المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الى الاخ نسيم


ضولة
2009-10-05, 17:14
انا خجلة جدا لطرحي سؤالي بالحاح ولاكن في امس الحاجة الى مواضيع الثقافة العامة ولو باختصار شديد لكي تكون لدي ولو معلومات بسيد لانني شاركت في العديد من مسابقات التوضيف ولايوجد لدي اي موضوع انا لااقصد العناوين اقصد الموضوع في حد داته بعثت اليك بصفة شخصية لانني متاكة من ردك علي جزاك الله كل خير

نسيم34
2009-10-05, 23:35
مرحبا بك اختي ضولة كاخت بيننا وعضوة معنا
ومادام انكي بين احوة لكي فلا تستحي ونحن هنا لنساعد ونتلقى مساعدة ..لنفيد ونستفيد
اختي ضولة اعلمي ان مواضيع القافة العامة تدور حول الاخبار الراهنة بالعالم كمثلا الازمة العالمية الاقتصادية...الاحتباس الحراري..ارتفاع النفط ....ووووو
ساتقدم ببعض المواضيع غدا او بعد غدا رني اليوم مشغول كثيرا عللها تفيدك نوعا ما
تقبلي تحياتي اختي الكريمة وربي يوفقك

ضولة
2009-10-06, 10:52
شكرا جزيلا اخ نسيم و جزاك الله كل خير فقد ساعدتني انت والاخت اسماء في مادة تحرير العرائض وقد استفدت منها كثيرا وكل ماوجهت لك سؤال تجبني عليه لو كان كل الجزائريين هكدا لكانت الجزائر بخي قلتها واعيدها دائما ان دل المنتدى على شىء انما يدل على رقي وثقافة وتواضع اعضائه دمت وفيا للمنتدى اتمنا ان اعيد لك هدا المعروف

ضولة
2009-10-08, 08:37
هل نسيتني اخي نسيم

boualem77
2009-10-08, 21:38
وما سمي الانسان إنسان الا لانه ينسى
شعارنا // وما أنسانيه إلا الشيطا ن أن أذكره //
محترمك بوعلام 77

ABOUBAKER
2009-10-09, 17:04
ماهي المسابقات التي ستشاركين فيها أخت ضولة؟

نسيم34
2009-10-09, 22:02
ما الأزمة المالية؟

الأزمة المالية هي التداعيات الناجمة عن أزمة الرهون العقارية التي ظهرت على السطح في العام 2007 بسبب فشل ملايين المقترضين لشراء مساكن وعقارات في الولايات المتحدة في تسديد ديونهم للبنوك.
وأدى ذلك إلى حدوث هزة قوية للاقتصاد الأميركي، ووصلت تبعاتها إلى اقتصادات أوروبا وآسيا مطيحة في طريقها بعدد كبير من كبريات البنوك والمؤسسات المالية العالمية.
ولم تفلح مئات مليارات الدولارات التي ضخت في أسواق المال العالمية في وضع حد لأزمة الرهون العقارية التي ظلت تعتمل تحت السطح حتى تطورت إلى أزمة مالية عالمية، لم يخف الكثير من المسؤولين خشيتهم من أن تطيح بنظم اقتصادية عالمية وأن تصل تداعياتها إلى الكثير من أنحاء العالم.
تفجر الأزمة
يمكن القول إن منتصف شهر سبتمبر/أيلول الماضي شهد تفجر الأزمة المالية في الولايات المتحدة لدرجة أن المحللين الاقتصاديين والسياسيين اعتبروا بداية الأسبوع الثالث في هذا الشهر "أسبوعا داميا" وتاريخيا للاقتصاد الأميركي انهارت فيه مؤسسات مالية ضخمة، بعد سنوات طويلة من النجاح، واضطرت مؤسسات أخرى للاندماج خشية السقوط، في حين تواصل المد الزلزالي الاقتصادي ليطال مؤسسات مالية كبرى في أوروبا وآسيا باعتباره نتيجة محتومة لارتباطها الاستثماري بالسوق المالية الأميركية.


الازمة المالية العالمية

مخاطر الازمة المالية تطال الجميع في العالم وتهدد المؤسساتوالعقارات والبورصة والنمو.
باريس - شهدت الازمة المالية التي بدأت قبل اكثر من سنةتطورات خطيرة ومتسارعة الاسبوع الماضي اثارت بوادر موجة ذعر في الاسواق.
وتعاقبت الاحداث مع افلاس مصرف "ليمان براذرز" وعملية الاندماج بين "ميريل لينش" و"بنك اوف اميركا" وتحول آخر واكبر مصرفين مستقلين في وول ستريت "مورغان ستانلي" وغولدمان ساكس" الى مجموعتين مصرفيتين قابضتين، واخيرا تدخل الدولة الاميركية بشكلاستثنائي وغير مسبوق لانقاذ مجموعة التأمين العملاقة "ايه اي جي" وظهور بوادر موجةذعر في الاسواق.
وفي مواجهة مخاطر انهيار النظام المالي طرح الرئيس الاميركي جورج بوش خطة انقاذتقوم على انشاء صندوق خاص من 700 مليار دولار لمساعدة المصارف على التخلص من ديونهاالمشكوك بتحصيلها، واحيلت الى الكونغرس للمصادقة عليها.
ولا تزال اسئلة عديدة عالقة حول مستقبل النظام المالي وانعكاسات هذه الازمة علىالاقتصاد العالمي.
* بعد مصرف ليمان براذرز، هل يمكن لمصارف اخرى اعلان افلاسها؟
- طاولت الازمة الاخيرة فئة محددة من المؤسسات المالية وهي مصارف الاعمال في وولستريت. وهي معرضة اكثر من سواها لان قسما كبيرا من نشاطاتها على علاقة بالاسواقالمالية ولم تكن تستند الى مصارف ودائع كبرى.
وتعتمد مصارف الاعمال هذه حصرا على المصارف الاخرى لاعادة تمويلها. وفي حال وقوعازمة ترفض المصارف خلالها اقراض بعضها البعض، تكون هذه المصارف معرضة بصورة خاصةللازمة التي يطلق عليها تعبير "ازمة السيولة".
لا شك ان مصارف الودائع ايضا ليست بمأمن من الافلاس نتيجة موجة ذعر بين الزبائن،لكنه من الشائع عموما ان الدولة لا يمكن ان تدع مثل هذا الامر يحصل.
والامثلة على ذلك كثيرة، فقد عمدت الحكومة البريطانية الى تأميم مصرف "نورذرنروك" في ايلول/سبتمبر 2007 كما قامت الحكومة الالمانية بدعم مصرف "اي كا بي" لتجنيبه الافلاس. وفي 1995 جمعت الدولة الفرنسية اصول مصرف "كريديه ليونيه" المشكوكفي تحصيلها ضمن بنية خاصة لانقاذ المصرف من الانهيار. وفي واشنطن عمدت الادارة الىاطلاق خطة انقاذ ضخمة بقيمة 700 مليار دولار تقوم على السماح لوزارة الخزانة بانتشتري من المصارف اصولا عقارية عاجزة عن بيعها لاعادة تحريك عجلة القروض.
* وصلت مجموعة ايه اي جي الاولى في العالم للتأمين الى شفير الافلاس. هل تهددالمخاطر شركات تأمين اخرى ايضا؟
- قامت مجموعة ايه اي جي بتنويع نشاطاتها الى جانب نشاطات التأمين التقليدية لاسيما في الاسواق المالية. فكانت تعرض على المصارف تأمينها من مخاطر الاعتمادات غيرالمحصلة. وازاء حجم التزاماتها وتدهور البيئة المالية، قامت وكالات التقييم بخفضعلامات الشركة بشكل مفاجئ ما ارغمها على البحث بشكل سريع عن اموال تسمح لهاباستعادة ملاءتها، غير ان ذلك لم يكن ممكنا بدون مساعدة الدولة الاميركية.
ولم تواجه اي شركة تأمين كبرى اخرى حتى الان مخاطر من هذا النوع.
* لماذا قام الاحتياطي الفدرالي الاميركي بانقاذ "ايه اي جي" فيما ترك مصرفليمان براذرز يعلن افلاسه؟
- اوضح اندريه ليفي لانغ الرئيس السابق لمصرف باريبا ان "الاحتياطي الفدرالياعتبر بالنسبة لليمان براذرز ان افلاسه لن يكون على قدر كبير من الخطورة لعدم وجودمودعين بين زبائنه". واعتبرت واشنطن بالتالي ان مخاطر انتشار عدوى الافلاس الىالنظام المالي بمجمله ضئيلة.
في المقابل، رأت السلطات الاميركية ان افلاس "ايه اي جي" يهدد باثارة ما يعرفب"مخاطر معممة". وتبقى هذه النقطة موضع جدل. فقد اعتبر دوني كيسلر رئيس مجلس ادارةشركة سكور الفرنسية لاعادة التأمين انه لم يكن يجدر بالدولة الاميركية ان تنقذ "ايهاي جي" ورأى في ذلك تدخلا في قواعد المنافسة.
وقال لاذاعة "بي اف ام" ان "افلاس شركة تأمين لا يترتب عنه العواقب ذاتها مثلافلاس عميل مصرفي. فالظاهرة لا تهدد بان تتعمم في قطاع التأمين واعادة التأمين".
* هل ستؤدي الازمة المالية الى تفاقم وضع السوق العقارية؟
- كانت السوق العقارية تشهد اساسا تراجعا قويا في دول كثيرة بسبب ارتفاع معدلاتالفائدة الذي يزيد كلفة القروض ومن تشدد المصارف في مطالبها حيال الزبائن المحتملينلشراء عقارات. وكان العديدون يعتبرون ان هذه "الفورة العقارية" ستخمد ذات يوم فيمطلق الاحوال.
وعمدت المصارف الى جمع اموال طائلة لتكون من جديد قادرة على منح قروض، لكن هذهالازمة الجديدة تهدد بمزيد من التدهور في ميزانياتها وقد تبدي مزيدا من التشدد فيمنح قروض للعائلات الراغبة في شراء منزل.
وتنطبق هذه الظواهر ايضا على قطاع عقارات الشركات الذي يشهد تباطؤا قويا.
هل من الممكن حصول انهيار في البورصات؟
- بدأ الاسبوع الماضي بـ"اثنين اسود" لينتهي في فورة استثنائية وارتفاع تاريخيمع ترقب خطة انقاذ القطاع المصرفي التي ارسلتها وزارة الخزانة الى الكونغرس في وقتمتأخر الجمعة وبدأت مناقشتها معه الاثنين. وتبقى اسواق البورصة متقلبة للغاية ولايتوقع احد عودة الهدوء اليها في الوقت الحاضر.
ولا تزال الاسواق عرضة لاي حدث سلبي في القطاع المصرفي فيما تطرح شكوك كثيرة حولامكانيات نجاح خطة واشنطن.
وسجلت البوصات الكبرى في الولايات المتحدة واوروبا تراجعا ما بين 20 و25% منذسنة ما يعني ان الفورة المالية هبطت كثيرا حتى الان ما يحد من مخاطر حصول انهيار.
وانهيار البورصة هو من حيث تعريفه هبوط بنسبة 20% في يوم واحد او 30% في فترةاطول.
* ما هي العواقب على المدخرين؟
- الذين اودعوا اموالهم في اسهم او سندات تكبدوا خسارة تراجع قيمة مستنداتهم.
اما الذين يحتاجون الى هذه الاموال بشكل فوري او الذين تتوافر اموالهم نقدا (وفقخطة ادخار مستحقة مثلا) فسوف يميلون الى اعادة توظيف اموالهم في استثمارات خالية مناي مخاطر مثل دفاتر الادخار او الايداع التي تعرض المصارف عليها حاليا فوائد مغريةمن اجل اجتذاب الودائع واستخدامها في اعادة تمويل نشاطاتها.
في المقابل، سيتوجب على الذين لا تستحق مدخراتهم خلال الاشهر المقبلة (مثل مبالغالتأمين على الحياة مثلا او صناديق التقاعد) والذين يمكنهم الانتظار، ان يتسلحوابالصبر وينتظروا حتى ترتفع الاسعار مجددا على امل ان تصح القاعدة التي تقول ان اياموال توظف في البورصة تكون دائما مربحة على المدى البعيد.
* ما ستكون العواقب على المؤسسات؟
- التصلب المتوقع في شروط منح الاعتمادات سيطاول المؤسسات مباشرة لان المصارفستتشدد اكثر في معايير الاقراض. كما ستجد الشركات صعوبة اكثر من قبل في اللجوء الىالسوق من خلال اصدار اسهم او سندات، لاعادة تمويل نفسها.
واوضح اريك هاير الخبير الاقتصادي في "المرصد الفرنسي للوضع الاقتصادي" انه "بعدما حققت استثمارات الشركات ارتفاعا بمعدل 3,1% في السنة بين 1995 و2005، منالمتوقع ان تتراجع بنسبة 1,9% عام 2009".
وسيهدد هذا النقص في الاموال بعض الشركات بالتصفية. وتتوقع مجموعة "اولر ارميس" لتأمين القروض تزايد عدد الشركات التي تواجه صعوبات بنسبة 10 الى 15% عام 2008 فيفرنسا.
* هل تزيد هذه الازمة الجديدة من مخاطر حصول انكماش اقتصادي؟
- كان الانكماش متوقعا اساسا في عدد من البلدان ويهدد العديد من البلدان الاخرى. ومن المتوقع ان يطاول الانكماش الذي يتميز بنمو اقتصادي سلبي على مدى فصلينمتتالين، منطقة اليورو وربما ايضا الولايات المتحدة.
والمصاعب الجديدة التي يواجهها النظام المصرفي قد تحد اكثر من القروض ما سينعكسبشكل اكبر على قطاعي الاستهلاك والاستثمار اللذين يعانيان اصلا من تراجع ثقةالافراد والشركات في تطور الحركة الاقتصادية.
وراجع صندوق النقد الدولي بشكل غير رسمي في نهاية اب/اغسطس توقعاته للنموالعالمي فخفضها الى 3,9% للعام 2008 مقابل 4,1% سابقا، والى 3,7% للعام 2009 مقابل 3,9% سابقا.

نسيم34
2009-10-09, 22:07
العولمة
المقدمه:
لعل استخدام لفظ العولمة الذي تناولته الكثير من الكتابات لوصف مايجري
في العالم، هو استخدام معاصر، رغم مااثار من مشاعر متضاربه من الحماس
الشديد لدى البعض والخوف والقلق لدى آخرين، لكن الظاهره نفسها قديمه جدا
تعود الى قرون مضت، غير ان العالم شهد بعد الحرب العالميه الثانيه، نموا
أقتصاديا سريعا ومتطورا في البلدان المتقدمه، واستمر الحال الى مطلع
السبعينات في القرن الماضي، حيث بدأت تظهر مظاهر جديده للنمو الأقتصادي
Bretton Woods وتعرضت الأقتصاديات الى الركود "وأستمر مع انهياراتفاقية
في العام 1971 وتقوية العملات الرئيسيه، واكتمل مع تحرير القطاع المالي في
السبعينات واوائل الثمانينات من القيود وماتلاه ذلك من اختراع منتجات ماليه
جديده: مشتقات وخيارات بأسماء مغريه جدا –الفراشات المتبخترات وما الى
ذلك". وادت هذه الحاله الى تمركز رأس المال في تلك البلدان، مما دفع الى خلق
حاله اقتصاديه جديده، خاصة بعد الثوره المعلوماتيه والأتصاليه وتعاظم دور
الشركات متعديه الجنسيات، التي اصبحت تتحكم بالجوانب الرئسيه للأقتصاد
العالمي.
وعلى الرغم من ان استخدام مصطلح العولمه، لوصف مايحدث في العالم
من تضائل السريع في المسافات الفاصله بين المجتمعات الأنسانيه، سواء فيما
يتعلق بأنتقال السلع والبضائع او الأشخاص او رؤوس الأموال اوالمعلومات
والأفكار والقيم، فأن العولمه، تبدو وكأنها تعادل ضربا في القدم منذ نشأة
الحضاره الأنسانيه، وهىتختزن الكثير من التطورات والتحولات واآفاق
والتحديات، بحيث اصبح مضمونه يعد من العلامات الفارقه في التاريخ البشري
بأسره، بل وادخلت هذه المضامين ومفردات التطورات العلميه والتقنيه، ادخلت
الأنسانيه جمعاء في مرحله جديده، لاينحصر على المجالات المعلوماتي والتقني،
بل تناولت حقول التكنولوجيا والأقتصاد والصناعه والتجاره والثقافه والسياسه
والجوانب الأجتماعيه، وهي منعطف بشري ضخم، احدث تحولات كبيرى
ولازال يقدم الكثير، بل يشكل حركه في اتجاهات متعدده ومتبانه .ّ.."لقد قللت
الشعور بالعزله في معظم البلدان الناميه، واعطت العديد من الأشخاص في هذه
البلدان سبيلا للمعرفه، تعدى حدود امكانيه حتى الأغنياء في اي بلد، قبل قرن،
وحتى الأحتجاجات المعاديه للعولمه بحد ذاتها هي نتيجة هذا الأرتباط، فالصلات
بين الناشطين في اجزاء مختلفه من العالم ولاسيما تلك الصلات التي صيغت من
خلال اتصالات الأنترنت، احدثت ضغطا تمخض عنه ابرام معاهدة الألغام
الدوليه-على الرغم من معارضه العديد من الحكومات القويه، وبتوقيع 121 بلدا
عليها ابتدأ من عام 1997 ، قلت احتمالية تشوه الأطفال والضحايا البريئه الأخرى
من انفجار الألغام، وعلى نحو مماثل، اجبرت الضغوط الشعبيه المنسقه بشكل
جيد المجتمع الدولي على اسقاط الديون عن بعض البلدان الفقيره كليا".
ولعل المحاولات لفهم وادراك العولمه على اختلاف وتباين المذاهب الفكريه
الذي تناولته والمشاعر حولها وتأثيراته على مجتمعات البلدان الناميه ومنها
بلداننا العربيه، رغم التباين والأختلاف في التناول وبواعثها، فأن معظم الكتابات
تشير الى كيفية التعامل وادراك معطيات هذا المتغير والتكيف مع هذه المعطيات
مع مالدينا من ثقافات ومعطيات تاريخيه، وتطرح تساؤلات حول كيفية الأستفاده
منها وكيفية تجنب مضارها ومخاطرها... وماأسفرت عنه جولة ألأورغواي في
مفاوضات "الغات" من اتفاقيات دوليه في منتصف التسعينات، التي دشنت مرحله
جديده من مراحل تحرير التجاره الدوليه في السلع والخدمات وتحرير انتقال
رؤوس الأموال من دوله لأخرى، والذي انظمت اليها 118 دوله، ولابد ان يثير
تدشين هذا العهد من العلاقات الأقتصاديه مشاعر ومخاوف مماثله لما اثارته
جميع الخطوات المهمه السابقه نحو مزيد من العولمه.
يقول لستر ثورو في مؤلفه مستقبل الرأسماليه ص 140 "في عالم تسوده
التكتلات التجاريه الأقليميه، يغدو اصعب فأصعب بالنسبه للبلدان الناميه بيع
منتجات احد منها لاينتمي الى واحد من الجماعات التجاريه، ان دخول الأسواق
يصبح امتياز ينبغي ان يكسب وليس حقا يمنح اوتوماتيكا، وسيغدو لزاما، ان
تفاوض اغلب البلدان الناميه "ومنها البلدان العربيه للحصول على حق الدخول
الى الأسواق العالميه الغنيه، ولكن ماذا يحدث للبلدان التي لايرغب احد في
انتمائها الى جماعته التجاريه وليست ذات اهميه، تكفي لطلب حق الدخول؟".
ومما تقدم، تظهر اهمية موضوع العولمه، والتي سوف تبدو اكثر وضوحا
من خلال دراسة الأنعكاسات السياسيه والأقتصاديه للعولمه على البلدان الناميه
والبلدان العربيه، والكشف عن مكامن الخلل والأيجاب التي تتركها آلياتها
المتعددة على واقع الأنظمة ومناقشة الأثار الأتجابية والسلبية لها وتعد البلدان
العربيه اكثر المناطق تعرضا لأثار العولمه بكل ابعادها.
أهمية البحث:
من واقع التحولات الواسعه والكبيره التي تجري في العالم وعلى مختلف
الصعد، التي تثير الكثير من الأسئله حول العولمه والأستفسارات حول هذه
التحولات والمتغيرات في عالم يموج بالتناقضات والتعقيد، فكل شئ يثير التساؤل
ويستدعي الاثاره والبحث، ويطرح اسئله سواء كانت بسيطه او معقده في عالم
يتطور ويتقدم بشكل هائل.
ولعل من الأخطاء او الثغرات والنواقص، هو التسليم بالواقع كما هو
بتحدياته الراهنه، دون معالجه او مراجعه، دون معرفة اسباب الظاهره التاريخيه
وتجاربها العمليه، وتأثيراتها وابعادها على حياة المجتمع، وعلى حياة مجتمعات
البلدان الناميه، وطرح اسئله، تحمل جوانب معرفيه واخرى مجتمعيه حولها.
ولاشك ان البحث واهميتة تكمن في مواجهة بديهيات الحياة وظواهره
الأجتماعيه والأقتصاديه والسياسيه بالنقد والمسائله واستخدام آليات المنطق
والعقل دون القفز على الواقع، ولايمكن ان نقارب بين ظاهره وأخرى، مالم
يجري تحليل لجوانبها العديده.
وتكمن اهمية البحث في ايجاد نوع من التواصل الفعال مع الواقع والتفكير
الجاد في بلورة اراء وافكار وفي ايجاد اجابات مقنعه، لما هو مطروح والتعامل
مع كل الطروحات ومن مختلف المدارس الفكريه، للوصول الى مقاربات
وتشكيل رؤيه موضوعيه لما يجري من حولنا، بأفكار تضع مخاوفنا وتفاؤلنا في
المكانين الصحيحين لهما ووفق معايير زمنيه معاصره، دون حصرها بأجابات
جاهزه.
هدف البحث:
يهدف البحث الى دراسة وتحليل ظاهرة العولمه، من حيث نشأتها وظروفها
والمفاهيم والأراء القريبه منها او تلك الأراء المتباينه بشأنها، والوقوف على
الأساليب والطرق التي تستخدمها للتأثير على سياسة البلدان الناميه، وفي
تشخيص الآليات المختلفه التي يجري التركيز عليها في احداث المؤثرات
الأقتصاديه والسياسيه والأجتماعيه وتحليل العلاقه بين ظاهرة العولمه والمظاهر
الأخرى المرتبطه بها، ودراسة الأنعكاسات الأقتصاديه والسياسيه على واقع
البلدان الناميه والبلدان العربيه منها، والكشف عن الخلل في الآليات المستخدمه
على واقع الأنظمه السياسيه المختلفه في هذه البلدان، ومعرفة مدى فاعلية
تأثيرات ظاهرة العولمه على واقع حياتها اليوميه، خلال العقود الأخيره من القرن
الماضي والسنوات الحاليه من الألفيه الثالثه، سواء البلدان ذات الأقتصاد المنفتح
او المنغلق نسبيا، ومعرفة كيف زادت سرعة الأنفتاح، منذ تسعينيات القرن
4
الماضي، وكيف وقع الكثير من هذه البلدان على اتفاقية التجاره العالميه في جولة
الأورغواي.
ولايزال الجدل والنقاش المقترح حول ظاهرة العولمه وطبيعتها واهدافها
والآليات والقيم التي تعكسها او تبشر بها، اوتضغط بواسطتها في انجاز اهدافها
على الصعيدين الأقتصادي والسياسي والثقافي والأجتماعي عالميا، ولايهدف
البحث، امتداح العولمه اورفضها اوتجاهلها، بل يهدف الى فهم الظاهره، التي
لاتزال الدراسات والتحليلات حولها موضوع حوار ونقاش واسعين.
اشكالية البحث:
شهد العالم اهتماما واسعا بظاهرة العولمه، التي بدأت تتوضح معالمها في
السنوات الأخيره من القرن الماضي، وهو دليل تعاطي وتفاعل مع الظاهره من
قبل المجتمع الدولي رغم اختلاط المفاهيم وغموضها احيانا، وتعددها وتناقضاتها
احيانا اخرى، ويعود تعدد الأراء الى اسباب مختلفه تبعا لظروف هذا البلد او
ذاك، وتبعا للمدارس الفكريه التي تتناول هذه الظاهره وتبعا لحقل التناول لظاهرة
العولمه، عبر مستوياتها المختلفه الأقتصاديه والثقافيه والسياسيه والأجتماعيه...
وان مفهوم العولمه مازال "غامضا حتى في الحقل الأقتصادي الذي تشكل فيه"
كما تشير بعض البحوث، والذي بدوره خلق اشكالات مرتبطه به مثل دور الدوله
والسياسه والديمقراطيه والخصخصه وغيرها من المفردات... صحيح انها "
العولمه" ليست فعلا نهائيا، ولكنها عمليه جياريه بدأت منذ الثمنانينات، كما اشير
لها من قبل، وانها امتدت الى جوانب واسعه من حياة الناس وعبر مراحل مختلفه
ومن اهمها "العولمه الأقتصاديه". وهدف البحث، هو الأشارات الى التأثيرات
والأنعكاسات السياسيه والأقتصاديه على البلدان الناميه، ومع هذا فأن البحث
يتحدد على مدى امكانية الأجابه على الأسئله والأشكاليات التاليه:
1. ماهي العولمه؟ وماالأشكاليات حولها
2. ماالأليات التي تستخدمها للتأثير السياسي في البلدان الناميه
3. ماالتطبيقات السياسيه والأقتصاديه التي تستخدمها وفرضها على هذه البلدان
4. مامدى التأثيرات والمفاهيم على مستقبل البلدان الناميه ومنها بلداننا العربيه
فرضية البحث:
تنطلق هذه الفرضيه من ان ظاهرة العولمه، في انها مفهوم لازال غير
مكتمل هش ومعاصر على الأقل بالنسبه للبلدان الناميه، تهدف عبر آلياتها
السياسيه والأقتصاديه والمعلوماتيه والأعلاميه الى النفاذ الى البلدان الناميه،
وعملية التداخل الواضح في الأمور الأقتصاديه والسياسيه والأجتماعيه والثقافيه
دون أعارة الأهتمام بالحدود السياسيه للدول ذات السياده الوطنيه، وتحاول التأثير
سياسيا بما يخدم مصالح القوى المهيمنه على الوضع الدولي... وهذا يؤثر بدوره
على هذه البلدان ويؤدي الى تباين في الؤيا بالسلب والأيجاب او مابين هذا وذاك،
وهدف البحث هو التقرب الى اثبات ابعاد هذه العولمه وآلياتها وكيف تشكلت
الأفتراضات حولها، وما الدوافع وراءها، وماهي مهماتها، من حيث التأثير على
البلدان الناميه من حيث خدمة مصالح معينة.
منهج البحث:
تم اعتماد بعض التحليلات من باحثين ومفكرين عرب وغيرهم التي تناولت
العولمه كظاهره خارجيه، وترتيب افكارهم وآرائهم النظريه حولها ومن جوانبها
العديده، بالترابط بمجمل التطورات المتسارعه التي حصلت بالعالم والتغيرات في
الجوانب الأقتصاديه والسياسيه والأجتماعيه والثقافيه منذ الثمانينات وعصفت في
التسعينات من القرن الماضي، ومستمره في ظروفنا الحاليه، وانعكاساتها
وتأثيراتها الدوليه، ومدى الأنعكاسات على العمليات والأنشطه الأقتصاديه
والسياسيه في البلدان الناميه، والبلدان العربيه منها، ومعرفة مدى ماتحقق من
مطامح لمروجي العولمه، والوقوف على كيفية استقبالها من قبل السياسين
والكتاب والباحثين والمفكرين في البلدان الناميه كظاهره داخله، وامكانية توظيفها
بما يحقق ويخدم مصالح هذه الظاهره، والتواصل مع الواقع والأنصات الحيوي
الى اسئلته وتحدياته، بالأرتباط مع العمليات الأقتصاديه الدوليه، ومحاولة البرهنه
على صحة الحقائق المطروحه حول العولمه بشكليها الأيجابي والسلبي على
البلدان العربيه.
المبحث الأول
تحليل ظاهرة العولمه
1. أهمية معرفة ظاهرة العولمه
"لآول مره في تاريخ البشريه يمكن ان يصنع كل شئ في اي مكان من
العالم ويباع في كل مكان. في الأقتصاديات الرأسماليه، يعني ذلك صنع اي جزء
من الأجزاء المكونه للسلعه وانجاز اي نشاط اقتصادي في مكان ماعلى الأرض
حيث يكون الأرخص، وبيع ماينتج من سلع اوخدمات حيثما تكون الأسعار
والأرباح هي الأعلى. ان تخفيض التكاليف الى حدها الأدنى وتعظيم الأرباح الى
حدها الأقصى- وهو لب الرأسماليه- ذلكم ماينشده الجميع، اما الأنشداد العاطفي
الى جزء جغرافي ما من العالم فليس جزءا من النظام".
ابتدأت الفتره من الثمانينات، طورا جديدا بالمعنى الجدلي من اطوار
الرأسماليه، طور العولمه، الذي تزايد الحديث والكتابات عنها، منذ ذلك الوقت
6
الى الأن، ونحن نعيش العقد الأول من الألفيه الثالثه، وذلك لعدد من الأسباب
والظواهر التي شملت العالم بأكمله، وامام هذا الأتجاه الفكري القائل، بأن العالم
اصبح في طريقه ليصبح قريه واحده، يفترض ان نتحقق مما يحيط بنا كدول
ناميه في مواجهة الظروف الجديده، وكيف تتأثر الأقتصاديات الوطنيه والقوميه،
بتصاعد قوى العولمه "فوق القوميه" وماالمسقبل الذي ينتظرها في هذا الأطار.
يشير عدد من الباحثين، ان استخدام لفظ "العولمه" لوصف مايجري في
العالم هو استخدام معاصر، لكن الظاهره نفسها قديمه جدا تعود الى قرون
مضت، غير ان العالم شهد بعد الحرب العالميه الثانيه، نموا اقتصاديا سريعا
ومتطورا في البلدان المتقدمه، واستمر الحال الى مطلع السبعينات من القرن
الماضي، حيث بدأت تظهر مظاهر جديده للنمو الأقتصادي، وتعرضت
الأقتصاديات الى الركود الذي ادى الى "تغيرات وانفجار ازمه اقتصاديه عالميه
في السبعينات يبدو انها اول ازمه عالميه شامله ذات طابع بنيوي ومؤسسي في
عموم الأقتصاد العالمي المتكامل بهذا القدر او ذاك ولكنه يمر بفترة تحول ايضا،
فأن طورا جديدا لربما قد بدأ مرة اخرى منذ ذلك الحين في تطور الأقتصاد
العالمي".
وأدت هذه الحاله الى تمركز رأس المال في تلك البلدان، مما دفع الى خلق
حاله اقتصاديه جديده خاصة بعد الثوره المعلوماتيه والأتصاليه وتعاظم دور
الشركات متعدية الجنسيات، التي اصبحت تتحكم بالجوانب الرئيسيه للأقتصاد
العالمي، بعد ان بدأت الأمور في التغير عند نهاية العام 1973 ، ابان ارتفاع
اسعار النفط ارتفاعا كبيرا، لدول الأوبك "منظمه للأقطار المصدره للنفط" وقتها
سميت "بالفوره النفطيه" ورافق هذا الأرتفاع لاسعار النفط، ارتفاعا في الأسعار
والأجور، وخلق انكماشا اقتصاديا وبطاله وتضخما في الأسعار زاد في عدد من
البلدان عن 20 % ونشأ في البلدان الناميه عجزا عاما في خدمة ديونها "وعجزت
النظريه الكنزيه" كما تقول نورينا هيرتس في مؤلفها "السيطره الصامته ص 26
التي كانت ناجحه كثيرا في السنوات الثلاثين السابقه، برهن على عجزها
"الكنزيه" في معالجة الوضع في ظل ازمات الأضطراب هذه... وتواصل لتقول،
ان الظروف الأقتصاديه الجديده التي اطلقتها الأزمه النفطيه من عقالها تطلبت
اسلوبا جديدا من ادارة الأقتصاد، الكبح المالي والتحكم في عرض النقود، وبين
عشيه وضحاها سمع ان وزراء الماليه في جميع الدول الغربيه يتحدثون عن
الحاجه الى محاربة التضخم وكبح القطاع العام... وأخذت الكنزيه ومعها
الحكومه الكبيره تحتضران، ان لم تكونا قد ماتتا بالفعل... وهكذا صار كينز مع نهاية السبعينات في القرن العشرين مجرد هامش في التاريخ... وجاءت هذه
1980 بأنتخاب مارغريت ثاتشر اولا ثم - اللحظه بين عهدين في العامين 1979
رونالد ريغان للحكم وهما سياسيان ينتميان الى اليمين الجديد، وقد تبنيا بحماس-
السوق الحره، وكانا يعاديان – بأصرار- مفهوم الدوله المتدخله (في شؤون
Milton ) مواطنيها) وتبنيا اراء اقتصاديين من امثال ميلتون فريدمان
الذان آمنا بأن السوق Friedrich Hayek وفريد ريتش هايك (Friedman
الحره قادره بشكل افضل من الدوله على توزيع البضائع والخدمات. وعلى
مايبدو ان مذهب رأسماليه السوق الحره (المشار اليه) المبنيه على النموذج
الأنكلو امريكي سرعان ماأنتشر في العالم، بدأ من امريكا اللاتينيه وجنوب شرق
اسيا والهند ومعظم افريقيا، وبلدان الأمم الرأسماليه، الى اقتصاديات البلدان
الأشتراكيه "سابقا"، والبلدان الناميه ومنها البلدان العربيه، بفضل التطورات في
مجال الأتصالات ووسائل الأعلام، بالأضافه الى نشاطات مؤسسات المال
والأقراض الدوليه، ذات الأهداف الليبراليه الجديده، مثل صندوق النقد الدولي
والبنك الدولي ومنظمة التجاره العالميه، التي تروج الى مايسمى "بأتفاق واشنطن"
وأصبحت كلمه "السوق" هي الكلمه الشائعه في منتصف الثمانينات والتسعينات
وحتى ظروفنا الحاليه في العقد الأول من الألفيه الثالثه من اجل اضفاء طابع
عالمي شامل "غلوبالى" حتى في اطار النظام الرأسمالي العالمي، كما يشير الى
. ذلك توماس ستتش في مؤلفه تعقد نظريات الأقتصاد العالمي ص 243
ويمكن فهم العولمه على انها التضاؤل السريع في المسافات الفاصله بين
المجتمعات الأنسانيه، سواء كان بحركة الناس او السلع او رؤوس الأموال او
المعلومات والأفكار والقيم... وبالمقابل، فأن رد الفعل الأنساني لظاهرة العولمه،
يتوقف "كما يشار لها" على درجة الوعي حولها قد اختلفت قوة وضعفا بين عصر
وآخر. ودرجة تفاعلها او عدمها، ايضا اختلفت... .
2. جذور العولمه
ينظر الى هذه الظاهره من قبل بعض الكتاب والباحثين على انها تتويج
لسلسله من التطور والتوسع الأقتصادي يرجع الى القرن الخامس عشر (فترة
النهضه الأوربيه) في اطار ماوفرته من الوسائل التقنيه الحديثه في مجال
الأتصال وعمليات الأنتاج، مما ساعد على فتح المجال امام خلق سوق عالميه
واحده، في حين يشير البعض الى ابعد من ذلك، من انها دخلت في عدة اطوار،
الطور الأول من الأنعطافه التاريخيه الأولى للماركنتاليه وممارسة النشاط العالمي
لرأس المال التجاري، والطور الثاني مع انجاز الرأسماليه الأوربيه الغربيه
8
"ثورتها الصناعيه" مدفوعه بتأثيرات الطلب في السوق، التي فرضت بقوتها
الأستعماريه تكيفا بنيويا يستجيب لحاجاتها على البلدان الأخرى. والمرحله الثالثه
بصعود الرأسمالي الأحتكاريه... التي توسعت دوليا وتدويلا لرأس المال،
والطور الرابع، قد افتح منذ الحرب العالميه الثانيه، بفعل الثوره العلميه –
التكنولوجيه معجله بتدويل القوى المنتجه ومؤديه الى نشوء الشركات فوق
القوميه، والطور الخامس جاء اثر التغيرات وانفجار الأزمات الأقتصاديه في
السبعينيات الذي جرت الأشاره اليه، في حين يرى البعض بأن جذور العولمه
تعود الى (مشروع مارشال) الأمريكي بعد الحرب العالميه الثانيه والذي نتج عنه
ظهور اتفاقيه (بريتون وودز) والتي تأسس بموجبها صندوق النقد الدولي والبنك
الدولي، لتحقيق الأستقرار المالي، اضافة الى انشاء "الأتفاقيه العامه للتعريف
والمرحله ،(GATT) ( والتجاره عام 1947 " والتي سميت ب (اتفاقية الغات
الثانيه، بدأت في عقد الخمسينات من القرن الماضي، حيث تزايد التكتلات
الأقتصاديه والمناطق الحره والأتحادات الكمركيه وتحرير حركة التجاره
العالميه، والمرحله الثالثه تمثلت بأنهيار الأتحاد السوفيتي وتحول بعض
جمهورياته الى اقتصاد السوق وشهدت هذه المرحله تأسيس منظمة التجاره
عام 1995 ، حيث وصل عدد الدول المنظمه اليها ( 137 (W.T.O) العالميه
دوله) في عام 2001 . وتأسسا على ماتقدم حول الجذور ومراحل نشأة العولمه،
تشير بعض البحوث الى ان العولمه قد مرت بمرحلتين رئيسين هما:
1. المرحله الأقليميه (العولمه الضيقه) ولعل البدايه، تمتد (كما اشير لها) من
القرن الخامس عشر وحتى منتصف الثمانينات من القرن الماضي، حيث تعيش
نموذجين في البدايه نموذج الحياة الرأسماليه في مجموعة دول في العالم الحر،
ومن ثم تنامي النظام او الفكر الأشتراكي الذي كان في مواجهة الفكر الرأسمالي
في القرن العشرين، الذي تمكن من نشر ايديولوجية الأشتراكيه في العديد من
دول العالم ومنها بعض الدول الناميه وبعض الدول العربيه.
2. المرحله العالميه او (العولمه الشامله)، حيث تمثلت هذه المرحله بأنهيار
الأتحاد السوفيتي وبعض البلدان الأشتراكيه في اوربا الشرقيه، مما ادى الى
زيادة في الترويج للنظام او الفكر الرأسمالي وأعتباره نموذجا منتصرا من وجهة
نظر الغرب والولايات المتحده الأمريكيه ومحاولة عده النموذج النهائي والذي
يجب على دول العالم تتبناه، سواء كان بأدارتها او بدونها، وقد تميزت هذه
الفتره، بسرعه تنامي وتطور ظاهرة العولمه، بسبب التطور الهائل في ميدان
المعلومات والأتصالات.
ورغم ان ظاهرة العولمه تتركز على الأقتصاد، آلا ان لهذه الظاهره ابعاد
سياسيه وثقافيه وعسكريه ومعرفيه... الخ ولكل من هذه الأبعاد آثار تعكسها على
الأطراف المتلقيه وبخاصة البلدان الناميه، فالتفاعل مع هذه العوامل، ادى الى ان
البلدان العربيه من اكثر المناطق تعرضا لأثارها ولأبعادها.
وشكلت هذه الأفكار حقبه جديده، تتسم بالأرتباط والتفاعل في المجال
الأقتصادي ولابد ان يثير هذا التدشين الجديد في العلاقات الأقتصاديه ابعاده
الفكريه والسياسيه والأجتماعيه والأقتصاديه، وموضوع البحث يخص بالجانب
.Economic Globalization الأقتصادي للعولمه
المبحث الثاني:
مامفهوم العولمه...الأهداف...الأشكاليات
1. مفهوم العولمه واهدافها
يشار للعولمه من انها جمله من المتغيرات والتطورات الحاصله في
مجالات مختلفه وتزايد الأستخدام لها، في الأدبيات السياسيه والأقتصاديه
والأجتماعيه والثقافيه وتروم هذه الظاهره الى التغيرات الحاصله في مفاصل حياة
المجتمع، بهدف تنميطها وفق نموذج محدد، اضافة الى كون الظاهره تمثل عمليه
مستمره، يمكن رصدها بأستخدام مؤشرات كميه ونوعيه وفي مجالاتها المتعدده،
لكن تناولها يختلف بأختلاف المدارس الفكريه للعديد من الباحثين والكتاب
والمفكرين (العرب او غيرهم) الذين تناولوا البحث في الظاهره، وجاءت
التعريفات لها هي الأخرى مختلفه ومتباينه، وخلفت بدورها اشكاليه في مفهومها.
وبدأت تتوسع دائرة الأهتمام اكثر على المستوى العالمي، منذ بداية
التسعينات، رغم تباين واختلاط وغموض وتعدد وتناقض المفاهيم حول العولمه
واعتقد ان هذا التباين والأختلاف يشكل ظاهره صحيه، لأن الباحث يرى امامه
فضاء واسع، يتفاعل او يتناقض مع الأراء ووجهات النظر المتنوعه، التي توفر
حصيله منطقيه لتراكم المعرفه، بأختيار ماهو اقرب للواقع، المتغير دائما، وماهو
انسب للتعاطي مع التحليلات المنطقيه، دون تجريد... فالمفكرين والباحثين
والكتاب الغربيين، هم اقرب لهذه الظاهره، وتعاملوا مع مفاهيمها بمعايشه، كون
الظاهره منبعثه عن النظام الرأسمالي...
حتى لاتقع ،Globalization وبناءا على ماتقدم يمكن تحديد مفهوم العولمه
في اخطاء منهجيه او تحليليه ثم نخرج بالتالي بأستنتاجات وخلاصات غير
10
صحيحه "كما يشير د. عبد الرحمن يسري في مؤلفه قضايا اقتصاديه معاصره"،
كظاهره ،Internationalism لأنه هناك خلط بين العولمه والتدويل، التدويل
اقتصاديه شقت طريقها في عالمنا في اواخر القرن التاسع عشر، حينما عقدت
القوى الأقتصاديه العظمى (بريطانيا وفرنسا) وغيرها، التي عزمت على تنفيذ
سياسة الحريه التجاريه على المستوى العالمي، وخمدت حركة التدويل، تحت
الموجه الحمائيه غير العاديه... فيما بين الحربين العالميتين الأولى والثانيه. ثم
نشطت حركة التدويل بعد ذلك، الى ان وصلت قمتها الأن... فهناك درجه عاليه
من حرية المعاملات في الأسواق، تتيح الأنفتاح على الأقتصاد العالمي، فقد
تحررت معاملات الصرف الأجنبي وزاد نشاط الشركات العملاقه المتعديه
ونمت التكاملات الأنتاجيه Multi-National Corporation (MNC) الجنسيه
الراسيه بين دول العالم داخل الصناعات ووقعت اتفاقيه لتحرير التجاره العالميه
امتداد وتطوير لأتفاقيه ،"W.T.O في السلع والخدمات "منظمة التجاره العالميه
."GATT التجاره والتعرفه "الغات
فهو اتجاه "جديد قديم" على ماأعتقد فهو ،Globalization ، اما العولمه
لايختلف عن آليات التوجهات للشركات المتعديه الجنسيه، وهو جديد ومعاصر
World Economic يمثل مرحله تاليه للتدويل يؤدي الى قيام اقتصاد عالمي
International يحل مجل النظام الأقتصادي الدولي القديم ،System
كما يقول د.عبد الرحمن، تختفي فيه الحدود بين Economic System
اقتصاديات الدول، حيث تتحرر فيه "حسب زؤيا مفكريه" من تحكم السياسات
القوميه، تصبح مسيره بقوانين قوى "قوة قوميه"، وحسب مايشير الى ذلك
ان العولمه تعتمد على اربعة مقومات: ،Kenichi Ohmae
1. حريه رؤوس الأموال دون اية عوائق
2. حريه اقامة الصناعه في انسب الأماكن لها في العالم بغض النظر عن
الجنسيه او القوميه
3. عالميه المعلومات التي ترتبت على الثوره التقنيه الأجهزه
4. حريه المستهلك عالميا من انتقاء مايريد من اي مصدر
وغيره ممن تناولو العولمه الأقتصاديه ان نشاط الشركات K. Ohamae ويؤكده
سوف تحل محل Trans-National Corporations (TNC) عابرة القوميات
حيث لن يرتبط بقاعده او سياسه قوميه (MNC) نشاط الشركات متعددة الجنسيه
وانما يعتمد على تفاعل العوامل السابقه..

نسيم34
2009-10-09, 22:10
في حين يرى فريق ان ثمة مبالغات بشأن العولمه لايستوعبها المنطق،
من نسيج عقل البعض، غير "Myth" بينما يراه البعض بمثابة اسطوره او خرافه
ان الجميع متفق بأن هناك فعلا قوى جديده ظهرت في الثمانينات والتسعينات
خاصة " لأسباب اشير لها من قبل على ما أعتقد" وبدأت تتحكم في النشاط
الأقتصادي الدولي ولكنها لاتعني حاضرا او مستقبلا زوال السياسات الأقتصاديه
الوطنيه بسبب حلول هذه القوى الأقتصاديه في تسيير دفة النشاط الأقتصادي في
TNC اي مكان في العالم ونشاط الشركات عبره القوميه او متعديه الجنسيه
لايختلف عن نشاط الشركات متعددة الجنسيه من حيث الأهداف، وان اسرار
التقنيه المعلومات لازالت محصوره في ايدي الدوله المتقدمه، والمستهلك الذي
يختار كيما يشاء يكون ظاهره واقعيه فقط في هذه البلدان التي تشكل 15 % من
سكان العالم حسب مايشير له البنك الدولي "الدول مرتفعه الدخل".
وهنالك البعض من الكتاب والمفكرين من اتخذ موقفا آخر، حاول من خلاله ان
يوظف الجوانب العملية ويوفق بين الاجابيات والسلبيات حول هذه الظاهرة
بالأعتماد على اسس موضوعيةوأخرى انسانية، تمكنه من خلالها التعمل مع
العولمة.
والغالبيه من الكتاب والمفكرين يعارضون العولمه وماتنطوي عليه،
ويشيرون الى انها ليست (محايده) وانما تمثل اصحاب المصالح الأقتصاديه
الكبرى في البلدان المتقدمه بغض النظر عن مصالح البلدان الناميه.
1. الآليه الأقتصاديه واهدافها
يشير البعض من الباحثين، الى ان عولمة الأقتصاد تشير الى اندماج العالم
في مجالات انتقال السلع والخدمات والرساميل والقوه العامله، ضمن اطار
رأسمالية حرية الأسواق، وان السوق الحره قادره بشكل افضل من الدول على
توزيع البضائع والخدمات وان المذهب الجديد "السوق الحره" بالضد من مفهوم
الدوله المتدخله (في شؤون مواطنيها) وان المصلحه والغايه الرئيسيه من وراء
العولمه للأقتصاد العالمي في حقل التجاره الخارجيه وفي حقل انتقال الرساميل،
وفتح اسواق البلدان النامية وتوفير بنية تحتية للأستثمارات الخارجية وربط هذه
البلدان بعجلة الاقتصاد العالمى، ومنطق هذا التوجه وغاياته تعظيم الارباح
الخاصة، اما على مستوى الدول المتقدمة فلقد حدث تغير في ميزان القوى،
ساهمت في احداثه السياسات الحكوميه في الخصخصه وتحرير التجاره ورفع
القيود والتطور في تقنيات الأتصالات خلال العشرين سنه الماضيه، وهناك الأن
12
مائة شركه متعديه الجنسيات، هي اضخم الشركات وتتحكم في نحو عشرين في
المئه من الأصول الماليه العالميه، واكبر 51 مؤسسه ماليه في العالم، هي الأن
شركات مقابل 49 تمتلكها الدول... وفي بريطانيا وحدها، تمت عمليه واسعه
للبيع من القطاع العام للقطاع الخاص، في فترة رئيسة الوزراء مارغريت تاتشر،
خلال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، فقد بيعت معظم مناجم الفحم
والفولاذ والغاز والكهرباء والسكك الحديديه، وخطوط الطيران والأتصالات
والطاقه النوويه، وبناء السكن، بالأضافه الى الحصص الكبيره للقطاع الخاص
في النفط والمصارف والملاحه والنقل البري، إلا انه مع حلول العام 1997
كانت جميع هذه المرافق في ايدي القطاع الخاص... .
وتغير مع اوائل الثمانينات من القرن العشرين دور الحكومه في انجلترا
وفي الولايات المتحده الأمريكيه بشكل اساسي...، فقد اعتبر المشروع الحر
مفتاح النجاح الأقتصادي، واصبحت مهمة الحكومه "خلق الأطار الذي يستطيع
الأفراد والجماعات من خلاله متابعه غاياتهم كل على انفراد، وان مذهب
رأسمالية السوق الحره هذه المبنيه على النموذج الأنجلو امريكي، سرعان ماأخذ
بأنتخاب مارغريت تاتشر عن حزب المحافظين البريطاني لرئاسة الوزراء ومن
بعدها تم انتخاب رونالد ريغان لرئاسة الولايات المتحده الأمريكيه، وهما ينتميان
الى اليمين الجديد، وقد تبنيأ بحماس – السوق الحره، وكانا يعاديان – بأصرار –
لمفهوم الدوله المتداخله (في شؤون مواطنيها) وتبنيا اراء اقتصادين في امثال
،Friedrich Hayek وفريدريتش حايك Milton Friedman ميلتون فريدمان
الذان آمنا بأن السوق الحره قادره بشكل افضل من الدوله على توزيع البضائع
والخدمات... وهكذا ادخل العالم في عهد جديد، وهو العهد الذي يمتد بصيغته
الجديده الموسومه ب (العولمه) حيث حلت الرأسماليه محل الدوله... والنهج
الذي يتركز على القطاع الخاص وممثليه (New Liberalism (اللبرالي الجديد
من اصحاب الأموال، الشركات متعديه الجنسيه والساسه المحافطين، الذي يميل
الى القطيعه بين الأقتصاد والوقائع الأجتماعيه، ونادا اليمين الجديد بتخفيض
التضخم وخفض النفقات العامه.
واصبحت الليبراليه الجديده المنهج الذي تروج له الولايات المتحده
الأمريكيه وبريطانيا والعالم الغربي والمؤسسات الدوليه من ورائها، ورغم ان
هذا النهج (ذو جوهر وبعد اقتصادي رئيسي، الا ان آثاره السياسيه واضحه
ومتجليه، وذلك في تقليص دور ووظيفة الدوله، بل والى الغاؤه في بعض
الميادين)... وقد اتجهت بعض البلدان العربيه نحو الأخذ بالنهج الليبرالي الجديد
وسياسات الخصخصه، الأمر الذي ادى بدوره الى قوه فاعليه دور الشركات
الكبرى العامله داخل هذه البلدان، وبروز طبقات كبيره من اصحاب الأموال...
ولم يعد للدوله دور تقوم به في اعادة توزيع الثروه... وقد قامت سياستا ريغان
وتاتشر ايضا الى ايمان ثابت بنظرية الأنسياب الخفيف التي تزعم بأن الأغنياء،
اذا مامنحوا حوافز مثل الضرائب المنخفضه فأنهم بدورهم سيجدون حوافز للعمل
كمقاولين.
2. الشركات متعدية الجنسيه
لقد حدثت تغيرات في ميزان القوه ساهمت في احداث السياسات الحكوميه
في الخصخصه وتحرير التجاره ورفع القيود والتطور في تقنيات الأتصالات
خلال العشرين السنه الماضيه، وتعد الشركات متعديه الجنسيات، جوهر وقلب
العولمه وذلك بحكم دورها الأساسي في صناعة القرارات الخاصه بالأنتاج، فهي
التي تحدد ما الذي ينتج وكيف، ولصالح من، ولها تأثير فعال على المستويات
الوطنيه والعالميه وفي جميع النواحي "سنتناول هذه الفقره ببحث مستقل لاحقا
"سنتحدث فيه عن مميزاتها وسماتها وحجمها في الأقتصاد العالمي وقدراتها
الماليه...
3. المؤسسات والمنظمات الأقتصاديه الدوليه
رغم ان الشركات متعددة الجنسيات هي الآليه الرئيسيه بيد العولمه، آلا ان
المنظمات الأقتصاديه، تساند هذه الشركات وتسهل لها الطريق لنشر بضائعها
ومصالحها في جميع بلدان العالم، ولابد من التعرف على المؤسسات الرئيسيه
الثلاث التي تحكم العولمه، التي يشير لها جوزيف ستكلتز، وهي صندوق النقد
الدولي والبنك الدولي ومنظمة التجاره العالميه، بالأضافه الى عدد من البنوك
الأقليميه وشقيقات صغار للبنك الدولي وعدد كبير من منظمات الأمم المتحده
او مؤتمر الأمم المتحده للتجاره ،(UNDP) كبرنامج الأمم المتحده الأنمائي
وهاتان المنظمتان غالبا ماتكون لها وجهات نظر ،(UNCTAD) والتنميه
تختلف بشكل ملحوظ (د. جوزيف) عن صندوق النقد الدولي والبنك الدولي فعلى
سبيل المثال، منظمة العمل الدوليه تشعر بالقلق من عدم ايلاء صندوق النقد
الدولي اهتماما كبيرا بحقوق العمال... لقد (نشأ كل من صندوق النقد الدولي
والبنك الدولي في الحرب العالميه الثانيه، نتيجة مؤتمر الأمم المتحده للنقد والمال
في بريتون وودز في بيو همشاير في تموز 1944 ، كجزء من مجهود منسق
لتمويل اعادة بناء اوربا بعد الدمار الذي خلفته الحرب العالميه الثانيه، وانقاذ
العالم من حالات الكساد الأقتصادي المستقبليه وعلى صعيد العلاقات التجاريه
14
في جنيف (GATT الدوليه تم ابرام الأتفاقيه العامه وللتعريقات والتجاره ( الغات
عام 1947 . والأسم الصحيح للبنك – البنك الدولي للتعمير والتنميه – يعكس
مهمته الأصليه، واضيف الجزء الأخير "التنميه" كما يقول د. ستكلنز كفقره
خطرت في البال فيما بعد... وفي ذلك الوقت كانت ماتزال معظم البلدان الناميه
مستعمره وأية جهود تنمويه اقتصاديه ضئيله تتخذ... تعتبر من مسؤولية اسيادها
الأوربيين... .
وعلى مر السنين منذ انبثاق، تغير صندوق النقد الدولي بشكل ملحوظ،...
واما الأن فهو يتربع على هيمنة السوق بحماسه عقائديه، واسس على الأعتقاد
بوجود حاجه لممارسة الضغط الدولي على البلدان من اجل اعتماد المزيد من
السياسات الأقتصاديه التوسعيه – كزياده الأنفاق وتقليل الضرائب او تخفيض
معدلات الفائده مما يؤدي الى انكماش الأقتصاد.
ولعل اشد التغيرات، التي حصلت في هاتين المؤسستين (الصندوق والبنك)
الدوليين في الثمانينات وهو العصر الذي كان يدعو فيه كل من رونالد ريغان
ومارغريت تاتشر الى ايديولوجيه السوق الحر... وكيف اصبح (الصندوق
والبنك) مؤسستين تبشيريتين جديدتين تروج من خلالها الأفكار على البلدان
الفقيره الممتنعه التي غالبا ماتكون بأمس الحاجه الى القروض والمنح... .
وان الدور الذي تمارسه هذه المنظمات الأقتصاديه الدوليه، قد دخل مرحله
جديده خصوصا بعد انهيار الأتحاد السوفيتي والبلدان الأشتراكيه في اوربا
الشرقيه، وتردي اقتصاديات البلدان الناميه وفشل عمليات التنميه، فضلا على
تزايد المديونيه (الذي جرى الحديث عنه فى بحث سابق)، حيث بدأت هذه
المنظمات بالضغط ونشر وفرض نهج التوجه الجديد (نهج الليبراليه الجديده)
وتسهيل مهمات الشركات متعديه الجنسيات وتوسيع نشاطها على صعيد العالم
وعلى صعيد البلدان الناميه ومنها البلدان العربيه.
ماهي الأشكاليات حول تعريف العولمه؟
الأهتمام بظاهرة العولمه، بدأت تتوسع اكثر على المستوى العالمي منذ
بداية التسعينات، رغم تباين وأختلاط وغموض وتعدد وتناقض المفاهيم حولها.
واعتقد ان هذه ظاهره صحيه، لأن الباحث يرى امامه فضاء واسع من خلاله
يتفاعل او يتناقض، يتفق او يختلف مع آراء وجهات نظر عديده، توفر فيه
حصيله منطقيه لتراكم المعرفه، بأختيار ماهو اقرب للواقع المتغير دائما...
فالمفكرين والباحثين والكتاب الغربيين، هم اقرب لهذه الظاهره وتعاملوا مع
مفهوم العولمه، كونه منبعث عن النظام الرأسمالي، وتعاملهم معها يعني بروز
عدة تعاريف حول الظاهره، وسنحاول تناول طروحات البعض منهم لا الحصر،
وروبرت ريتش Hares Man Marshal أذ يرى (هارس مان مارشال
بأن العولمه "هي اندماج اسواق العالم في حقول التجاره (Robert Retch
والأستثمارات المباشره، وانتقال الأموال والقوى العامله والثقافات ضمن اطار
من رأسماليه حرية الأسواق كذلك خضوع العالم لقوى السوق العالميه، مما
سيؤدي بالتالي الى اختراق الحدود القوميه وانحسار سيادة الدول عن طريق
الأستعمار غير المباشر للشركات الرأسماليه الضخمه متخطيه او عابرة القوميات
التي تعد العنصر الأساسي لهذه الظاهره).
ان العولمه " عباره عن مسلسل لتكثيف ،Valette في حين يرى فاليت
الأفراد والسلع والخدمات والرساميل والوسائل التقنيه الحديثه وانتشارها لتشمل
الكره الأرضيه بكاملها).
العولمه على انها (مجموعه من الهياكل P. Gerny ويعرف جيرني
والعمليات السياسيه والأقتصاديه التي تنبع من التغير الحاصل في خصائص
وصفات السلع والأموال التي تكون اساس الأقتصاد السياسي الدولي.)
يقول لسترثورو "ان التحول في التكنولوجيا والنقل ونظام الأتصالات يوحد
عالما يمكن ان يصنع فيه اي شئ في اي مكان على وجه الأرض. ان
الأقتصادات الوطنيه تذوي، وينشأ انفصام جوهري بين شركات الأعمال العالميه
ذات نظره عالميه والحكومات الوطنيه التي تركز اهتمامها على رفاه ناخبي
"ها". البلدان تتشطى، والكتل التجاريه الأقليميه، تتكاثر، والأقتصاد العالمي يغدو
مترابطا اكثر فأكثر)!
وينغ وونغ كيم Gun Young Lee ويعرف الأستاذان (غان يونغ لي
العولمه على انها "سلسله من الأجراءات او – Young Woong Kim
التغييرات الحاصله في المجالات والفعاليات الأقتصاديه في مناطق جغرافيه
متفرقه، من اجل توحيد وظائف نظام الأقتصاد العالمي نحو التكامل والأعتماد
المتبادل).
الحائز على جائزة نوبل في " Joseph E. Stiglitz ويرى جوزيف ستكلتز
الأقتصاد 2001 ". "المشكله ليست في العولمه بل في الكيفيه التي اديرت فيها.
ويكمن جزء من المشكله في المؤسسات الأقتصاديه الدوليه وصندوق النقد الدولي
والبنك الدولي ومنظمة التجاره العالميه التي ساعدت وفي وضع قواعد اللعبه،
16
وفعلت ذلك في نواح خدمت اغلب الأحيان مصالح البلدان الصناعيه المتقدمه
ومصالح معينه في تلك البلدان، بدلا من اولئك في العالم الثالث). 2
ان السياسات الدوليه في " Noreena Hertz وتقول د. نورينا هيرتس
القرن الحادي والعشرين يتناقص تركيزها على المكاسب الأقليميه، ويزداد على
الحريه الأقتصاديه وحصة السوق. وتتصرف الحكومات الأن في الأقتصاديات
المتقدمه كباعه، فهي تسوق منتجات 3 شركاتها على امل ان توفر ازدهارا حقيقيا
لدولها، وتبقي على هذه الحكومات في السلطه.
أن العولمه، هي تلك R. Petrella في حين يرى المفكر الفرنسي باتريلا
المعلومات التي يمكن عن طريقها انتاج وتوزيع وأستهلاك سلع وخدمات، من
اجل اسواق عالميه منظمه او ستنظم بمعايير عالميه، وعن طريق منظمات ولدت
او تعمل على اساس قواعد عالميه، وفق ثقافه تنظيم تتطلع للأنفتاح على الأطار
. العالمي وتخضع لأستراتيجيه عالمي" 4
العولمه، على (انها Dolfoos – كذلك عرف الكاتب الفرنسي دولفوس
تبادل شامل واجمالي بين مختلف اطراف الكون، بتحول العالم على اساسه الى
محطه تفاعليه انسانيه بأكملها وهي نموذج للقريه الكونيه الصغيره التي ترتبط
. مابين الناس والأماكن ملغية المسافات ومقدمه للمصارف دون قيود او شروط) 5
ص 5 الى ان العولمه هي عمليه Global Shift يشير بيتر ديكن في مؤلفه
"صيروره "معقده ومترابطه بدلا ان تكون حاله نهائه وان توجهاتها غير مستقيمه
في الزمان والمكان، واتخاذ هذا الموقف العملياتي، فمن المهم التمييز بين عمليتي
التدويل والعولمه.
أن عملية "صيرورة" التدويل تتضمن تمديد بسيط للنشاطات الأقتصاديه عبر
الحدود الوطنيه وهي بالأساس عمليه كميه تؤدي الى صيغه جغرافيه واسعه من
النشاط الأقتصادي اما عملية العولمه فهي تختلف نوعيا من العمليه التدوليه،
وهي لاتتضمن فقط توسيع جغرافي للنشاط الأقتصادي عبر الحدود الأقليميه
وانما ايضا وبشكل اهم تداخل عملي لنشاطات عالميه متشعبه. ان العمليتين
التدوليه والعولميه تتعايش، ففي بعض الحالات لانرى سوى استمراريه لنشاطات
دوليه معروفه مثبته ومتشعبه.
(In taking such a process-oriented approach it is important to
distinguish between processes of internationalization and
processes of globalization:
economic activities across national boundaries. It is,
essentially, a quantitative process which leads to a more
extensive geographical pattern of economic activity.
• Globalization processes are qualitatively different from
internationalization processes. They involve not merely the
geographical extension of economic activity across
national boundaries but also – and more importantly – the
functional integration of such internationally dispersed
activities.
Both processes – internationalization and globalization –
coexist. In some cases, what we are seeing is on more than the
continuation of long-established international dispersion of
activities.)
أما المفكرين والكتاب العرب، فقد تناولت هذه الظاهره بعدد من المؤلفات
والبحوث والتحاليل والكتابات، في صحف ومجلات عديده، بالأضافه الى تنظيم
المؤتمرات والندوات وعقد السيمنارات لمناقشة هذه الظاهره وتأثيراتها على
البلدان الناميه، ومنها البلدان العربيه، وفي اطار هذا المفهوم، فقد قدم عدة باحثين
تصوراتهم وافكارهم ويمكن ان نذكر بعضا منهم.
يرى د. اسماعيل صبري عبدالله في العولمه بأنها (التداخل الواضح لأمور
الأقتصاد والأجتماع والسياسه والثقافه والسلوك دون اعتبار يذكر للحدود
السياسيه للدول ذات السياده او الأنتماء الى وطن معين او دوله ما دون حاجه
. الى اجراءات حكوميه) 1
في حين صادق جلال العظم ان العولمه تعني (وصول نمط الأنتاج
الرأسمالي الى نقطة الأنتقال من عالميه دائرة التبادل والتوزيع والسوق والتجاره
الى عالميه دائرة الأنتاج، اي نقل دائرة الأنتاج الى الأطراف، بعدما كانت
محصوره، كليا بين دول المركز، لأن عالميه دائرة التبادل والتوزيع والسوق
بلغت حد الأشباع بوصولها الى اقصى حدود التوسع الأفقي الممكنه وشمولها
. لمجتمعات الكره الأرضيه كلها بأستثاء بعض المناطق هنا وهناك) 2
18
أما سمير امين فيعرف العولمه بأنها (ستار تكمن الرأسماليه الهمجيه ورائه)
ويعرف – محمد الأطرشي – العولمه على انها اندماج اسواق العالم في حقول
انتقال السلع والخدمات والرساميل والقوى العالميه ضمن اطار من رأسماليه
. حريه الأسواق، بحيث تصبح هذه الأسواق، سوقا واحده تماثل السوق القوميه) 3
أما د. جلال امين فيقول اذا نحن فهمنا "العولمه" بمعنى التضائل السريع في
المسافات الفاصله بين المجتمعات الأنسانيه، سواء فيما يتعلق بأنتقال السلع او
الأشخاص او رؤوس الأموال الو المعلومات او الأفكار او القيم، فأن العولمه
. تبدو لنا وكأنها تعادل في القدم نشأة الحضاره الأنسانيه 4
في حين يرى الباحث د. فالح عبد الجبار "على الصعيد الأقتصادي، تبدو
العولمه، المكتسحه للحدود والقارات، بمثابة الظفر الأخير لليبراليه الجامحه، فيما
يبدو الأنفراد الأمريكي/الأطلسي بالجبروت العسكري – السياسي، بمثابة القدر
. المهني" 5
ويعرف د. صالح ياسر العولمه او الكوكب، بطبيعتها الراهنه "هي عباره
عن شكل من اشكال ادارة الصراع بين الكتل الأقتصاديه – السياسيه المسيطره
في مرحله مابعد الحرب البارده، انها محاوله لأعادة تكييف الأوضاع الأقتصاديه
العالميه وتوازنات القوى الأقتصاديه الدوليه مع توازنات القوى السياسيه في وقت
كان فيه دور الولايات المتحده الأمريكيه خلال ربع قرن يتراجع اقتصاديا وتزداد
هيمنتها سياسيا على العالم، وتعاظمت هذه الهيمنه مع انتهاء "الحرب البارده"
وكذلك بقدر ليس بقليل الأهميه مع حرب الخليج الثانيه، وتشكل العولمه اللبراليه
الجديده اداة الهيمنه العالميه الجديده، التي تسعى لتنميط العالم وفق تصور واحد
. مغلق يقوم على فرض ثقافة الأقطاب العالميه الكبرى على الجميع" 6
يقول الأستاذ د.عبد الحى زلوم في مؤلفه "نذر العولمه" لقد خلق نمط
الرأسماليه انكلو امريكيه عالما ثالثا في كل بلدان العالم، حتى داخل الولايات
المتحده والدول الرأسماليه الغربيه الأخرى، كما خلقت في كافة البلدان تفاوتا
هائلا في الثروه في كل المجتمع، ففى الولايات المتحده الأمريكيه يمتلك واحد
بالمائه من سكانها حوالي 50 % من مجموع الثروه، بينما يمتلك 80 % من
السكان اقل من 8% من تلك الثروه. وان هذا النمط الأقتصادي غير العادل يتم
تصديره للعالم عبر العولمه كما ويشير د. كاظم حبيب "العولمه من منظور
مختلف" ص 84 (فوجهة العولمه الجاريه في كوكبنا الأرضي تضع شعوب وبلدان
الجزء النامي والأكبر منه امام حقيقه وعمق التمايز القائم في مستويات تطور
الشعوب والمراحل التي قطعتها في مسيرتها السياسيه والأقتصاديه والأجتماعيه
والثقافيه، اي امام سياسات التفقير والتهميش المتواصله لها من جهه، وامام جمله
من المهمات الثقيله الراهنه والقادمه، التي، كما يبدو، لم تتبلور بعد لدى جميع
حكومات البلدان الناميه من جهة اخرى).
(من المفيد التمييز بين العولمه كظاهره موضوعيه وبين اشكال تجليها
والقوى المتحكمه في اتجاهاتها ومساراتها، فالألتباس ينبع من التناقض الكامن في
الظاهره ذاتها بين الوعد الأنساني الذي تحمله وبين شكل تمظهرها الراهن.
والعولمه يشكل تمظهرها الحالي، اقتصاديا وسياسيا وثقافيا، ليست، في الحقيقه،
سوى الشكل الجديد من اشكال السيطره والهيمنه. لذا يجري الحديث اليوم عن
"العولمه الليبراليه الجديده" التي تنطوي على نزعه لأبتلاع العالم عن طريق
آليات السوق المعولمه.) "عن وثيق سياسيه".
جوانب الأتفاق والأختلاف حول العولمه
1. الأتجاه الذي يعارض العولمه، اشارو الى الأخطار الناجمه عنها والتي تخل
بأستقرار الأنظمه الأقتصاديه والسياسيه والأجتماعيه، وتضم هذه المجموعه
عدد من روؤساء الحكومات والمفكرين وعلماء اجتماع، وشملت حتى
السياسين (المحافظين كرئيس حكومة فرنسا) السيد جاك شيراك، الذي
اعرب عن قلقه " من ان العولمه لاتجعل الحياة افضل لأولئك الذين هم
بأمس الحاجه الى منافعها الموعوده". وانتقدوا اصوليه السوق الحره لدعاة
العولمه، ودعوا الى احترام الحقوق الأجتماعيه والأقتصاديه للطبقه العامله
والى الشعور بالمسؤوليه الأخلاقيه المرتبطه بالحريه الأقتصاديه ومنظمة
العمل الدوليه "تشعر بالقلق من عدم ايلاء صندوق النقد الدولي اهتماما
كبيرا بحقوق العمال". وأكدوا المعارضين للعولمه، بوجه خاص على
التعارض الجوهري بين (العولمه الأقتصاديه) غير المنظمه، والمتطلبات
غير ممكنه التحقيق في ظل نظام دولي احادي القطب يتسم من الناحيه
السياسيه بدكتاتورية الأقتصاد "مما يؤدي الى بلورة فكر اقتصادي جديد
معولم" يقوم بتخطي الحواجز والحدود، بأحلال التنميه الكونيه محل التنميه
المستقله والسياده الأقتصاديه العالميه محل السياده الأقتصاديه الوطنيه.
يشير جوزيف ستكلتز "يتهم منتقدو العولمه البلدان الغربيه بالنفاق وهم
مصيبون في ذلك، فالبلدان الغربيه دفعت البلدان الفقيره الى الغاء الحواجز
التجاريه ولكنها ابقت على حواجزها ومنعت البلدان الناميه من تصدير
منتجاتها الزراعيه وبذلك حرمتها من دخل الصادرات التي هي بأمس
الحاجه اليه، وكانت الولايات المتحده بالتأكيد احد المهيمنين الرئيسين،
20
وكانت هذه قضيه انشا بين توتر شديد بسببها". سأترك الحديث عن الذين
يعارضون العولمه من الجوانب السياسيه والثقافيه وتأثيراتها، لأنني
حصرت الحديث عن الجوانب الأقتصاديه.
2. الأتجاه الذي يؤيد العولمه:
يشكل معظم هؤلاء، كما تشير الكتابات والبحوث، هم من الأقتصاديين
الذين يؤمنون بحرية السوق، وفلسفة السوق، الذين يعتقدون ان التكيف
مع العولمه له آثار ايجابيه على اقتصاديات البلدان الناميه وان تكامل
الأقتصاديات الأقل نموا في الأقتصاد العالمي (الأكثر نموا) سيحقق
زيادات كبيره في المعدلات السريعه للنمو ستفيد كل البشر، وان العولمه
ستعمل على زيادة القبول العالمي للملكيه الخاصيه والسوق والنزعه
الفرديه والديمقراطيه السياسيه وان التدفقات الأقتصاديه والتكنلوجيه من
الدول المتقدمه الى الدول الناميه سيفيد هذه الأخيره فعلا وتحقيق مصالح
الأول، وان اندماج التجاره والأنتاج مع تجارة الدول المتقدمه سيزيد
حتما من حجم الأستثمارات الخارجيه ومن تدفقات السيوله النقديه
اللازمه والى حافظات هذه الدول، ويتوقع مسؤولوا البنك الدولي، بأن
البلدان الناميه ومنها البلدان العربيه من الأسهام في الأنتاج العالمي بما
25 % في السنين القادمه. ويقللوا من تأثيرها على توزيع - يزيد عن 20
القوى بين الدول، ويؤكدون منهجيا ان كل نظام اقتصادي دولي على
امتداد التاريخ، كان نظاما هرميا يتكون من نظام ميسر ونظام
اقتصاديات تابعه. وأنه لايوجد على الأطلاق، ولاننتظر ان يكون في
المستقبل نظام اقتصادي دولي قائم على المساواة وعادل سواء مع
العولمه او بدونها، ويضعوا بعض تجارب بلدان في اسيا وأمريكا
اللاتينيه وما حققت من انجازات الأقتصاديه التي حققتها وكذلك
المنجزات التكنولوجيه... ويمكن الأستفاده من التجارب في البلدان
العربيه.
المبحث الثالث – الأثار الأقتصاديه للعولمه على البلدان الناميه
اشير سابقا من ان العولمه، بدأت منذ اقتران تدويل الأنتاج ورؤوس
الأموال، وامتدت نشاطات الشركات المتعديه الجنسيه لتشمل كل بلدان
العالم والبروز الحقيقي لها كان عقب انهيار الأتحاد السوفيتي في بداية
التسعينات، حيث تبنت الدول المتقدمه وبخاصة الولايات المتحده،
العولمه، كهدف من اهداف سياستها الخارجيه حيال البلدان الأخرى،
مستخدمه آليات تأثيرها الأقتصادي والسياسي والعسكري والثقافي
والمعلوماتي... ويحاول البحث التركيز على الجوانب الأقتصاديه
وتأثيرها على البلدان الناميه.
يبدو ان برامج الأصلاحات الأقتصاديه، وسياسه التثبيت الأقتصادي
والتكيف الهيكلي في عدد من الدول وبخاصة البلدان الناميه، والبلدان
العربيه من ضمنها، تسهم في عولمه السياسه الأقتصاديه، تحت
الأشراف المباشر لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي اللذان يعملان
"كما جرى الحديث عنها" وفق مصالح الدول المتقدمه "الدول الكبار"
صناعيا ومصالح الدول المنظمه (لنادي باريس ونادي لندن)، الدول التي
يسمونها تحتكر السوق "والبعض من الباحثين ينعتها "استعمار السوق"
ويخضع الحكومات والشعوب لعولمة قوى السوق المنفلته "كما يذهب
الى ذلك بعض المفكرين".
ان اساس انطلاق ظاهرة العولمه اقتصادي، قادته الشركات الكبرى
في البلدان المتقدمه للسيطره على البلدان الأخرى وخصوصا البلدان
الناميه، لما يتوفر في هذه البلدان من فرص استثماريه، وموارد طبيعيه
مهمه، واسواق كبيره وايدي عامله رخيصه، بالأضافه الى مستويات
ضريبيه منخفضه ان لم تكون معدومه، وكذلك غياب الرقابه التي
تمارسها مؤسسات المجتمع المدني حول البيئه والتلوث وغيرها وأن
وجدت، فهي ضعيفه الفعاليه في هذه البلدان. وفي ظل هذا النشاط
الأقتصادي، لقوى العولمه. ماالتأثير والأنعكاسات التي يتركها النظام
الأقتصاد الجديد على البلدان الناميه... ويقتبس الباحث وثيقة دولية بهذا
الخصوص حول هذه التأثيرات والانعكاسات.
يشير برنامج الأمم المتحده الأنمائي لعام 1999 الذي خصص لقضايا
العولمه وبعد ان يصنف التقرير 174 دوله من دول العالم الى فئات:
دول ذات تنميه بشريه عاليه وتضم 45 دوله، ودوله ذات تنميه
بشريه متوسطه وتضم 94 دوله، ودول ذات تنميه بشريه منخفضه
وتضم 35 دوله، ومؤشرات التقرير وتصنيفاته على "درجات" لكل دوله
ثلاث مؤشرات،
أ. نصيب الفرد من الناتج القومي الأجمالي (معدلات القوه الشرائيه
بالدولار)
22
ب. العمر المتوقع عند الولاده (الجانب الصحي في البلد)
ج. الحاله التعليميه (معدل معرفة القراءه والكتابه، معدل القيد في مراحل
التعليم)
ويشير التقرير الى ان البلدان التي تحصل على 800 من الالف فما فوق
تعد من البلدان عاليه التنميه والبلدان التي تحصل على 500 من الألف تعد
منخفضة التنميه، ومابينها المتوسط، ولوحظ ان حصلت كندا على الترتيب الأول
بين الدول ذات التنميه العالميه، على 933 من الألف والولايات المتحده
الأمريكيه على الترتيب الثالث 927 من الألف، وتأتي الكويت على الترتيب
الخامس والثلاثين، على 833 من الألف، اما الدول ذات الترتيب المتوسط فتأتي
هنكاريا 47 وعلى 795 من الألف وروسيا 71 وعلى 747 من الألف، والصين
في ترتيب 98 وعى 701 من الألف ومصرفي 126 وعلى 616 من الألف
والهند في 132 وعلى 545 من الألف، اما الدول ذات التنميه المنخفضه، كان
ترتيب السودان 142 وعلى 475 من الألف واليمن 148 – وعلى 444 من
الألف، وأثيوبيا 172 – و 298 من الألف.
وهكذا كلما كانت ترتيب الدوله متأخرا كانت اكثر تخلفا من الناحيتين
الأقتصاديه والأجتماعيه يبلغ سكان بلدان الفئه الأولى 1018,2 مليون نسمه، اي
اقل من 18 % من مجموع الناتج القومي الأجمالي لبلدان العالم، اما بلدان الفئه
الثانيه تبلغ عدد سكانها 4089,9 مليون نسمه اي اكثر من 71 % من سكان
العالم، اما نتائجها الأجمالي فيبلغ 5037,7 مليار دولار اي نحو 17 % فقط من
الناتج القومي الأجمالي. أما بلدان الفئه الثالثه فلا تكاد حصتها من الناتج القومي
لبلدان العالم تذكر، اذ لاتزيد عن سته بالألف 0.6 %، مع ان عدد سكانها يزيد
عن 11 % من سكان العالم. ومجموع هذه المؤشرات والمعطيات تقول:
• ان متوسط نصيب الفرد من الناتج القومي الأجمالي لبلدان المجموعه
الأولى يبلغ نحو ( 24 ) الف دولار في السنه مقابل 1280 دولار للمجموعه
الثانيه و 274 دولار للمجموعه الثالثه، ومعنى ذلك ان نصيب الفرد في
( المجموعه الأولى يبلع ( 19 ) ضعف مثيله في المجموعه الثانيه و ( 87
ضعف مثيله في المجموعه الثالثه.
ولايوجد مؤشر على ان هذا الفارق في تناقض بل بالعكس ان المؤشر يشير
1995 )، ازداد الأول بمقدار 1.9 % سنويا بينما نما مثيله في - الى انه ( 1975
الفئه الثانيه 1.8 % (على الرغم من النمو الحاصل في الصين بلغ 7.7 %، قد

نسيم34
2009-10-09, 22:12
ساهم في رفع معدل الفئه الثانيه) اما الفئه الثالثه فكان المعدل سالبا (-
%0.4 )... وفي مؤلفه "عولمه الفقر" يشير ميشال شوسودفسكي، استاذ الأقتصاد
السياسي في جامعة اتوا بكندا "الى ان التطبيقات على اكثر من 100 بلد مدين في
العالم الثالث وأوربا الشرقيه، حيث تفتقد هذه البلدان كل سياده اقتصاديه وكل
رقابه على سياستها الضريبيه والنقديه... والتي تطبق برنامج التصحيح الهيكلي
في عدد كبير من هذه الدول، يسهم في عولمه السياسه الأقتصاديه الكليه،
الموضوعه تحت الرقابه المباشره لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي... وبعد
ان يقدم لوحه احصائيه مشابهة تقريبا المشار اليه في برنامج الامم المتحدة
الأنمائى من ان نفوس العالم، (التي يقدر عددهم ب 6 مليارات شخص اواخر
القرن العشرين)، وان منهم خمسه مليارات في البلدان الفقيره، بينما الدول الغنيه،
بما فيم الدول النفطيه الثريه في الخليج، تعد بنحو 15 % من سكان العالم،
تتصرف بنحو 80 % من الدخل العالمي، وان 56 % من البشر يعيشون في
البلدان المساة بذوات الدخل المنخفض، وكتله من نحو ثلاث مليارات من الكائنات
البشريه تتصرف بنسبه 4,9 % من الدخل الكلي، اي اقل من الناتج الوطني
1)، اما افريقيا / الأجمالي لفرنسا ومستعمراتها في ماوراء البحار (راجع جدول 1
جنوب الصحراء بسكانها البالغ عدد 500 مليون شخص، فأنها تحصل على اقل
من 1% من الدخل العالمي، اي مايعادل نصف دخل ولاية تكساس... .
1 توزيع الدخل العالمي في عام 1993 / جدول 1
لسكان % من سكان
(مليون) العالم
الدخل المتوسط
للفرد بالدولار
الدخل الكلي
(مليار دولار)
% من الدخل
العالمي
بلدان ذوات الدخل
4,9 1166,5 379 56,0 المنخفض في العالم الثالث 3077,8
1,3 311,5 520 10,0 افريقيا جنوب الصحراء 599,0
1,5 370,3 310 21,7 جنوب شرق اسيا 1194,4
الصين 2,4 577,4 490 21,4 1178,4
24
بلدان ذوات الدخل المتوسط في العالم الثالث 12,2 2921,7 2397 22,2 1218,9
مجموع العالم الثالث* 17,1 4088,6 951 78,1 4296,7
أوربا الشرقيه، الأتحاد السوفيتي السابق 4,4 1045,5 2665 7,1 392,3
مجموع البلدان الفقيره** 21,5 5133,77 1095 85,2 4689,0
77,9 18618,9 22924 14,7 812,2 ***OCD بلدان ال
مجموع البلدان الغنيه 78,5 18758,3 23090 14,8 812,4
المجموع العالمي 100,0 23892,0 4343 100,0 5501,5
* عدا البلدان ذوات الدخل المنخفض للأتحاد السوفيتي السابق.
** مجموع كل العالم الثالث زائد اوربا الشرقيه والأتحاد السوفيتي السابق.
*** منظمة التعاون والتنميه الأقتصاديه، بأستثناء أيسلندا، المكسيك وتركيا.
وفي الولايات المتحده الأمريكيه تشير نورفينا هرتس مؤلفة كتاب "السيطره
الصامته – الصادر في فبراير 2007 ، (وقد ارتفع دخل افقر العائلات الأمريكيه
خلال السنوات العشر التي بدأت عام 1988 الى اقل من واحد في المائه، بينما
قفز الى 15 في المئه لخمس اغنى الأغنياء، وفي مدينة نيويورك، يكسب فيه
سنويا اغنى عشرين في المئه 152,350 دولار. اما اجور من هم في الحضيض
فهي متدنيه جدا، وعلى الرغم من انخفاض ارقام العمال العاطلين في تلك البلاد
فأن 11 مليون من العمال الأمريكيين العاملين، وطفلا واحدا بين كل خمسة
اطفال امريكيين هم في عداد الفقراء.
اعود الى التقرير الأول (برنامج الأمم المتحده الأنمائي)، وماأشير له في
حجم التفاوت وحجم النفقات الأستثماريه، في البلدان التي تطرق لها التقرير،
فنجد ازدياد نفقات الأستثمار الأجنبي المباشر في مختلف دول العالم، زياده كبيره
خلال العقد الأخير من القرن الماضي فقد زادت التدفقات من ( 44388 ) مليون
دولار عام 1985 الى ( 266220 ) مليون دولار الى ( 126766 ) مليون دولار
خلال الفتر نفسها، اي بنحو 12 ضعفا الى بلدان الفئه الثانيه، ومن ( 980 ) مليون
دولار الى ( 2449 ) مليون دولار الى بلدان الفئه الثالثه (ضعفين ونصف)، لكن
و دققنا في هذه الأرقام يقول د. خضر زكريا، لتبيين ، ان نصيب الفرد من
الأستثمار الأجنبي المباشر عام 1997 بلغ ( 261 ) دولارا في بلدان الفئه الأولى،
بينما كان اقل من ( 31 ) دولار في البلدان الفئه الثانيه، واقل من ( 4) دولارات في
بلدان الفئه الثالثه.
كما استطاع اغنى 225 شخص في العالم مضاعفة ثرواتهم خلال السنوات
(1- الأخيره الماضيه لتبلغ اكثر من الف مليار دولار (انظر الجدول رقم 2
(ومنهم 11 شخص من البلدان العربيه)، اي مايعادل الدخل السنوي الأفقر من
سكان العالم البالغ عددهم ( 2.5 ) مليار نسمه، وتزيد ثروة اغنى ثلاثة اشخاص
( في العالم الناتج المحلي الأجمالي، لجميع البلدان الأكثر فقرا البالغ عددها ( 48
بلدا والتي يبلغ سكانها ( 600 ) مليون نسمه، واضاف التقرير ان الدخل الفردي
في ( 80 ) بلدا من بلدان الناميه مايزال اقل مما كان عليه قبل عشر سنوات، كما
ان معظم البلدان الأفريقيه وبلدان الأتحاد السوفيتي السابق تشهد انخفاضا في
مستوى الدخل الفردي... وحالة الأنقسام المتنامي بين الأغنياء والفقراء، ترك
اعدادا متزايدا في البلدان تعيش فقر مدقع، تعيش بأقل من دولار في اليوم...
وازداد عدد الذين يعيشون في حالة فقر فعلي مايقارب ( 100 ) مليون انسان،
بالوقت الذي ازداد فيه الدخل العالمي الأجمالي من الناحيه الفعليه بمعدل 2,5
1- بالمئه سنويا. لاحظ جدول 2
والسؤال كيف تجري معالجة هذا التفاوت الهائل في ظل العولمه؟!
(1- الجدول رقم ( 16
فائقو الثراء حسب المصدر
المنظمه أو مجموعة بلدان
توزيع أغنى 225
شخص
الثروه (مليار دولار) متوسط الثروه
(مليار دولار)
منظمة التعاون الأقتصادي والتنميه
آسيا
أمريكااللاتينيه ومنطقة الكاريبي
البلدان العربيه
شرق أوروبا ورابطة البلدان المستقله
افريقيا
143
42
23
11
42
637
233
55
78
84
4.5
5.4
2.4
7.1
2.0
2.5
المجموع 4.5 1015 225
26
UNDP, Human Development Report, المصدر: 1999
الملاحظات والأستنتاجات
1. العولمه وفق المعطيات، مشروع كوني متكامل، يغطي حقول عديده
(سياسيه/اجتماعيه اقتصاديه – معلوماتيه – ثقافيه) وغيرها، حيث يجري
طرحه من قبل الدول المنقدمه (الدول الصناعي) الدول التي تتمتع بفائض
في المنتجات الزراعيه، وتسعى لتحدديد آلياتها الصناعيه، بالوقت الذي
نرى البلدان الناميه ووفق آليات الأصلاحات الأقتصاديه مكشوفه ومفتوحه
بشكل واسع للتنافس بين اقطاب الدول المتقدمه صناعيا على اسواقها
التجاريه والماليه وعلى امكانياتها وثرواتها الأقتصاديه.
2. تعبر العولمه عن طور جديد دخلته الرأسماليه العالميه مع القفزه
التكنولوجيه الهائله التي شهدتها قوى الأنتاج في العالم المتقدم تالأعتماد
على المكتشفات العلميه وثورة المعلومات، ولهذا الزخم الهائل من
International التحولات هو الذي هيأ الشروط للأنتقال من لحظه الدوليه
Globalization كنظام للعلاقات بين دول قوميه الى لحظه الكونيه
المتخطي لهذه الحدود ، ولهذا يمكن الأتفاق مع الرأي القائل بأن مفهوم
العولمه قد تبلور لتوصيف وتعيين تخوم الظاهرات الفالته من سيطرة
الوحده الكلاسيكيه "الدوله القوميه" اما بسبب طابعها التكنولوجي المحض
(نظام المعلومات والأتصالات) او بسبب تعذر انغلاقها في حدود قوميه
(اسواق المال والمبادلات).
3. العولمه وفق تعريفاتها المختلفه تعني اندماج اقتصادي دون توفر شروط
(التقدم والتخلف) الأقتصاديه والسياسيه والحظاريه، دون ان تمارس الدول
المتقدمه جهد او دور لصالح امتصاص العواقب والحالات الأقتصاديه
والسياسيه والأجتماعيه المترتبه على ذلك. بل ويساهم بشكل كبير في تآكل
الهياكل والمؤسسات المتوفره في الدول الناميه، كما يسعى بفعل التنافس
الى تطوير التناقضات الموجوده على الساحه الأقتصاديه على المستويين
الأقليمي والدولي.
4. يلاحظ الباحث، ان هناك جهدا كبيرا بذله ويبذله الكتاب والمفكرين
والباحثين العرب وغيرهم لتسليط الضوء حول ظاهرة العولمه والمخاوف
والسجالات الدائره حولها تظل، فقط ايجابيه على مستوى اطلاق النقاش من
الداخل الى الخارج ومن الخاص الى العام، للوصول الى حقائق معرفيه
والأهم هو استكمال النقاش حول الظاهره,
5. لاحظ الباحث ان نقد الظاهره "العولمه" من داخلها، هي اكثر فاعليه لادخال
الوعي في عقول الناس والجماهير "الشعوب، المجتمعات" وبخاصة من
مفكرين وباحثين وكتاب غربيين، على سبيل المثال لاالحصر... جوزيف
ستكلتز، لستر ثورو، مارينا هيرست، ميشيل شوسوديفسكى وغيرهم. وما
الأحتجاجات التي حدثت في اماكن متعدده اوربيه وأمريكيه وغيرها لخير
دلبل على عمق الأزمه التي تعيشها الرأسماليه.
6. يرى الباحث تعدد الآراء للكتاب والباحثين من خلال نقاط الألتقاء
والأختلاف التي يستنتج منها ان هنالك، اكثر من رأي بخصوص العولمه،
وعدم التوحد بشأنها افرزت وكرست مفاهيم وأجتهادات لاحصر الها.
وكرست ايضا الأختلافات والتفسيرات حول فكر العولمه والذين من وراءه.
7. لاحظ البحث، ان الأفكار التي يطرحها المعارضون او المتحمسون جديره
بالمناقشه، لكن المساعي للعولمه في اغلب الأحوال تهدف الى فتح اسواق
البلدان الناميه امام اسواق الدول المتقدمه... بصرف النظر عن الآثار،
وحتى المفاوضات على المستوى الدولي لاتعدو كونها محاولات لتوفير بنيه
تحتيه للأستثمارات الخارجيه وربط هذه البلدان بعجله الأقتصاد العالمي،
وما اسفرت عنه جولة الأورغواي، كما يشار لها التي جرت في منتصف
التسعينات خيره دلبل على ذلك.
8. يلاحظ ان بعض الباحثين لايريد ان يضع الضاهره الأقتصاديه الأجتماعيه
والسياسيه في اطارها التاريخي الصحيح منظورا اليها عبر تطورها
التاريخي من الماظي الى المستقبل عبر الحاضر الذي نعيشه ويرفض ايضا
المقارنه بين المشروع الأمبريالي في القرن التاسع عشر والعولمه الجديده
(المشروع الأمبريالي في نهاية القرن العشرين) وذلك يؤدي الى اغلاق
الباب بوجه المسالك المعرفيه الحقيقيه التي تفيد بضرورة وضع التناول
لظاهرة العولمه.
9. لوحظ ان لستر ثورو، تصدرت مؤلفه (مستقبل الأسماليه)، مقوله صينيه
تقول "نحن كسمكه كبيره سحبت من الماء، فشرعت تتقافز وتتلبط بعنف
28
بحثا عن سبيل يعيدها الى مجرى الماء. في مثل هذه الظروف لن تتساءل
السمكه مطلقا اين ستؤدي بها اللبطه التاليه، ماتدركه فقط ان وضعها
الراهن لايطاق ولابد من تجربه شئ آخر، ومن يقرأ الكتاب يلمس ان
المؤلف قلق وغير راضي في حقيقة الأمر الى الوضع الأقتصاد والمال
الأمريكي والعالمي والى قواعد اللعبه في السوق الخاصه به حاليا، وأن
الرأسماليه في حاخه الى رؤيه جديده، تنير لها المستقبل، وأن السعي
للعثور على بديل افضل، هو مايرمي اليه الكتاب.
10 . لاحظ الباحث، ان الكثير من الكتابات سواء من كتاب غربيين او عرب
وغيرهم، يشيرو الى القطبيه الواحده وماأفرزته من هيمنه نتيجه لفشل
تجارب النظام الأشتراكي في الأتحاد السوفيتي وفي بلدان اوربا الشرقيه،
الأمر الذي يؤشر الى ان الفكر الأشتراكي، كان مشروعا ولازال على
الرغم من النهايه التي قدمته تجارب الأشتراكيه في تلك البلدان، والتي
اعطت صوره مشوهه حوله
الأستنتاجات
تدفع العولمه للأستنتاج بأن تكون نظرتنا الى اقتصاديات العالم نظره
واحده، كما تدفع للأستنتاج بأن البلدان الناميه تجني منافع متساويه بقدر المنافع
التي تحققها البلدان المتقدمه، وهذا الأستنتاج على ماأعتقد يتعارض ويتناقض مع
الفرضيات والوقائع المطروحه في هذا البحث وفق معطيات البرنامج الأنمائي او
البحوث التي تناولت المداخيل وحصة الفرد من الناتج الأجمالي وأشارت الى
حجم الفوارق الهائله في التعاون الأقتصادي.
العولمه تعني فتح الأسواق وترك الأمور للسوق دون محددات وفي الوقت
نفسه تضع العولمه من خلال صندوق النقد الدولي والبنك الدولي محددات
شرطيه لتعديل الهياكل والتثبيت الأقتصادي لصالح قطاع دون آخر، فأنما يعني
من ان العولمه لايهمها النظره الى مداخيل الناس... ولكن هذه الفرضيه بحد
ذاتها وحدها محط تسائل فكيف يمكن ان نضع العولمه على الأقل وتصحيح
مضمونها في سياق تعقد العلاقات الدوليه وتعقد وتشابك وأندماج الحياة الدوليه
وفق منظور حجم التبادل التجاري بين البلدان الناميه والبلدان المتقدمه.
وأذا كانت اهداف العولمه، تشكيل وبناء عالم جديد، يكون للشركات
العملاقه العابره للقارات، حق اتخاذ القرار وأملاء شروطها وفق شروط
المنظمات الماليه الدولبه المذكوره، فأن ذلك يعمق حالة التبادل غير المتكافئ بين
البلدان المتقدمه والبلدان الناميهلاريب ان العولمه وبالصوره التي يطرحها الكثير من المفكرين والباحثين
العرب وغيرهم، المتفقين والمختلفين منهم، فأنها تؤدي الى استنتاج مفرط
بالتناقض بين ماتهدف اليه العولمه وبين فرضياتها وواقع الحياة الذي تعيشه
شعوب البلدان الناميه بحيث يصبح من الصعب تبسيط العمليه، وطرحها وكأنها
فقط حلول لواقع مرير تعيشه البلدان الناميه... فأذا كانت العولمه وفق مواصفات
التي طرحت فيه في البلدان المتقدمه، ونهجها الهدف الى تعزيز وتوسيع البون
الشاسع بين مداخيل شعوب تلك البلدان (ومن هنا تأتي مصادر الأحتجاجات
الواسعه التي اتخذت طابع مسيرات ومسارات امميه ودوليه) تلاحق اجتماعات
أين ماحلت، فكيف يجري معالجة الأمور في البلدان “G رؤوساء الدول الكبا” 7
الناميه.
ان معالجة العولمه للمظاهر المتخلفه في البلدان الناميه وتطويرها
لأغراضها الخاصه وتلبية حاجات خاصه للدوائر والمنظمات الماليه العملاقه،
فليس ممكنا في ظل هكذا حاله للبلدان الناميه، مالم تجري عمليه اعادة النظر
بتأثيراتهاالأقتصاديه على واقع شعوب هذه البلدان.
الخلاصه
ان التوجهات الأقتصاديه والأصلاحات القائمه حاليا في البلدان الناميه
والبلدان العربيه ضمنها وفق محددات مؤسسات ومنظمات النقد الدوليه لصندوق
النقد الدولي والبنك الدولي وشروطها والتكتلات الدوليه التي تعمل وفق هيمنة
الدول المتقدمه وسياسه حريه التجاره والسوق الحره المفتوح لمنتجات الدول
الغنيه، سوف لاتنمي السوق الوطنيه وانما تعمل على اعاقة نموه الفعلي وتؤثر
بشكل كبير في زيادة الفوارق الأجتماعيه.
(يمكن مراجعة الملاحضات حول بحث الاصلاحات الاقتصادية).
كما ان التركيبه الأقتصاديه الأجتماعيه القائمه في البلدان الناميه والقائمين
عليها من فئات طفيليه، التي اعتاشت على حساب الفائض الأقتصادي واصبح من
الصعوبه اعادة هيكلتها بما يتناسب وخلق برجوازيه وطنيه قادره ان تنمي الأنتاج
الوطني قادره على سن قوانين لصالح الطبقات المسحوقه وتحديدا العمال، بحيث
تخلق نوع من العداله الأجتماعيه في توزيع الثروه الوطنيه، بل ان التجارب
قدمت العكس، اذ انها ادت الى زيادة ثراء هذه الشرائح (الطفيليه) والى مضاعفة
حالات الفساد، ومضاعفة المصاعب وآلام للقطاعات الشعبيه ومحو الطبقات
الوسطى، وهذا مانلاحظ في عموم البلدان الناميه والبلدان العربيه منها"وتوجهات
30
السياسه الأقتصاديه العراقيه الحاليه جزء من هذه التوجهات الدوليه وحالة الفساد
المالي والأداري البشريه خير دليل"
ولاشك ان تحرير الأسواق الماليه وازالة القيود عن حركة رأس المال
المحلي والأجنبي بغياب نظام كفء للمراقبه الماليه، يؤدي الى هروب رأس
المال وحدوث تقلبات حاده في اسواق الصرف الأجنبي وتعرض العملات المحليه
الى الضغوط من شأنها تضعف الثقه بالعملات المحليه، ومما يزيد هذه المشكله،
لجوء القطاع الخاص الى زيادة الأقراض من الخارج وبصوره كبيره وزيادة
المضاربات في اسواق البورصه الدوليه، وعدم قدرة السلطات المحليه على هذه
النشاطات، بل ان تأثيرات العوامل الخارجيه اقوى من السلطات النقديه المحليه،
الأمر الذي يدفع ببروز نتائج خطيره ومدمره على الأقتصاد الوطني، بأنتقال
الأصول المحليه للخارج، واعتقد ان تجربة النمور الأربعه الآسيويه، التي
تعرضت اموالها، بسبب هروب الأموال الى الخارج عام 1997 على نطاق
واسع وانخفاض قيمه عملاتها المحليه بصوره حاده... مما ادى زيادة حجم
البطاله وتفشي الفساد الأداري وتدني الأجور وأنتهاك حقوق الأنسان، كما ان
تدفق رؤوس الأموال الأجنبيه على نطاق واسع، يؤدي بدوره الى ارتفاع قيمة
العملات المحلبه الى مستويات اعلى من قيمتها الحقيقيه، ويؤدي الى انخفاض
الأجور ويجعل البلدان عرضه للصدمات الخارجيه ويضعف قدرتها على التكيف
لمظاهر الظروف الجديده.
ويلاحظ ان العولمه ومن ورائها الدول المتقدمه وفي مقدمتها الولايات
المتحده الأمريكيه وبلدان اوربا الغربيه واليابان وظفت العديد من الآليات
السياسيه والأقتصاديه والعسكريه والمعلوماتيه لأاحداث تأثيرات في البلدان
الناميه، فالآليه الأقتصاديه التي جرى الحديث عنها ورغم طابعها الأقتصادي
(الذي حرصنا على التركيز عليه). آلا ان هنالك العديد من الأنعكاسات السياسيه،
تتمظهر بمواقف وابعاد اقتصاديه، بحيث يصعب تحليلها بفعل التشابك والتداخل
والتعقيد فيما بينها، ولذلك فأن اطار العولمه الأقتصاديه التي تنشرها الدول
المتقدمه على الصعيد العالمي تضم في داخلها اثار وأبعاد سياسيه. ويسجل
البحث ان موضوع العولمه يبقى مفتوحا لاجتهادات وتحليلات كثيره

amine2sat
2009-10-09, 22:39
شكرا لك أخ نسيم والله يعطيك العافية

ضولة
2009-10-11, 09:51
شكرا جزيييييييييييييييييييييييييييييييلا