته , الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالرحمن الحقيل , الطبعة الأولى 1999م , ص 210
22- حاضر العالم الإسلامي , ج1
23- تاريخ الشعوب الإسلامية . ترجمة الدكتور نبيه أمين ومنير البعلبكي
24- الإسلام في نظر الغرب لجماعة من المستشرقين نقله للعربية إسحاق الحسيني .
25- العرب في التاريخ , ترجمة نبيه أمين ومحمد سيف زائد.

محب بلاده
2011-12-02, 14:38
على شكل ملف ورد للبحث السابق

http://www.saaid.net/bahoth/11.zip

محب بلاده
2011-12-02, 14:40
انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة المعاكسات
الهاتفية بشكل واضح ولاسيما وان الجولات أصبحت في متناول يد المراهقين ، فنادرا ما
تجد أحدا لا يتملك جهاز جوال ، ونتيجة لعوامل عدة ، أهمها غياب الوازع الديني ،
وعدم وجود أماكن يستطيع الشاب والفتاة من خلالها ، تفريغ طاقاتهم ، والتعبير عن
أنفسهم ، وقتل أوقات فراغهم ، إضافة إلى تدهور الوضع الاقتصادي ، وانتشار البطالة ،
وما تسببه من كبث عاطفي ، فأصبحوا يرتكبون جرائم عدة تحت مسميات " تسالي ، مقالب ،
تعارف " الــخ ، من هذه المسميات ، ومن هذه الجرائم المعاكسات الهاتفية ، والجديد
في الأمر أن المعاكسات الهاتفية لم تعد تقتصر على الشباب بل امتدت إلى الفتيات ،
بشكل واضح تسببت في تدمير العديد من البيوت الآمنة.

الشابات الأكثر إقبالا
يؤكد " حسام سعيد " -أحد بائعي
الجوالات في مدينة غزة - أن " أكثر مرتادي المحل من الذين يسألون عن جوال الكاميرا
هم من النساء وبالذات الشابات منهن " ، موضحا أن " غالبيتهن يحرصن على اقتنائه
لمجرد حب الظهور والتفوق على القرينات".

ويضيف بائع آخر يدعى " رامز " أنه
من " الملاحظ أن تأتي فتيات لاستبدال جوالات جديدة بما معهن ، أو بيعها أو وضعها
للصيانة وفي داخلها صور لصديقاتهن أو صور لأفراد عائلاتهن ولم تنتبه إلى حذف هذه
الصور قبل البيع أو الاستبدال أو الصيانة مما يعرض هذه الصور إلى الاستغلال
".

الجوال شيطان
روان 22 عاما متزوجة ، قالت
لمراسلة , صحيفة الشعلة للإعلام , نهلة قاسم , أنها تسببت في خراب العديد من
البيوت ، وواصلت تقول .. كنت دائما احلم بزوج مختلف .. حسن المظهر ، ولكنني تزوجت
رجل قبيح المنظر بخيل ، وكنت اشعر بالنقص والغيرة كلما شاهدت أزواج صديقاتي ،
وقريباتي ، وكنت اسرق أرقام أزواجهن ، وأقوم بالاتصال عليهم من شريحة لا يعرف رقمها
احد ، خصصتها للمعاكسات ، ونجحت بإشباع رغبتي الجامحة ، وأقمت علاقات عاطفية على
الهاتف مع أزواجهن ، ونجحت بتحويل حياتهن إلى جحيم ، وبعد أن طلقت إحدى صديقاتي ،
شعرت باننى السبب ، فأصبت بحالة هستيرية ، كدت افقد فيها عقلي ، وتعالجت في مستشفى
الأمراض النفسية ، وشفيت والحمد لله ، ولكن بعد فوات الأوان ، وارجوا من الله أن
يسامحني على ما ارتكبته بحق نفسي أولا ،ثم بحق صديقاتي.



راما احدي السيدات التي طلبت الطلاق من زوجها بعد أن ورد على
جواله العديد من الرسائل الغرامية من مراهقة ، وعندما اكتشفت الآمر اعتقدت أن زوجها
على علاقة مع أخرى فطلبت الطلاق وأصرت عليه ، ونتيجة لذلك قام الزوج باستدراج
الفتاة و أقنعها انه بدأ يحبها ويحلم بها ، وبعد حوالي شهر من المكالمات استطاع أن
يحدد هويتها ، وكانت الفاجعة ، أنها ابنة عم زوجته في السادسة عشر من عمرها ، واطلع
زوجته على الموضوع وقامت بمعالجته على طريقتها ، ورجعت إلى زوجها ، بعد أن كانت قاب
قوسين أو أدنى من الطلاق.



لينا بعد عام
واحد من زواجها ، طلقت بسب إحدى المعاكسات والتي كانت تتصل بشكل يومي على زوجها
وتبعث له بالرسائل في منتصف الليل ، فلم تطق الأمر وأصرت على الطلاق ، ولم تنجح كل
محاولات الزوج بنفي التهمة عنه ، وبعد ستة شهور جاءتها صديقتها وجارتها المطلقة
باكية تعترف لها أنها من كانت وراء خراب بيتها ، وتطالبها بالسماح ، فعرفت حينها
أنها كانت ضحية صديقتها وجارتها الغيورة.


سماح طالبة جامعة اعترفت لمراسلة" صحيفة الشعلة للإعلام " ،
أنها أدمنت المعاكسات الهاتفية ، وهى تختار أرقاما عشوائية ، بحجة أنها تريد فلانة
، وبعد ذلك الشاب من تلقاء نفسه هو من يقوم بالاتصال عليها ، وهى تتساهل معه ،
وتضيف أنها أقامت العديد من العلاقات عبر الجوال ، وإنها أدمنت ذلك ، وأرجعت ذلك
لأسباب عدة أهمها ، أنها تحاول قتل أوقات الفراغ ، وإشباع رغباتها الكامنة ،
ولاسيما أنها تعيش في أسرة مفككة .



علم نفس

ويوضح الدكتور " ناصر جربوع " ، الموجه التربوي في وزارة التربية
والتعليم وأحد محكمي المناهج الفلسطينية رأيه بالمسألة قائل : " أن الشباب يلجئون
لهذه الوسيلة لإشباع الفراغ العاطفي الذي يعانون منه ، ولاسيما أننا في مجتمع مغلق
ومحافظ ، يجرم ويحرم العلاقات المباشرة ، فهذه الطريقة تؤمن الخصوصية
والسرية.


وعن أسباب انتشار هذه الظاهرة ولاسيما في أوساط الفتيات قول
دكتور " ناصر جربوع " ، ، هناك العديد من الأسباب المباشرة والغير مباشرة التي
تؤدى إلى الوقوع في هذه المشكلة منها:-


1- غياب الوازع الديني وانحدار
الأخلاق .

2- تأخير سن الزواج ، وذلك بسب تدهور الأوضاع الاقتصادية الناجمة
عن الحصار.

3- مغالاة بعض الآباء في طلب المهور، ووضع شروط تعجيزية أمام
المتقدم ، دون مراعاة الظروف الاقتصادية الصعبة ، هذا إضافة إلى رفض بعض الآباء
تزويج بناتهن ولاسيما الموظفات حتى لا يفقد راتبها ، مما يدفع الفتيات بطريقة أو
بأخرى للجوء لهذه الوسيلة المحرمة.


4- الأفلام والمسلسلات ، والتي
أصبحت تحتوى على كم هائل من المشاهد الحميمة ،فهي الوسيلة الأخطر في دفع المراهقات
للتقليد،والبحث عن العلاقات المحرمة.

5- استغلال بعض الفتيات المشاكل بين
الأزواج ومحاولة اصطيادهم عبر المعاكسات.

6- التفكك الأسرى وغياب الرقابة
من قبل الأهل وانعدام لغة الحوار.

7- توفر أداة الجريمة ، فانتشار أجهزة
الجوال في يد المراهقين دون ضرورة لذلك تسهل عملية الاتصال والتواصلرأى الدين
مراسل " صحيفة الشعلة للإعلام " ، في
مخيم دير البلح وسط قطاع غزة التقي فضيلة الشيخ " حماد بركة " فقال رأى الدين " لو
تأملنا في جمال الإسلام ومحاسنه ، وأهدافه ومقاصده ، لوقفت على حقيقة ما أراده الله
لعباده بإتباعهم دينه من الخير والفضل والسعادة في الدنيا والآخرة . فمن أجل مقاصد
الإسلام : حفظ الأعراض ! وحول هذا المقصد العظيم تدور جملة من الأحكام الشرعية تهدف
كلها إلى الحفاظ على تماسك الأسر، وحفظ النسل ، والنسب ، وتطهير المجتمع من الرذيلة
، والأمراض ، والأدران ، وصيانة العرض من التهتك والتشويه . ولأجل حفظ الأعراض كانت
تلك الأحكام على قسمين:


القسم الأول : هو منع وقوع الفاحشة بمختلف
صورها وقطع الطريق على كل مواردها ، فلقد حرم الله جل وعلا الزنى وحرم ما يقرب إليه
من إطلاق النظر ، وخفض الصوت والتهتك والتبرج وغير ذلك مما يوقع في هذه الفاحشة
العظيمة.


القسم الثاني : فهو سن النكاح والترغيب في التعفف والحياء
وتسهيل الطريق على من أراد التحصن .. ولو تأملت في حقيقة " المعاكسات الهاتفية "
لوجدتها سبيل هتك العرض والشرف..


ذاك العرض الذي حفظه من أجل مقاصد
الشريعة والدين ، ولو لم يكن حفظه من أكاد الواجبات لما سخرت أحكام شتى في الكتاب
والسنة كلها تخدم حفظ العرض وتقدر حرمته.


فتأملي .. فالمعاكسات
الهاتفية خطوة من الخطوات الشيطانية تقود إلي الفاحشة والهلاك ، قال تعالى : ((يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن
يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ
)) النور 21


وأردف فضيلة الشيخ حماد بركة قولة لمراسل " صحيفة الشعلة
للإعلام " ، سامر البحيصي ، ينبغي القول بأنه من المهم أن يستشعر الإنسان بوجود
الرقابة الذاتية ، لان اى قانون به ثغرات ، ولكن إذا فلت الإنسان من عقوبة الدنيا ،
فلن يفلت من عقوبة الآخرة ، مع العلم بان هذا الأمر ممكن أن يحدث لأحد من محارمه "
أخته ، زوجته ، ابنته" .

محب بلاده
2011-12-02, 14:42
ثقافة الهاتف المحمول وتأثيرها على منظومة العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة المصرية من وجهة نظر الشباب الجامعي (الجزء الأول )

يواجه العالم وهو في مطلع القرن الحادي والعشرون وبداية الألفية الثالثة ، ثورة الاتصال والمعلومات الهائلة بما فيها من تطور تكنولوجي مثير شكلت بكل معطياتها بداية لعصر جديد ، ويعيش عالمنا المعاصر اليوم في هذه الثورة والتي يقودها ويسيرها الإعلام وصناعات الاتصال ويسلتزم ذلك ضرورة وجود اتصال فعال بين العاملين في مجال البحث العلمي والأجهزة التطبيقية وصانعي القرار لاختيار انسب التقنيات الحدثية من وسائل تكنولوجيا الاتصال والمعلومات التى تتماشي مع سمات وخصائص الشباب ، وخاصة وان الإعلام فى الوقت الراهن يمثل عصب الحياة .

ويعتبر الهاتف المحمول الوسيلة الرئيسية للاتصال عن بعد فى أجزاء كثيرة من العالم وفى الاونه الاخيره اتسع استخدامه حتى صار شعبيا وتعتبر هذه الظاهرة الغير مسبوقة على مدى عقدين ماضين من الزمن ضرورة من ضروريات الحياة والاتصال فى كافة مجالات العمل والعلاقات العامة والاجتماعية بعد أن أصبح عدد مستخدمي الهاتف المحمول فى تزايد مستمر يوم بعد يوم .

وترتبط نشاه الهاتف المحمول بالعولمة وما أدت إليه من نشر العديد من الأفكار والقيم والثقافات الحديثة على أفراد العالم بصفه عامه والمجتمع المصري بصفه خاصة واهم هذه الثقافات هي الثقافة الاستهلاكية بين قطاعات كبيرة من أفراد المجتمع المصري بصفه عامه والشباب بصفه خاصة الذي أصبح يستخدم المأكولات والملبوسات والأفلام والاغانى وكلها من مصدر واحد كما جعلت العولمة الإنسان في دول العالم النامي مستهلك غير منتج منتظر ما تجود به مراكز العالم المتقدم من السلع جاهزة الصنع بل تجعله يتباهى بما لا ينتجه فهو القادر على استهلاك ما لا يصنعه .

ولهذا فقد ساهم التحول نحو اقتصاد السوق في بلدان العالم النامي وخاصة في ظل سياسات تحرير الاقتصاد والعولمة في خلق ثقافة الاستهلاك من اجل الترغيب وإلغاء العقل وإثارة العواطف وتحريكها لاقتناء السلع الرأس مالية الانتاجيه وتعاظم الفائض الاقتصادي لصالح الصفوة الاقتصادية وبالتالي دعم قدراتها السياسية .

وعلى هذا فان ثقافة الاستهلاك تشير التي مجموعة الصور والرموز والصور المصاحبة للعملية الاستهلاكية ، من خلال تحريك الرغبات والطموحات و الأحلام للإعداد جمهور مستهلك للسلع الرأسمالية والتي من أهمها التليفزيون والمحمول وفي الوقت نفسه نشر قيم ومضامين الثقافة الرأسمالية .

محب بلاده
2011-12-02, 14:43
ثقافة الهاتف المحمول وتأثيرها على منظومة العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة المصرية من وجهة نظر الشباب الجامعي ( الجزء الثاني )

لقد غيرت تكنولوجيا الهاتف المحمول طبيعة الاتصالات بين أفراد المجتمع وطريقة تواصلهم اليومية ، وكذلك طبيعة الثقافات وحياة الأفراد داخل المجتمعات بصفة عامة وعلى العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة وخارجها بصفة خاصة .

ونظراً لأن العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع الواحد وكذلك بين المجتمعات الاخري تمثل مكانة هامة في علم الاجتماع ، لأنها تمثل الروابط والآثار المتبادلة بين الأفراد بعضهم البعض داخل المجتمع وخارجه والتي تنشا من طبيعة اجتماعهم وتبادل مشاعرهم واحتكاكهم ببعضهم البعض وتفاعلهم أيضاً في بوتقة المجتمع ، والتي تعتبر من أهم ضروريات الحياة اليومية لأفراد المجتمع ، فإن الغالبية العظمي من أساتذة وعلماء علم الاجتماع يرون أن العلاقات الاجتماعية هي أساس علم الاجتماع .

وتمثل العلاقات الاجتماعية داخل بناء الأسرة أهمية كبيرة في علم الاجتماع نظرا لما تحظى به الأسرة من مكانة هامة في المجتمع لأنها تمثل أهم المؤسسات والمنظمات الاجتماعية في المجتمعات كافة ، سواء التقليدية منها أو المعاصرة، والتي تعد من أقدم المنظمات الاجتماعية بوصفها حاجة من أهم الحاجات الضرورية والأساسية و التي تنشأ بصورة طبيعية ومن خلالها يستمر تدفق الثقافة من الماضي إلى الحاضر ثم إلي المستقبل فضلا عن كونها النواة الأولي للمجتمع وما داخلة من جماعات ، فترعاهم وتنشئهم ليكونوا أعضاء في هذا المجتمع، وهذا ما جعلها تمثل حجر الأساس الذي يستند عليه البناء الاجتماعي في كافة المجتمعات .

فالأسرة هي الخلية الأولى في جسم المجتمع واللبنة الأولى لقيام أي مجتمع ولا يبنى مجتمع ما إلا على دعائم من الأسر التي تكونه . وبقدر ما تأخذ الأسرة من العناية والاهتمام بقدر ما يكون الترابط الاجتماعي قوياً وشامخاً . ومن هنا كانت نظرة الإسلام وعلم الاجتماع إلى الأسرة نظرة عميقة يعطيها من الرعاية والاهتمام القدر الذي يؤهلها لأداء رسالتها والقيام بدورها الحيوي والهام حتى تسير الحياة الإنسانية في مسارها الصحيح الذي يضمن لها الأمن والأمان والراحة والهدوء والاستقرار.

ولعل التطورات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية التي أحدثتها العولمة وثورة المعلومات قد فرضت على الأسرة عدة تحديات اجتماعية واقتصادية أثرت عليها وجعلتها تقف إمامها وتواجهها بطريقة سواء سلبية او ايجابية في سبيل الحفاظ على أواصر المجتمع وسلامة الأجيال القادمة..

محب بلاده
2011-12-02, 14:43
ثقافة الهاتف المحمول وتأثيرها على منظومة العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة المصرية من وجهة نظر الشباب الجامعي ( الجزء الثالث )
تتعرض الاسرة المصرية في الوقت الراهن لتحديات كثيرة وأخطار متنامية مع ما يشهده المجتمع من تحولات متسارعة وتغيرات مادية وفكرية تتزامن مع اتساع وتيرة العولمة والانفتاح المحلي على الثقافات الغربية, خصوصاً مع اتساع نطاق الثورة التكنولوجية والاتصالية والمعلوماتية والتي أتاحت مجالاً واسعاً لتغلغل تأثيرات الثقافات الأخرى وخاصة ثقافة الهاتف المحمول والتى تعتبر محور ارتكازنا في هذا البحث وتاثير هذه الثقافة على واقع المجتمع المصري بصفة عامة والاسرة المصرية بوجه خاص. ومن ثم اصبحت الاسرة المصرية مطالبة بمواجهة مجموعة من تحديات العصر الراهنة وعلى رأسها جملة من التحديات الاجتماعية والثقافية والأخلاقية والتى تكاد تعصف بها , وتتسبب في اهتزاز المنظومة القيمية في المجتمع, وتهدد بانهيار التوازن وخلق حالة من عدم الاتساق البنائي والوظيفي داخل الأسرة مما يثير ذلك كله مجموعة من التساؤلات حول التحديات التي تواجه الأسرة المصرية في الوقت الراهن ، والمخاطر التي يمكن ان تتعرض لها.

ونظراً لقلة الدراسات والبحوث التى تناولت التعرف علي ثقافة الهاتف المحمول كوسيلة من أهم وسائل الاتصال التي أفرزتها ثورة المعلومات والاتصال التكنولوجي وكذلك التعرف علي أهم الأثار الاجتماعية والإقتصادية لتلك الوسيلة علي أفراد الاسرة المصرية داخل المجتمع المصري , وخاصة وأن معظم ما هو متاح حتى الآن ليس إلا كتابات نظرية , وآراء لبعض الخبراء في مجال الاقتصاد والاعلام و فى مجال أجهزة تكنولوجيا الاتصال , والتي تدور جميعها حول إمكانيات هذه الوسيلة اوالاداة ومدى فاعليتها .

ومن منطلق أن هذه الدراسة تعتبر من الدراسات البينية الاجتماعية والإعلامية , فإن الدراسة قد توصلت الي التعرف علي ما يلي:

- اسباب استخدام الهاتف المحمول بين افراد الاسرة من وجهة نظر الشباب.

-أكثر انواع الهواتف المحمولة انتشارا بين الشباب واماكنياتها وخواصها التكنولوجية.

- اهمية العلاقات الاجتماعية داخل الاسرة من وجهة نظر للشباب .

- الاهمية النسبية لاستخدام افراد الاسرة للهاتف المحمول من وجهة نظر الشباب .

- تأثير استخدام الهاتف المحمول على منظومة العلاقات داخل افراد الاسرة من وجهة نظر الشباب .

- تأثيرات الهاتف المحمول على منظومة القيم الاستهلاكية والمظهرية بين افراد الاسرة المصرية من وجهة نظر الشباب .

محب بلاده
2011-12-02, 14:44
المصدر: أمل محمد السيد سليمان فولي ( ماجستير اجتماع ) . أستاذ مساعد/ محمد السيد سليمان فولي
المصدر: استاذ مساعد / محمد السيد سليمان فولي أمل محمد السيد سليمان ( ماجستير اجتماع ) 2009/2010

محب بلاده
2011-12-02, 14:46
تأثير الهاتف المحمول كوسيلة اتصال في تراجع القيم والعادات في المجتمع

الإشكالية

يعد الهاتف المحمول (النقال)أهم وسائل الاتصال الحديثة ،و أكثرها تأثيرا في حياة الأفراد ،حيث انه ومن دون أي قيد أو ضابط يمكن اقتناؤه وفي كل زمان ومكان،وهذا ما يجعل من الصعوبة على توقع آثاره –سلبا أو إيجابا- وهو ما يدعونا التساؤل عن الأثر الذي يمكن أن يحدثه هذا المتغير الجديد اتجاه القيم و العادات الاجتماعية ،والثقافية وحتى العلاقات بين الأفراد و الجماعات داخل المجتمعات باعتبارها أطراف متفاعلة .
و نتيجة إلى التغيرات السريعة التي طرأت في عالم الاتصالات حيث أصبحت ظاهرة الاتصال عن بعد شديدة الأهمية في كل المجالات الحياتية للأفراد ،و تعتبر هذه الاتصالات معيار نسبي لقياس مدى تقدم المجتمعات ،وذلك من خلال الاستخدام في جميع مجالات الحياة الاجتماعية ،ومن طرف كل شرائح المجتمع وبمختلف الأعمار و دون تمييز بين الجنسين .
هذا الانتشار المذهل أطفالنا نوع من السلوكات المرفوضة و التي لا يمكن لمجتمعاتنا العربية و الإسلامية القبول باه مهما كانت صياغتها و نسبها إلى التقدم و التطور و التكنولوجيا ،كون انه في هذا العالم – عالم الاتصال بالمحمول – أصبح كل شيء مباح وكل ممنوع مباح ،وكل مرفوض متاح ،نغمات لا تحترم خصوصيات المجتمع العربي المسلم المحافظ وهذا طبعا في كل مكان ،حتى المساجد لم تسلم من هذا الغزو !
و عليه كانت الإشكالية في التساؤلات التالية :

1. ماهي ابرز الآثار الاجتماعية التي يمكن أن يخلفها الهاتف المحمول من ناحية ضبط القيم والعادات في المجتمع ؟
2. هل حقيقة أن الهاتف المحمول يمكن أن يكون سبب في تراجع العادات و القيم ؟
3. هل يؤثر الهاتف المحمول من الناحية الاقتصادية على المجتمع ؟
4. هل يمكن التحكم في انتشار الهاتف المحمول داخل المجتمع و توجيهه ؟

الفرضية العامة
يؤثر الهاتف المحمول على المجتمع .

الفروض الفرعية

1. يؤثر الهاتف المحمول على ضبط القيم و العادات في المجتمع .
2. الهاتف المحمول سبب تراجع العادات و القيم الاجتماعية .
3. يؤثر الهاتف المحمول على الوضع المادي لأفراد المجتمع .
4. يمكن المراقبة والتحكم في انتشار الهاتف المحمول .

اعداد : العيد .ق
جامعة محمد بوضياف المسيلة -الجزائر

Ằ๓ỉήล Ќĥ๑ฃℓớűĐ
2011-12-02, 15:12
اسم العضو : Ằ๓ỉήล Ќĥ๑ฃℓớűĐ.

الطلب :مشروع حول الآلات البسيطة + كيفية صنع نموذج لآلة بسيطة

المستوى :الرابعة متوسط

أجل التسليم :الأحد 3 ديسمبر 2011

redhainos
2011-12-02, 15:42
السلام عليكم
اريد بحث حول المدرسة النيوكلاسيكية
النظام البرلماني
المشكلة البحثية
و من المستحسن ان يكون كل واحد مرفوق بالخطة
جزاك الله خيرا

redhainos
2011-12-02, 15:45
الاسم رضا
المستوى اولى جامعي


السلام عليكم
اريد بحث حول المدرسة النيوكلاسيكية
النظام البرلماني
المشكلة البحثية
و من المستحسن ان يكون كل واحد مرفوق بالخطة
جزاك الله خيرا

محب بلاده
2011-12-02, 16:07
الاسم رضا
المستوى اولى جامعي


السلام عليكم
اريد بحث حول المدرسة النيوكلاسيكية
النظام البرلماني
المشكلة البحثية
و من المستحسن ان يكون كل واحد مرفوق بالخطة
جزاك الله خيرا



خطة بحث المدرسة النيوكلاسيكية




-مقدمة
المبحث الأول: مفهوم النظرية النيوكلاسيكية و أهم أسسها .
المطلب الأول : نبذة تعريفية عن النظرية
المطلب الثاني : أهم أسس النظرية النيوكلاسيكية .
المبحث الثاني : مدارس و رواد المدرسة النيوكلاسيكية .
المطلب الأول : مدرسة كمبريدج
المطلب الثاني: مدرسة لوزان
المطلب الثالث : المدرسة النمساوية (كارل منجر)
المبحث الثالث: تعقيب على أعمال المدرسة






النظرية النيوكلاسيكية
المقدمة
خلال القرن 19 عرف العالم تغييرا جذريا بعد الثورة الصناعية وضهور الآلة حيث عرف العالم الاقتصادي تغيرا من وسائل بسيطة الى وسائل اكثر دقة ومنه ظهرت فيه أفكار ونظريات علماء ومفكرون ساهموا في تطور العلم الاقتصادي من بينهم الفريد مارشال وحيث اعتمدوا في دراساتهم التحليلية للظواهر الاقتصادية على نظريات من بينها النظرية النيو كلاسيكية التي جاءت لتصحيح بعض الأفكار التي كانت تسود في الفكر الاقتصادي القديم وقد انبثق منها العديد من الفلاسفة المفكرين من بينهم كارل منجر و ليون والراس و ستالي جمفينس.....الخ
ويمكن طرح الإشكالية ما هي النيو كلاسيكية ؟










المبحث الأول: مفهوم النظرية النيوكلاسيكية واهم أسسها
المطلب الأول : نبذة تعريفية عن النظرية
سميت بهذا الاسم لأنها تعتبر أفكار المدرسة الحدية لامتداد الفكر الاقتصادي للمدرسة الكلاسيكية لكونها تؤمن بالليبرالية كأساس للتصرفات الاقتصادية لقد جاءت تسميت الحد من ناتية كلاسكين وقد تبلور هذه الفكرة في النصف الثاني من القرن 19 وتتلخص أهم الأسس التي اعتمدت عليها المدرسية الحدية هي مايلي :
المطلب الثاني : اهم اسس النظرية النيوكلاسيكية .
1-تعتبر ان قيمة سلعة تصدر عن قيمة سلعة أخرى ويرجع ذلك إلى أن المنفعة الأولى اكبر من المنفعة الثانية بالنسبة للمستهلك فالحديين يرون ان المستهلك لسلع يهدف إلى تحقيق لإشباع أقصى احتياجاته مستخدما موازن محدودة وبالتالي فهو يهدف إلى تحقيق أقصى منفعة وهو ما يعتبرونه ظاهرة ذاتية تتوقف على الفرد المستهلك
2- يقوم البحث الحدي على معرفة المعطيات الوحدات الأخيرة فالأجر الحدي هو أجر آخر عامل و السعر الحدي هو آخر السعر وحدة منتجة من مادة معينة و رأس المال الحدي هو آخر قدر يتم من رأسمال.
3- إستعمال الرياضيات في تحليلاتهم الإقتصادية ومن أهم المفكرين الحديين نذكر منهم : جون ستوارت ميل (1806-1873) و هو مفكر انجليزي اعتبر أن الليبرالية في إنجلترا و فرنسا ،من مؤلفاته : المحاولات الخمس و كتابه مبادئ الإقتصاد السياسي الذي أصدره سنة 1844 و من أفكاره :
1- قانون العرض و الطلب ،2-قانون القيمة ، 3- قانون الأجور الذي ينقسم إلى قسمين :
عنصر ثابت : يتمثل في كمية الأجور المتداولة و المخصصة كأجور العمال
عنصر متغير : يتمثل في عدد العمال بالتالي الأجر كما يتحدد حسب قوة العمل.
و نذكر أهم الرواد في النظرية الكلاسيكية.
المبحث الثاني : مدارس و رواد المدرسة النيوكلاسيكية .
المطلب الأول : مدرسة كمبريدج
كان ستالي جمفينس من الكتاب الحد بين الثلاثة دشنوا بدراستهم المدرسة الحدية و لقد انتقد الكلاسيك الماركسيين في قولهم أن سر و مصدر القيمة هو العمل و علل موقفه بحكاية الصياد الذي يقتني وقتا معينا في صيد سمكة و لكنه يفاجئ بإخراج قطعة من الماس من عرض البحر عوض السمكة و هكذا يحصل على شيء له قيمة رفيعة رغم قضاءه نفس الوقت الذي كان عليه أن يقضيه لو اصطاد سمكة، أي أن قيمة لا تتأثر بعمل بل بالمنفعة.
و لكن يعتبر الفريد مارشال هو زعيم النيو كلاسيكية و هو أستاذ بجامعة كمبريدج حيث أنه أعاد تشكيل النظام الكلاسيكي بصورة فعالة إلى حد أنه منذ ظهور مؤلفه مبادئ الاقتصاد عام 1890 أصبحت الكلاسيكية الحديثة معترف بها في ربوع العالم الإنجليزي، اعتبر مارشال أن علم الاقتصاد يقتصر على تعاملاته في جانب معين من حياة الإنسان أو بعبارة أخرى قال أن هذا العلم يقتصر على دراسة الأفراد كأعضاء في جماعات صناعية.
اهتم ألفريد مارشال بقضية الأسعار و القيمة فقد جمع بين فكرتين قديمة و جديدة حول القيمة و الأولى نقول أن القيمة تحدد على أساس كلفة الإنتاج، أما ثانية نعتبر مصدر قيمة يحدد على أساس المنفعة و اعتبر مارشال أن كلاهما يؤثر على القيمة لكن هذا الأثر يختلف باختلاف الفترة، ففي الفترة قصيرة تلعب المنفعة دورا أساسيا في تحديد القيمة أي أن الطلب هو محدد السعر أما في فترة طويلة المدى تلعب التكلفة دورا محددا ، القيمة و العرض محدد السعر و يكون هنا مارشال أول من قدم نظرية عامة لتحديد الأسعار في السوق.
أما بالنسبة لتوزيع دخل عند مارشال فهم مفهوم الربح فهناك ربح المنتج و هو ما يفوق الربح العادي للمنتج في حالة ارتفاع السعر على مستوى التوازن و هناك ربح المستهلك الذي يحصل عليه هذا الأخير في حالة ما إذا نجح في شراء
المطلب الثاني: مدرسة لوزان
تميز في هذه المدرسة الاقتصادي الفرنسي ليون والراس أصدر عدة كتب أسماه كتاب عناصر الاقتصاد السياسي سنة 1896 حيث أوضح نظرياته و حيث يظهر تأثير الاقتصادي رياضي كورنو و لقد اشتهر بنظريتين نظرية حول المبادلة و القيمة و نظرية حول التوازن العام ، فهو يعتبر أن المبادلة تترتب عن تداخل بين ظاهرتين : الندرة من جهة و المنفعة بمعنى أن ظاهرتين تلعبان دورهما في تحديد قيمة المواد و يعرف المنفعة بأنها إمكانية الشيء إشباع رغبات معينة للأفراد و يعتبر أن مقياس حدة الرغبات هو رغبة الإنسان في وحدة أي الوحدة الحدية التي تستجيب لحاجته.
و يرى أن التصرفات الاقتصادية لها صيغة ميكانيكية و عفوية : فالأسعار هي مجرد مداخيل و تعبير عن قوة شرائية لذلك يتصور توازنا عاما بين كل المتغيرات الاقتصادية أي أسعار كل المواد و أسعار عوامل الإنتاج و مقدار تلك المواد و تلك العوامل، فالمحيط الاقتصادي عبارة عن سوق كبيرة يتوسطه المنظمون الذين يشترون خدمات الإنتاج أي عوامل الإنتاج و يبيعون الإنتاج ( الفلاحون، الرأسماليون، العمال) فإن التوازن يحصل على أساس شروط ثلاثة :
1- وحدة السعر في نفس السوق و نفس الوقت بالنسبة لكل السلع من النوع الواحد
2- يحدد هذا السعر الواحد بمعادلة الطلب السلع أو عوامل الإنتاج و عرضها.
3- يعادل سعر بيع السلع سعر تكلفتها أي قيمة عوامل الإنتاج فهكذا تساوي الأرباح الصفر .
المطلب الثالث : المدرسة النمساوية (كارل منجر)
تتسم المدرسة النمساوية برفضها كل التحاليل الكلاسيكية التي تعتمد على معطيات موضوعية و باستنادها على ذاتية الإنسان و نفسيته لتغيير تصرفاته الاقتصادية و تقييمه للثروات لذلك تسمى هذه المدرسة بالاتجاه النفسي أو البسيكولوجي و لقد اشتهر من بين المؤلفين الذين ينتمون إليه ثلاثة كارل منجر ،بوهم بافيرك ، و بون فيزير.
*كارل منجر (1840-1921) ولد في نمسا ، و في سنة (1871) أصدر كتابه Grunds ate)) و لقد اهتم بنظرية الخيرات و قيمة ، فهو يرى أن خيرات لا يمكن أن يكون لها وجود ملموس إلا إذا قابلتها حاجة بشرية. ويقسم الخيرات الى خيرات حرة (هواء، ماء) وخيرات اقتصادية وتقاس حسب الأهمية التي يعطيها الإنسان لها وقد تكون للخيرات قيمة استعمالية دون أن تكون لها قيمة تبادلية .
اما فيما يخص نظرية قيمة فالسلعة في نظره يجب إلى تكون مهيأة لإشباع حاجة إنسانية معينة ولها من خصائص ما يجعلها مرتبطة في علاقات نسبية بالسلع الأخرى (علاقات التكامل والإحلال )
* قسم تعتبر سلع الى سلع المرتبة الأولى وهي التي تشبع الحالات الإنسانية مباشرة وفي مرتبة عالية وهي السلع الإنتاجية (رأس المال).
* ويعتبر منجر أن السلعة لن تكون لديها قيمة اقتصادية ما لم يكن هناك طلب عليها أي تصرف وفق مبدا المنفعة.
* باقرك اتبع نفس أسلوب وأهم ما جاء به هو ضرورة التفريق بين الربح والفائدة على أساس أن الربح عائد خاص بالتنظيم والفائدة تتعلق برأس المال ولقد جاء بنظرية الفائدة باعتبارها ناتجة عن تعلق الإيرادات بالوقت الحاضر لأن مال الحاضر هو أحسن من المستقبل لأسباب نفسية أي أن بوهم يعتمد على الزمن.
* وجاء فون فيزر ليعطي تفسيرا للإنتاجية الحديثة لعوامل الإنتاج آخر وحدة مستعملة من رؤوس الأموال أو عمل مثلا، ومعرفة قيمة هذه الإنتاجية شيء ضروري لأنه يعرفنا بنسبة كل عامل.
المبحث الثالث: تعقيب على أعمال المدرسة
إن ظروف المنافسة الكاملة التي تسود في غالبية النشاط ومن تبين للنيوكلاسيك أن هناك فروع من نشاط الإنتاجي تلك التي تسود فيها ظاهرة زيادة الغلة لا تتلاءم مع هذا الفرض وأن بعض أشكال التدخل الحكومي قد تلزم لهذا السبب وبالرغم من ذلك اعتقد النيوكلاسيك أن حرية اختيار المستهلكين وقدرتهم على تصرف رشيد تجعل لهم قوة في توزيع الموارد الاقتصادية وأن المنتجين لا يستطيعون وحدهم التأثير على الأسعار.
لكن لصحة هذه النتائج كان لا بد من احتفاظ بفرض عدم تعطيل أي موارد اقتصادية بصورة اختيارية، وفي الواقع فإن النيوكلاسيك كانوا على ثقة بأن حالة التوظيف الكامل سوف تكون دائما في حالة طبيعية للاقتصاد، حيث أكد النيوكلاسيك انه برغم من الإزعاجات المؤقتة المترتبة على سواء إدارة النظام النقدي فإن قوة السوق سوف تؤدي وبطريقة سريعة إلى إصلاح أي خلل في التوازن الاقتصادي، ولقد أثبتت أحداث الأزمة العالمية في بداية ثلاثينيات من هذا القرن افتراض كما أكد خطأه كينز.
إن الافتراض الأول حول المنافسة أدى إلى ظهور شركات احتكارية.
مسألة أخيرة ينبغي ذكرها عند التعقيب هي أن بعض المنشقين على هذه المدرسة مثل "فيلن" حيث يعتقد أن آراء النيوكلاسيك قد تمت في نطاق بعيد عن الواقع واعتمدت كثيرا على المنطق الاستنباطي.

محب بلاده
2011-12-02, 16:08
الاسم رضا
المستوى اولى جامعي


السلام عليكم
اريد بحث حول المدرسة النيوكلاسيكية
النظام البرلماني
المشكلة البحثية
و من المستحسن ان يكون كل واحد مرفوق بالخطة
جزاك الله خيرا



بحث بعنوان النظام البرلمانى

للتحميل اضغط هنـا
(http://www.4shared.com/file/51702131/558976f4/_____.html?dirPwdVerified=3a471d23)

محب بلاده
2011-12-02, 16:09
بحث حول : النظام البرلماني

مقدمــــــــــــــــة :
بالاعتماد على مبدأ الفصل مابين السلطات ميز الفقه بين أنظمة سياسية مختلفة تجسد فكرة الأنظمة القائمة على التعاون بين السلطات ,أي الأنظمة البرلمانية ,وتلك القائمة على اندماج السلطات ,ونوع ثالث على مبدأ الفصل بين السلطات وأخيرا النظام شبه الرئاسي .
ورغم أن هذا التقسيم لا يزال قائما إلا أن مبدأ الفصل بين السلطات كما رأينا تعرض لتأثيرات أدت إلى إضمحلال الدور الرئيسي الذي كان يلعبه باعتباره يهتم بالجانب القانوني فقط وبروز عوامل أخرى تسلهم في عملية التطبيق ,وأهمها الواقع السياسي والإجتماعي والإقتصادي وخاصة دور الأحزاب السياسية

خطة البحث
مقدمــــــــــــــــة :
المبحث الاول : مفهوم النظام البرلماني :
المطلب الاول : تعريف النظام البرلماني :
المطلب الثاني : التطور التاريخي للنظام البرلماتني
المطلب الثالث : معايير و مميزات النظام البرلماني :
المبحث الثاني : النظام السياسي البريطاني :
المطلب الاول : تطور النظام السياسي البرلماني :
المطلب الثاني :الهيئات الدستورية :
المطلب الثالث :تكييف النظام البرلماني

الخاتمـــــــــــــــــــــــة :



المبحث الأول : مفهوم النظام البرلماني :
المطلب الأول : تعريف النظام البرلماني :
إن النظام البرلماني نشأ في اجلترا بعد تطور طويل و هو من صور النظام النيابي ثم انتقل الى العديد من الدول و خاصة منها المستعمرات القديمة الانجليزية , و إذا قلنا النظام البرلماني فهذا لا يعني ان كل نظام يوجد فيه برلماني هو كذلك فالنظام الرئاسي و الشبه الرئاسي فيها برلمان و يكون أحيانا اقوى من السلطة التنفيذية لهذا فالمعيار المميز لهذا النظام عن غيره هو سلطة تنفيذية مقسمة الى قسمين احداهما الوزارة او الحكومة التي يحق لها حل البرلمان الذي يستطيع بدوره سحب الثقة منها و ثانيها رئيس دولة ليس مسؤولا سياسيا .
المطلب الثاني : التطور التاريخي للنظام البرلماني :
أولا: المرحلة الأولى :
- الديانة المسيحية لعبت دورا كبيرا في ترصيد الممالك و المقاطعات المنتشرة في انجلترا تحت لواء مملكة واحدة المتحدة .تحت لواء الجمعية العمة تضم حكام المقاطعات و الملك و قيادة الجيوش
- ظهور جمعية الحكماء تضم الملك و رؤساء المقاطعات دورها منح الأراضي و قرض الضرائب و اعلان الحرب و السلم .
- ظهور هيئة كبيرة في عهد الدق نورمانديا سميت بالمجلس الكبير القرن الثاني عشر و ساء فيها الحكم المطلق للنور مانديين .
- في عهد الملك هنري الثاني تم توسيع المجلس الكبير .
- في عهد الملك جان سنتير ابن هنري 2 و هو العهد الذي تنازل فيه عن بعض صلاحياته للمجلس الكبير و الذي اصبح يعبر عن دور البرلمان .

ثانيا : انقسام البرلمان الى مجلسين :
التمييز بين الاعضاء المنتخبين و غير المنتخبين تجلى في العهد هنري الثالث ان جان سنتير حيث تم انتخاب فارين عن كل مقاطعة لحضور البرلمان و اصبح البرلمان يضم المنتخبون و الاشراف الاساقفة الذين انقسموا الى له كلتين مجلس المنتخبون و يسمى بمجلس العموم و مجلس الاشراف و خصوصا اطلق عليه اسم اللوردات .
ثالثا : و في هذه الفترة تم سيطرة النواب المنتخون و استحواذ أعلى السلطة التشريعية و تمت سيطرة مجلس العموم على جميع الوسائل المالية و ينفرد بها هذا الاخير و لتأتي بعد ذلك مرحلة ادوارد الثالث الذي يعد عصره الانطلاقة الفعلية في عملية التشريع البرلماني و حدث التساوي بين مجلس العموم و مجلس اللوردات و اصبح يحق لها على التساوي حق التشريع و اجمالا لهذا التقديم يمكن القول ان النظام البرلماني مر بثلات مراحل رئيسية :
1/ الملكية المقيدة : مثلت هذه المرحلة في :
سيطرة الملك و الطبقة الاستقراطية على السلطة و مصدر القوانين هو التفويض الالهي على شكل مواثيق
2/ الازدواجية البرلمانية :
ادخال فكرة الليبرالية ضمن النصوص القانونية و كذلك السيادة الشعبية و حل مكان الاله الارادة الشعبية منها الدساتير حلت محل الميثاق و المجلس هما الذين يعزلا الوزراء .
3/ الديمقراطية البرلمانية :
ظهور الاحزاب السياسية و تأثير الشعبية مدعما لمبدأ الاقتراع العام .
و سيادة الطابع العرفي لدساتير هذه الأنظمة و حصر السلطة التنفيذية في يد الحكومة .


المطلب الثالث : معايير و مميزات النظام البرلماني :
اولا : المعيار التقليدي :
- التوازن بين السلطة التشريعية و التنفيذية ( التأثير المتبادل بينهما من خلال المراقبة المتبادلة بينهما ).
- التوازن من خلال ان اعضائها هيئات تكمل احدهما الاخرى .
- التعاون مشاركة الحكومة في التشريع من خلال اقتراح مشاريع القوانين .
النقد : تعميمه لكل مراحل التي بها انجلترا .
ثانيا : المعيار الحديث :
و هو مسؤولية الحكومة امام البرلمان انطلاقا من فكرة الاتهام الجنائي.
ثالثا: المعيار الحديث :
ان كل الانظمة التي اعتنقت النظام البرلماني ينبغي عليها ان تنص على مبدأ المسؤولية السياسية أي مسؤولية الحكومة بمفهومها الضيق امام البرلمان و كان ظهورها نتيجة الاتهام الجنائي حيث كان عضو النيابة يتابع جنائيا حيث كان يتهم امام المجلس العموم و المحاكمة تتم امام مجلس اللوردات .
المسؤولية السياسية تمارس بواسطة سلطتين :
1/ لائحة اللوم او ملتمس الرقابة : و يكون من طرف مجلس النواب ضد الحكومة وشرط توافر الاغلبية والاغلبية المطلقة قادرة عل وكندا واستراليا
مسالة الثقة : تكون بمبادرة من الحكومة بواسطة رئيسها الذي يضع مسالة الثقة على مكتب المجلس وتتم اما تاكيد الثقة واعطاءها ثقة كبيرة واما ان تسحب منها الثقة وبذلك يتعين على الحكومة بجميع اعضائها الاستقالة .


هل المعايير القانونية كافية لتمييز الانظمة البرلمانية :
ان المعيارين السالفين كافيين من الناحية القانونية لتمييز الانظمة البرلمانية عن غيرها ولكن قد يؤثر التعددية الحزبية على هذين المعيارين .
الانظمة البرلمانية التي تاخذ بثنائية الحزب:
المثل عليها انجلترا و زلندا و كندا و استراليا و المقصود هنا هو ثنائية الحزبين الحقيقي حيث يستطيع احدهما ان يحصل على الاغلبية داخل البرلمان يطبق طريقة الانتخاب المقيدة على أعضائه في الحياة الهامة مثل التصويت على سحب الثقة و يترتب على ذلك نتائج :
النتيجة الاولى : تشكيل حكومة متنافسة من بين اعضاء الحزب صاحب الاغليبة الذي يخضع كل اعضائه و يتحملون مسؤولية تطبيق برنامجه .
النتيجة الثانية : هي ان الوزارة في حالة الاغليبة تنال ثقة البرلمان الا اذا حدث انشقاق داخل الحزب الواحد صاحب الاغلبيةى وهو نادر الحدوث .
النتيجة الثالثة : سيطرةاتلحكومة على السلطة و انتفاء فكرة الفصل بين السلطاات وز ان مشاريع القوانين الت يتصدر بالتالي تكون باقتراح من الحكومة او من اعضاء البرلمان المنتمين لحزب الاغلبية بعد مصادقة الحكومة عليها .
النتيجة الرابعة : تتمثل في انتخاب المواطنين للبرلمان يعني مشاركته بطريقة غير مباشرة في اختيار اعضاء الحكومة و رئيسها و اذا ما تفحصنا الانتخاب نجد ان الحملة الانتخابية تكون شبيهة بالانتخابات الرئاسية مما يجعلها حملة لصالح النواب .
الانظمة التي تأخذ بتعدد الاحزاب : في هذه الانظمة لا يوجد حزب يتمتع باللاغلبية المطلقة الا اذا كنا في نظام الحزب المسيكر فالحكومة هنا ملزمة بالاعتماد على ائتلاف حزبي للحصول على الاغلبية و التي تعد صعيفة قابلة للانقسام في أي وقت , مما يؤدي الى تقرير نفس الحكم على الحكومة فتبدو لذلك تجنبا للانقسام ضرورة المصالحة و التوفيق الوعود للشعب دون الوفاء بها و التهرب برمي مسؤولية ذلك على غيرها فضلا عن معارضة تطبيق برامج غيرها كاملة مما يعرقل رئيس الحكومة عن اداء مهامه كاملة و الاهتمام بالتوفيق بين الاحزاب الائتلافية مع حزبه فيغدو تحت رحمة البرلمان .
و من هنا يمكن القول بان المواطنين لا يختارون رؤساء الحكومات مثلما هو الحال في الثنائية الحزبية و انما يتم ذلك بواسطة رؤساء الاحزاب .

الانظمة البرلمانية ذات الحزب المسيطر ستنطبق هذه التسمية على الانظمة ذات الاحزاب المتعددية و الت يمن بينها الاحزاب المسيطرة مثل الاحزاب الاشتراكحية في بلاد الشمال و الديمقراطية المسيحية في ايطاليا و الحقيقة انهى وجود حزب مسيطر في الانظمة البرلمانية باستثناء حزب المؤتمر في الفهند و هو مما سمح له بالبقاء في السلطة لمدة طويلة غير انه كان مع ذلك يجب معارضة قوية تراقبه الى جانب تطبيق الانتخاباات الحرة مما يسمح للمواطنين من مراقبة الحزب و قد استمرت سيطرت حزب السيدة : غاندي بعد الانقسام الذي حدث عام : 1971 و تشكيلها لحزب المؤتمر الجديد و فوزهخ في الانتخاباات في نفس السنة لكنه فقد الاسلطة في بداية الثمانينات الا انه استرجعها بعد ذلك مباشرة ثم فقدها سنة : 1989 الامر الذي ادى الى زوال فكرة الحزب المسيطر و لو لمرحلة في هذا البلد .


المبحث الثاني : النظام السياسي البريطاني :
المطلب الاول : تطور النظام السياسي البرلماني :
عرف النظام السياسي البريطاني اثناء تطوره مراحل ثلاث اساسية هي :
1/ الملكية المقيدة: بدأ التنظيم السياسي يبدو واضحا في المملكة البريطانية اثناء توليى قيوم الاول الفاتح السلطة في بريطانيا بعد ان فتحها سنة :1066
و قتل الملك هارولد في هاستينغ فقد كان بين الحين و الاتخر يستدعي نبللااء البلد لاستشارتهم في قضايا و طلب المساعدة منهم خارج الايطار الضريبي كما منح للقادة العسكريين امتيازات سمحت له بنيل ثقتهم و تميزت المرحلة الأولى هاته من الحكم بمحاربة الملكية للنظام الاقطاعي .
- و تمكن الاشراف و النبلاء خلالها من افتكاك الميثاق الاعظم من الملك جان سانتير 1215 , و بموجب ذلك بدأت تظهر البوادر البرلمانية حيث تشكل مجلس بجوار الملك من النبلاء و الأشراف و الإقطاعيين سمي بالمجلس الكبيرغير ان بوادر انقسامه بدأت تظهر اثناء حكم الملك هنري الثالث الذي اصبح يستدعي فارسين و نائبين من البورجوازية في المدينة بمجلسه ثم بعد تولي ادوارد الاول الحكم استقر الرأي على الضريبة لا تفرض الا بموافقة الممثلين المنتخبين من الفرسان و البورجوازيين الى جانب الاساقفة و الاشراف .
2/الثنائية البرلمانية : نتيجة للازمة الحادة التي تسببت فيها اسرة استوارت لابعادها البرلمان عن ممارسة السلطة و تم الاطاحة بهذا النظام سنة: 1688 و عينت مارية و زوجها قيوم سنة : 1689 ملكين على بريطانيا بعد الاعتراف بقانون الحقوق الذي اقر سلطة التشريع للمجلس و عدم شرعية فرض الضرائب دون موافقة البرلمان الذي يعد تكملة لملتمس الحقوق في سنة : 1628 , المقر للحقوق الفردية الى جانب عريضة بيم و هامبدام لسنة : 1641 المنظمة لقواعد البرلمان و بمجيء عائلة هانوفر رجحت الكافة لصالح البرلمان و ذلك لسبب عاملين اساسين :
* ان الملكين يجهلان اللغة الانجليزية ولا يهتمان بالسياسة .
* استمرار تهديد عائلة استوارت للاستلاء على السلطة وكراهيتهلا للبرلمان مما دفع بهذا الاخير الى التالف مع عائلة هانوفر من جهة واتحاد النواب العموم ممثلي الويغ ومحافظتهم على الاغلبية للوقوف ضد تهديدات آل ستويرات .
وكفالة لهذا التضامن كان الملك يلجا لتعيين الاشخاص المسيرين للشؤون العمومية الى رؤساء الاغلبية في مجلس العموم للقيام بذلك ومنحهم سلطة المبادرة
وبذلك تاكدت قاعدة ان رئيس الحزب الحائز على الاغلبية في مجلس العموم يتولى رئاسة الوزراء تحت اسم الوزير الأول ,ومن ثمة أصبحت الوزارة مسئولة امام مجلس العموم وتحت رقابته . وحلت المسؤولية السياسية محل المسؤولية الجنائية
3-البرلمانية الديمقراطية :لقد كان فشل جورج الثالث في استعادة السلطة وهزيمة بريطانيا في امريكا اثر كثير على تطور النظام البرلماني , فقدظهر قانون اصلاح الإنتخابات سنة 1832وتلته قوانين تتعلق بتوزيع
المقاعد في البرلمان وتوسع حق الاإنتخاب وأخير أقر مبدأالإقتراع العام 1928 وأصبح مجلس العموم مصدر السلطة ففقد مجلس اللوردات سلطته وتأكد ذالك بقانوني 1911, 1949 الذان بموجبهما سحبت منهم السلطة ولم يعد الملك يؤثر فعليا على السياسة الدخلية
المطلب الثاني :الهيئات الدستورية :
ليقوم النظام السياسي البريطاني على هيئات مركزية هي البرلمان كسلطة تشريعية والملك والوزارة
1-يتكون البرلمان الأنجليزي من مجلسين هما مجلس اللوردات ومجلس العموم
أولا :مجلس اللوردات :يعتبر من مؤسسات البريطانية القديمة
*تشكيله :إن مجلس اللوردات يجد أصله في المجلس الاكبير وبظبط في طبقة أشرف النبلاء ورجال الدين من هذا المجلس وهم يرتبون أمير ,كونت, البرون ,شوفالي .
ويتم إتيار اللوردات مبدئيا عن طريق الوراثة ,أما حاليا فإن الملك والوزارة هم الذين يعينون اللوردات
*إختصاصاته:كان مجلس اللوردات يتمتع بسلطات وإختصاصات يساوي لمجلس العموم في المجالين التشريعي والمالي ويتولى محاكمة الوزراء المتهمين من مجلس العموم وذلك راجع إلى قدمه
ثانيا :إن مجلس العموم هو المؤسسة التي حققت حكم الشعب في بريطانيا
ضد الملك بفرضالصراعات الطويلة التي كان أعضاء المجلس يخوضونها ضد الملك من أجل إسترجاع السلطة .
*التشكيل وسا ئل العمل :
يتشكل مجلس العموم من نواب من الشعب ينتخبون بواسطة الإقتراع العام
بالأغلبية البسيطة في دورة واحدة لمدة 5 سنوات
ويتكون المجلس من المجموعات السياسية للمجلس مجموعتين سياسيتين كبيرتين للأغلبية والمعارضة تنظم حولهما الحيلة السياسية .
إن هاتين المجموعتين تشكلان حلقة وصل بين الإرادة الشعبية والعمل الحكومي ولكل مجموعة قائد ونائب
اللجان :يشكل مجلس العموم ذاته خلافا لنظام الأمريكي لجانا دائمة غير متخصصة تتولى مناقشة بعض المواضيع وهذا كبحا لهيمنة رئيس المجلس الذي كان تابعا للملك.
*سلطات مجلس العموم وإختصاصاته :
1*السلطة التشريعية :وهو سن القوانين المنظمة للمصالح الخاصة والقوانين العمومية التي لها أبعاد واسعة وعامة .
2*السلطة المالية :هي التي مكنت مجلس العموم منة الإستلاء على السلطة التشريعية .
3*السلطة الرقابية :هي الوسيلة التي تمكن البرلمان من الإطاحة بالحكومة سواءاعن طريق الاسئلة أوعن طريق التصويت بالثقة .
*السلطة التنفيذية
أولا:الملك :إن الملك في برطانيا يتولى العرش عن طريق الوراثة دون إهتمام بجنس الوارث ذكرا أو أنثى .
1/إختصاصات الملك : يختص بالموافقة على القوانين وهو إختصاص نظري كما يختص بتعين زعيم الحزب وهو تعين شكلي أيظا .
2/الوزارة :إن نظام الوزارة في النظام البرلماني تجد مصدرها في مجلس الملك الخاص .
1*الكابينيت أوالحكومة لعل ما تتميز به الوزارة في بريطانيا لأنها هي المسؤولة أمام البرلمان
2*الوزير الأول :يحتل الوزير اللأول مكانا بارزا لأنه هو المسؤل عن سياسة الوزارة ورئيس السلطة التنفيذية فضلاعن كونه زعيم الأغلبية البرلمانية وأيظا هو زعيم الحزب المختار من قبل الشعب حيث بإنتفائه تنتفي الحكومة .
المطلب الثالث :تكييف النظام البرلماني إن النظام البرلماني هو النظام الذي
تكون فيه الحكومة مسؤولة أمام البرلمان كما يحق لها حل البرلمان ومن هنا أصبح البرلمان حلقة إتصال بين حكومة تحدد وتنفذ سياسة معينة كما أن النظام البرلماني لاتستطيع الوزارة فيه إلغاء الحقوق المقررة أوتعديلها كما أنه لا يحق لها الغاء مبدأ المعارضة .


الخاتمـــــــــــــــــــــــة :
وفي الأخير يمكن القول أن النظام البرلماني من خلال تسميته تغلب عليه سيطرة البرلمان كما وجدنا ذلك في النظام البريطاني حيث وجدنا أن هذا النظام يتشكل أساسا من السلطة البرلمانية وتبعية السلطة التنفيذية لها من خلال إمكانية سحب الثقة من الحكومة من ةطرفي الأغلبية المطلقة للبرلمان .





قائمة المراجع :

* القانون الدستوري والنظم اتلسياسية المقارنة الجزء الثاني للدكتور سعيد بوشعير
* الوجيز في شرح القانون الدستوري الأستاذ الأمين شريط الجزء الثاني

محب بلاده
2011-12-02, 16:11
الاسم رضا
المستوى اولى جامعي


السلام عليكم
اريد بحث حول المدرسة النيوكلاسيكية
النظام البرلماني
المشكلة البحثية
و من المستحسن ان يكون كل واحد مرفوق بالخطة
جزاك الله خيرا


مشكلة البحث " مفهوم المشكلة ، أنواع المشكلات البحثية ، مصادر وطرق الحصول على مشكلة بحثية ، تحليل وتحديد مشكلة البحث ، تقويم المشكلة "

((مقدم من الطالب / يحيى بن محمد علي الخبراني427121377))

أولاً / التقرير النظري
* مفهوم المشكلة:
المشكلة عبارة عن متغير أو أكثر من المفاهيم ولايطلق عليها مشكلة الا حينما يشعر الباحث بها ويبحث لها عن حل.
* أنواع المشكلات البحثية:
تتعدد أنواع المشكلات منها مايوضح ويتناول مدى صحة النظريات وبحوث أخرى لتصحيح منهجية خاطئة أودراسة نتائج بحوث مشكوك في صحتها أو تناول مشكلة من الميدان والواقع العملي.
* مصادر وطرق الحصول على مشكلة بحثية :
أهم المصادر والطرق التى تساعدالباحث على اختيار أو الحصول على مشكلات بحثية هي:
الخبرات العلمية والعملية 2- الاطلاع والقراءة في أدبيات التخصص 3- قضايا واحداث المجتمع 3- النظر في البحوث السابقة 5- الاستشارة 6– قوائم المواضيع والمشكلات التى تصدرها بعض الوزارات مثل وزارة التربية والتعليم ،وزارة الشؤون الاجتماعية ، مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية 7– قراءة مسحية للرسائل العلمية من ماجستير ودكتوراه 8- إعادة إجراء دراسة لخلل فيها .
* تحليل وتحديد مشكلة البحث:
تحليل وتحديد مشكلة الدراسة يعتبر لب الدراسة وهو إما أن يكون بطريقة تقريرية أي إنشائية يحاول الباحث إبراز المشكلة بشكل ملفت لها يوحي بأهميتها وذلك لإقناع الآخرين بأن هناك مشكلة تستحق الدراسة وتحدد المشكلة وتصاغ أيضاً بسؤال رئيس وتعتبر هي الطريقة الثانية والجمع بين الطريقة الإنشائية وطريقة السؤال أفضل على ان تكون متغيرات المشكلة معرفة تعريفاً إجرائياً ويكون الباحث في هذه الحالة قد وفر على نفسه الجهد والوقت.
* تقويم المشكلة:
على الباحث أن يراعي ويقوم مشكلة بحثه قبل البدأ في البحث حتى لايذهب جهده هباءً منثورا فعليه أن يراعي عدة أمور في تقويم المشكلة 1- الا تتعارض المشكلة مع القيم وعادات المجتمع وسياسته 2- أن تتوافق المشكلة مع ميول الباحث واهتماماته و مدى معرفته للموضوع 3- أن يراعي الباحث المدة الزمنية للبحث وذلك بالنظر الى توفر البيانات والمراجع والعينة 4- ان يشعر الباحث بأن بحثه له قيمة إجتماعية ويستفيد منه الآخرين بأن يولد بحث جديد بأن تكون نتائجه وتوصياته تؤدي الى دراسة بحث آخر .4- ان يراعي قدراته وإمكانياته المادية إذا كان البحث يتطلب دعم مادي5- أن يراعي البيئة التى تقام فيها الدراسة والأخذ بالحسبان تسهيل إجراءات الدراسة في الجهة التى يطبق بها دراسته .
ثانيا / التقرير النقدي لثلاثة بحوث علمية لها علاقة بالمشكلة البحثية التي اخترتها
لقد رجعت الى ثلاث دراسات لها علاقة بمشكلة بحثي وهي كالتالي 1- مدي التزام معلمي المرحلة الثانوية بأخلاقيات مهنة التعليم من وجهة نظر المشرفين ومديري المدارس الثانوية بالعاصمة المقدسة 2- مدي التزام معلمات المرحلة الابتدائية في مدينة مكة بالمباديء الأخلاقية لمهنة التعليم 3- مدى التزام معلمي التربية الإسلامية في سلطنة عمان بأخلاقيات مهنة التعليم من وجهة نظر مشرفي المادة ومديري المدارس . تقرير نقدي لمجموع الدراسات السابقة حول خطوة البحث المدروسة كما يلي:
1- مفهوم المشكلة : دارت مشكلات الدراسات الثلاث السابقة حول اخلاقيات مهنة التعليم ومدى التزام المعلم بها ومعرفة مدى التزام المعلم بأخلاقيات مهنة التعليم.
2- نوع هذه المشكلات : تعتبر المشكلات التى تناولتها الدراسات من نوع مشكلات الميدان التربوي
3- مصادر حصول الدارسين السابقين على مشكلة بحثية : الخبرة العملية
4- تحليل وتحديد مشكلاتهم البحثية : جميع الدارسين الثلاثة قاموا بصياغة مشكلاتهم بطريقة إنشائية ثم بلوروها بسؤال رئيس للمشكلة .
5- تقويم مشكلاتهم البحثية:الدراسات الثلاث السابقة نجحت في تقويم المشكلة حيث أنه لم تصادفهم أي مشكلة أو عقبة في تطبق دراساتهم وانتهوا في الفترة الزمنية المحدد.وقد قادت الى دراسات بحثية .
ثالثاً / تطبيق كل ماسبق على مشكلة الدراسة :
عنوان الدراسة :متطلبات تفعيل(ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم) من وجهة نظر معلمي المرحلة الثانوية بمدينة الرياض.
مشكلة الدراسة : إن أكثر المشاكل التي أثيرت وتثار في مدارسنا قاطبة كان السبب في أكثرها يعود الى عدم التزام المعلم بأخلاقيات المهنة وأبعادها فكان لابد أن يكون لمهنة التعليم ميثاق يسير عليه المعلم ويطالب به ، فجاء صدور وموافقة المقام السامي الكريم رقم 211- م ب في 8-1-1427هـ باعتماد ميثاق اخلاقيات مهنة التعليم في مدارس التعليم العام بالمملكة العربية السعودية. ليبين ما ينبغي أن يتحلى به كل معلم وما يتعين عليه أن يقوم به عند أدائه لرسالتهوتعامله مع أبنائه الطلاب وزملائه العاملين والوطن بشكل عام والأمة الإسلامية التيينتمي إليها والإنسانية جمعاء، فلا يخفى ما للمعلم من أثر إيجابي في البيئة التربوية والتعليمية إذا هو التزم وأدرك وطبق هذا الميثاق في رسالته التعليمية ولايكون هذا التطبيق الا بمعرفة متطلبات تفعيل مواد ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم التي تغيب عن كثير من المعلمين ، ومن هنا تتضح مشكلة الدراسة في التساؤل التالي: ما متطلبات تفعيل (ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم) من وجهة نظر معلمي المرحلة الثانوية بمدينة الرياض.
نوع مشكلة الدراسة :هذه المشكلة مشكلة ميدانية تطبيقية في مجال عمل الباحث .
مصدر الباحث في الحصول على مشكلة بحثية :الخبرة العملية ومايدور في الميدان التربوي .
تحليل وتحديد مشكلة الدراسة: وضع المشكلة في صيغة سؤال رئيس وهو ما متطلبات تفعيل(ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم من وجهة نظر معلمي المرحلة الثانوية بمدينة الرياض). تحديد عينة الدراسة معلمي المرحلة الثانوية .حدود مكانية الرياض وتحديد حدود زمانية ووضع تعريفات إجرائية لمصطلحات الدراسة .
تقويم مشكلة الدراسة :يرى الباحث بأن مشكلة دراسته تبرز أهميتها لتناولها موضوع ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم الذي صدر بموافقة المقام السامي برقم 211- م ب وتاريخ 8-1-1427هـ والذي لاغنى عنه لكل معلم يمارس مهنة التعليم وهي دراسة تفيدالقائمين على التربية و التعليم لاهميتها والحاجة إليها وذلك بمحاولتها إبراز متطلبات تفعيل ميثاق أخلاقيات مهنة التعليم وتكمن أهمية الدراسة أيضاً في عدم تناول ميثاق مهنة التعليم للدراسة والبحث لحداثته وقد تفتح هذه الدراسة مجالاً لدراسات أخري لدى كثير من الباحثين في ضوء متغيرات العصر

محب بلاده
2011-12-02, 16:17
هذا وجدته لحد الآن اخي الكريم

warongaza
2011-12-02, 18:54
أرجو منكم ان تساعدوني
اسم العضو :warongaza

الطلب :بحث حول الأنظمة النقدية
المستوى :ثانية تحارة دولية

أجل التسليم :2011/12/06

محب بلاده
2011-12-02, 19:09
اسم العضو : Ằ๓ỉήล Ќĥ๑ฃℓớűĐ.

الطلب :مشروع حول الآلات البسيطة + كيفية صنع نموذج لآلة بسيطة

المستوى :الرابعة متوسط

أجل التسليم :الأحد 3 ديسمبر 2011


الآلات البسيطة
Simple Machines


ما هي الآلة البسيطة؟؟

التعريف : هي أداة صلبة تستعمل للقيام بأعمال مختلفة، وفيها تستخدم قوة عند نقطة معينة تسمى (الجهد) للتغلّب على قوة أخرى تؤثر عند نقطة أخرى مختلفة تسمى ( الحمولة ).

هنالك ستة أنواع أساسية من الآلات البسيطة:
1- الرافعة .Lever
ومن الأمثلة على الروافع: العتلة , المقص , الزرّادية , الملقط .

2- البكرات Pulleys .
ومن الأمثلة عليها البكرة الثابتة والمتحركة.

3-السطح المائل Inclined Plane :
وهو سطح يميل عن الأفق بزاوية معينة اعتماداً على الارتفاع المطلوب.

4- العجلة والمحور The wheel and axle .

5- البرغي Screw .

6- الإسفين Wedge .



ما هي فوائد استخدام الآلات

1- توفير الجهد
2- تغيير اتجاه الشد أو اتجاه القوة "مثل حالة بكرة إلى اعلى"
3- الدقة في أداء العمل مثل استخدام الملقط
4- تجنب تلويث الأيدي مثل استخدام الملقط لحمل قطعة صوديوم



و هذا عرض باوربوينت يعرض هذا الدرس مع صور توضيحية
http://www.archive.org/download/SimpleMachine/dyaa.pps

محب بلاده
2011-12-02, 19:10
يمكن عمل مقص من الفلين االابيض المضغوط لان المقص من الالات البسيطه المركبة

abdo khan
2011-12-03, 17:48
abdo khan
اريد بحث بعنوان اخلاقيات المهنة والميد يا الجديدة (العمل الالكتروني) ;ويرجى ان يكون عبارة عن مباحث ومطالب
المستوى ثالثة صحافة lmd
اريده يوم الاربعاء المقبل

محب بلاده
2011-12-03, 22:52
أخلاقيات العمل الإعلامي الإلكتروني عبر الإنترنت .





فتح الإنترنت مجالاً كبيراً للعمل الصحفي بكافة أشكاله، باعتباره وسيلة إعلام جديدة دخلت العمل الإعلامي من بابه الواسع وحققت انتشاراً كبيراً.
فمنذ بداية العمل في 2000 ومع انتشار المواقع الإخبارية الفردية أو المؤسساتية أو التابعة لوسائل إعلام كبرى، بدأت تتمايز المشكلات المهنية الإعلامية، مما دعا إلى ضرورة إيجاد ميثاق شرف يجمع العاملين على هذه المواقع.

كسب ثقة المتلقي:
تشير دراسة أعدتها هيئة تحرير "راديو عمان نت" بعنوان "أخلاق مهنة الصحافة الإلكترونية" إلى أن أهم أخلاقيات العمل على الإنترنت في المجال الإعلامي تتمثل في كسب ثقة الناس، وذلك عبر الالتزام بالمصداقية والموضوعية وإدراك خدمة المصلحة العامة وحماية المجتمع من التبسيط الزائد للقضايا والأحداث، وتوفير نطاق واسع من المعلومات لتمكين الجمهور من اتخاذ القرارات الصحيحة، بالإضافة إلى المحاربة من أجل جعل النشاطات التجارية الخاصة والعامة علنية، فهو يدعم الثقة بين الوسيلة الإعلامية والجمهور.

وتوضح الدراسة أهمية التزام الصحفي الإلكتروني بالحقيقة، وإصراره على تقديم الأخبار بدقة أساس آخر من أساسيات ومبادئ أخلاقيات العمل المهني على الإنترنت، وكذلك العدل والإنصاف من خلال عرض الأخبار بحيادية وإضافة قيمة أساسية على الأخبار ذات العلاقة ونقل التنوع في الآراء والأفكار، وإعداد تقارير تحليلية قائمة على الفهم المهني وليس الانحياز والنمطية، ناهيك عن احترام الحق في محاكمة عادلة للمتهمين، وكذلك إيلاء عناية خاصة عندما يكون صاحب القصة الإخبارية طفلا.

الالتزام بحقين للجمهور:
يقول علاء صقر (مبرمج ورئيس اللجنة الإعلامية لاتحاد المعلمين المصريين بالمملكة العربية السعودية): "إن ميثاق أخلاقيات الإعلام الإلكتروني أصبح مطلباً ملحاً؛ لأن ذلك يؤدي إلى الارتقاء بالأداء المهني لهذا النوع من الإعلام".
وأضاف: أن وضع أخلاقيات للعمل الإلكتروني الهدف منه هو التنظيم لا التعقيد، وليس السيطرة على المواقع الإلكترونية. وأن الممارسة الإعلامية النزيهة أيا كانت مصادرها الإلكترونية أو الورقية لابد أن تلتزم لمجتمعها بحقين أساسيين أولهما: حق الناس في الاطلاع وثانيهما: حق الجمهور في التعبير.
مبيناً أن تعزيز الأدوار الاجتماعية للإعلام يساعد على الموازنة بين مفهوم الحرية والمسؤولية الاجتماعية.
واستطرد قائلاً: "إن الإعلام الإلكتروني مرشح للسيادة في المستقبل، بسبب الميزات العديدة التي يمتاز بها على الإعلام الاحتكاري التقليدي، ومن هذه الميزات أنه يعطي القارئ فرصة اطلاع أكبر من الناحية الكمية، كما يعطيه حرية الانتقاء والمقارنة.
لافتاً إلى أن الرسالة الإعلامية تصل إلى المتلقي بشكل سريع جدا من خلال الإعلام الإلكتروني وإلى مدى عالمي، ويتجاوز القيود التقليدية التي تقيد التلفزيون والصحافة المطبوعة.

أخلاقيات المدونين:
من ناحيته يرى أستاذ الصحافة المساعد بجامعة الأقصى وأحد المتخصصين الأوائل بالصحافة الإلكترونية د. ماجد تربان أن الصحافة الإلكترونية تحكمها مواثيق شرف تختلف من دولة إلى أخرى.
ويؤكد د. تربان في حديثه لـ" لها أون لاين " أن تلك المواثيق تمثل أخلاقيات العمل الصحفي التي تحددها السياسة التحريرية لأي مؤسسة إعلامية.
مشيراً إلى أن مواقع الإنترنت تخضع للسياسة التي تتبعها المؤسسة التي تدير الموقع، سواء كانت مؤسسة إخبارية أو تجارية أو تعليمية.

وكشف د. تربان عن وجود عدد من الدراسات التي ركزت على أخلاقيات التدوين كون أن المدونين أصبح لهم قوة مؤثرة في المجتمعات من خلال تدويناتهم المختلفة، وأوضح د. تربان أن الدراسات ركزت على وضع قيم للتدوين والنش، منها: الاستقلالية، عبر توضيح الفكرة والهدف والاتجاه العام للتدوين والنشر، وكذلك الاستضافة وشروط الاستضافة الغير مشروطة وغير محددة.
لافتاً إلى أن كثيراً من المواقع تلغي استضافة بعض المدونات لتجاوزها الحدود والشروط التي تقدمها المواقع التي تستضيف المدونات.
وكذلك من ضمن أخلاقيات التدوين والنشر: وجود وظائف وأدوار محددة للمدونين، ومشاركة كل الأطراف في تقديم آرائهم فيما هو مطروح في المدونات. ناهيك عن الالتزام بحرية التعبير والتوازن، بالإضافة إلى المصداقية من خلال التعبير على الموقع أو المدونة، وأن معظم المدونات غير واضح الجهات المسؤولة عنها والقائم بالتدوين.

وشدد الدكتور تربان على ضرورة التعريف بالمدون، ووضوح الخبرة، وعدم التحيز، وإتاحة المشاركة الفاعلة للجميع بالمداخلات، وكذلك التجوال وتعميم الأخبار وتزويد المدونات ببعض الوسائط المتعددة التي تتيح بحسب رأي د.تربان للمستخدمين المشاركة بطريقة سهلة والتفاعل.
وأخيراً أشار إلى أن أحد أهم أخلاقيات التدوين والنشر البساطة والسهولة في تكوين المدونة، خاصة وأن الجمهور العام في الإنترنت في تزايد ويحتاج إلى معرفة المدونة، وأشار أن العمل على الإنترنت سواء كان في موقع إخباري أو صحيفة إلكترونية يحتاج إلى سياسة تحريرية تمثل مجموعة من القوانين والقيم التي تنظم العمل الصحفي وفقاً للسياسة العامة للدولة ومواثيق الشرف الصحفي.

من يملك حق النقل؟
يقول خباب عبد المقصود (منتج فني)، قواعد العمل في وسائل الإعلام التقليدية طبق على العمل في المواقع الإلكترونية باعتبار المؤسسة واحدة ولها قواعدها الواحدة وميثاقها الصحفي.
لكن المشكلة الكبيرة ظهرت مع بدء انتشار المواقع الإخبارية والتي بدأ بعض محرريها اقتباس موضوعات من مواقع أخرى، دون الإشارة مع غياب القواعد ولا القوانين للمحافظة على الملكية الفكرية الموجودة على الانترنت . هنا بدأ الحديث عن ضرورة وجود أخلاقيات للعمل الإعلامي والصحفي الالكتروني بشكل كبير.

وأضاف قائلاً: "أصبحت التساؤلات كبيرة وكثيرة.. من يملك؟ ومن يستطيع أن ينقل؟ وما أدبيات ذلك؟ في النهاية لجأت كثير من المواقع في حجب فكرة إمكانية نسخ المحتوى لحفظ حقوقها. لكنها في النهاية طريقة لا يمكن الحفاظ بها على المعلومة بشكل أكيد".

الإشكالية الحقيقية في العمل الإلكتروني، كما يقول خباب، في عدم وجود مظلة حقيقية للعاملين تراقب وتقوم وتصحح مهنية العمل الإلكتروني، وبالتالي تضع القواعد وميثاق الشرف الذي لن يختلف كثيراً عن المواثيق في الإعلام التقليدي، ولكن الجديد سيكون فقط في الأدوات والطرق التي يمكن بها مراقبة هذه الأخلاقيات والمواثيق.

وأنهى كلامه بضرورة أن يكون هناك كيان يضم كل العاملين للحفاظ على كافة الحقوق الفكرية، فضلاً على التدريب على أكثر مهارات العمل الإلكتروني، وبالتالي سوف يكون العمل الإلكتروني أكثر مهنية وأكثر أخلاقية.

محب بلاده
2011-12-03, 22:53
أخلاقيات العمل الاعلامي في وسائل الاعلام الحديثة

يناير 11, 2010 من تأليف vrdm

جامعة السلطان قابوس

كلية الآداب والعلوم الاجتماعية

قسم الاعلام





أهمية أخلاقيات العمل الاعلامي في وسائل الاتصال الحديثة



اعداد : رقية بنت علي العبري




المقدمة

خلق الله الإنسان ومعه غريزة حب الاستطلاع والبحث والتطلع الى المعرفة والى كل ما هو جيد من أجل حياة سعيدةن مطمئنة. ومنذ أن وجد الإنسان وبسبب طبيعته الإجتماعية وبعد معرفته للغة والكلام احتاج أن يعبر عن ما يفكر به وما يعمل ويعرف ما يفكرون به وما يعملون، لذلك كان لابد من وجود وسية ليعبر فيه عن آرائه وأفكاره وآماله واحتياجاته للآخرين. ومنذ قديم الزمان والأخبار ملازمة للحضارات والبلدان وما في مصر و الصين وما عند العرب الجاهليين وغيرهم من الأمم من نقوش في الصخور الا دليلا على أن انتقال الخبر موجود منذ العصور القديمة. ويقال أن الأخبار بدأت بالأوامر التي كانت توجه من قبل الحكومة الى الشعب واستجدم ورق البردي والنقش في الصخور لنق هذه الأخبار وخاصة في الحضارة المصرية، أما في الحضارة كان هناك مؤرخون مكلفون لتسجيل الحوادث. وعرفت معظم الحضارات القديمة كحضارات الصين والأغريق والرومان الخبر الخطوط فقد أصدر بوليس قيصر صحيفة مخطوطة عام 5 ق.م اسمها اكتاديورنا أي ( الأحداث اليومية )[1].



تطورت وسائل الإعلام عبر التأريخ حتى وصلنا الآن إلى الإعلام الذي يطلق عليه الإعلام الالكتروني الجديد.

وفي ما يلي عرض لوسائل الإعلام التقليدية والجديدة وأخلاقيات العمل في وسائل الإعلام الجديدة ومدى أهمية هذه الأخلاق.



وسائل الاعلام التقليدية:

يطلق على الصحافة الورقية والتلفزيون والراديو وسائل إعلام تقليدية . عدنا نتحث عن تأريخ هذه الوسائل فقد بدأت الصحافة كما ذكر بعض المؤرخين في زمن المصريين القدماء والرمان أما الدكتور خليل صابات يعتقد أن الصحافة بدأت منذ أن بدأت الأخبار التي كانت تنقش على الحجر أو تكتب على ورق البردي. أما الصحافة التي نعرفها الآن فقد بدأت بعد اختراع الطابعة على يد جوتنبرغ في القرن الخامس عشر وبتطور الطباعة تطورت الصحافة في مضمونها وشكلها ونقصد في ذلك الصحافة الورقية[2] . وفي القرن العشرين بدأت ظهور الوسائل الالكترونية ومنها الراديو وترجع بداياته في محاولة لنقل الصوت عبر الأثير عام 1890 ونجح في ذلك مركوني عام 1901 ولم يصبح حقيقة إلا عام 1920 في الولايات المتحدة الأمريكية ومنذ ذلك والوقت والراديو يطور[3] ورغم أن الراديو كان وسيلة حديثة مؤثرة أكثر من الصحف إلا أنها لم تستطع أن تلغيها بل وكانت مكملة لها. بعدها بدأ في عشرينيات القرن العشرين وبعد التقدم العلمي في مجال الكهرباء والتصوير الضوئي والمواصلات السلكية واللاسلكية ظهر التلفاز وتطور على يد الكثير من العلماء وحتى الان والتلفاز يحاول أن يكون هو الأقوى من خلال اصاله الرسالة مكتوبة بالصوت والصورة المؤثرة[4].



وسائل الاعلام الحديثة

ترتبط وسائل الاعلام الحديثة ارتباطا وثيقا باختراع الانترنت فقد نشأ في خمسينيات القرن العشرين عندما أطلق الاتحاد السوفيتي عام 1957 أو قمر اصطناعي ( ( Sputnik وكان يستخدم في نقل الأخبار العسكرية[5]، ومع تطور الانترنت كان لابد من دخول العلم الإعلامي فيه، وان من أبرز التطورات التي شهدها العالم تطور تكنولوجيا الحاسب الآلي وتكنولوجيا الاتصال الشبكي ظهور ما الإعلام الالكتروني التي تنشر عبر الانترنت.





ومن مظاهر هذه الثورة الإعلامية الجديدة[6]:

طراوة المعلومات من المصدر وسهولة الحصول عليها

§ وصول المعلومة الصحيحة الى الجمهور دون تدخل الحكام ورجال الأعمال المحتكريم للعلام التقليدي

§ ايصال الرسالة حسب ما يريده المرسل دون تدخل في تحريره من قبل المحررين الذين يغيرون في الرسالة التي قد تخدم نقيض رسالة المرسل

§ متاحة للجميع دون احتكار لرخص ثمنها و وقد تون مجانية في أغلب الأحوال



ان الاعلام الالكتروني الحديث مرشح للسيادة في المستقبل، بسبب الميزات العديدة التي يمتاز بها على الإعلام الاحتكاري التقليدي، ومن هذه الميزات أنه[7]:

§ يعطي القارئ فرصة اطلاع أكبر من الناحية الكمية

§ يعطي القارئ حرية الانتقاء والمقارنة

§ يمكِّن من القراءة المتخصصة

§ يوصل الرسالة الإعلامية إلى مدى عالمي، ويتجاوز القيود التقليدية التي تقيد التلفزيون والصحافة المطبوعة

§ يمكن بسهولة تعديل و تنقيح المادة المنشورة إلكترونياً وحصول القارئ على التعديلات[8]



أخلاقيات الاعلام في وسائل الاعلام الحديثة

يمكننا أن نلخص أخلاقيات الاعلام في عدد من النقاط منها:

§ الصدق

§ احترام الكرامة الانسانية

§ النزاهة

§ المسؤولية

§ العدالة





ولكن هل تنطبق هذه الأخلاقيات مع وسائل الإعلام الحديثة؟

أثبتت الدراسات والتاريخ أن نشأة أي وسيلة إعلامية جديدة لا تلغي ما سبقها من وسائل ، فالمذياع لم يلغ الصحيفة والتلفاز لم يلغ المذياع ،وبالرغم من هذه الحقيقة العلمية إلا أن ظهور الإنترنت ومن بعد الإعلام الإلكتروني فرض وسيفرض واقعاً مختلفاً تماماً ، إذ أنه لا يعد تطويراً فقط لوسائل الإعلام السابقة وإنما هو وسيلة احتوت كل ما سبقها من وسائل[9]. وبسبب الميزات والمظاهر التي احتوتها هذه الوسيلة الإعلامية التي تميزها عن وسائل الإعلام التقليدية أرى أنه لابد من وضع أخلاقيات الإعلام في هذه الوسيلة الجديدة التي .

ويرى الدكتور أن الإعلام الجديد هو الإعلام الذي أصبح يصوغ عقول الجمهور، والناشئة منهم على وجه الخصوص. والشباب – من الجنسين – يتعاملون اليوم مع وسائل اتصالية رقمية الكترونية لا تخضع للإشراف أو المراقبة من أي جهة كانت، مجتمعية أو سياسية[10]. وهذا يجعل من هذا الإعلام قوة مؤثرة على الجميع دون استثناء بحكم أن مستخدمي الانترنت من جميع الفئات الجماعية والفردية. ويرى الدكتور “إن قضية (أخلاقيات الإعلام الجديد) باتت اليوم تتصدر اهتمامات الساسة ورجال الأمن والمصلحين على حد سواء، وان الدراسات العلمية تضع المسؤولين عن الأمن الأخلاقي في المجتمع أمام الأرقام والحقائق والبراهين العلمية عن تأثير التعرض لمضامين الإعلام الجديد على سلامة المجتمع وأمنه وتماسك نسيجه الاجتماعي بما يضمن حصانة أفراده من تأثيراته السلبية ليكونوا أعضاء فاعلين مشاركين في بناء المجتمع وتنميته، ولا يتأتى هذا إلا بالتعاون مع الجهات المسؤولة، مثل وزارة الداخلية، وهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات، ووزارة الثقافة والإعلام في إصدار قوانين وتشريعات (تقلل) من تأثير هذا النوع من الإعلام الجديد على الجمهور وأفراد المجتمع” ، ” لا يعني ذلك – بالتأكيد – الدعوة إلى غلق الأبواب، وسد المنافذ، فهذا محال لا يقرّه واقع التعامل مع وسائل الإعلام الإلكترونية أو الرقمية، لكن الأخذ بقاعدة (ما لا يدرك جله لا يترك كله) يمكن أن تساعد المختصين على إيجاد بيئة سليمة للتعامل الحضاري الراقي مع هذه الوسائل الإعلامية الحديثة، ولن يتم ذلك إلا باستصدار القوانين والتشريعات التي تحدد الأطر العامة للتعامل الأمثل مع هذه الوسائل وفق ما تمليه ثقافة المجتمع وقيمه”[11].

لعل من أهم المشكلات الرئيسية التي تواجه عملية الاتصال والتي تمنع الناشرين من نشر معلوماتهم على شبكة الإنترنت الخوف من النسخ الغير مشروع للأفلام السينامائية وبرامج التلفزيون والكتب والتسجيلات المسيقية و الخوف على حقوق المؤلفين الفكرية[12]. لذا تبرز أهمية التحكم باستخدام المواد الرقمية عن طريق السماح للزبائن باستخدام هذه المواد بعد دفعهم لتكاليف معينة ، سواء لمرة واحدة أو بشكل دوري على شكل اشتراكات . وبعد شراء الزبون حق الاستخدام للمادة الرقمية يعطى مفتاحاً للاستخدام مع قيود خاصة على الطبع أو النسخ أو التعديل أو غير ذلك من القيود[13].

الكثير من الصحفيين يؤكدون أن الانترنت جعلهم أكثر يسرا وأكثر دقة في عملهم الصحفي، ومن خلال المعلومات المتبادلة والبريد الإلكتروني سمح الانترنت للصحفي بأن يكون أقل عزلة وفي مقابل ذلك ألزمهم على الالتزام بمسؤوليات ماينشرونه. وكذلك ولد الانترنت حالة من عدمة الثقة بين الصحفيين التقليديين وبين الصحفين الذين لم يتم تدريبهم أو تأهيلهم ليصبحوا صحفيين حيث أتاح الانترنت لأي شخص انتاج صحافته الخاصة… ورغم أن الصحيفة المطبوعة غير دقيقة في بعض الأحيان فإن الانترنت يحتوى على معلومات غير دقيقة ولا تقارن عدم دقة الصحف المطبوعة[14].



وفي النهاية فان أخلاقيات العمل الاعلامي في وسائل الاعلام الحديثة لا تختلف عن وسائل الاعلام التقليدية الا في درجة أهميتها فانها أكثر أهمية بسبب احتوائها على الوسائل الاعلام التقليدية و اتصالها بعدد أكبر من الناس وبسبب مميزاتها التي قد تقلل من درجة دقتها ومصداقيتها، وكذلك وجود معلومات قد ينسخها الفرد وينسبها اليه وهذه من أخطر السلوكيات التي يتعرض لها الناشر كل ذلك بسبب الحرية المطلقة التي يتمتع بها النترنت لذلك كان لابد من ايجاد هذه الاخلاقيات يأخذ كل من الناشر أو العامل في المجال الاعلامي في ارسال الرسالة الاعلامية، والمستقبل ايال المعلومة اليه.







[1] نشأة الصحافة وتطورها في العصور القديمة، www.yabeyrouth.com/pages/index3373.htm ، 10/6/2008.

[2] ابراهيم المسلمي، نشأت وسائل الإعلام وتطورها، العربي للنشر والتوزيع، القاهرة، 1998، ص 98-99.

[3] ابراهيم المسلمي، نشأت وسائل الإعلام وتطورها، العربي للنشر والتوزيع، القاهرة، 1998، ص 189.

[4] ابراهيم المسلمي، نشأت وسائل الإعلام وتطورها، العربي للنشر والتوزيع، القاهرة، 1998، ص 249

[5] نشأت الانترنت، شبكة المهندس الصغير، http://www.q8young.net/modules.php?name=News&file=article&sid=274 1/12/2008.

[6] الإنترنت.. ثورة الفقراء في عصر التواصل، الجزيرة نت ( المعرفة) http://www.aljazeera.net/NR/exeres/08806D71-3787-40EC-AE02-139CBA977E1A.htm، 30/11/2008.

[7]المرجع السابق.

[8] نشر الكتروني، ويكيبيديا، http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D8%B4%D8%B1_%D8%A5%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%B1% D9%88%D9%86%D9%8A ، 30/11/2008.



[9] اعلام الكتروني، ويكيبيديا، http://www.aljazeera.net/NR/exeres/08806D71-3787-40EC-AE02-139CBA977E1A.htm، 1/12/2008

[10] محمد البشر: كرسي الجزيرة في جامعة الإمام .. وأخلاقيات الإعلام الجديد، الجزيرة للحافة والنشر والتوزيع

http://www.al-jazirah.com/90170/lp3d.htm، 1/12/2008.

[11] المرجع السابق.

[12] حسن مكاوي: أخلاقيات العمل الاعلامي ( دراسة ومقارنة)، الدار المصرية اللبنانية، القاهرة، 2003، ص 319.

[13] نشر الكتروني، ويكيبيديا، http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%86%D8%B4%D8%B1_%D8%A5%D9%84%D9%83%D8%AA%D8%B1% D9%88%D9%86%D9%8A ، 30/11/2008.

[14] حسني نصر، سناء عبد الرحمن: التحرير الصحفي في عصر العولمة( الخبر الصحفي )، دار الكتاب الجامعي، العين، 2004، ص325-326.

محب بلاده
2011-12-03, 22:59
دورة اخلاقيات المهنة جمع وإعداد وتقديم الدكتور مسفر القحطان (http://faculty.kfupm.edu.sa/IAS/mesfer/Professional_Ethics_Course.doc)ي

محب بلاده
2011-12-03, 23:02
مهارات التعامل الوظيفي (http://faculty.kfupm.edu.sa/IAS/mesfer/Skills.pps)



(http://faculty.kfupm.edu.sa/IAS/mesfer/Skills.pps)
العادات العشر للنجاح الوظيفي (http://faculty.kfupm.edu.sa/IAS/mesfer/10.pps)

rahaf amel
2011-12-07, 19:28
http://C:\Users\User\Desktop\photos\01eefb111[1].gif

محب بلاده
2011-12-07, 21:42
http://C:\Users\User\Desktop\photos\01eefb111[1].gif



جزاكم الله خيرا

رغم انني لم أشاهد اي شيء



:confused:

lionhoussam
2011-12-07, 22:22
اسم العضو : lionhoussam

الطلب :بحث عن العلوم الانسانية وخصائصها ومعوقات البحث العلمي

المستوى :سنة اولى حقوق

أجل التسليم :3 ايام

محب بلاده
2011-12-07, 23:42
معوقات الأخذ بنتائج البحوث الاجتماعية في رسم السياسات وصنع القرار في العالم العربي!
محمد كيلاني ( باحث في العلوم الاجتماعية )



مقدمه

الحديث عن أهمية العلم والبحث العلمي، ودورهما في التنمية والتقدم، حديث قديم يضرب بجذوره منذ تاريخ العلم والبحث العلمي، وفي نفس الوقت حديث جديد متجدد عبر الزمان والمكان للدرجة التي أصبح من البديهيات التي لا داعي لتكرارها، والتأكيد عليها، وليس أدل على ذلك من أن موقع أي دوله على سلم التقدم والحضارة مرهون بمدى ودرجة تقدمها في مختلف مجالات العلم والبحث العلمي بشقة الطبيعي والاجتماعي؛ فما نشهده اليوم ونلمس آثاره على كافة الأصعدة والمستويات وفى مختلف الأنشطة والمجالات وليد الثورة العلمية، والتي تترجم لمنجزات تكنولوجية تستخدم وتوظف في شتى مناحي الحياة. فالعلاقة أضحت جدلية، تفاعلية ما بين استخدام وتوظيف نتائج البحث العلمي ــ بغض النظر عن مجاله ــ وبين التقدم البشرى والهيمنة على الطبيعة والتخطيط للحاضر والمستقبل.

وقد حُسم الجدل الدائر حول أهمية العلوم الاجتماعية ــ وفي قلبها علم الاجتماع ــ وعلمية نتائجها في عدد من الكتابات والندوات والمؤتمرات منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي، وخلصت لمدى الحاجة لمثل هذه العلوم وبخاصة مع التحولات والتغيرات الاجتماعية التي يعايشها العالم عامة والوطن العربي خاصة، وأهميتها في تحقيق نقلة نوعية للمجتمعات العربية.

غير أن المطلع على الأدبيات المختلفة التي تطرقت لوضع البحث العلمي بمؤسساته بصفة عامة والبحث الاجتماعي بصفة خاصة في الأقطار العربية، يلاحظ مقولة تشير إليها أو قناعه تؤكدها هذه الكتابات مؤداها أن هناك ما يشبه القطيعة أو الهوة أو "الفجوة" وانعدام الصلة بين المؤسسات العلمية والبحثية بمؤسسات المجتمع الإنتاجية والخدمية من ناحية، وبمؤسسات رسم السياسات العامة، وصنع القرار السياسي من ناحية أخرى.

فالقائمين برسم السياسات وصنع القرار والمشتغلين بالبحث الاجتماعي ــ من وجهه نظر هذا الفريق ــ يمثل كلاً منهما مجتمع قائم بذاته له ثقافته، واهتماماته، وأولوياته وأساليبه، وطرقه الخاصة في التعامل مع القضايا والمشاكل التي تواجهه، وأن المشتغلين بالبحث العلمي مستغرقون ومهتمون بقضايا العلم في حد ذاته (العلم الخالص) أكثر من اهتمامهم بكيفية استخدام هذه المعرفة، بعكس السياسيين الذين يركزون على الجانب العملي التطبيقي للمشكلات، وهناك فجوة تفصل بين القائمين بالبحث العلمي والقائمين برسم السياسات العامة وصنع القرار.

وتمثل الورقة الراهنة إجابة على تساؤل حاول الباحث الإجابة عنه مؤداه: إلى أي درجة تسهم نتائج البحث الاجتماعي بما تحتويه من معلومات وبيانات في ترشيد السياسات الاجتماعية وصنع القرار داخل المجتمع المصري؟ مركزاً على تحليل طبيعة علاقة المؤسسات البحثية بمؤسسات رسم السياسات الاجتماعية وصنع القرار. وتحدد الهدف الأساسي في محاولة التعرف على دور البحث الاجتماعي، بما يحتويه من معلومات وبيانات في ترشيد السياسات الاجتماعية وصنع القرار السياسي والصور المختلفة لهذا الدور، وذلك لرسم صوره لمجالات التطبيق والتوظيف والاستفادة من الإنتاج البحثي في ترشيد السياسات. طارحاً عدد من التساؤلات الفرعية على النحو التالي :

ما مدى فاعلية البحوث الاجتماعية ونتائجها ومدى الأخذ بها والاستفادة منها عند رسم السياسات وصنع القرار؟

2. ما تصورات المشتغلين بالبحث الاجتماعي (منتجي البحوث) لنتائج البحث الاجتماعي من حيث أهميتها وجديتها ودرجة استخدامها والاعتماد عليها في ترشيد السياسات بالمقارنة بتصورات القائمين برسم السياسات وصنع القرار(مستهلكي البحوث)؟

3. ما طبيعة وشكل العلاقة بين المؤسسات والأجهزة البحثية فيما بينها؟ وما علاقتها بمؤسسات رسم السياسات الاجتماعية؟ وما هي قنوات الربط والتفاعل فيما بينها؟

4. مدى وجود نماذج لبحوث ودراسات تم الرجوع إليها والاستناد عليها في صنع السياسات؟ وما خصائصها ونوعيتها؟ وما العوامل المختلفة التي يتوقف عليها تحقيق التفاعل والتعاون والاستفادة من المنتج البحثي؟

ولتحليل هذه الإشكالية طرح الباحث بالنقاش خمس قضايا خاصة بدور ومسئولية كل فريق لتعظيم الانتفاع والتوظيف والاستخدام للمنتج البحثي ومحاولة التعرف على أهم العوامل والمعوقات والأسباب التي تحول دون التعاون الفعال بين الفريقين. والتعرف على دور البحث الاجتماعي كمكون من مكونات أو مُدخل من مُدخلات تشكيل السياسات وصنع القرار.

وركز الباحث على ثلاث مؤسسات بحثية كبري في مصر كدراسة حالة هي: معهد التخطيط القومي، المركز القومي للبحوث التربوية والتنمية، المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية. وثلاث وزارات من المفترض فيها أنها أكثر الجهات السياسية استخداماً واستفادة وتوظيفاً لنتائج البحث الاجتماعي هي: وزارة الشئون الاجتماعية، التربية والتعليم، الإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة. وذلك لتحليل طبيعة العلاقة وتشخيص الوضع الراهن. حيث قام الباحث بعرض تصورات وآراء كل فريق على حداً (المشتغلون بالبحث الاجتماعي، القيادات السياسية) وهو ما سوف نعرض نتائجه في الجزء الأخير مع ربط وتحليل الحالة المصرية ومقارنتها بالحالة العربية قدر المستطاع.

أولاً: البحث الاجتماعي في الوطن العربي : إشكالية النشأة

1. الملامح والخصائص العامة.

لاقى تاريخ علم الاجتماع والبحث الاجتماعي في الوطن العربي اهتماماً ملحوظا، ظهر في الدراسات التي قام بها الباحثون العرب، بهدف التعرف على الظروف والمحددات التاريخية التي أحاطت بنشأته في الجامعات ومراكز البحث العربية مقارنة بنشأته في الدول الغربية، وظهر ذلك جليا من خلال كم المؤتمرات والندوات التي ركزت على البحث الاجتماعي. حيث ساد ولا يزال في الخطاب الاجتماعي العربي العديد من الأسئلة، والتي تدور في معظمها حول الأسباب المجتمعية التي أفرزت علم اجتماع، والظروف الموضوعية المصاحبة لهذه النشأة، كذلك طرح البعض أسئلة عن المعوقات التي حالت دون قيام علم اجتماع عربي، ودعا البعض لقيام علم اجتماع عربي، أو علم اجتماع إسلامي، يكون قادر على طرح مقولات نظرية، وإجراءات منهجية تتلاءم وطبيعة ظروف المجتمعات العربية، علم من شأنه أن يقضى على حالات التخلف والتبعية والتجزئة التي يعانى منها الوطن العربي، ويشرح ويفسر بطريقة موضوعية أسباب ومبررات استمرار المشاكل الاجتماعية التي تمزق كيانه ومن هذه الدعاوى "نحو علم اجتماع عربي: علم الاجتماع والمشكلات العربية" (أبو ظبي 1983) "إشكالية العلوم الاجتماعية في الوطن العربي" (القاهرة 1983)"مشكلة المنهج في بحوث العلوم الاجتماعية" (القاهرة 1983) "سياسة العلوم الاجتماعية في العالم العربي" (تونس 1984)، "علم الاجتماع وقضايا الإنسان العربي" (الكويت 1984) وغيرها من الدعاوى التي عبرت عنها الأوراق البحثية.

وكما أن هناك إجماعاً بين الباحثين العرب المشتغلين بعلم الاجتماع (بحثاً وتدريساً) بأنه علم غربي النشأة نظرياً ومنهجياً، جاءت نشأته بفعل عوامل بنائية مرتبطة بالمجتمع الغربي، فهناك أيضا إجماع بأن الظروف والمحددات التاريخية لنشأته في الوطن العربي، كانت ظروف غير طبيعية، بمعنى أن ظهوره ليس نتيجة أزمات أو تغيرات، أو لفض تناقضات مر بها الوطن العربي وحتمت ظهوره على الساحة الفكرية كما في نشأته الغربية.

وإذا كانت النشأة الغربية لعلم الاجتماع تضرب بجذورها التاريخية لعصر النهضة الأوربية والذي بدأ منذ العام (1300م حتى 1600م) ثم بدايات عصر التنوير والذي بدأ في منتصف القرن السابع عشر ووصل ذروته في القرن الثامن عشر الميلادي، فظهوره ونشأته في الوطن العربي لم تكن كذلك، فيشير "أحراشاو الغالى" إلى أن "البحث الإنساني حديث العهد في الأقطار العربية، حيث عرف انطلاقته الأولى بالتقريب في أوائل الخمسينات من هذا القرن بالنسبة لمصر ولبنان، وسوريا، والعراق، وتعرفت عليه دول المغرب العربي، خاصة تونس، الجزائر، المغرب في أواسط الستينيات، بينما لم تكتشف دول الخليج، الكويت، السعودية، البحرين على الخصوص أهميته إلا في بداية السبعينات" ([1])

ويذهب "أحمد زايد" إلى أنه "لا توجد إشارة إلى تأسيس أكاديمي لعلم الاجتماع قبل إنشاء الجامعة المصرية عام 1908، سوى الاهتمام الذي أبداه الشيخ "محمد عبده" في تقديمه لمقدمة ابن خلدون وتدريسها لطلاب دار العلوم. ويعنـــى ذلـك أن التأسيـس الأكاديمـي لعلــم الاجتماع قبل تأسيس الجامعة لم يكن كبيراً، وحتى بعد إنشاء الجامعة الأهلية ظل علم الاجتماع يحتل مكانه ثانوية حتى تحويل الجامعة إلى جامعة حكومية سنة 1920"، ويرى أن "علم الاجتماع هو في الأساس علم غربي، وكان تأسيسه في المجتمعات غير الغربية أحد نواتج الاحتكاك بالثقافة الأوروبية في عصر الاستعمار" ([2])

وطرح "عبد القادر عرابي" مجموعة من التساؤلات عن لماذا لم ينشأ حتى الآن علم اجتماع عربي، ولماذا لم تسفر محاولات المشتغلين فيه عن فلسفة علمية ونظرية اجتماعية عربية، وهل تعود الأسباب إلى المجتمع ؟ وهل هي داخلية أم خارجية؟ أم كلاهما؟ ([3])

كل هذه وغيرها أسئلة حائرة طرحها ولا يزال يطرحها كل المعنيين والمهمومين بعلم الاجتماع والبحث الاجتماعي محاولين تلمس أبعاد الأزمة. ([4])

غير أن الإجابة على كل هذه الأسئلة محزنة، إذا ما راجعنا كل ما كتب عن علم الاجتماع والبحث الاجتماعي على مستوى الوطن العربي أو إذا ما استعرضنا ملامحه وخصائصه، فيرى "مصطفى ناجى" أن "الواقع يدل على أن ظهور علم الاجتماع في العالم العربي، لم يكن تلبيه لحاجة مجتمعية معينة، ولكنه تقليدا للنظام الأكاديمي الغربي، وبالتالي كانت فترة بداية ظهوره تتسم بتطبيق قوالب فكرية ونظرية نمطية مستوردة من المجتمعات الغربية ومبنية على التراث الغربي ووقائعه، وقد أدى ذلك إلى فترة محاكاة وتقليد للدراسات الغربية دون ابتكار أو تجديد"([5])

من هنا يتضح لنا الإجماع التام بين الباحثين العرب، بأن علم الاجتماع إنتاج غير طبيعي ووليد غير شرعي "تمخض عن كيان مشوه" ([6]) وأنه نسق معرفي لا يتوائم أو يتلائم مع طبيعة وخصوصية المجتمعات العربية، حتى عند دخوله فشل في أداء دوره والمهام الملقاة على عاتقه.

من خلال ما سبق نستطيع أن نستخلص عدة أمور بخصوص إشكالية النشأة العربية لعلم الاجتماع والبحث الاجتماعي نجملها في الآتي: ــ

أولها: أن دخول علم الاجتماع والبحث الاجتماعي كنسق فكرى في بنيتنا التعليمية ومؤسساتنا الأكاديمية كان لأسباب داخلية وأخرى خارجية، ويمكن تفنيد أراء الباحثين ([7]) لأسباب دخول علم الاجتماع للوطن العربي في الآتي: ـ

أن دخول علم الاجتماع ارتبط بمشروع الحداثة الذي تبنيه الدولة، ولم يكتمل في تلك الفترة، خاصة مع إنشاء الجامعة الأهلية (1908) جامعة القاهرة فيما بعد، حيث اٌعتبر أحد عناصر مشروع الحداثة الغربي، وعملت المجتمعات العربية على تبنى وتحديث نظمها التعليمية واستحداث نظم وأساليب عصرية على البنية التعليمية السائدة في تلك الفترة (التعليم الديني الأزهري)، فأدخلت العلوم الإنسانية بفروعها المختلفة وكان علم الاجتماع أحد هذه العلوم. ساعد على ذلك، ودعمه في نفس الوقت خلق بورجوازية علمية أو كمبرادوريه تحاول نقل التراث الغربي إلى الوطن العربي، كذلك رغبة هذه الدول في تكريس التبعية والهيمنة الغربية من خلال ربط الباحثين في الأطراف النامية بالمراكز الرأسمالية عن طريق تصدير واستهلاك الفكر الغربي، وتوظيفه في المجتمعات النامية لخدمة مصالحها وأهدافها، مع ضمان ربط اقتصادها وسياساتها وثقافتها بآليات التبعية المختلفة، فكما أن هناك إستدماج للنظم الاقتصادية والسياسية العربية يكون هناك أيضا إستدماج للنظم الثقافية والمعرفية([8]) هذا من جانب, ومن جانب آخر، فإن للوجود الأجنبي خاصة في مصر, وما قام به العلماء الأجانب من تدريس لعلم الاجتماع والبحث الاجتماعي والانثرولوجيا في أعرق الجامعات والمعاهد المصرية أكبر الأثر على بناء المعرفة الاجتماعية وترسيخ علم الاجتماع والبحث الاجتماعي بأدواته وموضوعاته خاصة شقه المثالي.
لم يكتفى الأمر بهذا الحد بل رغب الاستعمار في ربط النظم التعليمية وأسلوب التفكير بالغرب، ولعبت عوامل داخلية دوراً لا يمكن إنكاره حيث عملت على استمرار الأمور بعد الاستقلال، فقد لعبت البعثات للدول الغربية خاصة فرنسا وإنجلترا أولا ثم أمريكا فيما بعد الدور نفسه، والذي أنعكس بصورة واضحة وجلية خاصة على أعمال الرواد الأوائل مثل "عبد العزيز عزت" و"على عبد الواحد وافى" و "منصور فهمى" و "طه حسين" والذين تتلمذوا على يد"أميل دور كايم" أو على يد تلاميذه المباشرين له خاصة "مارسيل موسى" وغيرهم، وترك تأثيرهم بصمات واضحة على إنتاج الجيل الأول فكما يقول "زايد " اهتموا بقضايا متفرقة ذات طابع نظري تختلط فيه الفلسفة بالأخلاق بالتربية، كما هو الحال في المدرسة الفرنسية، فقد كتبوا عن الأسرة واللغة والمسئولية والجزاء والسلطة والجريمة والجمال والتربية. ([9])
حالات التخلف التي تعانى منها بنية المجتمع العربي، وطبيعة نظمه سواء كانت اقتصادية، سياسية، اجتماعية، ثقافية، لا تشجع على الابتكار أو التغير، كذلك انعدام مناخ ثقافي يشجع على العلم والبحث العلمي عامة والبحث الاجتماعي خاصةً.
ما ينطبق على مصر ينطبق بالتبعية على باقي الدول العربية، حيث تجمع كل الكتابات على أن مصر من أوائل الدول العربية التي دخل فيها علم الاجتماع، وعرفت البحث الاجتماعي بشكله المؤسسي منذ الحملة الفرنسية، وقد ازدهر منذ ثلاثينيات القرن العشرين، وأنشأت له مؤسسات رسمية خاصة به في أوائل الخمسينيات مثل المعهد القومي للبحوث الجنائية (1955) والذي تحول إلى المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية عام (1959)، كما كان للباحثين المصريين ولا يزالوا الدور الأكبر في شرح وتوضيح ونقل الجديد في مجال علم الاجتماع والبحث الاجتماعي في الداخل وفي الدول العربية، سواء عن طريق التعليم المباشر أو عن طريق كتبهم المترجمة والمؤلفة. كما وقع على عاتق بعضهم مهمة إنشاء أقسام لعلم الاجتماع والأنثرولوجيا في معظم الدول العربية وخاصة الدول النفطية ووضع مناهجها ورئاستها لعشرات السنوات كما في الكويت الإمارات والسعودية ([10])

ثانيا: هناك أراء متنوعة ومتباينة، وأن كانت تجمع أو تصب في رافد واحد هو عدم قدرة المجتمعات العربية على إفراز علم يفسر ويشرح أوضاعها، وهذا مرده للعديد من الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية .

2. علم الاجتماع والبحث الاجتماعي في مصر:

إذا ما تحدثنا عن البحث الاجتماعي في العالم العربي بشكل عام نجد أن الحالة المصرية تتفرد ببعض الخصائص والسمات على المستوى التاريخي، والكمي، والنوعي سواء من حيث حجم الإنتاج العلمي والبحثي أو عدد المؤسسات البحثية أو الباحثين المنتجين للمعرفة العلمية، فنظرة تاريخية فاحصة لتاريخ مؤسسات وأجهزة البحث الاجتماعي نجد مؤشرات داله على هذا التفرد فمن الناحية التاريخية نجد أن أقدم المؤسسات يعود تاريخها إلى العام (1955م) كما سبق الحديث في الصفحات السابقة وعلى المستوى الكمي نجد مئات رسائل الماجستير والدكتوراه بخاصة في جامعة عين شمس والقاهرة والإسكندرية وبحوث المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ومعهد التخطيط القومي ومركز البحوث الاجتماعية بجامعة القاهرة والمركز القومي للبحوث التربوية والتنمية، وعشرات المراكز البحثية الخاصة كمركز ابن خلدون ومركز البحوث الاجتماعية بالجامعة الأمريكية، والتي لا يمكن إنكار إنتاجها البحثي مهما اختلفنا مع التوجهات الأيديولوجية لها.

أما فيما يتعلق بالحالة العربية، نجد أن دول مجلس التعاون الخليجي بدأت منذ فترة ليست بالبعيدة وسوف نركز على الحالة السعودية نظراً لضيق الوقت وكنموذج بارز عن باقي دول مجلس التعاون سواء من حيث الكم والكيف لمؤسسات وأجهزة البحث الاجتماعي أو حجم الإنتاج البحثي واهتمامها بهذا الشأن.

3. علم الاجتماع والبحث الاجتماعي في المملكة العربية السعودية:

اهتمت المملكة على المستوى الرسمي بالبحث الاجتماعي وأنشأت أقسام للعلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعاتها المختلفة، وبخاصة علم الاجتماع، والخدمة الاجتماعية، وعلم النفس، كذلك وحدات بحثية ذات طابع خاص "كمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية"، "مركز بحوث العلوم الاجتماعية بجامعة أم القرى"، "مركز البحوث والدراسات الاجتماعية بجامعة الملك خالد"، "المركز الوطني لأبحاث الشباب بجامعة الملك سعود"، "مركز الدراسات والبحوث بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية"، "مركز البحوث الاجتماعية والإنسانية بجامعة الملك عبد العزيز"، "مركز البحوث الاجتماعية ودراسات المرأة بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن"، بهدف الوقوف على فهم وتحليل علمي للظواهر والمشاكل الاجتماعية التي تواجهه المجتمع السعودي.

وعلى مدار السنوات الأخيرة أجُري بأقسام العلوم الاجتماعية بالجامعات عشرات رسائل الماجستير والدكتوراه بالإضافة لبحوث أعضاء هيئات التدريس وبحوث ودراسات واستطلاعات رأي ميدانية، أجرتها المراكز والوحدات البحثية المختلفة، والتي لها دور مهم في فهم وتحليل وتفسير العديد من أسباب الظواهر والمشاكل الاجتماعية.

كما شهدت المملكة وبخاصة خلال الخمس عشر سنة ــ وبشكل مكثف خلال الخمس سنوات ــ الأخيرة تأسيس مزيد من المراكز البحثية المستقلة ذات الطابع الخاص التجاري أو الخيري والتي تعطي اهتماماً خاص بالجوانب الاجتماعية والإنسانية مثل مركز اسبار للدراسات والبحوث والإعلام (1994م)، مركز رؤية للدراسات الاجتماعية (2004)، المركز الدولي للأبحاث والدراسات (مداد)، ومركز السلام السعودي للاستشارات والدراسات الاجتماعية (2010)، مركز الاستطلاع وقياس الرأي (قياس) (2009)، مركز واعي للاستشارات الاجتماعية، مركز باحثات لدراسات المرأة، قسم البحوث والدراسات الاجتماعية بمركز التنمية الإنسانية والاستشارات الأسرية التنموية، مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز للبحوث، وغيره من المراكز البحثية الأخرى ناهيك عن الكراسي البحثية بكل كلية ــ والتي تولي القضايا الاجتماعية اهتمام خاص ــ وذلك لفهم وتحليل مختلف الظواهر والمشاكل الاجتماعية وتناولها بأسلوب علمي، لمعرفة أسبابها، وعواملها، وطرق علاجها، فنحن إذن بصدد تزايد كمي في عدد مؤسسات وأجهزة البحث الاجتماعي في المملكة خلال السنوات القليلة الماضية، وهو ما يشكل ظاهرة تستدعى دراستها وتسليط الضوء عليها والتعرف على مختلف أبعادها.

ثانياً: طبيعة علاقة المؤسسات البحثية بمؤسسات رسم السياسات وصنع القرار.

عرضنا في الصفحات السابقة لملامح وخصائص علم الاجتماع والبحث الاجتماعي في العالم العربي بالتركيز ــ وبشكل خاص ــ على الحالة المصرية والسعودية، ومن خلال الدراسة التي قام بها الباحث وسبق الإشارة إليها؛ خلصّ من خلال المقابلات الميدانية مع الأطراف المعنية (الباحثون، القيادات السياسية) لعدد من النتائج نجمل أهمها في الآتي:ـ

1. لا توجد قطيعة كلية أو فجوة عميقة تفصل المشتغلين بالبحث الاجتماعي براسمي السياسات؛ وإنما هناك علاقة غير تفاعلية، أحادية الجانب ومن طرف واحد وفى موضوعات تحتاجها مؤسسات رسم السياسات.

2. هناك قنوات اتصال بين المشتغلين بالبحث الاجتماعي وبين قيادات الوزارات المختلفة وأهمها المؤتمرات والندوات وورش العمل التي تجمع الفريقين، وتعمد إليها المؤسسات البحثية بشكل خاص كآلية لمد الجسور بينها وبين مؤسسات رسم السياسات، وتدعوه فيها قيادات العمل التنفيذي والتشريعي على أعلى مستوياته.

3. هناك خبرات ونماذج واقعية تشير بأن الباحثين قد تعاونوا من خلال التكليف ببحوث ودراسات من قبل وزارات وجهات تنفيذية وتشريعية عديدة. وهناك طلب على البحث الاجتماعي تجسد في عدد من الدراسات بتكليف من جهات تنفيذية وتخطيطية.

4. البحوث المكلف بها من قبل جهات سياسية (وزارات) أو المتعاقد عليها أقرب للاسترشاد والاستفادة بها في وضع الخطط والبرامج؛ لأنها بناء على طلب فعلى، ولذا يتم الأخذ بنسبة كبيرة مما تطرحه من توصيات. نتيجة لرغبة الوزارة في التعرف على الآراء والتصورات والحلول المطروحة للمشكلة.

5. لا يوجد أي صيغة إلزامية للجهات السياسية للأخذ بنتائج البحث العلمي حتى لو كلفت بها؛ وهناك أمثلة لبحوث كلف بها وزراء وانتهت الدراسات لنتائج وتوصيات ولم يؤخذ بها ولم توضع في الاعتبار؛ لأسباب وظروف شخصية وأخري مجتمعية.

6. المبادرة والرغبة في استخدام نتائج البحث تأتى من قبل راسمي السياسات وصانعي القرار، فهم الذين بيدهم الأخذ بنتائج البحث العلمي متى أرادوا الاسترشاد، ومتى توافرت الرغبة الجادة فى ذلك.

7. الاستعانة وإشراك المشتغلين بالبحث الاجتماعي في بعض الأحيان قد تكون مسألة شكلية لشرعنة قرارات وبرامج وخطط ، تكون في العادة معدة سلفاً ومتخذة بالفعل من قبل القيادات العليا أكثر من كونها مشاركة فعلية.

8. الأقسام العلمية بالجامعات تفتقر لخطة أو أجنده بحثية محددة مربوطة بقضايا التنمية الاجتماعية والاقتصادية، والبحوث تجرى وفق اهتمامات الباحثين الذاتية وميولهم الفردية. وهناك فقر في وحدات البحوث الاجتماعية بالوزارات. علاوة على عدم الاتصال والتعاون والتنسيق بين المراكز البحثية المختلفة.

ثالثاً: معوقات الأخذ بنتائج البحث الاجتماعي في رسم السياسات وصنع القرار السياسي:

تنقسم المعوقات التي تحول دون الاستفادة واستخدام نتائج البحث الاجتماعي من قبل مؤسسات رسم السياسات وصنع القرار السياسي إلي: ــ

1. معوقات خاصة بالمشتغلين بالبحث الاجتماعي وتتمثل في الآتي : ــ

غلبة البحوث الجزئية والقطاعية على البحوث الكلية فعدد كبير يركز على قطاع محدد، قرية، مدينة، شريحة والعينات صغيرة الحجم وغير ممثلة في بعض الأحيان مما يصعب التعميم على نتائجها على مستوى الدولة.
صعوبة الحصول والاطلاع على نتائج البحث الاجتماعي وعدم وصولها لمؤسسات رسم السياسات ومعرفة الجهات التنفيذية والتشريعية بها.
كبر وضخامة حجم الدراسة وافتقار عدد من البحوث لطرح البدائل والخيارات والحلول التي يمكن أن يفاضل فيما بينما راسمي السياسات وصانع القرار، حيث تفتقر غالبية البحوث لتقرير واضح يحدد المشكلة وأسبابها وبدائل الحلول والمقترحات، وعدم الاهتمام بكتابه تقارير السياسات وأوراق العمل، كما أن اللغة والخطاب العلمي لعدد كبير من الدراسات لا يراعي احتياجات ومتطلبات الجهات التنفيذية والتشريعية.
الطموح الزائد لدى عدد من الباحثين ومن ثم مثالية التوصيات والنتائج التي تأتى أقرب للينبغيات، ولا تراعى الإمكانيات والظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فالطرح نظري في معظم الأحيان.
بطء إيقاع البحث العلمي في بعض الأوقات وعدم اهتمام الباحثين بتوزيع ونشر وترويج أفكارهم وتسويقها كسلع فكرية.

2. معوقات خاص بالقائمين برسم السياسات وصنع القرار وتتمثل في الآتي : ــ

عدم تفهم كافٍ من قبل بعض المسئولين لأهمية نتائج البحث العلمي واستخدامها، والاستعلاء من جانب البعض، والادعاء بوضوح أسباب المشاكل الاجتماعية.
تفضيل الاعتماد على أصحاب الثقة بدل من أصحاب الخبرة العلمية؛ وضعف المشاركة المجتمعية، وهشاشة دور جماعات الضغط في عملية رسم السياسات ومنهم جماعة المشتغلين بالبحث الاجتماعي.

3. معوقات مجتمعية (خاص بالأوضاع الاقتصاد والاجتماعية) وتتمثل في الآتي:

نقص الموارد المالية وقلة الإمكانيات والاعتمادات المخصصة للمؤسسات التنفيذية المختلفة، حيث تأتى ضمن أهم العقبات التي وردت بشكل واضح وصريح في خطاب قيادات الوزارات الثلاثة وفى شكل ضمني في خطاب المشتغلين بالبحث الاجتماعي. فالإمكانيات الاقتصادية تحول دون تطبيق كل نتائج وتوصيات البحث الاجتماعي من ناحية وتجعل أولويات الجانب السياسي مختلفة عن أولويات واهتمامات المشتغلين بالبحث الاجتماعي في عدد من القضايا والموضوعات.
عدم وجود قاعدة معلومات وبيانات شاملة قومية حول المشكلة وأتاحتها لراسمي السياسات، حيث يتميز الإنتاج البحثي بالتفرق والتشتت حول أكثر من مؤسسة بحثية.
البحث الاجتماعي ليس المنتج البحثي الوحيد الغير مستفاد منه، فتوصيات ونتائج بحوث عديدة لا يؤخذ بها ولا يستفاد منها ــ خاصة المجال الزراعي ــ وبالتالي لا يمكن النظر إلى توظيف البحث الاجتماعي بمعزل عن توظيف واستخدام البحث العلمي بصفة عامة.
هناك وعى بدأ في التزايد للاستفادة من خدمات البحث العلمي؛ وهناك اتجاه بدأ حديثاً يتزايد ورغبة من القيادات العليا بالوزارات من الاستفادة والتوظيف والاستخدام. فالأوضاع في تحسن وهناك مبادرات سياسية تعكس الحاجة لنتائج البحث العلمي في مختلف التخصصات والقطاعات للاستفادة منها والاسترشاد بها.

خاتمة:

يمكن القول بأن وضع البحث الاجتماعي، ودورة، ومدى الاستفادة منه، وتوظيفه في رسم السياسيات وصنع القرار في العالم العربي ليس باستثناء عن الحالة المصرية، فالوضع في الدول العربية ليس بأفضل حالاً، فلا يزال البحث الاجتماعي وتوظيف نتائجه دون المستوي المطلوب حتى الآن، وأن كانت هنالك خصوصية تاريخية ومجتمعية فيما بين دول العالم العربي، إلا أن هناك قسمات ثقافية واجتماعية وسياسية مشتركة تحول دون الاستخدام والتوظيف الأمثل أن لم يكن الإيمان بأهمية ومكانة البحث الاجتماعي ودورة في خدمة قضايا المجتمع بشكل عام ورسم السياسات وصنع القرار بوجه خاص.

محمد كيلاني

باحث في العلوم الاجتماعية



(2) احراشاو الغالى: معوقات التأسيس العلمي للعلوم الإنسانية في الوطن العربي، مجلة الوحدة، السنة الخامسة، العدد (50)، نوفمبر 1988، ص22.

(2) أحمد زايد: سبعون عاما لعلم الاجتماع فى مصر، مجلة كلية الآداب، جامعة القاهرة، مجلد(56) عدد(4)، أكتوبر 1996، صـ2

(4) عبدالقادر عرابى، عبد الله الهمالى: إشكالية علم الاجتماع واستخدامه في الجامعات العربية، المستقبل العربي، السنة الثالثة عشر، العدد 141، نوفمبر 1990 ، صـ 170 راجع أيضا: معن خليل عمر: نحو علم اجتماع عربي، دار الشؤون الثقافية والنشر، سلسة دراسات العدد (361)، العراق، 1982.

(5) راجع فى ذلك معظم الأعمال التى قدمت فى المؤتمرات والندوات سابقة الذكر واشرنا إليها.

(6) مصطفى ناجى: علم الاجتماع فى العالم العربي بين المحلية والدولية، مجلة العلوم الاجتماعية المجلد (15)، العدد (2)، صيف 1987، صـ181. وللمزيد من التعرف على أسباب ظهور ونشـأه علم الاجتماع والظروف والعوامل المجتمعية التي عملت على إفرازه فى الوطن العربي راجع الأعمال الآتية : ـ

ـ حيدر إبراهيم: علم الاجتماع والصراع الأيديولوجي في المجتمع العربي، في: عزت حجازى( وآخرون)، نحو علم اجتماع عربي: علم الاجتماع والمشكلات العربية الراهنة، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1986، صـ120.

ـ حسين شبكة: علم اجتماع أم علم اجتماع عربى، شؤون عربية، العدد 61، مارس 1990، صـ 165.

ـ مجدى حجازى: علم الاجتماع بين تناقض الواقع واغتراب الفكر، دراسة فى أزمة العلاقة بين الباحث ومجتمعه، مجلة كلية الآداب، جامعة القاهرة، المجلد (57)، العدد (4)، أكتوبر 1997، صـ 126 0

ـ سالم سارى: الاجتماعيون العرب ودراسة القضايا المجتمعية العربية: ممارسه نقديه، المستقبل العربى، السنة الثامنة، العدد 75، مايو 1985، صـ 85. وعن معوقات نشأة علم اجتماع عربى انظر: عبد القادر عرابى، عبد الله الهمالى: إشكالية علم الاجتماع واستخدامه فى الجامعات العربية، المستقبل العربي ، السنة الثالثة عشر ، العدد (141) ، نوفمبر 1990 ، ص27 : 28 .

(7) شادية قناوى: المشكلات الاجتماعية وإشكالية اغتراب علم الاجتماع، رؤية من العالم الثالث، دار الثقافة العربية، القاهرة، 1988، صـ181

(8) راجع فى ذلك معظم الكتابات التى تعرضت لنشأة علم الاجتماع والبحث الاجتماعي فى الوطن العربي أهمها ما ورد فى المؤتمرات والندوات وأشرنا له قبل سابق.

(9) عن علم الاجتماع كآلية من آليات التبعية راجع : شادية قناوى، المشكلات الاجتماعية وإشكالية اغتراب علم الاجتماع، مرجع سبق ذكره، صـ181 وعبد الباسط عبد المعطى: فى استشراف مستقبل علم الاجتماع فى الوطن العربي: بيان فى التمرد والالتزام، فى: عزت حجازى (تحرير) وآخرون، نحو علم اجتماع عربي: علم الاجتماع والمشكلات العربية الراهنة، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1986، صـ361 .

(10) عن الأساتذة الأجانب ودورهم في تأسيس علم الاجتماع في الجامعات المصرية وعن الموضوعات التى شغلت الجيل الأول وتأثير المدرسة الفرنسية والإنجليزية على أعمالهم راجع أحمد زايد: سبعون عاما لعلم الاجتماع، مرجع سبق ذكره، سعد الدين إبراهيم: علم الاجتماع "الأحول" في مصر والعالم العربي، مجلة إضافات، العدد الأول، إبريل 1998، صــ 175 .

(11) عن تاريخ علم الاجتماع في مصر، العراق، دول الخليج، شمال إفريقيا، ودور المدرسة المصرية في ذلك راجع: -

ـ عبد القادر عرابي: حول الوضع الراهن لعلم الاجتماع العربي، ترجمة وتعليق محمد الجوهرى، الكتاب السنوي لعلم الاجتماع، العدد الخامس، دار المعارف، القاهرة، أكتوبر 1983، صــ 79 : صـ120 .

ـ فتحي أبو العينين: علم الاجتماع في الأقطار العربية الخليجية، وضعه ودوره في فهم الواقع المتغير، المستقبل العربي، السنة السادسة عشرة، العدد (175 )، سبتمبر1993 .

[1] محمـد كيلاني، باحث في العلوم الاجتماعية، مصر، هذه المقالة تطوير لبعض نتائج أطروحة رسالة ماجستير أجراها الباحث بعنوان "الدولة وواقع البحث الاجتماعي في المجتمع المصري دراسة تحليلية مقارنة لعلاقة البحث العلمي بالسياسات التنفيذية"، قسم الاجتماع، كليه الآداب، جامعة عين شمس منطلقاً من تساؤل رئيس حاول الإجابة عنه مؤداه: إلى أي درجة تسهم نتائج البحث الاجتماعي بما تحتويه من معلومات وبيانات في ترشيد السياسات الاجتماعية وصنع القرار داخل المجتمع المصري؟

(2) احراشاو الغالى: معوقات التأسيس العلمي للعلوم الإنسانية في الوطن العربي، مجلة الوحدة، السنة الخامسة، العدد (50)، نوفمبر 1988، ص22.

(2) أحمد زايد: سبعون عاما لعلم الاجتماع فى مصر، مجلة كلية الآداب، جامعة القاهرة، مجلد(56) عدد(4)، أكتوبر 1996، صـ2

(4) عبدالقادر عرابى، عبد الله الهمالى: إشكالية علم الاجتماع واستخدامه في الجامعات العربية، المستقبل العربي، السنة الثالثة عشر، العدد 141، نوفمبر 1990 ، صـ 170 راجع أيضا: معن خليل عمر: نحو علم اجتماع عربي، دار الشؤون الثقافية والنشر، سلسة دراسات العدد (361)، العراق، 1982.

(5) راجع فى ذلك معظم الأعمال التى قدمت فى المؤتمرات والندوات سابقة الذكر واشرنا إليها.

(6) مصطفى ناجى: علم الاجتماع فى العالم العربي بين المحلية والدولية، مجلة العلوم الاجتماعية المجلد (15)، العدد (2)، صيف 1987، صـ181. وللمزيد من التعرف على أسباب ظهور ونشـأه علم الاجتماع والظروف والعوامل المجتمعية التي عملت على إفرازه فى الوطن العربي راجع الأعمال الآتية : ـ

ـ حيدر إبراهيم: علم الاجتماع والصراع الأيديولوجي في المجتمع العربي، في: عزت حجازى( وآخرون)، نحو علم اجتماع عربي: علم الاجتماع والمشكلات العربية الراهنة، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1986، صـ120.

ـ حسين شبكة: علم اجتماع أم علم اجتماع عربى، شؤون عربية، العدد 61، مارس 1990، صـ 165.

ـ مجدى حجازى: علم الاجتماع بين تناقض الواقع واغتراب الفكر، دراسة فى أزمة العلاقة بين الباحث ومجتمعه، مجلة كلية الآداب، جامعة القاهرة، المجلد (57)، العدد (4)، أكتوبر 1997، صـ 126 0

ـ سالم سارى: الاجتماعيون العرب ودراسة القضايا المجتمعية العربية: ممارسه نقديه، المستقبل العربى، السنة الثامنة، العدد 75، مايو 1985، صـ 85. وعن معوقات نشأة علم اجتماع عربى انظر: عبد القادر عرابى، عبد الله الهمالى: إشكالية علم الاجتماع واستخدامه فى الجامعات العربية، المستقبل العربي ، السنة الثالثة عشر ، العدد (141) ، نوفمبر 1990 ، ص27 : 28 .

(7) شادية قناوى: المشكلات الاجتماعية وإشكالية اغتراب علم الاجتماع، رؤية من العالم الثالث، دار الثقافة العربية، القاهرة، 1988، صـ181

(8) راجع فى ذلك معظم الكتابات التى تعرضت لنشأة علم الاجتماع والبحث الاجتماعي فى الوطن العربي أهمها ما ورد فى المؤتمرات والندوات وأشرنا له قبل سابق.

(9) عن علم الاجتماع كآلية من آليات التبعية راجع : شادية قناوى، المشكلات الاجتماعية وإشكالية اغتراب علم الاجتماع، مرجع سبق ذكره، صـ181 وعبد الباسط عبد المعطى: فى استشراف مستقبل علم الاجتماع فى الوطن العربي: بيان فى التمرد والالتزام، فى: عزت حجازى (تحرير) وآخرون، نحو علم اجتماع عربي: علم الاجتماع والمشكلات العربية الراهنة، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1986، صـ361 .

(10) عن الأساتذة الأجانب ودورهم في تأسيس علم الاجتماع في الجامعات المصرية وعن الموضوعات التى شغلت الجيل الأول وتأثير المدرسة الفرنسية والإنجليزية على أعمالهم راجع أحمد زايد: سبعون عاما لعلم الاجتماع، مرجع سبق ذكره، سعد الدين إبراهيم: علم الاجتماع "الأحول" في مصر والعالم العربي، مجلة إضافات، العدد الأول، إبريل 1998، صــ 175 .

(11) عن تاريخ علم الاجتماع في مصر، العراق، دول الخليج، شمال إفريقيا، ودور المدرسة المصرية في ذلك راجع: -

ـ عبد القادر عرابي: حول الوضع الراهن لعلم الاجتماع العربي، ترجمة وتعليق محمد الجوهرى، الكتاب السنوي لعلم الاجتماع، العدد الخامس، دار المعارف، القاهرة، أكتوبر 1983، صــ 79 : صـ120 .

ـ فتحي أبو العينين: علم الاجتماع في الأقطار العربية الخليجية، وضعه ودوره في فهم الواقع المتغير، المستقبل العربي، السنة السادسة عشرة، العدد (175 )، سبتمبر1993 .

محب بلاده
2011-12-07, 23:42
معوقات الأخذ بنتائج البحوث الاجتماعية في رسم السياسات وصنع القرار في العالم العربي!
محمد كيلاني ( باحث في العلوم الاجتماعية )



مقدمه

الحديث عن أهمية العلم والبحث العلمي، ودورهما في التنمية والتقدم، حديث قديم يضرب بجذوره منذ تاريخ العلم والبحث العلمي، وفي نفس الوقت حديث جديد متجدد عبر الزمان والمكان للدرجة التي أصبح من البديهيات التي لا داعي لتكرارها، والتأكيد عليها، وليس أدل على ذلك من أن موقع أي دوله على سلم التقدم والحضارة مرهون بمدى ودرجة تقدمها في مختلف مجالات العلم والبحث العلمي بشقة الطبيعي والاجتماعي؛ فما نشهده اليوم ونلمس آثاره على كافة الأصعدة والمستويات وفى مختلف الأنشطة والمجالات وليد الثورة العلمية، والتي تترجم لمنجزات تكنولوجية تستخدم وتوظف في شتى مناحي الحياة. فالعلاقة أضحت جدلية، تفاعلية ما بين استخدام وتوظيف نتائج البحث العلمي ــ بغض النظر عن مجاله ــ وبين التقدم البشرى والهيمنة على الطبيعة والتخطيط للحاضر والمستقبل.

وقد حُسم الجدل الدائر حول أهمية العلوم الاجتماعية ــ وفي قلبها علم الاجتماع ــ وعلمية نتائجها في عدد من الكتابات والندوات والمؤتمرات منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي، وخلصت لمدى الحاجة لمثل هذه العلوم وبخاصة مع التحولات والتغيرات الاجتماعية التي يعايشها العالم عامة والوطن العربي خاصة، وأهميتها في تحقيق نقلة نوعية للمجتمعات العربية.

غير أن المطلع على الأدبيات المختلفة التي تطرقت لوضع البحث العلمي بمؤسساته بصفة عامة والبحث الاجتماعي بصفة خاصة في الأقطار العربية، يلاحظ مقولة تشير إليها أو قناعه تؤكدها هذه الكتابات مؤداها أن هناك ما يشبه القطيعة أو الهوة أو "الفجوة" وانعدام الصلة بين المؤسسات العلمية والبحثية بمؤسسات المجتمع الإنتاجية والخدمية من ناحية، وبمؤسسات رسم السياسات العامة، وصنع القرار السياسي من ناحية أخرى.

فالقائمين برسم السياسات وصنع القرار والمشتغلين بالبحث الاجتماعي ــ من وجهه نظر هذا الفريق ــ يمثل كلاً منهما مجتمع قائم بذاته له ثقافته، واهتماماته، وأولوياته وأساليبه، وطرقه الخاصة في التعامل مع القضايا والمشاكل التي تواجهه، وأن المشتغلين بالبحث العلمي مستغرقون ومهتمون بقضايا العلم في حد ذاته (العلم الخالص) أكثر من اهتمامهم بكيفية استخدام هذه المعرفة، بعكس السياسيين الذين يركزون على الجانب العملي التطبيقي للمشكلات، وهناك فجوة تفصل بين القائمين بالبحث العلمي والقائمين برسم السياسات العامة وصنع القرار.

وتمثل الورقة الراهنة إجابة على تساؤل حاول الباحث الإجابة عنه مؤداه: إلى أي درجة تسهم نتائج البحث الاجتماعي بما تحتويه من معلومات وبيانات في ترشيد السياسات الاجتماعية وصنع القرار داخل المجتمع المصري؟ مركزاً على تحليل طبيعة علاقة المؤسسات البحثية بمؤسسات رسم السياسات الاجتماعية وصنع القرار. وتحدد الهدف الأساسي في محاولة التعرف على دور البحث الاجتماعي، بما يحتويه من معلومات وبيانات في ترشيد السياسات الاجتماعية وصنع القرار السياسي والصور المختلفة لهذا الدور، وذلك لرسم صوره لمجالات التطبيق والتوظيف والاستفادة من الإنتاج البحثي في ترشيد السياسات. طارحاً عدد من التساؤلات الفرعية على النحو التالي :

ما مدى فاعلية البحوث الاجتماعية ونتائجها ومدى الأخذ بها والاستفادة منها عند رسم السياسات وصنع القرار؟

2. ما تصورات المشتغلين بالبحث الاجتماعي (منتجي البحوث) لنتائج البحث الاجتماعي من حيث أهميتها وجديتها ودرجة استخدامها والاعتماد عليها في ترشيد السياسات بالمقارنة بتصورات القائمين برسم السياسات وصنع القرار(مستهلكي البحوث)؟

3. ما طبيعة وشكل العلاقة بين المؤسسات والأجهزة البحثية فيما بينها؟ وما علاقتها بمؤسسات رسم السياسات الاجتماعية؟ وما هي قنوات الربط والتفاعل فيما بينها؟

4. مدى وجود نماذج لبحوث ودراسات تم الرجوع إليها والاستناد عليها في صنع السياسات؟ وما خصائصها ونوعيتها؟ وما العوامل المختلفة التي يتوقف عليها تحقيق التفاعل والتعاون والاستفادة من المنتج البحثي؟

ولتحليل هذه الإشكالية طرح الباحث بالنقاش خمس قضايا خاصة بدور ومسئولية كل فريق لتعظيم الانتفاع والتوظيف والاستخدام للمنتج البحثي ومحاولة التعرف على أهم العوامل والمعوقات والأسباب التي تحول دون التعاون الفعال بين الفريقين. والتعرف على دور البحث الاجتماعي كمكون من مكونات أو مُدخل من مُدخلات تشكيل السياسات وصنع القرار.

وركز الباحث على ثلاث مؤسسات بحثية كبري في مصر كدراسة حالة هي: معهد التخطيط القومي، المركز القومي للبحوث التربوية والتنمية، المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية. وثلاث وزارات من المفترض فيها أنها أكثر الجهات السياسية استخداماً واستفادة وتوظيفاً لنتائج البحث الاجتماعي هي: وزارة الشئون الاجتماعية، التربية والتعليم، الإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة. وذلك لتحليل طبيعة العلاقة وتشخيص الوضع الراهن. حيث قام الباحث بعرض تصورات وآراء كل فريق على حداً (المشتغلون بالبحث الاجتماعي، القيادات السياسية) وهو ما سوف نعرض نتائجه في الجزء الأخير مع ربط وتحليل الحالة المصرية ومقارنتها بالحالة العربية قدر المستطاع.

أولاً: البحث الاجتماعي في الوطن العربي : إشكالية النشأة

1. الملامح والخصائص العامة.

لاقى تاريخ علم الاجتماع والبحث الاجتماعي في الوطن العربي اهتماماً ملحوظا، ظهر في الدراسات التي قام بها الباحثون العرب، بهدف التعرف على الظروف والمحددات التاريخية التي أحاطت بنشأته في الجامعات ومراكز البحث العربية مقارنة بنشأته في الدول الغربية، وظهر ذلك جليا من خلال كم المؤتمرات والندوات التي ركزت على البحث الاجتماعي. حيث ساد ولا يزال في الخطاب الاجتماعي العربي العديد من الأسئلة، والتي تدور في معظمها حول الأسباب المجتمعية التي أفرزت علم اجتماع، والظروف الموضوعية المصاحبة لهذه النشأة، كذلك طرح البعض أسئلة عن المعوقات التي حالت دون قيام علم اجتماع عربي، ودعا البعض لقيام علم اجتماع عربي، أو علم اجتماع إسلامي، يكون قادر على طرح مقولات نظرية، وإجراءات منهجية تتلاءم وطبيعة ظروف المجتمعات العربية، علم من شأنه أن يقضى على حالات التخلف والتبعية والتجزئة التي يعانى منها الوطن العربي، ويشرح ويفسر بطريقة موضوعية أسباب ومبررات استمرار المشاكل الاجتماعية التي تمزق كيانه ومن هذه الدعاوى "نحو علم اجتماع عربي: علم الاجتماع والمشكلات العربية" (أبو ظبي 1983) "إشكالية العلوم الاجتماعية في الوطن العربي" (القاهرة 1983)"مشكلة المنهج في بحوث العلوم الاجتماعية" (القاهرة 1983) "سياسة العلوم الاجتماعية في العالم العربي" (تونس 1984)، "علم الاجتماع وقضايا الإنسان العربي" (الكويت 1984) وغيرها من الدعاوى التي عبرت عنها الأوراق البحثية.

وكما أن هناك إجماعاً بين الباحثين العرب المشتغلين بعلم الاجتماع (بحثاً وتدريساً) بأنه علم غربي النشأة نظرياً ومنهجياً، جاءت نشأته بفعل عوامل بنائية مرتبطة بالمجتمع الغربي، فهناك أيضا إجماع بأن الظروف والمحددات التاريخية لنشأته في الوطن العربي، كانت ظروف غير طبيعية، بمعنى أن ظهوره ليس نتيجة أزمات أو تغيرات، أو لفض تناقضات مر بها الوطن العربي وحتمت ظهوره على الساحة الفكرية كما في نشأته الغربية.

وإذا كانت النشأة الغربية لعلم الاجتماع تضرب بجذورها التاريخية لعصر النهضة الأوربية والذي بدأ منذ العام (1300م حتى 1600م) ثم بدايات عصر التنوير والذي بدأ في منتصف القرن السابع عشر ووصل ذروته في القرن الثامن عشر الميلادي، فظهوره ونشأته في الوطن العربي لم تكن كذلك، فيشير "أحراشاو الغالى" إلى أن "البحث الإنساني حديث العهد في الأقطار العربية، حيث عرف انطلاقته الأولى بالتقريب في أوائل الخمسينات من هذا القرن بالنسبة لمصر ولبنان، وسوريا، والعراق، وتعرفت عليه دول المغرب العربي، خاصة تونس، الجزائر، المغرب في أواسط الستينيات، بينما لم تكتشف دول الخليج، الكويت، السعودية، البحرين على الخصوص أهميته إلا في بداية السبعينات" ([1])

ويذهب "أحمد زايد" إلى أنه "لا توجد إشارة إلى تأسيس أكاديمي لعلم الاجتماع قبل إنشاء الجامعة المصرية عام 1908، سوى الاهتمام الذي أبداه الشيخ "محمد عبده" في تقديمه لمقدمة ابن خلدون وتدريسها لطلاب دار العلوم. ويعنـــى ذلـك أن التأسيـس الأكاديمـي لعلــم الاجتماع قبل تأسيس الجامعة لم يكن كبيراً، وحتى بعد إنشاء الجامعة الأهلية ظل علم الاجتماع يحتل مكانه ثانوية حتى تحويل الجامعة إلى جامعة حكومية سنة 1920"، ويرى أن "علم الاجتماع هو في الأساس علم غربي، وكان تأسيسه في المجتمعات غير الغربية أحد نواتج الاحتكاك بالثقافة الأوروبية في عصر الاستعمار" ([2])

وطرح "عبد القادر عرابي" مجموعة من التساؤلات عن لماذا لم ينشأ حتى الآن علم اجتماع عربي، ولماذا لم تسفر محاولات المشتغلين فيه عن فلسفة علمية ونظرية اجتماعية عربية، وهل تعود الأسباب إلى المجتمع ؟ وهل هي داخلية أم خارجية؟ أم كلاهما؟ ([3])

كل هذه وغيرها أسئلة حائرة طرحها ولا يزال يطرحها كل المعنيين والمهمومين بعلم الاجتماع والبحث الاجتماعي محاولين تلمس أبعاد الأزمة. ([4])

غير أن الإجابة على كل هذه الأسئلة محزنة، إذا ما راجعنا كل ما كتب عن علم الاجتماع والبحث الاجتماعي على مستوى الوطن العربي أو إذا ما استعرضنا ملامحه وخصائصه، فيرى "مصطفى ناجى" أن "الواقع يدل على أن ظهور علم الاجتماع في العالم العربي، لم يكن تلبيه لحاجة مجتمعية معينة، ولكنه تقليدا للنظام الأكاديمي الغربي، وبالتالي كانت فترة بداية ظهوره تتسم بتطبيق قوالب فكرية ونظرية نمطية مستوردة من المجتمعات الغربية ومبنية على التراث الغربي ووقائعه، وقد أدى ذلك إلى فترة محاكاة وتقليد للدراسات الغربية دون ابتكار أو تجديد"([5])

من هنا يتضح لنا الإجماع التام بين الباحثين العرب، بأن علم الاجتماع إنتاج غير طبيعي ووليد غير شرعي "تمخض عن كيان مشوه" ([6]) وأنه نسق معرفي لا يتوائم أو يتلائم مع طبيعة وخصوصية المجتمعات العربية، حتى عند دخوله فشل في أداء دوره والمهام الملقاة على عاتقه.

من خلال ما سبق نستطيع أن نستخلص عدة أمور بخصوص إشكالية النشأة العربية لعلم الاجتماع والبحث الاجتماعي نجملها في الآتي: ــ

أولها: أن دخول علم الاجتماع والبحث الاجتماعي كنسق فكرى في بنيتنا التعليمية ومؤسساتنا الأكاديمية كان لأسباب داخلية وأخرى خارجية، ويمكن تفنيد أراء الباحثين ([7]) لأسباب دخول علم الاجتماع للوطن العربي في الآتي: ـ

أن دخول علم الاجتماع ارتبط بمشروع الحداثة الذي تبنيه الدولة، ولم يكتمل في تلك الفترة، خاصة مع إنشاء الجامعة الأهلية (1908) جامعة القاهرة فيما بعد، حيث اٌعتبر أحد عناصر مشروع الحداثة الغربي، وعملت المجتمعات العربية على تبنى وتحديث نظمها التعليمية واستحداث نظم وأساليب عصرية على البنية التعليمية السائدة في تلك الفترة (التعليم الديني الأزهري)، فأدخلت العلوم الإنسانية بفروعها المختلفة وكان علم الاجتماع أحد هذه العلوم. ساعد على ذلك، ودعمه في نفس الوقت خلق بورجوازية علمية أو كمبرادوريه تحاول نقل التراث الغربي إلى الوطن العربي، كذلك رغبة هذه الدول في تكريس التبعية والهيمنة الغربية من خلال ربط الباحثين في الأطراف النامية بالمراكز الرأسمالية عن طريق تصدير واستهلاك الفكر الغربي، وتوظيفه في المجتمعات النامية لخدمة مصالحها وأهدافها، مع ضمان ربط اقتصادها وسياساتها وثقافتها بآليات التبعية المختلفة، فكما أن هناك إستدماج للنظم الاقتصادية والسياسية العربية يكون هناك أيضا إستدماج للنظم الثقافية والمعرفية([8]) هذا من جانب, ومن جانب آخر، فإن للوجود الأجنبي خاصة في مصر, وما قام به العلماء الأجانب من تدريس لعلم الاجتماع والبحث الاجتماعي والانثرولوجيا في أعرق الجامعات والمعاهد المصرية أكبر الأثر على بناء المعرفة الاجتماعية وترسيخ علم الاجتماع والبحث الاجتماعي بأدواته وموضوعاته خاصة شقه المثالي.
لم يكتفى الأمر بهذا الحد بل رغب الاستعمار في ربط النظم التعليمية وأسلوب التفكير بالغرب، ولعبت عوامل داخلية دوراً لا يمكن إنكاره حيث عملت على استمرار الأمور بعد الاستقلال، فقد لعبت البعثات للدول الغربية خاصة فرنسا وإنجلترا أولا ثم أمريكا فيما بعد الدور نفسه، والذي أنعكس بصورة واضحة وجلية خاصة على أعمال الرواد الأوائل مثل "عبد العزيز عزت" و"على عبد الواحد وافى" و "منصور فهمى" و "طه حسين" والذين تتلمذوا على يد"أميل دور كايم" أو على يد تلاميذه المباشرين له خاصة "مارسيل موسى" وغيرهم، وترك تأثيرهم بصمات واضحة على إنتاج الجيل الأول فكما يقول "زايد " اهتموا بقضايا متفرقة ذات طابع نظري تختلط فيه الفلسفة بالأخلاق بالتربية، كما هو الحال في المدرسة الفرنسية، فقد كتبوا عن الأسرة واللغة والمسئولية والجزاء والسلطة والجريمة والجمال والتربية. ([9])
حالات التخلف التي تعانى منها بنية المجتمع العربي، وطبيعة نظمه سواء كانت اقتصادية، سياسية، اجتماعية، ثقافية، لا تشجع على الابتكار أو التغير، كذلك انعدام مناخ ثقافي يشجع على العلم والبحث العلمي عامة والبحث الاجتماعي خاصةً.
ما ينطبق على مصر ينطبق بالتبعية على باقي الدول العربية، حيث تجمع كل الكتابات على أن مصر من أوائل الدول العربية التي دخل فيها علم الاجتماع، وعرفت البحث الاجتماعي بشكله المؤسسي منذ الحملة الفرنسية، وقد ازدهر منذ ثلاثينيات القرن العشرين، وأنشأت له مؤسسات رسمية خاصة به في أوائل الخمسينيات مثل المعهد القومي للبحوث الجنائية (1955) والذي تحول إلى المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية عام (1959)، كما كان للباحثين المصريين ولا يزالوا الدور الأكبر في شرح وتوضيح ونقل الجديد في مجال علم الاجتماع والبحث الاجتماعي في الداخل وفي الدول العربية، سواء عن طريق التعليم المباشر أو عن طريق كتبهم المترجمة والمؤلفة. كما وقع على عاتق بعضهم مهمة إنشاء أقسام لعلم الاجتماع والأنثرولوجيا في معظم الدول العربية وخاصة الدول النفطية ووضع مناهجها ورئاستها لعشرات السنوات كما في الكويت الإمارات والسعودية ([10])

ثانيا: هناك أراء متنوعة ومتباينة، وأن كانت تجمع أو تصب في رافد واحد هو عدم قدرة المجتمعات العربية على إفراز علم يفسر ويشرح أوضاعها، وهذا مرده للعديد من الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية .

2. علم الاجتماع والبحث الاجتماعي في مصر:

إذا ما تحدثنا عن البحث الاجتماعي في العالم العربي بشكل عام نجد أن الحالة المصرية تتفرد ببعض الخصائص والسمات على المستوى التاريخي، والكمي، والنوعي سواء من حيث حجم الإنتاج العلمي والبحثي أو عدد المؤسسات البحثية أو الباحثين المنتجين للمعرفة العلمية، فنظرة تاريخية فاحصة لتاريخ مؤسسات وأجهزة البحث الاجتماعي نجد مؤشرات داله على هذا التفرد فمن الناحية التاريخية نجد أن أقدم المؤسسات يعود تاريخها إلى العام (1955م) كما سبق الحديث في الصفحات السابقة وعلى المستوى الكمي نجد مئات رسائل الماجستير والدكتوراه بخاصة في جامعة عين شمس والقاهرة والإسكندرية وبحوث المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية ومعهد التخطيط القومي ومركز البحوث الاجتماعية بجامعة القاهرة والمركز القومي للبحوث التربوية والتنمية، وعشرات المراكز البحثية الخاصة كمركز ابن خلدون ومركز البحوث الاجتماعية بالجامعة الأمريكية، والتي لا يمكن إنكار إنتاجها البحثي مهما اختلفنا مع التوجهات الأيديولوجية لها.

أما فيما يتعلق بالحالة العربية، نجد أن دول مجلس التعاون الخليجي بدأت منذ فترة ليست بالبعيدة وسوف نركز على الحالة السعودية نظراً لضيق الوقت وكنموذج بارز عن باقي دول مجلس التعاون سواء من حيث الكم والكيف لمؤسسات وأجهزة البحث الاجتماعي أو حجم الإنتاج البحثي واهتمامها بهذا الشأن.

3. علم الاجتماع والبحث الاجتماعي في المملكة العربية السعودية:

اهتمت المملكة على المستوى الرسمي بالبحث الاجتماعي وأنشأت أقسام للعلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعاتها المختلفة، وبخاصة علم الاجتماع، والخدمة الاجتماعية، وعلم النفس، كذلك وحدات بحثية ذات طابع خاص "كمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية"، "مركز بحوث العلوم الاجتماعية بجامعة أم القرى"، "مركز البحوث والدراسات الاجتماعية بجامعة الملك خالد"، "المركز الوطني لأبحاث الشباب بجامعة الملك سعود"، "مركز الدراسات والبحوث بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية"، "مركز البحوث الاجتماعية والإنسانية بجامعة الملك عبد العزيز"، "مركز البحوث الاجتماعية ودراسات المرأة بجامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن"، بهدف الوقوف على فهم وتحليل علمي للظواهر والمشاكل الاجتماعية التي تواجهه المجتمع السعودي.

وعلى مدار السنوات الأخيرة أجُري بأقسام العلوم الاجتماعية بالجامعات عشرات رسائل الماجستير والدكتوراه بالإضافة لبحوث أعضاء هيئات التدريس وبحوث ودراسات واستطلاعات رأي ميدانية، أجرتها المراكز والوحدات البحثية المختلفة، والتي لها دور مهم في فهم وتحليل وتفسير العديد من أسباب الظواهر والمشاكل الاجتماعية.

كما شهدت المملكة وبخاصة خلال الخمس عشر سنة ــ وبشكل مكثف خلال الخمس سنوات ــ الأخيرة تأسيس مزيد من المراكز البحثية المستقلة ذات الطابع الخاص التجاري أو الخيري والتي تعطي اهتماماً خاص بالجوانب الاجتماعية والإنسانية مثل مركز اسبار للدراسات والبحوث والإعلام (1994م)، مركز رؤية للدراسات الاجتماعية (2004)، المركز الدولي للأبحاث والدراسات (مداد)، ومركز السلام السعودي للاستشارات والدراسات الاجتماعية (2010)، مركز الاستطلاع وقياس الرأي (قياس) (2009)، مركز واعي للاستشارات الاجتماعية، مركز باحثات لدراسات المرأة، قسم البحوث والدراسات الاجتماعية بمركز التنمية الإنسانية والاستشارات الأسرية التنموية، مركز الأمير سلطان بن عبد العزيز للبحوث، وغيره من المراكز البحثية الأخرى ناهيك عن الكراسي البحثية بكل كلية ــ والتي تولي القضايا الاجتماعية اهتمام خاص ــ وذلك لفهم وتحليل مختلف الظواهر والمشاكل الاجتماعية وتناولها بأسلوب علمي، لمعرفة أسبابها، وعواملها، وطرق علاجها، فنحن إذن بصدد تزايد كمي في عدد مؤسسات وأجهزة البحث الاجتماعي في المملكة خلال السنوات القليلة الماضية، وهو ما يشكل ظاهرة تستدعى دراستها وتسليط الضوء عليها والتعرف على مختلف أبعادها.

ثانياً: طبيعة علاقة المؤسسات البحثية بمؤسسات رسم السياسات وصنع القرار.

عرضنا في الصفحات السابقة لملامح وخصائص علم الاجتماع والبحث الاجتماعي في العالم العربي بالتركيز ــ وبشكل خاص ــ على الحالة المصرية والسعودية، ومن خلال الدراسة التي قام بها الباحث وسبق الإشارة إليها؛ خلصّ من خلال المقابلات الميدانية مع الأطراف المعنية (الباحثون، القيادات السياسية) لعدد من النتائج نجمل أهمها في الآتي:ـ

1. لا توجد قطيعة كلية أو فجوة عميقة تفصل المشتغلين بالبحث الاجتماعي براسمي السياسات؛ وإنما هناك علاقة غير تفاعلية، أحادية الجانب ومن طرف واحد وفى موضوعات تحتاجها مؤسسات رسم السياسات.

2. هناك قنوات اتصال بين المشتغلين بالبحث الاجتماعي وبين قيادات الوزارات المختلفة وأهمها المؤتمرات والندوات وورش العمل التي تجمع الفريقين، وتعمد إليها المؤسسات البحثية بشكل خاص كآلية لمد الجسور بينها وبين مؤسسات رسم السياسات، وتدعوه فيها قيادات العمل التنفيذي والتشريعي على أعلى مستوياته.

3. هناك خبرات ونماذج واقعية تشير بأن الباحثين قد تعاونوا من خلال التكليف ببحوث ودراسات من قبل وزارات وجهات تنفيذية وتشريعية عديدة. وهناك طلب على البحث الاجتماعي تجسد في عدد من الدراسات بتكليف من جهات تنفيذية وتخطيطية.

4. البحوث المكلف بها من قبل جهات سياسية (وزارات) أو المتعاقد عليها أقرب للاسترشاد والاستفادة بها في وضع الخطط والبرامج؛ لأنها بناء على طلب فعلى، ولذا يتم الأخذ بنسبة كبيرة مما تطرحه من توصيات. نتيجة لرغبة الوزارة في التعرف على الآراء والتصورات والحلول المطروحة للمشكلة.

5. لا يوجد أي صيغة إلزامية للجهات السياسية للأخذ بنتائج البحث العلمي حتى لو كلفت بها؛ وهناك أمثلة لبحوث كلف بها وزراء وانتهت الدراسات لنتائج وتوصيات ولم يؤخذ بها ولم توضع في الاعتبار؛ لأسباب وظروف شخصية وأخري مجتمعية.

6. المبادرة والرغبة في استخدام نتائج البحث تأتى من قبل راسمي السياسات وصانعي القرار، فهم الذين بيدهم الأخذ بنتائج البحث العلمي متى أرادوا الاسترشاد، ومتى توافرت الرغبة الجادة فى ذلك.

7. الاستعانة وإشراك المشتغلين بالبحث الاجتماعي في بعض الأحيان قد تكون مسألة شكلية لشرعنة قرارات وبرامج وخطط ، تكون في العادة معدة سلفاً ومتخذة بالفعل من قبل القيادات العليا أكثر من كونها مشاركة فعلية.

8. الأقسام العلمية بالجامعات تفتقر لخطة أو أجنده بحثية محددة مربوطة بقضايا التنمية الاجتماعية والاقتصادية، والبحوث تجرى وفق اهتمامات الباحثين الذاتية وميولهم الفردية. وهناك فقر في وحدات البحوث الاجتماعية بالوزارات. علاوة على عدم الاتصال والتعاون والتنسيق بين المراكز البحثية المختلفة.

ثالثاً: معوقات الأخذ بنتائج البحث الاجتماعي في رسم السياسات وصنع القرار السياسي:

تنقسم المعوقات التي تحول دون الاستفادة واستخدام نتائج البحث الاجتماعي من قبل مؤسسات رسم السياسات وصنع القرار السياسي إلي: ــ

1. معوقات خاصة بالمشتغلين بالبحث الاجتماعي وتتمثل في الآتي : ــ

غلبة البحوث الجزئية والقطاعية على البحوث الكلية فعدد كبير يركز على قطاع محدد، قرية، مدينة، شريحة والعينات صغيرة الحجم وغير ممثلة في بعض الأحيان مما يصعب التعميم على نتائجها على مستوى الدولة.
صعوبة الحصول والاطلاع على نتائج البحث الاجتماعي وعدم وصولها لمؤسسات رسم السياسات ومعرفة الجهات التنفيذية والتشريعية بها.
كبر وضخامة حجم الدراسة وافتقار عدد من البحوث لطرح البدائل والخيارات والحلول التي يمكن أن يفاضل فيما بينما راسمي السياسات وصانع القرار، حيث تفتقر غالبية البحوث لتقرير واضح يحدد المشكلة وأسبابها وبدائل الحلول والمقترحات، وعدم الاهتمام بكتابه تقارير السياسات وأوراق العمل، كما أن اللغة والخطاب العلمي لعدد كبير من الدراسات لا يراعي احتياجات ومتطلبات الجهات التنفيذية والتشريعية.
الطموح الزائد لدى عدد من الباحثين ومن ثم مثالية التوصيات والنتائج التي تأتى أقرب للينبغيات، ولا تراعى الإمكانيات والظروف الاقتصادية والاجتماعية والثقافية فالطرح نظري في معظم الأحيان.
بطء إيقاع البحث العلمي في بعض الأوقات وعدم اهتمام الباحثين بتوزيع ونشر وترويج أفكارهم وتسويقها كسلع فكرية.

2. معوقات خاص بالقائمين برسم السياسات وصنع القرار وتتمثل في الآتي : ــ

عدم تفهم كافٍ من قبل بعض المسئولين لأهمية نتائج البحث العلمي واستخدامها، والاستعلاء من جانب البعض، والادعاء بوضوح أسباب المشاكل الاجتماعية.
تفضيل الاعتماد على أصحاب الثقة بدل من أصحاب الخبرة العلمية؛ وضعف المشاركة المجتمعية، وهشاشة دور جماعات الضغط في عملية رسم السياسات ومنهم جماعة المشتغلين بالبحث الاجتماعي.

3. معوقات مجتمعية (خاص بالأوضاع الاقتصاد والاجتماعية) وتتمثل في الآتي:

نقص الموارد المالية وقلة الإمكانيات والاعتمادات المخصصة للمؤسسات التنفيذية المختلفة، حيث تأتى ضمن أهم العقبات التي وردت بشكل واضح وصريح في خطاب قيادات الوزارات الثلاثة وفى شكل ضمني في خطاب المشتغلين بالبحث الاجتماعي. فالإمكانيات الاقتصادية تحول دون تطبيق كل نتائج وتوصيات البحث الاجتماعي من ناحية وتجعل أولويات الجانب السياسي مختلفة عن أولويات واهتمامات المشتغلين بالبحث الاجتماعي في عدد من القضايا والموضوعات.
عدم وجود قاعدة معلومات وبيانات شاملة قومية حول المشكلة وأتاحتها لراسمي السياسات، حيث يتميز الإنتاج البحثي بالتفرق والتشتت حول أكثر من مؤسسة بحثية.
البحث الاجتماعي ليس المنتج البحثي الوحيد الغير مستفاد منه، فتوصيات ونتائج بحوث عديدة لا يؤخذ بها ولا يستفاد منها ــ خاصة المجال الزراعي ــ وبالتالي لا يمكن النظر إلى توظيف البحث الاجتماعي بمعزل عن توظيف واستخدام البحث العلمي بصفة عامة.
هناك وعى بدأ في التزايد للاستفادة من خدمات البحث العلمي؛ وهناك اتجاه بدأ حديثاً يتزايد ورغبة من القيادات العليا بالوزارات من الاستفادة والتوظيف والاستخدام. فالأوضاع في تحسن وهناك مبادرات سياسية تعكس الحاجة لنتائج البحث العلمي في مختلف التخصصات والقطاعات للاستفادة منها والاسترشاد بها.

خاتمة:

يمكن القول بأن وضع البحث الاجتماعي، ودورة، ومدى الاستفادة منه، وتوظيفه في رسم السياسيات وصنع القرار في العالم العربي ليس باستثناء عن الحالة المصرية، فالوضع في الدول العربية ليس بأفضل حالاً، فلا يزال البحث الاجتماعي وتوظيف نتائجه دون المستوي المطلوب حتى الآن، وأن كانت هنالك خصوصية تاريخية ومجتمعية فيما بين دول العالم العربي، إلا أن هناك قسمات ثقافية واجتماعية وسياسية مشتركة تحول دون الاستخدام والتوظيف الأمثل أن لم يكن الإيمان بأهمية ومكانة البحث الاجتماعي ودورة في خدمة قضايا المجتمع بشكل عام ورسم السياسات وصنع القرار بوجه خاص.

محمد كيلاني

باحث في العلوم الاجتماعية



(2) احراشاو الغالى: معوقات التأسيس العلمي للعلوم الإنسانية في الوطن العربي، مجلة الوحدة، السنة الخامسة، العدد (50)، نوفمبر 1988، ص22.

(2) أحمد زايد: سبعون عاما لعلم الاجتماع فى مصر، مجلة كلية الآداب، جامعة القاهرة، مجلد(56) عدد(4)، أكتوبر 1996، صـ2

(4) عبدالقادر عرابى، عبد الله الهمالى: إشكالية علم الاجتماع واستخدامه في الجامعات العربية، المستقبل العربي، السنة الثالثة عشر، العدد 141، نوفمبر 1990 ، صـ 170 راجع أيضا: معن خليل عمر: نحو علم اجتماع عربي، دار الشؤون الثقافية والنشر، سلسة دراسات العدد (361)، العراق، 1982.

(5) راجع فى ذلك معظم الأعمال التى قدمت فى المؤتمرات والندوات سابقة الذكر واشرنا إليها.

(6) مصطفى ناجى: علم الاجتماع فى العالم العربي بين المحلية والدولية، مجلة العلوم الاجتماعية المجلد (15)، العدد (2)، صيف 1987، صـ181. وللمزيد من التعرف على أسباب ظهور ونشـأه علم الاجتماع والظروف والعوامل المجتمعية التي عملت على إفرازه فى الوطن العربي راجع الأعمال الآتية : ـ

ـ حيدر إبراهيم: علم الاجتماع والصراع الأيديولوجي في المجتمع العربي، في: عزت حجازى( وآخرون)، نحو علم اجتماع عربي: علم الاجتماع والمشكلات العربية الراهنة، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1986، صـ120.

ـ حسين شبكة: علم اجتماع أم علم اجتماع عربى، شؤون عربية، العدد 61، مارس 1990، صـ 165.

ـ مجدى حجازى: علم الاجتماع بين تناقض الواقع واغتراب الفكر، دراسة فى أزمة العلاقة بين الباحث ومجتمعه، مجلة كلية الآداب، جامعة القاهرة، المجلد (57)، العدد (4)، أكتوبر 1997، صـ 126 0

ـ سالم سارى: الاجتماعيون العرب ودراسة القضايا المجتمعية العربية: ممارسه نقديه، المستقبل العربى، السنة الثامنة، العدد 75، مايو 1985، صـ 85. وعن معوقات نشأة علم اجتماع عربى انظر: عبد القادر عرابى، عبد الله الهمالى: إشكالية علم الاجتماع واستخدامه فى الجامعات العربية، المستقبل العربي ، السنة الثالثة عشر ، العدد (141) ، نوفمبر 1990 ، ص27 : 28 .

(7) شادية قناوى: المشكلات الاجتماعية وإشكالية اغتراب علم الاجتماع، رؤية من العالم الثالث، دار الثقافة العربية، القاهرة، 1988، صـ181

(8) راجع فى ذلك معظم الكتابات التى تعرضت لنشأة علم الاجتماع والبحث الاجتماعي فى الوطن العربي أهمها ما ورد فى المؤتمرات والندوات وأشرنا له قبل سابق.

(9) عن علم الاجتماع كآلية من آليات التبعية راجع : شادية قناوى، المشكلات الاجتماعية وإشكالية اغتراب علم الاجتماع، مرجع سبق ذكره، صـ181 وعبد الباسط عبد المعطى: فى استشراف مستقبل علم الاجتماع فى الوطن العربي: بيان فى التمرد والالتزام، فى: عزت حجازى (تحرير) وآخرون، نحو علم اجتماع عربي: علم الاجتماع والمشكلات العربية الراهنة، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1986، صـ361 .

(10) عن الأساتذة الأجانب ودورهم في تأسيس علم الاجتماع في الجامعات المصرية وعن الموضوعات التى شغلت الجيل الأول وتأثير المدرسة الفرنسية والإنجليزية على أعمالهم راجع أحمد زايد: سبعون عاما لعلم الاجتماع، مرجع سبق ذكره، سعد الدين إبراهيم: علم الاجتماع "الأحول" في مصر والعالم العربي، مجلة إضافات، العدد الأول، إبريل 1998، صــ 175 .

(11) عن تاريخ علم الاجتماع في مصر، العراق، دول الخليج، شمال إفريقيا، ودور المدرسة المصرية في ذلك راجع: -

ـ عبد القادر عرابي: حول الوضع الراهن لعلم الاجتماع العربي، ترجمة وتعليق محمد الجوهرى، الكتاب السنوي لعلم الاجتماع، العدد الخامس، دار المعارف، القاهرة، أكتوبر 1983، صــ 79 : صـ120 .

ـ فتحي أبو العينين: علم الاجتماع في الأقطار العربية الخليجية، وضعه ودوره في فهم الواقع المتغير، المستقبل العربي، السنة السادسة عشرة، العدد (175 )، سبتمبر1993 .

[1] محمـد كيلاني، باحث في العلوم الاجتماعية، مصر، هذه المقالة تطوير لبعض نتائج أطروحة رسالة ماجستير أجراها الباحث بعنوان "الدولة وواقع البحث الاجتماعي في المجتمع المصري دراسة تحليلية مقارنة لعلاقة البحث العلمي بالسياسات التنفيذية"، قسم الاجتماع، كليه الآداب، جامعة عين شمس منطلقاً من تساؤل رئيس حاول الإجابة عنه مؤداه: إلى أي درجة تسهم نتائج البحث الاجتماعي بما تحتويه من معلومات وبيانات في ترشيد السياسات الاجتماعية وصنع القرار داخل المجتمع المصري؟

(2) احراشاو الغالى: معوقات التأسيس العلمي للعلوم الإنسانية في الوطن العربي، مجلة الوحدة، السنة الخامسة، العدد (50)، نوفمبر 1988، ص22.

(2) أحمد زايد: سبعون عاما لعلم الاجتماع فى مصر، مجلة كلية الآداب، جامعة القاهرة، مجلد(56) عدد(4)، أكتوبر 1996، صـ2

(4) عبدالقادر عرابى، عبد الله الهمالى: إشكالية علم الاجتماع واستخدامه في الجامعات العربية، المستقبل العربي، السنة الثالثة عشر، العدد 141، نوفمبر 1990 ، صـ 170 راجع أيضا: معن خليل عمر: نحو علم اجتماع عربي، دار الشؤون الثقافية والنشر، سلسة دراسات العدد (361)، العراق، 1982.

(5) راجع فى ذلك معظم الأعمال التى قدمت فى المؤتمرات والندوات سابقة الذكر واشرنا إليها.

(6) مصطفى ناجى: علم الاجتماع فى العالم العربي بين المحلية والدولية، مجلة العلوم الاجتماعية المجلد (15)، العدد (2)، صيف 1987، صـ181. وللمزيد من التعرف على أسباب ظهور ونشـأه علم الاجتماع والظروف والعوامل المجتمعية التي عملت على إفرازه فى الوطن العربي راجع الأعمال الآتية : ـ

ـ حيدر إبراهيم: علم الاجتماع والصراع الأيديولوجي في المجتمع العربي، في: عزت حجازى( وآخرون)، نحو علم اجتماع عربي: علم الاجتماع والمشكلات العربية الراهنة، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1986، صـ120.

ـ حسين شبكة: علم اجتماع أم علم اجتماع عربى، شؤون عربية، العدد 61، مارس 1990، صـ 165.

ـ مجدى حجازى: علم الاجتماع بين تناقض الواقع واغتراب الفكر، دراسة فى أزمة العلاقة بين الباحث ومجتمعه، مجلة كلية الآداب، جامعة القاهرة، المجلد (57)، العدد (4)، أكتوبر 1997، صـ 126 0

ـ سالم سارى: الاجتماعيون العرب ودراسة القضايا المجتمعية العربية: ممارسه نقديه، المستقبل العربى، السنة الثامنة، العدد 75، مايو 1985، صـ 85. وعن معوقات نشأة علم اجتماع عربى انظر: عبد القادر عرابى، عبد الله الهمالى: إشكالية علم الاجتماع واستخدامه فى الجامعات العربية، المستقبل العربي ، السنة الثالثة عشر ، العدد (141) ، نوفمبر 1990 ، ص27 : 28 .

(7) شادية قناوى: المشكلات الاجتماعية وإشكالية اغتراب علم الاجتماع، رؤية من العالم الثالث، دار الثقافة العربية، القاهرة، 1988، صـ181

(8) راجع فى ذلك معظم الكتابات التى تعرضت لنشأة علم الاجتماع والبحث الاجتماعي فى الوطن العربي أهمها ما ورد فى المؤتمرات والندوات وأشرنا له قبل سابق.

(9) عن علم الاجتماع كآلية من آليات التبعية راجع : شادية قناوى، المشكلات الاجتماعية وإشكالية اغتراب علم الاجتماع، مرجع سبق ذكره، صـ181 وعبد الباسط عبد المعطى: فى استشراف مستقبل علم الاجتماع فى الوطن العربي: بيان فى التمرد والالتزام، فى: عزت حجازى (تحرير) وآخرون، نحو علم اجتماع عربي: علم الاجتماع والمشكلات العربية الراهنة، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، 1986، صـ361 .

(10) عن الأساتذة الأجانب ودورهم في تأسيس علم الاجتماع في الجامعات المصرية وعن الموضوعات التى شغلت الجيل الأول وتأثير المدرسة الفرنسية والإنجليزية على أعمالهم راجع أحمد زايد: سبعون عاما لعلم الاجتماع، مرجع سبق ذكره، سعد الدين إبراهيم: علم الاجتماع "الأحول" في مصر والعالم العربي، مجلة إضافات، العدد الأول، إبريل 1998، صــ 175 .

(11) عن تاريخ علم الاجتماع في مصر، العراق، دول الخليج، شمال إفريقيا، ودور المدرسة المصرية في ذلك راجع: -

ـ عبد القادر عرابي: حول الوضع الراهن لعلم الاجتماع العربي، ترجمة وتعليق محمد الجوهرى، الكتاب السنوي لعلم الاجتماع، العدد الخامس، دار المعارف، القاهرة، أكتوبر 1983، صــ 79 : صـ120 .

ـ فتحي أبو العينين: علم الاجتماع في الأقطار العربية الخليجية، وضعه ودوره في فهم الواقع المتغير، المستقبل العربي، السنة السادسة عشرة، العدد (175 )، سبتمبر1993 .

محب بلاده
2011-12-07, 23:44
الدراسة الأولى واقع الدراسات والبحوث الاجتماعية في الوطن العربي

توطئة:‏

إذا كان تعدّد المنطلقات النظرية ومناهج البحث في العلوم الاجتماعية الغربيّة، يمثّل نوعاً من الأزمة والفوضى العلمية (باعتراف أغلب المختصين)، فإن المشكلة أشدّ وطأة في البلدان النامية، ومنها وطننا العربي، حيث تجاوز الجدل بين المشتغلين في علم الاجتماع دائرة الاختيار بين علم الاجتماع الوضعي أو الإنساني أو الماركسي.. الخ، واتجه ليطرح بديلاً إضافياً يتمثّل في التطلّع نحو صياغة نظرية سوسيولوجية وطنية، لها طابعها المتميز الناتج عن خصوصية هذه المجتمعات. فلقد ثار جدلٌ طويل بين علماء الاجتماع حول هذه القضية، وطُرح التساؤل التالي: هل ننقل عن المشتغلين بعلم الاجتماع في الغرب أو الشرق، أم نطوّر نظرية جديدة في علم الاجتماع قادرة على خدمة البلدان النامية في معاركها ضد التخلف والفقر والتبعية؟!(1).‏

ومن ناحية أخرى يؤكد أحد الباحثين الاجتماعيين العرب أن كثيراً من العرب المختصين في العلوم الاجتماعية يكرّسون أوقاتاً ثمينة وجهوداً طائلة لاثبات نظريات واتجاهات وُلدت وترعرعت في مجتمعات أخرى وفي ظروف مغايرة، فنراهم يتفانون في تدقيق بعض المصطلحات ويسلّطونها من أعلى على الأوضاع الاجتماعية العربيّة. والحال أنّ تلك المفاهيم وإنْ كانت طريفة في ذات نفسها وجديرة بالاهتمام والدرس والعناية، فإنّها أصلاً وليدة المجتمع المُصنّع الغربي واستخدامها باسم كونية المعرفة العلمية غير وارد وغير مشروع لأنها لم تأخذ بالحسبان كل الأوضاع الممكنة إنسانياً، ولكن بعضاً منها فقط، فنقْلها بتلك السرعة والبساطة إلى المجتمع العربي يكون حجر العثرة في مسيرة البحوث الاجتماعية العربيّة(2).‏

والمُلاحظ أنّ السنوات الأخيرة شهدت ظهور عدد هام من الكتابات، التي تناقش مشروعية استخدام بعض المفاهيم والمصطلحات الاجتماعية الغربيّة. وهي ضرب من الشك المنهجي، القائم على إعادة النظر في الجهاز المعرفي الغربي، دون رفضه بصورة كليّة ونهائية، كما لا تنتهي إلى نسف النزعة الوضعية المؤسّسة له. وإنْ كانت تتساءل حول مفاهيم تُعدّ مركزية في النظريات الاجتماعية الغربية، مطالبة بتوسيع وتحريك وتطوير تلك المفاهيم والمقولات والمناهج، إنقاذاً للعلم والعقلانية والموضوعية من مخاطر الاختصار والهيمنة والاستلاب. وعموماً فإنّ أصحاب هذه النزعة لا يطالبون بقطيعة نهائية مع الغرب، من حيث أنه مصدر معرفة حقيقية ونسبية، وإنما يدعون إلى رفض الأطروحة التي تزعم أنّ الغرب مصدر المعرفة المطلقة.‏

"فهي تدعو إلى التقويم النقدي للجهاز المفاهيمي الغربي، أي إلى إبراز حدوده المعرفية من جهة، وإلى قدراته الكشفية عند التقائه بالواقع اللاغربي من جهة ثانية"(3). وبالمقابل يدعو عدد من الباحثين الاجتماعيين العرب إلى التخلي عن التقوقع على الذات، لأنهم لا ينظرون إلى الجهاز المعرفي الغربي كإنتاج للتاريخ الغربي فقط، وإنما من حيث أنه حصيلة لإسهام الشعوب والثقافات والحضارات الإنسانية كلها. إنّ الاعتراف بالحضور الغربي في شكل ثقافة ذات بعد شمولي يحتّم علينا أن نستغل تلك الثقافة دون شعور بالذنب، دون شعور بالاستلاب، دون شعور باختلاف وحشي -وهمي. ويرى أصحاب هذه النظرة وجوب الإفادة القصوى من الجهاز المعرفي الغربي واستغلاله، واستيعابه كفكر عقلاني وتقدّمي بالمعنى الواسع للكلمة. وهو "يفرض نفسه على جهازنا العقلي، شئنا ذلك أم كرهنا. لقد أصبح يشكل الإطار المرجعي العام"(4). إنّ ما تقدم يقودنا إلى مزيد من التفصيل والتحليل لواقع الدراسات والبحوث الاجتماعية في الوطن العربي، وذلك انطلاقاً من معالجة النقاط التالية:‏

أوّلاً- تصوّرات الاجتماعيين العرب ومساهماتهم:‏

في دراسة إحصائية تهدف لمعرفة تصوّرات علماء الاجتماع العرب، وحجم إسهاماتهم النظرية والتجريبية والميدانية قامت بها جهينة العيسى والسيّد الحسيني تبيّن أنّ الغالبية العُظمى من المشتغلين بعلم الاجتماع في الوطن العربي(82.4 بالمائة) أنجزت بالفعل خلال حياتها الأكاديمية بحثاً امبريقياً واحداً على الأقل في مقابل 17.6 بالمائة لم ينجزوا أي بحث امبيريقي. أمّا بالنسبة لاهتماماتهم الأكاديمية، فمن المُلاحظ أن علم اجتماع التنمية احتلّ المرتبة الأولى. في حين سجّل حوالي ربع أفراد العّينة الأولوية الثانية لعلم الاجتماع الصناعي. ويأتي بعد ذلك (أي في المرتبة الثالثة) علم الاجتماع الريفي والحضري. أمّا بقيّة فروع علم الاجتماع فقد نالت مراتب أقل وأدنى على ساحة "الخريطة الأكاديمية" لعلم الاجتماع في الوطن العربي(5).‏

وقد حاول الباحثان (العيسى والحسيني) التعرّف إلى تصوّرات المشتغلين بعلم الاجتماع في الوطن العربي حول أهم النظريات الاجتماعية شيوعاً وانتشاراً. وتبيّن أنّ النظرية البنائية الوظيفية بشكليها التقليدي والمعدّل تمثّل النظرية الاجتماعية الشائعة في الوطن العربي. أمّا نظرية التفاعل الاجتماعي فتبدو أقلّ انتشاراً، وكذلك النظرية النفسيّة الاجتماعيّة. أمّا أقلّ النظريات الاجتماعية شيوعاً في الوطن العربي في نظر أفراد عيّنة البحث فهي النظرية الايكولوجيّة. ويعتقد 81.48 بالمائة من أفراد المجتمع البحث أنّ علم الاجتماع في الوطن العربي يخضع لسيطرة علم الاجتماع الغربي (أوروّبا الغربية وأمريكا). وفي مقابل ذلك وجدت الدراسة أنّ أقلّ من خُمس أفراد العيّنة بقليل (18.52بالمائة) يعتقد أنّ المادية التاريخية تمثّل واحدة من النظريات الاجتماعية الشائعة في الوطن العربي. وفي كل الأحوال لاحظت الدراسة أنّ أفراد مجتمع البحث يعبّرون عن تبعية علم الاجتماع في الوطن العربي للاتجاهين الفكريّين العالميين في الثمانينات (البنائية الوظيفيّة والماديّة التاريخيّة) اللّذين يمثّلان تعبيراً عن الخبرة التاريخية للمجتمعات الغربيّة(6).‏

ومن ناحية أخرى، فإنه يسود اعتقادٌ بين الباحثين الاجتماعيّين والمُهتّمين بالعلوم الإنسانية والاجتماعية بأنّ علماء الاجتماع العرب لم يساهموا إلى الآن في فهم دقيق وبنّاء لمجتمعاتهم المحليّة وثقافاتها. وبالرغم من أنّ هذا الشعور يشير إلى نوع ضروري من النقد الذاتي، إلاّ أنه يعكس واقعاً حقيقياً، بصرف النظر عن أسبابه وظروفه وملابساته. ونستطيع اليوم أنْ نتفهم مقولات مُتداولة بشكل واسع، مثل "التبعية الفكرية"، و"الاغتراب الثقافي" و"القراءات غير النقديّة" لفكر "الآخر". ومعنى ذلك أنّ ثّمة وعياً متزايداً لدى علماء الاجتماع العرب بأنهم لم يساهموا حتى الآن فيما ينبغي عليهم المساهمة في فهم واقع المجتمعات العربيّة(7).‏

والواقع أنّ علم الاجتماع العربي لم يَعُدْ مقصوراً على نُخبة مُثقفة موصولة بالغرب أو بالشرق (النُخبة السوسيولوجية)، في حين أنّ الواقع يُظهر إنه إذا كانت الترجمات السوسيولوجية تحتلّ الواجهة في المكتبة الاجتماعية العربية وفي الجامعات العربية، وإذا كان هناك اعتماد نسبي على الخبرات الأجنبية، فهناك في المقابل جهود عربية أكاديميّة وبحثية لوضع المصطلح العلمي الاجتماعي، ورصد التحوّلات الاجتماعية العربية رصداً علمياً ودقيقاً، وهناك توجّهات نحو إنشاء المعاهد العلمية الاجتماعيّة التطبيقية ونحو المختبرات الاجتماعية، كما أنّ هناك مجلاّت للعلوم الإنسانية عامة والعلوم الاجتماعية خاصّة.‏

فالتقدم الاجتماعي الذي يقرع أبواب المجتمعات العربية، لا يتحدّاها من الخارج وحسب، بل يتحدّاها من الداخل أيضاً، لا سيما وأنّ الوعي القومي للعرب لا ينفصل عن وعيهم الحضاري، الثقافي، المعرفي، والإسلامي عمقاً. وهذا كلّه يجعلنا نشعر بالحاجة الماسّة إلى التسلّح العلمي بالمناهج والقوانين المجُرّبة والصحيحة(8).‏

وقد لفت انتباه "ديل إيكلمان" أُستاذ الأنثروبولوجيا في جامعة نيويورك التغيّرات الحاصلة في الدراسات الاجتماعية العربيّة إزاء النظريات والمناهج والمفاهيم الغربيّة قياساً لما كانت عليه منذ عقدين من الزمن. فلم تعد تلك الانتقادات المُعمّمة على كل ما يُنتج في الغرب مُتداولة بالشكل الذي كانت عليه في السابق. وبدلاً من التعميم أصبح الانتقاد ظرفياً وموجّهاً لدراسات بعينها أو لمقاربات نظرية مُحدّدة. بل على العكس، ظهر اهتمام مُجدّد بفهم الأبحاث الغربية في إطارها الأصلي، حتى وإنْ كانت خلفياتها غير مرغوب فيها(9).‏

ولكن تبقى مسألة الصلة الواقعية بين العلوم الاجتماعية وقضايا الإنسان العربي إشكالية، سواء لجهة النتائج أو لجهة الأهمية والحيوية. ففي ندوة عُقدت بقسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في جامعة الكويت (1984) أكّد الدكتور سعد الدين ابراهيم: "أنّ النمو النوعي في علم الاجتماع لم يتواءم مع جوانب النمو الأخرى في الوظيفة أو الدور الذي يمكن أن يقوم به علم الاجتماع في صياغة الحاضر وفي التمهيد للمستقبل العربي. إذ أنّ المتخصّصين لم يساهموا بالقدر الكافي أو بالدرجة المطلوبة في صياغة مشكلات المجتمع العربي المعاصر وتفسيرها، أو في اقتراح الحلول المطلوبة لهذه المشكلات"(10).‏

أمّا الدكتور عبد الباسط عبد المعطي، فإنه يرى أن القضايا التي يدرسها علم الاجتماع في البلدان العربية معظمها قضايا جزئية، ومنها قضايا مرتبطة بمشكلات اجتماعية غير سويّة من وجهة النظر المجتمعية والضبط الاجتماعي مثل الجريمة وانحراف الأحداث. أما الدراسات السوسيولوجية الحقيقية التي تتناول قضايا التجزئة والوحدة ومسألة التبعية، فهي محدودة جداً، وغالباً ما تتناول القضايا ذات الطابع السلبي أكثر من القضايا ذات الطابع البنائي التي تسهم في عملية التغيير والتخطيط في حين أنّنا بحاجة إلى بحوث حول متطلبات وشروط إقامة مجتمع بنائي أو إحداث تغيرات مُعيّنة في بُنية اجتماعية عربية لها واقع وظروف ولها ثقافة ولها خلفيّة(11).‏

ويعتقد الدكتور سعد الدين إبراهيم أنه لم تظهر مساهمة علمية نظرية يُعتَدّ بها في الوطن العربي.. وربما كان السبب (وفق رأيه) يرجع إلى أن التطوير النظري لم يكن الهدف الأوّل للمشتغلين بهذا الميدان، بينما يزداد الاعتراف بإنتاج المفكرين العرب من الخارج أكثر من داخل الوطن العربي نفسه، خصوصاً أولئك الذي تتبنّاهم الدول الأجنبية، فيعاد تسويق أفكارهم إلى بلدانهم الأصليّة مثلما يتم تسويق الملابس والسلع الأخرى(12).‏

ونحن لا نتفق في هذا السياق مع التقييم السلبي لمجمل "الفكر الشرقي"، والذي يرى أصحابه أنّ دراساتنا الاجتماعية ليست مفيدة، لأنها عبارة عن نقل غير دقيق وغير أمين للفكر الغربي وأنّه " وحتّى عندما يُوّجه النقد إلى الفكر الأجنبي في الوسط العلمي يُنقَل هذا النقد حرفياً، وهذا أُسمّية التبعيّة في النقل والنقد، وهو ما يخفي في الوقت نفسه الضعف المعرفي والضعف الفكري للمشتغلين بعلم الاجتماع في البلاد العربية"(13).‏

الواقع إن وضع الدراسات والبحوث الاجتماعية عموماً ووضع علماء الاجتماع العرب على وجه الخصوص، هو امتداد لوضع الجامعة في الوطن العربي، التي لم ترتبط بعد مع المجتمع ارتباطاً عضوياً في نطاق التغيّرات الكميّة والكيفية. وذلك في جميع التخصّصات الإنسانية والعلمية، ما عدا التخصّصات المهنيّة كالطب والهندسة والمحاماة. بينما نجد أنّ ما يقوم به علماء الاجتماع والأنثربولوجيا في جامعات العالم الصناعي يختلف كثيراً عمّا يجري في مجتمعنا. فمثلاً في جامعات الغرب يقوم علماء الاجتماع بإجراء البحوث والدراسات حول قضايا مجتمعيّة كثيرة في مجال العمل والبطالة والجريمة والأمن الصناعي وتلوث البيئة وتعاطي المخدّرات.. الخ بتمويل من الحكومة أو المؤسّسات المدنيّة أو البلديات، وتُسند تلك الأبحاث والدراسات إلى عدد من ذوي الاختصاص، ثم تجري مناقشة النتائج في أوساط علمية لتفسير وتحليل أبرز مظاهر المشكلة والحلول المُقترحة، وبعد ذلك تُطرح علنياً وعلى نطاق جماهيري واسع، وبذلك يجري ربطٌ عمليّ بين الجامعة ومراكز البحث العلمي والمشكلات التي يبحث المجتمع عن حلول فعّالة لها. والأمر نفسه يحصل في مجالات أخرى كالصناعة والزراعة والتعليم وقضايا الأسرة والمعوقين وكبار السن.. الخ.‏

أمّا بالنسبة إلى الوضع في الوطن العربي، فإنّ الدراسات الاجتماعيّة ما تزال أسيرة الصراعات والمجادلات الأيديولوجية "فحين نتكلم عن قضيّة اجتماعية مُعينة يجري تصنيف الآراء والأفكار المطروحة بأنها يمينّية أو يساريّة أو مع الإسلام أو ضدّ الإسلام.."(14).‏

وبرغم إيماننا بأنّ الأيديولوجيا تُعَدّ من أهم معوقات تحقيق الموضوعية في العلوم الاجتماعية، إلا أننا نرى بالمقابل أنّ محاولات تجنّب الأيديولوجيا من الصعوبة بحيث تكاد أن تصل إلى طريق مسدود. فالأيديولوجيا هي أحد المتغيّرات الهامّة (شئنا ذلك أم لم نشأ) في النظرية الاجتماعية ومن العسير تجنّبها في دراسات علم الاجتماع والأنساق المعرفية المتفرّعة عنه، بدءاً باختيار الموضوع وانتهاء بمحاولات المناقشة والتفسير، وذلك لتمحور الدراسات والبحوث الاجتماعية حول الإنسان وقضاياه المجتمعيّة المختلفة، وهي قضايا تتّسم أيضاً بالنسبية، وترتبط بالقائم بالدراسة وهو الإنسان أيضاً، الذي تتباين رؤيته للأمور وتختلف أيديولوجيته ومعتقداته ومن ثم أحكامه. فالإنسان الباحث يظلّ أسير انتماءاته الاجتماعية والطبقية والقومية والسياسية والدينية والثقافية، وتظلّ محاولات تحرّره أملاً يراود هؤلاء الذين يرون أنّ تحقيق الموضوعية في علم الاجتماع رهنٌ بهذا التحرّر النسبي. ومن المحقّق أن بعض علماء الاجتماع الغربيّين مّمن ينتمون إلى جناح التوازن في علم الاجتماع قد اعترفوا بالدور الذي لعبته وما زالت تلعبه الأيديولوجية في علم الاجتماع، فها هو روبرت ميرتون R.MERTON يعترف بأنّ الولايات المتحدة وحدها تضمّ حوالي خمسة آلاف عالم اجتماع، ولكل واحد منهم علم اجتماع خاص به His own sociology" " وما هذا التعدّد -فيما يرى ميرتون -إلاّ نتيجة لتعدّد التصورات أو بالأحرى كنتيجة لتعدّد الأيديولوجيات(15).‏

وهناك عدد من الباحثين الاجتماعيين، الذين يرون أنّ صراع الأيديولوجيات (الليبرالية -المُحافظة- الراديكالية..) قد ساعد على تطوير النظريات العلمية المتناسقة مع وجهات النظر الأيديولوجية المعنية وطوّر من قدراتها على التفسير والتنبؤ، ولكن من جهة أخرى يمكن القول أنّ التحليل السوسيولوجي المرتبط ارتباطاً أعمى بمنطلق أيديولوجي مُعيّن يُشكّل احتكاراً لقدرات عالم الاجتماع في التفسير وتطويع المعطيات النظرية والمنهجية لتتناسب مع موضوع البحث وخاصيّة الظاهرة(16).‏

ومن ناحية أخرى يبدي بعض الدارسين الاجتماعيين والكُتاب العرب تشاؤماً كبيراً حول مستقبل الدراسات السوسيولوجية في الوطن العربي، نظراً لما يعتقدونه من تبعية مطلقة في كل شيء ينتجه الغرب بشقّيه الرأسمالي والماركسي، حيث أنّ مسألة "المرجعية العلمية" لم تجد لها حّلاً بعد. "فالبُنية المدرسيّة والجامعية المُعاصرة في الوطن العربي والعالم الثالث هي بُنية تُقلّد الغرب بشكل كاريكاتوري، ليس في المسار العام فقط، بل في التفاصيل أيضاً. ولأنّ الكتابات المدرسيّة هي كتابات تاريخية في الأساس، وعلم الاجتماع ببنيته الحالية هو علم غربي، فإنّ هذه الكتابات تأتي على صورة البحوث الغربية في هذا المجال(17).‏

ولكنْ أين تكمن التبعية العربية في ميدان الدراسات والبحوث الاجتماعية، هل في النظرية، أم في المفاهيم، أم في الطرائق؟!‏

الدكتور رضوان السّيد يجزم بأنّ تبعية الدراسات الاجتماعيّة العربيّة، خاصّة في المُصطلح والمجال والاستبيان والرؤية التحليليّة والشاملة للمجتمع. وهو يرى أنّ الامبريقيّين الغربيين وضعوا مصطلحات وطرائق للبحث الحقلي نابعة من مشكلاتهم هم، تلك التي تواجهها مجتمعاتهم أو تبدو فيها. فإذا كان استخدام الرؤية الغربية لدى المؤرخين الاجتماعيين العرب يخرج مجتمعاتنا واهتماماتنا الاجتماعية التاريخية من مجال الرؤية هذه، فإنّ تبعية الميدانيين مُصطلحاً وطرائق للطرائقيّين الغربيّين تجعل منطلقاتهم خطأ، ونتائجهم أقلّ دقّة ومصداقية(18).‏

ويؤكد الدكتور السيّد أنّ الدراسات الميدانية التي تنطلق من مقولة الطبقات الاجتماعية أو تلك التي تنطلق من رؤية تجريبية أو نظرية غربيّة -لعلاقة السّلطة بالمجتمع -ليس بوسعها مهما وجدت جزئيات مؤيّدة أنْ تقدّم كثيراً مفيداً في مجال دراسة مكافحة الظواهر المرضيّة أو المتخلّفة(19).‏

وتلقى النظرة السابقة رواجاً واسعاً في الأوساط الأكاديمية العربية، التي تتحدّث دائماً عن التبعية الفكرية لمناهج الغربيين ونظرياتهم وطرائقهم. و"الاتّهام" الأساسي يتمثل في أنّنا "نكتب عن مجتمعاتنا من خلال ما يكتبه الآخرون في علم الاجتماع أو عن مجتمعاتهم، ونطبّق ما نستطيع تطبيقه على مجتمعاتنا، والمجتمع الذي لا ينتج صناعته وبضائعه وموادّه قلّ أنْ يستطيع إنتاج فكر لا يكون تلفيقياً أو توفيقياً، نأخذ بسهولة ويسر موادّنا ومصنوعاتنا ومنتوجاتنا الاستهلاكية، وذلك عينه هو ما يبدو أنّنا نفعله في الميدان الكتابي أو في ميدان الفكر والتفكير، نفضّل السهل، ونقع في الاستيراد وفي الاستهلاك والمضغ"(20)‏

هذا ويعتقد الدكتور علي زيعور بأنّ تضارب التوجّهات (أو التّيارات) في دراساتنا الاجتماعية، لا يعود إلى تنوّع فكر الباحثين وغنى مناهجهم بل إلى الارتباط الفكري بين الباحث والمدرسة الأجنبية أو السلطة الغربية التي يتبعها بلده، لأننا -كما يقول- "لا ننتمي إلى مدرسة عربية محدّدة في علم الاجتماع أو في علم النفس الاجتماعي أو في الفلسفة، إننا نستهلك، إننا نأخذ المنهج والتوّجه دون أن ننصبّ على إنتاج المنهج المستقل والتوجّه النابع من واقعنا"(21).‏

وقد غالى الدكتور زيعور في وصوفاته السلبية -النفسانيّة للدراسات الاجتماعية العربية، التي تنْظُمُها "التيارات الأميركية المنهج، حيث تجمع بيانات معطيات (في ميادين الفولكلور /خ.ج) لا تقودها نظرية وتؤدي إلى معرفة بلا وظيفة وعديمة المعنى"(22). بل وصل به الأمر إلى حدّ الإعلان: "إنّ علم الاجتماع الأميركي، في الكثرة الكثيرة من أبحاثه، يخدم السياسة الأميركية والنظام الأميركي، ويعمل ضدّ التطور بل وضدّ الإنسانية الساعية لرفع مستويات الإنسان"(23).‏

ونحن بدورنا نرى عدم فائدة التبسيط الشديد للمواقف والاتجاهات والتيارات، وأنّ التعميم في الأوصاف والتقييمات السلبية يوقعنا في تكرار الأخطاء، والرفض المتبادل، وإطلاق الاتهامات المجانيّة، التي تبعدنا عن التدبّر الشامل والدراسات الميدانية للبنية الاجتماعية العربية، وصولاً إلى ملامح نظرية عامّة تحكم تطور مجتمعاتنا وتشكل إطاراً ينظم اتجاهاتها المستقبلية.‏

ثانياً- معوقات التطور والإبداع في الدراسات الاجتماعية العربية:‏

يختلف الباحثون والدارسون الاجتماعيون العرب في تشخيص العوامل والظروف المسبّبة لقلّة الدراسات والبحوث الاجتماعية المبتكرة والأصيلة في البلدان العربيّة. ويصنّفها بعضهم ضمن العوائق التالية(24):‏

1-العائق النظري: ويتمثّل في الضعف النظري لدى الاجتماعيين العرب، حيث أنّ ما يعرفونه عن المدرسة الثقافية الأمريكية -مثلاً- ينبع من قراءات مختصرة ومطالعات سريعة، لمقالات ودراسات انتقائية مُعرّبة. وغالبيتهم لا يطّلعون على النصوص الأساسية (الأصليّة) للنظريات المطروحة، لذلك يواجهون صعوبات حقيقية في الحكم الموضوعي على تلك الآراء والتيارات والاتجاهات.‏

2-العائق المنهجي: يلعب هذا العائق دوراً كبيراً في عرقلة تطوّر العلوم الاجتماعية في الوطن العربي. ويتجسّد في إهمال بعض الاختصاصات الهامة في دراسة مشكلاتنا الاجتماعية (كعلم الاجتماع البدوي والريفي وعلم الاجتماع الديني). كما يتمثّل في بعثرة الجهود المبذولة من الباحثين الاجتماعيين على امتداد الأرض العربية. ويمكن الموافقة هنا جزئياً على الرأي القائل إنّ دراساتنا الاجتماعية تعود إمّا إلى الاتجاه المادي الجدلي والتركيز على الصراعات، أو إلى الاتجاه البُنيوي والوظيفية، أو إلى الاتجاه الذي لا يتقيّد باتجاه ولا يلتزم بنظرية أو منهج، بقدر ما يوفّق ويلفّق عن وعي تارة أو تسهيلاً للدراسة وبدون وضوح تارات أخرى. فالخاصيّة الكبرى لعلم الاجتماع العربي أنّه لا ينتمي إلى اتجاه وحيد، أو إلى منهج معين، أو مدرسة اجتماعية بعينها.‏

بكلمة أخرى، لا توجد مدرسة اجتماعية عربية، بل مجموعة واسعة من الدراسات في علم الاجتماع منها التجزيئي الإقليمي، ومنها الجهوي والمحلّى. وهي مدرسة متأثرة بالأيديولوجيات والتيارات الاجتماعية العالمية. "ويبقى فكرنا يدور في حلقة مفرغة: يأخذ من الأجنبي ويعزّز الأجنبي بذلك الأخذ. ومن هنا أيضاً، كسبب أو كنتيجة معاً، إنّ علم الاجتماع عندنا غير متميز بخصوصيات، ولا يحمل سمات الواقع وتطلّعات المجتمع.. وعلم الاجتماع العربي غير ملتصق بذلك الوجود ولا بمصيرنا، وأعمالنا تطبيقية لمناهج أجنبية، وأخذ ونقل وترجمة، إنها إعداد وليست عملاً نظرياً أو صناعة "أهل النظر" المتخصّصين المكرّسين"(25).‏

وفي الإطار ذاته، يُلاحظ انقسام الباحثين الاجتماعيين العرب إلى فريقين: فريق يناقش الموضوعات المطروحة من منطلق النزعة الشمولية، وفريق آخر ينطلق منن خصوصيات الظواهر والفولكلور والعادات والأعراف المحلّية في البلدان العربية المختلفة. فالشموليون يرون أنّ المجتمع العربي ما يزال وحدة بالمعنى السوسيولوجي رغم تفاقم الاقليمية والقطرية، وتفاقم ظواهر التفتت والانقسام والتناحر، وكثرة الحدود والخلافات والصراعات والصدامات المباشرة وغير المباشرة والقيود على الحركة الاجتماعية.. الخ. أمّا الامبيريقيّون (الميدانيون/ التجريبيّون)، فإنّهم يتمسكون بالأبحاث الأنتروبولوجية والخصوصيات الفولكورية البادية على السطح. ويبدو الوطن العربي أمام ناظر الباحث الاجتماعي ذي النزعة التجزيئية جُزراً معزولة، تحكم كلاً منها قوانين تنتج ظواهر متباينة. رغم أن العرب ما يزالون أمّة واحدة في الثقافة والدين واللغة والتاريخ وأنماط المعيشة.‏

لكن الانصاف يقتضي القول إنّ هذه الاشكالية لا تصدق على الاجتماعيين فقط، بل على الباحثين العرب في تخصّصات أخرى كثيرة.‏

والواقع أنّه رغم ظهور بعض المحاولات التي كانت تهدف إلى إبراز نوع من النظرية الاجتماعية العربية (قسطنطين زريق، ساطع الحصري، عبد العزيز الدوري وغيرهم)، فإنّ من المسلّم به أنه -بخلاف نظرية ابن خلدون -لا توجد إلى الآن نظرية اجتماعية نوعية متكاملة عن المجتمع العربي، غير متشرّبة بالمسائل والأفكار والأطروحات الأيديولوجية.‏

إنّ الارتباكات والاضطرابات والصراعات الحاصلة في الدراسات والمناهج البحثية الاجتماعية العربيّة، تعود -حسب تقدير بعض المختصين- لعوامل عدّة، في طليعتها(26):‏

أ-التعميم والإطلاقية أو المواقف الحدّية كالمبالغة في عمومية المجتمع العربي من جهة، أو في خصوصية مجتمعات أقطاره من جهة أخرى.‏

ب-فقدان الصلة بين التنظير والعمل الميداني الذي أدى إلى اتساع الفجوة بين المنّظرين والممارسين.‏

جـ- اشكالية المنهج وغياب الموضوعية عن الكثير من التحليلات السوسيولوجية. وهو ارتباك يرتبط تارة ارتباطاً مباشراً بأنماط النظرية وتارة أخرى بنوعية الموضوعات المبحوثة. ويُعزى هذا الارتباك المنهجي لعوامل عدة، من بينها: ضعف مستوى التدريب الجامعي في المنطقة في مجالات تصميم البحوث واستعمالات المنهج وطرق البحث الكمية، ندرة الفرص المتاحة لعلماء الاجتماع والمتخّصصين لإجراء بحوث مسحية أو حقلية، ولجوء كثيرين منهم إلى استبدال ذلك النقص بتبنّي مناهج كيفية ونقدية في معظمها، بدائية تقنية البحوث الاجتماعية العربية وبخاصة في مجالات طرق تجميع البيانات وتنسيقها وتبويبها وتحليلها وكذلك في مجالات البحوث التطبيقية.‏

ومن أهم المواقف تجاه إشكالية المنهج في البحث السوسيولوجي العربي، نشير إلى موقفين عريضين:‏

الموقف الأول يحبّذ الاهتمام بالتنظير على حساب المنهج، ويرى البحث السوسيولوجي من منظور مناقشة ومقارنة وتوليف المواقف والمفاهيم الواردة في أفكار الروّاد.‏

أما الموقف الثاني، فإنه يحبّذ الاهتمام بالمنهج على حساب النظرية، ويفضّل تقديم أعمال امبريقية كمية مُبسّطة معتمدة على الدراسات الميدانية والمسحيّة.‏

على صعيد آخر حذّر بعضٌ من دعاة المحلية من استيراد منهجيات بحث غريبة عن المجتمع العربي ومن تطبيقها دون دراسة للأوضاع السائدة. وعبّروا عن ضرورة إعادة النظر في الأساليب المنهجية ومحاولة ابتداع وتطويع أدوات بحثية ومنهجية ملائمة لخصوصية الواقع العربي ومشكلاته (عزّت حجازي، سيكولوجية الإنسان المقهور).‏

بينما يرى الفريق الآخر أنه لا ضرر من الإطلاع على المناهج العلمية المُستعملة في التحليل السوسيولوجي الغربي، وتمثّلها واستعمالها في الحالات المناسبة، وخصوصاً أنها قدمت الأسانيد القاطعة عن قدرتها على التفسير والتطور والتعبير.‏

3-العائق الاجتماعي: حيث يشكو الاجتماعيون العرب من أن المؤسّسات التي يعملون في إطارها لا تشّجعهم على إثارة المشكلات الجديدة والموضوعات الخلافية. فالباحث في البلدان العربية يُصنّف ضمناً أو عُرفاً، الموضوعات إلى "حسّاسة" و"غير حسّاسة". وهو نهجٌ له دور فعّال على صعيد الانتاج السوسيولوجي في البلدان العربية.‏

من تلك الموضوعات "الحسّاسة" يذكر الباحث فردريك معتوق، على سبيل المثال: المرأة ومشكلاتها؛ والدين والجماعات الدينية ودورها الفعلي، في الحياة الاجتماعية والسياسية العربية. ثم إنّ الباحث الاجتماعي يفضّل عدم الخوض في مايسمّيه البعض حقول الألغام الاجتماعية.‏

من هذا الموقف المستسلم، ومن هذه الاستقالة الصامتة والمعّممة تنبع المعالجات الهامشية لواقعنا الاجتماعي، لدرجة أنّ مطالعة بعض الروايات العربية الناجحة أو مشاهدة بعض الأفلام العربية الجريئة والواقعية، تعطينا فكرة أوسع عمّا يجري في الواقع الاجتماعي من الأبحاث والدراسات الاجتماعية(27).‏

ويؤيّد هذه الرؤية الباحث الاجتماعي محمد حافظ دياب، الذي يؤكّد -في معرض دراسته للخطاب السوسيولوجي في الجزائر -أنّ الفعل السوسيولوجي في منطقتنا العربيّة يتخلّف أو يتأخر عن مجمل أفعال التغيير الاجتماعي الجارية فعلاً. بمعنّى آخر، إن تجارب التنمية وإجراءات تحديث البنية الاقتصادية، وصياغة أسس عمليّة لثقافة وطنية، وكل ما تثيره من ردود اجتماعية أسبق من الدراسات والبحوث السوسيولوجية. مثال ذلك، أنّ إعادة هيكلة المنشآت الصناعية التي تمّت في الفترة ما بين عامي 1982 و1985، قد استتبعتها أبحاث سوسيولوجية عديدة، وهو ما قد تبدو معه الممارسة السوسيولوجية كفّعالية تابعة. وما يزال سائداً الاتجاه القائل إنّ مهمة السوسيولوجيا هي الاقتصار على دراسة المعطيات الظاهرة والمباشرة، التي تتفادى الموقف الأصعب، القائم على إعادة هيكلة الواقع، واستخراج قوانينه ودينامياته، عبر تجاوز الظواهر والعلاقات المباشرة إلى البحث عن المحرّكات والعناصر الفاعلة في آلية حركية البُنية الاجتماعية -الاقتصادية. ويأخذ الباحثُ دياب على السوسيولوجيا المُطبقة في الجزائر هروبها من بحث مشكلات البُنية البيروقراطية واختلالاتها الوظيفية في المنشآت الانتاجية والخدمية، ومشكلات الهجرة الداخلية والخارجية، وقضايا بطالة الشباب، وآثار النظام الاقتصادي على البُنية الاجتماعية -الطبقية، ومظاهر الاستهلاك الترفي، وظاهرة المدّ الإسلامي (الأصولي). وكلّها موضوعات لم يستطع البحث السوسيولوجي في الجزائر أن يضعها في صلب اهتماماته بعد(28).‏

4-العائق السياسي: يرى عددٌ كبير من الباحثين العرب أنّ المؤسّسات الرسمية، خصوصاً صاحبة القرار تنظر بحذر بالغ إلى ما يقوم به الباحثون الاجتماعيون من دراسات وغوص في أعماق المجتمع وأنساقه المختلفة. وهناك قطيعة واضحة بين أصحاب القرار والذين يمتلكون ناصية المعارف العلمية- الاجتماعية. وفي هذا السياق يقول الباحث الاجتماعي المعروف سيّد ياسين: "إنّ عملية اتخاذ القرار محتكرة في يد نخبة سياسية لا تؤمن بالمنهج العلمي الإيمان الكافي، وهذا أحد أسباب عدم فاعلية العلوم الاجتماعية في الوطن العربي"(29).‏

هناك إذاً أزمة ثقة بين العلوم الاجتماعية في البلدان العربيّة وبين المؤسّسات الرسمية، بعكس ما يحصل في الدول المتقّدمة صناعياً في العالم. والجدير ملاحظته أن سبب حذر القيّمين على الأمور السياسية، قد يعود إلى عدم اكتشافهم لأهمية الدراسات والبحوث الاجتماعية في ميدان التخطيط الاجتماعي والاقتصادي ودراسات الرأي العام وأساليب التوقّع والتنّبؤ والاستطلاعات الاجتماعية والسياسية والنفسية.. الخ. حيث أن العلوم الاجتماعية تظلّ سلاحاً مزدوجاً، يمكن أن يختار كل طرف يستخدمه ما يتناسب مع مصلحته أو توجهاته وتطلعاته.‏

كما أنّه لا بّد من الإشارة إلى حصر موضوعات البحث والدراسات السياسية، أو بالأحرى موضوعات "علم الاجتماع السياسي" حتى داخل حدود المؤسّسة الجامعية نفسها. ومنها المسائل المتعلقة بطبيعة النُخَب الحاكمة والبيروقراطية وحجم الفساد في المؤسسات الرسمية(30)".‏

وقد توقف عددٌ من الدارسين والمفكّرين والكتّاب العرب عند إشكالية العلاقة بين المثقفّين عموماً والباحثين الاجتماعيين بصفة خاصة والسلطات الرسمية. ونشير في هذا المنحى إلى ما تحدّث به الدكتور رضوان السيّد في أثناء تحليله "لمشكلات البحث الاجتماعي العربي"، حيث يقول: "إنّ السياسيّين العرب في غالبيتهم لا يميلون إلى الدارسين الاجتماعيين، ولا يشجّعون البحوث الاجتماعية بالوطن العربي، وفي ربط كراسي الدراسات الاجتماعية بالنفسّيات والفلسفيات في بلدان عربية متعدّدة. ومن المعروف أنّ الاجتماعي المعاصر شأنه في ذلك شأن الاقتصادي يعتمد على الاحصائيات والبيانات الكمّية التي تُصدرها مؤسّسات الدولة المتخصّصة. لكن هذه الإحصائيات والبيانات الكمية لا تظهر أو لا تُنشر في عدّة بلدان عربية لأسباب مختلفة، فتزيد عمل الدارس صعوبة وعُسراً خصوصاً مع فقدان الدعم أو القرار السياسي الضروريّين لإجراء مثل هذه البحوث"(31).‏

والواقع أنّ المؤسّسات الرسميّة في الوطن العربي ما تزال تتجاهل الدور الحقيقي، الذي يمكن أن يلعبه علم الاجتماع في التأثير الإيجابي في التحولات الجارية في المجتمع. لكنْ من الملاحظ أن هناك محاولات للاستفادة من الفرص التي تقدّمها العلوم الاجتماعية (ولا سيّما علم النفس الاجتماعي أو سيكولوجيا الحشد) في ترسيخ الهيمنة والحفاظ على السيطرة، التي تتمتع بها النخبات الحاكمة، سواء في الميادين السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الإعلاميّة.‏

فالباحث الجزائري العياشي عنصر يرى أنّ أصعب ما يتعرّض له علم الاجتماع الجزائري اليوم، إنّما يتمثّل في سيطرة السلطة السياسية، التي سعت تحت شعار "تأسيس علم اجتماعي ملتزم بقضايا المجتمع" إلى بسط نفوذها على هذا الفرع الهام من فروع المعرفة. وقد قَبِلَ علمُ الاجتماع هذا الدور الامتثالي، مكتفياً بلعب دور الصدى للقراءات والإجراءات السياسيّة، وتبرير سيطرة القوى الاجتماعية التي بيدها الحكم. "لقد أدّى الخلط بين الالتزام والامتثالية إلى فقدان علم الاجتماع في الجزائر لكل مصداقية"(32).‏

وإذا ما اتّجهنا صوب منطقة الخليج العربي، فإنّنا نعثر على أصداء المشكلات ذاتها، التي يثيرها الاجتماعيون العرب دائماً، حيث يُلاحظ "أنّ بعض الاجتماعيين الخليجيينّ مُستهلك للمعرفة السوسيولوجية أكثر من قدرته على تسخير المعرفة لفهم الواقع في الخليج العربي. كما أنّ مراكز البحوث لم تساهم بالقدر الكافي في طرح مشكلات المجتمعات الخليجية وقضاياها، ولم تساهم حتى الآن مساهمة حقيقية في بناء هذه المجتمعات.. وأنّ قصور البحوث الاجتماعية في منطقة الخليج العربي مرتبط بالتخلّف في المجتمع والنظرة العدائية للبحوث الاجتماعية بصفة عامة"(33).‏

ومن خلال دراستها الاستقصائية- التحليلية للبحوث والمؤلفات والدراسات الاجتماعية لمجمل بلدان الخليج العربي على مدى عشر سسنوات (من 1980 إلى 1990) توصّلت الباحثة الاجتماعية/ الأستاذة جُهينة سلطان العيسى إلى أنّ البحث الاجتماعي، في المجتمع الخليجي، قد عجز عن إعطاء حركة المجتمع مفاهيم وتبريرات اجتماعية وسياسيّة بخاصة في الجوانب الآتية(34):‏

1-لم يستطع البحث الاجتماعي تقديم تفسير للظواهر المستّجدة في المجتمع الناتجة عن التطور المادي المتمثّل في استخدام التقانة الغربية، والتطور الاقتصادي الناجم عن الطفرة المادية غير المقترنة بتغيّر إيجابي في السلوك الاجتماعي والثقافي والسياسي.‏

2-عجز البحث الاجتماعي عن إعطاء تفسيرات لحالة الاغتراب التي يعانيها المواطن بصورة أبعدته عن أداء دور المواطنية المسؤولة.‏

3-وقفَ البحث الاجتماعي عاجزاً عن تفسير الظواهر السلطوية، ووقوف المواطن موقف العاجز والمسيّر، والسكوت عن غياب الديمقراطية.‏

4-لم يقم البحث الاجتماعي بدراسة القيم المستّجدة المنتشرة في المجتمع، وهي في أغلبها بعيدة عن قيم المجتمع الأصيلة.‏

5-عجزَ الباحثون والدارسون عن الخروج من دائرة التخلف والقهر، المرتبطين بالتخلف الاجتماعي والقهر السياسي، الأمر الذي دفع دراساتهم إلى الابتعاد إلى المجالات الوصفية، واختيار المداهنة بين فلسفة العلم وفلسفة الدولة. وهو ما يؤهلهم، تحت كل التفسيرات، للخروج من دور المثقف والصفوة إلى أدوار أخرى.‏

إضافة إلى مجموعة عقبات سياسية وثقافية وإدارية تحول دون تقدّم البحوث والدراسات الاجتماعية في الوطن العربي، منها: تبعية السوسولوجيا للسلطات الرسمية، التي تعمل لتلبية حاجات الدولة، وليس تبعاً لاستنتاجات علماء الاجتماع أو الواقع الاجتماعي، وقلّة الإمكانات المادية والفنية اللازمة للبحوث الاجتماعية؛ والقيود المفروضة على اختيار موضوعات البحث، وندرة المصادر الاحصائية الدقيقة الضرورية للبحث، وما يطرأ على هيئات البحوث من تغيّر دائم، وسوى ذلك من عقبات(35).‏

ثالثاً- تصوّرات لتجاوز الأزمة وتطوير الدراسات الاجتماعية العربيّة:‏

الواقع أنّ الاجتماعيّين العرب بسبب عدم اتفاقهم بخصوص مناهج البحث والنظريات الاجتماعية، وأيضاً بسبب الاختلافات الأيديولوجية والرؤى السياسية، لا يتفقون بالتالي على نوعية الأساليب والوسائل والممارسات، التي من شأنها إخراج الدراسات الاجتماعية العربية من جمودها الراهن. فالدكتور محمود عبد الفضيل يعتقد أنّ المخرج يكمن في إثراء وتطويع منهج المادّية التاريخية، وتطبيقه بصورة حيّة وخلاّقة لدراسة الأوضاع والعلاقات الطبقية في المجتمعات العربية. وفي الوقت نفسه يجب الاستفادة من اسهامات ومناهج التحليل التاريخي لدى ابن خلدون حول القبيلة والدولة والعصبية، وكذلك من منهج التحليل الاجتماعي لدى ماكس فيبر حول الدور الذي تحتله "جماعات المكانة"- المرتبطة بالبناء الفوقي للمجتمع -في البنيان الاجتماعي والطبقي للمجتمع، وما تحفل به كتابات التراث العربي والإسلامي عموماً(36).‏

أمّا الدكتور حليم بركات، فإنه يقترح اعتماد المنهج الاجتماعي التحليلي المقارن والنقدي، الذي يشدّد على الدينامية والتناقض وتداخل الظواهر، وذلك من منظور عربي شامل(37). ومع أنّ أطروحة الدكتور بركات تُشدّد بالدرجة الأولى على الأهمية الكبرى للبُنى التحتية، إلا أنها لا تنظر إلى البنى الفوقية الثقافية بوصفها مجرّد نتيجة، بل كفعل أيضاً له مؤثراته على البنية التحتية. وهذا يعني أنّ الثقافة بما تتضّمنه من معتقدات ومبادئ وقيم ونظريات ومقولات وآراء ومفاهيم تتصل اتصالاً وثيقاً بالتناقضات الاجتماعية القائمة. والأهم من ذلك كلّه دراسة المجتمع العربي من منظور قومي التزاماً بقضاياه وفي سبيل تغيير الواقع. ولا بدّ من الاعتماد على علم اجتماع عربي يصرّ في آنٍ واحد على الالتزام وما يتّصل به من معتقدات وقيم ضرورية تقتضيها الموضوعية نفسها(38).‏

ومن ناحيته يرى الدكتور عبد الوهاب بوحديبة أنّ الوطن العربي كسائر البلاد النامية، في حاجة إلى إبراز خصوصياته عن طريق البحث الميداني وعن طريق التنظير أكثر مّما هو في حاجة إلى تجاوز تلك الخصوصيات نحو معرفة في نهاية التجرّد كما تدعونا إلى ذلك البنويّة أو الماركسية. وعلينا ألاّ ننسى أنّ تأخّرنا هو تأخر أيضاً في التعرّف بدقّة على تفاصيل أحوالنا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية(39). لكنّ المنطلق الأساس لإنشاء "علم اجتماع عربي" (وفق رأي الدكتور بوحديبة): ينبغي أن يكون واقع المجتمعات العربية باعتبارها تكوّن وحدة متنوعة "أو إن شئنا تنوعاً في الوحدة"... وأن نرمي إلى مزيد من التعرّف على هذه الخصوصيات وأن نعتبر تجربة كل بلد كجزء من تجربة أوسع ينبغي التعرّف عليها ووضعها تحت تصرف أهل الذكر في البلاد وخاصة أصحاب القرار منهم(40).‏

ويبقى علينا أن نفكك المنهاجيات المتّبعة في الدراسات الغريبة، "حتّى لا تطغى علينا النقدية المفرطة فلا نتقّبل ما يكتبونه عن مجتمعاتنا إلاّ بعين تُميّز بين الاتجاهات وتغربل بين "الحقائق".. ونكسب الامكانيات المنهاجية (الأخرى/ خ.ج) وذلك على شرط أن نحوّلها من "الخارج" إلى "الداخل" ومن "الداخل" إلى "الذاتي" وهذا يتطلّب نقد المفاهيم وتزكية المواقف وضبط الفرضيات وتدقيق الاستنتاجات(41).‏

وإلى نتيجة مماثلة -تقريباً- يصل الدكتور رضوان السيّد، الذي يعتقد أنّ أفضل ردّ على "التبعية" التي تعاني منها الدراسات الاجتماعية العربية، يتمثّل في: "ضرورة قيام علم اجتماع عربي لا يهتم بالتمايز عن الغرب بقدر ما يهتم باستنباط مصطلح وطرائق قادرة على التصديّ لقراءة الظواهر الاجتماعية العربيّة واقتراح الحلول المناسبة لها. ومن هنا تأتي ضرورة تكوين جمعية للدارسين الاجتماعيين العرب على مستوى الوطن العربي تتجاوز اختلافات المدارس الاجتماعيّة الغربيّة للوصول إلى "تطبيقات عربيّة" لميدانية تنطلق من مشكلاتنا نحن؛ وإن لم يكن ضرورياً أنْ تنتهي بهذه المشكلات"(42).‏

وعموماً لا بدّ من توحيد وتنسيق بين الجهود البحثّية والتنظيرية التي يقدّمها المختصّون الاجتماعيون في الوطن العربي، بحيث لا تبقى دراساتهم اقليمية أو جزئية أو مغلقة فاقدة الانفتاح والاتساع والشمولية. كما يجب أن تنفتح في الوقت ذاته على التيّارات الكبرى في الفكر الاجتماعي الإنساني المعاصر، عبر مواكبة فكريّة مستمرة وروح علميّة واعية.‏

إنّ أغلب المشتغلين في حقل الدراسات والبحوث الاجتماعية في الوطن العربي يتفقون على ضرورة أن نفهم حضارتنا وواقعنا وأنفسنا، كما حاولنا فهم حضارة "الآخر" وحفظ مناهجه، واستخدام مصطلحاته العلمية والأيديولوجيّة والقيميّة في دراساتنا الأكاديمية ووسائل الإعلام المختلفة، وذلك بغية تحديد مواقف علمية -موضوعية واعية من "الأنا" و"الآخر". على أنْ ننطلق من النقاط والعموميات التالية"(43):‏

1-لا توجد حضارة بلا تضاريس وتباينات وتناقضات أيديولوجية وفكرية واجتماعية. والحضارات والمجتمعات كلها اشتملت في معظم مراحلها التاريخية على عناصر عقلية وعاطفية، مادية وروحية، عناصر أصيلة -تراثية، وأخرى وافدة ومُستعارة ومُكيّفة، وإنْ تفاوتَ التركيز على هذا العامل أو ذاك، وعلى الكيفية التي تمتزج وتتصل بها هذه الأبعاد والعناصر والاتجاهات.‏

2-إنّ العرب المعاصرين لا يعيشون في جزيرة منعزلة جغرافياً، كما أنّهم لا يعيشون خارج العصر ومتغيّراته ومتطلباته ومستحدثاته. لكن اختلاف التركيبة الاجتماعية العربية عن تلك التي بالغرب المعاصر يجعل مشكلات العصر وقضاياه تنعكس على مجتمعاتنا على شكل أفعال وظواهر وردود أفعال تختلف عن المجتمعات والتطلعات القومية. ومن مقولة "شرعية الاختلاف"- وهي مقولة غير قيمية- تبدو ضرورة الخروج من أشر التبعية في المصطلح والتحليل ومجالات الاهتمام. وليست هذه دعوة للانقطاع عن العالم، بل هي دعوة للدخول في العصر من خلال ثقافتنا المحلّية ومشكلاتنا الخاصّة. وهو ما عبّر عنه بعض الباحثين بمقولة "الاعتماد على الذات علمياً" أو "الممارسة العلمية المستقلّة" حيث تتطلب تنويعاً لمصادر المعرفة، والتعامل معها تعاملاً نقدياً واعياً ومستوعباً، وتحديد ما نريد من تراثنا الغني ومن تراث الشعوب الأخرى.‏

3-إنّ معركة "الاستقلال العلمي" لا تُحسم داخل المؤسّسات العلمية والأكاديمية فقط، بل هي بحاجة إلى تضافر جهود وتنسيق عمليات وخطوات كثيرة على مستويات تعليميّة وإعلامية وثقافية وسياسيّة. وإذا سلّمنا بأهمية هذا المنطلق، فإنّ ثمّة آليّات تمهّد الطريق للتخلّص الجدّي من "التبعية" الفكرية، ومواجهة عناصرها ومفرداتها، ووضع اللبنات القويّة على طريق طويل يمهّد حقيقة لبناء ممارسة علمية عربيّة مأمولة، ولعلّ من بين الآليات والإجراءات العملية المثمرة الخطوات التالية:‏

أ-التخطيط لإجراء دراسات وبحوث واقعية -ميدانيّة حول مظاهر وأشكال التبعية في الأنساق المعرفية المختلفة على أن تستوعب (هذه الدراسات والبحوث) الحالات والمؤسسات العلميّة العربيّة كافّة.‏

ب- تحليل التاريخ الاجتماعي والتراث العربي بصورة منهجية منظمة، لمعرفة ثوابته ومتغيراته، وشروط النهوض ببعض أنساقه وأطروحاته الأصلية.‏

ج- الاهتمام بالأعمال النقدية للتراث الفكري العالمي، على أن تكون مصادره متنوعة ومتعدّدة (من الشرق والغرب، من آسيا وافريقيا، من أمريكا شمالها وجنوبها)، وأن لا يكون التركيز فيه على سؤال "ماذا يوجد؟" كما درج عدد غير قليل من الباحثين عند التعامل مع تراث الآخر، ولكن استكمال التناول بأسئلة من نوع "كيف؟" و"لماذا"؟ و"لمن"؟.‏

د- تشجيع ودعم الجمعيات العلمية الاجتماعية (على صعيد وطني وكذلك على مستوىً قومي) حتى تساعد في الارتقاء بالعلم، وتبادل الخبرات، وإقامة المؤتمرات والندوات العلمية لتطوير الدراسات والبحوث وتبادل الخبرات في معالجة المشكلات المطروحة. والتفكير (كهدف مأمول) بإقامة أكاديمية عربية للدراسات والبحوث الاجتماعية، لتحقيق أهداف ومرامي وصيغة الممارسة العلمية المستقلة، وتعبئة الطاقات والإمكانات البشرية العلمية العربية، على أن يتجاوز إنشاء هذه الأكاديمية النظرة القُطرية، وأن تتوفر سبل حماية تلك الجمعيات والعاملين فيها من "المضايقات" الفكرية والسياسية والمادية، التي تعوق التفرغ للعلم والإبداع. ويرتبط بذلك ضرورة إصدار المزيد من الدوريات المتخصّصة في العلوم الاجتماعية، لتغطية بلدان الوطن العربي كافة، والإسهام في إنضاج الوعي الأكاديمي الاجتماعي السليم، وتشجيع الباحثين الشباب لخوض معترك هذا الميدان الصعب.‏

هـ-العمل على أن تكون موضوعات الأطروحات الاجتماعية للدارسين العرب في البلدان الأجنبية متعلّقة بمشكلاتنا الخاصّة، وأن تجري بمتابعة وتنسيق مع الجمعيات الاجتماعية في البلدان العربية، بحيث يجري الاستفادة من هذه الأطروحات والرسائل الجامعية في الوطن العربي ذاته.‏

و-إنّ المدخل المعقول للتصدّي لأزمة الدراسات الاجتماعية العربية، لا بدّ أن ينطلق من رؤية الاجتماعي والسياسي في سياق مجتمعي مترابط، أي النظر إلى السياسي كجزء من الاجتماعي وليس كبُنية غربية أو مفروضة من خارج. والمدخل المناسب لفهم العامل السياسي، يمكن أن يكون مفهوم "الوظيفة الاجتماعية" أو"الدور" الاجتماعي لهذا العامل الهام والمؤثر جدّاً في واقع الوطن العربي. الأمر الذي يعني أهمية توجيه البحوث والدراسات الاجتماعية نحو القضايا "الساخنة" والحيوية في حياتنا الاجتماعية -السياسيّة الراهنة، سواء بالنسبة للمجتمع أو بالنسبة للسلطة والمؤسّسات الرسمية والتخطيطية والتشريعية والتنفيذية. وذلك من شأنه تأكيد مصداقية علم الاجتماع وواقعيّة. ولا بدّ من التركيز في الوقت ذاته على الدراسات الخاصّة بـ "استشراف المستقبل"، فهي مسألة استراتيجية لا يستغني عنها أي مجتمع مُعاصر، ومن شأنها تنمية "التخطيط الاجتماعي" على أسس علمية تنبؤية احصائية دقيقة، وبالتالي ربط العلم بالمجتمع وبالواقع والمستقبل.‏

الهوامش :‏

1-الدكتورة زينب شاهين، "الاتجاه الاثنوميتودولوجي في علم الاجتماع"، مجلة "الفكر العربي"، السنة السادسة، العددان السابع والثلاثون والثامن والثلاثون، كانون الثاني (يناير)- أيار (مايو)، 1985-ص292.‏

2-عبد الوهاب بوحديبة، "تطوّر مناهج البحث في العلوم الاجتماعية"، مجلّة "عالم الفكر" (الكويت)، المجلد العشرون، العدد الأول، ابريل- مايو- يونيو 1989-ص23.‏

3-الدكتور عبد الصمد الديالمي، "اشكالية الكتابة السوسيولوجية في المغرب"، مجلّة "المستقل العربي"، السنة السابعة، العدد السابع والستّون، أيلول (سبتمبر) 1984، ص31‏

4-المصدر نفسه، ص33‏

5-الدكتورة جهينة سلطان العيسى والدكتور السيّد الحسيني، "علم الاجتماع والواقع العربي: دراسة لتصورات علماء الاجتماع العرب"، مجلة "المستقبل العربي"، السنة الخامسة، العدد الواحد والأربعون، تموز (يوليو) 1982 ص38‏

6-المصدر نفسه، ص40‏

7-المصدر نفسه، ص47‏

8-الدكتور خليل أحمد خليل، "تاريخية علم الاجتماع: اتجاهات وتطوّرات، مجلّة "الفكر العربي"، السنة الثالثة، العدد التاسع عشر، كانون الثاني -شباط (يناير- فبراير) 1981-ص56.‏

9-ديل إيكلمان، "الكتابة الأنثروبولوجية عن الشرق الأوسط"، مجلة "المستقبل العربي"، السنة السابعة، العدد الثاني والسبعون، شباط (فبراير) 1985. ص125.‏

10-مناقشات ندوة "علم الاجتماع وقضايا الإنسان العربي"، مجلّة "المستقبل العربي". السنة السابعة، العدد الثاني والسبعون، شباط (فبراير) 1985، ص125.‏

11-المصدر نفسه، ص127‏

12-المصدر نفسه، ص128‏

13-المصدر نفسه، ص129‏

14-انظر: عبد الباسط عبد المعطي، في المصدر نفسه، ص129‏

15-نقلاً عن: الدكتور نبيل محمد توفيق السمالوطي، الأيديولوجيا وأزمة علم الاجتماع المعاصر: دراسة تحليلية للمشكلات النظرية والمنهجية (الاسكندرية: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1975)، ص115.‏

16-مصطفى ناجي، "علم الاجتماع في العالم العربي بين المحليّة والدولية"، "مجلّة العلوم الاجتماعية" (جامعة الكويت)، العدد الخامس عشر- الثاني لصيف 1987- ص185.‏

17-رضوان السيّد، "مشكلات البحث الاجتماعي العربي"، مجلّة "الفكر العربي"، السنة السادسة، العددان السابع والثلاثون والثامن والثلاثون، كانون الثاني (يناير) -أيار (مايو) 1985- ص7-8.‏

18-المصدر نفسه، ص8‏

19-المصدر نفسه، ص8-9.‏

20-الدكتور علي زيعور، "تيارات متعددة داخل المدرسة العربية في علم الاجتماع"، في المصدر السابق (الفكر العربي)، العددان 37-38 لعام 1985)، ص249.‏

21-المصدر نفسه، ص235‏

22-المصدر نفسه، ص250‏

23-المصدر نفسه، ص250-251‏

24-انظر: الدكتور فردريك معتوق، "علومنا الاجتماعيّة والمسألية المفقودة"، "الفكر العربي"، السنة السادسة، العددان 37-38، كانون الثاني (يناير) -أيار (مايو) 1985- ص264-268.‏

25-الدكتور علي زيعور، "تيارات متعددة داخل المدرسة العربية في علم الاجتماع، في المصدر السابق، ص255-256.‏

26-عالج هذه المسألة بالتفصيل الباحث الاجتماعي مصطفى ناجي في دراسته "علم الاجتماع في العالم العربي بين المحلية والدولية"، مصدر سبق ذكره في هذا البحث، ص182-183.‏

27-فريدريك معتوق، "علومنا الاجتماعية والمسألية المفقودة"، في مصدر سبق ذكره في هذا البحث، ص266.‏

28-محمد حافظ دياب، "علم الاجتماع في الجزائر: الهويّة والسؤال"، مجلّة "المستقبل العربي"، السنة الثانية عشرة، العدد مائة وأربعة وثلاثون، نيسان (ابريل) 1990، ص94‏

29-نقلاً عن فردريك معتوق، "علومنا الاجتماعية والمسألية المفقودة"، في مصدر سبق ذكره، ص267.‏

30-المصدر نفسه.‏

31-الدكتور رضوان السيّد، "مشكلات البحث الاجتماعي العربي" المصدر السابق، ص7.‏

32-العياشي عنصر، "أزمة أم غياب علم الاجتماع" في "المستقبل العربي"،السنة الثالثة عشرة، العدد مائة وسبعة وثلاثون، تموز (يوليو) 1990-ص41.‏

33-جهينة سلطان العيسى، "البحوث الاجتماعية في الخليج العربي: رؤية نقدية"، مجلة "المستقبل العربي"، السنة الثالثة عشرة، العدد مائة وأربعة وأربعون، شباط (فبراير)، ص108-113.‏

34-المصدر نفسه، ص115-117‏

35-جهينة سلطان العيسى والسيّد الحسيني، "علم الاجتماع والواقع العربي: دراسة لتصورات علماء الاجتماع العرب"، مصدر ذكر سابقاً، ص28-51‏

36-الدكتور محمود عبد الفضيل، التشكيلات الاجتماعية والتكوينات الطبقية في الوطن العربي: دراسة تحليلية لأهم التطورات والاتجاهات خلال الفترة 1945 -1985 (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 1988)، ص39.‏

37-الدكتور حليم بركات، المجتمع العربي المعاصر: بحث استطلاعي اجتماعي (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، الطبعة الثالثة، 1986)، ص29-32.‏

38-المصدر نفسه، ص29-30‏

39-الدكتور عبد الوهاب بوحديبة، "تطوّر مناهج البحث في العلوم الاجتماعية"، مجلّة "عالم الفكر"، المجد العشرون، العدد الأول، إبريل -مايو- يونيو 1989 ص23.‏

40-المصدر نفسه، ص24-25‏

41-المصدر نفسه، ص24‏

42-الدكتور رضوان السيّد، "مشكلات البحث الاجتماعي العربي"، في مصدر سابق، ص9‏

43-استناداً إلى دراسة الدكتور عبد الباسط عبد المعطي، "التبعية في العلم الاجتماعي: اشكالياتها، مظاهرها، آلياتها ومدخل التحرّر منها". مجلّة "الوحدة" السنة الرابعة، العدد الرابع والخمسون، حزيران (يونيو)، 1988، ص101-113.‏

محب بلاده
2011-12-07, 23:44
الدراسة الأولى واقع الدراسات والبحوث الاجتماعية في الوطن العربي

توطئة:‏

إذا كان تعدّد المنطلقات النظرية ومناهج البحث في العلوم الاجتماعية الغربيّة، يمثّل نوعاً من الأزمة والفوضى العلمية (باعتراف أغلب المختصين)، فإن المشكلة أشدّ وطأة في البلدان النامية، ومنها وطننا العربي، حيث تجاوز الجدل بين المشتغلين في علم الاجتماع دائرة الاختيار بين علم الاجتماع الوضعي أو الإنساني أو الماركسي.. الخ، واتجه ليطرح بديلاً إضافياً يتمثّل في التطلّع نحو صياغة نظرية سوسيولوجية وطنية، لها طابعها المتميز الناتج عن خصوصية هذه المجتمعات. فلقد ثار جدلٌ طويل بين علماء الاجتماع حول هذه القضية، وطُرح التساؤل التالي: هل ننقل عن المشتغلين بعلم الاجتماع في الغرب أو الشرق، أم نطوّر نظرية جديدة في علم الاجتماع قادرة على خدمة البلدان النامية في معاركها ضد التخلف والفقر والتبعية؟!(1).‏

ومن ناحية أخرى يؤكد أحد الباحثين الاجتماعيين العرب أن كثيراً من العرب المختصين في العلوم الاجتماعية يكرّسون أوقاتاً ثمينة وجهوداً طائلة لاثبات نظريات واتجاهات وُلدت وترعرعت في مجتمعات أخرى وفي ظروف مغايرة، فنراهم يتفانون في تدقيق بعض المصطلحات ويسلّطونها من أعلى على الأوضاع الاجتماعية العربيّة. والحال أنّ تلك المفاهيم وإنْ كانت طريفة في ذات نفسها وجديرة بالاهتمام والدرس والعناية، فإنّها أصلاً وليدة المجتمع المُصنّع الغربي واستخدامها باسم كونية المعرفة العلمية غير وارد وغير مشروع لأنها لم تأخذ بالحسبان كل الأوضاع الممكنة إنسانياً، ولكن بعضاً منها فقط، فنقْلها بتلك السرعة والبساطة إلى المجتمع العربي يكون حجر العثرة في مسيرة البحوث الاجتماعية العربيّة(2).‏

والمُلاحظ أنّ السنوات الأخيرة شهدت ظهور عدد هام من الكتابات، التي تناقش مشروعية استخدام بعض المفاهيم والمصطلحات الاجتماعية الغربيّة. وهي ضرب من الشك المنهجي، القائم على إعادة النظر في الجهاز المعرفي الغربي، دون رفضه بصورة كليّة ونهائية، كما لا تنتهي إلى نسف النزعة الوضعية المؤسّسة له. وإنْ كانت تتساءل حول مفاهيم تُعدّ مركزية في النظريات الاجتماعية الغربية، مطالبة بتوسيع وتحريك وتطوير تلك المفاهيم والمقولات والمناهج، إنقاذاً للعلم والعقلانية والموضوعية من مخاطر الاختصار والهيمنة والاستلاب. وعموماً فإنّ أصحاب هذه النزعة لا يطالبون بقطيعة نهائية مع الغرب، من حيث أنه مصدر معرفة حقيقية ونسبية، وإنما يدعون إلى رفض الأطروحة التي تزعم أنّ الغرب مصدر المعرفة المطلقة.‏

"فهي تدعو إلى التقويم النقدي للجهاز المفاهيمي الغربي، أي إلى إبراز حدوده المعرفية من جهة، وإلى قدراته الكشفية عند التقائه بالواقع اللاغربي من جهة ثانية"(3). وبالمقابل يدعو عدد من الباحثين الاجتماعيين العرب إلى التخلي عن التقوقع على الذات، لأنهم لا ينظرون إلى الجهاز المعرفي الغربي كإنتاج للتاريخ الغربي فقط، وإنما من حيث أنه حصيلة لإسهام الشعوب والثقافات والحضارات الإنسانية كلها. إنّ الاعتراف بالحضور الغربي في شكل ثقافة ذات بعد شمولي يحتّم علينا أن نستغل تلك الثقافة دون شعور بالذنب، دون شعور بالاستلاب، دون شعور باختلاف وحشي -وهمي. ويرى أصحاب هذه النظرة وجوب الإفادة القصوى من الجهاز المعرفي الغربي واستغلاله، واستيعابه كفكر عقلاني وتقدّمي بالمعنى الواسع للكلمة. وهو "يفرض نفسه على جهازنا العقلي، شئنا ذلك أم كرهنا. لقد أصبح يشكل الإطار المرجعي العام"(4). إنّ ما تقدم يقودنا إلى مزيد من التفصيل والتحليل لواقع الدراسات والبحوث الاجتماعية في الوطن العربي، وذلك انطلاقاً من معالجة النقاط التالية:‏

أوّلاً- تصوّرات الاجتماعيين العرب ومساهماتهم:‏

في دراسة إحصائية تهدف لمعرفة تصوّرات علماء الاجتماع العرب، وحجم إسهاماتهم النظرية والتجريبية والميدانية قامت بها جهينة العيسى والسيّد الحسيني تبيّن أنّ الغالبية العُظمى من المشتغلين بعلم الاجتماع في الوطن العربي(82.4 بالمائة) أنجزت بالفعل خلال حياتها الأكاديمية بحثاً امبريقياً واحداً على الأقل في مقابل 17.6 بالمائة لم ينجزوا أي بحث امبيريقي. أمّا بالنسبة لاهتماماتهم الأكاديمية، فمن المُلاحظ أن علم اجتماع التنمية احتلّ المرتبة الأولى. في حين سجّل حوالي ربع أفراد العّينة الأولوية الثانية لعلم الاجتماع الصناعي. ويأتي بعد ذلك (أي في المرتبة الثالثة) علم الاجتماع الريفي والحضري. أمّا بقيّة فروع علم الاجتماع فقد نالت مراتب أقل وأدنى على ساحة "الخريطة الأكاديمية" لعلم الاجتماع في الوطن العربي(5).‏

وقد حاول الباحثان (العيسى والحسيني) التعرّف إلى تصوّرات المشتغلين بعلم الاجتماع في الوطن العربي حول أهم النظريات الاجتماعية شيوعاً وانتشاراً. وتبيّن أنّ النظرية البنائية الوظيفية بشكليها التقليدي والمعدّل تمثّل النظرية الاجتماعية الشائعة في الوطن العربي. أمّا نظرية التفاعل الاجتماعي فتبدو أقلّ انتشاراً، وكذلك النظرية النفسيّة الاجتماعيّة. أمّا أقلّ النظريات الاجتماعية شيوعاً في الوطن العربي في نظر أفراد عيّنة البحث فهي النظرية الايكولوجيّة. ويعتقد 81.48 بالمائة من أفراد المجتمع البحث أنّ علم الاجتماع في الوطن العربي يخضع لسيطرة علم الاجتماع الغربي (أوروّبا الغربية وأمريكا). وفي مقابل ذلك وجدت الدراسة أنّ أقلّ من خُمس أفراد العيّنة بقليل (18.52بالمائة) يعتقد أنّ المادية التاريخية تمثّل واحدة من النظريات الاجتماعية الشائعة في الوطن العربي. وفي كل الأحوال لاحظت الدراسة أنّ أفراد مجتمع البحث يعبّرون عن تبعية علم الاجتماع في الوطن العربي للاتجاهين الفكريّين العالميين في الثمانينات (البنائية الوظيفيّة والماديّة التاريخيّة) اللّذين يمثّلان تعبيراً عن الخبرة التاريخية للمجتمعات الغربيّة(6).‏

ومن ناحية أخرى، فإنه يسود اعتقادٌ بين الباحثين الاجتماعيّين والمُهتّمين بالعلوم الإنسانية والاجتماعية بأنّ علماء الاجتماع العرب لم يساهموا إلى الآن في فهم دقيق وبنّاء لمجتمعاتهم المحليّة وثقافاتها. وبالرغم من أنّ هذا الشعور يشير إلى نوع ضروري من النقد الذاتي، إلاّ أنه يعكس واقعاً حقيقياً، بصرف النظر عن أسبابه وظروفه وملابساته. ونستطيع اليوم أنْ نتفهم مقولات مُتداولة بشكل واسع، مثل "التبعية الفكرية"، و"الاغتراب الثقافي" و"القراءات غير النقديّة" لفكر "الآخر". ومعنى ذلك أنّ ثّمة وعياً متزايداً لدى علماء الاجتماع العرب بأنهم لم يساهموا حتى الآن فيما ينبغي عليهم المساهمة في فهم واقع المجتمعات العربيّة(7).‏

والواقع أنّ علم الاجتماع العربي لم يَعُدْ مقصوراً على نُخبة مُثقفة موصولة بالغرب أو بالشرق (النُخبة السوسيولوجية)، في حين أنّ الواقع يُظهر إنه إذا كانت الترجمات السوسيولوجية تحتلّ الواجهة في المكتبة الاجتماعية العربية وفي الجامعات العربية، وإذا كان هناك اعتماد نسبي على الخبرات الأجنبية، فهناك في المقابل جهود عربية أكاديميّة وبحثية لوضع المصطلح العلمي الاجتماعي، ورصد التحوّلات الاجتماعية العربية رصداً علمياً ودقيقاً، وهناك توجّهات نحو إنشاء المعاهد العلمية الاجتماعيّة التطبيقية ونحو المختبرات الاجتماعية، كما أنّ هناك مجلاّت للعلوم الإنسانية عامة والعلوم الاجتماعية خاصّة.‏

فالتقدم الاجتماعي الذي يقرع أبواب المجتمعات العربية، لا يتحدّاها من الخارج وحسب، بل يتحدّاها من الداخل أيضاً، لا سيما وأنّ الوعي القومي للعرب لا ينفصل عن وعيهم الحضاري، الثقافي، المعرفي، والإسلامي عمقاً. وهذا كلّه يجعلنا نشعر بالحاجة الماسّة إلى التسلّح العلمي بالمناهج والقوانين المجُرّبة والصحيحة(8).‏

وقد لفت انتباه "ديل إيكلمان" أُستاذ الأنثروبولوجيا في جامعة نيويورك التغيّرات الحاصلة في الدراسات الاجتماعية العربيّة إزاء النظريات والمناهج والمفاهيم الغربيّة قياساً لما كانت عليه منذ عقدين من الزمن. فلم تعد تلك الانتقادات المُعمّمة على كل ما يُنتج في الغرب مُتداولة بالشكل الذي كانت عليه في السابق. وبدلاً من التعميم أصبح الانتقاد ظرفياً وموجّهاً لدراسات بعينها أو لمقاربات نظرية مُحدّدة. بل على العكس، ظهر اهتمام مُجدّد بفهم الأبحاث الغربية في إطارها الأصلي، حتى وإنْ كانت خلفياتها غير مرغوب فيها(9).‏

ولكن تبقى مسألة الصلة الواقعية بين العلوم الاجتماعية وقضايا الإنسان العربي إشكالية، سواء لجهة النتائج أو لجهة الأهمية والحيوية. ففي ندوة عُقدت بقسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية في جامعة الكويت (1984) أكّد الدكتور سعد الدين ابراهيم: "أنّ النمو النوعي في علم الاجتماع لم يتواءم مع جوانب النمو الأخرى في الوظيفة أو الدور الذي يمكن أن يقوم به علم الاجتماع في صياغة الحاضر وفي التمهيد للمستقبل العربي. إذ أنّ المتخصّصين لم يساهموا بالقدر الكافي أو بالدرجة المطلوبة في صياغة مشكلات المجتمع العربي المعاصر وتفسيرها، أو في اقتراح الحلول المطلوبة لهذه المشكلات"(10).‏

أمّا الدكتور عبد الباسط عبد المعطي، فإنه يرى أن القضايا التي يدرسها علم الاجتماع في البلدان العربية معظمها قضايا جزئية، ومنها قضايا مرتبطة بمشكلات اجتماعية غير سويّة من وجهة النظر المجتمعية والضبط الاجتماعي مثل الجريمة وانحراف الأحداث. أما الدراسات السوسيولوجية الحقيقية التي تتناول قضايا التجزئة والوحدة ومسألة التبعية، فهي محدودة جداً، وغالباً ما تتناول القضايا ذات الطابع السلبي أكثر من القضايا ذات الطابع البنائي التي تسهم في عملية التغيير والتخطيط في حين أنّنا بحاجة إلى بحوث حول متطلبات وشروط إقامة مجتمع بنائي أو إحداث تغيرات مُعيّنة في بُنية اجتماعية عربية لها واقع وظروف ولها ثقافة ولها خلفيّة(11).‏

ويعتقد الدكتور سعد الدين إبراهيم أنه لم تظهر مساهمة علمية نظرية يُعتَدّ بها في الوطن العربي.. وربما كان السبب (وفق رأيه) يرجع إلى أن التطوير النظري لم يكن الهدف الأوّل للمشتغلين بهذا الميدان، بينما يزداد الاعتراف بإنتاج المفكرين العرب من الخارج أكثر من داخل الوطن العربي نفسه، خصوصاً أولئك الذي تتبنّاهم الدول الأجنبية، فيعاد تسويق أفكارهم إلى بلدانهم الأصليّة مثلما يتم تسويق الملابس والسلع الأخرى(12).‏

ونحن لا نتفق في هذا السياق مع التقييم السلبي لمجمل "الفكر الشرقي"، والذي يرى أصحابه أنّ دراساتنا الاجتماعية ليست مفيدة، لأنها عبارة عن نقل غير دقيق وغير أمين للفكر الغربي وأنّه " وحتّى عندما يُوّجه النقد إلى الفكر الأجنبي في الوسط العلمي يُنقَل هذا النقد حرفياً، وهذا أُسمّية التبعيّة في النقل والنقد، وهو ما يخفي في الوقت نفسه الضعف المعرفي والضعف الفكري للمشتغلين بعلم الاجتماع في البلاد العربية"(13).‏

الواقع إن وضع الدراسات والبحوث الاجتماعية عموماً ووضع علماء الاجتماع العرب على وجه الخصوص، هو امتداد لوضع الجامعة في الوطن العربي، التي لم ترتبط بعد مع المجتمع ارتباطاً عضوياً في نطاق التغيّرات الكميّة والكيفية. وذلك في جميع التخصّصات الإنسانية والعلمية، ما عدا التخصّصات المهنيّة كالطب والهندسة والمحاماة. بينما نجد أنّ ما يقوم به علماء الاجتماع والأنثربولوجيا في جامعات العالم الصناعي يختلف كثيراً عمّا يجري في مجتمعنا. فمثلاً في جامعات الغرب يقوم علماء الاجتماع بإجراء البحوث والدراسات حول قضايا مجتمعيّة كثيرة في مجال العمل والبطالة والجريمة والأمن الصناعي وتلوث البيئة وتعاطي المخدّرات.. الخ بتمويل من الحكومة أو المؤسّسات المدنيّة أو البلديات، وتُسند تلك الأبحاث والدراسات إلى عدد من ذوي الاختصاص، ثم تجري مناقشة النتائج في أوساط علمية لتفسير وتحليل أبرز مظاهر المشكلة والحلول المُقترحة، وبعد ذلك تُطرح علنياً وعلى نطاق جماهيري واسع، وبذلك يجري ربطٌ عمليّ بين الجامعة ومراكز البحث العلمي والمشكلات التي يبحث المجتمع عن حلول فعّالة لها. والأمر نفسه يحصل في مجالات أخرى كالصناعة والزراعة والتعليم وقضايا الأسرة والمعوقين وكبار السن.. الخ.‏

أمّا بالنسبة إلى الوضع في الوطن العربي، فإنّ الدراسات الاجتماعيّة ما تزال أسيرة الصراعات والمجادلات الأيديولوجية "فحين نتكلم عن قضيّة اجتماعية مُعينة يجري تصنيف الآراء والأفكار المطروحة بأنها يمينّية أو يساريّة أو مع الإسلام أو ضدّ الإسلام.."(14).‏

وبرغم إيماننا بأنّ الأيديولوجيا تُعَدّ من أهم معوقات تحقيق الموضوعية في العلوم الاجتماعية، إلا أننا نرى بالمقابل أنّ محاولات تجنّب الأيديولوجيا من الصعوبة بحيث تكاد أن تصل إلى طريق مسدود. فالأيديولوجيا هي أحد المتغيّرات الهامّة (شئنا ذلك أم لم نشأ) في النظرية الاجتماعية ومن العسير تجنّبها في دراسات علم الاجتماع والأنساق المعرفية المتفرّعة عنه، بدءاً باختيار الموضوع وانتهاء بمحاولات المناقشة والتفسير، وذلك لتمحور الدراسات والبحوث الاجتماعية حول الإنسان وقضاياه المجتمعيّة المختلفة، وهي قضايا تتّسم أيضاً بالنسبية، وترتبط بالقائم بالدراسة وهو الإنسان أيضاً، الذي تتباين رؤيته للأمور وتختلف أيديولوجيته ومعتقداته ومن ثم أحكامه. فالإنسان الباحث يظلّ أسير انتماءاته الاجتماعية والطبقية والقومية والسياسية والدينية والثقافية، وتظلّ محاولات تحرّره أملاً يراود هؤلاء الذين يرون أنّ تحقيق الموضوعية في علم الاجتماع رهنٌ بهذا التحرّر النسبي. ومن المحقّق أن بعض علماء الاجتماع الغربيّين مّمن ينتمون إلى جناح التوازن في علم الاجتماع قد اعترفوا بالدور الذي لعبته وما زالت تلعبه الأيديولوجية في علم الاجتماع، فها هو روبرت ميرتون R.MERTON يعترف بأنّ الولايات المتحدة وحدها تضمّ حوالي خمسة آلاف عالم اجتماع، ولكل واحد منهم علم اجتماع خاص به His own sociology" " وما هذا التعدّد -فيما يرى ميرتون -إلاّ نتيجة لتعدّد التصورات أو بالأحرى كنتيجة لتعدّد الأيديولوجيات(15).‏

وهناك عدد من الباحثين الاجتماعيين، الذين يرون أنّ صراع الأيديولوجيات (الليبرالية -المُحافظة- الراديكالية..) قد ساعد على تطوير النظريات العلمية المتناسقة مع وجهات النظر الأيديولوجية المعنية وطوّر من قدراتها على التفسير والتنبؤ، ولكن من جهة أخرى يمكن القول أنّ التحليل السوسيولوجي المرتبط ارتباطاً أعمى بمنطلق أيديولوجي مُعيّن يُشكّل احتكاراً لقدرات عالم الاجتماع في التفسير وتطويع المعطيات النظرية والمنهجية لتتناسب مع موضوع البحث وخاصيّة الظاهرة(16).‏

ومن ناحية أخرى يبدي بعض الدارسين الاجتماعيين والكُتاب العرب تشاؤماً كبيراً حول مستقبل الدراسات السوسيولوجية في الوطن العربي، نظراً لما يعتقدونه من تبعية مطلقة في كل شيء ينتجه الغرب بشقّيه الرأسمالي والماركسي، حيث أنّ مسألة "المرجعية العلمية" لم تجد لها حّلاً بعد. "فالبُنية المدرسيّة والجامعية المُعاصرة في الوطن العربي والعالم الثالث هي بُنية تُقلّد الغرب بشكل كاريكاتوري، ليس في المسار العام فقط، بل في التفاصيل أيضاً. ولأنّ الكتابات المدرسيّة هي كتابات تاريخية في الأساس، وعلم الاجتماع ببنيته الحالية هو علم غربي، فإنّ هذه الكتابات تأتي على صورة البحوث الغربية في هذا المجال(17).‏

ولكنْ أين تكمن التبعية العربية في ميدان الدراسات والبحوث الاجتماعية، هل في النظرية، أم في المفاهيم، أم في الطرائق؟!‏

الدكتور رضوان السّيد يجزم بأنّ تبعية الدراسات الاجتماعيّة العربيّة، خاصّة في المُصطلح والمجال والاستبيان والرؤية التحليليّة والشاملة للمجتمع. وهو يرى أنّ الامبريقيّين الغربيين وضعوا مصطلحات وطرائق للبحث الحقلي نابعة من مشكلاتهم هم، تلك التي تواجهها مجتمعاتهم أو تبدو فيها. فإذا كان استخدام الرؤية الغربية لدى المؤرخين الاجتماعيين العرب يخرج مجتمعاتنا واهتماماتنا الاجتماعية التاريخية من مجال الرؤية هذه، فإنّ تبعية الميدانيين مُصطلحاً وطرائق للطرائقيّين الغربيّين تجعل منطلقاتهم خطأ، ونتائجهم أقلّ دقّة ومصداقية(18).‏

ويؤكد الدكتور السيّد أنّ الدراسات الميدانية التي تنطلق من مقولة الطبقات الاجتماعية أو تلك التي تنطلق من رؤية تجريبية أو نظرية غربيّة -لعلاقة السّلطة بالمجتمع -ليس بوسعها مهما وجدت جزئيات مؤيّدة أنْ تقدّم كثيراً مفيداً في مجال دراسة مكافحة الظواهر المرضيّة أو المتخلّفة(19).‏

وتلقى النظرة السابقة رواجاً واسعاً في الأوساط الأكاديمية العربية، التي تتحدّث دائماً عن التبعية الفكرية لمناهج الغربيين ونظرياتهم وطرائقهم. و"الاتّهام" الأساسي يتمثل في أنّنا "نكتب عن مجتمعاتنا من خلال ما يكتبه الآخرون في علم الاجتماع أو عن مجتمعاتهم، ونطبّق ما نستطيع تطبيقه على مجتمعاتنا، والمجتمع الذي لا ينتج صناعته وبضائعه وموادّه قلّ أنْ يستطيع إنتاج فكر لا يكون تلفيقياً أو توفيقياً، نأخذ بسهولة ويسر موادّنا ومصنوعاتنا ومنتوجاتنا الاستهلاكية، وذلك عينه هو ما يبدو أنّنا نفعله في الميدان الكتابي أو في ميدان الفكر والتفكير، نفضّل السهل، ونقع في الاستيراد وفي الاستهلاك والمضغ"(20)‏

هذا ويعتقد الدكتور علي زيعور بأنّ تضارب التوجّهات (أو التّيارات) في دراساتنا الاجتماعية، لا يعود إلى تنوّع فكر الباحثين وغنى مناهجهم بل إلى الارتباط الفكري بين الباحث والمدرسة الأجنبية أو السلطة الغربية التي يتبعها بلده، لأننا -كما يقول- "لا ننتمي إلى مدرسة عربية محدّدة في علم الاجتماع أو في علم النفس الاجتماعي أو في الفلسفة، إننا نستهلك، إننا نأخذ المنهج والتوّجه دون أن ننصبّ على إنتاج المنهج المستقل والتوجّه النابع من واقعنا"(21).‏

وقد غالى الدكتور زيعور في وصوفاته السلبية -النفسانيّة للدراسات الاجتماعية العربية، التي تنْظُمُها "التيارات الأميركية المنهج، حيث تجمع بيانات معطيات (في ميادين الفولكلور /خ.ج) لا تقودها نظرية وتؤدي إلى معرفة بلا وظيفة وعديمة المعنى"(22). بل وصل به الأمر إلى حدّ الإعلان: "إنّ علم الاجتماع الأميركي، في الكثرة الكثيرة من أبحاثه، يخدم السياسة الأميركية والنظام الأميركي، ويعمل ضدّ التطور بل وضدّ الإنسانية الساعية لرفع مستويات الإنسان"(23).‏

ونحن بدورنا نرى عدم فائدة التبسيط الشديد للمواقف والاتجاهات والتيارات، وأنّ التعميم في الأوصاف والتقييمات السلبية يوقعنا في تكرار الأخطاء، والرفض المتبادل، وإطلاق الاتهامات المجانيّة، التي تبعدنا عن التدبّر الشامل والدراسات الميدانية للبنية الاجتماعية العربية، وصولاً إلى ملامح نظرية عامّة تحكم تطور مجتمعاتنا وتشكل إطاراً ينظم اتجاهاتها المستقبلية.‏

ثانياً- معوقات التطور والإبداع في الدراسات الاجتماعية العربية:‏

يختلف الباحثون والدارسون الاجتماعيون العرب في تشخيص العوامل والظروف المسبّبة لقلّة الدراسات والبحوث الاجتماعية المبتكرة والأصيلة في البلدان العربيّة. ويصنّفها بعضهم ضمن العوائق التالية(24):‏

1-العائق النظري: ويتمثّل في الضعف النظري لدى الاجتماعيين العرب، حيث أنّ ما يعرفونه عن المدرسة الثقافية الأمريكية -مثلاً- ينبع من قراءات مختصرة ومطالعات سريعة، لمقالات ودراسات انتقائية مُعرّبة. وغالبيتهم لا يطّلعون على النصوص الأساسية (الأصليّة) للنظريات المطروحة، لذلك يواجهون صعوبات حقيقية في الحكم الموضوعي على تلك الآراء والتيارات والاتجاهات.‏

2-العائق المنهجي: يلعب هذا العائق دوراً كبيراً في عرقلة تطوّر العلوم الاجتماعية في الوطن العربي. ويتجسّد في إهمال بعض الاختصاصات الهامة في دراسة مشكلاتنا الاجتماعية (كعلم الاجتماع البدوي والريفي وعلم الاجتماع الديني). كما يتمثّل في بعثرة الجهود المبذولة من الباحثين الاجتماعيين على امتداد الأرض العربية. ويمكن الموافقة هنا جزئياً على الرأي القائل إنّ دراساتنا الاجتماعية تعود إمّا إلى الاتجاه المادي الجدلي والتركيز على الصراعات، أو إلى الاتجاه البُنيوي والوظيفية، أو إلى الاتجاه الذي لا يتقيّد باتجاه ولا يلتزم بنظرية أو منهج، بقدر ما يوفّق ويلفّق عن وعي تارة أو تسهيلاً للدراسة وبدون وضوح تارات أخرى. فالخاصيّة الكبرى لعلم الاجتماع العربي أنّه لا ينتمي إلى اتجاه وحيد، أو إلى منهج معين، أو مدرسة اجتماعية بعينها.‏

بكلمة أخرى، لا توجد مدرسة اجتماعية عربية، بل مجموعة واسعة من الدراسات في علم الاجتماع منها التجزيئي الإقليمي، ومنها الجهوي والمحلّى. وهي مدرسة متأثرة بالأيديولوجيات والتيارات الاجتماعية العالمية. "ويبقى فكرنا يدور في حلقة مفرغة: يأخذ من الأجنبي ويعزّز الأجنبي بذلك الأخذ. ومن هنا أيضاً، كسبب أو كنتيجة معاً، إنّ علم الاجتماع عندنا غير متميز بخصوصيات، ولا يحمل سمات الواقع وتطلّعات المجتمع.. وعلم الاجتماع العربي غير ملتصق بذلك الوجود ولا بمصيرنا، وأعمالنا تطبيقية لمناهج أجنبية، وأخذ ونقل وترجمة، إنها إعداد وليست عملاً نظرياً أو صناعة "أهل النظر" المتخصّصين المكرّسين"(25).‏

وفي الإطار ذاته، يُلاحظ انقسام الباحثين الاجتماعيين العرب إلى فريقين: فريق يناقش الموضوعات المطروحة من منطلق النزعة الشمولية، وفريق آخر ينطلق منن خصوصيات الظواهر والفولكلور والعادات والأعراف المحلّية في البلدان العربية المختلفة. فالشموليون يرون أنّ المجتمع العربي ما يزال وحدة بالمعنى السوسيولوجي رغم تفاقم الاقليمية والقطرية، وتفاقم ظواهر التفتت والانقسام والتناحر، وكثرة الحدود والخلافات والصراعات والصدامات المباشرة وغير المباشرة والقيود على الحركة الاجتماعية.. الخ. أمّا الامبيريقيّون (الميدانيون/ التجريبيّون)، فإنّهم يتمسكون بالأبحاث الأنتروبولوجية والخصوصيات الفولكورية البادية على السطح. ويبدو الوطن العربي أمام ناظر الباحث الاجتماعي ذي النزعة التجزيئية جُزراً معزولة، تحكم كلاً منها قوانين تنتج ظواهر متباينة. رغم أن العرب ما يزالون أمّة واحدة في الثقافة والدين واللغة والتاريخ وأنماط المعيشة.‏

لكن الانصاف يقتضي القول إنّ هذه الاشكالية لا تصدق على الاجتماعيين فقط، بل على الباحثين العرب في تخصّصات أخرى كثيرة.‏

والواقع أنّه رغم ظهور بعض المحاولات التي كانت تهدف إلى إبراز نوع من النظرية الاجتماعية العربية (قسطنطين زريق، ساطع الحصري، عبد العزيز الدوري وغيرهم)، فإنّ من المسلّم به أنه -بخلاف نظرية ابن خلدون -لا توجد إلى الآن نظرية اجتماعية نوعية متكاملة عن المجتمع العربي، غير متشرّبة بالمسائل والأفكار والأطروحات الأيديولوجية.‏

إنّ الارتباكات والاضطرابات والصراعات الحاصلة في الدراسات والمناهج البحثية الاجتماعية العربيّة، تعود -حسب تقدير بعض المختصين- لعوامل عدّة، في طليعتها(26):‏

أ-التعميم والإطلاقية أو المواقف الحدّية كالمبالغة في عمومية المجتمع العربي من جهة، أو في خصوصية مجتمعات أقطاره من جهة أخرى.‏

ب-فقدان الصلة بين التنظير والعمل الميداني الذي أدى إلى اتساع الفجوة بين المنّظرين والممارسين.‏

جـ- اشكالية المنهج وغياب الموضوعية عن الكثير من التحليلات السوسيولوجية. وهو ارتباك يرتبط تارة ارتباطاً مباشراً بأنماط النظرية وتارة أخرى بنوعية الموضوعات المبحوثة. ويُعزى هذا الارتباك المنهجي لعوامل عدة، من بينها: ضعف مستوى التدريب الجامعي في المنطقة في مجالات تصميم البحوث واستعمالات المنهج وطرق البحث الكمية، ندرة الفرص المتاحة لعلماء الاجتماع والمتخّصصين لإجراء بحوث مسحية أو حقلية، ولجوء كثيرين منهم إلى استبدال ذلك النقص بتبنّي مناهج كيفية ونقدية في معظمها، بدائية تقنية البحوث الاجتماعية العربية وبخاصة في مجالات طرق تجميع البيانات وتنسيقها وتبويبها وتحليلها وكذلك في مجالات البحوث التطبيقية.‏

ومن أهم المواقف تجاه إشكالية المنهج في البحث السوسيولوجي العربي، نشير إلى موقفين عريضين:‏

الموقف الأول يحبّذ الاهتمام بالتنظير على حساب المنهج، ويرى البحث السوسيولوجي من منظور مناقشة ومقارنة وتوليف المواقف والمفاهيم الواردة في أفكار الروّاد.‏

أما الموقف الثاني، فإنه يحبّذ الاهتمام بالمنهج على حساب النظرية، ويفضّل تقديم أعمال امبريقية كمية مُبسّطة معتمدة على الدراسات الميدانية والمسحيّة.‏

على صعيد آخر حذّر بعضٌ من دعاة المحلية من استيراد منهجيات بحث غريبة عن المجتمع العربي ومن تطبيقها دون دراسة للأوضاع السائدة. وعبّروا عن ضرورة إعادة النظر في الأساليب المنهجية ومحاولة ابتداع وتطويع أدوات بحثية ومنهجية ملائمة لخصوصية الواقع العربي ومشكلاته (عزّت حجازي، سيكولوجية الإنسان المقهور).‏

بينما يرى الفريق الآخر أنه لا ضرر من الإطلاع على المناهج العلمية المُستعملة في التحليل السوسيولوجي الغربي، وتمثّلها واستعمالها في الحالات المناسبة، وخصوصاً أنها قدمت الأسانيد القاطعة عن قدرتها على التفسير والتطور والتعبير.‏

3-العائق الاجتماعي: حيث يشكو الاجتماعيون العرب من أن المؤسّسات التي يعملون في إطارها لا تشّجعهم على إثارة المشكلات الجديدة والموضوعات الخلافية. فالباحث في البلدان العربية يُصنّف ضمناً أو عُرفاً، الموضوعات إلى "حسّاسة" و"غير حسّاسة". وهو نهجٌ له دور فعّال على صعيد الانتاج السوسيولوجي في البلدان العربية.‏

من تلك الموضوعات "الحسّاسة" يذكر الباحث فردريك معتوق، على سبيل المثال: المرأة ومشكلاتها؛ والدين والجماعات الدينية ودورها الفعلي، في الحياة الاجتماعية والسياسية العربية. ثم إنّ الباحث الاجتماعي يفضّل عدم الخوض في مايسمّيه البعض حقول الألغام الاجتماعية.‏

من هذا الموقف المستسلم، ومن هذه الاستقالة الصامتة والمعّممة تنبع المعالجات الهامشية لواقعنا الاجتماعي، لدرجة أنّ مطالعة بعض الروايات العربية الناجحة أو مشاهدة بعض الأفلام العربية الجريئة والواقعية، تعطينا فكرة أوسع عمّا يجري في الواقع الاجتماعي من الأبحاث والدراسات الاجتماعية(27).‏

ويؤيّد هذه الرؤية الباحث الاجتماعي محمد حافظ دياب، الذي يؤكّد -في معرض دراسته للخطاب السوسيولوجي في الجزائر -أنّ الفعل السوسيولوجي في منطقتنا العربيّة يتخلّف أو يتأخر عن مجمل أفعال التغيير الاجتماعي الجارية فعلاً. بمعنّى آخر، إن تجارب التنمية وإجراءات تحديث البنية الاقتصادية، وصياغة أسس عمليّة لثقافة وطنية، وكل ما تثيره من ردود اجتماعية أسبق من الدراسات والبحوث السوسيولوجية. مثال ذلك، أنّ إعادة هيكلة المنشآت الصناعية التي تمّت في الفترة ما بين عامي 1982 و1985، قد استتبعتها أبحاث سوسيولوجية عديدة، وهو ما قد تبدو معه الممارسة السوسيولوجية كفّعالية تابعة. وما يزال سائداً الاتجاه القائل إنّ مهمة السوسيولوجيا هي الاقتصار على دراسة المعطيات الظاهرة والمباشرة، التي تتفادى الموقف الأصعب، القائم على إعادة هيكلة الواقع، واستخراج قوانينه ودينامياته، عبر تجاوز الظواهر والعلاقات المباشرة إلى البحث عن المحرّكات والعناصر الفاعلة في آلية حركية البُنية الاجتماعية -الاقتصادية. ويأخذ الباحثُ دياب على السوسيولوجيا المُطبقة في الجزائر هروبها من بحث مشكلات البُنية البيروقراطية واختلالاتها الوظيفية في المنشآت الانتاجية والخدمية، ومشكلات الهجرة الداخلية والخارجية، وقضايا بطالة الشباب، وآثار النظام الاقتصادي على البُنية الاجتماعية -الطبقية، ومظاهر الاستهلاك الترفي، وظاهرة المدّ الإسلامي (الأصولي). وكلّها موضوعات لم يستطع البحث السوسيولوجي في الجزائر أن يضعها في صلب اهتماماته بعد(28).‏

4-العائق السياسي: يرى عددٌ كبير من الباحثين العرب أنّ المؤسّسات الرسمية، خصوصاً صاحبة القرار تنظر بحذر بالغ إلى ما يقوم به الباحثون الاجتماعيون من دراسات وغوص في أعماق المجتمع وأنساقه المختلفة. وهناك قطيعة واضحة بين أصحاب القرار والذين يمتلكون ناصية المعارف العلمية- الاجتماعية. وفي هذا السياق يقول الباحث الاجتماعي المعروف سيّد ياسين: "إنّ عملية اتخاذ القرار محتكرة في يد نخبة سياسية لا تؤمن بالمنهج العلمي الإيمان الكافي، وهذا أحد أسباب عدم فاعلية العلوم الاجتماعية في الوطن العربي"(29).‏

هناك إذاً أزمة ثقة بين العلوم الاجتماعية في البلدان العربيّة وبين المؤسّسات الرسمية، بعكس ما يحصل في الدول المتقّدمة صناعياً في العالم. والجدير ملاحظته أن سبب حذر القيّمين على الأمور السياسية، قد يعود إلى عدم اكتشافهم لأهمية الدراسات والبحوث الاجتماعية في ميدان التخطيط الاجتماعي والاقتصادي ودراسات الرأي العام وأساليب التوقّع والتنّبؤ والاستطلاعات الاجتماعية والسياسية والنفسية.. الخ. حيث أن العلوم الاجتماعية تظلّ سلاحاً مزدوجاً، يمكن أن يختار كل طرف يستخدمه ما يتناسب مع مصلحته أو توجهاته وتطلعاته.‏

كما أنّه لا بّد من الإشارة إلى حصر موضوعات البحث والدراسات السياسية، أو بالأحرى موضوعات "علم الاجتماع السياسي" حتى داخل حدود المؤسّسة الجامعية نفسها. ومنها المسائل المتعلقة بطبيعة النُخَب الحاكمة والبيروقراطية وحجم الفساد في المؤسسات الرسمية(30)".‏

وقد توقف عددٌ من الدارسين والمفكّرين والكتّاب العرب عند إشكالية العلاقة بين المثقفّين عموماً والباحثين الاجتماعيين بصفة خاصة والسلطات الرسمية. ونشير في هذا المنحى إلى ما تحدّث به الدكتور رضوان السيّد في أثناء تحليله "لمشكلات البحث الاجتماعي العربي"، حيث يقول: "إنّ السياسيّين العرب في غالبيتهم لا يميلون إلى الدارسين الاجتماعيين، ولا يشجّعون البحوث الاجتماعية بالوطن العربي، وفي ربط كراسي الدراسات الاجتماعية بالنفسّيات والفلسفيات في بلدان عربية متعدّدة. ومن المعروف أنّ الاجتماعي المعاصر شأنه في ذلك شأن الاقتصادي يعتمد على الاحصائيات والبيانات الكمّية التي تُصدرها مؤسّسات الدولة المتخصّصة. لكن هذه الإحصائيات والبيانات الكمية لا تظهر أو لا تُنشر في عدّة بلدان عربية لأسباب مختلفة، فتزيد عمل الدارس صعوبة وعُسراً خصوصاً مع فقدان الدعم أو القرار السياسي الضروريّين لإجراء مثل هذه البحوث"(31).‏

والواقع أنّ المؤسّسات الرسميّة في الوطن العربي ما تزال تتجاهل الدور الحقيقي، الذي يمكن أن يلعبه علم الاجتماع في التأثير الإيجابي في التحولات الجارية في المجتمع. لكنْ من الملاحظ أن هناك محاولات للاستفادة من الفرص التي تقدّمها العلوم الاجتماعية (ولا سيّما علم النفس الاجتماعي أو سيكولوجيا الحشد) في ترسيخ الهيمنة والحفاظ على السيطرة، التي تتمتع بها النخبات الحاكمة، سواء في الميادين السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الإعلاميّة.‏

فالباحث الجزائري العياشي عنصر يرى أنّ أصعب ما يتعرّض له علم الاجتماع الجزائري اليوم، إنّما يتمثّل في سيطرة السلطة السياسية، التي سعت تحت شعار "تأسيس علم اجتماعي ملتزم بقضايا المجتمع" إلى بسط نفوذها على هذا الفرع الهام من فروع المعرفة. وقد قَبِلَ علمُ الاجتماع هذا الدور الامتثالي، مكتفياً بلعب دور الصدى للقراءات والإجراءات السياسيّة، وتبرير سيطرة القوى الاجتماعية التي بيدها الحكم. "لقد أدّى الخلط بين الالتزام والامتثالية إلى فقدان علم الاجتماع في الجزائر لكل مصداقية"(32).‏

وإذا ما اتّجهنا صوب منطقة الخليج العربي، فإنّنا نعثر على أصداء المشكلات ذاتها، التي يثيرها الاجتماعيون العرب دائماً، حيث يُلاحظ "أنّ بعض الاجتماعيين الخليجيينّ مُستهلك للمعرفة السوسيولوجية أكثر من قدرته على تسخير المعرفة لفهم الواقع في الخليج العربي. كما أنّ مراكز البحوث لم تساهم بالقدر الكافي في طرح مشكلات المجتمعات الخليجية وقضاياها، ولم تساهم حتى الآن مساهمة حقيقية في بناء هذه المجتمعات.. وأنّ قصور البحوث الاجتماعية في منطقة الخليج العربي مرتبط بالتخلّف في المجتمع والنظرة العدائية للبحوث الاجتماعية بصفة عامة"(33).‏

ومن خلال دراستها الاستقصائية- التحليلية للبحوث والمؤلفات والدراسات الاجتماعية لمجمل بلدان الخليج العربي على مدى عشر سسنوات (من 1980 إلى 1990) توصّلت الباحثة الاجتماعية/ الأستاذة جُهينة سلطان العيسى إلى أنّ البحث الاجتماعي، في المجتمع الخليجي، قد عجز عن إعطاء حركة المجتمع مفاهيم وتبريرات اجتماعية وسياسيّة بخاصة في الجوانب الآتية(34):‏

1-لم يستطع البحث الاجتماعي تقديم تفسير للظواهر المستّجدة في المجتمع الناتجة عن التطور المادي المتمثّل في استخدام التقانة الغربية، والتطور الاقتصادي الناجم عن الطفرة المادية غير المقترنة بتغيّر إيجابي في السلوك الاجتماعي والثقافي والسياسي.‏

2-عجز البحث الاجتماعي عن إعطاء تفسيرات لحالة الاغتراب التي يعانيها المواطن بصورة أبعدته عن أداء دور المواطنية المسؤولة.‏

3-وقفَ البحث الاجتماعي عاجزاً عن تفسير الظواهر السلطوية، ووقوف المواطن موقف العاجز والمسيّر، والسكوت عن غياب الديمقراطية.‏

4-لم يقم البحث الاجتماعي بدراسة القيم المستّجدة المنتشرة في المجتمع، وهي في أغلبها بعيدة عن قيم المجتمع الأصيلة.‏

5-عجزَ الباحثون والدارسون عن الخروج من دائرة التخلف والقهر، المرتبطين بالتخلف الاجتماعي والقهر السياسي، الأمر الذي دفع دراساتهم إلى الابتعاد إلى المجالات الوصفية، واختيار المداهنة بين فلسفة العلم وفلسفة الدولة. وهو ما يؤهلهم، تحت كل التفسيرات، للخروج من دور المثقف والصفوة إلى أدوار أخرى.‏

إضافة إلى مجموعة عقبات سياسية وثقافية وإدارية تحول دون تقدّم البحوث والدراسات الاجتماعية في الوطن العربي، منها: تبعية السوسولوجيا للسلطات الرسمية، التي تعمل لتلبية حاجات الدولة، وليس تبعاً لاستنتاجات علماء الاجتماع أو الواقع الاجتماعي، وقلّة الإمكانات المادية والفنية اللازمة للبحوث الاجتماعية؛ والقيود المفروضة على اختيار موضوعات البحث، وندرة المصادر الاحصائية الدقيقة الضرورية للبحث، وما يطرأ على هيئات البحوث من تغيّر دائم، وسوى ذلك من عقبات(35).‏

ثالثاً- تصوّرات لتجاوز الأزمة وتطوير الدراسات الاجتماعية العربيّة:‏

الواقع أنّ الاجتماعيّين العرب بسبب عدم اتفاقهم بخصوص مناهج البحث والنظريات الاجتماعية، وأيضاً بسبب الاختلافات الأيديولوجية والرؤى السياسية، لا يتفقون بالتالي على نوعية الأساليب والوسائل والممارسات، التي من شأنها إخراج الدراسات الاجتماعية العربية من جمودها الراهن. فالدكتور محمود عبد الفضيل يعتقد أنّ المخرج يكمن في إثراء وتطويع منهج المادّية التاريخية، وتطبيقه بصورة حيّة وخلاّقة لدراسة الأوضاع والعلاقات الطبقية في المجتمعات العربية. وفي الوقت نفسه يجب الاستفادة من اسهامات ومناهج التحليل التاريخي لدى ابن خلدون حول القبيلة والدولة والعصبية، وكذلك من منهج التحليل الاجتماعي لدى ماكس فيبر حول الدور الذي تحتله "جماعات المكانة"- المرتبطة بالبناء الفوقي للمجتمع -في البنيان الاجتماعي والطبقي للمجتمع، وما تحفل به كتابات التراث العربي والإسلامي عموماً(36).‏

أمّا الدكتور حليم بركات، فإنه يقترح اعتماد المنهج الاجتماعي التحليلي المقارن والنقدي، الذي يشدّد على الدينامية والتناقض وتداخل الظواهر، وذلك من منظور عربي شامل(37). ومع أنّ أطروحة الدكتور بركات تُشدّد بالدرجة الأولى على الأهمية الكبرى للبُنى التحتية، إلا أنها لا تنظر إلى البنى الفوقية الثقافية بوصفها مجرّد نتيجة، بل كفعل أيضاً له مؤثراته على البنية التحتية. وهذا يعني أنّ الثقافة بما تتضّمنه من معتقدات ومبادئ وقيم ونظريات ومقولات وآراء ومفاهيم تتصل اتصالاً وثيقاً بالتناقضات الاجتماعية القائمة. والأهم من ذلك كلّه دراسة المجتمع العربي من منظور قومي التزاماً بقضاياه وفي سبيل تغيير الواقع. ولا بدّ من الاعتماد على علم اجتماع عربي يصرّ في آنٍ واحد على الالتزام وما يتّصل به من معتقدات وقيم ضرورية تقتضيها الموضوعية نفسها(38).‏

ومن ناحيته يرى الدكتور عبد الوهاب بوحديبة أنّ الوطن العربي كسائر البلاد النامية، في حاجة إلى إبراز خصوصياته عن طريق البحث الميداني وعن طريق التنظير أكثر مّما هو في حاجة إلى تجاوز تلك الخصوصيات نحو معرفة في نهاية التجرّد كما تدعونا إلى ذلك البنويّة أو الماركسية. وعلينا ألاّ ننسى أنّ تأخّرنا هو تأخر أيضاً في التعرّف بدقّة على تفاصيل أحوالنا الاجتماعية والاقتصادية والثقافية(39). لكنّ المنطلق الأساس لإنشاء "علم اجتماع عربي" (وفق رأي الدكتور بوحديبة): ينبغي أن يكون واقع المجتمعات العربية باعتبارها تكوّن وحدة متنوعة "أو إن شئنا تنوعاً في الوحدة"... وأن نرمي إلى مزيد من التعرّف على هذه الخصوصيات وأن نعتبر تجربة كل بلد كجزء من تجربة أوسع ينبغي التعرّف عليها ووضعها تحت تصرف أهل الذكر في البلاد وخاصة أصحاب القرار منهم(40).‏

ويبقى علينا أن نفكك المنهاجيات المتّبعة في الدراسات الغريبة، "حتّى لا تطغى علينا النقدية المفرطة فلا نتقّبل ما يكتبونه عن مجتمعاتنا إلاّ بعين تُميّز بين الاتجاهات وتغربل بين "الحقائق".. ونكسب الامكانيات المنهاجية (الأخرى/ خ.ج) وذلك على شرط أن نحوّلها من "الخارج" إلى "الداخل" ومن "الداخل" إلى "الذاتي" وهذا يتطلّب نقد المفاهيم وتزكية المواقف وضبط الفرضيات وتدقيق الاستنتاجات(41).‏

وإلى نتيجة مماثلة -تقريباً- يصل الدكتور رضوان السيّد، الذي يعتقد أنّ أفضل ردّ على "التبعية" التي تعاني منها الدراسات الاجتماعية العربية، يتمثّل في: "ضرورة قيام علم اجتماع عربي لا يهتم بالتمايز عن الغرب بقدر ما يهتم باستنباط مصطلح وطرائق قادرة على التصديّ لقراءة الظواهر الاجتماعية العربيّة واقتراح الحلول المناسبة لها. ومن هنا تأتي ضرورة تكوين جمعية للدارسين الاجتماعيين العرب على مستوى الوطن العربي تتجاوز اختلافات المدارس الاجتماعيّة الغربيّة للوصول إلى "تطبيقات عربيّة" لميدانية تنطلق من مشكلاتنا نحن؛ وإن لم يكن ضرورياً أنْ تنتهي بهذه المشكلات"(42).‏

وعموماً لا بدّ من توحيد وتنسيق بين الجهود البحثّية والتنظيرية التي يقدّمها المختصّون الاجتماعيون في الوطن العربي، بحيث لا تبقى دراساتهم اقليمية أو جزئية أو مغلقة فاقدة الانفتاح والاتساع والشمولية. كما يجب أن تنفتح في الوقت ذاته على التيّارات الكبرى في الفكر الاجتماعي الإنساني المعاصر، عبر مواكبة فكريّة مستمرة وروح علميّة واعية.‏

إنّ أغلب المشتغلين في حقل الدراسات والبحوث الاجتماعية في الوطن العربي يتفقون على ضرورة أن نفهم حضارتنا وواقعنا وأنفسنا، كما حاولنا فهم حضارة "الآخر" وحفظ مناهجه، واستخدام مصطلحاته العلمية والأيديولوجيّة والقيميّة في دراساتنا الأكاديمية ووسائل الإعلام المختلفة، وذلك بغية تحديد مواقف علمية -موضوعية واعية من "الأنا" و"الآخر". على أنْ ننطلق من النقاط والعموميات التالية"(43):‏

1-لا توجد حضارة بلا تضاريس وتباينات وتناقضات أيديولوجية وفكرية واجتماعية. والحضارات والمجتمعات كلها اشتملت في معظم مراحلها التاريخية على عناصر عقلية وعاطفية، مادية وروحية، عناصر أصيلة -تراثية، وأخرى وافدة ومُستعارة ومُكيّفة، وإنْ تفاوتَ التركيز على هذا العامل أو ذاك، وعلى الكيفية التي تمتزج وتتصل بها هذه الأبعاد والعناصر والاتجاهات.‏

2-إنّ العرب المعاصرين لا يعيشون في جزيرة منعزلة جغرافياً، كما أنّهم لا يعيشون خارج العصر ومتغيّراته ومتطلباته ومستحدثاته. لكن اختلاف التركيبة الاجتماعية العربية عن تلك التي بالغرب المعاصر يجعل مشكلات العصر وقضاياه تنعكس على مجتمعاتنا على شكل أفعال وظواهر وردود أفعال تختلف عن المجتمعات والتطلعات القومية. ومن مقولة "شرعية الاختلاف"- وهي مقولة غير قيمية- تبدو ضرورة الخروج من أشر التبعية في المصطلح والتحليل ومجالات الاهتمام. وليست هذه دعوة للانقطاع عن العالم، بل هي دعوة للدخول في العصر من خلال ثقافتنا المحلّية ومشكلاتنا الخاصّة. وهو ما عبّر عنه بعض الباحثين بمقولة "الاعتماد على الذات علمياً" أو "الممارسة العلمية المستقلّة" حيث تتطلب تنويعاً لمصادر المعرفة، والتعامل معها تعاملاً نقدياً واعياً ومستوعباً، وتحديد ما نريد من تراثنا الغني ومن تراث الشعوب الأخرى.‏

3-إنّ معركة "الاستقلال العلمي" لا تُحسم داخل المؤسّسات العلمية والأكاديمية فقط، بل هي بحاجة إلى تضافر جهود وتنسيق عمليات وخطوات كثيرة على مستويات تعليميّة وإعلامية وثقافية وسياسيّة. وإذا سلّمنا بأهمية هذا المنطلق، فإنّ ثمّة آليّات تمهّد الطريق للتخلّص الجدّي من "التبعية" الفكرية، ومواجهة عناصرها ومفرداتها، ووضع اللبنات القويّة على طريق طويل يمهّد حقيقة لبناء ممارسة علمية عربيّة مأمولة، ولعلّ من بين الآليات والإجراءات العملية المثمرة الخطوات التالية:‏

أ-التخطيط لإجراء دراسات وبحوث واقعية -ميدانيّة حول مظاهر وأشكال التبعية في الأنساق المعرفية المختلفة على أن تستوعب (هذه الدراسات والبحوث) الحالات والمؤسسات العلميّة العربيّة كافّة.‏

ب- تحليل التاريخ الاجتماعي والتراث العربي بصورة منهجية منظمة، لمعرفة ثوابته ومتغيراته، وشروط النهوض ببعض أنساقه وأطروحاته الأصلية.‏

ج- الاهتمام بالأعمال النقدية للتراث الفكري العالمي، على أن تكون مصادره متنوعة ومتعدّدة (من الشرق والغرب، من آسيا وافريقيا، من أمريكا شمالها وجنوبها)، وأن لا يكون التركيز فيه على سؤال "ماذا يوجد؟" كما درج عدد غير قليل من الباحثين عند التعامل مع تراث الآخر، ولكن استكمال التناول بأسئلة من نوع "كيف؟" و"لماذا"؟ و"لمن"؟.‏

د- تشجيع ودعم الجمعيات العلمية الاجتماعية (على صعيد وطني وكذلك على مستوىً قومي) حتى تساعد في الارتقاء بالعلم، وتبادل الخبرات، وإقامة المؤتمرات والندوات العلمية لتطوير الدراسات والبحوث وتبادل الخبرات في معالجة المشكلات المطروحة. والتفكير (كهدف مأمول) بإقامة أكاديمية عربية للدراسات والبحوث الاجتماعية، لتحقيق أهداف ومرامي وصيغة الممارسة العلمية المستقلة، وتعبئة الطاقات والإمكانات البشرية العلمية العربية، على أن يتجاوز إنشاء هذه الأكاديمية النظرة القُطرية، وأن تتوفر سبل حماية تلك الجمعيات والعاملين فيها من "المضايقات" الفكرية والسياسية والمادية، التي تعوق التفرغ للعلم والإبداع. ويرتبط بذلك ضرورة إصدار المزيد من الدوريات المتخصّصة في العلوم الاجتماعية، لتغطية بلدان الوطن العربي كافة، والإسهام في إنضاج الوعي الأكاديمي الاجتماعي السليم، وتشجيع الباحثين الشباب لخوض معترك هذا الميدان الصعب.‏

هـ-العمل على أن تكون موضوعات الأطروحات الاجتماعية للدارسين العرب في البلدان الأجنبية متعلّقة بمشكلاتنا الخاصّة، وأن تجري بمتابعة وتنسيق مع الجمعيات الاجتماعية في البلدان العربية، بحيث يجري الاستفادة من هذه الأطروحات والرسائل الجامعية في الوطن العربي ذاته.‏

و-إنّ المدخل المعقول للتصدّي لأزمة الدراسات الاجتماعية العربية، لا بدّ أن ينطلق من رؤية الاجتماعي والسياسي في سياق مجتمعي مترابط، أي النظر إلى السياسي كجزء من الاجتماعي وليس كبُنية غربية أو مفروضة من خارج. والمدخل المناسب لفهم العامل السياسي، يمكن أن يكون مفهوم "الوظيفة الاجتماعية" أو"الدور" الاجتماعي لهذا العامل الهام والمؤثر جدّاً في واقع الوطن العربي. الأمر الذي يعني أهمية توجيه البحوث والدراسات الاجتماعية نحو القضايا "الساخنة" والحيوية في حياتنا الاجتماعية -السياسيّة الراهنة، سواء بالنسبة للمجتمع أو بالنسبة للسلطة والمؤسّسات الرسمية والتخطيطية والتشريعية والتنفيذية. وذلك من شأنه تأكيد مصداقية علم الاجتماع وواقعيّة. ولا بدّ من التركيز في الوقت ذاته على الدراسات الخاصّة بـ "استشراف المستقبل"، فهي مسألة استراتيجية لا يستغني عنها أي مجتمع مُعاصر، ومن شأنها تنمية "التخطيط الاجتماعي" على أسس علمية تنبؤية احصائية دقيقة، وبالتالي ربط العلم بالمجتمع وبالواقع والمستقبل.‏

الهوامش :‏

1-الدكتورة زينب شاهين، "الاتجاه الاثنوميتودولوجي في علم الاجتماع"، مجلة "الفكر العربي"، السنة السادسة، العددان السابع والثلاثون والثامن والثلاثون، كانون الثاني (يناير)- أيار (مايو)، 1985-ص292.‏

2-عبد الوهاب بوحديبة، "تطوّر مناهج البحث في العلوم الاجتماعية"، مجلّة "عالم الفكر" (الكويت)، المجلد العشرون، العدد الأول، ابريل- مايو- يونيو 1989-ص23.‏

3-الدكتور عبد الصمد الديالمي، "اشكالية الكتابة السوسيولوجية في المغرب"، مجلّة "المستقل العربي"، السنة السابعة، العدد السابع والستّون، أيلول (سبتمبر) 1984، ص31‏

4-المصدر نفسه، ص33‏

5-الدكتورة جهينة سلطان العيسى والدكتور السيّد الحسيني، "علم الاجتماع والواقع العربي: دراسة لتصورات علماء الاجتماع العرب"، مجلة "المستقبل العربي"، السنة الخامسة، العدد الواحد والأربعون، تموز (يوليو) 1982 ص38‏

6-المصدر نفسه، ص40‏

7-المصدر نفسه، ص47‏

8-الدكتور خليل أحمد خليل، "تاريخية علم الاجتماع: اتجاهات وتطوّرات، مجلّة "الفكر العربي"، السنة الثالثة، العدد التاسع عشر، كانون الثاني -شباط (يناير- فبراير) 1981-ص56.‏

9-ديل إيكلمان، "الكتابة الأنثروبولوجية عن الشرق الأوسط"، مجلة "المستقبل العربي"، السنة السابعة، العدد الثاني والسبعون، شباط (فبراير) 1985. ص125.‏

10-مناقشات ندوة "علم الاجتماع وقضايا الإنسان العربي"، مجلّة "المستقبل العربي". السنة السابعة، العدد الثاني والسبعون، شباط (فبراير) 1985، ص125.‏

11-المصدر نفسه، ص127‏

12-المصدر نفسه، ص128‏

13-المصدر نفسه، ص129‏

14-انظر: عبد الباسط عبد المعطي، في المصدر نفسه، ص129‏

15-نقلاً عن: الدكتور نبيل محمد توفيق السمالوطي، الأيديولوجيا وأزمة علم الاجتماع المعاصر: دراسة تحليلية للمشكلات النظرية والمنهجية (الاسكندرية: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1975)، ص115.‏

16-مصطفى ناجي، "علم الاجتماع في العالم العربي بين المحليّة والدولية"، "مجلّة العلوم الاجتماعية" (جامعة الكويت)، العدد الخامس عشر- الثاني لصيف 1987- ص185.‏

17-رضوان السيّد، "مشكلات البحث الاجتماعي العربي"، مجلّة "الفكر العربي"، السنة السادسة، العددان السابع والثلاثون والثامن والثلاثون، كانون الثاني (يناير) -أيار (مايو) 1985- ص7-8.‏

18-المصدر نفسه، ص8‏

19-المصدر نفسه، ص8-9.‏

20-الدكتور علي زيعور، "تيارات متعددة داخل المدرسة العربية في علم الاجتماع"، في المصدر السابق (الفكر العربي)، العددان 37-38 لعام 1985)، ص249.‏

21-المصدر نفسه، ص235‏

22-المصدر نفسه، ص250‏

23-المصدر نفسه، ص250-251‏

24-انظر: الدكتور فردريك معتوق، "علومنا الاجتماعيّة والمسألية المفقودة"، "الفكر العربي"، السنة السادسة، العددان 37-38، كانون الثاني (يناير) -أيار (مايو) 1985- ص264-268.‏

25-الدكتور علي زيعور، "تيارات متعددة داخل المدرسة العربية في علم الاجتماع، في المصدر السابق، ص255-256.‏

26-عالج هذه المسألة بالتفصيل الباحث الاجتماعي مصطفى ناجي في دراسته "علم الاجتماع في العالم العربي بين المحلية والدولية"، مصدر سبق ذكره في هذا البحث، ص182-183.‏

27-فريدريك معتوق، "علومنا الاجتماعية والمسألية المفقودة"، في مصدر سبق ذكره في هذا البحث، ص266.‏

28-محمد حافظ دياب، "علم الاجتماع في الجزائر: الهويّة والسؤال"، مجلّة "المستقبل العربي"، السنة الثانية عشرة، العدد مائة وأربعة وثلاثون، نيسان (ابريل) 1990، ص94‏

29-نقلاً عن فردريك معتوق، "علومنا الاجتماعية والمسألية المفقودة"، في مصدر سبق ذكره، ص267.‏

30-المصدر نفسه.‏

31-الدكتور رضوان السيّد، "مشكلات البحث الاجتماعي العربي" المصدر السابق، ص7.‏

32-العياشي عنصر، "أزمة أم غياب علم الاجتماع" في "المستقبل العربي"،السنة الثالثة عشرة، العدد مائة وسبعة وثلاثون، تموز (يوليو) 1990-ص41.‏

33-جهينة سلطان العيسى، "البحوث الاجتماعية في الخليج العربي: رؤية نقدية"، مجلة "المستقبل العربي"، السنة الثالثة عشرة، العدد مائة وأربعة وأربعون، شباط (فبراير)، ص108-113.‏

34-المصدر نفسه، ص115-117‏

35-جهينة سلطان العيسى والسيّد الحسيني، "علم الاجتماع والواقع العربي: دراسة لتصورات علماء الاجتماع العرب"، مصدر ذكر سابقاً، ص28-51‏

36-الدكتور محمود عبد الفضيل، التشكيلات الاجتماعية والتكوينات الطبقية في الوطن العربي: دراسة تحليلية لأهم التطورات والاتجاهات خلال الفترة 1945 -1985 (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، 1988)، ص39.‏

37-الدكتور حليم بركات، المجتمع العربي المعاصر: بحث استطلاعي اجتماعي (بيروت: مركز دراسات الوحدة العربية، الطبعة الثالثة، 1986)، ص29-32.‏

38-المصدر نفسه، ص29-30‏

39-الدكتور عبد الوهاب بوحديبة، "تطوّر مناهج البحث في العلوم الاجتماعية"، مجلّة "عالم الفكر"، المجد العشرون، العدد الأول، إبريل -مايو- يونيو 1989 ص23.‏

40-المصدر نفسه، ص24-25‏

41-المصدر نفسه، ص24‏

42-الدكتور رضوان السيّد، "مشكلات البحث الاجتماعي العربي"، في مصدر سابق، ص9‏

43-استناداً إلى دراسة الدكتور عبد الباسط عبد المعطي، "التبعية في العلم الاجتماعي: اشكالياتها، مظاهرها، آلياتها ومدخل التحرّر منها". مجلّة "الوحدة" السنة الرابعة، العدد الرابع والخمسون، حزيران (يونيو)، 1988، ص101-113.‏

hadil09
2011-12-09, 20:28
اسم العضو :hadil09

الطلب :كتب حول هجرة الجزائريين نحو بلاد الشام : سوريا, لبنان,الاردن,فلسطين

المستوى :سنة ثانية علم اجتماع

أجل التسليم :.قريبا

sérine-s
2011-12-09, 22:40
السلام عليكم
من فضلك أتستطيع أن تضع لي مراجع حول الهاتف النقال وتأثيره في المجتمع
وشكرا

hafid14
2011-12-10, 13:48
الإسم : hafid14
الطلب: بحث حول التأمين التعاوني و التأمين الإجتماعي
المستوى: السنة الثالثة تأمينات
اجل التسليم : قريبا

محب بلاده
2011-12-10, 15:47
اسم العضو :hadil09

الطلب :كتب حول هدرة الجزائريين نحو بلاد الشام : سوريا, لبنان,الاردن,فلسطين

المستوى :سنة ثانية علم اجتماع

أجل التسليم :.قريبا





الهجرة الجزائرية إلى بلاد المشرق العربي



الــمــقـدمــــــة
لقد عرفت الجزائر خلال فترة مابين (1870-1914) موجة عارمة من هجرة سكانها نحو بلاد المشرق العربي لذا تعتبر هاته الهجرة من إحدى القضايا التي لفتت انتباه الباحثين واستأثرت باهتمام علماء الاجتماع والتربية وعلم النفس في الدول الأوروبية الغربية منها والشمالية من خلال إصدار العديد من الكتب والمئات من الدراسات لدراستها في حين أهمل العرب هذا الجانب ، ومما لا شك فيه أيضا أن قرار الهجرة في أساسه الأول قرار شعبي يقف على الأحوال والظروف والمعانات التي عاشها هذا الشعب أثناء فترة الاحتلال وسياسة التعسف التي سلكتها الإدارة الفرنسية ، ولقد اخترنا دور المهاجرين الجزائريين نحو بلاد المشرق العربي موضوعا لبحثنا هذا وما تبين لنا من ندرة الاهتمام بالدور الايجابي الذي لعبوه بالمشرق العربي إبان فترة الاحتلال كما تمكنا من طرح إشكالية لهذا البحث وكانت على النحو التالي :
ما هي الأسباب والدوافع الحقيقية التي في ظلها كانت الهجرة الجزائرية نحو المشرق وما أثرها على الفرد والمجتمع ؟
وللإجابة عنها حاولنا إعطاء لمحة عامة عن الهجرة الجزائرية نحو المشرق وأسبابها فقسمنا بحثنا إلى مقدمة وخاتمة تتوسطهما ثلاثة مباحث نستعرضها كما يلي :
حيث تطرقنا في المبحث الأول إلى تحديد مفهوم الهجرة ومعرفة أسبابها وأما في المبحث الثاني تحدثنا فيه عن اتجاهات الهجرة الجزائرية نحو المشرق وتناولنا في المبحث الثالث تأثير ودور المهاجرين الجزائريين في بلاد المشرق العربي
ولإثراء هذا البحث والإلمام بالمعارف التي تخدمه وتدرس جوانبه أبينا إلا أن نعتمد على بعض المصادر والمراجع منها :
- الهجرة الجزائرية نحو المشرق العربي للدكتورة نادية طرشون .
- تاريخ الجزائر الثقافي الجزء 5 للدكتور أبو القاسم سعد الله .
- أبحاث ودراسات في تاريخ الجزائر المعاصر للدكتور عمار هلال .
كما واجهتنا عدة صعوبات في معالجة هذا الموضوع يرجع بعضها إلى صعوبة وتشعب أفكاره مما صعب علينا التنسيق بينها والبعض الآخر يرجع إلى غياب مصادر متخصصة تعالجه لكن لم تثني من عزيمتنا وإصرارنا على إنجازه بالصورة التي هو عليها الآن ، وفي الأخير نشكر كل من ساعدنا من قريب أو من بعيد كما نتقدم بالشكر الجزيل للأستاذ الفاضل الذي أعطانا فرصة للبحث في هذا المجال المم والحساس


المبحث الأول : تعريف الهجرة وأسبابها
المطلب الأول : تعريف الهجرة
إن التعريف الشرعي للمهاجر يختلف من بلد إلى آخر وذلك حسب المعايير المعتمدة عند كل دولة ، ومن هذه التعاريف تبين مفهوم الهجرة والمهاجرة
حسب المؤتمر الدولي المعقود في روما سنة 1924 فإن المهاجر هو كل أجنبي يصل إلى بلد آخر بحثا عن سبل وفرص العمل أو بقصد الإقامة الدائمة .
أما الهجرة حسب كومار فهي " ترك بلد أو الالتحاق بغيره سواء منذ الميلاد أو منذ مدة طويلة بقصد الإقامة الدائمة وغالبا ما تكون لتحسين الوضعية بالعمل "
وظهرت بمفهوم آخر هي السفر أو النزوح أو هجرة الرجال والنساء سواء كانوا يدرسون في داخل البلاد أو خارجها بمحض إرادتهم أو قصرا وذلك طلبا للعلم أو للاستيطان أو للدراسة هناك وعدو رجوعهم إلى أراضيهم وموطنهم الأصلي إلا بعد إتمام دراستهم .
فالهجرة إذا ترتبط بالبحث والمعرفة والتي ارتبطت بدورها بالعقل البشري أو بتلك الرحلات التي كان يقوم بها الدارسون وغيرهم .
المطلب الثاني : أسباب هجرة الجزائريين إلى بلاد المشرق العربي
لقد كان من الطبيعي أن يتوجه الجزائريون إلى المشرق فرادى وجماعات بعد النكبة التي تعرضوا لها ولاسيما بعد فشل المقاومة ، وذلك لمعرفتهم بهذه البلاد من قبل عن طريق الدين والسياسة والتجارة . ولعل أهم هذه الأسباب هي :
الأسباب السياسية :

الأسباب الاقتصادية :
إن رداءة الواقع الاقتصادي للجزائر خلال الاحتلال الفرنسي ، كان أهم دوافع هجرة الأهالي فرادى وجماعات إلى بلاد المشرق العربي فقد عرف هذا الاقتصاد تدهورا طيلة فترة الاحتلال . لعل أهم هذا الاقتصاد :

• قمع انتفاضات الجزائريين ضد الوجود الفرنسي .
• الحصول على الأراضي التي كان نقصها يعرقل تطور عملية التوسع الاستيطاني كما اعتبرت الإدارة الفرنسية حسب قانون أكتوبر 1844 أن الاحباس والأراضي غير المستغلة والتي لا تثبت ملكيتها قانونيا هي ملك للدولة . هذا ما جعل الأهالي يبيعون ما تبقى لديهم ، ثم الهجرة إلى الخارج .

الأسباب العسكرية :
من الأسباب والدوافع التي دعت إلى الهجرات هو قانون التجنيد الإجباري التي فرضته الإدارة الفرنسية على الشباب الجزائري سنة 1912 تحسبا للحرب العالمية الأولى التي كانت على الأبواب ، وجاء هذا المشروع خصيصا لاستفادة الطاقات البشرية المتبقية من سياسة الإبادة والتشريد ثم كان هدفه أيضا هو مزج المجندين الجزائريين بالفرق العسكرية الفرنسية فيكتسبون بذلك اللغة والعادات وهذا ما يحقق المشروع الاستعماري الهادف إلى جعل الجزائر مملكة عربية تابعة لفرنسا إضافة إلى تزويد فرنسا بقوة عسكرية تستعين بها في أوروبا بعد أن أظهرت فرق القناصة الجزائرية بسالة قتالية أثناء الحرب الروسية الفرنسية ، فكان ذلك تطبيق الخدمة العسكرية الإجبارية على الأهالي من مسلمي الجزائر هو الحل الوحيد لفرنسا الذي يخرجها من أزمتها العسكرية والمالية .
وكان رد فعل الأهالي على هذا المشروع هو رفضهم التام له فقد تعددت أساليب الاحتجاج من مطالبة لتعويضات حقيقية مقابل ضريبة الدم من الجزائريين وهاجر آخرين إلى البلاد الإسلامية كأسلوب من أساليب المقاومة والاحتجاج ، لأن في الأخير انخراط الشباب الجزائري في الجيش الفرنسي سيؤدي إلى ترك فرائضهم الدينية ان لم يؤدي بهم إلى محاربة إخوانهم في الدين ، وهذا ما يرفضونه بشدة .
الأسباب النفسية :
على غرار الأسباب السياسية والاقتصادية والعسكرية فإن الأسباب النفسية تؤدي إلى هجرات طوعية أو اضطرارية ، فالإهانة التي لحقت بالمسلم الذي كان يعتبر نفسه عزيزا وأصبح ذليلا أما الفرنسي "القاوري" واليهودي ، كما أن فشل المقاومة عاملا هاما في توجيه العديد من الأهالي إلى المشرق لطلب الحرية والعيش في أمان ، فقد كان الحجاج ينقلون أخبارا عن المعاملة الحسنة التي كان يلقاها المهاجرون هناك فالمهاجر الجزائري في دول المشرق العربي يشعر بالعزة والكرامة بدل الفقر والحرمان الذي يعيشه في ظل الاحتلال الفرنسي .
الأسباب الدينية والتعليمية :
إن الحديث عن الدوافع التعليمية لهجرة الجزائريين نحو الشرق يقودنا إلى طبيعة السياسة الفرنسية في مجال التعليم ، فقد كانت وضعية التعليم قبيل الاحتلال أحسن بكثير من وضعيته بعد الاحتلال ، إذ وصل عدد الأشخاص الذين يعرفون القراءة والكتابة 40% قبيل الاحتلال واقل من ذلك بعد الاحتلال . بالإضافة إلى هدم المدارس والمؤسسات الثقافية على اعتبار أنها تشكل خطرا كبيرا على أهدافها الثقافية والدينية والاستعمارية التي جاء من اجلها ، وكانت في هذه المرحلة تونس الشقيقة هي أول ما يقصده الجزائريون باعتبارها مركزا إشعاعيا للعلوم الدينية والعلمية المتمثلة في جامع الزيتونة الذي تخرج منه العديد من علماء الجزائر كالعلامة عبد الحميد بن باديس كما أن الواقع الديني للجزائريين كان جد سيئ لما تعرضت له العديد من المساجد والزوايا من هدم أو بيع أو تحويل إلى كنائس أو ثكنات عسكرية أو مخازن للذخيرة أو متاحف ، فتحول مثل جامع القصبة إلى كنيسة كانت تسمى "كنيسة الصليب المقدس" وهدمت مساجد عنابة التي كان عددها 37 مسجدا قبيل الاحتلال وبقي منها إلا مسجد صالح باي فقط بالإضافة إلى القمع والاضطهاد الذي مورس على المشرفين والمعلمين والقيمين على هذه المؤسسات إذ أحيل الكثير منهم إلى المحاكم الفرنسية .
كما أن الإدارة الفرنسية حاولت تنصير الأهالي بطرق متعددة إذ عمدت إلى الإرساليات التبشيرية لتغيير المعتقدات الروحية والمقومات الثقافية للجزائري المسلم إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل ويرجع الفضل في ذلك إلى المشايخ ومقدمو الطرق الصوفية الذين عبروا عن رفضهم الشديد ممن يغير دينه بدين آخر ، هذا ما جعل الجزائريين يهربون بدينهم إلى المشرق أين يحتفظون بمقوماتهم الحضارية .

المبحث الثاني : اتجاهات هجرة الجزائريين
المطلب الأول : هجرة الجزائريين إلى الحجاز وسوريا

كانت الحجاز البلد الأول الذي استقطبت الهجرة إليه باعتبارها المركز الروحي الذي يشدوا إليه المسلمون الرحال من مختلف أنحاء المعمورة لوجود المقدسات (مكنة والمنورة) وموسم الحج لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام إلى أن ما يحكم علي الهجرة أنها اشتدت نحو بلاد الحجاز منذ 1893 حيث سجلت سنة 1895 حوالي 100 عائلة من منطقة سيدي عقبة بالخصوص ببسكرة ، والتي كانت استجابة بالضبط الاستعماري المفروض عليها هروبا من سياسته الضارية بممارسة أبشع صور التعذيب والتنكيل ضد الجزائريين ناهيك عن مصادرة أراضيهم .
ولكد كانت الحجاز مركز وفود العديد من الأهالي السوفيين بحكم أنها كانت مركزا لتحصيل العلم باعتبار أن أكثر المهاجرين هم طلبة أو مثقفي المنطقة وهروبا من سياسة الإدارة الرسمية الظالمة وإذا اتبعنا حركة الهجرة إلي الحجاز قديما تعود إلي ما قبل الاختلال انطلاقا من البقاع المقدسة في إطار رحلة الحج الموسمية التي كانت أصحابها عامل اقتناء الكتب والمجلات بحكم أن الحج مركز أساسي في نشر الثقافة بين أرجاء العالم العربي والإسلامي وعليه كانت الحجاز أهم منطقة من بلاد الحجاز استقطاب أهالي منطقة وادي سوف هاجرو سيرا علي الأقدام بخطي متثاقلة إلي بيت المقدس مرورا بقفصة والإسكندرية والعيش سنة 1908 , وهكذا إن دل على شيء فإنما يدل على رغبة الجزائريين لنشر العلم والتعليم بشكل أو بأخر انطلاقا من قدرتهم الفائقة في التحصيل حيث نجد من هؤلاء الشيخ عمار بن الأزعر الذين نفته السلطات الفرنسية فاستقر بالمدينة المنورة ولم تكن هجرته فردية بل كانت مع عدد من الذين تتلمذوا على يده1


أما عن أسباب الهجرة نحوي سوريا خلال الفترة التي حددناها في بحثنا فلأول وهلة يتبادر للأّذهان أن هذه الحركات مختلفة أهمها هجرة 1888 - 1890 - 1892 - 1898 - 1899 وأخيرا 1911 تنحصر أسبابها في ثلاثة عوامل رئيسية وتكمن في العامل الديني , السياسي والاقتصادي , فهجرة 1911 مثلا قد حصرها الكتاب والمؤرخين الفرنسيين في مدينة تلمسان وأًصبحت تعرف بهجرة تلمسان بالنظر لما سبق فكل حركة من حركات الجزائريين أو مختف هجراتهم نحو سوريا ويجب أن ندرس على حدا بحكم ما خلفته من أثار ومن تراث في داخل البلاد وخارجها في ما يخص هجرة الأهالي من مناطق القبائل نحو سوريا خلال الفترة الممتدة مابين 1847 - 1871 , يمكن إضافة عامل محاولة التنصير للأهالي ويكاد هذا الجزء من هذا الوطن أن ينفرد بهذه الظاهرة الفقيرة التي انتهجتها الإرساليات التبشيرية وقد كان الأمير عبد القادر من الذين أسسوا جريدة خاصة بهم باسم (المهاجر) التي كانت تصدر بالعاصمة السورية دمشق مرة كل أسبوع منددة بالسياسة الاستعمارية التي سلكتها الإدارة الفرنسية في الجزائر مدافعة بذلك لحقوق المهاجرين المغاربة في المشرق العربي ولقد اشرف الأمير عبد القادر شخصيا على شؤونها المالية ومن المحتمل أن يكون هو الأمير عبد القادر الذي أسس هذه الجريدة بماله الخاص وقد تسببت هذه الهجرات الجماعية نحو سوريا في نزح أكثر من200 ألف عائلة من منطقة القبائل وقد ساهمت الجمعيات الدينية بشكل كبير وملحوظ في تشجيع الهجرة نحو الأراضي السورية وتستمر العلاقة الوثيقة بين الطرفين مما جعلها الكثيرين الذين شدوا الرحال إليها وبحكم الوضع الاقتصادي للبلاد المتدهور فما عسى ابن الفلاح أو الخماس أن بحث عن مصدر للعيش في بلد آخر لما آل إليه الجزائريين من بؤس وحرمان جعلهم يفضلون ترك أرض آبائهم وأجدادهم
ولقد كانت سوريا من البلدان التي استقطبت دفاعات من الهجرة الجماعية كهجرة الأسرة الكبيرة من مدينة مليانة سنة1899 فضلا عن هجرة نحو 1200 عائلة من تلمسان 1911 والتي اتجهت نحو سوريا وفي مقابل ذلك تفطنت فرنسا للأمر وامرة بوقف الهجرة وغلق الحدود الجزائرية إلا أن ذلك لم يمنع من تواصل الهجرات التي استمرت رغم انف الاستعمار , وقد قام المهاجرون الجزائريون بدور هام وتولي المناصب العالية وشاركوا في الجيش والإدارة والمدارس وكان عندهم المهندس والطبيب والضابط والكاتب والمؤلف والصحافي وتوج العمل الصحافي بدمشق بإصدار جريدة في دمشق سنة 1912 والتي كانت في محتواها تندد بالسياسة الاستعمارية التي انتهجتها فرنسا بالجزائر وتدافع عن حقوق المهاجرين في المشرق العربي الإسلامي وبقي المهاجرون على اتصال مستمر بوطنهم وساهموا في نشر فكرة الجامعة الإسلامية وعملوا على تعزيز معاني الروح والقيم الوطنية
وهكذا لم تحن الحرب العالمية الأولى حتى كانت حركة الهجرة الجزائرية نحو المشرق العربي وبلغت أوجها وبدأت تأتي كلها وذلك شكل أدوارا قيادية ، وقد زار العديد من العلماء الجزائريين سوريا ورجعوا بأفكار ضلت محفوظة إلى حينها ومن هؤلاء الشيخ "سعيد بن زكري" و "عبد الحليم " بن سماوية " ومحمد سعيد الزواوي فضلا عن الأمير خالد "وعبد الحميد بن باديس واحمد بن عليوة ، ولكل من هؤلاء دوره في تطور الحياة الفكرية والسياسية في الجزائر آنذاك
وتطول بنا القائمة لو حاولنا استقصاء العلماء الذين هاجروا وقضوا حياتهم في المهجر والأسباب كثيرة وعديدة وقد اشرنا إلى أهمها بحكم المغريات العلمية والسياسية التي يجدها المهاجر ، ضف إلى ذلك النكبات الطبيعية التي تركت أثارها على كل الناس وكذلك كانت تترك أثار خطيرة عند فئة العلماء لان عدد العلماء والمثقفين كان قليلا آنذاك

المطلب الثاني :هجرة الجزائريين إلى مصر
منذ الاحتلال استقطبت مصر عدد كبير من المهاجرين الجزائريين الذين كانوا يأتونها بإحدى الطرق الثلاثة ، إما منفيين أو مهاجرين أو حجاجا ، وفضلوا فيها الإقامة بعد أداء فروضهم كما استقطبت العديد من الطلبة متزايدة أعدادهم منذ الحرب العالمية الأولى هدف إلى ذلك بعض السياسيين المغضوب عليهم كما نزلها زوار معجبون بعلومها وصحافتها وآدابها وكانت الإسكندرية تستقطب أعداد من المهاجرين الوافدين إليها من الجزائر ومنهم من أقام وتزوج هناك ، أما في القاهرة فكانت تعج بالجزائريين الذين كانوا يقيمون بحي الأزهر والذي يعد مركزا إشعاعيا وفكريا فضلا عي قوى رواق المغاربة ، ومنذ القديم كانت مصر وجهة إعجاب من قبل الجزائريين ، ويعتبرونها كعبة العلم والحضارة لأنهم كانوا يعرفونها أكثر مما كانوا يعرفون العراق وسوريا بحكم وقوع مصر في طريق الحج ، ومن رجال السياسة الجزائريين الأوائل الذين هاجروا من بلادهم إلى مصر نعرف الباي "حسن بن موسى" باي وهران والذي حملته الإدارة الفرنسية في أوائل 1831 إلى الإسكندرية أما الداي حسين فقد هاجر إلى مصر وحل بالإسكندرية بعد فشل خططه بالرجوع إلى الجزائر ، وقد كان مع الداي حسين صهره قائد جيشه الآغا إبراهيم الذي عجز من مقاومة الفرنسيين في سطوالي أما العلماء فقد حلوا بمصر مهاجرين أو منفيين وكان رائدهم محمد العنابي الذي نفاه كلوزيل سنة 1830 بدعوى انه كان يتآمر لاستعادة كبيرة للحكم الإسلامي إلى الجزائر ، كما استقبلت الحرب العالمية الأولى وقد بلغ عدد الطلبة حسب الإحصائيات في سنة 1916- 29 طالبا وكانوا من مختلف ربوع الجزائر
وقد استمرت الهجرة إلى المشرق في فترات متعددة حيث نجد من بين هؤلاء الطالب "محمد العربي ستو" المولود بوادي سوف خلال سنة 1870 والذي شد الرحال إلى مصر سنة 1908 بعد حفظه للقران الكريم فاشتغل هناك مؤدبا للصبيان بالأزهر ، ثم ما لبث أن زاول دراسته بالأزهر سنة 1916 ، وقد احتل الرتبة الرابعة من المصنفين في قائمة الطلبة الجزائريين بالأزهر من نفس السنة ، تحت اسم محمد العربي السوفي ، وفي هذا الصدد أصبح المشرق مقصد للهجرة نتيجة لأهميته البالغة التي يحظى بها العلم والتعليم هناك
ضف إلى ذلك هجرة الأمير عبد القادر الذي كانت له علاقة بالحركات الإسلامية ونقصد بذلك تلك الهزة التي أحدثها جمال الدين الأفغاني في السبعينات والثمانينات تحت اسم الجامعة الإسلامية وكانت بلاد الشام اقرب فكريا إلى مصر منها إلى فارس وكان الأمير قد حضر شخصيا افتتاح قناة السويس (1869) ولقد التقى محمد عبدوا الذي كان يتنقل بين مصر والشام بالأمير عبد القادر مرات عديدة كما التقى بولديه محمد ومحي الدين
وقد كان الأمير عبد القادر شخصية سياسية رغم تخليه عن السياسة ، فقد زار مصر مرتين على الأقل ، الأولى أثناء الحج سنة 1864 ناهيك عن فتحه لقناة السويس 1896 وكانت هذه الزيارة محط أنظار الكبار ولقد كانت بين الأمير والشيخ محمد عبدوا مودة ومراسلات ، فقد تزامنت ثورة عرابي باشا للاحتلال الانجليزي بمصر مع مرض الأمير خالد وجدنا الأمير ومنذ هذه الفترة أصبحت مصر قبلة الجزائريين ، وبعد الأمير خالد وجدنا الأمير مختار الذي لعب دورا هاما وفعالا في جمع كلمة الجزائريين في المشرق ولاسيما في مصر وهو من أحفاد الأمير عبد القادر
وفي عهد بيجو هاجر الأمير عبد القادر نحو المشرق إلى المدينة المنورة فبعد حادثة الزمالة 1843 وسقوط المدن في أيدي العدو وضياع عاصمة الأمير بالذات هاجر الأمير عبد القادر رفقة مجموعة من الأعيان والعلماء ، كما أرغم على الهجرة "بومعزة"و"حسين ابن عزوز" رفقة عشرات من أتباعه وأقاربه توجهوا نحو الحجاز ، ولم تكن أسرة الأمير وحدها في هذا الميدان فقد ظهرت إلى جانبها أسماء لامعة من
المهاجرين ساهم أصحابها في عدة ميادين تهم القضية العربية نذكر منها الشيخ طاهر بن صالح بالجزائر الذي كان له الفضل الكبير في نشر الفكر والثقافة بالجزائر

المبحث الثالث : تأثير ودور المهاجرين الجزائريين في بلاد المشرق العربي
المطلب الأول : تأثير ودور هجرة الطيب بن سالم والأمير عبد القادر

أول هجرة جماعية وقعت مباشرة بعد توقف المقاومة كانت تلك التي تزعمه احمد الطيب بن سالم خليفة الأمير عبد القادر على القبائل والتي انتهت مقاومته في فبراير 1847 بحوالي عشرة أشهر قبل انتهاء مقاومه الأمير وكان احمد الطيب من أواخر خلفاء الأمير الأقوياء والأوفياء له .
يعزو احمد الطيب بن سالم سبب هجرته إلى الظروف الصعبة التي أحاطت بالمقاومة من كل النواحي سواء العسكرية أو السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية وخصوصا عدم التمكن من إيجاد حليف خارجي يساعد في فك العزلة الداخلية التي فرضتها القوات الاستعمارية تدريجا على حركة المقاومة ويؤكد بهذه الخصوص على النزاع الذي احتدم بين الأمير وسلطان المغرب عبد الرحمان وعندما علمت السلطات الفرنسية باتجاه احمد الطيب بن سالم إلى الصلح أرسلت إليه تطلب شروطه ، فوضع الخليفة ثلاثة شروط :
• إطلاق سراح الأسرى الجزائريين الذين حاربوا فرنسا
• هجرته إلى بلاد الشام
• إعادة أملاكه له ليتصرف بها كما يشاء
وأمام هذا الوضع الجديد لجأ سكان منطقة الباو الأعلى إلى الشيخ المهدي مقدم الطريقة الرحمانية الخلوتية يطلبون النصيحة فأعلمهم انه ينوي الهجرة خارج الجزائر إلى البلاد العربية
وقد لبى نداء الشيخ المهدي السكلاوي عدد كبير من سكان المنطقة وركب هؤلاء المهاجرون السفينة التي أقلت الخليفة احمد الطيب بن سالم من الجزائر يوم 24 سبتمبر 1847 رفقة عائلته والعديد من الشخصيات مثل الشيخ المبارك وسي الحاج عبد الله وبلغ عدد المهاجرين في هذه الرحلة قرابة 560 شخصا بين رجال ونساء وأطفال نزل هؤلاء بميناء بيروت ومنها انتقلوا إلى دمشق وقررت السلطات العثمانية منحهم أراضي وخصصت لهم الحكومة مرتبات شهرية .
واختلفت وضعية هذا الفوج من المهاجرين عن فوج الأمير عبد القادر فكانت حالة الأمير المادية ميسورة بفضل المرتب الذي خصصته له الحكومة الفرنسية على عكس حالة احمد الطيب بن سالم وأتباعه كانت في غاية من الفقر والبؤس .
وقد اهتمت السلطات المحلية في دمشق بوضعية هؤلاء المهاجرين وتلبية طلباتهم ، أما عن توطينهم فقرر المجلس إسكانهم في الداخل لتكون متوافقة مع الهواء الذي كان في بلادهم
أما عن رد فعل السلطات الفرنسية فتمثل في تقرير مجلس حكام عدلية وتدخلت لدى السلطات المحلية أمام هجرة هذه المئات من الجزائريين إلى بلاد الشام ، وقدمت لها كتاب مفاده ... إن المشار إليهم الجزائريين ليسوا سديدي القول بما ذكروه ولا يعتمد على أقوالهم بناءا على علاقاتهم بالفرنسية ، ورغم ذلك ظلت التقارير الفرنسية على التشكيك في نوايا هؤلاء المهاجرين مثال ذلك ما أورده Bardin في كتابه أن القنصل الفرنسي في دمشق Segurs تمكن من استمالة احمد الطيب بن سالم ، لكن المهاجرين قد وعدوا السلطات العثمانية بعد الاتصال بالأجانب وخاصة الفرنسيين وعبروا عن ذلك بقولهم " وأًصبحنّا الآن مستقلين ومحميين وتم توظيف جماعة احمد الطيب بن سالم في لواء عجلون مع تقديم المعونة المالية اللازمة لهم وخصصت لأحمد بن سالم مرتبا شهريا قدره 500 قرشا" .
أما المهاجرين الحرفيين أقاموا حي واحد يدعى باب السويقة ، ونقلوا عاداتهم وتقاليدهم وانشئوا جامعا وزاوية سميت "زاوية المغاربة " .

كثيرا ما يرتبط ذكر بلاد الشام أو دمشق في ذهن الجزائريين بهجرة الأمير عبد القادر هذه الهجرة التي دفعة بالكثير من الجزائريين الذين قرروا الهجرة بعد عام 1855 اختيار بلاد الشام موطنا لهم ولهجرتهم .
والأمير لم يقع اختياره في بداية الأمير على دمشق بل كان قد طلب نقله وأتباعه إلي عكا أو إلي الإسكندرية إلي أن السلطات لم تطمئن لإطلاق سراحه وقد حاولت الكثير من الشخصيات الفرنسية ثني الأمير عن قراره للانتقال إلى المشرق لكنه رفض وفضل إن يموت مع هذا العهد فكان يقول أموت لأجل خزيكم وسيعلم الملوك والشعوب من خلال تجربتي ما مدى الثقة التي يجب أن يمنحوها لعهد قطعه لهم الفرنسيون وصل الأمير إلى بروسه يوم 17 جانفي 1853 واستقر في بيت منحته إياه السلطات العثمانية عينت له مرتبا وبعد استقراره بدأت تتوافد عليه جموع المهاجرين من العلماء وغيرهم ممن هاجروا في صدقات للفقراء وكانت السفارة الفرنسية اسطنبول قد كلفت بمراقبة تحركات الأمير ,انتدب السابق إلي بلاد الشام كما خصصت له الحكومة الفرنسية مرتبا سنويا قدره 100 ألف فرنك فرنسي ينفق منه على عائلته ويوزع جزءا منه علي أتباعه وقواده وجزءا آخر في شكل Bullod (المترجم العسكري ( خصيصا لهذه المهمة وكان يصدر تقارير شبه يومية حيث كان يقرءا مراسلات ويترجما للسفارة ,ورغم الأجواء الطبيعية التي كانت تحيط بالأمير إلى انه لم يكن مرتاحا لوجوده وسط الأتراك واليونانيين خصوصا مع جهله لغتهم وجاءت الفرصة مع الزلزال التي تعرضت له بروسه سنة 1855 وساعتها أعطت السلطة في فرنسا موافقتها للانتقال إلى دمشق وقد صاحبت فكرة انتقال الأمير للإقامة في بلاد الشام فكرة إقامة كيان عربي في سورية تحت رعاية الإمبراطورية الفرنسية .
وعن حوادث الفتنة الطائفية في الشام عن حقيقة موقف الأمير فقد كثرت حولها الآراء وتشعبت منها من يقول أنها مجرد خدمه إنسانية لم يكن الأمير يفكر في أبعادها أو الاستفادة منها وأخرى تقول أن هذا التدخل كان بمباركة وتخطيط من فرنسا فهي التي سلمت الأسلحة للفرنسيين
وهناك أمر آخر عرض له أمرين في دراسة السالفة وهي النية الفرنسية في اتجاه إقامة كيان عربي مستفعل في بلاد الشام يكون على رأسه الأمير عبد القادر وصاحبت هذه النوايا حملة دعاية صحفية كان من بينها صحيفة تصدر في باريس اسمها برغيس باريس صاحبها سوري يدعي رشيد دحداح يرسل منها الكميات الكبيرة في سورية ولم تترك فرصة دون التشهير بالحكم القائم في البلاد العثمانية ومطالبة السلطات بتغيير سياسته والأخذ بالنصائح الطيبة لفرنسا .
ولما كانت محاولة تهيئة الرأي العام الفرنسي لمشروع تعيين الأمير على رأس دولة عربية في بلاد الشام حيث صدر في باريس سنة 1860 ولعل في هذه التسمية تصديا واضحا للسلطات العثمانية حيث يعارض بأنها غبر صحيحة وأكد على ضرورة إيجاد (توازن شرقي ) يتلاءم مع التوازن الأوروبي .... إذ يمكننا أن نجعل من العرب في بلاد الشام إمبراطورية عربية .
- موقف الأمير من المشروع الفرنسي : لم يتوفر لدينا أي رد مباشر للأمير على هذه المقترحات أولها تلك الرسالة التي بعثها الجنرال قائد الحملة إلى الشام في 1860 إلى وزير الحربية الفرنسية التي يقول فيها يأسف لعدم رؤية الأمير وقيل له انه لا يرغب في أي سلطة . وقد يكزن رفض الأمير للمشروع مرده إلى أن فرنسا هي التي وضعته .
- والمشروع الثاني فصل سوريا عن الدولة العثمانية وإقامة دولة عربية يكون الأمير عبد القادر أميرا عليها وقد وافق الأمير على ذلك من حيث المبدأ . وحين عرض عليه المشروع كان رأي الأمير أن يضل الارتباط الروحي قائما بين البلاد الشامية والخلافة العثمانية وأن يبقى الخليفة العثماني خليفة للمسلمين وأن يتم للأمير البيعة من أهل البلاد جميعا .
عندما فرغت السلطات العثمانية من حربها مع روسيا حولت اهتمامها للأمور الداخلية وعندما علمت بمشروع الاستقلال العربي اتخذت الإجراءات الفورية تجاهه وفرت الإقامة الجبرية على زعماء الحركة الأمير واحمد الصلح وضل موقف السلطات حذرا اتجاه الأمير وبرقية بحث كما في 30 ماي 1883 قنصل بريطانيا في دمشق إلى القائم بالأعمال في اسطنبول يقول فيها ... توفي الأمير وحضر ممثلو الدولة الأجنبية مراسيم الدفن والألبسة الرسمية وفي سنة 1863 قرر الأمير التوجه إلى الأراضي المقدسة بنية الاعتكاف وأداء فريضة الحج وأقام بعض الأسابيع في مصر بدعوة من شركة مصر قناة السويس التي كان على رأسها الفرنسي فرديناند دولسبس ، وقام الأمير بزيارة إلى اسطنبول عام 1865 قاصدا زيارة السلطان عبد العزيز وتقدم للسلطان بطلب تسريح أعيان دمشق الذين كانت الدولة قد حكمت عليهم بالنفي إلى قبرص اثر حوادث 1860
وكان من نتائج هذه الحملة الدعائية أكثرت طلبات الهجرة على مكاتب السلطات الفرنسية وسمحت هذه السلطات في شهر ماي عام 1860 بهجرة أولاد سيدي خالد وبني عامر وهم فرع من واد بردي ، هاجر هؤلاء إلى بلاد الشام مخلفين وراءهم 2000 هـ من الأراضي الزراعية ووصل عدد الراغبين في الهجرة من هذه المنطقة إلى 577 شخصا أي بنسبة 72% من سكان المنطقة وكان هناك مجموعة من الجزائريين على الحدود التونسية وكان على رأسهم شخصيتان معروفتان أحدهما من الأغواط وهو ناصر بن شهرة والآخر من منطقة السباو وهو عمر أوحامبشوش وتراجعت السلطات الفرنسية عن منح جوازات السفر للهجرة إلى بلاد الشام ، اثر خروج فرع أولاد خالد وبني عامر بعدما تبين لها أن ذلك يؤكد على انعدام الثقة وبينها الأهالي ، إضافة الى ما ستخلفه هذه الهجرة من أصداء سيئة تمس بسمعة الفرنسيين في المشرق العربي والبلاد الإسلامية عامة .
وكانت تتساهل في أمر الهجرة بقصد توفير الأراضي والأماكن للمستوطنين الذين ازدادت أعدادهم بعد الفراغ من مقاومة الأمير عبد القادر ، وشهد عام 1864 موجة هجرة جديدة حدثت من بلاد القبائل وكان سببها مشاجرة وقعت بين "بني شعيب وبني غبري حول قطعة أرض فتدخلت السلطات الفرنسية وعاقبت سي الحاج العيد حيث دعا أهله وأتباعه إلى الهجرة إلى دمشق وتبعته 200 عائلة وصاحبت هذه الهجرة مراسلة نشطة بين المهاجرين وذويهم في الجزائر .
وإذا كانت الهجرة الجزائرية نحو سوريا قد اتخذت صبغة خاصة قبل استقرار الأمير عبد القادر في دمشق فمنذ سنة 1856 اتخذت طابعا يكاد ينحصر في تشخيص الأمير الذي جلب استقراره في هذه المدينة أنضاره وعيون الجزائريين إليها بالأخص المقربين إليه والذين شاركوا معه في مسيرته النضالية ضد الاستعمار الفرنسي عن قرب أو بعد ، فعندما غادر الأمير مدينة روما متجها إلى سوريا كان متبوعا بحوالي 110 أشخاص من بينهم 27 شخص من أفراد عائلته في الوقت الذي كانت مجموعة أخرى تتكون من حوالي 100 شخص قد شدت الرحال إلى دمشق .
ومن الطبيعي أن العاصمة السورية دمشق قد استوعبت أكثر عدد من هؤلاء المهاجرين الجزائريين من بينهم كثير من الأثرياء ورجال الأعمال والتجار الكبار والملاك فلم يكن الأمير في حاجة إلى بث الدعاية وتوجيه النداءان للجزائريين ليلتحقوا به في سوريا مثل ما فعل احمد بن سالم وغيره فبمجرد وجوده في دمشق جلب أنظار الجزائريين إليه بشكل لم يلقى له مثيل فلو حرض الجزائريين على الهجرة إلى سور يا لاستجابت الجزائر له من أقصاها إلى أدناها ولكن ذلك لم يحدث فعلى الرغم من ذلك نلاحظ ارتكاز هجرة الجزائريين على مدينة دمشق وضواحيها حيث يوجد الأمير فبعد 5 سنوات من استقراره في دمشق حتى حدود 1870 تدخل عن ما يزيد عن 1000 رجل من الجزائريين في الأحداث المؤسفة التي نشبت بها وفي ذلك دلالة قاطعة على وجود أعداد هائلة من الجزائريين في دمشق خلال السنة الأخيرة وقد شكلت تونس الجسر الرابط بين الجزائر وسوريا بحكم أن الجزائريين اتخذوا من تونس معبرا إلى سوريا وقد دفع استقرار الأمير في الشام بكثير من العائلات الجزائرية إلى اتخاذ قرار الهجرة ولوحظ سنة 1860 انتشار بعض الدعاة والمحرضين للهجرة في بلاد القبائل والوسط

المطلب الثاني : تأثير عموم المهاجرين والطلبة الجزائريين في بلاد المشرق العربي
تأثير المهاجرين الجزائريين في بلاد المشرق العربي :
لقد ساهم المهاجرون الجزائريون بشكل بارز في عدة ميادين تخدم القضية العربية ، ومن أبرزهم الشيخ طاهر بن صالح الجزائري المعروف بالطاهر السمعوني فقد كان له الفضل العظيم في بعث الثقافة العربية وتكوين جيل من الأدباء والمفكرين والسياسيين ضف إلى ذلك دوره في حزب اللامركزية وإنشائه وإشرافه على إدارة عدة مؤسسات مثل المكتبة الظاهرية ويعتبر سليم السمعوني من أنبل وأهم قادة الحركة العربية التي كانت تعارض الحكم العثماني فكان جزاءه الشنق على يد جمال باشا المشهور بالسفاح ضمن قائمة طويلة من شهداء القومية العربية أما عائلة المبارك التي هاجرت من دلس فقد اقتصر نشاطها على علوم الدين واللغة فكان منهم أربعة على الأقل من توابع الأدباء واللغويين في ذلك العصر والذين اشتهروا ببحوثهم ومؤلفاتهم وعضويتهم في المجامع اللغوية . وقد ظل دور الأمير البشير الإبراهيمي في سوريا غير واضح ، رغم قصر المدة التي قضاها هناك قبل رجوعه إلى الجزائر وبهذا الصدد تطلعنا بشغف حول علاقة الأمير عبد القادر بالحركة الإسلامية والمقصود بهذا تلك الهزة التي أحدثها جمال الدين الأفغاني في السبعينات والثمانينات تحت اسم الجامعة العربية الإسلامية ، أما بخصوص الحركة العربية فقد أشار الأستاذ خالدي إلى الحركة التي تدعوا إلى إقامة كيان عربي في بلاد الشام تحت زعامة الأمير عبد القادر وكان التجاذب حول شخصية الأمير قويا جدا على المستوى الدولي آنذاك فكل دولة كانت تريد أن تظفر منه بلغـته لتتخذ منه وسيلة لترسيخ نفوذها بالمنطقة ، كما برز الدور القومي للمهاجرين في الأفكار والتوجهات والكتابات والتنظيم من خلال رحلات الجزائريين عبر الزمن والأرض والإيديولوجية والعقائد .
تأثير الطلبة الجزائريين في سوريا :
إذا كانت أنضار الجزائريين وخاصة المثقفين منهم ورجال العلم والتجار الكبار في القرنين 17و 18 قد اتجهت نحو مصر ، ففي القرن 19 لأسباب دينية واجتماعية وثقافية وغيروا اتجاهاتهم نحو بلاد الشام واستقروا حينها بأعداد وافرة يقدرها بعض الباحثين في الموضوع بـ 20000 مهاجر جزائري في سوريا وحدها حتى حدود 1914 ، ومن أبرز أنشطتهم ما يلي :
أ- النشاط النقابي : بالرغم من قلة الطلبة الجزائريين في سوريا فقد شعر بعضهم في الشهور الأولى قبيل اندلاع الحرب العالمية الأولى بغياب هيئة طلابية تجمع شملهم وتوحدت أفكارهم ، وقد عملت هذه المنظمات الطلابية العربية التي أوجدها الطلاب في سوريا منذ ثلاث سنوات دون انقطاع .
ب- النشاط السياسي : عرف النشاط السياسي في سوريا انتعاشا كبيرا من خلال "لجنة الطلبة الجزائريين" ووقع الاتصال بين الطرفين السوري والجزائري في ظروف عادية واتفق الطرفان على مساندة الثورة والتعريف بأهدافها النضالية على جميع المستويات ومن العوامل التي ساعدت على تكاثف النشاط السياسي للطلاب هو أن عددهم تضاعف بشكل كبير وذلك بقدوم عدد من البعثات الطلابية من الجزائر كما كان للمكتب المغربي العربي في دمشق آنذاك دور في النشاط السياسي الذي لعبه الطلبة في سوريا وما يلاحظ على هذا النشاط أنه ارتبط ارتباطا وثيقا بالقضية الوطنية والتعريف بآفاتها وتطور أحداثها على الصعيدين الداخلي والخارجي ولقد نظم الطلبة هناك أمسيات شعرية ونضالية ومجموعة محاضرات وغيرها من الأنشطة ، ولقد نسق الطلاب الجزائريون مع أبناء جلدتهم الفلسطينيون والأردنيون والعراقيون ونظموا أمسيات ثقافية وأدبية بالاشتراك مع هؤلاء .
أما من الناحية الاجتماعية : فعلى الرغم من الإمكانيات المادية المتواضعة التي كانت لدى المكتب الإداري لرابطة الطلاب الجزائريين استطاع هذا المكتب أن يقضي على الكثير من المشاكل التي كان يعاني منها الطلاب في سوريا قصد القضاء على مشكلة السكن التي كانت تواجههم بهذا البلد ، ورغبتهم في جمع ولم شمل الطلبة المهاجرين تحت سقف واحد وأجرت لهم بيتا في سوريا باسم "ار الجزائر" التي ضمت تقريبا كل الطلبة الجزائريين في سوريا .
تأثير الطلبة الجزائريين في مصر :
لقد تحدثنا سابقا عن الهجرة التي كانت لأسباب لا مناص منها بحثا عن مدن أخرى طلبا للعلم أو الحظوة أو الوظيفة وتحسين مستوى الطلبة الثقافي .
وقد ساهمت اندلاع الحرب العالمية الأولى من جهتها في صعوبة ورداءة هذه الظروف التي كان يعيشها الطلاب في مصر ، إذ ليس الطالب مهما كان بعيدا ينشأ منفصلا عن حياة شعبه لا يتأثر ولا يتفاعل بالأحداث التي تجري فوق أرض الوطن والطالب الجزائري أينما كان هو جزء من ذلك الشعب الثائر على الاستعمار الفرنسي وسياسته التعسفية ويعايش الحياة التي يحياها بنو وطنه ويقوم بنفس العمل الذي يقوم به مع اختلاف الوسائل والميادين ومن أبرز نشاطات الطلبة الجزائريين ما يلي :


المحاضرات والندوات : تشكل النشاط النقابي والسياسي بالنسبة للطلاب الجزائريين في مصر المحور الأساسي الذي دارت حوله اهتمامات الطلاب وليس بإمكاننا التطرق إلى هذا الموضوع بكل التفاصيل التي يستحقونها ، فقد كانت المحاضرات والندوات المنظمة من طرف اللجنة النقابية في القاهرة تستضيف من حين إلى آخر أساتذة بارزين في ميدان العلم والثقافة من مصر وغيرها من الأقطار العربية الأخرى ، وقد برز إقدام هؤلاء الأساتذة على نادي الطلاب حدا للتنافس بينهم ، كما كانت الجزائر وثورتها تتمتعان به من شهرة وسمعة طيبة بين كل الأوساط العربية .

خـــاتــمـــــــة
ونخلص في الأخير من هذه الدراسة بان الهجرة الجزائرية نحو المشرق العربي كانت نتيجة لضغط الإدارة الاستعمارية وسياسة التعسف والظلم التي اتبعتها ، تمثلت في مصادرة الأراضي وقتل الآلاف من الجزائريين ، وممارسة أبشع صور التعذيب والإهانة ويمكن الوقوف على ابرز النتائج التي توصلنا إليها من خلال هذا البحث تمثلت فيما يلي :





تلكم هي النتائج المتوصل إليها في هذا البحث ولا تزعموا أننا تمكنا من الإجابة على كل التساؤلات فهذا الميدان لا يزال مفتوحا على مصرعيه أمام الباحثين ونتمنى أنكم قد استفدتم من هذه الدراسة ونسال الله أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم
1- تعتبر هجرة الجزائريين نحو المشرق هي السبيل الوحيد للتخلص من سياسة التعسف الفرنسية .
2- اضطهاد الإدارة الفرنسية للجزائريين من خلال القوانين .
3- تعدد الأسباب المادية والمعنوية والروحية التي ترفض سياسة الإدارة الفرنسية .
4- الأوضاع السيئة التي عاشها الشعب الجزائري إبان فترة الاحتلال من خلال سلب أراضيه وتسليمها للمعمرين الأوربيين .
5- الدور الذي لعبه المهاجرين الجزائريين وخاصة الأمير عبد القادر والطلبة الجزائريين


تلكم هي النتائج المتوصل إليها في هذا البحث ولا تزعموا أننا تمكنا من الإجابة على كل التساؤلات فهذا الميدان لا يزال مفتوحا على مصرعيه أمام الباحثين ونتمنى أنكم قد استفدتم من هذه الدراسة ونسال الله أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم

للباحث بشير سوفى



قائمة المصادر والمراجع:



1- أبو القاسم سعد الله ، أبحاث وآراء في التاريخ الجزائري ج 4 – ط 2 دار الغرب الإسلامي بيروت 2005 . 2- أبو القاسم سعد الله ، تاريخ الجزائر الثقافي من القرن 16- 20 م ج 1 الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ، الجزائر 1981 . 3- أبو القاسم سعد الله ، الحركة الوطنية الجزائرية سنة (1830- 1900) . 4- نادية طرشون ، الهجرة الجزائرية نحو المشرق العربي ، طبعة خاصة من وزارة المجاهدين ، منشورات المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة 1 نوفمبر 1954 مطبعة دار هومه الجزائر . 5- عبد الحميد زوزو ، الهجرة ودورها في الحركة الوطنية الجزائرية بين الحربين ، المؤسسة الوطنية للكتاب ، الجزائر ، 1985 . 6- عمار هلال ، أبحاث ودراسات في تاريخ الجزائر المعاصر 1830- 1962 ، ديوان المطبوعات الجامعية بن عكنون الجزائر 1995 . 7- عمار هلال ، نشاط الطلبة الجزائريين إبان حرب التحرير ، دار هومه للطباعة والنشر ، الجزائر ، طبعة 2004 . 8- صالح فركوس ، المختصر في تاريخ الجزائر ، دار العلوم للنشر والتوزيع .

محب بلاده
2011-12-10, 15:53
السلام عليكم
من فضلك أتستطيع أن تضع لي مراجع حول الهاتف النقال وتأثيره في المجتمع
وشكرا








اثر الموبايل على المخ
تستطيع ان تسلق بيضة بالموبايل

او تحديدا بالاشعة التى تخترق المخ والدم اثناء التحدث

والتى من خلالها استطاعوا سلق بيضة فعلا

هذة التجربة الغريبة تمت عبر اثنان من الصحفيين الروس

فلاديمير لاجوفسكى

واندرية موسينكو

واللذان كتبا موضوعا عن اضرارالموبايل فقاموا بهذة التجربة الغرية عن طريق جهازى الموبايل خاصتهما

وقد قاما بعمل ميكرويف مبسط

كما هو مبين فى الصورة حيث وضعوا موبايل على كل جانب من جوانب البيضة

وقاموا بتشغيل تسجيل صوت واتصلو من الموبايل للاخر حتى لا تغلق الموبايلات وكانك تتحدث فعلا فيها

فوجدوا البيضة قد اصبحت دافئة فى خلال خمسه عشر دقيقة

ووجدوها ساخنة فى خلال خمسة وعشرون دقيقة

ووجدوها ساخنة جدا فى خلال اربعين دقيقة

اما بعد خمسة وستون دقيقة فقد اصبحت البيضة مطهوة تماما
يمكن ان تطهو مخك فقط لو تحدثت ساعتين متواصلتين فى الموبايل


http://img146.imageshack.us/img146/5595/18282612.png


http://img3.imageshack.us/img3/8047/96679403.png

المحصلة

الإشعاع المباشر للجوال كان له التأثير في تغيير بروتينات البيضة. تصوّر ماذا يمكنه إحداثه في بروتينات دماغك عندما تتحدث لفترات طويلة



http://www.gulfson.com/vb/img/health/614d1eff5eef91f794c026af0b5ec05b.jpg

http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/ethicsandmobilerisks.png

· بعض الأسئله التي تحتاج الى اجابات .
· شده المجالين الكهربي والمغناطيسي عند استخدام الهاتف النقال .
· الشروط الواجب توافرها لانشاء محطه هوائيه .
· تأثير الهاتف النقال بيولوجيا على الخليه الحية ؟ .
· هل استعمال الهاتف النقال امن على الصحة ؟ .
· بعض الدراسات التي اجريت لدراسه وجود علاقه بين الهاتف النقال وسرطان المخ .
· الهاتف النقال وتاثيره على القلب والاوعيه الدمويه .
· الهاتف النقال وتأثيره غلى الحمض النووي .
· موجات الهاتف النقال والاورام السرطانيه لفئران التجارب .
· تأثير موجات الهاتف النقال على افراز ووظيفه هرمون الميلاتونين .
· العلاقه بين موجات الهاتف النقال والشيخوخه المبكره .
· بعض التجارب المعمليه لتاثير الموجات على خصوبه الفئران .
· الحاجز الدموي للمخ "blood-brain barrier" وموجات الهاتف النقال.
· بعض النصائح الصحيه اللازمه عند استخدام الهاتف النقال .
· بعض الفيديوهات التوضيحيه. · المراجع والمصادر.



http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/1.jpg





المـقـدمــة :





http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/ed.bmp





مما
لاشك فيه ان الهاتف النقال يعتبر الأن الوسيله الرئيسيه للاتصال عن بعد.بل
انه يعتبر الوسيله الوحيده للاتصال عن بعد في اجزاء كثيره من العالم.وفي
الاونه الاخيره اتسع استخدامه حتى صار شعبيا.وتعتبر هذه الظاهره غير
مسبوقه على مدى عقدين ماضيين من الزمن.حتى اصبح ضروره من ضروريات الاتصال
في العمل والتجاره والعلاقات العامه والاجتماعيه.واصبح اعداد مستخدمي
الهاتف النقال في تزايد باستمرار.

http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/3%20%281%29.jpg





http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/1.jpg









بعض الأسئله التي تحتاج الى اجابات :



http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/1236319545668.jpg

§ هل هناك جديه وحذر بخصوص وجود مخاطر صحيه نتيجة استعمال الهاتف النقال او التواجد قريبا من محطات الارسال" BTS" ؟
§ هل لموجات الميكروويف"microwave" تأثير على الجسم يشابه تأثيرالأشعة المؤينه"ionizing radiation" وأشعة اكس"x-Ray" ؟. § ماهو وجه الشبه بين موجات الهاتف النقال والمجال المغناطيسي "EMF" الناتج من كابلات الكهرباء ذات الضغط العالي؟.





http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/1.jpg









شده المجالين الكهربي والمغناطيسي عند استخدام الهاتف



النقال:




عندما يكون الهاتف النقال في حاله ارسال او استقبال ينتج عن الهوائي " Antenna"
مجال كهربي شدته 400 فولت/متر بقوه 2 وات عندما يكون التردد 900 ميجا
هيرتز على مسافه 2.20 سم من هوائي الهاتف النقال.وعندما يستخدم تردد 1800
ميجا هيرتز يكون المجال 200 فولت /متر بقوه 1 وات.

مع
العلم بأن محطات الارسال تستعمل تردد يقع مابين 825 الى 960 ميجا هيرتز
"الميجا هيرتز = مليون هيرتز" . اما بالنسبه الى المجال المغناطيسي فقيمته
تبلغ الواحد ميكرو تسلا . " د. بيدرسون و د.اندرسون سنه 1999". http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/****head.gif

ونظرا
لانه كلما زاد الطول الموجي كلما زادت قدره الموجه على الاختراق اذا
استعمال الطول الموجي عند تردد 900 ميجا هيرتز تكون الحاجه لمحطات تقويه
اقل منها في حاله استعمال تردد 1800 هيرتز "الطول الموجي يتناسب عكسيا مع
التردد" .

وهناك
دراسه اجريت بواسطه فريق بحث من كليات طب بنها وعلوم القاهره وصيدله قناه
السويس,افادت ان المجال المغناطيسي التاتج عن الهاتف النقال تكون شدته 7.5
جاوس وفي حاله الاتصال يصبح 150 جاوس, وفي حاله استفبال مكالمه يصل الى
300 جاوس.

والموجات الكهرومغناطيسيه نتعرض لها يوميا من خلال وسائل عديده فعلى سبيل المثال:
× فرن الميكروويف ينتج موجات كهرومغناطيسيه يصل ترددها الى 2450 ميجا هيرتز.
× موجات اشعه اكس "X-ray" تصل الى مليون ميجا هيرتز.
× الراديو ينتج موجات يصل ترددها الى 100 ميجا هيرتز. × التيار المنزلي ينتج عنه مجال كهرومغناطيسي بتردد حوالي 50 هيرتز فقط,ولكن ليس له تأثير بيولوجي على الخليه الحيه على عكس موجات الهاتف النقال.





http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/1.jpg








الشروط الواجب توافرها لانشاء محطه هوائيه: http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/fig15g.jpg
· لابد ان يتم بناء محطات الارسال والتقويه على

ارتفاع 50 متر كحد ادنى عن سطح الارض.





· يمنع منعا باتا تواجد العامه والعاملين على بعد يقل 25 متر عن الهوائي.





· يتم تقليل عدد المحطات الهوائيه على قدر الامكان .







· يجب ان تطابق المحطه معايير الامان القياسيه.





http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/1.jpg








تأثير الهاتف النقال بيولوجيا على الخليه الحية؟ http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/untitled3.bmp

نص تقرير "ستي وارت لسنه 2000 م" وهو احد التقارير الهامه,على انه لم يثبت علميا حدوث سرطان المخ نتيجه استخدام الهاتف النقال او التعرض للموجات الصادره عنه.
ولكن يجب الاخذ في الاعتبار ان هذه الموجات لها تأثير حراري وبيولوجي في شكل (الأرق والصداع وفقدان مؤقت للذاكره "بعض المعلومات") . وتعتمد هذه التأثيرات على تردد الموجات وقدر الطاقه الممتصه داخل انسجه الجسم بالاضافه الى طول فتره التعرض لهذه الموجات.

http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/unti.bmp رسم توضيحي لتأثير المحمول اثناء النوم




http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/1.jpg








هل استعمال الهاتف النقال امن على الصحة ؟ http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/cellphonebraincancervc3.jpg

اجريت
حتى الان اكثر من 6 الاف دراسه على السكان " دراسات ابيدميولوجيه" ولكنها
ليست متوافقه,فبعضهم قال ان موجات الهاتف النقال لا تضاعف من سرطان المخ.
وكذلك في الدراسات المعمليه على الفئران لم يخلصو الى نتيجه مئه بالمئه.
ولكن في
نفس الوقت لم ينكر القائمون على هذه الدراسات امكانيه حدوث سرطان المخ
لاحقا وهذا راجع الى ان المده المطلوبه لحدوث هذا المرض طويله. ولذلك ينبغي علينا اخذ احتياطاتنا وسبل الوقايه فالوقايه خير من العلاج.





http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/1.jpg







بعض الدراسات التي اجريت لدراسه وجود علاقه بين الهاتف



النقال وسرطان المخ:

http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/brainzh6.jpg

لابد
من وجود دراسات جيده التصميم وتكون هذه الدراسات على اعداد كبيره من الناس
للتأكد من وجود علاقه لها مدلول احصائي بين سرطان المخ ومؤثر بيئي. وذالك
راجع الى تعدد المؤثرات التي قد تسبب سرطان المخ.
ففي الولايات المتحده يبلغ معدل انتشار سرطان المخ حوالي 6 حالات لكل 100 الف نسمه.
يوجد نوعان من الدراسات
1- دراسات ابيدميولوجيه "على السكان"
تم اجراء اول دراسه في هذا المجال عام 1996م على 250 الف مستعمل للمحمول قد قام باجراء الدراسه دكتور/ كينث روثمان من مركز الوبائيات لمعهد نيوتن بالولايات المتحده,ولم يتم اثبات اي علاقه بين الهاتف النقال وسرطان المخ.
ولقد نشرت هذه الرساله سنه 1999م بمجله الرابطه الطبيه الامريكيه.
وفي دراسه ابيدميولوجيه اخرى على 209 حاله من سرطان المخ مقابل 245 حاله ضابطه " اجريت في السويد" لم يتم ايضا اثبات العلاقه.
وهنا ينبغي ان نشير الى ان سرطان المخ يحتاج من 10 الى 20 سنه لكي يحدث بصوره ما.
2- دراسات على حيوانات التجارب " animal studies" http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/smartratzoom.jpg
تم تعريض فأر الى قدر من الموجات الاشعاعيه حوالي
873 ميجا هيرتز "ما يعادل الموجات الصادره عن الهاتف النقال تقريبا" لم
تؤد فوريا الى حوث سرطان المخ, خصوصا ان عمر الفأر قصير اذا ما قورن بعمر
الانسان.







http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/1.jpg







الهاتف النقال وتاثيره على القلب والاوعيه الدمويه:





http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/2.jpg

انتهى البحث اللذي اجراه الدكتور بروني وزملاؤه سنه 1998م الى مايلي:
× انه بعد فتره تعرض حوالي 20 دقيقه الى الموجات المنبعثه من الهاتف النقال يحدث نقص مؤقت في عدد ضربات القلب " Bradycardia"
× يزداد ضغط الدم بمقدار 10 مم زئبق , وذلك لان القلب والاوعيه الدمويه المتصله به حساسان للموجات المنبعثه من الهاتف النقال. × ومن
ثم يجب على مريض القلب او مريض الأوعيه الدمويه الحذر عند استخدام الهاتف
النقال. والافضل له عدم استعماله الا في الضروره القصوى.



http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/1.jpg







الهاتف النقال وتأثيره غلى الحمض النووي:



http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/dna-3.jpg رسم توضيحي للحمض النووي DNA

خلصت الابحاث بصوره مؤكده على تعرض الحمض النووي "الموجود داخل نواه الخليه الحيه" DNA الى
موجات الميكرووويف والتي تعتبر موجات الهاتف النقال احد اشكالها الى حدوث
دمار وتهتكات في كيميائيه الحامض "السلسه الكيميائيه للحامض" وبالخصوص
خلايا المخ.
ولقد جاء ذلك في بحث سنه 1994 م اجراه الدكتور ساركر وزملائه.

وفي بحث اخر في نفس السنه اجراه الدكتور / دانيال وزملاؤه
عندما قامو بتعريض ديدان النيماتودا الى الموجات الصادره من جهاز" نوكيا
2115" , وجدوا ان خلايا الديدان حصل لها تهتك في الحمض النووي داخل النواهDNA وكذالك الحمض النووي في السيتوبلازم RNA .

وفي بحث اخر للدكتور تيسي وزملاؤه سنه 1999م خلصوا الى ان الحمض النووي يتعرض للتهتك عند سقوط الموجات المنبعثه من الهاتف النقال عليه.

وقد
قام الدكتور فيليبس سنه 1999م بالربط بين جرعات التعرض لاشعه الهاتف
النقال وعدد الكسور الناتجه في الحمض النووي, ووجد علاقه طرديه بينهما
فيما يسمى بعلاقه "الاثر بالجرعه".
وفي بحث اخر للدكتور خليل وزملاؤه سنه 1993م
عندما قاموا بتعريض الخلايا البشريه الليمفاويه لجرعه 167 ميجا هيرتز حدث
تغير في الكروموزومات. وتم تأكيد ذلك عام 1997م بجرعه 935.2 ميجا هيرتز
بواسطه دكتور ماسي وزملاؤه.



http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/1.jpg







موجات الهاتف النقال والاورام السرطانيه لفئران التجارب:





http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/image%20%283%29.jpg

× في تجربه على 100 فأر اجريت عام 1992م قام دكتور كوي وزملاؤه
بتعريض الفئران الى موجات الميكروويف " موجات الهاتف النقال احد اشكالها"
فوجدوا ان عدد الاورام الحميده للغده الكظريه زادت عن العينه الضابطه التي
لم تتعرض. × اما في عام 1999 م قام الدكتور ادي وزملاؤه
بتعريض مجموعه من فئران التجارب لموجات الميكروويف بالاضافه الى ماده
مسرطنه ومجموعه اخرى من الفئران الى ماده مسرطنه فقط فوجدوا ان نسبه
الاورام السرطانيه فى الجلد تتضاعف 3 مرات للمجموعه الاولى من الفئران.







http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/1.jpg







تأثير موجات الهاتف النقال على افراز ووظيفه هرمون



الميلاتونين:





http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/mobile.jpg


ماهو هرمون الميلاتونين؟ وما هي وظيفته؟








هو هرمون تقوم بافرازه الغده الصنوبريه وهي غده موجوده بالمخ. وهو مسؤل هن عده وظائف هامه للجسم اهمها:
· مقاومه الشيخوخه والاورام الحميده والخبيثه.
· له وظائف متعلقه بالتكاثر بالنسبه للأنسان والحيوان.
· ينشط مضادات الاكسده في داخل الخلايا. · وهو بذالك يعطي حمايه نوعيه للخليه من التسرطن.



تأثير موجات الهاتف النقال على هذا الهرمون:




في عام 1998 م تم نشر نتيجه تجربه علميه قام بها كلا من د/باربر و د/ ليل و د/روز أثبتت ان التعرض لموجات الميكروويف بتردد 60 هيرتز فقط يقلل افراز هرمون الميلاتونين بنسبه 46 في المائه. وتم تأكيد هذه النتائج سنه 2002 م بواسطه د/نيل.



http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/1.jpg








العلاقه بين موجات الهاتف النقال والشيخوخه المبكره: http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/image%20%281%29.jpg

اتفق الباحثون على ان الاستعمال المتكرر الغزير للمحمول قد يؤدي الى حدوث ما يعرف بالشيخوخه المبكره " Premature ageing"
و للدلاله على ذلك تم اجراء دراسه علميه في بريطانيا بجامعه نوتنجهام قسم
مدرسه العلوم البيولوجيه . اوضحت ان الاستعمال الغزير للمحمول لايعطي وقتا
للخلايا لاصلاح ما حدث بها من كسور وخلل وبالاخص التهتكات التي حصلت للحمض
النووي وهذه الاصلاحات تتم تلقائيا فيما يسمى ب"عمليه الاصلاح الطبيعي Natural rapair process".
وقال الدكتور /ديفيد دي بوميراي . رئيس الفريق ان هذه الخلايا تفقد قدرتها على اصلاح نفسها وهذا يمكن وقوعه في حاله استعمال الهاتف النقال بغزاره. بالنسبه
للدراسات على الحيوانات فقد وجد ان الديدان قد قصرت اعمارها عندما تعرضت
لموجات كهرومغناطيسيه وان ذلك وارد الحوث في الانسان.



http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/1.jpg







بعض التجارب المعمليه لتاثير الموجات على خصوبه



الفئران:


في سنه 1997م قام الدكتور /مجراس وزميله الدكتور / زينوس
بتعريض خصيتي فأر لموجات شبيهه بموجات الهاتف النقال (900 ميجا هيرتز
المحوله الى 8 هيرتز) في تجربه اثبتت انه حصل نقص في خصوبه ذكر الفأر في
صوره ضمور حصل في انابيب الخصيتين "Seminiferous tubules" وتم تأكيد ذلك سنه 1998م في تجربه قام بها د/ كيلاري وزميله اثبتت ان اعداد الحيوانات المنويه في الفأر انخفضت بنسبه لها دلاله احصائيه.



http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/1.jpg







الحاجز الدموي للمخ "blood-brain barrier" وموجات



الهاتف النقال:

http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/11111111111111.jpg

يوجد
للمخ قدره على التحكم في نفاذيه المواد منه واليه حيث اانه يسمح بمرور
الاكسجين والمواد الغذائيه وبعض المواد الاخرى ويمنع مرور المواد الضاره
اليه, وهذا النظام يعرف بالحاجز الدموي المخي.
في بحث اجري عام 1994م بواسطه الدكتور / سالفورد وفريقه وجدوا ان ماده الالبيومن "Albumin" قد زاد تركيزها في المخ بعد التعرض لموجات الميكروويف بجرعه 0.016/ كجم . علما بأن هذه النسبه اقل من جرعه الهاتف النقال. وقد
تم تأكيد هذه التجربه بواسطه تجربه اخرى لنفس الباحث سنه 1999م اثبت ان
التعرض الى موجات الهاتف النقال بتردد 8 هيرتز ادى الى تغيرات في الحاجز
المخي الدموي.



http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/untitled%20%281%29.bmp صوره توضيحيه للشعيرات الدمويه ومعنى الحاجز الدموي للمخ.




http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/1.jpg








بعض النصائح الصحيه اللازمه عند استخدام الهاتف النقال:
1-حاول بقدر الامكان اجتناب حمل الجهاز ملاصقا للجسم وبالاخص قريبا من القلب حيث انه يعتبر حساس http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/n1-12-2003%20%281%29.jpg
للموجات الصادره عن الهاتف النقال. ينبغي حمل التليفون في حقيبه يدويه بعيده عن الجسم"ما لايقل عن 50 سم" 2-حاول تقليل وقت المكالمه الى اقصر وقت ( من تقارير منظمه الصحه العالميه لسنه 1999م).
لاينبغي استعمال الهاتف النقال في الدردشه او المكالمات الطويله. يستحب ان
لا تزيد مده المكالمه عن دقيقه واحده على اكثر احتمال وان لاتزيد عدد
المكالمات في خلال اليوم عن ثلاثه مكالمات, وينبغي غلق الجهاز عندم النوم.





3- حاول
زياده المسافه الفاصله بين هوائي الهاتف النقال والاذن "مسافه لاتقل عن 2
سم حسب تقارير منظمه الصحه العالميه" فأن ذلك يقلل من خطوره الاشعاع
بمقدار السدس واذا زادت المسافه الى 20 سم تقل الخطوره الى 1/64.






4- استخدم السماعه الملحقه بالجهاز بصفه دائمه فان ذلك يقلل الى حد كبير خطوره الموجات المنبعثه."من http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/gpsenablerhge1002-thumb.jpg
بحث منشور سنه 1997م للدكتور هيز وفريقه"






5- على مرضى القلب والمصابون بارتفاع ضغط الدم,والصرع,وضعف المناعه,والصرع والمرضى النفسيين

http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/image%20%282%29.jpg


الذين يتناولون علاجا كيميائيا "Psychoactive Drugs" تجنب استعمال الهاتف النقال بصفه نهائيه نظرا لتأثيرالموجات على العلاج"من بحث منشور د.يوبيسير سنه 1999م"











6- حسب نقرير منظمه الصحه العالميه لسنه 1999م يمنع الاطفال ممن هم اقل من سن البلوغ من الاستعمال المفتوح للمحمول وذلك لان الاطفال اكثر عرضه للمخاطر المحتمله.
http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/child20with20cellphone.jpg






















7- يحظر
على المرأه الحامل وضع الهاتف النقال بالقرب من الرحم وبالذات خلال الاشهر
الثلاث الاولى من الحمل نظرا لخطوره الموجات المنبعثه على خلايا الجنين. http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/large3721049093.jpg






http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/wno-mobile-circle.jpg


8- يجب
اغلاق اجهزه الهاتف النقال في داخل المستشفيات لان الموجات المنبعثه تؤثر
على بعض الاجهزه الطبيه مثل اجهزه تنظيم ضربات القلب واجهزه
السمع......الخ.













9- تجنب استخدام الهاتف النقال تماما اثناء القياده وفي حلات الضروره القصوى استعمل السماعه حتى لاتعوق استخدام اليدين اثناء القياده. http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/44454101mobile203credit.jpg




10- تجنب تقريب الهاتف النقال منك اثناء الرنين لانه يؤثر بشده على السمع.




11- تجنب
القاء بطاريه الهاتف النقال الفارغه في صندوق النفايات لانها تحتوي على
الزئبق الملوث للبيئه وانما سلمها للبائع الذي يسلمها للشركه المنتجه
التي تتولى التخلص منها. 12- يمنع على الجمهور منعا باتا الاقتراب من الهوائيات فوق اسطح العمارات مسافه تقل عن 6 امتار. http://knol.google.com/k/-/-/2v9b79m3tuz4z/3my6e9/untitled.bmp صوره متكرره للهوائيات وسط الاماكن السكانيه مشهد في غايه الخطوره.









مفاعل نووي صغير

ترك اجهزة الموبايل مفتوحة في غرف النوم يسبب الارق

والافراط في استخدامها يؤدي الى تلف في الدماغ وضعف القلب

http://www.suhol.com/up/uploads/db90d6a0c6.gif


حذر مخترع رقائق الهاتف المحمول عالم الكيمياء الالماني فرايدلهايم
فولنهورست من مخاطر ترك اجهزة الموبايـل مفتوحة في غرف النوم علي الدماغ
البشري , وقال في لقاء خاص معه في ميونيخ , ان ابقاء تلك الاجهزة او اية
اجهزة ارسال او استقبال فضائي في غرف النوم يسبب حالة من الارق والقلق
وانعدام النوم وتلف في الدماغ مما يؤدي علي المدي الطويل الي
تدميـرجهـازالمنـاعـة في الجسم .

واكد في تصريح صحفي انه توجد قيمتان لتردد الإشعاعات المنبعثة من الموبايل
, الأولي 900 ميجا هرتز والثانية 1.8 ميجا هرتز مما يعرض الجسم البشري الي
مخاطر عديدة مشيرا الي محطات تقوية الهاتف المحمول تعادل في قوتها
الاشعاعات الناجمة عن مفاعل نووي صغير , كما ان الترددات الكهرومغناطيسية
الناتجة من الموبايل اقوي من الاشعة السينية التي تخترق كافة اعضاء الجسم
والمعروفة باشعة " اكس " .

واشار العالم الكيميائي الالماني الذي يعيش وحيدا في شقته بميونيخ ان
الموبايل يمكن أن تنبعث من المحمول طاقة أعلي من المسموح به لأنسجة الرأس
عند كل نبضة يرسلها , حيث ينبعث من التليفون المحمول الرقمي أشعة
كهرومغناطيسية ترددها 900 ميجا هرتز علي نبضات ويصل زمن النبضة الي 546
ميكرو ثانية ومعدل تكرار النبضة 215 هرتز .



واشار بهذا الصدد الي العديد من الظواهر المرضية التي يعاني منها غالبية
مستخدمي الموبايل مثل الصداع وألم وضعف الذاكرة والارق والقلق اثناء النوم
وطنين في الأذن ليلاً كما أن التعرض لجرعات زائدة من هذه الموجات
الكهرومغناطيسية يمكن أن يلحق أضرارا بمخ الإنسان . وفسر طنين الاذن بانه
ناتج عن طاقة زائدة في الجسم البشري وصلت اليه عن طريق التعرض الي المزيد
من الموجات الكهرومغناطيسية .



وقال البروفيسور الذي اخترع رقائق الموبايل اثناء عمله في شركة سيمنس
الالمانية للالكترونيات , ان إشعاعات الهاتف المحمول تضرب خلايا المخ
بحوالي 215 مرة كل ثانية مما ينجم عنه ارتفاع نسبـــــــــة التحول
السرطاني بالجسم 4% عن المعدل الطبيعي .

وحسب منظمة الصحة العالمية فأنه يوجد علي مستوي العالم حوالي 400 مليون تليفون

محمول "موبايل" ويحتمل أن يصل هذا العدد إلي مليار.

واكد عالم الكيمياء فولنهورست الذي نجح ايضا في زيادة سعة رقائق
المعلوماتية الي من واحد الي اربعة غيغابايت واحدث ثوره في صناعة تقنية
المعلومات انه تعرض لمرض سرطان العظام اثناء عمله في هذه الصناعة البالغة
الدقة .

واشار الي انه اضطر للتقاعد والبدء في علاج نفسه بنفسه من سرطان العظام
باستخدام مواد طبيعية مثل بذور المانجو المجففة والثوم المجفف اشار الي
أنه يوجد تأثير ضار علي الصحة العامة في حالة تجاوز حد الأمان طبقاً
للمعايير المعتمدة دولياً لاستخدام المحمول أوصت بإجراء المزيد من
الدراسات لمعرفة إذا كانت هناك تأثيرات ضارة أكثر عند استخدام هذا
التليفون علي المدي الطويل حيث ان القصور في معرفة هذه التأثيرات يؤدي إلي
نتائج خطيرة .

وقال البروفيسور الالماني أن مرض السرطان في الإنسان البالغ والناتج من
تأثير مخاطر البيئة لا يمكن اكتشافه إلا بعد مرور أكثر من عشر سنوات منذ
بداية التعرض ولذلك لابد من ضرورة تنفيذ الدراسات والأبحاث علي المدي
الطويل.

واشار الي ان الاتحاد الاوروبي شرع في اجراء دراسة حول اثار الموبايل علي
الصحة العامة نظرا لأن الشركات التي تنتج وتسوق المحمول لا تعطي أية
بيانات عن تأثيراته عند استخدامه خلال فترات طويلة لأن هذه الدراسات لم
تجر من قبل نظراً لحداثة استخدامه .

غير انه قال انه عادة ما تتحول في جسم الإنسان بعض الخلايا العادية إلي
خلايا سرطانية ولكن يقوم الجهاز المناعي في الجسم إذا كان سليماً بالتخلص
منها وجد أنه عند تعرض خلايا المخ إلي الإشعاعات المنبعثة من الموبايل
فإنه ترتفع نسبة التحول السرطاني في الخلايا من 5% إلي 59% .

واكد انه لم يستخدم الهاتف المحمول في حياته لمعرفته بمخاطره علي الانسان
وقال انه يرفض استخدام اية اجهزة الكترونية في منزله مثل التلفزيون او
الكمبيوتر او الانترنيت نظرا لخطورتها علي الصحة علي المدي الطويل ودعا
الي إبعاد الهاتف المحمول عن غرف النوم او اغلاقة بالكامل بعد الانتهاء من
العمل لتقليل وقت التواجد معه في حيز مغلق لأن تأثيرات الإشعاع تزداد علي
الشخص النائم وخاصة العين والنشاط الكهربي للمخ.

وحذر عالم الكيمياء الالماني في ختام الحوار الذي اجري معه بمقر جمعية
الصداقة البافارية العربية في ميونيخ , حذر من خطورة اجهزة الموبايل او
الالكترونيات عموما علي صحة الأطفال ، وعلى أجهزة الجسم الحساسة بالنسبة
للكبار ، كالمخ والقلب , وقال ان التقنيات الحديثة هي سبب رئيسي في ارتفاع
معدلات الامراض الاكثر شيوعا في الدول المتقدمة .

محب بلاده
2011-12-10, 15:56
الإسم : hafid14
الطلب: بحث حول التأمين التعاوني و التأمين الإجتماعي
المستوى: السنة الثالثة تأمينات
اجل التسليم : قريبا









[PDF] بحث في التأمين - الشيخ الدكتور يوسف الشبيلي (http://www.shubily.com/books/insurance.pdf)



نوع الملف: PDF/Adobe Acrobat
ﺛﺎﺑﺖ ﻳﻜﻮن اﻟﻤﺆﻣﻦ ﻟﻪ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﺆﻣﻦ اﻟﺬي ﻳﺴﻌﻰ داﺋﻤﺎ إﻟﻲ اﻟﺮﺑﺢ، ﺑﺨﻼف اﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻟﺘﻌﺎوﻧﻲ اﻟﺬي ﻻ ... واﻟﺘﺄﻣﻴﻦ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ هﻮ ﻣﺎ آﺎن اﻟﻐﺮض ﻣﻨﻪ ﺗﺄﻣﻴﻦ اﻷﻓﺮاد اﻟﺬﻳﻦ ﻳﻌﺘﻤﺪون ﻓﻲ ﻣﻌﺎﺷ .... وﺑﻌﺪ ﺗﻌﻤﻖ اﻟﺒﺤﺚ ﻓ ﻲ ﺳ ﺎﺋﺮ ﺻ ﻮرﻩ وأﻧﻮا ...

محب بلاده
2011-12-10, 15:59
القول الفصل (http://faculty.kfupm.edu.sa/IAS/khaledan/research/F1.doc)



نوع الملف: Microsoft Word
فهذا بحث مختصر بعنوان: التأمين, أنواعه، وحكم كل نوع. .... كما نشأت بعد ذلك أنواع أخر من التأمين كالتأمين التعاوني والاجتماعي والتأمين على الحياة([13]). .... وعند الحديث عن أنواع التأمين تجدر الإشارة إلى أن هناك ما يسمى بـ (إعادة التأمين)، ويقصد بها أن تلجأ

hadil09
2011-12-10, 17:40
شكرا لك اخي الكريم وبارك الله فيك لكن حبذا لو تجد لي كتب عن هجرة الجزائريين نحو فلسطين والاردن ولبنان وسوريا

محب بلاده
2011-12-10, 19:26
العنوان الهجرة الجزائرية نحو بلاد الشام، 1847-1918
المؤلف هلال، عمار

عدد الصفحات 327 من الصفحات

محب بلاده
2011-12-10, 19:47
شكرا لك اخي الكريم وبارك الله فيك لكن حبذا لو تجد لي كتب عن هجرة الجزائريين نحو فلسطين والاردن ولبنان وسوريا

بحث شامل وكامل ان شاء مدعوم بالمراجع
أرجوا ان اكون قد افدتك

خـطـة الـبـحـث

الـمـقـدمـــة
المبحث الأول : تعريف الهجرة وأسبابها
المطلب 01 : تعريف الهجرة
المطلب 02 : أسباب الهجرة الجزائرية إلى بلاد المشرق العربي
المبحث الثاني : اتجاهات هجرة الجزائريين
المطلب 01 : هجرة الجزائريين إلى الحجاز وسوريا
المطلب 02 : هجرة الجزائريين إلى مصر
المبحث الثالث : تأثير ودور المهاجرين الجزائريين في بلاد المشرق العربي
المطلب 01 : تأثير ودور هجرة الطيب بن سالم والأمير عبد القادر
المطلب 02 : تأثير عموم المهاجرين والطلبة الجزائريين في بلاد المشرق العربي
خــاتــمــة
قائمة المصادر والمراجع













الــمــقـدمــــــة
لقد عرفت الجزائر خلال فترة مابين (1870-1914) موجة عارمة من هجرة سكانها نحو بلاد المشرق العربي لذا تعتبر هاته الهجرة من إحدى القضايا التي لفتت انتباه الباحثين واستأثرت باهتمام علماء الاجتماع والتربية وعلم النفس في الدول الأوروبية الغربية منها والشمالية من خلال إصدار العديد من الكتب والمئات من الدراسات لدراستها في حين أهمل العرب هذا الجانب ، ومما لا شك فيه أيضا أن قرار الهجرة في أساسه الأول قرار شعبي يقف على الأحوال والظروف والمعانات التي عاشها هذا الشعب أثناء فترة الاحتلال وسياسة التعسف التي سلكتها الإدارة الفرنسية ، ولقد اخترنا دور المهاجرين الجزائريين نحو بلاد المشرق العربي موضوعا لبحثنا هذا وما تبين لنا من ندرة الاهتمام بالدور الايجابي الذي لعبوه بالمشرق العربي إبان فترة الاحتلال كما تمكنا من طرح إشكالية لهذا البحث وكانت على النحو التالي :
ما هي الأسباب والدوافع الحقيقية التي في ظلها كانت الهجرة الجزائرية نحو المشرق وما أثرها على الفرد والمجتمع ؟
وللإجابة عنها حاولنا إعطاء لمحة عامة عن الهجرة الجزائرية نحو المشرق وأسبابها فقسمنا بحثنا إلى مقدمة وخاتمة تتوسطهما ثلاثة مباحث نستعرضها كما يلي :
حيث تطرقنا في المبحث الأول إلى تحديد مفهوم الهجرة ومعرفة أسبابها وأما في المبحث الثاني تحدثنا فيه عن اتجاهات الهجرة الجزائرية نحو المشرق وتناولنا في المبحث الثالث تأثير ودور المهاجرين الجزائريين في بلاد المشرق العربي
ولإثراء هذا البحث والإلمام بالمعارف التي تخدمه وتدرس جوانبه أبينا إلا أن نعتمد على بعض المصادر والمراجع منها :
- الهجرة الجزائرية نحو المشرق العربي للدكتورة نادية طرشون .
- تاريخ الجزائر الثقافي الجزء 5 للدكتور أبو القاسم سعد الله .
- أبحاث ودراسات في تاريخ الجزائر المعاصر للدكتور عمار هلال .
كما واجهتنا عدة صعوبات في معالجة هذا الموضوع يرجع بعضها إلى صعوبة وتشعب أفكاره مما صعب علينا التنسيق بينها والبعض الآخر يرجع إلى غياب مصادر متخصصة تعالجه لكن لم تثني من عزيمتنا وإصرارنا على إنجازه بالصورة التي هو عليها الآن ، وفي الأخير نشكر كل من ساعدنا من قريب أو من بعيد كما نتقدم بالشكر الجزيل للأستاذ الفاضل الذي أعطانا فرصة للبحث في هذا المجال المم والحساس















المبحث الأول : تعريف الهجرة وأسبابها
المطلب الأول : تعريف الهجرة
إن التعريف الشرعي للمهاجر يختلف من بلد إلى آخر وذلك حسب المعايير المعتمدة عند كل دولة ، ومن هذه التعاريف تبين مفهوم الهجرة والمهاجرة
حسب المؤتمر الدولي المعقود في روما سنة 1924 فإن المهاجر هو كل أجنبي يصل إلى بلد آخر بحثا عن سبل وفرص العمل أو بقصد الإقامة الدائمة .
أما الهجرة حسب كومار فهي " ترك بلد أو الالتحاق بغيره سواء منذ الميلاد أو منذ مدة طويلة بقصد الإقامة الدائمة وغالبا ما تكون لتحسين الوضعية بالعمل "
وظهرت بمفهوم آخر هي السفر أو النزوح أو هجرة الرجال والنساء سواء كانوا يدرسون في داخل البلاد أو خارجها بمحض إرادتهم أو قصرا وذلك طلبا للعلم أو للاستيطان أو للدراسة هناك وعدو رجوعهم إلى أراضيهم وموطنهم الأصلي إلا بعد إتمام دراستهم .
فالهجرة إذا ترتبط بالبحث والمعرفة والتي ارتبطت بدورها بالعقل البشري أو بتلك الرحلات التي كان يقوم بها الدارسون وغيرهم .
المطلب الثاني : أسباب هجرة الجزائريين إلى بلاد المشرق العربي
لقد كان من الطبيعي أن يتوجه الجزائريون إلى المشرق فرادى وجماعات بعد النكبة التي تعرضوا لها ولاسيما بعد فشل المقاومة ، وذلك لمعرفتهم بهذه البلاد من قبل عن طريق الدين والسياسة والتجارة . ولعل أهم هذه الأسباب هي :
الأسباب السياسية :
1- اضطهاد الإدارة الفرنسية للجزائريين وذلك عقب تعيين الحاكم الفرنسي العسكري بالجزائر "روفيقو" حيث أثقل كاهل الجزائريين بالإتاوات والضرائب .
2- التخريب والدمار للممتلكات العامة والخاصة حتى انه خلال الثلاث السنوات الأولى للاحتلال تمكن من هدم ثلث مدينة الجزائر تحت مبررات مختلفة ، ولم يسلم من هذا التدمير الشامل المساجد والمساكن والمدارس والحدائق وحتى المقابر التي تعرضت إلى نبش وبيع عظام الموتى وتسويقها إلى مرسيليا لأغراض صناعية .
3- الإبادة والتشريد لكل من يقف في وجه الاحتلال الفرنسي ، من ذلك المذبحة الرهيبة التي ارتكبتها الحامية الفرنسية "تروبير" ضد سكان مدينة البليدة العزل والتي كانت حصيلة هذه المذبحة الفظيعة أن أثارت استنكار الفرنسيين أنفسهم ، وأكثر من ذلك ما جرى لقبيلة العوفية غرب مدينة الجزائر إذ أمر القائد الفرنسي "روفيقو" جنده بإبادة جميع أفراد القبيلة عن بكرة أبيهم بحجة سرقة أمتعة أحد المتعاونين معها في رحلته إلى منطقة الزيبان ، حيث اعدم شيخ القبيلة وتبرع برأسه إلى أحد الأطباء وهو "بونافو" ليقنع هذا الأخير أحد مجادليه بأن الإنسان يفقد الحياة مباشرة بعد قطع رأسه .
4- دعوة المشايخ والمفتين والطرق الصوفية إلى الهجرة تعبيرا عن رفضهم للقوانين كقانون التجنيد الإجباري .
5- سياسة التهجير والنفي التي اتخذها الاستعمار ضد من اختار أسلوب المقاومة علنا مثلما حدث للمفتي مصطفى بن البابطي إذ نفي مع بعض عائلة الإسكندرية بمصر ونفيت مئات العائلات إلى تونس مما كانت لها علاقة بثورة المقراني .
الأسباب الاقتصادية :
إن رداءة الواقع الاقتصادي للجزائر خلال الاحتلال الفرنسي ، كان أهم دوافع هجرة الأهالي فرادى وجماعات إلى بلاد المشرق العربي فقد عرف هذا الاقتصاد تدهورا طيلة فترة الاحتلال . لعل أهم هذا الاقتصاد :
1- إغراق المدن الجزائرية بالإنتاج الفرنسي .
2- تحطيم الأسواق اليومية والأسبوعية مما افقد الكثير لمحلاتهم .
3- سن القوانين تجيز للفرنسيين امتلاك الأراضي بدون سبب وقت ما تشاء هذا القانون المصادق الذي صدر سنة 1873 الذي خول للإدارة الفرنسية الاستحواذ بالقوة على الملكيات الفردية والجماعية بمجرد رفض الأهالي التعاون مع الجيش أو إبداء تعاطف مع المقاومة الوطنية ، هذا ما حول معظم الفلاحين الجزائريين إلى مستأجرين وعمال وخماسين في الأراضي التي باتت ملكا لهم سابقا ، وكانت المصادرة تهدف إلى تحقيق هدفين اثنين هما :
• قمع انتفاضات الجزائريين ضد الوجود الفرنسي .
• الحصول على الأراضي التي كان نقصها يعرقل تطور عملية التوسع الاستيطاني كما اعتبرت الإدارة الفرنسية حسب قانون أكتوبر 1844 أن الاحباس والأراضي غير المستغلة والتي لا تثبت ملكيتها قانونيا هي ملك للدولة . هذا ما جعل الأهالي يبيعون ما تبقى لديهم ، ثم الهجرة إلى الخارج .
4- تدخل السلطات الفرنسية في توجيه الإنتاج الزراعي من خلال التخصص في إنتاج المزروعات التجارية على عكس الزراعات المعيشية التي كان يعتمدها الجزائريون
5- تفاقم وضعية الأهالي بعد سنوات القحط والمجاعة خلال سنوات 1866الى 1869 زيادة على قلة المحاصيل وموجات الجراد وقلة المساعدات الحكومية مما أسهم في انتشار الأوبئة التي حصدت أعداد كبيرة من السكان قدرت بحوالي 500 ألف ضحية
6- السياسة الضريبية التي استخدمتها سلطات الاحتلال لإرغام الأهالي لإرادتها فقد كانت الضرائب كارثة كبرى على الجزائريين ، باعتبار أن الأهالي لم يكونوا يدفعون الضرائب قانونيا فقط ، بل كانوا يدفعون للخزينة العامة الفرنسية الضرائب الدينية ، والعشور والزكاة وأرغمتهم على مواصلة دفع الضرائب التي كانوا يدفعونها للدولة الجزائرية قبل الاحتلال ، وكل هذه الضرائب كانت تدفع نقدا ولعل أصدق تعبير على ظلم هذه الضرائب ما قاله عهد الفرنسيين : ... لا نبالغ إن قلنا أن هذا الثقل الضريبي إذا طبق بصفة دائمة على أي بلد أوروبي حتى وإن كان الأكثر غنى فإنه كاف لتحويله خلال سنوات إلى بلد بائس .
الأسباب العسكرية :
من الأسباب والدوافع التي دعت إلى الهجرات هو قانون التجنيد الإجباري التي فرضته الإدارة الفرنسية على الشباب الجزائري سنة 1912 تحسبا للحرب العالمية الأولى التي كانت على الأبواب ، وجاء هذا المشروع خصيصا لاستفادة الطاقات البشرية المتبقية من سياسة الإبادة والتشريد ثم كان هدفه أيضا هو مزج المجندين الجزائريين بالفرق العسكرية الفرنسية فيكتسبون بذلك اللغة والعادات وهذا ما يحقق المشروع الاستعماري الهادف إلى جعل الجزائر مملكة عربية تابعة لفرنسا إضافة إلى تزويد فرنسا بقوة عسكرية تستعين بها في أوروبا بعد أن أظهرت فرق القناصة الجزائرية بسالة قتالية أثناء الحرب الروسية الفرنسية ، فكان ذلك تطبيق الخدمة العسكرية الإجبارية على الأهالي من مسلمي الجزائر هو الحل الوحيد لفرنسا الذي يخرجها من أزمتها العسكرية والمالية .
وكان رد فعل الأهالي على هذا المشروع هو رفضهم التام له فقد تعددت أساليب الاحتجاج من مطالبة لتعويضات حقيقية مقابل ضريبة الدم من الجزائريين وهاجر آخرين إلى البلاد الإسلامية كأسلوب من أساليب المقاومة والاحتجاج ، لأن في الأخير انخراط الشباب الجزائري في الجيش الفرنسي سيؤدي إلى ترك فرائضهم الدينية ان لم يؤدي بهم إلى محاربة إخوانهم في الدين ، وهذا ما يرفضونه بشدة .
الأسباب النفسية :
على غرار الأسباب السياسية والاقتصادية والعسكرية فإن الأسباب النفسية تؤدي إلى هجرات طوعية أو اضطرارية ، فالإهانة التي لحقت بالمسلم الذي كان يعتبر نفسه عزيزا وأصبح ذليلا أما الفرنسي "القاوري" واليهودي ، كما أن فشل المقاومة عاملا هاما في توجيه العديد من الأهالي إلى المشرق لطلب الحرية والعيش في أمان ، فقد كان الحجاج ينقلون أخبارا عن المعاملة الحسنة التي كان يلقاها المهاجرون هناك فالمهاجر الجزائري في دول المشرق العربي يشعر بالعزة والكرامة بدل الفقر والحرمان الذي يعيشه في ظل الاحتلال الفرنسي .
الأسباب الدينية والتعليمية :
إن الحديث عن الدوافع التعليمية لهجرة الجزائريين نحو الشرق يقودنا إلى طبيعة السياسة الفرنسية في مجال التعليم ، فقد كانت وضعية التعليم قبيل الاحتلال أحسن بكثير من وضعيته بعد الاحتلال ، إذ وصل عدد الأشخاص الذين يعرفون القراءة والكتابة 40% قبيل الاحتلال واقل من ذلك بعد الاحتلال . بالإضافة إلى هدم المدارس والمؤسسات الثقافية على اعتبار أنها تشكل خطرا كبيرا على أهدافها الثقافية والدينية والاستعمارية التي جاء من اجلها ، وكانت في هذه المرحلة تونس الشقيقة هي أول ما يقصده الجزائريون باعتبارها مركزا إشعاعيا للعلوم الدينية والعلمية المتمثلة في جامع الزيتونة الذي تخرج منه العديد من علماء الجزائر كالعلامة عبد الحميد بن باديس كما أن الواقع الديني للجزائريين كان جد سيئ لما تعرضت له العديد من المساجد والزوايا من هدم أو بيع أو تحويل إلى كنائس أو ثكنات عسكرية أو مخازن للذخيرة أو متاحف ، فتحول مثل جامع القصبة إلى كنيسة كانت تسمى "كنيسة الصليب المقدس" وهدمت مساجد عنابة التي كان عددها 37 مسجدا قبيل الاحتلال وبقي منها إلا مسجد صالح باي فقط بالإضافة إلى القمع والاضطهاد الذي مورس على المشرفين والمعلمين والقيمين على هذه المؤسسات إذ أحيل الكثير منهم إلى المحاكم الفرنسية .
كما أن الإدارة الفرنسية حاولت تنصير الأهالي بطرق متعددة إذ عمدت إلى الإرساليات التبشيرية لتغيير المعتقدات الروحية والمقومات الثقافية للجزائري المسلم إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل ويرجع الفضل في ذلك إلى المشايخ ومقدمو الطرق الصوفية الذين عبروا عن رفضهم الشديد ممن يغير دينه بدين آخر ، هذا ما جعل الجزائريين يهربون بدينهم إلى المشرق أين يحتفظون بمقوماتهم الحضارية .

المبحث الثاني : اتجاهات هجرة الجزائريين
المطلب الأول : هجرة الجزائريين إلى الحجاز وسوريا
1- الهجرة إلى الحجاز
كانت الحجاز البلد الأول الذي استقطبت الهجرة إليه باعتبارها المركز الروحي الذي يشدوا إليه المسلمون الرحال من مختلف أنحاء المعمورة لوجود المقدسات (مكنة والمنورة) وموسم الحج لأداء الركن الخامس من أركان الإسلام إلى أن ما يحكم علي الهجرة أنها اشتدت نحو بلاد الحجاز منذ 1893 حيث سجلت سنة 1895 حوالي 100 عائلة من منطقة سيدي عقبة بالخصوص ببسكرة ، والتي كانت استجابة بالضبط الاستعماري المفروض عليها هروبا من سياسته الضارية بممارسة أبشع صور التعذيب والتنكيل ضد الجزائريين ناهيك عن مصادرة أراضيهم .
ولكد كانت الحجاز مركز وفود العديد من الأهالي السوفيين بحكم أنها كانت مركزا لتحصيل العلم باعتبار أن أكثر المهاجرين هم طلبة أو مثقفي المنطقة وهروبا من سياسة الإدارة الرسمية الظالمة وإذا اتبعنا حركة الهجرة إلي الحجاز قديما تعود إلي ما قبل الاختلال انطلاقا من البقاع المقدسة في إطار رحلة الحج الموسمية التي كانت أصحابها عامل اقتناء الكتب والمجلات بحكم أن الحج مركز أساسي في نشر الثقافة بين أرجاء العالم العربي والإسلامي وعليه كانت الحجاز أهم منطقة من بلاد الحجاز استقطاب أهالي منطقة وادي سوف هاجرو سيرا علي الأقدام بخطي متثاقلة إلي بيت المقدس مرورا بقفصة والإسكندرية والعيش سنة 1908 , وهكذا إن دل على شيء فإنما يدل على رغبة الجزائريين لنشر العلم والتعليم بشكل أو بأخر انطلاقا من قدرتهم الفائقة في التحصيل حيث نجد من هؤلاء الشيخ عمار بن الأزعر الذين نفته السلطات الفرنسية فاستقر بالمدينة المنورة ولم تكن هجرته فردية بل كانت مع عدد من الذين تتلمذوا على يده1

2- الهجرة إلي سوريا
أما عن أسباب الهجرة نحوي سوريا خلال الفترة التي حددناها في بحثنا فلأول وهلة يتبادر للأّذهان أن هذه الحركات مختلفة أهمها هجرة 1888 - 1890 - 1892 - 1898 - 1899 وأخيرا 1911 تنحصر أسبابها في ثلاثة عوامل رئيسية وتكمن في العامل الديني , السياسي والاقتصادي , فهجرة 1911 مثلا قد حصرها الكتاب والمؤرخين الفرنسيين في مدينة تلمسان وأًصبحت تعرف بهجرة تلمسان بالنظر لما سبق فكل حركة من حركات الجزائريين أو مختف هجراتهم نحو سوريا ويجب أن ندرس على حدا بحكم ما خلفته من أثار ومن تراث في داخل البلاد وخارجها في ما يخص هجرة الأهالي من مناطق القبائل نحو سوريا خلال الفترة الممتدة مابين 1847 - 1871 , يمكن إضافة عامل محاولة التنصير للأهالي ويكاد هذا الجزء من هذا الوطن أن ينفرد بهذه الظاهرة الفقيرة التي انتهجتها الإرساليات التبشيرية وقد كان الأمير عبد القادر من الذين أسسوا جريدة خاصة بهم باسم (المهاجر) التي كانت تصدر بالعاصمة السورية دمشق مرة كل أسبوع منددة بالسياسة الاستعمارية التي سلكتها الإدارة الفرنسية في الجزائر مدافعة بذلك لحقوق المهاجرين المغاربة في المشرق العربي ولقد اشرف الأمير عبد القادر شخصيا على شؤونها المالية ومن المحتمل أن يكون هو الأمير عبد القادر الذي أسس هذه الجريدة بماله الخاص وقد تسببت هذه الهجرات الجماعية نحو سوريا في نزح أكثر من200 ألف عائلة من منطقة القبائل وقد ساهمت الجمعيات الدينية بشكل كبير وملحوظ في تشجيع الهجرة نحو الأراضي السورية وتستمر العلاقة الوثيقة بين الطرفين مما جعلها الكثيرين الذين شدوا الرحال إليها وبحكم الوضع الاقتصادي للبلاد المتدهور فما عسى ابن الفلاح أو الخماس أن بحث عن مصدر للعيش في بلد آخر لما آل إليه الجزائريين من بؤس وحرمان جعلهم يفضلون ترك أرض آبائهم وأجدادهم
ولقد كانت سوريا من البلدان التي استقطبت دفاعات من الهجرة الجماعية كهجرة الأسرة الكبيرة من مدينة مليانة سنة1899 فضلا عن هجرة نحو 1200 عائلة من تلمسان 1911 والتي اتجهت نحو سوريا وفي مقابل ذلك تفطنت فرنسا للأمر وامرة بوقف الهجرة وغلق الحدود الجزائرية إلا أن ذلك لم يمنع من تواصل الهجرات التي استمرت رغم انف الاستعمار , وقد قام المهاجرون الجزائريون بدور هام وتولي المناصب العالية وشاركوا في الجيش والإدارة والمدارس وكان عندهم المهندس والطبيب والضابط والكاتب والمؤلف والصحافي وتوج العمل الصحافي بدمشق بإصدار جريدة في دمشق سنة 1912 والتي كانت في محتواها تندد بالسياسة الاستعمارية التي انتهجتها فرنسا بالجزائر وتدافع عن حقوق المهاجرين في المشرق العربي الإسلامي وبقي المهاجرون على اتصال مستمر بوطنهم وساهموا في نشر فكرة الجامعة الإسلامية وعملوا على تعزيز معاني الروح والقيم الوطنية
وهكذا لم تحن الحرب العالمية الأولى حتى كانت حركة الهجرة الجزائرية نحو المشرق العربي وبلغت أوجها وبدأت تأتي كلها وذلك شكل أدوارا قيادية ، وقد زار العديد من العلماء الجزائريين سوريا ورجعوا بأفكار ضلت محفوظة إلى حينها ومن هؤلاء الشيخ "سعيد بن زكري" و "عبد الحليم " بن سماوية " ومحمد سعيد الزواوي فضلا عن الأمير خالد "وعبد الحميد بن باديس واحمد بن عليوة ، ولكل من هؤلاء دوره في تطور الحياة الفكرية والسياسية في الجزائر آنذاك
وتطول بنا القائمة لو حاولنا استقصاء العلماء الذين هاجروا وقضوا حياتهم في المهجر والأسباب كثيرة وعديدة وقد اشرنا إلى أهمها بحكم المغريات العلمية والسياسية التي يجدها المهاجر ، ضف إلى ذلك النكبات الطبيعية التي تركت أثارها على كل الناس وكذلك كانت تترك أثار خطيرة عند فئة العلماء لان عدد العلماء والمثقفين كان قليلا آنذاك

المطلب الثاني :هجرة الجزائريين إلى مصر
منذ الاحتلال استقطبت مصر عدد كبير من المهاجرين الجزائريين الذين كانوا يأتونها بإحدى الطرق الثلاثة ، إما منفيين أو مهاجرين أو حجاجا ، وفضلوا فيها الإقامة بعد أداء فروضهم كما استقطبت العديد من الطلبة متزايدة أعدادهم منذ الحرب العالمية الأولى هدف إلى ذلك بعض السياسيين المغضوب عليهم كما نزلها زوار معجبون بعلومها وصحافتها وآدابها وكانت الإسكندرية تستقطب أعداد من المهاجرين الوافدين إليها من الجزائر ومنهم من أقام وتزوج هناك ، أما في القاهرة فكانت تعج بالجزائريين الذين كانوا يقيمون بحي الأزهر والذي يعد مركزا إشعاعيا وفكريا فضلا عي قوى رواق المغاربة ، ومنذ القديم كانت مصر وجهة إعجاب من قبل الجزائريين ، ويعتبرونها كعبة العلم والحضارة لأنهم كانوا يعرفونها أكثر مما كانوا يعرفون العراق وسوريا بحكم وقوع مصر في طريق الحج ، ومن رجال السياسة الجزائريين الأوائل الذين هاجروا من بلادهم إلى مصر نعرف الباي "حسن بن موسى" باي وهران والذي حملته الإدارة الفرنسية في أوائل 1831 إلى الإسكندرية أما الداي حسين فقد هاجر إلى مصر وحل بالإسكندرية بعد فشل خططه بالرجوع إلى الجزائر ، وقد كان مع الداي حسين صهره قائد جيشه الآغا إبراهيم الذي عجز من مقاومة الفرنسيين في سطوالي أما العلماء فقد حلوا بمصر مهاجرين أو منفيين وكان رائدهم محمد العنابي الذي نفاه كلوزيل سنة 1830 بدعوى انه كان يتآمر لاستعادة كبيرة للحكم الإسلامي إلى الجزائر ، كما استقبلت الحرب العالمية الأولى وقد بلغ عدد الطلبة حسب الإحصائيات في سنة 1916- 29 طالبا وكانوا من مختلف ربوع الجزائر
وقد استمرت الهجرة إلى المشرق في فترات متعددة حيث نجد من بين هؤلاء الطالب "محمد العربي ستو" المولود بوادي سوف خلال سنة 1870 والذي شد الرحال إلى مصر سنة 1908 بعد حفظه للقران الكريم فاشتغل هناك مؤدبا للصبيان بالأزهر ، ثم ما لبث أن زاول دراسته بالأزهر سنة 1916 ، وقد احتل الرتبة الرابعة من المصنفين في قائمة الطلبة الجزائريين بالأزهر من نفس السنة ، تحت اسم محمد العربي السوفي ، وفي هذا الصدد أصبح المشرق مقصد للهجرة نتيجة لأهميته البالغة التي يحظى بها العلم والتعليم هناك
ضف إلى ذلك هجرة الأمير عبد القادر الذي كانت له علاقة بالحركات الإسلامية ونقصد بذلك تلك الهزة التي أحدثها جمال الدين الأفغاني في السبعينات والثمانينات تحت اسم الجامعة الإسلامية وكانت بلاد الشام اقرب فكريا إلى مصر منها إلى فارس وكان الأمير قد حضر شخصيا افتتاح قناة السويس (1869) ولقد التقى محمد عبدوا الذي كان يتنقل بين مصر والشام بالأمير عبد القادر مرات عديدة كما التقى بولديه محمد ومحي الدين
وقد كان الأمير عبد القادر شخصية سياسية رغم تخليه عن السياسة ، فقد زار مصر مرتين على الأقل ، الأولى أثناء الحج سنة 1864 ناهيك عن فتحه لقناة السويس 1896 وكانت هذه الزيارة محط أنظار الكبار ولقد كانت بين الأمير والشيخ محمد عبدوا مودة ومراسلات ، فقد تزامنت ثورة عرابي باشا للاحتلال الانجليزي بمصر مع مرض الأمير خالد وجدنا الأمير ومنذ هذه الفترة أصبحت مصر قبلة الجزائريين ، وبعد الأمير خالد وجدنا الأمير مختار الذي لعب دورا هاما وفعالا في جمع كلمة الجزائريين في المشرق ولاسيما في مصر وهو من أحفاد الأمير عبد القادر
وفي عهد بيجو هاجر الأمير عبد القادر نحو المشرق إلى المدينة المنورة فبعد حادثة الزمالة 1843 وسقوط المدن في أيدي العدو وضياع عاصمة الأمير بالذات هاجر الأمير عبد القادر رفقة مجموعة من الأعيان والعلماء ، كما أرغم على الهجرة "بومعزة"و"حسين ابن عزوز" رفقة عشرات من أتباعه وأقاربه توجهوا نحو الحجاز ، ولم تكن أسرة الأمير وحدها في هذا الميدان فقد ظهرت إلى جانبها أسماء لامعة من
المهاجرين ساهم أصحابها في عدة ميادين تهم القضية العربية نذكر منها الشيخ طاهر بن صالح بالجزائر الذي كان له الفضل الكبير في نشر الفكر والثقافة بالجزائر

المبحث الثالث : تأثير ودور المهاجرين الجزائريين في بلاد المشرق العربي
المطلب الأول : تأثير ودور هجرة الطيب بن سالم والأمير عبد القادر
1- تأثير ودور هجرة الطيب بن سالم
أول هجرة جماعية وقعت مباشرة بعد توقف المقاومة كانت تلك التي تزعمه احمد الطيب بن سالم خليفة الأمير عبد القادر على القبائل والتي انتهت مقاومته في فبراير 1847 بحوالي عشرة أشهر قبل انتهاء مقاومه الأمير وكان احمد الطيب من أواخر خلفاء الأمير الأقوياء والأوفياء له .
يعزو احمد الطيب بن سالم سبب هجرته إلى الظروف الصعبة التي أحاطت بالمقاومة من كل النواحي سواء العسكرية أو السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية وخصوصا عدم التمكن من إيجاد حليف خارجي يساعد في فك العزلة الداخلية التي فرضتها القوات الاستعمارية تدريجا على حركة المقاومة ويؤكد بهذه الخصوص على النزاع الذي احتدم بين الأمير وسلطان المغرب عبد الرحمان وعندما علمت السلطات الفرنسية باتجاه احمد الطيب بن سالم إلى الصلح أرسلت إليه تطلب شروطه ، فوضع الخليفة ثلاثة شروط :
• إطلاق سراح الأسرى الجزائريين الذين حاربوا فرنسا
• هجرته إلى بلاد الشام
• إعادة أملاكه له ليتصرف بها كما يشاء
وأمام هذا الوضع الجديد لجأ سكان منطقة الباو الأعلى إلى الشيخ المهدي مقدم الطريقة الرحمانية الخلوتية يطلبون النصيحة فأعلمهم انه ينوي الهجرة خارج الجزائر إلى البلاد العربية
وقد لبى نداء الشيخ المهدي السكلاوي عدد كبير من سكان المنطقة وركب هؤلاء المهاجرون السفينة التي أقلت الخليفة احمد الطيب بن سالم من الجزائر يوم 24 سبتمبر 1847 رفقة عائلته والعديد من الشخصيات مثل الشيخ المبارك وسي الحاج عبد الله وبلغ عدد المهاجرين في هذه الرحلة قرابة 560 شخصا بين رجال ونساء وأطفال نزل هؤلاء بميناء بيروت ومنها انتقلوا إلى دمشق وقررت السلطات العثمانية منحهم أراضي وخصصت لهم الحكومة مرتبات شهرية .
واختلفت وضعية هذا الفوج من المهاجرين عن فوج الأمير عبد القادر فكانت حالة الأمير المادية ميسورة بفضل المرتب الذي خصصته له الحكومة الفرنسية على عكس حالة احمد الطيب بن سالم وأتباعه كانت في غاية من الفقر والبؤس .
وقد اهتمت السلطات المحلية في دمشق بوضعية هؤلاء المهاجرين وتلبية طلباتهم ، أما عن توطينهم فقرر المجلس إسكانهم في الداخل لتكون متوافقة مع الهواء الذي كان في بلادهم
أما عن رد فعل السلطات الفرنسية فتمثل في تقرير مجلس حكام عدلية وتدخلت لدى السلطات المحلية أمام هجرة هذه المئات من الجزائريين إلى بلاد الشام ، وقدمت لها كتاب مفاده ... إن المشار إليهم الجزائريين ليسوا سديدي القول بما ذكروه ولا يعتمد على أقوالهم بناءا على علاقاتهم بالفرنسية ، ورغم ذلك ظلت التقارير الفرنسية على التشكيك في نوايا هؤلاء المهاجرين مثال ذلك ما أورده Bardin في كتابه أن القنصل الفرنسي في دمشق Segurs تمكن من استمالة احمد الطيب بن سالم ، لكن المهاجرين قد وعدوا السلطات العثمانية بعد الاتصال بالأجانب وخاصة الفرنسيين وعبروا عن ذلك بقولهم " وأًصبحنّا الآن مستقلين ومحميين وتم توظيف جماعة احمد الطيب بن سالم في لواء عجلون مع تقديم المعونة المالية اللازمة لهم وخصصت لأحمد بن سالم مرتبا شهريا قدره 500 قرشا" .
أما المهاجرين الحرفيين أقاموا حي واحد يدعى باب السويقة ، ونقلوا عاداتهم وتقاليدهم وانشئوا جامعا وزاوية سميت "زاوية المغاربة " .
2- تأثير ودور هجرة الأمير عبد القادر
كثيرا ما يرتبط ذكر بلاد الشام أو دمشق في ذهن الجزائريين بهجرة الأمير عبد القادر هذه الهجرة التي دفعة بالكثير من الجزائريين الذين قرروا الهجرة بعد عام 1855 اختيار بلاد الشام موطنا لهم ولهجرتهم .
والأمير لم يقع اختياره في بداية الأمير على دمشق بل كان قد طلب نقله وأتباعه إلي عكا أو إلي الإسكندرية إلي أن السلطات لم تطمئن لإطلاق سراحه وقد حاولت الكثير من الشخصيات الفرنسية ثني الأمير عن قراره للانتقال إلى المشرق لكنه رفض وفضل إن يموت مع هذا العهد فكان يقول أموت لأجل خزيكم وسيعلم الملوك والشعوب من خلال تجربتي ما مدى الثقة التي يجب أن يمنحوها لعهد قطعه لهم الفرنسيون وصل الأمير إلى بروسه يوم 17 جانفي 1853 واستقر في بيت منحته إياه السلطات العثمانية عينت له مرتبا وبعد استقراره بدأت تتوافد عليه جموع المهاجرين من العلماء وغيرهم ممن هاجروا في صدقات للفقراء وكانت السفارة الفرنسية اسطنبول قد كلفت بمراقبة تحركات الأمير ,انتدب السابق إلي بلاد الشام كما خصصت له الحكومة الفرنسية مرتبا سنويا قدره 100 ألف فرنك فرنسي ينفق منه على عائلته ويوزع جزءا منه علي أتباعه وقواده وجزءا آخر في شكل Bullod (المترجم العسكري ( خصيصا لهذه المهمة وكان يصدر تقارير شبه يومية حيث كان يقرءا مراسلات ويترجما للسفارة ,ورغم الأجواء الطبيعية التي كانت تحيط بالأمير إلى انه لم يكن مرتاحا لوجوده وسط الأتراك واليونانيين خصوصا مع جهله لغتهم وجاءت الفرصة مع الزلزال التي تعرضت له بروسه سنة 1855 وساعتها أعطت السلطة في فرنسا موافقتها للانتقال إلى دمشق وقد صاحبت فكرة انتقال الأمير للإقامة في بلاد الشام فكرة إقامة كيان عربي في سورية تحت رعاية الإمبراطورية الفرنسية .
وعن حوادث الفتنة الطائفية في الشام عن حقيقة موقف الأمير فقد كثرت حولها الآراء وتشعبت منها من يقول أنها مجرد خدمه إنسانية لم يكن الأمير يفكر في أبعادها أو الاستفادة منها وأخرى تقول أن هذا التدخل كان بمباركة وتخطيط من فرنسا فهي التي سلمت الأسلحة للفرنسيين
وهناك أمر آخر عرض له أمرين في دراسة السالفة وهي النية الفرنسية في اتجاه إقامة كيان عربي مستفعل في بلاد الشام يكون على رأسه الأمير عبد القادر وصاحبت هذه النوايا حملة دعاية صحفية كان من بينها صحيفة تصدر في باريس اسمها برغيس باريس صاحبها سوري يدعي رشيد دحداح يرسل منها الكميات الكبيرة في سورية ولم تترك فرصة دون التشهير بالحكم القائم في البلاد العثمانية ومطالبة السلطات بتغيير سياسته والأخذ بالنصائح الطيبة لفرنسا .
ولما كانت محاولة تهيئة الرأي العام الفرنسي لمشروع تعيين الأمير على رأس دولة عربية في بلاد الشام حيث صدر في باريس سنة 1860 ولعل في هذه التسمية تصديا واضحا للسلطات العثمانية حيث يعارض بأنها غبر صحيحة وأكد على ضرورة إيجاد (توازن شرقي ) يتلاءم مع التوازن الأوروبي .... إذ يمكننا أن نجعل من العرب في بلاد الشام إمبراطورية عربية .
- موقف الأمير من المشروع الفرنسي : لم يتوفر لدينا أي رد مباشر للأمير على هذه المقترحات أولها تلك الرسالة التي بعثها الجنرال قائد الحملة إلى الشام في 1860 إلى وزير الحربية الفرنسية التي يقول فيها يأسف لعدم رؤية الأمير وقيل له انه لا يرغب في أي سلطة . وقد يكزن رفض الأمير للمشروع مرده إلى أن فرنسا هي التي وضعته .
- والمشروع الثاني فصل سوريا عن الدولة العثمانية وإقامة دولة عربية يكون الأمير عبد القادر أميرا عليها وقد وافق الأمير على ذلك من حيث المبدأ . وحين عرض عليه المشروع كان رأي الأمير أن يضل الارتباط الروحي قائما بين البلاد الشامية والخلافة العثمانية وأن يبقى الخليفة العثماني خليفة للمسلمين وأن يتم للأمير البيعة من أهل البلاد جميعا .
عندما فرغت السلطات العثمانية من حربها مع روسيا حولت اهتمامها للأمور الداخلية وعندما علمت بمشروع الاستقلال العربي اتخذت الإجراءات الفورية تجاهه وفرت الإقامة الجبرية على زعماء الحركة الأمير واحمد الصلح وضل موقف السلطات حذرا اتجاه الأمير وبرقية بحث كما في 30 ماي 1883 قنصل بريطانيا في دمشق إلى القائم بالأعمال في اسطنبول يقول فيها ... توفي الأمير وحضر ممثلو الدولة الأجنبية مراسيم الدفن والألبسة الرسمية وفي سنة 1863 قرر الأمير التوجه إلى الأراضي المقدسة بنية الاعتكاف وأداء فريضة الحج وأقام بعض الأسابيع في مصر بدعوة من شركة مصر قناة السويس التي كان على رأسها الفرنسي فرديناند دولسبس ، وقام الأمير بزيارة إلى اسطنبول عام 1865 قاصدا زيارة السلطان عبد العزيز وتقدم للسلطان بطلب تسريح أعيان دمشق الذين كانت الدولة قد حكمت عليهم بالنفي إلى قبرص اثر حوادث 1860
وكان من نتائج هذه الحملة الدعائية أكثرت طلبات الهجرة على مكاتب السلطات الفرنسية وسمحت هذه السلطات في شهر ماي عام 1860 بهجرة أولاد سيدي خالد وبني عامر وهم فرع من واد بردي ، هاجر هؤلاء إلى بلاد الشام مخلفين وراءهم 2000 هـ من الأراضي الزراعية ووصل عدد الراغبين في الهجرة من هذه المنطقة إلى 577 شخصا أي بنسبة 72% من سكان المنطقة وكان هناك مجموعة من الجزائريين على الحدود التونسية وكان على رأسهم شخصيتان معروفتان أحدهما من الأغواط وهو ناصر بن شهرة والآخر من منطقة السباو وهو عمر أوحامبشوش وتراجعت السلطات الفرنسية عن منح جوازات السفر للهجرة إلى بلاد الشام ، اثر خروج فرع أولاد خالد وبني عامر بعدما تبين لها أن ذلك يؤكد على انعدام الثقة وبينها الأهالي ، إضافة الى ما ستخلفه هذه الهجرة من أصداء سيئة تمس بسمعة الفرنسيين في المشرق العربي والبلاد الإسلامية عامة .
وكانت تتساهل في أمر الهجرة بقصد توفير الأراضي والأماكن للمستوطنين الذين ازدادت أعدادهم بعد الفراغ من مقاومة الأمير عبد القادر ، وشهد عام 1864 موجة هجرة جديدة حدثت من بلاد القبائل وكان سببها مشاجرة وقعت بين "بني شعيب وبني غبري حول قطعة أرض فتدخلت السلطات الفرنسية وعاقبت سي الحاج العيد حيث دعا أهله وأتباعه إلى الهجرة إلى دمشق وتبعته 200 عائلة وصاحبت هذه الهجرة مراسلة نشطة بين المهاجرين وذويهم في الجزائر .
وإذا كانت الهجرة الجزائرية نحو سوريا قد اتخذت صبغة خاصة قبل استقرار الأمير عبد القادر في دمشق فمنذ سنة 1856 اتخذت طابعا يكاد ينحصر في تشخيص الأمير الذي جلب استقراره في هذه المدينة أنضاره وعيون الجزائريين إليها بالأخص المقربين إليه والذين شاركوا معه في مسيرته النضالية ضد الاستعمار الفرنسي عن قرب أو بعد ، فعندما غادر الأمير مدينة روما متجها إلى سوريا كان متبوعا بحوالي 110 أشخاص من بينهم 27 شخص من أفراد عائلته في الوقت الذي كانت مجموعة أخرى تتكون من حوالي 100 شخص قد شدت الرحال إلى دمشق .
ومن الطبيعي أن العاصمة السورية دمشق قد استوعبت أكثر عدد من هؤلاء المهاجرين الجزائريين من بينهم كثير من الأثرياء ورجال الأعمال والتجار الكبار والملاك فلم يكن الأمير في حاجة إلى بث الدعاية وتوجيه النداءان للجزائريين ليلتحقوا به في سوريا مثل ما فعل احمد بن سالم وغيره فبمجرد وجوده في دمشق جلب أنظار الجزائريين إليه بشكل لم يلقى له مثيل فلو حرض الجزائريين على الهجرة إلى سور يا لاستجابت الجزائر له من أقصاها إلى أدناها ولكن ذلك لم يحدث فعلى الرغم من ذلك نلاحظ ارتكاز هجرة الجزائريين على مدينة دمشق وضواحيها حيث يوجد الأمير فبعد 5 سنوات من استقراره في دمشق حتى حدود 1870 تدخل عن ما يزيد عن 1000 رجل من الجزائريين في الأحداث المؤسفة التي نشبت بها وفي ذلك دلالة قاطعة على وجود أعداد هائلة من الجزائريين في دمشق خلال السنة الأخيرة وقد شكلت تونس الجسر الرابط بين الجزائر وسوريا بحكم أن الجزائريين اتخذوا من تونس معبرا إلى سوريا وقد دفع استقرار الأمير في الشام بكثير من العائلات الجزائرية إلى اتخاذ قرار الهجرة ولوحظ سنة 1860 انتشار بعض الدعاة والمحرضين للهجرة في بلاد القبائل والوسط

المطلب الثاني : تأثير عموم المهاجرين والطلبة الجزائريين في بلاد المشرق العربي
تأثير المهاجرين الجزائريين في بلاد المشرق العربي :
لقد ساهم المهاجرون الجزائريون بشكل بارز في عدة ميادين تخدم القضية العربية ، ومن أبرزهم الشيخ طاهر بن صالح الجزائري المعروف بالطاهر السمعوني فقد كان له الفضل العظيم في بعث الثقافة العربية وتكوين جيل من الأدباء والمفكرين والسياسيين ضف إلى ذلك دوره في حزب اللامركزية وإنشائه وإشرافه على إدارة عدة مؤسسات مثل المكتبة الظاهرية ويعتبر سليم السمعوني من أنبل وأهم قادة الحركة العربية التي كانت تعارض الحكم العثماني فكان جزاءه الشنق على يد جمال باشا المشهور بالسفاح ضمن قائمة طويلة من شهداء القومية العربية أما عائلة المبارك التي هاجرت من دلس فقد اقتصر نشاطها على علوم الدين واللغة فكان منهم أربعة على الأقل من توابع الأدباء واللغويين في ذلك العصر والذين اشتهروا ببحوثهم ومؤلفاتهم وعضويتهم في المجامع اللغوية . وقد ظل دور الأمير البشير الإبراهيمي في سوريا غير واضح ، رغم قصر المدة التي قضاها هناك قبل رجوعه إلى الجزائر وبهذا الصدد تطلعنا بشغف حول علاقة الأمير عبد القادر بالحركة الإسلامية والمقصود بهذا تلك الهزة التي أحدثها جمال الدين الأفغاني في السبعينات والثمانينات تحت اسم الجامعة العربية الإسلامية ، أما بخصوص الحركة العربية فقد أشار الأستاذ خالدي إلى الحركة التي تدعوا إلى إقامة كيان عربي في بلاد الشام تحت زعامة الأمير عبد القادر وكان التجاذب حول شخصية الأمير قويا جدا على المستوى الدولي آنذاك فكل دولة كانت تريد أن تظفر منه بلغـته لتتخذ منه وسيلة لترسيخ نفوذها بالمنطقة ، كما برز الدور القومي للمهاجرين في الأفكار والتوجهات والكتابات والتنظيم من خلال رحلات الجزائريين عبر الزمن والأرض والإيديولوجية والعقائد .
تأثير الطلبة الجزائريين في سوريا :
إذا كانت أنضار الجزائريين وخاصة المثقفين منهم ورجال العلم والتجار الكبار في القرنين 17و 18 قد اتجهت نحو مصر ، ففي القرن 19 لأسباب دينية واجتماعية وثقافية وغيروا اتجاهاتهم نحو بلاد الشام واستقروا حينها بأعداد وافرة يقدرها بعض الباحثين في الموضوع بـ 20000 مهاجر جزائري في سوريا وحدها حتى حدود 1914 ، ومن أبرز أنشطتهم ما يلي :
أ- النشاط النقابي : بالرغم من قلة الطلبة الجزائريين في سوريا فقد شعر بعضهم في الشهور الأولى قبيل اندلاع الحرب العالمية الأولى بغياب هيئة طلابية تجمع شملهم وتوحدت أفكارهم ، وقد عملت هذه المنظمات الطلابية العربية التي أوجدها الطلاب في سوريا منذ ثلاث سنوات دون انقطاع .
ب- النشاط السياسي : عرف النشاط السياسي في سوريا انتعاشا كبيرا من خلال "لجنة الطلبة الجزائريين" ووقع الاتصال بين الطرفين السوري والجزائري في ظروف عادية واتفق الطرفان على مساندة الثورة والتعريف بأهدافها النضالية على جميع المستويات ومن العوامل التي ساعدت على تكاثف النشاط السياسي للطلاب هو أن عددهم تضاعف بشكل كبير وذلك بقدوم عدد من البعثات الطلابية من الجزائر كما كان للمكتب المغربي العربي في دمشق آنذاك دور في النشاط السياسي الذي لعبه الطلبة في سوريا وما يلاحظ على هذا النشاط أنه ارتبط ارتباطا وثيقا بالقضية الوطنية والتعريف بآفاتها وتطور أحداثها على الصعيدين الداخلي والخارجي ولقد نظم الطلبة هناك أمسيات شعرية ونضالية ومجموعة محاضرات وغيرها من الأنشطة ، ولقد نسق الطلاب الجزائريون مع أبناء جلدتهم الفلسطينيون والأردنيون والعراقيون ونظموا أمسيات ثقافية وأدبية بالاشتراك مع هؤلاء .
أما من الناحية الاجتماعية : فعلى الرغم من الإمكانيات المادية المتواضعة التي كانت لدى المكتب الإداري لرابطة الطلاب الجزائريين استطاع هذا المكتب أن يقضي على الكثير من المشاكل التي كان يعاني منها الطلاب في سوريا قصد القضاء على مشكلة السكن التي كانت تواجههم بهذا البلد ، ورغبتهم في جمع ولم شمل الطلبة المهاجرين تحت سقف واحد وأجرت لهم بيتا في سوريا باسم "ار الجزائر" التي ضمت تقريبا كل الطلبة الجزائريين في سوريا .
تأثير الطلبة الجزائريين في مصر :
لقد تحدثنا سابقا عن الهجرة التي كانت لأسباب لا مناص منها بحثا عن مدن أخرى طلبا للعلم أو الحظوة أو الوظيفة وتحسين مستوى الطلبة الثقافي .
وقد ساهمت اندلاع الحرب العالمية الأولى من جهتها في صعوبة ورداءة هذه الظروف التي كان يعيشها الطلاب في مصر ، إذ ليس الطالب مهما كان بعيدا ينشأ منفصلا عن حياة شعبه لا يتأثر ولا يتفاعل بالأحداث التي تجري فوق أرض الوطن والطالب الجزائري أينما كان هو جزء من ذلك الشعب الثائر على الاستعمار الفرنسي وسياسته التعسفية ويعايش الحياة التي يحياها بنو وطنه ويقوم بنفس العمل الذي يقوم به مع اختلاف الوسائل والميادين ومن أبرز نشاطات الطلبة الجزائريين ما يلي :
1- نشاطهم السياسي : ليس من باب المبالغة إذا قلنا أن طالب اللغة العربية في الجزائر وقت اشتداد قبضة الاستعمار الفرنسي على الشعب الجزائري وتسليط أنواع الاضطهاد المختلفة والبؤس والحرمان على كافة الأهالي الجزائريين كان أقرب الناس إلى الإحساس بهذه المظالم ، ذلك أن الطالب هناك عايش جميع أحداثها وتطوراتها ولعل هذا ما يفسر لنا إقبال الجزائريين إلى الهجرة نحو مختلف نقاط المشرق العربي وما يلاحظ من الفئة الطلابية التي نحن بصدد دراستها أن الاستعمار قد اهتم بها اهتماما خاصا واعتبر هذه التنظيمات خطرا يهدد وجود الجزائريين في كل مكان وزمان ومن أبرز نشاطات الطلبة السياسية بمصر تأسيس رابطة الطلبة الجزائريين في مصر وما تجدر الإشارة إليه أن النشاط النقابي للطلاب الجزائريين بصفة عامة أنه كان موازيا لاندلاع الحرب العالمية الأولى في الوقت الذي كان فيه النشاط الطلابي في الجزائر يبحث عن طريقة لجمع شمل الطلبة حيثما كانوا وعلى غرار إخوانهم في القاهرة ودمشق أسس الطلاب الجزائريون رابطة في العراق وأخرى في الكويت
2- نشاطهم النقابي : كان للطلاب الجزائريين في القاهرة نشاط ثقافي حيث دارت هاته الأنشطة حول التعريف بالقضية الوطنية ونشرها بين الأوساط الطلابية العربية والشعبية بشكل عام ، كما عملت اللجنة النقابية على تكوين نشرة ثقافية ساهم في تحرير الطلبة الجزائريون بالمشرق وعلى الرغم من ندرة الأموال وقلة الإمكانيات والطاقات المادية والبشرية منها تمكنت اللجنة الثقافية من إصدار ثلاثة أعداد من هذه النشرة .
المحاضرات والندوات : تشكل النشاط النقابي والسياسي بالنسبة للطلاب الجزائريين في مصر المحور الأساسي الذي دارت حوله اهتمامات الطلاب وليس بإمكاننا التطرق إلى هذا الموضوع بكل التفاصيل التي يستحقونها ، فقد كانت المحاضرات والندوات المنظمة من طرف اللجنة النقابية في القاهرة تستضيف من حين إلى آخر أساتذة بارزين في ميدان العلم والثقافة من مصر وغيرها من الأقطار العربية الأخرى ، وقد برز إقدام هؤلاء الأساتذة على نادي الطلاب حدا للتنافس بينهم ، كما كانت الجزائر وثورتها تتمتعان به من شهرة وسمعة طيبة بين كل الأوساط العربية .

خـــاتــمـــــــة
ونخلص في الأخير من هذه الدراسة بان الهجرة الجزائرية نحو المشرق العربي كانت نتيجة لضغط الإدارة الاستعمارية وسياسة التعسف والظلم التي اتبعتها ، تمثلت في مصادرة الأراضي وقتل الآلاف من الجزائريين ، وممارسة أبشع صور التعذيب والإهانة ويمكن الوقوف على ابرز النتائج التي توصلنا إليها من خلال هذا البحث تمثلت فيما يلي :
1- تعتبر هجرة الجزائريين نحو المشرق هي السبيل الوحيد للتخلص من سياسة التعسف الفرنسية .
2- اضطهاد الإدارة الفرنسية للجزائريين من خلال القوانين .
3- تعدد الأسباب المادية والمعنوية والروحية التي ترفض سياسة الإدارة الفرنسية .
4- الأوضاع السيئة التي عاشها الشعب الجزائري إبان فترة الاحتلال من خلال سلب أراضيه وتسليمها للمعمرين الأوربيين .
5- الدور الذي لعبه المهاجرين الجزائريين وخاصة الأمير عبد القادر والطلبة الجزائريين
تلكم هي النتائج المتوصل إليها في هذا البحث ولا تزعموا أننا تمكنا من الإجابة على كل التساؤلات فهذا الميدان لا يزال مفتوحا على مصرعيه أمام الباحثين ونتمنى أنكم قد استفدتم من هذه الدراسة ونسال الله أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم










قائمة المصادر والمراجع:

1- أبو القاسم سعد الله ، أبحاث وآراء في التاريخ الجزائري ج 4 – ط 2 دار الغرب الإسلامي بيروت 2005 .
2- أبو القاسم سعد الله ، تاريخ الجزائر الثقافي من القرن 16- 20 م ج 1 الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ، الجزائر 1981 .
3- أبو القاسم سعد الله ، الحركة الوطنية الجزائرية سنة (1830- 1900) .
4- نادية طرشون ، الهجرة الجزائرية نحو المشرق العربي ، طبعة خاصة من وزارة المجاهدين ، منشورات المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة 1 نوفمبر 1954 مطبعة دار هومه الجزائر .
5- عبد الحميد زوزو ، الهجرة ودورها في الحركة الوطنية الجزائرية بين الحربين ، المؤسسة الوطنية للكتاب ، الجزائر ، 1985 .
6- عمار هلال ، أبحاث ودراسات في تاريخ الجزائر المعاصر 1830- 1962 ، ديوان المطبوعات الجامعية بن عكنون الجزائر 1995 .
7- عمار هلال ، نشاط الطلبة الجزائريين إبان حرب التحرير ، دار هومه للطباعة والنشر ، الجزائر ، طبعة 2004 .
8- صالح فركوس ، المختصر في تاريخ الجزائر ، دار العلوم للنشر والتوزيع .






















الفـهــــرس


المقدمة........................................... ....1
المبحث الأول : تعريف الهجرة وأسبابها.......................................... .... 3
المطلب 01 : تعريف الهجرة............................................ ................3
المطلب 02 : أسباب الهجرة الجزائرية إلى بلاد المشرق العربي.......................3
المبحث الثاني : اتجاهات هجرة الجزائريين........................................ ......8
المطلب 01 : هجرة الجزائريين إلى الحجاز وسوريا....................................8
المطلب 02 : هجرة الجزائريين إلى مصر............................................... 11
المبحث الثالث : تأثير ودور المهاجرين الجزائريين في بلاد المشرق العربي........13
المطلب 01 : تأثير ودور هجرة الطيب بن سالم والأمير عبد القادر..................13
المطلب 02 : تأثير عموم المهاجرين والطلبة الجزائريين في بلاد المشرق العربي..19
خاتمة............................................. ..........23

abadlia nedjma
2011-12-10, 19:55
اريد بحث حول التلوث الجوي

محب بلاده
2011-12-10, 20:10
بالعربية او بالفرنسية ؟؟؟؟؟؟؟؟

محب بلاده
2011-12-10, 20:38
بحث حول تلوث الغلاف الجوي
* المدخل:

لم يدرك الإنسان مقدار خطره على تغيير
مكونات غازات الغلاف الجوي وتلوثه إلاّ منذ ظهور النهضة الصناعية في الدول
الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية. ومنذ ذلك الحين تميزت مدنها
الصناعية بكثرة تعرضها للضباب الأسود القاتل، وزيادة تلوث هوائها بالغبار
والدخان وغازات ثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكبريت الناتجة عن النشاط
الصناعي فيها، ومن بين الكوارث، التي حدثت بسبب تلوث الهواء في المدن
الصناعية، ما حدث في مدن حوض نهر الميز في بلجيكا سنة 1930، وفي مدينة
بنسلفانيا (الولايات المتحدة الأمريكية) سنة 1948، وفي مدينة لندن سنة
1952، مما راح ضحيته أكثر من أربعة آلاف حالة وفاة بسبب تراكم الضباب
الأسود، واستنشاق الدخان الصناعي والغازات الكبريتية المركزة في الهواء.

* تتمثل خطورة التلوث الهوائي في صعوبة التحكم فيه إذ يستطيع الإنسان أن
يتحكم في المياه التي يشربها والغذاء الذي يأكله لكنّه لا يستطيع على
اختيار الهواء الذي يتنفسه ففي كل يوم تنتشر ملايين الأمتار المكعبة من
الغازات الناتجة عن احتراق الفحم والغازات وبترول المصانع وبنزين السيارات
وتسمم الكائنات الحية كما أنّ النشاط الإشعاعي المميت للإنسان يزداد زيادة
خطيرة بسبب الانفجارات الذرية والمراكز النووية وهذا كله يشكل خطرا على
الإنسان والحيوان والنبات إذا تلوث الغلاف الجوي خطير جدّا لذا نقدم بحثنا
هذا لنعرفه بشكل أكثر وضوحا حيث نبين مصادره والآثار التي تنجم عنه طبعا
آثاره السلبية لأنّ لا إيجابيات له.

* إذا نستهل بحثنا بتقديم عناصره:
*تحديد أغلفة الكرة الأرضية.
*ملوثات الغلاف الجوي ومصادرها: - الطبيعية.
- الصناعية
.co2 – co*الاحتراقات المسببة لانطلاق بعض الغازات
- الاحتراق الغير التام لغاز البوتان والميثان.
- الاحتراق التام لغاز الميثان.
*الغازات والأدخنة الملوثة للجو والاحتراقات التي تنجم عنها.
*المصادر الطبيعية والصناعية لتلوث الغلاف الجوي.
- التلوث الإشعاعي.
*بعض تأثيرات التلوث الجوي.
- تأثير التلوث الجوي على طبقة الأوزون.
- الأمطار الحمضية.
* تحديد أغلفة الكرة الأرضية:

*تمهيد: يسود الكرة الأرضية أربعة أغلفة وهي:
* الغلاف الصخري
* الغلاف المائي
* الغلاف الجوي أو الغازي
* الغلاف الحيوي

* تنقسم الكرة الأرضية بطبيعة مكوناتها إلى قسمين التضاريس والمناخ في حين
أنّ التضاريس تشمل كل من الغلاف المائي والصخري أما المناخ فيشمل الغلاف
الغازي أو الجوي.فالأرض إذن تشمل مظهرين والتوزيع بينهما توزيعا غير عادل
بحيث:

أ- الغلاف الصخري:

ويتمثل في القارات والجزر ويمثل الأجزاء الصلبة (منجمات،معادن، كبريت...)
والتربة من سطح الكرة الأرضية أي ما يعادل %جزء من هذا الغلاف، يمثل نسبة
29 148746000كلم2.

ب- الغلاف المائي:

ويتمثل في المحيطات والبحار والبحيرات والأنهار والمياه الجوفية وعلى شكل
جليد (يشكل منها، في حين أن الماء العذب يشكل من 3 إلى 5 فقط) يمثل %الماء
المالح 95 إلى 97 من سطح الكرة الأرضية أي ما يعادل 361254000كلم2.% نسبة
71

أما بالنسبة للأغلفة الأخرى (الجوي والحيوي) فهما لا يقلان أهمية عن الأغلفة الأخرى ويشغلان منصبا هاما ومفيدا للأرض

جـ- الغلاف الجوي أو الغازي:

هو طبقة رقيقة هوائية محيطة بالكرة الأرضية تتحرك معها ظلال حركتيها
اليومية والسنوية لأنّه جزء منها. له سمك متوسط 350 - 400 كلم يزداد عند
خط الاستواء بفعل الحرارة والقوة الطاردة ويقل عند القطبين بفضل انخفاض
درجة الحرارة وانعدام القوة الطاردة وازدياد القوة الجاذبية، ومن خصائصه
ذا حركة دائمة، حيث لا لون له ولا رائحة ولا طعم وغير مرئي، بفضله وجدت
الحياة على الأرض.
الغلاف الجوي مركب من غازات وبعض المركبات الكيميائية حيث يتكون من خليط من الغازات
د- الغلاف الحيوي:

ويشمل جميع الكائنات الحية التي تشترك في بعض الجوانب كالإحساس والحركة
والنمو والتنفس. ومن هذه المكونات الكائنات الحية الأولية كالطحالب
والبكتيريا والفطريات ثم النباتات والحيوانات بأنواعها المختلفة والإنسان.


ملوثات الغلاف الجوي ومصادرها:

نقصد بتلوث الهواء وجود مواد ضارة به مما يلحق الضرر بصحة الإنسان في
المقام الأوّل ومن ثمّ البيئة التي يعيش فيها ويمكننا تصنيف ملوثات الهواء
إلى قسمين:

1)- مصادر طبيعية:
أي لا يكون للإنسان دخل فيها مثل الغازات والأتربة الناتجة عن ثورات
البراكين ومن حرائق الغابات والأتربة الناتجة عن العواصف والانبعاثات
الناتجة عن شدّة أشعة الشمس خاصة في فصل الصيف في المناطق الصحراوية
المكشوفة (غاز الأوزون) وهذا بالإضافة إلى والانبعاثات الناجمة عن تسرب
الغاز الطبيعي، وهذه المصادر عادة ما تكون محدودة في مناطق معينة تحكمها
العوامل الجغرافية والجيولوجية ويعد التلوث من هذه المصادر متقطعا وموسميا:

الغازات: أهم أربعة ملوثات الهواء هي:
. Co أول أكسيد الكربون -
. Co2 - ثاني أكسيد الكربون
- أكاسيد النيتروجين. الجسيمات العالقة:

وهي الأتربة الناعمة العالقة في الهواء والتي تأتي من المناطق الصحراوية.
أو تلك الملوثات الناتجة من حرق الوقود ومخلفات الصناعات، بالإضافة إلي
وسائل النقل.

أمّا بعض الغازات والملوّثات الأخرى: مثل:

- غاز ثنائي أكسيد الكبريت فلوريد الإيدروجين وكلوريد الإيدروجين المتصاعد من البراكين المضطربة.
- أكاسيد النيتروجين الناتجة عن التفريغ الكهربي للسحب الرعدية.
- حبيبات لقاح النبات.
- تساقط الأتربة المختلفة عن الشهب والنيازك إلى طبقات الجو السطحية الإشعاعات المنطلقة من التربة أو صخور القشرة الأرضية.

الأتربة الناتجة عن العواصف:

كالضباب والغبار حيث تهب العواصف في المناطق الجافة وشبه صحراوية وتثير كميات هائلة من الغبار الذي يؤثر بطريقة مباشرة على التنفس


2)- مصادر صناعية:

أي أنها من صنع الإنسان وهو المتسبب الأول فيها فاختراعه لوسائل
التكنولوجيا التي يظن أنها تزيد من سهولة ويسر حياته فهي على العكس تماما
تزيدها تعقيدا وتلوثا. فاستخدام الوقود في الصناعة ووسائل النقل (البرية
والبحرية والجوية) وتوليد الكهرباء وغيرها من الأنشطة كالنشاط الإشعاعي
الذي يؤدي إلى انبعاث غازات مختلفة وجسيمات دقيقة إلى الهواء والانبعاثات
الصادرة عن الأجهزة والمعدات الكهربائية وعن الاستعمال الغير الآمن
والسليم للمبيدات الحشرية وعن الأسمدة العضوية والكيميائية والإصباغ ومواد
الإنشاءات والزخرفة وعن التدخين وعن أجهزة في الهواء وغيرها.co2التبريد
وتكييف الهواء وقلة التشجير التي تؤدي إلى تكاثف كمية
وهذا النوع من التلوث (تلوث الغلاف الجوي) مستمر باستمرار أنشطة الإنسان
ومنتشر بانتشارها على سطح الأرض في التجمعات السكانية وهو التلوث الذي
يثير الاهتمام والقلق حيث أنّ مكوناته وكمياته أصبحت متنوعة وكبيرة بدرجة
إحداث خلل ملحوظ في التركيب الطبيعي للهواء.
الغبار الصناعي:

قد يحتوي الغبار الصناعي على مركبات الرصاص والبريليوم والزرنيخ والنحاس
والخارصين وذلك يتوقف على نوعية المنشأة الصناعية المسببة للغبار ويلاحظ
أنّ وقود السيارات (الكازولين) يحتوي على 3-4 سم من مادة رابع آثيلات
الرصاص تضاف هذه المادة لتقليل الفرقعة في أثناء حرق الوقود.




: Co2 – co *الاحتراقات المسببة لانطلاق بعض الغازات

الاحتراق غير التام "لغاز البوتان والميثان":

معناه أنه هناك بعض المواد الناتجة عن الاحتراق ويمكن لها أن تحترق مرة أخرى ونأخذ على سبيل المثال:
C4h10البوتان: هو عبارة عن غاز عديم اللون والرائحة وصيغته الكيميائية
.n2 وo2 حيث أثبتت التجارب أنّه يلتهب في الهواء في وجود غاز
المعادلة تبين ذلك:
غاز الآزوت + غاز الأوكسجين+ غاز البوتان غاز الآزوت+ غاز الفحم + الماء.
N2 + o2 + c4h10 n2 + co2 + h2o
. O2نلاحظ أنه لم يطرأ أي تحول على غاز البوتان رغم وجود الأوكسجين

ch4الميثان: صيغته الكيميائية
.o2 – n2احتراق غاز الميثان في الهواء الجوي في وجود غاز
المعادلة تبين ذلك:
غاز الميثان + غاز الأوكسجين + غاز الآزوت غاز الفحم + الماء غاز الآزوت.
Ch4 + o2 + n2 co2 + h2o + n2




الاحتراق التام "لغاز الميثان":

هو عبارة عن تفاعل كيميائي بين جسم قابل للاحتراق وجسم حارق عادة المادة الحارقة
.o2هي غاز الأوكسجين

احتراق غاز الميثان بالأوكسجين:

ينتج هذا الاحتراق الماء وغاز ثنائي أكسيد الكربون (الذي يعكر رائق الكلس
ننمذج التحول الكيميائي بمعادلة كيميائية تحتوي طرفين: المتفاعلات
والنواتج.
المعادلة:
Ch4 + 2o2 co2 +2h2o

* الغازات والأدخنة الملوثة للجو والاحتراقات التي تنجم عنها:

هناك مجموعة من الغازات والأدخنة التي تؤثر سلبا على الجو ونذكر منها:
غاز أول أكسيد الكربون :
هو غاز ليس له لون ولا رائحة ومصدرة عملية الاحتراق الغير كامل للوقود.
ويصدر من عوادم السيارات ومن أحترق الفحم أو الحطب في المدافئ . وهو أخطر
أنواع تلوث الهواء وأشدها سمية على الإنسان و الحيوان.يتركز في الهواء
بنسبة 0.01%.

غاز ثاني أكسيد الكربون :
يتكون غاز ثاني أكسيد الكربون من احتراق المواد العضوية كالورق والحطب
والفحم وزيت البترول . ويعتبر غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج من الوقود من
أهم الملوثات التي أدخلها الإنسان على الهواء. أن عملية الاتزان البيئي
التي تذيب غاز ثاني أكسيد الكربون الزائد في مياه البحار والمحيطات مكوناً
حمضياً ضعيفاً يعرف باسم حمض الكربونيك ويتفاعل مع بعض الرواسب مكوناً
بكربونات وكربونات الكالسيوم . وتساهم النباتات أيضاً في استخدام جزء كبير
منه في عملية التمثيل الضوئي .
وتجدر الإشارة إلى أن الإسراف في استخدام الوقود وقطع الغابات أو التقليل
من الساحات الخضراء ساهم في ارتفاع نسبة غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو
والذي قد يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض وهو ما يعرف بالاحتباس الحراري
.
غاز ثاني أكسيد الكبريت:
غاز ثاني أكسيد الكبريت هو غاز حمضي يعتبر من أخطر ملوثات الهواء فوق
المدن والمنشآت الصناعية. ويتكون من احتراق أنواع الوقود كالفحم وزيت
البترول وأيضاً بعض البراكين تطلق هذا الغاز.
ويعتبر غاز ثاني أكسيد الكبريت أحد عناصر مكونات الأمطار على سطح الأرض
فيلوث التربة والنباتات والأنهار والبحيرات والمجاري المائية, وبذلك يسبب
إخلالا بالتوازن البيئي.
غاز ثاني أكسيد النتروجين :
هذا الغاز وغيره من أكسيد النتروجين تنتج من احتراق المركبات العضوية
وأيضا من عوادم السيارات والشاحنات وبعض المنشآت الصناعية وهو يكون مع
بخار الماء في الجو حمضاً قوياً هو حمض النتريك ويسبب الأمطار الحمضية.
وعند وصوله مع بقية أكاسيد النيتروجين إلى طبقات الجو العليا ( طبقة
الأوزون ) يحدث كثيراً من الضرر لهذه الطبقة .
* المصادر الطبيعية والصناعية لتلوث الغلاف الجوي:

التلوث الإشعاعي:

تسبب الإنسان في إحداث تلوث يختلف عن الملوثات المعروفة وهو التلوث
الإشعاعي الذي يعد في الوقت الحالي من أخطر الملوثات البيئية الناتج عن
الاستعمال الغير عقلاني المفرط للطاقة النووية التي يستعملها الإنسان بشكل
متزايد وهوعبارة عن تطاير الذرات وانتشارها في الجو الذي يحيط بنا، وقد
يظهر تأثير هذا التلوث بصورة سريعة ومفاجئة على الكائن الحي كما قد يأخذ
وقتا طويلا ليظهر في الأجيال القادمة ومنذ الحرب العالمية الثانية وحتى
وقتنا الحالي استطاع الإنسان استخدام المواد المشعة في إنتاج أخطر القنابل
النووية والهيدروجينية.
ومن أهم الأمراض التي يتعرض لها الإنسان بسبب الإشعاع ظهور احمرار بالجلد
أو اسوداد في العين كما يحدث تحطّم في الخلايا التناسلية كما تظهر بعض
التأثيرات في مرحلة متأخّرة من العمر مثل سرطان الدم الأبيض وسرطان و
سرطان الغدة الدرقية ويؤدي إلى نقص في كريات الدم البيضاء والالتهابات
المعوية وتتعدى أخطاره لتصل إلى النباتات والأسماك والطيور مما يؤدي إلى
إحداث اختلال في التوازن البيئي وإلحاق أضرار بالسلسلة الغذائية.

* بعض تأثيرات التلوث الجوي:
تأثير التلوث الجوي على طبقة الأوزون:
تعد طبقة الأوزون ضرورية لحماية الحياة على سطح الأرض أمّا التلوث الجوي
فهو عكسها ( طبقة الأوزون) فهو ضروري لإخفاء الحياة على سطح الأرض فهو
يبطل كل فوائدها فهي تلعب دورا هاما في حماية الأرض من إشاعات الشمس
الضارة خاصة الأشعة فوق البنفسجية (الصادرة عن الشمس) التي تسبب أمراضا
مزمنة كسرطان الجلد وأمراض الأعين وتحمينا هذه الطبقة بفضل غاز الأوزون
الذي يمتص هذه الأشعة الضارة،بحيث يحدث ثقوبا فيها وسببها زيادة نسب غاز
ثاني أكسيد الكربون في الهواء لكثرة النشاطات الصناعية على الأرض، وزيادة
نسب غاز الكلور والبرومين وزيادة أكاسيد الكبريت والنتروجين، ولهذه الثقوب
أثر ضار جدا على مناخ الأرض ونشاطات الكائنات الحية عليها.

الأمطار الحمضية:

تتفاعل أكاسيد الكبريت والنتروجين المنبعثة من مصادر مختلفة مع بخار الماء
في الجو لتتحول إلى أحماض ومركبات حمضيه ذائبة تبقى معلقه في الهواء حتى
تتساقط مع مياه الأمطار مكونه ما يعرف بالأمطار الحمضية . وفي بعض المناطق
التي لا تسقط فيها الأمطار تلتصق هذه المركبات الحمضية على سطح الأتربة
العالقة في الهواء وتتساقط معها فيما يعرف بالترسيب الحمضي الجاف. و
أحيانا يطلق تعبير " الترسيب الحمضي" على كل من الأمطار الحمضية وعلى
الترسيب الجاف. ونظرا لان ملوثات الهواء قد تنتقل بفعل الرياح إلى مسافات
بعيده قد تعبر الحدود الوطنية إلى دول أخرى.

أهمية الغلاف الجوي:
* يزود المخلوقات الحية بالهواء للتنفس.
* سمح بنفاذ الأشعة الحرارية والضوئية القادمة من الشمس والتي تمتصها الأرض مما يوفر الدفء والحماية.
* يقي سطح الأرض من الإشعاعات فوق البنفسجية الضارة ويمنع وصولها للأرض

الباشا مهندس
2011-12-10, 22:31
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإسم : الباشا مهندس

الطلب:بحث مفصل ## كيف ساهم كل من جامع الأزهر و الزيتونة في توطيد دعائم الحضارة الاسلامية؟ # #

المستوى:السنة اولى ثانوي علوم وتكنولوجيا

اجل التسليم :يوم الاثنين

وجزاك الله الجنة ان شاء الله وجعله الرحمان في ميزان حسناتك وبارك الله فيك مسبقا

imanekasmi
2011-12-11, 15:02
سلام

لدي بحث حول القبائل الليبية القديمة

في اقرب فرصة ان امكن وشكراا

السنة الثانية جامعي تخصص تاريخ

خلود15
2011-12-11, 16:39
السلام عليكم
أريد بحثا مفصلا حول الآلة الإيقاعية: الدف الكبير

محب بلاده
2011-12-11, 20:06
سلام

لدي بحث حول القبائل الليبية القديمة

في اقرب فرصة ان امكن وشكراا

السنة الثانية جامعي تخصص تاريخ

الليبيون القدماء واهم القبائل الليبيه القديمه




تاريخ ليبيا القديم لقد رأى هيرودوت أن ليبيا تمتد من حيث تنتهي مصر الغربية. وقد حدد ساحل ليبيا الشمالي بما يلي بحيرة مريوط إلى رأس (سولوجوس) (رأس سبارتل) جنوبي طنجة على المحيط الأطلسي (1). وقد أشار ب ان المجموعات السكانية التي تقيم على امتداد هذه المنطقة كلها تنتمي إلى أرومة واحدة وهي موزعة على مجموعات من القبائل عدا الأجزاء التي يقيم بها الإغريق و الفينيقيين(2). وقد جعل هيرودوت بحيرة (تريتونيس)-والتي تقع على الأرجح عند خليج قابس-الحد الفاصل بين مجموعتين من الليبيين أحدهما تعيش إلى الغرب من البحيرة وتتألف من زراع آلفوا حياة الاستقرار والأخرى تعيش إلى الشرق من البحيرة وتتألف من بدو رعاة(3). ونلاحظ أن (هيرودوت) لم يفرق بي ن هذه المجموعات الليبية من حيث الجنس وإنما من حيث اختلاف نوع حياة كل منهما عن الأخرى. ويبدو بوضوح أن هذا التمييز جعل العلماء المحدثون يقسمون أيضا الليبيون القدماء إلى مجموعتين : ليبيون شرقيون وليبيون غربيون(4). ولم تقتصر ليبيا لدى(هيرودوت)على المنطقة الساحلية فقط بل انه ضم إليها الواحات والصحراء. وقد أشار إلى ذلك بكل وضوح في الكثير من فقرات كتابه الرابع حيث يقول: "لقد تحدثت في السابق عن الليبيين الرعاة الذين يسكنون على ساحل البحر ولكن أسفل هذه المناطق توجد مناطق ترتادها الوحوش المفترسة. وأسفل المنطقة السابقة يوجد شريط رملي يمتد من طيبة في مصر حتى أعمدة هرقل مضيق جبل طارق. وتقع على هذا الشريط الرملي روابي تحيط بها الرمال ويتوسط كل واحدة نبع يقذف ماءا باردا عذبا. وحول هذه الروابي يقيم السكان مضاربهم(5). وقد أشار(هيرودوت)إلى أن هذه الروابى كثيرة وتبعد عن بعضها البعـض مسيرة عــشرة أيام. ومما لاشــك فــيه أن الروابي التي يقصدها هي الواحات الكثيرة التي تنتشر على طول المنطقة الداخلية من ليبيا. وبالفعل فقد ذكر(هيرودوت)البعض من هذه الواحات مثل : واحة (الآمونيين) ويعنى بهم الذين يعبدون الإله(أمون) وهـم سكان واحة سيوه. ثـم ذكــر سكان واحة أوجلة وواحات الجرامنت(6). وقد أشار( هيرودوت ) بان خلف هذا الشريط الرملي الذي يضم العديد من الواحات توجد الأجزاء الجنوبية والداخلية من ليبيا والتي هي صحراء حيث لا يوجد بها لا الماء ولا الحيوانات ولا المطر ولا الأشجار ولا أي اثر لحياة بشرية(7). وعليه نستطيع أن نعمم اسم ليبيا والليبيون القدماء على كل شمال إفريقيا و الصحراء الكبرى. ويطلق على هذه المنطقة اليوم اسم المغرب العربي وتنقسم إلى خمسة أقطار وهي : ليبيا و تونس و الجزائر و المغرب و موريتانيا. وتسهيلا لدراسة هذه المنطقة خلال عصورها التاريخية القديمة أطلقنا عليها اسم المغرب القديم. والجدير بالذكر أن العلامة ابن خلدون في كتابه العبر وديوان المبتدأ والخبر قد سبقنا إلى إطلاق هذا الاسم على هذه المنطقة منذ أكثر من سبعة قرون مضت(8) وبالتالي فان ليبيا و الليبيون القدماء هي نفسها المغرب القديم وسكان المغرب القديم ولذلك فإننا عندما نتحدث عن الليبيين القدماء فإننا نقصد الحديث عن منطقة المغرب القديم وعن سكان المغرب القديم في العصور القديمة. يمكن التعرف على الليبيين القدماء من خلال قسمين من المصادر الأثرية والتاريخية : المصادر المصرية القديمة التي تمتد منذ عصر ما قبل الأسرات وحتى مجئ الإغريق إلى منطقة الجبل الأخضر وما حوله في القرن السابع قبل الميلاد والمصادر الإغريقية والرومانية والبيزنطية التي تمتد منذ مجيء الإغريق، وحتى الفتح الإسلامي العربي في القرن السابع الميلادي ونلاحظ من خلال هذه المصادر -خاصة المصادر الأولى- أنها كتبت من جانب واحد وهو الجانب غير الليبي وهي بذلك لا تخلو من مبالغة وتحيز خاصة أن الحفريات الأثرية في الفترة الأولى وهي الفترة ذات العلاقة بالمصريين القدماء لم تمدنا بمعلومات ذات قيمة نستطيع من خلالها كتابة تاريخ متسلسل لهذه المنطقة في حين أن المصادر الثانية وهي المصادر الإغريقية والرومانية رغم أنها هي الأخرى كانت من الجانب الإغريقي والروماني فقط إلا أن الحفريات الأثرية أثبتت الكثير من القضايا الهامة من تاريخ هذه المنطقة في تلك الفتره.

-التحنو: تقع بلاد التحنو إلى الغرب من مجرى وادي النيل لأنها تذكر دائم ا في النصوص المختلفة عندما تذكر أسماء البلاد التي تقع إلى الغرب من مصر ويرى الدكتور أحمد فخري -استنادا على أراء علماء آخرين- بأن بلاد التحنو كانت تمثل الفيوم والواحات ووادي النطرون وبرقة. وقد رأى (فرانسوا شامو) بأن بلاد التحنو تشمل كل المناطق الواقعة غربي وادي النيل بما في ذلك الأقاليم الجنوبية(13). ونلاحظ أنه ابتداء من الأسرة الخامسة من الدولة القديمة وحتى الأسرة الثامنة عشرة أصبحت كلمة تحنو تدل على ليبيا والليبيين القدماء عامة(14). ويرى العالم الألماني (هولشر) بأن قبائل التحنو كانت تعيش في دلتا النيل ثم طردهم مـن هــذا الإقــليم الخصيب ملــوك منطقــة الوجه البحري،عندما تم توحيده مع منطقة الوجه القبلي(15). ويبدو أن هذا الأمر صحيحا، ومما يؤيد ذلك ما ذهب إليه (جاردنر) من أن صور التحنو تظهر في النقوش المصرية القديمة وكأن بينهم وبـين المصريين القدماء قــرابة وثيقة، وتتضح هــذه القــرابة من خلال ملابسهم التي تتفق تماما مع الملابس المصرية حيث كانوا يعلقون بهذه الملابس ذيولاً مثل التي كــان الفراعنة يعلقونها ويحلون جباههم بخصلة مــن الشعر تحاكى صورة الصل المقدس عند ملوك الفراعنة وتبدو هذه القرابة واضحة أيضاً من خل ال سماتهم البشرية، حيث كانوا سمراً مثلهم مثل المصريين كما كانوا يختتنون مثلهم كذلك وكانوا يضعون قرابا لستر العورة مثلهم مثل المصريين في عصور ما قبل التاريخ ومن هذه القرائن المختلفة توصل بعض العلماء إلى أن المصريين القدماء يرجع أصلهم إلى الليبيين القدماء حيث يؤكد هؤلاء العلماء بأن المصريين وفدوا على وادي النيل منذ وقت مبكر بوصفهم صيادون ورعاة ماشية ثم أصبحوا فيما بعد زراع مستقرون، وبدون شك إن المقصود هنا بالليبيين القدماء هم سكان الصحراء الكبرى، الذين وصلوا في فترة العصر الحجري الحديث إلى مرحلة حضارية متقدمة، وقد أشرنا فيما قبل إلى أن الفضل يرجع إليهم في انتقال الرعي والزراعة نحو وادي النيل في البداية ثم فيما بعد إلى بقية شمال إفريقيا.

2-التمحو: يرى (جاردنر) أن بلاد التمحو تمتد على الحدود الغربية لمصر حتى طرابلس غرباً والنوبة جنوبا في حين يرى أحمد فخري بأن التمحو كانوا قد تمركزوا في نفس موطن التحنو بعد أن سيطروا عليهم بالاضافة إلى سيطرتهم على الواحات ذات الأرض الخصبة المنتشرة إلى الغرب م ن وادي النيل ويرى أنهم انتشروا جنوبا حتى دار فور(16). أما عن أصل التمحو فقد ظهرت في هذا الموضوع نظريتان : يرى أصحاب النظرية الأولى بأن التمحو جاءوا مهاجرين من قا2رة أوروبا إلى شمال إفريقيا ثم توغلوا إلى الجنوب ويروا بأنهم ينحدرون من قبائل الوندال أو أي جنس شمالي آخر ويستند أصحاب هذه النظرية كدليل على ذلك من خلال السمات التي يمتاز بها التمحو عن بقية الليبيين مثل : الشعر الأصفر والعيون الزرقاء والبشـرة البيضاء ولكن هذه النظرية لا تستقيم مع ما أثبتناه أعلاه من وجود هذه المجموعة السكانية ذات الشعر الأصفر والبشرة البيضاء في الصحراء الكبرى منذ الألف السادسة قبل الميلاد وتتعارض مع ما أكدت عليه البحوث الأثرية عن عدم استعمال الإنسان للبحر قبل الألف الخامسة قبل الميلاد، بالاضافة إلى عدم وجود أيــة قرائن تـفيد بأن المجموعات السكانية الأوروبيـة وصلـت منطـقة الـصحراء الكبرى كمهاجرين في أي فترة من فترات التاريخ القديم، والجدير بالذكر أن أول اتصال أوروبي بمنطقة شمال إفريقيا كان في حدود نهاية الألف الثانية قبل الميلاد مع وصول المجموعات المعروفة باسم شعوب البحر الذين حاولوا الاستيطان في منطقة وادي النيل وكما هو معروف لدى الجميع فان تلك المحاولة لم يصادفها النجاح على كل حال أما أصحاب النظرية الثانية فيروا بأن التمحو هم مواطنون إفريقيون سلكوا طريقهم من الجنوب الغربي من الصحراء متجهين نحو الشمال والشمال الشرقي ويرى بعض العلماء بأن القوم الذين أطلق عليهم العلماء اسم المجموعة (ج)، والذين عثر على آثارهم بمنطقة النوبة هــم فرع من التمحو وإنهم ليبيون. ويشير(اوريك بيتس)(17) بأن مخلفاتهم تتفق ومخلفات الليبيين القدماء حيث يذكر بعض الأدلة التي تثبت هذه الصلة والتي من بينها :

أ- لا تختلف جماجم وشعور المجموعة (ج)عن جماجم جنس البحر المتوسط،الذين منهم الليبيون القدماء بصفة عامة ومجموعة التمحو بصفة خاصة.

ب- لقد اتبع أصحاب المجموعة(ج)طريقة للدفن،ونمط لبناء المقابر الدائرية،هي نفسها التي عرفت لدى سكان الصحراء الكبرى وشمال أفريقيا والتي عرفت باسم الرجم.

ج- تصور الرسومات المنقوشة رجال المجموعة (ج)وهم يرتدون ملابس على شكل أشرطة تتقاطع على الصدر والريشة على الرأس وهي نفسها التي كانت تميز الليبيين القدماء الذين تعرفنا عليهم من خلال الوثائق المصرية القديمة في فترة ما قبل الأسرات وبداية الأسرات وهي سمات عرفت قبل ذلك لدى سكان الصحراء الكبرى.

د- يستعمل رجال المجموعة (ج) سلاح السهم والقوس وهي من الأسلحة التي عرفت في الصحراء الكبرى قبل أن تعرف لدى أهل النوبة.

هـ- يؤيد انتماء سكان المجموعة (ج) للتمحو ما عثر عليه مـن فخار وقبور في وادي هـور الذي يقع على بعد 400 كيلومتر جنوب غربي الشلال الثالث ومن خلال المقارنة اتضح أن هذا الفخار يشبه فخار المجموعة (ج). والجدير بالذكر أن هذا الفخار وجد عند طريق هجرة التمحو من موطنهم الأصلي الذي يراه معظم الباحثين بأنه منطقة الصحراء الكبرى قبل أن يحل بهــا الجفـاف (18). وبناء على كل ذلـك يمكن الاستنتاج، بأن التمحو، وس كان المجموعة (ج)، وسكان وادي هور كلــهم جاءوا من الصحراء الكبرى بعد أن حل بها الجفاف.

3 الليبو أو الريبو: يرى معظم العلماء أن الليبو أو الريبو كانوا يسكنون منطقة برقة الحالية وربما كانت أراضيهم تمتد نحو الشرق حتى منطقة الواحات، وخاصة واحة سيوه ويرجح أن مجموعتي القهق والإسبت كانتا تعيشان في نفس المنطقة التي تسيطر عليها مجموعات الليبو أو الريبو(19)، وأقدم ذكر لمجموعات الليبو أو الريبو كان في عهد رمسيس الثاني ومنذ ذلك التاريخ بدأت ه ذه المجموعات تقوم بدور هام في تاريخ الصراع بين مصر القديمة والقبائل الليبية القديمة حيث اشتركوا كقادة في الحروب التي قامت ضد الملكمرنبتاح واشتركوا أيضاً في الحروب التي دارت ضد رمسيس الثالث. ونعتقد أن اسم الليبو أصبح منذ بداية الفترة المتأخرة من تاريخ مصر القديم علماً على كل المنطقة التي تقع إلى الغرب من منطقة وادي النيل وبالتالي اختفت أسماء بقية المجموعات الأخرى وبناء على كل ذلك أصبح هذا الاسم يعنى لدى الإغريق تارة كل المجموعات السكانية التي تقع إلى الغرب من مصر حتى خليج سرت وتارة أخرى كل شمال أفريقيا وفى بعض الأحيان القارة الإفريقية بكاملها ومما يؤيد بروز اسم الليبو واختفاء بقية الأسماء تلك اللوحة التي عثر عليها منذ مدة والتي تعود لعهد الملك شيشنق وهي تتضمن أسماء الأقوام الليبية وهي لوحة يطلق عليها اسم (لوحة الأقوام التسعة) ويبدو من خلال هذه اللوحة أن الريبو أو الليبو حلت محل الاسم التقليدي السابق الذي عرفت به القبائل الليبية وهو التحنو ونجد وثيقة أخرى تشير إلى الليبو كتسمية عامة لكل المنطقة التي تقع إلى الغرب من مصر، وهي وثيقة تعود لعهد الملك شيشــنق الرابـع (763-757قبل الميلاد) وتشير إلى شخصية ليبية مرمـوقة تدعـى حيتيحنكر وقد وصفتها تلك الوثيقة بكبير الليبو ويبدو من خلال هذه الوثائق أن المنطقة ظلت تعرف باسم الليبو طيلة الفترة التي تلي الدولة الحديثة من تاريخ مصر القديم ونعتقد أنه لهذا السبب أطلق الإغريق على المنطقة التي استعمروها بالجبل الأخضر اسم ليبيا وذلك راجع إلى أنها الجزء الوحيد المألوف لديهم من منطقة شمال إفريقيا(20) .

4-المشوش: يرجح الباحثون أن المشوش سكنوا المناطق الشمالية من الصحراء الليبية ويرى البعض أن ديارهم كانت تمتد غربا حتى المناطق التي تمثل تونس الحالية وقد رأى بعض العلماء بأن المشوش هم أنفسهم المكسيس الذين أشار إليهم (هيرودوت)(21) بأنهم يقيمون إلى الغرب من بحيرة تريتونيس ولكن مع بداية الأسرة الثامنة عشرة المصرية بدأ المشوش يتجمعون حول حدود مصر الغربية طلباً للإقامة الدا ئمة حول دلتا وادي النيل ومن خلال الرجوع إلى الوثائق التي تشير إلى الحروب التي دارت بينهم وبين المصريين يتضح أن المشوش كانوا يرغبون الاستيطان في مصر وقد صرحوا بذلك بأنفسهم (22) ورغم أنهم وحلفاءهم الليبو فشلوا في الوصول إلى دلتا النيل عن طريق الحرب إلا أنهم استطاعوا الاستقرار في الكثير من مناطق مصر سواء في حاميات الحدود أو بانضمامهم إلى الجيش كجنود مرتزقة (23). وقد كان الجيش المصري ابتداءً من الأسرة العشرين يتكون من الليبيين دون سواهم وقد كان ملوك مصر في ذلك الوقت يقدمون لهؤلاء الجنود هبات من الأرض كأجور لهم مما أدى إلى تكون جاليات عسكرية كانت القيادة فيها لليبيين دون سواهم وقد وصل بعض العناصر من المشوش -كما مر بنا – إلى مناصب هامة في البلاط الملكي وإلى مراكز القيادة في الجيش وأن بعضهم -مثل شيشنق- استطاع أن يتولى الحكم في بعض مناطق مصر حيث جمع بين يديه السلطتين المدنية والدينية وهكذا وبسهولة تامة استطاع شيشنق أن يستولى على الحكم في مصر بمجرد وفاة آخر ملوك الأســرة الواحدة والعشرين وبالتالي استطاع المشوش تكوين الأسرة الثانية والعشرين التي حكمت مصر قرابة قرنين من الزمان(24).

لقد كانت قبائل التحنو و التمحو و الليبو والمشوش من القبائل الليبية الكبيرة، الواسعة الانتشار والتي لعبت دورا بارزا في تطورات الأحداث في ذلك الوقت. ولذلك نجدها ترد في النصوص المصرية القديمة بشي من التفصيل. في حين وردت في هذه النصوص أسماء قبائــل أخرى كـمجرد شارات بسيطــة ربما لعدم تأثير هــذه القبائل في الأوضاع السائدة في المنطقة في ذلك الوقت أو ربما لكون هذه القبائل كانت تابعة لإحدى القبائل الكبرى السابقة أو لوجود أراضيها ضمن أراضي قبيلة أخرى كبيرة. ونذكر من بين تلك المجموعات السكانية الصغيرة قبائل: الأسبت والقبت والثكتن والبقن والكيكش والسبد والقهق.

_____
المصدر
الليبيون القدماء واهم القبائل الليبيه القديمه

roromayssa
2011-12-11, 20:39
أريد بحث حول تدويل الأسواق المالية

محب بلاده
2011-12-11, 22:35
أريد بحث حول تدويل الأسواق المالية



بحث حول العولمة المالية




مقدمــــــــــــــة
إن العالم ومنذ قرون عديدة يشهد تحولات ملموسة تدفع كل الشعوب و الدول نحو المزيد من الارتباط و الاعتماد المتبادل ،ولكن العولمة تتوافق مع العديد من وسائل الاتصال التي لم تكن موجودة من قبل، بدءا من أسواق النقد الأجنبي و أسواق رأس المال التي يصل بعضها ببعض على الصعيد العالمي .لم تكن العولمة لتأخذ ملامحها المميزة دون وجود مؤسسات ذات طابع عالمي و تمتاز بقدرة من الفاعلية و المشروعية مثل منظمة التجارة العالمية وكذا الشركات المتعددة الجنسيات. ومن خلال كل هذا نتوصل إلى الإشكالية محل البحث و التي نجسدها في التساؤل التالي : ما المقصود بالعولمة الاقتصادية ، وكذا العولمة المالية ؟و هل هي خير أم شر على الدول النامية.ومن أجل دراسة الموضوع نتبع الخطة التالية :
خطـــــة البحـث
المبحــــث الأول : مــــــــــاهية العولمة.
المطلب الأول: مفهوم العولمة.
المطلب الثاني: مفهوم العولمة الاقتصادية.
المطلب الثالث: أنواع العولمة الاقتصادية.
المطلب الرابع: مظاهر العولمة الاقتصادية.
المبحــــث الثاني : البعد المــــالي للعولمة (العولمة المالية).
المطلب الأول: نشأة وأسباب ظهور العولمة المالية.
المطلب الثاني: مراحل تطور العولمة المالية.
المطلب الثالث: العوامل المساعدة في تطور العولمة المالية.
المطلب الرابع: خصائص العولمة المالية.
المطلب الخامس: أسس العولمة المالية.
المبحـــث الثالث : مزايا العولمة المالية و استراتيجيات مواجهة المخاطر.
المطلب الأول: حدود العولمة المالية.
المطلب الثاني: الاقتصاد الجزائري و العولمة المالية.
المطلب الثالث: مزايا و مخاطر العولمة المالية .
المطلب الرابع: استراتيجيات مواجهة تحديات العولمة المالية.
الخاتمة

المبحــــث الأول : مــــــــــاهية العولمة.
المطلب الأول: مفهوم العولمة.
العولمـة هي انفتاح عن العالم، و هـي حركة متدفقة ثقافيا ، اقتصاديا ، سياسيا و تكنولوجياً، حيث يتعامل مدير اليوم مع عالم تتلاشى فيه تأثير الحدود الجغرافية و السياسية، فأمامنا رأس مال يتحرك بغير قيود و ينتقلون بغير حدود، و معلومات تتدفق بغير عوائق حتى تفيض أحيانا عن طاقة استيعاب المديرين. فهذه ثقافات تداخلت و أسواق تقاربت و اندمجت، و هذه دول تكتلت فأزالت حدودها الاقتصادية و الجغرافية، و شركـات تحالفت فتبادلت الأسواق و المعلومات و الاستثمارات عبر الحدود، و هـذه منظمات مؤثرة عالمياً مثل: البنك الدولي، صندوق النقد الدولي، ووكالات متخصصة للأمم المتحدة تؤثر بدرجة أو بأخرى في اقتصاديات و عملات الدول و مستوى و ظروف معيشة الناس عبر العالم.
ويمكن تعريف العولمة أيضا بأنها تعني بشكل عام اندماج أسواق العالم في حقول التجارة و الاستثمارات المباشرة و انتقال الأموال و قوى العاملة و الثقافات و التكنولوجيا ، ضمن إطار من رأسمالية حرية الأسواق ،كما تعني خضوع العالم لقوى السوق العالمية مما يؤدي إلى اختراق الحدود القومية و إلى التدخل في سيادة الدولة . والعنصر الأساسي في هذه الظاهرة هي الشركات الرأسمالية الضخمة متخطية القوميات ، وهذا المفهوم للعولمة يختلف عن مفهوم الاقتصاد الدولي ، فهذا الأخير كما يتضح من التسمية يركز على العلاقات الاقتصادية بين دول ذات سيادة ، وقد تكون العلاقات منفتحة جدا في حقول التجارة و الاستثمارات المباشرة و غير المباشرة و لكن يبقى للدولة دور كبير في إدارتها وفي إدارة اقتصادها.
المطلب الثاني: مفهوم العولمة الاقتصادية.
يمكن تعريفها بأنها تعني تحرر العلاقات الاقتصادية القائمة بين الدول من السياسات و المؤسسات القومية و الاتفاقيات المنظمة لها بخضوعها التلقائي لقوى جديدة أفرزتها التطورات التقنية و الاقتصادية، تعيد تشكيلها و تنظيمها وتنشيطها بشكل طبيعي على مستوى العالم كوحدة واحدة.
مهما كان أمر التعريف فان هناك ما يشبه الاتفاق بين من تناولوا العولمة في الدول المتقدمة على أنها ظهرت مع بزوغ قوى جديدة عالمية التأثير ،بمعنى أنها فوق القومية أي ليس لدولة ما أو لمجموعة دول أي تدخل أو تحكم فيها وأن هذه القوى قد أخضعت جانبا من العلاقات الاقتصادية و المؤسسات القائمة في العالم لتأثيرها التلقائي و أنها ستؤدي إلى صياغة جديدة لنظام يحكم العالم كوحدة متكاملة الأجزاء بشكل طبيعي و دون حواجز أو حدود ، ومن ثم فان العولمة تعني أن تصير بلدان العالم المختلفة خاضعة لنظام عالمي مسير بقوانين طبيعية حتمية فتنصهر فيه اقتصاديات هذه البلدان بلا سياسات قومية و بما يحقق مصالح الجميع .




المطلب الثالث: أنواع العولمة الاقتصادية.
و تتحدد العولمة الاقتصادية في نوعين رئيسين هما: العولمة الإنتاجية و العولمة المالية
العولمة الإنتاجية تتحقق عولمة الإنتاج من خلال الشركات متعددة الجنسيات وتتبلور عولمة الإنتاج من خلال اتجاهين :
*الاتجاه الأول : عولمة التجارة الدولية : لقد ازدادت وتيرة التبادل العالمي ابتداء من العقد الأخير من القرن العشرين، حيث بلغ معدل نمو التجارة العالمية ضعفي نمو الناتج العالمي في هذه الفترة، فعلى سبيل المثال تزايد معدل التجارة العالمية بحوالي 12% بينما زاد الناتج العالمي بنسبة 6% .

*الاتجاه الثاني : الاستثمار الأجنبي المباشر: لوحظ ارتفاع معدل نمو الاستثمارات الأجنبية المباشرة في بلدان العالم النامي ليصل في المتوسط إلى حوالي 12% خلال عقد السبعينات و يرجع ذلك إلى انتهاج العديد من البلدان آلية السوق من خلال فتح أسواقها لهذه الاستثمارات حيث لعبت الشركات المتعددة الجنسيات دورا بارزا من خلال تكوين المزيد من التحالفات الإستراتيجية فيما بينها لإحداث المزيد من الهيمنة على التكنولوجيا و رؤوس الأموال العالمية.

العولمة المالية : إن العولمة المالية هي الناتج الأساسي لعمليات التحرير المالي و التحول إلى ما يسمى بالاندماج المالي مما أدى إلى تكامل و ارتباط الأسواق المالية المحلية بالعالم الخارجي من خلال إلغاء القيود على حركة رؤوس الأموال و من ثم أخذت تتدفق عبر الحدود إلى الأسواق العالمية و يمكن الاستدلال على العولمة المالية بمؤشرين هما :

*المؤشر الأول: يقصد به تطور حجم المعاملات عبر الحدود من الأسهم و السندات في الدول الصناعية المتقدمة، حيث تشير البيانات إلى المعاملات الخارجية من الأسهم و السندات كانت تمثل أقل من 10% من الناتج المحلي الإجمالي في هذه الدول عام 1980
بينما وصلت إلى ما يزيد من 100% في كل من الولايات المتحدة الأمريكية و ألمانيا عام 1996 و على ما يزيد من 200% في كل من فرنسا و إيطاليا و كندا في نفس العام.

*المؤشر الثاني: و يخص تطور تداول النقد الأجنبي على الصعيد العالمي، حيث تشير الإحصائيات إلى أن متوسط حجم التعامل اليومي في أسواق الصرف الأجنبي قد ارتفعت من 200 مليار دولار في منتصف الثمانينات إلى حوالي 1.2 تريليون دولار أمريكي عام 1995 و هو ما يزيد عن 84% من الاحتياطات الدولية لجميع بلدان العالم في نفس السنة.




المطلب الرابع: مظاهر العولمة الاقتصادية.
هناك عدة مظاهر للعولمة الاقتصادية نذكر على سبيل المثال :
-1 تحـول مفاهيم الاقتصاد و رأس المال:
و قد اقترنت العولمة بظواهر متعددة استجدت على الساحة العالمية، أو ربما كانت موجودة من قبل، و لكن زادت من درجة ظهورها، و هذه الظواهر قد تكون اقتصادية أو سياسية أو ثقافية أو اتصالية أو غيـرها، و لاشك أنّ أبرز هذه الظواهـر الاقتصادية التي أهمهـا:
ـ تحول الاقتصاد من الحالة العينية (الأنشطة التقليدية كتبادل السلع عينياً بالبيع و الشراء) إلـى الاقتصاد الرمزي الذي يستخدم الرموز و النبضات الإلكترونية من خلال الحواسب الإلكترونية و الأجهزة الاتصالية، و ما ينتج عن ذلك من زيادة حجم التجارة الإلكترونية و التبادل الإلكتروني للبيانات في قطاع التجارة و النقل و المال و الائتمان و غيرها.
ـ تحول رأس المال من وظائفه التقليدية كمخزن للقيمة و وسيط للتبادل، إلى سلعة تباع و تشترى في الأسواق (تجارة النقود)؛ حيث يدور في أسواق العالم ما يزيد عن 100 تريليون دولار (100 ألف مليار) يضمها ما يقرب 800 صندوق استثمار، و يتم التعامل يومياً في ما يقرب من 1500 مليار $، أي أكثر من مرتين و نصف قدر الناتج القومي العربي، دون رابط أو ضـابط ، و هو ما أدى إلى زيادة درجة الاضطراب و الفوضى في الأسواق المالية، و أعطى لرأس المال قوة لرفض شروطه على الدول للحصول على أقصى ما يـمكن من امتيازات له. و قد أدى هذا كله إلى زيادة التضخم نتيجة لزيادة قيمة النقـود.
ـ تعمق الاعتماد المتبادل بين الدول و الاقتصاديات القومية، و تعمق المبادلات التجارية من خلال سرعة و سهولة تحرك السلع و رؤوس الأموال و المعلومات عبر الحدود مع النزعة إلى توحيد الأسواق المالية، خاصة مع إزالة كثير من الحواجز الجمركية و العقبات التي تعترض هذا الانسياب بعد إنشاء منظمة التجارة العالمية، التي بدأت نشاطها في بداية عام 1995م، و هو ما يشاهد الآن بعد توحد بورصة لندن و فرانكفورت اللتين تتعاملان في حوالي 4 آلاف مليار $، كذلك توحد بورصات أوروبية أخرى، و هناك اتجاه متزايد نحو إنشاء سوق مالية عالمية موحدة تضم معظم أو جميع البورصات العالمية، و تعمل لمدة 24ساعة ليمكن المتاجرة في أسهم الشركات الدولية من أي مكان في العالم.
2ـ دور أكبر المنظمات العالمية :
ـ زيادة الانفتاح و التحرر في الأسواق و اعتمادها على آليات العرض و الطلب من خلال تطبيق سياسات الإصلاح و التكييف الاقتصادي و الخصخصة، و إعادة هيكلة الكثير من الاقتصاديات الموجهة واقتصاديات الدول النامية مع متطلبات العولمة (مثلما حدث في مصر و يحدث الآن في دول الخليج فضلاً عن باقي دول العالم).


ـ زيادة دور و أهمية المنظمات العالمية في إدارة و توجيه الأنشطة العالمية، كصندوق النقد الدولي و البنك الدولي للإنشاء و التعمير، منظمة العالمية للتجارة، اليونسكو، ومنظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة و غيرها.
ـ التوجه نحو تشكيل العديد من التكتلات الإقليمية الإقتصادية و السياسية و الثقافية مثل تكتل الآسيان و الإتحاد الأوروبي و غيرها، و الزيادة الملحوظة في أعداد المنظمات غير الحكومية بعد أن بدأ دور الدولة في إدارة الاقتصاد في التناقض.
3 ـ تفاقم المديونية و تزايد الشركات المتعددة الجنسيات:
ـ انتشار ظاهرة الشركات المتعددة الجنسيات، مع سيطرتها على الإستثمار و الإنتاج و التجارة الدولية و الخبرة التكنولوجية مثل شركة IBM, و مايكروسوفت و غيرها، خاصة بعد أن ساوت منظمة التجارة العالمية بين هذه الشركات و الشركات الوطنية في المعاملة.
ـ تفاقم مشاكل المديونية العالمية و خاصة ديون العالم الثالث، و الدول الفقيرة مع عدم قدرتها على السداد، و ما تزامن مع ذلك مع زيادة حجم التحويلات العكسية من الدول الفقيرة إلى الدول المتقدمة، و المتمثلة في خدمة الديون و أرباح الشركات المتعددة الجنسيات و تكاليف نقل التكنولوجيا و أجور العمالة و الخبرات الأجنبية، و الذي قابله في نفس الوقت تقلص حجم المعونات و المساعدات و المنح الواردة من الدول المتقدمة إلى الدول النامية و عدم جدواها.
ـ ظهور تقسيم دولي جديد للعمل تتخلى فيه الدول المتقدمة للدول النامية عن بعض الصناعات التحويلية (هي الصناعات التي تعتمد على تحويل المادة الخام إلى سلع مصنعة يمكن الاستفادة منها,،كصناعات الصلب, و البيروكيماويات، و التسليح و غيرها) التي لا تحقق ميزة نسبية، مثل الصناعات كثيفة الاستخدام للطاقة و كثيفة العمل و الملوثة للبيئة، و ذات هامش الربح المنخفض، مثل صناعات الصلب و البتر وكيماويات و التسليح، بينما ركزت الدول المتقدمة على الصناعات عالية التقنية كصناعة الحاسبات و البرامج و أجهزة الاتصالات و الصناعات الالكترونية، ذات الربحية العالية و العمالة الأقل.
4 ـ تبديد الفوائض بدلا من تعبئتها:
ـ تغير شكل و طبيعة التنمية، فبعد أن كانت التنمية تعتمد أساساً على تعبئة الفوائض و التمويل الذاتي (الادخار)، تحولت إلى تنمية تعتمد على الاستثمارات الخارجية و الشركات المتعددة الجنسيات، و أصبحت التنمية هي تنمية الفوائض و المدخرات (الاستهلاك) كناتج أساليب الاستهلاك الترفيهي المتزايدة، تحت ضغط الآلة الإعلانية الجبارة، التي أدت إلى عجز مزمن في موازين المدفوعات و تفاقم أزمة الديون في العالم الثالث، و تركيز التنمية على الجانب الإقتصادي فقط أي تحولها إلى تنمية وحيدة الاتجاه تهمل الاتجاه الاجتماعي و الثقافي،مع اعتماد نظام السوق ليكون أساسا للتنمية في مختلف بلاد العالم. حتى الطبقات عالية الدخل في الدول النامية التي من المفترض أن تكون نسبة ميلها (نسبة الإنفاق على الاستهلاك من الدخل الكلي) قليلة و أصبحت تلك الفئات المسرفة التي تبدد دخولها على الاستهلاك الترفيه،و بالتالي فإن ميلها الاستهلاكي أصبح مرتفعاً، و قد ساعد على ذلك قدرة الاقتصاديات المتقدمة

على إنتاج سلع جديدة و التنوع في السلع القديمة مثل ابتكار طرازات جديدة من السيارات و السلع المعمرة و غيرها.
ـ تراجع نصيب المادة الأولية في الوحدة من المنتج في العصر الحديث بسبب تطور الإنتاج، و هو ما يسمى بالتحلل من المادة، و إحلال الطاقة الذهنية و العملية (الفكر)، محل جزء من المادة الأولية، مما أدى إلى تراجع الأهمية النسبية للنشاط الصناعي في الهيكل الإنتاجي في الدول المتقدمة الصناعية و تصاعد الأهمية النسبية لقطاع الخدمات، و قد زادت الأهمية النسبية لنشاط الخدمات داخل النشاط الصناعي ذاته بحيث أصبحت تمثل أكثر من %60 من الناتج الصناعية ،لتنامي الصناعات عالية التقنية، و ظهور مجموعة جديدة من السلع غير الملموسة كالأفكار و التصميمات و المشتقات المالية استقطبت المهارات العالية، و ما ترتب عن ذلك من زيادة عملية التفاوت في الأجور، و بالتالي توزيع الدخل القومي توزيع غير عادل، سواء على مستوى أفراد الدولة الواحدة أو بين الدول.
5ـ زيادة الفوارق بين الطبقات و البطالة:
ـ إحلال مفاهيم جديدة محل القديمة كسيادة مفهوم الميزة التنافسية، و حلوله محل الميزة النسبية، بعد توحد الأسواق الدولية و سقوط الحواجز بينها، و كذلك سقوط مفهوم التساقط الذي تبناه البنك الدولي و صندوق النقد الدولي لمدة طويلة، حيث إن الطبقات العالية الدخل في الدول النامية هي طبقات مسرفة لا تدخر و لا تستثمر و تبدد فوائضها في مصارف استهلاكية لا يستفيد منها الجميع، و هو ما أدى إلى تناقض معدلات النمو في هذه الدول بسبب الاستثمارات و زيادة عجز الموازين التجارية و موازين المدفوعات.
و تعني الميزة التنافسية للدولة قدرتها على إنتاج سلع و تصديرها لتنافس في الأسواق العالمية دون أن تتوفر لها المزايا التي تساعدها على إنتاج هذه السلع مثل الظروف الطبيعية و المناخية و المواد الأولية، وذلك نتيجة تفوقها التكنولوجي، حيث يمكن لها استيراد المواد الأولية من الخارج و تصنيعها بدرجة عالية من الجودة و بتكلفة أقل لتنافس في السوق العالمي مثلما يحدث في اليابان، و سنغافورة و دول جنوب شرق آسيا، و قد ساعد على ذلك تناقص قيمة المادة في السلع و زيادة القيمة الفكرية و الذهنية نتيجة استخدام الحاسب وأجهزة الاتصالات.
أمـا الميـزة النسبيـة، فهي تعني توفر مزايا للدولة تساعدها على إنتاج سلع معينة كالظروف الطبيعية و المناخية و المواد الأولية أو القوى العاملة الرخيصة، إلا أن هذه المزايا قد لا تساعدها على المنافسة في الأسواق العالمية؛ ربما لانخفاض الجودة أو لارتفاع التكلفة بسبب غياب التكنولوجيا.
ـ اتجاه منظمات الأعمال و الشركات إلى الاندماج؛ لتكوين كيانات إنتاجية و تصنيعية هائلة، الغرض منها توفير العمالة و تقليل تكاليف الإنتاج و الحصول على مزايا جديدة كفتح أسواق جديدة أو التوسع في الأسواق الحالية، و هو ما نشاهده الآن من اندماجات الشركات الكبرى مع بعضها، حيث دخلنا فيما يسمى بعصر "الديناصـورات الإنتاجيـة" الهائلة و الأمثلة على ذلك كثيرة في مجالات البترول و التكنولوجيا و المعلومات والمصارف، و ينتج عن ذلك بالتأكيد تطوير كبير في علم الإدارة و الرقابة و السيطرة للتوصل إلى مهارات إدارية و تنظيمية و صيغ جديدة من الأشكال التنظيمية التي تناسب هذه الكيانات الكبيرة.


المبحــــث الثاني : البعد المــــالي للعولمة (العولمة المالية).
المطلب الأول: نشأة وأسباب ظهور العولمة المالية.
شهد عقد التسعينات ميلاد ما يمكن أن نسميه العولمة المالية، التي يرى البعض أنها أبرز تجليات ظاهرة العولمة، حيث زادت رؤوس الأموال الدولية بمعدلات تفوق بكثير معدلات نمو التجارة و الدخل العالميين.و قـد حضيت الأبعاد المختلفة للعولمـة بالكثير من الدراسة و التحليل، غير أنّ البعد المالي بقي منقوصـاً –إن لم نقل مهملا- من التشخيص و البحث.
و قد شهد العالم أخيرا مثل الأزمات المالية الخانقة التي تعرضت لها المكسيـك (1995-94)، و دول جنوب شرق آسيـا (1997) و التي كانت نموذجا يتحدى به، و البرازيـل (1998)، و روسيـا (1999), و ميلاد العملة الأوروبية الموحدة "اليورو" و ما نتج عن ذلك من تأثيرات على الاقتصاد العالمي, ألقت بضلالها على اهتمامات الباحثين و الجامعين.
وقد ظهرت العولمة المالية نتيجة لعدة أسباب نوجزها فيما يلي :
ـ تخفيض الحواجز أمام التجارة الدولية وازدياد تدفقات السلع والخدمات عبر الحدود، حيث بلغ متوسط الصادرات العالمية من السلع والخدمات ما قيمته 2.3 مليار $ سنويا خلال 83-1992 وازداد بأكثر من 3 مرات بما قيمته 7.6 مليار $ في 2001، فازداد الطلب على التمويل الدولي والسيولة.
ـ عولمة الوساطة المالية كجزء من الاستجابة للطلب على آليات الوساطة في تدفقات رؤوس الأموال عبر الحدود، حيث بلغ حجم تدفقات رؤوس الأموال في العالم عام 2000 ما قيمته 7.5 تريليون $، وهو ما يمثل زيادة تبلغ أربع مرات ما كانت عليه في 1990.
ـ ارتفاع اختلال التوازن في ميزان المدفوعات: فلقد أدى نمو احتياجات التمويل الخارجية للولايات المتحدة مسايرة مع الارتفاع الدائم للفائض الجاري لليابان والاتحاد الأوربي إلى تحفيز نمو التدفقات المالية العالمية.
ـ إرادة السلطات العمومية فتح نظمها المالية.
ـ حركية المجتمعات: فقد تلقى المجتمع الأوربي خلق سوق موحدة بارتياح كبير لأنه سيسهل عليها حرية تنقل الخدمات والأشخاص ورؤوس الأموال.
ـ تحويل التكنولوجيا: فقد ساهمت التكنولوجيا المتطورة في خلق ما يسمى بعولمة الأسواق، وتخفيض أعباء العمليات التي تخص الخدمات بالدرجة الأولى، وسرعة الانتقال والتداول وإمكانية تنفيذ تحويلات مباشرة عن طريق عمليات التحكيم .
ـ الإبداع المالي: عن طريق تطوير طرق جديدة في المفاوضات و لإبرام الصفقات و خلق فرص تمويل جديدة



المطلب الثالث: مراحل تطور العولمة المالية.
رغم أن للعولمة جذور تمتد على نهاية القرن التاسع عشر فان الكثير من الاقتصاديين يعتبرونها حديثة النشأة نسبيا. فعمرها لا يتجاوز الأربعين سنة على أكثر تقدير، ويمكن تلخيص مراحل العولمة المالية فيما يلي:
1ـ مرحلة تدويل التمويل غير المباشر( 1960ـ 1979 ):
أهم ما ميز هذه المرحلة:
ـ سيطرة البنوك على تمويل الاقتصاديات الوطنية (سيطرة التمويل غير المباشر) و تعايش الأنظمة المالية و النقدية الوطنية المغلقة .
ـ انهيار نظام (Bretton Wood ( في أوت 1971. و حل محله نظام أسعار الصرف المرنة .
ـ إدماج البتر ودولارات في الاقتصاد العالمي بعد ارتفاع أسعار البترول حيث عرفت دول الخليج فائضا ماليا قدر ب:360 مليار $خلال الفترة (1974-1981) مما زاد في نسبة الادخار العالمي .
ـ بداية المديونية الخارجية لدول العالم الثالث .
ـ ظهور أسواق الأدوات المالية المشتقة مثل المستقبليات المبادلات و الخيارات حيث ظهرت لأول مرة في الولايات المتحدة سنة 1972 . بريطانيا 1982. فرنسا 1986 .
ـ ارتفاع العجز في موازين المدفوعات للدول المتقدمة .
2ـ مرحلة التحرير المالي (1980 – 1985 )
لقد عرفت هذه المرحلة ما يلي :
ـ رفع الرقابة على حركة رؤوس الأموال.
ـ التوسع الكبير في أسواق السندات و الذي كان سببه الرئيسي حاجة الدول الصناعية و خاصة الولايات المتحدة لتغطية العجز في ميزان المدفوعات و ذلك عن طريق إصدار و تسويق تلك الأدوات المالية في الأسواق المالية .
ـ توسع صناديق المعاشات و الصناديق الأخرى المتخصصة في جمع الادخار و التي تمتاز بفوائضها المالية الكبيرة.




3ـ مرحلة صعود الأسواق المالية الناشئة (1986 - .......)
أهم ما ميز هذه المرحلة ما يلي:
ـ توسع أسواق الأسهم و السندات بعد سلسلة من الإصلاحات كانت بدايتها في بريطانيا ثم تبعتها بقية بورصات العالم . حيت زادت قيمة الأسهم المتداولة في البورصات العالمية من 1400 مليار دولار سنة1975 إلى 17000 مليار دولار$ سنة 1995 أي بمتوسط زيادة سنوية قدرها 13,25% ، و فيما يخص سوق السندات فان حجمها قد قدر سنة 1995 ب :15300مليار دولار ، و كان نصيب الولايات المتحدة، من هذه السوق حوالي 2758مليار دولار معظمها سندات حكومية بنسبة 88% .
ـ صعود الأسواق المالية الناشئة و ربطها بالأسواق المالية العالمية حيث زاد نصيب هذه الأسواق من الرأسمال المتداول في الأسواق العالمية من 4% سنة 1986 مقابل 14% في الوقت الحالي.
ـ الأزمات المالية التي عرفتها الأسواق المالية الناشئة ، بداية من أزمة المكسيك 1994 ، أزمة دول جنوب شرق أسيا 1997 ، الأزمة الروسية 1998 ، أزمة البرازيل 1999 .

المطلب الثالث: العوامل المساعدة في تطور العولمة المالية.
توجد هناك عدة عوامل أساسية ساهمت في تطور العولمة بشكل ملفت للانتباه و هي :
ـ هيكلة السوق المالية : فقد لجأت معظم الدول إلى تمويل مؤسساتها على إصدار أسهم و سندات و إصدار الأوراق النقدية لضمان التمويل للمدى القصير ، بدل الاعتماد على الاستدانة عن طريق القروض البنكية.
ـ تغيير القواعد عدم دفع التعويضات و إعادة توظيف الأموال : فقد تسببت مشاكل الاستدانة المفرطة و تمركز جل التدفقات المالية في المجموعات الثلاثة المتكونة من الولايات المتحدة ، الاتحاد الأوربي ، اليابان في تعويض القروض المألوفة ، و تغيير قوانين و قواعد ساهمت في إنشاء سوق مالي موحد .
ـ تحويل الديون العمومية: فقد تم تحويل الديون العمومية إلى أسهم و سندات قابلة للتداول لأنها قد تشكل بالنسبة للمؤسسات المقرضة مصدر هام.
ـ توظيف الأموال لغرض المضاربة: فلقد توجهت معظم المؤسسات إلى إعادة توظيف أموالها في الأسواق المالية بدل المغامرة و الاستثمار في مجال الإنتاج، وقد كان ذلك بسبب الأزمتين البتروليتين عام 1973، 1979ـ1980.
ـ إعادة استثمار الأرباح : حيث تمول الشركات متعددة الجنسيات استثماراتها الخارجية باعتمادها على الادخارات المحلية للبلد المستضيف والأرباح المحققة من طرف فروعها فحوالي 69.3% من الاستثمارات الخارجية المباشرة للولايات المتحدة ممولة بإعادة توظيف أرباح هذه الشركات .

ـ التقدم التكنولوجي و انخفاض تكاليف النقل و الاتصال : فقد أدى التقدم التكنولوجي إلى انخفاض تكلفة النقل بين الدول المختلفة ،وساهم في سرعته و تطوره، وقد لعبت التكنولوجيا و الانتشار السريع للمعلومات والمكتسبات العلمية و الفكرية و تطور شبكات الكمبيوتر دورا هاما و متزايدا في توسيع نطاق الإعلام و الاتصال .

المطلب الرابع: خصائص العولمة المالية.
ان للعولمة جملة من الخصائص تميزها عن غيرها من المفاهيم أهمها:

* سيادة آليات السوق و السعي لاكتساب القدرات التنافسية:
إن أهم ما يميز العولمة هي سيادة آليات السوق، و ارتباطها ارتباطا وثيقا بالحرية، كما تعتمد على التقدم التكنولوجي و الثورة المعلوماتية و ثورة الاتصال و المواصلات من أجل اكتساب قدرات تنافسية و تعميقها لتحقيق أعلى إنتاجية بأقل تكلفة ممكنة ،و بأحسن جودة و البيع بسعر تنافسي على أن يتم ذلك في ظروف قياسية، لأن العالم تحول إلى قرية كونية صغيرة يتغير فيها نمط تقسيم العمل الدولي ليتفق و ينسجم مع عالمية الإنتاج و عالمية الأسواق.
* ديناميكية و حركية و مفهوم العولمة:
إن أهم خاصية للعولمة هي تميزها بالحركية و الديناميكية، بدليل احتمال تبدل موازين القوى الاقتصادية القائمة، إذ تسعى كل دولة بكل ما لديها من قوة للحصول و امتلاك القدرات التنافسية حتى تستطيع المنافسة، و يظهر ذلك جليا من خلال التكتلات الإقليمية في مواجهة عولمة الاقتصاد و الدفاع عن المصالح الوطنية؛ و تتعمق حركية العولمة إذ أنها تسعى كذلك إلى إلغاء الحدود السياسية و التأثير بقوة على دور الدولة في النشاط الاقتصادي.
* الاعتماد على الاقتصاد المتبادل:
إن التحول من الاتفاقية العامة للتعريفة الجمركية إلى المنظمة العالمية للتجارة لم يلبث أن غير ملامح الاقتصاد العالمي، حيث ربطت العلاقات و تشابكت المصالح بين عدد من البلدان. و مع ميلاد هذه المنظمة ، اكتملت مؤسسات النظام الاقتصادي العالمي الحديث الذي اتسم بهيمنة النظام الرأسمالي بمبادئه و آلياته، حيث سعت الدول المنتمية إلى هذه المنظمة للاستفادة من تحرير التجارة و حركة رؤوس الأموال الدولية. و زيادة وتيرة التبادلات التجارية بفضل الثورة التكنولوجية و المعلوماتية؛ و في ظل العولمة تم إسقاط حاجز المسافات بين الدول و القارات ،و قد ترتب على زيادة درجة الاعتماد الاقتصادي المتبادل كأحد الخصائص المميزة للعولمة ظهور آثار عديدة لعل أهمها :



ـ زيادة تعرض الاقتصاديات الوطنية للصدمات الاقتصادية.
- حركة انتقال الصدمات الاقتصادية سواء كانت إيجابية أو سلبية ( فإذا ما حدثت موجة انتعاشية أو انكماشية في الولايات المتحدة مثلا فإنها تنتقل سريعا إلى البلاد الصناعية الأخرى و النامية).
ـ تزايد أهمية التجارة الدولية كعامل هام في النمو الاقتصادي في الدول المختلفة حيث أصبحت الصادرات محرك النمو و هذا نتيجة لزيادة درجة الاعتماد المتبادل.
ـ زيادة درجة المنافسة أدت إلى إزالة العقبات أو تذليلها على الأقل أمام التدفقات السلعية و المالية و قيام أسواق عالمية في السلع و الخدمات تتنافس و تتصارع فيها مختلف دول العالم .

* وجود أنماط جديدة من تقسيم العمل الدولي:
إن العولمة تتسم بوجود أنماط جديدة من تقسيم العمل الدولي، حيث لم يعد في إمكانية أي دولة مهما كانت قدرتها الذاتية أن تستقل بمفردها هذا المنتج الصناعي و إنما من الشائع اليوم أن نجد العديد من المنتجات يتم تجميع مكوناتها في أكثر من دولة بحيث تقوم كل واحدة منها بالتخصص في صنع أحد المكونات فقط؛ و بالتالي أصبحت قرارات الإنتاج و الاستثمارات تتخذ من منظور عالمي ووفقا لاعتبارات الرشادة الاقتصادية فيما يتعلق بالتكلفة و العائد.
* تعاظم دور الشركات المتعددة الجنسيات:
إن أحد أهم السمات الأساسية للعولمة هي الشركات المتعددة الجنسيات أو الشركات العابرة للقارات و التي تؤثر بقوة على الاقتصاد العالمي من خلال ما يصاحب نشاطها من استثمارات مباشرة و نقل للتكنولوجيا و الخبرات الإنتاجية و التسويقية و الإدارية؛ و هناك العديد من المؤشرات الأخرى الدالة على تعاظم دور الشركات المتعددة الجنسيات العالمية و لعل من أهمها :
ـ أن إجمالي إيرادات أكبر 500 شركة متعددة الجنسيات في العالم يصل إلى حوالي 45% من الناتج المحلي الإجمالي؛ و تستحوذ الشركات المتعددة الجنسيات على تحو 40% من حجم الصادرات الدولية.
ـ أن 80% من مبيعات العالم تتم من خلال الشركات المتعددة الجنسيات.
ـ إنتاج أكبر 600 شركة متعدية الجنسية وحدها يتراوح ما بين ربع و خمس القيمة المضافة المولدة من إنتاج السلع عالميا.
ـ أن الأصول السائلة من الذهب و الاحتياطيات النقدية الدولية المتوافرة، لدى الشركات المتعددة الجنسيات حوالي ضعفي الاحتياطي الدولي منها و يدل هذا المؤشر على مقدار تحكم هذه الشركات في السياسة النقدية الدولية و الاستقرار النقدي العالمي.
ـ أن للشركات المتعددة الجنسيات الدور الرائد في التقدم التكنولوجي حيث يعود إليها الفضل في الكثير من الاكتشافات العلمية التي يرجع معظمها إلى جهود البحث و التطوير التي قامت بها هذه الشركات.

* تزايد دور المؤسسات الاقتصادية العالمية في ظل العولمة:
لقد تميز عقد التسعينات من القرن العشرين بـ: انهيار الاتحاد السوفيتي، تعاظم نشاط الأسواق المالية، قيام تكتلات اقتصادية كبرى، قيام منظمة التجارة العالمية التي بها اكتمل المثلث الذي تشكل أضلاعه مؤسسات النظام الاقتصادي العالمي ( صندوق النقد الدولي، البنك الدولي و منظمة التجارة العالمية).

المطلب الخامس: أسس العولمة المالية.
ترتكز العولمة المالية على ثلاثة أسس رئيسية و هي:
1 ـ عدم الفصل بين أقسام أسواق رأس المال (Le Décloisonnement)
إن الشرط الضروري للعولمة المالية ليس فقط في انفتاح أسواق المال القطرية أمام تدفق رؤوس الأموال و إنما أيضا في انفتاح الأقسام الموجودة في هذه الأسواق على بعضها البعض، أي أن تطبيق هذا المبدأ يتم على مستويين:
- المستوى الداخلي: و يعني إمكانية الانتقال من السوق المالي قصيرة الأجل إلي السوق المالي طويل الأجل، من البنوك التجارية إلى بنوك الأعمال، من خدمات التامين إلى الخدمات البنكية، ومن أسواق الصرف إلى الأسواق المالية...الخ. و تجدر الإشارة أن الحركة القوية لعمليات إلغاء التخصص للأسواق ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث تم التوصل إلى إلغاء بعض التمييزات التقليدية التي كانت تفصل البنوك التجارية و بنوك الأعمال، في بريطانيا تم مزج وظائف الوسطاء الماليين و السماسرة، كما سمح لغير المقيمين بأن يكونوا مساعدي الرؤساء في الإصدارات الأجنبية.
- المستوى الخارجي: و يعني فتح الأسواق المالية الوطنية أمام المتعاملين الأجانب، بحيث يتسنى للمتعاملين الأجانب شراء جزء من الأصول المالية لكبرى الشركات الوطنية، بالإضافة للأصول المالية الحكومية.
2 ـ تقلص دور الوساطة في التمويل (La Désintermédiation)
و هذا يعني اعتماد أساليب التمويل المباشرة لإجراء عمليات التوظيف و الاقتراض، و نقصد بالتمويل المباشر، اللجوء إلى إصدار و تبادل الأوراق المالية في الأسواق المالية ( أسهم، سندات..الخ.) دون المرور عبر الوسطاء الماليين أو البنوك ( التمويل غير المباشر )، فالرشادة الاقتصادية تستدعي البحث عن أفضل تمويل بأقل تكلفة، و هذا ما يفسر التطور الكبير للأدوات المالية المباشرة على حساب نشاط البنوك و الوسطاء الماليين الآخرين.
3 ـ إزالة القيود التنظيمية (La Déréglementation)
تزامن مبدأ إزالة القيود التنظيمية مع السياسة النقدية الجديدة للولايات المتحدة الأمريكية خلال الثمانينات و التي ألغت الكثير من القيود التنظيمية خاصة في مجال تسيير الحسابات المالية، فعلى سبيل المثال أصبح بإمكان سحب مبالغ مالية من الحساب للأجل (comptes à terme ) بشرط الإبقاء على رصيد أدنى، كما يمكن إجراء عملية تحويل مباشرة من الحساب الجاري (comptes à vue) إلى الحساب للأجل( (comptes à terme، ومن جهة أخرى اعتمدت هذه السياسة نظام تعويم أسعار الفائدة و أسعار صرف العملات مما أدى إلى إفراز سلسلة من الأدوات المالية الجديدة لإدارة المخاطر الناتجة عن التذبذب و عدم الاستقرار في أسعار الفائدة و أسعار صرف العملات، مما شجع على إزالة القيود التنظيمية التي كانت توضع لتجنب تلك المخاطر.

المبحـــث الثالث : مزايا العولمة المالية و استراتيجيات مواجهة المخاطر.
المطلب الأول: حدود العولمة المالية.
ستسمح العولمة المالية بتقليص العجز في الميزان الخارجي لبعض الدول ولو بصفة مؤقتة، هذا ما سيسمح بالتقليل من الفوارق بين النظم المالية المحلية والنظام المالي العالمي، أما بالنسبة لتلك الدول ذات الفائض في موازينها الخارجية فإن لها فرصة أكبر في ظل العولمة المالية لاستثمار مداخيلها، وتسيير رؤوس أموالها بصفة دائمة وعقلانية على مدار السنة، وبذلك التحكم في التوازنات الخارجية إضافة لذلك تتيح العولمة المالية إمكانية توزيع الأصول الدولية مما يسمح بظهور منافسة بين مختلف الدول والمنظمات المصرفية العالمية، مما شجع تطوير النظم المصرفية بصفة متسارعة وأثمر في توسيع الشبكة المصرفية العالمية وسرعة المبادلات الاقتصادية والتجارية.
وبشكل عام فإن أحد المنافع الرئيسية لزيادة التنوع في موارد التمويل هو تقليل خطر "أزمات الائتمان" إضافة إلى إتاحة فرص أكبر للاختيار بالنسبة للمقترضين والمستثمرين وبالتالي الحصول على شروط أفضل للتمويل وتنويع الحوافظ.
لكن رغم ما تتيحه العولمة المالية إلا أن البلدان التي تتميز بمرحلة انتقالية أو هي في طور النمو لن تحصل لها الفائدة الكبيرة بسبب نظمها البنكية المغلقة التي لا تتماشى والتطورات الحاصلة في الأسواق المالية العالمية، ومن جهة أخرى يبقى المستثمرون يفضلون اكتساب أصول محلية متخلين بذلك عن المغامرة والاستثمار في الأسواق الخارجية، إضافة إلى العراقيل المتصلة بالنظم الجبائية

المطلب الثاني: الاقتصاد الجزائري و العولمة المالية.
كان ومازال الاقتصاد الجزائري يعيش واقعا متدهورا من جميع الجوانب (الفلاحة،الصناعة،الإدارة، التجارة...)، فقد عاش و لمدة طويلـة تحت رحمة القرارات و المراسيم عن طريق التخطيط المركزي، حيث البيروقراطية الإداريـة، و العقود و الصفقات السياسة، بعيدة عن السوق أي عن العرض و الطلب و المنـافسة.
جاءت الصدمة البترولية عام 1986 كشفت عن هشاشة و ضعف المنظومة الاقتصادية، حيث وصل حجم التضخم إلى %42 و انخفضت طاقة المصانع إلى ما دون %50، و قلة المداخيل و ضعف الاستثمارات و إنخفظت قيمة العملة، و بهذا أصبح الإقتصاد الجزائري يمر بمرحلة انتقالية ظهرت سلبياتها في الميدان الصناعي و الاجتماعي في 1994-04-12، كانت المحطة الأولى في مسيرة الاقتصاد الوطنين و ذلك بالتوقيع على (رسالة رغبة) مع المؤسسات المالية الدولية ثم القبول بشروط صندوق النقد الدولي،و نادي باريس، و من هذه الشروط:


ـ تقليص مصاريف الدولة و الخاصة بالشؤون الاجتماعية.
ـ الحرية الشاملة الأسعار.
ـ تخلي الدولة عن دعم الشركات و تطبيق الخصخصة و تشجيعها.
ـ الحرية المطلقة للتجارة الخارجية و الرفع من الضرائب لدعم تمويل الخزينة.
ـ مراقبة شديدة لتعديل ميزان المدفوعات.
ـ تجميد الأجور و التخفيض من استثمارات القطاع العام.

المطلب الثالث: مزايا و مخاطر العولمة المالية .
تتضمن العولمة بعض الجوانب الايجابية و السلبية تتجلى في المزايا و المخاطر نذكر منها :
أ- المزايـا:
يرى أنصار العولمة المالية أنها تحقق مزايا عديدة بالنسبـة للدول الناميـة يمكن إجمالها في النقاط التالية:
ـ يمكن الانفتاح المالي الدول النامية من الوصول إلى الأسواق المالية للحصول على ما تحتاجه من أموال لسد فجوة في الموارد المحلية، أي قصور المدخرات عن تمويل الاستثمارات المحلية، مما يؤدي إلى زيادة الاستثمار المحلي و بالتالي معدل النمو الاقتصادي.
ـ تسمح حركة الاستثمارات الأجنبية المباشرة و استثمار الحافظة المالية بالابتعاد عن القروض المصرفية التجارية، و بالتالي الحد من زيادة حجم الديون الخارجية.
ـ تخفيف تكلفة التمويل بسبب المنافسة بين الوكلاء الاقتصاديين.
ـ تؤدي إجراءات تحرير النظام المصرفي و المالي إلى خلق بيئة مشجعة لنشاط القطاع الخاص إلى الحد من ظاهرة هروب رؤوس الأموال إلى الخارج.
ـ تساعد الاستثمارات الأجنبية على تحويل التكنولوجية.


ب- المخاطـر:
لقد أثبتت تجارب عقد التسعينات، أن العولمة المالية بالنسبة للدول النامية كثيراً ما أدت إلى حدوث أزمات و صدمات مالية مكلفة (المكسيك و النمور الآسيوية و البرازيل و روسيا...)، و يمكن إيجاز مخاطر العولمة المالية في النقاط التالية:

ـ المخاطر الناجمة عن التقلبات الفجائية للاستثمارات الأجنبية (خصوصاً قصيرة الأجل مثل استثمارات الحافظة المالية).
ـ مخاطر التعرض لهجمات المضاربة.
ـ مخاطر هروب الأموال الوطنية.
ـ مخاطر دخول الأموال القذرة(غسل الأموال).
ـ إضعاف السيادة الوطنية في مجال السياسة المالية و النقدية.
و لا يختلف كثيرا دور الاستثمارات الأجنبية الخاصة في تنمية البلدان الأقل نمواً عن تحرير التجارة، فهذه الاستثمارات تأتي لخدمة التجارة الخارجية و بدافع تحقيق الربح الوفير و السريع، فهي بالتالي تعمل على تقديم التقسيم الدولي القائم و لا تغييره لصالح الدول النامية، إذ أنّ رأي أنصار منظمة التجارة العالمية و المؤسسات الدولية الأخرى بأن تحرير التجارة و الاستثمارات الأجنبية يسهم بشكل فعال في تحقيق النمو الاقتصادي للدول تعترضه تحفظات، فكثيراً ما يكون النمو و الأداء للاقتصاد هو الذي يجلب الاستثمارات الأجنبية الخاصة و ليس العكس، حيث أن هذه الاستثمارات شأنها شأن القروض الخارجية الممنوحة من طرف المؤسسات المالية الدولية، مما تذهب إلى الدول التي تحتاج إلى هذه الأموال لرفع معدل نموها, كما يشهد بذلك توزيع هذه الاستثمارات بين مناطق العالم.
ففي عقد التسعينات مثلا اتجهت الحصة الكبرى من الاستثمارات الأجنبية إلى الدول الأجنبية إلى الدول الصناعية الكبرى (الولايات المتحدة الأمريكية و أوروبا و اليابان)، و بلغت أكثر من %15 كمتوسط.
و إن كانت الدول النامية قد أفلحت في زيادة حصتها من الاستثمارات فإن ذلك كان لصالح عشر دول ناشئة أو صاعدة و هي (الأرجنتين، البرازيل، تشيلي ، الصين، إندونيسيا، كوريا الجنوبية،ماليزيا و المكسيك و تايلاند)، حيث تستحوذ هذه الدول ثلاثة أرباع مجمل تدفقات رؤوس الأموال إلى البلدان النامية، و هذا التوزيع ينفد فرضية التوزيع الأمثل و العادل لرؤوس الأموال على الصعيد العالمي.
و إذا نظرنا إلى تركيبة هذه الأموال، فإننا نلاحظ المكانة الكبرى للاستثمارات الأجنبية المباشرة، و التزايد المطرد للاستثمار في الحافظة المالية عدى حساب القروض التجارية الأخرى، و هو ما يعكس رعية الدول المستقطبة لهذه الموال في مثل النوعين الأولين لكونهما يخلقان فرصا جديدة للتمويل و التشغيل دون إثقال الديون الخارجية للدول.


المطلب الرابع: استراتيجيات مواجهة تحديات العولمة المالية.
لا توجد الدول النامية في منزلة واحدة من التقدم و التنمية, و بسبب عدم وجود حلول شاملة, فإن المشاكل الداخلية التي على هذه الدول أن تتخطاهـا لجني ثمار سياسات الانفتاح و التحرير التجاري و جلب الاستثمارات الأجنبية، قد تختلف من بلد لآخر، و لضمان ذلك لا بد من تحقق جملة من الأهداف نذكـر منهـا:
أ- استقرار السياسات الاقتصادية الكلية:
يعتبر وجود سياسة اقتصادية كلية عامة ثابتة و مستديمة، شرطاً ضروريا للاستفادة من الإمكانات التي تتيحها عولمة الاقتصاد، فـي عقد التسعينات اتجهت الحصة الكبرى من لاستثمارات الأجنبية إلى الدول الصناعية الكبرى، و بلغت أكثر من 75 كمتوسط. و إن كانت الدول النامية قد أفلحت في زيادة حصتها من الاستثمارات فإن ذلك كان لصالح 10دول ناشئة أو صاعدة، يكمن مفتاح قيام اقتصاد سوق أكثر حيوية في الدول النامية في نوعية التصرف في المؤسسات العامة و في درجة ثقة الوكلاء.
ب- الاقتصاديين المحليين و الأجانب في هذا التسيير:
و يمكن إيجاز العوامل المؤثرة إيجابا في هذا الأداء في النقاط التالية:
ـ إطار مؤسساتي و قانوني يشجع تطور اقتصاد قائم على مؤسسات أكثر فعالية.
ـ خلق بيئة تنافسية تجعل السوق أكثر نجاعة.
ـ ضمان شفافية أكثر لنشاط المؤسسات الاقتصادية.
ج- تدعيم القطاع المالي:
أظهرت التجارب أن الدول التي تحضى بقطاع مالي و مصرفي متحرر و متطور هي في الغالب التي استفادت من الاستثمار،و حققت آداءاً اقتصاديا أفضل، كما برهنت هذه التجارب على أنّ نجاح الإصلاحات الهيكلية و قدرة الإقتصاد على مقاومة الصدمات الخارجية الفجائية، ترتبط بسلامة القطاع المالي و البنكي نظراً لأهمية القطاع المالي و البنكي و أهميته في رفع كفاءة الاقتصاد و تحقيق الاستقرار الكلي المنشود.
و من المنتظر أن تكون مسألة تحرير و هيكلة الأنظمة المالية محور نقاشات قادمة في منظمة التجارة العالمية، و صندوق النقد و البنك الدوليين، نظراً لحساسية هذا القطاع و التحديات التي تواجهه بعد أزمة نهاية التسعينات.



د- تنمية المصادر البشرية:
إن مسيرة التنمية في الدول الأقل نمواً مرتبطة بتحقيق معدلات نمو اقتصادية مرتفعة تفوق معدلات النمو الديمغرافي، لتضييق الفجوة بينها و بين الدول المتقدمة، و هذا الأمر يتطلب تحقيقه تطوير كفاءات القادرة على توليد التقنية الأكثر ملائمة من خلال التركيز على التعليم و البحث العلمي و التطويـر.
هـ - إصلاحات سياسية:
إن نجاح السياسات في البلدان النامية مرهون بإنجاز إصلاحات سياسية تسمح بمشاركة القوى الفاعلة و الكفاءات الحية في رسم القرارات الاقتصادية و السياسات المصيرية، و في ظل التحولات اتجهت مجموعة كبيرة من البلدان لإقامة تكتلات اقتصادية لمواجهة العولمة، و إثبات وجودها في منظومة الاقتصاد العالمي بعد تزايد عدد الموقعين على الجات التي أصبحت OMC ، منها المجموعة الاقتصادية الأوروبية، و منطقة التبادل الحر لأمريكا الشمالية، و رابطة دول جنوب شرق آسيا و المجموعة الاقتصادية الإفريقية.



الخاتمــــــــــــــــة.
من كل هذا، يتضح أن العولمة ليست (شراً خالصاً)، و لا (خيراً خالصاً) بالنسبة للبلدان النامية و أنها لن تؤدي بصورة آلية و تلقائية إلى الإضرار بها أو نفعها، و إنما الأمر يتوقف عليها أولا و أخيرا، فإذا ما أحسنت تدبير شؤون اقتصادها و أخذت بسياسات سليمة تزيد من قدرتها على المنافسة و تدعم مركزها التفاوضي مع الغير جاءت النتيجة خيراً و بركة، و إلا كانت عليها و على سكانها، و عليه فإن الترتيبات الأقلمة ليست نفيا للعولمة أو عرقلة لها، بل إنها إذا أقيمت على أسس سليمة و رشيدة تضيف للعولمة بأكثر ما يضيفه مجموع مساهمات الدول الأعضاء الداخلة فيها، و إنها تكفل شريكا أقوى في العولمة أكثر قدرة على أن يفيد الآخرين و أن يستفيد.
الملخص
وتأسيسا على ما ذكرناه فإن للعولمة جملة من الخصائص نوجزها فيما يلي :
- تلعب العولمة المالية دورا أساسيا في درجة تبعية الدول المتخلفة للدول المتقدمة من خلال المديونية الخارجية، إذ أصبحت تلك الديون أدوات مالية تتداولها البنوك و المؤسسات المالية العالمية.
- في ظل العولمة المالية، ظهرت التكتلات المالية العالمية لتسيطر على مصادر التمويل و توجهها الوجهة التي تخدم مصالح الدول الكبرى، أي أن العولمة المالية تؤثر على توزيع الادخار العالمي و توظيفاته في عالم وحيد القطب
- تسمح العولمة للمضاربين بتحقيق أرباح سريعة و كبيرة عبر المضاربة.
- استخدام عقود الخيارات و المشتقات المالية على العملات و أسعار الفائدة من أجل التغطية و الحماية من الأزمات.
- ظهور و توسع أسواق الأورودولار، بدأ من لندن ثم إلى بقية الدول الأوروبية.
- إدماج البترودولارات في الاقتصاد العالمي، بعد ارتفاع أسعار البترول و تجمع مبالغ ضخمة لدى الدول المصدرة للبترول فاقت احتياجاتها من التمويل، مما زاد في نسبة الادخار العالمي و ظهور القروض البنكية المشتركة.
- حرية تحرك رؤوس الأموال مهما كان شكلها بين دول العالم دون قيد و التي تهدف إلى تحقيق أرباح باستثماراتها في الدول التي هي في حاجة إلى موارد مالية.
- تسمح للدول النامية بالحصول على مصادر تمويل من الأسواق المالية الدولية لتغطية العجز الحاصل في المدخرات المحلية. وهذا ما يسمح لها بزيادة استثماراتها المحلية( إضافة إلى انفتاح هذه الدول).
- يمكن الاعتماد على طرق الاستثمار الأخرى كالاستثمارات الأجنبية المباشرة و الاستثمارات في المحافظ المالية لتفادي المخاطر الناجمة عن التمويل بواسطة القروض.
- الحصول على الأموال بتكاليف منخفضة لوجود المنافسة بين الممولين.
- يمكن الحد من هروب الأموال إلى الخارج بتحديث النظام المصرفي و المالي و توفير المناخ المناسب للقطاع الخاص الوطني.
ـ تساعد الاستثمارات الأجنبية على نقل التكنولوجيا و الخبرة في الإدارة و التسيير

Amine.256
2011-12-11, 22:43
اسم العضو :Amine

الطلب :بحث حول la chambre de compensation

المستوى :4 جامعي

أجل التسليم : أسرع مايمكن

سعد 1980
2011-12-12, 08:35
اسم العضو : سعد 1980
اسم البحث : الأوراق التجارية
المستوى : الثالثة جامعي
أجل التسليم : الخميس 15 نوفمبر

imanekasmi
2011-12-12, 18:49
الى ماذا اتطرق في خطت بحثي

(القبائل الليبية القديمة)

كيف اعالج الموضوع

وجزاكم الله خيرا

imanekasmi
2011-12-12, 19:42
اريد بحث حول المدهب الرستمي

toutou0420
2011-12-12, 21:58
اسم العضو :toutou0420

الطلب الذهنية العلمية والمعرفة وعلاقتهما ببعض على اساس التصحيح والتوسيع (الادب العربي)

المستوى 3علوم تجريبيه
أجل التسليم :الاربعاء 14 ديسمبر 2011

toutou0420
2011-12-12, 21:59
مشكورين مسبقا

محب بلاده
2011-12-12, 22:53
يمكن هذا يساعدك وتجد فيه ما يلبي طلبك


تأصيل العلوم الإنسانية في الفكر العربي المعاصر
الشروط المعرفية والتاريخية
كمال عبد اللطيف
مقدمة:
يثير موضوع واقع العلوم الإنسانية والاجتماعية في الفكر العربي المعاصر إشكالات نظرية وتطبيقية متعددة. بعضها يرتبط بأسئلة المعرفة العلمية في الثقافة العربية والمجتمع العربي، وكثير منها يتصل بنوعيات الممارسة العلمية كما تجري في الجامعات ومراكز البحث العلمية العربية.
صحيح أن عمر البحث في الإنسانيات بأساليب المنهج العلمي ما يزال في بدايته، وأن أعرق الجامعات العربية لا يتجاوز عمرها ثلاثة أرباع القرن الواحد، بل إن عمر أقسام العلوم الإنسانية داخل هذه الجامعات لا يتعدى أربعة عقود من الزمن في أغلب الجامعات العربية، إلا أن كل هذا لا يعفينا من التساؤل عن طبيعة الإنجازات التي تبلورت في هذا المجال ومدى مطابقتها للأسئلة التي تطرحها الأوضاع الإنسانية في الوطن العربي. ولعلنا لا نجانب الصواب إذا ما قلنا إن التفكير في مسيرة البحث في العلوم الإنسانية في الفكر العربي المعاصر يتيح لنا صياغة الأسئلة المحفزة على تطوير آفاق هذه العلوم.
وإذا كنا نسلم بأن ميلاد البحث العلمي في الظواهر الإنسانية في القرن التاسع عشر(1) قد واكب في التاريخ الغربي ميلاد المجتمع الصناعي، وتطور نمط الإنتاج الرأسمالي، كما واكب مجمل التغيرات التي عرفها الغرب الأوروبي في سياق تطور المجتمع، وتطور علاقات الإنسان بالطبيعة وبالتاريخ، وسعيه لمعرفة مظاهر السلوك الإنساني في مختلف أبعادها، فإن محصلة كل الإشارات التي ذكرنا آنفا وباختزال شديد ساهمت في تحقيق ثورة فعلية في مجال الإحاطة بالظواهر الإنسانية في مستوياتها المتعددة (الاقتصادي، المجتمعي، النفسي، الظواهر الرمزية الخ…) ثم في مستوى الفروع التخصصية التي اتجهت نحو المزيد من الإحاطة بالأبعاد الفرعية لهذه الظواهر، من أجل تحقيق معرفة أفضل بالإنسان ومحيطه، وبصورة تمكن من تهيئ ما يسمح له بتحسين أحواله، والتحكم في مستقبله ومصيره.
وقد واكبت عمليات تشكل موضوعات العلوم الإنسانية في الفكر الغربي صيرورة مجتمعية محددة، محكومة من جهة بتطور نمط الإنتاج الرأسمالي ومحكومة من جهة أخرى بتطور المجتمع وتطور الأنظمة السياسية، وتم كل ذلك في أفق مزيد من دمقرطة الحياة السياسية، كما تم في سياق من تطور المعرفة نتيجة المتراكمات التي بلورها تاريخ الأفكار الفلسفية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، وكذا تطور المعارف العلمية في مجالي الطبيعة والرياضيات، ثم في مجالات الطب والفلك والتاريخ، وهو الأمر الذي ترك بصماته جلية في باب بناء المناهج والآليات المطابقة لكيفيات مواجهة الظواهر الإنسانية، من أجل تشريحها وفحصها، ثم بناء موضوعاتها بالأدوات التي تسعف بالتملك العلمي للمعطيات، واستخلاص النتائج والقوانين المترتبة عن كل ذلك. إن المواكبة هنا هي مواكبة بين قيم التصنيع والتقنية والعقل(2).
في الصياغة المركبة للملامح العامة للترابط الحاصل في مسيرة تشكل العلوم الإنسانية في علاقتها بالتاريخ الأوروبي العام، وقفنا على جانب من كيفيات تشكل ثم تطور الجهود البحثية في مجال العلوم الإنسانية كما تبلورت في الغرب الأوروبي منذ منتصف القرن الماضي وإلى يومنا هذا، حيث ما فتئت جهود البحث في مجال الظواهر الإنسانية متواصلة بهدف مزيد من استيعاب موضوعاتها، وذلك انطلاقا من الإيمان بحدود المعرفة العلمية وقيمتها الأساس داخل هذه الحدود.
لهذا يعنى البحث في الظواهر الإنسانية في تاريخ المعرفة الغربية بالظواهر وبالأدوات والمناهج الاختبارية، كما يعنى في مباحث أخرى بالأسئلة الفلسفية الكبرى التي تثيرها أوضاع تطور العلوم الإنسانية، سواء في مستوى المناهج أو في مستوى الآليات المستعملة.
ولهذا السبب أيضا تتبلور على هامش البحث في الظواهر الإنسانية وبجانبه وفي صلبه أحيانا أسئلة لا حصر لها، تتعلق بموضوعات لها صلة غير مباشرة بمجال الظواهر الإنسانية، إلا أنها تمكن من التفكير مجددا في كل ما يساعد على تطوير المباديء والفرضيات وآليات العمل القائمة في مجال البحث في الظواهر الإنسانية. نحن هنا نشير إلى الإشكالات التي بلورتها أسئلة الموضوعية في العلوم الإنسانية، والمتعلقة بخلفيات الأسئلة وموجهات المقاربة والتكييف الإيديولوجي، وكذا علاقة البحث في الظواهر الإنسانية بنوعية المجتمعات والفئات التي يشملها البحث، ثم علاقة هذا البحث بالشرعية السياسية الديمقراطية، إلى غير ذلك من الإشكالات التي نشأت على تخوم البحث في الظواهر الإنسانية، وساهمت في إنعاش التفكير في أسئلة هذا البحث بالصورة التي عملت على تطويره في المستوى الإبستمولوجي أو في المستوى التاريخي السياسي، بل وعملت كذلك على مزيد من تنسيب نتائجه(3).
العلوم الإنسانية في العالم العربي: من التقليد إلى المشاركة في إعادة التأسيس.
لم ينشأ البحث في الظواهر الإنسانية بالآليات والوسائل العلمية في العالم العربي مثلما حصل في التاريخ الغربي بفعل عملية تاريخية ذاتية، موصولة بصيرورة في النظر إلى هذه الظواهر ضمن سياق تطور الأفكار والعلوم وتطور المجتمعات، قدر ما نشأ في سياق عملية تقليد أفرزتها متغيرات خارجية وافدة(4).
وعندما نقبل هذا الحكم باعتباره وصفا موضوعيا لما جرى، لا حكم قيمة يرفض أو يقبل، يكون بإمكاننا أن نتصور على سبيل المثال الصلات الفعلية التي حصلت بين الدراسات الاجتماعية الفرنسية التي وظفت البحث الاجتماعي لتشخيص وكشف طبيعة بنيات المجتمع المغاربي الذي كانت تتجه لاستعماره أو المجتمع الذي استعمرته فعلا، وبين الباحثين الاجتماعيين المغاربة الذين انخرطوا لاحقا وبنفس الآليات والمناهج لمقاربة نفس الظواهر لأغراض أخرى(5). إن الأفق الجامع بين العمليتين المذكورتين هو أفق البحث الاجتماعي، سواء في مستوى الموضوع أو في مستوى المناهج ولكن الإشكال المطروح هو: هل يستطيع المبضع الجاهز في مجال الظواهر الإنسانية بناء معرفة علمية؟
لم يكن بإمكان الباحثين الأوائل في العلوم الإنسانية وهم في الأغلب الأعم من خريجي الجامعات الغربية أن يطرحوا سؤال التمييز بين السوسيولوجيا الاستعمارية والسوسيولوجيا التي تتجه لمعرفة الظواهر خارج مخططات الهيمنة الخارجية(6). فقد انخرطوا في البحث أولا وحسنا فعلوا، ذلك أن انخراطهم راكم أبحاثا متعددة، وقد نتج عن هذا التراكم صياغة سؤال التمييز الذي أصبح سؤالا هاما في مجال تطوير المعرفة بحدود ومستويات الممارسة البحثية في مجال العلوم الإنسانية(7).
لم ينشأ البحث إذن في الظواهر الاجتماعية كما نتبين من المثال السابق في سياق صيرورة تاريخية مجتمعية سياسية معرفية عامة كما هو عليه الحال في تاريخ الغرب، بل إنه نشأ في إطار عمليات التغريب التي فرضتها رياح التأورب القوية(8) التي اكتسحت العالم في نهاية القرن الماضي، وتمكنت من فرض سيطرتها بمختلف الوسائل. ففي إطار هذا المناخ التاريخي اللامتكافيء واقعيا وموضوعيا تعرف العرب على العلوم ومناهجها ونتائجها، كما تعرفوا على مختلف مظاهر الحياة وأنماط السلوكات، التي انتقلت إليهم بفعل الاستعمار المباشر، ثم بفعل التأثيرات التي ترتبت عنها في تلافيف المجتمع وبنيات الواقع وفي مختلف جوانب الفكر والثقافة والمعرفة(9).
انخرط الجيل الأول من الباحثين المشتغلين بحقول العلوم الإنسانية المختلفة في علم الاجتماع وعلم النفس والاقتصاد، ومختلف الفرع التخصصية للعلوم المذكورة، انخرطوا في عمليات الإنجاز الساعي إلى تشخيص طبيعة الظواهر المدروسة، مع محاولات متعددة للتفسير والتأويل لم تبلغ درجة صياغة سؤال التأصيل، ولعلها اكتفت بما يمكن أن يطلق عليه التمهيد الفعلي لإمكانية صياغة هذا السؤال، وذلك بحكم جملة من العوامل التي ظلت تتحكم في إنتاجها العلمي، ونذكر منها على وجه الخصوص نقص الإمكانيات والاعتمادات المخصصة للبحث العلمي، وعدم إدراك الفاعلين السياسيين لأهمية وجدوى المعرفة العلمية في مجال الدراسات الإنسانية.
ففي الجامعات المصرية وهي أقدم الجامعات العربية التي توفرت على أقسام للبحث في الظواهر الإنسانية، سواء في كليات الآداب والعلوم الإنسانية، أو في كليات الحقوق، أو في بعض المعاهد المتخصصة في مجالات إنسانية محددة، تبلورت الجهود المعرفية الأولى لبناء الظواهر الإنسانية العربية، وتلاحقت متتابعة في النصف الثاني من هذا القرن، متجهة صوب الإحاطة بموضوعات الظواهر الإنسانية في أبعادها المختلفة(10).
مكن الانخراط المذكور من الاستئناس بآليات في المعالجة والمقاربة غير معهودة في الثقافة العربية المعاصرة، وساهم في انفتاح الثقافة العربية على آليات التجريب والاستنطاق والمسح والتوصيف، ثم التنظيم والبناء والترييض وصياغة النماذج المعرفية، وذلك رغم الهيمنة الكبيرة للمعارف التقليدية ومفاهيمها على الذهنية العامة في المجتمع، فتحولت هذه النواة المعرفية الجديدة إلى بؤرة ضوئية كاشفة داخل مجاهل الفكر العربي، وساهم الرواد المؤسسون لهذه البؤرة في نقل مناهج العلوم الإنسانية بواسطة الترجمة، وبواسطة التجريب على معطيات الواقع المحلي، مما ترتب عنه لاحقا إنتاج أسئلة متعددة تتعلق بحدود وجدوى وقيمة منتوجهم.
ولم يكن هناك أدنى شك في أن مبادرتهم رغم كل ما يمكن أن يقال عنها سلبا وإيجابا قد عملت على ترسيخ درس العلوم الإنسانية في الثقافة العربية المعاصرة، وهذا الأمر الذي نستظل اليوم بظله رغم جحود المنكرين الذين يكتفون في العادة بنقد تبعية الرواد الأوائل، والقول باكتفائهم بنسخ نماذج العلوم الجاهزة.
إننا نرفض مثل هذه الأحكام، لأننا نسلم مبدئيا بأن العلوم لا أوطان لها، وأن هذا الأمر لا يتعلق بالعلوم الفيزيائية والرياضية والفلكية وغيرها، بل إنه ينطبق كذلك على العلوم الإنسانية شريطة المساهمة في إنتاجها وإعادة إنتاجها باستعمال الموضوع المحلي والظواهر الذاتية وهو الأمر الذي يعني في نهاية التحليل المساهمة في مواصلة تأسيسها.
سؤال التأصيل في مجال العلوم الإنسانية:
أثمرت الأبحاث المنجزة في حقول العلوم الإنسانية المختلفة بمختلف تخصصاتها وفروعها التخصصية الدقيقة منتوجا كميا غطى جوانب هامة من حياة الأفراد والمجتمعات داخل مختلف الأقطار العربية، وبصورة غير متوازنة وغير متكافئة،ونظرا لأننا نفكر في الموضوع في كليته دون تعيين ولا تخصيص، فإننا نرى أن المحصلة العامة لهذا الإنتاج تقتضي التفكير في مسارات هذا البحث، وفي آليات عمله وكذا في أهدافه ومراميه.
إن التفكير فيما أشرنا إليه يندرج ضمن قناعة راسخة بجدوى هذا البحث، رغم مآزقه وإشكالاته النظرية والاختبارية. وهو يعد وسيلة من وسائل تطوير البحث في المستوى المعرفي، بما ينقله من عتبة النقل المقلد إلى عتبة التأسيس المؤصل والمبدع، أي عتبة ترسيخ دروس هذا البحث، مفاهيمه ومناهجه وآليات عمله في فضاء الثقافة العربية المعاصرة، وذلك باعتباره حاجة موضوعية لا تستدعيها فقط الرغبة في المعرفة، بل تتطلبها أولا وقبل كل شيء حاجتنا في الوطن العربي لتجاوز تأخرنا التاريخي الشامل(11).
التأصيل هنا لا علاقة له بالأصالة كما درجنا على استعمالها عند استدعائنا للزوج المفهومي أصالة/معاصرة، إنه أولا وقبل كل شيء مسعى نظري يروم تأكيد كونية العلوم والمعارف التي تتوخى تعيين قواعد للظواهر الإنسانية بالانطلاق من المبدأ التاريخاني العام الذي يقبل مبدأ التشابه النسبي والتاريخي للظواهر الإنسانية، ويقبل نتيجة ذلك إمكانية المثاقفة رغم صعوبة شروطها ومتطلباتها(12).
في هذا الإطار تمثل لحظات النقل والتقليد التي عرفتها المؤسسات البحثية العربية خلال الخمسين سنة المنصرمة، وهي عمر البحث الاختباري في مجال العلوم الاجتماعية لحظات فعل تاريخي قابل للفهم والتعقل والتجاوز.
صحيح أن شروط ومرجعيات البحث العلمي في الوطن العربي لم تتأسس بعد بما يناسب طبيعة هذا البحث، إلا أن ما أنجز منها رغم قصوره النظري وقصر زمنه في تاريخ الممارسة العلمية، يظل أرضية تمهيدية قابلة للتطوير، بل لعله يشكل فعلا الأرضية المنطلق لكل مشروع يروم إيجاد مكانة مناسبة للبحث العلمي في الظواهر الإنسانية ببلادنا.
نحن هنا نعيش وضعا خاصا في تاريخنا المعاصر، وعندما نقيس هذا الوضع على الأوضاع السائدة في الغرب الأوروبي ندرك أشكال التفاوت القائمة، لكننا بإدراكنا للتفاوتات القائمة والمنتظرة نتعلم كيفية إيجاد المخارج المناسبة لطموحنا، والمناسبة لرسم طريقنا الخاص في مجال الكشف العلمي في موضوع بحثنا لظواهرنا الاجتماعية والتاريخية والرمزية(13).
يتعلق الأمر فيما نحن بصدده بقبول سياق في التركيب التاريخي لا يتمتع بالتساوق الحاصل في التجربة الغربية، دون أن يحول هذا السياق بمختلف خصوصياته التاريخية بيننا وبين قبول المحصلة المعرفية للإنتاج العلمي الذي تبلور في تاريخ العلوم الإنسانية.
ذلك أننا نعتقد أنه لا يمكن إبداع ما يمكننا من فهم ذواتنا ومجتمعنا وتاريخنا ومختلف ظواهر الحياة في مجتمعنا، دون استيعاب مكاسب العلوم كما تبلورت في عصرنا. وإذا كان الاستيعاب الحاصل اليوم لا يفي بالغرض بحكم طغيان آليات النقل فيه على آليات الإبداع والابتكار، فإن التفكير في سبل التأصيل يشكل حافزا من الحوافز المنشطة لآلية الإنتاج المعرفي المطابق، هذا الإنتاج الذي يرادف في نهاية التحليل الإنتاج المعبر عن طبيعة وخصوصيات مجتمعنا، ويمنحنا جدارة المشاركة في إنتاج معرفة علمية بظواهرنا الإنسانية.
يقتضي التأصيل بالمعنى الذي وضحنا إضافة إلى المقدمات المذكورة إنجاز جملة من الشروط المساعدة، يتعلق الأمر بما نسميه الاستيعاب الإيجابي والنقدي للمرجعيات النظرية الموجهة لمسارات البحث العلمي في الظواهر الإنسانية، كما يتعلق بآلية في الممارسة التأصيلية، تعمل على مجابهة الآلة المنهجية والنموذج المعرفي في العلوم الإنسانية بمبضع النقد الإبستمولوجي. وسنعمل في الصفحات الآتية على توضيح طبيعة هذين الشرطين بالصورة التي تمكننا في النهاية من صياغة محتوى التأصيل، بالانطلاق في هذه العملية بواسطة استدعاء أمثلة ومعطيات تفسر حدود وأبعاد التأصيل، وتشير في الوقت نفسه إلى الآفاق الكبيرة التي يفتحها باب دراسة وبحث الظواهر الإنسانية في المجتمعات العربية في الثقافة العربية المعاصرة.
وهناك إضافة إلى الشرطين المعرفيين السابقين شرط أعم يتعلق بالمستوى التاريخي المؤطر لمطلب التأصيل، وهو يرتبط بمشروع تدعيم الحداثة السياسية والثقافية والمجتمعية في أقطارنا العربية، بما يمهد لعقلنة المجتمع وعقلنة البحث في الظواهر الإنسانية، بواسطة إسناده بالمؤسسة بل بالمؤسسات الحاضنة والراعية لإرادة في البحث تتجه لإبداع ما يساهم في حل إشكالاتنا، وتطوير أوضاعنا بوسائل البحث العلمي المختلفة والمتنوعة.
أولا: نحو استيعاب إيجابي ونقدي لمرجعيات العلوم الإنسانية
(النظريات، المفاهيم، المناهج)
تبدأ خطوات الاستيعاب بتجنب ما نسميه المواقف الحدية ذات الطابع الإيديولوجي الخالص، حيث يقف أصحاب هذه المواقف على هوامش حقول البحث وبجانب معطياته المستخلصة من بناء الظواهر وصياغة القواعد والقوانين ليمارسوا الرفض أو القبول(14).
إن القبول الأعمى، القبول الناسخ للنظريات والمناهج والقوانين لا يتيح إمكانية النظر إلى الأبحاث ونتائجها في سياق أطرها التاريخية والمعرفية، إنه ينظر إليها بإطلاق لا تتمتع به حتى في أعين الباحثين المنخرطين في مجال إنشائها، لدرجة أنه بمقدار ما نجد أن الباحثين في حقل الدراسات الإنسانية في الغرب يتشبتون بمبدأ تنسيب نتائجهم، وذلك بإخضاعها المتواصل للفحص وإعادة الفحص والمراقبة، نجد أن كثيرا من الباحثين المنشغلين بحقل الدراسات الإنسانية في بلادنا يؤسطرون النظريات ويحولون نتائجها إلى نتائج مطلقة، بدون مراعاة شروط التعميم اللازمة في كل معرفة علمية(15).
أما الرفض المطلق أو الرفض المتوحش فإنه غالبا ما يشكل آلية قبلية سائدة في أذهان من يعتقدون أن الغرب المادي الاستعماري العدواني لا يمكنه أن ينتج معرفيا ما يساعد البشرية على تشخيص عللها، أو معالجة ظواهرها وإشكالاتها. وغالبا ما تنطوي نظرة الرفض المطلق على تمجيد عاطفي للذات، وهو تمجيد لا يتجاوز عتبة التبشير بالاكتفاء الذاتي في مجال العلم والمعرفة والابتكار، رغم أن مجال العلوم الإنسانية يندرج ضمن كشوف القرن الماضي التي تبلورت في سياق الفكر الأوروبي، حيث تبلورت الإرهاصات العلمية الأولى في مجالات الاقتصاد والاجتماع ومباحث السلوك، ثم تلاحقت بعد ذلك في سياق من التطور شمل جملة من العلوم والمعارف الإنسانية في أبعادها المختلفة.
إن التخلص من الموقفين المذكورين يتيح للفكر العربي مناسبة ثمينة لمحاورة منتوج الفكر الإنساني في كل مكان، وبما أن الحضارة الغربية اليوم تعتبر الحضارة المتفوقة في باب الكشوف العلمية، سواء في مجال العلوم الطبيعية والرياضية أو في مجالات العلوم الإنسانية بمختلف اتجاهاتها ومدارسها، فنحن مطالبون بإنجاز عمليات حوار فعالة وخلاقة مع الآثار التي راكمتها هذه الحضارة في العقود الأخيرة، وشكلت ثورة في مجال النظر إلى الظواهر والمعطيات الإنسانية.
إن الحوار لا يعني التبعية، قدر ما يعني عملية في المثاقفة تمكن الأطراف المتحاورة من إنجاز ما يطور علاقتهما ببعضهما، وعلاقتهما كذلك بموضوع الحوار، وفي هذا الأمر مكاسب مساعدة على تطور المعرفة العلمية.
يقتضي الحوار الاستيعاب، الفهم والتعقل، وفي باب المعارف الإنسانية بالذات يتطلب الحوار الوعي العام بالخلفيات والمرجعيات وشروط الإنتاج، وذلك من أجل أن يكون فعلا حوارا منتجا.
فعندما نتحدث مثلا عن التصورات التاريخية لموضوع الأسرة والدولة في المنظور الاجتماعي والسياسي الذي تبلور في أوروبا في القرن 19، أو نتحدث عن المنظور الوظيفي للأسرة كما بلورته جهود المدارس الاجتماعية التي نشأت خلال القرن العشرين، فإننا بمقتضى الشرطية العلمية لا نتحدث عن نظريات ولا تصورات ولا مفاهيم مطلقة، فكل نظرية وكل مفهوم يرتبط بسياقات نشأته، ويفترض أن أي تطور أو تغيير في السياقات المذكورة يؤدي بالضرورة إلى لزوم إعادة النظر في المقدمات والوسائل والنتائج، ذلك أن اتساع المجال المرجعي عن طريق التراكمات التي تحصل أثناء صيرورة المجتمع وصيرورة النماذج العلمية، يتطلب بالضرورة تغييرا في المفاهيم والقوانين، كما يتطلب تعديلا في الآليات ووسائل المقاربة، وهذا الأمر يؤدي في النهاية إلى لزوم الاحتياط، وذلك انطلاقا من الوعي بنسبية المعطيات المحصلة(16).
بناء على ما سبق يتحول الحوار إلى نوع من المساءلة القادرة على إعادة بناء المعطيات، وتكييفها مع الوقائع والأطر التي لم تكن واردة في زمن تبلور النظريات المعتمدة في مجال البحث في الإنسانيات.
وإذا كانت خطوة الاستيعاب المتمثلة في الفهم والتعقل أساسية في باب التعلم من مرجعيات الآخرين، فإن خطوة النقد المرتبطة بها تعمل على تتميمها، وتمكن المحاور من وعي الفوارق، وهو الأمر الذي يهيء لإمكانية المشاركة في إعادة إنتاج المفاهيم والنظريات بإدخال المتغير الذاتي، حيث يؤدي النقد في النهاية إلى انطلاق مشروع في التركيب الجديد، مشروع إعادة الإنتاج القادر على استيعاب الظواهر المحلية ضمن صيرورة ومنظور النظريات المحصلة في تاريخ الممارسة العلمية كما تبلورت في التاريخ(17).
النقد هنا أداة لتطويع المفهوم وذلك بجعله يستجيب لإمكانية استيعاب معطيات جديدة وظواهر مستجدة ضمن تاريخ مغاير، تاريخ آخر لا ينفصل عن تاريخ البشرية، لكنه يمتلك مجرى آخر، ويتخذ وجهة أخرى ضمن ملابسات حصلت وتحصل داخل التاريخ، ولا يمكن معرفتها علميا دون محاولة تملكها في سياقاتها المتنوعة والمختلفة.
إن شرط الاستيعاب النقدي عبارة عن شرط في البناء المسلِّم بجدوى الكشوف العلمية كما تبلورت في التاريخ، وهو شرط يتسلح بالنقد بعد أن يسلم بإيجابية المكاسب الحاصلة في التاريخ، مع وعي احترازي يقظ لا يغفل مبدأ النسبية كمبدأ محايث للبحث العلمي في الظواهر الإنسانية.
ويترتب عنه مباشرةُ جدلٍ إبستمولوجي يمكن من ولوج باب التأصيل المعرفي عن طريق فحص النظريات والمفاهيم والمناهج، وذلك بواسطة ما يمكن أن يشكل شرطا ثانيا تكميليا يبحث في محتوى النظريات بإدخال معطيات الذاتي المتعين والمحدد في الخصوصي والمحلي.
ثانيا: توسيع مجال النظريات ومحتوى المفاهيم بإدخال معطيات الخصوصي والمحلي.
يتمم الشرط الثاني شرط الاستيعاب النقدي التاريخي الذي حاولنا توضيح جملة من عناصره في الفقرات السابقة، وإذا كان من المؤكد أن نتائج العلوم الإنسانية وقوانينها تستند إلى وقائع محددة، فإن نقلها من المجال المعرفي والتاريخي المؤطر لتشكلها وتطورها، يتطلب استحضار الهاجس النقدي حتى لا يتم تعميم المعطيات بدون مراعاة طبيعة الأطر الجديدة التي سيتم استعمال المفاهيم في مجالها الخاص.
لا بد من التوضيح هنا مرة أخرى أننا لا نشكك في القيمة العلمية للنظريات المتبلورة في حقول العلوم الإنسانية المختلفة، ولكننا نقوم بتعيين شروط إنتاجها، هذه الشروط التي تمنحها الطابع الإجرائي الملائم لبنيتها النظرية، والمطابق للمجال الذي تم ابتكارها في إطاره.
وعندما ننتقل من هذا المجال إلى مجال آخر، نكون أولا مطالبين باستخدام آلية في الاحتراس المنهجي تمنحنا جدارة النقل الذي لا يكتفي بنسخ النماذج المعرفية دون مراعاة خلفياتها النظرية وشروطها التاريخية، بل النقل الواعي بالحيثيات التي ذكرنا.
إن هذا الوعي يجنبنا عثرة السقوط في التقليد الذي يحرص على شكليات المعرفة العلمية، وينسى أن تنوع المجتمعات والقيم والتواريخ يستلزم بالضرورة إعادة إنتاج للوسائل أو إعادة تكييف نظامها المعرفي بما يسعف بتعقل أفضل وفهم أكثر مطابقة للموضوعات والظواهر موضوع البحث.
نتجه هنا لإبراز نقطة أساسية تتعلق بالدفاع على كونية النماذج المعرفية في مجال العلوم الإنسانية، إلا أن هذا الدفاع يقتضي التأكيد على أمرين اثنين: أولهما يتعلق بنسبية النتائج المحصلة في هذا المجال كما تبلورت وتتبلور في تاريخ تطور العلوم الإنسانية في الغرب، وثانيهما يشير إلى أن استحضار المتغير المحلي (الظواهر الإنسانية المتعلقة بواقعنا في العالم العربي على سبيل المثال) يمنح النماذح العلمية المذكورة رجحانا أكبر، بل إنه يوسع أفق هذه النماذج في اتجاه شمولية أكبر، وكفاءة تعميمية أكثر نجاعة، وهو الأمر الذي يمنح هذه النماذج المعرفية قوة نظرية تفوق القوة التي امتلكتها عندما كانت تستطيع تفسير معطيات التاريخ الأوروبي الخاص.
لا نريد أن يفهم مما نحن بصدده أننا نروم الدفاع عن خصوصية لا تاريخية، أو تميز استثنائي، أو أصالة نادرة(18)، قدر ما نريد الوقوف على محدودية النماذج المعرفية التي بلورتها النظريات التكوينية والوظيفية والبنيوية، وغير ذلك من النظريات التي تبلورت في حقول العلوم الاجتماعية المختلفة، هذه المحدودية التي تتقلص بل ترفع كلما استطعنا أن نستوعب داخلها معطيات أخرى تنتمي إلى ظواهر وأزمنة لم تكن واردة في لحظات تشكل هذه النماذج زمن تأسيسها ضمن صيرورة تبلور وتطور العلوم الإنسانية، كما نشأت في الغرب الأوروبي منذ منتصف القرن الماضي وإلى يومنا هذا.
ومرة أخرى نؤكد أننا هنا ندافع عن عالمية وكونية مناهج العلوم الإنسانية، بناء على مواقف تتجه لاستيعاب أدوات ومعطيات ونتائج هذه العلوم، لتعمل على توظيفها في سياق تاريخي جديد، فتزيد من رجحانها النظري وكفاءتها الإجرائية في التفسير والتعليل والفهم، أي لنساهم بإعادة تأسيسها في كونيتها وعالميتها.
يمنحنا الوعي بأهمية هذا الشرط وهذه الخطوة في المنحى التأصيلي تجاوز الاكتفاء بالنسخ والنقل، لأننا نعي جيدا أن كثيرا من المعطيات المتضمنة في نتائج العلوم الإنسانية اليوم مبنية انطلاقا من وعي بالتفوق فرضته وتفرضه معطيات موضوعية، حيث أن الغرب وهو اليوم صاحب المبادرة المعرفية في مجال البحث في الإنسانيات يشكل قوة سائدة ومهيمنة(19)، وعندما نعمل على مواجهة نماذجه المعرفية مسلحين بوعي إيجابي نقدي وتاريخي، ومستوعبين لمبدأ محدودية نماذجه المعرفية بحكم محدودية مرجعيتها وأطرها الاجتماعية، يكون بإمكاننا أن نساهم في تطويرها وتوسيعها وذلك باستحضار معطيات تخصنا فلا يعود الأمر في النهاية تقليدا بل يتحول إلى مشاركة في إعادة الإنتاج، وهي بالضرورة مشاركة مبدعة لأنها تعمل على إنتاج المطابق، أي الاستفادة من كل ما هو قابل للتعميم، وترك أو تعديل أو تصحيح كل المفاهيم والقواعد التي لا يكون بإمكانها أن تستوعب المحلي والخصوصي.
وقد لا نكون مجازفين ولا مبالغين إذا ما اعتبرنا أن هذه العملية ولو أنها تتم بعد بناء النماذج العلمية الغربية في صورتها الأولية والهامة، تعتبر مساهمة في التأسيس، ذلك أن الظواهر البشرية معقدة ومتنوعة بصورة تدعو إلى لزوم الاحتياط والحذر عند تبني المناهج أو عند محاولة التفسير وإصدار الأحكام والنتائج.
إن عملية التأصيل هنا تصبح عملية تتجه لإنجاز ما يمكن أن نطلق عليه توطين مناهج العلوم الإنسانية في الثقافة العربية، وذلك بالصورة التي تساهم في إعادة بناء هذه المناهج بل تأسيسها وفق الخصوصيات المحلية(20).
ومن أجل توضيح دلالة مفهومي الخصوصي والمحلي نشير إلى أن البحث في المجال السيكولوجي، أو مجال الظواهر الاجتماعية، بما فيها ظواهر الجريمة أو تعاطي المخدرات أو الظواهر المستجدة في بلداننا من قبيل الانتحار، يتطلب استحضار منظومة القيم السائدة في علاقتها بمنظومة القيم الوافدة، بل إن الأمر يقتضي استحضار الظواهر التي عملت على عولمة أمراض وظواهر اجتماعية لم تكن ممكنة في مجتمعاتنا قبل عقدين من الزمان. نحن هنا نشير إلى تعاطي المخدرات وإلى ما يترتب عن هذا التعاطي من ظواهر أصبحت تتفشى في مجتمعاتنا بفعل عولمة الظاهرة الإعلامية وتوابعها المتعلقة بالسلوك الإنساني في مختلف مظاهره(21).
ففي هذا الطور الانتقالي الذي تعرفه مجتمعاتنا وهي تزاوج في حياتها بين التقليد والمعاصرة، بين منظومة القيم التراثية والنسق القيمي الذي انتقل إلينا ضمن سياق في الصيرورة التاريخية المجتمعية يهيمن فيها الغرب بقيمه الاستهلاكية وبنظرته الخاصة للإنسان والحياة والمصير، في هذا الطور بالذات نشأت وتنشأ داخل محيطنا الاجتماعي والنفسي والتاريخي معطيات لا مفر من مراعاتها عند كل محاولة لفهم ظواهرنا وتعقل معطيات وجودنا، سواء في مستواها النفسي الفردي الخاص أو في مستواها الاجتماعي والسلوكي العام(22).
وبناء عليه فإننا عندما نقوم بامتحان كفاءة النماذج العلمية في مستوى الأداء الإجرائي الاختباري نمارس كما قلنا عملية إعادة تأسيس، فنحن بواسطة هذه العملية نفكر في المقدمات الموجهة للأبحاث، والمؤطرة لمداها وجدواها كذلك. كما نفكر في الأدوات المنهجية ونظامها، وذلك باستحضار العياني والموضوعي، أي استدعاء الظواهر المحلية بمختلف العناصر المكونة لها، مما يجعلنا نشتغل أولا على النموذج المعرفي، والخطاطة النظرية، لنكيفها مع الظاهرة موضوع الدرس، حيث يكون بإمكاننا أن نكتشف بواسطة هذه العملية وأثناء القيام بها أننا ننتج معطيات أولية جديدة، أو أننا نوسع معطيات قائمة، أو نقوم بتركيبات تسعفنا بفهم أكثر للموضوعات، واستيفاء أفضل لمتطلبات نبحثها بروح موضوعية.
يؤكد أهمية هذا التصور الذي نحن بصدد بنائه ما نعرفه ونحن نقرأ تاريخ تطور النماذج المعرفية في حقل العلوم الإنسانية، وتطور نتائج هذه العلوم داخل النموذج الواحد(23).
فالنظريات الاقتصادية والاجتماعية والسيكولوجية الكبرى في تاريخ هذه العلوم، تتطور وتتسع بمقدار استيعابها لظواهر ومتغيرات جديدة، بل إنها تكتشف أخطاءها وتعمل على تجاوزها وهي تسعى لتطوير أدواتها ومفاهيمها وآليتها المنهجية في ضوء هذه المعطيات الجديدة.
إن مفهوم العمل تطور داخل نمط الإنتاج الرأسمالي منذ القرن 19 إلى اليوم، كما أنه تطور داخل منظومة النظريات الاقتصادية بالصورة التي أصبحت تستوعب معطيات لم تكن واردة في الاقتصاد السياسي الكلاسيكي، ولا في النظرية الماركسية في الاقتصاد(24). كما أن مفهوم الرأسمال قد عرف بدوره تطورات هامة مقارنة مع التصورات التي كانت سائدة في القرن التاسع عشر، فقد عملت جهود علماء الاقتصاد وعلماء الاجتماع وعلماء التاريخ والأنتربولوجيا طيلة القرن العشرين على بناء نظريات ومفاهيم متعددة حول تطور مفهوم الرأسمال ونمط الإنتاج الرأسمالي، ومع ذلك تظل هذه النظريات قابلة لمزيد من الإغناء والتطوير بإدخال معطيات المجتمعات التي لم تشكل جزءا من أفق الدراسات التي أنجزت في هذا الموضوع، وكل استيعاب نقدي لهذه النظريات وبنفس الهواجس التأصيلية التي نحن بصدد إبرازها سيؤدي إلى مزيد من تعميق وتطوير الوعي بالظاهرة الرأسمالية وبالظواهر المرتبطة بنمطها الاقتصادي، سواء في المجال الاقتصادي الصرف أو في المستوى الاجتماعي أو في المستويات التي تحرص على إبراز التقاطعات القائمة بين الاقتصادي والاجتماعي، مما يمكننا في سياق التطور القائم والتداخلات الحاصلة من الإحاطة بهذا الموضوع بصورة أكثر اتساعا، وهو الأمر الذي يؤدي في نهاية التحليل إلى مزيد من إضفاء القوة الإجرائية والنظرية على النماذج المعرفية التي يساهم الجميع في تدعيم علميتها بامتحانها في ضوء المتغير المحلي والظواهر المحلية.
ولا يكون التوسيع أو المساهمة في إعادة التأسيس بإنجاز ما قدمنا في الفقرات السابقة، بل إنه يكون أيضا بالانخراط في عمليات التأسيس المتواصلة وذلك بصياغة الإشكالات النظرية والمنهجية التي تطرحها ممارسة العلوم الإنسانية، من قبيل صياغة الإشكاليات الإبستمولوجية، والبحث في مسألة الحدود والحواجز القائمة والمفترضة بين هذه العلوم(25).
إن صياغة المشاكل الكبرى في المجتمع العربي، والبحث في إشكاليات التنمية بمعناها الشامل والشمولي (تجاوز التأخر التاريخي، وتحقيق المشروع النهضوي العربي) يماثل التفكير القائم في حقل الإنسانيات كما تبلورت ومازلت تتبلور في المجتمعات الغربية، وهذا التفكير يجعلنا ننخرط معا في بناء الظواهر الإنسانية في مجتمعاتنا فنلتقي في البؤر القابلة للالتقاء، ونتباعد في النقط التي تقتضي التباعد، بحكم تنوع الفضاء المبحوث، ولكننا جميعا نقف على عتبة معرفية واحدة تسلم بأهمية البحث العلمي في الظواهر الإنسانية، وتدعو إلى مواصلته من أجل تملك معرفي يتيح لنا إدراكا أفضل لقضايانا، ويمكننا من إيجاد الحلول للمشكلات التي تعترض حياتنا(26).
ثم إن المشاكل التي يثيرها اتساع عالم الاتصال والمعلوميات اليوم في المجتمعات ما بعد الصناعية، وحتى داخل مجتمعاتنا، يطرح قضايا جديدة تتعلق بدور الصورة في صناعة الرموز والمتخيلات الجديدة في الحياة الإنسانية، وهذه المشاكل تطرح إشكالات جديدة على كل المعنيين بالظواهر الإنسانية وفي كل أنحاء العالم، وقد أصبح من المؤكد أن النماذج المعرفية الجاهزة في علم الاجتماع وعلم النفس والتربية وغيرها من العلوم الإنسانية لم تعد قادرة على استيعاب هذه المتغيرات في أبعادها المختلفة، وهنا تصبح مسألة صياغة فرضيات جديدة ومحاولة بناء وسائل مساعدة على الإدراك والفهم قضايا مطلوبة هنا وهناك، نقصد بذلك الفضاء الثقافي العربي والفضاءات الثقافية الإنسانية الأخرى، ولعل الجميع مطالب بالمساهمة في بلورة ما يساعد على تعقل وفهم هذه الظواهر، وهنا يكون انخراطنا في الإنتاج والتأسيس مواكبا للمساهمات التي يمكن أن تحصل في فضاءات معرفية أخرى، فلا تقتصر عملية النقد الإبستمولوجي التأصيلي على توسيع المفاهيم والنماذج القائمة، بل يمكن أن تسمح إمكانية المغامرة البحثية بتأسيس نماذج جديدة(27).
إن الانخراط المذكور يجعلنا نقف أيضا على الإشكالات الإبستمولوجية المصاحبة لتطور المعرفة العلمية، فنساهم جميعا في صياغتها، ونعمل على بناء التركيبات النظرية القادرة على نمذجة المعطيات وترييضها بالصورة التي تمكنها في النهاية من التشبع المعرفي الذي يمنحها القوة النظرية المطابقة لمرماها الساعي إلى بناء القوانين الناظمة للظواهر موضوع البحث(28).
ثالثا: الشرط التاريخي، الحداثة والمؤسسات الراعية للبحث العلمي.
لا يمكن النظر إلى عملية التأصيل باعتبارها مجرد عملية معرفية خالصة، عملية تستند إلى مبدأ في الاستيعاب التاريخي النقدي لمناهج ونظريات البحث في الظواهر الإنسانية كما تبلورت في مسار حركة التاريخ الفكري لأوروبا وللحضارة الغربية على وجه العموم، ولا في مبدأ الانخراط في الممارسة البحثية من منطلق المساهمة في إعادة بناء الظواهر والمعطيات والقوانين بالاستناد إلى المحلي والخصوصي وهو الشرط الثاني الذي حاولنا من خلاله إبراز المحدودية النسبية للمعارف كما صاغتها وتصوغها حقول البحث في الظواهر الإنسانية. إن عملية التأصيل في نظرنا تقتضي تعيين ملامح شرط ثالث جامع ومؤطر لمحتوى الشرطين السابقين، نقصد بذلك الشرط التاريخي المجتمعي العام، الذي نفترض أنه يقف وراء الشرطين السابقين ويساهم في تحققهما أو عرقلتهما بصورة أو بأخرى.
فالتأصيل قبل أن يكون عملية معرفية منخرطة في إنجاز حوار خلاق ومنتج مع مبتكرات الفكر الإنساني في مجال العلوم الإنسانية، يستند إلى نظام في الوجود المجتمعي والتاريخي لا يمكن الاستغناء عنه، بل لا يمكن تحققه بدونه.
فإذا كانت الممارسة العلمية في مجال الظواهر الإنسانية قد نشأت متأخرة بالمقارنة مع الكشوف العلمية الكبرى في مجال الفيزياء والرياضيات وعلوم الفلك وغيرها من العلوم الدقيقة، فإنها قد ارتبطت في الوقت نفسه بميلاد المجتمع الصناعي وتشكل نمط الإنتاج الرأسمالي، إضافة إلى ارتباطها بآفاق التحرر التي أتاحها النظام السياسي الليبرالي كنظام يشجع المبادرة الفردية، ويدعو إلى التنافس مع الاستناد إلى قيم العقلانية والحوار والتنوير، فكل هذه المعادلات التاريخية المتكاملة والمترابطة هيأت التربة المناسبة لانطلاق مشاريع البحث في الإنسانيات كجزء من عملية في التحرر الفكري، الرامي إلى تعزيز وتقوية مكانة الإنسان في المجتمع وفي التاريخ، بل مكانته الميتافيزيقية في الوجود.
وبناء على ما سبق فإن هذا الشرط التاريخي المتمثل في الأرضية المجتمعية والسياسية الحداثية يشكل الخلفية الناظمة لمشاريع في البحث اتجهت لمعرفة الظواهر الإنسانية، عن طريق بنائها وصياغة القوانين التي تحكمها وتوجهها(29).
إننا نعتقد أن هذا الشرط يخص تاريخنا المعاصر، في حين أن الشرط الأول والثاني يهمان الفاعلين في حقل الدراسات الإنسانية، لهذا فإن أهمية هذا الشرط ليست لا نظرية خالصة ولا تقنية معرفية تخص عمليات إنتاج وإعادة إنتاج الموضوعات العلمية. إنه شرط يتعلق بدرجات الصراع الدائرة في المجتمعات العربية في موضوع التقليد والحداثة، حيث ما تفتأ مظاهر هذا الصراع تملأ فضاءات الثقافة العربية بالأطروحات المتناقضة، وهو الأمر الذي يقلص من إمكانية الإسراع بعمليات التأصيل المدعمة لرسوخ درس بل دروس العلوم الإنسانية في ثقافتنا وفي مجتمعنا(30).
فبدون تعزيز قيم الحداثة السياسية والفكرية والمجتمعية لا يمكن توفير الأرضية المناسبة لتوطين ونشر قيم البحث العلمي في بلادنا، ولهذا يشكل العمل من أجل هذه القيم شرطا من الشروط الضرورية اللازمة لنشر وتدعيم البحث العلمي على وجه العموم، والبحث في الإنسانيات على وجه الخصوص(31).
تتضح أهمية هذا الشرط عندما نكون على بنية بأن المشروع الحداثي في السياسة والمجتمع هو أولا وقبل كل شيء مشروع في الحرية، حرية الرأي والقول والتفكير، وهو قبل ذلك مشروع المواطنة والمجتمع المدني، وكل القيم التي بلورها المشروع الليبرالي كمشروع في التحرر السياسي والثقافي وذلك منذ القرن السابع عشر.
أما الحداثة في المستوى الثقافي فإنها ترادف الدفاع عن العقلانية والنسبية وتستوعب الأفكار في مجراها التاريخي.
ونحن نعتقد أن القيم السياسية والثقافية المذكورة تشكل المرجعية الناظمة لفتوحات البحث العلمي في الظواهر الإنسانية. ولهذا السبب عملت القيم المذكورة على إسناد المنحى الوضعي والتاريخي في مقاربة الظواهر الإنسانية. ولهذا السبب أيضا يتعثر البحث العلمي في هذه الظواهر عندنا بحكم هيمنة قيم تقليدية مختلفة تماما عن الأوليات والمقدمات المحددة لنظام القيم المذكورة، وكل مسعى يتجه لزحزحة التقليد والتقاليد فإنه يعمل بصورة غير مباشرة على تهيئ الأرضية المساعدة على بلوغ مرمى التأصيل كمرمى يتوخى في نهاية التحليل الانخارط في إنتاج المعرفة العملية بجوار منتجيها هنا وهناك، وفي إطار من التعاون والتكامل يحقق فعلا علمية وكونية هذه العلوم، حيث تساهم المثاقفة المستندة إلى أرضية مجتمعية وسياسية مشتركة في تعزيز البحث العلمي، وتوسيع دوائر معطياته، بالصورة التي تجعله يعكس فعلا طبيعة الظواهر البشرية في تنوعها وتعددها واختلافها.
ويقتضي شرط الحداثة والتحديث في علاقته بإنتاج العلوم الإنسانية التفكير في تهيء الشروط المؤسسية الحاضنة للبحث في هذه الظواهر، فلا يمكن أن ينتعش هذا البحث بدون إمكانيات مؤسسية ومالية داعمة، بل ومؤسسة لمجال هذا البحث، فبدون هذه المؤسسة بل المؤسسات ستظل خطوات البحث متعثرة، وهذا ينعكس بالضرورة على إرادة التأصيل فلا نتقدم لا في بناء الظواهر ولا في معرفتها، بل يظل الجهل المرادف للتقليد سيد الزمان، وتظل نخب الباحثين تعيد إنتاج أطياف النظريات الجاهزة دون أن تتمكن من بناء ما يسمح بمعرفة واقع الإنسان العربي، وواقع المجتمع العربي في مختلف تجلياته ومظاهره(32).
وإذا كنا نعرف الإيقاع السريع الذي يعرفه واقع تطور العلوم الإنسانية في المجتمعات الحداثية المتقدمة، أدركنا الفوارق البعيدة التي تفصلنا عن عتبة الاستيعاب، بل أدركنا صعوبة التأصيل دون انخراط فعلي قادر على مراكمة المعارف والنظريات التي تمكننا من إعادة إنتاج المفاهيم والنماذج العلمية بالصورة التي تجعلها مطابقة لأحوالنا، وهو الأمر الذي يترتب عنه المساهمة في ابتكار المجالات المعرفية الإنسانية الجديدة، التي أفرزتها متغيرات العالم في نهاية القرن العشرين، حيث نعيش اليوم في واقعنا إشكالات معقدة تستدعي توظيف الآليات المعرفية الإنسانية، للتمكن من مواجهتها والتغلب على آثارها السلبية في حاضرنا ومستقبلنا.
خلاصة عامة:
لم يكن من السهل علينا في الصفحات السابقة مقاربة موضوع تأصيل العلوم الإنسانية في الفكر العربي المعاصر، وذلك لأن التأصيل في العمق عبارة عن مسعى نظري يفترض تراكما كميا وكيفيا في مجال البحث في الإنسانيات بالآليات والوسائل العلمية. كما يفترض انخراطا واسعا من طرف الجامعات ومراكز البحث في إنتاج المعارف المتعلقة بحياة الإنسان في مختلف أوجهها، بما في ذلك المباحث التي تخوض في اللامرئي واللاشعوري والمتخيل واليومي، والمباحث التي تعنى بمختلف الظواهر التي يفرزها واقع الإنسان، سواء في علاقته بذاته أو في علاقاته بالإنسان أو في علاقاته الأخرى بمختلف مظاهر الحياة.
إلا أننا غامرنا بتعيين مجال محدد، وقمنا فيه بمحاولة في ترتيب عناصر لها علاقة مباشرة بموضوعة التأصيل، يتعلق الأمر بتفكيرنا فيما أسميناه شروط التأصيل التاريخية والمعرفية.
ولم يكن هذا المخرج سهلا ولا متيسرا أيضا، وذلك بسبب رحابة واتساع الموضوع، فحقل الدراسات الإنسانية لا حدود له، بل إن علوما جديدة ومباحث جديدة ما تفتأ تنشأ وتتأسس مولِّدة معطيات ومبلورة إشكاليات جديدة، ولهذا لجأنا في هذه الورقة إلى انتقاء أمثلة واستدراج معطيات متعددة لا يجمعها إلا جامع التمثيل والإشارة الهادفة إلى ترتيب سياق في البرهنة والإثبات، بغض النظر عن نوعية العلم أو طبيعته، وبغض النظر أيضا عن زمن التمثيل ومناسبته. فقد كان بحثنا في التأصيل عموما مبررا كافيا يسمح بمقاربة الموضوع بما يفي بالغرض، حتى وإن جاء في صورة مبتسرة أحيانا، أو في سياق عارض وسريع أخرى، ولهذا السبب تنوعت الأمثلة مع تركيز كبير على علم الاجتماع وتركيز أكبر على بعض المعطيات المحلية الخاصة ببلادنا، حيث نمتلك معطيات أكثر مقارنة مع ما نعرفه عن معطيات الأقطار العربية الأخرى.
وقفنا عند ثلاثة شروط مركزية، في موضوع كيفية بلوغ عتبة التأصيل، الأول والثاني منها يرتطبان بالمجال المعرفي، والثالث يتعلق بالمجتمع والتاريخ وفضاء الصراع السياسي والثقافي في عالمنا العربي، حيث تشكل المعطيات الآنفة الذكر الخلفية الناظمة لمختلف الفعاليات الذهنية الجارية في الواقع ومن بينها ما يرتبط بمجال البحث في العلوم الإنسانية.
وإذا كنا نعي الترابط القائم بين هذه الشروط، فإن تفصيل القول فيها أتاح لنا فرصة معاينة كيفيات في تعليل نمط التأصيل ومرجعيته، وكذا الأبعاد المتعددة التي يرتبط بها، والتي يتخذها في قلب التحولات الفكرية والمجتمعية الجارية في مجتمعاتنا.
لم تكمل مسيرة البحث العلمي في الإنسانيات في بلادنا العربية نصف قرن من الزمان، ولعل نظرة متفائلة لما هو قائم ترى في ما أنجزنا وفرة مبشرة بما هو أفضل منها، شريطة حسن الاستثمار وحسن التدبير، تدبير علاقتنا المعرفية والنظرية مع المركز المنتج للنظريات والمناهج والمفاهيم (عدم الخلط بين مستويات العلاقة في تعددها وتناقضها وممارسة النقد الإبستمولوجي عند الاستعانة بالنظريات والمفاهيم العلمية)(33).
إلا أن ما أريد أن ألح عليه هنا في هذه الملاحظات الختامية هو حتمية التعامل المركب مع معطيات المعارف الإنسانية، فقد فرض علينا بحكم تأخرنا التاريخي أن نتعامل مع الفكر الغربي في مدارسه المختلفة وأزمنته المختلفة بصورة تجعلنا نتعلم منه، ونعيد إنتاجه ونساهم في تطويره في الوقت نفسه وبصورة مركبة(34)، وليس هذا الأمر بالأمر السهل ولا المتيسر، ومع ذلك فنحن مطالبون بإنجازه، أي مطالبون بمواصلة عملنا وبحثنا في إطاره دون كلل ولا ملل، من أجل أن نساهم في ترسيخ درس العلوم الإنسانية في فكرنا، ونعمل في الآن نفسه على تأصيلها وتوسيع دوائر تعميماتها بحس نقدي وبجدلية تعي أهمية الشرط التاريخي في تحقيق كل هذا، وأهميته أيضا في محاصرة كل هذا، دون أن نغفل أن بلوغ عتبة الإبداع في هذا المضمار تقتضي أولا وقبل كل شيء أو نستوعب المنجزات القائمة، وهي منجزات حققتها جهود الآخرين ممن سبقونا في مضمار البحث العلمي في هذا
الباب، ولعلنا نفعل هذا منذ زمن ليس بالقصير، ولهذا تنتعش يوما عن يوم في بلادنا دوائر البحث رغم كل العوائق والصعوبات، وتنشأ المؤسسات ويشتد الصراع بين التقليد والحداثة ●

الهوامش:
1 - Alexandre Koyé, Etude d’histoire de la pensée scientifique, Gallimard 1973.
ويمكن أيضا مراجعة نصوص مختارة حول علاقة العلم بشروطه التاريخية العامة في كتاب:
Marie-Claude Bartholy et Autres, La science, Magnard, 1978.
2 - J.E. Chaon, De la physique à l’homme, Mediation, 1965.
3 - Robert Blanché, L’épistémologie, PUF, 1972.
4 - يمكن مراجعة الدراسات المتضمنة في الكتابين الآتيين:
ـ د.أحمد خليفة وآخرون، إشكالية العلوم الاجتماعية في الوطن العربي، دار التنوير 1984.
ـ د.محمد عزت حجازي وآخرون، نحو علم اجتماع عربي، مركز دراسات الوحدة العربية 1986.
5 - راجع بحث الدكتور جلال أمين، بعض مظاهر التبعية الفكرية في الدراسات الاجتماعية في العالم الثالث، ضمن كتاب إشكالية العلوم الاجتماعية في الوطن العربي، ص231.
6 - راجع في موضوع سؤال التمييز بحث عبد الصمد الديالمي، تاريخ السوسيولوجيا في المغرب، ضمن كتابه: القضية السوسيولوجية، ص35-64 إفريقيا الشرق، الدار البيضاء 1989.
7 - د.محمد عابد الجابري، مساهمة في نقد السوسيولوجيا الاستعمارية، ضمن كتاب المغرب العربي، الخصوصية والهوية… الحداثة والتنمية، مؤسسة بنشرة للطباعة والنشر 1988.
8 - Abdallah Laroui, La crise des intellectuels arabes, Maspero 1974.
9 - د.علي الكنز، المسألة النظرية والسياسية لعلم الاجتماعي العربي، ضمن كتاب: "نحو علم اجتماع عربي، ص100.
10 - يتمثل الجهد في الأبحاث الإمبريقية، في الترجمات وفي المصنفات وخاصة في الآثار التي تبلورت في الستينات والسبعينات، وبعد ذلك أصبح بإمكان مراكز جامعية عربية أخرى أن تقدم مساهمات مماثلة في نفس الموضوع.
11 - راجع نقدنا لمفهوم الغزو الثقافي في كتابنا: مفاهيم ملتبسة في الفكر العربي المعاصر، ص54، دار الطليعة 1992.
12 - حول التاريخانية راجع كتاب العروي، العرب والفكر التاريخي، دار الحقيقة 1970. وكذلك دراستنا: درس العروي، حول المشروع الإيديولوجي التاريخاني ضمن كتابنا: التأويل والمفارقة، نحو تأصيل فلسفي للنظر السياسي العربي، المركز الثقافي العربي 1987.
13 - عبد الله العروي، ثقافتنا في ضوء التاريخ، المركز الثقافي العربي 1986.
14 - راجع مقالتنا، العرب والغرب، في الصراع المركب ضمن كتابنا: العرب والحداثة السياسية، دار الطليعة 1997.
15 - Gaston Bachlard, La formation de l’esprit scientifique, Vrin 1976.
16 - يمكن العودة إلى مقالة جلال أمين هامش رقم (5) ومقالة علي الكنز هامش(9).
17 - لقد تجاوزت الأنتربولوجيا وسوسيولوجيا الأسرة على سبيل المثال كل التصورات العلمية التي تبلورت في أبحاث القرن التاسع عشر، وذلك بحكم اتساع المجال المدروس، وتطور أوليات ومناهج البحث، وكذا بفعل الانفتاح الحاصل بين مجالات العلوم الإنسانية المختلفة.
18 - عبد الله العروي، العرب والفكر التاريخي دار الحقيقة 1970، ص21-22.
19 - Abdellah Laroui, La crise des intellectuels arabes, page 19-55.
20 - د.عبد الباسط عبد المعطي، الصراع الإيديولوجي وإشكالية العلوم الاجتماعية، ضمن كتاب إشكالية العلوم الاجتماعية في الوطن العربي.
21 - د.جلال أمين، بعض مظاهر التبعية الفكرية في الدراسات الاجتماعية في العالم الثالث، ص232.
22 - راجع بحثنا عن العولمة وهو بعنوان: أسئلة العولمة، حول تشكل المفهوم في الكتابات العربية وذلك ضمن أعمال ندوة المجلس الأعلى للثقافة العلومة والهوية الثقافية، وقد عقدت بالقاهرة في شهر أبريل 1998.
23 - السيد ياسين وآخرون، العرب والعولمة، مركز دراسات الوحدة العربية 1998.
24 - عبد الصمد الديالمي، القضية السوسيولوجية، نموذج الوطن العربي، إفريقيا الشرق 1989.
25 - Louis Althusser, Comment lire le Capital? E.S 1969.
26 - راجع ملحق كتاب بيار أنصار، العلوم الاجتماعية المعاصرة، ترجمة نخلة فريفر المركز الثقافي العربي 1992.
27 - د.محمد عزت حجازي وآخرون، نحو علم اجتماع عربي، ص13.
28 - بيار أنصار، العلوم الاجتماعية المعاصرة، ص310.
29 - بورديو، درس الدرس ترجمة عبد السلام بنعبد العالي دار توبقال 1988.
30 - حول مفهوم الحداثة يمكن العودة إلى: Alain Touraine, Critique de la modernité, Fayard 1992.
31 - Abdellah Laroin, La crise des intellectuels arabes,page.
32 - كمال عبد اللطيف، العرب والحداثة السياسية، ص76.
33 - عبد الصمد الديالمي، القضية السوسيولوجية، ص17.
34 - يمكن أن نسجل ملاحظة تتعلق بانعدام الدراسات المقارنة في مجال العلوم الإنسانية بين الأقطار العربية وذلك لأسباب لا مجال هنا للخوض فيها.

سعد 1980
2011-12-13, 08:16
:sdf: أريد بحث حول الأوراق التجرية ولك جزيل الشكر

tidjani100
2011-12-13, 10:01
اسم العضو :tidjani100
الطلب :دراسات قياسية اقتصادية (مذكرات تخرج لمعهد الإحصاء والتخطيط inps)أو لجامعة تلمسان

المستوى :ماجستي -دكتوراه

أجل التسليم :في أقرب وقت إن شاء الله

tidjani100
2011-12-13, 10:21
اسم العضو :tidjani100

الطلب نشأة وتطور القطاع الزراعي في الجزائر 62-08 -دراسة اقتصادية- أو مرجع لهذا الموضوع

المستوى :جامعي

أجل التسليم :في أقرب وقت ممكن إن شاء الله

ridine
2011-12-13, 16:37
اريد وضعية مستهدفة ص74

محب بلاده
2011-12-13, 16:45
اسم العضو :tidjani100
الطلب :دراسات قياسية اقتصادية (مذكرات تخرج لمعهد الإحصاء والتخطيط inps)أو لجامعة تلمسان

المستوى :ماجستي -دكتوراه

أجل التسليم :في أقرب وقت إن شاء الله





مذكرة حول دراسة قياسية واقتصادية لظاهرة التضخم في الجزائر

http://www.4shared.com/file/bcVt4aTh/_____.html



ﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻣ ﻟﺒﻌﺾ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻗﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﺒﺆ (http://bbekhti.online.fr/trv_pdf/memoire_bengana.pdf)

b
نوع الملف: PDF/Adobe Acrobat
ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ. ــــــــــــ. ﻤﺫﻜــﺭﺓ. ﻤﻘﺩﻤﺔ. ﻻﺴﺘﻜﻤﺎل ﻤﺘﻁﻠﺒﺎﺕ. ﺸﻬـﺎﺩﺓ ﺍﻟﻤﺎﺠﺴ. ﺘﻴﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻠﻭﻡ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ. ﺘﺨﺼﺹ. ﺩ: ﺭ. ﺍﺴﺎﺕ. ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻴﺔ. ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻗﻴﺎﺳﻴﺔ

الباشا مهندس
2011-12-13, 17:19
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الإسم : الباشا مهندس

الطلب:بحث ## كيف ساهم كل من جامع الأزهر و الزيتونة في توطيد دعائم الحضارة الاسلامية؟ # #

المستوى:السنة اولى ثانوي علوم وتكنولوجيا

اجل التسليم :هذا الاسبوع

وجزاك الله الجنة ان شاء الله وجعله الرحمان في ميزان حسناتك وبارك الله فيك مسبقا

سعد 1980
2011-12-13, 18:28
اسم العضو : سعد 1980
اسم البحث : الأوراق التجارية
المستوى : الثالثة جامعي
أجل التسليم : الخميس 15 نوفمبر
أريد المساعدة ان كان هذا ممكنا مشكورين

imanekasmi
2011-12-14, 18:52
لا تنسى طلبي ارجوك
وشكرا
خطة بحث القبائل اليبية القديمة
وشكرا

محب بلاده
2011-12-14, 22:42
خطة البحث شوفي قسم الطلبات بالمنتدى الجامعي سيفيدونكِ اكثر مني بإذن الله


اعطيهم البحث وهو يعرفون ما يفعلون

لأني بحثت ولم أجد شيئا عنها الا ما سبق وكتبته
وفقك الله

محب بلاده
2011-12-14, 22:46
لا تنسى طلبي ارجوك
وشكرا
خطة بحث القبائل اليبية القديمة
وشكرا




أسماء أهم القبائل الليبية القديمة

خريطة هيرودوت أمدتنا المصادر الإغريقية والرومانية والبيزنطية بالكثير من المعلومات حول الليبيون القدماء الذين عاشوا في المنطقة المعروفة قديما باسم ليبيا بمعناها الواسع وقــد استقينا معلوماتنا هــذه مــن خلال ما تركه هؤلاء الكتاب مــن أخبار معظمها كانت خليطاً بين الحقائق والأساطير وكان على رأس هؤلاء الكتاب (هيرودوت) القرن الخامس قبل الميلاد و(سكيلاكس) القرن الرابع قبل الميلاد و(سالوست) القرن الأول قبل الميلاد و(استرابون) و(ديودورس الصقلي) و(بليني الأكبر) القرن الأول الميلادي و(بطلميوس الجغرافي)القرن الثاني الميلادي و(بروكوبيوس القيصري) و(كوريبوس) القرن السادس الميلادي

وسوف نتتبع أسماء أهم القبائل الليبية عند هؤلاء الكُتّاب منذ أيام (هيرودوت) إلى ما قبل الفتح الإسلامي بقليل وهى :

1- الادروماخيداي

أول إشارة وصلتنا عن هذه القبيلة كانت عن طريق (هيرودوت) حيث ذكر بأنها تقيم قريبا جدا من مصر وقد أخذ سكان هذه القبيلة عن المصريين أغلب عاداتهم باستثناء ملابسهم التي كانت لا تختلف عن بقية الليبيين ولم يأت (سكيلاكس) الذي جــاء بعد (هيرودوت)بجديد عـــن سكان هذه القبيلة حيث أكــد بأن الصفة المصرية لا تزال غالبة عليهم. وفى القرن الأول الميلادي والثاني الميلادي أشار إلى هذه القبيلة كل من (استرايون )و(بليني الأكبر ) و(بطلميوس) ولكن هؤلاء جميعاً أشاروا إلى هذه القبيلة باختصار شديد.

2- الجليجاماي

يقول هيرودوت بأن أراضى هذه القبيلة تلي قبيلة الإدروماخيداى مباشرة وتمتد نحو الشرق حتى جزيرة إفروديسياس (جزيرة كرسة) إلى الغرب من مدينة درنة الحالية. ويشير (هيرودوت) بأن أرض السيلفيوم تبدأ من أرض هذه القبيلة وحتى مدخل خليج سرت. لقد اختفى اسم هذه القبيلة عند كل الكّتاب اللاحقين ويبدوا أنها لم تكن من القبائل الكبرى ولذلك غفل عن ذكرها هؤلاء الكّتاب.

3- الأسبوستاي

لقد أشار (هيرودوت ) إلى هذه القبيلة حيث ذكر بأن أراضيهم تقع إلى الغرب من قبيلة الجليجاماى إلى الداخل من مدينة قورينا لأن المناطق الساحلية يسيطر عليها القورنائيين. وقد أشار بأن الاسبوستاى يشتهرون بالعربات التي تجر بواسطة أربعة من الخيل لقد ورد أسم هذه القبيلة أيضاً لدى (استرابون) و بطليموس في حين لم ترد لدى بقية الكُتّاب.

4- المارماريداي

أول إشارة عن هذه القبيلة كانت عند (سكيلاكس) الذي أشار بان أراضى الماماريداى تقع إلى الغرب من قبيلة الادروماخيداى وهى تضم كل الاراضى الداخلية لمدينة برقة(المرج) وتمتد نحو الغرب حتى تقترب من خليج سرت. ويبدو أن أراضى هذه القبيلة ازدادت اتساعاً في العصر الروماني حيث امتدت نحو الشرق حتى وصلت مرسى مطروح ونجد إشارة صريحة لهذا التوسع من خلال ما ذكره(بليني الأكبر) من أن المجموعات السكانية التي تقيم في المنطقة الممتدة من بارايتوم (مرسى مطروح)وحتى سرت الكبير هم المارماريداى. ورغم أن اسم المارماريداى ظهر لأول مرة عند(سكيلاكس) إلا أنه ظل حيا حتى قبيل الفتح الإسلامي للمنطقة فقد ذكرت هذه القبيلة لدى معظم الكتاب الكلاسيكيين مثـل: (استرابون)و(ديودوروس الصقلي) و (بليني الأكبر) و(بطليموس) وربما بسبب شهرة هذه القبيلة سميت المنطقة فيما بعد باسم مارماريكا.

5- الاوسخيساي

يشير هيرودوت بان أراضى قبيلة الاوسخيساى تقع عند المناطق الداخلية من مدينة برقة(المرج) وتمتد نحو الغرب حتى تتصل بالشاطئ عند مدينة يوسبيريدس(بنغازي). ويشير هيرودوت بأن عند منتصف أراضى هذه القبيلة تقـــع أراضى قبيلة البكاليس الصغيرة التي تتصل أراضيها بالبحر عند مدينة توخيرا(توكرة). ويبدو أن قبيلة الاوسخيساى لم تكن ذات أهمية كبيرة بالمقارنة مع القبائل السابقة ولذلك لم يرد ذكرها لدى معظم الكتاب الكلاسيكيين ما عدا(ديودوروس الصقلي)الذي أشار إليها إشارة عابرة.

6- النسامونيس

لقد أشار(هيرودوت) بأن موطن النسامونيس يقع إلى الغرب من موطن الاوسخيساى دون أن يحدد إلى أي مدى يمتد موطنهم نحو الغرب. ونجد في المقابل يوضح (سكيلاكس) بأن موطن هذه القبيلة يمتد نحو الغرب حتى يصل مذبح الأخوين(فيلاينى) ويذكر(هيرودوت)بأن النسامونيس متعودون ترك قطعانهم في الصيف بجوار البحر ويصعدون نحو موقع يقــال له أوجلة ليجنوا التمر مــن النخيل الذي ينمو هناك بكثرة. لقد كانت قبيلة النسامونيس موجودة بموطنها حول خليج سرت طوال العصور القديمة حيث ورد ذكرها لدى(هيرودوت)و(سكيلاكس)و (استرابون) و (ديودوروس الصقلي) و (بليني الأكبر) و (بطليموس) وغيرهم. وكان الرومان يحسبون ألف حساب لقبيلة النسامونيس القوية التي تتمركز حول خليج سرت وقد كان النسامونيس يضايقون الرومان بالتعرض لطرق التجارة بالدواخل ومهاجمة السفن وإغراقها عند السواحل. وبالتالي أصبحت المنطقة تمثل أكبر خوف للمصالح التجارية الرومانية وهذا الأمر أدى بالرومان إلى توجيه حملة خلال حكم الإمبراطور(دومتيان) استهدفت القضاء على سيطرة النسامونيس من جهة ومن جهة أخرى استهدفت إلزام النسامونيس بعدم ترك مواطنهم الدائمة وذلك تسهيلا لمهمة جباة الضرائب من الرومان بالإضافة إلى تسهيل مراقبتهم في مكان ثابت ومعروف.

7- المكاي

تقع أرض المكاي إلى الغرب من قبيلة النسامونيس وتنتهي عند نهر(كينيبس)(وادي كعام). ويشير(هيرودوت) بأن نهر (كينيبس) يجرى عبر أراضيهم نحو البحر في الشمال وأن هذا النهر يأتي من تل يدعى تل الحسان، وهو عبارة عن غابة كثيفة وهى على عكس بقية ليبيا التي تحدث عنها والخالية من الأشجار وتبعد هذه المنطقة عن ساحل البحر بمائتي فرسخ. والجدير بالذكر أن هذه المنطقة كانت قد أغرت أحد المغامرين الإغريق في تأسيس مستوطنة عليها وقد كان ذلك على يد(دوريوس) بن ملك إسبارطة، عندما نزل في حملة بحرية في عام 520 قبل الميلاد عند مصب نهر كينيبس (وادي كعام) لتأسيس تلك المستعمرة التي عرفت باسم النهر السالف الذكر. وقد ذكر(هيرودوت)في كتابه الخامس أن القرطاجيين بعد ثلاث سنوات من تأسيس هذه المستعمرة استطاعوا بمساعدة قبيلة المكاي من طرد المغامر الإغريقي، حيث رحل عائداً إلى شبه جزيرة البيلوبونيز ببلاد اليونان.

8- آكلة اللوتس

تقع أراضى آكلة اللوتس إلى الغرب من قبيلة الجيندانيس، التي تلي قبيلة المكاي وتبرز أراضى آكلة اللوتس في البحر على شكل رأس يمتد في عرض البحر ولقد حصلنا على أول ذكر لهذه القبيلة لدى (هوميروس) ثم وردت فيم بعد لدى (هيرودوت) و(سكيلاكس) و(بليني الأكبر) و(بطليموس). يقول(هيرودوت) يصف ثمار اللوتس اللذيذة بان مذاقها يذكر بمذاق الرطب، وأن آكلي اللوتس يصنعون أيضاً من ثمار اللوتس الخمر وربما لهذه اللذة التي تمتاز بها ثمار اللوتس يشير(هوميروس) في ملحمته الأوديسة بأن من يأكل اللوتس يصرفه عن الاهتمام برؤية وطنه وزوجته وأولاده .

9- الجرامنت

لقـد وضح لنا هيرودوت بأن مــوطن الجرامنت يقع على مسيرة عشرة أيام إلى الغرب من أوجلة وعلى مسيرة ثلاثين يوما إلى الجنوب من موطن آكلة اللوتس. يعتبر المؤرخ الإغريقي (هيرودوت) أول من أشار إلى الجرامنت ولذلك يعتبر مصدرنا الأساسي حول هذا الموضوع. وقد أشار إلى أن الجرامنت كثيروا العدد يملكون العربات التي تجر بواسطــة أربعــة من الخيل والتي كانوا يطاردون بها سكان الكهــوف الإثيوبيين وكانوا يضعون التراب على الملح ثم يزرعونه وكانت لهم ثيران وهى ترعى القهقرى، وسبب ذلك انحناء قرونها إلى الأمام . لم تقتصر معرفتنا للجرامنت عن طريق (هيرودوت) فقط بل إن (استرابون) و(بليني الأكبر) تحدثا عن الجرامنت أيضاً. وفى هذا السياق يشير(بليني الأكبر) في كتابه التاريخ الطبيعي بأن أراضى الجرامنت تقع على بعد اثني عشرة يوما من أوجلة ، ويشير في نفس الكتاب السابق إلى الصراع الذي كان يدور بين الرومان و الجرامنت وكيف إستطاع الرومان بقيادة (كورنيليوس بالبوس) إخضاع عاصمة الجرامنت جرمة بالإضافة إلى إخضاعهم العديد من المدن الأخرى، التي كانت على الأرجح ضمن ممتلكات الجرامنت.

10- الجيتول

الجيتول إحدى المجموعات الليبية القديمة التي ذكرها المؤرخون الكلاسيكيون. وهى مجموعة من القبائل كانت منتشرة جنوب الممتلكات القرطاجية ، ومملكة نوميديا وهى تمتد جنوبا حتى تحاذى أطراف الصحراء من الشمال. وإذا تتبعنا اسم هذه المجموعة السكانية فإننا نجد أول ذكر لها كان عن طريق المؤرخ اللاتيني (سالوست) (القرن الأول قبل الميلاد). وقد توالى ذكر هذه المجموعة السكانية فيما بعد لدى معظم الكتاب الكلاسيكيون مثل(استرابون) و(بليني الأكبر)و(بروكوبيوس القيصري). ويبدو أن اسم الجيتول دخل عليه بعض التحريف، عندما بدأ العرب المحدثون نقل هذا الاسم من اللغتين اليونانية واللاتينية إلى اللغة العربية حيث كتب مرة بصورة جيتــول وكتــب مرة أخرى بصورة عربية صــرفة وهى جدالة ويبدو أن هؤلاء الأخيرين كانوا محقين لأن الاسم جدالة قريبا جداً من الاسم القديم جيتول.

11- المـور

تقع أراضى المور ما بين المحيط الأطلسي في الغرب، ووادي مولوكا(ملوية) في الشرق ويبدو أن اسم مــوريتانيا أو مــوروسيا اشتــق مــن اسـم هذه القبيلة الواسعة الانتشار. لقد توالى ذكر المور في الكثير من المناسبات منذ نهاية القرن الخامس قبل الميلاد وحتى نهاية العصور القديمة حيث تم الإشارة إليهم في الحملة المبكرة التي قام بها القرطاجيون ضد الإغريق في صقلية عام 406 قبل الميلاد وكذلك تم الإشارة إليهم أثناء محاولة الغزو الروماني لشمال إفريقيا عام 256 قبل الميلاد وأيضاً أثناء الحرب البونية الثانية حيث ذكروا ضمن جيش هانيبال في معركة زاما. وقد أشار إليهم المؤرخ اللاتيني(سالوست) عند حديثه عن السكان الأوائل لإفريقيا. ولقد ظل اسم المور حيا حتى العهد البيزنطي حيث تمت الإشارة إليهم عن طريق المؤرخ البيزنطي(بروكوبيوس) في كتابه العمائر عند حديثه عن تغلب المور على الوندال واستيلائهم على مدينة لبدة الكبرى. والجدير بالــذكر هنا أن(بروكوبيوس) كــان يسمى هذه المجموعة السكانية أحياناً باسم المور وأحياناً أخرى باسم لواتة. وقد عاد (بروكوبيوس) إلى الإشارة إلى المور من جديد في نفس الكتاب السابق حيث ذكر بأن الإمبراطور(جستنيان) احتل طرابلس وبقية ليبيا داحراً الوندال والمور.وقد أشار (بروكوبيوس) إلى المور أيضا في كتابه الحروب الوندالية عندما تحدث عن القائد الليبي كابا وان الذي انتصر على الوندال. وقد وصفه (بروكوبيوس) بأنه كان يحكم مور طرابلس التي كانت تعنى في ذلك الوقت إقليم المدن الثلاث ( لبدة و أويا و صبراتة ).

12- الإستوريون

لقد وصلتنا أخبار هذه القبيلة أثناء عهد الإمبراطورية الرومانية المتأخرة وذلك عند الإشارة إلى الهجمات التي كانت تقوم بها هـــذه القبيلة ضد المدن التي يسيطر عليها الرومان سواء على المدن الثلاث ( لبدة وأويا و صبراتة)، أو على المدن الخمس (قورينا و برقة وبطوليمايس وتوخيرا ويوسبيريدس) أو من خلال التحالفات التي كانت تقيمها هذه القبيلة مع القبائل الليبية الأخرى ضد القوات البيزنطية المتمركزة في قرطاجة والمدن التي تقع إلى الشرق والغرب من هذه المدينة. وليست لدينا الكثير من المعلومات عن أصل هذه القبيلة ومصادرنا محدودة تحصلنا بعضها عن طريق (اميانوس ماركيلينوس) (عاش في حدود الفترة ما بين 330 - 400 ميلادية) وتحصلنا على البعض الآخر عن طريق (فلافيوس كريسكونيو كوريبوس) (القرن السادس الميلادي) من خلال ملحمته الشعرية الحرب الليبية الرومانية. ويرى البعض بأن هذه القبيلة قدمت من الواحات الشرقية، ثم استقرت، خلال العهد الروماني المتأخر بمنطقة خليج سرت وتذكر المصادر الرومانية المتأخرة أن قبيلة الاوستريانى هاجمت مدينة لبدة ثلاث مرات متتالية، وهو الأمر الذي أدى إلى تدمير معظم منشآت المدينة ولاشك أن الذي اكسب غارات الاوستريانى هذا العنف وهذه القوة استعمال هذه القبيلة للجمل في غاراتها، والجدير بالذكر أن الرومان رفضوا مد العون إلى مدينة لبدة الكبرى وحتى عندما وافقوا على نجدة المدينة كان من أهم شروطهم تزويدهم بكميات ضخمة من المؤن وأربعة آلاف جمل. ويحدثنا (فلافيوس كوريبوس) عن قبيلة الاستوريين، بأنها كانت كثيرة العدد والعدة وهى معروفة بشجاعتها وتخطيطها للحروب المتقنة للنيل من الأعداء. وفى هذا السياق يشير (كوريبوس)، بأن الاستوريين يقومون بتجميع للإبل في صفوف متماسكة على شكل حواجز ويحفرون الخنادق، ثم يضعون مختلف قطعان الماشية وسط حلقة وذلك لكي يوقعوا بالأعداء في شراك هذه الحواجز وبالتالي يمكن سحقهم في غمرة من الاضطراب والفوضى التي تنتاب الصفوف في مثل هذه الأحوال.

13- لواتة

لقد وصلتنا أول إشارة عن قبيلة لواتة عن طريق المؤرخ البيزنطي (بروكوبيبوس القيصري)، من خلال كتابيه العمائر والحروب الوندالية ونلاحظ أن (بروكوبيوس) كان يرى بأن المور و لواتة اسمين لمجموعة سكانية واحدة كانت منتشرة في كل المنطقة الممتدة من طرابلس وحتى تيبسا بالجزائر. وقد ذكرت المور على أنها لواتة في العديد من كتابات (بروكوبيوس) فنجده يشير إلى المور الذين دعــاهم في نفس الــوقت لــواتة عند حديثه عــن تغلب هؤلاء على الونـدال واحـتلالهم لمدينة لبدة ونجده يشير إليهم عند حديثه عن المذبحة التي نفذها البيزنطيون في مدينة لبدة ضد ثمانون شيخا من أعيان لواتة، ونجده يشير إلى المور على أنهم لواتة عند حديثه عن الحروب التي شنها الليبيون ضد حاكم إفريقيا البيزنطي سليمان فنجده يتحدث عن المور و لواتة في طرابلس ، والمور ولواتة في بيزاكيوم (سوسة بتونس) والمور ولواتة في تيبستا (تيبسا) بالجزائر.
والجدير بالذكر أن قبائل لواتة لم تنتهي مع نهاية الحكم البيزنطي للمنطقة بل ظلت تتردد في الكثير من المصادر العربية الإسلامية حيث تم الإشارة إليها عــن طريق ابن عبد الحكم في كتابه فتوح مصر وإفريقيا، و اليعقوبي في تاريخه و ابن خرداذابة في كتابه المسالك والممالك، والهمذانى في كتابه الإكليل، ونشوان بن سعيد الحميري في قصيدته ملوك حمير و أقيال اليمن وأبى الحسن على بن سعيد في كتابه المغرب في حلى المغرب. و ابن خلدون في كتابه العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوى السلطان الأكبر.
نفوذ قرطاجةبدات العلاقات السياسية القرطاجية مع مدن اقليم طرابلس عقب حادثه انشاء مستعمرة افريقية بالقرب من مدينه لبدة القديمة يقص علينا هيرودت قصة هذه الحادثة فيذكر ان دوريوس الابن الثانى لملك اسبارطة والذى كان يعتقد باحقيته في العرش قد غضب عندما انتقل العرش إلى اخيه كليومينس المختل عقليا فجمع دوريوس فريقا من الشباب الاسبارطى ورحل بهم نحو سواحل ليبيا الغربية ونزل في مكان بالقرب من مدينة لبدة مستعينا بارشاد بعض مستعمرى شيرا وكان ذلك حوالى 514 قبل الميلاد واستقر في ارض تخص الليبيين على نهر الكتبس وادى كعام حاليا وهى اخصب بقاع ليبيا وكان الادلاء الاغريق يعرفونها ولكن المستعمرة الاسبارطية لم تدم أكثر من ثلاث سنوات قامت بعد ذلك قبيلة المكاي الليبية بمساعدة القرطاجيين بطردهم منها
ان قرطاجة كان لها نوع من النفوذ جعلها قادرة على الايعاز لقبيلة المكاى بطرد الاسبارطيين
ان قرطاجة في بادى الامر لم تعر للامر اى اهتمام ولكن احست بعد ذلك ان ذلك سيؤثر على الحدود السياسية بعد ذلك في برقة لذلك اسندت الامر لهذه القبيلة لطردهم وهذا مااكده مريغى في كتاباته لذلك قررت قرطاجة طردهم وان هؤلاء الاغريق انشؤا مدينة كبس ولعل الاغريق في بادى الامر تلقوا معاملة حسنه ولكن بعد ذلك طردتهم القبيلة الليبية وكانت مدينة لبدة يسميها الاغريق تثابوليس
بدا الصراع بين قرطاجة واغريق برقة في الحقيقه اثر الغزو الاشورى لبلاد فينيقيا انقطعت الصلات التى ربطت قرطاجة بوطنها الاصلى وبالتالى انقطع النشاط التجارى لبلاد فينيقيا في البحر المتوسط واصبحت قرطاجة وهى أكبر مدن الفينيقية في شمال افريقيا المسيطرة على تجارة عالم البحر الابيض المتوسط ولكن ظهور الاغريق كمنافسين لقرطاجة في عالم التجارة البحرية ادى إلى وقوع التصادم بين الطرفين خاصة عندما بدات قرطاجة تتطلع للسيطرة التامة على تجارة حوض البحر الابيض المتوسط ولاثرضى باى منافسة
وعندما اندفعت قرطاجة للتوسع في صقلية وقع الصدام بين الطرفين 480 قبل الميلاد كان في مصلحة القرطاجيين حيث تم بموجبه الاستيلاء قرطاجه على صقلية الغربية واستمرت الحرب سجالا بين الطرفين تتخللها فترات من السلام ثم تعود الحرب لتشتعل مرة اخرى ولم تتوقف الا خلال فترة ظهور الاسكندر المقدونى على مسرح الاحداث ولكن الاسكندر توفى فتنفست قرطاجة السعادة خاصة وان الاسكندر يريد التوسع في شمال افريقيا
ثم بدات فترة سلام امتدت 70 سنه قامت قرطاجة بمحاولة التوسع في افريقيا لانها لم تتوسع خارج مدينتها بسبب العداء مع السكان الاصليين وخاصة انتصار الاغريق على الفرس و الاتروسكين وكانت هناك مصالح مشتركة بين الاتروسكين وبين قرطاجة ولقد امتد النفوذ القرطاجى في اقليم طرابلس في نهاية القرن الخامس قبل الميلاد وبداية القرن الرابع قبل الميلاد بدا الصراع بين قرطاجة واغريق برقة بسبب منطقة خليج سرت الكبرى والصغرى ويقول سالوست ان هذه المنطقة هى اقليم سهلى رملى عديم الحياة ولايصلح للاقتصاد ولكنه ذا اهمية تجارية حيث يربط بين مدن اقليم طرابلس الفينيقية وبين دواخل القارة الافريقية الجرامنت وبين مصر العليا واثيوبيا
ويقول الرومان ان كافة المدن الاغريقية في اقليم قورينايئة دخلت الحرب وعندما بدات الحرب بين القرطاجيين والقوريين لجؤا إلى نوع من التحكيم الظريف حيث اتفقوا ان يخرج كل طرف فريق من العدائين ويكون اللقاء بينهما هو الحدود فخرج من قرطاجة الاخوين فيلينى اللذان وصلا إلى سرت مع الفريق الاخر من قورينا ولكن القوريين اتهموا قرطاجة بالغش فاختار الاخوين ان يدفنا حيين وقد اقيم قبرين لهما في سرت والحقيقة ان القصة فيها الشى الايجابى والسلبى والدينى فالايجابى هو ان القدماء لما تقع الحروب بينهما يلجاؤن إلى الافراد لحقن الدماء وهذا الامر متبع عند القدماء والشى السلبى هو ان القصة من تاليف الاغريق لان الكلمة تعنى المحبة وهى فيلى وان سالوست ذكر هذا الامر الذى كان شائعا ولعله لم يكن له اسم اخر ويقول جود اتشاليد في كتابه قورينا وابوللونيا دليل تاريخى ان القصة من تاليف الاغريق ليظهروا التوسع القرطاجى في سرت وساعدهم على هذا ان الملاحين لجاؤا إلى الساحل يهتدون بمرتفعين يقومان الجبل العالى إلى الشرق من قوس الاخوان فيلينى ويعتقد مريغى ان المكان الذى حدثت فيه الواقعة في اقصى سرت الكبرى هو منطقة مقاطع الكبريت الحالية معتمدا على كتابات بريبلوا وبطليموس ويذهب مرغى ان الحادثة وقعت في منتصف القرن الرابع قبل الميلاد معتمدا على كتابات بريبلوا الذى ذكر نصب الفيلينى في كتاباته

المصادر
موسوعة حضارة العالم . أحمد محمد عوف
مركز جهاد الليبين للدراسات التاريخية. طرابلس ليبيا

محب بلاده
2011-12-14, 23:09
تاريخ بدايات ليبيا




عرف قدماء المصريين الشعوب التي تقطن إلى الغرب من مصر بالليبيين
. كانت القبيلة الليبية التي تعيش في المنطقة المتاخمة لمصر هي قبيلة
الليبو (LIBU)
والتي غير معروف أصلها بالتحديد حيث يرجح بعض العلماء
أنهم من شعوب البحر المتوسط.
وقد ورد ذكر هذه القبيلة لأول مرة
في النصوص المصرية التي تنسب إلى الملك مرنبتاح (Merneptah)
من الأسرة الفرعونية التاسعة عشرة (القرن الثالث عشر ق.م.).
ومن اسمها اشتق اسم ليبيا وليبيين.
وقد عرف الإغريق هذا الاسم عن طريق المصريين ولكنهم أطلقوه على كل
شمال أفريقيا إلى الغرب من مصر
، وقد بلغ بعض القبائل درجة من القوة مكنها من دخول مصر وتكوين أسرة حاكمة هي الأسرة الثانية والعشرون،
التي حكمت مصر قرنين (من القرن العاشر إلى القرن الثامن ق . م )
وقد استطاع مؤسس تلك الأسرة الملك شيشنق توحيد مصر،
و اجتياح فلسطين. بدأ اتصال الفينيقيين بسواحل شمال أفريقيا منذ فترة مبكرة حيث سيطروا على البحر المتوسط
واحتكروا تجارته وكانوا عبورهم البحر بين شواطئ
الشاموإسبانيا ليجلبوا منها الفضةوالقصدير
. وكانوا يبحرون بمحاذاة الساحل الغربي من خوفا من هباج البحر.
فكانت سقنهم ترسو على الشواطئ الليبية
للتزود بما تحتاج إليه أثناء رحلاتها البحرية الطويلة
. وقد أسس الفينيقيون مراكز ومحطات تجارية كثيرة
على طول الطريق
من الشام بالشرق إلى إسبانيا في الغرب
. وعلى الرغم من كثرة هذه المراكز والمحطات التجارية
لكن المدن التي أنشأوها وأقاموا بها كانت قليلة
لأنهم كانوا تجارا لا مستعمرين.
وكان من أسباب إقامة المدن التي استوطنها الفينيقيون في شمال أفريقيا
تزايد السكان وضيق الرقعة الزراعية في الشام(فينيقيا) وطنهم
. والصراع ببلادها لغارات الآشوريينوالفرس ثم الإغريق.
امتد نفوذ الفينيقيين إلى حدود برقة (قورينائية).
وأسسوا بعض المدن المهمة كطرابلسولبدة، و صبراته.
وقد ازدهرت تجارة الفينيقيين على الساحل الغربي من ليبيا
وذلك لسهولة الوصول إلى أواسط إفريقيا الغنية بمنتجاتها الثمينة
كالذهبوالأحجار الكريمةوالعاج وخشب الأبنوس و الرقيق،
وكانت أهم طرق القوافل تخرج من مدينة جرمة
التي كانت مركزا هاما لمنتجات أواسط إفريقيا التي كانت
تنقلها القوافل عبر الصحراء إلى المراكز الساحلية
حيث تباع للفينيقيين مقابل المواد التي كانوا يجلبونها معهم .
واستمر الجرماتيون مسيطرين على سوق التجارة بليبيا
أكثر من ألف سنة
. كان الفينيقيون والإغريق في علاقات تجارية معهم. لمن الرومان حاولوا إخضاع الجرماتيين بالقوة للسيطرة على تجارة وسط إفريقيا.
لكنهم فشلوا وهادنوا الجرماتيين
. واستمر وجود الفينيقيين وازداد نفوذهم في شمال إفريقيا
خاصة بعد تأسيس مدينة قرطاجة في عام 814 ق.م. ).
وأصبحت قرطاجة أكبر قوة سياسية وتجارية في حوض البحر المتوسط الغربي، وسادها الاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي فترة طويلة .
دخلت بعدها في صراع مرير مع روما
لما وصلت إليه تلك المدينة الفينيقية من قوة وثراء.
فشن الرومان عليها الحروب المضنية
. تكبد فيها الطرفان الكثير من الأرواح والأموال،
وهي الحروب التي عرفت في التاريخ بالحروب البونية.
بعدها استطاعت روما تحقيق أهدافها بتدمير قرطاجة تدميرا شاملا سنة
(146 ق.م.) وأخضع الرومان كل ممتلكات قرطاجة بما فيها المدن الليبية الثلاث
طرابلسولبدةوصبراتة. أما السواحل الشرقية من ليبيا
(برقة - قورينائية)، فكانت من نصيب المستعمرين الإغريق .

tidjani100
2011-12-14, 23:18
شكرا على هذه الإعانة لكن الرابط الثاني لايعمل ﺘﻐﲑﺍﺕ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩ ﺍﻟﻜﻠﻲ ﻣ ﻟﺒﻌﺾ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﻗﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﻨﺒﺆ
إلا أنني ألح في طلب على مذكرات تخرج من inps أو من تلمسان

loulouloubna
2011-12-14, 23:39
اخي hommam 2000 اطلب منك اخي بحث حول المناهج التكنولوجية في التجارة الدولية جزاك الله خيرا أخي

moussa2007
2011-12-15, 18:39
اريد بحث حول

لإنشاءات الهندسية بالمسطرة والمدور ،وإنشاء المضلعات المنتظمة.

moussa2007
2011-12-15, 18:44
اريد بحث حول

لإنشاءات الهندسية بالمسطرة والمدور ،وإنشاء المضلعات المنتظمة.

عصفورة الجنة
2011-12-16, 15:32
السلام عليكم
اسم العضو-عصفورة الجنة
الطلب-عناصر الخطاب الادبي
المستوى -2 جامعي ادب عربي
اجل التسليم-3جانفي
ارجوكم انا انتظر جوابكم على احر من الفجمر وسأكون شاكرة

محب بلاده
2011-12-16, 17:37
السلام عليكم
اسم العضو-عصفورة الجنة
الطلب-عناصر الخطاب الادبي
المستوى -2 جامعي ادب عربي
اجل التسليم-3جانفي
ارجوكم انا انتظر جوابكم على احر من الفجمر وسأكون شاكرة



الخطاب الأدبي وآليات تحليله

بن السايح الأخضر



يعرف الخطاب الأدبي بأنه خلق لغة من لغة ومعنى هذا أن الخطاب الأدبي يلد ويولد فهو مثل الكائن الحيّ الذي ينمو ويتطور ويحافظ على خصائصه الوراثية البيولوجية ويكتسب أشياء أخرى بفعل التلاقح فيؤثر ويتأثرّ، فالخطاب الأدبي، تشكيل جمالي، استوعب في حدثه اللساني الألفاظ والمعاني والأخيلة والصور والأفكار والرؤى فضلا عن واجهته المشكّلة له فهو الكيان المولود بعسر آلام الكتابة ليس من السهل تجاوزه دون الإمعان في ملامحه وتنّوعاته وتقاسيمه المكّونة له فهو يستهويك ويغريك دون أن يسمح لك بالولوج في داخله إلا بعد تدّبر وتفكير ورويّه ومشاركة في صنع المعنى ولا يتأتّى ذلك إلا بالوقوف عند كل كلمة وجملة وصورة، وأحيانا يذهب بخيالك بعيدا، والسبب يعود إلى طبيعة الخطاب الملغّم بتلك الخطوط والممرّات الضبابية التي يستعصى على هاو أن يلجها أو حتى يحّدد معالمها، لذا كان التوّقف في حضرة الخطاب الأدبي بسبب هو لاميته وعدم القدرة على الإمساك به، فهو كيان عائم في حقل الدلالات المتنوّعة التي تسبح فوق خطابات مختلفة يغلب عليها الإنزياح والتلاقح مع خطابات أخرى، كما نلمس التنويع الصوتي على الخطاب حيث يمدّه أحيانا بطول النفس حينما يكون ذلك لزاما وأحيانا أخرى كاتما لأنفاسه حينما تكون لحظة النهاية والاحتراق في اللامتناهي... وكيف توّزعت ألوانه لتصبغ النص بقعا انسيابية تظهر هنا لتختفي هناك ثّم ذلك المّد والجزر المترامي للمعاني حيث الانفتاح والانحسار، فأمام مرمى عينيك هذا الكيان ونفائسه تتراءى أحيانا ممكنة القطف وأحيانا أخرى، وكأن لسان حالها يقول ما أسذجك فدوني حاجز ألف المشاكسة... هذا هو الخطاب الأدبي الذي حدّده جاكبسون بقوله: "نص تغلبت فيه الوظيفة الشعرية للكلام "، وهو ما يفضي حتما إلى تحديد ماهية الأسلوب كونه الوظيفة المركزية المنظمّة والوظيفة الشعرية هي الصورة الفنية المبتكرة التي تساهم في صنعها وتكوينها عوامل كثيرة منها. الأساليب التعبيرية المفعمة بالأساليب الحسّية التي تتجاوز في كثير من الأحيان الصور البيانية كالتشبيه والاستعارة والكناية وأنواع البلاغيات القديمة لتمتزج بالإيقاع والتصوير المّتصل بالإطار والتكوين حيث نلمس درجتي الكثافة والنوعية والتشّتت والتمزيق الرمزي لجسد الكلمات والخروج عن مألوف اللغة العادية حيث الأسلوب الحيوي الذي يرتكز على تلك الحرارة الموّلدة بين المسافة النسبية بين الدّال والمدلول إضافة إلى المستويات اللغوية حيث ترتفع درجة الكثافة وتنخفض، إضافة إلى سلّم الدرجات الشعرية التي تجّسد درجة الكثافة والتشّتت ودرجة الإيقاع والتجريد، والتداخل البنيوي في تكوين شبكة الدلالة ومستويات الانحراف، ومعيار التعدّد في الصوت والصورة، ثمّ علاقة هذه العناصر ببعضها البعض وفق الطريقة الموزّعة آليا في صنع الخطاب، فالتجريد متّصل بالحّسية، ودرجة الحسّية متعلقة بدرجتي الإيقاع والنحوية والإيقاع متصل بظلال الكلمة ووقعها، ودرجة الكثافة متصلة بدرجة التشتت وهكذا...

نتيجة لهذا يقول تودوروف عن الخطاب بأنه "خطاب انقطعت الشفافية عنه معتبرا أن الحدث اللسّاني العادي هو خطاب شفّاف نرى من خلاله معناه، ولا نكاد نراه هو في ذاته فهو منفذ بلوّري لا يقوم حاجزا أمام أشعّة البصر، بينما يتميز منه الخطاب الأدبي بكونه ثخنا غير شفّاف يستو قفك هو نفسه قبل أن يمكنك من عبوره أو اختراقه، فهو حاجز بّلوري طلي صورا ونقوشا وألوانا فصدّ أشعة البصر أن تتجاوزه. ومن هنا طرحت البنية السطحية والعميقه للخطاب الأدبي أّيا كان نوعه، و طبيعة هذه البنية المعبّرة عن أعماق النص وخفاياه، هذه البنية التي تنعكس في مخّيلة المتلّقي حيث يشارك في بلورتها وصنعها مستعينا بما يملك من معرفة وآليات تسمح له بالولوج في داخل النص وإعادة صنعه وهذا مالا نجده في الأعمال التراثية القديمة حيث كانت الغاية تبرر الوسيلةّ وتعتمد على الطريقة الإخبارية التواصلية التي تكتفي بالتبليغ حتى وإن استعانت ببعض ضروب البلاغة التي لا تخرج أو تتجاوز التشبيه والاستعارة والكناية وبعض أسلوب المجاز والصنعة اللفظية، وهذا ما جعل العقاد والمازني وجماعة الديوان أن تقف موقفا معارضا من الشعر الكلاسيكي الذي سموه، بشعر الشكل أو طلاء الأظافر لأنه لا يتجاوز السطح وإنما يعتمد على التشبيه، تشبيه شيء بشيء. لوجود صورة مشتركة بينهما. مثل قول أحد الشعراء:

أنت شمس والملوك كواكب ........ إذا طلعت لم يبد منهن كوكب

فالصورة الفنية هنا لا تتجاوز التشبيه، هنا يعتمد على أشياء حسية مجسدة في أرض الواقع أي على أشياء مرئية مرتبطة بالطبيعة وهذا ما ألفه الخطاب الشعري منذ العصر الجاهلي إلى العصر العباسي في أزهر عصور العربية أي الاعتماد على الصورة الفنية المجسدة في البلاغيات القديمة أو الإيقاع الذي لا يتجاوز البحور الشعرية التي وضعها الخليل بن أحمد الفراهيدي.

وفي هذا الصدد نحن لا ننقص من قيمتها أو محتواها الفكري ولكن نقول أن الخطاب في تلك الفترة وظيفة إخبارية تبليغية تواصلية توظف اللغة توظيفا مباشرا لا تشغل الفكر أو العقل في فهم الصورة ودلالتها، وحتى وإن ابتكر الشاعر فهو لا يتجاوز الاستعارة وهي تشبيه حذف أحد ركنيه مثل قول أحدهم.

بكت لؤلؤا رطبا ففاضت مدامعي عقيقا فصار الكل في نحرها عقدا

ومن هنا نجد مبررا لما قاله العقاد حين شبهه بطلاء الأظافر الذي لا يتجاوز الشكل ودعا إلى خطاب يصل إلى الجوهر ويتناول العمق وفق رؤية نقدية كاشفة تستعين بوسائل فنية جديدة فرضتها طبيعة العصر وما وصلت إليه العلوم المستحدثة في علم النفس والاجتماع وعلوم اللسان.

ـ إن التعامل مع الخطاب يقودنا حتما إلى التعامل مع النص وسياقه هذا التعامل الذي يبدأ من الكلمة فالجملة فالسياق ككل، لأن البحث عن دلالة الخطاب من داخله تتجاوز تلك الدراسات البسيطة التي تعتمد على المضمون وتنسى السياق النصي والثقافي والاجتماعي.

ـ بإيجاز نقول أن الخطاب مهما كان نوعه وشكله لا ينطق من العدم وإنما من خطابات أخرى تتفاعل فيما بينها مولدة نصا ونصا موازيا له يثمّن العملية الإبداعية وفق رؤية تجمع بين الكلمة والصورة والجملة والسياق والإيقاع والصدى والظل. أي نلمس تعدّد الشفرات في طبيعة الخطاب وطبيعة كل دلالة والشفرة المناسبة لها، لأن الخطاب هو بناء لا نتوصل إليه إلا بالامتلاء في مجالات المعرفة بكل أشكالها وأنواعها.

هذه المعرفة حققتها الثورة المعلوماتية في عصر العولمة والزخم المعرفي المتواصل الذي يرتبط بالخطاب ارتباطا وثيقا سواء على مستوى الأشكال والأنماط المختلفة أو على مستوى الرؤية الفكرية والمحتوى المعرفي الذي يربط بين أنماط التفكير وطرائق عيش الإنسان وأشكال الكتابة. وقد تفطّن الأوائل إلى السياق وسمّوه النظم كما يدعوه عبد القاهر الجرجاني فاللغة لها نظامها في تركيب الجملة على أساس الترتيب النحوي الذي يربط بين المبتدأ والخبر الفعل والفاعل والمفعول به ويصّر نظام اللغة على هذا المسار.

وقد أشار الجاحظ إلى ما يشبه هذا القول حين لمّح إلى قضية اللفظ والمعنى، لكن ما يلاحظ على القدماء اعتمادهم على العامل اللغوي في تحليل الخطاب الأدبي وتذوقهم له وفق معايير بلاغية معروفة لا تتجاوز المعنى المطروق لكن منجزات العلوم الإنسانية والتجريبية وخاصّة اللسانية فرضت نوعا آخر من التعامل مع الخطاب وفق إجراءات جديدة تعتمد على التشريح الكلّي لجسد الخطاب الذي يبدأ من أصغر وحدة وهي الصوت لينتقل إلى المعجم اللغوي والصرفي ثمّ علاقة هذه الوحدات ببعضها البعض والمتأمل للخطاب الأدبي أّيا كان نوعه شعرا أو نثرا يجده رسما بالكلمات أي خلق لغة من لغة موجودة بالفعل ولو نظرنا إلى الخطاب الشعري المعاصر نجده يوظّف العلوم الإنسانية الأخرى من تاريخ وفلسفة واجتماع للبحث عن الذات ومساءلة الآخر وأصبح يملك النص الشعري بدل الطابع الغنائي المألوف الذي كان لا يخرج عن المدح أو الفخر أو الهجاء إلى خطاب يملك سلطة فكرية مرجعية هي سلطة التغير والكشف والتأثير ومن ثمّ الخلق والتثوير والإبداع، أي أن الخطاب الشعري المعاصر أعاد النظر في القيم والمعايير والأحكام والمناهج وخرج من تخوم جنسه الأدبي إلى موقع فكري نقدي، اخترق الكثير من القضايا و الموضوعات التي كانت من صميم العلوم الإنسانية وأصبح الخطاب الشعري المعاصر يمثل مركز تصادم الأفكار والتيارات والتجارب وانتقل النص من بنيته السطحية المباشرة في نقل المعنى إلى نص قابل لجميع التأويلات والمحمولات، وأصبح لنص الشعري دوما في ساحة التمرد على سلطة الإيديولوجيات المتعارف عليها وتسلح بهذه المعايير والنظريات الجديدة المتولدة من الزخم المعرفي الذي أنتجه العصر الراهن واقتحم تلك الأبراج التي كانت متعالية وبمنجاة من أسئلة الحداثة وأصبح الخطاب الشعري يستجوب حول المواقف المصيرية من الكون والزمان ومعضلات الوجود، وأضاء الكثير من الجوانب الكونية والإنسانية، ودخل الشعر في نقد تصويري للوضع الراهن، ومن هنا بدأ يتداخل الوزن بالنثر وأصبح متنه يحمل طابع الرؤيا التي توحد الإنسان بالكون ،وبدأ مشروعه في إعادة قراءة الماضي وإسقاط الحاضر على الماضي، وتحوّلت القصيدة إلى حيّز للتفجرات وملتقى مسارات وأنهار جوفية من دلالات المتداخلة وبلغ الجرف اللغوي والاشتقاق وتقليب الأصول مبلغا متزامنا مع تقليب، الأحوال في العالم العربي، حيث اختلطت المواقف السياسية بالفنية، وتحوّل التراث بحمولته الثقافية والمعرفية والتاريخية بالأنا وأصبح الأنا يقابل مفهوم الآخر بما يملك من حضارة وثقافه (الأنا والآخر) هي محل الصراع في الخطاب العربي المعاصر.

وقد عملت وسائل الاتصال السريعة على هجرة النصوص وتلاقحها، كما شحنت الرموز الأسطورية بدلالات معاصرة مفارقة لدلالاتها القديمة ،وتحول الخطاب الأدبي عموما إلى وسيلة من وسائل بناء العالم بالتصور المبدع وبالبعد عن المباشرة السياسية التي أعطته سلطة جمالية تذوقية وإذا بحثنا عن آليات تحليل الخطاب الشعري فقد نجده مجسدا في بعض الدوال المتنوعة كالدال الإيقاع بتفريعاته والدال المعجمي، والدال الصوري، وقد تفاعلت جميع هذه الدوال في بناء نص شعري له ما يميزه، حيث عرف النص بانزياحاته الأسلوبية الفكرية، وظهر مصطلح التناص أو التداخل النصي، وأصبح الخطاب حوارا بين كتابات متعدّدة.

و" التداخل النصي أو الحوارية لدى باختين سمة الفن الرفيع". ونتيجة لهذا أعتبر باختين الخطاب السردي أو الرواية بأنها الفن الأعلى لأنها تتميز بالحوارية أكثر من غيرها لذا تعتبر جل الخطابات قائمة على التداخل والتفاعل بين أصوات وأساليب وخطابات تعبّر على التفاعل والتداخل والتعدد داخل العمل الفني الواحد.

والمتفحّص للإجراءات النقدية الجديدة في تحليل الخطاب يلمس مصطلح "التداخل النصي" أو ما يسمى "التناص" الذي يمثّل آلية تكّون الرؤية باستدخال عناصر العالم إستدخالا بنائيا إنتاجيا توليديا ينتج بفضلها تصورات ودلالات جديدة مفارقة لدلالاتها القديمة، فإذا كان التاريخ يحضر في الكثير من الخطابات الشعرية الجديدة فإنّه يتّحول إلى صورة ونقوش ورؤى تتقابل وتتجاوب، وبالتالي نجد في الخطابات المعاصر توظيفا للتراث بكلّ ما يحمل في بناء تصوّر لحاضر جديد أي رؤية جديدة ،لولادة جديدة. هذا ما يؤكد أن الخطاب لا يوجد إلا مع خطاب آخر معه أو ضده، فالخطاب لا ينطلق من العدم وإنما من خطابات أخرى امتزجت كيميائيا لتصنع معنى جديدا هذا ما يجعل المهتم بتحليل الخطاب أن يرصد المنابع ليحدّد التفاعلات المنتجة للدلالة الجديدة ومن ثمّ وصف وتحليل البنيات الشعرية وعملها في بناء الدلالة النصيّة وما تملكه القصيدة وتظهره من صلة بمراجعها. يعتبر جزء لا ينفصل عن بنيتها وحركتها. إن الآليات المعتمدة في تحليل الخطاب الآن تستمد إجراءاتها العلمية بما أفرزته العلوم الحديثة بمختلف أشكالها وأنواعها وأصبحت تتعامل مع النص على أنه جسد حي تتحسس نبضه في الباطن والظاهر، وترهف السمع لما يوحيه في صوته وصمته. فالمرحلة الأولى وصفية ظاهرا تيه تتقصّى تشكّلات النص وتتبّع الإشارات اللغوية والظواهر الأسلوبية.

أما المرحلة الثانية فتستند في التأويل إلى العلاقة بين الدال والمدلول، وتتوخّى العثور على المنجز الإبداعي بمعرفة جديدة تتيح اكتشاف دلالة الأشياء والكون عبر النص وخلاله، فالبنية اللغوية والتعبيرية للقصيدة الحديثة تتسم بالاحتمالية والتعدد، وإذا كان النص الإبداعي بهذه الاحتمالية لا يقدر النص الواصف أو اللغة النقدية المحيطة أن تدّعي لنفسها نهائية النتائج. فالخطاب الشعري المعاصر بفعل الحمولات المعرفية المكثفة جعل للنص بناء لغوي معقّد يسمح للنصوص الأخرى والأصوات بالنقود إلى الداخل كما ينعدم فيها المدخل والمنتهى، وتنزل هكذا كسيل مفاجئ متحررة من كل شيء، وتشحن فيها الإشارات بدلالات مشحونة بالمدلولات التي لا تستطيع القبض عليها فتحول النص إلى جسد هلامي تستطيع تشكيله لاتجاهات عدةّ ،كما تفرض على القارئ جهدا لإعادة الأجزاء المبعثرة وإعادة ترتيبها وبهذا الجهد تجد القارئ نفسه قد أحيا النص مرة ثانية.

فالخطاب الأدبي هو خلق وإبداع، وبناء في داخل النص، يعمل على تفجير اللغة بكل ما تحمل من دلالة مرجعية وثقافية وحضارية ويكون منها رموزا لأشياء غائبة وحاضرة تقبع داخل النص وإذا أردنا بعث التراث العربي وإحيائه وابتكار طريقة جديدة في التعامل معه، فلا يكون في نسخه وإعادته كما هو، وإنما بعثه في ثوب جديد نلمسه في التناص حيث يتلاقح نص قديم مع نص جديد ويبقى الماضي متزامنا مع الحاضر في اتجاه المستقبل.

ولذا فالوسائل الكفيلة بتشريح الخطاب تتمثل في جميع الإجراءات المعرفية التي تساعدنا في استقراء النص وتتبع جزئياته ونستعين في هذا بكل المعدات المعرفية التي أنتجتها العلوم الحديثة إضافة إلى معرفتنا الأخرى من نحو وصرف وبلاغة ولسانيات ومعرفة الأصوات إضافة إلى الإجراءات النقدية الأخرى وما أفرزته الأسلوبية وعلوم اللسان. فالخطاب الأدبي هو جسد حي، لابد أن نرهف السمع وندقق النظر في شكله ومظهره وأعماقه ونتحسس قلبه النابض ونفسر إشاراته ورموزه، فنقابل بين دلالاته ونستقرئ نسيجه النصُي ونتتبع الحركة والصوت والإيقاع واللفظ والمفردة وقوة المدّ والدفع، وصعود النص وهبوطه المفاجئ ثم البحث عن قلب النص الجاذب للدلالات ثم البحث عن استحضار الأزمنة وتشابك الأحداث، ثم نقسّم النص إلى مقاطع تبعا للنواة الدلالية الجاذبة للكل، ونتتبع المحاور ثم نمعن النظر في النسيج البنائي، والامتداد والتلاحم والانفتاح والانغلاق، والبحث عن الدلالة الاحتمالية الهاربة.

ـ وبهذه الطريقة نتمكّن من معرفة أنظمة النص وولادته الفنّية، ولحظة الإصابة المباغتة للجرعة الفنية المثيرة التي يتقبلها المتلقّي ويتفاعل معها ويتأثر ويؤثر ومن هنا نلمس القراءة المغذيّة المنتجة التي تعبّر عن تلاقح النصوص وهجرتها وتقاطعها وبعثها من جديد وهكذا هي العملية الإبداعية.

فالخطاب الأدبي هو أشبه بجسد عضوي له طابعه وشكله ووظيفته وقوته ومكامن الضعف فيه كما له مناعة خاصة يستجيب للعلاج بأدوية لا تصلح مع جسد آخر، مثله مثل الخطاب الأدبي فكّل خطاب يمتلك مفاتيح لا نجدها في غيرها من الخطابات الأخرى نظرا للتحولات التي تطرأ على النص في أبعاده الزما نية والمكانية والمادية والمعنوية حيث تتحوّل المقاطع البنائية إلى مؤّشرات رمزية تومئ بالدلالة وتطرح له رؤية وحلا.

هنا يتحول المتلقي إلى صانع للإشارة وقارئ لها ومشارك في معناها بعد أن بحث عن ما وراء هذه الكلمة خلف الستائر الضبابية.

ـ أما الخطاب السردي فطريقة تحليله تنبع من مكوناته وخصائصه يقول تودوروف "يبدو أن اتفاقا عامّا قد تمّ في التحليل السردي للوقوف على ثلاثة مقاييس:الزمن والرؤية والطريقة ". وإذا بحثنا عن الأنماط السردية في تراثنا العربي نجد النموذج الحكائي المعروف في ألف ليلة وليله أو النمط القصصي في القرآن الكريم، أو ما كتبه الجاحظ في كتابه البخلاء أو مقامات بديع الزمان الهمذاني.. حدثنا عيسى بن هشام قال:.....

لكن هذه الأعمال يغلب عليها الطابع الحكائي الذي يسير في خط تتابعي مستقيم أساسه التدرج الزمني، أما الرواية أو القصة بمفهومها الحديث فلم يألفها الأدب العربي إلاّ في العصر الحديث إثر احتكاك الشرق بالغرب وأوّل رواية ظهرت هي رواية (زينب) لمحمد حسين هيكل ثمّ تلتها مجموعة الروايات منه (عصفور من الشرق) لتوفيق الحكيم ثم بحقبة زمنية معينة نجد (الحي اللاتيني) لسهيل إدريس.

وكانت هذه الروايات أقرب إلى السيرة الذاتية أو تكاد تكون أشبه بتقرير، لكن الرواية الفنية الناضجة ظهرت مع رواية (موسم الهجرة إلى الشمال) الطيب صالح وهي الرواية الناضجة فنيا، سواء من حيث البناء الفني أو تقنيات السرد. والمتأمل لما ورد في هذه الرواية يلمس قدرة صاحبها على تمرّسه في فن الكتابة وتمكنه من تقنيات الوصف وشدّ انتباه القارئ من صفحات الأول للنص ومهارته في استخدام الحواس من بصر وشّم ولمس كما كانت له القدرة في النفاذ إلى أعماق الأشياء وولوجه في لب القضية وجوهرها فهو يعالج مشكل الصراع بين الشرق والغرب مثلما عالجته الروايات السابقة لكن ما يلاحظ على الطيب صالح رؤيته النقدية الكاشفة لحقائق الأشياء إذ عبّر عن اغتراب الإنسان العربي والانفصام الموجود في شخصيته من خلال شخصيته المحورية مصطفى سعيد حين بقي في بيت ينقسم إلى اثنين نصفه شرقي والنصف الآخر غربي أو من خلال النهاية المجسدة لشخصية الراوي حين أراد العبور والسباحة من الضفة الجنوبية لواد النيل متجها إلى شماله فوصل إلى نقطة الوسط حيث شعر بالتعب والعياء فلا هو استطاع العودة إلى جنوبه ولا هو استطاع أن يعبر إلى الشمال وانتهت الرواية بالنجدة، النجدة. على هذه الصيحة الفزعة ينغلق الموسم والبطل الراوي موشك على الغرق في النهر ـ نهر التاريخ وهو في منتصف الطريق بين ضفة الجنوب وضفة الشمال شاطئ القدم وشاطئ الحداثة، ساحل الحضارة العربية وساحل التمدن الأوربي فلا يستطيع المضي إلى الأمام ولا يستطيع العودة إلى الوراء.

والمتأمّل لما ورد في الرواية، يلمس البنية العميقة للنص كما يلمس سلطة الخطاب على قارئه فبمجرّد الأسطر الأولى يذهب بك الكاتب بعيدا إلى عوالم شتى تذهب بخيالك كما تذهب بعقلك. والخطاب الروائي يختلف عن النمط الحكائي ،فالحكاية تسير في خط مستقيم بينما الخطاب الروائي يتلاعب بالزمان والمكان وزمن السرد.....

فالرواية عادة تبدأ من حيث تنتهي الحكاية وإجراءاتها النقدية في التحليل مستمدّة من بنيتها وتكوينها. فالأنماط الزمنية للسرد في الرواية متعددة الأشكال والألوان فنجد السرد اللاحق والسرد السابق والسرد المتزامن مثلما نجد السرد المتداخل، كما يلجأ الكاتب إلى تسريع زمن السرد بالاعتماد على الإيجاز والحذف والخلاصة وأحيانا يجد نفسه في حاجة إلى تبطيء زمن السرد بالوصف والحوار، ولكل كاتب روائي تقنياته الخاصة في استخدام هذه التقنيات المتعارف عليها في الخطاب الروائي، أما التحليل فلا يخرج عن هذه المناهج النقدية الحديثة المتمثلة في البنيوية والتفكيكية والسميائية، ولكل كاتب روائي آلياته الخاصة في بناء الخطاب الروائي سواء من حيث تواتر الشخصيات ومراتبها السردية في النص أو في بنائها الداخلي ووظائفها السردية أو من حيث علاقة السارد بشخصياته أو في اعتماده على الأشكال السردية المتّبعة حيث نجد السرد بضمير الغائب أو السرد بضمير المتكلم أو ضمير المخاطب وكذلك في طريقة التعامل مع الضمائر كما يبقى المكان الشغل الشاغل للرواية المعاصرة التي نقلت المكان من مجرّد حيّز جامد إلى المكان الذي يسكن الإنسان ويمتزج بالأفكار ويترك حفرياته على الشخصية في سلوكها وثقافتها ويبقى الخطاب الروائي المعاصر مركز استقطاب الجميع نظرا لشموليته وقدرته على الكشف والاستكشاف في معرفة الذات والآخر ومحاورتها كما يعتبر الخطاب الروائي مرتعا خصبا لتلاقح الذوات وحوار الحضارات وتفاعل الخطابات ويبقى الخطاب الروائي الشغل الشاغل للكثير من الأدباء والنقاد والكتاب تبعا لتنوع المقاربات المتأثرة بمقولات المناهج الجديدة....



---------------------

هوامش:

1ينظر..نورالدين السد/ الأسلوبية وتحليل الخطاب/الجزء الثاني/دار همومه/ص11/نقلا عن رومان جاكبسون..اللسانيات العامه ص30..31

2ينظر ترجمة عبد السلام المسدي..الأسلوبية والأسلوب..ص 116

3 ينظر/أسيمة درويش/مسار التحولات/دار الآداب بيروت/ ص 55

4 ينظر خالدة سعيد / الحداثة أو عقدة جلجاميش/مجلة مواقف العدد 51 و52 بيروت 1984 ص 41

5أسيمة درويش/مسار التحولات/دار الآداب/ ص78

6 ودوروف/مفهوم الأدب/ ترجمة منذر عياشي ط1 النادي الأدبي الثقافي بجدة.1990السعودية ص15

7 ينظر موسم الهجرة إلى الشمال/الطيب صالح

8ينظر رواية موسم الهجرة إلى الشمال تعليق/توفيق بكار/ص

محب بلاده
2011-12-16, 17:39
[DOC] أفعال اللغة و الخطاب الأدبي (http://www.mohamedrabeea.com/books/book1_203.docx)



نوع الملف: Microsoft Word
(5) وكذلك في حديثها عن "الذراع المبتورة" لـ(خالد بن طوبال) الذي فقد ذراعه أثناء حرب ... للمرسل إليه وإدراكه الجيد للموقف التواصلي وبعناصر السياق المهيكلة للخطاب

moussa2007
2011-12-17, 11:36
أريد بحث حول

لإنشاءات الهندسية بالمسطرة والمدور ،وإنشاء المضلعات المنتظمة.

ريمي الصغيرة
2011-12-19, 11:33
اسم العضو :............ريمي الصغيرة..................

الطلب :................بحث حول البراكين الانفجارية.....................

المستوى :.............3متوسط....................

أجل التسليم :..........19 ديسمبر..................

halimad
2011-12-19, 12:07
halimad
أرجوكم بحث حول (الذرة والشحنة الكهربائية) مستوى 4 متوسط . في أقرب وقت ممكن . شكراااا جزيلا.

bahri_AC
2011-12-19, 15:42
اريد بحث حول
دور الاعلام المالي في بيئة الاعمال.....
وجزاك الله خيرا

محب بلاده
2011-12-19, 16:36
اسم العضو :............ريمي الصغيرة..................

الطلب :................بحث حول البراكين الانفجارية.....................

المستوى :.............3متوسط....................

أجل التسليم :..........19 ديسمبر..................






بحث حول البراكين الانفجارية

تعريف البراكين الانفجارية

البركاين الانفجارية تتميز بصعود ماغما ناتجة عن انضهار محلي لصخورمتواجدة في الأعماق على مستوى منطقة الغوص حيث تكون هذه الماغما لزجة وغنية بالغازات وهذا ما يميز الانفجار البركاني وكمثال نذكر براكين جبال الأنديز بأمريكا الجنوبية ولافورنيز
وتتمثل نواتج البراكين الانفجارية في
الغازات :co² بخار الماء
المواد السائلة : الحمم اللزجة
المواد الصلبة : رماد ، حمم بركانية،قنابل بركانية

مكونات البركان :
يتكون البركان من ثلاثة أجزاء رئيسية هي :
1 – الفوهة Crater وهي ألفتحه العليا التي تنبثق منها الحمم والغازات .
2 – القصبة أو العنق Neck وهي عبارة عن تجويف اسطواني يخترق القشرة الأرضية ويصل جوف الأرض بالسطح ، وينتهي عند الفوهة ، ومنه تمر المواد المصهورة أثناء صعودها إلى الأرض .
3 – المخروط Cone وهو عبارة عن الشكل الذي يتكون منه جسم البركان ، ويتكون في الغالب من المواد المصهورة بعد تراكمها بالقرب من الفوهة . مع ملاحظة مهمة وهي بان هذه الأجزاء لا تنطبق على البراكين الشقية او الطولية وإنما تنطبق على البراكين المركبة فقط.


أهمية دراسة النشاط البركاني :
تعد دراسة الصخور البركانية الناتجة عن النشاط البركاني مهمة ليس فقط لمعرفة ما يدور في باطن الأرض والكشف عن خباياه ، وإنما أيضا يراد منه معرفة التركيب الكيميائي ، والمعدني لهذه اللافا التي تخرج إلى سطح الأرض ، وكيف تترك أثرها على نمط الانفجارات البركانية ، وكيف تساهم في تكوين أشكال أرضية مختلفة اعتمادا على تلك الخصائص التي تتميز بها

أسباب النشاط البركاني :
أما أسباب النشاط البركاني فأنها تتعلق بتكتونية الألواح وان أكثر البراكين النشطة تحدد قرب التقاء الألواح حيث ألماكما تنتج كما لو يكون انتشار أو هبوط تفاعل ألواح الليثوسفير مع مواد الأرض الأخرى . وكذلك تحدث البراكين نتيجة للاختلافات الطبيعية والكيماوية ونشاط المواد المشعة في باطن الأرض . وأحيانا يكون النشاط الزلزالي سببا من أسباب حدوث النشاط البركاني
أنواع المقذوفات البركانية .
تشتمل المواد المنبثقة من أفواه البراكين على ثلاثة أنواع من المقذوفات البركانية هي :
1 – الأجسام الصلبة .
وقد تتباين هذه المقذوفات من حيث الحجم ، فمنها ما يكون عبارة عن مقذوفات بركانية كبيرة الحجم يطلق عليها اسم القنابل البركانية Bombs وتكون على الأغلب بيضاوية الشكل ، يكون متوسط حجمها بقدر حجم جوزة الهند أو تكون على هيئة حصى بركاني صغير لا يتجاوز قطره نصف سنتمتر ، وقد يزيد في الحجم قليلا حتى يصل إلى ( 4 ) سنتمتر ، ومنها ما يكون على شكل مقذوفات دقيقة جدا تتمثل في الرماد البركاني أو الغبار البركاني الذي تحمله الرياح إلى مسافات بعيدة قبل أن يترسب . ( أبو عيانة 1999 ، الجوهري 1999 )
2 – الغازات والأبخرة .
يرافق خروج الطفوح البركانية بنوعيها الصلبة والسائلة كميات كبيرة من بخار الماء والغازات تقدر بنحو( 5 % ) من حجم تلك الطفوح البركانية ، في حين تتراوح نسبة بخار الماء بين ( 60 – 90 % ) من جملة الغازات التي تنبثق من الفوهات البركانية . وتتمثل النسبة الباقية الأخرى من مجموعة من الغازات أهمها ثاني أو كسيد الكربون ، والنتروجين ، وغازات أحماض الهيدروليك ، والكبريتيك ، والنشادر . وتتراوح درجة حرارة تلك الغازات أثناء انبثاقها من فوهات البراكين من ( 100 – 500 ) درجة مئوية ، ولا يقتصر خروج الغازات من فوهات البراكين

أثناء حدوث الثورانات البركانية فقط ، وإنما ينبعث من البراكين الساكنة كميات كبيرة من الأبخرة والغازات دون أن يصاحبها انبثاق اللافا إلى خارج السطح .
تساعد الغازات الذائبة في مواد الطفوح البركانية Lavas على تقليل كثافتها ، وسهولة تحركها وانسيابها فوق سطح الأرض ، وقد لوحظ بان مواد الطفوح البركانية التي لا تزال تحتوي على بعض الغازات فيها يمكن أن تنبثق من باطن الأرض ، وتنساب فوق سطح الأرض حتى إذا انخفضت درجة حرارتها إلى ( 600 ) درجة مئوية ، إما إذا تسربت الغازات من تلك المواد المشار إليها فيؤدي ذلك إلى عظم لزوجة اللافا ، وشدة تماسكها ، وتكتلها ، وسرعان ما تتجمد بعد خروجها من الفوهات البركانية بأيام قليلة .
3 – المواد السائلة .
وهي عبارة عن صخور منصهرة تخرج من غرفة المهل وتسمى بالطفوح البركانية Lava عند خروجها على سطح الأرض ، أما في حالة عدم خروج هذه المصهورات البركانية وانحباسها في باطن القشرة الأرضية ، ولم تتعرض إلى البرودة السريعة فيطلق عليها اسم ألماكما Magma ، ويكمن تقسيم الطفوح البركانية إلى نوعين :
أ – الطفوح الحامضية Acid Lava : وهي عبارة عن صخور نارية ذائبة ترتفع فيها نسبة السليكا ، ولذا فإنها تتصلب بسرعة إذا ما اقتربت من سطح الأرض ، ونظرا لسرعة تصلبها فانا لا تنساب إلا لمسافات قصيرة حول الفوهة ، وبالتالي يترتب عليها تكوين المخروطات البركانية التي تتباين في ارتفاعاتها وشدة انحدار جوانبها .
ب – الطفوح القاعدية Basic Lava : وهي عبارة عن صخور نارية منصهرة أيضا ، إلا أن نسبة السليكا فيها اقل من النوع السابق ، لذا تبقى في حالة انصهار مدة أطول مما يساعد على جريانها فوق سطح الأرض ، وبالتالي انتشارها على مساحات واسعة قبل أن تتصلب وتتجمد ، مما يترتب على ذلك ان تكون المخاريط الناتجة عن ذلك اقل ارتفاعا وجوانبها ألطف انحدارا من مخاريط الطفوح الحامضية ، وتكون الهضاب خير مثال على الأشكال الأرضية الناتجة عنها .

محب بلاده
2011-12-19, 16:40
http://www.islamswomen.net/vb/imgcache/2562.imgcache.gif


http://www.dahsha.com/vb/imgcache/2477.imgcache.jpg



http://fds.oup.com/www.oup.co.uk/images/oxed/children/yoes/earth/volcano.jpg

محب بلاده
2011-12-19, 16:41
مقدمة http://earth104.tripod.com/images/pumb.gif تعتبر البراكين من الظواهر الطبيعية الفريدة التي استرعت انتباه الإنسان منذ القدم وهي تلعب دورا عظيما في العمليات الجيولوجية التي تؤثر على تاريخ تطور القشرة الأرضية وتشكلها . وذلك لأن أغلب أجزاء القشرة الأرضية تأثرت بالعمليات الاندفاعية وخضعت في تشكيلها إلى مساهمة العمليات الاندفاعية . وتفيد دراسة البراكين في التعرف على مراكز الهزات الأرضية ودراسة البراكين فرع من فروع الجيولوجيا والذي أصبح قائما بذاته يعرف باسم علم البراكين Volcanology . والبراكين يصاحبها تكون معادن وخامات هامة جدا من الناحية الاقتصادية .






تعريف البركان :
البركان هو ذلك المكان الذي تخرج أو تنبعث منه المواد الصهيرية الحارة مع الأبخرة والغازات المصاحبة لها على عمق من والقشرة الأرضية ويحدث ذلك خلال فوهات أو شقوق . وتتراكم المواد المنصهرة أو تنساب حسب نوعها لتشكل أشكالا أرضية مختلفة منها التلال المخروطية أو الجبال البركانية العالية .

http://earth104.tripod.com/images/volcanoes.jpg

أجزاء البراكين :
إذا نظرت إلى الشكل ستجد أنه يتكون من:
1- جبل مخروطي الشكل:
يتركب من حطام صخري أو لافا متصلبة. وهي المواد التي يقذفها البركان من فوهته وكانت كلها أو بعضها في حالة منصهرة.
2- فوهة: وهي عبارة عن تجويف مستدير الشكل تقريبا في قمة المخروط ، يتراوح اتساعه بين بضعة آلاف من الأمتار. وتنبثق من الفوهة على فترات غازات وكتل صخرية وقذائف وحمم ومواد منصهرة (لافا) وقد يكون للبركان أكثر من فوهة ثانوية إلى جانب الفوهة الرئيسية في قمته كما ترى في الشكل:
3- مدخنة أو قصبة : وهي قناة تمتد من قاع الفوهة إلى أسفل حيث تتصل بفرن الصهير في جوف الأرض . وتندفع خلالها المواد البركانية إلى الفوهة. وتعرف أحيانا بعنق البركان.
وبجانب المدخنة الرئيسية ، قد يكون للبركان عدة مداخن تتصل بالفوهات الثانوية.
http://earth104.tripod.com/images/components.jpg


أنواع المواد البركانية:
يخرج من البراكين حين ثوراتها حطام صخري صلب ومواد سائلة .
1- الحطام الصخري:
ينبثق نتيجة للانفجارات البركانية حطام صخري صلب مختلف الأنواع والأحجام عادة في الفترة الأولى من الثوران البركاني . ويشتق الحطام الصخري من القشرة المتصلبة التي تنتزع من جدران العنق نتيجة لدفع اللافا والمواد الغازية المنطلقة من الصهير بقوة وعنف ويتركب الحطام الصخري من مواد تختلف في أحجامها منها الكتل الصخرية ، والقذائف والجمرات ، والرمل والغبار البركاني .
2- الغازات:
تخرج من البراكين أثناء نشاطها غازات بخار الماء ، وهو ينبثق بكميات عظيمة مكونا لسحب هائلة يختلط معه فيها الغبار والغازات الأخرى. وتتكاثف هذه الأبخرة مسببة لأمطار غزيرة تتساقط في محيط البركان. ويصاحب الانفجارات وسقوط الأمطار حدوث أضواء كهربائية تنشأ من احتكاك حبيبات الرماد البركاني ببعضها ونتيجة للاضطرابات الجوية، وعدا الأبخرة المائية الشديدة الحرارة ، ينفث البركان غازات متعددة أهمها الهيدروجين والكلورين والكبريت والنتروجين والكربون والأوكسجين.
3- اللافا:
هي كتل سائلة تلفظها البراكين ، وتبلغ درجة حرارتها بين 1000 م و 1200م . وتنبثق اللافا من فوهة البركان ، كما تطفح من خلال الشقوق والكسور في جوانب المخروط البركاني، تلك الكسور التي تنشئها الانفجارات وضغط كتل الصهير ، وتتوقف طبيعة اللافا ومظهرها على التركيب الكيماوي لكتل الصهير الذي تنبعث منه وهي نوعان:
أ‌- لافا خفيفة فاتحة اللون:
وهذه تتميز بعظم لزوجتها ، ومن ثم فإنها بطيئة التدفق ومثلها اللافا التي انبثقت من بركان بيلي ( في جزر المرتنيك في البحر الكاريبي ) عام 1902 فقد كانت كثيفة لزجة لدرجة أنها لم تقو على التحرك ، وأخذت تتراكم وترتفع مكونة لبرج فوق الفوهة بلغ ارتفاعه نحو 300 م ، ثم ما لبث بعد ذلك أن تكسر وتحطم نتيجة للانفجارات التي أحدثها خروج الغازات .
ب- لافا ثقيلة داكنة اللون:
وهي لافا بازلتية ، وتتميز بأنها سائلة ومتحركة لدرجة كبيرة، وتنساب في شكل مجاري على منحدرات البركان، وحين تنبثق هذه اللافا من خلال كسور عظيمة الامتداد فإنها تنتشر فوق مساحات هائلة مكونة لهضاب فسيحة ، ومثلها هضبة الحبشة وهضبة الدكن بالهند وهضبة كولومبيا بأمريكا الشمالية.
أشكال البراكين:
1-براكين الحطام الصخري:
يختلف شكل المخروط البركاني باختلاف المواد التي يتركب منها . فإذا كان المخروط يتركب كلية من الحطام الصخري ، فإننا نجده مرتفعا شديد الانحدار بالنسبة للمساحة التي تشغلها قاعدته . وهنا نجد درجة الانحدار تبلغ 30 درجة وقد تصل أحيانا إلى 40 درجة مئوية وتنشأ هذه الأشكال عادة نتيجة لانفجارات بركانية . وتتمثل في جزر إندونيسيا.
2- البراكين الهضبية:
وتنشأ نتيجة لخروج اللافا وتراكمها حول فوهة رئيسية ولهذا تبدو قليلة الارتفاع بالنسبة للمساحة الكبيرة التي تشغلها قواعدها . وتبدو قممها أشبه بهضاب محدبة تحدبا هينا ومن هنا جاءت تسميتها بالبراكين الهضبية وقد نشأت هذه المخاريط من تدفق مصهورات اللافا الشديدة الحرارة والعظيمة السيولة والتي انتشرت فوق مساحات واسعة وتتمثل هذه البراكين الهضبية أحسن تمثيل في براكين جزر هاواي كبركان مونالوا الذي يبلغ ارتفاعه 4100 م وهو يبدو أشبه بقبة فسيحة تنحدر انحداراً سهلاً هينا.

3- البراكين الطباقية:
البراكين الطباقية نوع شائع الوجود ، وهي في شكلها وسط النمطين السابقين وتتركب مخروطاتها من مواد الحطام الصخري ومن تدفقات اللافا التي يخرجها البركان حين يهدأ ثورانه.
وتكون اللوافظ التي تخرج من البركان أثناء الانفجارات المتتابعة طبقات بعضها فوق بعض ، ويتألف قسم منها من مواد خشنة وقسم آخر من مواد دقيقة ، وبين هذا وذاك تتداخل اللافا في هيئة أشرطة قليلة السمك. ومن هذا ينشأ نوع من الطباقية في تركيب المخروط ويمثل هذا الشكل بركان مايون أكثر براكين جزر الفليبين نشاطا في الوقت الحاضر.

التوزيع الجغرافي للبراكين:
تنتشر البراكين فوق نطاقات طويلة على سطح الأرض أظهرها:
1- النطاق الذي يحيط بسواحل المحيط الهادي والذي يعرف أحيانا بحلقة النار, فهو يمتد على السواحل الشرقية من ذلك المحيط فوق مرتفعات الأنديز إلى أمريكا الوسطى والمكسيك، وفوق مرتفعات غربي أمريكا الشمالية إلى جزر الوشيان ومنها إلى سواحل شرق قارة آسيا إلى جزر اليابان والفليبين ثم إلى جزر إندونيسيا ونيوزيلندا.
2- يوجد الكثير من البراكين في المحيط الهادي نفسه وبعضها ضخم عظيم نشأ في قاعه وظهر شامخا فوق مستوى مياهه. ومنها براكين جزر هاواي التي ترتكز قواعدها في المحيط على عمق نحو 5000م ، وترتفع فوق سطح مياهه أكثر من 4000 م وبذلك يصل ارتفاعها الكلي من قاع المحيط إلى قممها نحو 9000 م
3- جنوب أوربا المطل على البحر المتوسط والجزر المتاخمة له . وأشهر البراكين النشطة هنا فيزوف قرب نابولي بإيطاليا، وأتنا بجزر صقلية وأسترو مبولي (منارة البحر المتوسط) في جزر ليباري.
4- مرتفعات غربي آسيا وأشهر براكينها أرارات واليوزنز .
5- النطاق الشرقي من أفريقيا وأشهر براكينه كلمنجارو.

آثار البراكين :
1- في تشكيل سطح الأرض :
نستطيع مما سلف أن نتبين آثار البراكين في تشكيل سطح الكرة الأرضية فهي تنشأ الجبال الشامخة والهضاب الفسيحة . وحين تخمد تنشأ في تجاويف فوهاتها البحيرات في الجهات المطيرة.
2- في النشاط البشري:
من الغريب أن الإنسان لم يعزف السكنى بجوار البراكين حتى يكون بمأمن من أخطارها ، إذ نجده يقطن بالقرب منها ، بل وعلى منحدراتها أيضا. فبركان فيزوف تحيط به القرى والمدن وتغطيه حدائق الفاكهة وبساتين الكروم وجميعها تنتشر على جوانبه حتى قرب قمته. وتقوم الزراعة أيضا على منحدرات بركان (أثنا) في جزيرة صقلية حتى ارتفاع 1200 م في تربة خصيبة تتكون من البازلت الأسود الذي تدفق فوق المنطقة أثناء العصور التاريخية.
وهذه البراكين لا ترحم إذ تثور من وقت خر فتدمر قرية أو أخرى ويمكن للسائر على طول الطريق الرئيسي فوق السفوح السفلى من بركان أثنا وعند نهاية تدفقات اللافا المتدفقة وهي شواهد أبدية تشير إلى الخطر الدائم المحدق بالمنطقة.
وتشتهر جزيرة جاوه ببراكينها الثائرة النشطة وبراكينها تفوق في الواقع كل براكين العالم في كمية الطفوح واللوافظ التي انبثقت منها منذ عام 1500 م ومع هذا نجد الجزيرة تغص بالسكان ، فهي أكثف جهات العالم الزراعية سكانا بالنسبة لمساحتها ويسكنها نحو 75 مليون شخص ويرجع ذلك كما أسلفنا إلى خصوبة التربة البركانية، وقد أنشئت بها مصلحة للبراكين وظيفتها التنبؤ بحدوث الانفجارات البركانية وتحذير السكان قبل ثورانات البراكين مما يقلل من أخطار وقوعها.