مشاهدة النسخة كاملة : المجاز في القرآن واللغة
المستجير
2009-09-10, 11:50
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
الحمد لله والصلاة على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه
اما بعد فقد شاع كثيرا عن ابن تيمية رحمه الله منعه للمجاز وانكاره اياه انكارا مطلقا خاصة في كتابه[الايمان] وحذي وحذوه في هذا تلميذه ابن القيم رحمه الله وكتابه [الصواعق المرسلة] اكبر دليل على هذا حيث اورد كثر من خمسين دليل على عدم جوازه
لكن المحقق لكتبهما سيكتشف العكس اي انهما من المجوزان للمجاز وللتاويل والنقول عنهما كثيرة اما نقلا عن السلف ثم يرتضيها اوورود المجاز عنهما دون ان يروياه عن احد
فقبل ان انقل لكم اقوالهما في ذلك احببت ان اعطي رايي في المسالة وهو
لقد تراجعا كلاهما عن تحريم المجاز وقد يكون كتاب الايمان اول ماكتب ابن تيمية رضي الله والكتب التي نقلت منها كانت من بعد وكيف لا وهو الفقيه العلامة الحافظ فريد الزمان وحقيق مثله بالاجتهاد ولا ضرر في ان يغير رايه في مسالة اجتهادية
والنقطة الثانية هي انه رحمه الله قد منع من تجويز المجاز سدا للذرائع وغلقا لباب التاويلات الباطنية او المعتزلية او حتى تاويلات المرجئة
ولا اطيل عليكم وهاكم جملة من اقواله في تجويز المجاز
1.قال رضي الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم[اقراوا البقرة وآل عمران فانهما يجيئان يوم القيامة يحاجان عن اصحابهما] وهذا الحديث في الصحيح فلما امر بقرائتهما وذكر مجيئهما يحاجان عن القارئ علم بذلك انه اراد عمله...)مجموع الفتاوى5. 235
2.تاويله لقوله تعالى[اولئك على هدى من ربهم] قال فيها
...فالمهتدون لما كانوا على هدى من ربهم ونور وبينة وبصيرة صارت مكانة استقروا عليها)وهذا مجاز ظاهر للعيان لا يخفى ابدا اذا انه لم يات ذكر للمكانة في الاية
مجموع الفتاوى 4. 497
3.وكذلك تاويله لقوله تعالى*اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم تمشون به*
حيث عقب قائلا
النور ضد الظلمة ولهذا عقب دكر النور واعمال المؤمنين فيها باعمال الكفار واهل البدع والضلال ويوضح ذلك ان الله ضرب مثل ايمان المؤمنين بالنور واعمال الكفار بالظلمة)وكما لايخفى فتحليل الامام رحمه الله يتضمن استعارتين مجازيتين الايمان بالنور والكفر بالظلمة
المصدر نفسه
وكيف بعد هذا يحتج مانعوا المجاز بالامام ابن تيمية واقواله بين ايدينا رحمه الله
*الراجي عفو الله*
2009-09-10, 21:26
السلام عليكم
بارك الله فيك وجزاك عنا خيرا
موضوع رائع ما شاء الله
سلام
جمال البليدي
2009-09-10, 23:21
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم بعد:
العنوان لا علاقة له بالمضمون:
المجاز في القرآن واللغة.
فما دخل هذا العنوان في ابن تيمية أو ابن القيم ؟!!!
وهل عقيدتنا مرتبطة بابن تيمية أو ابن القيم حتى تربطهما بالقرآن الكريم؟
إن مسألة وقوع المجاز في القرآن واللغة مسألة خلافية بين أهل العلم فقد ذهب فريق منهم إلى الجواز والوقوع مطلقا
كما ذهب آخرون إلى المنع مطلقا وهذا مذهب بعض العلماء والمحققين منهم أبو إسحاق الاسفراييني من الشافعية ، وأبو علي الفارسي من أهل اللغة .
وهو قول المحققين من العلماء.
وذهب آخرون إلى المنع في القرآن وحده والجواز في اللغة هــو قول بعض العلــماء منهم داود بن علــي، ومن الشافعية ابن القاص، ومن المالكية ابن خويز منداد .
ومن الحنابلة جمع منهم : أبو الفضل التميمي بن أبي الحسن التميمي ، وأبو عبد الله بـن حامد وغيرهــــم .
القول الرابع : المنع في القرآن والسنة دون غيرهما .
وهو قول ابن داود الظاهري.
وكلهم مجمعون على عدم وقوع المجاز في الأسماء والصفات بخلاف ما يردده جهمية العصر
قالَ أبو عمرو الدانيُّ رحمه الله: «كُلُّ ما قالَهُ اللهُ تعالى، فعلى الحقيقةِ، لا على المجازِ، ولا تُحْمَلُ صِفَاتُ اللهِ تعالى على العُقُولِ والمَقَايِيسِ، ولا يُوصَفُ إلَّا بما وَصَفَ به نَفْسَهُ أو وَصَفَهُ به نَبِيُّهُ، أو أَجْمَعَتِ الأُمَّةُ عليهِ»[الرسالة الوافية (ص254 - 255).].
وقال ابنُ عبد البرِّ رحمه الله: «أهلُ السُّنةِ مجمعونَ على الإقرارِ بالصِّفاتِ الواردةِ كلِّها في القرآنِ والسُّنَّةِ والإيمانِ بها وحملهَا على الحقيقةِ لا على المجازِ إلَّا أنَّهم لا يكيِّفونَ شيئًا منْ ذلكَ»[التمهيد (7/145).
وقالَ الحافظُ الإمامُ أبو أحمد بن علي بن محمد القصَّاب رحمه الله (400هـ): « كلُّ صِفَةٍ وَصَفَ اللهُ بها نفسَه، أو وَصَفَهُ بها نبيُّه، فهي صفةٌ حقيقيةٌ لا مجازًا»[1].
قال الذهبيُّ رحمه الله معقِّبًا: «نعمْ لوْ كانتْ صفاتُه مجازًا لَتَحَتَّمَ تأويلُهَا ولقيلَ: معنى البصرِ كذا، ومعنى السَّمعِ كذا، ومعنى الحياةِ كذا، ولفُسِّرَت بغيرِ السَّابقِ إلى الأفهامِ، فلمَّا كانَ مذهبُ السَّلفِ إمرارهَا بلا تأويلٍ عُلِمَ أنَّها غيرُ محمولةٍ على المَجَازِ وأنَّها حَقٌّ بَيِّنٌ»[2].
وقال رحمه الله: «إنَّ النُّصوصَ في الصفاتِ واضحةٌ، ولو كانتِ الصفاتُ تُردُّ إلى المجازِ، لبطلَ أنْ تكونَ صفاتٍ لله، وإنَّما الصفةُ تابعةٌ للموصوفِ، فهو موجودٌ حقيقةً لا مجازًا، وصفاتهُ ليستْ مجازًا، فإذا كانَ لا مثلَ لهُ ولا نظيرَ لزمَ أنْ يكونَ لا مِثْلَ لها»[3
هذا وأنبه إلى أمر هام ألا هو:
إن إستعمال بعض علماء السنة للمجاز لا يقصدون به التأويل والخروج عن ظاهر الكلام وتحريفه كما هو حال أهل الكلام من الجهمية وغيرهم, فأول من عرف أنه تكلم بلفظ المجاز أبو عبيدة معمر ابن المثنى في كتابه "مجاز القرآن" ، ولكنه لم يعن بالمجاز ما يقابل الحقيقة وإنما عنى بمجاز الآية ما يعبر به عن الآية .
وقال الإمام أحمد في كتابه "الرد على الجهمية" في قوله تعالى "إنا" و"نحن" ونحو ذلك في القرآن ، هذا من مجاز اللغة ومراده رحمه الله بذلك أن هذا مما يجوز استعماله في اللغة ، ولم يرد أنه مستعمل في غير ما وضع له)).
وما يسميه علماء السنة(لا الجهمية) مجازا قد يسميه الآخرون من أهل السنة أساليب من أساليب اللغة فالخلاف بين أولائك وهؤلاء لفظي فقط .
وما يسمى مجازا عند المتأخرين هو حقيقة عند المحققين, وهو أسلوب من أساليب العرب في الكلام، والذي يفرق بين الحقيقتين هو سياق الكلام، فهناك فرق بين قولك: دخلت الغابة فلقيت أسدا، وبين قولك رأيت في الحرب أسدا, إيش نفهم من السياق, دخلت الغابة معروف أن الغابة فيها أسود حقيقية أسد حقيقي ملك الغابة, لكن في الحرب لقيت أسد يعني رجل مقاتل شجاع مغوار شبّه بالأسد في مجازا, هذا أسلوب من أساليب العرب يعني هو ليس أسد حقيقي له زئير يمشي على أربع, إنما هو رجل شجاع فيه صفات من صفات الأسود وكلاهما حقيقي هذا حقيقة وهذا حقيقة، لكن هذا أسلوب من أساليب العرب ومثل ذلك {فاسأل القرية} { فاسأل العير التي كنا فيها والقرية التي أقبلنا فيها}.
: " وإنما حدث تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز بعد القرون المفضلة ": إذن السلف لا يعرفون هذا ، السلف لا يعرفون هذه التقسيمات المبتدعة فتضرع بها المعتزلة والجهمية إلى الإلحاد في الصفات يعني كان هذا ذريعة إلى إلحاد هؤلاء في الصفات إذ عطلوا الصفات وقالوا هذه صفات مجاز ظاهرها غير مقصود ولهذا لا يراد ظاهرها ولا يؤمن يعني لا يلزم الإيمان بظاهرها.
لكن المحقق لكتبهما سيكتشف العكس اي انهما من المجوزان للمجاز وللتاويل والنقول عنهما كثيرة اما نقلا عن السلف ثم يرتضيها اوورود المجاز عنهما دون ان يروياه عن احد
وما وقع في كلام ابن تيمية لا يسميه ابن تيمية مجاز ولا غيره من المحقيقين ويوضح هذا ما قاله ابن تيمية نفسه:
في " مجموعه " (7/89 ، 90) :
" وأول من عرف أنه تكلم بلفظ المجاز أبو عبيدة معمر بن المثنى فى كتابه ، ولكن لم يعن بالمجاز ما هو قسيم الحقيقة ، وإنما عني بمجاز الآية ما يعبر به عن الآية ، ولهذا قال من قال من الأصوليين ؛ كأبي الحسين البصرى ، وأمثاله : إنها تعرف الحقيقة من المجاز بطرق ؛ منها نص أهل اللغة على ذلك بأن يقولوا هذا حقيقة وهذا مجاز ؛ فقد تكلم بلا علم ، فإنه ظن أن أهل اللغة قالوا هذا ، ولم يقل ذلك أحد من أهل اللغة ، ولا من سلف الأمة وعلمائها ، وإنما هذا اصطلاح حادث ، والغالب أنه كان من جهة المعتزلة ونحوهم من المتكلمين ، فإنه لم يوجد هذا فى كلام أحد من أهل الفقه ، والأصول ، والتفسير ، والحديث ، ونحوهم من السلف))انتهى.
فتأمل كلامه جيدا فهو مفصل لما نقلته أنت.
لقد تراجعا كلاهما عن تحريم المجاز وقد يكون كتاب الايمان اول ماكتب ابن تيمية رضي الله والكتب التي نقلت منها كانت من بعد وكيف لا وهو الفقيه العلامة الحافظ فريد الزمان وحقيق مثله بالاجتهاد ولا ضرر في ان يغير رايه في مسالة اجتهادية
هذا الرأي الذي جئتنا به من عندك يحتاج إلى دليل بل أدلة لأن ما نقلته لنا لا يصح الإعتماد عليه فلا يوجد فيه إثبات المجاز ولا نفيه كما ستبين خاصة وان ابن تيمية رحمه الله معروف عنه شدة التمسك بما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم فهؤلاء لم يثبت عنهم تقسيم كلام الله إلى حقيقة ومجاز إطلاقا وبتاتا فشيخ الإسلام وقاف عند السلف كما هو معروف عنه وهو أشد محاربة للألفاظ الفلسلفية والجهمية ,وطريقته هي طريقة الإستفصال عن معنى هذه الألفاظ المحدثة فإن كان الخصوم أرادو باللفظ معنى صحيحا قبله ورد اللفظ وإن كانوا يريدون التحريف والهروب إلى التعطيل أوقفهم ابن تيمية عند حدهم ورد عليهم كعادته بردود سنية سلفية تكشف الغبار عن ما يريده المخالفون من دمار.
النقطة الثانية هي انه رحمه الله قد منع من تجويز المجاز سدا للذرائع وغلقا لباب التاويلات الباطنية او المعتزلية او حتى تاويلات المرجئة.
ومن أين لك بهذا الرأي وما دليلك؟!!!!
ثم لما نسيت أن تحشر الأشاعرة وجهمية العصر هلا تذكرت تحريفاتهم وتأويلاتهم الخطيرة؟!!!!!!
. .قال رضي الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم[اقراوا البقرة وآل عمران فانهما يجيئان يوم القيامة يحاجان عن اصحابهما] وهذا الحديث في الصحيح فلما امر بقرائتهما وذكر مجيئهما يحاجان عن القارئ علم بذلك انه اراد عمله...)مجموع الفتاوى5. 235
قلت: لا يوجد في هذا القول بالمجاز ألبتة بل هذا تفسير ظاهر كلام الله فالبقرة وآل عمران يجيئنان لمحاججة صاحبهما في عمله فهذا أمر واضح وضوح الشمس لا مجاز فيه ولا تأويل لأن الله سيحاسبنا عن أعمالنا وستشهد على ذلك الأيدي والأرجل ويأتي القرآن يوم القيامة إما مبشرا بالخير أو مبشرا بالجنة وكل هذا حسب عمل بني آدم (قل اعملوا فسيرى الله عملكم)) فأين التحريف وأين التأويل وأين المجاز في كلام ابن تيمية فهو لم يخرج عما دل عليه الكتاب والسنة .
.تاويله لقوله تعالى[اولئك على هدى من ربهم] قال فيها
...فالمهتدون لما كانوا على هدى من ربهم ونور وبينة وبصيرة صارت مكانة استقروا عليها)وهذا مجاز ظاهر للعيان لا يخفى ابدا اذا انه لم يات ذكر للمكانة في الاية
مجموع الفتاوى 4. 497
وأين المجاز هاهنا أيضا؟
كلام ابن تيمية لا يوجد فيه مجاز ألبتة بل هو تفسير للهدى فالمهتدين هم الذين رزقهم الله البصيرة و البينة فصارت بذلك مكانة(مكانة الهدى) يستقرون عليها وكون لفظ(المكانة) لم ترد في الآية فهذا لا يعني لا نقول بها لأن هذا هو التفسير .
ولست أدري ما مشكلتك هنا أن فسر ابن تيمية الهدى بالبينة والبصيرة وأنها مكانة يستقر المهتدون عليها !
.وكذلك تاويله لقوله تعالى*اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم تمشون به*
حيث عقب قائلا
النور ضد الظلمة ولهذا عقب دكر النور واعمال المؤمنين فيها باعمال الكفار واهل البدع والضلال ويوضح ذلك ان الله ضرب مثل ايمان المؤمنين بالنور واعمال الكفار بالظلمة)وكما لايخفى فتحليل الامام رحمه الله يتضمن استعارتين مجازيتين الايمان بالنور والكفر بالظلمة
هذ تشبيه وليس مجاز فقد ضرب الله الكثير من الأمثال والتشبيهات في القرآن فما دخل التشبيه في المجاز يا أخي؟!
فمثل الإيمان كمثل النور الذي يرى به العبد الطريق الجيد من الفاسد ومثل الكفر كمثل الظلام الذي أخرج فيها العبد يده لم يكد يراها فأين المجاز بارك الله فيك؟!
وكيف بعد هذا يحتج مانعوا المجاز بالامام ابن تيمية واقواله بين ايدينا رحمه الله
سبحان الله وهل ابن تيمية نبي من الأنبياء حتى يحتجون به؟
ابن تيمية وابن القيم إنما هم علماء سنة يصيبون ويخطئون نستشهد بأقوالهم إذا كان في حجج قوية لكن لا ندعي لأحد العصمة غير الأنبياء!
---------------
[1] تذكرة الحفاظ (3/338 - 339).
[2] تذكرة الحفاظ (3/338 - 339).
[3] العلو (2/1304).
المستجير
2009-09-11, 02:35
السلام على الاخ الفاضل وعلى عباد الله الموحدين
ماشاء الله تحليل جامع شامل يدل على سعة اطلاع صاحبه ومع ذلك فساخالفك في بعض النقاط
اولا لقد بينت مشكورا الخلاف بين اهل العلم في موضوعنا ولكن حبذا لو تركتها في الاخير لنختم بها و مع ذلك فانا سادندن قليلا حول الفريق الذي يمنعه بتاتا وهم يحتجون بابن تيمية وابن القيم رحمهما الله فتنبه.
ابن تيمية وتلميذه ابن القيم منعا المجاز ومع ذلك فهما يقولان به ويجوزانه لنفسيهما...
وساعيد لك اقواله
رضي الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم[اقراوا البقرة وآل عمران فانهما يجيئان يوم القيامة يحاجان عن اصحابهما] وهذا الحديث في الصحيح فلما امر بقرائتهما وذكر مجيئهما يحاجان عن القارئ علم بذلك انه اراد عمله..
فالحديث يوحي في الظاهر ان السورتان تقومان بالحجاج عن صاحبيهما اي انهما قائمتين بنفسيهما ولاذكر فيه للعمل فتاوله ابن تيمية بالعمل كما هو ظاهر لك
اما في قوله الثاني
قوله تعالى*اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم تمشون به*
حيث عقب قائلا
النور ضد الظلمة ولهذا عقب دكر النور واعمال المؤمنين فيها باعمال الكفار واهل البدع والضلال ويوضح ذلك ان الله ضرب مثل ايمان المؤمنين بالنور واعمال الكفار بالظلمة)وكما لايخفى فتحليل الامام رحمه الله يتضمن استعارتين مجازيتين الايمان بالنور والكفر بالظلمة
في الحقيقة لاادري ما اقول ما دمت لاتفرق بين التشبيه وبين الاستعارة الظاهرة في قوله
وان كنت لا تدري ايضا فالاستعارة تعد مجازا عند اللغويين ايضا وهنا استعاتان مكنيتان واخرى تمثيلية فمابالك كبف غابت عنك
ولآن هاك المزيد من اقواله رحمة الله عليه ففرق ولا تخلط
ولا تنسى انه قد انكر من الاصل تقسيم الكلام الى حقيقة او مجاز
وقد فسر الاية الكريمة[قاذا سالك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان]فبعد ان ذكر رايين في المسالة الاول بمعنى الطلب والثاني بمعنى العبادة علق قائلا
*وليس هذا من استعمال اللفظ المشترك في معنييه في كليهما او استعمال اللفظ في حقيقته او مجازه بل هذا في استعماله في حقيقته المتضمنة للامرين جميعا...) اهذا كلام مانع المجاز في اللغة .........؟؟؟؟؟
الاسماء والصفات 5 .221
ويقول ايضا في الاستواء ^فمن ظن ان الاستواء اذا كان حقيقة يتناول شيئا منه مع كون النص قد خصه بالله كان جاهلا جدا بدلالات اللغة ومعرفة الحقيقة والمجاز) اعتقاد السلف 5. 208
وهذا دليل قاطع على اخذه يالمجاز واعتماده وليس كلام منكر للمجاز ...
وفي رسالته المشهورة المعروفة برفع الملام عن الائمة الاعلام وهي رسالة للدفاع عن الائمة المذاهب رحمهم الله حيث يقول فيها بالنص الصريح
...وتارة يكون مشتركا او مجملا او مترددا بين حقيقة او مجاز فيحمله اي الفقيه على الاقرب عنده وان كان المراد هو الاخر)
رحمك الله اهذا كلام مانع للمجاز في اللغة
ومما سبق يتضح ان له رايان في المسالة الاولى
منع المجاز في اللغة والقران الكريم لفوضى التاويلات كما سبق وان اشرت
ثانيا طبق هذا المجاز على ايات من الذكر الحكيم واقواله بين يديك فانظر ماذا ترى
ولا عجب ولا تناقض في هذا لانه امام جليل واسع المعرفة ومناضل قدير وفقيه مبرز ومجتهد واع يعرف اين يستعمله واين يمنعه
ملاحظة صغيرة
قلل من نبرتك الهجومية فالمجاز ليس ركنا من اركان الدين يفسق مثبته او يكفر بل هو مسالة علمية وفن من فنون القول واللغة العظيمة تدارسها العلماء والفضلاء عبر العصور فلماذا لا نصنع مثلهم فابدي رايي وتنقد وتبدي رايك وانقد بشرط ان لا نخوض في الصفات والاسماء
ولا تقلق فنحن في البداية فقط
جمال البليدي
2009-09-11, 14:59
الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبينا المصطفى وبعد:
قلت أيها الأخ الكريم:
مع ذلك فانا سادندن قليلا حول الفريق الذي يمنعه بتاتا وهم يحتجون بابن تيمية وابن القيم رحمهما الله فتنبه.
ابن تيمية وتلميذه ابن القيم منعا المجاز ومع ذلك فهما يقولان به ويجوزانه لنفسيهما...
بداية يجب أن تعلم أن عقيدتي ليست مرتبطة بشخص من الأشخاص أو رأس من الرؤوس غير محمد صلى الله عليه وسلم فلست أشعريا نسبة للأشعري ولا ماتوريديا نسبة للماتوريدي ولا جهميا نسبة لجهم بن صفوان إنما مسلما سلفيا سنيا نسبة للنبي صلى الله عليه وسلم ثم السلف الصالح ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين فلا يضرني كون ابن تيمية يقول بالمجاز أو يمنعه خاصة وأن المسألة خلافية والخلاف فيه لفظي لا يؤثر أصلا لأن ما يسميه بعضهم مجازا كقولنا(وجدت في الحرب أسدا) يمسيه الآخرون أسلوب من أساليب اللغة وهو حقيقة لا مجازا يدل عليه سياق الكلام فالخلاف إذن لفظي فقط.
وكذلك أنا لست طالب علم فضلا على أن أكون محققا ودارسا دراسة كاملة لمنهج ابن تيمية أو ابن القيم لكن كلامك الذي بينت عليه نتيجتك يفتقر للتحقيق العلمي فأنت لم تأتي بكل كلام ابن تيمية إطلاقا وتقييدا إجمالا وتفصيلا إنما اعتقدت رأيا ثم بدأت تحشد في الأدلة لتنصره على طريقة(اعتقد ثم استدل) والعجيب يا أخي الكريم أنني أوردت لك كلاما مفصلا لابن تيمية يكشف عنك اللبس لكن لا أدري ما سبب تجاهلك له مع أهميته!
وها أنت تعيد علينا نفس الكلام السابق الذي تم بيان عدم صلاحيته للإحتجاج
رضي الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم[اقراوا البقرة وآل عمران فانهما يجيئان يوم القيامة يحاجان عن اصحابهما] وهذا الحديث في الصحيح فلما امر بقرائتهما وذكر مجيئهما يحاجان عن القارئ علم بذلك انه اراد عمله..
فالحديث يوحي في الظاهر ان السورتان تقومان بالحجاج عن صاحبيهما اي انهما قائمتين بنفسيهما ولاذكر فيه للعمل فتاوله ابن تيمية بالعمل كما هو ظاهر لك.
قلت: بل حديث يوحي بأن سورتي البقرة وآل عمران تأتيان يوم قيامة تحاججان صاحبهما في عمله وليس هاهنا خروج عن الحقيقة في شيء فكون العمل لم يرد في الحديث فهذا لا يعني أن لا نفسره إستنادا للآيات والأحاديث الأخرى التي تدل على أن الله سيحاسبا يوم القيامة حسب أعمالنا كما قال تعالى(قل اعملوا فسيرى الله عملكم)) لان تفسير القرآن والسنة يكون بالقرآن والسنة أو بكلام السلف الصالح فقد دلت الآيات والأحاديث الأخرى أن محل حساب المسلم يكون في عمله لهذا تأتي البقرة وآل عمران تحاججان العبد في عمله لأن هذين السورتين من حجج الله على عباده لما تحتويانه من أوامر ونواهي ووعد ووعيد وقصص وأمثال وحكم وأحاكم وغير ذلك فمن يقرأ قوله تعالى(شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ))البقرة185.
ثم لا يصوم فإن مثل هذه الآية الموجودة في سورة البقرة ستحاججه يوم القيامة إذا لم يصمه.. وهكذا ...فأين المجاز عندك وأين الخروج عن حقيقة اللفظ إلى معنى آخر .
قوله تعالى*اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم تمشون به*
حيث عقب قائلا
النور ضد الظلمة ولهذا عقب دكر النور واعمال المؤمنين فيها باعمال الكفار واهل البدع والضلال ويوضح ذلك ان الله ضرب مثل ايمان المؤمنين بالنور واعمال الكفار بالظلمة)وكما لايخفى فتحليل الامام رحمه الله يتضمن استعارتين مجازيتين الايمان بالنور والكفر بالظلمة
في الحقيقة لاادري ما اقول ما دمت لاتفرق بين التشبيه وبين الاستعارة الظاهرة في قوله
وان كنت لا تدري ايضا فالاستعارة تعد مجازا عند اللغويين ايضا وهنا استعاتان مكنيتان واخرى تمثيلية فمابالك كبف غابت عنك.
شتان بين التمثيل كأن تثمل حادثة بأخرى أو تشبه أمرا بآخر كقولك شجاع كالأسد وبين قولك رأيت أسدا في الحرب فالأول تمثيل ولا يوجد فيه مجاز لأننا لم نخرج لفظ الشجاع عن حقيقته بل مثلناه وقلنا أنه يشبه الأسد بخلاف الجملة الثانية فقد إستعملنا لفظ الأسد مجاز ويراد به الشجاع فأردنا بلفظ الأسد معنى غير حقيقي(مجازي) وهو الرجل الشجاع في الحرب.
مع هذا هناك من يمسيه مجازا وهناك من يعتبره حقيقة دل عليه سياق الكلام ويعتبره أسلوب من أساليب العرب فالخلاف لفظي فقط.
وقد فسر الاية الكريمة[قاذا سالك عبادي عني فاني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان]فبعد ان ذكر رايين في المسالة الاول بمعنى الطلب والثاني بمعنى العبادة علق قائلا
يا أخي وأين المجاز هنا إن فسر الدعاء بالطلب أو بالعبادة فهل هناك خروج عن المعنى الحقيقي لكلمة(العبادة)؟!
هل إذا قلت أن الماء هو عبارة عن سائل نشربه سأكون إستعملت المجاز؟!!!!!!!!!!!!!!!
هذا تفسير لغوي فقط للألفاظ لا أكثر ولا أقل.
*وليس هذا من استعمال اللفظ المشترك في معنييه في كليهما او استعمال اللفظ في حقيقته او مجازه بل هذا في استعماله في حقيقته المتضمنة للامرين جميعا...) اهذا كلام مانع المجاز في اللغة .........؟؟؟؟؟
الاسماء والصفات 5 .221
1-نعم بارك الله فيك فهذا الكلام قاطع وفصل يدل على أن ابن تيمية لا يقول بالمجاز بخلاف ما ذكرته سابقا .
2-هنا يتكلم عن الأسماء والصفات ومعلوم بالإجماع أن الأسماء والصفات لا يجوز فيها المجاز كما تقدم الإجماع على ذلك.
ويقول ايضا في الاستواء ^فمن ظن ان الاستواء اذا كان حقيقة يتناول شيئا منه مع كون النص قد خصه بالله كان جاهلا جدا بدلالات اللغة ومعرفة الحقيقة والمجاز) اعتقاد السلف 5. 208
وهذا دليل قاطع على اخذه يالمجاز واعتماده وليس كلام منكر للمجاز.
سبحان الله وأين قال هنا ابن تيمية بالمجاز
ابن تيمية يرد على من فسر الإستواء بالإستلاء وزعم أن الإستواء مجاز فأبطل ابن تيمية ذلك وبين لهم أن هذا القول يصدر ممن يجهل الحقيقة والمجاز لأن المجاز هنا منتفي ولا يصح فقط أخبربنا ربنا بأنه استوى على عرشه ولا يوجد هنا قرينة للمجاز ألبتة بخلاف لو قلت(رأيت في الحرب أسدا)) فهنا المراد بالأسد الرجل الشجاع فمن فسر الإستواء بالمجاز وقال أن المراد(الإستيلاء) فهذا جاهل بالحقيقة والمجاز معا.
في رسالته المشهورة المعروفة برفع الملام عن الائمة الاعلام وهي رسالة للدفاع عن الائمة المذاهب رحمهم الله حيث يقول فيها بالنص الصريح
...وتارة يكون مشتركا او مجملا او مترددا بين حقيقة او مجاز فيحمله اي الفقيه على الاقرب عنده وان كان المراد هو الاخر)
رحمك الله اهذا كلام مانع للمجاز في اللغة.
لكن كلامنا ليس عن المجاز في اللغة إنما في القرآن فابن تيمية-حسب علمي- لم يثبت عنه تفسير القرآن أو السنة بالمجاز وكون اللفظ قد يكون مجملا بين حقيقة ومجاز فهذا لا يعني أن ابن تيمية يختار المجاز بل دائما يختار الحقيقة وابن تيمية هنا يتكلم عن غيره وليس عن نفسه فتأمل... كما يبغي التبنيه إلى ما قد يسميهم بعضهم مجازا يسميه ابن تيمية حقيقة لهذا قال ابن تيمية رحمه الله((ولكن لم يعن بالمجاز ما هو قسيم الحقيقة ، وإنما عني بمجاز الآية ما يعبر به عن الآية)) كما سبق بيانه.
ومما سبق يتضح ان له رايان في المسالة الاولى
منع المجاز في اللغة والقران الكريم لفوضى التاويلات كما سبق وان اشرت
ثانيا طبق هذا المجاز على ايات من الذكر الحكيم واقواله بين يديك فانظر ماذا ترى
ولا عجب ولا تناقض في هذا لانه امام جليل واسع المعرفة ومناضل قدير وفقيه مبرز ومجتهد واع يعرف اين يستعمله واين يمنعه.
للأسف لم تثبت لنا إلا رأي واحد وهو القول بمنع المجاز في القرآن الكريم وما آتيته من أدلة لا يصح الإعتماد عليها فلا دلالة فيها لما ذهبت إليه.
قلل من نبرتك الهجومية فالمجاز ليس ركنا من اركان الدين يفسق مثبته او يكفر بل هو مسالة علمية وفن من فنون القول واللغة العظيمة تدارسها العلماء والفضلاء عبر العصور فلماذا لا نصنع مثلهم فابدي رايي وتنقد وتبدي رايك وانقد بشرط ان لا نخوض في الصفات والاسماء
ولا تقلق فنحن في البداية فقط
هداك الله وأين رأيت في كلامي نبرة هجومية وأنت الذي قلت في العنوان(المجاز في القرآن واللغة) مع أن موضوعك يتكلم عن ابن تيمية لا على القرآن ولا على اللغة ؟!!!!
ويا سبحان الله من الذي سبق إلى بيان الخلاف في المسألة آ أنا أم أنت؟!
أنت مباشرة ادعيت وجود المجاز في القرآن دون أن تذكر أن المسألة خلافية اختلف فيها أهل العلم ورحت تحاول جاهدا نسبه هذا القول لابن تيمية وكأنه رجل معصوم؟!
المستجير
2009-09-11, 19:29
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
انا لا اعرف مايدفعك للقول ان عقيدتي هي كذا او كذا ليست مرتبطة بهذا وهذا وكانني اتهمك بشيء وانا لا اعلم واعيد واذكر هذا موضوع علمي لا اكثر ولا اقل وليس عقائدي وحتى ترتاح لا مجاز في الاسماء والصفات بل كل مافي الامر هو ان ابن تيمية وتلميذه رحمهما الله منعا المجاز ولقد بحثت في الموضوع فوجدت شيئا مختلفا فاردت ان ابحث الامر مع واحد من السلفين وكما تعلم فان السلفيين لا يقولون بالمجاز شانهم شان اين تيمية فان كنت تخالفهم وتقول بالمجاز فاعلمني حتى اغلق الموضوع اذ مافائدة النقاش مع شخص يوافقني الراي
وعلى العموم فان كلامك السابق يدل على امريين
اما بضاعتك مزجاة في اللغة والبلاغة اوانك لم تستوعب كلام اين تيمية رحمه الله
ولكني اعيد للمرة الاخيرة هو انكر اصلا تقسييم الكلام الى حقيقة او مجاز ومع ذلك فهو يعترف يهذا التقسيم واقواله بين يديك
*وليس هذا من استعمال اللفظ المشترك في معنييه في كليهما او استعمال اللفظ في حقيقته او مجازه بل هذا في استعماله في حقيقته المتضمنة للامرين جميعا...) الاسماء والصفات 5 .221
^فمن ظن ان الاستواء اذا كان حقيقة يتناول شيئا منه مع كون النص قد خصه بالله كان جاهلا جدا بدلالات اللغة ومعرفة الحقيقة والمجاز) اعتقاد السلف 5. 208
وتارة يكون مشتركا او مجملا او مترددا بين حقيقة او مجاز فيحمله اي الفقيه على الاقرب عنده وان كان المراد هو الاخر)
وحتى اسهل عليك الامامان الجليلان رحمهما الله مقران بالمجاز وهذا ل
اولا تاويلات مجازية نقلاها عن بعض السلف ثم ارتضياها
ثانيا تاويلات مجازية من عندهما
ثالثا ورود المجاز صريحا في حر كلامهما
والان انتقل بك الى ابن القيم رحمه الله ولاثبت كلامي قمت بالتقييم الاتي
1. له تاويات مجازية من قبيل المجاز العقلي
2. تاويلات مجازية من قبيل المجاز المرسل
3. تاويلات مجازية من قبيل المجاز الاستعاري اللغوي
وابدا بالمجاز العقلي فشد الهمة لانه معقد نوعا ما ويضيع فيه اكثرنا لكني ساحسن بك الظن
المجاز العقلي
لقد وردت تاويلات كثيرة محمولة على المجاز العقلي في كلام العلامة ابن القيم رحمه الله
فله وقفة توجيهية في قوله تعالى[خلق من ماء دافق]فبعد ان حكى اقوالا عن غيره ادلى هو بدلوه في المسالة
...والدافق قيل فاعل بمعنى مفعول كقولهم السر كاتم وعيشة راضية وقيل هو النسب أي ذي دفق)
ومع التسليم بالاصل المقيس عليه(سركاتم) وهو عند البلاغيين مجاز عقلي علاقته مفعولية نازع ان تكون الاية
(ماء دافق)من قبيل سر كاتم واختار ان يكون ((دافق)) اسم فاعل على بابه أي دافق هو لامدفوق.وحمله على قولهم نهر جار بناءا على ان الفاعل هو من فعل الفعل او قائم به وعنده هو ان النهر وقع عليه الفعل أي الجري ولم يفعلاه في الواقع كما شاهدنا في الموضوع تسليمه باصل التاويل المجازي العقلي في سر كاتم وعدم اعتراضه عليه ...وكل مافي الامر انه لم يسلم بحمل (مآء دافق)عليه
النقطة الثانية
مجاز عقلي اخر على شكل الاول وسترى في حديثه عن فاعل تزيين الاعمال السيئة لنفوس فاعليها في القران الكريم جاء اسناد هذا التزيين في مواضع الى الله ثم الى الشيطان في مواضع اخرى ثم الى الانسان أي فاعليها احيانا او يبنى الفعل للمفعول او يطوى ذكر فاعله
فمن الاسناد الى الله عزوجل قوله في سورة الانعام108 [كذلك زينا لكل امة اجلهم]ومن الاسناد الى الشيطان قوله في سورة العنكبوت38 [وزين لهم الشيطان اعمالهم] ومن الاسناد الى العبد قوله[بل سولت لكم انفسكم امرا]ومن الاسناد الى المجهول قوله تعالى8 فاطر[افمن زين له سوء عمله] وقد عرض العلامة رحمه الله لتوجيه اختلاف الاسناد في المواضع المختلة بقوله
(فاضاف التزيين اليه سبحانه خلقا ومشيئة ونسبه الى سببه يعني الشيطان ومن اجراه على يديه تارة)
اما التزيين الى العبد فلانه احب تزيين الشيطان وردت هذه التاويلات المجازية للرد على القدرية كما تعلم لانهم يمنعون اسناد مافيه قبح الى الله ويدفع هذا القول بانها من الشيطان ومن الانسان قبيحة اما من الله فلا قبح لان فعله عقابا فهو منه جميل ولاريب ان اسناد التزيين الى الله حقيقة اذ هو خلقه وانشاه كما يقول العلامة نفسه من في كتابه شفاء العليل
اما الاسناد الى الشيطان والعبد اسناد مجازي عقلي حيث جعل غير الفاعل فاعلا وهذا هو المجاز العقلي عند علماء البيان فتنبه
النقطة الثالثة
نقل العلامة فياسناد الرضا الى العيشة تاويلا مجازيا عقليا ثم رجح ان تكون ان تكون ((عيشة)) فاعلا للرضا فعلا فقال
...اما العيشة الراضية فالوصف بها احسن من العيشة المرضية لانها اللائقة بهم فشبه ذلك برضاها بهم كما رضوا بها كانها رضيت بهم ورضوا بها وهذا ابلغ من مجرد كونها مرضية فقط فتامله))
وهذ التاويل الذي ارتضاه رحمه الله يخرج الاية[فهو في عيشة راضية]من دائرة المجاز العقلي ويدخلها قطعا في الاستعارو المكنية فالمجاز لاحق به فيما فر منه وفيما فر اليه وكما تعرف ايها الفاضل ان اجراء استعارة بالكناية في صور المجاز العقلي جائز سائغ جدا لذلك فان ابا يعقوب السكاكي يجزم بان كل مايمكن حمله على المجز العقلي يمكن حمله على الاستعارة المكنية وهذا القول له وزنه والسكاكي رحمه الله منزلته في البلاغيين كمنزلة السيبوييه بين النحاة
وكل الامثلة التي سردتها لك هي عين الصواب ومجوزوا المجاز في اللغة وفي القران الكريم لا يضيفون شيئا عليها...اللهم الا شيئا واحد لا وهو التسمية فهم يطلقون عليها المجاز العقلي وهو يسكت عن التسمية وبالطبع فالسكوت عن التسمية لا ينفي حقيقة المسمى
والله اعلم واحكم
ملاحظة بشان العنوان
فنعم هو لاعلاقة له بالموضوع لان العنوان الصحيح هم المجاز عند ابن تيمية ولكن علم الله اني حاولت تصحيحه ولم اهتدي الى كيفية ذلك كما اعتذر مسبقا عن الاخطاء الاملائية واللغوية
جمال البليدي
2009-09-11, 23:16
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
انا لا اعرف مايدفعك للقول ان عقيدتي هي كذا او كذا ليست مرتبطة بهذا وهذا وكانني اتهمك بشيء وانا لا اعلم..
هذا لأني رأيتك توهم الناس بأن من يقولون بالمجاز إنما حجتهم الوحيدة هي ابن تيمية مع أنك لو سألتهم لقالو لك وبكل بساطة أن تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز لم يثبت عن الصحابة رضوان الله عليهم.
فإن قلت لهم: ما قولكم إذن في قولنا(وجدت في الحرب أسدا) أليس هذا مجاز؟
قالوا لك: نحن لا نسيمه مجازا بل حقيقة دل عليه سياق الكلام فالأسد هنا المراد به المحارب الشجاع وهذا نحن نسميه حقيقة دل عليه السياق وهو من أساليب اللغة العربية وتسميته لك مجازا إنما هو إصطلاح منكم.
المهم إني أعتذر إن كنت قد أسأت فهم كلامك وأشكرك على سعة صدرك .
واعيد واذكر هذا موضوع علمي لا اكثر ولا اقل وليس عقائدينعم أحسن الله إليك فالأمر عادي جدا والأمر واسع فقد اختلف في هذه المسألة علماء أهل السنة السلفيين عبر العصور.
بل كل مافي الامر هو ان ابن تيمية وتلميذه رحمهما الله منعا المجاز ولقد بحثت في الموضوع فوجدت شيئا مختلفا..أما ابن القيم فلم أقف على كلامه عن المجاز فاعذرني.
وأما ابن تيمية فلا يوجد خلاف ولا تناقض في أقواله كما بينت لك لأن الأدلة التي اعتمدت عليها غير صريحة إطلاقا في نفي المجاز بل ما قد تسميه أنت مجازا قد يسميه ابن تيمية تشبيه أو حقيقة.
فاردت ان ابحث الامر مع واحد من السلفين وكما تعلم فان السلفيين لا يقولون بالمجاز شانهم شان اين تيمية فان كنت تخالفهم وتقول بالمجاز فاعلمني حتى اغلق الموضوع اذ مافائدة النقاش مع شخص يوافقني الراي.عفوا أخي الكريم فالسلفببن مختلفون في مسألة المجاز فابن تيمية لا يقول به مع كونه سلفي وفي نفس ابن حامد وهو سلفي كذلك يقول بالمجاز فالمسألة خلافية بين أهل السنة(السلفيين)) رحم الله منهم الأموات والأحياء.
بل وقد روي عن الإمام أحمد(وهو سلفي طبعا) القول بالمجاز كذلك.
وليس هذا من استعمال اللفظ المشترك في معنييه في كليهما او استعمال اللفظ في حقيقته او مجازه بل هذا في استعماله في حقيقته المتضمنة للامرين جميعا...) الاسماء والصفات 5 .221
أولا: أنظر إلى قوله (وليس هذا) إلى أن قال(استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه) فهو ينفي إستعمل مسألة الحقيقة والمجاز.
ثانيا: أما قوله((للأمرين معا) فلا يقصد هنا الحقيقة والمجاز بل يقصد نوعي الدعاء وهذا ظاهر لمن جاء بكل كلام ابن تيمية من أوله إلى آخره بسباقه ولحاقه فتأمل معي جيدا كلامه:
قال رحمه الله((وعلى هذا، فقوله: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} [البقرة:186]، يتناول نوعى الدعاء، وبكل منهما فسرت الآية. قيل: أعطيه إذا سألنى. وقيل: أثيبه إذا عبدنى. والقولان متلازمان. وليس هذا من استعمال اللفظ المشترك في معنييه كليهما، أو استعمال اللفظ في حقيقته ومجازه، بل هذا استعماله في حقيقته المتضمنة للأمرين جميعًا، فتأمله فإنه موضوع عظيم النفع، وقَلمَّا يفطن له. وأكثر آيات القرآن دالة على معنيين فصاعدًا، فهى من هذا القبيل.)).انتهى كلامه.
فابن تيمية هنا يتكلم عن نوعي الدعاء وعن تفسيرات أهل العلم للآية وأن الآية لها معنيين معا ثم بين بعدها أن كون الآية تحمل معنيين معا لا يعني أن أحدهما حقيقة أومجازا ...هذا مقصود ابن تيمية الواضح من كلامه كما ترى.
^فمن ظن ان الاستواء اذا كان حقيقة يتناول شيئا منه مع كون النص قد خصه بالله كان جاهلا جدا بدلالات اللغة ومعرفة الحقيقة والمجاز) اعتقاد السلف 5. 208ابن تيمية يرد على من فسر الإستواء بالإستلاء وزعم أن الإستواء مجاز فأبطل ابن تيمية ذلك وبين لهم أن هذا القول يصدر ممن يجهل الحقيقة والمجاز لأن المجاز هنا منتفي ولا يصح فقط أخبربنا ربنا بأنه استوى على عرشه ولا يوجد هنا قرينة للمجاز ألبتة بخلاف لو قلت(رأيت في الحرب أسدا)) فهنا المراد بالأسد الرجل الشجاع فمن فسر الإستواء بالمجاز وقال أن المراد(الإستيلاء) فهذا جاهل بالحقيقة والمجاز معا.
وتارة يكون مشتركا او مجملا او مترددا بين حقيقة او مجاز فيحمله اي الفقيه على الاقرب عنده وان كان المراد هو الاخر)
لكن كلامنا ليس عن المجاز في اللغة إنما في القرآن فابن تيمية-حسب علمي- لم يثبت عنه تفسير القرآن أو السنة بالمجاز وكون اللفظ قد يكون مجملا بين حقيقة ومجاز فهذا لا يعني أن ابن تيمية يختار المجاز بل دائما يختار الحقيقة وابن تيمية هنا يتكلم عن غيره وليس عن نفسه فتأمل... كما يبغي التبنيه إلى ما قد يسميهم بعضهم مجازا يسميه ابن تيمية حقيقة لهذا قال ابن تيمية رحمه الله((ولكن لم يعن بالمجاز ما هو قسيم الحقيقة ، وإنما عني بمجاز الآية ما يعبر به عن الآية)) كما سبق بيانه.
وحتى اسهل عليك الامامان الجليلان رحمهما الله مقران بالمجاز وهذا ل
اولا تاويلات مجازية نقلاها عن بعض السلف ثم ارتضياها
ثانيا تاويلات مجازية من عندهما
ثالثا ورود المجاز صريحا في حر كلامهما
لكن إلى الآن لم تثبت شيء من هذا..
أما ابن القيم فندعه بعد أن ننهي الكلام عن قول شيخ الإسلام ابن تيمية .
وأما عن قولي أنا فلا أظنه يهمك في الموضوع لأنني سواء قلت بالمجاز أو بمنعه فهذا لا علاقة له بمحل بحثنا ألا وهو: قول ابن تيمية في المجاز لهذا بينت لك آنفا أن عقيدتي ليست مرتبطة بشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ولا بغيره من العلماء الغير المعصومين.
المستجير
2009-09-12, 16:07
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
لندخل في صلب الموضوع مباشرة فقد قلت
لكن كلامنا ليس عن المجاز في اللغة إنما في القرآن فابن تيمية-حسب علمي- لم يثبت عنه تفسير القرآن أو السنة بالمجاز وكون اللفظ قد يكون مجملا بين حقيقة ومجاز فهذا لا يعني أن ابن تيمية يختار المجاز بل دائما يختار الحقيقة وابن تيمية هنا يتكلم عن غيره وليس عن نفسه فتأمل...
اسمع ايها الاخ العزيز الكريم الفاضل انا ايضا ساحيبك حسب علمك
انت وسائر السلفيين تعتقدون ان ابن تيمية لا يقول بالمجاز ولكن في الحقيقة يفعل واستطيع الزامك قولك هنا انه يتكلم عن غيره لان غيره هنا هم الائمة الفضلاء اصحاب المذاهب رضي الله عنهم كما سبقت وان اشرت ان هذا الكتاب اي رفع الملام جاء للرد على الطاعنين فيهم وهو يدعو الى اتباعهم وهو هنا في مقام الدفاع عنهم اي يرتضي اقوالهم لانك كما تعلم فالامام ابن تيمية شديد في الحق ولو راى غيره منهم لرفضه
ولكن لا باس لنعد الى تاويلاته المجازية
نقل عن السلف تاويلات كثيرة صرف فيه اللفظ عن ظاهره ومن ذلك
معية الله وقربه من خلقه
حيث حكى الامام رحمه الله اربعة مذاهب ولكن ارتضى منها واحدا حيث قال((انهم امنوا بجميع ماجاء في الكتاب والسنة من غير تحريف للكلم واثبتوا ان الله فوق سماواته وانه على عرشه بائن من خلقه وهم بائنون منه وهو ايضا مع العباد بعلمه ومع انبيائه واوليائه بالنصر والتاييد والكفاية)) ثم قال ((ان حنبل ابن اسحاق سال الامام ابا عبد الله عن قوله تعالى(الا هو معهم اينما كانوا.....) فقال علمه عالم الغيب والشهادة محيط بكل شيء))
اذن فلفظة المعية والقرب مصروفان عن ظاهرهما والسر في هذا هو نفي المماسة الحسية وغلق الباب على مدعي الحلولية و الاتحاد وهذا عينه مايقوله مجوزوا المجاز في مثل هذه المواضع ويقولون انه لا مسوغ فيهما للكناية لجواز ارادة المعنى الظاهر فيها لكن يجوز فيها المجاز المرسل بكل يسر
اما السورتان الكريمتان البقرة وآل عمران فاليك القول فيهما
فبعد ان قال انهما ياتيان يحاجان عن قارئهما قال انما راد بذلك عمله وهذا تاويل اخر قائم على المجاز مهما اجتهدت انت الاخر في تاويل كلام ابن تيمية رحمه الله لان اصحاب هذه الصنعة او كما يسمون علماء البيان يطلقون على هذه الحالةبالمجاز المرسل وعلاقته سببية حيث ذكر فيها السبب وهو السورتان المقروئتان واراد المسبب وهو الثواب
ضرر الاصنام ونفعها
ففي القران الكريم ايات كثيرة تقرر ان الاصنام وكل معبود من دون الله لاتنفع ولا تضر وفي سورة الحج وردت ايتان اولاهما تنفي النفع والضرر عن الاصنام وهي قوله
((يدعو من دون الله ما لايضره ولاينفعه .ذلك هو الضلال البعيد))
والاخرى تثبت للاصنام ضرا ونفعا من حيث الظاهر وفي قوله تعالى
((يدعو لمن ضره اقرب من نفعه لبئس الولى ولبئس العشير))
والطاعنون في القران قبل عصر الامام وفي عصره ادعوا ان في القران تناقضا...فتصدى علماء قبل الامام للرد عليهم فلما جاء هو تصدى في بصر وبصيرة لوأد الشبهة فذكر دفوع سابقيه ومع موافقته عليها قال انها لم تدفع دعوى التناقض فانبرى لدفعه واصاب كل الاصابة في ذلك
ولم يكتفي بما ذكره الثعلبي والبغوي والزمخشري والسدي لان ماذكروه في الرد على الطاعنين لم يف بالمطلوب
فقال رحمه الله
((المنفي هو فعلهم بقوله[ما لا يضره ولا ينفعه]والمثبت اسم مضاف اليه.فانه لم يقل يضر اكثر مما ينفع بل قال[لمن ضره اقرب من نفعه]والشيء يضاف الى الشيء بادنى ملابسة فلا يجب ان يكون الضر والنفع المضافان من باب اضافة المصدر للفاعل بل قد يضاف المصدر من جهة كونه اسما كما تضاف سائر الاسماء وقد يضاف الى محله وزمانه وسبب حدوثه وان لم يكن فاعلا كقوله با مكر الليل والنهار ولا ريب ان بين المعبود من دون الله وبين ضرر عابديه تعلقا يقتضي الاضافة))
اعلم ان هذا التخريج الذي ذكره الامام هم نفسه الذي يقول به البلاغيون في هذا النص الكريم وفيما ماثله وكل مافي الامر ان البلاغيون يسمونه مجازا اسناديا او حكميا والامام يتوقف عن التسمية والتسمية لا تاثير لها على المسمى سلبا او ايجابا وقد فطن الامام الى ان النسب الاضافية مثل نسب الوقوعية والنسب الايقاعية في العلاقات الاسنادية وكما تعلم ان هذا موضع اتفاق بين البلاغيين في مبحث المجاز الحكمي
كما ان الامام ذكر من علاقات هذا المجاز ثلاثا هي المكانية والزمانية والسببية وطبق علاقة السببية على الاية الكريمة فاجاد واصاب فالضر الواقع على عابدي الاصنام هو فعل الله وحده اما اضافته الى ضمير الصنم فلان الله اضر المشرك بسبب عبادته لمن دونه
وصفوة القول
ان الامام ابن تيمية رحمه الله مقر بالتاويل المجازي وان لم يسمه مجازا وانه اتخذ منه وسيلة للدفاع عن سلامة العقيدة وتبرئة كتاب الله العزيز من المطاعن ورايت كيف استشهد باية مكر الليل والنهار والتنظير بينها وبين الاية الاخرى يدعو لمن ضره يتسق تماما مع مجوزي المجاز من البلاغيين واصوليين ومفسرين
والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
جمال البليدي
2009-09-14, 18:10
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
انت وسائر السلفيين تعتقدون ان ابن تيمية لا يقول بالمجاز ولكن في الحقيقة يفعل.
أخي الكريم أنا لا أمثل إلا نفسي هذا أولا.
ثانيا حسب ما قرأت لك من مشاركات فأنت لا تحسن تعريف(السلفي) فأنت تعرف السلفي كل من تسمى بالسلفية بخلاف تعريف العلماء له وهو من كان على نهج السلف سواء تسمى بالسلفية أم لا.
فأرجوا منك-وفقك الله- أ لا تحشر السادة السلفيين في الموضوع فأنا لا أمثل إلا نفسي بارك الله فيك.
وقولك أن ابن تيمية يقول بالمجاز يتفقر إلى الدليل خاصة وأنه قد نفاه بإسمه الصريح.
لكن في الحقيقة يفعل واستطيع الزامك قولك هنا انه يتكلم عن غيره لان غيره هنا هم الائمة الفضلاء اصحاب المذاهب رضي الله عنهم كما سبقت وان اشرت ان هذا الكتاب اي رفع الملام جاء للرد على الطاعنين فيهم وهو يدعو الى اتباعهم وهو هنا في مقام الدفاع عنهم اي يرتضي اقوالهم لانك كما تعلم فالامام ابن تيمية شديد في الحق ولو راى غيره منهم لرفضه
هعذه ليست حجة لأن كونه يدافع عن غيره لا يعني منه أنه يرتضي أقوالهم بل هو يرد على من تنقصهم فقط ويبين سبب وقوع العلماء أحيانا في أخطاء إجتهادية فقول ابن تيمية((وتارة يكون مشتركا او مجملا او مترددا بين حقيقة او مجاز فيحمله اي الفقيه على الاقرب عنده وان كان المراد هو الاخر) )) لا يعني منه أن ابن تيمية يقول بالمجاز في حال أن الفقيه الذي دافع عنه أخذ بالمجاز إن كان اللفظ مشتركا ثم لم يقل ابن تيمية أن الفقيه أخذ بالمجاز أو الحقيقة بل قال(الأقرب عنده) أي عند الفقيه لا عند ابن تيمية الذي لا يقول بالمجاز فتدبر كلامه فهو في غاية الوضوح.
معية الله وقربه من خلقه
حيث حكى الامام رحمه الله اربعة مذاهب ولكن ارتضى منها واحدا حيث قال((انهم امنوا بجميع ماجاء في الكتاب والسنة من غير تحريف للكلم واثبتوا ان الله فوق سماواته وانه على عرشه بائن من خلقه وهم بائنون منه وهو ايضا مع العباد بعلمه ومع انبيائه واوليائه بالنصر والتاييد والكفاية)) ثم قال ((ان حنبل ابن اسحاق سال الامام ابا عبد الله عن قوله تعالى(الا هو معهم اينما كانوا.....) فقال علمه عالم الغيب والشهادة محيط بكل شيء))
اذن فلفظة المعية والقرب مصروفان عن ظاهرهما والسر في هذا هو نفي المماسة الحسية وغلق الباب على مدعي الحلولية و الاتحاد وهذا عينه مايقوله مجوزوا المجاز في مثل هذه المواضع ويقولون انه لا مسوغ فيهما للكناية لجواز ارادة المعنى الظاهر فيها لكن يجوز فيها المجاز المرسل بكل يسر..
لا يوجد هنا مجاز أصلا.
لأن المعية في اللغة تنقسم إلى أقسام:
معية ذاتية
معية علمية
معية نصرة.
وقوله تعالى((هو معكم اينما كنتم) فالمعنى الحقيقي هنا أن المعية معية علمية لا ذاتية ويدل على هذا ما جاء قبلها((: {يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا})) إلى أن قال(({وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ} دل ظاهر الخطاب على أن حكم هذه المعية ومقتضاها أنه مطلع عليكم، شهيد عليكم، ومهيمن عالم بكم. وهذا معنى قول السلف: أنه معهم بعلمه، وهذا ظاهر الخطاب وحقيقته.
ولهذا قال ابن تيمية رحمة الله((((ولا يحسب الحاسب أنَّ شيئا من ذلك يناقض بعضه بعضا ألبتة؛ مثل أن يقول القائل: ما في الكتاب والسنة من أن الله فوق العرش يخالفه في الظاهر من قوله تعالى وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وقوله صلى الله عليه وسلم: (( إذ قام أحدكم إلى الصلاة فإنّ الله قِبل وجهه)) ونحو ذلك فإن هذا غلط، وذلك أن الله معنا حقيقة، وهو فوق العرش حقيقة؛ كما جمع الله بينهما في قوله تعالى: (الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأََرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأََرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ .
فأخبر أنه فوق العرش يعلم كل شيء، وهو معنا أينما كنا؛ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الأوعال: (والله فوق العرش، وهو يعلم ما أنتم عليه) .))).
فابن تيمية يصرح أن المعية العلمية هنا هي معية حقيقية لا مجازا فإن كنت تصفها بالمجاز فذاك شأنك .
ما السورتان الكريمتان البقرة وآل عمران فاليك القول فيهما
فبعد ان قال انهما ياتيان يحاجان عن قارئهما قال انما راد بذلك عمله وهذا تاويل اخر قائم على المجاز مهما اجتهدت انت الاخر في تاويل كلام ابن تيمية رحمه الله لان اصحاب هذه الصنعة او كما يسمون علماء البيان يطلقون على هذه الحالةبالمجاز المرسل وعلاقته سببية حيث ذكر فيها السبب وهو السورتان المقروئتان واراد المسبب وهو الثواب.
ربما أنت تسميه مجاز وبعض علماء اللغة إصطلاحا منهم لكن ابن تيمية وغيرك قد يسميه حقيقة فحقا تأتي البقرة وآل عمران تتحاججان صاحبهما يوم القيامة في عمله طبعا.
((المنفي هو فعلهم بقوله[ما لا يضره ولا ينفعه]والمثبت اسم مضاف اليه.فانه لم يقل يضر اكثر مما ينفع بل قال[لمن ضره اقرب من نفعه]والشيء يضاف الى الشيء بادنى ملابسة فلا يجب ان يكون الضر والنفع المضافان من باب اضافة المصدر للفاعل بل قد يضاف المصدر من جهة كونه اسما كما تضاف سائر الاسماء وقد يضاف الى محله وزمانه وسبب حدوثه وان لم يكن فاعلا كقوله با مكر الليل والنهار ولا ريب ان بين المعبود من دون الله وبين ضرر عابديه تعلقا يقتضي الاضافة))
هذا تفسير للقرآن والرد على إشكالات الجاهلين فأين ترى المجاز بارك الله فيك؟! وكون بعض البلاغيين يسمونه مجازا فهذا شأنهم يسمونه كما شاؤوا لكن ابن تيمية لا يسميه مجازا كما بينت لك آنفا.
ان الامام ابن تيمية رحمه الله مقر بالتاويل المجازي وان لم يسمه مجازا
إذن الخلاف إصطلاحي ما تسمونه أنتم مجازا قد يسميهم غيركم حقيقة فمصطلح(المجاز) لم يثبت لا في الكتاب ولا في السنة فعلينا أن نستفصل دائما حتى نقطع دابر أهل الأهواء والبدع والله أعلم.
vBulletin® v3.8.10 Release Candidate 2, Copyright ©2000-2025, TranZ by Almuhajir