تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : واجتَمَعَ الشمل


حكيم200
2016-10-21, 18:22
أشرقت عليها شمس ذكرى الأربعون يوماً
كالرقة البيضاء على وجنتيها الشفق ارتحل

مقتصدةً في مشيهَا في عَجلةٍ إليه المَسِير
بخطواتها الصّمَاء وَدبيببِ كعبيها المُتَرهِلْ

آنينٌ ابتَدَأَ به اللقاءُ وبعد السّلامِ على المحبوب
انْحَنَتْ على الُتَربِ أُقحوانةً انْشَدّ خصرها وهَزلْ

في سُكونٍ لا يَعلوهُ غير نَشيجٍ سّرمَدي وعَبَرات
من عينيها تَدحرجَت عن مآقيها كندى زَهرٍ يَذْبلْ

يُحاكي شُرودَها العالي صَمتَ جَسدهِ الموؤود
وروحٌ انحنَتْ أغلالُها من مَقعدِها عليها تَطُلْ

َتَنبُشانِ بمِعْوَلِ النَظراتِ مَحاجِرَ الغَيب ِ
فما تلبَثَا أن تخِرَا جَاثِيتان بِردْمٍ بينهما انسَدَلْ

مُطَأْطَأةَ الرأسِ على الرُكَب مُنقطِعة السُبُلْ
ترَدّتْ حَدَقَتاها رِدَاءَ الحُزْن في جُحوظٍ لا تَجْفَلْ

اسَْتوَتْ على جَنبِها مُفتَرِشَةَ الثَّرى والصَّخْرُ مُتَّكأُ
مَبسُوطَة الكَفِ تُداعِبُ جِوارَهُ بخَرْبَشَةِ الأَنْمُلْ

عَلَّهَا تَرْنُو بحَةَ هَمسِهِ أو صُداح حُنجُرتهِ النَشِزْ
وتَلْمَحَ طَيْفَهُ َيشُّد ُعِطْفَها النَّدِيُ لها يُهَلِلْ

تَلتَفُ سَوَاعِدُهُ حَولها طِفلَةً في حُضْنهِ تتذلل
تَشْكو له أَيامًا خَبَّبَتْها الرّزَايَا عن البَهْجَةِ تَسأَلْ

تقولُ ما به السُرورُ بوجههه عني أَعْرَضْ
و ما بالُ المَنِيَةِ بحُكْمِها جَارَتْ ولم تَعْدِلْ

هَبَّتْ بسَطْوَتِها عَلَي أَثْكَلَتِ الُفؤَادَ نَبْضَهُ
تُلاعِبُ صَبْري نَهْجوا قَمَرا بنورِهِ أَفَلْ

إذْ بِها الوجُوهُ الضّاحِكاتُ بعدهُ كَلحَتْ
قُبالَةَ ِمرآةِ الأَسَى برمَاد ِالصّبابَةِ تَكْتَحِلْ

مَسدولَة الشَعرِ نَديمُها شَمعٌ فَتيلُهُ يَحتَضِر
قامَتْ على نيرانِهِ تَتراقَصُ بثوبٍ أسوَد مُهَلهَلْ

مُسْتَلَبَةُ الكَرى في صَخَبٍ كأني للجُنونِ صَاحِب
فيَرْثي حالي اللَبيبُ ذو فِكْرٍ حَصيف ومَن به جَهلْ

تَخْفُقُ القُلوب المُتَحَجرَة بالشَفَقَةِ تَنْبُض
ويَتَكاثَرُ لُوَامي، رَاغِبَةٌ كَأَني للنُّوَب وبِما بي نَزَلْ

آهٍ يا قُرَة عَيني من حسراتِ النَّفْسِ البَائِسَة
تَتَسَامَرُ عَلى جَذْوّةِ الصَّبا بِداخِلي تَشتَعِلْ

فَلَا هي تُشيحُ دُجَى الثَّرى عن مُحْياَك
فَتَتَفَتَحُ المُقْلَةُ النَّجْلاءُ لِبَسْمَتِكَ تَبْتَهِلْ

ولا هي كالحَُسام ِعَلى الجيدِ يَدُقُ الوَريد
يُمزِقُ كَمَدي ُكل مُمَزَقٍ ويُنهي هَذا الجَدَلْ

قَاسِيةٌ الدُنيا بعدَكَ لَو تَعْلْم دَأْبُها الجَفاء ُ
بَشِعَةٌ خَاوِيَة وإِنْ تَبَهْرَجَتْ وتَغَنَّتْ بالأَمَلْ

والسَّاعَاتُ لَواغِبٌ تَمُرُ شَاخْتْ تَطاوَلَ نَكَدُها
وكانتْ قَبْلا مَعك فَتِيَةً َتتَرَنَحُ في عَجَلْ

فَيا سَيِدي ارْتَشَفْتُ من الهَوى سُمومَهُ
ولعُمْري شَكَوْتُ هَواكَ واللَّهِ لا أَفْعَلْ

فَكَمْ تَوارَيْتُ بشَبابِي في خَنْدَق الوَفَاء
عَن سِهامِ الرُقَباءِ وكُل مُترَصِدٍ يَسْأَلْ

أُكَفِنُ أَشْوَاقا غَيْدَاء أَينَعَتْ إليْكَ تَصْبوا
تَبْتَغي السَّلْوى مِن عَرَّاصِ حُنُوك عَليْها تَهْطُلْ

فَتُشِعُ حُمْرَةً وتَشْدوا جَهْرا على مَسْمَعَيْك
لكِنْ وَقعَتِ الخُطُوبُ وحَقَّ عَلينا القَوْلْ

قَبَّلَتْ مَرقدَهُ مُكْتَوِيَةَ الحَشَا تَحْسَبُهُ الوَداعُ
فَجَرى الحَتْفُ بالقَضَاء تَرَاهُ زُلفَْةً كالعِيدِ هَّلْ

حَقيقَةً تبصرهُ فَيَسْكُنُ وَجيبُ القَلْبِ الصَدُوع ُ
تَلاشَى لَيْلُهُمَا مَعهُ المَلامَة واجْتَمَعَ الشَّمْلْ.

فاطمة شلف
2016-10-21, 23:42
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي حكيم
تقديري

صَــــآابْرِيــنَــ~
2016-10-22, 19:55
السلام عليكم
جميل ما كتبت أخي الكريم
تقبل مروري

حكيم200
2016-10-24, 12:31
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك اخي حكيم
تقديري


وعليكم سلام
وفيك بركة شكراً

حكيم200
2016-10-24, 12:31
السلام عليكم
جميل ما كتبت أخي الكريم
تقبل مروري

وعليكم سلام جميل مرورك شكرا