تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : عالم الإجرام يبدأ من هنا ...


صُبح الأندلس
2010-07-31, 14:12
السلام عليكم

من المُسلّم به أن الإنسان لا يولد مجرما و لكن عنده قابلية لذلك ما لم تكبح جوامحه و لا أدل من أن أول جريمة في التاريخ كانت جريمة قتل ابن آدم لأخيه ، الواحد منا يولد صفحة بيضاء يخط فيها الوالدان ما يشاءان ثم المجتمع فالشارع فالمدرسة ... حتى تكتمل الشخصية و تصل إلى مراحل نضجها الأخيرة التي لا يمكن بأي حال إعادة تشكيلها من جديد .
لا يخفى على أحد تنامي ظاهرة الإجرام في مجتمعنا العربي المسلم و الجزائري تحديدا ، الإجرام بشتى أشكاله و ألوان طيفه بدءا من سرقة بيضة و انتهاء بسرقة البنوك ، بدءا باعتداء بالضرب و انتهاء بالقتل و سفك الدم ، بدءا بتدخين سيجارة و انتهاء بتعاطي المخدرات و المهلوسات ...
أكيد أن هناك أسبابا كثيرة تظافرت لتشكل لنا في الأخير مجرما جاهزا لفعل أي شيء مادام قد تعرى من المبادئ و القيم ، و لكن من المؤكد أيضا أن هناك سببا محوريا رئيسيا جعل هذا الإنسان الذي كان ذات يوم صفحة بيضاء يصدق أي شيء و يضحك لأي شيء و يبكي لأي شيء ...مجرما ، المؤسف فعلا أن خيوط الجريمة هذه شكلها أعظم مخلوقين : الوالدين ، حتما لم يكونا يريدا لولدهما مستقبلا إجراميا لكنهما ساهما فيه بشكل جلي من حيث لا يدريان أو ربما يدريان و لكن يجهلان ...بدأت بذور الجريمة يوم سمح الأب لابنه أن يرفع صوته عليه ، بدأت يوم سمحت الأم لابنها أن يقول لها كلمات بذيئة و هي تضحك له لأنه طفل !! بدأت يوم اشترى الأب لابنه مسدسا بلاستيكيا و مفرقعات و سيوف و أدوات قتال صحيح ليست حقيقية لكنها تسهم في بناء شخصية الطفل و لا ريب ، هذا الذي سيتربى على القتل و الضرب الافتراضي ،بدأت يوم سمح الأب لابنه بمشهادة الرسوم المتحركة التي تروج للحرب و القتل ، بدأت يوم لم يراقبه و هو يشاهد أفلام العنف و الجريمة التي انطبعت في مخيلته ، بدأت يوم جاء و بيده قلم سرقه من زميل له في المدرسة فلم تنهره أمه ، بدأ يوم ضرب أولاد الجيران فصفق له أبوه : هكذا يا ولدي علمه الأدب ، سلمت يداك
بدأت يوم دخن أول سيجارة فتسترت الأم عليه و لم تخبر أباه شفقة على ابنها من العقاب ...
بدأ عالم الجريمة من هنا ... من البيت ... من الوالدين





http://www.elkhabar.com/images/key4press3/313007.jpg

عبدو المسيلي
2010-07-31, 14:24
اختي اعتماد وهل السلوك الاجرامي فطري ام مكتسب وهذا مااسال حبر على ورق في اختلاف الفلاسفة

لكن الطريق الصحيح والسليم هو طريق الله الذي افلح من سلكه فقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها الا هالك


بارك الله فيك اختي الكريمة

س..ع..ي..د
2010-07-31, 14:25
فعلا عالم الجريمة يولد من الوالدين ..وينمو في الشوارع..

بصراحة ابشع جريمة رايتها في حياتي مثل الافلام البوليسية الامريكية حدث في حينا منذ شهرين تقريبا...

انا اسكن في حي مكتض بي السكان وحي رئيسي وارتكبت جريمة في وقت ليس متاخر من الليل

قتل الاب والام وطفلة في 8 من العمر وطفل عنده4 او 5 سنوات ونجي طفل صغير عمره 6 اشهر

قتلو بطريقة بشعة وذبحا بي السكين وظربا بي الساطور.. ونكلت بجثثهم حدثت الجريمة فقط من اجل مبلغ زهيد لا يتجاوز متين مليون سنتيم !!!

واحد المجرمين من اقارب الضحية..!!

حسب جريدة الشروق اليومية...

ومزال سكان الحي يعيشون علي وقع الصدمة لحد الان.

شكرا اختي نسال الله العافية...

زهرة الجزائر 07
2010-07-31, 14:37
السلام عليكم

صدقتي في ما قلته أختي آمنة

كما يقول الشاعر

إذا كان رب البيت بالدف مولعا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص ..

روي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم (إنه نظر إلى بعض الأطفال فقال : ويل لأولاد آخر الزمان من آبائهم !!
فقيل يا رسول الله من آبائهم ؟؟ المشركين ؟؟
فقال :( لا .. من آبائهم المؤمنين لا يعلمونهم شيئا من الفرائض وإذا تعلم أولادهم منعوهم ورضوا عنهم بعرض يسير من الدنيا ، فأنا بريء ، وهم مني براء )- "مستدرك الوسائل ج2ص652."

فإذا كان الولد لا يفرق بين الخير و الشر
بين الفضيلة و الرذيلة أو يمزج بينهما
يسمع الأغاني و يشاهد الرقص و ممارسة الغيبة و النميمة ووو
فينضر إليها على أنها أمور غير محرمة-وهنا كان يجب تدخل الوالدين-
فهم ورثو الدين الإسلامي
فقلة منهم من في للإسلام عن علم و دراية

فإذا تربى هؤلاء الأطفال-آبائهم أولئك المستهترون- في جو فاسد
و نشأو على أساليب منحرفة ملتوية لا يتلذون بحلاوة الفضيلة و لا يتذوقون
طعم الإيمان

سينشأ حاملا معه صورة مشوهة للدين فتكون نفسه نافرة
من بعض الواجبات مستأنسة بالمحرمات

thorpe
2010-07-31, 14:46
والله عندك الحق يا اختي كلشي صحيح سلمت اناملك وما عندي واش نزيد على ما قلتيه لانو موضوع كامل مكتمل له فائدة بل فوائد كثيرة وهو يعمل على تربية الاباء قبل الابناء
موضوع قمة اختي يستاهل التقييم
ملاحظة
هه صورة شباب والله ضحكتني كون غير يزيد يجيبلو بومبا خير باه لثم تخلص لحكاية نتاع هاد العايلة ههههههههههه
سلاااااااااااام

ذكرى مضت
2010-07-31, 14:52
جميل جدا ما خطه قلمك ............. هذا ما قلته دوما التنشئة الاجتماعية
لها دور كبير جدا في التربية ....... لماذا نلومهم و نحن من علمناهم
بقصد او بدون قصد المهم النتيجة واحدة ............
السلوك الاجرامي هو نتيجة التقاء عدة عوامل نفسية اجتماعية اقتصادية ......
الاجرام سلوك مكتسب لاستعداد فطري
و شكرا لك

صُبح الأندلس
2010-07-31, 14:56
اختي اعتماد وهل السلوك الاجرامي فطري ام مكتسب وهذا مااسال حبر على ورق في اختلاف الفلاسفة

لكن الطريق الصحيح والسليم هو طريق الله الذي افلح من سلكه فقد تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها الا هالك


بارك الله فيك اختي الكريمة

بارك الله فيك أخي
أما كون الجريمة سلوك فطري أم مكتسب فلا شك أنها الثانية و دليلنا ما جاء في صحيح البخاري : " حدثنا ‏ ‏آدم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ابن أبي ذئب ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سلمة بن عبد الرحمن ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏
‏قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كمثل البهيمة تنتج البهيمة هل ترى فيها ‏ ‏جدعاء ‏" . و قس على ذلك ، فالطفل يولد على فطرة الإسلام و الوالدان هما من يتوليا توجيهه إلى أي الطرق أرادا أو يتركانه لوحده يصارع الحياة كحال اللقيط مثلا فيتبع هذا و ذاك بلا تمييز حتى إذا كبر و اشتد عوده كان من الصعوبة بمكان إرجاعه إلى نقطة البداية : الصفحة البيضاء .

زهرة الجزائر 07
2010-07-31, 14:58
جميل جدا ما خطه قلمك ............. هذا ما قلته دوما التنشئة الاجتماعية
لها دور كبير جدا في التربية ....... لماذا نلومهم و نحن من علمناهم
بقصد او بدون قصد المهم النتيجة واحدة ............
السلوك الاجرامي هو نتيجة التقاء عدة عوامل نفسية اجتماعية اقتصادية ......
الاجرام سلوك مكتسب لاستعداد فطري
و شكرا لك

السلام عليكم

أنا مثلك ، ،،،


مقولة
لمربي من عند ربي :confused::confused:

غير مقتنعة بها على الأطلاق

:confused::confused:

ذكرى مضت
2010-07-31, 15:01
السلام عليكم

أنا مثلك ، ،،،


مقولة
لمربي من عند ربي :confused::confused:

غير مقتنعة بها على الأطلاق

:confused::confused:


ما تتصوريش قداش نكرها
وسيلة للتهرب من المسؤولية

تحيتي لك ندوش

صُبح الأندلس
2010-07-31, 15:01
فعلا عالم الجريمة يولد من الوالدين ..وينمو في الشوارع..

بصراحة ابشع جريمة رايتها في حياتي مثل الافلام البوليسية الامريكية حدث في حينا منذ شهرين تقريبا...

انا اسكن في حي مكتض بي السكان وحي رئيسي وارتكبت جريمة في وقت ليس متاخر من الليل

قتل الاب والام وطفلة في 8 من العمر وطفل عنده4 او 5 سنوات ونجي طفل صغير عمره 6 اشهر

قتلو بطريقة بشعة وذبحا بي السكين وظربا بي الساطور.. ونكلت بجثثهم حدثت الجريمة فقط من اجل مبلغ زهيد لا يتجاوز متين مليون سنتيم !!!

واحد المجرمين من اقارب الضحية..!!

حسب جريدة الشروق اليومية...

ومزال سكان الحي يعيشون علي وقع الصدمة لحد الان.

شكرا اختي نسال الله العافية...



بارك الله فيك أخي ، فعلا شيء يندى له الجبين و يشيب له الولدان أن نسمع و نرى رأي العين جرائم تقع في مجتمع عربي مسلم بل إن بعضها يحدث في شهر رمضان الذي يشدد له الناس الحزام و يتسابقون لكسب الأجر و الثواب ، اللهم احفظنا من هذه الفتن

ذكرى مضت
2010-07-31, 15:03
بارك الله فيك أخي
أما كون الجريمة سلوك فطري أم مكتسب فلا شك أنها الثانية و دليلنا ما جاء في صحيح البخاري : " حدثنا ‏ ‏آدم ‏ ‏حدثنا ‏ ‏ابن أبي ذئب ‏ ‏عن ‏ ‏الزهري ‏ ‏عن ‏ ‏أبي سلمة بن عبد الرحمن ‏ ‏عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏
‏قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه كمثل البهيمة تنتج البهيمة هل ترى فيها ‏ ‏جدعاء ‏" . و قس على ذلك ، فالطفل يولد على فطرة الإسلام و الوالدان هما من يتوليا توجيهه إلى أي الطرق أرادا أو يتركانه لوحده يصارع الحياة كحال اللقيط مثلا فيتبع هذا و ذاك بلا تمييز حتى إذا كبر و اشتد عوده كان من الصعوبة بمكان إرجاعه إلى نقطة البداية : الصفحة البيضاء .

قد اعترض عزيزتي على ما قلتيه .......... ليس مكتسب مائة بالمائة
و الدليل انه في اسرة واحدة يعيش نفس الافراد نفس الظروف
لكن الاستجابة تختلف .......
حتى المجرم الذي يكتسب الاجرام لديه استعداد لذلك

صُبح الأندلس
2010-07-31, 15:04
السلام عليكم

صدقتي في ما قلته أختي آمنة

كما يقول الشاعر

إذا كان رب البيت بالدف مولعا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص ..

روي عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم (إنه نظر إلى بعض الأطفال فقال : ويل لأولاد آخر الزمان من آبائهم !!
فقيل يا رسول الله من آبائهم ؟؟ المشركين ؟؟
فقال :( لا .. من آبائهم المؤمنين لا يعلمونهم شيئا من الفرائض وإذا تعلم أولادهم منعوهم ورضوا عنهم بعرض يسير من الدنيا ، فأنا بريء ، وهم مني براء )- "مستدرك الوسائل ج2ص652."

فإذا كان الولد لا يفرق بين الخير و الشر
بين الفضيلة و الرذيلة أو يمزج بينهما
يسمع الأغاني و يشاهد الرقص و ممارسة الغيبة و النميمة ووو
فينضر إليها على أنها أمور غير محرمة-وهنا كان يجب تدخل الوالدين-
فهم ورثو الدين الإسلامي
فقلة منهم من في للإسلام عن علم و دراية

فإذا تربى هؤلاء الأطفال-آبائهم أولئك المستهترون- في جو فاسد
و نشأو على أساليب منحرفة ملتوية لا يتلذون بحلاوة الفضيلة و لا يتذوقون
طعم الإيمان

سينشأ حاملا معه صورة مشوهة للدين فتكون نفسه نافرة
من بعض الواجبات مستأنسة بالمحرمات


بارك الله فيك أختي
أجل لا ينكر دور الوالدين في ما وصل إليه حال أبنائهما من فساد أو صلاح إلا جاهل ، الأطفال بذور تبذر فإذا وجدت أرضا بورا أو فاسدة ، أصابها الفساد و إذا وجدت أرضا خصبة و سقيت بماء زلال أعطت و ربت

صُبح الأندلس
2010-07-31, 15:07
والله عندك الحق يا اختي كلشي صحيح سلمت اناملك وما عندي واش نزيد على ما قلتيه لانو موضوع كامل مكتمل له فائدة بل فوائد كثيرة وهو يعمل على تربية الاباء قبل الابناء
موضوع قمة اختي يستاهل التقييم
ملاحظة
هه صورة شباب والله ضحكتني كون غير يزيد يجيبلو بومبا خير باه لثم تخلص لحكاية نتاع هاد العايلة ههههههههههه
سلاااااااااااام

ربي يسترنا أخي حسين

هههه هايل الكاريكاتير لازملو المرة الجاية يجيبله القنابل العنقودية بدل عنقود عنب :1:

صُبح الأندلس
2010-07-31, 15:09
جميل جدا ما خطه قلمك ............. هذا ما قلته دوما التنشئة الاجتماعية
لها دور كبير جدا في التربية ....... لماذا نلومهم و نحن من علمناهم
بقصد او بدون قصد المهم النتيجة واحدة ............
السلوك الاجرامي هو نتيجة التقاء عدة عوامل نفسية اجتماعية اقتصادية ......
الاجرام سلوك مكتسب لاستعداد فطري
و شكرا لك

بارك الله فيك ، أجل تعددت الأسباب لتشكل مجرما و عالما من الجرائم

صُبح الأندلس
2010-07-31, 15:14
قد اعترض عزيزتي على ما قلتيه .......... ليس مكتسب مائة بالمائة
و الدليل انه في اسرة واحدة يعيش نفس الافراد نفس الظروف
لكن الاستجابة تختلف .......
حتى المجرم الذي يكتسب الاجرام لديه استعداد لذلك

يا أختي كل واحد في الدنيا له قابلية للإجرام حتى أنا و أنت عافانا الله و إياكم و لكن هناك ما يسمى بالكوابح ، أجل لولا القوانين الربانية قبل الوضعية لهلك الناس فالبداية كانت جريمة قتل ، بمعنى أن كل واحد فينا إذا لم يجعل الدين و الأخلاق و القيم نصب عينيه فقد يفعل الأفاعيل و لا أدل من ذلك أنك تجدين شخصا في منتهى الأخلاق و التدين و لكنه قام بجريمة في لحظة غضب أو طيش ، في لحظة غاب فيها العقل و غاب فيها الوعي... أصر على القول إن الجريمة سلوك مكتسب لا فطري و الحديث الشريف أعلاه دل على أن كل إنسان يولد على الفطرة بدون استثناء و الآباء هم من يغير هذه الفطرة .
شكرا لك أختي هالة

نينا الجزائرية
2010-07-31, 15:16
بارك الله فيك اخت اعتماد انتي دراستك علم نفس علي ما يبدو ماشاء الله
ممكن تنورينا براي علم نفس الاجرام

عبد الرحيم
2010-07-31, 15:31
كيف يتحول الطفل البريء إلى مجرم خطير؟ (http://djelfa.info/vb/showthread.php?t=51619)

هذا موضوع كنت قد كتبته قديما في هذا المنتدى تطرقت فيه لبعض الأسباب التي تجعل الطفل البريء يتحول إلى مجرم خطير.

ذكرى مضت
2010-07-31, 15:36
يا أختي كل واحد في الدنيا له قابلية للإجرام حتى أنا و أنت عافانا الله و إياكم و لكن هناك ما يسمى بالكوابح ، أجل لولا القوانين الربانية قبل الوضعية لهلك الناس فالبداية كانت جريمة قتل ، بمعنى أن كل واحد فينا إذا لم يجعل الدين و الأخلاق و القيم نصب عينيه فقد يفعل الأفاعيل و لا أدل من ذلك أنك تجدين شخصا في منتهى الأخلاق و التدين و لكنه قام بجريمة في لحظة غضب أو طيش ، في لحظة غاب فيها العقل و غاب فيها الوعي... أصر على القول إن الجريمة سلوك مكتسب لا فطري و الحديث الشريف أعلاه دل على أن كل إنسان يولد على الفطرة بدون استثناء و الآباء هم من يغير هذه الفطرة .
شكرا لك أختي هالة

انا لم اقل فطري انا قلت لديه قابلية
شكرا لك

صُبح الأندلس
2010-07-31, 15:53
بارك الله فيك اخت اعتماد انتي دراستك علم نفس علي ما يبدو ماشاء الله
ممكن تنورينا براي علم نفس الاجرام

لا أبدا أختي خاطيني علم النفس :1: اسألوا هالة ، أنا مجرد راصدة للأوضاع بناء على معطيات من الواقع المعيش

صُبح الأندلس
2010-07-31, 15:56
كيف يتحول الطفل البريء إلى مجرم خطير؟ (http://djelfa.info/vb/showthread.php?t=51619)

هذا موضوع كنت قد كتبته قديما في هذا المنتدى تطرقت فيه لبعض الأسباب التي تجعل الطفل البريء يتحول إلى مجرم خطير.

بارك الله فيك أخي ، موضوعك و موضوعي و مواضيع سبقتنا و مواضيع ستأتي فيما بعد من قبيل توارد الأفكار ، جميل أن يستشعر الناس خطورة الوضع و رائع أن يكون للأفراد حس حضاري اجتماعي .

صُبح الأندلس
2010-07-31, 16:01
انا لم اقل فطري انا قلت لديه قابلية
شكرا لك

أجل قلت قابلية و القابلية تعني وجود قاعدة انطلقت منها و لم تأت من فراغ و هذه القاعدة ليست بالضرورة الوالدين دائما أو لنقل بصفة مباشرة ، إذ من الممكن أن يتحول الفرد إلى مجرم عن طريق اتباع أصحاب السوء و ما شابه و لكن من المؤكد لو تتبعنا حياته لوجدنا للوالدين يدا في ذلك سواء من قريب أو من بعيد
عفوا هالة أنا خاطيني علم النفس و راهم يسألوني عليه ، جاوبي في بلاصتي :1:

فادو2010
2010-07-31, 16:11
لا أحد مـنـّا يولد مجرما ، نأتي إلى هذه الدنيا أبرياء براءة الملائكة وبياضها لتبدأ الصحف تسودّ شيئا فشيئا بمفعول عوامل شتى : أسرية واجتماعية ونفسية . . . ولحظة الجريمة يزول الإيمان وتزول معه كلّ القيم والمبادئ ، ويضمحلّ الخير ويندثر ليحلّ محلّه الشرّ والفعل العدواني الإجرامي . . . فلا يُجرم الإنسان حين يُجرم وهو مؤمن.

مع تحياتي واحتراماتي لك اعتماد ، وجميع المشاركين:19:

sisito
2010-07-31, 16:14
فعلا عالم الجريمة يولد من الوالدين ..وينمو في الشوارع..

بصراحة ابشع جريمة رايتها في حياتي مثل الافلام البوليسية الامريكية حدث في حينا منذ شهرين تقريبا...

انا اسكن في حي مكتض بي السكان وحي رئيسي وارتكبت جريمة في وقت ليس متاخر من الليل

قتل الاب والام وطفلة في 8 من العمر وطفل عنده4 او 5 سنوات ونجي طفل صغير عمره 6 اشهر

قتلو بطريقة بشعة وذبحا بي السكين وظربا بي الساطور.. ونكلت بجثثهم حدثت الجريمة فقط من اجل مبلغ زهيد لا يتجاوز متين مليون سنتيم !!!

واحد المجرمين من اقارب الضحية..!!

حسب جريدة الشروق اليومية...

ومزال سكان الحي يعيشون علي وقع الصدمة لحد الان.

شكرا اختي نسال الله العافية...




اذن انت من الجلفة اخي سعيد
ربي يصبر اهل العائلة ،،، حتى و ان كان الوحشين البشريين الذين ساهما في الجريمة هما ابن اخ رب العائلة و ابن اخته للاسف
كيما يقولو ناس بكري ما يحصد الشجرة غير عرف منها

و كيما ذكر في الموضوع لازم الانتباه لتصرفات و خطوات الابناء من الصغر

صُبح الأندلس
2010-07-31, 20:17
لا أحد مـنـّا يولد مجرما ، نأتي إلى هذه الدنيا أبرياء براءة الملائكة وبياضها لتبدأ الصحف تسودّ شيئا فشيئا بمفعول عوامل شتى : أسرية واجتماعية ونفسية . . . ولحظة الجريمة يزول الإيمان وتزول معه كلّ القيم والمبادئ ، ويضمحلّ الخير ويندثر ليحلّ محلّه الشرّ والفعل العدواني الإجرامي . . . فلا يُجرم الإنسان حين يُجرم وهو مؤمن.

مع تحياتي واحتراماتي لك اعتماد ، وجميع المشاركين:19:

بارك الله فيك أختي فادو على المشاركة الطيبة ، فعلا لا نولد مجرمين بل أبرياء في صفاء الماء و رقة نسيم الصباح و لكن ماذا عسانا نقول فمتى تدخلت يد الإنسان أفسدت كل شيء .

صُبح الأندلس
2010-07-31, 20:19
اذن انت من الجلفة اخي سعيد
ربي يصبر اهل العائلة ،،، حتى و ان كان الوحشين البشريين الذين ساهما في الجريمة هما ابن اخ رب العائلة و ابن اخته للاسف
كيما يقولو ناس بكري ما يحصد الشجرة غير عرف منها

و كيما ذكر في الموضوع لازم الانتباه لتصرفات و خطوات الابناء من الصغر

بارك الله فيك ، فعلا يجب الانتباه إلى تصرفات الصغار منذ نعومة أظافرهم لأن هذا الطفل الصغير البريء يإمكاننا أن نصنع منه رجلا صالحا تعول عليه الأمة ، و بإمكاننا أيضا أن نصنع منه مجرما يهلك الحرث و النسل .

adnan17
2010-07-31, 20:27
السلام عليكم جميعا و بارك الله في الجميع
قال صلى الله عليه وسلم : ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ]
و كفا بذلك بيانا

الذي لا ننتبه له و قد توصل اليه علماء النفس هو ان شخصية الطفل يبنى اسها قبل سن السابعة بل حتى قبل الولادة لكن للأسف نحن لا نقرأ و اذا قرأنا لا ننطبق

بنت الحجاج
2010-07-31, 20:28
السلام عليكم ....

كيف هي الغالية اعتماد ....


و الله يا اختي ذكرتيني باختي كي كانت صغيرة ...


كانت تتفرج مع خويا و بابا افلام الرعب بزاف ....

لدرجة انو وحد النهار ضربتها راحت جابتلي الموس ( السكين ) ... و قعدت تبكي و تقوللهم اطلقوني نقتلها ....

حقيقة انا تفاجات لهذا الموقف ....


و اللي زاد الحالة ... الرسوم المتحركة تاع هذك ... الجاسوسات ... ديكستر ... و غيرها ....

تشوفيها يحبس راسك ..... كلها قتل و دماء ربي يستر ....


و من هذا عدنا منخليوهاش تتفرج هذو لحوايج .... و الحمد لله هي كبرت شوية ...
فهمت ...
و ماهيش مجرمة ....


طولت عليك اختي .... اسمحيلي ....

و شكرا على الموضوع ...

صُبح الأندلس
2010-07-31, 20:37
السلام عليكم جميعا و بارك الله في الجميع
قال صلى الله عليه وسلم : ( كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه ]
و كفا بذلك بيانا

الذي لا ننتبه له و قد توصل اليه علماء النفس هو ان شخصية الطفل يبنى اسها قبل سن السابعة بل حتى قبل الولادة لكن للأسف نحن لا نقرأ و اذا قرأنا لا ننطبق

بارك الله فيك أخي
فعلا كل شيء مذكور في القرآن و السنة و لكننا لا نقرأ و إذا قرأنا لا نتدبر ، لا كلام بعد كلام رسول الله عليه الصلاة و السلام بأبي هو و أمي

صُبح الأندلس
2010-07-31, 20:42
السلام عليكم ....

كيف هي الغالية اعتماد ....


و الله يا اختي ذكرتيني باختي كي كانت صغيرة ...


كانت تتفرج مع خويا و بابا افلام الرعب بزاف ....

لدرجة انو وحد النهار ضربتها راحت جابتلي الموس ( السكين ) ... و قعدت تبكي و تقوللهم اطلقوني نقتلها ....

حقيقة انا تفاجات لهذا الموقف ....


و اللي زاد الحالة ... الرسوم المتحركة تاع هذك ... الجاسوسات ... ديكستر ... و غيرها ....

تشوفيها يحبس راسك ..... كلها قتل و دماء ربي يستر ....


و من هذا عدنا منخليوهاش تتفرج هذو لحوايج .... و الحمد لله هي كبرت شوية ...
فهمت ...
و ماهيش مجرمة ....


طولت عليك اختي .... اسمحيلي ....

و شكرا على الموضوع ...
بارك الله فيك أختي ، والله الرسوم المتحركة التي كبرنا معها كانت أفضل بكثير ، بالعكس كانت تعلمنا الرحمة و التعاون و مساعدة الغير و الإحسان إلى الحيوان ...أما رسوم اليوم فكلها قتل و عنف و البقية تعلم أطفالنا البلاهة و الغباء سبحان الله لا أذكر اسم تلك الرسوم التي يحول النظر بها نظرا لاهتزازات الرسومات فيها هذا فضلا على مواضيع حلقاتها المقززة التي تعلم الأطفال العيش وسط القمامة !!! ناهيك عن أفلام الرعب و الإثارة التي يشاهدها صغار السن و التي تولد لديهم الرغبة في التقليد و فعلا فلا يمر يوم حتى نسمع بجرائم أبطالها أطفال في زهرة العمر

adnan17
2010-07-31, 20:42
عليه افضل الصلاة و السلام بارك الله بك اختاه الكريمة واصل التألق ببث هذه المواضيع المفيدة و يجب ان نركز على تربية الاولاد على المبادئ الفاضلة خاصة بعد طغيان الاسلوب المادي في حياتنا
أسال الله ان يوفقنا الى ما يحب و يرضى

صُبح الأندلس
2010-07-31, 21:31
عليه افضل الصلاة و السلام بارك الله بك اختاه الكريمة واصل التألق ببث هذه المواضيع المفيدة و يجب ان نركز على تربية الاولاد على المبادئ الفاضلة خاصة بعد طغيان الاسلوب المادي في حياتنا
أسال الله ان يوفقنا الى ما يحب و يرضى

بارك الله فيك أخي

ذكرى مضت
2010-08-01, 00:03
وجدت مقال جميل جدا ........... صراحة يتكلم عن السلوك الاجرامي من وجهة الشرع ........
فعلماء النفس سيفسرونها بنظرة غير دينية ....

مفهوم السلوك الإجرامي وأهداف العقاب



لقد جاءت الشريعة الاسلامية غنية بمفاهيم عن الجريمة وأسباب السلوك الاجرامي في القرآن والسنة، فظهرت تعاريف عدة للجريمة في الفقه الاسلامي، فمن الآيات ما ذكر فيه لفظ الجريمة مباشرة، كقوله تعالى في سورة المطففين، آية رقم 29: ان الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون , ومنها ما ذكر فيه نمط السلوك الاجرامي، كالقتل والسرقة والظلم والتكبر والجبروت، الى غير ذلك من الأفعال التي فهم المسلمون انها جرائم من خلال طبيعتها، أو من خلال تعنيف الله لمرتكبيها، أو من خلال ما فرضه من عقاب ازاءها كقوله تعالى في سورة المائدة، آية رقم 32: من أجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم ان كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون , وفي الحديث الشريف ربط الرسول صلى الله عليه وسلم سبب السلوك الاجرامي بفقد الايمان بالله تعالى، فقد ورد في صحيح مسلم انه، صلى الله عليه وسلم، قال: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن), وورد في صحيح مسلم، أيضا، انه صلى الله عليه وسلم قال: (ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن), وورد في صحيح مسلم، أيضا انه صلى الله عليه وسلم قال: (ان الله عز وجل تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم به), كل ذلك جعل من الجلي الواضح عند المسلمين، منذ العصور الوسطى حتى اليوم، ان السلوك الاجرامي ناتج عن اغواء الشيطان للانسان، وان الجريمة هي كل عمل أو قول خالف شريعة الله تعالى ورسوله الكريم، سواء بفعل ما نهى الله ورسوله عن فعله أو الامتناع عن ما أمر الله ورسوله بفعله، وان الهدف من العقوبة هو تحكيم شرع الله تعالى، وحفظ المصالح وأمن المجتمع، واقامة العدل، وزجر المجرم وتقويم اعوجاجه، وردع غيره, لقد ظهر هذا المفهوم للسلوك الاجرامي والعقاب في الاسلام منذ القرن السابع للميلاد، في الوقت الذي كانت الجريمة فيه، في المجتمع الغربي، هي الاعتداء على القانون والفكر الكنسي، بسبب الأرواح الشريرة التي تدخل جسم الانسان وتأمره بفعل المعصية, ولقد استمر هذا المفهوم للجريمة في الغرب حتى أوائل العصر الحديث، في حين ان فقاء الاسلام قد عرفوا الجريمة والعقاب بتعاريف كثيرة خلال الفترة الممتدة من القرن السابع الى القرن الرابع عشر للميلاد، من أشهرها وأكثرها تداولا تعريف الماوردي، المتوفى سنة 450 ه رحمه الله تعالى، للجريمة بأنها: محظورات شرعية زجر الله عنها بحد أو تعزير , وتعريفه للعقوبة بأنها : زواجر وضعها الله تعالى للردع عن ارتكاب ما حظره , وحدد ابن تيمية، المتوفى سنة 728 ه رحمه الله، الهدف من العقاب في الشريعة الاسلامية، بانه: رحمة من الله تعالى بعباده,,, وارادة الاحسان اليهم، ولهذا ينبغي لمن يعاقب الناس على اخطائهم ان يقصد بذلك الاحسان اليهم والرحمة بهم، كما يقصد الوالد تأديب ولده وكما يقصد الطبيب معالجة مريضه .
ويفهم من تعريف الماوردي أربعة أمور هي:
1 ان التجريم منوط بالله تعالى وحده.
2 ان هذا التعريف يتسع للفعل والترك،
3 ان الفعل ليس جريمة الا اذا كان الله قد زجر عنه بعقوبة.
4 ان الجريمة في الاسلام، تنقسم الى:
أ جرائم حدية
ب جرائم تعزيرية.
وعند اعمال الفكر فانه يمكن الخروج بعدة مآخذ على هذا التعريف، تتضح بعضها من خلال المناقشة الآتية:
فالله تعالى قدر الحد، فلا يجوز فيه زيادة أو نقصان، أما التعزير فهو عار عن التقدير ومفوض الى رأي الامام أو نائبه يضاف الى ذلك ان الأفعال التي عليها عقوبة حدية أفعال محددة، أما الأفعال التي عليها عقوبة تعزيرية فلم يرد لها تحديد، لا في القرآن ولا في السنة، فهي كثيرة ومتجددة على مر الزمن، فكيف نوفق بين هذه الحقيقة وبين ما ذكره الماوردي رحمه الله في تعريفه السابق من ان الجريمة هي ما زجر الله عنه بحد أو تعزير، فهذا التعريف يوحي بان الافعال التي عليها عقوبة تعزيرية أفعال محددة، وان عقوبتها محددة من الله أيضا, ثم ان الفقه الاسلامي قد بين ان هناك جرائم زجر الله عنها بعقوبة غير حدية وهي جرائم القصاص والديات، ولم يتطرق اليها هذا التعريف، اضافة الى ان هناك افعالا تعد جرائم، لان الله حرمها على عباده، ولم يقدر لها عقوبة دنيوية كالتعامل بالربا، ولم يفرض عليها الرسول صلى الله عليه وسلم عقوبة في حياته، حتى يمكن الحاقها بالجرائم الحدية, على اعتبار انه لا ينطق عن الهوى, كما ان هناك أفعالا لم تحرم لا في القرآن ولا في السنة، بل جرمها أولو الأمر وعاقبوا عليها، ويذهب فقهاء الاسلام الى انه يجوز لولي الأمر اباحة هذه الأفعال اذا اقتضت ذلك مصلحة عامة, والتعريف السابق للماوردي لم يشر الى حق ولي الأمر في هذا الجانب, ومن حيث دقة الألفاظ وهو مطلب أي تعريف نجد ان التعزير قد ورد في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم بمعنى المؤازرة والتعظيم والاحترام.
من هذه المناقشة يتضح ان تعريف الجريمة في الفقه الاسلامي يحتاج الى مراجعة واعادة صياغة، تتلافى اكبر قدر من الثغرات، وتجعله مفهوما عند غير المتخصصين، ودقيقا عند تداوله في المحافل العلمية والجوانب التطبيقية، حسبما تقتضيه روح العصر,, ونقترح، للمساعدة في تحقق هذه الصياغة، ما يأتي:
1 ان تعرف الأفعال التي حرمها الله ورسوله وفرضت ازاءها عقوبة محددة بنص في الكتاب أو السنة، بأنها جرائم.
2 ان تعرف الافعال التي حرمها الله ورسوله وليس لها عقوبة في الكتاب أو السنة، وتلك التي جرمها فقهاء الاسلام أو ولي الأمر، ورتبوا لها عقوبة اجتهادية، بانها مخالفات.
وحين ندلف من بوابة العصور الحديثة نجد تطورا واعدا قد بدأ يغزو الفكر الانساني، في الغرب بخاصة، فقد تبلورت النظرة العلمية الواقعية التي نادى بها كثير من العلماء منذ القرن السادس عشر تجاه الظواهر والأحداث، أمثال: (ديلا بورطا Dilla Borta) (جان جاك روسو J.J Roussau) (هيوم Hume) (جون لوك,J Lock) فولتيVoltair) وارتبطت هذه النظرة بحرية الفكر، الناتجة عن ضعف الكنيسة وتقهقر التسلط الاقطاعي والفردي على الأنظمة, لهذا يعد القرن السادس عشر هو البداية الحقيقية لصراع الافكار الأكثر فائدة بعد ان كانت الكنيسة، كسلطة حكامة، تمنع الناس من التفكير والتعبير خارج المسار الذي ارتضته لتفسير الظواهر والأحداث، وتنظيم الحياة الاجتماعية, والجريمة ظاهرة خصبة للصراع الفكري بسبب ارتباطها بالسلوك، ويسهل على اي باحث ان يدرك كيف كثرت الآراء، واتسع الخلاف، حتى اصبح للاجرام علم يحتوي على نظريات ومدارس عديدة استوعبت عددا كبيرا من الباحثين المتخصصين، والمجتهدين من خارج التخصص، الى درجة انه لا يكاد يوجد علم من العلوم الا وهناك ارتباط لعلم الجريمة والعقاب به، ويمكن ان يكون هذا الأمر قد اسهم في تعميق الخلاف بسبب اختلاف المنطلقات والقدرات , ومما يزيد الأمر تعقيدا ان لكل اصحاب مدرسة أو نظرية من الأدلة على حجتهم ما يدعم وجهة نظرهم، ومن الثغرات أو الضعف ما يكفي لاثارة الشك حول مصداقية نظرياتهم، لذلك فمن المحتمل ان يمضي وقت طويل قبل اكتشاف عامل حاسم في تفسير السلوك الاجرامي تثبته التجربة، بحيث يعطي حلا وسطا أو نهائيا يغلق منابع الخلاف التي قللت من مكانة علم الجريمة، وربما اثارت شكوكا في دقة نظرياته وجدواها في مجال مكافحة الجريمة واعادة تأهيل المجرمين, وبسبب كثرة هذه الخلافات، وكذلك كثرة وتنوع الأسباب المعتقد بأنها وراء' السلوك الاجرامي وعدم الاتفاق عليها مجتمعة، أو على الاقل أكثرها أهمية، ظهر اتجاه يدعو الى تعديل المنهج المتبع في دراسة أسباب الجريمة من المنهج العام (crime etiology of) الى دراسة أسباب كل نمط سلوكي اجرامي على حده, ويعني ذلك تسليط الضوء (zoom) على جزئية محددة من ظاهرة الاجرام كأن تتم دراسة وتفسير سلوك السرقة منفصلا عن باقي الأفعال الاجرامية.
واذا كان هذا الاتجاه يتيح فرصة الحصول على نتائج خاصة فانه لم يأخذ في الاعتبار حقيقة ان السلوك الاجرامي يتكون في المجرم من خلال العمليات نفسها التي يتكون بها السلوك السوي، فهو يتأثر بكل شيء في الانسان، وكل شيء من حوله، اضافة الى ان السلوك وحدة متكاملة، فالسلوك الاجرامي، كأي سلوك، بمثابة شكل أو صورة كلية (gestalt) وقد برهنت احدى نظريات علم النفس على انه لا يمكن ادراك صورة ما وفهمها بشكل كامل دون النظر اليها كاملة، وليس النظر الى كل عنصر من عناصرها بمفرده لأن كل عنصر في حالته المفردة يعطي معنى أو دورا يختلف عما هو عليه عند النظر الى الشكل الكلي للصورة في آن واحد, وقد يأتي من يقول انه يمكن النظر الى كل عنصر في الصورة منفردا، ومن ثم تجميع تلك العناصر لتشكل صورة أو كلا متكاملا، وبالمثل فانه يمكن تفسير السلوك الاجرامي من خلال دراسة كل نمط اجرامي على حده، وبجمع نتائج كل الدراسات نحصل على تفسير كلي للسلوك الاجرامي، وهذا مقبول من الناحية العقلية لكنه أمر في غاية الصعوبة من الناحية العملية، بسبب كثرة الافعال الاجرامية من ناحية، ومن ناحية أخرى فان تفسير السلوك الاجرامي بهذه الطريقة سيكون أشبه بلوحة من الفسيفساء لن تلبث حباتها ان تتناثر، وستظل عوامل التنافر والاختلاف بين النظريات المفسرة للسلوك الاجرامي كثيرة وعميقة، وذلك الى ان يتم اثبات تفسير ما بالتجربة العملية وهي معضلة السلوك الانساني بشكل عام.
وعلى الرغم من الاختلافات المنهجية والمذهبية، وعدم الاتفاق على تفسير موحد للسلوك الاجرامي، فان تحولا مهما قد حدث في تفسير السلوك الاجرامي خلال القرن التاسع عشر، اذ أصبحت معظم الثقافات تنظر للجريمة على أنها من الأفعال الاجتماعية، أي أنها سلوك من السلوكيات الاجتماعية، وليس فيها مس من الشيطان أو غضب من قوى خفية شريرة، أو أي من تلك الافكار السائدة في السابق في هذا الميدان، فأصبحت الجريمة، اذاً، من الأفعال الاجتماعية الضارة في المجتمع، وانطلق العلماء والباحثون يعرفون الجريمة، بوحي من هذا التطور في مفهوم السلوك الاجرامي، تعاريف اكثر موضوعية وواقعية ومن منطلقات متعددة ومختلفة باختلاف التخصصات العلمية كالآتي:
أولا تعريف الجريمة في القانون:
في هذا المجال نجد ان التعاريف القانونية تختلف باختلاف التشريعات الوضعية الرئيسية وهي:
التشريع الأنجلو سكسوني في بريطانيا وأميركا وغيرهما.
التشريع اللاتيني وتأخذ به فرنسا وألمانيا وايطاليا.
تشريع الديمقراطيات الشعبية ويأخذ به ما كان يسمى الاتحاد السوفيتي ومنظومته.
وهناك تشابه بين التشريع الأنجلو سكسوني والتشريع اللاتيني، من حيث الاهتمام بحرية الفرد، وتوفير أكبر قدر ممكن من الحرية له في كثير من الأفعال، فهما يريان ان مهمة القانون ليست دينية أو أخلاقية، وان اسعاد الفرد فيه اسعاد للدولة, لذلك اخذ هذان التشريعان بمبدأ تقسيم الجرائم الى جرائم طبيعية، وجرائم مصطنعة أو لائحية حظرت بمعرفة الشارع وهي في الاصل ليست شريرة بطبيعتها، أما تشريع الديمقراطيات الشعبية فيرى ان اسعاد الدولة اسعاد للفرد، لذلك فقد ركز هذا القانون على حماية نظام الدولة ومساندة السياسة التسلطية, ولكون تنفيذ التشريعات من مهام الحكومة في كل دول العالم، فان التعريف القانوني الذي يعد من وجهة نظرنا أكثر التعاريف انسجاما مع معظم التشريعات الوضعية هو التعريف الذي سنتناوله في الحلقة القادمة الاخيرة من هذا الموضوع.


مضواح بن محمد آل مضواح

صُبح الأندلس
2010-08-01, 09:03
وجدت مقال جميل جدا ........... صراحة يتكلم عن السلوك الاجرامي من وجهة الشرع ........
فعلماء النفس سيفسرونها بنظرة غير دينية ....

مفهوم السلوك الإجرامي وأهداف العقاب



لقد جاءت الشريعة الاسلامية غنية بمفاهيم عن الجريمة وأسباب السلوك الاجرامي في القرآن والسنة، فظهرت تعاريف عدة للجريمة في الفقه الاسلامي، فمن الآيات ما ذكر فيه لفظ الجريمة مباشرة، كقوله تعالى في سورة المطففين، آية رقم 29: ان الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون , ومنها ما ذكر فيه نمط السلوك الاجرامي، كالقتل والسرقة والظلم والتكبر والجبروت، الى غير ذلك من الأفعال التي فهم المسلمون انها جرائم من خلال طبيعتها، أو من خلال تعنيف الله لمرتكبيها، أو من خلال ما فرضه من عقاب ازاءها كقوله تعالى في سورة المائدة، آية رقم 32: من أجل ذلك كتبنا على بني اسرائيل انه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم ان كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون , وفي الحديث الشريف ربط الرسول صلى الله عليه وسلم سبب السلوك الاجرامي بفقد الايمان بالله تعالى، فقد ورد في صحيح مسلم انه، صلى الله عليه وسلم، قال: (لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن), وورد في صحيح مسلم، أيضا، انه صلى الله عليه وسلم قال: (ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن), وورد في صحيح مسلم، أيضا انه صلى الله عليه وسلم قال: (ان الله عز وجل تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم به), كل ذلك جعل من الجلي الواضح عند المسلمين، منذ العصور الوسطى حتى اليوم، ان السلوك الاجرامي ناتج عن اغواء الشيطان للانسان، وان الجريمة هي كل عمل أو قول خالف شريعة الله تعالى ورسوله الكريم، سواء بفعل ما نهى الله ورسوله عن فعله أو الامتناع عن ما أمر الله ورسوله بفعله، وان الهدف من العقوبة هو تحكيم شرع الله تعالى، وحفظ المصالح وأمن المجتمع، واقامة العدل، وزجر المجرم وتقويم اعوجاجه، وردع غيره, لقد ظهر هذا المفهوم للسلوك الاجرامي والعقاب في الاسلام منذ القرن السابع للميلاد، في الوقت الذي كانت الجريمة فيه، في المجتمع الغربي، هي الاعتداء على القانون والفكر الكنسي، بسبب الأرواح الشريرة التي تدخل جسم الانسان وتأمره بفعل المعصية, ولقد استمر هذا المفهوم للجريمة في الغرب حتى أوائل العصر الحديث، في حين ان فقاء الاسلام قد عرفوا الجريمة والعقاب بتعاريف كثيرة خلال الفترة الممتدة من القرن السابع الى القرن الرابع عشر للميلاد، من أشهرها وأكثرها تداولا تعريف الماوردي، المتوفى سنة 450 ه رحمه الله تعالى، للجريمة بأنها: محظورات شرعية زجر الله عنها بحد أو تعزير , وتعريفه للعقوبة بأنها : زواجر وضعها الله تعالى للردع عن ارتكاب ما حظره , وحدد ابن تيمية، المتوفى سنة 728 ه رحمه الله، الهدف من العقاب في الشريعة الاسلامية، بانه: رحمة من الله تعالى بعباده,,, وارادة الاحسان اليهم، ولهذا ينبغي لمن يعاقب الناس على اخطائهم ان يقصد بذلك الاحسان اليهم والرحمة بهم، كما يقصد الوالد تأديب ولده وكما يقصد الطبيب معالجة مريضه .
ويفهم من تعريف الماوردي أربعة أمور هي:
1 ان التجريم منوط بالله تعالى وحده.
2 ان هذا التعريف يتسع للفعل والترك،
3 ان الفعل ليس جريمة الا اذا كان الله قد زجر عنه بعقوبة.
4 ان الجريمة في الاسلام، تنقسم الى:
أ جرائم حدية
ب جرائم تعزيرية.
وعند اعمال الفكر فانه يمكن الخروج بعدة مآخذ على هذا التعريف، تتضح بعضها من خلال المناقشة الآتية:
فالله تعالى قدر الحد، فلا يجوز فيه زيادة أو نقصان، أما التعزير فهو عار عن التقدير ومفوض الى رأي الامام أو نائبه يضاف الى ذلك ان الأفعال التي عليها عقوبة حدية أفعال محددة، أما الأفعال التي عليها عقوبة تعزيرية فلم يرد لها تحديد، لا في القرآن ولا في السنة، فهي كثيرة ومتجددة على مر الزمن، فكيف نوفق بين هذه الحقيقة وبين ما ذكره الماوردي رحمه الله في تعريفه السابق من ان الجريمة هي ما زجر الله عنه بحد أو تعزير، فهذا التعريف يوحي بان الافعال التي عليها عقوبة تعزيرية أفعال محددة، وان عقوبتها محددة من الله أيضا, ثم ان الفقه الاسلامي قد بين ان هناك جرائم زجر الله عنها بعقوبة غير حدية وهي جرائم القصاص والديات، ولم يتطرق اليها هذا التعريف، اضافة الى ان هناك افعالا تعد جرائم، لان الله حرمها على عباده، ولم يقدر لها عقوبة دنيوية كالتعامل بالربا، ولم يفرض عليها الرسول صلى الله عليه وسلم عقوبة في حياته، حتى يمكن الحاقها بالجرائم الحدية, على اعتبار انه لا ينطق عن الهوى, كما ان هناك أفعالا لم تحرم لا في القرآن ولا في السنة، بل جرمها أولو الأمر وعاقبوا عليها، ويذهب فقهاء الاسلام الى انه يجوز لولي الأمر اباحة هذه الأفعال اذا اقتضت ذلك مصلحة عامة, والتعريف السابق للماوردي لم يشر الى حق ولي الأمر في هذا الجانب, ومن حيث دقة الألفاظ وهو مطلب أي تعريف نجد ان التعزير قد ورد في ثلاثة مواضع من القرآن الكريم بمعنى المؤازرة والتعظيم والاحترام.
من هذه المناقشة يتضح ان تعريف الجريمة في الفقه الاسلامي يحتاج الى مراجعة واعادة صياغة، تتلافى اكبر قدر من الثغرات، وتجعله مفهوما عند غير المتخصصين، ودقيقا عند تداوله في المحافل العلمية والجوانب التطبيقية، حسبما تقتضيه روح العصر,, ونقترح، للمساعدة في تحقق هذه الصياغة، ما يأتي:
1 ان تعرف الأفعال التي حرمها الله ورسوله وفرضت ازاءها عقوبة محددة بنص في الكتاب أو السنة، بأنها جرائم.
2 ان تعرف الافعال التي حرمها الله ورسوله وليس لها عقوبة في الكتاب أو السنة، وتلك التي جرمها فقهاء الاسلام أو ولي الأمر، ورتبوا لها عقوبة اجتهادية، بانها مخالفات.
وحين ندلف من بوابة العصور الحديثة نجد تطورا واعدا قد بدأ يغزو الفكر الانساني، في الغرب بخاصة، فقد تبلورت النظرة العلمية الواقعية التي نادى بها كثير من العلماء منذ القرن السادس عشر تجاه الظواهر والأحداث، أمثال: (ديلا بورطا dilla borta) (جان جاك روسو j.j roussau) (هيوم hume) (جون لوك,j lock) فولتيvoltair) وارتبطت هذه النظرة بحرية الفكر، الناتجة عن ضعف الكنيسة وتقهقر التسلط الاقطاعي والفردي على الأنظمة, لهذا يعد القرن السادس عشر هو البداية الحقيقية لصراع الافكار الأكثر فائدة بعد ان كانت الكنيسة، كسلطة حكامة، تمنع الناس من التفكير والتعبير خارج المسار الذي ارتضته لتفسير الظواهر والأحداث، وتنظيم الحياة الاجتماعية, والجريمة ظاهرة خصبة للصراع الفكري بسبب ارتباطها بالسلوك، ويسهل على اي باحث ان يدرك كيف كثرت الآراء، واتسع الخلاف، حتى اصبح للاجرام علم يحتوي على نظريات ومدارس عديدة استوعبت عددا كبيرا من الباحثين المتخصصين، والمجتهدين من خارج التخصص، الى درجة انه لا يكاد يوجد علم من العلوم الا وهناك ارتباط لعلم الجريمة والعقاب به، ويمكن ان يكون هذا الأمر قد اسهم في تعميق الخلاف بسبب اختلاف المنطلقات والقدرات , ومما يزيد الأمر تعقيدا ان لكل اصحاب مدرسة أو نظرية من الأدلة على حجتهم ما يدعم وجهة نظرهم، ومن الثغرات أو الضعف ما يكفي لاثارة الشك حول مصداقية نظرياتهم، لذلك فمن المحتمل ان يمضي وقت طويل قبل اكتشاف عامل حاسم في تفسير السلوك الاجرامي تثبته التجربة، بحيث يعطي حلا وسطا أو نهائيا يغلق منابع الخلاف التي قللت من مكانة علم الجريمة، وربما اثارت شكوكا في دقة نظرياته وجدواها في مجال مكافحة الجريمة واعادة تأهيل المجرمين, وبسبب كثرة هذه الخلافات، وكذلك كثرة وتنوع الأسباب المعتقد بأنها وراء' السلوك الاجرامي وعدم الاتفاق عليها مجتمعة، أو على الاقل أكثرها أهمية، ظهر اتجاه يدعو الى تعديل المنهج المتبع في دراسة أسباب الجريمة من المنهج العام (crime etiology of) الى دراسة أسباب كل نمط سلوكي اجرامي على حده, ويعني ذلك تسليط الضوء (zoom) على جزئية محددة من ظاهرة الاجرام كأن تتم دراسة وتفسير سلوك السرقة منفصلا عن باقي الأفعال الاجرامية.
واذا كان هذا الاتجاه يتيح فرصة الحصول على نتائج خاصة فانه لم يأخذ في الاعتبار حقيقة ان السلوك الاجرامي يتكون في المجرم من خلال العمليات نفسها التي يتكون بها السلوك السوي، فهو يتأثر بكل شيء في الانسان، وكل شيء من حوله، اضافة الى ان السلوك وحدة متكاملة، فالسلوك الاجرامي، كأي سلوك، بمثابة شكل أو صورة كلية (gestalt) وقد برهنت احدى نظريات علم النفس على انه لا يمكن ادراك صورة ما وفهمها بشكل كامل دون النظر اليها كاملة، وليس النظر الى كل عنصر من عناصرها بمفرده لأن كل عنصر في حالته المفردة يعطي معنى أو دورا يختلف عما هو عليه عند النظر الى الشكل الكلي للصورة في آن واحد, وقد يأتي من يقول انه يمكن النظر الى كل عنصر في الصورة منفردا، ومن ثم تجميع تلك العناصر لتشكل صورة أو كلا متكاملا، وبالمثل فانه يمكن تفسير السلوك الاجرامي من خلال دراسة كل نمط اجرامي على حده، وبجمع نتائج كل الدراسات نحصل على تفسير كلي للسلوك الاجرامي، وهذا مقبول من الناحية العقلية لكنه أمر في غاية الصعوبة من الناحية العملية، بسبب كثرة الافعال الاجرامية من ناحية، ومن ناحية أخرى فان تفسير السلوك الاجرامي بهذه الطريقة سيكون أشبه بلوحة من الفسيفساء لن تلبث حباتها ان تتناثر، وستظل عوامل التنافر والاختلاف بين النظريات المفسرة للسلوك الاجرامي كثيرة وعميقة، وذلك الى ان يتم اثبات تفسير ما بالتجربة العملية وهي معضلة السلوك الانساني بشكل عام.
وعلى الرغم من الاختلافات المنهجية والمذهبية، وعدم الاتفاق على تفسير موحد للسلوك الاجرامي، فان تحولا مهما قد حدث في تفسير السلوك الاجرامي خلال القرن التاسع عشر، اذ أصبحت معظم الثقافات تنظر للجريمة على أنها من الأفعال الاجتماعية، أي أنها سلوك من السلوكيات الاجتماعية، وليس فيها مس من الشيطان أو غضب من قوى خفية شريرة، أو أي من تلك الافكار السائدة في السابق في هذا الميدان، فأصبحت الجريمة، اذاً، من الأفعال الاجتماعية الضارة في المجتمع، وانطلق العلماء والباحثون يعرفون الجريمة، بوحي من هذا التطور في مفهوم السلوك الاجرامي، تعاريف اكثر موضوعية وواقعية ومن منطلقات متعددة ومختلفة باختلاف التخصصات العلمية كالآتي:
أولا تعريف الجريمة في القانون:
في هذا المجال نجد ان التعاريف القانونية تختلف باختلاف التشريعات الوضعية الرئيسية وهي:
التشريع الأنجلو سكسوني في بريطانيا وأميركا وغيرهما.
التشريع اللاتيني وتأخذ به فرنسا وألمانيا وايطاليا.
تشريع الديمقراطيات الشعبية ويأخذ به ما كان يسمى الاتحاد السوفيتي ومنظومته.
وهناك تشابه بين التشريع الأنجلو سكسوني والتشريع اللاتيني، من حيث الاهتمام بحرية الفرد، وتوفير أكبر قدر ممكن من الحرية له في كثير من الأفعال، فهما يريان ان مهمة القانون ليست دينية أو أخلاقية، وان اسعاد الفرد فيه اسعاد للدولة, لذلك اخذ هذان التشريعان بمبدأ تقسيم الجرائم الى جرائم طبيعية، وجرائم مصطنعة أو لائحية حظرت بمعرفة الشارع وهي في الاصل ليست شريرة بطبيعتها، أما تشريع الديمقراطيات الشعبية فيرى ان اسعاد الدولة اسعاد للفرد، لذلك فقد ركز هذا القانون على حماية نظام الدولة ومساندة السياسة التسلطية, ولكون تنفيذ التشريعات من مهام الحكومة في كل دول العالم، فان التعريف القانوني الذي يعد من وجهة نظرنا أكثر التعاريف انسجاما مع معظم التشريعات الوضعية هو التعريف الذي سنتناوله في الحلقة القادمة الاخيرة من هذا الموضوع.


مضواح بن محمد آل مضواح

شكرا أختي على الإثراء

حمـ 0418 ــزة
2010-08-05, 21:13
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع جميل استمتعت وانا اقرا واستفدت
بارك الله فيك يا اخت اعتماد
سلام

غانم عتبة
2010-09-19, 09:31
السلام عليكم

من المُسلّم به أن الإنسان لا يولد مجرما و لكن عنده قابلية لذلك ما لم تكبح جوامحه و لا أدل من أن أول جريمة في التاريخ كانت جريمة قتل ابن آدم لأخيه ، الواحد منا يولد صفحة بيضاء يخط فيها الوالدان ما يشاءان ثم المجتمع فالشارع فالمدرسة ... حتى تكتمل الشخصية و تصل إلى مراحل نضجها الأخيرة التي لا يمكن بأي حال إعادة تشكيلها من جديد .
لا يخفى على أحد تنامي ظاهرة الإجرام في مجتمعنا العربي المسلم و الجزائري تحديدا ، الإجرام بشتى أشكاله و ألوان طيفه بدءا من سرقة بيضة و انتهاء بسرقة البنوك ، بدءا باعتداء بالضرب و انتهاء بالقتل و سفك الدم ، بدءا بتدخين سيجارة و انتهاء بتعاطي المخدرات و المهلوسات ...
أكيد أن هناك أسبابا كثيرة تظافرت لتشكل لنا في الأخير مجرما جاهزا لفعل أي شيء مادام قد تعرى من المبادئ و القيم ، و لكن من المؤكد أيضا أن هناك سببا محوريا رئيسيا جعل هذا الإنسان الذي كان ذات يوم صفحة بيضاء يصدق أي شيء و يضحك لأي شيء و يبكي لأي شيء ...مجرما ، المؤسف فعلا أن خيوط الجريمة هذه شكلها أعظم مخلوقين : الوالدين ، حتما لم يكونا يريدا لولدهما مستقبلا إجراميا لكنهما ساهما فيه بشكل جلي من حيث لا يدريان أو ربما يدريان و لكن يجهلان ...بدأت بذور الجريمة يوم سمح الأب لابنه أن يرفع صوته عليه ، بدأت يوم سمحت الأم لابنها أن يقول لها كلمات بذيئة و هي تضحك له لأنه طفل !! بدأت يوم اشترى الأب لابنه مسدسا بلاستيكيا و مفرقعات و سيوف و أدوات قتال صحيح ليست حقيقية لكنها تسهم في بناء شخصية الطفل و لا ريب ، هذا الذي سيتربى على القتل و الضرب الافتراضي ،بدأت يوم سمح الأب لابنه بمشهادة الرسوم المتحركة التي تروج للحرب و القتل ، بدأت يوم لم يراقبه و هو يشاهد أفلام العنف و الجريمة التي انطبعت في مخيلته ، بدأت يوم جاء و بيده قلم سرقه من زميل له في المدرسة فلم تنهره أمه ، بدأ يوم ضرب أولاد الجيران فصفق له أبوه : هكذا يا ولدي علمه الأدب ، سلمت يداك
بدأت يوم دخن أول سيجارة فتسترت الأم عليه و لم تخبر أباه شفقة على ابنها من العقاب ...
بدأ عالم الجريمة من هنا ... من البيت ... من الوالدين





http://www.elkhabar.com/images/key4press3/313007.jpg


الأخت الفاضلة اعتماد 13 تحية طيبة

أشكرك على هذا المقال القيم في شؤون الأسرة و المجتمع

و نحن بحاجة ماسة إلى هذه الضرب من الكتابة الهادفة ذات البعد التربوي .

إلا أنه لدي ملحوظتان :

1 في قولك : " حتى تكتمل الشخصية و تصل إلى مراحل نضجها الأخيرة التي لا يمكن بأي حال إعادة تشكيلها من جديد"

تكونين قد غلقت باب الإصلاح و التوبة الذي جعله الله مشرعا للمرء ما لم يغرغر ، و في الواقع و التاريخ نماذج لمجرمين عتاة أصلحوا أنفسهم و تابوا بعد طريق طويل في الإجرام منهم مثلا الفضيل بن عياض الذي كان قاطع طريق ينشر الرعب في مسالك السفر ثم تاب و أصلح نفسه و أصبح داعية .

2 هناك بعض الأخطاء النحوية في مقالك :

- " لم يكونا يريدا ..." الفعل المضارع الثاني حقه الرفع ... يريدان ...

-" ...وسيوف..." حقه النصب لأنه معطوف على منصوب ... و سيوفا ...


إذا أذنت لي نقلت هذه الأخطاء إلى الركن الخاص بها لأنه كما تعلمين يتغذى بها حتى تكون هناك ديناميكية و جركة و إذا لم تأذني فلك ذلك طبعا .

تقبلي فائق التقدير و الاحترام