مشاهدة النسخة كاملة : كلمات غالية نفيسة ... {{ وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنِينَ }}
مقتفية الأثر الصالح
2010-11-18, 11:46
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image387.gif
خلقت النار لإذابة القلوب القاسية وأبعد القلوب من الله القلب القاسي (!!)
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image387.gif
فاحذر أن يقسو قلبك
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image442.gif
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في "الفوائد" - (ص 97) :
" وما أتي من أتي الا من قبل إضاعة الشكر وإهمال الافتقار والدعاء ولا ظفر من ظفر بمشيئة الله وعونه إلا بقيامه بالشكر وصدق الافتقار والدعاء وملاك ذلك الصبر فانه من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد فإذا قطع الرأس فلا بقاء للجسد .
وما ضُرِب عبدٌ بعقوبة أعظم من قسوة القلب والبعد عن الله (!!)
خُلِقَتِ النَّارُ لإذابة القلوب القاسية (!) ,وأبعد القلوب من الله القلب القاسي (!) ,إذا قسي القلب قحطت العين ..(!!) " اهـ.
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image442.gif
وقال -رحمه الله- في "بدائع الفوائد" (3 / 743):
" متى رأيت العقل يؤثر الفاني على الباقي فاعلم أنه قد مسخ !
ومتى رأيت القلب قد ترحل عنه حب الله والاستعداد للقائه وحل فيه حب المخلوق والرضا بالحياة الدنيا والطمأنينة بها فالعلم أنه قد خسف به !!
ومتى أقحطت العين من البكاء من خشية الله تعالى فاعلم أن قحطها من قسوة القلب وأبعد القلوب من الله القلب القاسي !!
ومتى رأيت نفسك تهرب من الأنس به إلى الأنس بالخلق ومن الخلوة مع الله إلى الخلوة مع الأغيار فاعلم أنك لا تصلح له !!
ومتى رأيته يستزيد غيرك وأنت لا تطلب ويستدني سواك وأنت لا تقرب ,فإن تحركت لك قدم في الزيارة تخلف قلبك في المنزل (!) فاعلم أنه الحجاب والعذاب (!!) "
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image442.gif
مقتفية الأثر الصالح
2010-11-18, 11:50
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image468.gif
مفسدات القلب الخمسة
للإمام ابن قيم الجوزية رحمه الله
من كتاب : مدارج السالكين (1 / 370 )
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image468.gif
اعلم أن القلب يسير إلى الله عز وجل، والدار الآخرة، ويكشف عن طريق الحق ونهجه، وآفات النفس، والعمل، وقطاع الطريق؛ بنوره وحياته وقوته، وصحته وعزمه، وسلامة سمعه وبصره، وغيبة الشواغل والقواطع عنه.
وهذه الخمسة تطفئ نوره، وتعور عين بصيرته، وتثقل سمعه إن لم تَصُمه وتُبْكِمَه، وتضعف قواه كلها، وتوهن صحته، وتفتِّر عزيمته، وتوقف همته، وتنكسه إلى وراءه، ومن لا شعور له بهذا فميت القلب، وما لجرح بميت إيلام، فهي عائقة له عن نبل كماله، قاطعه له عن الوصول إلى ما خلق له، وجعل نعيمه وسعادته وابتهاجه ولذته في الوصول إليه.
فإنه لا نعيم له ولا لذة، ولا ابتهاج، ولا كمال؛ إلا بمعرفة الله ومحبته والطمأنينة بذكره، والفرح والابتهاج بقربه، والشوق إلى لقائه، فهذه جنته العاجلة، كما أنه لا نعيم له في الآخرة ولا فوز إلا بجواره في دار النعيم في الجنة الآجلة، فله جنتان لا يدخل الثانية منهما إن لم يدخل الأولى.
وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية -قدس الله روحه- يقول: إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة.
وقال بعض العارفين : إنه ليمر بالقلب أوقات أقول : إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي عيش طيب.
وقال بعض المحبين : مساكين أهل الدنيا خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها. قالوا: وما أطيب ما فيها. قال: محبة الله، والأنس به، والشوق إلى لقائه، والإقبال عليه والإعراض عما سواه، أو نحو هذا من الكلام.
وكل من له قلب حي يشهد هذا ويعرفه ذوقاً.
وهذه الأشياء الخمسة : قاطعة عن هذا، حائلة بين القلب وبينه، عائقة له عن سيره، ومحدثة له أمراضاً وعللاً إن لم يتداركها المريض خيف عليه منها.
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image468.gif
● المفسد الأول :كثرة الخلطة
فأما ما تؤثره كثرة الخلطة : فامتلاء القلب من دخان أنفاس بني آدم حتى يسود، ويوجب له تشتتا وتفرقاً وهماً وغماً وضعفاً وحملاً لما يعجز عن حمله من مؤنة قرناء السوء، وإضاعة مصالحه، والاشتغال عنها بهم وبأمورهم، وتقسُّم فكره في أودية مطالبهم وإراداتهم، فماذا يبقى منه لله والدار الآخرة؟
هذا، وكم جلبت خلطة الناس من نقمة، ودفعت من نعمة، وأنزلت من منحة، وعطلت من منحة، وأحلت من رزية، وأوقعت في بلية؟ وهل آفة الناس إلا الناس؟ وهل كان على أبي طالب عند الوفاة أضرَّ من قرناء السوء؟ لم يزالوا به حتى حالوا بينه وبين كلمة واحدة توجب له سعادة الأبد.
وهذه الخلطة التي تكون على نوع مودة في الدنيا وقضاء وطر بعضهم من بعض؛ تنقلب إذا حقت الحقائق عداوة، ويعض المخلِّط عليها يديه ندما كما قال تعالى : ﴿وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً . يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلاً . لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي﴾[الفرقان:27-29] وقال تعالى: ﴿الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ﴾[الزخرف:67] وقال خليله إبراهيم لقومه: ﴿إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ﴾[العنكبوت:25] .
وهذا شأن كل مشتركين في غرض، يتوادون ما داموا متساعدين على حصوله، فإذا انقطع ذلك الغرض أعقب ندامة وحزنا وألماً، وانقلبت تلك المودة بغضاً ولعنةً وذماً من بعضهم لبعض، لما انقلب ذلك الغرض حزناً وعذاباً، كما يشاهد في هذه الدار من أحوال المشتركين في خزيه إذا أُخِذوا وعوقبوا، فكلُّ متساعدين على باطل متوادين عليه : لا بد أن تنقلب مودتهما بغضاً وعداوة.
والضابط النافع في أمر الخلطة : أن يخالط الناس في الخير - كالجمعة، والجماعة، والأعياد، والحج، وتعلم العلم، والجهاد، والنصيحة - ويعتزلهم في الشر، وفضول المباحات. فإذا دعت الحاجة إلى خلطتهم في الشر ولم يمكنه اعتزالهم : فالحذَر الحذَر أن يوافقهم، وليصبر على أذاهم، فإنهم لا بد أن يؤذوه إن لم يكن له قوة ولا ناصر، ولكن أذى يعقبه عز ومحبة له، وتعظيم وثناء عليه منهم ومن المؤمنين ومن رب العالمين. وموافقتهم يعقبها ذل وبغض له، ومقت وذم منهم ومن المؤمنين ومن رب العالمين. فالصبر على أذاهم خير وأحسن عاقبة وأحمد مآلا.
وإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في فضول المباحات : فليجتهد أن يقلب ذلك المجلس طاعة لله إن أمكنه، ويشجع نفسه، ويقوي قلبه، ولا يلتفت إلى الوارد الشيطاني القاطع له عن ذلك، بأن هذا رياء ومحبة لإظهار علمك وحالك، ونحو ذلك، فليحاربه، وليستغن بالله، ويؤثر فيهم من الخير ما أمكنه.
فإن أعجزته المقادير عن ذلك، فليَسُلَّ قلبه من بينهم كسل الشعرة من العجين، وليكن فيهم حاضراً غائباً، قريباً بعيداً، نائماً يقظاناً، ينظر إليهم ولا يبصرهم، ويسمع كلامهم ولا يعيه، لأنه قد أخذ قلبه من بينهم ورقى به إلى الملأ الأعلى، يسبح حول العرش مع الأرواح العلوية الزكية، وما أصعب هذا وأشقه على النفوس، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، فبين العبد وبينه : أن يصْدُق الله تبارك وتعالى، ويديم اللجأ إليه، ويلقي نفسه على بابه طريحاً ذليلاً، ولا يُعين على هذا إلا محبة صادقة، والذكر الدائم بالقلب واللسان، وتجنب المفسدات الأربع الباقية الآتي ذكرها، ولا ينال هذا إلا بعدة صالحة، ومادة قوة من الله عز و جل، وعزيمة صادقة، وفراغ من التعلق بغير الله تعالى. والله تعالى أعلم.
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image468.gif
● المفسد الثاني من مفسدات القلب : ركوبه بحر التمني
وهو بحر لا ساحل له، وهو البحر الذي يركبه مفاليس العالم، كما قيل: إن المنى رأس أموال المفاليسِ، وبضاعة ركابه مواعيد الشيطان، وخيالات المحال والبهتان، فلا تزال أمواج الأماني الكاذبة، والخيالات الباطلة، تتلاعب براكبه كما تتلاعب الكلاب بالجيفة، وهي بضاعة كل نفس مهينة خسيسة سفلية. ليست لها همة تنال بها الحقائق الخارجية، بل أعتاضت عنها بالأماني الذهنية، وكل بحسب حاله. من متمن للقدرة والسلطان وللضرب في الأرض والتطواف في البلدان، أو للأموال والأثمان أو للنسوان والمردان، فيمثل المتمني صورة مطلوبة في نفسه وقد فاز بوصولها، والتَذَّ بالظفر بها، فبينا هو على هذه الحال، إذ استيقظ فإذا يده والحصير.
وصاحب الهمة العلية أمانيه حائمة حول العلم والإيمان، والعمل الذي يقربه إلى الله، ويدنيه من جواره.
فأماني هذا إيمان ونور وحكمة، وأماني أولئك خدع وغرور.
وقد مدح النبي صلى الله عليه وسلم متمني الخير، وربما جعل أجره في بعض الأشياء كأجر فاعله، كالقائل : لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان الذي يتقي في ماله ربه. ويصل فيه رحمه، ويخرج منه حقه. وقال: "هما في الأجر سواء" وتمنى في حجة الوداع : أنه لو كان تمتع وحل ولم يسق الهدي، وكان قد قرَن فأعطاه الله ثواب القِران بفعله، وثواب التمتع الذي تمناه بأمنيته فجمع له بين الأجرين.
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image468.gif
● المفسد الثالث : التعلق بغير الله تبارك وتعالى
وهذا أعظم مفسداته على الإطلاق.
فليس عليه أضر من ذلك. ولا أقطع له عن مصالحه وسعادته منه، فإنه إذا تعلق بغير الله وكله الله إلى ما تعلق به، وخذله من جهة ما تعلق به، وفاته تحصيل مقصوده من الله عز و جل، بتعلقه بغيره، والتفاته إلى سواه. فلا على نصيبه من الله حصل. ولا إلى ما أمّله ممن تعلّق به وصل. قال الله تعالى: ﴿وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا . كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا﴾[مريم:81-82] وقال تعالى: ﴿وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ . لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ﴾[يس:74-75] .
فأعظم الناس خذلانا من تعلق بغير الله، فإن ما فاته من مصالحه وسعادته وفلاحه أعظم مما حصل له ممن تعلق به، وهو معرض للزوال والفوات، ومثل المتعلق بغير الله: كمثل المستظل من الحر والبرد ببيت العنكبوت، أوهن البيوت.
وبالجملة : فأساس الشرك وقاعدته التي بنى عليها : التعلق بغير الله ولصاحبه الذم والخذلان كما قال تعالى: ﴿لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَخْذُولاً﴾[الإسراء:22] مذموما لا حامد لك، مخذولا لا ناصر لك، إذ قد يكون بعض الناس مقهورا محمودا؛ كالذي قهر بباطل. وقد يكون مذموما منصورا كالذي قهر وتسلط عليه بباطل. وقد يكون محمودا منصورا كالذي تمكن وملك بحق. والمشرك المتعلق بغير الله قسمه أردأ الأقسام الأربعة لا محمود ولا منصور.
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image468.gif
● المفسد الرابع : الطعام
والمفسد له من ذلك نوعان :
أحدهما : ما يفسده لعينه وذاته كالمحرمات وهي نوعان :
- محرمات لحق الله : كالميتة، والدم، ولحم الخنزير، وذي الناب من السباع، والمخلب من الطير.
- ومحرمات لحق العباد : كالمسروق، والمغصوب، والمنهوب، وما أخذ بغير رضي صاحبه؛ إما قهرا وإما حياء وتذمما.
والثاني : ما يفسده بقدره وتعدي حده كالإسراف في الحلال، والشبع المفرط؛ فإنه يثقله عن الطاعات، ويشغله بمزاولة مؤنة البطنة، ومحاولتها حتى يظفر بها، فإذا ظفر بها شغله بمزاولة تصرفها، ووقاية ضررها، والتأذي بثقلها، وقوى عليه مواد الشهوة، وطرق مجاري الشيطان ووسعها، فإنه يجرى من ابن آدم مجرى الدم، فالصوم يضيق مجاريه ويسد عليه طرقها، والشبع يطرقها ويوسعها. ومن أكل كثيرا، شرب كثيرا، فنام كثيرا، فخسر كثيرا. وفي الحديث المشهور : «ما مَلأ آدميّ وعاء شَرّا من بَطْن ، بِحَسْب ابن آدم لُقَيْمَات يُقِمنَ صُلْبَه ، فإن كان لا مَحَالةَ : فَثُلُث لطَعَامِه ، وثُلث لشرابِهِ ، وثُلُث لنَفَسِه».
ويحكى أن إبليس -لعنه الله- عرض ليحيى بن زكريا عليهما الصلاة والسلام فقال له يحيى: هل نلت مني شيئا قط؟
قال : لا، إلا أنه قُدِّم إليك الطعام ليلة فشَهَّيتُه إليك حتى شبعت منه، فنمت عن وردك.
فقال يحيى : لله علي أن لا أشبع من طعام أبدا.
فقال إبليس : وأنا لله علي أن لا أنصح آدمي أبدا.
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image468.gif
● المفسد الخامس: كثرة النوم
فإنه يميت القلب، ويثقل البدن، ويضيع الوقت، ويورث كثرة الغفلة والكسل، ومنه المكروه جداً، ومنه الضار غير النافع للبدن.
وأنفع النوم : ما كان عند شدة الحاجة إليه، ونوم أول الليل أحمد وأنفع من آخره. ونوم وسط النهار أنفع من طرفيه. وكلما قرب النوم من الطرفين قل نفعه وكثر ضرره، ولا سيّما نوم العصر والنوم أول النهار إلا لسهران.
ومن المكروه عندهم : النوم بين صلاة الصبح وطلوع الشمس؛ فإنه وقت غنيمة، وللسير ذلك الوقت عند السالكين مزية عظيمة، حتى لو ساروا طول ليلهم، لم يسمحوا بالقعود عن السير ذلك الوقت حتى تطلع الشمس. فإنه أول النهار ومفتاحه، ووقت نزول الأرزاق، وحصول القسم، وحلول البركة، ومنه ينشأ النهار، وينسحب حكم جميعه على حكم تلك الحصة، فينبغي أن يكون نومها كنوم المضطر.
وبالجملة فأعدل النوم وأنفعه : نوم نصف الليل الأول وسدسه الأخير، وهو مقدار ثمان ساعات، وهذا أعدل النوم عند الأطباء، وما زاد عليه أو نقص منه أثّر عندهم في الطبيعة انحرافا بحسبه.
ومن النوم الذي لا ينفع أيضا : النوم أول الليل عقيب غروب الشمس حتى تذهب فحمة العشاء، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرهه. فهو مكروه شرعاً وطبعاً.
وكما أن كثرة النوم مورثة لهذه الآفات؛ فمدافعته وهجره مورث لآفات أخرى عظام: من سوء المزاج، ويبسه، وانحراف النفس، وجفاف الرطوبات المعينة على الفهم والعمل، ويورث أمراضاً متلفة لا ينتفع صاحبها بقلبه ولا بدنه معها، وما قام الوجود إلا بالعدل، فمن اعتصم به فقد أخذ بحظه من مجامع الخير، وبالله المستعان.
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image468.gif
جزاك الله خيرا اختي
اكثري من افادتنا بمثل هذه المواضيع
مقتفية الأثر الصالح
2010-11-18, 12:16
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image439.gif
واللهِ لو أنَّ القُلُوبَ سَلِيمةٌ..
لتَقطَّعت أسفاً مِن الحِرمَانِ..
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image439.gif
قال الشيخ محمد بن صالح العُثيمين- رحمه الله- تعالى في شرح هذا البيت من نونية ابن القيم- رحمه الله- :-
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image439.gif
أقسَمَ وصدق؛ والله لو أنَّ قُلُوبُنا سليمة لتقطَّعتْ أسفاً من الحِرمانِ، ما أكثـرَ السَّاعات التي تمرُّ بنَا ونحنُ نُحرَمُ منها لا نستفيدُ منها تذهبْ سَبَهللة والعُمرُ والزَّمن أغلى منَ الثمن، أغلى منَ الذهب، وأغلى منَ الفِضة،الذهب والفِضة لوذهبت يأتِي بدلُها شيء، لكن العُمر والزمن لا يأتِي بدلُه شيء إذَا ذهبَ ذهبْ، مافي رد (ولن يُؤخِرالله نفساً إذَا جاء أجلُها والله خبيرُ بِما تعملُون)..(حتى إذَا جاء أحدهُم الموتُ قالَ ربِي ارجعُون لعلِّي أعملُ صالحاً فيمَا تركت كلاَّ) ما فِي رُجُوع (إنها كَلِمةٌ هو قائِلُها ومن ورائهِم برزخٌ إلى يومِ يُبعثُون)..(لولاَ أخرتني إلى أجلٍ قريب لأصَّدَّقَ وأَكُن منَ الصَّالحِين)..
أنت الآن في مُهلة اغتنم الوقت اجعل لِنفسِك حِزباً من كِتاب الله عزَّوجل، اجعل لِنفسِك وقتاً للعمل الصالح، قُم في آخر الليل ولو نِصفُ ساعة قبل الفجر، ناجي ربَّك، ادعُو فإنَّهُ تعالى ينزل للسَّماء الدُّنيا يقُول من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأُعطيه،من يستغفرني فأغفرله، من الذي لا يقدر أن يقُوم قبل الفجر بنِصف ساعة أمرٌ بسيط جداً، نحن نسأل الله أن يرحمنا برحمته،لا نقوم ثلث الليل ونصف الليل لكن ألا تَرى أن نقوم نصف ساعة فقط!! نذكر الله فيها, نتوضأ، نُصلي ماشاء الله، نوتر،هذا أمر أظنه بسيطٌ جداً، كذلك أيضاً نجعل حياتنا كُلُّها ذكراً لله، فإنَّ المؤمن الكيِّس هو الذي يجعل حياتُهُ كُلُّها ذكراً لله، لأن في كلِّ شيء أمامنا آية من آيات الله..آية من آيات الله،فإذا ذكرنا هذا الشيء الذي أمامنا من آيات الله ذكرنا بذلك الله عزَّوجل..ذكرنا الله،فيكُون الإنسان دائماً يذكر الله عزَّوجل ِبما يُشاهده من آيات الله الكونية،بل بما يُشاهد من نفسه وتقلُباته، القلب الآن أنا أسألُكُم هل قُلوبكم على وَثِرةٍ واحدة دائماً؟لا..فيه غفلة أحياناً،فيه إنابة أحياناً،فيه تذكر أحياناً،فيه حياة بينة أحياناً،أحياناً يحي قلبك حياةً تتمتع بها مدة من الزمن تذْكُرها،ربما تتذكر حالةً وقفت فيها بين يدي الله عزَّوجل مُصليا ساجِداً من قبل ثلاثين سنة أو أكثر حسَبَ عُمر الأنسان، لأنها أثَّرت في القلب فمثل هذه الأشياء ينبغي أن نستغلها،ينبغي أن نستغلها وأن لانغفل فالغفلة موت،قسوة للقلب وموت للقلب يقول....
والله لو أنَّ القُلوب سليمةٌ...
لتقطَّعت أسفاً من الحِرمان...
حُزناً تتقطع من حرمانه لكنَّها سكرى بحُبِّ حياتها الدُّنيا، وصدق القُلوب سكرى،بل لحُب حياتها الدُّنيا تسعى للدُّنيا أولاً وآخراً،ينام الإنسان وهو يُفكر في الدُّنيا يستيقظ وهو يُفكر في الدُّنيا،نعم..ومتى تفيق؟قال: وسوف تفيقُ بعد زمان متى؟عند الموت يفيق الإنسان،يقول ليتني فعلت.. ليتني فعلت..وأشدُّ من ذلك إفاقة إذا كان يوم القيامة(ويوم يعضُ الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذتُ مع الرسُول سبيلاً ياويلتَى ليتني لم اتخذ فُلاناً خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني) وقال الله تعالى:(وكانَ الشَّيطان للأنسان خذُولاً) أو يقولها قائل نفسَ الذي عضَ عليه يقول:(وكان الشيطان للإنسان خذولاً) وهناك لاينفع الندم عند الموت، لاينفع الندم، أسألُ الله تعالى بِاسمائِه وصِفاته أن يجعلني وإياكم ممن يغتنم الأوقات بالأعمال الصالحة وأن يثبتنا عند الممات وبعد الممات وفي يوم يجعل الولدان شيباً إنهُ جوادٌ كريم.....
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image439.gif
مقتفية الأثر الصالح
2010-11-18, 12:18
جزاك الله خيرا اختي
اكثري من افادتنا بمثل هذه المواضيع
بارك الله فيكم
وفقكم الله
مقتفية الأثر الصالح
2010-11-18, 12:37
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image443.gif
كيف تحاسب نفسك "الشريك الخوان'' وتجاهدها ..؟
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image443.gif
قال ابن القيم رحمه الله :
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image443.gif
فــــــصـــــــــــل
"ومحاسبة النفس نوعان:نوع قبل العمل، ونوع بعده.
فأما النوع الأول: فهو أن يقف عند أول همه وإرادته، ولا يبادر بالعمل حتى يتبين له رجحانه على تركه.
قال الحسن رحمه الله: رحم الله عبدا وقف عند همه، فإن كان لله مضى، وإن كان لغيره تأخر.
وشرح هذا بعضهم فقال: إذا تحركت النفس لعمل من الأعمال وهم به العبد، وقف أولا ونظر: هل ذلك العمل مقدور له أو غير مقدور ولا مستطاع؟ فإن لم يكن مقدورا لم يقدم عليه، وإن كان مقدورا وقف وقفة أخرى ونظر: هل فعله خير له من تركه، أو تركه خير له من فعله؟ فإن كان الثاني تركه ولم يقدم عليه، وإن كان الأول وقف وقفة ثالثة ونظر: هل الباعث عليه إرادة وجه الله عز وجل وثوابه أو إرادة الجاه والثناء والمال من المخلوق؟ فإن كان الثاني لم يقدم، وإن أفضى به إلى مطلوبه، لئلا تعتاد النفس الشرك. ويخف عليها العمل لغير الله، فبقدر ما يخف عليها ذلك يثقل عليها العمل لله تعالى، حتى يصير أثقل شىء عليها، وإن كان الأول وقف وقفة أخرى ونظر هل هو معان عليه، وله أعوان يساعدونه وينصرونه إذا كان العمل محتاجا إلى ذلك أم لا؟ فإن لم يكن له أعوان أمسك عنه، كما أمسك النبي صلى الله عليه وسلم عن الجهاد بمكة حتى صار له شوكة وأنصار، وإن وجده معانا عليه فليقدم عليه فإنه منصور، ولا يفوت النجاح إلا من فوت خصلة من هذه الخصال، وإلا فمع اجتماعها لا يفوته النجاح.
فهذه أربعة مقامات يحتاج إلى محاسبة نفسه عليها قبل الفعل، فما كل ما يريد العبد فعله يكون مقدورا له، ولا كل ما يكون مقدورا له يكون فعله خيرا له من تركه، ولا كل ما يكون فعله خيرا له من تركه يفعله لله، ولا كل ما يفعله لله يكون معانا عليه، فإذا حاسب نفسه على ذلك تبين له ما يقدم عليه، وما يحجم عنه.
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image443.gif
فـــــــــصـــــــــــــــل
النوع الثانى: محاسبة النفس بعد العمل، وهو ثلاثة أنواع:
أحدها: محاسبتها على طاعة قصرت فيها من حق الله تعالى، فلم توقعها على الوجه الذى ينبغي.
وحق الله تعالى فى الطاعة ستة أمور قد تقدمت، وهى: الإخلاص فى العمل، والنصيحة لله فيه، ومتابعة الرسول فيه، وشهود مشهد الإحسان فيه، وشهود منة الله عليه فيه، وشهود تقصيره فيه بعد ذلك كله.
فيحاسب نفسه: هل وَفَّى هذه المقامات حقها؟ وهل أتى بها فى هذه الطاعة؟.
الثاني: أن يحاسب نفسه على كل عمل كان تركه خيرا له من فعله.
الثالث: أن يحاسب نفسه على أمر مباح، أو معتاد: لم فعله؟ وهل أراد به الله والدار الآخرة؟ فيكون رابحا، أو أراد به الدنيا وعاجلها، فيخسر ذلك الربح ويفوته الظفر به.
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image443.gif
فـــــصـــــــــــــل
وأضر ما عليه الإهمال، وترك المحاسبة والاسترسال، وتسهيل الأمور وتمشيتها، فإن هذا يؤول به إلى الهلاك، وهذه حال أهل الغرور: يغمض عينيه عن العواقب، ويمُشِّى الحال، ويتكل على العفو، فيهمل محاسبة نفسه والنظر فى العاقبة. وإذا فعل ذلك سهل عليه مواقعة الذنوب، وأنس بها، وعسر عليها فطامها، ولو حضره رشده لعلم أن الحمية أسهل من الفطام وترك المألوف والمعتاد.
قال ابن أبى الدنيا: حدثني رجل من قريش، ذكر أنه من ولد طلحة بن عبيد الله قال: "كان توبة بن الصمة بالرقة، وكان محاسبا لنفسه، فحسب يوما، فإذا هو ابن ستين سنة، فحسب أيامها، فإذا هى أحد وعشرون ألف يوم وخمسمائة يوم، فصرخ، وقال: يا ويلتى، ألقى ربي بأحد وعشرين ألف ذنب؟ كيف وفى كل يوم آلاف من الذنوب؟. ثم خرج مغشيا عليه، فإذا هو ميت، فسمعوا قائلا يقول: "يا لك ركضة إلى الفردوس الأعلى".
وجماع ذلك: أن يحاسب نفسه أولا على الفرائض، فإن تذكر فيها نقصا تداركه، إما بقضاء أو إصلاح.ثم يحاسبها على المناهي، فإن عرف أنه ارتكب منها شيئا تداركه بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية. ثم يحاسب نفسه على الغفلة، فإن كان قد غفل عما خلق له تداركه بالذكر والإقبال على الله تعالى.ثم يحاسبها بما تكلم به، أو مشت إليه رجلاه، أو بطشت يداه، أو سمعته أذناه: ماذا أرادت بهذا؟ ولم فعلته؟ وعلى أي وجه فعلته؟ ويعلم أنه لابد أن ينشر لكل حركة وكلمة منه ديوانان: ديوان لم فعلته؟ وكيف فعلته؟ فالأول سؤال عن الإخلاص، والثانى سؤال عن المتابعة، وقال تعالى:
{فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمعِينَ عَمَّا كَانُوا يعْمَلُونَ} [الحجر: 92 - 93] وقال تعالى {فَلَنَسْئَلَنَّ الّذِينَ أُرْسِلَ إلَيْهِمْ وَلَنَسْئَلَنَّ المُرْسَلِينَ فَلَنَقُصَّنَّ عَلَيْهِمْ بِعِلْمٍ وَمَا كُنَّا غَائِبينَ} [الأعراف: 6 - 7] وقال تعالى {لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهمْ} [الأحزاب: 8].
فإذا سئل الصادقون وحوسبوا على صدقهم فما الظن بالكاذبين؟.
قال مقاتل: "يقول تعالى: أخذنا ميثاقهم لكي يسأل الله الصادقين، يعني النبيين، عن تبليغ الرسالة". وقال مجاهد:"يسأل المبلغين المؤدين عن الرسل، يعني: هل بلغوا عنهم كما يسأل الرسل، هل بلغوا عن الله تعالى؟".
والتحقيق: أن الآية تتناول هذا وهذا، فالصادقون هم الرسل، والمبلغون عنهم، فيسأل الرسل عن تبليغ رسالاته ويسأل المبلغين عنهم عن تبليغ ما بلغتهم الرسل، ثم يسأل الذين بلغتهم الرسالة ماذا أجابوا المرسلين، كما قال تعالى:
{وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذا أَجَبْتُمُ المُرْسَلِينَ} [القصص: 65].
قال قتادة: كلمتان يسأل عنهما الأولون والآخرون: ماذا كنتم تعبدون؟ وماذا أجبتم المرسلين؟ فيسأل عن المعبود وعن العبادة.
وقال تعالى: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ} [التكاثر: 8].
قال محمد بن جرير: يقول الله تعالى: ثم ليسألنكم الله عز وجل عن النعيم الذي كنتم فيه فى الدنيا: ماذا عملتم فيه؟ من أين دخلتم إليه؟ وفيم أصبتموه؟ وماذا عملتم به؟.
وقال قتادة: "إن الله سائل كل عبد عما استودعه من نعمته وحقه".
والنعيم المسئول عنه نوعان: نوع أخذ من حله وصرف فى حقه، فيسأل عن شكره. ونوع أخذ بغير حله وصرف فى غير حقه، فيسأل عن مستخرجه ومصرفه.
فإذا كان العبد مسئولا ومحاسبا على كل شىء، حتى على سمعه وبصره وقلبه، كما قال تعالى:
{إنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا} [الإسراء: 36].
فهو حقيق أن يحاسب نفسه قبل أن يناقش الحساب.
وقد دل على وجوب محاسبة النفس قوله تعالى:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ} [الحشر: 18].
يقول تعالى: لينظر أحدكم ما قدم ليوم القيامة من الأعمال: أمن الصالحات التى تنجيه، أم من السيئات التى توبقه؟
قال قتادة: "ما زال ربكم يقرب الساعة حتى جعلها كغد".
والمقصود أن صلاح القلب بمحاسبة النفس، وفساده بإهمالها والاسترسال معها».
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image443.gif
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image423.gif
المرجع : إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان.
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image423.gif
مقتفية الأثر الصالح
2010-11-18, 12:42
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image451.gif
سؤال:***ما هو علاج قسوة القلب؟***
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image451.gif
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image418.gif جواب الشيخ ماهر بن ظافر القحطاني حفظه الله http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image418.gif
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image432.gif
ما هو علاج قسوة القلب؟ كثرة ذكر الله، {فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ} فلا بد من كثرة ذكر الله،قال بن تيمية:ذكر الله للقلب كالماء للسمكة،أفرأيت السمكة إذا أخرجت من الماء ألا تموت؟كذلك القلوب إذا غفلت عن ذكر علام الغيوب فإنها تموت فأكثروا من ذكر الله، قال معاذ بن جبل: لا شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله سبحانه وتعالى وزيارة المريض والجلوس مع الصالحين وحلقات العلم وتدبر القرآن و ترك فضول الطعام والشراب والنظر وكثرة الكلام في المجالس فلا يتكلم الا فيما يُرجى نَفْعُه أم تَرَ الى تلك المرأة لما قالت في ذلك الصحابي وهي أمه: هنيئا لك الجنة، قال عبد الرحمان بن عوف أو غيره ـ لا أذكر ـ فقال كيف تقولين ذلك فلعله قال ما لا يعنيه،فهذا يدل أن بعض الصالحين نعم هذا زجر لأن بعض الصالحين تجده يتكلم في المجلس يتكلم في المجلس ينبغي أن يتكلم فيما يعنيه أي ما يفيده في الآخرة حتى لا يقسو قلبه فإن مما يقسي قلب العبد كثرة الكلام في غير ذكر الله فهنا قال النبي نفسه من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه أي ما لا يفيده في الآخرة. أنظر في كلامك يفيدك في الآخرة تريد أن تدخل الأنس على إخوانك وسرور على قلوبهم بقصة عابرة ما فيها منكر ما فيها شيء فإحتسب كل شيء للآخرة،تريد أن تنكر منكرا بالدليل حتى ينحجز عنه،إذا هجمت نفسك تذكر مفخرة لك على وجه التفاخر على أن لا يزيل نسبة النعمة إلى الله إحبس نفسك لِمَا ذكرنا في الخطبة: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} لا تذكر مدائح لنفسك في المجلس على وجه التفاخر إنما على وجه النسبة إلى الله والشكر له ودليل ذلك أن تقول بفضل الله علي و لولا الله ما حصل هذا الفضل لي هذا يدل أنك ما ذكرته فخرا ولا بطرا على عباد الله ،فإنتبه فإن من كثرة الكلام في المجلس ما يقسي القلب ويشغل عن الآخرة.
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image451.gif
علي الجزائري
2010-11-18, 15:21
أسأل الله أن ينفعنا بهذه الكلمات و يجعلنا في ميزان حسناتك ..
بارك الله فيك و جزاك خيرا
** أم عبد الرحمن **
2010-11-18, 15:34
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
غبتِ أخيتي لكن عدتِ بماهومفيد ، جزاك الله عنا خيرا ، وجعل الله ماخطته أناملك في ميزان حسناتك ...
أختكِ في الله /أمة الله
فريدرامي
2010-11-18, 17:33
بارك الله فيك
مقتفية الأثر الصالح
2010-11-19, 10:17
أسأل الله أن ينفعنا بهذه الكلمات و يجعلنا في ميزان حسناتك ..
بارك الله فيك و جزاك خيرا
آمين
وفيكم بارك الله
.....
وفقكم الله وأعانكم على الخير
مقتفية الأثر الصالح
2010-11-19, 10:20
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
غبتِ أخيتي لكن عدتِ بماهومفيد ، جزاك الله عنا خيرا ، وجعل الله ماخطته أناملك في ميزان حسناتك ...
أختكِ في الله /أمة الله
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أخيتي
سررت بمرورك الطيب والعطر
وفقكم الله
أختك في الله/ مقتفية
مقتفية الأثر الصالح
2010-11-19, 10:21
بارك الله فيك
وفيكم بارك الله
موفقين....
مقتفية الأثر الصالح
2010-11-19, 10:50
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image439.gif
قال بعض السلف: ما من فعلة وإن صغرت إلا ينشر لها ديوانان: لم؟ وكيف؟ أى لم فعلت؟ وكيف فعلت؟
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image439.gif
فالأول: سؤال عن علة الفعل وباعثه وداعيه؛ هل هو حظ عاجل من حظوظ العامل، وغرض من أغراض الدنيا فى محبة المدح من الناس أو خوف ذمهم، أو استجلاب محبوب عاجل، أو دفع مكروه عاجل؟ أم الباعث على الفعل القيام بحق العبودية، وطلب التودد والتقرب إلى الرب سبحانه وتعالى، وابتغاء الوسيلة إليه؟.
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image418.gif ومحل هذا السؤال: http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image418.gif
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image418.gif أنه، هل كان عليك أن تفعل هذا الفعل لمولاك، أم فعلته لحظك وهواك؟http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image418.gif
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image439.gif
والثانى: سؤال عن متابعة الرسول عليه الصلاة والسلام فى ذلك التعبد، أى هل كان ذلك العمل مما شرعته لك على لسان رسولى، أم كان عملا لم أشرعه ولم أرضه؟.
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image439.gif
فالأول سؤال عن الإخلاص، والثانى عن المتابعة، فإن الله سبحانه لا يقبل عملا إلا بهما.
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image439.gif
فطريق التخلص من السؤال الأول: بتجريد الإخلاص، وطريق التخلص من السؤال الثانى: بتحقيق المتابعة، وسلامة القلب من إرادة تعارض الإخلاص، وهوى يعارض الاتباع.
فهذه حقيقة سلامة القلب الذى ضمنت له النجاة والسعادة.
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image439.gif
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image446.gif
إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان
لابن القيم رحمه الله تعالى
الجزء الأول الباب الأول
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image446.gif
مقتفية الأثر الصالح
2010-11-19, 10:58
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image447.gif
القلوب ثلاثة أنواع:
فالقلب الأول: حى مخبت لين واع.
والثانى: يابس ميت.والثالث: مريض،
فإما إلى السلامة أدنى، وإما إلى العطب أدنى.
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image447.gif
وقد جمع الله سبحانه بين هذه القلوب الثلاثة في قوله:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكٍَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبى إِلا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فىِ أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ مَا يُلْقِى الشّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ الله آيَاتِهِ وَالله عَلِيمٌ حَكِيمٌ ليجَعَلَ مَا يُلْقِى الشّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِى قُلُوبهِمْ مَرضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإن الظّالمِينَ لَفِى شِقَاقٍ بَعِيدٍ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أنَّهُ الحقُّ مِنْ رَبكَ فَيُؤْمنُوا به فَتخْبِتَ لَهُ قُلوبُهُمْ وَإِنَّ اللهَ لهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إلَى صِرَاطٍ مُستَقِيمٍ} [الحج: 52 - 54].
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image447.gif
فجعل الله سبحانه وتعالى القلوب فى هذه الآيات ثلاثة: قلبين مفتونين، وقلبا ناجيا،
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image447.gif
فالمفتونان: القلب الذى فيه مرض، والقلب القاسى. والناجى: القلب المؤمن المخبت إلى ربه. وهو المطمئن إليه الخاضع له، المستسلم المنقاد.
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image447.gif
إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان
الجزء الأول الباب الأول
الامام الغزالي
2010-11-19, 11:04
بارك الله فيك مواضيعك بصراحة هادفة اسأل الله باسمه الاعضم ان يقينا واياك وجميع المومنين والمومنان من عذاب جهنمءامين
زكرياء1409
2010-11-19, 11:05
بارك الله فيك ووفقك لكل خير
مقتفية الأثر الصالح
2010-11-19, 11:06
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image453.gif
قال تعالى:
{يَا أَيُّها النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبكُمْ وَشِفَاءٌ لما فِى الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ} [يونس: 57].
فهو شفاء لما فى الصدور من مرض الجهل والغي،فإن الجهل مرض شفاؤه العلم والهدى.
والغي مرض شفاؤه الرشد.
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image453.gif
وقد نزه الله سبحانه نبيه عن هذين الداءين، فقال:{والنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} [النجم: 1،2].
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image453.gif ووصف رسوله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم خلفاءه بضدهما فقال : "عَلَيْكُمْ بِسُنّتِى وسُنَّةِ اَلْخْلَفَاءِ الرَّاشِدينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِى".
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image453.gif
وجعل كلامه سبحانه موعظة للناس عامة، وهدى ورحمة لمن آمن به خاصة، وشفاء تاما لما فى الصدور، فمن استشفى به صح وبرئ من مرضه ومن لم يستشف به فهو كما قيل:
ِإذَا بَلَّ مِنْ دَاءٍ بِهِ ظَنَّ أنّهُ نَجَا وَبِهِ الدَّاءُ الّذِى هُوَ قَاتِلُهْ
وقال تعالى: {وَنُنَزلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظّالمِينَ إِلا خَسَارًا} [الإسراء: 82]
والأظهر أن "من" هاهنا لبيان الجنس، فالقرآن جميعه شفاء ورحمة للمؤمنين.
http://www.sheekh-3arb.net/3atter/dividing_files/image453.gif
إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir