العابدالكنتي
2010-02-26, 12:20
بات ظاهرا للعيان في الآونة الأخيرة ارتفاع وتيرة الاحتجاجات العمالية في قطاع التربية. ولم يعد يمر شهر إلا وتقع العديد من الاعتصامات والاحتجاجات في كافة المؤسسات التعليمية. فلقد شملت التحركات العمالية الأخيرة حتى المناطق النائية في جنوب الجزائر كولاية تمنراست جنبا إلى جنب مع تحركات الأساتذة والمعلمين في الشمال مثل الجزائر العاصمة وقسنطينة ووهران. فضلا عن التحركات التي نظمها الأساتذة المتعاقدين والمساعدين التربويين وحتى المفتشين و موظفو المصالح الاقتصادية.
وظهر واضحا كذلك التعامل غير الجدي للسلطة ممثلة في وزير التربية مع هذه الاحتجاجات. ويمكن القول إن هذه الاحتجاجات لها مدلولات مهمة ليس فقط من زاوية إنها تضع نقطة الختام لما يروج له عن أن المعلمون والاساتذة ماديون ولا يمكن أن يستمرو في اضراب أكثر من يوم أو يومان خوفا من الاقتطاعات .وانما إلى تحديها المباشر وغير المباشر ورفضها لما يتم الترويج والتسويق له من سياسات إصلاح للمنظومة التربوية , تستهدف وفقا للمسئولين تحسين النتائج وترقية التعليم .
أسباب الاحتجاجات العمالية الراهنة:
الأسباب المباشرة:
أما عن أسباب الاحتجاجات فكانت أعلى الاحتجاجات في قطاع التربية خلال السنة الماضية والأشهر الأولى من السنة الحالية بسبب المنح والتعويضات وعدم صرف المستحقات والمخلفات المالية للعمال طب العمل , الخدمات الاجتماعية , اعادة تصنيف بعض الرتب , السكن ..........الخ.
سمات الاحتجاجات
تلاحظ من الاحتجاجات التي شهدتها المواقع العمالية في الفترة الأخيرة ما يلى :
1. استمرارية عدد واسع مسكن الاحتجاجات لفترات طويلة سواء كان هذا عبر تنظيم اضراب او اعتصام مفتوح أو موجات من الاحتجاجات المتتالية في نفس المؤسسة او الولاية او حتى قطاع التربية بكامله .
2. عدم التفات عدد من قادة هذه الاحتجاجات إلى حاجز قانونية الاضراب ،وإن كان النص القانونى المكبل للإضراب في قانون العمل 14/90 ما زال يشكل عقبة أمام تنظيم اضرابات في عدد مهم من هذه الاحتجاجات.
3. معظم قادة الاحتجاجات هم إطارات شابة خاصة في قطاع التربية، لكنها تفتقد للوعي النقابي و السياسي.
4. أسباب الاحتجاجات اقتصادية و معيشية بشكل رئيسي، وهى عفوية بالأساس،وهى تدور كرد فعل للاعتداء على حقوق كان يغلب عليها صفة الاستقرار.
5. غابت الاعتصامات التضامنية تماما،وفي عدد كبير من الاحتجاجات يتم فض الإضراب أو الاحتجاج بناء على وعود شفوية من قبل المسئولين.
6. لم تلعب أحزاب اليسار الديمقراطي بكل اتجاهاتها كحزب العمال وFFS و RCD والأحزاب الوطنية مثل FLN , FNA , RND والأحزاب الإسلامية حماس والإصلاح و النهضة سوى دورا محدودا جدا في هذه التحركات سواء كان ذلك عبر وجود عناصر عمالية له داخل المؤسسات أو عبر التضامن مع هذه التحركات.
ومن الممكن رصد عدد من أوجه القصور التي تضعف حركة العمال ومن أبرزها :
1. غياب القيادات النقابية ذات الوعي.
2. غياب فروع نقابية بالمؤسسات التربوية اي عدم وجود هيكلة نقابية.
3. غياب النقابات المستقلة أو الجمعيات أو الروابط .
4. ضعف الأحزاب العمالية اليسارية والديمقراطية و تفككها وهشاشة وزنها.
5. ضعف الإعلام الإعلامي.
6. عدم وضوح مطالب العمال وبلورتها في الكثير من الاحتجاجات.
تأثير التحركات الأخيرة:
اعطت التحركات الأخيرة زخما للعديد من النقابات المستقلة من أجل تفعيل جهودها نحو توحيد القيادات العمالية واليسارية والمهتمة بالحركة العمالية في إطار اللجنة التنسيقية،باعتبار إن هذه اللجنة تستطيع أن تكون، بقدر من العمل والجهد والاتفاق المبدئى بين كل أطرافها، بيتا يحتضن العمال المناضلين ، ويصوغ معهم مطالبهم ،وينظم معهم أوسع حملات تضامن ، ويعمل بجد لإنشاء فروع موقعية له في كل المواقع العمالية.
التوقعات:
ما زلنا نتوقع استمرار وتيرة الاحتجاجات العمالية في التصاعد في الفترة القريبة المقبلة للعديد من الأسباب أهمها:
أولا: عمال قطاع التربية لم يعد لديه ما يخسره.. فالأوضاع من سيئ إلى أسوأ.. والأسعار تنطلق بسرعة الصاروخ ..قوانين جديدة وضرائب جديدة في الطريق ..كلام يعلو ويتردد عن رغبة السلطة وأرباب الأعمال في تعديل قانون العمل.
ثانيا: تعنت وزارة التربية و فشلها الذريع في إدارة الأزمة واستخفافها بالقوة التجييرية والتعبوية للنقابات المستقلة.
ثالثا: رفض الاتحاد العام للعمال الجزائريين إشراك النقابات المستقلة في تسيير الخدمات الاجتماعية لقطاع التربية والاصرار على احقيته وحده في تسييرها وتهديده للسلطة بالتخالط في أماكن أخرى ( قطاع المحروقات , مركب الحجار , snvi....الخ) .
رابعا:بقاء وزير التربية بوبكر بن بوزيد على رأس الوزارة و بوبكر الخالدي أمينا عاما سببان كافيان لاستمرار الاحتجاج والاضراب في قطاع التربية.
ما العمل؟
وأخيرا ..نرى إن هناك أهمية في ضوء هذه المعطيات أن نتحرك بدأب، من أجل إنجاز المهام الملحة التالية:
1. توحيد الجهود من أجل هيكلة العمال داخل المواقع العمالية بإنشاء فروع نقابية فاعلة لتكون صوتا للعمال .
2. إصدار النشرات الإعلامية الدورية و مواقع الانترنيت والسعى نحو إصدار جريدة عمالية، باشتراكات العمال وتبرعاتهم، ولتنظم المواقع العمالية وتنقل الخبرة وتوحد مطالب العمال .
3. تأسيس فروع نقابية في المناطق الداخلية والنائية من الوطن.
4. بلورة عدد من المطالب العمالية الواضحة والأساسية وعمل أوسع دعاية لها.
5. بذل الجهد من أجل خلق جيل جديد من القيادات العمالية الشابة الواعية نقابيا وسياسيا بقضايا طبقتهم.
وظهر واضحا كذلك التعامل غير الجدي للسلطة ممثلة في وزير التربية مع هذه الاحتجاجات. ويمكن القول إن هذه الاحتجاجات لها مدلولات مهمة ليس فقط من زاوية إنها تضع نقطة الختام لما يروج له عن أن المعلمون والاساتذة ماديون ولا يمكن أن يستمرو في اضراب أكثر من يوم أو يومان خوفا من الاقتطاعات .وانما إلى تحديها المباشر وغير المباشر ورفضها لما يتم الترويج والتسويق له من سياسات إصلاح للمنظومة التربوية , تستهدف وفقا للمسئولين تحسين النتائج وترقية التعليم .
أسباب الاحتجاجات العمالية الراهنة:
الأسباب المباشرة:
أما عن أسباب الاحتجاجات فكانت أعلى الاحتجاجات في قطاع التربية خلال السنة الماضية والأشهر الأولى من السنة الحالية بسبب المنح والتعويضات وعدم صرف المستحقات والمخلفات المالية للعمال طب العمل , الخدمات الاجتماعية , اعادة تصنيف بعض الرتب , السكن ..........الخ.
سمات الاحتجاجات
تلاحظ من الاحتجاجات التي شهدتها المواقع العمالية في الفترة الأخيرة ما يلى :
1. استمرارية عدد واسع مسكن الاحتجاجات لفترات طويلة سواء كان هذا عبر تنظيم اضراب او اعتصام مفتوح أو موجات من الاحتجاجات المتتالية في نفس المؤسسة او الولاية او حتى قطاع التربية بكامله .
2. عدم التفات عدد من قادة هذه الاحتجاجات إلى حاجز قانونية الاضراب ،وإن كان النص القانونى المكبل للإضراب في قانون العمل 14/90 ما زال يشكل عقبة أمام تنظيم اضرابات في عدد مهم من هذه الاحتجاجات.
3. معظم قادة الاحتجاجات هم إطارات شابة خاصة في قطاع التربية، لكنها تفتقد للوعي النقابي و السياسي.
4. أسباب الاحتجاجات اقتصادية و معيشية بشكل رئيسي، وهى عفوية بالأساس،وهى تدور كرد فعل للاعتداء على حقوق كان يغلب عليها صفة الاستقرار.
5. غابت الاعتصامات التضامنية تماما،وفي عدد كبير من الاحتجاجات يتم فض الإضراب أو الاحتجاج بناء على وعود شفوية من قبل المسئولين.
6. لم تلعب أحزاب اليسار الديمقراطي بكل اتجاهاتها كحزب العمال وFFS و RCD والأحزاب الوطنية مثل FLN , FNA , RND والأحزاب الإسلامية حماس والإصلاح و النهضة سوى دورا محدودا جدا في هذه التحركات سواء كان ذلك عبر وجود عناصر عمالية له داخل المؤسسات أو عبر التضامن مع هذه التحركات.
ومن الممكن رصد عدد من أوجه القصور التي تضعف حركة العمال ومن أبرزها :
1. غياب القيادات النقابية ذات الوعي.
2. غياب فروع نقابية بالمؤسسات التربوية اي عدم وجود هيكلة نقابية.
3. غياب النقابات المستقلة أو الجمعيات أو الروابط .
4. ضعف الأحزاب العمالية اليسارية والديمقراطية و تفككها وهشاشة وزنها.
5. ضعف الإعلام الإعلامي.
6. عدم وضوح مطالب العمال وبلورتها في الكثير من الاحتجاجات.
تأثير التحركات الأخيرة:
اعطت التحركات الأخيرة زخما للعديد من النقابات المستقلة من أجل تفعيل جهودها نحو توحيد القيادات العمالية واليسارية والمهتمة بالحركة العمالية في إطار اللجنة التنسيقية،باعتبار إن هذه اللجنة تستطيع أن تكون، بقدر من العمل والجهد والاتفاق المبدئى بين كل أطرافها، بيتا يحتضن العمال المناضلين ، ويصوغ معهم مطالبهم ،وينظم معهم أوسع حملات تضامن ، ويعمل بجد لإنشاء فروع موقعية له في كل المواقع العمالية.
التوقعات:
ما زلنا نتوقع استمرار وتيرة الاحتجاجات العمالية في التصاعد في الفترة القريبة المقبلة للعديد من الأسباب أهمها:
أولا: عمال قطاع التربية لم يعد لديه ما يخسره.. فالأوضاع من سيئ إلى أسوأ.. والأسعار تنطلق بسرعة الصاروخ ..قوانين جديدة وضرائب جديدة في الطريق ..كلام يعلو ويتردد عن رغبة السلطة وأرباب الأعمال في تعديل قانون العمل.
ثانيا: تعنت وزارة التربية و فشلها الذريع في إدارة الأزمة واستخفافها بالقوة التجييرية والتعبوية للنقابات المستقلة.
ثالثا: رفض الاتحاد العام للعمال الجزائريين إشراك النقابات المستقلة في تسيير الخدمات الاجتماعية لقطاع التربية والاصرار على احقيته وحده في تسييرها وتهديده للسلطة بالتخالط في أماكن أخرى ( قطاع المحروقات , مركب الحجار , snvi....الخ) .
رابعا:بقاء وزير التربية بوبكر بن بوزيد على رأس الوزارة و بوبكر الخالدي أمينا عاما سببان كافيان لاستمرار الاحتجاج والاضراب في قطاع التربية.
ما العمل؟
وأخيرا ..نرى إن هناك أهمية في ضوء هذه المعطيات أن نتحرك بدأب، من أجل إنجاز المهام الملحة التالية:
1. توحيد الجهود من أجل هيكلة العمال داخل المواقع العمالية بإنشاء فروع نقابية فاعلة لتكون صوتا للعمال .
2. إصدار النشرات الإعلامية الدورية و مواقع الانترنيت والسعى نحو إصدار جريدة عمالية، باشتراكات العمال وتبرعاتهم، ولتنظم المواقع العمالية وتنقل الخبرة وتوحد مطالب العمال .
3. تأسيس فروع نقابية في المناطق الداخلية والنائية من الوطن.
4. بلورة عدد من المطالب العمالية الواضحة والأساسية وعمل أوسع دعاية لها.
5. بذل الجهد من أجل خلق جيل جديد من القيادات العمالية الشابة الواعية نقابيا وسياسيا بقضايا طبقتهم.