المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : معنى اسم الله عز وجل الحليم


*عبدالرحمن*
2019-12-17, 15:43
اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)يا صفوة الطيبين https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)جعلكم ربي من المكرمينhttps://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
https://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدينhttps://d.top4top.net/p_7927bchs1.gif (https://up.top4top.net/)
.

https://3.top4top.net/p_1426nacni1.gif (https://up.top4top.net/)

روى الإمامان البُخاريّ ومسلم من حديث أبي هُرَيرة - رضِي الله عنْه -

أنَّ النَّبيَّ - صلَّى الله عليْه وسلَّم -

قال: ((إنَّ لله تسعةً وتسعين اسمًا، مائةً إلاَّ واحدًا، مَنْ أحصاها دخل الجنَّة))

ص 526 برقم 2736

وصحيح مسلم 1076 برقم 2677.

اخوة الاسلام

تقدم شرح الاسماء التالية

معنى اسم الله : العزيز (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2217555)

معنى اسم الله تعالى. الحكيم (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2217699)

كيف نعمل بمقتضى اسم الله تعالى : "الأحد" (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2217776)

كيف نعمل بمقتضى اسم الله تعالى : "الأكرم" (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2218015)

كيف نعمل بمقتضى اسم الله الأول (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2218124)

كيف نعمل بمقتضى اسم الله الأعلى (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2218771)

معنى اسم الله عز وجل المقيت (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2218929)

معنى اسم الله عز وجل القدوس (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2219090)

معنى اسم الله عز وجل الواسع (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2219410)

معنى اسم الله عز وجل الوكيل (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2219617)

معنى اسم الله عز وجل الشهيد (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2219772)

معنى اسم الله عز وجل الملك (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2219894)

معنى اسم الله تعالى الجبار (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2220023)

معنى اسم الله تعالى السلام (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2220331)

معنى اسم الله عز وجل المؤمن (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2220463)

معنى اسم الله تعالى المهيمن (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2220611)

معنى اسم الله تعالى المتكبر والكبير (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2220918)

معنى اسم الله عز وجل الخالق (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2221124)

معني اسم الله تعالي البارئ (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?p=3998039382#post3998039382)

معني اسم الله عز وجل المصور (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2221599)

معنى اسم الله عز وجل الغفار (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2221846)

معني اسم الله تعالى القهار (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2221941)

معني اسم الله عز وجل الوهاب (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2222121)

معنى اسم الله تعالى الرزاق (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2222346)

معنى اسم الله تعالى الفتاح (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2222484)

معني اسم الله عز وجل العليم (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2222610)

معنى اسم الله تعالى الخافض و الرافع (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2222740)

معني اسم الله تعالى القابض و الباسط (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2222880)

اسم الله تعالي المعز و المذل (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2223135)

معني اسم الله تعالى الرحمن و الرحيم (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2223278)

معني اسم الله عز وجل السميع (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2223791)

معني اسم الله عز وجل البصير (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2223988)

معني اسم الله تعالى الحكم و الحكيم (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2224134)

هل العدل من أسماء الله تعالى (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2224300)

معني اسم الله تعالى اللطيف (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2224496)

معنى اسم الله تعالى الخبير (https://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=2224836)


https://3.top4top.net/p_1426nacni1.gif (https://up.top4top.net/)https://3.top4top.net/p_1426nacni1.gif (https://up.top4top.net/)

.

*عبدالرحمن*
2019-12-17, 15:45
معني اسم الله عز وجل الحليم

الدَّلَالَاتُ اللُّغَوِيَّةُ لاِسْمِ (الحَلِيمِ

الأسماء الحسنى للرضواني (2/ 60).

الحَلِيمُ فِي اللُّغَةِ صِفَةٌ مُشَبّهَةٌ لِلْمَوْصُوفِ بِالحِلْمِ

فِعْلُهُ حَلُمَ يَحْلُمُ حِلْمًا، وَصِفَةُ الحِلْمِ تَعْنِي الأَنَاةَ

وَمُعَالَجَةَ الأُمُورِ بِصَبْرٍ وَعِلْمٍ وَحِكْمَةٍ

وَفِي مُقَابِلِهَا العَجَلَةُ المُفْسِدَةُ لِأُمُورِ الدِّينِ وَالدُّنْيَا

وَالحَلِيمُ هُوَ الذِي يُرَغِّبُ فِي العَفْوِ وَلَا يُسَارِعُ بِالعُقُوبَةِ

قَالَ تَعَالَى فِي وَصْفِ إِبْرَاهِيمَ: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 114]

وَيَدْخُلُ فِي مَعْنَى الحِلْمِ بُلُوغُ الصَّبِيِّ الحلمَ أَوْ مَبْلَغَ الرِّجَالِ الحُكَمَاءِ العُقَلَاءِ

كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ ﴾ [النور: 59]

وَقَالَ: ﴿ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ﴾ [الصافات: 101]

يَعْنِى لَدَيْهِ أَنَاةٌ وَبَصِيرَةٌ وَحِكْمَةٌ مِنْ صِغَرِه

لسان العرب (12/ 146)

وكتاب العين (3/ 246)

زاد المسير (1/ 255).

وَالحَلِيمُ سُبْحَانَهُ هُوَ المُتَّصِفُ بِالحِلْمِ

وَالحِلْمُ صِفَةٌ كَرِيمَةٌ تَقُومُ عَلَى الحِكْمَةِ وَالعِلْمِ وَالصَّبْرِ

وَاللهُ عَزَّ وَجَلَّ صَبُورٌ يَتَمَهَّلُ وَلَا يَتَعَجَّلُ

بَلْ يَتَجَاوَزُ عَنِ الزَّلَّاتِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ، فَهُوَ سُبْحَانَهُ يُمْهِلُ عِبَادَهُ الطَّائِعِينَ لِيَزْدَادُوا مِنَ الطَّاعَةِ وَالثَّوَابِ

وَيُمْهِلُ العَاصِينَ لَعَلَّهُم يَرْجِعُونَ إِلَى الطَّاعَةِ وَالصَّوَابِ

وَلَوْ أَنَّهُ عَجَّلَ لِعِبَادِهِ الجِزَاءَ مَا نَجَا أَحَدٌ مِنَ العِقَابِ

وَلَكِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ هُوَ الحَلِيمُ ذُو الصَّفْحِ وَالأَنَاةِ، اسْتَخْلَفَ الإِنْسَانَ فِي أَرْضِهِ وَاسْتَرْعَاهُ فِي مُلْكِهِ

وَاسْتَبْقَاهُ إِلَى يَوْمٍ مَوْعُودٍ وَأَجَلٍ مَحْدُودٍ، فَأَجَّلَ بِحِلْمِهِ عِقَابَ الكَافِرينَ

وَعَجَّل بِفَضْلِهِ ثَوَابَ المُؤْمِنِينَ

تفسير أسماء الله الحسنى (ص: 45)

الدر المنثور (4/ 637).

وَخُلَاصَةُ المَعَانِي فِي تَفْسِيرِ الحَلِيمِ أَنَّهُ الذِي لَا يَعْجَلُ بِالعُقُوبَةِ وَالانْتِقَامِ

وَلَا يَحْبِسُ إِنْعَامَهُ عَنْ عِبَادِهِ لأَِجْلِ ذُنُوبِهِم بَلْ يَرْزُقُ العَاصِي كَمَا يَرْزُقُ المُطِيعَ

وَهُوَ ذُو الصَّفْحِ مَعَ القُدْرَةِ عَلَى العِقَاب

الأسماء والصفات للبيهقي (ص: 72)

وتفسير أسماء الله الحسنى للزجاج (ص: 45)

والمقصد الأسنى (ص: 94).

وُرُودُهُ فِي القُرآنِ الكَرِيمِ

النهج الأسمى (1/ 274 - 280)

وَرَدَ الاِسْمُ فِي القُرْآنِ إِحْدَى عَشْرَةَ مَرَّةً مِنْهَا:

قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 235].

قَوْلُهُ: ﴿ قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 263].

قَوْلُهُ: ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 51].

قَوْلُهُ: ﴿ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ [فاطر: 41].

مَعْنَى الاِسْمِ فِي حَقِّ اللهِ تَعَالَى:

قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ:

"(حَلِيمٌ) يَعْنِى: أَنَّهُ ذُو أَنَاةٍ لَا يَعْجَلُ عَلَى عِبَادِهِ بَعُقُوبَتِهِم عَلَى ذُنُوبِهِم

جامع البيان (2/ 327).

وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ:

"حَلِيمًا عَمَّنْ أَشَرَكَ وَكَفَرَ بِهِ مِنْ خَلْقِهِ، فِي تَرْكِهِ تَعْجِيلُ عَذَابِهِ لَهُ"

جامع البيان (22/ 95).

قَالَ الخَطَّابِيُّ:

هُوَ ذُو الصَّفْحِ وَالأَنَاةِ، الذِي لَا يَسْتَفِزُّهُ غَضَبٌ، وَلَا يَستَخِفُّهُ جَهْلُ جَاهِلٍ، وَلَا عِصْيَانُ عَاصٍ.

وَلَا يَسْتَحِقُّ الصَّافِحُ مَعَ العَجْزِ اسْمَ الحِلْمِ، إِنَّمَا الحَلِيمُ هُوَ الصَّفُوحُ مَعَ القُدْرَةِ وَالمُتَأَنِّي الذِي لَا يَعْجَلُ بِالعُقُوبَةِ.

وَقَدْ أَنْعَمَ بَعْضُ الشُّعَرَاءِ بَيَانَ هَذَا المَعْنَى فِي قَوْلِهِ:

لَا يُدْرِكُ المَجْدَ أَقْوَامٌ وَإِنْ كَرُمُوا
حَتَّى يَذِلُّوا وَإِنْ عَزُّوا لِأَقْوَامِ

وَيُشْتَمُوا فَتَرَى الْأَلْوَانَ مُسْفرَةً
لَا صَفْحَ ذُلٍّ وَلَكِنْ صَفْحَ أَحْلَامِ

قَالَ ابْنُ الحَصَّارِ

"فَإِنْ قِيلَ: فَكَيْفَ يَتَضَمَّنُ الحِلْمُ الأَنَاةَ.

وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأَِشَجِّ عَبْدِ القَيْسِ: "إِنَّ فِيكَ لَخَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ الحِلْمُ وَالأَنَاةُ فَعَدَّدَهُمَا؟

رواه مسلم (1/ 18).

فَاعْلَمْ أَنَّ الأَنَاةَ، قَدْ تَكُونُ مَعَ عَدَم الحِلْمِ، وَلَا يَصِحُّ الحلمُ أبدًا إلا مع الأَنَاةِ

والأَناةُ تركُ العَجَلةِ فقد تكونُ لِعَارِضٍ يَعْرِضُ

وَلَا يَكُونُ الحِلْمُ أَبَدًا إِلَّا مُشْتَمِلًا عَلَى الأَنَاةِ، فَتَأَمَّلْهُ!

وكَذَلِكَ لَا يَكُونُ الحَلِيمُ إِلَّا حَكِيمًا، وَاضِعًا لِلْأُمُورِ مَوَاضِعَهَا

عَالِمًا قَادِرًا، إِنْ لَمْ يَكُنْ قَادِرًا كَانَ حِلْمُهُ مُتَلَبِّسًا بِالعَجْزِ وَالوَهَنِ وَالضَّعْفِ

وَإِنْ لَمْ يَكُنْ عَالِمًا (كَانَ) تَرْكُهُ الانْتِقَامَ لِلْجَهْلِ

وَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَكِيمًا رُبَّمَا كَانَ حِلْمُهُ مِنَ السَّفَهِ وَتَتَبُّعُ أَمْثَالِ هَذَا..."

الكتاب الأسنى للقرطبي (ورقة 264 ب).

وَقَالَ الأَصْبَهَانِيُّ:

"(حَلِيمٌ) عَمَّنْ عَصَاهُ؛ لِأَنَّهُ لَوْ أَرَادَ أَخْذَهُ فِي وَقْتِهِ أَخَذَهُ فَهُوَ يَحْلُمُ عَنْهُ وَيُؤَخِّرُهُ إِلَى أَجِلِهِ.

وَهَذَا الاِسْمُ - وَإِنْ كَانَ مُشْتَرَكًا يُوصَفُ بِهِ المَخْلُوقُ

فَحِلْمُ المَخْلُوقِينَ حِلْمٌ لَمْ يَكُنْ فِي الصِّغَرِ ثُمَّ كَانَ فِي الكِبَرِ.

وَقَدْ يَتَغَيَّرُ بِالمَرَضِ وَالغَضَبِ وَالأَسْبَابِ الحَادِثَةِ

وَيَفْنَى حِلْمُهُ بِفَنَائِهِ وَحِلْمُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَزَلْ وَلاَ يَزُولُ.

وَالمَخْلُوقُ يَحْلُمُ عَنْ شَيءٍ وَلَا يَحْلُمُ عَنْ غَيْرِهِ

وَيَحْلُمُ عَمَّنْ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ

وَاللهُ تَعَالَى حَلِيمٌ مَعَ القُدْرَةِ"

الحجة في المحجة (ق 21 أ)

اعلم أن حلم المخلوق يليق بضعفه وعجزه

ولكن حلم الله يليق بكماله وجلاله.

قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ:

"(حَلِيمٌ غَفُورٌ): أَنْ يَرَى عِبَادَهُ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِهِ وَيَعْصُونَهُ، وَهُوَ يَحْلُمُ فَيُؤَخِّرُ وَيُنْظِرُ وَيُؤَجِّلُ وَلاَ يَعْجَلُ، وَيَسْتُرُ آخَرِينَ وَيَغْفِرُ

التفسير (3/ 561)

وانظر: (1/ 318)

والاعتقاد للبيهقي (ص: 58).

قَالَ ابْنُ القَيِّمِ فِي نُونِيَّتِهِ:

النونية بشرح أحمد بن إبراهيم بن عيسى (2/ 227).

وَهُوَ الحَلِيمُ فَلَا يُعَاجِلُ عَبْدَهُ ♦♦♦ بِعُقُوبَةٍ لِيَتُوبَ مِنْ عِصْيَانِ

وَقَالَ السَّعْدِيُّ:

"(الحَلِيمُ): الذِي يَدُرُّ عَلَى خَلْقِهِ النِّعَمَ الظَّاهِرَةَ وَالبَاطِنَةَ

مَعَ مَعَاصِيهِم وَكَثْرَةِ زَلَّاتِهِم

فَيَحْلُمُ عَنْ مُقَابَلَةِ العَاصِينَ بِعِصْيَانِهِم

وَيَسْتَعْتِبُهُم كَيَّ يَتُوبُوا، وَيُمهِلُهُم كَيَّ يُنِيبُوا

تيسير الكريم الرحمن (5/ 304).

*عبدالرحمن*
2019-12-17, 15:45
ثمرات الإيمان باسم الله الحليم:

1- إِثْبَاتُ صِفَةِ (الحِلْمِ) للهِ عز وجل

وَهُوَ الصَّفْحُ عَنِ العُصَاةِ مِنَ العِبَادِ

وَتَأْجِيلُ عُقَوبَتِهِم رَجَاءَ تَوْبَتِهِم عَنْ مَعَاصِيهِم.

2- وَحِلْمُ اللهِ سُبْحَانَهُ عَنْ عِبَادِهِ

وَتَرْكُه المُعَاجَلَةَ لَهُم بِالعُقُوبَةِ

مِنْ صِفَاتِ كَمَالِهِ سبحانه وتعالى

فَحِلْمُهُ لَيْسَ لِعَجْزِهِ عَنْهُم

وَإِنَّمَا هُوَ صَفْحٌ وَعَفْوٌ عَنْهُم أَوْ إِمْهَالٌ لَهُم مَعَ القُدْرَةِ، فَإِنَّ اللهَ لَا يُعْجِزُهُ شَيءٌ.

قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا ﴾ [فاطر: 44].

وَحِلْمُهُ أَيْضًا لَيْسَ عَنْ عَدَمِ عِلْمِهِ بِمَا يَعْمَلُ عِبَادَهُ مِنْ أَعْمَالٍ

بَلْ هُوَ العَلِيمُ الحَلِيمُ الذِي يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأعْيُنِ وَمَا تُخْفِى الصُّدُورُ.

قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 51].

وَحِلْمُهُ عَنْ خَلْقِهِ لَيْسَ لِحَاجَتِهِ إِلَيْهِم، إِذْ هُوَ سُبْحَانَهُ يَحْلُمُ عَنْهُم وَيَصْفَحُ وَيَغْفِرُ مَعَ اسْتِغْنَائِهِ عَنْهُم

قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 225].

3- حِلْمَ اللهِ عَظِيمٌ، يَتَجَلَّى فِي صَبْرِهِ سُبْحَانَهُ عَلَى خَلْقِهِ

وَالصَّبْرُ دَاخِلٌ تَحْتَ الحِلْمِ، إِذْ كُلُّ حَلِيمٍ صَابِرٌ

وَقَدْ جَاءَ فِي السُّنَّةِ وَصْفُ اللهِ عز وجل بِالصَّبْرِ

كَمَا فِي حَدِيثِ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "لَيْسَ أَحَدٌ - أَوْ لَيْسَ شَيءٌ - أَصْبَرَ عَلَى أَذَىً سَمِعَهُ مِنَ اللهِ، إِنَّهُم لَيَدْعُونَ لَهُ وَلَدًا وَإِنَّهُ لِيُعَافِيهِم وَيَرْزُقُهُم"

رواه البخاري (10/ 6099)، (13/ 7378).

قَالَ الحُلَيمِيُّ:

فِي مَعْنَى (الحَلِيمِ): الذِي لَا يَحْبِسُ إِنْعَامَهُ وَأَفْضَالَهُ عَنْ عِبَادِهِ لأَِجْلِ ذُنُوبِهِم، وَلَكِنْ يَرْزُقُ العَاصِي كَمَا يَرْزُقُ المُطِيعَ، وَيُبْقِيهِ وَهُوَ مُنْهَمِكٌ فِي مَعَاصِيهِ

كَمَا يُبْقِي البَرَّ التَّقِيَّ، وَقَدْ يَقِيهُ الآفَاتِ وَالبَلَايَا وَهُوَ غَافِلٌ لَا يَذْكُرُهُ، فَضْلًا عَنْ أَنْ يَدْعُوَهُ، كَمَا يَقِيهَا النَّاسِكَ الذِي يَسْأَلُهُ وَرُبَّمَا شَغَلَتْهُ العِبَادَةُ عَنِ المَسْأَلَةِ"

المنهاج في شعب الإيمان (1/ 200 - 201)

وانظر: الأسماء للبيهقي (ص: 72 - 73).

وَقَدْ أَخْبَرَ تَعَالَى عَنْ تَأَخِيرِهِ لِعِقَابِ مَنْ أَذْنَبَ مِنْ عِبَادِهِ فِي الدُّنْيَا، وَأَنَّهُ لَوْ كَانَ يُؤَاخِذُهُم بِذُنُوبِهِم أَوَّلًا بِأَوَّلٍ، لَمَا بَقِيَ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ.

قَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿ وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّةٍ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [النحل: 61].

وَقَالَ: ﴿ وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلًا ﴾ [الكهف: 58].

قَالَ ابْنُ جَرِيرٍ:

"وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ عُصَاةَ بِنِي آدَمَ بِمَعَاصِيهِم ﴿ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا ﴾؛ يَعْني: الأَرْضَ مِنْ دَابَةٍ تَدُبُّ عَلَيْهَا ﴿ وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ ﴾؛ يَقُولُ: وَلَكِنْ بِحِلْمِهِ يُؤَخِّرُ هَؤُلَاءِ الظَّلَمَةَ، فَلَا يُعَاجِلُهُم بِالعُقُوبَةِ، ﴿ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ﴾ يَقُولُ: إِلَى وَقْتِهِم الذِي وَقَّتَ لَهُم

﴿ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ ﴾ يَقُولُ: فَإِذَا جَاءَ الوَقْتُ الذِي وَقَّتَ لِهَلَاكِهِم لَا يَسْتَأْخِرُونَ عَنِ الهَلَاكِ سَاعَةً فَيُمْهَلُونَ، وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ قَبْلَهُ حَتَّى يَسْتَوْفُوا آجَالَهُم" اهـ.

جامع البيان (14/ 85).


فَتَأْخِيرُ العَذَابِ عَنْهُم إِنَّمَا هُوَ رَحْمَةٌ بِهِم.

وَلَكِنَّ النَّاسَ يَغْتَرُّونَ بِالإِمْهَالِ، فَلاَ تَسْتَشْعِرُ قُلُوبُهُم رَحْمَةَ اللهِ وَحِكْمَتَهُ، حَتَّى يَأْخُذَهُم سُبْحَانَهُ بِعَدْلِهِ وَقُوَّتِهِ، عِنْدَمَا يَأْتِي أَجَلُهُم الذِي ضَرَبَ لَهُم.

وَمِنَ العَجَبِ أَنْ يُرِيدَ اللهُ لِلْنَّاسِ الرَّحْمَةَ وَالإِمْهَالَ، وَيَرْفُضُ الجُهَّالُ مِنْهُم وَالأَجْلَافُ تِلْكَ الرَّحْمَةَ وَذَلِكَ الإِمْهَالَ، حِينَ يَسْأَلُونَ اللهَ أَنْ يُعَجِّلَ لَهُم العَذَابَ وَالنِّقْمَةَ!

قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ ﴾ [يونس: 11].

وَقَالَ: ﴿ وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ ﴾ [ص: 16].

وَقَالَ عَنْ كُفَّارِ مَكَّةَ: ﴿ وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الأنفال: 32].

وَأَمْثَالُ ذَلِكَ مِمَّا وَقَعَ مِنَ المُسْرِفِينَ السُّفَهَاءِ.

تَنْبِيهٌ: تَأْخِيرُ العَذَابِ عَنِ الكُفَّارِ إِنَّمَا هُوَ فِي الدُّنْيَا فَقَطْ، وَأَمَّا فِي الآخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُم العَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ.

فَقَالَ الأُقْلِيشِيُّ

: "أَمَّا تَأْخِيرُ العُقُوبَةِ فِي الدُّنْيَا عَنِ الكَفَرَةِ وَالفَجَرَةِ مِنْ أَهْلِ العِصْيَانِ، فَمُشَاهَدٌ بِالعَيَانِ؛ لِأَنَّا نَرَاهُم يَكْفُرُونَ وَيَعْصُونَ، وَهُم مُعَافَونَ فِي نِعَمِ اللهِ يَتَقَلَّبُونَ.

وَأَمَّا رَفْعُ العُقُوبَةِ فِي الأُخْرَى، فَلاَ يَكُونُ مَرْفُوعًا إِلَّا عَنْ بَعْضِ مَنِ اسْتَوْجَبَهَا مِنْ عُصَاةِ المُوَحِّدِينَ.

وَأَمَّا الكُفَّارُ فَلَا مَدْخَلَ لَهُم فِي هَذَا القِسْمِ، وَلَا لَهُم فِي الآخِرَةِ حَظٌّ مِنْ هَذَا الاِسْـمِ، وَهَـذَا مَعْرُوفٌ بِقَوَاطِعِ الآثَـارِ، وَمُجْمَعٌ عَلَيْـهِ عِنْدَ أُولِي الاسْتِبْصَارِ"اهـ.

الكتاب الأسنى (ورقة 265 ب).

4- يَجُوزُ إِطْلاَقُ صِفَةِ الحِلْمِ عَلَى الخَلْقِ، فَقَدْ وَصَفَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْبِيَاءَهُ بِذَلِكَ

قَالَ عَزَّ مِنْ قَائِلٍ: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ ﴾ [التوبة: 114]،

وَقَالَ: ﴿ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُنِيبٌ ﴾ [هود: 75]

وَقَالَ حِكَايَةً عَنْ قَوْمِ شُعَيْبٍ: ﴿إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ﴾ [هود: 87]

وَقَالَ ﴿ فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ ﴾ [الصافات: 101]

يَعْنِى بِذَلِكَ إِسْحَاقَ.

وَالحِلْمُ مِنَ الخِصَالِ العَظِيمَةِ التِي يُرِيدُ اللهُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ يَتَخَلَّقُوا بِهَا، وَهِيَ خَصْلَةٌ يُحِبُّهَا اللهُ وَرَسُولُهُ كَمَا مَرَّ آنِفًا فِي حَدِيثِ أَشَجِّ عَبْدِ القَيْسِ.

قَالَ القُرْطُبِيُّ رحمه الله:

"فَمِنَ الوَاجِبِ عَلَى مَنْ عَرَفَ أَنْ رَبَّهُ حَلِيمٌ عَلَى مَنْ عَصَاهُ، أَنْ يَحْلُمَ هُوَ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرَهُ

فَذَاكَ بِهِ أَوْلَى حَتَّى يَكُونَ حَلِيمًا؛ فَيَنَالُ مِنْ هَذَا الوَصْفِ بِمِقْدَارِ مَا يَكْسِرُ سَوْرَةَ غَضَبِهِ، وَيَرْفَعُ الانْتِقَامَ عَمَّنْ أَسَاءَ إِلَيْهِ، بَلْ يَتَعَوَّدُ الصَّفْحَ حَتَّى يَعْودَ الحِلْمُ لَهُ سَجِيَّةً.

وَكَمَا تُحِبُّ أَنْ يَحْلُمَ عَنْكَ مَالِكُكَ، فَاحْلُمْ أَنْتَ عَمَّنْ تَمْلِكُ؛ لِأَنَّكَ مُتَعَبَّدٌ بِالحِلْمِ مُثَابٌ عَلَيْهِ

قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ﴾ [الشورى: 40]

وَقَالَ: ﴿ وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ ﴾ [الشورى: 43]

الكتاب الأسنى (ورقة 265 ب - 266 أ).

alm7gg
2019-12-18, 11:00
بوركت أخ عبدالرحمن