تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الحضارة الإسلامية الراقية الجزء الأول


بن تريعة الحاج
2008-06-04, 18:09
إن ما أجده ألان من حالنا نحن المسلمون ليبكي قلبي وفي نفس الوقت يفرح أعداء الدين...... نعم..........
يفرحهم ويرون في هذا الوضع أنة ما نستحقه.... لا بل انه أقل مما نستحقه
لمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــاذا
لأنهم يرون أن ديننا الحنيف ما هو إلا إرهابا... يأمرنا بالقتل والتخريب والتدمير...... لكن هل هذا صحيح
طبعا لا إن هذه الصفات التي ينعتوننا ماهية إلا طبيعة رجال الكنيسة في العصور الوسطى
في وقت كان الإسلام في أوج حضارته في كافه المجالات
كان رجال الكنيسة يقتلون ويدمرون ويتحكمون بالإفراد
ها هي الحياة تتقلب وتتبدل
ليصبح ما كان عزيزا في الماضي وأصحاب الانجازات العلمية والحضارية
إرهابيين يصفون بالتخلف والانغلاق...............الخ
ومن هم يقتلون.. يحرقون.. يدمرون..........الخ
اصبحو هم أسياد العالم
والأدهى والأمر أنهم لغو أفضال المسلمون العلمية والحضارية ونسبوها لغير المسلمون
لأبل لم يكتفون بذالك
بل اصبحو يروجون لذالك في منتدياتهم المسيحية
وبكل جراءة ووقاحة يتحدون المسلمون لو أن علماء المسلمون انجزو خمسه من المخترعات فقط وهذا ما دفعني للقيام بهذا البحث
لربما يتأثر به احد ويعلم أن الإسلام ماهو إلا دين يربي المسلم أخلاقيا وعقليا ووجدانيا ......الخ
وان الإرهاب موجود في كل مكان
موجود في جميع القارات في الأرض فلماذا يخصون المسلمون به
ليهضموا حقهم ويحولون إطفاء نورة لأنه في انتشار مستمر.....وهذا لان يحصل وذلك بسبب تكفل الله بحفظ القران والإسلام
وقد اخبرنا الله بان كلمته هي العليا وكلمت الكافرين هي السفلى
و الآن فلنتوقف لحظه لنرى أحوال شباب المسلمون المنخدعون بالعولمة آه آه آه آه على قلبي ماذا يتحمل
فلنبحر معا في سفينة التاريخ ونرى أفضال المسلمون وكيفه أن له الفضل في تطور أوربا بعد أن كانت مستعبده في يد رجال الكنيسة
لربما يدفعنا هذا لإكمال ما بدأه أجدادنا المسلمون من انجازات علميه وأدبيه وفلسفيه ..........الخ

سطوة الكنيسة وموقفها تجاه العلم


وقفت الكنيسة تجاه العلم وحقائقه النظرية والعملية موقفا معاديا واعتبرت البحث عن الحقيقة في غير الكتاب المقدس ضلالا
ورفضت الفكر اليوناني والروماني وتمردت على كل جديد
ورفضت استخدام العقل وأعماله للبحث في الكون وأسراره واعتبرت أن من يأتي بشي ليس مقرا من الكنيسة يعد كفرا وإلحادا كما حدث اضطهاد للعلماء بما يمكن أن يسمى إرهابا فكريا جعل العلماء يكتمون أراهم وما لديهم من نظريات علميه خوفا من عقاب الكنيسة ومحاكم التفتيش التي حكمت على 10220 شخص بالحرق وهم أحياء
ومن العلماء الذين تمت محاكمتهم على يد الكنيسة في العصور الوسطى
غاليليو القائل بدوران الأرض حول الشمس الذي تعرض للتعذيب والسجن
نيوتن القائل بقانون الجاذبية
كوبرنيكوس الذي صودرت كتبه وأحرقت
شيكو داسكولي عالم فلك الذي تم حرقه حيا

وغيرهم كثيرون ممن تعرضوا للبطش والتعذيب بسبب أرائهم فغابت الحرية وحورب الفكر وأصيبت الحركة العقلية بالجمود واستمرت هذه الأحوال في أوربا إلى أن حدث
الاحتكاك بالمسلمين من خلال حضارتهم في الأندلس والشمال الأفريقي حيث انتشرت المدارس والجامعات في البلاد ألإسلاميه وقصدها الأوربيون للتعلم فيها كما ترجمت بعض الكتب إلى اللغة اللاتينية كما أن الاحتكاك الصلبين بالمسلمين وانبهارهم بالفكر الإسلامي وأخلاق المسلمين كل ذالك انتقل بالعقلية الإوربيه وحررها من سلطان الكنيسة وجاء مارتن لوثر بحركته الإصلاحية 1546-1483 ونادي بالتحرر من سلطان الكنيسة وسوف أتحدث عن هذا الشخص موضع أخر من بحثي
الكنيسة والحضارة
لم تهتم الكنيسة إلا بتنمية الروح وتهذيبها مع إهمال بقيه الجوانب العقلية والفكرية والجمالية بل كانت ترى الأدب والفلسفة ومدارس الثقافة القديمة حصونا للوثنية
مما أدى إلى انتشار الأوهام والخرافات والبدع التي لم تتغير الأبعد الاتصال بالشرق والحروب الصليبية والاحتكاك بالمسلمين وأخلاقهم*1
ومثال على ذلك
{{{{القديس فيلاسطوريوس يعلن في مقال معروف له عن الهرطقة
}إن إنكار القول بان الله يجلب الأجرام السماوية من خزائنه كل ليله ليعلقها في السماء هرطقة صريحة}
ويزعم
}إن أي قول مضاد لهذا فيه إنكار للمعتقد الكاثوليكي }
ويعلن قديس اخر وهو لكتانيوس
}أن القول بكروية الأرض هرطقة{
ويأتي بعدهما
جريجوري الأكبر الذي يقول عنه الأستاذ ريير
كان جريجوري الاكبر يمقت المعارف الانسانيه وكان من المعتقدين المخلصين في الأشباح وخروج كثير من الناس من قبورهم ولقد جعل هذه التهويمات الدين الفعلي واليومي الذي تمارسه أوربا وبما انه كان واحدا من اكبر المتحمسين المفسرين للمثل الكنسي القائل
}بان الجهل رأس العبادة}وانه طرد من روما البقية الباقية من القائمين بالدارسات الدنيوية واحرق المكتبة اللاتينية The Pale-tine Library
التي أسسها اوغسطوس وكانت تحتوي على مخطوطات قيمه جدا
وفوق ذالك منع ألدرسه العلوم والآداب القديمة وعمد إلى التماثيل فشوهها والى المعابد فخربها وكان يباهي بأنه لايعباء بقواعد ألكتابه وأخيرا نجح في استئصال شافه كل اثر للعلوم الدنيوية من ايطاليا }}}
وهذا من كتاب
The Intellectual of Europe.Vol,1.p.347.Draper1.J*1
وعم الجهل ونشر وشاحه المعتم على أنحاء أوربا كلها وإذا بالعلماء والعلم والفلاسفة والفلسفة كما نوهت سابقا
يتعرضون لاشد أنواع الوحشية والهمجية فتحرق المكتبات ويقتل العلماء
ففي عام 390م احرق الأسقف ثيوفيلوس جزاء من مكتبه الإسكندرية
وفي عام 415م قتلت هيباشيا الجميلة أخر أستاذه في الطب والرياضيات بجامعه الإسكندرية بعد أن عريت تماما وحملت جرا إلى كنيسة مسيحيه ومزق جسدها اربأ
وتصل الكارثة الحضاريه والعلمية ذروتها على يدي
الامبرطور جوستيان في سنه 529 بقفل اكاديميه أفلاطون بأثينا وكانت أخر معقل للعلوم الدنيوية والانسانيه في العالم المسيحي الروماني وفي ذالك يقول
جورج سارتون في كتابه في ص 105Ancient-Sience and modern Civization
{لم تتخرب روما وأثينا باعتبارهما السياسي والاجتماعي فقط وإنما بادت أيضا السلاسة اليونانية التي أخرجت الفنانين والفلاسفة والسلالة الرومانية التي أخرجت المحامين والإداريين ولم يعد لهما وجود}
ومن هنا انتشرت العتمة في كل أنحاء أوربا بل غرق الفكر الأوربي كله في القرن الرابع الميلادي حتى القرن الثامن الميلادي في ظلام حالك السواد ربما أضاء بعض جوانبها وصوصات نجوم لم تستطع أن توثر في ذالك الديجور الذي يعيش فيه الفكر
وعاش الفكر اليوناني أبانه منزويا في أديرة النساطرة الذين حافظو على فلسفه اليونان حتى تم نقله في عصر الترجمة والنقل إلى العربية
إن حقيقة التنافر الفكري الذي تقول بها في بعض النظريات ألحديثه التي تجتهد في المواءمة بين هذا التنافر
والتنافر الشديد بين الحضارات حقيقة لا ننكرها ولكن التناسق الفكري ...والاقتباس ومن ثم الإبداع العقلي والسرندييه المواكبة لهذا الإبداع وكل ذالك حقائق يجب أن نستحضرها في دراستنا لازدهار الفكري والإبداعي في حضارة صاعده على أكتاف حضارة قائمه وهذا ما حدث بالضبط يوم بدا الغرب يعود المعين الشرقي للفكر
بدا الغرب أول ما بدا ينفض عن ذهنه اثأر الهجعة المظلمة التي عاشها طوال أربعه قرون بالعودة إلى الشرق
حيث قامت حضارة إسلاميه
مزدهرة توغلت في أرجاء العالم الشرقي كله وجزء من أوربا الغربية ودون أن يفكر في الموضوعات الكبرى لأوجه الاختلافات عن طبيعة الإنسان وعن مركزه في الحياة راح ينهل من ذالك المعين وعندما أحس بالاختلافات الناجمة عن الطبيعة الذاتية حاول إنكار الفكر الإسلامي كحقيقة قائمه معزيا أن نقطه انطلاقه بدأت بالحضارة اليونانية التي واصلت مسيرتها حتى انتهت إليه
وكان للاستشراق دوره الفعال في كل المراحل التي سار فيها التاريخ الحضاري الأوربي الحديث
ابتداء من مرحله الاقتباس فالانتهال فالأفكار فالعودة إلى الحق بالاعتراف لدور ألامه الإسلاميه في الحضارة الانسانيه وفعاليتها في تكوين الفكر العلمي والأدبي
بعض مآثر المسلمين وفضلهم على أوربا في العصور الوسطى
ففي الوقت الذي شهدت فيه أوربا محاربة للعقل وشيوعا للخرافات ونبذا للعلم ومحاكمة للعلماء ورفضا للفكر اليوناني والروماني وتمردا على كل جديد في المعرفة وإطلاقا لسلطه تحت تصرف الكنيسة التي بيدها جميع مقاليد الأمور في الدولة بالاضافه إلى قصر التربية على الجانب الروحي والأخلاقي استعدادا للآخرة مع انعزال الحياة ...إلى غير ذالك من مظاهر أزمة عانت

بن تريعة الحاج
2008-06-04, 18:11
منها أوربا في القرون الوسطى وجعلت منها عصورا مظلمة بينما أوربا تعيش هذا الواقع الذي تحدث عنه في مواضع سابقه أيضا
إذا بينبوع صاف ينبثق في المشرق من بقعة جدباء بصحراء الجزيرة العربية يحمل بين طياته مشاعل حضارة ومقومات نهضة تشمل جميع مناحي الحياة وتعنى بالدين والدنيا على السواء وبالعقل والوجدان جنبا إلى جنب وهذا سوف أتوسع به بإذن الله في موضع أخر
وأول ما أبدا به
عام 671م حين دخل الإسلام لأول مره لإطراف أوربا وكانت أول هذه المراحل مرحلة التأثير غير المباشر
وفيها كانت تحذو أوربا حذو العرب في مبادئهم ونجد ذالك في العديد من الأمور منها
وخير مثال طبقه الشعراء التروبادرو خير من يعكس تأثير الشعر العربي والجامعات الاوربيه التي أنشئت على غرار الجامعات الاسلاميه العربية في اسبانيا ظواهر داله على هذا التأثير غير المباشر للحضارة الاسلاميه
وقد كانت الجامعات الاسلاميه في اسبانيا تضم الكثير من الطلبة الأوربيين وخاصة من رجال الاكليروس الغربيون
من هنا نشاء وعي أوربي يحمل في جذوره روح التمرد على التقاليد المسيحية وبدا الخروج الفكري على مظاهر العصبية العقدية في المسيحية أول ما بدا بجفوة بين التعاليم الكنسية والوعي الجديد في نفوس أبناء المسيحية وفيهم الكثير من الرهبان والقساوسة وأصبح اليقين بضرورة طلب العلم ومعرفه العلوم الدنيوية التي اعتبرها قديسيهم هرطقة يرجع على كثير من الاعتقادات العقدية التي حاولت الكنيسة يشتي الوسائل العنف والقوة زرعها في أعماق المسيحيين وجرف تيار التلقي من العلوم الاسلاميه وتلاقي الفكر العربي الإسلامي مع المسيحي أللاتيني مع من جرف
مواطنا اكويتانيا لا حسب يرفعه ولا نسب يضعه على قمة المجتمع إلى برشلونة ثم إلى قرطبة حيث تعلم العربية ليتحدث بها كأحد أبنائها كما يقول دريبر
أما مان وغيرة فيوكد أن الراهب الصغير جريبر اورلياك 1003م-938م لم يتعلم العربية وإنما درس وتعلم العلوم الاسلاميه في برشلونة عن كتب ترجمت من العربية
جريبرجوبرت هذا الذي تربع على عرش البابوية في روما تحت اسم سلفستر الثاني 999م-1003م يعتبر أول مدافع كنسي عن العلوم الدنيوية في أوربا بدا دفاعه بإنشاء مدرستين عربيتين
الأولى في روما مقر بأبويته
والثانية في رايمس وطنه وأضاف إليهما مدرسه عربيه
ثالثه وهي مدرسه شارتر كما انه يعتبر أول من ادخل الأرقام الغباريه العربية إلى أوربا وبث تلك الأرقام قبل أن يعرف الصفر وقام بعدد من الدرسان العربية والاسلاميه منها دراسة عن كتاب إقليدس بالعربية } محفوظات كنيسة وستر بانجلترا}
والحق أن انكباب جريبر على العلوم ودراسته حتى بعد أن أصبح على كرسي البابوية ثم أشاعه هذه العلوم بين بني جلدته حدث له أهميته التاريخية القصوى في العالم اللاتيني ......كما أن استخدامه لبعض الأدوات لتجربيه العلمية كامعداد والكرة الجغرافية التي احضرها معه من اسبانيا واستخدامه الأرقام العربية حدث له اثر في يقضه أوربا وفي ذالك يقول دريبر جريبر } إننا إنما نرى في جميع تعاليمه بداية الصراع بين التعاليم والأخلاق الاسلاميه وفي ذالك العصر وبين الجهل والجرائم الايطالية في ذالك العصر أيضا ذالك الصراع الذي قدر له أن يؤتى ثمارا هامه لأوربا فيما بعد }
وكانت للثقافة الاسلاميه التي تثقف بها جريبر فعليتها في نظرته إلى حقائق الأشياء فمن قوله }أنا لا امنع الزواج ولا أدين الزواج الثاني ولا أذم أكل اللحوم }
إنها نظرة إسلاميه صرفه إلى حقيقة موضوع الزواج واكل اللحم ويعرف عهد جريبر وما تلاه من عهود
استمرت حوالي ثلاثة قرون بعصر التأثير الإسلامي غير المباشر على أوربا
كان فيها الأوربيون يستشرقون بغير قصد منه بالإستشراق في كثير من أنحاء أوربا


ومن أثار ذالك
وجود نسخه لاتينيه من حكم ابقراط كانت تستخدم كانت تستخدم في التدريس بمدينه شارتر في فرنسا حيث توجد إحدى ثلاث مدارس عربيه أسسها جريبر وقد وجدت هذه ألنسخه قبل تأسيس هذه المدرسة أي حوالي عام 991م وكانت مترجمه عن أصل عربي ومن أثارة أيضا كتب الرياضيات والتنجيم التي كتبها هرمان الكسيح 1054م-1013م المستقاة من الكتب العربية في حين أن هرمان سويسري ولم يقيض له زيارة اسبانيا ومن إثارة إسفنجه التخدير العربية التي نقلها جاريويونتس المتوفي حوالي عام 1050م إلى الغرب اللاتيني
ومن بعد هذا العصر عصر التأثير غير المباشر
إلى عصر الترجمة من العربية إلى ألاتينيه وقد ازدوجت بواعث هذا العصر وتأرجحت طبيعة الاستشراف فيه بين الأخذ من علوم المسلمين وحضارتهم وبين العودة عن طريق الترجمات الاسلاميه لأمهات الكتب العلمية و الفلسفية اليونانية وإثباتات يونانيه بل أوربيه العلوم والادعاء ببناء نهضة أوربا العلمية على أنقاض العلم اليوناني من إنكار وتنكر واضحين للدور الإسلامي في هذا البناء
ومن المحاولات التي صاحبت هذا الدور من ادوار الاستشراق
المحاولة التي بذلت لإثبات عدم تاثر الحضارة اليونانية بآي رافد خارج عن ينبوعه ومحيطه وقد كان هناك من هزءا من هذه المحاولة من الأوربيون أنفسهم كسارتون في كتاب G.Sarton Introduction to the History of Science ol.1.p.17
}انه من سذاجة الأطفال أن نفترض أن العلم بدا في بلاد الإغريق لان المعجزة اليونانية سبقتها ألاف الجهود العلمية في مصر وفي بلاد ما بين النهرين وغيرهما من البلدان أما العلم اليوناني فكان إحياء أكثر منه اختراع وكفانا سوءا إننا أخفينا الأصول الشرقية التي لم يكن التقدم الهليني مستطاعا بدونها }
}ويقول أيضا في نفس الكتاب في موضع أخر
حقق المسلمون عباقرة الشرق أعظم المآثر في القرون الوسطى فكتبت أعظم المؤلفات قيمة وأكثرها آصاله وأغزرها ماده باللغة العربية وكانت من منتصف القرن الثامن حتى نهاية القرن الحادي عشر لغة العلم الارتقائية للجنس البشري حتى لقد كان ينبغي لأي كان إذا أراد أن يلم بثقافة عصره وبأحدث صورها أن يتعلم اللغة العربية ولقد فعل ذالك كثيرون من غير المتكلمون بها }
وكان هناك من حاول أن ينسب الفضل إلى العرب ولكن بصورة غائمة منهم
جون هرمان راندال
من كتابه تكوين العقل الحديث ج 1 ص 331
الذي يقول
{وسط هذا العالم الذي أخذت رقعته في الاتساع اتجه رجال القرون الوسطى إلى المعرفة العلمية التي وجدوها في مكاتب العرب وجامعاتهم الغنية وحين اخذ الغرب يستيقظ في مطلع القرون الوسطى انتقل مركز الثقافة الاسلاميه بنتيجة فعل المتعصبين من المصلحين المسلمين من ألخلافه الشرقية إلى اسبانيا وعن طريق اسبانيا جاءت أول معرفه بمؤلفات أرسطو الكبيرة ولكن المسلمون انقذو من العالم القديم شيئا كان أرسطو بالرغم من عبقريته عاجزا كل العجز عنه وهو العلم الرياضي والآلي }
وبدا عصر الترجمة
في أيطار هذا الباعث المزدوج فكان هناك من المترجمين أنفسهم من نسب مترجمات عربيه إلى نفسه منتحلا لها واكبر شخصيه في هذا العصر الذي يطلق عليه العصر السالرني نسبه إلى مدرسه سالرنو الاسقفيه هي شخصيه قسطنطين الأفريقي 1087-1020م
الذي ولد في قرطاجنه ورحل إلى خرسان وبغداد والشام ومصر والقيروان والهند وعاد منها ليعتنق النصرانية ثم التحق بمدرسه سالرنو عام 1060م وترهب في دير مونتي كاسينو وهناك بدا يترجم الكثير من كتب الطب والفلك من العربية إلى ألاتينيه منتحلا بعض هذه الترجمات ناسبا إياها إلى نفسه كترجمة كتاب المقالات العشر في العين لحنين بن إسحاق الذي جعل عنوانها }كتاب قسطنطين الأفريقي في طب العيون }
وقد فاقه خلفه اديلارد اوف باث 1135-1075م الذي كان من أهم أعماله ترجمة ألنسخه العربية لإقليدس وترجمات فلكيه ورياضيه للخوارزمي وأبي معشر الفلكي واهم من ذالك كله كتاب ألفه في العلوم العربية بعنوان }العلوم عند العرب } وطبع هذا الكتاب عام 1472م ومن مشاهير المترجمين

جيرار الكريموني 1114-1178م
ويعتبر أعظم المترجمين من العربية إلى اللاتنيه بل أن بعض الكتاب يعتبرونه الأب الحقيقي لحركة الاستعراب في أوربا تعلم العربية عن ابن غالب وأجادها وترجم حوالي تسعين مولفاويذكر الأستاذ مير هوف أن من بين المؤلفات التي ترجمه مؤلفات ابقراط وجالينوس وجميع مترجمات إسحاق إلى العربية وهو من مترجمي مدرسه الترجمة التي أسسها أسقف طليطه ريموند التي استمرت تترجم العلوم اليونانية من العربية إلى ألاتينيه من سنه 1126م إلى 1151م
وخلف جيرار الكريموني جيرار السابيوسونتي الذي أكمل ترجمة كتاب القانون في الطب لابن سيناء وقد كان جيرار الكريموني بدا ترجمته ومات قبل أن يكمل ترجمته
وتم خلال عصر الترجمة تأسيس مدرسة مونبليه بغرض تعليم الثقافة العربية ونشرها وقد تطورت هذه المدرسة فأصبحت في 26
أكتوبر عام 1289م كليه جامعيه شبه متخصصة لتعاليم العلوم الطبية وهذا المدرسة حققت حركة استعراب أدت إلى نتائج لها شانها في نهضة أوربا*2




دور العلماء العرب في الحضارة الغربية
كان للعرب والمسلمين دورهم في قيام الحضارة وآثرهم واضح في تقدم العلوم. أن كثيرين يجعلون هذا الدور والخدمات التي قدمها العرب للحضارة وان بعض علماء الغرب عمدوا إلى تشويه صفحات لامعات من تاريخ العرب لمآرب أصبحت غير خافية على احد. وعلى الرغم من هذا كله وجد بين العلماء ومنهم غربيون من قام يوضح الحقائق وينصف العرب ولأن الواقع التاريخي يدعو للوصول إلى الحقيقة قال ( سارطون) : أن بعض المؤرخين يصرحون بأن العرب نقلوا العلوم القديمة ولم يضيفوا إليها شيئا ما وإنهم لم يكونوا إلا نقلة ماهرين ولم يعرفوا إلا جانبها النظري , أن هذا الرأي خطأ, وانه لعمل عظيم أن ينقل ألينا العرب كنوز الحكمة اليونانية ويحافظوا عليها , ويقول: أن العرب كانوا أعظم معلمين في ا لعالم وقال ديفو: أن الميراث الذي تركه اليونان لم يحسن الرومان القيام به , أما العرب فقد أتقنوه وعملوا على تحسينه وإنمائه حتى سلموه إلى العصور الحديثة. ويقول سيديو : أن العرب هم في واقع الأمر أساتذة أوروبا في جميع فروع المعرفة, ففي الطب ثبت أن للعرب فضلا كبيرا في حفظه من الضياع وفي الزيادات المهمة إليه ثم نقل ذلك إلى أوروبا , لقد رفع العرب شأن الطب وكان لهم فضل السبق في فضل الجراحة وجعلها قسما منفصلا عنه ووضعوا قواعد للصيدلة وانشئوا مدارس لها واخترعوا أنواعا جديدة من الأدوية والعقاقير وعرفوا خصائصها وكيفية استخدامها وفي الكيمياء كان للعرب إضافات وابتكارات جعلت من جابر بن حيان في الكيمياء ما لأرسطو في المنطق , فقد أسس مدرسة كيميائية ذات تأثير كبير في الغرب وكان أثرهم واضحا في التحليل والتطبيق وكانوا مبدعين مبتكرين فأوجدوا التقطير والترشيح والتصعيد والتذويب والتبلور والتكليس وكشفوا بعض الحوامض والمركبات وهم أول من استحضر حمض الكبريت وماء الذهب. وفي علم البصريات وصلوا إلى أعلى الدرجات وثبت أن (كبلر) اخذ معلوماته عن ابن الهيثم واثر ابن الهيثم لا يقل عن اثر ( نيوتن) في الميكانيكا. وفي الفلك أحدثوا نهضة معروفة وذلك عن طريق نقل الكتب الفلكية القديمة وتصحيح أغلاطها والتوسع فيها, وتبدو عظمة هذا العمل إذا عرفنا أن أصول هذه الكتب ضاعت ولم يبق منها غير الترجمة العربية ومن خلال أعمال العلماء العرب والمسلمين وأبحاثهم ومؤلفاتهم تتجلى لنا مآثر العرب في الطب و الصيدلة والكيمياء والنبات والرياضيات وعلم الاجتماع وغير ذلك من العلوم, مع كل هذا الفضل للعلماء العرب والمسلمين يردد بعض الغربيين المتعصبين أن العرب كانوا نقلة عن اليونان فليس لهم أصالة فكرية ولا عقلية فلسفية ونقول لهم: انه لو لم يكن للعرب على حد زعمهم من الأثر إلا إنهم أنقذوا هذه الكتب من الضياع وحفظوها من طغيان الجهالة حتى أدوها صحيحة نقية إلى العصور الحديثة. ولكن الحق أن العرب لم يقفوا عند ذلك فقد ترجموا وحققوا ودققوا واخترعوا وبحثوا واكتشفوا , وهذه كتبهم تشهد على ذلك وهذه بقايا مدارسهم تشهد على مآثرهم العلمية. وعرج المحاضر على أقوال وشهادات الغربيين والإقرار بفضل علماء العرب .‏
يقول : (كاجوري) في كتابه تاريخ الرياضيات : (أن العقل لتملكه الدهشة حينما يقف على أعمال العرب في الجبر). وفي مادة المثلثات أن العرب أول من ادخل المماس في عداد النسب المثلثية وهي الجيب والتجيب كما نعلم وهم الذين استبدلوا الجيوب بالأوتار وطبقوا الجبر على الهندسة وحلوا المعادلات التكعيبية ويقول : أن علم المثلثات علم عربي .‏
ويقول المؤرخ جورج ملر في كتابه( فلسفة التاريخ ) أن مدارس العرب في اسبانيا كانت مصادر العلوم ويتلقون فيها العلوم الطبيعية والرياضية وما وراء الطبيعة وممن ورد تلك المناهل الراهب الفرنسي (جوبرت) فانه بعد أن ثقف علوم اللاهوت في أوروبا من مسقط رأسه جاب (البيرانس) والوادي الكبير , حتى ورد اشبيلية فدرس فيها وفي قرطبة الرياضيات والفلك ثلاث سنين ثم ارتد إلى قومه ينشر فيهم نور الشرق وثقافة العرب , فرموه بالسحر والكفر ولكنه ارتقى إلى سدة البابوية سنة 999 باسم سلفستر الثاني وقد أوصى الراهب ( روجر بكون ) الانكليزي في كتبه بني جنسه بتعلم اللغة العربية وقال أن الله زيوتي الحكمة من يشاء ولم يشأ أن يؤتيها اللاتينيين وإنما أتاها الإغريق والعرب .‏ *3

بن تريعة الحاج
2008-06-04, 18:20
منها أوربا في القرون الوسطى وجعلت منها عصورا مظلمة بينما أوربا تعيش هذا الواقع الذي تحدث عنه في مواضع سابقه أيضا
إذا بينبوع صاف ينبثق في المشرق من بقعة جدباء بصحراء الجزيرة العربية يحمل بين طياته مشاعل حضارة ومقومات نهضة تشمل جميع مناحي الحياة وتعنى بالدين والدنيا على السواء وبالعقل والوجدان جنبا إلى جنب وهذا سوف أتوسع به بإذن الله في موضع أخر
وأول ما أبدا به
عام 671م حين دخل الإسلام لأول مره لإطراف أوربا وكانت أول هذه المراحل مرحلة التأثير غير المباشر
وفيها كانت تحذو أوربا حذو العرب في مبادئهم ونجد ذالك في العديد من الأمور منها
وخير مثال طبقه الشعراء التروبادرو خير من يعكس تأثير الشعر العربي والجامعات الاوربيه التي أنشئت على غرار الجامعات الاسلاميه العربية في اسبانيا ظواهر داله على هذا التأثير غير المباشر للحضارة الاسلاميه
وقد كانت الجامعات الاسلاميه في اسبانيا تضم الكثير من الطلبة الأوربيين وخاصة من رجال الاكليروس الغربيون
من هنا نشاء وعي أوربي يحمل في جذوره روح التمرد على التقاليد المسيحية وبدا الخروج الفكري على مظاهر العصبية العقدية في المسيحية أول ما بدا بجفوة بين التعاليم الكنسية والوعي الجديد في نفوس أبناء المسيحية وفيهم الكثير من الرهبان والقساوسة وأصبح اليقين بضرورة طلب العلم ومعرفه العلوم الدنيوية التي اعتبرها قديسيهم هرطقة يرجع على كثير من الاعتقادات العقدية التي حاولت الكنيسة يشتي الوسائل العنف والقوة زرعها في أعماق المسيحيين وجرف تيار التلقي من العلوم الاسلاميه وتلاقي الفكر العربي الإسلامي مع المسيحي أللاتيني مع من جرف
مواطنا اكويتانيا لا حسب يرفعه ولا نسب يضعه على قمة المجتمع إلى برشلونة ثم إلى قرطبة حيث تعلم العربية ليتحدث بها كأحد أبنائها كما يقول دريبر
أما مان وغيرة فيوكد أن الراهب الصغير جريبر اورلياك 1003م-938م لم يتعلم العربية وإنما درس وتعلم العلوم الاسلاميه في برشلونة عن كتب ترجمت من العربية
جريبرجوبرت هذا الذي تربع على عرش البابوية في روما تحت اسم سلفستر الثاني 999م-1003م يعتبر أول مدافع كنسي عن العلوم الدنيوية في أوربا بدا دفاعه بإنشاء مدرستين عربيتين
الأولى في روما مقر بأبويته
والثانية في رايمس وطنه وأضاف إليهما مدرسه عربيه
ثالثه وهي مدرسه شارتر كما انه يعتبر أول من ادخل الأرقام الغباريه العربية إلى أوربا وبث تلك الأرقام قبل أن يعرف الصفر وقام بعدد من الدرسان العربية والاسلاميه منها دراسة عن كتاب إقليدس بالعربية } محفوظات كنيسة وستر بانجلترا}
والحق أن انكباب جريبر على العلوم ودراسته حتى بعد أن أصبح على كرسي البابوية ثم أشاعه هذه العلوم بين بني جلدته حدث له أهميته التاريخية القصوى في العالم اللاتيني ......كما أن استخدامه لبعض الأدوات لتجربيه العلمية كامعداد والكرة الجغرافية التي احضرها معه من اسبانيا واستخدامه الأرقام العربية حدث له اثر في يقضه أوربا وفي ذالك يقول دريبر جريبر } إننا إنما نرى في جميع تعاليمه بداية الصراع بين التعاليم والأخلاق الاسلاميه وفي ذالك العصر وبين الجهل والجرائم الايطالية في ذالك العصر أيضا ذالك الصراع الذي قدر له أن يؤتى ثمارا هامه لأوربا فيما بعد }
وكانت للثقافة الاسلاميه التي تثقف بها جريبر فعليتها في نظرته إلى حقائق الأشياء فمن قوله }أنا لا امنع الزواج ولا أدين الزواج الثاني ولا أذم أكل اللحوم }
إنها نظرة إسلاميه صرفه إلى حقيقة موضوع الزواج واكل اللحم ويعرف عهد جريبر وما تلاه من عهود
استمرت حوالي ثلاثة قرون بعصر التأثير الإسلامي غير المباشر على أوربا
كان فيها الأوربيون يستشرقون بغير قصد منه بالإستشراق في كثير من أنحاء أوربا


ومن أثار ذالك
وجود نسخه لاتينيه من حكم ابقراط كانت تستخدم كانت تستخدم في التدريس بمدينه شارتر في فرنسا حيث توجد إحدى ثلاث مدارس عربيه أسسها جريبر وقد وجدت هذه ألنسخه قبل تأسيس هذه المدرسة أي حوالي عام 991م وكانت مترجمه عن أصل عربي ومن أثارة أيضا كتب الرياضيات والتنجيم التي كتبها هرمان الكسيح 1054م-1013م المستقاة من الكتب العربية في حين أن هرمان سويسري ولم يقيض له زيارة اسبانيا ومن إثارة إسفنجه التخدير العربية التي نقلها جاريويونتس المتوفي حوالي عام 1050م إلى الغرب اللاتيني
ومن بعد هذا العصر عصر التأثير غير المباشر
إلى عصر الترجمة من العربية إلى ألاتينيه وقد ازدوجت بواعث هذا العصر وتأرجحت طبيعة الاستشراف فيه بين الأخذ من علوم المسلمين وحضارتهم وبين العودة عن طريق الترجمات الاسلاميه لأمهات الكتب العلمية و الفلسفية اليونانية وإثباتات يونانيه بل أوربيه العلوم والادعاء ببناء نهضة أوربا العلمية على أنقاض العلم اليوناني من إنكار وتنكر واضحين للدور الإسلامي في هذا البناء
ومن المحاولات التي صاحبت هذا الدور من ادوار الاستشراق
المحاولة التي بذلت لإثبات عدم تاثر الحضارة اليونانية بآي رافد خارج عن ينبوعه ومحيطه وقد كان هناك من هزءا من هذه المحاولة من الأوربيون أنفسهم كسارتون في كتاب G.Sarton Introduction to the History of Science ol.1.p.17
}انه من سذاجة الأطفال أن نفترض أن العلم بدا في بلاد الإغريق لان المعجزة اليونانية سبقتها ألاف الجهود العلمية في مصر وفي بلاد ما بين النهرين وغيرهما من البلدان أما العلم اليوناني فكان إحياء أكثر منه اختراع وكفانا سوءا إننا أخفينا الأصول الشرقية التي لم يكن التقدم الهليني مستطاعا بدونها }
}ويقول أيضا في نفس الكتاب في موضع أخر
حقق المسلمون عباقرة الشرق أعظم المآثر في القرون الوسطى فكتبت أعظم المؤلفات قيمة وأكثرها آصاله وأغزرها ماده باللغة العربية وكانت من منتصف القرن الثامن حتى نهاية القرن الحادي عشر لغة العلم الارتقائية للجنس البشري حتى لقد كان ينبغي لأي كان إذا أراد أن يلم بثقافة عصره وبأحدث صورها أن يتعلم اللغة العربية ولقد فعل ذالك كثيرون من غير المتكلمون بها }
وكان هناك من حاول أن ينسب الفضل إلى العرب ولكن بصورة غائمة منهم
جون هرمان راندال
من كتابه تكوين العقل الحديث ج 1 ص 331
الذي يقول
{وسط هذا العالم الذي أخذت رقعته في الاتساع اتجه رجال القرون الوسطى إلى المعرفة العلمية التي وجدوها في مكاتب العرب وجامعاتهم الغنية وحين اخذ الغرب يستيقظ في مطلع القرون الوسطى انتقل مركز الثقافة الاسلاميه بنتيجة فعل المتعصبين من المصلحين المسلمين من ألخلافه الشرقية إلى اسبانيا وعن طريق اسبانيا جاءت أول معرفه بمؤلفات أرسطو الكبيرة ولكن المسلمون انقذو من العالم القديم شيئا كان أرسطو بالرغم من عبقريته عاجزا كل العجز عنه وهو العلم الرياضي والآلي }
وبدا عصر الترجمة
في أيطار هذا الباعث المزدوج فكان هناك من المترجمين أنفسهم من نسب مترجمات عربيه إلى نفسه منتحلا لها واكبر شخصيه في هذا العصر الذي يطلق عليه العصر السالرني نسبه إلى مدرسه سالرنو الاسقفيه هي شخصيه قسطنطين الأفريقي 1087-1020م
الذي ولد في قرطاجنه ورحل إلى خرسان وبغداد والشام ومصر والقيروان والهند وعاد منها ليعتنق النصرانية ثم التحق بمدرسه سالرنو عام 1060م وترهب في دير مونتي كاسينو وهناك بدا يترجم الكثير من كتب الطب والفلك من العربية إلى ألاتينيه منتحلا بعض هذه الترجمات ناسبا إياها إلى نفسه كترجمة كتاب المقالات العشر في العين لحنين بن إسحاق الذي جعل عنوانها }كتاب قسطنطين الأفريقي في طب العيون }
وقد فاقه خلفه اديلارد اوف باث 1135-1075م الذي كان من أهم أعماله ترجمة ألنسخه العربية لإقليدس وترجمات فلكيه ورياضيه للخوارزمي وأبي معشر الفلكي واهم من ذالك كله كتاب ألفه في العلوم العربية بعنوان }العلوم عند العرب } وطبع هذا الكتاب عام 1472م ومن مشاهير المترجمين

جيرار الكريموني 1114-1178م
ويعتبر أعظم المترجمين من العربية إلى اللاتنيه بل أن بعض الكتاب يعتبرونه الأب الحقيقي لحركة الاستعراب في أوربا تعلم العربية عن ابن غالب وأجادها وترجم حوالي تسعين مولفاويذكر الأستاذ مير هوف أن من بين المؤلفات التي ترجمه مؤلفات ابقراط وجالينوس وجميع مترجمات إسحاق إلى العربية وهو من مترجمي مدرسه الترجمة التي أسسها أسقف طليطه ريموند التي استمرت تترجم العلوم اليونانية من العربية إلى ألاتينيه من سنه 1126م إلى 1151م
وخلف جيرار الكريموني جيرار السابيوسونتي الذي أكمل ترجمة كتاب القانون في الطب لابن سيناء وقد كان جيرار الكريموني بدا ترجمته ومات قبل أن يكمل ترجمته
وتم خلال عصر الترجمة تأسيس مدرسة مونبليه بغرض تعليم الثقافة العربية ونشرها وقد تطورت هذه المدرسة فأصبحت في 26
أكتوبر عام 1289م كليه جامعيه شبه متخصصة لتعاليم العلوم الطبية وهذا المدرسة حققت حركة استعراب أدت إلى نتائج لها شانها في نهضة أوربا*2




دور العلماء العرب في الحضارة الغربية
كان للعرب والمسلمين دورهم في قيام الحضارة وآثرهم واضح في تقدم العلوم. أن كثيرين يجعلون هذا الدور والخدمات التي قدمها العرب للحضارة وان بعض علماء الغرب عمدوا إلى تشويه صفحات لامعات من تاريخ العرب لمآرب أصبحت غير خافية على احد. وعلى الرغم من هذا كله وجد بين العلماء ومنهم غربيون من قام يوضح الحقائق وينصف العرب ولأن الواقع التاريخي يدعو للوصول إلى الحقيقة قال ( سارطون) : أن بعض المؤرخين يصرحون بأن العرب نقلوا العلوم القديمة ولم يضيفوا إليها شيئا ما وإنهم لم يكونوا إلا نقلة ماهرين ولم يعرفوا إلا جانبها النظري , أن هذا الرأي خطأ, وانه لعمل عظيم أن ينقل ألينا العرب كنوز الحكمة اليونانية ويحافظوا عليها , ويقول: أن العرب كانوا أعظم معلمين في ا لعالم وقال ديفو: أن الميراث الذي تركه اليونان لم يحسن الرومان القيام به , أما العرب فقد أتقنوه وعملوا على تحسينه وإنمائه حتى سلموه إلى العصور الحديثة. ويقول سيديو : أن العرب هم في واقع الأمر أساتذة أوروبا في جميع فروع المعرفة, ففي الطب ثبت أن للعرب فضلا كبيرا في حفظه من الضياع وفي الزيادات المهمة إليه ثم نقل ذلك إلى أوروبا , لقد رفع العرب شأن الطب وكان لهم فضل السبق في فضل الجراحة وجعلها قسما منفصلا عنه ووضعوا قواعد للصيدلة وانشئوا مدارس لها واخترعوا أنواعا جديدة من الأدوية والعقاقير وعرفوا خصائصها وكيفية استخدامها وفي الكيمياء كان للعرب إضافات وابتكارات جعلت من جابر بن حيان في الكيمياء ما لأرسطو في المنطق , فقد أسس مدرسة كيميائية ذات تأثير كبير في الغرب وكان أثرهم واضحا في التحليل والتطبيق وكانوا مبدعين مبتكرين فأوجدوا التقطير والترشيح والتصعيد والتذويب والتبلور والتكليس وكشفوا بعض الحوامض والمركبات وهم أول من استحضر حمض الكبريت وماء الذهب. وفي علم البصريات وصلوا إلى أعلى الدرجات وثبت أن (كبلر) اخذ معلوماته عن ابن الهيثم واثر ابن الهيثم لا يقل عن اثر ( نيوتن) في الميكانيكا. وفي الفلك أحدثوا نهضة معروفة وذلك عن طريق نقل الكتب الفلكية القديمة وتصحيح أغلاطها والتوسع فيها, وتبدو عظمة هذا العمل إذا عرفنا أن أصول هذه الكتب ضاعت ولم يبق منها غير الترجمة العربية ومن خلال أعمال العلماء العرب والمسلمين وأبحاثهم ومؤلفاتهم تتجلى لنا مآثر العرب في الطب و الصيدلة والكيمياء والنبات والرياضيات وعلم الاجتماع وغير ذلك من العلوم, مع كل هذا الفضل للعلماء العرب والمسلمين يردد بعض الغربيين المتعصبين أن العرب كانوا نقلة عن اليونان فليس لهم أصالة فكرية ولا عقلية فلسفية ونقول لهم: انه لو لم يكن للعرب على حد زعمهم من الأثر إلا إنهم أنقذوا هذه الكتب من الضياع وحفظوها من طغيان الجهالة حتى أدوها صحيحة نقية إلى العصور الحديثة. ولكن الحق أن العرب لم يقفوا عند ذلك فقد ترجموا وحققوا ودققوا واخترعوا وبحثوا واكتشفوا , وهذه كتبهم تشهد على ذلك وهذه بقايا مدارسهم تشهد على مآثرهم العلمية. وعرج المحاضر على أقوال وشهادات الغربيين والإقرار بفضل علماء العرب .‏
يقول : (كاجوري) في كتابه تاريخ الرياضيات : (أن العقل لتملكه الدهشة حينما يقف على أعمال العرب في الجبر). وفي مادة المثلثات أن العرب أول من ادخل المماس في عداد النسب المثلثية وهي الجيب والتجيب كما نعلم وهم الذين استبدلوا الجيوب بالأوتار وطبقوا الجبر على الهندسة وحلوا المعادلات التكعيبية ويقول : أن علم المثلثات علم عربي .‏

بن تريعة الحاج
2008-06-04, 18:24
ويقول المؤرخ جورج ملر في كتابه( فلسفة التاريخ ) أن مدارس العرب في اسبانيا كانت مصادر العلوم ويتلقون فيها العلوم الطبيعية والرياضية وما وراء الطبيعة وممن ورد تلك المناهل الراهب الفرنسي (جوبرت) فانه بعد أن ثقف علوم اللاهوت في أوروبا من مسقط رأسه جاب (البيرانس) والوادي الكبير , حتى ورد اشبيلية فدرس فيها وفي قرطبة الرياضيات والفلك ثلاث سنين ثم ارتد إلى قومه ينشر فيهم نور الشرق وثقافة العرب , فرموه بالسحر والكفر ولكنه ارتقى إلى سدة البابوية سنة 999 باسم سلفستر الثاني وقد أوصى الراهب ( روجر بكون ) الانكليزي في كتبه بني جنسه بتعلم اللغة العربية وقال أن الله زيوتي الحكمة من يشاء ولم يشأ أن يؤتيها اللاتينيين وإنما أتاها الإغريق والعرب .‏ *3

أثر حركة الإصلاح الديني على اوربا


تمثلت في ظهور تيار قوي معارض لأفكار رجال الكنيسة الكاثوليكية برئاسة البابا في روما. وأدت إلى إنقسام أوروبا إلى (العــــالم البروتســـــتاني) أي الاحتــــجاجي الذي يعــــارض سلـــــطة البابا، و (العالم الكاثوليكي) المؤيد لسلطة البابا.
وتزعم حركة الإصلاح الديني مارتن لوثر (1546-1483) وكانت حركته احتجاجا صارخا على الممارسات غير المشروعة التي يقوم بها رجال الدين ورغبتهم بالتحكم في عقل الفرد وفي تسيير الأمور الدنيوية والدينية. ودعا إلى إصلاح جميع جوانب الحياة في المجتمع بشكل عام، وطالب بحرية العقل في البحث، وإصلاح المجتمع عن طريق اصلاح الفرد، أكد لوثر أن الازدهار والتقدم في المجتمع لا يأتي عن طريق الثروة وحدها ولا عن طريق كثرة المباني، ولكن عن طريق التربية السليمة للأفراد التي تخلق مواطنين مثقفين شرفاء. وعندما أصدر البابا قراره بحرمان مارتن لوثر من حقوقه وأمر بمحاكمته أمام محاكم التفتيش القاسية، رفض أن يذعن وأحرق القرار علانية أمام الناس في ساحة قلعة (ويتبرج) بألمانيا تحت حماية اميرها، وترجم الإنجيل إلى الألمانية، وما لبثت تعاليمه أن عمت ألمانيا ثم انتشرت في شمال أوروبا وما زالت الكنيسة البروتستاتينية قائمة إلى الآن، وكان لها تأثيرها على تغير سلوك الناس وانتشار حرية الفرد وتغلب الفكر الواقعي العلمي على التفكير اللاهوتي الذي كانت تفرضه الكنيسة.
طريقة التفكير الجديدة
بدأ انطلاق الثورة المعرفية والعلمية في الغرب حينما وضع فرنسيس بيكون (1626-1561) كتابه المسمى ''الطريقة الجديدة'' الذي وضع فيه طريقة جديدة للتفكير والبحث عن المعرفة مغايرة للطريقة القديمة التي كانت تقوم على '' الاستنتاج'' فقط. أما الطريقة العلمية التي اعتمدها بيكون وهي ما أصبحت تعرف بالمنهج العلمي في البحث والتفكير فتقوم على دراسة الطبيعة وملاحظة الظواهر وإجراء التجارب عليها ثم استخلاص القانون العام الذي تخضع له. وقد قسم بيكون وسائل المعرفة إلى النقل والاستدلال والتجربة. ورأى أن النقل والاستدلال لا يؤديان إلى معرفةٍ حقَّه ما لم تثبت التجربة صحة ما يأتيان به. والتجربة هي التي تؤدي إلى علوم جديدة مستقلة. وحينما شاعت هذه المنهجية في التفكير وظهرت العلوم التجريبية القائمة على التجارب، أدى ذلك إلى اشتعال الثورة العلمية والمعرفة التي ترجــمت إلى عصر الثورة الصناعية ثم انتـــقلت في العقــــود الأخيرة إلى عصر التقنيات الحديثة.
وبفعل الثورة العلمية والصناعية والتقنية انتقل الغرب من حالة إلى حالة ومن عالم القرون الوسطى بأنماط حياتها وأساليب تفكيرها المتخلفة إلى العصر الحديث واكتسب الإنسان الغربي سمات جديدة وسلوكيات جديدة مرتبطة بأسلوب التفكير العلمي الذي اكتسبه ومتطلبات عصر الثورة الصناعية.
مقومات المجتمعات الغربية

وأصبحت المجتمعات الغربية تقوم على:
- نظام تربوي متطور يربي العقول العلمية والابتداعية ويلبي حاجة المجتمع من الفنيين
والمهندسين والأطباء والعلماء والإداريين ... الخ.
- إقامة المختبرات والمعاهد والمراكز لعمليات التطوير وإجراء البحوث والدراسات اللازمة
للنمو والتقدم.
- الجماعات العلمية والوطنية التي تحرك الإبداع.
- إشاعة المعايير النوعية الرفيعة في البحث العلمي والتكنولوجي.
- تطبيق التشريعات التي تقتضيها التغيرات التي تحـــدث للفرد والمجتمع كنتيجة لتطبيق
الاكتشافات والاختراعات العلمية.
- رصد الموارد الإنسانية والمالية للبحث والإنماء التجريبي وللفعاليات الإنمائية المتصلة بها.
- تأمين شبكات وطنية للخدمات العامة العلمية والتقنية.
في ضوء إقامة مثل هذه المؤسسات والمجتمعات ظهر التحول في الإنسان الغربي وتخلص
من سلبيات القرون القديمة واتجه إلى:
التحول من النظر فيما وراء الطبيعة إلى النظر في الطبيعة نفسها.
- الانطلاق من مسلمات وقضايا غير مجرّبة إلى عدم قبول الأفكار دون تجريب.
أسلوب تفكير الإنسان الغربي:
أصبح الإنسان الغربي يفكر نتيجة لهذه التحولات التي طرأت على تفكيره على النحو التالي:
- لا يقبل أي حقيقة دون أن يتحقق منها ويمتلك الشواهد العلمية على إثباتها.
- يرفض التفكير في ما لا يفيد من الأفكار والأشياء.
- لا يتهور في إعطاء الرأي، ولا يدعي أن رأيه هو أصح الآراء وأن أراء الآخرين غير صحيحة.
- لا يبالي إذا عارضه الآخرون في الرأي ولا يتأذى من ذلك.
- يقسم الصعوبات التي تعترضه ويحللها إلى عدة أجزاء يحلها جزاء جزءا.
- ينطلق من الشك إلى اليقين.
- لا يميل إلى الدخول في مناقشات ومحاورات حول الأشياء الغيبية.
- يغيّر رأيه في ضوء المستجدات أو البيانات الجديدة.
وبالطبع لا نسعى إلى تجميل صورة الإنسان الغربي. ولكن الهدف هو إظهار التغير الذي طرأ عليه في العصر الحديث والمفارقة بين أساليبنا وأساليبهم في التفكير ويعتقد كثير من الباحثين أن (بيكون) مؤسس طريقة التفكير العلمي الجديد متأثر بآراء العلامة العربي المسلم (ابن رشد) الذي ظهر في المغرب العربي ومنه اقتبس هذه الطريقة.
وما يمكن قوله في هذا المقام إن تاريخ الحضارة الإنسانية يشبه الجدار وكل أمة تظهر على مسرح التاريخ تضيف لبنات جديدة إلى هذا المعمار، فإذا كانت الحضارة الغربية الحديثة قد ابتدأت من حيث انتهت الحضارة العربية الإسلامية، فإن دورنا الآن العمل على اللحاق بركب الحضارة الإنسانية والإسهام بها*13.

الثقافة العربية
الثقافة
الثقافة عموما هي الرؤى والمتمثلات والمعتقدات المسلكيات والمنظومات القيمة وأساليب العيش التي تسود في مجتمع بعينه ويرتضيها جميع أفرادها ومكوناته كمرجعية تضبط علاقتهم يبعضهم وبمحيطهم وتتحدد في إطارها نظرتهم إلى ذاتيتهم وتقييمهم لهويتهم ، وتشمل الثقافة كلما يقام به داخل ذلك المجتمع من أنشطة ذهنية وفنية وروحية وإنجازات وممارسات ذات قيمة جمالية تستهدف المتعة والتسلية والإعلام والتعليم .
ومن هذا المنطلق فإنه يمكن القول أن الإطار المرجعي الذي تحيل إليه الثقافة الذي تحيل إلي الثقافة العربية منذ ظهور الإسلام إلى اليوم يرتكز على ثلاثة أبعاد. بعد لغوي وبعد قيمي وبعد روحي.
البعد اللغوي :
إن المادة التي استخلصت منها مضامين الثقافة العربية والإسلامية واستنبطت منها الإيحاءات المتصلة بتلك المضامين والوعاء الذي أفرغت فيه لقولبتها وتحديد ملامحها هي لهجة قريش المتفرعة من اللهجة المصرية التي كانت تخلو إلى حد كبير من الشوائب الدخيلة .
البعد ألقيمي :
كانت تسود في المجتمعات العربية الجاهلية ، كما هو معلوم، مسلكيات ومنظومة قيمة أقر الإسلام بعضها وزكاها فشكلت المرجعية القاعدية لسلم المعايير الأخلاقية المثل السامية كالكرم والنبل والصدق والأمانة والإقدام والتواضع...
البعد الروحي:
وقد تمثل هذا البعد في تعاليم القرآن الكريم وإرشادات السنة الشريفة الذين شكلا موضوعان للدرس والاستقراء ومادة للتعلم والاستيعاب . ومع توالي نزول الآيات القرآنية المثيرة للتفكير ومع تراكم الأحاديث النبوية وتعمق الشعور بضرورة استكناهها قصد امتثال التعاليم الدينية والتقيد بالقواعد الشرعية ، قامت الحاجة إلى إتقان اللغة العربية والتمكن من قواعدها النحوية والصرفية وضبط مخارج حروفها ومراعاة سلامة نطقها . فشكلت هذه الخطوات اللبنات الأولى من سرح الثقافة العربية الإسلامية الذي ازداد شموخا واتساعا مع تعاقب الأحقاب ..
1-ماضي الثقافة العربية : (مرحلة الاستيعاب والعطاء ومرحلة الركود والخواء).
أـ مرحلة الاستيعاب والعطاء
إن المجتمع العربي الجاهلي الذي كان منذ القدم يعيش في الجزيرة العربية على تقاليد ومثل وقيم تضبط مسلكياته وتنظم علاقات مكوناته مع بعضها كما كان له تراث فكري شفهي ومكتوب يتمثل في الشعر والخطابة وكانت أغراضه تنحصر في المدح والهجاء والرثاء والتشبيب وإظهار الفصاحة والبلاغة.
وقد أبقى الإسلام كما ذكرنا على بعض القيم العربية القديمة وأعاد امتلاك التراث الجاهلي بعد تنقيته مما لا يتماشى والتعاليم الإسلامية.
وبالإضافة إلى الموروث الجاهلي القديم ، قامت معارف جديدة كونت جوانب هامة من الثقافة العربية الإسلامية الناشئة ، وتمثلت هذه الجوانب في تدوين القرآن وتوثيق الحديث وبلورة الدراسات اللغوية وتطوير أساليب الخط وتفعيل أنواع الكتابة. وأدى ظهور النشاطات الثقافية المرتبطة بقيام الدين الجديد، إلى بلورة مواضيع لم تكن معروفة، وإلى تأسيس معارف لم تكن مألوفة . فظهر خلال الفترة الممتدة بين صدر الإسلام وقيام الدولة الأموية في الشام، نظرا لما ميز تلك الفترة من فتوحات ، واتساع رقعة دار الإسلام واختلاف العرب بغيرهم من الأجناس الأخرى، ظهر لون معرفي جديد، يعني خصيصا بعلوم اللغة تجسد في وضع كتب تتصل بهذا الموضوع نذكر مها : "المثلث" لقطرب و"الكامل" للمبرد والكتاب" لسيبويه.
كما نما فن الخطابة واكتسى صبغة سياسية أكثر من ذي قبل. وقد اشتهر في هذا الميدان كل من الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وزياد ابن أبيه والحجاج ابن يوسف الثقفي ، ومع اتساع أرجاء الدولة الأموية وانتشار نفوذها السياسي ونمو مؤسساتها الإدارية ظهرت الحاجة إلى مزيد من الضغط والتدوين وكان من أول رواده عبد الحميد الكاتب.
وعلى الصعيد الأدبي نشأ إلى جانب الشعر لون أدبي جديد هو السرد القصصي . وكان أول من أبدع هذا الفن هو عبد الله بن المقفع .
وفي المجال الدين قاد تدوين القرآن الكريم في المصاحف وحفظه وتدارسه وكذا إحصاء الأحاديث النبوية الشريفة والحرص على إسنادها الصحيح إلى ظهور مواضيع معرفية غير معهودة هي الأخرى ألا وهي التفسير والفقه والأصول والسيرة وما يتصل بذلك من علوم اللغة كالنحو البلاغة والمنطق والبيان . فاشتهر ما بين القرن الثامن والتاسع الميلاديين أئمة أعلام قاموا بتأسيس المذاهب الفقهية المشهورة. وهم على التوالي :
الإمام أبو حنيفة والإمام مالك(في القرن الثامن ) والإمام الشافعي والإمام ابن حنبل( في القرن السابع الميلادي).
وعند ما بلغت الأنبراطورية العباسية أوجها في عهد الخلفاء هارون الرشيد والمأمون والمعتصم،4*
حتى أن هارون الرشيد كان يقبل الجزية كتبا كما اثر المأمون انه دفع وزن مترجم ذهبا 5*
كان العرب قد بسطوا نفوذهم على فارس وإفريقيا الشمالية وبيزنطة وجنوب القارة الأوربية . وامتد سلطانهم إلى الهند والصين وغيرهما فسيطروا على البحار وعلى العديد من المضايق والجزر والطرق التجارية العالمية.
فصاحب هذه الفتوحات العسكرية والهيمنة السياسية نشاط فكري عظيم وشامل وواكبتها إنجازات حضارية رائعة ومتعددة الأبعاد. فعلى الصعيد الفكري تنوعت المعارف واتسعت مجالاتها وكبرت العناية بالعلم والعلماء وكان الخلفاء يشرفون بأنفسهم على تكثيف النشاطات العلمية ودفعها، وبذل الغالي والنفيس من أجل النهوض بمستواها وتكثيفها.
فانكب الدارسون والباحثون والعلماء على دراسة واستقراء وترجمة التراث اليوناني والعبري والسرياني والكلداني6*
وتبحروا في شتى العلوم والمعارف والفنون ولم يحدو في الدين الإسلامي معوقا يحول دون بحثهم فيها على عكس أوربا في العصر الوسيط التي كانت تحرم من خلال رجال الكنيسة الاشتغال بالعلم وتحكم على العلماء وعلى كتبهم بالحرق والموت كما فعلت مع كوبرنيق وجاليليو 7 *...فاستوعب العرب الفلسفة اليونانية وهضموا علوم الطب والهندسة والرياضيات والتنجيم والكيميا والفيزيا والجغرافيا وعلم النباتات والبيطرة وغير ذلك. فنقلوا هذه المعارف إلى اللغة العربية وجعلوها منطقا للتجديد والإبداع والاكتشاف والابتكار.
فبرز علماء مرموقون في الرياضيات مثل محمد ابن موسى الخوارزمي وفي الكيميا مثل ابن حيان وفي العلوم مثل البيروني . كما ازدهر الأدب نثرا وشعرا فكان هناك شعراء أمثال أبي تمام والبحتري والمتنبي وكتاب متميزون أمثال أبي عثمان الجاحظ وابن قتيبة على سبيل المثال لا الحصر . وتم تداول الفلسفة والمنطق وعلم الكلام على نطاق واسع . فوجد العديد من الفلاسفة نذكر منهم الكندي وأبى نصر الفارابي وابن سيان8*
ففي الوقت الذي كانت أوربا تمنع دراسة الفكر والفلسفة اليونانية أو حتى الاطلاع عليها قام ابن سيناء في القرن العاشر {980-1037}يعلم فلسفه اليونان ويناقشها ولم تهتم أوربا بكتبات أرسطو وفلاسفة اليونان إلا بعد أن أمر الامبرطور فريدريك الثاني بترجمة تعليقات ابن رشد على كتابات أرسطو وبعد أن طلب ريمون أسقف طليطله من عالم يهودي أن يترجم مولفات العرب الفلسفية وذالك في أواخر القرن الثاني عشر وكانت البداية للاهتمام بمنطق أرسطو وفلسفة ابن رشد في جامعات أوربا المسيحية9*
، واتسعت المعارف لتشمل التاريخ والجغرافيا والتنجيم...
وازدهرت صناعة الورق ونشطت حركة الاستنساخ فتعددت المكتبات ودور الحكمة كما تم إتقان فنون الاستتباب والجراحة في مارستانات مجهزة ووظيفية. وتطورت الفنون المعمارية والهندسة المدنية على نحو غير مسبوق . فشيدت القصور والقلاع والحصون والجسور.
ولم يقتصر ازدهار الثقافة العربية بكل أبعادها على الشرق وحسب بل عرفت إشراقه باهرة كذلك في الأندلس خلال الخلافة الأموية التي دامت من القرن الثامن الميلادي إلى أوساط القرن الحادي عشر.
خلال هذه الحقبة الزمنية عرفت الحضارة العربية طفرة رائعة ورقيا باهرين شمل المعارف والفنون والآداب والفلسفة والعلوم والطب وأساليب الحياة المتألقة.
فعلى الصعيد المعماري كانت كبريات حواضر الأندلس العربية تزخر بالقصور الزاهية والمساجد الرائعة والحدائق ألغنا، والجسور المحكمة. وكانت شوارعها مبلطة ومتوفرة على شبكات صرف متقنة الصنع وعلى مصابيح إنارة عمومية لألاءة.
وعلى الصعيد الفكري كانت الأندلس محجة للعلماء والأدباء والفلاسفة ، وقبلة للدارسين والباحثين والعلماء والوافدين من الشرق والشمال الإفريقي ومن مختلف أصقاع أوروبا.
وقد اشتهر بالأندلس شعراء كبار أمثال: ابن هاني وابن زيدون وابن خفاجة والمعتمد بن عباد. وظهرت بها فلاسفة ومتكلمون ومناطقه عظماء أمثال : ابن حزم وابن باحة إضافة إلى أطباء متبحرين ومهرة أمثال ؟؟؟النفيس وابن رشد . كما أعطت جغرافيين حاذقين ورحالة كبارا جابوا آفاق الدنيا أمثال : أبو عبيد البكري والحسن الوزان المشهور بلقب ليونلافريكان
وغيرهم .
فكانت الأندلس بحق منارة علم عمت أضواؤها كل البلدان المجاورة لها مما جعل الدارسين يولون وجوههم شطر جامعات غرناطة واشبيلية وقرطبة وطليطلة لينهلوا من معينها . وكانت جامعة طليطلة تضم مركزا إسلاميا متميزا للترجمة، كان على مدار السنة مكتظا بالطلاب العرب والأسبان والإيطاليين والفرنسيين والانكليز الذيالعلمي.يدرسون الآداب والعلوم والطب والرياضيات والهندسة بالغة العربية على أيدي أساتذة عرب.
وكانوا يترجمون كل هذه المعارف إلى اللغة اللاتينية ثم إلى اللهجات الأوروبية المحلية، بيد أن اللغة العربية ظلت هي لغة العلوم والفنون والبحث العلمي . ولقد تمكن الطلاب من الأوروبيون من خلال دراستهم بجامعتي قرطبة وطليطلة وغيرهما من الجامعات الأخرى، من الإطلاع على التراث اليوناني واللاتيني والعبري والسرياني إلى جانب التراث الإسلامي العربي بمختلف أصنافه. وكان العديد منهم يحتفظ بعد تخرجه منها بعلاقات حميمة مع الجامعة التي درس بها بل قام بعضهم بإنشاء مدارس لتلقين العلوم بالعربية فيوطنه بعد أن عاد إليه.
وهكذا فقد أنشأت أكبر مدرسة للعربية خارج الأندلس بمدينة روما وقد أنجزت هذه المدرسة أول طبعة باللغة العربية لكتاب "القانون"لإبن سينا.
كما قام البابا سلفستر الثاني الذي درس بجامعة طليطلة لفترة طويلة بإنشاء مدرسة للعربية بباريس بعد أن طرد من البابوية بتهمة اعتناقه للإسلام سرا. وقد ذكرت بعض التفاصيل الأخرى في بداية هذا البحث واستطرادها بهذه المعلومات الأخرى
وكان أول من وضع قاموسا للغة الانكليزية هو وليام بادويل وهو أيضا من خريجي الجامعات الأندلسية. كما أن الكاتب الإنكليزي المعروف Geoffry Chaucer الذي يعتبر أبا اللغة الإنكليزية قد أمضى عدة سنين يتابع دراسته بالجامعات الأندلسية .
فلا غرابة والحالة هذه أن تضم اللغة الانكليزية آلاف الكلمات ذات الأصول العربية .

بن تريعة الحاج
2008-06-04, 18:27
وفي هذا الصدد أوضح الدكتور نبيل حسن الجناب في كتاب اسماه:" الجذور العربية للغة الإنكليزية" أن ما يربو على 18000 كلمة انكليزية هي ذات أصول عربية وبرهن على ذلك بإيراد قوائم طويلة للألفاظ ذات الجذور وحتى الجرس العربي نورد منها الآتية:
Candle ـ قنديل
Syrup ـ شراب
Idle ـ عاطل
Earth ـ أرض
Guilt ـ غلط
Good ـ جيد الخ..10*
كما اخترع العرب الجبر والنظام العشري للأرقام وأقام العرب حساب المثلثات الكروية واخترعوا البندول في الفيزياء وتعمقوا في البصريات واستفادت أوربا من كل ذالك وفي الطب ساهموا في تقدم التشريح والصيدلة ودراسة وظائف الأعضاء والصحة الوقائية وأدرك الجراحون العرب تلك الفترة فوائد التخدير واجروا عمليات غاية في الصعوبة في حين كانت الكنيسة في أوربا تحرم ممارسة الطب واكتشف العرب أيضا مواد كيميائيه مثل البوتاس ونترات الفضة وحامض النتريك والكبريتيك ودرسوا خواص الكحول
وقد اخذ الأوربيون عن العرب الارقام الحسابية التي حلت محل الرموز الرومانية المعقدة واثبت العرب كروية الأرض وكان الطلاب في الأندلس يدرسون الجغرافيا على كرات في الوقت الذي كان الأوربيون يعتقدون أن الأرض مسطحه
وفي ميدان الطبيعة فسر العرب انكسار الضوء وشرح انتشار الضوء ودرسوا قانون الثقل وارتفاع الجو وثقل الهواء والأوزان
كما علموا اوربا علوم استخدام البوصلة والبارود والمدفع وقاموا بوضع الجداول الفلكية واخترعوا الساعة ذات البندول بالاضافه إلى اكتشافاتهم الجغرافية والبحرية التي أخذتها أوربا عنهم وبعد أن قامت أوربا بإغلاق اكاديميه أفلاطون في أثينا عام 529م قامت مراكز علميه تشع ألمعرفه من مدارس القاهرة وبغداد والبصرة والكوفة ودمشق ومساجد اسبانيا وغيرها 11*
سوف نتحدث عن هذه النقطه بتوسع باذن الله في موضع اخر من البحث
ب- مرحلة الركود والخواء:
بعد أن بلغت كل من الخلافتين العباسية في المشرق والأموية في الأندلس ذروة المجد وقمة ألازدهار ووصلت الحضارة والثقافة في هما درجة عالية من التألق والاتساع، بدأ الضعف يدب في أوصالهما بسبب الخلافات البينة والصراعات السياسية وذلك اعتبارا من أوائل القرن العاشر للميلاد حيث قامت الدولة الطولونية في مصر والدولة الصفارية في فارس وقامت الدولة الفاطمية في تونس ثم في مصرة.
وفي أواسط القرن الحادي عشر ميلادي تداعت الخلافة الأموية بالأندلس وقامت على أنقاضها إمارات صغيرة كان يقودها أمراء متهورون عرفوا بملوك الطوائف وكانت تلك الإمارات تخاض ضد بعضها حروبا مريرة كانت تذكيها وتؤجج أوارها الممالك المسيحية المتاخمة لها.
ولقد تزامن ذلك التفكك والتمزق مع نزول وكوارث قاصمة بساحة الدولة العربية شرقا وغربا. حيث تم استيلاء الصليبي على القدس ودام احتلالهم للمنطقة كلها زهاء 190 سنة. كما استولى المغول بقيادة هولاكو على بغداد خلال القرن الثالث عشر للميلاد فقوضوا الخلافة العباسية بقتلهم للخليفة المعتصم. ثم استولى المماليك على مقاليد الحكم بعد أن طردوا المغول.
ومن أواخر القرن الثالث عشر إلى أوائل القرن العشرين (1923) بسط الأتراك العثمانيون نفوذهم على الأمة العربية التي تشر ذمت إلى كيانات صغيرة مفككة الأوصال ولم تنزح السيطرة العثمانية عن الأمة إلا لتفسح المجال للاستعمار الأوروبي، حيث احتلت فرنسا كل من الجزائر وتونس في منتصف القرن التاسع عشر واحتلت بريطانيا بلاد مصر في نهاية القرن واستولت إيطاليا على ليبيا في بداية القرن العشرين في حين فرضت كل من فرنسا وبريطانيا حماية جبرية على موريتانيا والمغرب وفلسطين والأردن وسوريا ولبنان والعراق خلال العشريات الأولى من القرن المنصرم .
ونتيجة لهذه الأوضاع المزرية دخلت كافة البلدان العربية ، ما ذكرناه منها وما لم نذكره ، في فترة تاريخية حالكة اتسمت بالتخلف الاقتصادي والركود الفكري. فانكمش النشاط الثقافي وتلاشى الإبداع في مجالات الآداب والفنون والعلوم وسائر المعارف .
ونتيجة لذلك سادت الأمة وتبلدت الأذهان وتدنت الذائقة العامة وسيطر العقل الخرافي وانتشرت الخزعبلات والشعوذة وانحسر الإنتاج الفكري في لوك قديم واجتراره وتغلبت عقلية المحاكاة والتقليد على ذهنية الإبداع والتجديد. فأمست كل بدعة ضلالة وكل ضلالة هي بطبيعة الحال في النار.
وهكذا دخلت الأمة العربية عن بكرة أيها مرحلة ركود اقتصادي واجتماعي وفترة بيات فكرب فترتب عن ذلك انفصام تام بين المستوى الحضاري الذي كانت قد ارتقت إليه في سالف عهدها والذي شكل المنطلق الأساسي للنهضة الأوروبية اعتبارا من القرن الخامس عشر وبين واقعها المرير الذي حال بينها وبين الارتقاء إلى المكانة السامقة التي أوصلت إليه ثقافتها أمما غيرها. وهذه لعمري مفارقة غريبة.
2-حاضر الثقافة العربية أو فترة البحث عن الذات وهاجس تحديد ملامح الهوية المميزة
يمكن القول بأن ثمة عاملين أساسيين يرجع الفضل إليهما في إعطاء الدفعة المحركة الأولى للأوضاع العربية التي كانت ولزمن طويل تراوح في مكانها. وفي كسر الجمود الرهيب الذي راد على الأمة العربية طوال عدة قرون ، ألا وهما حملة نابليون على مصر وتولي محمد عالي باشا مقاليد الأمور فيها. حيث ترتب عن ذلك صحوة فكرية وهبة اجتماعية ويقظة سياسية ، وقد ساهم في تعميق هذه الصحوة وتجذ ير تلك اليقظة النشاط الثقافي والعلمي والسياسي الذي اضطلع به أعضاء البعثات العلمية الذين أفدهم محمد عالي إلى أوروبا بعد عودتهم إلى إلى أرض مصر حيث نشطت الترجمة والتأليف في مجالات الآداب والفنون والعلوم. ونشطت حركة الصحافة والنشر وكبرت العناية بالتدريس والتدريب والتكوين، فظهر مثقفون كبار انكبوا على ترجمة ونشر أمهات الكتب المتداولة في أوروبا. وتناولوا بالبحث والاستقراء المواضيع والأصناف الأدبية والفنية الجديدة على التراث العربي مثل الرواية والمسرح والشعر الملحمي والنقد الأدبي ومختلف ألوان الفنون الجميلة. ومن مشاهير رجالات الرعيل الأول من رواد الانبعاث الثقافي العربي: رفاعة الطهطاوي وعبد الرحمن الكواج \كبي وسليم البستاني (القصة ) ومارون نقاش (رائد المسرح العربي ) وغيرهم.
وبقد مهد هولاء الرواد السبيل لقيام حركة النهضة الفكرية والحضارة العربية التي كانت أصواتها الأولى قد بدأت تلوح في الآفاق منذ نهاية القرن التاسع عشر، والتي تضافرت جهود العديد من رجال الثقافة العرب في مصر وبلاد الشام وفي المهجر والشمال الأفريقي من أجل قيامها ومضيها نحو تحقيق أهدافها.
وقد ساهم رائد الإصلاح الدين جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده في رفد حركة النهضة العربية برصيد فكري هام.
والجدير بالذكر في هذا المضمار أن العلماء الشناقطة كانوا قد أسهموا في رفد النهضة العربية بإنتاجهم الفكري المتميز. ومن بين هؤلاء : العلامة محمد محمود ولد التلاميذ الذي عمل إلى جانب محمد في نشاطه العلمي ، ونذكر منهم أيضا مؤلف كتاب الوسيط، احمد الأمين الشنقيطي والرحالتين المشهورين الطالب احمد ولد اطوير الجنة ومحمد يحي ألولاتي الذين أثرى في الساحة الفكرية خلال تلك الفترة وبعدها.
ولقد أسهمت الصحافة الأدبية والسياسية في إثراء الساحة الثقافية وإنعاش الجو العلمي.
ولعل من أبرز هذه الصحف والمجلات هي مجلة الضياء التي كان يشرف عليها إبراهيم اليازجي وجريدة الأهرام التي كان من أوائل القيمين عليها بشار تقلا.
ونتيجة لتعدد البعثات الطلابية إلى أوروبا وتكثيف الترجمة ونموا حركة الاستشراق وانتشار الصحافة بكل أنواعها والتلاقح الفكري الذي أنجز عن ذلك ، قامت تعددية فكرية لم تكن مألوفة عند العرب ونشأت مدارس أدبية ونقدية وتيارات فكرية واديولوجية وسياسية أدت بسبب تفاعلها إلى احترام النقاش على الصعد الأكادمية والفلسفية والأديولوجية والسياسية.
ونما وعي سياسي تولدت عنه مشاعر قومية ومطامح تحريرية ومشاريع مجتمعات جديدة عصرية وظهرت اتجاهات سياسية مختلفة مثل القومية اللبرالية والاشتراكية كما برزت تيارات ادلوجية متباينة مثل السلفية والعلمانية.
أفضى اختلاف المشارب وتباين الآراء إلى إذكاء النقاش وإثراء الساحة الثقافية العربية ، وهذا الغليان الفكري إن كان أفضى بشكل مباشر أو غير مباشر إلى التحرر من السيطرة الاستعمارية فإنه لم يتوقف بعد قيام الحكومات الوطنية العربية بل استمر على نفس الوتيرة .
إلا أن جل الحكومات العربية ضاقت به ذرعا وعملت أحيانا على إخماده وتحجيمه عن طريق قمع وترهيب الطبقة المثقفة أحيانا وترغيبها وتدجينها أحيانا أخرى. وربما يكون في محاكمة طه حسين وعلي عبد الرزاق ومصادرة كتابيهما" في شعر الجاهلي" و" الإسلام وأصول الحكم" مصداقا لهذا القول .
وعموما فإنه يمكن القول في هذا المضمار أن الهاجس الذي سيطر على الفكر العربي والاحتمالات التي ألهمت الثقافة العربية وانعكست فيها منذ بداية النهضة إلى حوالي أواخر السبعينيات من القرن المنصرم تتمثل في إشكالية تحديد الهوية العربية وسبل رسم ملامحها.
فالسؤال الملح الذي طرح نفسه باستمرار والذي حاول المثقفون العرب بمختلف مشاربهم من شتى منطقاتهم أن يجيبوا عله هو: من نحن بالنسبة للآخر ؟ وهل لنا وجود خارج الآخر وبمعزل عنه؟أم أننا والآخر متداخلان ومتناهيان؟
وثمة تساؤل آخر لا يزال موضوعا للتفكير والبحث والنقاش وهو : كيف يجب أن نكون بالقياس للآخر؟ ما هي المرجعية الفكرية والأطر المؤسسية التي يجب أن نختارها؟ وما هو مشروع المجتمع الأمثل الذي يجدر بنا تجسيده على أرض الواقع؟
إن الإنتاج الفكري العربي والإنتاج التي تمخض عنها ما زالا يعكسان هذه الإشكاليات التي ما فتئت تستقطب تفكير جانب كبير من النخب المثقفة العربية.
3-مستقبل الثقافة العربية (أو ضرورة التأهب لمواجهة عصر ما بعد الحداثة)
إذا كان هاجس التحرر وإرادة إثبات الذات وإشكالية تحديد الهوية قد شغلت تفكير النخب المثقفة العربية منذ عصر النهضة إلى فترة السبعينيات من القرن العشرين فإن ماهية الثقافة العربية وجوهرها وقابليتها لمسايرة عصر ما بعد الحداثة والعولمة يجب أن يكون الشغل الشاغل والهاجس الرئيسي للنخب العربية.
ففي عصر الثورة الرقمية والانفجار الإعلامي وغزو الفضاء والهندسة الجينية والاستنساخ البيولوجي والربوتية وفي عهد السيطرة الكاسحة للشركات العابرة للحدود الراسماليه المتوثبة وانعدام الحدود المحصنة فإنه أضحى من الضروري بل ومن الحيوي إقامة التعددية السياسية والفكرية في كافة البلدان العربية وصولا إلى تحرير العقول وإطلاق العنان للعبقريات بالوطن العربي حتى يتم حشد كافة الطاقات الذهنية العربية.
وهذا بطبيعة الحال يقتضي قيام الديمقراطية السياسية والاجتماعية وتكريس حرية الرأي والفكر والتعبير مما سيضع حدا للركود الفكري الناجم أساسا عن تكبيل العقول وتعطيل جانب كبير من الطاقات الذهنية التي لا سبيل إلى تطوير وتفعيل الثقافة العربي بدون إفساح المجال لها وتشجيعها على الإبداع والعطاء.
لكن دمقرطة الحياة السياسية والاجتماعية والفكرية لا لا يعني بحال من الأحوال اعتماد وتبني المنظومة القيمية الغربية التي تتسم بالفردانية الأنانية والإباحية الأخلاقية التي تناهض الزواج الطبيعي وتشرع كل مظاهر الشذوذ المخالفة لنواميس الطبيعة . وتدخل المرأة إلى بضاعة تستعمل في الإشهار والاتجار بالجنس كما أنها لا ترى غضاضة في محو الفوارق الجسدية والنفسية بين الجنسين تشرع الاستهلاك العلني للمخدرات.
إن الثقافة العربية في فترة ما بعد الحداثة ، لتكم الفترة التي بدأت مع مطلع القرن الحادي والعشرين الجاري، يجب أن ترفض الاستلاب الفكري والتغريب وأن تقام القولبة والتنميط والهيمنة الثقافية والتبعية الفكرية. إذا كانت العولمة الاقتصادية ظاهرة يستحيل تفاديها وكلما بالإمكان هو الاستعداد لها ومراعاة شروط مسايرتها، فإن العولمة في بعدها الثقافي ليس سوى طمس للهوية وتمييع للذاتية وإذابة للمقومات الحضارية . ولذا فإنه لا ينصاع لها إلا من ليس له تراث يخاف ضياعه ولا حضارة يخشى اضمحلالها ، وهذه الوضعية لا تنطبق على الأمة العربية كما هو معلوم لدى الجميع. ولقد تعرض العديد من المثقفين العرب المعاصرين إلى ما يمثله البعد الثقافي للعولمة من خطر ماحق على الخصوصية الثقافية العربية وعلى المقومات الدينية والأخلاقية والحضارية للعرب . ونذكر من بين هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر الدكتور الطيب التيزيني ود. غالي شكرى والدكتور المهدي المنجرة والدكتور عاطف السيد و د. محمد عابد الجابري
والثقافة العربية إذ يجب أن تشكل حاجزا متينا وسدا منيعا في وجه التغريب والمسخ والانسلاخ من الذات والانصهار في قوالب أجنية، فإن عليها بالمقابل الإنفتاح على العلوم والتكنلوجيا والإعلاميات وأقنية التواصل . وعليها كذلك العمل على المزاوجة بين الحفاظ على المقومات العربية الإسلامية ومقتضيات العصرة والتحديث. كما أنها مطالبة إن هي أرادت البقاء والديمومة والقدرة على التنافس أن تستوعب وتدمج كل أنواع التسلية والترفيه من أشرطة وأقراص مضغوطة وألعاب الكترونية وبرامج حاسوبية. وعليها أيضا أن تدمج تقنيات الاستشراف بهدف استبيان ملامح المستقبل والاستعداد له والتهيئ لمسايرته والانسجام معه. وخلاصة القول فإن أهداف الثقافة العربية في المستقبل المنظور يجب أن تتمثل في صيانة الذات والحفاظ على الهوية مع الانفتاح والأخذ بكل أسباب التقدم والحداثة والحرص على مواءمة كل ذلك مع المنظومة الأخلاقية والمميزات الفكرية والقيم الدينية والمقومات الحضارية للأمة العربية ، وصولا إلى ربط حاضرها بماضيها وسعيا إلى تحديد ملامح المستقبل الكفيل بتقوية كيانها وترسيخ وجودها وإطالة بقاءها وديمومة بصمتها على صفحة الوجود. 12*

اسلام ست –العلوم – علم الحيل الهندسيه
نشأة العلم وتطوره عند المسلمين
الإسلام والعلم


لقد حث الإسلام أتباعه على طلب العلم: فقال صلي الله عليه وسلم . "طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة" واعتبر أن طلب العلم يعادل الجهاد في سبيل الله "من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتى يرجع " ويعتبر الإسلام أن مكانة الإنسان في الدنيا والآخرة بعلمه إلى جانب إيمانه فيقول تعالى: (يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم منكم درجات " المجادلة.
وليس القصد بطلب العلم هنا هو علوم الدين وحدها.. بل أن علوم الدنيا لا تقل أهمية عن علوم الآخرة.. وقد جاء في الحديث: "العلم علمان علم الأديان وعلم الأبدان "فجعل علم الأبدان الذي هو أحد علوم الدنيا موازياً في المكانة مثل علوم الدين ويقول الرسول أيضاً: "اطلبوا العلم ولو في الصين " فالعلم الذي يطلبه المسلم في الصين هو قطعاً علم دنيوي.
وللعلم بالنسبة للإنسان المسلم غايتان: الأولى: تعبدية والثانية: منفعة دنيوية..
1) )أما العبادة فلأن العلم يزيده إيماناً بالله من خلال معرفته بإعجازه في خلقه.. مثل معرفة تركيب جسم الإنسان ووظائف الأعضاء.. ومثل معرفة الكون والفلك والنجوم.. ومعرفة تركيب الأرض ودورانها.. وقد

بن تريعة الحاج
2008-06-04, 18:32
أمر الله تعالى المسلم في مواضع عديدة من القرآن النظر في هذه الأمور ومعرفتها كنوع من العبادة واعتبر أهل العلم أكثر خلق الله خشية لله. فقال تعالى" إنما يخشي الله من عباده العلماء " فاطر 28 .
(2) الهدف الثاني. هو خدمة الرعية ألمسلمه وخدمه ألإنسانيه عن طريق العلوم النافعة مثل الطب والفلك والهندسة وغيرها ورفع المستوي المعيشي بينهم.
المسلمون وعصر الترجمة
لم تكن لدي العرب قبل الإسلام حضارة.... ولم يكن لديهم أي علم تطبيقي ولكنهم بهذه النظرة الإسلامية المتفتحة على طلب العلم.. ابتداو في نهم شديد يبحثون عن العلوم لدي الشعوب الأخرى.. فما أن استقرت مرحلة الفتوح في مصر والشام وفارس.. حتى ابتدأ عصر الترجمة من كل اللغات وخاصة الفارسية والإغريقية والهندية. ابتدأ المسلمون أولاً بترجمة العلوم الحيوية التي اشتدت حاجتهم إليها كالطب والصيدلة.. ثم تلا ذلك كتب الفلك وعلم الميكانيك الذي سموه علم الحيل النافعة ثم توالت الترجمات في العمارة والملاحة والموسيقى والبصريات والصناعات اليدوية.
وفي تلك الفترة ظهر الكثير من المترجمين.. منهم أهل، الذمة الذين وجدوا في سماحة الإسلام والمسلمين.. وفي سخاء الخلفاء وكرمهم ما شجعهم على نقل علومهم إلي اللغة العربية. ومنهم من اعتنق الإسلام وأراد خدمة الدين الجديد وإثراء اللغة العربية بالترجمة إليها.
ومن أوائل المترجمين حنين ابن اسحق واسحق بن حنين وابن مأسويه وابن البطريق وعيسى بن يحي،

وتعتبر مرحلة الترجمة إحدى مفاخر الحضارة الإسلامية لعدة أسباب:
أولاً: لأن الشعوب الأخرى كانت لا تحترم الحضارات السابقة لها ولا تستفيد منها.. بل كان الغالب يدمر حضارة المغلوب ويحرق الكتب ويقتل العلماء. من ذلك ما فعله التتار في بغداد وما فعله الأسبان المسيحيون في قرطبة وغرناطة مع المسلمين وهذا بعكس ما فعله المسلمون مع غيرهم.
ثانياً: لأن معظم العلوم السابقة وخاصة علوم الإغريق كانت قد اندثرت وضاعت معالمها فكانت بعض كتب العلم الإغريقية مدفونة مع العلماء في مقابرهم.. وذلك لأن الدولة الرومانية لم يكن لديها اهتمام بالعلم.. ومن هنا كان فضل المسلمين في إحياء تلك العلوم الميتة.
وتذكر مراجع التاريخ الأجنبية بكثير من الدهشة شغف قادة الفتوح الإسلامية بالكتب.. إلى حد مبادلة أسرى الرومان بالكتب الإغريقية.. أو رفع الجزية مقابل هدية من الكتب. وكان الرومان سعداء بهذه المبادلات ويعتبرون أنفسهم الرابحين لأن تلك الكتب لم تكن في نظرهم ذات قيمة وكثيراً ما كانوا يحرقونها علناً بحجة أنها تدعو إلى الهرطقة والكفر. وكثيراً ما كان الخليفة يضع بين بنود الصلح مع إمبراطور الرومان شرطاً بالسماح للمسلمين بالتنقيب عن الكتب الإغريقية. وكانوا يطلبون من البيزنطيين البحث عن كتاب معين جاء ذكره في المخطوطات ويسألونهم البحث عنه في مقبرة صاحبه.. ومع هذا الفيض من الكتب أنشأ المأمون داراً خاصة بالترجمة.. وكان المترجمون يؤجرون بسخاء.. وقد يعطى المترجم مثقال وزن الكتاب المترجم ذهباً .
ومن هنا كان الرومان يطلقون على المسلمين "المتوحشون العلماء" وذلك لأن شغفهم بالعلم لم يكن أقل شدة من بأسهم في القتال وصدق رسوله الله صلي الله عليه وسلم إذ وصفهم بأنهم: "فرسان بالنهار ورهبان بالليل ".



مرحلة الإنتاج والإبداع العلمي
وبعد. مرحلة الترجمة عكف المسلمون على تلك المخطوطات الثمينة يدرسونها ويغربلونها.. ولم تكن تلك العلوم خالية من الشوائب والخرافات.. فهذه الشعوب كانت تعبد البشر وتعبد الحجر.. ولديهم الكثير من العقائد الخرافية والسحر والشطط والكفر.. ثم ظهر جيل من علماء المسلمين الذي يستطيع أن يناقش القضايا العلمية.. فيثبت ما هو حق بالتجربة ويدحض ما هو خطأ أو باطل.. وظهر في العالم الإسلامي لأول مرة ما يسمى بالعلم التجريبي وشعاره "التجربة خير برهان" و "المشاهدة أقوى الدلائل ".
وبعد مرحلة الدراسة ابتدأت تظهر مجموعة من علماء المسلمين في كل علم وفن.. فظهر الرازي وابن سينا في الطب وظهر جابر بن حيان في الكيمياء وأولاد موسى بن شاكر في علم الحيل (الميكانيكا) وابن يونس و ألبتاني والبيروني في الفلك والجغرافيا والفارابي في الموسيقى وابن الهيثم في الهندسة والبصريات وغيرهم كثيرون. وابتدأ هؤلاء العلماء بدورهم يكتشفون ويخترعون يطورون ويؤلفون الكتب والموسوعات العلمية. وزاد في تشجيعهم اهتمام الخلفاء والحكام المسلمين بهم.. وتسابقهم علي احتضان أكبر عدد من العلماء في بلاطهم، "وبذل المال بلا حدود. وقد بلغ هذا الاهتمام أن الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله عندما استدعى عالم الهندسة الحسن بن الهيثم إلى مصر خرج الخليفة بنفسه في موكب رسمي لاستقبال العالم عند أسوار القاهرة تقديراً منه للعلم والعلماء..
كما أن السلطان بن مسعود أهدى إلى البيروني حمل فيل ضخم من العملات الفضية تقديراً له على أحد كتبه غير أن العالم الكبير رد الهدية زهداً في المال.. وكان حكام المسلمين يتشرفون بمجالسة العلماء وتقريبهم إليهم بل كانوا يولونهم أخطر مناصب الدولة. فكان ابن سينا وابن رشد وابن زهر وزراء للحكام.
ولأول مرة في تاريخ العلم ابتدع المسلمون مبدأ تفرغ العلماء.. أي إجراء الرزق الدائم عليهم حتى يتفرغوا للعلم.. وهو مبدأ جاءت به تعاليم الإسلام في قوله تعالى {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ }التوبة122وإلي جانب ذلك كان الحكام يتولون الإنفاق على أبحاث العلماء وكتبهم ويتشرفون بأن تطلق أسماؤهم على هذه الكتب ومن هنا ظهرت كتب أمثال: المنصوري: في الطب ألفه الرازي للأمير منصور حاكم خراسان.
ألحاكمي: في الفلك ألفه ابن يونس للحاكم بأمر الله.
المسعودي: في الجغرافيا والفلك ألفه البيروني للسلطان بن مسعود وغيرهم كثيرون.
ماذا أنتج علماء المسلمين
يتساءل بعض الناس: إن الحضارة الغربية قد أنتجت للإنسانية الكثير من الاختراعات والأفكار العلمية التي تجعل حياة الإنسان أفضل وأيسر فقدموا لنا السيارة والقطار والطائرة وصاروخ الفضاء.. فماذا قدمت لنا الحضارة الإسلامية في عهود ازدهارها..
ونقول رداً على ذلك.. أن جميع هذه الاختراعات المعاصرة لم تخلق بين يوم وليلة وليست بفضل دولة واحدة ولا حضارة واحدة.. بل هي وليدة جهود ألوف من العلماء من شتى الأجناس على مر العصور.. كل منهم يضيف ويطور. وعندما كانت أوربا في عصور الظلام.. وكان البحث العلمي يعتبر كفراً والاختراع ممارسة للسحر والشعوذة والعلماء يحرقون أحياء.. كانت العلوم الإسلامية تتطور بسرعة مذهلة.. ففي الطب اخترع المسلمون التخدير لأول مرة وسموه (المرقد) واكتشفوا الدورة الدموية واخترعوا خيوط الجراحة من أمعاء الحيوانات.. واكتشفوا الكثير من الأمراض كمرض الحساسية ومرض الحصبة والأمراض النفسية والعصبية. وفي علم طب الأعشاب اكتشفوا ألوف النباتات التي لم تكن معروفة وبينوا فوائدها وقد قفز المسلمون بالجراحة قفزة هائلة ونقلوها من مرحلة (نزع السهام ) عند الإغريق إلي مرحة الجراحة الدقيقة والجراحة التجميلية.
وفي علم الفلك كانوا سباقين إلي إثبات كروية الأرض واكتشاف دورانها واكتشاف الكثير من الحقائق حول طبيعة الشمس والقمر مما ساعد في هبوط الإنسان على سطح القمر.. واكتشفوا الكثير من النجوم والمجرات السماوية وسموها بأسمائها العربية التي مازالت تسمي بها .
وقد ابتكر المسلمون علوماً جديدة لم تكن معروفة قبلهم وسموها بأسمائها العربية مثل علم (الكيمياء) وعلم الجبر وعلم المثلثات
Al- chemy& Al- gebra .
فضل المسلمين في تطوير أساليب البحث العلمي
يقوله علي بن عباس طبيب السلطان عضد الدولة عن كتب الإغريق المترجمة إلى العربية: "إني لم أجد بين مخطوطات قدامى الأطباء ومحدثيهم كتاباً واحداً كاملاً يحوي كل ما هو ضروري لتعلم فن الطب. فأبو قراط يكتب باختصار وأكثر تعابيره غامضة كما وضع جالينوس عنده كتب لا يحوي كل منها إلا قسماً من فن الشفاء ولكن في مؤلفاته الكثير من الترديد. ولم أجد كتاباً واحداً له يصلح كل الصلاح للدراسة".
ويقول في مكان آخر عن هذه المراجع أنه "يشق علي، التلميذ أن يدرس فيها".
فإذا رجعنا إلي أي مخطوط علمي إغريقي قديم وقارناه بأي مخطوط إسلامي فسوف نجد قفزة كبيرة في كل شيء سواء كان في الأسلوب العلمي للكتابة والشرح أو في المضمون العلمي أو في ترتيب المادة العلمية.
فقد ابتدع المسلمون المنهج العلمي في البحث والكتابة الذي يعتمد علي التجربة والمشاهدة فالاستنتاج. وهم أول من أدخل الرسوم التوضيحية في الكتب العلمية وأول من رسم الآلات الجراحية والعملية وأول من رسم الخرائط الجغرافية والفلكية المفصلة.
وبحكم تعاليم الدين الإسلامي فقد ابتعد علماء المسلمين عن الخرافات في بحثهم فلا تجد كلاماً عن الكهانة والسحر والجن والشعوذة والتمائم وغير ذلك مما تذخر به كتب الإغريق والهندوس والبيزنطيين .
وكان العالم المسلم لا يبدأ الكتابة إلا وهو طاهر وعلي وضوء.
أما الخطاطون والنساخ فكانوا يهتمون بمظهر الكتاب، ويزينونه بالزخرف الإسلامي كما تزين المصاحف تماماً.. وتحلى المخطوطات بالآيات القرآنية والأحاديث المناسبة ويكتب بماء الذهب .
وقد ابتدع المسلمون الموسوعات العلمية لأول مرة.
كما ألفوا القواميس العلمية حسب الحروف الأبجدية ومن ذلك موسوعة علم النبات لابن البيصار.
وكان علماء المسلمين يصدرون كتاباً سنوياً يسمى (المناخ) وهو موسوعة تبين أحوال الجو في العام القادم ومواسم الطقس والمطر من التوقعات الفلكية مما يساعد الزراع والمسافرين. وقد نقلت أوربا هذه الفكرة وتصدر اليوم موسوعة سنوية تسمى Al- Manac (المناخ ( بجميع اللغات الأوروبية تقوم على نفس الفكرة العربية.
أوروبا تستفيد من العلوم الإسلامية
يؤكد كثير من المؤرخين أن عصر النهضة في أوربا لم يبدأ إلا بفضل الترجمة عن العلوم العربية. ويقسم سارتون الترجمة إلي ثلاث مراحل.
المرحلة الأولى: بدأها قسطنطين الأفريقي في القرن 11 الميلادي.
المرحلة الثانية:بدأها جون الأشبيلي في النصف الأول من القرن12م.
المرحلة الثالثة. بدأها جيرار الكريموني في النصف الثاني من القرن12م
ومنذ ذلك الوقت ظلت الكتب العربية المرجع الرئيسي في الجامعات الأوربية حتى القرن السابع عثر الميلادي ومن أهم الكتب التي ظلت المرجع الوحيد في مجالها لمدة 6 قرون :
- كتاب الحاوي في الطب للرازي.
- كتاب القانون في الطب لابن سينا.
ـ كتاب التصريف في الجراحة للزهراوي.
- كتاب (الجامع الكبير) في طب الأعشاب لابن البيطار- كتب الجغرافيا للادريسي وابن حوقل.
- كتاب الجبر للخوارزمي.
- كتاب الحيل النافعة لأولاد موسى بن شاكر والحيل الهندسية للجزري.
- كتاب البيروني في الفلك- كتاب المناظر لابن الهيثم.
فطبع من القانون وحده 16 طبعة في القرن 15 ثم طبع منه 20 طبعة في القرن 16م ثم 39 طبعة في النصف الأول من القرن 7 1م بينما لم يطبع من كتب جالينويس غير طبعة واحدة ثم لم يتكرر طبعه بعدها..
ولكن أوربا في عصور الظلام والتعصب الصليبي لم تكن لتعترف بفضل علماء المسلمين عليها.. وبعض أوائل المترجمين عن العربية مثل قسطنطين الإفريقي الذي ترجم من العربية إلى اللاتينية قد نسب ما ترجمه من كتب إلى نفسه ولم يكتشف أمره في أوربا إلا بعد 40 سنة من وفاته بعد أن ظن الناس هناك- أنه عبقرية علمية لا مثيل لها. وفي نفس الوقت فمن العلماء الأولين في أوربا من أخذ الاختراع العربي ونسبه إلى نفسه.. ومن أهم هذه الاختراعات التي نسبت إلى

امير الجود
2010-05-07, 17:08
بـارك الله فيك و زادك من فضله ونِعمه

حمزة مبارك
2010-05-07, 17:16
السلام عليكم يا أخي بالنسبة للإرهاب عند اليهود والنصارى هاك هذا الموضوع وفيه نصوص من كتابهم الذي يسمونه مقدسا يحث على الارهاب
http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=302926 (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=302926)

وبارك الله فيك