أبو عبد البر
2007-11-29, 16:45
س/ ماهي الموضوعات التي اشتملت عليها مقدمة كتاب الأصول الثلاثة ؟
مقدمة الأصول الثلاثة مقدمة شاملة جامعة تشتمل على ثلاثة موضوعات من الموضوعات المهمة جداً :
الموضوع الأول: بدأه المصنف رحمه الله بقوله
( اعلم -رحمك الله- أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل
: الأولى : هي العلم، وهي معرفة الله -تبارك وتعالى- ومعرفة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ومعرفة دين الإسلام .
الثانية : العمل به ، أي العمل بالعلم .
الثالثة : الدعوة إليه .
الرابعة : الصبر على الأذى فيه .
الموضوع الثاني: ( اعلم-رحمك الله- أنه يجب على كل مسلم ومسلمة، تعلم هذه المسائل الثلاث، والعمل بهن :
المسألة الأولى : أن الله –تعالى- خلقنا، ورزقنا، ولم يتركنا هملا، وأرسل إلينا رسولاً، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار.
المسألة الثانية : أن الله –تعالى- لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل .
المسألة الثالثة : أن من أطاع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ووحد الله –تعالى- لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله، ولو كان أقرب قريب .
الموضوع الثالث:: ( اعلم أرشدك الله لطاعته: أن الحنيفية ملة إبراهيم: هي أن تعبد الله وحده لا شريك له، وبذلك أمر الله جميع الناس ، وخلقهم لها ) .
س/ ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها ؟الأصول الثلاثة هي:1 - معرفة العبد ربه -جلّ وعلا-2- ومعرفة دينه ،3- ومعرفة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- .
س/ بما ختم المصنف كتابه ؟ختم المصنف -رحمه الله تعالى- كتابه ببعض قضايا الإيمان باليوم الآخر: كالإيمان بالبعث والحساب .
س/ لماذا استهل المصنف كتابه بالبسملة ؟استهل المصنف -رحمه الله تعالى- كتابه بالبسملة، فقال: ( بسم الله الرحمن الرحيم ) اقتداء بالقرآن الكريم، فلقد بدأت كل سور القرآن الكريم بالبسملة باستثناء سورة براءة، واقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فمن الثابت أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يبدأ كتبه بالبسملة، ففي صحيح البخاري ( أنه -صلى الله عليه وسلم- أرسل كتاباً إلى هرقل، قال فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله، إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين ....... الخ ) إلى آخر كتابه المبارك -صلى الله عليه وسلم-
س/ ما معني البسملة ؟ ولماذا حث الشرع الحنيف عليها ؟البدء باسم الله في كل شيء بركة ، فما أبركها وأشرفها وأعظمها من بداية أن تبدأ القول باسم الله ، وأن تبدأ الفعل والعمل باسم الله
ومعني ( بسم الله ): أي أبدأ تصنيفي، عملي هذا، كتابي هذا ببسم الله ، ولقد حث الشرع الحنيف، -تبارك وتعالى- مع كل فعل من الأفعال كالأكل، والشرب، والنوم، والركوب، والجماع، وغير ذلك من الأعمال "
1-قال الله -تبارك وتعالى:- ﴿ فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ ﴾[الأنعام:118]
2- وقال -تعالى:- ﴿ وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ﴾ [هود:41]
3-. وفى الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- فال: ( أغلق إناءك واذكر اسم الله، وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله، وأغلق بابك واذكر اسم الله، وأوك سقاءك واذكر اسم الله
4- وفى الصحيحين –أيضاًَ- من حديث عمر بن أبي سلمة -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: ( يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك ).
س/ مامعني لفظ الجلالة الله ؟ وهل يصح أن نقول الله من أسماء القدوس ؟الله لفظ الجلالة هو الاسم المفرد العلم، الدال على كل الأسماء الحسنى، والصفات العلى؛ لذا كل الأسماء الحسنى تنسب إليه فأنت تقول: الملك، والقدوس، والسلام، والمؤمن، والمهمين، والعزيز، والجبار، إلى غير ذلك من أسماء الجلال، كل هذه الأسماء من أسماء الله. ـ ولا تقول: الله من أسماء القدوس، ولا تقول: الله من أسماء المؤمن، ولا تقول: الله من أسماء الملك، فكل الأسماء الحسنى تنسب إليه، والصحيح كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى : أنه مشتق من الإله، والإله هو المعبود الذي يستحق أن يفرد وحده بالعبادة والألوهية .
س/ ما معني أسم الله الرحمن الرحيم ؟ وما الذي يجب علينا نحوهما ؟قال ابن عباس : الرحمن الرحيم اسمان رقيقان، أحدهما أرق من الآخر، أي أكثر رحمة ، وقال عبد الله بن المبارك: الرحمن الذي إذا سئل أعطى، والرحيم الذي إذا لم يسأل يغضب ، وهذان الاسمين الجليلين يثبتان صفة الرحمة لله -تبارك وتعالى- ونحن نثبت لله جلّ وعلا ما أثبته لذاته من الأسماء الحسنى، والصفات العلى، وما أثبته له أعرف الخلق به عبده ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-، ونؤمن بهذه الأسماء والصفات من غير تحريف لألفاظها، ومن غير تحريف لمعانيها، ومن غير تعطيل، أو تشبيه، أو تمثيل ،
1- قال الله جلّ وعلا ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾[ الشورى: 11]
2-قال -جلّ وعلا:- ﴿ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [ الأنعام:103] ، فالاسمان الجليلان يثبتان صفة الرحمة لله -تبارك وتعالى- وهي من أعظم وأجل صفات الله -جلّ وعلا-
3-قال –تعالى:- ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزمر:53] ،
4- وقال –تعالى:- ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [الأعراف: 156]
5- وفى الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( إن الله –تعالى- كتب في كتاب عنده، فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي تغلب غضبي ) وفى لفظ ( سبقت غضبي )
س/ أذكر بعض الأدلة علي رحمة الله بعباده ؟1-ما رواه البخاري، وغيره من حديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأي امرأة من السبي تبحث عن ولدها، فلما رأت الأم ولدها؛ ألصقته ببطنها، وأرضعته؛ فتأثر النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا المشهد الرقراق من مشاهد الرحمة والرقة، فسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه، وقال: ( أترون هذه الأم طارحة ولدها في النار ؟) قالوا: لا، يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : ( لله أرحم بعباده من رحمة الأم بولدها ) .
2-ـ وفى الصحيحين من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( يدنى المؤمن من ربه يوم القيامة، حتى يضع رب العزة عليه كنفه ، ويقرره بذنوبه، فيقول الرب للعبد: لقد فعلت كذا وكذا، يوم كذا وكذا ) أي من الذنوب والمعاصي ( فيقول العبد المؤمن: رب أعرف، رب أعرف، فيقول الله -جلّ وعلا:- ولكني سترتها عليك في الدنيا، وأغفرها لك اليوم ).
س/ ما الفائدة من بداية المصنف -رحمه الله تعالى بقوله :- ( اعلم -رحمك الله-) ؟ مع توضيح معناها ؟هذه البداية، تبين شفقة المصنف ورقته ورحمته بمن يدعوهم إلى الله -تبارك وتعالى- وهي بداية يستثير بها الاهتمام، بداية يستجيش بها العواطف، بداية يحرك بها الوجدان ( اعلم -رحمك الله-) معناها أي جعلك الله أهلاً لرحمته وفضله .
س/ كيف يبدأ طلبة العلم والدعاة دعوتهم مع المخلوقين ؟طلبة العلم، والدعاة إلى الله -تبارك وتعالى- عليهم أن يبدأوا دعوتهم مع المكلفين، ومع المخلوقين، ومع الناس برحمة، برقة، قال الله لنبيه -صلى الله عليه وسلم- ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ [آل عمران:159] .
س/ ما الفرق بين مقام الدعوة إلى الله، ومقام الجهاد ؟مقام الجهاد" غلظة ورجولة ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ﴾ [التوبة:73 ]
، مقام الدعوة "الرحمة، و الحكمة، و اللين، وهذا المنهج الدعوي منهج توقيفي، لا يختلف باختلاف الزمان والمكان، إن كنت في دعوة فعليك أن تكون رحيماً رقيقً مهذباً مؤدباًة ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ ﴾ [النحل:125] .
س/ ما الحكمة ؟ وما معاول هدمها ؟ وما أركانها ؟تعريف الحكمة : هي فعل ما ينبغي، في الوقت الذي ينبغي، على الوجه الذي ينبغي
ـ أركانها: 1-العلم،2- والحلم،3- والأناة .
ـ آفاتها، وأضادها، ومعاول هدمها: الجهل، والطيش، والعجلة .
س/ لماذا وصف الله الموعظة بقوله الحسنة، ولم يذكر الحكمة بالحسنة في قوله تعالي: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ﴾ [النحل:125] ؟لأن الحكمة الحسن أصل فيها، ووصف ذاتي لها، لا يمكن أبداً أن توصف الحكمة بغير الحسن .
س/ بماذا أمر الله موسى وهارون عليهما أفضل الصلاة والسلام في دعوتهما لفرعون ؟قال الله لموسى وهارون -على نبينا وعليهما أفضل الصلاة والسلام:- ﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾[ طه: 43-44]
قال قتادة: سبحانك ربي ما أحلمك، تأمر موسى وهارون أن يقولا لفرعون قولاً ليناً، إن كان هذا حلمك بفرعون الذي قال: أنا ربكم الأعلى، فكيف يكون حلمك بعبد قال: سبحان ربي الأعلى.
س/ ماهو الواجب ؟ وما ضابطه ؟الواجب عند علماء الأصول: هو ما أُمر به أمراًَ جازماً .
وضابطه أن فاعله موعود بالثواب ، وأن تاركه متوَعد بالعقاب .
س/ عرف العلم ؟1-العلم: هو معرفة الله -عز وجل- ومعرفة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ومعرفة دين الإسلام بالأدلة ، .
2- : العلم: هو إدراك الشيء على حقيقته، أو على صورته إدراكاً جازماً،
3- ومن باب الأمانة العلمية –أيضاً- فهناك من أهل العلم من فرق بين العلم، والإدراك، والمعرف .
س/ ماذا يقصد الشيخ من كلمة الواجب ؟المصنف هنا يقصد الواجب الذي هو بمعنى الفرض، ، وهو قول الأئمة مالك، والشافعي، وأحمد رحم الله الجميع .
س/ ما الأدلة علي فضل العلم من الكتاب والسنة ؟1- قوله تعالي ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْم﴾ [طـه: 114] .
2-في الصحيحين من حديث معاوية ابن أبي سفيان -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين
3- وقوله تعالي ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ [المجادلة: 11] .
4-ـ وقال تعالى:- ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ﴾[ الزمر: 9]
5- بل من أرق الآيات التي يشهد الله -تبارك وتعالى- بها لأهل العلم أن أول من شهد لله بالوحدانية هو الله ، ثم ثنى بملائكته، ثم ثلث بأهل العلم، فقال -جلّ جلاله:- ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾ إذاً أول من شهد لله بالوحدانية هو الله ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ ﴾ أي وكذا الملائكة شهدت لله بالوحدانية -جلّ وعلا- ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ ﴾ أي وكذلك شهد أولو العلم بالوحدانية لله -تبارك وتعالى- ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران:18] .
6-ـ وقد روي البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( إن الله –تعالى- لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يترك عالم) وفى لفظ ( حتى إذا لم يبق عالمٌ اتخذ الناس رؤوساً جهالاً ) وفى لفظ ( روءساء جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم؛ فضلوا، وأضلوا ) .
7-ـ وكان نبينا -صلى الله عليه وسلم- شديد الحفاوة بالعلم، وشديد الحفاوة بطلاب العلم، ففي مسند الإمام أحمد، ومعجم الطبراني بسند جيد من حديث صفوان بن عسال المرادي -رضي الله عنه- قال: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو في المسجد متكئ على برد له أحمر فقلت- والقائل صفوان- قلت: يا رسول الله، إني جئت أطلب العلم قال: (مرحباً بطالب العلم، إن طالب العلم تحفه الملائكة بأجنحتها، ثم يركب بعضهم بعضاً، حتى يبلغوا السماء الدنيا؛ من محبتهم لما يطلب ) .
8-ـ وما رواه الترمذي، وابن ماجة، والنسائي وغيرهم بسند حسن بشواهده، من حديث أبي الدرداء -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً؛ سهل الله له طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم؛ رضاً بما يصنع ، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهما، إنما ورثوا العلم فمن أخذه، أخذ بحظ وافر ) .
9-ـ وحديث أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكر له رجلان أحدهما عابد، والآخر عالم، فقال -صلى الله عليه وسلم:- (فضل العالم على العابد كفضلى على أدناكم )
10ـ وفى صحيح مسلم من حديث أبي واقد الليثي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بينما هو يجلس يوماً بين أصحابه، في حلقة علم أقبل ثلاثة نفر، أما أحدهم فرأى فرجة فجلس فيها، وأما الآخر فاستحيا -يعني استحيا أن يتخطى الرقاب والصفوف فجلس خلف الصف، وأما الثالث أعرض عن المجلس، فلما قضى النبي -صلى الله عليه وسلم- حديثه قال -صلى الله عليه وسلم:- ( ألا أخبركم عن النفر الثلاثة: أما أحدهم آوى إلى الله أما أحدهم: آوى إلى الله؛ فآواه الله، وأما الثاني: استحيا؛ فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض، فأعرض الله عنه ) .
س/ ما الطريقة السليمة لتلقي العلم حتى نجمع ما بين العلم والعمل معاً ؟الخطوة الأولى: هي الإخلاص: فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول:1- ( من تعلم العلم؛ ليجاري به العلماء، أو ليماري به السفهاء، أو ليصرف وجوه الناس إليه فهو في النار )
2- وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة -رضى الله عنه- ( أن أول من تسعر بهم النار ثلاثة ) وذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- من هؤلاء فقال: ( وعالم وقارئ للقرآن فأتي به فعرفه نعمه؛ فعرفها، قال: فما عملت؟ قال: تعلمت وعلمت، قال: كذبت، ولكنك تعلمت؛ ليقال هو عالم، وقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل قرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه، فعرفها، قال: فما علمت فيها؟ قال: قرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك قرأت؛ ليقال هو قارئ، فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار) ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الخطوة الثانية: أن يجلس من أراد أن يطلب هذا العلم المبارك، وهو متصور أنه في مجلس علم، يجلس بالورقة والقلم، ثم يسجل؛ لأن العلم لا يقيد إلا بالكتابة، قيدوا العلم بالكتابة،
وفى مسند أحمد بسند صحيح من حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أريد حفظه، فنهتني قريش عن ذلك، وقالوا: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشر يتكلم في الغضب والرضا؛ فأمسكت عن الكتابة، ثم ذكرت ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- (فأشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى فمه المبارك، وقال لعبد الله: اكتب، فو الذي نفسي بيده ما خرج مني إلا الحق ) الشاهد قول عبد الله بن عمر كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أريد حفظه .
الخطوة الثالثة: أن تجعل لنفسها وقتاً لمراجعة ما كتبت بيدها، وإن احتاجت إلى أن تزيد على ما كتبت، زادت بالعودة إلى المراجع وإلى كتب أهل العلم .
الخطوة الرابعة: لا ينبغي لطالب العلم أو لطالبة أن تستحيي إذا استشكل عليه أو إذا استشكلت عليها مسألة من المسائل ، فالعلم يضيع بين الكبر والحياء ثم بعد ذلك، يجب على طالب العلم، أن يكون فاهماً لمصطلحات أهل العلم إن قرأ من كتبهم، وألا يعتمد اعتماداً كلياً على القراءة من الكتب؛ لأن من كان شيخه كتابه غلب خطؤه صوابه، فلابد من مراجعة العلماء الربانيين، وهؤلاء بفضل الله لا تخلو منهم الأمة أبداً؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول -كما في الصحيحين من حديث معاوية:- ( لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله ، لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ) .
مقدمة الأصول الثلاثة مقدمة شاملة جامعة تشتمل على ثلاثة موضوعات من الموضوعات المهمة جداً :
الموضوع الأول: بدأه المصنف رحمه الله بقوله
( اعلم -رحمك الله- أنه يجب علينا تعلم أربع مسائل
: الأولى : هي العلم، وهي معرفة الله -تبارك وتعالى- ومعرفة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ومعرفة دين الإسلام .
الثانية : العمل به ، أي العمل بالعلم .
الثالثة : الدعوة إليه .
الرابعة : الصبر على الأذى فيه .
الموضوع الثاني: ( اعلم-رحمك الله- أنه يجب على كل مسلم ومسلمة، تعلم هذه المسائل الثلاث، والعمل بهن :
المسألة الأولى : أن الله –تعالى- خلقنا، ورزقنا، ولم يتركنا هملا، وأرسل إلينا رسولاً، فمن أطاعه دخل الجنة، ومن عصاه دخل النار.
المسألة الثانية : أن الله –تعالى- لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته لا ملك مقرب، ولا نبي مرسل .
المسألة الثالثة : أن من أطاع الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ووحد الله –تعالى- لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله، ولو كان أقرب قريب .
الموضوع الثالث:: ( اعلم أرشدك الله لطاعته: أن الحنيفية ملة إبراهيم: هي أن تعبد الله وحده لا شريك له، وبذلك أمر الله جميع الناس ، وخلقهم لها ) .
س/ ما الأصول الثلاثة التي يجب على الإنسان معرفتها ؟الأصول الثلاثة هي:1 - معرفة العبد ربه -جلّ وعلا-2- ومعرفة دينه ،3- ومعرفة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- .
س/ بما ختم المصنف كتابه ؟ختم المصنف -رحمه الله تعالى- كتابه ببعض قضايا الإيمان باليوم الآخر: كالإيمان بالبعث والحساب .
س/ لماذا استهل المصنف كتابه بالبسملة ؟استهل المصنف -رحمه الله تعالى- كتابه بالبسملة، فقال: ( بسم الله الرحمن الرحيم ) اقتداء بالقرآن الكريم، فلقد بدأت كل سور القرآن الكريم بالبسملة باستثناء سورة براءة، واقتداء بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فمن الثابت أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يبدأ كتبه بالبسملة، ففي صحيح البخاري ( أنه -صلى الله عليه وسلم- أرسل كتاباً إلى هرقل، قال فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله، إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد: فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين ....... الخ ) إلى آخر كتابه المبارك -صلى الله عليه وسلم-
س/ ما معني البسملة ؟ ولماذا حث الشرع الحنيف عليها ؟البدء باسم الله في كل شيء بركة ، فما أبركها وأشرفها وأعظمها من بداية أن تبدأ القول باسم الله ، وأن تبدأ الفعل والعمل باسم الله
ومعني ( بسم الله ): أي أبدأ تصنيفي، عملي هذا، كتابي هذا ببسم الله ، ولقد حث الشرع الحنيف، -تبارك وتعالى- مع كل فعل من الأفعال كالأكل، والشرب، والنوم، والركوب، والجماع، وغير ذلك من الأعمال "
1-قال الله -تبارك وتعالى:- ﴿ فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ ﴾[الأنعام:118]
2- وقال -تعالى:- ﴿ وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ﴾ [هود:41]
3-. وفى الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- فال: ( أغلق إناءك واذكر اسم الله، وأطفئ مصباحك واذكر اسم الله، وأغلق بابك واذكر اسم الله، وأوك سقاءك واذكر اسم الله
4- وفى الصحيحين –أيضاًَ- من حديث عمر بن أبي سلمة -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: ( يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك ).
س/ مامعني لفظ الجلالة الله ؟ وهل يصح أن نقول الله من أسماء القدوس ؟الله لفظ الجلالة هو الاسم المفرد العلم، الدال على كل الأسماء الحسنى، والصفات العلى؛ لذا كل الأسماء الحسنى تنسب إليه فأنت تقول: الملك، والقدوس، والسلام، والمؤمن، والمهمين، والعزيز، والجبار، إلى غير ذلك من أسماء الجلال، كل هذه الأسماء من أسماء الله. ـ ولا تقول: الله من أسماء القدوس، ولا تقول: الله من أسماء المؤمن، ولا تقول: الله من أسماء الملك، فكل الأسماء الحسنى تنسب إليه، والصحيح كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى : أنه مشتق من الإله، والإله هو المعبود الذي يستحق أن يفرد وحده بالعبادة والألوهية .
س/ ما معني أسم الله الرحمن الرحيم ؟ وما الذي يجب علينا نحوهما ؟قال ابن عباس : الرحمن الرحيم اسمان رقيقان، أحدهما أرق من الآخر، أي أكثر رحمة ، وقال عبد الله بن المبارك: الرحمن الذي إذا سئل أعطى، والرحيم الذي إذا لم يسأل يغضب ، وهذان الاسمين الجليلين يثبتان صفة الرحمة لله -تبارك وتعالى- ونحن نثبت لله جلّ وعلا ما أثبته لذاته من الأسماء الحسنى، والصفات العلى، وما أثبته له أعرف الخلق به عبده ورسوله محمد -صلى الله عليه وسلم-، ونؤمن بهذه الأسماء والصفات من غير تحريف لألفاظها، ومن غير تحريف لمعانيها، ومن غير تعطيل، أو تشبيه، أو تمثيل ،
1- قال الله جلّ وعلا ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾[ الشورى: 11]
2-قال -جلّ وعلا:- ﴿ لا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ﴾ [ الأنعام:103] ، فالاسمان الجليلان يثبتان صفة الرحمة لله -تبارك وتعالى- وهي من أعظم وأجل صفات الله -جلّ وعلا-
3-قال –تعالى:- ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ [الزمر:53] ،
4- وقال –تعالى:- ﴿ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ﴾ [الأعراف: 156]
5- وفى الصحيحين من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( إن الله –تعالى- كتب في كتاب عنده، فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي تغلب غضبي ) وفى لفظ ( سبقت غضبي )
س/ أذكر بعض الأدلة علي رحمة الله بعباده ؟1-ما رواه البخاري، وغيره من حديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأي امرأة من السبي تبحث عن ولدها، فلما رأت الأم ولدها؛ ألصقته ببطنها، وأرضعته؛ فتأثر النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا المشهد الرقراق من مشاهد الرحمة والرقة، فسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه، وقال: ( أترون هذه الأم طارحة ولدها في النار ؟) قالوا: لا، يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال : ( لله أرحم بعباده من رحمة الأم بولدها ) .
2-ـ وفى الصحيحين من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( يدنى المؤمن من ربه يوم القيامة، حتى يضع رب العزة عليه كنفه ، ويقرره بذنوبه، فيقول الرب للعبد: لقد فعلت كذا وكذا، يوم كذا وكذا ) أي من الذنوب والمعاصي ( فيقول العبد المؤمن: رب أعرف، رب أعرف، فيقول الله -جلّ وعلا:- ولكني سترتها عليك في الدنيا، وأغفرها لك اليوم ).
س/ ما الفائدة من بداية المصنف -رحمه الله تعالى بقوله :- ( اعلم -رحمك الله-) ؟ مع توضيح معناها ؟هذه البداية، تبين شفقة المصنف ورقته ورحمته بمن يدعوهم إلى الله -تبارك وتعالى- وهي بداية يستثير بها الاهتمام، بداية يستجيش بها العواطف، بداية يحرك بها الوجدان ( اعلم -رحمك الله-) معناها أي جعلك الله أهلاً لرحمته وفضله .
س/ كيف يبدأ طلبة العلم والدعاة دعوتهم مع المخلوقين ؟طلبة العلم، والدعاة إلى الله -تبارك وتعالى- عليهم أن يبدأوا دعوتهم مع المكلفين، ومع المخلوقين، ومع الناس برحمة، برقة، قال الله لنبيه -صلى الله عليه وسلم- ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ﴾ [آل عمران:159] .
س/ ما الفرق بين مقام الدعوة إلى الله، ومقام الجهاد ؟مقام الجهاد" غلظة ورجولة ﴿ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ ﴾ [التوبة:73 ]
، مقام الدعوة "الرحمة، و الحكمة، و اللين، وهذا المنهج الدعوي منهج توقيفي، لا يختلف باختلاف الزمان والمكان، إن كنت في دعوة فعليك أن تكون رحيماً رقيقً مهذباً مؤدباًة ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ ﴾ [النحل:125] .
س/ ما الحكمة ؟ وما معاول هدمها ؟ وما أركانها ؟تعريف الحكمة : هي فعل ما ينبغي، في الوقت الذي ينبغي، على الوجه الذي ينبغي
ـ أركانها: 1-العلم،2- والحلم،3- والأناة .
ـ آفاتها، وأضادها، ومعاول هدمها: الجهل، والطيش، والعجلة .
س/ لماذا وصف الله الموعظة بقوله الحسنة، ولم يذكر الحكمة بالحسنة في قوله تعالي: ﴿ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ﴾ [النحل:125] ؟لأن الحكمة الحسن أصل فيها، ووصف ذاتي لها، لا يمكن أبداً أن توصف الحكمة بغير الحسن .
س/ بماذا أمر الله موسى وهارون عليهما أفضل الصلاة والسلام في دعوتهما لفرعون ؟قال الله لموسى وهارون -على نبينا وعليهما أفضل الصلاة والسلام:- ﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾[ طه: 43-44]
قال قتادة: سبحانك ربي ما أحلمك، تأمر موسى وهارون أن يقولا لفرعون قولاً ليناً، إن كان هذا حلمك بفرعون الذي قال: أنا ربكم الأعلى، فكيف يكون حلمك بعبد قال: سبحان ربي الأعلى.
س/ ماهو الواجب ؟ وما ضابطه ؟الواجب عند علماء الأصول: هو ما أُمر به أمراًَ جازماً .
وضابطه أن فاعله موعود بالثواب ، وأن تاركه متوَعد بالعقاب .
س/ عرف العلم ؟1-العلم: هو معرفة الله -عز وجل- ومعرفة نبيه -صلى الله عليه وسلم- ومعرفة دين الإسلام بالأدلة ، .
2- : العلم: هو إدراك الشيء على حقيقته، أو على صورته إدراكاً جازماً،
3- ومن باب الأمانة العلمية –أيضاً- فهناك من أهل العلم من فرق بين العلم، والإدراك، والمعرف .
س/ ماذا يقصد الشيخ من كلمة الواجب ؟المصنف هنا يقصد الواجب الذي هو بمعنى الفرض، ، وهو قول الأئمة مالك، والشافعي، وأحمد رحم الله الجميع .
س/ ما الأدلة علي فضل العلم من الكتاب والسنة ؟1- قوله تعالي ﴿ وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْم﴾ [طـه: 114] .
2-في الصحيحين من حديث معاوية ابن أبي سفيان -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين
3- وقوله تعالي ﴿ يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ [المجادلة: 11] .
4-ـ وقال تعالى:- ﴿ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ﴾[ الزمر: 9]
5- بل من أرق الآيات التي يشهد الله -تبارك وتعالى- بها لأهل العلم أن أول من شهد لله بالوحدانية هو الله ، ثم ثنى بملائكته، ثم ثلث بأهل العلم، فقال -جلّ جلاله:- ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾ إذاً أول من شهد لله بالوحدانية هو الله ﴿ شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ ﴾ أي وكذا الملائكة شهدت لله بالوحدانية -جلّ وعلا- ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ ﴾ أي وكذلك شهد أولو العلم بالوحدانية لله -تبارك وتعالى- ﴿شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ [آل عمران:18] .
6-ـ وقد روي البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( إن الله –تعالى- لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من صدور الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يترك عالم) وفى لفظ ( حتى إذا لم يبق عالمٌ اتخذ الناس رؤوساً جهالاً ) وفى لفظ ( روءساء جهالا، فسئلوا، فأفتوا بغير علم؛ فضلوا، وأضلوا ) .
7-ـ وكان نبينا -صلى الله عليه وسلم- شديد الحفاوة بالعلم، وشديد الحفاوة بطلاب العلم، ففي مسند الإمام أحمد، ومعجم الطبراني بسند جيد من حديث صفوان بن عسال المرادي -رضي الله عنه- قال: أتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو في المسجد متكئ على برد له أحمر فقلت- والقائل صفوان- قلت: يا رسول الله، إني جئت أطلب العلم قال: (مرحباً بطالب العلم، إن طالب العلم تحفه الملائكة بأجنحتها، ثم يركب بعضهم بعضاً، حتى يبلغوا السماء الدنيا؛ من محبتهم لما يطلب ) .
8-ـ وما رواه الترمذي، وابن ماجة، والنسائي وغيرهم بسند حسن بشواهده، من حديث أبي الدرداء -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ( من سلك طريقاً يلتمس فيه علماً؛ سهل الله له طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم؛ رضاً بما يصنع ، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهما، إنما ورثوا العلم فمن أخذه، أخذ بحظ وافر ) .
9-ـ وحديث أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- ذكر له رجلان أحدهما عابد، والآخر عالم، فقال -صلى الله عليه وسلم:- (فضل العالم على العابد كفضلى على أدناكم )
10ـ وفى صحيح مسلم من حديث أبي واقد الليثي -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بينما هو يجلس يوماً بين أصحابه، في حلقة علم أقبل ثلاثة نفر، أما أحدهم فرأى فرجة فجلس فيها، وأما الآخر فاستحيا -يعني استحيا أن يتخطى الرقاب والصفوف فجلس خلف الصف، وأما الثالث أعرض عن المجلس، فلما قضى النبي -صلى الله عليه وسلم- حديثه قال -صلى الله عليه وسلم:- ( ألا أخبركم عن النفر الثلاثة: أما أحدهم آوى إلى الله أما أحدهم: آوى إلى الله؛ فآواه الله، وأما الثاني: استحيا؛ فاستحيا الله منه، وأما الآخر فأعرض، فأعرض الله عنه ) .
س/ ما الطريقة السليمة لتلقي العلم حتى نجمع ما بين العلم والعمل معاً ؟الخطوة الأولى: هي الإخلاص: فالنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول:1- ( من تعلم العلم؛ ليجاري به العلماء، أو ليماري به السفهاء، أو ليصرف وجوه الناس إليه فهو في النار )
2- وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة -رضى الله عنه- ( أن أول من تسعر بهم النار ثلاثة ) وذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- من هؤلاء فقال: ( وعالم وقارئ للقرآن فأتي به فعرفه نعمه؛ فعرفها، قال: فما عملت؟ قال: تعلمت وعلمت، قال: كذبت، ولكنك تعلمت؛ ليقال هو عالم، وقد قيل، ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار، ورجل قرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه، فعرفها، قال: فما علمت فيها؟ قال: قرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك قرأت؛ ليقال هو قارئ، فأمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار) ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الخطوة الثانية: أن يجلس من أراد أن يطلب هذا العلم المبارك، وهو متصور أنه في مجلس علم، يجلس بالورقة والقلم، ثم يسجل؛ لأن العلم لا يقيد إلا بالكتابة، قيدوا العلم بالكتابة،
وفى مسند أحمد بسند صحيح من حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أريد حفظه، فنهتني قريش عن ذلك، وقالوا: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشر يتكلم في الغضب والرضا؛ فأمسكت عن الكتابة، ثم ذكرت ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- (فأشار النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى فمه المبارك، وقال لعبد الله: اكتب، فو الذي نفسي بيده ما خرج مني إلا الحق ) الشاهد قول عبد الله بن عمر كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أريد حفظه .
الخطوة الثالثة: أن تجعل لنفسها وقتاً لمراجعة ما كتبت بيدها، وإن احتاجت إلى أن تزيد على ما كتبت، زادت بالعودة إلى المراجع وإلى كتب أهل العلم .
الخطوة الرابعة: لا ينبغي لطالب العلم أو لطالبة أن تستحيي إذا استشكل عليه أو إذا استشكلت عليها مسألة من المسائل ، فالعلم يضيع بين الكبر والحياء ثم بعد ذلك، يجب على طالب العلم، أن يكون فاهماً لمصطلحات أهل العلم إن قرأ من كتبهم، وألا يعتمد اعتماداً كلياً على القراءة من الكتب؛ لأن من كان شيخه كتابه غلب خطؤه صوابه، فلابد من مراجعة العلماء الربانيين، وهؤلاء بفضل الله لا تخلو منهم الأمة أبداً؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول -كما في الصحيحين من حديث معاوية:- ( لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله ، لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم كذلك ) .