مشاهدة النسخة كاملة : موضوع مميز كلمات للحافظ الذهبي
عبد الباسط آل القاضي
2016-02-18, 22:30
مجموع الوصايا ( للذهبي وابن دقيق العيد وكلمات في العلم وأدب الطلب والإتباع )
جزء في التمسك بالسنن للحافظ الذهبي ص 51/52
(وشرع لنا نبيُّنا كل عبادةٍ تقربنا إلى الله ، وعلمنا ما الإيمانُ وما التّوحيد ، وتركنا على البيضاء ليلها كنهارها ؛ فأيُّ حاجةٍ بنا إلى البدع في الأقوال والأعمال والأحوال والمحدثات ، ففي السُّنةِ كفايةٌ وبركةٌ ، فيا ليتنا ننهضُ ببعضها علماً وعملاً وديانةً ومعتقداَ
فشرُّ البدع وأخبثها ما أخرجَ صاحبها من الإسلام ، وأوجب له الخلودَ في النّارِ ، كالنُّصيريّة والباطنية ومن ادّعى نبوّة عليِّ.
ثمّ بعدهم غلاةُ الرّافضة وغلاةُ الجهميّة والخوارجُ ، وهؤلاء يُتردَّدُ في كفرهم ، وكذا من صرّح بخَلقِ القرآن أو جسّم أو جحد الصّفات أو شبّه الله بخَلقهِ .
ثم دُونهم القدريّةُ ودعاةُ المعتزلة ومن ينقصُ بأبي بكرٍ وعمر ، ثمّ من ينقصُ بعثمان وعليِّ وعمّارٍ وعائشة رضي الله عنهم .
ثمّ دُونهم الشّيعة الذين يُحبّون الشّيخين ويُفضلون عليّاً عليهما ، والزّيديّة ، فبدعُ العقائد تتنوّع ، أعاذك الله وإيّانا منها .
وخلائقُ من كبارِ العلماء رحمةُ الله عليهم بدّع بعضهم بعضاً من الشافعيّة والحنفّية والحنابلة وأهل الأثر ، وأهل ِ الكلام ومُثبتةِ الصِّفات القرآنية لا الخبرية ، ومُثبتةِ الشّيعة دون غيرها ، ومُثبتةِ ما ثبتَ من الأخبار دون ما حَسُنَ على اختلافِ آرائهم ، ومبالغة بعضهم في الإقْرأرِ والإمرارِ وذمِّ التأويل ؛ فبينَ هؤلاءِ نزاعٌ وخلاف شديدٌ ،مع إيمانهم -الكُلِّ- بالله وملائكته وكتبه ورسله والبعث والقدر ، والإنقيادِ للكتاب والصِّحاح والإجماع ، وتعظيمِ الربِّ وإجلاله ومراقبته ، والإنقياد لرسول الله صلى الله عليه وسلم والخضوع له ، والمحافظةِ على الفرائض والطّهارة ، والإبتهال إلى الله في الهدى والتوفيقِ مع الذَّكاء والعلم .
وبعضُهم يتعجَّبُ من بعضٍ كيف خالفَ في تأويل الصّْفاتِ ، كما يتعجبُ الآخرُ منه ومن سَعةِ علومه كيف جمدَ على إثباتها وأقرَّها ، وبعضُهم يتعجّبُ من هؤلاء ومن هؤلاء كيف لم يسكتُوا كما سكتَ الجمهُور ، و1فوّضوا ذلك إلى الله ورسوله حتى إن التلميذ ليتعجَّبُ من شيخه ، والمفضولَ فيهم من الفاضل .
---------
1- الذي عليه سلف الأمّة وأئمتها إثباتُ ما أثبتهُ الله لنفسه في كتابه ، وما أثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم فيما صحّ من سنته من صفاتِ الجلال والكمال ، بلا تأويلٍ ولا تمثيلٍ ولا تعطيلٍ ولا تشبيهٍ ( لَيّسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيْرُ)
عبد الباسط آل القاضي
2016-02-18, 22:58
عزٌّ تامٌّ وعلمٌ غزيرٌ
( وفي زمان هذه الطّبقة كان الإسلامُ وأهلهُ في عزٍّ تامٍّ وعلمٍ غزيرٍ ، وأعلامُ الجهادِ منثورَة ، والسُّنَنُ مشهورَة ، والبدعُ مكبوتةَ ، والقَوَّالونَ بالحقِّ كثيرٌ ، والعُبَّادُ متوافرُونَ ، والنّاسُ فيِ بُلَهْنِيِةٍ من العيشِ بالأمن وكثرةِ الجُيوشِ المُحمَّديّة ، مِن أقصى المغرب وجزيرةِ الأندلس ، وإلى قريب مملكةِ الخطا ، وبعض الهندِ وإلى الحبشة. وخلفاءُ هذا الزّمان أبو جعفرٍ ، وأينَ مثلُ أبي جعفرٍ-على ظُلْمٍ فيه- في شجاعتِه وحزمِه ، وكمال عقلِه ، وفهمهِ وعلمِه ، ومشاركتِه في الأدبِ ووُفور هيبتِه . ثمَّ ابنهُ المهديّ في سخائه وكثرةِ محاسنِه ، وتتبُّعِه لاستئصال الزّنادقة . وولدُه الرّشيدُ هارونُ في جهادِخ وحجِّه وعظمةِ سلطانهِ-على لعبٍ ولهوٍ- ولكن كان معَظِّماً لحُرمات الدِّين ، قويَّ المشاركة في العلمِ ، نبيلَ الرَّأي ، مُحِبّاً للسُّنن .وكان في هذا الوقت من الصّالحينَ مثلُ إبراهيم بن أدهم ودواد الطّائيِ وسفيانَ الثّوري. ومن النُّحاة مثلُ عيسى بن عمر والخليلُ بن أحمد وحمّادُ بن سلمة وعدّةٌ. والقُرّاءُ كحمزةَ بن حبيبٍ وأبي عمرو بن العلاء ونافع بن أبي نُعيم وشبل بن عَبّادٍ وسَلاَّمٌ الطَّويل شيخُ يعقوب.ومن الشّعراء عددٌ كثيرٌ كمروان بن أبي حفصة وبشّار بن بُردٍ. ومن الفقهاءِ كأبي حنيفةَ ومالكٍ والأوزاعي)
اتذكرة الحفاظ1/244
عبد الباسط آل القاضي
2016-02-18, 23:13
والله إنّي لأحبهُ في الله
( وَقع لي حديثهُ- أي عبد الله بن المبارك- من غير وجهٍ عالياً ، وبالإجازة بيني وبينه ستّةُ أنفسٍ ، واللهِ إنِّي لأحبُّه في الله ، وأَرجُو الخيرَ بحبِّه ؛ لِماَ أَمنَْحَهُ اللهُ من : التّقوى ، والعبادة ، والإخلاص ، والجهاد ، وسَعة العلم ، والإتقان ، والمواساة ، والفُتُوّة ، والصِّفات الحميدة)
تذكرة الحفاظ 1/244
عبد الباسط آل القاضي
2016-02-18, 23:49
صار الأمر بالعكس
قال أيُّوب بن المتوكّل ( كان الخليلُ إذا أفادَ إنساناً شيئاً لم يُرِهِ بأنّهُ أفادهُ ، وإن استفادَ من أحدٍ شيئاً أراهُ بأنّهُ استفادَ منه )
قال الحافظ الذّهبي معلِّقاً :
( قلتُ : صار طوائفُ في زماننا بالعكس)
7/393 سير اعلام النبلاء
NEWFEL..
2016-02-19, 14:56
جزاك الله فيك ...............
عبد الباسط آل القاضي
2016-02-21, 20:05
مازال العلماءُ يختلفون
( مازال العلماءُ يختلفونَ في المسائل الصِّغار والكبار ، والمعصومُ من عصمه اللهُ بإلتجاءٍ إلى الكتاب والسُّنة ، وسكوتٍ عن الخوضِ فيما لا يعنيه ، والله يهدي من يشاءُ إلى صراطٍ مستقيمٍ ) تذكرة الحفّاظ 2/730
خطرُ الشهرة
قال بريدة بن الحُصيب ((شهدتُ خيبر ، وكنتُ فيمن صعد الثُّلمة ،فقاتلتُ حتى رئُي مكاني ، وعليَّ ثوبٌ أحمر ، فما أعلمُ أنّي ركبتُ في الإسلامِ ذنباً أعظمَ عليَّ منهُ -أي الشُّهرة-)
قال الحافظ الذهبيُّ معلِّقا :
( قلتُ- بلى ، جُهّالُ زماننا يعُدُّون اليومَ مثلَ هذا الفعلِ من أعظمِ الجهادِ ، وبكلِّ حالٍ فالأعمالُ بالنّيَّات ، ولعلّ بُريدة رضي اللهُ عنهُ بإزرائهِ على نفسه ، يصيرُ لهُ عمله ذلك طاعةً وجهاداً ، وكذلكَ يقعُ في العمل الصّالحِ ، رُبَّما افتخرَ بهِ الغِرُّ ونوَّهَ بهِ فيتحوّلُ إلى ديوانِ الرِّياءِ ، قالَ اللهُ تعالى ( وَقَدِمْناَ إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً) الفرقان : الآية 23
سير أعلام النبلاء 2/470
عبد الباسط آل القاضي
2016-02-21, 21:19
العالم بين الصَّمت والنُّطق
( ينبغي للعالِم أن يتكلّم بنّيةٍ وحُسنِ قَصْدٍ ، فإن أعجبهُ كلامُه فليصمُتْ ، فإن أعجبه الصَّمتُ فلينطِقْ ، ولا يَفْتُرْ عن مُحاسبةِ نفسِه ، فإنها تحبُّ الظّهورَ والثّناء)
سير أعلام النّبلاء 4/472
العلمي العبقري
2016-02-22, 12:44
جزاك الله خير
عبد الباسط آل القاضي
2016-02-23, 16:08
زُهّادُ السّلف وعُبّادهم
( كان زُهّادُ السّلفِ وعُبّادُهم أصحابَ خوفٍ وخُشُوعٍ ، وَتعبُّدٍ وقُنُوعٍ ، ولايدخُلُون في الدُّنيا وشهواتها ، ولا فيِ عباراتٍ أحدثهاَ المتأخرُّونَ من الفَناء ، والمَحْوِ ، والاصطِلام ، والإتِّحادِ ، وأشباهِ ذلك ، مّما لا يُسَوِّغهُ كبارُ العلماءُ ، فنسـألُ الله التّوفيقَ ، والإخلاصَ ، ولزومَ الإتّباع)
سير أعلام النّبلاء 6/328
عبد الباسط آل القاضي
2016-02-23, 16:49
ما أحسنَ الصّدق ؟
قال الوليدُ بن مسلمٍ : ( سألتُ الأوزاعيَّ وسعيدَ بن عبد العزيز وابنَ جُريجٍ : لمن طلبتُم العلم ؟ كلُّهم يقول : لنفسيِ ، غيرَ ابن جُريجٍ فإنَّهُ قال : طلبتهُ للنّاس))
قال الحافظُ الذَّهبيُّ معلِّقاً :
( قلتُ : ما أحسنَ الصّدق ؟ واليوم تسألُ الفقيهَ الغبيَّ: لمن طلبتَ العلمَ ؟ فَيُبادرُ ويقول : طلبتهُ لله ، ويكذبُ إنّماَ طلبهُ للدُّنيا ، ويا قلّةَ ما عرفَ منه )
سير أعلام النبلاء 6/86
[
عبد الباسط آل القاضي
2016-02-23, 19:53
b]أبى العلمُ أن يكونَ لغيرِ الله [/b]
قال معمر ( كان يُقال : إنَّ الرّجُلَ يطلبُ العلمَ لغير الله ، فيأبى حتى يكون لله )
قال الحافظُ الذّهبيُّ معلِّقا :
( قلتُ : نعم يطلبهُ أوّلا والحامِلُ له حبُّ العلم ، وحبُّ إزالة الجهل عنه ، وحبُّ الوظائفِ ، ونحوُ ذلك ، ولم يكن عَلِمَ وجوبَ الإخلاص فيه ، ولا صِدقَ النّيةِ ، فإذا علمَ حاسَبَ نفسهُ ، وخافَ من وبالَ قصدِه ، فتجيئهُ النِّيَّة الصّالحة كلُّها أو بعضُها ، وقد يتُوبُ من نيّته الفاسدة ويندمُ ، وعلامةُ ذلك أنَّهُ يُقصِرُ من الدّعاوي وحُبِّ المناظرة ، ومن قَصْدِ التَّكثُّرِ بعلمِه ، ويُزْري على نفسهِ فإن تَكَثَّرَ بعلمهِ أو قال : أنا أعلمُ من فلانٍ فبعداً له)
سير أعلامُ النّبلاء 7/17
عبد الباسط آل القاضي
2016-02-24, 22:35
حاجة العلماء إلى مجادلة أهل البدع والسُّنة
قال الليث بن سعدٍ : ( بلغتُ الثّمانين ، وما نازعتُ صاحبَ هوى قط)
قال الحافظُ الذّهبيُّ معلِّقا:
( قلتُ: كانت الأهواءُ والبدعُ خاملةً في زمن الليّث ومالكٍ والأوزاعيِّ ، والسننُ ظاهرةً عزيزةً ، فأماّ في زمنٍ أحمد بن حنبلٍ وإسحاق وأبي عُبيدٍ فظهرتِ البدعةُ ، وامتحنَ أئمةُ الأثر ، ورفعَ أهلُ الأهواءِ رؤوسَهُم بدخُول الدّولة معهم ، فاحتاج العلماءُ إلى مجادلتهم بالكتاب والسُّنة ، ثم كَثُرَ ذلك ، واحتّجَ عليهمُ العلماءُ أيضاً بالمعقولِ ، فطال الجدالُ واشتدَّ النِّزاعُ ، وتولّدت الشُّبَهُ ، نسألُ الله العافيةَ )
سير أعلام النّبلاءِ 8/90-94
عبد الباسط آل القاضي
2016-02-26, 22:20
هكذا-والله-كان العلماءُ
قال ابنُ وهبٍ ( نذرتُ أنّي كلّما اغتبتُ إنساناً أن أصوم يوما فأجهدني ، فكنتُ أغتابُ وأصوم ، فنويتُ أنّي كلّما اغتبتُ إنساناً أن أتصدّق بدرهمٍ ، فمن حُبِّ الدَّراهم تركتُ الغِيبةَ)
قال الحافظُ الذّهبيُّ معلِّقاً :
( قلتُ : هكذا -والله-كان العلماءُ ، وهذا هو ثمرةُ العلم النّافع)
سير أعلام النبلاء 9/228
لا يستويان مثلاً الكافرُ الأصلّي ومن كُفِّرَ ببدعةٍ لكن نبرأ إلى الله من البدع وأهلها
( هو -أي بشْرٌ المَرِّيسيّ -بشْرُ الشَّرِّ ، وبِشْرٌ الحافي بِشْرُ الخير ، كما أنّ أحمدَ بن حنبلٍ هو أحمدُ السُّنَّةِ ، وأحمدُ بن أبيِ دُؤادٍ أحمدُ البدعة .ومن كُفِّرَ ببدعةٍ وإن جَلَّتْ ليسَ هو مثلُ الكافر الأصليّ ، ولا اليهوديّ والمجُوسيّ ، أبى اللهُ أن يجعلَ من آمن بالله ورسوله واليوم الآخر ، وصام وصلّى وحجَّ وزكّى- وإن ارتكب العظائمَ وضلَّ وابتدع - كمن عاندَ الرسُول ، وعَبَدَ الوَثَنَ ، ونبذَ الشّرائعَ وكَفَرَ ، ولكن نبرأُ إلى الله من البدع وأهلها )
سير أعلام النبلاء 10/202
عبد الباسط آل القاضي
2016-02-27, 09:34
جزاكم الله خيرا
عباس عرفان
2016-02-27, 19:24
جزاك الله خيرا
عبد الباسط آل القاضي
2016-02-28, 09:19
العلمُ بالخصومةِ والكلامِ جَهْلٌ والجَهلُ بالخصُومة والكلام عِلمٌ
( ما أنبل قوله -أي أبو يوسف -الذي رواهُ جماعةٌ عن بشر بن الوليد سمعتُ أبا يوسف يقول : العلمُ بالخصومة والكلام جَهْلٌ ، والجهلُ بالحصومةِ والكلامِ علمٌ )
قلتُ- الحافظ الذهبي- مثالهُ شبهٌ وإشكالاتٌ من نتائج أفكار أهل الكلام ، وتوُرَدُ في الجدال على آيات الصِّفاتِ وأحاديثها ، فيُكفٍّرُ هذا هذا ، ويُنشأُ الاعتزالُ والتّجهُّمُ والتّجسيمُ ، وكلُّ بلاءٍ ، نسألُ الله العافية )
سير أعلام النبلاء 8/463-464
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir