المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في أدب الرحلة: رحلتي إلى مدينة "عين وسارة". بقلم الأستاذ حسين ليشوري


سلمى عبدالله
2015-04-16, 22:58
البسملة1


رحلتي إلى مدينة "عين وسَّارة".



أحب السفر كثيرا، فأنا كـ "السندباد البري" في تجوالي عبر ربوع بلاد الجزائر الواسعة ولا أكاد أستقر بالبيت إلا قليلا لعذر عائلي أو وظيفي أو لعجز صحي أو مادي، أو لكسل أو لأي سبب من الأسباب التي تمنع السفر والابتعاد عن الأهل، هكذا... لقد زرت مدنا كثيرة وأنا أفضل السياحة في بلادي على السياحة في بلاد الناس وإن كنت لا أرفضها إن سنحت ولم ستنح منذ جوان/حزيران/يونيو عام 1984 حيث اعتمرت في أواخر شهر رمضان الكريم لعام 1404 (يسير الله زيارة أخرى هذا العام، اللهم آمين يا رب العالمين)، إلى اليوم بيد أنني تنقلت كثيرا في بلاد الجزائر شرقا وغربا وجنوبا وشمالا طبعا حيث تقع مدينة "الجزائر العاصمة" والتي لا تبعد كثيرا [خمسة وأربعين (45) كيلومتر تقريبا] عن مدينتي،"البُليْدة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%84%D9%8A%D8%AF%D8%A9)"، مدينة الورود كما يشاع عنها أو كما عُرفت به منذ مدة طويلة، و يقال إن الأديب الفرنسي "أندريه جيد (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A3%D9%86%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D9%87_%D8%AC%D9%8A% D8%AF)" هو من سماها "مدينة الورود" أو "البُليدة الوُريدة"، تصغير وردة "la petite rose"،"André GIDE à BLIDA - Histoire de Blida (http://www.blida.us/histoire/196-andr%C3%A9-gide-a-blida.html)" لما زارها في عهد الاستدمار الفرنسي الخبيث"Blidah ! petite rose (Un texte d'André Gide (http://mon-pays-la-bas.skyrock.com/1152880998-Blidah-petite-rose-Un-texte-d-Andre-Gide.html)"(*)، فمدينة البُليدة، مدينة ولّادة قد أنجبت كتابا وأدباء كثرا قبل الاستدمار الفرنسي الخبيث وأثناءه، ومن الفرنسيين أنفسهم ومنهم الكاتب الشهير "فكتور مارجريت" "Victor Margueritte (http://fr.wikipedia.org/wiki/Victor_Margueritte)" صاحب الرواية المثيرة للجدل في وقته "La Garçonne (http://www.histoire.presse.fr/livres/les-classiques/la-garconne-de-victor-margueritte-01-02-2013-52376)" "المرأة المسترجلة" أو "الغُلامة"، مؤنث "غُلام"، إن صحت الترجمة، كما زارها كثير من مشاهير الأدب العالميين، وهي ولادة، أيضا، بعد الاستدمار الخبيث وأظنها ستبقى كذلك إلى الأبد إن شاء الله تعالى.

للسفر متعة وإن كان في نفسه قطعة من العذاب، لكنه عذاب "ممتع" نسبيا لما فيه من التعب والإنفاق والغربة عن الأهل والولد والاشتياق إلى المعارف لكنه يجعلك تكتشف أشياء كثيرة منها التعرف على بلادك والتعرف على الناس وعاداتهم الاجتماعية وتقاليدهم الثقافية ولهجاتهم المحلية وغيرها مما يغير رتابة حياتك اليومية إن أنت بقيت راكدا في محلك لا تغادره إلا إلى العمل أو إلى الأقارب كأنك طوبة من طوب البيوت أو خرسانة من خرسانات المباني التي تسكنها أو تعمل بها أو قطعة من أثاث المنزل.

منذ ثلاثة أيام، في يوم الأربعاء الماضي، 08 أفريل/نيسان، سافرت إلى مدينة "عين وسارة (http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D9%8A%D9%86_%D9%88%D8%B3%D8%A7%D8%B1%D8%A9)" بالهضاب العليا للمرة الثانية في ظرف أحد عشر يوما فقط، فقد كانت زيارتي الأولى لها يوم الأحد 29 من شهر مارس/آذار المنصرم، وكانت تلك الزيارة زيارة خاطفة لمدة أربع ساعات قصيرة، وقد دامت مدة السفر ذهابا وإيابا من البليدة إلى عين وسارة ست ساعات، لكن هذه المرة كانت الزيارة لثماني ساعات، ضعف المرة السابقة، مع إضافة الست ساعات التي تُقضى في الرحلة؛ فمدينة "عين وسارة (https://www.google.com/search?q=%D9%85%D8%AF%D9%8A%D9%86%D8%A9+%D8%B9%D9% 8A%D9%86+%D9%88%D8%B3%D8%A7%D8%B1%D8%A9&tbm=isch&tbo=u&source=univ&sa=X&ei=0QwoVbE_jORqp7WByAI&ved=0CCQQsAQ&biw=1366&bih=634)‬‎" تبعد عن مدينتي، البُليدة، بمئة وخمسين كيلومتر تقريبا عبر طريق طويل وجميل من سهول متيجة الخصبة والتي أكلها الإسفلت والإسمنت، عبر جبال الأطلس التلي، أو الأطلس الشمالي، العالية إلى سهوب الهضاب العليا بأعالي الجزائر بمناظرها الخلابة ...

وللحديث بقية إن شاء الله تعالى، لأن الوقتَ وقتُ صلاة المغرب، فحي على الصلاة، حي على الفلاح

ـــــــــــــــــــــــ
(*) كان اسم المدينة، لمن يهمه الأمر، يُكتب باللغة الأعجمية، الفرنسية، Blidah بإضافة حرف "h" وهو مقابل حرف الهاء، أو التاء، في الصيغة العربية ثم حذف فصار يكتب "Blida" و كتب هكذا "El Boulaïdah" أيضا في عهد الكرامة والعزة والنخوة الوطنية والرجولة العربية، عهد الرئيس الراحل محمد بوخروبة المدعو "هواري بومدين"، والله المستعان.



بقلم الأستاذ: حسين ليشوري


أعتذر إن نشرته دون إذن مسبق، لكن فكرت أنّ الأمر قد يجدي نفعا حتّى يتم النظر في طلبك

حسين ليشوري
2015-04-24, 22:36
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
أشكر للأخت سلمى عبد الله ما تفضلت به من نشر الحلقة الأولى من مقالتي الأدبية وسأتكفل، إن شاء الله تعالى بنشر الحلقتين الأُخْرايين.
تحيتي إليك أختي الكريمة و تقديري.

حسين ليشوري
2015-04-24, 22:50
رحلتي إلى مدينة "عين وسارة" (الحلقة الثانية).

نستأنف على بركة الله تعالى حديثنا عن رحلتي إلى مدينة "عين وسّارة" وهو حديث يدخل ضمن "أدب الرحلة" كما سبقت الإشارة، و قبل مواصلة السرد، أحب الاعتذار إلى من قرأ الحلقة الأولى من حديثي هذا عن التأخر في الاستئناف بسبب رحلات أخرى قصيرة قمت بها في الأيام القليلة الماضية ثم بسبب التعب الناجم عنها مجتمعة أو منفردة.

ثم أما بعد، للسفر إلى مدينة "عين وسارة" من مدينة البُليْدة يجب المرور بثلاث ولايات، والولاية في التقسيم الإداري الجزائري كما في بلاد تونس، هي كالمحافظة في مصر و سوريا والعراق واليمن، والولاية تقسم إلى دوائر، والدائرة إلى بلديات، والولايات هي:ولاية البُليْدة، وولاية المَدِيّة، وولاية الجَلْفة حيث تقع مدينة "عين وسارة" كمدينة تتبعها بلديات، والمسافة بين المدينتين، البليدة وعين وسارة، مئة وخمسون كيلومتر تقريبا قد تزيد أو قد تنقص قليلا، لست أدري، ويمر الطريق صاعدا إليها عبر سلسلة جبال الأطلس التَّلِّي ثم منها إلى مرتفعات "الهضاب العليا" بمناظرها الخلابة وإن المرء لا يمل من السفر وتعبه وهو يمتع نظره بتلك المناظر المتنوعة وما يكاد يفقد منظرا بسبب مروره خلال القرى أو ضواحي بعض المدن الكبيرة حتى يجد نفسه في الفيافي والمساحات الشاسعة التي تنسيه ما يعيش فيه من ضيق المدن الشمالة وضيق الأحياء الشعبية المتكظة وضيق الشقق ومشاق السفر نفسه.

وصلت المدينة، مدينة عين وسّارة، على الساعة التاسعة صبيحة يوم الأربعاء الثامن (08) من أفريل الجاري بسيارة أجرة جماعية مع ستة أشخاص من الموقف المخصص لها في البُليدة في السادسة، وصادف ذلك اليوم يوم السوق الأسبوعية، سوق الأربعاء، فتوجهت إليها مباشرة بعد وصولي وليس لي عادةً رغبة في التسوق، أو المشي في الأسواق حتى في مدينتي، لكنني من باب الفضول أحببت رؤية ما يجري في تلك السوق وقد كنت عزمت على شراء عصا تقليدية من شجر الزيتون البري (الزَّبُّوج) أتوكأ عليها حين الحاجة أو احتياطا لما أخرج في الليل، بعد العِشاء والعَشاء، للسير في الحي، فكان لي ما أردت.

تقع السوق خارج المدينة، في ضاحية قريبة، وقد يعود المرء إلى المدينة ماشيا أو بواسطة حافلة النقل الحضري ببعض الدنانير، وهكذا كان شأني، ركبت الحافلة لأختلط بالناس فأنظر كيف يتصرفون وعدت إلى المدينة و إلى وسطها وأنا أكتشف بعض الطرقات للمرة الأولى وقد كنت زرت المدينة قبل هذا اليوم بأحد عشر يوما، يوم الأحد 29 مارس المنصرم كما قلته آنفا في الحلقة الأولى، بيد أنني في تلك الزيارة السريعة، لم تدم السياحة في ذلك اليوم إلا أربع ساعات فقط لم أشاهد شيئا كثيرا لكنني اقتنيت كما هي عادتي كلما زرت مدينة نائية، أو حتى قريبة، كتابا قيما بعنوان "أخطاء النحويين واللغويين في العقيدة" من تأليف أبي محمد صلاح بن فتيني كنتوش العدني [اليمني]، طبعة دار الميراث النبوي للنشر والتوزيع لعام 2013/1434، والكتاب مهم في بابه، وهذه عادة جميلة فيَّ أشتري كتبا من كل مدينة أزورها وأكتب على صفحتها الأولى التاريخ والمكتبة التي أشتري منها كتبي للذكرى.

لم أحظ خلال زيارتي الأولى بلقاء من كنت أتمنى لقاءهم فيها كأخينا الأديب الساخر مصطفى بونيف والذي غادرنا منذ مدة ولم يعد، كما كنت أتمنى لقاء أبيه الأديب الأستاذ الحاج بونيف، اسمه "الحاج" ثم صار "الحاج" اسما ولقبا، وكان عضوا معنا هنا، كما كنت أتمنى لقاء الأستاذ بلعباس باسين، وقد كان معنا هنا هو الآخر، لكنني لم أحظ في زيارتي الثانية، يوم الأربعاء، إلا بلقاء أستاذنا الأديب الحاج بونيف، أبي أخينا العزيز مصطفى، وفي بيت أستاذنا وبعد تناول كأس من الشاي الأخضر أخذنا صورا تذكراية؛ وللتنبيه فإن صورتي الرمزية الجديدة مقتبسة من إحدى الصورتين المرفقتين مع تحويل الوجهة حيث وليت وجهي قِبَلَ النص والمدقق يمكنه ملاحظة هذا؛(*) وخلال لقائنا الأخوي أهداني الأستاذ أحد كتبه وهو بعنوان "رحلتي إلى البقاع المقدسة" يقص فيه رحلتيه إلى الحج عام 1430(2009) و إلى العمرة في رمضان لعام 1433، وكتب لي مشكورا إهداء هذا نصه:"إلى الأستاذ الفضال السيد: الحسين ليشوري، أهدي هذا الكتاب، عين وسارة في 2015/4/8، الحاج بونيف" ثم التوقيع الكريم؛ الكتاب من الحجم الصغير (20x14 سنتمتر) كما يظهر في الصورة التذكارية، وهو في 208 صفحة خصص منها 150 لرحلة الحج و55 لرحلة العمرة وكأن هذا التقسيم جاء، سبحان الله تعالى، موافقا لطول مناسك الحج ومشاقها وقصر مناسك العمرة وسهولتها.

ولم يفوت أستاذنا الفرصة دون أن يسجل على صفحته في "الفيسبوك" هذه الزيارة غير متوقعة فعلق بعد نشره الصورتين قائلا:"مع الأخ الأديب حسين ليشوري الذي شرفني بزيارة أخوية، وقد كان قادما من البليدة".


--------------
(*) الحديث هنا عن الملتقى الأدبي الذي نشرتُ فيه الحلقاتِ الثلاث أول مرة وليس عن منتديات الجلفة ولذا وجب التنبيه كما أنني لم أستطع إضافة الصورتين لأن مشاركاتي لم تصل الثلاثين بعد (؟!!!)

حسين ليشوري
2015-04-24, 22:53
رحلتي إلى مدينة "عين وسارة" (الحلقة الثالثة).

تربطني بمدينة "عين وسارة" ذكرى سيئة و مؤلمة نفسيا قديمة جدا مع أنني لم أزرها "رسميا" إلا مؤخرا، المرة الأولى في شهر مارس والمرة الثانية في أفريل الجاري، وذلك أنني في جوان من عام 1972، كنت مجندا في الخدمة العسكرية الإجبارية لمدة عامين، وبعد التكوين القاعدي الأساسي، FCB = Formation commune de base، لمدة خمسة وأربعين يوما في مركز تكوين صف الضباط الاحياطيين الجديد في ثكنة "السي الحواس" بـ "بوغار" الشهيرة، وهما في الحقيقة ثكنتان متجاورتان: ثكنة "الأمير [عبد القادر]"، وهي الأساسية، و ثكنة "[العقيد الشهيد] السي الحواس" الثانوية أو التابعة؛ وقرية "بوغار" حيث توجد الثكنة التي كنت مجندا فيها أولا تابعة لمدينة "قصر البخاري" العريقة و القريبة من مدينة "عين وسارة" وكانتا تابعتين لولاية "المدية" على ما أظن؛ كنت من بين الذين اختيروا لقضاء إجازية قصيرة (quartier libre) لبضع ساعات في المدينة القريبة، مدينة قصر البخاري؛ ولما تجهزنا للخروج، أنا ومن اختير معي من الجنود المحظوظين، وكنا قلة قليلة بالنسبة لمجموع الكتيبة أو الفصيلة، فوجئنا بأحد الجنود من مدينة "عين وسارة"، وكان معي في الفصيلة والعنبر، يصرخ:"سرقت مني 50.000! سرقت مني 50.000! (يقصد مبلغ 500 دينار وعبر عنها بالسنتيم فالدينار الجزائري 100 سنتيم" وهذا المبلغ بالنسبة لجندي "محجوز" في الثكنة يومها مبلغ كبير نسبيا).

لم ندر بماذا ابتلينا، وذهلنا و قلقنا على إمكانية الخروج، لأن الإجازة قد تلغى ونحن في أمس الحاجة إليها بعد تلك العزلة الاضطرارية والمفروضة و فترة التدريب المتعبة، فقد هددنا قائدة الفصيلة، وهو برتبة مساعد أو مساعد أول، لا أذكر، هددنا بإلغاء الإجازة المنتظرة بشوق وشغف إن لم نُرجِع، نحن المجازين، المبلغَ لأننا المتهمون الأساسيون في "السرقة" ومع أننا أقسمنا بأغلظ الأيمان و أثقلها أننا لا نعرف شيئا وكنا صادقين لأننا لم نقترب من خزانة زميلنا وأنا شخصيا لا أعرف أين مكانه أصلا.

أصرّ القائد، قائد الفصيلة، على رأيه بإلغاء الإجازة أو نعده بإعادة المبلغ إلى صاحبه في أقرب وقت، فما كان منا إلا أن وعدناه بإرجاع المبلغ مع أننا برآء من تلك السرقة المزعومة، فسمح لنا بالذهاب وقد لبسنا "الزي الميري" (؟!!!) الأنيق، بزة الخروج الرمادية، وانطلقنا بسرعة إلى المدينة، مدينة "قصر البخاري" القريبة بسبعة كليومترات تقريبا، ونحن "نغلي" في دواخلنا من التهمة الجائرة التي ألصقت بنا وبما ألزمنا أنفسنا به من تسديد المبلغ "الكبير" والذي كنا نشعر أنه سيسلب منا عنوة أو سيغتصب من جيوبنا بخبث، ولكن الفرحة بالحرية المؤقتة والنسبية والجولة في المدينة وقضاء بعض الأغراض و "التّصوّر"، أخذ بعض الصور التذكارية والتي ما زلت أحتفظ بها إلى اليوم من تلك الخرجة "الجميلة"، وفعلا وبعد العودة إلى الثكنة وبعد يوم أو يومين أرجعنا المبلغ "المسروق" بمساعدة المجندين الذين يشاركوننا العنبر، وكنا قرابة الأربعين مجندا، إلا ذلك المجند "الوسَّاري" طبعا، فقد كان موقفا نبيلا من زملائنا الجنود إذ شاركونا في تسديد المبلغ ولم يدَعوننا نُرْزَؤُ به وحدنا؛ ولست أدري، إلى اليوم، إن كان ذلك الجندي المسروق/السارق قد فقد "رأس ماله" ذاك فعلا أم لا؟ لكن ظني يقول لي:"لقد استغل ذلك "الوسّاري" الخبيث فرحة خروجكم ليتّهمكم بتلك الفعلة الشنيعة وابتزاز ذلك المبلغ منكم" لأن تصرفاته في إعلان السرقة توحي أنه كاذب، فقد كان بعيدا عن العنبر وجاء يجري ليتفقد أمتعته أو خزانته ويصرخ "سرقت مني 50.000!".

ومن وقتها و إلى اليوم كلما أسمع اسم مدينة "عين وسارة" أو أتذكر أيام الجندية في "بوغار" إلا و صعدت تلك الذكرى المشئومة إلى السطح فآسف منها ولها، ولله الأمر من قبل ومن بعد، وسبحان الله تعالى، كان منظر ذلك الجندي يشي بأنه كاذب خدّاع، والكتاب يقرأ من عنوانه و{يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ}، و ما زلت إلى اليوم أتذكر ملامحه المنفرة فأتقزز.

لم أدخل مدينة "عين وسارة" بعد ذلك وقد مررت بها كثيرا ذهابا و إيابا في سفري إلى مدينة "الجلفة" أو مدينة "الأغواط" أو عائدا من مدينة "بوسعادة" وقد توقفت بمحطتها مرة، لكنني لم أتجرأ على دخولها أو زيارتها بسبب تلك الذكرى المؤلمة والتي حدثت لي في بداية السبعينيات، أيام الخدمة العسكرية الإجبارية، فيا لها من ذكرى سيئة لكن، الحمد لله، قد خَفَتَ وقعُها في نفسي بعدما عوَّضني الله تعالى، بعد أربعة عقود من تلك الحادثة المشئومة، بإخوة كرام في "عين وسارة" كأخينا الأستاذ المحترم الأديب الحاج بونيف وابنِه مصطفى، الأديبِ الساخرِ، والذي لم ألتق به حتى اليوم رغم محاولة اتصالي به هاتفيا مرارا، وأخينا الأديب بلعباس باسين، تحادثنا هاتفيا ولم نلتق بعد لقائنا بمدينة "طولقة" بولاية "بسكرة"، بوابة الصحراء كما تسمى، في ديسمبر 2008 أيام "واتا عامر العظم"، وهذا حديث آخر قد نتطرق إليه في المستقبل إن شاء الله تعالى، وغيرِهم من الأصدقاء الشرفاء ولله الحمد والمنة.

هذا وللحديث بقية إن شاء الله تعالى أنْ عنَّ جديد، وقراءة ممتعة.

رحيق الكلمات
2015-04-24, 23:44
السلام عليكم
أدب الرحلة هو أشبه بقارورة عطر يفوح منها عبق الأمكنة والأزمنة
سعدنا بالقراءة لكم كثيرا استاذي الكريم حسين ليشوري
متابعون بشغف كبير
كما لا انسى شكر اختي سلمى عبد الله على فتحها هذه الصفحة العطرة
تقديري وتحيتي
نور

الصقر الأسود ...
2015-04-25, 00:29
طرح مميز و قصة جميلة لم يسبق أن قرأتها
رغم أني تصفحتُ بتأني ( تقريبا ) جل مقالات و قصص أستاذنا الفاضل حسين ليشوري ..
فالشكر بلا حد للأخت سلمى عبد الله ..
و كل الحب و التقدير لأستاذنا الفاضل ..


ف . حكيم

حسين ليشوري
2015-04-25, 07:59
السلام عليكم
أدب الرحلة هو أشبه بقارورة عطر يفوح منها عبق الأمكنة والأزمنة
سعدنا بالقراءة لكم كثيرا استاذي الكريم حسين ليشوري
متابعون بشغف كبير
كما لا انسى شكر اختي سلمى عبد الله على فتحها هذه الصفحة العطرة
تقديري وتحيتي
نور

وعليك السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
أهلا بك الأديبة نور.
أشكر لك مرورك الكريم وتعليقك الذي ينم عن ذوق أدبي متميز في قولك:"أدب الرحلة هو أشبه بقارورة عطر يفوح منها عبق الأمكنة والأزمنة".
أدب الرحلة، فيما أظن، هو محاولة إشراك المتلقي، القارئ، ما عاشه المرسِل، الكاتب في رحلته قصيرة كانت أم طويلة.
تحيتي إليك وتقديري.

حسين ليشوري
2015-04-25, 08:06
طرح مميز و قصة جميلة لم يسبق أن قرأتها
رغم أني تصفحتُ بتأني ( تقريبا ) جل مقالات و قصص أستاذنا الفاضل حسين ليشوري ..
فالشكر بلا حد للأخت سلمى عبد الله ..
و كل الحب و التقدير لأستاذنا الفاضل ..
ف . حكيم
أهلا بالأخ العزيز حكيم.
أشكر لك، يا حكيم، مرورك الكريم.
أنت هنا إذن وأنا أبحث عنك هناك؟
هذه المقالة، أو قصة رحلة، جديدة ولذا لم تقرأها، وقد أردت التنويع فغامرتُ بهذه المحاولة.
سرني مرورك أخي الكريم وأرجو من الله تعالى أن تكون بخير وعافية حيثما كنت.
تحيتي إليك ومحبتي لك.

سلمى عبدالله
2015-04-26, 23:35
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
أشكر للأخت سلمى عبد الله ما تفضلت به من نشر الحلقة الأولى من مقالتي الأدبية وسأتكفل، إن شاء الله تعالى بنشر الحلقتين الأخريين.
تحيتي إليك أختي الكريمة و تقديري





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


رعاك الله أستاذي الفاضل وقد سبق وقرأت شيئا من مواضيعك بملتقى الأدباء والمبدعين العرب إلاّ أنّي لم أملك جرأة الرّد على أيّ من مواضيعك
فكلمات الشّكر أظنّها لا تكفي، فلم يسبق لي أن قرأت شيئا عن أدب الرّحلة، وحسبما رأيته بصفحتك هاته أنّه توثيق لتجربة شخصية وما يصادف المرء خلالها من محطّات وعادات تجعله يقف حيالها

أمّا الشّكر فلاشكّ كله موصول للأستاذ الفاضل حسين ليشوري أن جعلني أطّلع على فنون أدبية (فن الرحلة، والهايكو هناك) وإن سمعت عنها قبلا إلاّ أنّي لم أقرأ للأسف


بورك فيكم وفي كلّ من مرّ بصفحة الأستاذ

حسين ليشوري
2015-04-27, 14:54
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رعاك الله أستاذي الفاضل وقد سبق وقرأت شيئا من مواضيعك بملتقى الأدباء والمبدعين العرب إلاّ أنّي لم أملك جرأة الرّد على أيّ من مواضيعك
فكلمات الشّكر أظنّها لا تكفي، فلم يسبق لي أن قرأت شيئا عن أدب الرّحلة، وحسبما رأيته بصفحتك هاته أنّه توثيق لتجربة شخصية وما يصادف المرء خلالها من محطّات وعادات تجعله يقف حيالها
أمّا الشّكر فلاشكّ كله موصول للأستاذ الفاضل حسين ليشوري أن جعلني أطّلع على فنون أدبية (فن الرحلة، والهايكو هناك) وإن سمعت عنها قبلا إلاّ أنّي لم أقرأ للأسف
بورك فيكم وفي كلّ من مرّ بصفحة الأستاذ


وعليك السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
أهلا بك أختي الكريمة سلمى عبد الله.
إنه لمما يسر الكاتب، أيا كان مستواه، أن يجد صدى لما يكتب وقد سرني جدا أنك اطلعت على بعض كتاباتي المتواضعة.
أدب الرحلة، أو غيره من فنون الكتابة الأدبية، هو تعبير عن تجربة شخصية عاشها الكاتب وكلما جاءت ناقلة للواقع المعيش بدقة كلما ازدادت صدقا وما كان صادقا فلا بد أن يحظى بالقبول وإن نسبيا.
فالكتابة التي تتخذ التجربة الشخصية منطلقا لها أفضل من الكتابة من برج عاجي لا صلة له بالحياة، و في أدب الرحلة ينقل الكاتب ما شاهده في رحلته وما شعر به فيها حتى يشرك القراء في تجربته تلك.
أما عن "الهايكو" فهي تجربة غامرت بها ولست أدري ما مدى موافقتي لقواعده الأصلية وليس كل من يدعي كتابة "الهايكو" هو كاتب فيه حقيقة، لأن "الهايكو" نوع أدبي ياباني صعب جدا وقد غزا أوروبا ثم العالم العربي و نحن نتححس خطانا فيه.
أشكر لك أختي الكريمة سلمى تفاعلك الطيب وأهنئك على لغتك الراقية الصافية الرقراقة.
تحيتي إليك وتقديري لك.

رحيق الكلمات
2015-04-27, 18:44
السلام عليكم
أعرف القليل عن فن الهايكو
وسمعت أنه قد تعرض للنقد من قبل بعض الأدباء العرب
ربما لأنه أدب مستحدث وجديد مقارنة مع الأنواع الأخرى
لكن مع ذلك جمال الهايكو يكمن في صور الطبيعة التي يتضمنها
نتمنى ان نقرأ أكثر لأستاذنا الفاضل حتى نثقف انفسنا في هذا المجال
وحبذا لو وضعت بعض الروابط هنا
تحيتي

الصقر الأسود ...
2015-04-27, 23:45
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

أستاذي الفاضل
ألا ترى أنّ كان من الأحسن على التجربة الخاصة من أدب الرحلة أن تكون أوسع الماما فوصفا
فلربما كان من بين قراءك من يهتم لباقي الجوانب التي تصنع و تميز هذا المجتمع عن تلك القرية أو المدينة ؟


و شكرا لك أيها العزيز
و عذرا على غيابنا الطويل ...

حسين ليشوري
2015-04-28, 08:30
السلام عليكم
أعرف القليل عن فن الهايكو
وسمعت أنه قد تعرض للنقد من قبل بعض الأدباء العرب
ربما لأنه أدب مستحدث وجديد مقارنة مع الأنواع الأخرى
لكن مع ذلك جمال الهايكو يكمن في صور الطبيعة التي يتضمنها
نتمنى ان نقرأ أكثر لأستاذنا الفاضل حتى نثقف انفسنا في هذا المجال
وحبذا لو وضعت بعض الروابط هنا
تحيتي

و عليك السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
أهلا بك نور وعساك بخير وعافية.
ثم أما بعد، الهايكو نوع أدبي ياباني رشيق وأنيق لما يمتاز به من رسم المشاهد الطبيعية الحقيقية وربطها بشعور أو انطباع نفسي و له قواعده وهي أن يكون بسبعة عشرة مقطعا، وليس كلمة، أن يأتي في ثلاثة أسطر، 5 + 7 + 5، وأن يكون بلغة بسيطة لا تحتاج إلى تفسير أو شرح، وأن يرتبط بفصل من فصول السنة إما مباشرة أو بالإحاء كأن يذكر الكاتب فاكهة أو زهرة أو أي شيء يرتبط بفصل أو بشهر ما، وهو أبعد ما يكون عن الكتابات الموغلة في الغموض.
هذا وقد كتبت أمس فقط "هايكو" بسيطا و سريعا أقول فيه:
هزة الشوق.
النافذة مشرعة،
ريح نيسان تهز الشجر،
الشوق إلى البيت العتيق يهزني.
ولست أدري ما مدى توفيقي في احترام القواعد ولاسيما في تقطيع الأسطر الثلاثة حسب القاعدة الأولى بيد أن هذا الشرط ليس صارما كما قد نتوهمه لأن طبيعة اللغة العربية تختلف عن لغة الهايكو الأصلية، اليابانية، كثيرا ولذا يُسمح، فيما أظن، بتجاوز هذا الشرط شيئا ما.
المهم، إن الهايكو فن وافد على الأدب العربي الحديث كغيره من الفنون الأدبية الوافدة وغيرها من الأشياء والأفكار و "الموضات" وهو إلى اللمحة الخاطفة، "الفلاش"، أقرب، اللمحة الأدبية التي تسجل فكرة أو أفكارا كرءوس أقلام أو كالرسم الأولي السريع لمشروع ما على أنه ليس بالسهولة التي نتصورها فهو يحتاج إلى تفكير مسبق عميق، وقد يكتب الهايكو الواحد بمئة شكل أو صيغة، هذا والله أعلم ثم أرباب هذا الفن من اليابانيين أنفسهم أو من الذين تمكنوا من تقنياته ولست منهم طبعا.

أما عن إدراج "بعض الروابط" هنا فأنَّى لي ذلك ومشاركاتي لم تصل الثلاثين بعد؟ وقد حاولت رفع عددها إلى ثلاثين بالمشاركة في بعض الأركان فاشتُرط علي عشرون مشاركة حتى أتمكن من المشاركة فوقعت في حيص بيص، لا أستطيع إدراج موضوع جديد ولا إدراج روابط حتى تبلغ مشاركاتي الثلاثين المطلوبة ولما أريد المشاركة بالتعليق على بعض المواضيع رفعا للعدد يشترط علي عدد آخر؟ فكيف العمل؟ هل عليَّ أن أرابط هنا حتى تبلغ مشاركتي العدد المطلوب؟ فليكن ذلك لأن الصبر جميل.
ولك تحيتي وتقديري و شكري على التفاعل المثمر.

حسين ليشوري
2015-04-28, 08:49
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
أستاذي الفاضل
ألا ترى أنّ كان من الأحسن على التجربة الخاصة من أدب الرحلة أن تكون أوسع الماما فوصفا
فلربما كان من بين قراءك من يهتم لباقي الجوانب التي تصنع و تميز هذا المجتمع عن تلك القرية أو المدينة ؟
و شكرا لك أيها العزيز
و عذرا على غيابنا الطويل
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته وخيراته.
أهلا بك أخي العزيز حكيم.
هو كما قلتَ أخي العزيز:"ألا ترى أنّه كان من الأحسن على التجربة الخاصة من أدب الرحلة أن تكون أوسع الماما فوصفا" فأدب الرحلة يتناول وصف الأماكن التي تُزار ويسجل الانطباعات الشخصية وما يرتسم في البال منها و يذكر اللقاءات وما تعرف عليه الكاتب من الأشياء ومن لقيهم من الأشخاص وغيرهما مما يكتشفه الرّحّالة في رحلته، هذا كله لإشراك القارئ في الرحلة وإن بقراءة ما كُتب عنها فقط، وأنا أعرف أن سردي جاء ناقصا ويجب استكماله بيد أنه كان لي عذر "فني" (؟!!!) وآخر شخصي فبادرت بنشر خواطري قبل أن أكمل كتابتها فلربما أعود إلى ما كتبت فأنقحه وأضيف إليه تهييئا له ليكون مقالة مطولة تحترم شروط كتابة "أدب الرحلة" إن شاء الله تعالى.
"بالحوار تتلاقح الأفكار" و لذا فأنا أشكر لك، أخي حكيم، ملاحظتك القيمة وسأحاول استدراك ما ينقص في محاولتي المتواضعة.
تحيتي إليك أخي ومحبتي كما تعلم..

رحيق الكلمات
2015-04-28, 15:36
و عليك السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
أهلا بك نور وعساك بخير وعافية.
ثم أما بعد، الهايكو نوع أدبي ياباني رشيق وأنيق لما يمتاز به من رسم المشاهد الطبيعية الحقيقية وربطها بشعور أو انطباع نفسي و له قواعده وهي أن يكون بسبعة عشرة مقطعا، وليس كلمة، أن يأتي في ثلاثة أسطر، 5 + 7 + 5، وأن يكون بلغة بسيطة لا تحتاج إلى تفسير أو شرح، وأن يرتبط بفصل من فصول السنة إما مباشرة أو بالإحاء كأن يذكر الكاتب فاكهة أو زهرة أو أي شيء يرتبط بفصل أو بشهر ما، وهو أبعد ما يكون عن الكتابات الموغلة في الغموض.
هذا وقد كتبت أمس فقط "هايكو" بسيطا و سريعا أقول فيه:
هزة الشوق.
النافذة مشرعة،
ريح نيسان تهز الشجر،
الشوق إلى البيت العتيق يهزني.
ولست أدري ما مدى توفيقي في احترام القواعد ولاسيما في تقطيع الأسطر الثلاثة حسب القاعدة الأولى بيد أن هذا الشرط ليس صارما كما قد نتوهمه لأن طبيعة اللغة العربية تختلف عن لغة الهايكو الأصلية، اليابانية، كثيرا ولذا يُسمح، فيما أظن، بتجاوز هذا الشرط شيئا ما.
ملاحظة قيمة
المهم، إن الهايكو فن وافد على الأدب العربي الحديث كغيره من الفنون الأدبية الوافدة وغيرها من الأشياء والأفكار و "الموضات" وهو إلى اللمحة الخاطفة، "الفلاش"، أقرب، اللمحة الأدبية التي تسجل فكرة أو أفكارا كرءوس أقلام أو كالرسم الأولي السريع لمشروع ما على أنه ليس بالسهولة التي نتصورها فهو يحتاج إلى تفكير مسبق عميق، وقد يكتب الهايكو الواحد بمئة شكل أو صيغة، هذا والله أعلم ثم أرباب هذا الفن من اليابانيين أنفسهم أو من الذين تمكنوا من تقنياته ولست منهم طبعا.

أما عن إدراج "بعض الروابط" هنا فأنَّى لي ذلك ومشاركاتي لم تصل الثلاثين بعد؟ وقد حاولت رفع عددها إلى ثلاثين بالمشاركة في بعض الأركان فاشتُرط علي عشرون مشاركة حتى أتمكن من المشاركة فوقعت في حيص بيص، لا أستطيع إدراج موضوع جديد ولا إدراج روابط حتى تبلغ مشاركاتي الثلاثين المطلوبة ولما أريد المشاركة بالتعليق على بعض المواضيع رفعا للعدد يشترط علي عدد آخر؟ فكيف العمل؟ هل عليَّ أن أرابط هنا حتى تبلغ مشاركتي العدد المطلوب؟ فليكن ذلك لأن الصبر جميل.
ولك تحيتي وتقديري و شكري على التفاعل المثمر.


السلام عليكم
شكرا لكم استاذي الكريم على السؤال نحن بخير والحمد لله
أما بخصوص ما تفضلتم به عن المشاركات
فالصبر جميل وها نحن نستفيد مما تتفضلون به من فيض القلم والفكر.
فن الهايكو
كتابة الهايكو تهتم بالحس الجمالي المباشر دون التركيز على البلاغة ولكن مع ذلك يزخر بالكثافة الدلالية وهذا منبع الدهشة
كما اعتقد انه يهتم باللحظة الآنية
اخترت لكم هايكو للشاعر الفلسطيني عز الدين مناصرة
نص قصيدة هايكو تانكا:
هايكو:
يا باب ديرنا السميك
الهاربون خلف صخرك السميك
افتح لنا نافذة في الروح.
تانكا:
أجاب شيخ يحمل الفانوس في يديه
يوزع الشمعات
على نثار دمنا المسفوك
وحين سلمنا عليه
بكى … واصفر وجهه… ومات.
***
خطر ببالي سؤال ترى هل الهايكو العربي بنفس روح الهايكو الياباني ؟

حسين ليشوري
2015-04-28, 18:21
خطر ببالي سؤال: ترى هل الهايكو العربي بنفس روح الهايكو الياباني؟


وعليك السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
أهلا بالأديبة نور.
أشكر لك تفاعلك الإيجابي.
الأدب [الأديب] في الأمم كلها ابن [نِتاج] بيئته الطبيعية والثقافية والاجتماعية وما أظن الهايكو "العربي" هو كالهايكو الياباني لا من حيث البنية ولا من حيث البَنَّة فيما أعتقد لأنني أجهل اليابانية، إلا أن يصير الإنسان العربي يتلذذ بـ "السَّاكي" و "السُّوشي" كما يتلذذ بهما الإنسان الياباني وما أحسب هذا حاصلا إلا أن ينشأ العربي في بيئة يابانية فعندئذ يصير يابانيا بالثقافة وإن كان عربيا بالهوية [أصلا]، والله أعلم.
تحيتي إليك وتقديري.

رحيق الكلمات
2015-04-28, 19:19
وعليك السلام ورحمة الله تعالى وبركاته.
أهلا بالأديبة نور.
أشكر لك تفاعلك الإيجابي.
الأدب في الأمم كلها ابن بيئته الطبيعية والثقافية والاجتماعية وما أظن الهايكو "العربي" هو كالهايكو الياباني لا من حيث البنية ولا من حيث البَنَّة فيما أعتقد لأنني أجهل اليابانية، إلا أن يصير الإنسان العربي يتلذذ بـ "السَّاكي" و "السُّوشي" كما يتلذذ بهما الإنسان الياباني وما أحسب هذا حاصلا إلا أن ينشأ العربي في بيئة يابانية فعندئذ يصير يابانيا بالثقافة وإن كان عربيا بالهوية، والله أعلم.
تحيتي إليك وتقديري.



السلام عليكم
استاذي الكريم
سألت ذلك لأن الهايكو الياباني حسب معرفتي المتواضعة يعتمد على الانعكاس الصوتي للحرف حتى ولو لم يكن منطوقا.
أما خصائص الهايكو ومرتكزاته الأصلية فهي أيضا جديرة بالدراسة والتدقيق لكل من لديه شغف بالفنون الأدبية المختلفة
- اللحظة في قصائد الهايكو تعني الكثير فهي تقاس بزمن طويل وبدقة متناهية خصوصا انها تصف الطبيعة والتأمل" معتقدات يابانية" واكيد ان أستاذنا يعرف ان الديانات الشرق أسيوية ساهمت في ولادة هذا الفن.
مازلت أريد معرفة المزيد عن هذا الفن الأدبي
مع اني لم أقرأ لا اجمل ولا أروع ولا أفصح من شعر العرب
تحيتي