تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حوار هادئ بين الإخوة الكرام....


فتحي الجزائري
2008-01-01, 12:28
السلام عليكم ورحمة الله
....حياكم الله إخوتي الكرام ....فهذه صفحة جديدة للحوار الهادئ والنقاش البناء بخصوص المسائل الشرعية بين أعضاء المنتدى ...فنرجوا من الإخوة الكرام أن يحترموا بعضهم البعض بدون التجريح... وليكن هدفنا البحث عن الحق ..وذلك بالطرق الشرعية المعروفة....وبالله التوفيق

وليكن شعارنا قول الله تعالى: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125]

فتحي الجزائري
2008-01-01, 12:33
السلام عليكم ورحمة الله

أخي الكريم شكرا جزيلا على تفهمك لكلامي ...وعذرا فقد أكون قد جرحتك في شيء .....أما بعد بخصوص سؤالك فقد حاولت تلخيص الإجابة قدر المستطاع وذلك لكي يستفيد معنا كل الإخوة....أقول وبالله التوفيق....

السؤال : ما هو الدليل الأقوى و الأرجح و الأولى بالإتباع
الكاتب أم السنة ؟؟؟؟؟
أقصد في حالة التعارض
الجواب:

التعارض: هو: تقابل الدليلين بحيث يخالف أحدهما الآخر، وتقابل الدليلين سواء أكانا من الكتاب أو من السنة أم من الإجماع أم من القياس، ولكن الغالب أن المراد بهما- أي بالدليلين- ما كان من الكتاب أو من السنة.

وهذا التعارض بين النصوص هو في الحقيقة تعارض ظاهري، وإلاَّ فالنصوص مبرأة من التناقض، يقول الله تعالى عن القرآن: " أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا " {النساء: 82}

وكذلك أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم الصحيحة مبرأة من التناقض والاختلاف لأن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من التناقض والاختلاف بإجماع الأمة، لا فرق في ذلك بين المتواتر والآحاد، قال تعالى: " وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى " {النجم: 3، 4}.


مثال للتعارض الظاهري بين آية وحديث:

عن عائشة رضي الله عنها أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "ليس أحدٌ يحاسب يوم القيامة إلا هلك". (صحيح البخاري)

وفي الآية، قال الله تعالى: {فأما من أوتي كتابه بيمينه (7) فسوف يحاسب حسابا يسيرا} (الانشقاق: 7، 8)

وجه التعارض:
أن لفظ الحديث عام في تعذيب كل من حوسب، ولفظ الآية دال على أن بعضهم لا يعذب
كيفية دفع التعارض:
الواجب أولاً الجمع، إذ الأصل في الدليلين الإعمال لا الإهمال.
ووجه الجمع بينه لنا المعصوم صلى الله عليه وسلم عندما سألته عائشة رضي الله عنها عن الآية والحديث؛ لأنها تمسكت بظاهر لفظ الحساب لأنه يتناول القليل والكثير- كما في صحيح البخاري- فقال لها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "إنما ذلك العرض( يعني الحساب الذي في الآية) وليس أحد يناقش الحساب يوم القيامة إلا عُذِّب".
قال القرطبي: معنى قوله صلى الله عليه وسلم : "إنما ذلك العرض" أن الحساب المذكور في الآية إنما هو أن تعرض أعمال المؤمن عليه حتى يعرف منة الله عليه في سترها عليه في الدنيا وفي عفوه عنها في الآخرة. (فتح الباري ج11-410)
وقد وقع ذلك لغير عائشة رضي الله عنها، فوقع لحفصة رضي الله عنها لما سمعت حديث النبي صلى الله عليه وسلم : "لا يدخل النار أحد ممن شهد بدرًا والحديبية".
قالت: أليس الله يقول: {وإن منكم إلا واردها}، فأجيبت بقوله: {ثم ننجي الذين اتقوا} (مريم: 71- 72). (فتح الباري ج1-238)
قال الحافظ ابن حجر: ولأحمد وجه آخر عن عائشة: سمعت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول في بعض صلاته: "اللهم حاسبني حسابًا يسيرًا"، فلما انصرف قلت: يا رسول الله، ما الحساب اليسير؟ قال: "أن ينظر في كتابه فيتجاوز له عنه، إن من نوقش الحساب يا عائشة يومئذ هلك". (فتح الباري ج11-408)
وبهذا يتضح لنا من هذا المثال أن دفع التعارض الظاهري يسيراً جداً إذا رجع الباحث إلى أدلة الكتاب والسنة .. ولكن المشكلة الحادثة عند الكثيرين من العامة بل ومن طلبة العلم للأسف أنهم قد يتبادرون إلى تصديق أن هناك تعارض فيفتنهم ذلك عن إيمانهم وصدق اعتقادهم.
ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد والعلم النافع والعمل الصالح .
والله أعلم .

rachid alfa
2008-01-01, 12:49
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله في منتدنا الكل يحترم نفسه ويعرف حده لكن هنالك جانب سلبي فجل التدخلات اوالردود عبارة عن شكر وثناء...ارجوا ان نقوم باثراء المواضيع بانقد والبحث على جديد هاته المواضيع وكماارجو ان تكون المواضيع من انتاج صاحبهاولاتقتصرعلى النقل فقط
شكرا على الموضوع واتمنى لك المزيد من النجاح ان شاء الله

نادية مجدوبي
2008-01-01, 14:17
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم
نشكرك أخ Bfdz على اجابتك للأخ السائل، كما أريد أن أنبهك أخي بأني سوى طالبة علم ان أصبت فمن فضل الله وارشادات وفهمي لما يمليه علي أستاذي في العقيدة الأشعرية الشيخ عبد الرحمان حفظه الله وان أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان.

أخي الأنصار حتى نفهم مع من نتحاور و تكون الاجابات والأسئلة في لب الموضوع ان شاء الله .
أنا متفقة معك مائة بالمائة بأن معتقدك هو معتقد السلف الصالح ولست ممن يكذب أو يشكك في كلامك الا أني أريد الى من ترجع أنا مثلا وكما تعلم أنني أشعرية مالكية لست بخارجة عن الجماعة أقولها ولا أخشى ملامة . فلا تقل الكتاب والسنة كلنا يقول ذلك .
فاذا كنت ترجع الى أقوال الامام بن عبد الوهاب فقل نعم ولا حرج .
واذا كنت ترجع الى قول الامام بن تيمية فقل نعم ولا حرج وهكذا ....
وهل ترجع في أمور دينك الى الكتب أم الى أستاذ ما ؟
في انتظار اجوبتك أخي تقبل مني وكل اخواني كامل التقدير والاحترام
أختكم نادية

الانصار
2008-01-01, 16:29
السلام عليكم اشرك على هذا الجهد اخي الكريم

اما بالنسبة عن سؤال الاخت نادية فيما سبقت بينت اني اعتمد اعتمادا كليا على كتب من مضى من السلف وعلى رأس هذه الكتب كتاب الله ولا ولا ارجع الى اي شيخ معاصر الا ما ندر فإذا كان كلامه موافق للكتاب والسنة اتفق معه واما غير ذلك فإني اختلف ولا اخفي عليك سرا ولا اخشى اذا اقول اني اتفقه في كتتب شيخ الاسلام ابن تيمية وابن قيم وغيرهم اذا اذا اتفقا مع الكتاب والسنة ... لكن لا ارجع الى استاذ وليس لي حاجة لاني الله وهبني عقل ادبر امري به ومنحني نعمة احمده واشكره عليها فأنا مستقل لا ارضى التلقين من احد والا اقلد اي شيخ بل اتبع الكتاب والسنة واجتهد فيما صعب علي من الامور وبحمد الله وتوفيقه اوفق في حل اي اشكال فقهي فإن مصيبتنا اليوم تتمثل في صب القوالب اقصد التلقين . فكثير من المشايخ يلقنون طلابهم علم محدد يحصرهم في زاوية ضيقه .... فالانسان خلق لعبادة الله وحده لا شريك الله ولايتم الا بالعلم والعلم لا يأتي بتعلم علم محدود بل بتعلم العلم النافع الواسع المطلق تعلم الخير والشر كما قال حذيفة بن اليمان كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكت اسأله عنالشر مخافة ان يدركني...

نادية مجدوبي
2008-01-01, 17:37
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم أخي المحترم ناصر وعلى كل الاخوة ، نشكرك أخي على الجواب .
أخي هل أحسن أن نحفظ أو نقرأ كتاب الله العزيز من المصحف الشريف، ونستطيع أن نقرأه قراءة صحيحة بالأحكام والتجويد ...؟
أم على يد معلم حافظ يوقفنا اذا أخطأنا ويصحح لنا وهكذا ؟
هل للامام ابن تيمية فقه خاص به ؟

أخي لا أقول لك التلقين ذهبت بعيدا لا أعني الصوفية وانما أمور الدين الضرورية عقيدة وفقها، أقول لك من تجربتي الخاصة والله ما فهمت الأمور الفقهية حتى تابعت الدروس مع الأستاذ أقرأ الكتب تارة أفهم وتارة لا أفهم فالطالب بحاجة ماسة الى الأستاذ وخاصة أمور الدين، وهل الأستاذ خريج الجامعات يقول عكس ما يقول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، واذا بدا لك شيء منه يخالف السنة حكم عقلك وان أفتوك الناس وأفتوك

ومعلوم أن الذي لايستند إلى شيخ مرشد أي أستاذ يظل عرضة للإنحراف والفتور والتقصير والتردي . كما يبقى فريسة سهلة لمكائد الشيطان ما دام لا يستطيع التخلص بنفسه من مختلف عقبات النفس والهوى . وإتخاذ الشيخ ضرورة لا محيص عنها، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه ظل مرتبطا بسيدنا جبريل عليه السلام يراجعه القرآن ويتلقى عنه الوحي ويؤازره في الملمات والشدائد . وإذا كان هذا شأن الرسول الأعظم سيد الكون وخير خلق الله والمحروس بعناية الله الخاصة، فما بالنا نحن نستغني عن الشيخ الذي يأخذ بأيدينا ويدلنا على الله . ومن جهة أخرى تعتبر قصة نبي الله موسى مع الخضر العبد الصالح دليلا حاسما على ضرورة إتخاذ الشيخ مهما كانت مكانة الإنسان الإجتماعية ومقامه العلمي ولاننسى أن المسلم دائم الإحتياج للتزويد من موارد أساسية ثلاث :
- التربية الروحية عن طريق تزكية النفس وتسويتها .
- التعلم المستمر لكل ما كان ضروريا عينيا أو كفائيا طول العمر.
- فقه الواقع والأولويات لمسايرة ما يجري على الساحة الدولية بإعتبار أن الإنسان إبن عصره . وخيرالأمور أن يكون المصدر متكملا تستمد منه العلوم

وللحديث بقية تقبل تحياتي الأخوية

dakka
2008-01-01, 20:31
بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صلي على سيدنا محمد و على آله وصحبه و سلم
و السلام عليكم جميعا ورحمة الله تعالى و بركاته
أشكرك على الجواب أخي BFDZ ولو أنك لم تجيبني بشكل مباشر
فقصدي كان واضحا ما هو الديل الأقوى و الأرجح في حالة التعارض بين دلالة القرآن و دلالة نص الحديث
و لم أقصد التعارض الضاهري لأن التعارض الضاهري ما هو مشكلة فالحل بسيط و هو حل إشكالية التعارض بشرح الدلالة اللفضية بنهج التقريب أو الجمع كالتعارض بين العام و الخاص وهذا موضوع آخر
نعم أنا معك أن الأصل هو أنه لا تعارض بين كلام رسول الله و القرآن إذ أن السنة شارحة و تبيان لمقاصد القرآن
لكن هناك حالات و حالات كثيرة يتعارض فيها الدليل القرآني مع دليل السنة تعارضا حقيقيا جوهريا و ليس تعارضا ضاهريا
إذ أن التعارض الضاهري هو في الأصل ليس تعارضا
أظن أنك فهمت سؤالي
و أنا مرغم الآن لطرح المسألة مباشرتا
فبالمثال يتضح المقال
الدليل الأول : ما ورد في القرآن من ضرورة الوحدة مثل قوله تعالى : { واعتصموا بحبل اللَّه جميعاً ولا تفرقوا }، وقوله جل وعلا : { ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم } وكذلك : { إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون }، وكذلك : { إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون }.

والأحاديث التي تبين وجوب التمسك بهذه الوحدة كثيرة ومن أشهرها وأصحها : >المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً< وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : >مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر<، و>المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه<، و>لا تباغضوا ولا تدابروا ولا تحاسدوا وكونوا عباد اللَّه إخواناً كما أمركم اللَّه ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام<. وهذه الأحاديث كلها صحيحة مشهورة اتفق عليها علماء السنة والحديث، واضحة الدلالة، سائرة على وفق بيان القرآن الكريم في الآيات المذكورة قبلها ؛ فهي تعطي أمثلة صريحة على أن هذه المجموعة المتكاملة من الدلائل التي تفيد وحدة الامة الإسلامية
الدليل الثاني : حديث مروي في الترميذي " تنقسم امتي إلى73 فرقة كلهم في النار إلا واحدة ،،،،،،،،،ما انا عليه و اصحابي "
هذا الحديث المقدوح سندا ومتنا و روايتا درايتا و قد كتب فيه الدكتور عمارة كتابا كاملا يبين فيه فساد هذه الرواية وعدم جواز غتخاذها كدليل
و رغم انه لا يوجد لا في الموطئ و لا في مسلم و لا في البخاري
و رغم ما فيه من تعارض كبير و فاحش مع ماذكرنا في الدليل الأول إلا ان الناس و خصوصاعلوماء الوهابية يرجحونه و يجعلونه اصلا في دعوتهم
رغم الشكوك الكبيرة التي تحوم حوله ،
إذ كيف يتصور مسلم من رسول الله أن يخالف أمر ربه و يناقض الوحي الذي نزل عليه
ساعطيكم هذا التصوير لتقريب الفكرة إلى الذهن و هذا من وسائل الإيضاح فقط
تخيلو
ينزل الوحي على رسول الله " بسم الله الرحمان الرحيم "إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون " ثم يخرج النبي إلى الناس فيقول لهم أيها الناس أو أيها المؤمنون ،،،،،إسمعو مني ،،،،،،لقد نزلت علي الآن آية يقو ل الله عز وجل " إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون " إذن فأعلمو أن هذا خطأ أمتكم ليست واحدة أمتكم ستنقسم إلى 73 فرقة كلهم في النار إلى واحدة ،،،،،،وهي ما أنا عليه و اصحابي
فيقول أحد المؤمنين
يارسول الله ألم تخبرنا انه " لا تجتمع امتي على ظلالة ،،،،إذ ان كل ظلاله بدعة و كل بدعة صاحبها في النار
فيقول الرسول لا ستجتمع امتي على ظلالة و سيجتمع هؤولاء ال73 فرقة على الظلاله فيدخلون النار
فيقول أحد المؤمنين
يارسول الله ألم يقل الله كنتم خير امه أخرجت للناس
فيقول لهم الرسول لا كنتم خير فرقة اخرجت للتاس
فيقول احد المؤمنين يارسول الله ألم تخبرنا أنك تتباهى بامتك يوم القيامة
فيقول لا بل أتباهى بفرقتي يوم القيامة
فيقول أحد المؤمنين يارسول الله ألم يقل ربنا جنه عرضها السموات و الارض أعدت للمتقين و قال لها ثمانية أبواب ،،،فلما ذالك إذا كانت فرقة فقط ستدخل ألا يكفيهم باب واحد فيقول لهم رسول الله ،،،فيقول نعم فرقة فقط ستدخل من ثمانية ابواب أين المشكل
فيقول أحد المؤمنين يا رسول الله هل هذه هي رحمة الله التي وسعت كل شيئ ؟؟؟؟؟؟؟
فيقول لهم نعم هذا هو القماش خذ أو أنصرف "
إنتهى كلامي و هذه هي طريقتي في الكلام و الله من وراء القصد
وحاشا لرسول الله أن يكون بمثل هذا المقام
و لكن هذا هو مقام الأدلة التي يريد بعض الدعاة ان نفهم
وهي محاولة إدخال الجمل في سم الخياط
و ارجو من الإخوة ان لا يعترضو علي في الطريقة و أظنها ظريقة مجدية لتقريب الفهم للصغارو الكبار
و أمنحوني سعة صدركم فما أنا إلا تائه أسترشد كالأعمى و الله يهدي إلى سواء السبيل
و أظن أن سيدي رسول الله يفهم و يعرف ما ذا اقصد و هو يضحك من كتابتي
أحبكم في الله

فتحي الجزائري
2008-01-01, 21:11
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أخي كما أجبتك عن السؤال فأنه لايوجد التعارض أبدا بين الكتاب والسنة بأي حال من الأحوال ...واضح..
إنما قد يتوهم البعض وجود التعارض ...فنرجع إلى أهل الذكر كي نفهم المقصود من النصوص وبذلك يزول التعارض ....

أما بخصوص الحديث المذكور فهذه هي مصادره مفصلة :

افترقت اليهود والنصارى على إحدى وسبعين فرقة ، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلى واحدة . قيل : من هم يا رسول الله ؟ قال : ما أنا عليه وأصحابي
الراوي: - - خلاصة الدرجة: ثابت - المحدث: ابن العربي - المصدر: أحكام القرآن - الصفحة أو الرقم: 3/432
--------------------------------------------------------------------------------
افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة ، وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة . وفي لفظ : على ثلاث وسبعين ملة ، وفي رواية قالوا : يا رسول الله من الفرقة الناجية ؟ قال : من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي ، وفي رواية قال : هي الجماعة يد الله على الجماعة
الراوي: - - خلاصة الدرجة: صحيح مشهور في السنن والمساند - المحدث: ابن تيمية - المصدر: مجموع الفتاوى - الصفحة أو الرقم: 3/345
--------------------------------------------------------------------------------
إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة وإن أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة
الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: إسناده جيد قوي على شرط الصحيح - المحدث: ابن كثير - المصدر: نهاية البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 1/27
--------------------------------------------------------------------------------
افترق اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة والذي نفسي بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة فواحدة في الجنة واثنتان وسبعون في النار . قيل يا رسول الله من تراهم قال : الجماعة
الراوي: عوف بن مالك الأشجعي - خلاصة الدرجة: إسناده لا بأس به - المحدث: ابن كثير - المصدر: نهاية البداية والنهاية - الصفحة أو الرقم: 1/27
--------------------------------------------------------------------------------
افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، فواحدة في الجنة وسبعون في النار … . وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، فإحدى وسبعون فرقة ف
الراوي: عوف بن مالك الأشجعي - خلاصة الدرجة: إسناده جيد - المحدث: العراقي - المصدر: الباعث على الخلاص - الصفحة أو الرقم: 17
--------------------------------------------------------------------------------
إن بني اسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة ، وإن أمتي ستفترق علي اثنتين وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة .
الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: العراقي - المصدر: الباعث على الخلاص - الصفحة أو الرقم: 16
--------------------------------------------------------------------------------
إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة
الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: رجاله رجال الصحيح - المحدث: السخاوي - المصدر: الأجوبة المرضية - الصفحة أو الرقم: 2/569
--------------------------------------------------------------------------------
افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعين في النار وواحدة في الجنة والذي نفس محمد بيده لتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وثنتين وسبعين في النار قيل يا رسول الله من هم قال الجماعة
الراوي: عوف بن مالك الأشجعي - خلاصة الدرجة: رجاله موثقون - المحدث: السخاوي - المصدر: الأجوبة المرضية - الصفحة أو الرقم: 2/571
--------------------------------------------------------------------------------
افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة ، وتفرقت النصارى على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة ، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: رجاله رجال الصحيح - المحدث: الشوكاني - المصدر: الفتح الرباني - الصفحة أو الرقم: 1/206
--------------------------------------------------------------------------------
افترقت اليهود على إحدى أو اثنتين وسبعين فرقة وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر - المصدر: مسند أحمد - الصفحة أو الرقم: 16/169
--------------------------------------------------------------------------------
افترقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة ، فواحدة في الجنة و سبعين في النار ، و افترقت النصارى على اثنين و سبعين فرقة فواحدة في الجنة و إحدى و سبعين في النار ، و الذي نفسي بيده لتـفـترقن أمتي على ثلاث و سبعين فرقة ، فواحدة في الجنة و ثنتين و سبعين في النار ، قيل يا رسول الله من هم ؟ قال : هم الجماعة
الراوي: عوف بن مالك - خلاصة الدرجة: إسناده جيد رجاله ثقات - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 1492
--------------------------------------------------------------------------------
افترقــــت اليهود على إحدى أو اثنتين و سبعين فرقة ، و تفرقت النصارى على إحدى أو اثتتين و سبعين فرقة ، و تفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: مخرج في "السلسلة الصحيحة" - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 203
--------------------------------------------------------------------------------
افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة ، وتفرقت النصارى على إحدى أو ثنتين وسبعين فرقة ، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: حسن صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح أبي داود - الصفحة أو الرقم: 4596
--------------------------------------------------------------------------------
افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار قيل يا رسول الله من هم قال الجماعة
الراوي: عوف بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3241
--------------------------------------------------------------------------------
إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة وإن أمتي ستفترق على ثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة
الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح ابن ماجه - الصفحة أو الرقم: 3242
--------------------------------------------------------------------------------
افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، فواحدة في الجنة ، وسبعون في النار ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة ، والذي نفس محمد بيده ، لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة ؛ فواحدة في الجنة ، واثنتان وسبعون في النار
الراوي: عوف بن مالك الأشجعي - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1082
-------------------------------------------------------------------------------
افترقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة و تفرقت النصارى على اثنتين و سبعين فرقة و تفرقت أمتي على ثلاث و سبعين فرقة
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 1083
--------------------------------------------------------------------------------
إن بني إسرائيل ، افترقت على إحدى و سبعين فرقة ، و إن أمتي ستفترق على اثنتين و سبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة ، و هي الجماعة
الراوي: أنس بن مالك - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2042
--------------------------------------------------------------------------------
افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة ، واحدة في الجنة وسبعين في النار ، وافترقت النصارى على اثنتين وسبعين فرقة ، فإحدى وسبعين في النار و واحدة في الجنة ، والذي نفسي بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة فواحدة في الجنة واثنتان وسبعين في النار ، قيل : يا رسول الله من هم ؟ قال : هم الجماعة
الراوي: عوف بن مالك الأشجعي - خلاصة الدرجة: إسناده جيد - المحدث: الألباني - المصدر: كتاب السنة - الصفحة أو الرقم: 63
--------------------------------------------------------------------------------
افترقت اليهود على إحدى, أو ثنتين وسبعين فرقة, وتفرقت النصارى على إحدى, أو ثنتين وسبعين فرقة, وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة .
الراوي: أبو هريرة - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: الوادعي - المصدر: الصحيح المسند - الصفحة أو الرقم: 1333

فتحي الجزائري
2008-01-01, 21:16
شرح الحديث

يقول الامام ابن العثيمين رحمه الله في شرح عقيدة الواسطية
لكن لما أخبر النبي صلي الله عليه وسلم أن أمته (1) ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة (2)………………………

(1) " أن أمته "، يعني: أمة الإجابة، لا أمة الدعوة، لأن أمة الدعوة يدخل فيها اليهود والنصاري، وهم مفترقون، فاليهود إحدي وسبعون فرقة، والنصاري على اثنتين وسبعين فرقة، وهذه الأمة على ثلاث وسبعين، كلها تنسب نفسها إلي الإسلام واتباع رسول الله صلي الله عليه وسلم.

(2) قوله: " كلها في النار إلا واحدة " (1): لا يلزم من ذلك الخلود في النار، وإنما المعني أن عملها مما تستحق به دخول النار.

· وهذه الثلاث والسبعون فرقة، هل وقعت الآن وتمت أو هي في المنظور؟

أكثر الذين تكلموا على هذا الحديث قالوا: إنها وقعت وأنتهت، وصاروا يقسمون أهل البدع إلي خمسة أصول رئيسية، ثم هذه الخمسة الأصول يفرعون عنها فرقاً، حتي أوصلوها إلي أثنتين وسبعين فرقة، وأبقوا فرقة واحدة، وهي أهل السنة والجماعة.

وقال بعض العلماء: إن الرسول عليه الصلاة والسلام أبهم هذه الفرق، ولا حاجة أن نتكلم فنقسم البدع الموجودة الآن إلي خمسة أصول، ثم نقسم هذه الأصول إلي فروع، حتي يتم العدد، حتي إننا نجعل الفرع أحياناً فرقة تامة من أجل مخالفتها في فرع واحد، فإن هذا لا يعد فرقة مستقلة.

فالأولي: أن نقول : إن هذه الفرق غير معلومة لنا، ولكننا نقول: بلا شك أنها فرق خرجت عن الصراط المستقيم، منها ما خرج فأبعد، ومنها ما خرج خروجاً متوسطاً، ومنها ما خرج خروجاً قريباً، ونلزم بحصرها، لأنه ربما يخرج فرق تنتسب للأمة الإسلامية غير التي عدها العلماء، كما هو الواقع، فقد خرج فرق تنتسب إلي الإسلام من غير الفرق التي كانت قد عدت في عهد العلماء السابقين.

وعلي كل حال، فالرسول عليه الصلاة والسلام أخبر أن أمته أمة الإجابة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، كلها ضالة، وفي النار، إلا واحدة، وهي:

وهي الجماعة(1)، وفي ا لحديث عنه صلي الله عليه وسلم أنه قال: " هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي " (2) صار (3) المتمسكون بالإسلام المحض الخالص عن الشوب هم أهل السنة والجماعة (4) ………………

(1) " الجماعة "، يعني: التي اجتمعت على الحق ولم تتفرق فيه.

(2) الذين كانوا على ما كان عليه الرسول صلي الله عليه وسلم وأصحابه هم الجماعة الذين اجتمعوا على شريعته، وهم الذين امتثلوا ما وصي الله به: ) أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ( [الشوري: 13]، فهم لم يتفرقوا، بل كانوا جماعة واحدة.

(3) جملة " صار " جواب الشرط قوله: " لكن لما " .

(4) فإذا سئلنا: من أهل السنة والجماعة؟

فنقول: هم المتمسكون بالإسلام المحض الخالص عن الشوب.

· وهذا التعريف من شيخ الإسلام ابن تيميه يقتضي أن الأشاعرة والماتريدية ونحوهم ليسوا من أهل السنة والجماعة، لأن تمسكهم مشوب بما أدخلوا فيه من البدع.

وهذا هو الصحيح، أنه لا يعد الأشاعرة والماتريدية فيما ذهبوا إليه في أسماء الله وصفاته من أهل السنة والجماعة.

وكيف يعدون من أهل السنة والجماعة في ذلك مع مخالفتهم لأهل السنة والجماعة؟!

لأنه يقال: إما إن يكون الحق فيما ذهب إليه هؤلاء الأشاعرة والماتريدية، أو الحق فيما ذهب إليه السلف. ومن المعلوم أن الحق فيما ذهب إليه السلف، لأن السلف هنا هم الصحابة والتابعون وأئمة الهدي من بعدهم، فإذا كان الحق فيما ذهب إليه السلف، وهؤلاء يخالفونهم، صاروا ليسوا من أهل السنة والجماعة في ذلك.

فتحي الجزائري
2008-01-01, 22:27
أخي بارك الله فيك عندي ملاحظة حول ما قلته في الأخير بأن (( و أظن أن سيدي رسول الله يفهم و يعرف ما ذا اقصد و هو يضحك من كتابتي ))
فهذا سؤال وجوابه لقضية سماع النبي وعلمه بأحوالنا ....
سؤال:
البعض يعتقد بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم شهيد وأنه في حياة البرزخ حيث يستطيع أن يسمعنا إذا سألناه وطلبنا شفاعته (بسبب فضله وقربه من الله ) حين ندعوا الله .
الجواب:

الحمد لله
النبي صلى الله عليه وسلم حي في قبره حياة برزخية يحصل له بها التنعم بما أعده الله له من النعيم جزاء له على أعماله العظيمة الطيبة التي قام بها في دنياه ، وليست الحياة في القبر كالحياة في الدنيا ولا الحياة في الآخرة ، بل هي حياة برزخية وسط بين حياته في الدنيا وحياته في الآخرة وبذلك يعلم أنه قد مات كما مات غيره ممن سبقه من الأنبياء وغيرهم قال تعالى : ( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ) الأنبياء/34 ، وقال سبحانه : ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ .وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ ) الرحمن/26،27 وقال : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ) الزمر/30 ، إلى أمثال ذلك من الآيات الدالة على أن الله توفاه إليه، ولأن الصحابة رضي الله عنهم قد غسلوه وكفنوه وصلوا عليه ودفنوه ولو كان حيا حياته الدنيوية ما فعلوا به ما يفعل بغيره من الأموات .

ولأن فاطمة رضي الله عنها قد طلبت من أبي بكر رضي الله عنه إرثها من أبيها صلى الله عليه وسلم لاعتقادها بموته ، ولم يخالفها في ذلك الاعتقاد أحد من الصحابة بل أجابها أبو بكر رضي الله عنه بأن الأنبياء لا يورثون . ولأن الصحابة رضي الله عنهم قد اجتمعوا لاختيار خليفة للمسلمين يخلفه وتم ذلك بعقد الخلافة لأبي بكر رضي الله عنه ، ولو كان حيا كحياته في دنياه لما فعلوا ذلك فهو إجماع منهم على موته .ولأن الفتن والمشكلات لما كثرت في عهد عثمان وعلي رضي الله عنهما ، وقبل ذلك وبعده لم يذهبوا إلى قبره لاستشارته أو سؤاله في المخرج من تلك الفتن والمشكلات وطريقة حلها ولو كان حيا كحياته في دنياه لما أهملوا ذلك وهم في ضرورة إلى من ينقذهم مما أحاط بهم من البلاء . أما روحه صلى الله عليه وسلم فهي في أعلى عليين لكونه أفضل الخلق ، وأعطاه الله الوسيلة وهي أعلى منزلة في الجنة عليه الصلاة والسلام .

وحياة البرزخ حياة خاصة فالأنبياء أحياء والشهداء أحياء في البرزخ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الأنبياء أحياء في قبورهم يصلّون ) أخرجه المنذري والبيهقي ، وصححه وله شواهد في الصحيحين .

وقال تعالى : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون ) البقرة/154 ، فهذه حياة خاصة لها طبيعة خاصة يعلمها الله وليست كحياة الدنيا التي تفارق فيها الروح الجسد .

والأصل في الأموات أنهم لا يسمعون كلام الأحياء من بني آدم ، لقوله تعالى : ( وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ) فاطر/22 ، فأكد الله عدم سماع من يدعوهم إلى الإسلام بتشبيههم بالموتى . ولم يثبت في الكتاب ولا في السنة الصحيحة ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم يسمع كل دعاء أو نداء من البشر ، وإنما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه يبلغه صلاة وسلام من يصلي ويسلم عليه فقط لما رواه أبو داود (2041) بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام " وهذا ليس بصريح أنه يسمع سلام المسلِّم ، بل يحتمل أنه يرد عليه إذا بلّغته الملائكة ذلك . ولو فرضنا سماعه سلام المسلِّم ، فهو استثناء من الأصل كما استثني من ذلك سماع الميت لقرع نعال مشيعي جنازته ، واستثني من ذلك سماع قتلى الكفار الذين قبروا في قليب بدر لنداء الرسول صلى الله عليه وسلم إياهم حين قال لهم : " هل وجدتم ما وعد ربكم حقا ، فإنا وجدنا ما وعدنا ربنا حقا " انظر فتاوى اللجنة الدائمة ( 1 / 313 ،318 ، 321 )

وأما بالنسبة لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم والطلب منه مباشرة فهذا عين الشرك الذي بعث النبي صلى الله عليه وسلم لينهى عنه ، ويحارب أهله ، ولمعرفة حكم ذلك بالتفصيل يراجع السؤال رقم (10289) و (11402) و (1439) .

نسأل الله أن يرد المسلمين لدينهم ردا جميلا . والله أعلم ، وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

نادية مجدوبي
2008-01-01, 23:09
بسم الله الرحمن الرحيم .
السلام عليك أخ لا زلت تصرح ، لا بل مقتنع مائة بالمائة بأن الأشاعرة ليسوا من السنة ،ومن فصلهم عن ذلك الشيخ بن تيمية رحمه الله، وكأن في الميدان الا هو رحمه الله ، لا تقل بأني لا أحترم العلماء ولكن من رد عليه هم العلماء ولست أنا بالله من يتبع السنة والجماعة هو أم من ناظروه من فطاحل علماء الأمة من فقهاء ووجهاء المدارس الأربعة، ومن بعدهم جم كثير :
ذكر بعض العلماء والفقهاء والقاضاة الذين ناظروا الامام بن تيمية رحمه الله وذكروا أخطاءه مثلا قضية النزول وووو :

منهم القاضي المفسر بدر الدين محمد بن ابراهيم بن جماعة الشافعي المتوفي سنة 733ه
القاضي محمد بن الحريري الأنصاري
القاضي محمد بن أبي بكر المالكي
القاضي أحمد بن عمر المقدسي الحنبلي
وقد حبس بفتوى موقعة منهم سنة 726ه أنظر عيون التواريخ للكتبي، ونجم المهتدي لابن المعلم القرشي .
منهم من رد عليه الشيخ العلامة صالح بن عبد الله البطائحي شيخ المنيبيع الرفاعي نزيل دمشق المتوفي سنة 707ه
قاضي القضاة بالديار المصرية الشيخ أحمد بن ابراهيم السروجي الحنفي المتوفي سنة 710ه، في كتابه اعتراضات على ابن تيمية في علم الكلام
الفقيه العلامة شمس الدين محمد بن عدلان الشافعي المتوفي سنة 749ه كان يقول : ان بن تيمية : يقول ان الله فوق العرش فوقية حقيقية، وان الله يتكلم بحرف وصوت ...
منهم الحافظ المجتهد تقي الدين السبكي المتوفي سنة 759ه
ناظره المحدث المفسر الأصولي الفقيه محمد بن عمر بن مكي المعروف بابن المرحل الشافعي المتوفي سنة 716ه
رد عليه الحافظ أبو سعيد صلاح الدين العلائي المتوفي سنة 761ه
ناظره القاضي الفقيه صفي الدين الهندي المتوفي سنة 715ه
الفقيه المحدث علي بن محمد الباجي الشافعي المتوفي سنة 713ه
المؤرخ الفقيه المتكلم الفخر بن المعلم القرشي المتوفي سنة 725ه
الفقيه تاج الدين السبكي المتوفي سنة 771ه : طبقات الشافعية الكبرى
الشيخ سراج الدين عباس الأندونيسي : له كتاب في العقيدة حذر فيها من عقائد بن تيمية .

فقد رد عليه علماء أجلاء وغيرهم كثير وكثير ممن لم أذكرهم ليحذروا من بعض أخطاءه " وهذا لا ينقص من فضله وجلالته وعلمه، فبعض شيوخنا يستدلون ببعض كلامه، لكن أمور العقيدة مع الأغلبية " الجماعة ولا تجتمع أمة سيدنا محمد على ظلالة " .

عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن عمر رضي الله عنه خطب بالجابية، فقال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطيبا، فقال : " من أراد منكم بحبوحة الجنة فليلازم الجماعة فان الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ." رواه الامام الترمذي .

وعنه أيضا :" يد الله على الجماعة ." وزاد فيه الحافظ السيوطي في كتابه الأمر بالاتباع والنهي عن الابتداع : " والشيطان مع من يخالف الجماعة ."

فتحي الجزائري
2008-01-01, 23:20
أخي الكريم عندي تعليق حول كلامك التالي :

((فيقول أحد المؤمنين
يارسول الله ألم تخبرنا انه " لا تجتمع امتي على ظلالة ،،،،إذ ان كل ظلاله بدعة و كل بدعة صاحبها في النار فيقول الرسول لا ستجتمع امتي على ظلالة و سيجتمع هؤولاء ال73 فرقة على الظلاله فيدخلون النار
فيقول أحد المؤمنين
يارسول الله ألم يقل الله كنتم خير امه أخرجت للناس
فيقول لهم الرسول لا كنتم خير فرقة اخرجت للتاس
فيقول احد المؤمنين يارسول الله ألم تخبرنا أنك تتباهى بامتك يوم القيامة
فيقول لا بل أتباهى بفرقتي يوم القيامة
فيقول أحد المؤمنين يارسول الله ألم يقل ربنا جنه عرضها السموات و الارض أعدت للمتقين و قال لها ثمانية أبواب ،،،فلما ذالك إذا كانت فرقة فقط ستدخل ألا يكفيهم باب واحد فيقول لهم رسول الله ،،،فيقول نعم فرقة فقط ستدخل من ثمانية ابواب أين المشكل
فيقول أحد المؤمنين يا رسول الله هل هذه هي رحمة الله التي وسعت كل شيئ ؟؟؟؟؟؟؟
فيقول لهم نعم هذا هو القماش خذ أو أنصرف "
إنتهى كلامي و هذه هي طريقتي في الكلام و الله من وراء القصد ))

فأقول وبالله التوفيق :

- لماذا فرقت بين لفظ أمة و فرقة : أليس النبي إبرهيم عليه السلام وهو فرد واحد وصفه الله بأنه كان أمة .....فالعبرة بمن لزم الحق، من لزمه ولو كان واحدا فهو الجماعة؛ ولهذا سمى الله إبراهيم أمة قال: إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قال العلماء: حتى لا يستوحش من على الحق إذا كان وحده، سماه الله أمة، وهو وحده على الحق، فمن كان على الحق فهو الجماعة ولو كان واحدا، ومن كان على الباطل فقد خالف الجماعة ولو كانت أكثرية .

- أما قضية الأبواب الثمانية للجنة فأظنها واضحة ...وسؤالك المفترض بأن باب واحد سيكفيهم ..لماذا نتكلف هكذا ....يوم القيامة ربنا سيدخل المؤمنين من أبواب الجنة على حسب حكمته ..فمثلا في الحديث بانه يوجد باب في الجنة إسمه الريان يدخل منه الصائمون....

- أما قضية رحمة الله بأنها وسعت كل شيء هذا صحيح بدلالة النصوص .....ولكن هناك إستثناءات فالكفار والمشركون لا تدركهم رحمة الله يوم القيامة ...بل هم خالدون في جهنم

أم أهل التوحيد فمنهم العصاة الذين قد يرحمهم الله ويدخلهم الجنة أو يعذبهم في النار على حسب معصيتهم ثم يدخلهم الجنة بعدله ...

وبالله التوفيق

فتحي الجزائري
2008-01-02, 00:13
أختي الكريمة نادية ..بارك الله فيك على تعقيبك ..

في الحقيقة لو كنت اعتقد بأن الأشاعرة لا يخالفون أهل السنة والجماعة في كثيرا من الأمور ...لكنت صرحت بأنني أشعري ..لأن المسميات ( وإن كان فيها نظرا عند اهل العلم ) ليست مهمة بقدر أهمية عقيدة تلك المسميات ..

ولا يعني ذلك بأنهم خارجون عن دائرة الإسلام ...فهم مسلمون بلا شك ولاريب ..لكن يخالفون فهم السلف في كثير من المسائل في الأصول ...

أختي عند دراستك في مسجد باريس ....ماذا قيل لكم حول مسألة العلو هل درستم بأن (( الله تعالى ليس في جهة العلو بل هو مشتت في جميع الجهات يقولون ليس بداخل ولا خارج ولا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال فعلى التحقيق ليس له وجود حقيقي لأن هذا الوصف لا يوجد في الخارج إنما هو في الأذهان حسب .)) ؟؟

dakka
2008-01-02, 11:03
بسم الله الرحمان الرحيم
و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه أجمعين
إخواني السلام عليكم
أولا و بإختصار شديد
-- الذي أعرفه و طالعته في الكثير من المصادر هو أن المذهب الأشعري هو مذهب أهل السنة و الجماعة و هو مذهب السواد الأعظم من المسلمين و هو مذهب جم غفير من العلماء علماء أهل السنة و الجماعة
-- الذي أعرفه و طالعته في الكثير من المصادر هو أن أهل السنة و الجماعة متفقين بالإجماع على تكفير من يقول بالجهة و لم يقل احد من علماء السنة و الجماعة بالجهة قبل بن تيمية و تلميذه بن كثير و بن القيم
-- الذي أعرفه هو أن مذهبكم لا يأخذ بالتأويل فكيف جاز لك سيدي أن تتأول معنى الأمة في الحديث و معنى الأمة في القرآن أليس هذا مخالف لأصولكم أم هو إعتراف بالتأويل إذا كان فيه مصلحة لكم "عفوا"
-- الذي أعرفه هو أن مفهوم الفرقة مخالف لمفهوم الأمة و أحيلك إلى إبن منظور و كتب اللغة و القواميس
و الفرقة من الفرقة بالظمة على الفاء و من الفراق و هو مذموم ،،،،أما القرآن لما أشار إلى إختلا ف المسلمين قال " وإن فئتين من المؤمنين "
فالفئة كلمة ومصطلح أنظف و أكرم من الفرقة و هو غير مقبول على أمة الإسلام و قال الل " لا تفرقو "
و الفرقة معناها عدد قليل لا يتعدى المآت و هو أكثر من العصبة
--- الأمة الإسلامية أشرف الأمم و من العيب أن يكون مصيرها في التشرذم و الإختلاف أكثر من النصارى و اليهود
في رأيك يا أخي القرآن أقل دورا من الإنجيل و التورات في جمع الناس على هداية واحدة ،،،،أنا لا أرى ذالك و أنظم إلا الفهم الذي يشرف أمتي و يزكيها على الأمم و الدلائل كثيرة و الحمد لله و هي تفي بالغرض
--- في رأيك يا سيدي ال73 و سبعين فرقة إجتمعت على الظلال و سيدنا محمد يعلمنا أن الامة لا تجتمع على الظلال
-- الرواية من حيث الدراية باطل و الفرق الموجودة أكثر من الالف فالشيعة وحدهم أكثر من 200 فرقة و الخوارج و الحشوية و الجهمية ووووو
-- الرواية من حيث الدراية باطل إذ ان اليهود لم ينقسمو إلى هذا العدد و كذالك النصارى
-- أرجو من الأخ الكريم و هو مشكور أن يذكر لنا شروط قبول الحديث من حيث السند و المتن حتى يعلم ما أقصده من التعارض الجوهري

--

فتحي الجزائري
2008-01-02, 13:26
السلام عليكم ورحمة الله

أخي الكريم بارك الله فيك ....أرجوا أن تكون طريقتك علمية في النقاش للأمور فهذا يساعدنا أكثر للوصول إلى طريق الحق

1- لنفرض صحة كلامك حول (( أن المذهب الأشعري هو مذهب أهل السنة و الجماعة و هو مذهب السواد الأعظم من المسلمين ))
هل كثرة المنتسبين إلى منهج معين يدل على صحته ....إذا فالصينيون أولى بالإتباع على حسب كلامك .....

2- أما بالنسبة لقضية العلو .....(( أن الله في السماء)) وهو جواب أهل السنة والجماعة والسلف الصالح ولبّ الكلام هو أن المقصود بكلمة (السماء) يراد بها العلو والسمو, أي أن الله في الأعلى ولا يراد التحجيم والتحييز، وحاشا لله أن يكون كذلك فالله عز وجل لا سماء تظلّه أو تقلّه وهذا مخالف للعقل والفطرة، ويجوز أن يكون لفظ (في) بمعنى لفظ (على) ودليل ذلك قوله تعالى: {فسيحوا في الأرض} وقوله: {ولأصلبنكم في جذوع النخل} والمعنى على الأرض وعلى الجذوع لا فيها، ومن سمع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلام السلف الصالح وجد فيه إثبات الفوقية مالا ينحصر

3- لقد قلت عن كلامي بأنه تأويل .....نحن لاننكر على أهل التأويل تأويلهم، إنما ننكر على أهل التأويل تأويلهم الذي لادليل عليه، لأنه إذا لم يكن عليه دليلٌ صار تحريفاً وليس تأويلاً، أما التأويل الذي دلّ عليه الدليل فإنه يعتبر من تفسير الكلام، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "اللَّهُمَّ فَقِّههُ فِي الدِّيْنِ وَعَلِّمْهُ التَّأوِيْلَ"[1][105].......

4- لم أقصد كم فهمت من لفظ الفرقة و الأمة ....بل قصدت أن العبرة بمن لزم الحق، من لزمه ولو كان واحدا ولو كانت فرقة واحدة أو غيرها من المصطلاحات فهم الجماعة التي يحق أن يقال عليها أهل السنة والجماعة

5- قولك (( في رأيك يا أخي القرآن أقل دورا من الإنجيل و التورات في جمع الناس على هداية واحدة )) من قال ذلك هل قلته أنا ......ولكن التفرق لم يحصل بسبب أن دور القرآن أقل اهمية لا ولكن ان بعض المسلمين إبتعدوا عن الفهم الصحيح وذهبوا إلى التكلف في فهم النصوص لذلك تفرقوا ......وأكبرمثال على ذلك الشيعة ...

6- قوله عليه السلام : " لا تجتمع أمتي على ضلالة " ، لا يعني الإجماع . أي إجماع الأمة ، أوإجماع علماء الأمة ، أو إجماع الصحابة .

لو فرضنا أن عدد الصحابة في زمن ما وهم مجتمعون في مكان ما (100) صحابي مثلاً ، وطُرِحت مسألة بين أيديهم فاختلفوا على قولين ، نفترض أن (99) صحابياً كانوا على رأي ، وصحابي واحد كان على رأي آخر ، فهنا يمكن أن نتصور أن هذا الصحابي الحق معه ، والصحابة الآخرون الخطأ معهم ، هنا يصدق قوله عليه السلام " لا تجتمع أمتي على ضلالة " ، فلما كان من الثابت عندنا أن الترجيح بالأكثرية ليس مرجحاً فإذن يمكن أن يكون الحق مع الأقلية ، والخطأ مع الأكثرية .

فلو كان الحق مع الأكثرية ، ما اجتمعت الأمة على ضلالة ، ولو كان الحق مع الفرد فكما يقول يقول ابن مسعود : الجماعة من كان معه الحق ولو كان واحداً .

7- أما قضية عدد الفرق وانها لا تطابق العدد الموجود في الحديث ....ليس هذا من باب الحصر؛ لأن الفرق كثيرة جدًا، إذا طالعتم في كتب الفرق وجدتم أنهم فرق كثيرة، لكن - والله أعلم - ان هذه الثلاث والسبعين هي أصول الفرق، ثم تشعبت منها فرق كثيرة‏.‏
وما الجماعات المعاصرة الآن، المخالفة لجماعة أهل السنة؛ إلا امتداد لهذه الفرق، وفروع عنها‏.‏
فالأولي: أن نقول : إن هذه الفرق غير معلومة لنا، ولكننا نقول: بلا شك أنها فرق خرجت عن الصراط المستقيم، منها ما خرج فأبعد، ومنها ما خرج خروجاً متوسطاً، ومنها ما خرج خروجاً قريباً، ونلزم بحصرها، لأنه ربما يخرج فرق تنتسب للأمة الإسلامية غير التي عدها العلماء، كما هو الواقع، فقد خرج فرق تنتسب إلي الإسلام من غير الفرق التي كانت قد عدت في عهد العلماء السابقين.
وعلى كل حال، فالرسول عليه الصلاة والسلام أخبر أن أمته أمة الإجابة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، كلها ضالة، وفي النار، إلا واحدة

8- أما قولك بعد إنقسام اليهود والنصارى إلى هذا العدد من فرق ....فالجواب نفسه بالنسبة للفرق الإسلامية ....وأعلم أن ما لم نستطع معرفته وتفسيره ليس دليل رده .....فنحن لا نعرف متى الساعة ..فهل نردها وننفيها .....

نادية مجدوبي
2008-01-02, 18:25
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله على نعمة الاسلام والصلاة والسلام على امام كل امام، سيدنا ومولانا وحبيبنا وقرة أعيننا وشفيعنا يوم الزحام، النبي العربي محمد الصادق الأمين وعلى آله وصحابته الكرام، وعلى من تمسك بهم ونهج منهجهم الى يوم الجمع والسؤال .

السلام عليكم اخواني،أخي المحترم BFDZ حقيقة لا يصح أن يقال عن ملك الملوك بأنه " متشتت " ولو مثالا، سبحانه وتعالى نسأله المغفرة والفتح من عنده جل وعلا .

فالحمد لله اعلم بأن الأشاعرة هم السواد الأعظم أغلب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها هم اما أشاعرة أو ماترودية، وكلاهما ولله الحمد واحد ينزهون الخالق عن الجهة والمكان.. .

أما لا تتبع السادة الأشاعرة فهذا من حقك ومن شأنك لكن لا تخرجهم من دائرة السنة المطهرة لأنهم أهل سنة وجماعة الى أن يرث الله الأرض ومن عليها بشهادة فطاحل علماء الأمة رحمهم الله .

أما السؤال الذي طرحته فسوف أحاول الاجابة عنه باختصار شديد ان شاء الله .

-- أما اثبات المكان لله تعالى يقتضي اثبات الجهة التي نفاها "" علماء الاسلام عن الله تعالى سلفهم وخلفهم كما قال أبو جعفر الطحاوي في كتابه المسمى " العقيدة الطحاوية " والذي ذكر فيه أنه بيان عقيدة أهل السنة والجماعة : " لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات "، فتبين أن نفي تحيز الله تعالى في جهة هو عقيدة السلف الصالح رحمهم الله، وقد بين أن هذا معتقد الامام أبي حنيفة وصاحبيه الذين ماتوا في القرن الثاني خاصة ومعتقد أهل السنة عامة .

وأما حديث النزول الذي رواه الامامان البخاري ومسلم وغيرهما، ولفظ البخاري : حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن ابن شهاب عن أبي سلمة وأبي عبد الأغر، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :" ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة الى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الأخير يقول : من يدعوني فأستجيب له ومن يسألني فأعطيه ومن يستغفرني فأغفر له :" صحيح الامامان رضي الله عنهما .

فلا يجوز أن يحمل على ظاهره لاثبات النزول من علو الى أسفل في حقه جل وعلا .
قال الامام النووي في شرحه على صحيح مسلم : " هذا الحديث من أحاديث الصفات، وفيه مذهبان مشهوران للعلماء: أحدهما: وهو مذهب جمهور السلف وبعض المتكلمين أنه يؤمن بأنها حق على ما يليق بالله تعالى وأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد، ولا يتكلم في تأويلها مع اعتقاد تنزيه الله تعالى عن صفات المخلوقين وعن الانتقال والحركات وسائر سمات الخلق .

والثاني مذهب أكثر المتكلمين وجماعات من السلف وهو محكي هنا عن الامام مالك والامام الأوزاعي أنها تتأول على ما يليق بها بحسب مواطنها، فعلى هذا تأولوا هذا الحديث تأويلين أحدهما : تأويل الامام مالك بن أنس وغيره : معناه تنزل رحمته وأمره وملائكته، كما يقال فعل السلطان كذا اذا فعله أتباعه بأمره، والثاني : أنه على الاستعارة ومعناه الاقبال على الداعين بالاجابة واللطف .
ويبطل هذا ما ذهبت اليه المشبهة من اعتقاد نزول الله تعالى بذاته الى السماء الدنيا، فيكون المعنى نزول الملك بأمر الله سبحانه وتعالى .
فالآيات والأحاديث الموهم ظاهرها تشبيه الله تعالى بخلقه لا بد من تأويلها على معنى لائق بالله جل وعلا أو الامتناع عن التأويل واعتقاد تنزيه الله تعالى عن صفات الحدوث والمخلوقين .

فالأئمة مرادهم نفي الجسمية وصفاتها عن الله تعالى أي أن النصوص الواردة في القرءان العظيم ليس معانيها الجسمية وصفاتها من حركة وسكون لأن الله عز وجل نفى الجسمية وصفاتها عن نفسه بقوله جل وعلا : " ليس كمثله شيء ." وأراد الأئمة رد تلك النصوص الى هذه الآية المحكمة، أما المشبهة فيريدون بذلك اثبات الكيف لله تعالى لكن يوهمون على الناس بقولهم ان هذه النصوص محمولة على الجسمية وصفات الجسمية لكن لا نعرف كيفية تلك الكيفية .
مثلا قولهم ان استواء الله على العرش جلوس لكن لا كجلوسنا ويستشهدون لذلك بقول بعض الأئمة :" لله وجه لا كوجوهنا ويد لا كأيدينا وعين لا كأعيننا ."
فالجلوس لا يكون الا على اتصال جسم بجسم وهذا محال على الله جل وعلا .
وقوله تعالى : " كل شيء هالك الا وجهه ." كما فسره الامام سفيان الثوري في تفسيره والامام البخاري في جامعه : المعنى الا ملكه ، ويطلق الوجه اذا أضيف الى الله بمعنى ما يقرب الى الله من الأعمال الصالحة .
وأما اليد فلها في لغة العرب معان منها تأتي بمعنى الجارحة التي هي مركبة في الانسان والبهائم و ...
وتأتي بمعنى غير الجرم كالقوة، وتأتي بمعنى " العهد " .
وأما العين فتطلق في لغة العرب على الجرم كعين الانسان والحيوانات ، وتطلق على الذهب، وتطلق على الجاسوس، وتطلق على الماء النابع، وتطلق بمعنى " الحفظ " .

فائدة : ويلزم من التمسك بظاهر رواية الامام البخاري والامام مالك وغيرهما لحديث النزول المشهور أن يكون الله فيما بين النصف الثاني من الليل والفجر مستمرا في النزول والصعود ان حملوا النزول بالنسبة لكل أرض، وذلك أن الليل يختلف باختلاف البلاد فنصف الليل في بلد هو أو النهار في بلد آخر وقد يكون في أرض أول الليل أو أقل أو أكثر، وان حملوا النزول بأرض واحدة، والحديث ليس فيه بأرض واحدة .

وللحديث بقية تحياتي الأخوية والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

فتحي الجزائري
2008-01-02, 20:24
أختي الكريمة أرجوا منك أن تتمعني معي جيدا ...لأني أتمعن و أقرأ ردك عدة مرات كي أتكلم عسى أن أجد فيه الحق الذي أبحث عليه .....
حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له". رواه البخاري؟

هذا الحديث حديث عظيم ذكر بعض أهل العلم أنه بلغ حد التواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا شك أنه حديث مستفيض مشهور، وقد شرحه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بكتاب مستقل، لما فيه من الفوائد العظيمة، ففيه ثبوت النزول لله سبحانه وتعالى لقوله: "يتنزل ربنا" والنزول من صفات الله الفعلية، لأنه فعل وهذا النزول نزول الله نفسه حقيقة، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أضافه إلى الله، ونحن نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم أعلم الناس بالله، ونعلم كذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم أفصح الخلق، ونعلم كذلك أنه صلى الله عليه وسلم أصدق الخلق فيما يخبر به، فليس في كلامه شيء من الكذب، ولا يمكن أن يتقول على الله تعالى شيئاً لا في أسمائه، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، ولا في أحكامه، قال الله تعالى (( ولو تقول علينا بعض الأقاويل . لأخذنا منه باليمين . ثم لقطعنا منه الوتين )) . ونعلم كذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصح الخلق، وأنه، صلى الله عليه وسلم لا يساويه أحد من الخلق في النصحية للخلق، ونعلم كذلك أنه صلى الله عليه وسلم لا يريد من العباد إلا أن يهتدوا، وهذا من تمام نصحه أنه لا يريد منهم أن يضلوا، فهو عليه الصلاة والسلام، أعلم الخلق بالله، وأنصح الخلق للخلق، وأفصح الخلق فيما ينطق به، وكذلك لا يريد إلا الهداية للخلق فإذا قال: " ينزل ربنا " فإن أي إنسان يقول : خلاف ظاهر هذا اللفظ قد اتهم النبي صلى الله عليه وسلم إما بأنه غيرعالم، فمثلاً إذا قال: المراد ينزل أمره. نقول : أنت أعلم بالله من رسول الله صلى الله عليه وسلم فالرسول يقول : " ينزل ربنا " وأنت تقول : ينزل أمره أأنت أعلم أم رسول الله؟ ! أو أنه اتهمه بأنه لا يريد النصح للخلق حيث عمى عليهم فخاطبهم بما يريد خلافه، ولا شك أن الإنسان الذي يخاطب الناس بما يريد خلافه غير ناصح لهم أو نقول : أنت الآن اتهمت الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه غير فصيح بل هو عيي يريد شيئاً ولكن لا ينطق به، يريد ينزل أمر ربنا ولكن يقول : ينزل ربنا لأنه لا يفرق بين هذا وهذا، فكلامك هذا لا يخلو من وصمة الرسول صلى الله عليه وسلم فعليك أن تتقي الله، وأن تؤمن بما قال الرسول صلى الله عليه وسلم من أن الله تعالى نفسه ينزل حقيقة.

فتحي الجزائري
2008-01-02, 20:48
أختي الكريمة .....أما بخصوص قضية علو الله تعالى فهذه مجموعة من الأدلة المتنوعة .....وأرجوا أنه إذا وجد عندك أي إشكال في فهم أي شيء أن لاتترددي بطرح السؤال بارك الله فيك ......

علو الله سبحانه ثابت في الكتاب والسنة والعقل والفطرة :
أما كتاب الله : فهو مملوء بالنصوص الدالة على علوه سبحانه وتعالى بذاته فوق جميع مخلوقاته بأساليب مختلفة وصيغ متعددة ..

أولا : التصريح باستوائه على عرشه جاء ذلك في سبعة مواضع في القرآن العزيز ..
ثانيا : التصريح بلفظ العلي والأعلى، قال تعالى {وهو العلي العظيم} [النساء] . وقال تعالى {له ما في السموات وما في الأرض وهو العلي العظيم} [الشورى] . وقال تعالى {سبح اسم ربك الأعلى} [الأعلى] . وقال تعالى {إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى} [الليل] .
ثالثا : التصريح بلفظ الفوقية في عدة مواضع .. قال تعالى {وهو القاهر فوق عباده} [الأنعام] . وقال تعالى {يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون} [النحل] .
رابعا : التصريح بصعود الأشياء إليه سبحانه .. قال سبحانه وتعالى {إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} [فاطر] . وقال تعالى {وإذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلى} [آل عمران] . وقال تعالى {بل رفعه الله إليه} [النساء]. وقال تعالى {تعرج الملائكة والروح إليه} [المعارج] .
خامسا : التصريح بنزول الأشياء من عنده. قال تعالى {حم * تنـزيل الكتاب من الله العزيز العليم} [غافر]. وقال تعالى {حم * تنـزيل من الرحمن الرحيم} [فصلت] .. ووجه الاستدلال بهذين النوعين الرابع والخامس أنه لا يعقل الصعود والرفع إلا من أسفل إلى أعلى، ولا يعقل النزول والتنـزيل إلا من أعلى إلى أسفل ..
سادسا : التصريح بأنه سبحانه وتعالى في السماء .. قال تعالى {ءأمنتم من في السماء} إلى قوله سبحانه {أم أمنتم من في السماء} الملك .

أما السنة : فهي طافحة بالأحاديث الدالة على علو الله على خلقه .. منها أولا : إخباره صلى الله عليه وسلم أن الله في السماء، قال عليه الصلاة والسلام: ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء. وقال عليه والصلاة والسلام للجارية: أين الله؟ قالت في السماء، قال من أنا؟ قالت: أنت رسول الله ، قال اعتقها فإنها مؤمنة .. وجه الاستدلال من هذا الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد لها بالإيمان لما قالت الله في السماء .. ثانيا : قال عليه الصلاة والسلام في رقية المريض: ربنا الله الذي في السماء .. ثالثا : لما خطب صلى الله عليه وسلم في المجمع العظيم في الحج قال: هل بلغت؟ قالوا نعم . فرفع إصبعه إلى السماء فقال : اللهم اشهد .

أما العقل : فإنه يدل على أن الله سبحانه وتعالى في العلو وذلك عن طريق السبر والتقسيم، بأن يقال لمنكر علو الله : إما أن يكون الله سبحانه موجودا وإما أن يكون غير موجود - تعالى الله عن ذلك - وعلى كلا التقديرين يُلزم منكر العلو ببطلان قوله، لأنه لا يخلو إما أن يكون الله في العلو أو في السُفل، وكونه في السُفل باطل لأنه يلزم منه أن يكون الله حالا في مخلوقاته وهذا كفر بإجماع السلف، فلم يبقى إلا القسم الثاني وهو كونه سبحانه وتعالى في العلو، فيتعين اعتقاد العلو .. ثانيا : عن طريق السبر والتقسيم أيضا : بأن يقال لا يخلو الحال من أن يكون الله فوق أو تحت أو يمين أو يسار أو أمام أو خلف فينظر عند السبر أي الجهات أشرف فنجد أن العلو هو الأشرف والله سبحانه وتعالى مستحق للأشرف ، فيتعين كونه في جهة العلو ..

أما الفطرة : فإن العقلاء جميعهم مفطورون على التوجه إلى العلو عند الدعاء واللّجاء والاضطرار، مما يدل قطعا على أن الله في العلو، يشهد لذلك ما جرى بين الهمذاني والجويني حيث جاء الهمذاني إلى مجلس الجويني وهو يدرس تلامذته ويقرر مسألة نفي علو الله على خلقه، فقال الهمذاني للجويني : يا أستاذ أخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في نفوسنا فإنه ما توجه إنسان إلى الله قط إلا ويجد ضرورة في نفسه أن الله في جهة العلو .. فنـزل الجويني عن كرسيه وضرب على رأسه وقال : حيرني الهمذاني حيرني الهمذاني .

وبالله التوفيق .....

free2hicho
2008-01-02, 21:27
بارك الله فيكم على الحوار الهادئ

فتحي الجزائري
2008-01-02, 22:13
وفيك بارك الله أخي الكريم ....ونسأل الله التوفيق لنا ولكم

نادية مجدوبي
2008-01-02, 23:52
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله على نعمة الاسلام والصلاة والسلام على امام كل امام، سيدنا ومولانا وحبيبنا وقرة أعيننا وشفيعنا يوم الزحام، النبي العربي محمد الصادق الأمين وعلى آله وصحابته الكرام، وعلى من تمسك بهم ونهج منهجهم الى يوم الجمع والسؤال .

السلام عليكم اخواني،أخي المحترم BFDZ وأشكرك على ردك، أعلم أخي لا أحد يشكك في صدق أو تبليغ أو أمانة أو اتمام رسالة.. النبي صلى الله عليه وسلم ، لكن ربما قد وضحت في مداخلات سابقة بأن الاشكالات العقدية لم تكن في زمانه صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة رضوان الله عليهم، لكنها للأسف حدثت بعده وبالتحديد بعد الأئمة الأربعة كما تعلم وكانوا معروفين بالمثبة ولما حدث ما حدث وظهر الامام الأشعري صحح ونهج منهج السلف الصالح ولما كثر أتباعه وحاربوا البدع عرفوا عن غيرهم بأنهم أشاعرة فاذن من قيل عنه أشعري فهو مثبت ومن قيل عنه مثبت فهو سالك مسلك السلف الصالح ان شاء الله . لكن هل نفهم القرءان الكريم كما فهمه الأئمة الأربعة ؟ لا . هل الأئمة الأربعة فهموا القرءان الكريم كما فهمه الصحابة رضوان الله عليهم ؟ لا . هل فهم القرءان الكريم أحد من الصحابة الكرام كما فهمه النبي صلى الله عليه وسلم ؟ لا . فافهم .

يا أخي لم أنقل الا ما هو ثابت من أقوال الائمة الذين ذكرتهم رحمهم الله .

نحن ولله الحمد ننفي الجهة والحد وجهة فوق وأسفل أو النزول أو الحركة ، لله تعالى وهذا معتقد امامي أبو الحسن الأشعري رضي الله عنه .

وجود الله تعالى ذاتي بمعنى أن وجود الله تعالى لذاته لا لعلة، أي أن التغير ليس مؤثرا في وجوده تعالى، وليس المراد أن الذات أثرت في نفسها، اذ لا يقوله عاقل وانما ضاق عليهم التعبير فثمرة القيد تظهر في المحترز . أما الوجود غير الذاتي كوجودنا فهو بايجاده تعالى، ومن اللفظ الموهم ما شاع على ألسنة العوام من قولهم " يا موجود في كل موجود " ففيه اشارة الى وحدة الوجود، لكنه ممتنع لايهامه الحلول، واعتقاد حلول الله تعالى في مخلوقاته كفر . وكفرت النصارى لما قالوا : ان الله هو المسيح .
قال تعالى :" لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم ." صدق الله العظيم .

وأما تعيين جهة الفوق بحديث الجارية فقد قال بعض العلماء: ان الرواية الموافقة للأصول هي رواية الامام مالك في الموطأ : ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال لها : " أتشهدين أن لا اله الا الله " قالت : نعم ، قال : " أتشهدين أني رسول الله " قالت نعم أخرجها أحمد " مسند أحمد " والامام مالك
أما أحمد فأخرج عن رجل من الأنصار أنه جاء بأمة سوداء فقال : يا رسول الله أن علي رقبة مؤمنة فان كنت ترى هذه مؤمنة فأعتقها، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتشهدين أن لا اله الا الله "، قالت نعم ، قال :" أتشهدين أني رسول الله " قالت نعم قال : " أعتقها " .

ثم أن رواية مسلم فيها مخالفة للأصول، فانه لا يحكم بالايمان والاسلام لشخص يريد الدخول في الاسلام الا بالشهادتين كما نص على ذلك علماء الاسلام، فالقول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كما في رواية مسلم حكم بمجرد الاشارة الى السماء بالاسلام مخالف للأصول .
وأن عددا من أحاديث مسلم ردها علماء الحديث الشريف
ومن لم يضعف رواية مسلم هذه من المحدثين فمن كان من أهل التنزيه أول كلمة " أين الله " بما تعظيمك لله " والاشارة الى السماء معناه رفيع القدر جدا

وانه لو كان فهمه لتلك النصوص على حسب الظواهر لم يكن للنهي عن التفكر في الذات معنى، ولو كان الصواب ما تفهمه المشبهة من تلك النصوص، ولم يكن لانزعاج امامنا مالك رضي الله عنه حين سئل عن الاستواء حتى أخذته الرخصاء ...
مسند أحمد 3- 451و 452
موطأ الامام مالك : كتاب العتابة والولاء .

يقول النبي صلى الله عليه وسلم : " أنت الظاهر فليس فوقك شيء ، وأنت الباطن فليس دونك شيء."
واذا لم يكن فوقه شيء ولا دونه شيء فاذن ليس في مكان .

والسلام عليكم أخواني نحبكم في الله لا غير ونسألكم الدعاء

فتحي الجزائري
2008-01-03, 00:34
أعجبني سؤال وجوابه للشيخ العثيمين رحمه الله فأرجوا منكم أن تطلع عليه بارك الله فيكم ......

السؤال : قد عرفنا بطلان مذهب أهل التأويل في باب الصفات، ومن المعلوم أن الأشاعرة من أهل التأويل فكيف يكون مذهبهم باطلاً وقد قيل: إنهم يمثلون اليوم خمسة وتسعين بالمائة من المسلمين؟!

وكيف يكون باطلاً وقدوتهم في ذلك أبو الحسن الأشعري؟

وكيف يكون باطلاً وفيهم فلان وفلان من العلماء المعروفين بالنصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم؟

قلنا: الجواب عن السؤال الأول: أننا لا نسلم أن تكون نسبة الأشاعرة بهذا القدر بالنسبة لسائر فرق المسلمين، فإن هذه دعوى تحتاج إلى إثبات عن طريق الإحصاء الدقيق.

ثم لو سلمنا أنهم بهذا القدر أو أكثر فإنه لا يقتضي عصمتهم من الخطأ؛ لأن العصمة في إجماع المسلمين لا في الأكثر.

ثم نقول: إن إجماع المسلمين قديماً ثابت على خلاف ما كان عليه أهل التأويل، فإن السلف الصالح من صدر هذه الأمة "وهم الصحابة" الذين هم خير القرون والتابعون لهم بإحسان وأئمة الهدى من بعدهم كانوا مجمعين على إثبات ما أثبته الله لنفسه أو أثبته له رسوله من الأسماء والصفات، وإجراء النصوص على ظاهرها اللائق بالله تعالى من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.

وهم خير القرون بنص الرسول صلى الله عليه وسلم، وإجماعهم حجة ملزمة؛ [لأنه مقتضى الكتاب والسنة، وقد سبق نقل الإجماع عنهم في القاعدة الرابعة من قواعد نصوص الصفات.

والجواب عن السؤال الثاني: أن أبا الحسن الأشعري وغيره من أئمة المسلمين لا يدعون لأنفسهم العصمة من الخطأ، بل لم ينالوا الإمامة في الدين إلا حين عرفوا قدر أنفسهم ونزلوها منزلتها وكان في قلوبهم من تعظيم الكتاب والسنة ما استحقوا به أن يكونوا أئمة، قال الله تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ)(210). وقال عن إبراهيم: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ* شَاكِراً لَأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(211).

ثم إن هؤلاء المتأخرين الذين ينتسبون إليه لم يقتدوا به الاقتداء الذي ينبغي أن يكونوا عليه، وذلك أن أبا الحسن كان له مراحل ثلاث في العقيدة:

المرحلة الأولى: مرحلة الاعتزال: اعتنق مذهب المعتزلة أربعين عاماً يقرره ويناظر عليه، ثم رجع عنه وصرح بتضليل المعتزلة وبالغ في الرد عليهم(212).

المرحلة الثانية: مرحلة بين الاعتزال المحض والسنة المحضة سلك فيها طريق أبي محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب(213). قال شيخ الإسلام ابن تيميه ص471 من المجلد السادس عشر من مجموع الفتاوى] لابن قاسم: "والأشعري وأمثاله برزخ بين السلف والجهمية أخذوا من هؤلاء كلاماً صحيحاً ومن هؤلاء أصولاً عقلية ظنوها صحيحة وهي فاسدة". أهـ.

المرحلة الثالثة: مرحلة اعتناق مذهب أهل السنة والحديث مقتدياً بالإمام أحمد بن حنبل رحمه الله كما قرره في كتابه: (الإبانة عن أصول الديانة) وهو من آخر كتبه أو آخرها.

قال في مقدمته: (جاءنا - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - بكتاب عزيز، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، جمع فيه علم الأولين، وأكمل به الفرائض والدين، فهو صراط الله المستقيم، وحبله المتين، من تمسك به نجا، ومن خالفه ضل وغوى وفي الجهل تردى، وحث الله في كتابه على التمسك بسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. فقال عز وجل: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا)(214). إلى أن قال: فأمرهم بطاعة رسوله كما أمرهم بطاعته، ودعاهم إلى التمسك بسنة نبيه صلى الله عليه وسلم كما أمرهم بالعمل بكتابه، فنبذ كثير ممن غلبت شقوته، واستحوذ عليهم الشيطان، سنن نبي الله صلى الله عليه وسلم وراء ظهورهم، وعدلوا إلى أسلاف لهم قلدوهم بدينهم ودانوا بديانتهم، وأبطلوا سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفضوها وأنكروها وجحدوها افتراءً منهم على الله (قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ).

ثم ذكر - رحمه الله - أصولاً من أصول المبتدعة، وأشار إلى بطلانها ثم قال: "فإن قال قائل: قد أنكرتم قول المعتزلة، والجهمية، والحرورية، والرافضة والمرجئة فعرفونا قولكم الذي به تقولون، وديانتكم التي بها تدينون؟

قيل له: قولنا الذي نقول به وديانتنا التي ندين بها التمسك بكتاب ربنا - عز وجل - وبسنة نبينا صلى الله عليه وسلم، وما روي عن الصحابة والتابعين وأئمة الحديث، ونحن بذلك معتصمون، وبما كان يقول به أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل - نضر الله وجهه ورفع درجته، وأجزل مثوبته - قائلون، ولمن خالف قوله مجانبون، لأنه الإمام الفاضل والرئيس الكامل" ثم أثنى عليه بما أظهر الله على يده من الحق وذكر ثبوت الصفات، ومسائل في القدر، والشفاعة، وبعض السمعيات، وقرر ذلك بالأدلة النقلية والعقلية.

والمتأخرون الذين ينتسبون إليه أخذوا بالمرحلة الثانية من مراحل عقيدته، والتزموا طريق التأويل في عامة الصفات، ولم يثبتوا إلا الصفات السبع المذكورة في هذا البيت:

حي عليم قدير والكلام له إرادة وكذاك السمع والبصر
على خلاف بينهم وبين أهل السنة في كيفية إثباتها.ولما ذكر شيخ الإسلام ابن تيميه ما قيل في شأن الأشعرية ص359 من المجلد السادس من مجموع الفتاوى لابن قاسم قال:

"ومرادهم الأشعرية الذين ينفون الصفات الخبرية، وأما من قال منهم بكتاب (الإبانة) الذي صنفه الأشعري في آخر عمره ولم يظهر مقالة تناقض ذلك فهذا يعد من أهل السنة. وقال قبل ذلك في ص310: وأما الأشعرية فعكس هؤلاء وقولهم يستلزم التعطيل، وأنه لا داخل العالم ولا خارجه، وكلامه معنى واحد، ومعنى آية الكرسي وآية الدين، والتوراة، والإنجيل واحد، وهذا معلوم الفساد بالضرورة". أهـ.

وقال تلميذه ابن القيم في النونية ص312 من شرح الهراس ط الإمام:

واعلم بأن طريقهم عكس الطريق المستقيم لمن له عينان
إلى أن قال:

فاعجب لعميان البصائر أبصروا كون المقلد صاحب البرهان

ورأوه بالتقليد أولى من سواه بغير ما بصر ولا برهان

وعموا عن الوحيين إذ لم يفهموا معناهما عجباً لذي الحرمان



وقال الشيخ محمد أمين الشنقيطي في تفسيره "أضواء البيان" ص319 جـ2 على تفسير آية استواء الله تعالى على عرشه التي في سورة الأعراف: "اعلم أنه غلط في هذا خلق لا يحصى كثرة من المتأخرين، فزعموا أن الظاهر المتبادر السابق إلى الفهم من معنى الاستواء واليد مثلاً في الآيات القرآنية هو مشابهة صفات الحوادث وقالوا: يجب علينا أن نصرفه عن ظاهره إجماعاً. قال: ولا يخفى على أدنى عاقل أن حقيقة معنى هذا القول أن الله وصف نفسه في كتابه بما ظاهره المتبادر منه السابق إلى الفهم الكفر بالله تعالى والقول فيه بما لا يليق به - جل وعلا-. والنبي صلى الله عليه وسلم الذي قيل له: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ). لم يبين حرفاً واحداً من ذلك مع إجماع من يعتد به من العلماء على أنه صلى الله عليه وسلم لا يجوز في حقه تأخير البيان عن وقت الحاجة إليه، وأحرى في العقائد لاسيما ما ظاهره المتبادر منه الكفر والضلال المبين حتى جاء هؤلاء الجهلة من المتأخرين فزعموا أن الله أطلق على الظاهر المتبادر كفر وضلال يجب صرف اللفظ، عنه، وكل هذا من تلقاء أنفسهم من غير اعتماد على كتاب أو سنة، سبحانك هذا بهتان عظيم. ولا يخفى أن هذا القول من أكبر الضلال ومن أعظم الافتراء على الله - جل وعلا - ورسوله صلى الله عليه وسلم.

والحق الذي لا يشك فيه أدنى عاقل أن كل وصف وصف الله به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم فالظاهر المتبادر منه السابق إلى فهم من في قلبه شيء من الإيمان هو التنزيه التام عن مشابهة شيء من صفات الحوادث. قال: وهل ينكر عاقل أن السابق إلى الفهم المتبادر لكل عاقل هو منافاة الخالق للمخلوق في ذاته وجميع صفاته؟ والله لا ينكر ذلك إلا مكابر.

والجاهل المفتري الذي يزعم أن ظاهر آيات الصفات لا يليق بالله، لأنه كفر وتشبيه، إنما جر إليه ذلك تنجيس قلبه بقذر التشبيه بين الخالق والمخلوق، فأداة شؤم التشبيه إلى نفي صفات الله - جل وعلا - وعدم الإيمان بها مع أنه - جل وعلا - هو الذي وصف بها نفسه، فكان هذا الجاهل مشبهاً أولاً، ومعطلاً ثانياً، فارتكب ما لا يليق بالله ابتداءً وانتهاءً، ولو كان قلبه عارفاً بالله كما ينبغي، معظماً لله كما ينبغي، طاهراً من أقذار التشبيه لكان المتبادر عنده السابق إلى فهمه أن وصف الله تعالى بالغ من الكمال والجلال ما يقطع أوهام علائق المشابهة بينه وبين صفات المخلوقين، فيكون قلبه مستعداً للإيمان بصفات الكمال والجلال الثابتة لله في القرآن الكريم والسنة الصحيحة، مع التنزيه التام عن مشابهة صفات الخلق على نحو قوله: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(215). أهـ. كلامه رحمه الله.

والأشعري أبو الحسن - رحمه الله - كان في آخر عمره على مذهب أهل السنة والحديث، وهو إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه في كتابه، أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف ولا تمثيل. ومذهب الإنسان ما قاله أخيراً إذا صرح بحصر قوله فيه كما هي الحال في أبي الحسن كما يعلم من كلامه في "الإبانة". وعلى هذا فتمام تقليده إتباع ما كان عليه أخيراً وهو التزام مذهب أهل الحديث والسنة؛ لأنه المذهب الصحيح الواجب الإتباع الذي التزم به أبو الحسن نفسه.

.

فتحي الجزائري
2008-01-03, 00:35
والجواب عن السؤال الثالث من وجهين:

الأول: أن الحق لا يوزن بالرجال، وإنما يوزن الرجال بالحق، هذا هو الميزان الصحيح وإن كان لمقام الرجال ومراتبهم أثر في قبول أقوالهم كما نقبل خبر العدل ونتوقف في خبر الفاسق، لكن ليس هذا هو الميزان في كل حال، فإن الإنسان بشر يفوته من كمال العلم وقوة الفهم ما يفوته، فقد يكون الرجل ديناً وذا خلق ولكن يكون ناقص العلم أو ضعيف الفهم، فيفوته من الصواب بقدر ما حصل له من النقص والضعف، أو يكون قد نشأ على طريق معين أو مذهب معين لا يكاد يعرف غيره فيظن أن الصواب منحصر فيه ونحو ذلك.

الثاني: أننا إذا قابلنا الرجال الذين على طريق الأشاعرة بالرجال الذين هم على طريق السلف وجدنا في هذه الطريق من هم أجل وأعظم وأهدى وأقوم من الذين على طريق الأشاعرة، فالأئمة الأربعة أصحاب المذاهب المتبوعة ليسوا على طريق الأشاعرة.

وإذا ارتقيت إلى من فوقهم من التابعين لم تجدهم على طريق الأشاعرة.

وإذا علوت إلى عصر الصحابة والخلفاء الأربعة الراشدين لم تجد فيهم من حذا حذو الأشاعرة في أسماء الله تعالى وصفاته وغيرهما مما خرج به الأشاعرة عن طريق السلف.

ونحن لا ننكر أن لبعض العلماء المنتسبين إلى الأشعري قدم صدق في الإسلام والذب عنه، والعناية بكتاب الله تعالى وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم رواية ودراية، والحرص على نفع المسلمين وهدايتهم،ولكن هذا لا يستلزم عصمتهم من الخطأ فيما أخطئوا فيه، ولا قبول قولهم في كل ما قالوه، ولا يمنع من بيان خطئهم ورده لما في ذلك من بيان الحق وهداية الخلق.ولا ننكر أيضاً أن لبعضهم قصداً حسناً فيما ذهب إليه وخفي عليه الحق فيه، ولكن لا يكفي لقبول القول حسن قصد قائله، بل لابد أن يكون موافقاً لشريعة الله - عز وجل - فإن كان مخالفاً لها وجب رده على قائله كائناً من كان؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد"(216).

ثم إن كان قائله معروفاً بالنصيحة والصدق في طلب الحق اعتذر عنه في هذه المخالفة وإلا عومل بما يستحقه بسوء قصده ومخالفته.

فإن قال قائل: هل تكفرون أهل التأويل أو تفسقونهم؟

قلنا: الحكم بالتكفير والتفسيق ليس إلينا بل هو إلى الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فهو من الأحكام الشرعية التي مردها إلى الكتاب والسنة، فيجب التثبت فيه غاية التثبت، فلا يكفر ولا يفسق إلا من دل الكتاب والسنة على كفره أو فسقه.

والأصل في المسلم الظاهر العدالة بقاء إسلامه وبقاء عدالته حتى يتحقق زوال ذلك عنه بمقتضى الدليل الشرعي. ولا يجوز التساهل في تكفيره أو تفسيقه؛ لأن في ذلك محذورين عظيمين:

أحدهما: افتراء الكذب على الله تعالى في الحكم، وعلى المحكوم عليه في الوصف الذي نبزه به.

الثاني: الوقوع فيما نبز به أخاه إن كان سالماً منه. ففي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما". وفي رواية: "إن كان كما قال وإلا رجعت عليه". وفيه عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "ومن دعا رجلاً بالكفر أو قال عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه"(217).

وعلى هذا فيجب قبل الحكم على المسلم بكفر أو فسق أن ينظر في أمرين:

أحدهما: دلالة الكتاب أو السنة على أن هذا القول أو الفعل موجب للكفر أو الفسق.

الثاني: انطباق هذا الحكم على القائل المعين أو الفاعل المعين بحيث تتم شروط التكفير أو التفسيق في حقه وتنتفي الموانع.

ومن أهم الشروط أن يكون عالماً بمخالفته التي أوجبت أن يكون كافراً أو فاسقاً؛ لقوله تعالى: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً)(218). وقوله: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ* إِنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ)(219).

ولهذا قال أهل العلم: لا يكفر جاحد الفرائض إذا كان حديث عهد بإسلام حتى يبين له.

ومن الموانع أن يقع ما يوجب الكفر أو الفسق بغير إرادة منه ولذلك صور:

منها: أن يكره على ذلك فيفعله لداعي الإكراه لا اطمئناناً به، فلا يكفر حينئذ؛ لقوله تعالى: (مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْأِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)(220).

ومنها: أن يغلق عليه فكره، فلا يدري ما يقول لشدة فرح أو حزن أو خوف أو نحو ذلك.

ودليله ما ثبت في صحيح مسلم عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قد أيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك! أخطأ من شدة الفرح"(221).

قال شيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله - ص180 جـ12 مجموع الفتاوى لابن قاسم: "وأما التكفير فالصواب أن من اجتهد من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وقصد الحق فأخطأ لم يكفر بل يغفر له خطؤه، ومن تبين له ما جاء به الرسول فشاق الرسول من بعد ما تبين له الهدى واتبع غير سبيل المؤمنين فهو كافر، ومن اتبع هواه وقصر في طلب الحق وتكلم بلا علم فهو عاص مذنب ثم قد يكون فاسقاً. وقد يكون له حسنات ترجح على سيئاته".أهـ.

وقال في ص229 جـ3 من المجموع المذكور في كلام له: "هذا مع أني دائماً ومن جالسني يعلم ذلك مني أني من أعظم الناس نهياً عن أن ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية، إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافراً تارة وفاسقاً أخرى وعاصياً أخرى، وإني أقرر أن الله قد غفر لهذه الأمة خطأها وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية والمسائل العملية. وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر ولا بفسق ولا بمعصية. وذكر أمثلة ثم قال:

"وكنت أبين أن ما نقل عن السلف والأئمة من إطلاق القول بتكفير من يقول كذا وكذا فهو أيضاً حق لكن يجب التفريق بين الإطلاق والتعيين، إلى أن قال:

والتكفير هو من الوعيد؛ فإنه وإن كان القول تكذيباً لما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن قد يكون الرجل حديث عهد بإسلام أو نشأ ببادية بعيدة، ومثل هذا لا يكفر بجحد ما يجحده حتى تقوم عليه الحجة، وقد يكون الرجل لم يسمع تلك النصوص، أو سمعها ولم تثبت عنده أو عارضها عنده معارض آخر، أوجب تأويلها وإن كان مخطئاً.

وكنت دائماً أذكر الحديث الذي في الصحيحين في الرجل الذي قال: "إذا أنا مت فأحرقوني، ثم اسحقوني، ثم ذروني في اليم، فوالله لئن قدر الله عليَّ ليعذبني عذاباً ما عذبه أحداً من العالمين. ففعلوا به ذلك فقال الله: ما حملك على ما فعلت؟ قال: خشيتك. فغفر له"(222).

فهذا رجل شك في قدرة الله وفي إعادته إذا ذرى بل اعتقد أنه لا يعاد، وهذا كفر باتفاق المسلمين، لكن كان جاهلاً لا يعلم ذلك، وكان مؤمناً يخاف الله أن يعاقبه فغفر له بذلك.

والمتأول من أهل الاجتهاد الحريص على متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم أولى بالمغفرة من مثل هذا".أهـ.

وبهذا علم الفرق بين القول والقائل، وبين الفعل والفاعل، فليس كل قول أو فعل يكون فسقاً أو كفراً يحكم على قائله أو فاعله بذلك.

قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله ص165 جـ35 من مجموع الفتاوى: "وأصل ذلك أن المقالة التي هي كفر بالكتاب والسنة والإجماع، يقال هي كفر قولاً يطلق كما دلت على ذلك الدلائل الشرعية، فإن الإيمان من الأحكام المتلقاة عن الله ورسوله، ليس ذلك مما يحكم فيه الناس بظنونهم وأهوائهم، ولا يجب أن يحكم في كل شخص قال ذلك بأنه كافر حتى يثبت في حقه شروط التكفير وتنتفي موانعه، مثل من قال: إن الخمر أو الربا حلال لقرب عهده بالإسلام أو لنشوئه في بادية بعيدة، أو سمع كلاماً أنكره ولم يعتقد أنه من القرآن الكريم ولا أنه من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كان بعض السلف ينكر أشياء حتى يثبت عنده أن النبي صلى الله عليه وسلم قالها. إلى أن قال: فإن هؤلاء لا يكفرون حتى تقوم عليهم الحجة بالرسالة كما قال الله تعالى: (لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ )(223). وقد عفا الله لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان.أهـ.

وبهذا علم أن المقالة أو الفعلة قد تكون كفراً أو فسقاً، ولا يلزم من ذلك أن يكون القائم بها كافراً أو فاسقاً إما لانتفاء شرط التكفير أو التفسيق أو وجود مانع شرعي يمنع منه. لكن من انتسب إلى غير الإسلام أعطي أحكام الكفار في الدنيا، ومن تبين له الحق فأصر على مخالفته تبعاً لاعتقاد كان يعتقده أو متبوع كان يعظمه أو دنيا كان يؤثرها فإنه يستحق ما تقتضيه تلك المخالفة من كفر أو فسوق. فعلى المؤمن أن يبني معتقده وعمله على كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فيجعلهما إماماً له يستضيء بنورهما، ويسير على منهاجهما؛ فإن ذلك هو الصراط المستقيم الذي أمر الله تعالى به في قوله: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)(224).

وليحذر ما يسلكه بعض الناس من كونه يبني معتقده أو عمله على مذهب معين، فإذا رأى نصوص الكتاب والسنة على خلافه حاول صرف هذه النصوص إلى ما يوافق ذلك المذهب على وجوه متعسفة، فيجعل الكتاب والسنة تابعين لا متبوعين، وما سواهما إماماً لا تابعاً! وهذه طريق من طرق أصحاب الهوى؛ لا أتباع الهدى، وقد ذم الله هذه الطريق في قوله: (وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ)(225).

والناظر في مسالك الناس في هذا الباب يرى العجب العجاب، ويعرف شدة افتقاره إلى ربه فهو حري أن يستجيب الله تعالى له سؤله، يقول الله تعالى: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ)(226).

فنسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن رأى الحق حقاً واتبعه، ورأى الباطل باطلاً واجتنبه. وأن يجعلنا هداة مهتدين، وصلحاء مصلحين وألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا، ويهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب. والحمد لله رب العالمين الذي بنعمته تتم الصالحات، والصلاة والسلام على نبي الرحمة وهادي الأمة إلى صراط العزيز الحميد بإذن ربهم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

تم في اليوم الخامس عشر من شهر شوال سنة 1404هـ

بقلم مؤلفه الفقير إلى الله

محمد الصالح العثيمين

.................................................. ....................


(210) سورة السجدة، الآية: 24.

(211) سورة النحل، الآيتان: 120 - 121.

(212) "مجموع الفتاوى" لشيخ الإسلام ابن تيميه ص72 جـ4.

(213) "مجموع الفتاوى" ص556 جـ5.

(214) سورة الحشر، الآية: 7.

(215) سورة الشورى، الآية: 11.

(216) رواه مسلم، كتاب الأفضية (178).

(217) رواه مسلم، كتاب الإيمان (60، 61).

(218) سورة النساء، الآية: 115.

(219) سورة التوبة، الآيتان: 115، 116.

(220) سورة النحل، الآية: 106.

(221) رواه مسلم، كتاب التوبة (2745 - 2747).

(222) رواه البخاري، كتاب الرقاق (6481)، ومسلم، كتاب التوبة (2756، 2757).

(223) سورة النساء، الآية: 165.

(224) سورة الأنعام، الآية: 153.

(225) سورة المؤمنين، الآية: 71.

(226) سورة البقرة، الآية: 186

نادية مجدوبي
2008-01-03, 00:54
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله على نعمة الاسلام والصلاة والسلام على امام كل امام، سيدنا ومولانا وحبيبنا وقرة أعيننا وشفيعنا يوم الزحام، النبي العربي محمد الصادق الأمين وعلى آله وصحابته الكرام، وعلى من تمسك بهم ونهج منهجهم الى يوم الجمع والسؤال .

السلام عليكم اخواني،أخي المحترم Bfdz

أخي وحدة وحدة حتى أتابعك ان شاء الله ، والحمد لله هذه شهادة أعتز بها وتثلج صدري بالعدد الهائل للسادتي الأشاعرة حشرني الله تعالى في زمرتهم آمين .
أخي يرحمك الله الامام الأشعري تابع للأئمة الأربعة فلا توهموا من يتابعنا وان كان غير ذلك فهل ادعى أحد من الأئمة الأربعة تحيز خالقنا في جهة فوق ؟؟
وهل قال أحد من أئمتنا الأربعة بجلوس خالقنا فوق العرش ؟؟
وهل قال أحد من الأئمة الأربعة بأن خالقنا في السماء ؟؟

فاذن العدد الهائل من الاشاعرة لابد وأنه تابع للأئمة الأربعة ولا الى الامام بن تيمية رحمهم الله جميعا
فالحمد لله على نعمة التنزيه

والسلام عليكم جميعا

نادية مجدوبي
2008-01-03, 01:07
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين اللهم صل وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى الصحابة أجمعين
قال الشيخ العلامه ابن عثيمين في القواعد المثلى(صــ85-86)
((إن ابا الحسن الاشعري كان له ثلاث مراحل في العقيده
المرحله الاولى:مرحلة الاعتزال
المرحله الثانيه:مرحلة مابين الاعتزال المحض والسنة المحضة سلك فيها طريق ابي عبد الله عبد الله بن سعيد بن كُلاب
المرحلة الثالثه:مرحلة اعتناق مذهب اهل السنة والحديث مقتدياً بالإمام أحمد بن حنبل رحمه الله كما قرره في كتابه (الابانه عن اصول الديانه)وهو من آخر كتبه او آخر كتبه.)) باختصار

والان هل هذا الكلام صحيح ام لا هذا الذي سأتوكل على الله بنقاشه

اولاً) نقول ان الامام الاشعري اشهر من نار على علم رجل يشار اليه بالبنان وتعقد على كلمته الخناصر وليس هو بالمجهول ولا بالنكرة بين العلماء بل العكس هو الصحيح فكون الرجل يرجع عن عقيده ويعتنق عقيده امر يطير شرره ويعظم أمره ويتسامع به الناس جميعاً والشيخ ابن تيميه رحمه الله تعالى أقرب مثال فالامام الاشعري لو مر حقاً بهذه الثلاث المراحل لذكر ذلك عنه ولتناقله المؤرخون ولكن لم نر المؤرخين يذكرون هذا الشئ لا من قريب ولا من بعيد مما يدل على عدم حصول ذلك الشئ وعدم صحته والا من اين لرجل في القرن الثامن او في القرن الرابع عشر علم بما يحصل في القرن الثالث والرابع- قرن الامام الاشعري رضي الله عنه- بينما نرى رجوع الامام الاشعري عن مذهب المعتزله انتشر وشاع وبلغ كل الاصقاع وعلم به كل الناس ولم يبق أحد ممن ترجم له الا وذكر رجوعه عن الاعتزال ولكن هل ذكر أحد من المؤرخين انه رجع عن طريقة الامام عبد الله بن كلاب ؟
لا نجد أحد من المؤرخين يذكر شئ من هذا لا من قريب ولا من بعيد بل كلهم مطبقون على ذكر رجوعه عن مرحلة الاعتزال فحسب
قال الامام ابو بكر بن فورك رحمه الله تعالى (تبيين كذب المفتري صــــ128
((انتقل الشيخ ابو الحسن الاشعري علي بن إسماعيل الاشعري رضي الله عنه من مذهب المعتزله الى نصرة مذاهب السنه والجماعه بالحجج العقليه وصنف في ذلك الكتب
قال الامام ابن خلكان في وفيات الاعيان(3/284
((هو صاحب الاصول والقائم بنصرة مذهب السنه... وكان ابو الحسن اولاً معتزلياً ثم تاب من القول بالعدل وخلق القرآن في المسجد الجامع بالبصره يوم الجمعه
قال الامام الذهبي في سير أعلام النبلأ(15/89
((وبلغنا ان ابا الحسن تاب وصعد على منبر البصره وقال :إني كنت أقول بخلق القرآن... وإني تائب معتقد الرد على المعتزله
وقال ابن خلدون في المقدمه(صـــــ853
((إلى ان ظهر الشيخ ابو الحسن الاشعري وناظر بعض مشايختهم- اي المعتزله-في مسائل الصلاح والاصلح فرفض طريقتهم وكان على رأي عبد الله بن سعيد بن كلاب وابي العباس القلانسي والحارث المحاسبي من أتباع السلف وعلى طريقة السنه
وغيرهم كثير جداً ممن لم ينقل الا هاتين المرحلتين فهو بعد توبته من الاعتزال كان على رأى ابن كلاب والقلانسي والمحاسبي وهؤلأ على طريقة السلف
فلو ثبت ان الامام ابي الحسن الاشعري رجع ان اتباع ابن كلاب وغيره من السلف لعرفه الناس ونقلوه كنقلهم لهذا الامر وكان اولى الناس بمعرفته اتباعه وطلابه وإنما لم يعرفوا ذلك لأنه لم يحصل
ثانياً)هل الامام ابن كلاب من المبتدعه حتى يتوب الامام الاشعري من اتباعه
قال الامام السبكي في طبقات الشافعية(2/300
((وابن كلاب على كل حال من اهل السنه...ورأيت الامام ضياء الدن الخطيب والد الامام فخر الدين الرازي قد ذكر عبد الله بن سعيد في آخر كتابه غاية المرام في علم الكلام فقال ومن متكلمي أهل السنه في ايام المأمون عبد الله بن سعيد التميمي الذي دمر المعتزله في مجلس المأمون وفضحهم ببيانه
قال الامام الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلأ(11/175
((والرجل أقرب المتكلمين الى السنة بل هو في مناظريهم))
قال الشيخ شعيب الارنؤوط معلقاً على هذا الكلام
((كان إمام اهل السنه في عصره واليه مرجعها ... وشيخ الاسلام ابن تيميه يمدحه في غير ما موضع من كتابه منهاج السنه وفي مجموع رسائله ويعده من حذاق المثبته وأئمتهم ويرى انه شارك الامام احمد وغيره من ائمة السلف في الرد على الجهميه
وقال ابن خلدون في المقدمه(صـــــ853
((إلى ان ظهر الشيخ ابو الحسن الاشعري وناظر بعض مشايختهم- اي المعتزله- في مسائل الصلاح والاصلح فرفض طريقتهم وكان على رأي عبد الله بن سعيد بن كلاب وابي العباس القلانسي والحارث المحاسبي من أتباع السلف وعلى طريقة السنه
قال ابن قاضي شهبه في طبقات الشافعيه(1/78
((كان من كبار المتكلمين ومن أهل السنه وبطريقته وطريقة الحارث المحاسبي اقتدى ابو الحسن الأشعري
قال الامام الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري(1/293
((البخاري في جميع ما يورده من تفسير الغريب إنما ينقله من أهل ذلك الفن كأبي عبيدة....وأما المسائل الكلاميه فأكثرها من الكرابيسي وابن كلاب ونحوهما

وغير هذه النصوص كثير جداً تثبت ان ابن كلاب كان من أهل السنة والجماعة

ثالثاً) كون الامام الاشعري ألف الابانة في المرحله الثالثة وهي المرحله الأخيره ليس مجزوماً به فالإبانة لا يعرف لها نسختين متساوويتين المحتوى
قال الامام محمد زاهد الدين الكوثري في مقدمة تبيين كذب المفتري
((والنسخ المطبوعه في الهند من الإبانه نسخه مصحفه محرفه تلاعبت بها الايدي الاثيمه فيجب إعادة طبعها من أصل موثوق
بل حتى الابانه التي يستدل بها الوهابيه على انه رجع عن مذهب ابن كلاب قال عنها الحافظ ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان(3/291
((وعلى طريقته – اي ابن كلاب – مشى الأشعري في كتاب الإبانه))

والكلام فيه يطول وللحديث بقيه أسأل الله التوفيق حتى من غفلتنا نفيق
آمين آمين آمين .


أسأل الله تعالى لنا ولكم أن يردنا الى الحق والصواب ردا جميلا وأن يلهمنا الاخلاص في الأعمال وحسن الظن بشيوخنا وعلماءنا وعلى رأسهم وزارة الأوقاف يا من لا ترضون الرجوع اليها في أمور دينكم وتعتمدون على كتب الله أعلم بمصادرها ؟

مكرر للفائدة ان شاء الله .

فتحي الجزائري
2008-01-03, 01:13
أختي الكريمة بارك الله فيك على حسن المتابعة ....وإن شاء الله نصل إلى الحق ....فهذه الإجابة عن التساؤلات المطروحة


عقيدة الأئمة الأربعة :

أولا: عقيدة الإمام أبي حنيفة التي حررها أبو جعفر الطحاوي (نسبة إلى بلدة طحا المصرية) وابتدأها بقوله :

«هذا ذكر بيان عقيدة أهل السنة والجماعة على مذهب فقهاء الملة: أبي حنيفة النعمان، وأبي يوسف يعقوب بن ابراهيم الانصاري ، وأبي عبد الله محمد بن الحسن الشيباني رضي الله عنهم اجمعين وما يعتقدون من أصول الدين ويدينون به رب العالمين نقول في توحيد الله معتقدين بتوفيق الله : إن الله واحد لا شريك له، ولا شيء مثله ، كما كان بصفاته أزلياً، كذلك لا يزال عليها أبديا، لا رادَّ لقضائه ، ولا معقب لحكمه ، ولا غالب لأمره , وأن محمدا رسول الله عبده المصطفى ونبيه المجتبى وأنه خاتم الأنبياء وإمام الأتقياء , وأن القرآن كلام الله منه بدا بلا كيفية قولا ، وأنزله على رسوله وحيا , ليس بمخلوق ككلام البرية , وأن العرش والكرسي حق ، وهو مستغن عن العرش وما دونه ، محيط بكل شيء وفوقه ..... ولا نكفر أحداً من أهل القبلة بذنب ، نرجو للمحسنين من المؤمنين أن يعفو عنهم ويدخلهم الجنة برحمته ، ونستغفر لمسيئهم ونخاف عليهم ، ولا نقنطهم , وأهل الكبائر من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - لا يخلدون في النار إذا ماتوا وهم موحدون وإن لم يكونوا تائبين , ولا نرى السيف على أمة محمد – صلى الله عليه وسلم - ونحب أصحاب رسول الله ولا نفرط في حب أحدٍ منهم ، ولا نتبرأ من أحدٍ منهم ، ونؤمن بما جاء من كرامات الأولياء ، ونرى الجماعة حقا وصوابا ، والفرقة زيفا وعذابا »

.. يقول ابن تيمية: « وكذلك أبو حنيفة ـ رحمه الله ـ فإن الاعتقاد الثابت عنه في التوحيد والقدر ونحو ذلك موافق لاعتقاد الصحابة والتابعين لهم بإحسان ».

ثانيا: عقيدة الإمام مالك.وقد جلاّها بن أبي زيد القيرواني المالكي في مقدمة الرسالة ، فقال :

« هذه جمل من أصول الفقه وفنونه على مذهب الإمام مالك بن أنس وطريقته رحمه الله : الإيمان بالقلب والنطق باللسان: إن الله واحد لا إله غيره ، ولا شبيه ، ولا شريك ، على العرش استوى وله الأسماء الحسنى والصفات العلى , لم يزل بجميع أسمائه وصفاته , وأن القرآن كلام الله ليس بمخلوق , وأن الله ختم الرسالة والنذارة والنبوة بمحمد - صلى الله عليه وسلم - فجعله آخر المرسلين بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا , وأن الله سبحانه ضاعف لعباده المؤمنين الحسنات ، وصفح لهم بالتوبة عن كبائر السيئات ، وجعل من لم يتب من الكبائر صائرا الى مشيئته ، ومن عاقبه بناره أخرجه منها بإيمانه فأدخله جنته ، ويخرج من النار بشفاعة النبي من شفع له من أهل الكبائر من أمته , وأن الإيمان قول باللسان ، وإخلاص بالقلب ، وعمل بالجوارح , يزيد بزيادة الأعمال ، وينقص بنقصها , وأنه لا يكفر أحد بذنب من أهل القبلة , وأنه لا يذكر أحد من صحابة رسول الله إلا بأحسن الذكر، وأنهم أحق الناس أن يلتمس لهم أحسن المخارج ، ويظن بهم أحسن المذاهب ».

ثالثا: عقيدة الإمام الشافعي وهي :
توحيد الله بأسمائه وصفاته ، وأنه يجب إثبات الأسماء والصفات على الوجه اللائق بهِ سبحانه ، من غير تشبيه ولا تأويل ويقول في ذلك « لله تبارك وتعالى أسماء وصفات جاء بها كتابه وأخبر بها نبيه ، لا يسع أحدا قامت عليه الحجة ردها ، وقد نفى عن نفسه الشبيه فقال جل ذكره « ليس كمثله شيء » والقول في السنة التي أنا عليها ورأيت عليها الذين رأيتهم مثل سفيان ومالك وغيرهما :

الإقرار بشهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وأن الله عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف يشاء وينزل من السماء كيف يشاء ، وأن الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية ، وأن القرآن كلام الله غير مخلوق ، وأنه لا خلود في النار للمؤمنين العصاة وإن ارتكبوا الكبائر , فمرتكب الكبيرة من أمة النبي – صلى الله عليه وسلم - إذا مات مصراً عليها فهو تحت المشيئة ، إن شاء الله عفا عنه وإن شاء عذبه إلا أنه لا يخلد في النار، وأن الله تعالى قد أثنى على أصحاب رسول الله في القرآن والتوراة والانجيل ( إشارة الى الآية 29 من سورة محمد) وسبق لهم الفضل على لسان رسوله ما ليس لأحد من بعدهم فرحمهم وهنّأهم بما آتاهم من ذلك أعلى مراتب الصديقين والشهداء والصالحين ».

رابعاً : عقيدة الإمام أحمد بن حنبل وهي :
أن الله فوق سماواته ، مستوٍ على عرشه ، بائنٌ عن خلقه ، وهو وحده لا شريك له ولا شبيه في خلقه وتدبيره وأسمائه وصفاته ، قيوم السموات والأرض لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ، وأنه ابتعث محمدا خاتما للنبيين ورسولا إلى الثقلين بدين الإسلام ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حي عن بينة ، وأن القرآن كلام الله غير مخلوق ، فإن كلام الله منه بدا وليس منه شيء مخلوق ، وأن الإيمان قول وعمل يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية , ومن لقي الله بذنب يجب له به النار تائبا غير مصر عليه ، فان الله عز وجل يتوب عليه ويقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات ، والإيمان بشفاعة النبي – صلى الله عليه وسلم - وبقوم يخرجون من النار بعدما احترقوا , ومن مات من أهل القبلة موحدا يُصلى عليه ، ويستغفر له ، ولا نترك الصلاة عليه لذنب أذنبه صغيرا كان أو كبيرا , وصحابة رسول الله عدول نشهد بعَدَالَتِهِم كما جاءت بذلك الآثار».

فتحي الجزائري
2008-01-03, 01:17
فأرجوا منك التدقيق على الذي لونته بالأحمر .....فهم مجمعون على نفس العقيدة والتي هي عقيدة اهل السنة والجماعة ..........

dakka
2008-01-03, 09:02
بسم الله الرحمان الرحيم
اللهم صلي على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله
يا أخي إن المصادر التي يعتمدها الوهابية لتقوية آرائهم هي مصادر الحشوية
وهو كلام و لا يعدو أن يكون كلام و لكن الدلائل المبثوثة في كتب العلماء عكس ذالك و الأئمة الأربعة رحمهم الله براء من ما وصفتهم به
و الخطا ليس خطأك أنت ولكنه ركام كبير من الغش و الدس على الأفاضل
لكن الحمد لله الجماعة صمام امان أما م الوضاعين ومزوري التاريخ وهم كثر
أما قول الشيخ بن تيمية عن السلف و عن رأيهم في المسائل التي يدعو إليها فهي ليست صحيحة و الكثير من العلماء ناضروه و دحضو قوله
بالدليل الباهر و لعل كلام الإمام بن جهبل في وصف طريقة بن تيمية في تمويه الناس واضحة و هو من هو الإمام بن جهبل إمام الشافعية
المهم حتى لا يكون كلامنا جدالا في رجال ،،، و لحسم المسألة بالدليل بين ما تدعيه حضرتك و ما تدعيه الأستاذة نادية
يدعي الوهابية أن مذهب بن تيمية هو مذهب السلف في العقيدة
و يدعي الأشاعرة و انا منهم ان ذهبهم هو مذهب السلف في العقيدة
و لتكن هذه مسألتنا
و نرجو منك أن لا تستشهد بقول بن تيمية إذ لا يعقل ان يكون الخصم حكما و لكامه فيه شك لأنه ليس ثقة في النقل كما قال الإمام الذهبي عنه
صحح روايات كاذبة و ضعف أحاديث صحيحة و رد احاديث ثابته
و الشيخ بن تيمية رجل لا يجوز أخذ العلم منه لأنه رجل غير معتدل فهو لم يتزوج قط في حياته و عاش 70سنة أعزب
و رسول الله يقول "شراركم عزابكم
و العلماء متفقون على ان الأعزب لا يجوز له تصدر الفتيا ولا يجوز له تصدر القضاء حتى يتزوج ويعتدل مزاجه و يأدي السنة و من ثم يمكن سماعه
فعدالة الرجل وإعتداله شرط لازم في اهل العلم الذين يدبرون امر الأمة ومن غير المنطق ايدبر امر الاممة رجل لم يدبر امر نفسه
-- بن تيمية في حياته لم يحج و لم يأدي ركن الحج الواجب على كل مسلم و معروف عنه التنقل والسفر إذن هو مستطيع لماذا لم يحج
و هذا يقدح في عدالته و إسلامه إذا علمنا ان الاشاعرة يحجون على الأقدام من موريطانيا حتى مكة و المدينة الشريفتين
و منهم من يكره ركوب الدابة حتى لا ينقص من أجر ه شيئ و عدم حج بن تيمية ولو مرة في حياته أمر يدعو للإستغراب والحذر من الأخذ منه حتى القرآن
لم يرى في حياته قبر رسول الله لماذا ؟؟؟؟؟؟هل هذه هي طريقة إبن عباس والليثي و مجاهد وعكرمة و بن سيرين وإبن مسعود
هل هذا هو سلوك الإمام مالك أم الشافعي ام احمد ام أبو حنيفة هل إتبع في ذالك مذهب الأوزعي أو الثوري هذا سلوك غريب و شاذ و منكر و مشكوك
كل العلماء الكبار الذين يسمع لكلامهم علماء متزنين عقلا وسلوكا و لا تجد لهم إضطرابا قط
-- الشيخ بن تيمية كما يروى عنه تلميذه ابن القيم
قول ابن القيم : ( وسمعته يقول في واقعة عظيمة جرت له فى مرضه تعجز العقول عن حملها من محاربة أرواح شيطانية ظهرت له إذ ذاك في حال ضعف القوة قال : فلما اشتد علي الأمر قلت لأقاربي ومن حولي : اقرأوا آيات السكينة قال : ثم أقلع عني ذلك الحال وجلست وما بي قلبة وقد جربت أنا أيضا قراءة هذه الآيات عند اضطراب القلب مما يرد عليه فرأيت لها تأثيراعظيما في سكونه وطمأنينته ).
فهو كان يتخبطه الشيطان من المس و العياذ بالله و يرى آخرون انه كان مصاب بالوسواس القهري وهو يعترف بالمس الشيطاني الذي كان يعترضه
وأقول لك يا أخي الكريم هذا أمر يحدث لرجل مظطرب و مريض و بحاجة إلى عناية نفسية و روحية ولو ذهب إلى احد شيوخ الطريقة وطلب الطريق لكان أحسن له
وإعلم يا اخي أن هذا ليس من احوال العلماء الذين وصفهم الله " والذاكرين الله كثيرا " و المستغفرين بالأسحار " و ووووو
كان أبوحنيفة رحمه الله لما يأتيه أناس يطلبون منه أن يأتي معهم لرقية أحد المرضى بالمس الشيطاني ،،،ما ذا كان يفعل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
كان يعطيهم حذائه و يقول لهم حذائي يفي بالغرض و يأدي المهمة على احسن وجه
هههههههههههههههههههههههههههههههههههههه
العلماء تفر الشياطين من طريقهم و من ساحتهم ومن مجالسهم و من قريتهم و من مدينتهم
لكن هذا الشيخ لا يستطيع حتى ان يقرأ على نفسه تللك الآيات الشريفة و كأن لسانه منعقد ،،،،و الحقيقة ان هذا الأمر يزعجني التفكير فيه لأنه مأساة
مأساة أقصد للأمة وليس للشيخ
والله المستعان على كل حال
أرجو أن تقتنع سيدي أن هذا الشيخ لا يليق مصدرا للأدلة كما بينة لك

فتحي الجزائري
2008-01-03, 12:23
السلام عليكم ورحمة الله

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبيه المصطفى ...أما بعد :

أيها الإخوة الكرام بارك الله فيكم ...

أظن أن الحوار تغير عن مساره وأبتعد عن قصده فماذا أقول لكم ....أيها الأخوة لقد فتحت قلبي و صبرت على كلام قد جرحني ...كل ذلك في سبيل الدعوة إلى الله ....ولقد إتخذت قول الله تعالى: (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ )) [النحل:125] ...شعارا لصفحتنا الجديدة ...كل ذلك لأني أحبكم في الله .....لقد حاولت جاهدا أن أحترم إعتقادكم و أن لا أجرح شعوركم ....لأني أعلم انكم لولا حبكم لهذا الدين لما أنتم فيه ولا أنتم حرصتم أن تكونو من دعاته....

إخوتي الكرام ....لماذا كررتم المواضيع السابقة التي فيها من الكلام الذي بسببه فتحت لكم صفحة جديدة ....أم أنا لست أهلا كي أكون محترما على الأقل في هذه الصفحة ....

إخوتي الكرام ...لقد جاوبت على معظم سؤالكم بالدليل الذي يفهمه كل عاقل وباحث عن الحق ...

إخوتي الكرام ....قدمت لكم عقيدة الأئمة الأربعة التي هي في كتبهم ...فهل هي ليست كافية ؟؟

إخوتي الكرام ...لم أتفوه بكلمة واحدة طاعنا في شيخ تحبونه و تتبعونه !!

هل سميت أحدا منكم بأنه مبتدع أو ضال أو غيرها من صفات أهل الضلال ....؟؟

إخوتي في الله ....إذا أردتم مواصلة النقاش بأسلوب علمي نناقش المسائل خطوة خطوة لا يزعجنا قول الحق أينما وجد ثم أننا إذا أتفقنا في مسألة نذهب إلى التي بعدها وليكن كلا منا صادقا في نقله و قوله ..وأن يقرأ كلا منا ما يكتبه الآخر بدقة ...ولا نخرج عن جوهر النقاش وأن لا نستعمل ألفاظا تجريحية ....فأنا مستعد لتكملة هذا الحوار ....


(( قُلْ هَـَذِهِ سَبِيلِيَ أَدْعُو إِلَىَ اللّهِ عَلَىَ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ‎ ‎ ))


نادية مجدوبي
2008-01-03, 19:19
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله على نعمة الاسلام والصلاة والسلام على امام كل امام، سيدنا ومولانا وحبيبنا وقرة أعيننا وشفيعنا يوم الزحام، النبي العربي محمد الصادق الأمين وعلى آله وصحابته الكرام، وعلى من تمسك بهم ونهج منهجهم الى يوم الجمع والسؤال .

السلام عليكم اخواني،أخي المحترم Bfdz . أخي المحترم اننا نحترمك ونحترم كل علمائنا ولا تظن أبدا بأن أختك لا تحترمك فوالله الذي لا اله الا هو لانني أحترمك وأقدرك وكل اخواني ، فمن اتهمني أو أساء في حقي فأشهدكم بأني سامحته من كل قلبي، فالحمد لله على نعمة الاسلام واختلاف العلماء رحمة وكلهم كانت غيرتهم على الدين ونصرة سنة سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم ،وفوق كل ذي علم عليم قال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :" العلماء أمناء الرسل " أخرجه الزبيدي.

لكن يا أخي العلماء الذين خالفوا الامام بن تيمية لم ينقصوا من قدره وانما حذروا من بعض مخالفاته لما عليه جمهور الأمة، فهو رحمه الله امام من أئمة الاسلام وقد كان من الممتازين في عصره في العلم والعمل، فواجبنا بأن نقدره لما قدمه من علم نافع قدس الله سره . ولا تظننا من الذين يكفرون أحدا أعوذ بالله .

وان نتحاور من أجل الحق ونصرة الحق ان شاء الله، فلا كراهة بل محبة وصدق والله يشهد من الصادق ومن المنافق .

أخي عقيدة الأئمة الأربعة واضحة وضوح الشمس، وما تفضلت به ليس بمعنى أنهم يقرون حقيقة أنه سبحانه وتعالى فوق العرش أو في جهة من الجهات .

ا- قال أمير المومنين الصحابي الجليل والخليفة الراشد سيدنا علي رضي الله عنه ، ما نصه : 1" "كان- الله- ولا مكان، وهو الآن على ما- عليه- كان" أي بلا مكان.

2- وقال أيضا (2): "إن الله تعالى خلق العرش إظهارًا لقدرته لا مكانا لذاته" ـ.

3- وقال أيضا (3): (من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود" ـ. (المحدود: ما له حجم صغيرا كان أو كبيرا)

4- وقال التابعي الجليل الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم (94 هـ) ما نصه (4): (أنت الله الذي لا يحويك مكان".
5- وقال أيضا (5): (أنت الله الذي لا تحد فتكون محدودا) ـ.

6- وقال الإمام جعفر الصادق (6) بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين رضوان الله عليهم (148 هـ) ما نصه (7): "من زعم أن الله في شىء، أو من شىء، أو على شىء فقد أشرك. إذ لو كان على شىء لكان محمولا، ولو كان في شىء لكان محصورا، ولو كان من شىء لكان محدثا- أي مخلوقا" .



7- قال الإمام المجتهد أبو حنيفة النعمان بن ثابت رضي الله عنه (150 هـ) أحد مشاهير علماء السلف إمام المذهب الحنفي ما نصه (8): "والله تعالى يرى في الآخرة، ويراه المؤمنون وهم في الجنة بأعين رؤوسهم بلا تشبيه ولا كميّة، ولا يكون بينه وبين خلقه مسافة" .

8- وقال أيضا في كتابه الوصية (9): "ولقاء الله تعالى لأهل الجنة بلا كيف ولا تشبيه ولا جهة حق" ـ.

9- وقال أيضًا (10): " قلت: أرأيت لو قيل أين الله تعالى؟ فقال- أي أبو حنيفة-: يقال له كان الله تعالى ولا مكان قبل أن يخلق الخلق، وكان الله تعالى ولم يكن أين ولا خلق ولا شىء، وهو خالق كل شىء" ـ.

10- وقال أيضا (11): "ونقر بأن الله سبحانه وتعالى على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة إليه واستقرار عليه، وهو حافظ العرش وغير العرش من غير احتياج، فلو كان محتاجا لما قدر على إيجاد العالم وتدبيره كالمخلوقين، ولو كان محتاجا إلى الجلوس والقرار فقبل خلق العرش أين كان الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا" ـ.

11- يقول الامام الشافعي رضي الله عنه : " انه تعالى كان ولا مكان فخلق المكان وهو على صفة الأزلية كما كان قبل خلقه المكان لا يجوز عليه التغير في ذاته ولا التبديل في صفاته ." 12

وهذا رد صريح لمن يزعمون أن السلف لم يصرحوا بنفي الجهة عن الله تعالى. فإن الامام أبا حنيفة رأس من رءوس السلف الذين تلقوا العلم عن التابعين، والتابعون تلقوا العلم عن الصحابة رضي الله عنهم .




(1) و (2) الفرق بين الفرق لأبي منصور البغدادي (ص/333).

(3) حلية الأولياء: ترجمة علي بن أي طالب (73/1).

(4) و (5) إتحاف السادة المتقين (4/ 380).

(6) كان من سادات أهل البيت فقها وعلما وفضلاً (أنظر الثقات لابن حبان 6/ 131).

(7) ذكره القشيري في رسالته المعروفة بالرسالة القشيرية (ص/ 6).

(8) ذكره في الفقه الاكبر، أنظر شرح الفقه الاكبر لملا علي القاري (ص/ 136- 137).

(9) الوصية: (ص/ 4)، ونقله ملا علي القاري في شرح الفقه الاكبر (ص/138).

(10) الفقه الأبسط ضمن مجموعة رسانل أبي حنيفة بتحقيق الكوثري (ص/ 25). ونقل ذلك أيضا المحدث الفقيه الشيخ عبد الله الهرري المعروف بالحبشي في كتابه الدليل القويم (ص/ 54).

(11) كتاب الوصية، ضمن مجموعة رسائل أبي حنيفة بتحقيق الكوثري (ص/ 2 " .
12) اتحاف السادة المتفن ( 2 - 42) .

والله وحده أعلم وأستغفر الله من قول بلا عمل .

فتحي الجزائري
2008-01-03, 23:27
السلام عليكم ورحمة الله ..

أختي الكريمة بارك الله فيك .....لقد قلت ((....أخي عقيدة الأئمة الأربعة واضحة وضوح الشمس، وما تفضلت به ليس بمعنى أنهم يقرون حقيقة أنه سبحانه وتعالى فوق العرش أو في جهة من الجهات .....))

لقد بحثت بحثا دقيقا على ما تريدينه بالضبط......فأرجوا أن تتمعني جيدا ..في هاته الأقوال للأئمة الأربعة وغيرهم .....


قول أبي الحسن الأشعري
قال في كتابه « مقالات الإسلاميين , واختلاف المصلين » جملة ما عليه أهل الحديث والسنة الإقرار بالله وملائكته وكتبه ورسله , وما جاء من عند الله , وما رواه الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يردون من ذلك شيئاً إلى أن قال : وأن الله سبحانه على عرشه كما قال تعالى : ﴿ الرحمن على العرش استوى ﴾ ثم قال بعد إيراد أقوال أصحاب الحديث والسنة : وبكل ما ذكرنا من قولهم نقول وإليه نذهب .
وقال في كتاب « الإبانة عن أصول الديانة » إن قال قائل : ما تقولون في الاستواء ؟ قيل له نقول : إن الله عز وجل مستو على عرشه كما قال : ﴿ الرحمن على العرش استوى ﴾ واستدل بآيات من القرآن على علو الرب فوق السموات , ومنها قول الله عز وجل : ﴿ أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض ﴾ ثم قال : فالسموات فوقها العرش , فلما كان العرش فوق السموات قال : ﴿ أأمنتم من في السماء ﴾ لأنه مستو على العرش الذي فوق السموات , وكل ما علا فهو سماء . فالعرش أعلى السموات , وليس إذا قال : ﴿ أأمنتم من في السماء ﴾ يعني جميع السموات . وإنما أراد العرش الذي هو أعلى السموات إلى أن قال : ورأينا المسلمين جميعاً يرفعون أيديهم إذا دعوا نحو السماء , لأن الله عز وجل مستو على العرش الذي هو فوق السموات , فلولا أن الله عز وجل على العرش لم يرفعوا أيديهم نحو العرش . انتهى .




قول الأمام أبي حنيفة
روى البيهقي في كتاب « الأسماء والصفات » بإسناده إلى نعيم ابن حماد قال : سمعت نوح بن أبي مريم أبا عصمة يقول : كنا عند أبي حنيفة أول ما ظهر إذ جاءته امرأة من ترمذ كانت تجالس جهماً فدخلت الكوفة فأظنني أقل ما رأيت عليها عشره آلاف من الناس تدعو إلى رأيها فقيل لها : إن ههنا رجلا قد نظر في المعقول يقال له أبو حنيفة . فأتته فقالت : أنت الذي تعلم الناس المسائل وقد تركت دينك . أين إلهك الذي تعبده ؟ فسكت عنها ثم مكث سبعة أيام لا يجيبها ، ثم خرج إليها وقد وضع كتاباً : الله تبارك وتعالى في السماء دون الأرض . فقال له رجل : أرأيت قول الله عز وجل : ﴿ وهو معكم ﴾ قال : هو كما تكتب إلى الرجل إني معك وأنت غائب عنه . قال البيهقي : لقد أصاب أبو حنيفة رضي الله عنه فيما نفى عن الله عز وجل من الكون في الأرض ، وفيما ذكر من تأويل الآية ، وتبع مطلق السمع في قوله : إن الله عز وجل في السماء ، وقد رواه الذهبي في كتاب « العلو » من طريق البيهقي . وقال أبو مطيع البلخي في كتاب « الفقه الأكبر » المشهور ، سألت أبا حنيفة عمن يقول : لا أعرف ربي في السماء أو في الأرض . قال : قد كفر ، لأن الله عز وجل يقول : ﴿الرحمن على العرش استوى ﴾ وعرشه فوق سبع سمواته ،فقلت : إنه يقول : ﴿ على العرش استوى ﴾ ولكن لا يدري العرش في السماء أو في الأرض ، فقال : إذا أنكر أنه في السماء كفر لأنه تعالى في أعلى عليين ، وأنه يدعى من أعلى لا من أسفل . انتهى . وقد نقله شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية في « القاعدة المراكشية » والحافظ الذهبي في كتاب « العلو » وابن القيم في كتاب « اجتماع الجيوش الإسلامية » .


قول الإمام محمد بن إسماعيل البخاري
قال في كتاب « التوحيد » من صحيحه « باب قول الله عز وجل : ﴿ وكان عرشه على الماء ﴾ ﴿ وهو رب العرش العظيم ﴾ » قال أبو العالية : استوى إلى السماء ارتفع , فسواهن خلقهن , وقال مجاهد : استوى علا على العرش , ثم ساق حديث زينب بنت جحش رضي الله عنها أنها كانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول : زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سموات , وقال أيضاً « باب قول الله تعالى: ﴿ تعرج الملائكة والروح إليه ﴾ وقوله جل ذكره : ﴿ إليه يصعد الكلم الطيب ﴾ » وقد ذكر في هذا الباب عدة أحاديث في إثبات صفة الفوقية لله تعالى وعلوه على خلقه .

فتحي الجزائري
2008-01-03, 23:35
قول أبي الحسن بن مهدي تلميذ الأشعري
ذكر الذهبي في كتاب « العلو » أنه قال في كتاب « مشكل الآيات » له : اعلم أن الله في السماء فوق كل شيء , مستو على عرشه بمعنى أنه عالٍ عليه , ومعنى الاستواء الاعتلاء كما تقول العرب : استويت على ظهر الدابة , واستويت على السطح بمعنى علوته , يدل على أنه في السماء عالٍ على عرشه قوله : ﴿ أأمنتم من في السماء ﴾ وقوله : ﴿ يا عيسى إني متوفيك ورافعك إليَّ ﴾ وقوله : ﴿ إليه يصعد الكلم الطيب ﴾ وقوله : ﴿ ثم يعرج إليه ﴾ ثم قال : فإن قيل : ما تقولون في قوله : ﴿ أأمنتم من في السماء ﴾ قيل معنى ذلك أنه فوق السماء على العرش كما قال : ﴿ فسيحوا في الأرض ﴾ بمعنى على الأرض . وقال : ﴿ لأصلبنكم في جذوع النخل ﴾ فكذلك : ﴿ أأمنتم من في السماء ﴾ انتهى المقصود من كلامه ملخصاً .

قول الشيخ عبد القادر الجيلي الحنبلي
ذكر شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية في « الفتوى الحموية الكبرى » و الذهبي في كتاب « العلو » وابن القيم في كتاب « اجتماع الجيوش الإسلامية » عنه أنه قال في كتاب « الغنية » : أما معرفة الصانع بالآيات والدلالات على وجه الاختصار , فهو أن تعرف وتتيقن أن الله واحد أحد – إلى أن قال : وهو بجهة العلو مستو على العرش , محتو على الملك محيط علمه بالأشياء : ﴿ إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ﴾ ﴿ يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون ﴾ ولا يجوز وصفه بأنه في كل مكان . بل يقال : إنه في السماء على العرش كما قال : ﴿ الرحمن على العرش استوى ﴾ وينبغي إطلاق صفة الاستواء من غير تأويل , وأنه استواء الذات على العرش , وكونه على العرش مذكور في كل كتاب أنزل , على كل نبي أرسل , بلا كيف . قال ابن القيم : هذا نص كلامه في « الغنية » وذكر ابن القيم أيضاً عنه أنه قال في كتابه « تحفة المتقين وسبيل العارفين » : و الله تعالى بذاته على العرش وعلمه محيط بكل مكان .

قول الإمام مالك بن أنس إمام دار الهجرة.

روى أبو داود في كتاب « المسائل » وأبو بكر الآجري في كتاب « الشريعة » من طريق أبي داود ومن طريق الفضل بن زياد كلاهما عن الإمام أحمد بن حنبل قال : حدثني سريج بن النعمان قال : حدثنا عبد الله بن نافع قال : قال مالك بن أنس : الله عز وجل في السماء ، وعلمه في كل مكان لا يخلو من علمه مكان ، وقد رواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب « السنة » عن أبيه ، وزاد بعد قوله وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شيء ، وتلا هذه الآية : ﴿ ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ﴾ وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في « القاعدة المراكشية » أن المالكية وغير المالكية نقلوا عن مالك أنه قال : الله في السماء ، وعلمه في كل مكان ، حتى ذكر ذلك مكي خطيب قرطبة في « كتاب التفسير » الذي جمعه من كلام مالك ، ونقله أبو عمر الطلمنكي ، وأبو عمر بن عبد البر ، وابن أبي زيد في المختصر , وغير واحد ونقله أيضاً عن مالك غير هؤلاء ممن لا يحصى عددهم مثل أحمد بن حنبل ، وابنه عبد الله والأثرم والخلال والآجري وابن بطة وطوائف غير هؤلاء من المصنفين في السنة - إلى أن قال : وكلام أئمة المالكية وقدمائهم في الإثبات كثير مشهور حتى علماؤهم حكوا إجماع أهل السنة والجماعة على أن الله بذاته فوق عرشه . انتهى .

فتحي الجزائري
2008-01-03, 23:40
قول الإمام محمد بن إدريس الشافعي

قال الذهبي في كتاب « العلو » روى شيخ الإسلام أبو الحسن الهكاري والحافظ أبو محمد المقدسي بإسنادهم إلى أبي ثور وأبي شعيب كلاهما عن الإمام محمد بن إدريس الشافعي قال : القول في السنة التي أنل عليها , ورأيت عليها الذين رأيتهم مثل سفيان زمالك وغيرهما إقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله , وأن الله على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء , وينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء . وذكر سائر الاعتقاد . وقد ذكره ابن القيم في كتاب « اجتماع الجيوش الإسلامية » من رواية عبد الرحمن بن أبي حاتم , عن أبي شعيب وأبي ثور , عن الشافعي رحمه الله تعالى . وذكر شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية في « الفتوى الحموية الكبرى » عن الشافعي أن قال : خلافة أبي بكر الصديق حق قضاه الله في السماء , وجمع عليه قلوب عباده . انتهى .

قول أبي محمد بن أبي زيد القيرواني شيخ المالكية
قد ذكرت عنه فيما تقدم أنه نقل إجماع الأمة على أن الله تعالى فوق سمواته دون أرضه , وأنه في كل مكان بعلمه . ثم ذكر أن هذا قول أهل السنة وأئمة الناس في الفقه والحديث .
وقال في مقدمة رسالته المشهورة « باب ما تنطق به الألسنة وتعتقده الأفئدة من واجب أمور الديانات » : من ذلك الإيمان بالقلب , والنطق باللسان , بأن الله إله واحد لا إله غيره , ولا شبيه له ولا نظير له ولا ولد له ولا والد له ولا صاحبة له ولا شريك له , وأنه فوق عرشه المجيد بذاته , وهو بكل مكان بعلمه . انتهى المقصود من كلامه . وقد نقله ابن القيم في كتاب « اجتماع الجيوش الإسلامية » وأقره قال : وكذلك ذكر مثل هذا في نوادره وغيرها من كتبه . ونقل عنه أيضاً أنه قال في « مختصر المدونة » : وأنه تعالى فوق عرشه بذاته , فوق سبع سمواته دون أرضه . انتهى . وقد نقل شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية في « القاعدة المراكشية » قول ابن أبي زيد : إن الله تعالى فوق عرشه المجيد بذاته , وهو في كل مكان بعلمه . وقال أيضاً : صرح ابن أبي زيد في « المختصر » بأن الله في سمائه دون أرضه . قال شيخ الإسلام أبو العباس : هذا لفظه . قال : والذي قال ابن أبي زيد ما زالت تقوله أئمة أهل السنة من جميع الطوائف . انتهى . ونقل الذهبي في كتاب « العلو » قول ابن أبي زيد . وأنه تعالى فوق عرشه المجيد بذاته , ثم قال : وقد تقدم مثل هذه العبارة عن أبي جعفر بن أبي شيبة , وعثمان بن سعيد الدارمي . وكذلك أطلقها يحيى بن عمار واعظ سجستان في رسالته , والحافظ أبو نصر الوائلي السجزي في كتاب « الإبانة » له فإنه قال : وأئمتنا كالثوري ومالك والحمادين وابن عيينة وابن المبارك والفضيل وأحمد وإسحاق متفقون على أن الله فوق العرش بذاته , وأن علمه بكل مكان , وكذا أطلقها ابن عبد البر , وكذا عبارة شيخ الإسلام أبي إسماعيل الأنصاري فإنه قال : وفي أخبار شتى أن الله في السماء السابعة على العرش بنفسه , وكذا قال أبو الحسن الكَرَجي الشافعي في تلك القصيدة :
عقائدهم أن الإله بذاته على عرشه مع علمه بالغوائب
وعلى هذه القصيدة مكتوب بخط العلامة تقي الدين ابن الصلاح : هذه عقيدة أهل السنة وأصحاب الحديث ، وكذا أطلق هذه اللفظة أحمد بن ثابت الطرقي الحافظ ، والشيخ عبد القادر الجيلي ، والمفتي عبد العزيز القحيطي وطائفة . والله تعالى خالق كل شيء بذاته . ومدبر الخلائق بذاته بلا معين ولا مؤازر ، وإنما أراد ابن أبي زيد وغيره التفرقة بين كونه تعالى معنا ، وبين كونه تعالى فوق العرش ، فهو كما قال ، ومعنا بالعلم ، وأنه على العرش كما أعلمنا حيث يقول : ﴿ الرحمن على العرش استوى ﴾ وقد تلفظ بالكلمة المذكورة جماعة من العلماء كما قدمناه ، وبلا ريب أن فضول الكلام تركه من حسن الإسلام . انتهى كلام الذهبي . وقد ذكرت بعد تعقيبه على ذكر الذات في كلام أبي نصر السجزي أن ذكر الذات ليس من فضول الكلام ، وإنما هو من الإيضاح والتفريق بين علو الله تعالى فوق عرشه بذاته ، وبين معيته بالعلم مع الخلق .

نادية مجدوبي
2008-01-04, 01:10
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله ومن والاه، وبعد:

أخي المحترم لقد قلت : " لقد بحثت بحثا دقيقا على ما تريدينه بالضبط......فأرجوا أن تتمعني جيدا ..في هاته الأقوال للأئمة الأربعة وغيرهم "
ولا أنا مع أني نقلت لك كلام من هو أعلم منهم وهو كلام سيدنا علي كرم الله وجهه ورضي عنه , وزين العابدين بن الحسين، و الامام الحنفي والامام الشافعي رضوان الله عليهم
المهم .

إخترتُ لك ولاخواني هذه الفتوى الهامة من «الفتاوى الحديثية» التي هي ذيل للفتاوى الفقهية للإمام والمقتدى الأفخم إمام الوقت في الحديث، وحائز قصب الفضل «الشيخ أحمد شهاب الدين بن حجر الهيتمي المكي» والى الله عليه رحمته وغفرانه وأجزل عليه إحسانه آمين.

ــــ وسئل نفع الله بعلمه: هل يجوز أن يقال الله تعالى في السماء، تعالى الله عما يقال علوّاً كبيراً، وما حكم من يقول ذلك ويستدل عليه بحديث السوداء، وما حكم الله في ذلك مع بسط القول والجواب لمسيس الحاجة إليه؟

فأجاب بقوله: هذه المسألة كما قال القاضي عياض وإن تساهل في الكلام فيها بعض الشيوخ المعتبرين هي من عويصات مسائل التوحيد، واللائق بالزمان عدمُ ذكرها، وإن كان ولا بد فالحاصل من الكلام فيها أن المسلمين قاطبة أجمعوا على استحالة التجسيم، والحلول، والاستقرار على الله تعالى وحكم بذلك صريح العقل. وأجمعوا أيضاً على استحالة إرادة الحقيقة فيما ورد من ظواهر الآي والأخبار مما يوهم ذلك.

واختلفوا بعد ذلك في مسألة منها، وهي هل يصح إطلاق جهة الفوقية والعلوّ من غير تكييف ولا تحديد عليه تعالى؟ فمذهب جميع المتكلمين وفحول العلماء وأهل أصول الديانات إلى استحالة ذلك كما نص عليه أبو المعالي إمام الحرمين في الإرشاد وغيره من المتكلمين والفقهاء، وقالوا: إن ذلك ملزم للتجسيم والحلول والتحيز والمماسَّة والمباينة والمحاذاة، وهذه كلها حادثة، وما لا يَعْرى من الحوادث أو يفتقر للحوادث فهو حادث، والله سبحانه وتعالى يستحيل عليه الحدوث شرعاً وعقلاً كما هو مبين في كتب الأصول.

واختلف هؤلاء فيما ورد من ظواهر الآيات والأحاديث الصحيحة مما يوهم ذلك.

فذهب بعض السلف كالشعبي وابن المُسيِّب وسفيان إلى الوقف عنها، وقالوا: يجب الإيمان بها كما وردت ولا نتعدى إلى تفسيرها. وضُعِّف هذا القول بما مر من الإجماع على عدم إرادة حقيقتها في عرف اللسان، فقد تكلموا فيها بصرفها عن ظواهرها فالسكوت عنها موهم للعوام وتنبيه للجهلة. وذهب الجمهور على ما نقل إلى الكلام عليها وصرفها عن ظواهرها بحملها على محامل قريبة المأخذ منها بينة تليق بها من جهة الشرع والعقل، ولسان العرب وتقتضي تنزيه الرب جل وعلا عما يوهم ظاهرها، وقد نص على هذا الإمام أبو المعالي إمام الحرمين وغيره من حذاق المتكلمين. وذهب القاضي الباقلاني وغيره في بعضها إلى أنها دالة على صفة زائدة تليق بجلاله تعالى من غير تكييف ولا تحديد، ولكل فريق تأويلات ومآخذ تليق بجلاله تعالى تطول، ومن أرادها فلينظرها في كتب التفسير ومُشْكِل الأحاديث كابن فورك وغيره، مع أن البارزي حكى عن القابسي أنه كان يدعو على ابن فورك من أجل أنه أدخل في كتابه أحاديث مشكلة، وتكلف الجواب عنها مع ضعفها فكان في عدم ذكرها غناء عن ذكرها انتهى. وليس هذا الدعاء في محله بل هو من بعض التعصب وكيف وابن فورك إمام المسلمين والذابّ عن حمى حومة الدين، وإنما تكلف الجواب عنها مع ضعفها لأنه ربما تشبث بها بعض من لا علم له بصحيح الأحاديث من ضعيفها فطلب الجواب عنها بفرض صحتها إذ الصحة والضعف عن أئمة الحديث ليسا من الأمور القطعية بل الظنية، والضعيف يمكن أن يكون صحيحاً فبهذا الغرض يحتاج إلى الجواب عنه فما فعله ابن فورك هو الصواب فجزاه الله عن المسلمين خيراً." اهـ



يتبع إن شاء الله تعالى ....

والحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى

نادية مجدوبي
2008-01-04, 17:21
بسم الله الرحمن الرحيم .
السلام عليكم
اعتقاد الامام الأشعري هو اعتقاد أهل السنة والجماعة .

قال الامام السبكي في الطبقات (١): "واعلم أن أبا الحسن الأشعري لم يبدع رأيا ولم يُنشِ مذهبا وإنما هو مقرر لمذاهب السلف، مناضل عما كانت عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فالانتساب إليه إنما هو باعتبار أنه عقد على طريق السلف نطاقا وتمسك به، وأقام الحجج والبراهين عليه فصار المقتدي به في ذلك السالك سبيله في الدلائل يسمى أشعريا" اهـ.

ثم قال في موضعءاخر: "قال المآيرقي المالكي: ولم يكن أبو الحسن أول متكلم بلسان أهل السنة إنما جرى على سنن غيره وعلى نصرة مذهب معروف فزاد المذهب حجة وبيانا، ولم يبتدع مقالة اخترعها ولا مذهبا به، ألا ترى أن مذهب أهل المدينة نسب إلى مالك، ومن كان على مذهب أهل المدينة يقال له مالكي، ومالك إنما جرى على سنن من كان قبله وكان كثير الاتباع لهم، إلا أنه لما زاد المذهب بيانا وبسطا عزي إليه، كذلك أبو الحسن الأشعري لا فرق، ليس له في مذهب السلف أكثر من بسطه وشرحه وما ألفه في نصرته " اهـ.

ويقول الشيخ عز الدين بن عبد السلام في عقيدته: "واعتقاد الأشعري رحمه الله مشتمل على ما دلت عليه أسماء الله التسعة والتسعون ".

ويقول الشيخ قـاضي القضاة تاج الدين عبد الوهاب السبكي (٢) ما نصه:

"وهؤلاء الحنفية والشافعية والمالكية وفضلاء الحنابلة في العقائد يد واحدة كلهم على رأي أهل السنة والجـماعة يدينون لله تعالى بطريق شيخ السنة أبي الحسن الأشعري رحمه الله " ثم يقول بعد ذلك: "وبالجملة عقيدة الأشعري هي ما تضمنته عقيدة أبي جعفر الطحاوي التي تلقاها علماء المذاهب بالقبول ورضوها عقيدة" اهـ.

أما الشيخ محمد العربي التبان شيخ المالكية في الحرم المكي فيقول: "فحول المحدثين من بعد أبي الحسن إلى عصرنا هذا أشاعرة وكتب التاريخ والطبقات ناطقة بذلك " اهـ.

ويقول أبو الفتح الشهرستاني في كتابه الملل والنحل(٣): "الأشعرية أصحاب أبي الحسن علي بن اسماعيل الأشعري المنتسب إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما، وسمعت من عجيب الاتفاقات أن أبا موسى الأشعري رضي الله عنه كان يقرر عين ما يقرر الأشعري أبو الحسن في مذهبه " اهـ.

وقال القاضي ابن فرحون المالكي في ترجمة الإمام الأشعري (٤) ما نصه " "كان مالكيا صنف لأهل السنة التصانيف وأقام الحجج على اثبات السنن وما نفاه أهل البدع " ثم قال: "فأقام الحجج الواضحة عليها من الكتاب والسنة والدلائل الواضحة العقلية، ودفع شبه المعتزلة ومن بعدهم من الملحدة، وصنف في ذلك التصانيف المبسوطة التي نفع الله بها الأمة، وناظر المعتزلة وظهر عليهم، وكان أبو الحسن القابسي يثني عليه وله رسالة في ذكره لمن سأله عن مذهبه فيه أثنى عليه وأنصف، وأثنى عليه أبو محمد بن أبي زيد وغيره من أئمة المسلمين " اهـ.

ويقول الشيخ محمد الحوت البيروتي (٥)ما نصه: "المالكية والشافعية أشعرية وإمامهم أبو الحسن الأشعري من ذرية أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، والحنفية ماتريدية وإمامهم أبو منصور الماتريدي وهما إماما أهل السنة والجماعة" اهـ.

ويقول الشيخ محمد أمين الشهير بابن عابدين الحنفي في رد المحتار على الدر المختار: "أهل السنة والجماعة وهم الأشاعرة والماتريدية " اهـ.

ويقول أبو عبد الله الطالب بن حمدون المالكي في حاشيته على ميارة (٦) عن الأشعري: "انه أول من تصدى لتحرير عقائد أهل السنة وتلخيصها ودفع الشكوك والشبه عنها وإبطال دعوى الخصوم " اهـ.

ولقد أنصف الحبيب عبد الله بن علوي الحداد حين قال: "إن الحق مع الفرقة الموسومة بالأشعرية نسبة إلى الشيخ أبي الحسن الأشعري رحمه الله الذي رتب قواعد عقيدة أهل الحق وحرر أدلتها، وهي العقيدة التي أجمعت عليها الصحابة ومن بعدهم من خيار التابعين وهي عقيدة أهل الحق من أهل كل زمان ومكان، وهي عقيدة جميع أهل التصوف كما حكى ذلك أبو القاسم القشيري في أول رسالته، وهي بحمد الله عقيدتنا وعقيدة إخواننا من السادة الحسينيين المعروفين بآل أبي علوي، وعقيدة أسلافنا من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا، ثم أنشد:

وكن أشعريا في اعتقادك إنه هوالمنهل الصافى عن الزيغ والكفر"ا. هـ.

أما الشيخ الفقيه عبد الله العيدروس الأكبر فذكر في كتابه الكبريت الأحمر ان عقيدتهم عقيدة أهل السنة والجماعة فقال: "اعتقادنا اعتقاد الأشعرية، ومذهبنا مذهب الشافعية على مقتضى الكتاب والسنة" اهـ، وقال أيضا في كتابه عقود الالماس (٧) ما نصه: "عقيدتي أشعرية هاشمية شرعية كعقائد الشافعية والسنية الصوفية " ا هـ.

وإجمال إعتقاد الأشعري رحمه الله تعالى الذي هو اعتقاد أهل السنة والجماعة ان الله سبحانه وتعالى واحد لا شريك له، ليس بجسم مصور، ولا جوهر محدود مقدر ، ولا يشبه شيئا ولا يشبهه شىء ﴿ليس كمثله شىء وهو السميع البصير﴾، قديم لا بداية لوجوده، دائم لا يطرأ عليه فناء، لا يعجزه شىء، ولا تحيط به الجهات ، كان قبل أن كون المكان بلا مكان، وهو الآن على ما عليه كان، لا يقال متى كـان ولا أين كان ولا كـيف، لا يتقيد بالزمان ولا يتخصص بالمكان، تعالى عن الحدود والغايات والأركان والأعضاء والأدوات لا تحويه الجهات الست كسائر المبتدعات، وانه سبحانه منزه عن الجلوس والمماسة والاستقرار ، والتمكن والحلول والانتقال، لا تبلغه الأوهام ولا تدركـه الأفهام مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك، حي، عليم، قادر، سميع بصير، متكلم وكلامه قديم كسائر صفاته لأنه سبحانه مباين لجميع المخلوقات في الذات والصفات والأفعال. ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر.

وأنه سبحانه وتعالى خلق الخلق وأعمالهم، وقدر أرزاقهم وءاجالهم، لا دافع لما قضى ولا مانع لما أعطى، يفعل في ملكه ما يريد ﴿لا يسئل عما يفعل وهم يسئلون﴾ ، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، وأنه سبحانه موصوف بكل كمال يليق به منزه عن كل نقص في حقه.

وأن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، مبعوث إلى عامة الجن وكافة الورى، صادق في كل ما يبلغه عن الله تعالى.


المصدر :
(١) طبقات الشافعية (٢/ ٢٥٤).

(٢) معيد النعم ومبيد النقم (ص/ ٦٢).

(٣) الملل والنحل (١/ ٩٤).

(٤) الديباج المذهب في معرفة أعيان علماء المذهب (ص/ ١٩٤)

(٥) الدرة الوضية في توحيد رب البرية (ص/ ٧٧-٧٨).

(٦) حاشية ابن حمدون على ميارة (ص/ ١٦).

(٧) عقود الالماس (٢\٩٠)

فتحي الجزائري
2008-01-04, 22:03
أخي عقيدة الأئمة الأربعة واضحة وضوح الشمس، وما تفضلت به ليس بمعنى أنهم يقرون حقيقة أنه سبحانه وتعالى فوق العرش أو في جهة من الجهات .

ا- قال أمير المومنين الصحابي الجليل والخليفة الراشد سيدنا علي رضي الله عنه ، ما نصه : 1" "كان- الله- ولا مكان، وهو الآن على ما- عليه- كان" أي بلا مكان.

2- وقال أيضا (2): "إن الله تعالى خلق العرش إظهارًا لقدرته لا مكانا لذاته" ـ.

3- وقال أيضا (3): (من زعم أن إلهنا محدود فقد جهل الخالق المعبود" ـ. (المحدود: ما له حجم صغيرا كان أو كبيرا)

4- وقال التابعي الجليل الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي رضي الله عنهم (94 هـ) ما نصه (4): (أنت الله الذي لا يحويك مكان".
5- وقال أيضا (5): (أنت الله الذي لا تحد فتكون محدودا) ـ.

6- وقال الإمام جعفر الصادق (6) بن محمد الباقر بن زين العابدين علي بن الحسين رضوان الله عليهم (148 هـ) ما نصه (7): "من زعم أن الله في شىء، أو من شىء، أو على شىء فقد أشرك. إذ لو كان على شىء لكان محمولا، ولو كان في شىء لكان محصورا، ولو كان من شىء لكان محدثا- أي مخلوقا" .



7- قال الإمام المجتهد أبو حنيفة النعمان بن ثابت رضي الله عنه (150 هـ) أحد مشاهير علماء السلف إمام المذهب الحنفي ما نصه (8): "والله تعالى يرى في الآخرة، ويراه المؤمنون وهم في الجنة بأعين رؤوسهم بلا تشبيه ولا كميّة، ولا يكون بينه وبين خلقه مسافة" .
8- وقال أيضا في كتابه الوصية (9): "ولقاء الله تعالى لأهل الجنة بلا كيف ولا تشبيه ولا جهة حق" ـ.

9- وقال أيضًا (10): " قلت: أرأيت لو قيل أين الله تعالى؟ فقال- أي أبو حنيفة-: يقال له كان الله تعالى ولا مكان قبل أن يخلق الخلق، وكان الله تعالى ولم يكن أين ولا خلق ولا شىء، وهو خالق كل شىء" ـ.

10- وقال أيضا (11): "ونقر بأن الله سبحانه وتعالى على العرش استوى من غير أن يكون له حاجة إليه واستقرار عليه، وهو حافظ العرش وغير العرش من غير احتياج، فلو كان محتاجا لما قدر على إيجاد العالم وتدبيره كالمخلوقين، ولو كان محتاجا إلى الجلوس والقرار فقبل خلق العرش أين كان الله، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا" ـ.

11- يقول الامام الشافعي رضي الله عنه : " انه تعالى كان ولا مكان فخلق المكان وهو على صفة الأزلية كما كان قبل خلقه المكان لا يجوز عليه التغير في ذاته ولا التبديل في صفاته ." 12

وهذا رد صريح لمن يزعمون أن السلف لم يصرحوا بنفي الجهة عن الله تعالى. فإن الامام أبا حنيفة رأس من رءوس السلف الذين تلقوا العلم عن التابعين، والتابعون تلقوا العلم عن الصحابة رضي الله عنهم .




(1) و (2) الفرق بين الفرق لأبي منصور البغدادي (ص/333).

(3) حلية الأولياء: ترجمة علي بن أي طالب (73/1).

(4) و (5) إتحاف السادة المتقين (4/ 380).

(6) كان من سادات أهل البيت فقها وعلما وفضلاً (أنظر الثقات لابن حبان 6/ 131).

(7) ذكره القشيري في رسالته المعروفة بالرسالة القشيرية (ص/ 6).

(8) ذكره في الفقه الاكبر، أنظر شرح الفقه الاكبر لملا علي القاري (ص/ 136- 137).

(9) الوصية: (ص/ 4)، ونقله ملا علي القاري في شرح الفقه الاكبر (ص/138).

(10) الفقه الأبسط ضمن مجموعة رسانل أبي حنيفة بتحقيق الكوثري (ص/ 25). ونقل ذلك أيضا المحدث الفقيه الشيخ عبد الله الهرري المعروف بالحبشي في كتابه الدليل القويم (ص/ 54).

(11) كتاب الوصية، ضمن مجموعة رسائل أبي حنيفة بتحقيق الكوثري (ص/ 2 " .
12) اتحاف السادة المتفن ( 2 - 42) .

والله وحده أعلم وأستغفر الله من قول بلا عمل .

السلام عليكم ورحمة الله

أختي الكريمة بارك الله فيك ....لقد أعجبني إهتمامك بالنقل من عند السلف الصالح إبتداءا من الصحابة الكرام و آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم .....لكن من المعلوم بالضرورة أنه يجب إثبات صحة هاته الآثار التي هي من أهم مصادر أهل السنة والجماعة ....أي أن تكون هاته الآثار ورادة بالفعل من أصحابها ..

لذلك أرجوا أن تتكرمي بتخريجات لهاته الآثار وإعطاء مصادرها الأصلية .....كي نعرف مدى صحة هاته الأقوال ....وبعدها نستكمل النقاش .....وبالله التوفيق ....

نادية مجدوبي
2008-01-05, 00:48
بسم الله الرحمن الرحيم .

السلام عليك أخي المحترم

المراجع التي نقلت منها، وان كان عندك وقت ابحث وزن، أخي لم أنقل هكذا وانما هو قول علماء وصلحاء رحمهم الله .

(1) و (2) الفرق بين الفرق لأبي منصور البغدادي (ص/333).

(3) حلية الأولياء: ترجمة علي بن أي طالب (73/1).

(4) و (5) إتحاف السادة المتقين (4/ 380).

(6) كان من سادات أهل البيت فقها وعلما وفضلاً (أنظر الثقات لابن حبان 6/ 131).

(7) ذكره القشيري في رسالته المعروفة بالرسالة القشيرية (ص/ 6).

(8) ذكره في الفقه الاكبر، أنظر شرح الفقه الاكبر لملا علي القاري (ص/ 136- 137).

(9) الوصية: (ص/ 4)، ونقله ملا علي القاري في شرح الفقه الاكبر (ص/138).

(10) الفقه الأبسط ضمن مجموعة رسانل أبي حنيفة بتحقيق الكوثري (ص/ 25). ونقل ذلك أيضا المحدث الفقيه الشيخ عبد الله الهرري المعروف بالحبشي في كتابه الدليل القويم (ص/ 54).

(11) كتاب الوصية، ضمن مجموعة رسائل أبي حنيفة بتحقيق الكوثري (ص/ 2 " .
12) اتحاف السادة المتقين ( 2 - 42) .

فتحي الجزائري
2008-01-05, 12:23
السلام عليكم ورحمة الله

أختي الكريمة ...بارك الله فيك ...

حين طلبت منك أن تأتي لنا بتخاريج و إثباتات لهاته الأقوال المنسوبة لبعض الصحابة وآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك لبعض الأئمة ....كان جوابك (( المراجع التي نقلت منها، وان كان عندك وقت ابحث وزن، أخي لم أنقل هكذا وانما هو قول علماء وصلحاء رحمهم الله .))
أنا كذلك لم أقل بأنهم غير صالحين أو غير علماء ......ولكن إعلمي بأننا نتحدث عن موضوع حساس وخطير ويجب أن نأخذ عقيدتنا بدقة تامة ...فمثلا عند مرضنا فإننا نختار أحسن الدواء والأطباء ....فمن باب أولى عقيدتنا التي ستدخلنا الجنة ....
ثم أعلمي أنا من أتى بالدعوى هو الذي يجب عليه إثباتها ...فلو كنت أعتقد بصحة هاته الأقوال لما طلبت منك إثباتها ....أو على الأقل لكنت دعمتها بالأدلة اللازمة وكنت أكملت النقاش حولها .....

ثم أعلمي أنا مصادر هاته الأقوال المنسوبة إلى آل البيت من الشيعة وكتبهم كنهج البلاغة ...وأنت تعرفين حال الشيعة في هذا المجال من الكذب والدس على آل البيت و الرسول صلى الله عليه وسلم ...وبالله التوفيق

فتحي الجزائري
2008-01-05, 14:22
ثم أن رواية مسلم فيها مخالفة للأصول، فانه لا يحكم بالايمان والاسلام لشخص يريد الدخول في الاسلام الا بالشهادتين كما نص على ذلك علماء الاسلام، فالقول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كما في رواية مسلم حكم بمجرد الاشارة الى السماء بالاسلام مخالف للأصول .
وأن عددا من أحاديث مسلم ردها علماء الحديث الشريف
ومن لم يضعف رواية مسلم هذه من المحدثين فمن كان من أهل التنزيه أول كلمة " أين الله " بما تعظيمك لله " والاشارة الى السماء معناه رفيع القدر جدا



بسم الله الرحمان الرحيم

ثبت في الحديث الصحيح عن النبي –صلى الله عليه وسلم-: "لما سأل الجارية أين الله؟ قالت: في السماء، قال: من أنا؟ قالت: رسول الله، قال – صلى الله عليه وسلم-: اعتقها فإنها مؤمنة" رواه مسلم (537) من حديث معاوية بن الحكم السلمي – رضي الله عنه -، فهذا إقرار من النبي –صلى الله عليه وسلم- للجارية على جوابها، ولو كان لا يجوز أن يقال إن الله في السماء لما أقرها على جوابها، ولا يجوز عليه – صلى الله عليه وسلم- تأخير البيان وقت الحاجة.
فالحديث صحيح صريح ولم يتكلم فيه إلا من لا يثبت صفة العلو لله تعالى .......وكيف يتصور أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أعلم بهذا الدين أن يسأل الجارية بسؤلا لا يكون دليلا على أنها مؤمنة ؟؟ فهذا يقتضي أن النبي لم يكن دقيقا في سؤاله وحشاه !!!
والمراد بقولنا: في السماء، ليس معناه أن شيئاً من مخلوقاته يحويه سبحانه وتعالى،ولكن المراد بـ (في) هنا بمعنى (على) كما في قوله تعالى: "يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون" [النحل:50]، وقوله تعالى: "وهو القاهر فوق عباده" [الأنعام:18]، فقولنا: الله في السماء بمعنى في العلو أو على السماء، وكذلك قولنا باستواء الله على العرش فهو استواء يليق بجلاله تعالى كما أخبرنا به عن نفسه سبحانه، وقد قال تعالى: "قل أأنتم أعلم أم الله" [البقرة:140]، ولا يدل ذلك على أن شيئاً من مخلوقاته يحويه أو أنه محتاج إليه أو نحو ذلك من لوازم استواء المخلوقين.

نادية مجدوبي
2008-01-05, 14:22
بسم الله الرحمن الرحيم .

الحمد لله العزيز ذي الجلال القديم الأزلي، الذي لا يوصف بالحركة والإنتقال، المنزه عن المكان والكيفية والنظير والمثال:" ليس كمثله شيء وهو السميع البصير،" المقدس عن النقائص والخلل، الذي خلص قلوب أوليائه من الخبائث والعلائل، وأيدها بالمعرفة والإجلال، فلا يزالون على الحق حتى يقتلوا المسيخ الدجال، ونشهد أن سيدنا ونبينا ومولانا محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم عليه وعلى ءاله وأصحابه صلاة وتسليما يترادفان إلى يوم الجمع والسؤال.

السلام عليك أخي المحترم صدقت وكلامك جميل، الا أنه عندي تعقيب أخي وسامحني، أرجوك، لا تخرج بنا عن الموضوع فلو راجعت كل مداخلاتي لوجدتها ثابتة وصحيحة من علماء ثقات، والله جل وعلا أكرمنا بالعقل .

والعلم يؤخذ بالتواتر وبالتلقي من صدر الرجال، أما الكتب التي أعتمد عليها فهي ولله الحمد مراجعة من طرف أساتذتنا يأمرونا بما أمر الله ورسوله وينهون عما نهى الله ورسوله عليه الصلاة والسلام ، فما نصحونا به نقرأه وما حذرونا منه لا نقرأه ، حالهم حال الطبيب يأمرنا بأخذ دواء معين لكل داء، فهذا الفرق بيننا ، اننا لا نأخذ الدواء من تلقاء أنفسنا هكذا ، بدل الشفاء نزداد مرضا على مرضنا ، بل باشارة من الطبيب والطبيب هنا هو الأستاذ أو المعلم سلمنا أمورنا للمتخصص ولمن هو أعلم منا في أمور ديننا .

أخي من قال لك كل الكتب التي تقرآها وتعتمد عليها كلها صحيحة ؟ وغير مدسوسة ؟ أعطيني الدليل:" لأني لم أطلب منك ذلك الا لما شككت في ما وضحته لك" .

اخي وما دخل الشيعة وكتبهم في موضوعنا وأنت تعلم فضل الصحابة الكرام وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم وعلى رأسهم أمنا السيد عائشة رضي الله عنها لقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : " فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ".

أم أنك لم تجد ماتقوله .؟

تحياتي .

فتحي الجزائري
2008-01-05, 15:08
السلام عليكم ورحمة الله

أختي الكريمة بارك الله فيك ......مالعيب إذا طالبتك بالتحقيقات والتخريجات والمصادر الأصلية هل معنى هذا أنني شككت فيك أم ماذا ...
وهل من يطلب صحة الأقوال خرج عن الموضوع ؟؟

لقد إقتديت بقول الله تعالى (( فأعلم أنه لا إله إلا الله وإستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات )) الآية وكذلك أقوال سلفنا الصالح رحمة الله عليهم ...وخاصة في مسألة العقيدة ...والإمام البخاري يقول في باب من أبواب صحيحه ....(( باب العلم قبل القول والعمل )) ...

قال أبو حنيفة رحمه الله (( لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه )) الفلاني في (الإيقاظ ) ص 50

قال مالك إبن أنس رحمه الله (( ليس أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم )) إرشاد السالك ( 227/1)وغيره

قال الشافعي (( إذا صح الحديث فهو مذهبي )) الشعراني(1/57)

وقال أحمد إبن حنبل رحمه الله (( لا تقلدني ولا تقلد مالكا و لا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري وخذ من حيث أخذوا )) الفلاني (113) وغيره
......والأقوال في هذا المجال كثيرة جدا .......

لقد قلت (( أخي من قال لك كل الكتب التي تقرآها وتعتمد عليها كلها صحيحة ؟ وغير مدسوسة ؟ أعطيني الدليل:" لأني لم أطلب منك ذلك الا لما شككت في ما وضحته لك" .))

ولماذا فتحت هذ الباب ....؟؟ هل شككت بكل المصادر التي نقلت منها ردودك ...أنا ركزت على شيء واحد فقط ....إذا كان عند إثبات على ما نقلته من أقوال أهل البيت وغيره ....فأين هو وإلا ....فليس العيب في من يقول الله أعلم أو يتراجع إن لم يجد الدليل الواضح البين .....

أما إذا كنت تريدين أي إثبات على ما قلته أو نقلته فلا تترددي في طلبك !!! مع تحديد الطلب ....

لقد قلت (( اخي وما دخل الشيعة وكتبهم في موضوعنا ))

ألا تعلمين أن كثيرا من أقوال الشيعة تسربت في كتب السنة ....أو لا تعلمين بزحف الفكر الشيعي على بلاد أهل السنة والشبه والبدع التي إنتشرت هنا وهناك في كثيرا من بلاد أهل السنة .........وبين الحين تظهر جماعة تعلن تشيعها .....

نادية مجدوبي
2008-01-05, 15:51
السلام عليك أخي .
أولا اعلم بأنني لم أشكك فيما جئت به من معلومات قيمة ولا أخفيك أخي المحترم بأني أستفيد فجزاك الله كل خير على صبرك معنا وحسن خلقك، وجعلنا الله اخوانا في الله هنا وهناك ان شاء الله وان اختلفنا، فهذا لا يعني بأننا أعداء بل طلاب حق ان شاء الله .
أما الكتب التي نقلت لك أيضا معتمدين على مراجع غيرهم من الثقات، وهكذا ومصدري ومرجعي الأساسي هو الأساتذة، وان رأوا شيئا مكذوبا فيه انهم بطبيعة الحال يمتنعون عنه لتعليمه لنا، والله أعلم ان تريد شيئا آخر

والحمد لله أمور الشيعة واضحة وضوح الشمس، حفظ الله لنا علماء السنة والمجاهدين لتبيلغ الدين الاسلامي السني الحق .

من فتاوى علماء الأزهر الشريف

في معتقد الحلول والجهة الحسية


بسم الله الرحمن الرحيم


قال الإمام العلامة المحدث المجدد أبو محمد محمود بن محمد بن أحمد بن خطاب السبكي الأزهري مؤسس الجمعية الشرعية بمصر وصاحب ( المنهل العذب المورود شرح سنن أبي داود ) المتوفى سنة 1352هـ رحمه الله تعالى قال في كتابه ( إتحاف الكائنات ببيان مذهب السلف والخلف في المتشابهات ) .. ص2 :

الحمد لله رب العالمين ، المنـزه عن صفات المخلوقين ، كالجهة والجسمية والمكان والفوقية ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد ، الذي جاء بمحو الشرك والإلحاد وأمرنا بتنزيه الله تعالى عن صفات العباد ، وانـزل عليه ( قل هو الله أحد ، الله الصمد ، لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ) وقوله : ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين .

أما بعد ) فيقول : محمود بن محمد بن أحمد خطاب السبكي : قد سألني بعض الراغبين في معرفة عقائد الدين ، والوقوف على مذهب السلف والخلف في المتشابه من الآيات والأحاديث بما نصه :

نص سؤال السائل:

ما قول السادة العلماء حفظهم الله تعالى فيمن يعتقد أن الله عز وجل له جهة !! وأنه جالس على العرش في مكان مخصوص !! ويقول : ذلك هو عقيدة السلف !! ويحمل الناس على أن يعتقدوا هذا الاعتقاد ويقول لهم من لم يعتقد ذلك يكون كافرا !! مستدلا بقوله تعالى : ( الرحمن على العرش استوى ) وقوله عز وجل : ( ءأمنتم من في السماء ) أهذا الاعتقاد صحيح أم باطل ؟؟؟ وعلى كونه باطلا أيكفر ذلك القائل باعتقاده المذكور ويبطل كل عمله من صلاة وصيام وغير ذلك من الأعمال الدينية وتبين منه زوجه ؟؟؟ وإن مات على هذه الحال قبل أن يتوب لا يغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين ؟؟؟ وهل مَنْ صَدّقَه في ذلك الاعتقاد يكون كافرا مثله ؟؟ وما قولكم فيما يقوله بعض الناس من أن القول بنفي الجهات الست عن الله تعالى باطل لأنه يلزم عليه نفي وجود الله تعالى ؟؟؟ أفيدونا مأجورين مع بيان مذهب السلف والخلف في هاتين الآيتين ونحوهما من الآيات المتشابهات كـ( إليه يصعد الكلم الطيب ) وأحاديث الصفات كحديث ( ينـزل ربنا إلى السماء الدنيا ) وحديث الجارية بيانا شافيا مع ذكر أقوال علماء التفسير والحديث والفقه والتوحيد مع الإيضاح الكامل لتنقطع ألسنة المجازفين الذين يشبهون الله تعالى بخلقه ويعتقدون أن ما ذهب إليه علماء الخلف من التأويل كفر زاعمين أنه مذهب الجهمية الكفرة ، وأشاعوا ذلك بين العوام !! جزاكم الله تعالى عن الدين وأهله أحسن الجزاء .

نص جواب الإمام أبي محمد محمود خطاب السبكي رحمه الله:

فأجبت بعون الله تعالى فقلت :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله الهادي إلى الصواب ، والصلاة والسلام على من أوتي الحكمة وفصل الخطاب ، وعلى آله وأصحابه الذين هداهم الله ورزقهم التوفيق والسداد ، أما بعد ،
فالحكم أن هذا الاعتقاد باطل ومعتقده كافر بإجماع من يعتد به من علماء المسلمين ، والدليل العقلي على ذلك : قدم الله تعالى ومخالفته للحوادث ، والنقلي قال تعالى : ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) فكل من اعتقد أنه تعالى حل في مكان أو اتصل به أو بشيء من الحوادث كالعرش أوالكرسي أو السماء أو الأرض أو غير ذلك فهو كافر قطعا ، ويبطل جميع عمله من صلاة وصيام وحج وغير ذلك ، وتبين منه زوجه وعليه أن يتوب فورا ، وإذا مات على هذا الاعتقاد ـ والعياذ بالله تعالى ـ لا يغسل ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين ، ومثله في ذلك كله من صدقه في اعتقاده أعاذنا الله تعالى من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، وأما حمله الناس على أن يعتقدوا هذا الاعتقاد المكفر وقوله لهم من لم يعتقد ذلك يكون كافرا !! فهو كفر وبهتان عظيم ، واستدلاله على زعمه الباطل بهاتين الآيتين ونحوهما أن الله عز وجل يحل في عرشه أو يجلس عليه أو يحل في سماء أو نحو ذلك مما تزعمه تلك الشرذمة ، مع أن كلام الله غير مخلوق وهو من صفات الله تعالى القديمة الموجودة قبل وجود العرش والسماوات ، فالله تعالى موصوف بأنه استوى على العرش قبل وجود العرش ، وهل كان جالسا ـ على زعمهم ـ على العرش المعدوم قبل وجوده ؟؟!! وهل جل جلاله في السماء قبل خلق السماء ؟؟!! هذا مما لا يتوهمه عاقل ، وهل العقل يصدق بحلول القديم في شيء من الحوادث ؟؟!! فإنا لله وإنا إليه راجعون ، وعلى الجملة فهذا القائل المجازف وأمثاله قد ادعوا ما لا يقبل الثبوت لا عقلا ولا نقلا ، وقد كفروا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ، والطامة الكبرى التي نـزلت بهؤلاء دعواهم أنهم سلفيون !!!!! ، وهم عن سبيل الحق زائغون ، وعلى خيار المسلمين يعيبون ، فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

وأما مذهب السلف والخلف بالنسبة للآيات والأحاديث المتشابهة فقد اتفق الكل على أن الله تعالى منـزه عن صفات الحوادث ، فليس له عز وجل مكان في العرش ولا في السماء ولا في غيرهما ، ولا يتصف بالحلول في شيء من الحوادث ، ولا بالاتصال بشيء منها ، ولا بالتحول والانتقال ونحوهما من صفات الحوادث ، بل هو سبحانه وتعالى على ما كان عليه قبل خلق العرش والكرسي والسماوات وغيرها من الحوادث ، ( قال الحافظ في الفتح ) :
(( اتفق الفقهاء كلهم من المشرق إلى المغرب على الإيمان بالقرآن والأحاديث التي جاءت بها الثقات عن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في صفة الرب من غير تشبيه ولا تفسير )) اهـ .
وإنما اختلفوا في بيان المعنى المراد من هذه الآيات والأحاديث ، فالسلف رضي الله عنهم يؤمنون بها كما وردت معتقدين أنها مصروفة عن ظاهرها لقوله تعالى : ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) ويفوضون علم المراد منها إلى الله تعالى لقوله : ( وما يعلم تأويله إلا الله ) فيقولون في آية ( الرحمن على العرش استوى ) استوى استواء يليق به لا يعلمه إلا هو عز وجل ، وفي آية ( ءأمنتم من في السماء) نؤمن بها على المعنى الذي أراده سبحانه وتعالى مع كمال التنـزيه عن صفات الحوادث والحلول ويقولون في آية ( يد الله فوق أيديهم ) له يد لا كأيدينا ولا يعلمها إلا هو تعالى ، وهكذا في سائر الآيات المتشابهة ، قال الإمام الجليل السلفي ابن كثير في الجزء الثالث من تفسيره صفحة 488 ما نصه :
(( وأما قوله تعالى : ( ثم استوى على العرش ) فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا ليس هذا موضع بسطها ، وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد بن حنبل وإسحق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديما وحديثا وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل ، والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله تعالى ، فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه وليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، بل الأمر كما قال الأئمة منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري قال : من شبه الله بخلقه كفر ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه ، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلال الله تعالى ونفى عن الله النقائص فقد سلك سبيل الهدى )) اهـ .

ونحوه في سائر تفاسير الأئمة المحققين ، ويقولون في حديث ( ينـزل ربنا إلى سماء الدنيا ) ينـزل نزولا يليق به لا يعلمه إلا هو تعالى ، وأما حديث الجارية وهو ما أخرجه مسلم وأبو داود في باب نسخ الكلام في الصلاة من طريق معاوية بن الحكم ، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للجارية : ( أين الله ؟ ) قالت : ( في السماء ) قال : ( من أنا ؟ ) قالت : ( أنت رسول الله ) قال أعتقها فإنها مؤمنة ، فيقولون فيه ما قالوه في آية ( ءأمنتم من في السماء ) وهكذا سائر أحاديث الصفات المتشابهة ، واستدلوا على ذلك بقول الله عز وجل ( هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات ، فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ، وما يعلم تأويله إلا الله ) قالوا الوقف هنا تام ، وأما الراسخون في العلم إلخ فكلام مستأنف لبيان أن أكابر ذوي العلم مصدقون بثبوت المتشابه في القرآن .
وأما الخلف رحمهم الله تعالى فيقولون في هذه الآيات والأحاديث هي معروفة المعنى ، فمعنى ( الرحمن على العرش استوى ) استولى بالقهر والتصرف ، ومعنى(ءأمنتم من في السماء ) من في السماء عذابه أو سلطانه ومصدر أمره ، أو هو كناية عن تعظيم الله تعالى بوصفه بالعلو والعظمة ، وتنـزيهه عن السفل والتحت لا أنه سبحانه وتعالى حال فيها !! لأن الحلول من صفات الأجسام وأمارات الحدوث والله منـزه عن ذلك ، ومعنى ( ينـزل ربنا إلى سماء الدنيا ) ينـزل رسوله أو رحمته ، وأما إقرار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الجارية على إشارتها نحو السماء فاكتفاء منها بما يدل على عدم شركها لتعتق ، لأنه بإشارتها إلى السماء علم أنها ليست ممن يعبد الأصنام التي في الأرض ، وهكذا في سائر الآيات والأحاديث بناء منهم على كون الوقف في الآية الشريفة على قوله تعالى ( والراسخون في العلم ) مستدلين على ذلك بكون القرآن عربيا ، ولغة العرب ناطقة بتلك المعاني ، والفضل الزائد للسلف .
فمن نسب إلى علماء السلف أو الخلف شيئا خلاف ذلك فهو ضال مضل ، ومن قال إن مذهب علماء الخلف هو مذهب الجهمية فهو مفتر كذاب ، فإن الجهمية أتباع جهم بن صفوان الذي قال بالإجبار والاضطرار إلى الأعمال ، وأنكر الاستطاعات كلها ، وزعم أن الجنة والنار تبيدان وتفنيان ، وزعم أن الإيمان هو المعرفة بالله فقط ، وأن الكفر هو الجهل به فقط ، وقال لا فعل ولا عمل لأحد غير الله تعالى ، وإنما تنسب الأعمال إلى المخلوقين على المجاز ، كما يقال زالت الشمس ودارت الرحى من غير أن يكونا فاعلين أو مستطيعين لما وصفتا به ، وزعم أيضا أن علم الله تعالى حادث ، وامتنع من وصف الله تعالى بأنه شيء حي أوعالم أو مريد ، وقال لا أصفه بوصف يجوز إطلاقه على غيره كشيء موجود وحي وعالم ومريد ونحو ذلك ، ووصفه بأنه قادر وموجد وفاعل وخالق ومحيي ومميت ، لأن هذه الأوصاف مختصة به وحده ، وقال بحدوث كلام الله تعالى كما قالته القدرية ، ولم يسم الله تعالى متكلما به ، وأكفره أصحابنا في جميع ضلالاته وأكفرته القدرية في قوله بأن الله تعالى خالق أفعال العباد ، فاتفق أصناف الأمة على تكفيره انتهى من ( الفرق بين الفرق ) للإمام أبي منصور عبدالقاهر بن طاهر البغدادي صفحة تسع وتسعين ومائة ، ومنه تعلم أن علماء الخلف برآء من هذا المذهب ومن أهله .
وأما ما قيل من أنه يلزم من نفي الجهات الست عن الله نفي وجوده !! فهو قول باطل بالبداهة لما هو معلوم من أن الله عز وجل كان موجودا قبل وجود الجهات الست المذكورة ، وهي فوق وتحت وأمام وخلف ويمين وشمال ، بل كان موجودا قبل وجود العالم كله بإجماع السابقين واللاحقين ، فكيف يتوهم من عنده أدنى شائبة عقل أنه يلزم من نفي تلك الجهات عنه سبحانه وتعالى نفي وجوده جل وعلا ؟؟!! وكيف يتصور أن الله عز وجل القديم يتوقف وجوده على وجود بعض الحوادث أو كل الحوادث التي خلقها ؟؟!! سبحانك هذا بهتان عظيم ، كيف وقد قال جمع من السلف والخلف إن من اعتقد أن الله في جهة فهو كافر كما صرح به العراقي ، وبه قال أبو حنيفة ومالك والشافعي وأبو الحسن الأشعري والباقلاني ، ذكره العلامة ملا علي قاري في ( شرح المشكاة ) من الجزء الثاني صفحة 137 ، قال الله تعالى : ( فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور ) وقال تعالى : ( ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور ) نسأل الله تعالى أن يهدينا جميعا إلى الطريق المستقيم ويحول بيننا وبين نزعات الشيطان الرجيم ، والصلاة والسلام على خاتم النبيين وعلى من كان بهديه من العاملين .

هذا وقد عرضت هذه الإجابة على جمع من أفاضل علماء الأزهر فأقروها وكتبوا عليها أسماءهم وهم أصحاب الفضيلة :
الشيخ محمد النجدي شيخ السادة الشافعية ، والشيخ محمد سبيع الذهبي شيخ السادة الحنابلة ، والشيخ محمد العزبي رزق المدرس بالقسم العالي ، والشيخ عبدالحميد عمار المدرس بالقسم العالي ، والشيخ علي النحراوي المدرس بالقسم العالي ، والشيخ دسوقي عبدالله العربي من هيئة كبار العلماء ، والشيخ علي محفوظ المدرس بقسم التخصص بالأزهر ، والشيخ إبراهيم عيارة الدلجموني المدرس بقسم التخصص بالأزهر ، والشيخ محمد عليان من كبار علماء الأزهر ، والشيخ أحمد مكي المدرس بقسم التخصص بالأزهر ، والشيخ محمد حسين حمدان. انتهت الفتوى .

فتحي الجزائري
2008-01-05, 18:47
قلت (( أما الكتب التي نقلت لك أيضا معتمدين على مراجع غيرهم من الثقات، وهكذا ومصدري ومرجعي الأساسي هو الأساتذة، وان رأوا شيئا مكذوبا فيه انهم بطبيعة الحال يمتنعون عنه لتعليمه لنا، والله أعلم ان تريد شيئا آخر ))

1- (( أما الكتب التي نقلت لك أيضا معتمدين على مراجع غيرهم من الثقات، )) .......أختي الكريمة مالمشكلة إذا تأكدت مرة أخرى من هذه الأقوال على الأقل إقتداءا بالنبي إبراهيم حين قال الله تعالى في حقِّ إبراهيم عليه السلام {وإذ قال إبراهيم ربي أرني كيف تحي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءاً ثم ادعهنَّ يأتينك سعياً واعلم أن الله عزيز حكيم} [البقرة: 260]....
وقال أحمد بن حنبل رحمه الله :" لا تقلدني ، ولا تقلد مالكا ولا الشافعي ولا الأوزاعي ولا الثوري ، وخذ من حيث أخذوا " .الفلاني (113)
وفي رواية " لا تقلد دينك أحدا من هؤلاء ، ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فخذ
به ، ثم التابعين بعد الرجل فيه مخير " أبو داود في المسائل ص 276
ولا يعد هذا طعن فيهم وإنما من حسن العلم والتعلم ......

2- ((وهكذا ومصدري ومرجعي الأساسي هو الأساتذة)) ...المرجع الأساسي هو كتاب الله وما صح من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم .....وبعد ذلك يأتي قول السلف الصالح ومن بعدهم ......وروى مسلم عن ابن سيرين أنه قال :" إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم "....ولا أنقص من شأن الأساتذة الكرام ....بل إتخاذ الشيخ في طلب العلم هاما جدا في هذا الزمان الذي قلت فيه الهمم ....دون أن نتخذ كل ما يقوله الشيخ دليل يجب العمل به بل الواجب علينا البحث عن الحق أينما وجد وهذا لاينقص من قدر ومكانة الشيخ كما في قول إبن وهب الذي سيأتي ذكره .....

3-(( وان رأوا شيئا مكذوبا فيه انهم بطبيعة الحال يمتنعون عنه لتعليمه لنا، )) ..أختي الكريمة ليس بالضرورة أن يتنبه الأساتذة الكرام لكل ما يقع من الخطأ ...فهاهو الإمام مالك مع إبن وهب (( قال ابن وهب : سمعت مالكا سئل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء ؟
فقال : ليس ذلك على الناس . قال : فتركته حتى خف الناس ، فقلت له : عندنا في ذلك
سنة ، فقال : وما هي ؟ قلت : حدثنا الليث بن سعد وابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن
يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبدالرحمن الحبلي عن المستورد بن شداد القرشي قال :
رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه . فقال : إن
هذا الحديث حسن ، وما سمعت به قط إلا الساعة . ثم سمعته بعد ذلك يسأل ، فيأمر
بخليل الأصابع " .)) البيهقي في السنن ( 1/81).....والوارد بخصوصه كثير في الكتب ....

4- (( والله أعلم ان تريد شيئا آخر )) ...وأعلمي بأنني لا أريد سوى تبيان الحق في هاته المسألة أو في غيرها من المسائل ....والله أعلى و أعلم بما نقول ونسمع .....وبالله التوفيق.



سؤال : من المعروف أن الإنسان حال سجوده في الصلاة يقول سبحان ربي الأعلى ....ولكن على حسب عقيدة الأشاعرة أن الله في كل مكان ...أي يجوز أن نقول سبحان ربي الأسفل مثلا ...فما هو تعليقك حول هذا السؤال ......

نادية مجدوبي
2008-01-05, 20:13
السلام عليكم .

مع كامل احتراماتي أخي ، مع كل ما وضحته لك من أقوال العلماء وآخرهم علماء الأزهر الشريف، والحق معهم لأنهم ان شاء الله مرجع أغلب العلماء، ولا يقدح في أقوالهم الا جاهل .

فلا تقل ما لم نقله من فضلك وأرجوك . كل هذا الوقت الذي تناقشنا وفي الأخير تقول لي :
سؤال : من المعروف أن الإنسان حال سجوده في الصلاة يقول سبحان ربي الأعلى ....ولكن على حسب عقيدة الأشاعرة أن الله في كل مكان ...أي يجوز أن نقول سبحان ربي الأسفل مثلا ...فما هو تعليقك حول هذا السؤال ......

من قال لك ان الأشاعرة يقولون بأن الله تعالى في كل مكان ؟؟؟؟ هل أنا قلته ؟؟
أعوذ بالله أن يقول أحد في سجوده مثل ما قلته لا أذكره حتى و حتى ولو على سبيل المثال .

أخي ما سوف أقوله لك لا يحتاج لا الى علماء ولا الى كتب وانما الذكاء والفطرة : تقول لي أن الله تعالى في السماء ، فأي سماء ؟ وضح من فضلك ؟
تقول لي انه فوق العرش، فقبل العرش لأنه من مخلوقات الله تعالى وأعظمها ، أين كان خالقنا ؟ فاذن ادعيت الحركة والتنقل من جهة الى اخرى لله تعالى وهذا لا يجوز .
واذا كان عالم وبجواره جاهل ويقال للجاهل انه أعلا منك مقاما، فهل يعقل بأن العالم فوق الجاهل كما تتصور أنت . بل علو المقام والقرب من الله تعالى فافهم يرحمك الله .

روى بالاسناد الى عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال : " الراحمون يرحمهم الرحيم ارحموا أهل الأرض يرحمكم أهل السماء ." مسند الامام أحمد
وأستدل بهذه الرواية : " أهل السماء " على المراد بقوله :" من في السماء " سورة الملك . " أي الملائكة " .، من يسكن السماء هم الملائكة

والله أعلم

فتحي الجزائري
2008-01-05, 20:48
أختي الكريمة .....بارك الله فيك أرجوا منك سعة الصدر والصبر على الدعوة إلى الله ....



قلت (( واذا كان عالم وبجواره جاهل ويقال للجاهل انه أعلا منك مقاما، ))

لاحظ أنك قلت أعلا مقاما .....لكن الله يقول صراحة من غير إضافة ( وهو العلي العظيم ) البقرة/255 ، ( سبح اسم ربك الأعلى ) الأعلى/1. ( وهو القاهر فوق عباده ) الأنعام/18 ، ( يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون ) النحل/50.

هل من المعقول أن كل هاته الآيات والآحاديث جاءت لكي تبين لنا أن الله أعلى منا شأنا ومقاما ؟؟؟؟ فقط لأجل هذا !!!!!....

سؤالي واضح وبسيط .... إذا لم يكن ربنا في السماء فأين الله ؟؟

نادية مجدوبي
2008-01-05, 21:07
بسم الله الرحمن الرحيم .
السلام عليك أولا لم تجبني على أسئلتي : أرجوك جاوبني ؟؟

1 - من قال لك ان الأشاعرة يقولون بأن الله تعالى في كل مكان ؟؟؟؟ هل أنا قلته ؟؟
أعوذ بالله أن يقول أحد في سجوده مثل ما قلته لا أذكره حتى و حتى ولو على سبيل المثال .

أخي ما سوف أقوله لك لا يحتاج لا الى علماء ولا الى كتب وانما الذكاء والفطرة : تقول لي أن الله تعالى في السماء ، فأي سماء ؟ وضح من فضلك ؟
تقول لي انه فوق العرش، فقبل العرش لأنه من مخلوقات الله تعالى وأعظمها ، أين كان خالقنا ؟ فاذن ادعيت الحركة والتنقل من جهة الى اخرى لله تعالى وهذا لا يجوز


2 - قال تعالى :{أفي الله شك} سورة إبراهيم (آية 10).
الحديث :" اللهم أنت الظاهر فليس فوقك شىء وأنت الباطن فليس دونك شىء"رواه مسلم. ومعناه أن الله موجود بلا مكان، قال الحافظ البيهقي:" ومن لم يكن فوقه شىء ولا دونه شىء لم يكن في مكان".

الجواب على سؤالك " اذا لم يكن ربنا في السماء فأين الله ؟
لا يقال أين لمن أين الأين . مثلا جهة يمين مكان وجهة شمال مكان وجهة أمام وجهة وراء وجهة فوق وجهة تحت وكلها أمنكنة و مخلوقة والله تعالى لا يحتاج الى مخلوقاته ، كان الله ولم يكن شئ غيره يا الله يا ذا الجلال والجمال والكمال، تحيرة العقول في كنهك ولا مثال . هذا معتقد سادتي الأشاعرة .

فتحي الجزائري
2008-01-05, 23:38
أختي الكريمة .....السلام عليكم ورحمة الله

- لقد قلت بأنك لا تقولين بأن الله ليس في كل مكان وكذلك الأشاعرة ...فماذا تعنين بقولك ....أي أن الله غير موجود في كل مكان بذاته أو غير موجود بعلمه ؟؟

- وأما قولك (( تقول لي أن الله تعالى في السماء ، فأي سماء ؟ وضح من فضلك ؟ ))
المراد بقولنا: في السماء، ليس معناه أن شيئاً من مخلوقاته يحويه سبحانه وتعالى،ولكن المراد بـ (في) هنا بمعنى (على) كما في قوله تعالى: "يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون" [النحل:50]، وقوله تعالى: "وهو القاهر فوق عباده" [الأنعام:18]، وكذلك في الحديث ((الراحمون يرحمهم الرحمن تبارك وتعالى، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء)) فهنا في بمعنى على أي يجب أن نرحم بعضنا البعض .... فقولنا: الله في السماء بمعنى في العلو أو على السماء، وكذلك قولنا باستواء الله على العرش فهو استواء يليق بجلاله تعالى كما أخبرنا به عن نفسه سبحانه، وقد قال تعالى: "قل أأنتم أعلم أم الله" [البقرة:140]، ولا يدل ذلك على أن شيئاً من مخلوقاته يحويه أو أنه محتاج إليه أو نحو ذلك من لوازم استواء المخلوقين.

- قولك (( تقول لي انه فوق العرش، فقبل العرش لأنه من مخلوقات الله تعالى وأعظمها ، أين كان خالقنا ؟ فاذن ادعيت الحركة والتنقل من جهة الى اخرى لله تعالى وهذا لا يجوز ))

إن الله تعالى أزلي لا أول له كما قال تعالى (( هو الأول والآخر والظاهر والباطن )) أما الخلق فله أول كما قال عليه السلام ( أول ما خلق الله القلم ، فقال له :- اكتب ، فقال :- ما اكتب ؟ ، فقال :- ما هو كائن إلى يوم القيامة (
فقبل أن يخلق الله الخلق هل كان في مكان ؟ ،المكان لم يكن مع الله شريك ، لأنه الله هو الذي أوجده
وخلقه في كلمة " كن " كما قال عز وجل (( إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول كن فيكون )) ، فبكن خلق السماوات والأرض فكان الزمان وكان المكان ، وهم يقولون وقد كان الله ولا مكان ، هل ذلك إذاً أن الله لما خلق الخلق دخل فيه
وصار له ملجئ وصار له مأوئ وصار محاطاً في المكان تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً ......

- قولك (( - قال تعالى :{أفي الله شك} سورة إبراهيم (آية 10).
الحديث :" اللهم أنت الظاهر فليس فوقك شىء وأنت الباطن فليس دونك شىء"رواه مسلم. ومعناه أن الله موجود بلا مكان، قال الحافظ البيهقي:" ومن لم يكن فوقه شىء ولا دونه شىء لم يكن في مكان".

الجواب على سؤالك " اذا لم يكن ربنا في السماء فأين الله ؟
لا يقال أين لمن أين الأين . مثلا جهة يمين مكان وجهة شمال مكان وجهة أمام وجهة وراء وجهة فوق وجهة تحت وكلها أمنكنة و مخلوقة والله تعالى لا يحتاج الى مخلوقاته ، كان الله ولم يكن شئ غيره يا الله يا ذا الجلال والجمال والكمال، تحيرة العقول في كنهك ولا مثال . هذا معتقد سادتي الأشاعرة ))
ان الله استوى على العرش منفصلا عنه وبدون اي تماس بينهما . ان الاستواء هو الفوقية والانفصال عمّا هو دون ذلك , لان هذا هو الفرق بين الخالق المطلق والمخلوق المحدود ..
ثم ان المكان والزمان يخص مخلوقات الله , اما الله فهو في اللامكان واللازمان .
ونسهّل لك الفهم بان نقول :
العرش مخلوق , وهو اخر حد للمكان والزمان , اي هو آخر المكان , وبما ان ما تحت العرش هو كل المخلوقات , أي هو المكان , وبما ان الله سبحانه فوق العرش , فهو في اللامكان لانه منفصل عنه وهو سبحانه في اللاحيز لانه في ما وراء وفيما بعد وفيما فوق المكان والحيز , أي في المطلق .

(( إن لفظ الجهة من الألفاظ المحدثة التي لم ترد في كتاب أو سنة ، والكلام في المسائل الشرعية ، وخاصة ما يتعلق منها بذات الله عز وجل وأسمائه وصفاته ، يقتصر فيه على الألفاظ الواردة في النصوص الشرعية ، وهذه مسألة جليلة أكد عليها شيخ الإسلام رحمه الله ، فالألفاظ التي أطلقها نفاة الصفات ، على المثبتة من أهل السنة ، كالمجسمة والحشوية والنابتة ، على سبيل المثال ، ألفاظ لم ترد في النصوص الشرعية ، فإطلاقها في مدح أو ذم ، خروج على النصوص ، وكذا لفظ الجهة ، إطلاقه أو نفيه ، خروج على النصوص ، ناهيك أنه لفظ مجمل ، يحتمل حقا وباطلا ، وهي مسألة أخرى أكد عليها شيخ الإسلام رحمه الله ، لأن بعض الفلاسفة والمتكلمين ، لجئوا إلى زخرفة أقوالهم الباطلة ، فألبسوها ثوب الألفاظ الشرعية ، أو ثوب الألفاظ المجملة التي تشتبه على كثير من الناس ، وعليه فإن إطلاق لفظ الجهة ، أو نفيه ، لا يستقيم إلا بعد معرفة مقصود القائل ، فإن قصد نفي الجهة المخلوقة ، وأن الله تعالى عن إحاطة شيء من مخلوقاته به ، فهو معنى صحيح ، وإن كان استخدام اللفظ المحدث خطأ ، وهو ما عبر عنه الطحاوي رحمه الله بقوله : (وهو مستغن عن العرش وما دونه محيط بكل شيء وفوق كل شيء) ، وإن قصد نفي الجهة ، بمعنى نفي العلو المطلق ، فهو معنى باطل ، وعليه لا يلزم من وصف الله بالجهة (وإن كان الإطلاق خاطئا) ، أنه محدث أو محتاج إلى هذه الجهة ، وإن تبين هذا المعنى الباطل من كلام القائل ، فإنه منتف بلا شك .))

علي الجزائري
2008-01-05, 23:49
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده
و بعد فأنا آسف على التأخير في الموضوع فقط للتنبيه
قد وضعنا تنبيهات في المنتدى و كنا ذكرنا أنه خاص بأهل السنة
و الجماعة فلا مكان لغيرهم من أهل البدع أشعريهم و معتزلهم
و لو وصفوا أنفسهم بأنهم أهل السنة و الجماعة و هم ليسوا كذلك
فهم فقدوا أصلا عظيما حذر الله من مخالفته
قال الله تعالى : و من يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى
و يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى و نصله جهنم و ساءت مصيرا ...
و سبيل المؤمنين هو سبيل الصحابة و في ذلك جاء الحث من النبي
عليه الصلاة و السلام باتباع منهجهم حيث قال
من تكون على مثل ما أنا عليه الآن و أصحابي ...
فهم السلف الصالح الذين نتخذهم قدوة و منهجا في حياتنا
كيف لا و قد قال الله تعالى :
و قال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه ...
و قال جل شأنه : و السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار
و الذين اتبعوهم بإحسان رصي الله عنهم و رضوا عنه ..
فطريقة السلف أسلم و أعلم و أحكم الطرق بها يهتدي كل مريد للخير
و يرجع إليها من كان في ضلال :
و قد قال قائلهم :
لعمري لقد طفت المعاهد كلها ..............و سيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أر إلا واضعا كف حائر .................على ذقن أو قارعا سن نادم .
و قال الرازي و هو من كبرائهم :
نهاية إقدام العقول عقال .....و أكثر سعي العالمين ضلال
و أرواحنا في وحشة من جسومنا ......و غاية دنيانا أذى و وبال
و لم نستفد من بحثنا طول عمرنا .....سوى أن جمعنا قيل و قالوا
لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية؛ فما رأيتها تشفي عليلا و
لا تروي غليلا ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن. اقرأ في الإثبات:
﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ ﴿إلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾
واقرأ في النفي: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾ ﴿ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً﴾
ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
و قبل التصرف في الموضوع لابأس ببيان بعض الحق إن شاء الله تعالى :
في موضوع علو الله تعالى فباختصار شديد و عقيدة سهلة و واضحة
ربنا سبحانه و تعالى في السماء على العرش استوى ( و ليس استولى )
ينزل نزولا يليق بجلاله حين يبقى الثلث الأخير من الليل ... و يجيء يوم
القيامة مجيئا يليق بعظمته يرحم و يعذب ،يغضب و يفرح و يضحك و يسمع
و يرى بما يليق بجلاله كل ذلك ثابت في الكتاب و السنة بغير تكييف و لا تحريف
و لا تعطيل و لا تمثيل ...
و نحن ندعوك لسماع ( بتمعن) شريط بعنوان ( هل لله مكان ؟) و فيها مقدمة
رائعة حول اتباع منهج السلف و الأخذ بأقوالهم للمحدث محمد ناصر الدين
الألباني رحمه الله تعالى ..
تفضل هنا للتحميــــــــــــــــل (http://www.alalbany.name/tapes/albany_halillahimakan.rm).
و لنا عودة بإذن الله بعد ذلك .

نادية مجدوبي
2008-01-06, 01:00
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدّنا رسول الله وآله ومن والاه، وبعد:
السلام عليكم .
السيد المشرف

كان عليكم أولا إفتتاح الخطاب بالبسملة والحمدلة والصلاة والسلام على سيدنا خير الأنام وإلقاء السلام فهي : " من سنن سيدّنا المصطفى خير الأنام عليه الصلاة والسلام . "

أما الأشاعرة اتهمتهم بأنهم أهل ضلال : فهل شققت على قلوبهم فسبحان الله العظيم الجاهل يعرف من كلامه ، ماهو دليلك بأن الأشعرية ليسوا من أهل السنة والجماعة؟ .

ان كنت شجاعا أترك المشاركة وجاوب يا من حكمت على خلق الله قبل أحكم الحاكمين ؟

شاركت في هذا المنتدى وكلي طمعا في الله تعالى بأن يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم ونوالاً لرضوانه العظيم فضلاً ومنّةً ورحمة منه تبارك وتعالى لا إستحقاقاً منّا، وقرّة عين لسيدّنا رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، يشفع بها لنا .

لا يهمني ان حذفتم عضويتي فحسبي الله ونعم الوكيل .

نادية مجدوبي
2008-01-06, 12:34
بسم الله الرحمن الرحيم .
اللهم صل على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم .


دار الإفتاء المصرية الأزهر الشريف
على تنزيه الله عن المكان والجهة والحد

نشر موقع دار الافتاء المصرية ما يلي:

رقم الفتوى: 4307
الموضوع: هل لله تعالى مكان أو تمييز؟
تاريخ الفتوى: 21/02/2006
المفتي: فضيلة الأستاذ الدكتور علي جمعة محمد
ـــــــــــــــــــــــــــ

السؤال:
اطلعنا على الطلب المقيد برقم 2514 لسنة 2005م المتضمن:
أنا طالب بكلية الشريعة وقد تعلمت ودرست في علم العقيدة: أن الله موجود بلا مكان ولا يتحيز في أي جهة، فأفتوني في ذلك، حيث إن هناك بعض من يتهجم على عقيدة الأزهر.

الجواب:
من ثوابت العقيدة عند المسلمين أن الله تعالى لا يحويه مكان ولا يحده زمان، لأن المكان والزمان مخلـوقان، وتعالى الله سبحانه أن يحيط به شيء من خلقه، بل هو خالق كل شيء، وهو المحيط بكل شيء، وهذا الاعتقاد متفق عليه بين المسلمين لا يُنكره منهم مُنكِرٌ، وقد عبَّر عن ذلك أهل العلم بقولهم: "كان الله ولا مكان، وهو على ما كان قبل خلق المكان، لم يتغير عما كان"، ومن عبارات السلف الصالح في ذلك:
قول الإمام جعفر الصادق عليه السلام: "مَنْ زعم أن الله في شيء أو من شيء أو على شيء فقد أشرك، إذ لو كان في شيء لكان محصورًا، ولو كان على شيء لكان محمولا، ولو كان من شيء لكان مُحْدَثًا" ا هـ.
وقيل ليحيى بن معاذ الرازي: أَخْبِرْنا عن الله عز وجل، فقال: إله واحد، فقيل له: كيف هو؟ قال: ملك قادر، فقيل له: أين هو؟ فقال: بالمرصاد، فقال السائل: لم أسألك عن هذا؟ فقال: ما كان غير هذا كان صفة المخلوق، فأما صفته فما أخبرت عنه.
وسُئِل ذو النون المصري رضي الله عنه عن قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى}، فقـال: "أثبت ذاته ونفى مكانه، فهو موجود بذاته والأشياء بحكمته كما شاء" ا هـ.
وأما ما ورد في الكتاب والسنة من النصوص الدالة على علو الله عز وجل على خلقه فالمراد بها علو المكانة والشرف والهيمنة والقهر، لأنه تعالى منـزه عن مشابهة المخلوقين، وليست صفاته كصفاتهم، وليس في صفة الخالق سبحانه ما يتعلق بصفة المخلوق من النقص، بل له جل وعلا من الصفات كمالُها ومن الأسماء حُسْنَاها، وكل ما خطر ببالك فالله تعالى خلاف ذلك، والعجز عن درك الإدراكِ إدراكُ، والبحث في كنه ذات الرب إشراكُ.

وعقيدة الأزهر الشريف هي العقيدة الأشعرية وهي عقيدة أهل السنة والجماعة، والسادة الأشاعرة رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم هم جمهور العلماء من الأمة، وهم الذين صَدُّوا الشبهات أمام المَلاَحِدَةِ وغيرهم، وهم الذين التزموا بكتاب الله وسنة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عبر التاريخ، ومَنْ كفّرهم أو فسّقهم يُخْشَى عليه في دينه، قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله في كتابه "تبيين كذب المفتري، فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري": "اعلم وفقني الله وإياك لمرضاته، وجعلنا ممن يتقيه حق تقاته، أن لحوم العلماء مسمومة، وعادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة، وأن من أطلق عليهم لسانه بالثلب، ابتلاه الله قبل موته بموت القلب" ا هـ.
والأزهر الشريف هو منارة العلم والدين عبر التاريخ الإسلامي، وقد كوَّن هذا الصرحُ الشامخُ أعظم حوزة علمية عرفتها الأمة بعد القرون الأولى المُفَضَّلة، وحفظ الله تعالى به دينه ضد كل معاند ومشكك، فالخائض في عقيدته على خطر عظيم، ويُخْشَى أن يكون من الخوارج والمرجفين الذي قال الله تعالى فيهم: {لَئِن لَّمْ يَنتَهِ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِى المَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لاَ يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلًا} (الأحزاب 60).
والله سبحانه وتعالى أعلم.

علي الجزائري
2008-01-06, 14:11
السلام عليكم ...
لعلك لم تسمعي شيئا من الشريط و لم تستفيدي منه شيئا
و هذا ما جعلك تلحين بأن مذهب الأشاعرة مذهب أهل السنة .. و زدت على ذلك
تفصيلك بفتوى في مسألة العلو و هي مسألة فصلها كبار أهل العلم و إنما فصلوا فقط
ردا على أهل البدع تماما مثل ما تكلموا في مسألة خلق القرآن إنما فصلوا فيها بيانا
لبطلان عقيدة أهل البدع و إلا فهم يكتفون بقولهم :
القرآن كلام الله المنزل على نبينا محمد عليه الصلاة و السلام ..
ثم زادوا فيما بعد ردا على أهل البدع : هو كلام الله غير مخلوق منه بدأ و إليه يعود ..
و هكذا فهم لم يفصلوا في الصفات إلا لبيان بطلان عقيدة المبتدعة التي تبرأ
و انسلخ منها أبو الحسن الأشعري رحمه الله تعالى .. و فعلا كما قال الرازي :
نهاية إقدام العقول عقال .....و أكثر سعي العالمين ضلال
و أرواحنا في وحشة من جسومنا ......و غاية دنيانا أذى و وبال
و لم نستفد من بحثنا طول عمرنا .....سوى أن جمعنا قيل و قالوا
لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية؛ فما رأيتها تشفي عليلا ولا تروي غليلا
ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن. اقرأ في الإثبات: ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾
﴿إلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ﴾ واقرأ في النفي: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾
﴿ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً﴾ ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي)
لكن يأبى المخالفون إلا الصدع بالباطل اتباعا للهوى و كم مريد للخير لم ينله ..
يتبع إن شاء الله

نادية مجدوبي
2008-01-06, 20:14
بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العاملين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه أجمعين .

السيد المشرف لم تجبني على السؤال ، لقد قلت بأن الأشاعرة أهل ضلال وأنهم لسيوا من السنة في شيء، فما أطلبه البرهان والدليل ؟

السيد المشرف وضح لنا من هم العلماء الذين فصوا في اثبات جهة فوق والجلوس على العرش ؟

من قول الامام شمس الدين محمد بن اللبان المصري الشافعي: من كتابه " رد مباني الآيات المتشابهات الى معاني الآيات المحكمات ."

" لما ادعى فرعون الربوبية اعتقد الجهة لله تعالى : " قال يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلع الى اله موسى ." سورة غافر 36
فرد عليه الحق جل وعلا وسخف سوء رأيه بقوله تعالى :" وكذلك زين لفرعون سوء عمله وصد عن السبيل ." غافر ، أي عدل عن سبيل القرب والدنو من اله موسى فانه منزه عن علو المكان .
وانما يصعد اليه الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه، أين هو من قول سيدنا موسى عليه السلام : " وعجلت اليك ربي لترضى ." مع أنه لم يبن له صرحا ولا احتاج في الدنو والقرب الى صعود السماء .
وكذلك سيدنا ابراهيم عليه السلام حيث جاء ربه بقلب سليم ووهب له لسان صدق علي، فكان مجيئه اليه ووصوله وعلوه بسلامة القلب صدق اللسان، لا بالتسور والصعود للمكان .

يقول تعالى :" ولله المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه الله ." البقرة 115
وقوله تعالى :" ونحن أقرب اليه ." الآية
وقوله تعالى :" ولا أدنى من ذلك ولا أكثر الا هو معكم ." الآية

وفي مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال : " أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ."

وللحديث بقية ان شاء الله .

نادية مجدوبي
2008-01-06, 22:20
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه أجمعين
السلام عليكم

قال الإمام الحافظ أحمد بن عمر القرطبي المتوفى سنة 656هــ في كتابه المفهم لـما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ما نصه: لا يلزم من مدِّ الأيدي إلى السماء أن يكون مكانا لله ولا جهة كما لا يلزم من استقبال الكعبة أن يكون الله تعالى فيها، بل السماء قبلةُ الدعاء كما أن الكعبة قبلةُ الصلاة والباري تعالى مُـنـزّه عن الاختصاص بالأمكنة والجهات إذ ذاك من لوازم المحدثات ولقد أحسن من قال: لو كان الباري تعالى في شىء لكان محصورا ولو كان على شىء لكان محمولا ولو كان من شىء لكان محدثا .

ويقول الامام حجة الاسلام الامام الغزالي رحمه الله، في الرسالة القدسية : " وأما رفع الأيدي عند السؤال الى جهة السماء فهو لأنها قبلة للدعاء، وفيه اشارة الى ما هو وصف للمدعو من الجلال والكبرياء تنبيها بقصد جهة العلو على جهة المجد والعلاء، فانه تعالى فوق كل موجود بالعظمة والاستعلاء والقهر والاستيلاء ."
السؤال على جوابك :
أما وجود الله تعالى معنا فبعلمه سبحانه وتعالى لقوله جل وعلا : " وهو معكم أينما كنتم ." الحديد
وقوله تعالى : " ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ." المجادة .