تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ضعفنا في الولاء و البراء و الدفاع عن الدين.....


صالح القسنطيني
2009-08-31, 16:03
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الحمد لله و كفى، و صلى الله و سلّم على نبيّه المصطفى، و على آله و صحبه و من لآثاره اقتفى، و بعد:

مما هو معلوم عند جميع المسلمين أن الدين ثلاث مراتب إسلام و إيمان و إحسان و هي من جهة العموم على حسب ما ذكرت من حيث الترتيب، و الإسلام هو ( الاستسلام لله بالتوحيد و الانقياذ له بالطاعة و البراءة من الشرك و أهله) و يلحق بالشرك البراءة من أهل البدع و المحدثات. و الناس درجات على حسب تحقيقهم لدرجة الإسلام و درجة الإيمان و منزلة الإحسان
و مما هو مقرّر تقريرا بينا ظاهرا في ديننا أن قطب رحى الإسلام هو (الولاء و البراء) و مما هو مؤكد أشدّ التأكيد أنه ((لا ولاء إلاّ مع براء) و لن يستقيم ولاء من دون براء. و أصل الولاء الحب و النصر و التأييد و أصل البراء الكره و البغض و العداوة.

و لقد فرّط فئام من الناس في هذا الأصل الأصيل و الركن المتين، فضعفت عقيدة الولاء و البراء في قلوب الكثيرين فدابوا و انصهروا فلم يحاربوا البدع و المحدثات و لم ينكروها و من سلم منهم من الانصهار لم يسلم من التميّع و قد عصفت به ريحه. فرأينا مجتمعات بالكاد تفرق فيها بين ما هو سني و ما هو بدعة و ضلالة لقلة الدعاة إلى السنة المحاربين للبدع و المحدثات و من دعا منهم إلى سنة فنجده يولي الدبر أمام المبتدعة المولدون المحدثون.....و عمدوا و قصدوا هدم تلك الدعامة العظيمة التي بناها القرآن و أحكم بنيانها و استند إليها الرسول صلى الله عليه و على آله و سلّم و الصحابة و التابعون و تابعيهم بإحسان....تلك الدعامة هي التصفية و التربية، و التخلية و التزكية، و التعليم و الردّ على المخالف....الولاء و البراء




قصدت نقاش هذا الموضوع الذي عمت به البلوى بل هو آكد أركان الدين و كلمة التوحيد هي كلمة الولاء و البراء لمعرفة سبب ضعف المسلمين في عقيدتهم و في الولاء و البراء


فما الذي تعرفه عن الولاء و البراء، و لماذا ضعفنا فيهما

محـ العاصيمي ــمد
2009-08-31, 18:28
"لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"


ولي عودة بإذن الله

كمال الاسلام
2009-09-01, 11:12
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


للاسف اخي صالح الكثير منا لا يعرف عنها شيأ

وهذا للساسية المنتهجة في البلد الذي نحن فيه

حيث لا يعلمونا شئ من هذه الامور لا في الابتدائي ولا المتوسط ولا الثانوي

بل يعرفها الى من اختار تخصص الشريعة او من اراد تعليم نفسه

وبقى التعليم الديني في هذا البلد يدور حول كيفية الوضوء ومقدار الزكاة و وقت الصوم

وجزاك الله خيرا على تنوير قلوبنا

بوبكر28
2009-09-02, 02:29
سلااااااااااااااام

صحا صيامك

ولله الحمد للكعبة رب يحميها ... ولو خولنا لانفسنا حمايتها لضاعت و ضعنا منذ زمن
وهذا لا يعنى منا النوم والبكاء على الاطلال
الحمد لله نسعى ونحاول ونجاهد من اجل ذلك ولو اننا الضعفاء

نور
2009-09-02, 09:49
سئل فضيلة الشيخ: عن الولاء والبراء؟
فأجاب - رحمه الله- بقوله: البراء والولاء لله سبحانه أن يتبرأ الإنسان من كل ما تبرأ الله منه كما قال ـ سبحانه وتعالى ـ: (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً) وهذا مع القوم المشركين كما قال سبحانه: (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله) فيجب على كل مؤمن أن يتبرأ من كل مشرك وكافر. فهذا في الأشخاص.
وكذلك يجب على المسلم أن يتبرأ من كل عمل لا يرضي الله ورسوله وإن لم يكن كفراً، كالفسوق والعصيان كما قال سبحانه: (ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون).
وإذا كان مؤمن عنده إيمان وعنده معصية، فنواليه على إيمانه، ونكرهه على معاصيه، وهذا يجري في حياتنا، فقد تأخذ الدواء الكريه الطعم وأنت كاره لطعمه، وأنت مع ذلك راغب فيه لأن فيه شفاء من المرض.
وبعض الناس يكره المؤمن العاصي أكثر مما يكره الكافر، وهذا من العجب وهو قلب للحقائق، فالكافر عدو لله ولرسوله وللمؤمنين ويجب علينا أن نكرهه من كل قلوبنا (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة). (يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين . فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصللمطيع وإن عظمت معصيته قوله تعالى فيمن قتل مؤمناً عمداً - (فمن عُفِيَ له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان). فجعل الله القاتل عمداً أخاً للمقتول مع أن القتل ـ قتل المؤمن عمداً ـ من أعظم الكبائر وقوله تعالى في الطائفتين المقتتلتين من المؤمنين: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما). إلى قوله: (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم). فلم يخرج الله الطائفتين المقتتلتين من الإيمان ولا من الأخوة الإيمانية.
فإن كان في الهجر مصلحة أو زوال مفسدة بحيث يكون رادعاً لغير العاصي عن المعصية أو موجباً لإقلاع العاصي عن معصيته كان الهجر حينئذٍ جائزاً بل مطلوباً طلباً لازماً أو مرغباً فيه حسب عظم المعصية التي هجر من أجلها. ودليل ذلك قصة كعب بن مالك وصاحبيه ـ رضي الله عنهم ـ وهم الثلاثة الذين خلفوا فقد أمر النبي ، صلى الله عليه وسلم، بهجرهم ونهى عن تكليمهم فاجتنبهم الناس، حتى إن كعباً - رضي الله عنه -دخل على ابن عمه أبي قتادة - رضي الله عنه -وهو أحب الناس إليه فسلم عليه فلم يرد عليه السلام. فصار بهذا الهجر من المصلحة العظيمة لهؤلاء الثلاثة من الرجوع إلى الله - عز وجل - والتوبة النصوح والابتلاء العظيم ولغيرهم من المسلمين ما ترجحت به مصلحة الهجر على مصلحة الوصل.
أما اليوم فإن كثيراً من أهل المعاصي لا يزيدهم الهجر إلاّ مكابرة وتمادياً في معصيتهم ونفوراً وتنفيراً عن أهل العلم والإيمان فلا يكون في هجرهم فائدة لهم ولا لغيرهم.
وعلى هذا فنقول: إن الهجر دواء يستعمل حيث كان فيه الشفاء، وأما إذا لم يكن فيه شفاء أو كان فيه إشفاء وهو الهلاك فلا يستعمل.
فأحوال الهجر ثلاث:
إما أن تترجح مصلحته فيكون مطلوباً.
وإما أن تترجح مفسدته فينهى عنه بلا شك.
وإما أن لا يترجح هذا ولا هذا فالأقرب النهي عنه لعموم قول النبي، صلى الله عليه وسلم: "لا يحل للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة".
أما الكفار المرتدون فيجب هجرهم والبعد عنهم وأن لا يجالسوا ولا يواكلوا، إذا قام الإنسان بنصحهم ودعوتهم إلى الرجوع إلى الإسلام فأبوا، وذلك لأن المرتد لا يقر على ردته بل يدعى إلى الرجوع إلى ما خرج منه فإن أبى وجب قتله، وإذا قتل على ردته فإنه لا يغسل، ولا يكفن، ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين، وإنما يرمى بثيابه ورجس دمه في حفرة بعيداً عن المقابر الإسلامية في مكان غير مملوك.
وأما الكفار غير المرتدين فلهم حق القرابة إن كانوا من ذوي القربى كما قال تعالى: (وآت ذا القربى حقه) وقال في الأبوين الكافرين المشركين: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي).

وسئل أيضاً: عن حكم موالاة الكفار؟
فأجاب بقوله : موالاة الكفار بالموادة والمناصرة واتخاذهم بطانة حرام منهي عنها بنص القرآن الكريم قال الله تعالى : (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله) وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين) وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين).
وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً) وأخبر أنه إذا لم يكن المؤمنون بعضهم أولياء بعض والذين كفروا بعضهم أولياء بعض ويتميز هؤلاء عن هؤلاء، فإنها تكون فتنة في الأرض وفساد كبير.
ولا ينبغي أبداً أن يثق المؤمن بغير المؤمن مهما أظهر من المودة وأبدى من النصح فإن الله تعالى يقول عنهم- (ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء).ويقول سبحانه لنبيه -ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) والواجب على المؤمن أن يعتمد على الله في تنفيذ شرعه، وألا تأخذه فيه لومة لائم، وألا يخاف من أعدائه فقد قال الله تعالى: (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين) وقال تعالى : (فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين).
وقال سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم)

تقبل مروري أخي

حمـ 0418 ــزة
2009-09-02, 13:02
السلام عليكم

كيف حالك اخي صالح

اطلت الغياب عنا
انا اقولها و اكررها دائما
ماذا نملك في الجزائر و مادا نتظر من خريجي الزوايا

رمضان كريم
سلام

صالح القسنطيني
2009-09-02, 14:29
"لَا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ"


ولي عودة بإذن الله


نعم ما فعلت أخي محمد إذ ذكرت (محكمة ) من كتاب الله مبينة للأصل العظيم الذي ذكرته و لقد دلت الاية دلالة بينة واضحة - كما قال العلماء - على أن كوالاة الله و رسوله و المؤمنين لا تجتمع مع موالاة الكفار في قلب مؤمن و ذلك أن الله نفى وجود قوما يؤمنون به يوادون الكفار و المودة هي الحب الخالص و و الحب يرجع الى معنى الموالاة

و كما هو مقرر عند الأصليين و غيرهم من اهل اللغة أن (النكرة اذا سلط عليها نفي فغنها تعم) و النكرة في الآية هي لفظة (قوما ) و المصدر المستكن في الفعل المضارع ففي الآية عمومان عموم من جهة نفي الوجود و عموم من جهة ان قوما نكرة سبقت بنفي

فالايمان الصحيح السليم يستلزم منابذة الكفار و المشركين و الروافض و كرههم و بغضهم و لا يكون في القلب مقدر قلامة من حبهم و ودهم و الدفاع عنهم و عن عقائدهم و تأويلها بما لا تحتمله


بارك الله فيك اخي محمد و جزاك الله خيرا و شكر لك تواصلك معنا و ننتظر اطلالاتك المشرقة

صالح القسنطيني
2009-09-02, 14:36
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


للاسف اخي صالح الكثير منا لا يعرف عنها شيأ

وهذا للساسية المنتهجة في البلد الذي نحن فيه

حيث لا يعلمونا شئ من هذه الامور لا في الابتدائي ولا المتوسط ولا الثانوي

بل يعرفها الى من اختار تخصص الشريعة او من اراد تعليم نفسه

وبقى التعليم الديني في هذا البلد يدور حول كيفية الوضوء ومقدار الزكاة و وقت الصوم

وجزاك الله خيرا على تنوير قلوبنا

صدقت اخي كمال فهم يسعون لتضييع العلم و طمس معالمه و تغيير رسومه و نشروا بين الناس مبادئ و اصول العلمانيين كــــــ (الحب و الود في الانسانية) و (العيش في عالم مسالم لا جهاد فيه و لا دعوة للدين و انما كل حر فيما يختار) و انه (من ارتد فلا شيء عليه لحرية الدين) و خلطوا بين الحرية و لا اكراه ......

اشادوا بالصوفية و القبوريين و فعكفوا عن اضرحة الاوليات و اراقوا الدماء و نذروا و صرفوا جميع انواع العبادات عندها لغير لله

نفروا من دعوة التوحيد و عقيدة الولاء و البراء بدعوى انها تفرق بين الناس

و غير ذلك كثير و كثير مما لا يحصر - بعد شق الانفس - الا في الأسفار الكبار

و نسال الله صالحنا و صلاح جميع المسلمين


و بارك الله فيك اخي كمال و جزاك خيرا و شكر لك

صالح القسنطيني
2009-09-02, 14:39
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلِل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد :






فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثَاتُها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

أخي الكريم صالح لقد كان لأهل العلْم كلام كثير في باب الموالاة - الولاء - والبراء يتراوح بين المقل والمكثر والاجمال والتفصيل ... فجأتك ببعض ما طلبت



تعريف الموالاة :
يقول شيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "‏(‏الولاية)‏ ضد العَداوة، وأصل الولاية المحبَّة والقُرب وأصل العداوة البغض والبعد وقد قيل‏:‏ إنَّ الولي سُمِّي وليًّا من موالاته للطاعات أي: متابعته لها، والأول أصَحُّ، والولِيُّ: القريب، فيقال‏:‏ هذا يلي هذا؛ أي: يقرب منه‏،‏ ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -:‏ ‏((ألحقوا الفرائض بأهلِها، فما أبقت الفرائض فَلأَوْلَى رجلٍ ذَكَر)) أي: لأقرب رجل إلى الميت‏

و ولي الله هو الموافق المتابع له فيما يحبه ويرضاه ويبغضه ويسخطه ويأمر به وينهى عنه - ومن أجل هدا كان المعادي لوليه معاديا له كما قال الله تعالى‏:‏ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} فمَن عادى أولياء الله فقد عاداه، ومَن عاداه فقد حارَبَهُ، فلهذا قال‏:‏ ((ومَن عادى لي وليًّا، فقد بارَزَنِي بالمُحَاربة))‏



ومن الصور المتعددة للموالاة :

* الحب والمودة والدليل قال تعالى: {لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ}

يقول ابن تيميَّة - رحمه الله -: "ونظائر هذا في غير موضعٍ من القرآن، يأمُر - سبحانه - بِمُوالاة المؤمنين حقًّا، الذين هم حِزْب الله وجُنده، ويُخبر أنَّ هؤلاء لا يُوالون الكفُّار، ولا يوادونهم".

يقول ابن رجب - رحمه الله -: "فأولياءُ الله تجب موالاتهم، وتحرم معاداتهم، كما أنَّ أعداءه تجب مُعاداتهم، وتحرم موالاتهم قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} وقال تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}




* النصرة والانتصار والدليل قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}، وقال سبحانه: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ}.

وعن جبير بن مطعم - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ليس منَّا مَن دعا إلى عصبيَّة، وليس منَّا مَن قاتَلَ على عصبيَّة، وليس منَّا مَن مات على عصبيَّة))

- وارجع هنا الى نقطة مهمة انه ادا دكر دليل من قول الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ماكان لنا رده ... تعصبا لشخص فان اخدتكم العصبية لفلان اوعلان فانها تأحدنا العصبية لله ورسوله

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به - حديث صحيح



وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن خَرَج من الطاعة، وفارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهليَّة، ومَن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبيَّة، أو يدعو إلى عصبيَّة، أو ينصر عصبية فقُتل، قُتل قتلة جاهلية)).




* الاتباع والدليل قال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ}.

كل ماسبق قد دل على حرمة الموالاة والولاء لغيرالمسلمين ومما أخبرنا به الصادق الامين من اخبار ما يكون في اخر هده الامة الولاء لغير المسلمين من اليهود والنصارى وقد حدرنا من دلك قبل وقوعه
فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لتتبعُنَّ سنن مَن كان قبلكم، شبرًا بشِبْر، وذراعًا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضبٍّ لسلكتموه))، قُلنا: يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال: ((فمَن؟))، وفي الحديث: ((مَن تَشَبَّه بقوْمٍ فهو منهم)).

يقول ابن تيميَّة - رحمه الله -: "فالمشابَهة والمُشارَكة في الأمور الظاهرة توجب مشابهة ومشاكلة في الأمور الباطنة".
ويقول - رحمه الله -: "إنَّ المُشَابَهة في الظاهر تورِّث نوعَ مودة ومحبة وموالاة في الباطن كما أن المحبة في الباطن تورث المشابَهة في الظاهر وهذا أمر يشهد به الحس والتجربة" فإذا كانت المشابَهة في أمور دنيويَّة تورث المحبة والموالاة فكيف بالمشابهة في أمور دينية؟ فإنها تؤدي إلى نوع من الموالاة أكثر وأشد والمحبة والموالاة لهم قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ}
وقال تعالى فيما يذم به أهل الكتاب: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}

فبين - سبحانه وتعالى - أن الإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه مستلزم لعدم ولايتهم فثبوت ولايتهم يوجب عدم الإيمان لأنَّ عدم اللازم يقتَضِي عدم الملزوم.

وقال- الله تعالى :{لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}

فأخبر - سبحانه - أنه لا يوجد مؤمن يواد كافرا ....


يقول ابن كثير "وقوله تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ}؛ أي: شك، وريب، ونفاق، {يُسَارِعُونَ فِيهِمْ}

أي: يبادرون إلى موالاتهم ومودتهم في الباطن والظاهر



ومن مظاهر الموالاة :

مظاهرة الكافرين وإعانتهم وإفشاء أخبار وأسرارالمسلمين وكشْف عوراتهم لأعداء الدين والفرح لِمصاب المسلمين والحزن لنصرهم والسعي لهزيمتهم بالقلَم والمال والنفس والدعوة إلى خلْع رابطة الولاء الديني وجعل الولاء على أُسُس عرقية مثل: الوطنية والقومية والفرعونية

قال الشيخ الشِّنقيطي - رحمه الله -: "ومن هدْي القرآن للتي هي أقوم: هدْيه إلى أنَّ الرابطة التي يجب أن يعتقد أنها هي التي تربط بين أفراد المجتمع وأن يُنادى بالارتباط بها دون غيرها إنما هي دين الإسلام لأنه هو الذي يربط بين أفراد المجتمع حتى يصير بقوة تلك الرابطة جميع المجتمع الإسلامي كأنه جسَد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعَى له سائر الجسد بالسهر والحمى". كما أخبر رسول الله في حديثه


ومنها أيضا - مظاهر الولاء - الدعوة إلى زمالة الأديان ورفْع شِعار: "الدِّين لله، والوَطَن للجميع" ليذوب معنى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، و((المسلم أخو المسلم))، ومن ذلك: التجمُّع تحت أحزاب وكيانات تشترط أن يكون الاجتماع لا على أساس الدين كالماسونية ونوادي الروتاري والليُونز أو أحزاب سياسية تفصل الدين عن السياسة كالعلمانية وشعارهم: "لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة".

وهل لنا غير دين الاسلام ؟؟؟؟



ومنه أيضا دعوى تقديم الواجب الوطَني على الواجب الديني فإذا تعارض عندهم الدين والوطنية قدم ما فيه مصلحة للوطن - كبعض الاحزاب المنتشرة هنا وهناك والتي صرحت جهارا نهارا انهم مع الدين فان اعترض الدين مبادئ احزابهم قدمو المبادئ على الدين - حتى لو كان فيه محاداة لله ورسوله ومحاربة لدِينه وأوليائِه.

ومنه أيضا "كسر حاجز الولاء والبراء بين المسلم والكافر وبين السني والبِدعي وهو ما يدعونه حاجز نفسي فيكسر تحت شعارات كالتسامح والتآلف ونبد التطرف والتعصب ولا حول ولاقوة الا بالله - فكل بدعة ضلا لة وكل ضلالة في النار ....


ومنه أيضا الاعتزاز باخلاق المشركين الكفار باسم المدنية والتحضر والتطور الى دلك من الفاظ كالموضة والفن الراقي والابتعاد عن اخلاق المسلمين التي يرونها تخلفا و تعصبا ... وطرح التمسك بآداب الاسلام وهديه ورميها وكما دكرت بالتخلف والرجعية ....


ضف الى دلك ماقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "لا تعَلَّمُوا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين كنائسهم يوم عيدهم، فإن السخطة تنزل عليهم".


وقد سئل فضيلة الشيخ ابن العثيمين رحمه الله : عن الولاء والبراء؟
فأجاب - رحمه الله- بقوله: البراء والولاء لله سبحانه أن يتبرأ الإنسان من كل ما تبرأ الله منه كما قال ـ سبحانه وتعالى ـ : ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً ) وهذا مع القوم المشركين كما قال سبحانه : (وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) فيجب على كل مؤمن أن يتبرأ من كل مشرك وكافر.
فهذا في الأشخاص.
وكذلك يجب على المسلم أن يتبرأ ويترك كل عمل لا يرضي الله ورسوله وإن لم يكن كفراً، كالفسوق والعصيان كما قال سبحانه: (لَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ) .
وإذا كان مؤمن عنده إيمان وعنده معصية فنواليه على إيمانه، ونكرهه على معاصيه، وهذا يجري في حياتنا فقد تأخذ الدواء الكريه الطعم وأنت كاره لطعمه وأنت مع ذلك راغب فيه لأن فيه شفاء من المرض.
وبعض الناس يكره المؤمن العاصي أكثر مما يكره الكافر وهذا من العجب وهو قلب للحقائق فالكافر عدو لله ولرسوله وللمؤمنين ويجب علينا أن نكرهه من كل قلوبنا قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ) وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ . فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ ) فيصل لمطيع وإن عظمت معصيته قوله تعالى فيمن قتل مؤمناً عمداً قال تعالى ( فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ).


فجعل الله القاتل عمداً أخاً للمقتول مع أن القتل ـ قتل المؤمن عمداً ـ من أعظم الكبائر .
وقوله تعالى في الطائفتين المقتتلتين من المؤمنين قال تعالى : (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا) إلى قوله : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) فلم يخرج الله الطائفتين المقتتلتين من الإيمان ولا من الأخوة الإيمانية.
فإن كان في الهجر مصلحة أو زوال مفسدة بحيث يكون رادعاً لغير العاصي عن المعصية أو موجباً لإقلاع العاصي عن معصيته كان الهجر حينئذٍ جائزاً بل مطلوباً طلباً لازماً أو مرغباً فيه حسب عظم المعصية التي هجر من أجلها.
ودليل ذلك قصة كعب بن مالك وصاحبيه ـ رضي الله عنهم ـ وهم الثلاثة الذين خلفوا فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهجرهم ونهى عن تكليمهم فاجتنبهم الناس، حتى إن كعباً - رضي الله عنه -دخل على ابن عمه أبي قتادة - رضي الله عنه -وهو أحب الناس إليه فسلم عليه فلم يرد عليه السلام. فصار بهذا الهجر من المصلحة العظيمة لهؤلاء الثلاثة من الرجوع إلى الله - عز وجل - والتوبة النصوح والابتلاء العظيم ولغيرهم من المسلمين ما ترجحت به مصلحة الهجر على مصلحة الوصل.
أما اليوم فإن كثيراً من أهل المعاصي لا يزيدهم الهجر إلاّ مكابرة وتمادياً في معصيتهم ونفوراً وتنفيراً عن أهل العلم والإيمان فلا يكون في هجرهم فائدة لهم ولا لغيرهم.
وعلى هذا فنقول: إن الهجر دواء يستعمل حيث كان فيه الشفاء، وأما إذا لم يكن فيه شفاء أو كان فيه إشفاء وهو الهلاك فلا يستعمل.

وأحوال الهجر ثلاث:
إما أن تترجح مصلحته فيكون مطلوباً.
وإما أن تترجح مفسدته فينهى عنه بلا شك.
وإما أن لا يترجح هذا ولا هذا فالأقرب النهي عنه لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يحل للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة".
أما الكفار المرتدون فيجب هجرهم والبعد عنهم وأن لا يجالسوا ولا يواكلوا إذا قام الإنسان بنصحهم ودعوتهم إلى الرجوع إلى الإسلام فأبوا وذلك لأن المرتد لا يقر على ردته بل يدعى إلى الرجوع إلى ما خرج منه فإن أبى وجب قتله وإذا قتل على ردته فإنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين وإنما يرمى بثيابه ورجس دمه في حفرة بعيداً عن المقابر الإسلامية في مكان غير مملوك.
وأما الكفار غير المرتدين فلهم حق القرابة إن كانوا من ذوي القربى
كما قال تعالى : (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) وقال في الأبوين الكافرين المشركين: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ)









وهي نصيحة لكل مسلم ومسلمة لا ترغب عن سبيل المؤمنين كما قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} وقال - سبحانه -: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}

يقول ابن كثير رحمه الله {نَوَلِّه مَا تَوَلَّى} أي: إذا سلك هذه الطريق جازيناه على ذلك بأن نحسنها في صدره، ونزيّنها له استدراجًا له كما قال تعالى: {فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ} وقال تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} وقوله: {وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} وجعل النار مصيره في الآخرة لأن من خرج عن الهدى لَم يَكُن له طريق إلاَّ إلى النار يوم القيامة".

فلا ترغب عن سبيل المؤمنين ولا تقتفِ سبل المجرمين من الكفار والمنافقين واعلم أنه ما من سبيل منها إلا وعليه شيطان يدعو إليه ويزينه لأهله.

فإن وفقك الله لسبيل المؤمنين فإياك والتفرق فيه واسمع لقول الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.





وعليك بالنُّصح لكل مسلم فـ((الدين النصيحة)) كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن جرير بن عبدالله البجلي قال: بايعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنُّصح لكل مسلم

وفي رواية: ((أبايعك على أن تعبُد الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتناصح المسلمين، وتفارق المشركين)).

فالنصيحةُ للمسلمين هو مقتضى ترك التفرق في السبيل وهو هدي أهل السنة وسمتهم.

يقول ابن تيميَّة - رحمه الله -: "ثُم من طريقة أهلِ السنة والجماعة اتِّباع آثار الرسول - صلى الله عليه وسلم - باطنا وظاهرا.... إلى أن يقول - رحمه الله -: ويدينون بالنصيحة للأمة، ويعتَقِدون معنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص، يشُد بعضه بعضًا))

وقوله: ((مثَل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمَثَل الجسد الواحد، إذا اشتكى عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحُمَّى والسهَر".




هدانا الله واياكم لكل خير ... وجعلنا ممن يستمعون القول ويفقهونه .... وجعلنا الله واياكم ممن لا يفارقون طريق أهل السنة والجماعة ولا يتفرقون فيه ...

بارك الله فيك أخي الصالح وحفظك ....

ولقد كلفت من ينقل كلامي لك بعد ان رأيت ان في الموضوع قول يخصني ... ثبتنا الله وثبتك .. وجنبنا واياك الفتن ماظهر منها ومابطن

والسلام عليكم ورحمة الله ... أخوك محمد . خ









الحمد لله الذي عقد الإيمان في قلوب من شاء من عباده، و اكرمهم باتباع سنة نبيه، و بعد:

قد صرحت من قبل ان ردودك اخي محمد تعلوا مواضيعنا و لا يزال الأمر على ما ذكرت

اتحفتنا بنقل من كلام و فهم أئمتنا فذكرت كلاما نفيسا لشيخ الاسلام أبو العباس ابن تيمية و قد ذكره في كتابه (الفرقان) و نقلت عن الامام ابن رجب الحنبلي و الامام المفسر ابن كثير و الامام المفسر الاصولي اللغوي الشنقيطي و العلامة الفقيه ابن عثيمين. بينوا بالأدلة الصريحة المحمة معنى الولاء و البراء و ذكروا صورا منهما و بيوا ما يجوز و ما يجب مما يحرم و يمنع.

و فعلك هذا اخي محمد يدل دلالة واضحة على حبك للعلم و البحث فيه و التعلم و نفعك لإخوانك و فهمك و اطلاعك و حرصك على التوحيد و العقيدة


و أني ادعو جميع الإخوة للوقوف على ما نقلت فقد فتحت المغلق و اسفرت عن الخفي و فسرت المبهم - فجزاك الله عنا خيرا -

قد قرر العلماء و نقلت كلامهم: أن مولاة الكفار حرام و لا تجوز و توليهم كفر بالله و اما عصاة المسلمين فيوالون على قدر ايمانهم و يعادون و يبغضون على قدر معصيتهم او بدهتهم ما لم تكن البدعة مكفرة.....



جزاك الله خيرا اخي الكريم محمد و وفقك الله و شكر لك ما تقدمه للمنتدى نفعا لنا جميعا و الشكر موصول بك مني و من كل عيور على الدين و السنة


دمت بخير

صالح القسنطيني
2009-09-02, 14:47
سلااااااااااااااام

صحا صيامك

ولله الحمد للكعبة رب يحميها ... ولو خولنا لانفسنا حمايتها لضاعت و ضعنا منذ زمن
وهذا لا يعنى منا النوم والبكاء على الاطلال
الحمد لله نسعى ونحاول ونجاهد من اجل ذلك ولو اننا الضعفاء


و عليك السلام و رحمة الله و بركاته

قد جعلت موضوعي قسمين كما هو ظاهر (احدهما) الولاء و البراء و هو فرض عين على كل مسلم و (الثاني) الدفاع عن دين الله و رد الشبهات و المحدثات و المنكرات و هذا ليس لعامة الناس بل لبعض المسلمين و هم فيه درجات كلا حسب علمه و قدرته و طاقته

و لتعلم اخي ان الله قد حمى دينه و كتابه و سنة رسوله بالعلماء و المسلمين فالعلماء هم حماة الدين و جميع المسلمين ك>لك كل حسب قدرته

و كل مسلم انما هو على (ثغرة من ثغور الاسلام) ثم منهم من لم يؤتى الاسلام من قبل ثغرته و منهم من احملها و ضيعها فكان ما كان

و كلمة التوحيد فرض عين على كل عبد و هي (لا اله الا الله ) فلا اله براء و الا الله ولاء و هذه الكلمة لا تنفع قائلها الا اتى اتى بشروطها و اركانها و عمل بمقتضاها و لها نواقض مفسدة للاسلام موجبة للردة كما ان للصلاة و الوضوء نواقض


................. و الكلام يطول و هذا طرف منه



بارك الله فيك و جزاك الله خيرا و شكر لك

gatboulerbah
2009-09-02, 16:03
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لقد أردت أن أثري الموضوع القيم للاخ صالح جازاك الله عنا كل خير بمقال للكاتب عبد الملك القاسم..:
++++++++++++
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
فإن الولاء والبراء ركن من أركان العقيدة ، وشرط من شروط الإيمان ، تغافل عنه كثير من الناس وأهمله البعض فاختلطت الأمور وكثر المفرطون .
ومعنى الولاء : هو حُب الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ونصرتهم .
والبراء : هو بُغض من خالف الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ، من الكافرين والمشركين والمنافقين والمبتدعين والفساق .
فكل مؤمن موحد ملتزم للأوامر والنواهي الشرعية ، تجب محبته وموالاته ونصرته . وكل من كان خلاف ذلك وجب التقرب إلى الله تعالى ببغضه ومعاداته وجهاده بالقلب واللسان بحسب القدرة والإمكان ، قال تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) .

والولاء والبراء أوثق عرى الإيمان وهو من أعمال القلوب لكن تظهر مقتضياته على اللسان والجوارح ، قال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح : ( م أحب لله وأبغض لله ، وأعطى لله ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان ) [ أخرجه أبو داود ] .

ومنزلة عقيدة الولاء والبراء من الشرع عظيمة ومنها :
أولاً : أنها جزء من معنى الشهادة ، وهي قول : ( لا إله ) من ( لا إله إلا الله ) فإن معناها البراء من كل ما يُعبد من دون الله .
ثانيًا : أنها شرط في الإيمان ، كما قال تعالى : ( ترى كثيرًا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه اتخذوهم أولياء ولكن كثيرًا منهم فاسقون ) .
ثالثًا : أن هذه العقيدة أوثق عرى الإيمان ، لما روى أحمد في مسنده عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ) .
يقول الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب - رحمهم الله - : ( فهل يتم الدين أو يُقام عَلَم الجهاد أو علم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بالحب في الله والبغض في الله ، والمعاداة في الله ، والموالاة في الله ، ولو كان الناس متفقين على طريقة واحدة ، ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء ، لم يكن فرقانًا بين الحق والباطل ، ولا بين المؤمنين والكفار ، ولا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ) .
رابعًا : أنها سبب لتذوق حلاوة الإيمان ولذة اليقين ، لما جاء عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( ثلاث من وجدهن وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ) [ متفق عليه ] .
خامسًا : أنها الصلة التي يقوم على أساسها المجتمع المسلم ( إنما المؤمنون إخوة ) .
سادسًا : أنه بتحقيق هذه العقيدة تنال ولاية الله ، لما روى ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : ( من أحب في الله وأبغض في الله ، ووالى في الله وعادى في الله ، فإنما تنال ولاية الله بذلك ) .
سابعًا : أن عدم تحقيق هذه العقيدة قد يدخل في الكفر ، قال تعالى : ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) .
ثامنًا : أن كثرة ورودها في الكتاب والسنة يدل على أهميتها .
يقول الشيخ حمد بن عتيق - رحمه الله - : ( فأما معاداة الكفار والمشركين فاعلم أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب ذلك ، وأكد إيجابه ، وحرم موالاتهم وشدد فيها ، حتى أنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده ) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( إن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله يقتضي أن لا يحب إلا لله ، ولا يبغض إلا لله ، ولا يواد إلا لله ، ولا يُعادي إلا لله ، وأن يحب ما أحبه الله ، ويبغض ما أبغضه الله ) .
ومن صور موالاة الكفار أمور شتى ، منها :
1- التشبه بهم في اللباس والكلام .
2- الإقامة في بلادهم ، وعدم الانتقال منها إلا بلاد المسلمين لأجل الفرار بالدين .
3- السفر إلى بلادهم لغرض النزهة ومتعة النفس .
4- اتخاذهم بطانة ومستشارين .
5- التأريخ بتاريخهم خصوصًا التاريخ الذي يعبر عن طقوسهم وأعيادهم كالتاريخ الميلادي .
6- التسمي بأسمائهم .
7- مشاركتهم في أعيادهم أو مساعدتهم في إقامتها أو تهنئتهم بمناسبتها أو حضور إقامتها .
8- مدحهم والإشادة بما هم عليه من المدنية والحضارة ، والإعجاب بأخلاقهم ومهاراتهم دون النظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد .
9- الاستغفار لهم والترحم عليهم .
قال أبو الوفاء بن عقيل : ( إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان ، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع ، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك ، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة ، عاش بان الراوندي والمعري - عليمها لعائن الله - ينظمون وينثرون كفرًا ، وعاشوا سنين ، وعُظمت قبورهم ، واشتُريت تصانيفهم ، وهذا يدل على برودة الدين في القلب ) .
وعلى المسلم أن يحذر من أصحاب البدع والأهواء الذين امتلأت بهم الأرض ، ولْيتجنَّب الكفار وما يبثون من شبه وشهوات ، وليعتصم بحبل الله المتين وسنة نبيه الكريم . وعلى المسلم أن يفطِن إلى الفرق بين حسن التعامل والإحسان إلى أهل الذمة وبين بُغضهم وعدم محبتهم . ويتعيَّن علينا أن نبرهم بكل أمر لا يكون ظاهره يدل على مودات القلوب ، ولا تعظيم شعائر الكفر . ومن برهم لتُقبل دعوتنا : الرفق بضعيفهم ، وإطعام جائعهم ، وكسوة عاريهم ، ولين القول لهم على سبيل اللطف معهم والرحمة لا على سبيل الخوف والذلة ، والدعاء لهم بالهداية ، وينبغي أن نستحضر في قلوبنا ما جُبلوا عليه من بغضنا ، وتكذيب نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - .
اللهم وفقنا للعمل بكتابك وسنة نبيك - صلى الله عليه وسلم - والسير على هداهما ، وحب الله ورسوله والمؤمنين وموالاتهم وبغض الكفار والمشركين ومعاداتهم .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

نورالدين17
2009-09-02, 17:19
كما عرفنا وزاد الإخوة في شرحهم أن الولاء هو حب ونصرة من ينصر الدين والبراء هو التبرئة

ممن يكن عداء للدين الحنيف .............غير أني أخي صالح ما وجدت لهاتين المفردتين من محل في كثير

من مواقفنا وخاصة في عاصمة التوحيد وقبلة المسلمين وموطن علماء السنة والتي تعتبر حامية حمى المسلمين

ورافعة رايتهم.........فموقفها في حرب الخليج ومشاركة جيشها مع جيوش الكفار -وهذا ولاء من نوع آخر -

في ضرب دولة يعلو علمها لا إله إلا الله محمد رسول الله وهذا براء من دولة مسلمة وولاء لغيرها

هنا تجدني أخي تائها وحائرا بينما هو كائن في الواقع وما يجب ان يكون لأن الولاء لا يكون أبدا

لمن يعادي الدين ولا مجال هنا للحديث عن المصالح لأن مصلحتنا وولاؤنا يكون لدولة شعبها مسلم لا لدولة

تجهر بعدائها للاسلام والمسلمين...........

محـ العاصيمي ــمد
2009-09-02, 18:42
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



ما كان سكوتي عن الرد ليومين كاملين إلا لجلل الأمر وعظمته



فكما قال أخونا صالح حفظه الله وسلمه من كل سوء

" أن عقيدة الولاء والبراء هي قطب رحى الإسلام"



"فلا تستقيم قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والاستسلام"


لشرع الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ثم دحر لأرباب البدع والشرك والمنكرات



أخونا محمد كفا ووفى في ذكر كل ذي صلة شرعية بالمسألة فلم يترك لنا ما نضيف

لهذا فبعد الاطلاع على عدة مقالات وآراء حول المسألة خرجت وبحمد الله بهذه الحوصلة البسيطة التي أسأل الله أن تكون نافعة



إن المتبصر في أمر الأمة الإسلامية لا يخفى عنه أبدا أن أصل كل النكبات والنكسات التي عانت منها إنما يرجع إلى

"تضييع ممنهج لعقيدة الولاء والبراء"



فالانسياق البهيمي وراء "لورنس العرب" وادعاءاته التي عبدت الطريق إلى القدس بأشلاء المسلمين ليعود الجنرال "ألنبي" الصليبي ويركل قبر صلاح الدين الأيوبي ويقول: ها قد عدنا يا صلاح الدين فهذا ما كان ليكون لولا غياب عقيدة الولاء والبراء من القلوب في ذلك العصر،

ومن قبل هذا ملوك الطوائف في الأندلس الذين استعانوا بالصليبين على بعضهم البعض فكان آخرة أمرهم الوبال الشديد حتى صار الأمير فيهم راعيا للغنم

هذه العقيدة التي كانت وحدها هي سبب مقاومة المصريين للعدل الاجتماعي والقضائي المزعوم الذي جاء به نابليون بونابرت في مقابل خيار الظلم والقسوة التي كانت طابعا للحكم الإقطاعي الذي كان طابع التسلط العثماني المملوكي على مصر في ذلك الأوان

عقيدة الولاء والبراء التي كانت سببا لفشل جميع حركات الاستقلال عن الدولة العثمانية تحت رعاية غربية طيلة قرنين من الزمان



وهي العقيدة التي حاربتها الدعاية الغربية منذ الحملة الفرنسية على الجزائر على يد علماء ومفكرين مسلمين تحت شعارات قومية ووطنية وصوفية وليبرالية وعلمانية، واستطاعوا في ظل تغييبها أن يصلوا إلى أعظم مما كانوا يطمحون إليه من ولاء يجعل من المسلم بندقية في يد عدوه يصوبها حيث شاء



عاد الغرب إلى تغييبها الآن وبالطرق نفسها التي استخدمها قبل أكثر من مائة سنة... لكن ما تعيشه الأمة الآن أخطر وأعظم فظاهرة العولمة والتميع زادت الطين بلة

ولعل المتابع للأحداث المتسارعة في السنوات الأخيرة في بلادنا قد يعجب من كثرة الأعداء ضد الأمة ويزداد عجب المتابع أضعافا عندما يرى هذا الكم الهائل منهم يعيشون بيننا ويتكلمون بألسنتنا ويحملون جنسيتنا



فالعلمانية التي كانت مستترة بلحن القول تكشف وجهها الذي طالما غطته بكثير الأقنعة يؤازرها في ذلك كل صاحب معتقد مشبوه من رافضة ومتصوفة وكل يغني على خبثه

وبطبيعة الحال فإن هؤلاء ما انتفشوا إلا لأن أحد أوليائهم من الذين كفروا قد حل بدارهم أو قريبا منها فبدءوا بالصياح والعويل والقارئ لجادة المكر الصليبي يعلم جيداً أن الأساليب البطيئة الهادئة والأكيدة المفعول والنتيجة كانت من أنجح الأساليب الصليبية في تقويض أحكام الدين وتقليص نفوذه وحضوره الفاعل في حياة المسلمين بدون أن يشعروا بذلك وما على أحدنا إلا أن يقرأ عن تلك الفيروسات الخبيثة التي دكت صرح الخلافة العثمانية من الداخل وحطمتها بمباركة بل ومساعدة وتخطيط ودعم من الخارج ليزداد عجبه من تشابه المخطط الذي نفذ في إسقاط الخلافة العثمانية وشقيقه الآخر الذي هو في طورالتنفيذ في بلادنا الآن



في الأخير الأمة تعيش واقعا اختلط فيه الحابل بالنابل لذلك

فهي كالمركب التائه في بحر الظلمات من دون شراع توجهه أمواج الكفر والظلال أين ما شاءت

لذا فإن شراع الأمة كتاب ربها وسنة نبيها وعقيدتها الراسخة في قلوب الصادقين



بورك فيكم جميعا

صح فطوركم والسلام عليكم

ع.جمال
2009-09-02, 23:08
السلام عليكم.
هذا موضوع كبيرويدل على كبر كاتبه.
والولاء لا يكون إلا لله ورسوله وآل البيت والبراءهو البعد والبغض لمن خالف الله والرسول والصحابة وسن وابتدع ما لا أصل له من الدين.
ثم ماذا تعلم الجزائرون من هؤلاء العلماء فما زال منا من لم يعرف حتى نواقض الوضوء.
وبارك الله فيك واعذرني على الرد المختصر لأن الموضوع يتطلب الكثير من المراجع وكذلك الوقت الكافي.
ورمضان مبارك.

beent falasteen1991
2009-09-03, 05:02
السلام عليكم
الولاء لله والرسول والمسلمين
والبراء من الكفر والكافرين ومنهجهم...

........................
الولاء حب المسلم ونصرته وطلب الرحمه له وحبه له الخير كما يحبه لنفسه
واعانة المسلم على عدوه ،وأن نكون كالجسد الواحد ......

أما البراء .....
عدم الرضا على الكفر وأهله.
كره الكافرين وعدم محبتهم .
عدم اطاعة الكافرين واعانتهم على المسلمين .
عدم تقليد الكافرين واتباع شعائرهم...

وما عليه امتنا هذه الأيام من مشاكل وحروب دموية وخلافات ليس الا لعدم ادراكنا هذه المفاهيم الأصيله
فمثلا التعاون مع المحتل وعدم نصرة المسلم كما تقوم به الأمه العربيه المسلمه الآن من تخاذل وتناسي هو أحد
الأمثله على ذلك......
فكيف نرا مثلا غزه تجوع ولا تحرك الجيوش العربيه المسلمه؟؟؟؟؟؟؟؟!
كيف لمصر أن تغلق حدودها مع القطاع وتعين المحتل على المسلمين؟!!
كيف للمسلم أن يفاوض المحتل الذي لا يريد الخير لهذه الأمه ؟؟؟؟؟
كيف تسكت أمتنا عن احتلال المسجد الاقصى وفلسطين؟؟؟؟؟؟؟؟




هذه بعض التساؤلات في .....أين نحن من الولاء والبراء
أصبت في اختيار الموضوع ربنا يبارك فيكم..

صالح القسنطيني
2009-09-03, 23:48
سئل فضيلة الشيخ: عن الولاء والبراء؟
فأجاب - رحمه الله- بقوله: البراء والولاء لله سبحانه أن يتبرأ الإنسان من كل ما تبرأ الله منه كما قال ـ سبحانه وتعالى ـ: (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً) وهذا مع القوم المشركين كما قال سبحانه: (وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين ورسوله) فيجب على كل مؤمن أن يتبرأ من كل مشرك وكافر. فهذا في الأشخاص.
وكذلك يجب على المسلم أن يتبرأ من كل عمل لا يرضي الله ورسوله وإن لم يكن كفراً، كالفسوق والعصيان كما قال سبحانه: (ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر والفسوق والعصيان أولئك هم الراشدون).
وإذا كان مؤمن عنده إيمان وعنده معصية، فنواليه على إيمانه، ونكرهه على معاصيه، وهذا يجري في حياتنا، فقد تأخذ الدواء الكريه الطعم وأنت كاره لطعمه، وأنت مع ذلك راغب فيه لأن فيه شفاء من المرض.
وبعض الناس يكره المؤمن العاصي أكثر مما يكره الكافر، وهذا من العجب وهو قلب للحقائق، فالكافر عدو لله ولرسوله وللمؤمنين ويجب علينا أن نكرهه من كل قلوبنا (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة). (يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين . فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصللمطيع وإن عظمت معصيته قوله تعالى فيمن قتل مؤمناً عمداً - (فمن عُفِيَ له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف وأداء إليه بإحسان). فجعل الله القاتل عمداً أخاً للمقتول مع أن القتل ـ قتل المؤمن عمداً ـ من أعظم الكبائر وقوله تعالى في الطائفتين المقتتلتين من المؤمنين: (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما). إلى قوله: (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم). فلم يخرج الله الطائفتين المقتتلتين من الإيمان ولا من الأخوة الإيمانية.
فإن كان في الهجر مصلحة أو زوال مفسدة بحيث يكون رادعاً لغير العاصي عن المعصية أو موجباً لإقلاع العاصي عن معصيته كان الهجر حينئذٍ جائزاً بل مطلوباً طلباً لازماً أو مرغباً فيه حسب عظم المعصية التي هجر من أجلها. ودليل ذلك قصة كعب بن مالك وصاحبيه ـ رضي الله عنهم ـ وهم الثلاثة الذين خلفوا فقد أمر النبي ، صلى الله عليه وسلم، بهجرهم ونهى عن تكليمهم فاجتنبهم الناس، حتى إن كعباً - رضي الله عنه -دخل على ابن عمه أبي قتادة - رضي الله عنه -وهو أحب الناس إليه فسلم عليه فلم يرد عليه السلام. فصار بهذا الهجر من المصلحة العظيمة لهؤلاء الثلاثة من الرجوع إلى الله - عز وجل - والتوبة النصوح والابتلاء العظيم ولغيرهم من المسلمين ما ترجحت به مصلحة الهجر على مصلحة الوصل.
أما اليوم فإن كثيراً من أهل المعاصي لا يزيدهم الهجر إلاّ مكابرة وتمادياً في معصيتهم ونفوراً وتنفيراً عن أهل العلم والإيمان فلا يكون في هجرهم فائدة لهم ولا لغيرهم.
وعلى هذا فنقول: إن الهجر دواء يستعمل حيث كان فيه الشفاء، وأما إذا لم يكن فيه شفاء أو كان فيه إشفاء وهو الهلاك فلا يستعمل.
فأحوال الهجر ثلاث:
إما أن تترجح مصلحته فيكون مطلوباً.
وإما أن تترجح مفسدته فينهى عنه بلا شك.
وإما أن لا يترجح هذا ولا هذا فالأقرب النهي عنه لعموم قول النبي، صلى الله عليه وسلم: "لا يحل للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة".
أما الكفار المرتدون فيجب هجرهم والبعد عنهم وأن لا يجالسوا ولا يواكلوا، إذا قام الإنسان بنصحهم ودعوتهم إلى الرجوع إلى الإسلام فأبوا، وذلك لأن المرتد لا يقر على ردته بل يدعى إلى الرجوع إلى ما خرج منه فإن أبى وجب قتله، وإذا قتل على ردته فإنه لا يغسل، ولا يكفن، ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين، وإنما يرمى بثيابه ورجس دمه في حفرة بعيداً عن المقابر الإسلامية في مكان غير مملوك.
وأما الكفار غير المرتدين فلهم حق القرابة إن كانوا من ذوي القربى كما قال تعالى: (وآت ذا القربى حقه) وقال في الأبوين الكافرين المشركين: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً واتبع سبيل من أناب إلي).

وسئل أيضاً: عن حكم موالاة الكفار؟
فأجاب بقوله : موالاة الكفار بالموادة والمناصرة واتخاذهم بطانة حرام منهي عنها بنص القرآن الكريم قال الله تعالى : (لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله) وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين) وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين).
وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالاً) وأخبر أنه إذا لم يكن المؤمنون بعضهم أولياء بعض والذين كفروا بعضهم أولياء بعض ويتميز هؤلاء عن هؤلاء، فإنها تكون فتنة في الأرض وفساد كبير.
ولا ينبغي أبداً أن يثق المؤمن بغير المؤمن مهما أظهر من المودة وأبدى من النصح فإن الله تعالى يقول عنهم- (ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء).ويقول سبحانه لنبيه -ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم) والواجب على المؤمن أن يعتمد على الله في تنفيذ شرعه، وألا تأخذه فيه لومة لائم، وألا يخاف من أعدائه فقد قال الله تعالى: (إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين) وقال تعالى : (فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين).
وقال سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم)

تقبل مروري أخي




و الله نفرح لما نرى اخواتنا ينافسن الرجال من اجل الفقه في الدين و معرفة امر دينهم و دراسة التوحيد و العقيدة

نقلت اختنا نور كلاما للعلامة الفقيه ابن عثيمين و نعم ما فعلت و نعم ما نقلت فقد بين فضيلته معنى الولاء و البراء و ما يجب فيهما مما يحرم

فجزاك الله عنا الخير و شكر لك تواصلك معنا و حرصك على نقل العلم و نشره و جزاك من خير ما يجازي به الصالحات

و دمت بخير

صالح القسنطيني
2009-09-04, 00:00
السلام عليكم

كيف حالك اخي صالح

اطلت الغياب عنا
انا اقولها و اكررها دائما
ماذا نملك في الجزائر و مادا نتظر من خريجي الزوايا

رمضان كريم
سلام

و عليك السلام


و احمد الله اليك

في الجزائر نملك لا قدر ما لا نملك (فلسفة ههههه )


و لكن خالفت اقوالهم افعالهم و صاروا لا يفهمون و غذا فهموا فيخالفون

يثنون على الامان ابن بادديس و على دعوته الاصلاحية و يخالفونه الى ما نهى عنه و حاربه


و ربي يصلحناااااااااااااااا

بارك الله فيك اخي حمزة و جزاك خيرا و شكر لك تواصلك معنا

salma02
2009-09-04, 00:16
السلام عليكم و رحمة الله تعالى
بارك الله فيك اخي على تنويرك هذا
و لو انه لا يسعني الا ان اقول اننا بحاجة اكثر من ماسة الى من يعيد احياء معالم ديننا التي بتنا نراها تختفي يوما بعد يوم


اثابك الله الجنة و بوركت اخي

صالح القسنطيني
2009-09-04, 00:26
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
لقد أردت أن أثري الموضوع القيم للاخ صالح جازاك الله عنا كل خير بمقال للكاتب عبد الملك القاسم..:
++++++++++++
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
فإن الولاء والبراء ركن من أركان العقيدة ، وشرط من شروط الإيمان ، تغافل عنه كثير من الناس وأهمله البعض فاختلطت الأمور وكثر المفرطون .
ومعنى الولاء : هو حُب الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ونصرتهم .
والبراء : هو بُغض من خالف الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين ، من الكافرين والمشركين والمنافقين والمبتدعين والفساق .
فكل مؤمن موحد ملتزم للأوامر والنواهي الشرعية ، تجب محبته وموالاته ونصرته . وكل من كان خلاف ذلك وجب التقرب إلى الله تعالى ببغضه ومعاداته وجهاده بالقلب واللسان بحسب القدرة والإمكان ، قال تعالى : ( والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض ) .

والولاء والبراء أوثق عرى الإيمان وهو من أعمال القلوب لكن تظهر مقتضياته على اللسان والجوارح ، قال - عليه الصلاة والسلام - في الحديث الصحيح : ( م أحب لله وأبغض لله ، وأعطى لله ومنع لله ، فقد استكمل الإيمان ) [ أخرجه أبو داود ] .

ومنزلة عقيدة الولاء والبراء من الشرع عظيمة ومنها :
أولاً : أنها جزء من معنى الشهادة ، وهي قول : ( لا إله ) من ( لا إله إلا الله ) فإن معناها البراء من كل ما يُعبد من دون الله .
ثانيًا : أنها شرط في الإيمان ، كما قال تعالى : ( ترى كثيرًا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه اتخذوهم أولياء ولكن كثيرًا منهم فاسقون ) .
ثالثًا : أن هذه العقيدة أوثق عرى الإيمان ، لما روى أحمد في مسنده عن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ) .
يقول الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب - رحمهم الله - : ( فهل يتم الدين أو يُقام عَلَم الجهاد أو علم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بالحب في الله والبغض في الله ، والمعاداة في الله ، والموالاة في الله ، ولو كان الناس متفقين على طريقة واحدة ، ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء ، لم يكن فرقانًا بين الحق والباطل ، ولا بين المؤمنين والكفار ، ولا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ) .
رابعًا : أنها سبب لتذوق حلاوة الإيمان ولذة اليقين ، لما جاء عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ( ثلاث من وجدهن وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار ) [ متفق عليه ] .
خامسًا : أنها الصلة التي يقوم على أساسها المجتمع المسلم ( إنما المؤمنون إخوة ) .
سادسًا : أنه بتحقيق هذه العقيدة تنال ولاية الله ، لما روى ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : ( من أحب في الله وأبغض في الله ، ووالى في الله وعادى في الله ، فإنما تنال ولاية الله بذلك ) .
سابعًا : أن عدم تحقيق هذه العقيدة قد يدخل في الكفر ، قال تعالى : ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم ) .
ثامنًا : أن كثرة ورودها في الكتاب والسنة يدل على أهميتها .
يقول الشيخ حمد بن عتيق - رحمه الله - : ( فأما معاداة الكفار والمشركين فاعلم أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب ذلك ، وأكد إيجابه ، وحرم موالاتهم وشدد فيها ، حتى أنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده ) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : ( إن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله يقتضي أن لا يحب إلا لله ، ولا يبغض إلا لله ، ولا يواد إلا لله ، ولا يُعادي إلا لله ، وأن يحب ما أحبه الله ، ويبغض ما أبغضه الله ) .
ومن صور موالاة الكفار أمور شتى ، منها :
1- التشبه بهم في اللباس والكلام .
2- الإقامة في بلادهم ، وعدم الانتقال منها إلا بلاد المسلمين لأجل الفرار بالدين .
3- السفر إلى بلادهم لغرض النزهة ومتعة النفس .
4- اتخاذهم بطانة ومستشارين .
5- التأريخ بتاريخهم خصوصًا التاريخ الذي يعبر عن طقوسهم وأعيادهم كالتاريخ الميلادي .
6- التسمي بأسمائهم .
7- مشاركتهم في أعيادهم أو مساعدتهم في إقامتها أو تهنئتهم بمناسبتها أو حضور إقامتها .
8- مدحهم والإشادة بما هم عليه من المدنية والحضارة ، والإعجاب بأخلاقهم ومهاراتهم دون النظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد .
9- الاستغفار لهم والترحم عليهم .
قال أبو الوفاء بن عقيل : ( إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان ، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع ، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك ، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة ، عاش بان الراوندي والمعري - عليمها لعائن الله - ينظمون وينثرون كفرًا ، وعاشوا سنين ، وعُظمت قبورهم ، واشتُريت تصانيفهم ، وهذا يدل على برودة الدين في القلب ) .
وعلى المسلم أن يحذر من أصحاب البدع والأهواء الذين امتلأت بهم الأرض ، ولْيتجنَّب الكفار وما يبثون من شبه وشهوات ، وليعتصم بحبل الله المتين وسنة نبيه الكريم . وعلى المسلم أن يفطِن إلى الفرق بين حسن التعامل والإحسان إلى أهل الذمة وبين بُغضهم وعدم محبتهم . ويتعيَّن علينا أن نبرهم بكل أمر لا يكون ظاهره يدل على مودات القلوب ، ولا تعظيم شعائر الكفر . ومن برهم لتُقبل دعوتنا : الرفق بضعيفهم ، وإطعام جائعهم ، وكسوة عاريهم ، ولين القول لهم على سبيل اللطف معهم والرحمة لا على سبيل الخوف والذلة ، والدعاء لهم بالهداية ، وينبغي أن نستحضر في قلوبنا ما جُبلوا عليه من بغضنا ، وتكذيب نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - .
اللهم وفقنا للعمل بكتابك وسنة نبيك - صلى الله عليه وسلم - والسير على هداهما ، وحب الله ورسوله والمؤمنين وموالاتهم وبغض الكفار والمشركين ومعاداتهم .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


و الله كلام نفيس نقلته مشرفنا فجزاك الله خيرا و شكر لك

ردك و الله رد عطر زكي نافع فالشكر موصول بك

نقلت نقلا موفقا مبينا لعقيدة الولاء و البراء شارحا لها مبينا للولزمها و مقتضاها و انها من اعمال القلوب التي يجب ان يظهر اثرها الظاهر

بارك الله فيك و جزاك خيرا مشرفنا و شكر الله لك تواصلك معنا و نفعنا بما نقلت

دمت بخير اخي

صالح القسنطيني
2009-09-05, 15:06
كما عرفنا وزاد الإخوة في شرحهم أن الولاء هو حب ونصرة من ينصر الدين والبراء هو التبرئة

ممن يكن عداء للدين الحنيف .............غير أني أخي صالح ما وجدت لهاتين المفردتين من محل في كثير

من مواقفنا وخاصة في عاصمة التوحيد وقبلة المسلمين وموطن علماء السنة والتي تعتبر حامية حمى المسلمين

ورافعة رايتهم.........فموقفها في حرب الخليج ومشاركة جيشها مع جيوش الكفار -وهذا ولاء من نوع آخر -

في ضرب دولة يعلو علمها لا إله إلا الله محمد رسول الله وهذا براء من دولة مسلمة وولاء لغيرها

هنا تجدني أخي تائها وحائرا بينما هو كائن في الواقع وما يجب ان يكون لأن الولاء لا يكون أبدا

لمن يعادي الدين ولا مجال هنا للحديث عن المصالح لأن مصلحتنا وولاؤنا يكون لدولة شعبها مسلم لا لدولة

تجهر بعدائها للاسلام والمسلمين...........

السلام عليك و رحمة الله و بركاته و بعد:

لتعلم اخي نور الدين ان الولاء و البراء من امر العقيدة و الواجب على كل مسلم ان توحد الله حق التوحيد و يحقق الولاء و البراء و ما ضره من فرط فيهما

و اما ما ذكرته اخي حول حرب الخليج فلتعلم ان تلك الحرب قل من فهمها و ذلك لكثرة (المزمرين) و استعانة السعودية بالكفار لرد عدون صدام مسالة اختلف فيها العلماء فمنهم من أجاز استعانة مسلم بكفار لرد دعوان مسلم لا يستطيع رد عدوانه غلا بتلك الاستعانة. قالوا و تلك الاستعانة ليست من باب اعانة كافر على مسلم التي هي ردة اذا كانت تلك الاعانة من اجل اظهاره على المسلم و اظهار دينه على الاسلام و المسالة طويلة و لكل ادلته من السنة و النبي عليه الصلاة و السلام قد استعان بالكفار

و مما لا يخفى ايضا ان السعودية لما استعانت لم تستعن من اجل اظهار الكفر على التوحيد و إنما استعانت بكافر لرد عدوان حزب بعث

مثل هذه الأمور يجب ذكرها و لست مدافعا على البلد و غنما هي حقائق تاريخية


بارك الله فيك اخي و جزاك خيرا و شكر لك

صالح القسنطيني
2009-09-05, 17:36
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



ما كان سكوتي عن الرد ليومين كاملين إلا لجلل الأمر وعظمته



فكما قال أخونا صالح حفظه الله وسلمه من كل سوء

" أن عقيدة الولاء والبراء هي قطب رحى الإسلام"



"فلا تستقيم قدم الإسلام إلا على ظهر التسليم والاستسلام"


لشرع الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام ثم دحر لأرباب البدع والشرك والمنكرات



أخونا محمد كفا ووفى في ذكر كل ذي صلة شرعية بالمسألة فلم يترك لنا ما نضيف

لهذا فبعد الاطلاع على عدة مقالات وآراء حول المسألة خرجت وبحمد الله بهذه الحوصلة البسيطة التي أسأل الله أن تكون نافعة



إن المتبصر في أمر الأمة الإسلامية لا يخفى عنه أبدا أن أصل كل النكبات والنكسات التي عانت منها إنما يرجع إلى

"تضييع ممنهج لعقيدة الولاء والبراء"



فالانسياق البهيمي وراء "لورنس العرب" وادعاءاته التي عبدت الطريق إلى القدس بأشلاء المسلمين ليعود الجنرال "ألنبي" الصليبي ويركل قبر صلاح الدين الأيوبي ويقول: ها قد عدنا يا صلاح الدين فهذا ما كان ليكون لولا غياب عقيدة الولاء والبراء من القلوب في ذلك العصر،

ومن قبل هذا ملوك الطوائف في الأندلس الذين استعانوا بالصليبين على بعضهم البعض فكان آخرة أمرهم الوبال الشديد حتى صار الأمير فيهم راعيا للغنم

هذه العقيدة التي كانت وحدها هي سبب مقاومة المصريين للعدل الاجتماعي والقضائي المزعوم الذي جاء به نابليون بونابرت في مقابل خيار الظلم والقسوة التي كانت طابعا للحكم الإقطاعي الذي كان طابع التسلط العثماني المملوكي على مصر في ذلك الأوان

عقيدة الولاء والبراء التي كانت سببا لفشل جميع حركات الاستقلال عن الدولة العثمانية تحت رعاية غربية طيلة قرنين من الزمان



وهي العقيدة التي حاربتها الدعاية الغربية منذ الحملة الفرنسية على الجزائر على يد علماء ومفكرين مسلمين تحت شعارات قومية ووطنية وصوفية وليبرالية وعلمانية، واستطاعوا في ظل تغييبها أن يصلوا إلى أعظم مما كانوا يطمحون إليه من ولاء يجعل من المسلم بندقية في يد عدوه يصوبها حيث شاء



عاد الغرب إلى تغييبها الآن وبالطرق نفسها التي استخدمها قبل أكثر من مائة سنة... لكن ما تعيشه الأمة الآن أخطر وأعظم فظاهرة العولمة والتميع زادت الطين بلة

ولعل المتابع للأحداث المتسارعة في السنوات الأخيرة في بلادنا قد يعجب من كثرة الأعداء ضد الأمة ويزداد عجب المتابع أضعافا عندما يرى هذا الكم الهائل منهم يعيشون بيننا ويتكلمون بألسنتنا ويحملون جنسيتنا



فالعلمانية التي كانت مستترة بلحن القول تكشف وجهها الذي طالما غطته بكثير الأقنعة يؤازرها في ذلك كل صاحب معتقد مشبوه من رافضة ومتصوفة وكل يغني على خبثه

وبطبيعة الحال فإن هؤلاء ما انتفشوا إلا لأن أحد أوليائهم من الذين كفروا قد حل بدارهم أو قريبا منها فبدءوا بالصياح والعويل والقارئ لجادة المكر الصليبي يعلم جيداً أن الأساليب البطيئة الهادئة والأكيدة المفعول والنتيجة كانت من أنجح الأساليب الصليبية في تقويض أحكام الدين وتقليص نفوذه وحضوره الفاعل في حياة المسلمين بدون أن يشعروا بذلك وما على أحدنا إلا أن يقرأ عن تلك الفيروسات الخبيثة التي دكت صرح الخلافة العثمانية من الداخل وحطمتها بمباركة بل ومساعدة وتخطيط ودعم من الخارج ليزداد عجبه من تشابه المخطط الذي نفذ في إسقاط الخلافة العثمانية وشقيقه الآخر الذي هو في طورالتنفيذ في بلادنا الآن



في الأخير الأمة تعيش واقعا اختلط فيه الحابل بالنابل لذلك

فهي كالمركب التائه في بحر الظلمات من دون شراع توجهه أمواج الكفر والظلال أين ما شاءت

لذا فإن شراع الأمة كتاب ربها وسنة نبيها وعقيدتها الراسخة في قلوب الصادقين



بورك فيكم جميعا

صح فطوركم والسلام عليكم


و عليك السلام و رحمة الله و بركاته


بارك الله فيك اخي محمد إذ ذكرت بعض الأشواك التي حصدتها أمتنا (الجريحة) لتفريط بعض افرادها و اهمالهم لهذا الأصل الأصيل

و ما من شر اصاب الأمة مرّ العصور و كر الدهور إلا و سببه الإفراط أو التفريط

فالخوارج غلوا في الولاء و البراء فكفروا و تبرؤوا ممن لم يكفره الله و قالبهم (المميعون المتحذلقون) ففرطوا في الولاء و البراء و لم يرفعوا لهما رأسا فضيعوا الدين بعد ان ضاعوا و كان من آثار شرهم ما ذكرت

بارك الله فيك اخي محمد و جزاك خيرا و شكر لك

صالح القسنطيني
2009-09-05, 17:38
السلام عليكم.
هذا موضوع كبيرويدل على كبر كاتبه.
والولاء لا يكون إلا لله ورسوله وآل البيت والبراءهو البعد والبغض لمن خالف الله والرسول والصحابة وسن وابتدع ما لا أصل له من الدين.
ثم ماذا تعلم الجزائرون من هؤلاء العلماء فما زال منا من لم يعرف حتى نواقض الوضوء.
وبارك الله فيك واعذرني على الرد المختصر لأن الموضوع يتطلب الكثير من المراجع وكذلك الوقت الكافي.
ورمضان مبارك.

و عليك السلام و رحمة الله و بركاته

كلام مختصر معتصر نفيس جميل

بارك الله فيك اخي جمال و جزاك خيرا و وفقك الله لكل خير و جعل التوفيقك رفيقك

دمت بخير

أبومسلم الخرساني
2009-09-05, 18:21
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشفر الخلق محمد رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم أما بعد:

لكم أسرنا أخي الفاضل طرحكم لمثل هذه المواضيع التي تعنى بأمور الدين والتي تكون منها مايغفل عليها الناس والتي نرى أن البعض منها أهملهافاختلطت بذلك الأمور وكثر المفرطون
ومن أهمها الولاء والبراء الذان يعتبران ركنا من أركان العقيدة الصحيحة

ونجد في معنى الولاء :حب الله ورسوله والصحابة والتابعين والمؤمنين الموحدين والصالحين ونصرتهم.
وأما أخي الفاضل ففي معنى البراء: هو بغض من خالف الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين، من الكافرين والمشركين والمنافقين والمبتدعين والفساق.
فكل مؤمن موحد ملتزم للأوامر والنواهي الشرعية، تجب محبته وموالاته ونصرته وكل من كان خلاف ذلك وجب التقرب إلى الله تعالى ببغضه ومعاداته وجهاده بالقلب واللسان بحسب القدرة والإمكان، قال تعالى: (http://www.djelfa.info/gfx/braket_r.gifوَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ) http://www.djelfa.info/gfx/braket_l.gif -التوبة:71-
والولاء والبراء أوثق عرى الإيمان وهو من أعمال القلوب لكن تظهر مقتضياته على اللسان والجوارح، قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح:{ من أحب لله وأبغض لله، وأعطى لله ومنع لله، فقد استكمل الإيمان } -أخرجه أبو دا ود-
ومنزلة عقيدة الولاء والبراء من الشرع عظيمة ومنها:
أولا: أنها جزء من معنى الشهادة وهي قول: "لا إله" من "لا إله إلا الله" فإن معناها البراء من كل ما يعبد من دون الله.
ثانيا: أنها شرط في الإيمان كما قال تعالى:** http://www.djelfa.info/gfx/braket_r.gif تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ، وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ** http://www.djelfa.info/gfx/braket_l.gif [المائدة:80-81].
ثالثا: أن هذه العقيدة أوثق عرى الإيمان، لما روى أحمد في مسنده عن البراء بن عازب http://www.djelfa.info/gfx/article_ratheya.gif قال: قال رسول الله http://www.djelfa.info/gfx/article_salla.gif: { أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله }.
يقول الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله: فهل يتم الدين أو يقام علم الجهاد أو علم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بالحب في الله والبغض في الله، والمعاداة في الله، والموالاة في الله، ولو كان الناس متفقين على طريقة واحدة، ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء، لم يكن فرقانا بين الحق والباطل، ولا بين المؤمنين والكفار، ولا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.
رابعا: أنها سبب لتذوق حلاوة الإيمان ولذة اليقين، لما جاء عنه http://www.djelfa.info/gfx/article_salla.gif أنه قال: { ثلاث من وجدهن وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار } [متفق عليه].
خامسا: أنها الصلة التي يقوم على أساسها المجتمع المسلم **http://www.djelfa.info/gfx/braket_r.gif إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ** http://www.djelfa.info/gfx/braket_l.gif [الحجرات:10].
سادسا: أنه بتحقيق هذه العقيدة تنال ولاية الله، لما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: من أحب في الله وأبغض في الله، ووالى في الله وعادى في الله فإنما، تنال ولاية الله بذلك.
سابعا: أن عدم تحقيق هذه العقيدة قد يدخل في الكفر، قال تعالى: http://www.djelfa.info/gfx/braket_r.gif وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ http://www.djelfa.info/gfx/braket_l.gif [المائدة:51].
ثامنا: أن كثرة ورودها في الكتاب والسنة يدل على أهميتها.

يقول الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله: فأما معاداة الكفار والمشركين فاعلم أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب ذلك، وأكد إيجابه، وحرم موالاتهم وشدد فيها، حتى أنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله يقتضي أن لا يحب إلا لله، ولا يبغض إلا لله، ولا يواد إلا لله، ولا يعادى إلا لله، وأن يحب ما أحبه الله، ويبغض ما أبغضه الله.


ومن صور موالاة الكفار أمور شتى منها:
1- التشبه بهم في اللبس والكلام.

2- الإقامة في بلادهم، وعدم الانتقال منها إلى بلاد المسلمين لأجل الفرار بالدين.

3- السفر إلى بلادهم لغرض النزهة ومتعة النفس.

4- اتخاذهم بطانة ومستشارين.

5- التأريخ بتاريخهم خصوصا التاريخ الذي يعبر عن طقوسهم وأعيادهم كالتاريخ الميلادي.

6- التسمي بأسمائهم.

7- مشاركتهم في أعيادهم أو مساعدتهم في إقامتها أو تهنئتهم بمناسبتها أو حضور إقامتها.

8- مدحهم والإشادة بما هم عليه من المدنية والحضارة، والإعجاب بأخلاقهم ومهاراتهم دون نظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد.

9- الإستغفار لهم والترحم عليهم.

قال أبو الوفاء بن عقيل: إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة، عاش ابن الراوندي والمعري - عليهما لعائن الله - ينظمون وينثرون كفرا، وعاشوا سنين، وعظمت قبورهم، واشتريت تصانيفهم، وهذا يدل على برودة الدين في القلب.

وعلى المسلم أن يحذر من أصحاب البدع والأهواء الذين امتلأت بهم الأرض، وليتجنب الكفار وما يبثون من شبه وشهوات، وليعتصم بحبل الله المتين وسنة نبيه الكريم. وعلى المسلم أن يفطن إلى الفرق بين حسن التعامل والإحسان إلى أهل الذمة وبين بغضهم وعدم محبتهم. ويتعين علينا أن نبرهم بكل أمر لا يكون ظاهره يدل على مودات القلوب، ولا تعظيم شعائر الكفر. ومن برهم لتقبل دعوتنا: الرفق بضعيفهم، وإطعام جائعهم، وكسوة عاريهم، ولين القول لهم على سبيل اللطف معهم والرحمة لا على سبيل الخوف والذلة، والدعاء لهم بالهداية. وينبغي أن نستحضر في قلوبنا ما جبلوا عليه من بغضنا، وتكذيب نبينا محمد http://www.djelfa.info/gfx/article_salla.gif.

اللهم وفقنا للعمل بكتابك وسنة نبيك http://www.djelfa.info/gfx/article_salla.gif والسير على هداهما، وحب الله ورسوله والمؤمنين وموالاتهم وبغض الكفار والمشركين ومعاداتهم.

ولنا عودة إن شاء الله تعالى لهذا الموضوع لنقدم مما وفقنا الله في تقديمه لكي نستفيد ونفيد بإذن الله تعالى

فإن أخطأت فمننفسي ومن الشيطان وإن أصبت فمن الله تعالى

طارق القبطان
2009-09-05, 21:12
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته



للاسف اخي صالح الكثير منا لا يعرف عنها شيأ

وهذا للساسية المنتهجة في البلد الذي نحن فيه

حيث لا يعلمونا شئ من هذه الامور لا في الابتدائي ولا المتوسط ولا الثانوي

بل يعرفها الى من اختار تخصص الشريعة او من اراد تعليم نفسه

وبقى التعليم الديني في هذا البلد يدور حول كيفية الوضوء ومقدار الزكاة و وقت الصوم


وجزاك الله خيرا على تنوير قلوبنا

أولا بارك الله فيك اخي صالح على ا الموضوع ليس غريب عنك
اخي كمال المشكل اليوم عام وليس في بلادنا فقط
فنجد ان جميع وسائل الاعلام والعربية تجندت للانتقاص وتغيب مفهوم الولاء والبراء عن العامة
من خلال شبه اجماع ممن يسمون بالمثقفين ان هذه العقيدة هي الاصل في تخريج الدفعات الارهابية
وهي من تعكر صفو من يبحثون عن حوار الاديان والتقارب
شكرا لك

السمسمه
2009-09-05, 22:34
باراك الله فيك الشيخ الصالح

وشَـ،ـآحْ الـصـِـبـآا
2009-09-08, 10:39
كمـــا قال أخ من قبلي الحمد لله ،، أن للكعبـــة رب يحميـــها...

لازلــــت تضع من أفضل المواضيـــع وتبدع
سدد الله دربك ووفق خطـــــاك

http://islam.maktoob.com/image2938_500_361/500X361.jpg

أبوعبد الباسط
2009-09-08, 12:39
أي ولاء وأي براء تقصدون
أنتم توالون الحكام رغم المصائب التي ترونها
تحرضون الناس علي تكفير الشيعة
تغضون الطرف عن اليهود
فتحتم الباب علي مصراعية وابتدعتم بدعة منكرة وهو التكلم في العلماء
من ليس علي منهجكم مبتدع .ضال فاسق.كافر
لايحق لكم الحديث عن الولاء والبراء لأن الوالاء والبراء موالاة من يقول لاإله إلا الله
وأنتم قد بدأتم بكل من يقول لاإله إلا الله فواحد كفرتموه وآخر ضللتموه وثالث فسقتموه ورابع بدعتموه
راجعوا أنفسكم ثم اعرضوا أفكاركم.

صالح القسنطيني
2009-09-09, 16:05
[QUOTE=beent falasteen1991;1522327]
السلام عليكم
الولاء لله والرسول والمسلمين
والبراء من الكفر والكافرين ومنهجهم...

........................
الولاء حب المسلم ونصرته وطلب الرحمه له وحبه له الخير كما يحبه لنفسه
واعانة المسلم على عدوه ،وأن نكون كالجسد الواحد ......

أما البراء .....
عدم الرضا على الكفر وأهله.
كره الكافرين وعدم محبتهم .
عدم اطاعة الكافرين واعانتهم على المسلمين .
عدم تقليد الكافرين واتباع شعائرهم...

وما عليه امتنا هذه الأيام من مشاكل وحروب دموية وخلافات ليس الا لعدم ادراكنا هذه المفاهيم الأصيله
فمثلا التعاون مع المحتل وعدم نصرة المسلم كما تقوم به الأمه العربيه المسلمه الآن من تخاذل وتناسي هو أحد
الأمثله على ذلك......
فكيف نرا مثلا غزه تجوع ولا تحرك الجيوش العربيه المسلمه؟؟؟؟؟؟؟؟!
كيف لمصر أن تغلق حدودها مع القطاع وتعين المحتل على المسلمين؟!!
كيف للمسلم أن يفاوض المحتل الذي لا يريد الخير لهذه الأمه ؟؟؟؟؟
[b]كيف تسكت أمتنا عن احتلال المسجد الاقصى وفلسطين؟؟؟؟؟؟؟؟




هذه بعض التساؤلات في .....أين نحن من الولاء والبراء
أصبت في اختيار الموضوع ربنا يبارك فيكم.



بارك الله فيك و في قلمك و عقلك اختنا بنت فلسطين و جزاك جيرا عما بينته و ذكرته و شرحته و شكر لك تواصلك معنا

و ما قيعت الأندلس و فلسطين و باقي بلاد المسلمين حقيقة و حكما غلا لبعدنا عن ديننا و ضعفنا فيه

و نسال الله ان يصلح احوالنا

صالح القسنطيني
2009-09-09, 16:07
السلام عليكم و رحمة الله تعالى
بارك الله فيك اخي على تنويرك هذا
و لو انه لا يسعني الا ان اقول اننا بحاجة اكثر من ماسة الى من يعيد احياء معالم ديننا التي بتنا نراها تختفي يوما بعد يوم


اثابك الله الجنة و بوركت اخي

و عليك السلام و رحمة الله و بركاته

و فيك بارك الله

و سدعنا بتواجدك و اطلالتك المشرقة

و لك بمثل ما دعوت لنا و شكرنا موصول بك صاحبة القلم المميز

صالح القسنطيني
2009-09-09, 16:12
أولا بارك الله فيك اخي صالح على ا الموضوع ليس غريب عنك
اخي كمال المشكل اليوم عام وليس في بلادنا فقط
فنجد ان جميع وسائل الاعلام والعربية تجندت للانتقاص وتغيب مفهوم الولاء والبراء عن العامة
من خلال شبه اجماع ممن يسمون بالمثقفين ان هذه العقيدة هي الاصل في تخريج الدفعات الارهابية
وهي من تعكر صفو من يبحثون عن حوار الاديان والتقارب
شكرا لك

و فيك بارك الله يا شريكي

و هذه غيبة و لا رمضان او قاتلك ههههههه

جزاك الله خيرا و شكر لك تواصلك معنا

صالح القسنطيني
2009-09-09, 16:13
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشفر الخلق محمد رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم أما بعد:

لكم أسرنا أخي الفاضل طرحكم لمثل هذه المواضيع التي تعنى بأمور الدين والتي تكون منها مايغفل عليها الناس والتي نرى أن البعض منها أهملهافاختلطت بذلك الأمور وكثر المفرطون
ومن أهمها الولاء والبراء الذان يعتبران ركنا من أركان العقيدة الصحيحة

ونجد في معنى الولاء :حب الله ورسوله والصحابة والتابعين والمؤمنين الموحدين والصالحين ونصرتهم.
وأما أخي الفاضل ففي معنى البراء: هو بغض من خالف الله ورسوله والصحابة والمؤمنين الموحدين، من الكافرين والمشركين والمنافقين والمبتدعين والفساق.
فكل مؤمن موحد ملتزم للأوامر والنواهي الشرعية، تجب محبته وموالاته ونصرته وكل من كان خلاف ذلك وجب التقرب إلى الله تعالى ببغضه ومعاداته وجهاده بالقلب واللسان بحسب القدرة والإمكان، قال تعالى: (http://www.djelfa.info/gfx/braket_r.gifوَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ) http://www.djelfa.info/gfx/braket_l.gif -التوبة:71-
والولاء والبراء أوثق عرى الإيمان وهو من أعمال القلوب لكن تظهر مقتضياته على اللسان والجوارح، قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح:{ من أحب لله وأبغض لله، وأعطى لله ومنع لله، فقد استكمل الإيمان } -أخرجه أبو دا ود-
ومنزلة عقيدة الولاء والبراء من الشرع عظيمة ومنها:
أولا: أنها جزء من معنى الشهادة وهي قول: "لا إله" من "لا إله إلا الله" فإن معناها البراء من كل ما يعبد من دون الله.
ثانيا: أنها شرط في الإيمان كما قال تعالى:** http://www.djelfa.info/gfx/braket_r.gif تَرَى كَثِيراً مِّنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنفُسُهُمْ أَن سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ، وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِيِّ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاء وَلَـكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ** http://www.djelfa.info/gfx/braket_l.gif [المائدة:80-81].
ثالثا: أن هذه العقيدة أوثق عرى الإيمان، لما روى أحمد في مسنده عن البراء بن عازب http://www.djelfa.info/gfx/article_ratheya.gif قال: قال رسول الله http://www.djelfa.info/gfx/article_salla.gif: { أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله }.
يقول الشيخ سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب رحمهم الله: فهل يتم الدين أو يقام علم الجهاد أو علم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا بالحب في الله والبغض في الله، والمعاداة في الله، والموالاة في الله، ولو كان الناس متفقين على طريقة واحدة، ومحبة من غير عداوة ولا بغضاء، لم يكن فرقانا بين الحق والباطل، ولا بين المؤمنين والكفار، ولا بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.
رابعا: أنها سبب لتذوق حلاوة الإيمان ولذة اليقين، لما جاء عنه http://www.djelfa.info/gfx/article_salla.gif أنه قال: { ثلاث من وجدهن وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار } [متفق عليه].
خامسا: أنها الصلة التي يقوم على أساسها المجتمع المسلم **http://www.djelfa.info/gfx/braket_r.gif إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ** http://www.djelfa.info/gfx/braket_l.gif [الحجرات:10].
سادسا: أنه بتحقيق هذه العقيدة تنال ولاية الله، لما روى ابن عباس رضي الله عنهما قال: من أحب في الله وأبغض في الله، ووالى في الله وعادى في الله فإنما، تنال ولاية الله بذلك.
سابعا: أن عدم تحقيق هذه العقيدة قد يدخل في الكفر، قال تعالى: http://www.djelfa.info/gfx/braket_r.gif وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ http://www.djelfa.info/gfx/braket_l.gif [المائدة:51].
ثامنا: أن كثرة ورودها في الكتاب والسنة يدل على أهميتها.

يقول الشيخ حمد بن عتيق رحمه الله: فأما معاداة الكفار والمشركين فاعلم أن الله سبحانه وتعالى قد أوجب ذلك، وأكد إيجابه، وحرم موالاتهم وشدد فيها، حتى أنه ليس في كتاب الله تعالى حكم فيه من الأدلة أكثر ولا أبين من هذا الحكم بعد وجوب التوحيد وتحريم ضده.

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن تحقيق شهادة أن لا إله إلا الله يقتضي أن لا يحب إلا لله، ولا يبغض إلا لله، ولا يواد إلا لله، ولا يعادى إلا لله، وأن يحب ما أحبه الله، ويبغض ما أبغضه الله.


ومن صور موالاة الكفار أمور شتى منها:
1- التشبه بهم في اللبس والكلام.

2- الإقامة في بلادهم، وعدم الانتقال منها إلى بلاد المسلمين لأجل الفرار بالدين.

3- السفر إلى بلادهم لغرض النزهة ومتعة النفس.

4- اتخاذهم بطانة ومستشارين.

5- التأريخ بتاريخهم خصوصا التاريخ الذي يعبر عن طقوسهم وأعيادهم كالتاريخ الميلادي.

6- التسمي بأسمائهم.

7- مشاركتهم في أعيادهم أو مساعدتهم في إقامتها أو تهنئتهم بمناسبتها أو حضور إقامتها.

8- مدحهم والإشادة بما هم عليه من المدنية والحضارة، والإعجاب بأخلاقهم ومهاراتهم دون نظر إلى عقائدهم الباطلة ودينهم الفاسد.

9- الإستغفار لهم والترحم عليهم.

قال أبو الوفاء بن عقيل: إذا أردت أن تعلم محل الإسلام من أهل الزمان، فلا تنظر إلى زحامهم في أبواب الجوامع، ولا ضجيجهم في الموقف بلبيك، وإنما انظر إلى مواطأتهم أعداء الشريعة، عاش ابن الراوندي والمعري - عليهما لعائن الله - ينظمون وينثرون كفرا، وعاشوا سنين، وعظمت قبورهم، واشتريت تصانيفهم، وهذا يدل على برودة الدين في القلب.

وعلى المسلم أن يحذر من أصحاب البدع والأهواء الذين امتلأت بهم الأرض، وليتجنب الكفار وما يبثون من شبه وشهوات، وليعتصم بحبل الله المتين وسنة نبيه الكريم. وعلى المسلم أن يفطن إلى الفرق بين حسن التعامل والإحسان إلى أهل الذمة وبين بغضهم وعدم محبتهم. ويتعين علينا أن نبرهم بكل أمر لا يكون ظاهره يدل على مودات القلوب، ولا تعظيم شعائر الكفر. ومن برهم لتقبل دعوتنا: الرفق بضعيفهم، وإطعام جائعهم، وكسوة عاريهم، ولين القول لهم على سبيل اللطف معهم والرحمة لا على سبيل الخوف والذلة، والدعاء لهم بالهداية. وينبغي أن نستحضر في قلوبنا ما جبلوا عليه من بغضنا، وتكذيب نبينا محمد http://www.djelfa.info/gfx/article_salla.gif.

اللهم وفقنا للعمل بكتابك وسنة نبيك http://www.djelfa.info/gfx/article_salla.gif والسير على هداهما، وحب الله ورسوله والمؤمنين وموالاتهم وبغض الكفار والمشركين ومعاداتهم.

ولنا عودة إن شاء الله تعالى لهذا الموضوع لنقدم مما وفقنا الله في تقديمه لكي نستفيد ونفيد بإذن الله تعالى

فإن أخطأت فمننفسي ومن الشيطان وإن أصبت فمن الله تعالى




بارك الله فيك اخي و نفعنا الله بك و جزاك من خير ما يجازي به عباده الصالحين

و قد ردت برد جمعت فيه ما تفرق و بينت فيه ما خفي عند الكثيرين فبورك فيك

و الشكر موصول بك اخي و لتحملك كلفة الرد في موضوعنا بدرر و كلام عطر من النصوص الشرعية و اقوال علمائنا علام السنة و التوحيد كأمثال شيخ السلام و ائمة دعوة الحجاز


دمت بخير اخي

صالح القسنطيني
2009-09-09, 16:14
باراك الله فيك الشيخ الصالح

و فيك بارك الله اختنا و بيني و بين لفظة الشيخ كما بيني و بينها جهة العمر بل اكثر

جزاك الله خيرا و شكر لك تواصلك معنا و تقبل الله منا الصيام و القيام

صالح القسنطيني
2009-09-09, 16:17
كمـــا قال أخ من قبلي الحمد لله ،، أن للكعبـــة رب يحميـــها...

لازلــــت تضع من أفضل المواضيـــع وتبدع
سدد الله دربك ووفق خطـــــاك

http://islam.maktoob.com/image2938_500_361/500x361.jpg

هههههههههههه على سلامتك

بارك الله فيك و جزاك خيرا و شكر لك

و علاه مخبرتنيش على مسابقة تاعكم باه تمديلي شوي نقاااااط هههههه

صالح القسنطيني
2009-09-09, 16:18
أي ولاء وأي براء تقصدون
أنتم توالون الحكام رغم المصائب التي ترونها
تحرضون الناس علي تكفير الشيعة
تغضون الطرف عن اليهود
فتحتم الباب علي مصراعية وابتدعتم بدعة منكرة وهو التكلم في العلماء
من ليس علي منهجكم مبتدع .ضال فاسق.كافر
لايحق لكم الحديث عن الولاء والبراء لأن الوالاء والبراء موالاة من يقول لاإله إلا الله
وأنتم قد بدأتم بكل من يقول لاإله إلا الله فواحد كفرتموه وآخر ضللتموه وثالث فسقتموه ورابع بدعتموه
راجعوا أنفسكم ثم اعرضوا أفكاركم.

اللهم إنّي صائـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــم

*المشتاقة للرحمن*
2009-09-09, 16:25
جازاكم الله خيرا

نينا الجزائرية
2009-09-09, 16:29
جزاك الله خيرا أخي القدير والفاضل ماذا أزيد لم اجد الكلمات لأن الاخوة والاخوات أثرو الموضوع بمشاركاتهم الطيبة
ماعساي اقول الا الله يهدي أمة محمد ويوحد الصفوف ولنبتعد عن اتباع الكفار ولنترك البدع ونتبرا منها
ولننصر نبينا ونشرف ديننا

صالح القسنطيني
2009-09-09, 19:48
جازاكم الله خيرا

و ايّاكِ

و بَارَك الله فيكِ و شَكَرَ لكِ تَوَاصُلَك معنَا

صالح القسنطيني
2009-09-09, 19:50
جزاك الله خيرا أخي القدير والفاضل ماذا أزيد لم اجد الكلمات لأن الاخوة والاخوات أثرو الموضوع بمشاركاتهم الطيبة
ماعساي اقول الا الله يهدي أمة محمد ويوحد الصفوف ولنبتعد عن اتباع الكفار ولنترك البدع ونتبرا منها
ولننصر نبينا ونشرف ديننا

آمين على لدعائك و بارك الله فيك اختنا و جزاك خيرا و شكر لك تواصلك معنا

بورمله
2009-09-09, 19:55
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
وتقبل الله الصيام والقيام

جزاك الله كل خير

اميرة اليالي البيضاء
2009-09-09, 21:24
بارك الله فيك أخي صالح القسنطيني على الموضوع الذي حقا يستحق النقاش الجاد

وسبب صعفنا في الولاء والبراء راجع إلى أننا عندما ولدنا وجدنا أبأئنا وأمهاتنا يصلون ويصومون فا أصبحنا من قوم تبع

لا أحد يحاول أن يقرأ أو يفهم لماذا نحن نصلي ولما نصوم ولما نزكي ولما نحج ومامعنى كلمة التوحيد

أصبحنا نخاف من المجتمع وعاداته أكثر من أن نخاف من الله وبا إختصار أصبحنا نعبد العباد وليس رب العباد

عبادتنا أصبخت عادة ليست عبادة فما بالك بمحاربة البدع

من يحارب البدع إذا كان إئمة المساجد يرونها أنها من السنن أليس الأئمة هم اللبنة الذي يقوم عليه المجتمع

الأئمة يذهبون ويقرأوون القرأن على الميت وتوجد ( الأربعين ) ويدفعون لهم مالا على قرأتهم للقرأن

وتوجد عادات أخرى وكلها تندرج تحت عنوان :

أمة لا تقرأ ولا تريد أن تفهم ومن يحارب البدع فقد ضل عن الطريق

نحن بحاجة إلى إيمان وعلم قوي وقبل كل هذا يجب أن نكون نحن مخلصين أعمالنا لوجه الله .

تقبل مرور أختك أميرة اليالي البيضاء بفائق التقدير والإحترام ويبقى مجرد رأي

صالح القسنطيني
2009-09-11, 14:34
تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال
وتقبل الله الصيام والقيام

جزاك الله كل خير


آمين اخي بورملة

و بارك الله فيك

و شكر لك عملك و جهدك و وقتك و تواصلك معنا

صالح القسنطيني
2009-09-11, 14:36
بارك الله فيك أخي صالح القسنطيني على الموضوع الذي حقا يستحق النقاش الجاد

وسبب صعفنا في الولاء والبراء راجع إلى أننا عندما ولدنا وجدنا أبأئنا وأمهاتنا يصلون ويصومون فا أصبحنا من قوم تبع

لا أحد يحاول أن يقرأ أو يفهم لماذا نحن نصلي ولما نصوم ولما نزكي ولما نحج ومامعنى كلمة التوحيد

أصبحنا نخاف من المجتمع وعاداته أكثر من أن نخاف من الله وبا إختصار أصبحنا نعبد العباد وليس رب العباد

عبادتنا أصبخت عادة ليست عبادة فما بالك بمحاربة البدع

من يحارب البدع إذا كان إئمة المساجد يرونها أنها من السنن أليس الأئمة هم اللبنة الذي يقوم عليه المجتمع

الأئمة يذهبون ويقرأوون القرأن على الميت وتوجد ( الأربعين ) ويدفعون لهم مالا على قرأتهم للقرأن

وتوجد عادات أخرى وكلها تندرج تحت عنوان :

أمة لا تقرأ ولا تريد أن تفهم ومن يحارب البدع فقد ضل عن الطريق

نحن بحاجة إلى إيمان وعلم قوي وقبل كل هذا يجب أن نكون نحن مخلصين أعمالنا لوجه الله .

تقبل مرور أختك أميرة اليالي البيضاء بفائق التقدير والإحترام ويبقى مجرد رأي



ما شاء الله لا قوة الا بالله ربي يزدك بركة في عقلك على ما انت عليه

و الله كلامك اختنا الزمن القادم يدل على نضج عقلك و فهمك و علمك و معرفتك لما خفي عن الكثيرين من الرجال بل ممن يدعون الثقافة

كلامك و الله سرني و اعجبني فجزاك الله خيرا و شكر لك كلمة كلمة

و قد صدقت اختنا في كل ما قلته

وشَـ،ـآحْ الـصـِـبـآا
2009-09-13, 18:45
هههههههههههه على سلامتك

بارك الله فيك و جزاك خيرا و شكر لك


و علاه مخبرتنيش على مسابقة تاعكم باه تمديلي شوي نقاااااط هههههه



كنت حـــــابة نقولك بصح مالقيت كيفاه ،، أدخل إذا حسيت روحـــك ذكي
نتحداك ، هذا إذا كنت عندك فالشعر معلومات.....

صالح القسنطيني
2009-09-14, 18:13
كنت حـــــابة نقولك بصح مالقيت كيفاه ،، أدخل إذا حسيت روحـــك ذكي
نتحداك ، هذا إذا كنت عندك فالشعر معلومات.....

ههههههههههههههه

و علاه تحقري فيا تتحدايني في امام ناس هههههه

وشَـ،ـآحْ الـصـِـبـآا
2009-09-16, 13:12
ههههههههههه ،، معلاباليش بلي راك مخواف ،، ها كتسمعني هكذا راني نهدر بلعقل بيني وبينك.......

مرواني
2009-09-17, 23:01
موضوع حساس جدا أخي العزيز صالح يحتاج إلى بحث والدين يتكون من اللب والقشور
لذا أقول لأخي kamel عليك بمراجعة كلامك حول الوضوء والزكاة بالعكس فالمشكل يكمن في الوضوء والزكاة

الغزالي
2009-09-18, 11:59
بسم الله وبه نستعين
أشكر الأخ الكريم صالح على هذا الموضوع الطيب
واسأل الله العلي القدير أن ينفع به إخواننا في هذا المنتدى
الحقيقة أني منذ مدة أتابع هذا الموضوع ولم أجد
ما أشارك به ففقري للعلم وبساطة أفكاري وركني لما هو عملي
يجعلانني أتبع من بعيد وأتعلم على أيدي إخواني نفعنا الله بهم
و رغبة مني في تنوع الأفكار نقلت لكم رأي العلامة الدكتور يوسف عبد الله القرضاوي
في رده على سؤال طرح عليه في هذا السياق نفعنا الله بعلمه

********************

السؤال :
فضيلة الدكتور –حفظه الله- يعيب بعض الملتزمين ما يشاهدونه في تعامل الإخوان المسلمين مع الأقباط بل يصل الأمر بالبعض إلى التشكيك في عقيدتهم وأن ما يحدث منهم يتعارض مع مسألة الولاء والبراء، فنرجو تعليق فضيلتكم على هذا الأمر؟ وجزاكم الله خيرا

الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم: الولاء والبراء، من مقتضاياته أن تقدم حب الله على ما سواه، ومن الولاء لله أن يتحقق فيك كمال العبودية لله عز وجل فيما أمر ونهى وأن تتجرد من هوى النفس وأن تذلها لله رب العالمين، والولاء والبراء لا يتنافى مع وجوب القسط والعدل لمن أمرنا الله أن نقسط إليهم، والنصارى في مصر أو في أي بلد إسلامي مأمورون شرعا بأن نحسن إليهم ونقسط ونعدل، فلهم ما لنا وعليهم ما علينا، بل من أساء إليهم فقد عصى أبا القاسم –صلى الله عليه وسلم- الذي قال "- من آذى ذميا فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة".
وإليك رد فضيلة الدكتور القرضاوي:
قضية الولاء والبراء، الإخوان كانوا أسبقَ الجماعات إلى تقريرها، فهم يُوالُون كلَّ مَن والَى الله ورسوله وجماعة المؤمنين، كما قال تعالى: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ ورَسُولُهُ والذِينَ آمَنُوا الذِينَ يُقِيمونَ الصَّلاةَ ويُؤتُونَ الزَّكَاةَ وهُمْ رَاكِعونَ. ومَنْ يَتَوَلَّ اللهَ ورَسولَهُ والذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الغَالِبونَ) (المائدة:55/56).
وهم يُعادُون كلَّ مَن عادَى الله ورسولَه والمؤمنين: (يَا أيُّها الذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ) (الممتحنة:1).

ويؤكِّد الأستاذ البَنّا في رسائله على هذه القضية، فأوثق عُرَى الإيمان: الحُبّ في الله، والبُغض في الله. وهل الإيمان إلا الحبّ والبغض؟
وفي رسالة التعاليم في ركن "التجرُّد" يقول: "أريد بالتجرَّد: أن تتخلّص لفكرتِك مِمّا سِواها من المبادِئ والأشخاص؛ لأنّها أسمى الفِكَر وأجمعُها وأعلاها: (صِبْغَةَ اللهِ ومَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغةً) (البقرة:138). (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ والذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ ومِمّا تَعْبُدونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وبَدَا بَيْنَنَا وبَيَنْكُمُ العَداوةُ والبَغْضاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ) (الممتحنة:4). والناس عند الأخ الصّادق واحدٌ من ستة أصناف: مسلم مجاهِد، أو مسلِم قاعد، أو مسلم آثِم، أو ذِمِّي مُعاهِد، أو مُحايِد، أو مُحارِب، ولِكُلٍّ حكمه في ميزان الإسلام. وفي حدود هذه الأقسام تُوزَن الأشخاص والهيئات، ويكون الوَلاء والعداء" أهـ. (رسالة التعليم، مجموع الرسائل ص 363.)
لا أحسب عالمًا أو منصفًا يتَّهِم صاحب هذا الكلام بأنه لا يعرف الولاء والبراء، أو المُوالاة والمُعاداة في الله، بل لقدْ رَبَّى جيلاً يُحبّ في الله، ويُبغِض في الله، ويُوالي في الله، ويُعادِي في الله.


والإخوان كانوا أشدَّ الناس على المستعمِرين والصَّهايِنة، الذين احتلُّوا ديار الإسلام لمقاوِمة هؤلاء، فلا يُتصوَّر أن يُتَّهموا بدعوَى الولاء لهم.


أخوّة المواطنين من غير المسلمين:
ولكن الإخوان يفرِّقون بين هؤلاء وبين مواطنيهم، الذين يَعيشون في دار الإسلام، وهم من أهل البلاد الأصليّين، وقد دخل الإسلام عليهم وهم فيها، وأعطاهُم الذِّمّة والأمان أن يعيشوا مع المسلمين وفي ظِلِّ حكمهم، لهم ما لهم، وعليهم ما عليهم، إلا ما اقتضاه التميِيز الديني.
فهؤلاء لم يَنْهَ الله تعالَى عن بِرِّهم والإقساط إليهم، كما في قوله تعالى: (لاَ يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الذِينَ لَمْ يُقاتِلوكُمْ فِي الدِّينِ ولَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطينَ) (الممتحنة: 8).

فهؤلاء لهم حَقّ البِرِّ والقسط، والقسط هو العدل، والبِرُّ هو فوق العدل، وهو الإحسان.
القِسط: أن تُعطيَهم حَقَّهُم، والبِرّ أن تَزيد على ما هو حقّ لهم!
القسط: أن تأخُذ منهم الحقَّ الذي عليهم، والبِرّ أن تتنازَل عن بعض حقِّك عليهم.
فهؤلاء ـ إذا كانوا من أهل وطنِك ـ لك أن تقول: هم إخواننا، أي إخواننا في الوطن، كما أن المسلمين ـ حيثما كانوا ـ هم إخواننا في الدّين. (والفُقهاء يقولون عن أهل الذمة: هم من أهل الدار، أي دار الإسلام). فالأُخُوّة ليست دينيّة فقط كالتي بين أهل الإيمان بعضِهم وبعض، وهي التي جاء فيها قول الله تعالى: (إِنَّمَا المُؤمِنونَ إِخْوَةٌ) (الحجرات:10). بل هناك أُخُوّة قوميّة، وأخوة وطنيّة، وأُخوة بشريّة.

والقرآن الكريم يحدِّثنا في قَصص الرُّسل مع أقوامِهم الذين كذَّبوهم وكفروا بهم، فيقول: (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ المُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقونَ) (الشعراء: 105،106). (كَذَّبَتْ عَادٌ المُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ) (الشعراء:123،124).
(كَذَّبَتْ ثَمودُ المُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخوهُمْ صَالِحٌ) (الشعراء:142،141). (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ المُرْسَلينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخوهُمْ لُوطٌ..) (الشعراء:160،161).
كيف أثبت الله الأُخوّة لهؤلاء الرسل مع أقوامهم مع تكذيبهم لهم وكفرهم بهم ؟ لأنّهم كانوا منهم، فهم إخوتهم من هذه الناحية، فهي أُخوّة قوميّة، ولذا قال عن شعيب في نفس السّورة: (كَذَّبَ أَصْحابُ الأيْكَةِ المُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلاَ تَتَّقونَ) (الشعراء:176،177). وذلك أَنَّه لَم يكن منهم، وإنما كان من مَدْيَنَ؛ ولذا قال في سورة أخرى: (وإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا) (هود: 84).

وإذا أثبتَ القرآنُ هذه الأخوةَ القوميّة بين الرسل وأقوامهم، فلا حرجَ أن نُثبِتَ أُخوّة وطنية بين المسلمين ومُواطنيهم من الأقباط في مصر، أو أمثالهم في البلاد الإسلامية الأخرى.
ولا يكون ذلك سببًا للطعن في عقيدة الإخوان، وأنهم لا يعرفون الولاء والبراء في عقيدتهم، بل يكون هذا من حسن فقه الإخوان، وفَهمهم عن الله ورسوله ما لا يَفهم الآخَرون.
والله أعلم.



*********************
انتهى كلام الدكتور
وأنا لي بعض التسؤلات التي طالما يتقاذفها عقلي المحدود
وفكري البسيط والتي أود أن أوردها في مداخلة أخرى إن شاء الله
وإذا أذن لنا أخونا صالح .... إلى ذلك الحين أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه

صالح القسنطيني
2009-09-18, 12:36
موضوع حساس جدا أخي العزيز صالح يحتاج إلى بحث والدين يتكون من اللب والقشور
لذا أقول لأخي kamel عليك بمراجعة كلامك حول الوضوء والزكاة بالعكس فالمشكل يكمن في الوضوء والزكاة


اخي الكريم

اعلم ان ديننا كله لب و لا قشور فيه و القشور حقه ان يستغنى عنه في الآخير و يرمى في المزابل

و الذي عليه علماؤنا تقسيم الدين الى اصول و فروع و هذا التقسيم محل خلاف بينهم لأنه يجعل الصلاة من الفروع و هي من الأصول و الركائز

و جعلوا السنة منها ما هو واجب و منها ما هو مستحب

و اما تقسييم الدين الى قشور و لب فهو أمر خطير بل قد حكم بعض كبار العلماء الحنفية و الحنابلة و بعض المحققين إلى ان من اعتقد ذلك فهو على خطر عظيم و قد لاح بريق الردة فوق راسه

و لا تظن اخي اني اهرف بما الا اعرف بل هو الحق و فتاوى العلماء موجودة مبثوتة صوتا و خطا فاطلبها من مظانها

و هذا موضوع لي من قبل تكلمت فيه عن ه\ا التقسيم

قالوا: ((الدين قشور و لب))....... و أنا أقول الدين كله لب، و أنا المقصر العاصي. (http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=120651)

صالح القسنطيني
2009-09-19, 11:08
بسم الله وبه نستعين
أشكر الأخ الكريم صالح على هذا الموضوع الطيب
واسأل الله العلي القدير أن ينفع به إخواننا في هذا المنتدى
الحقيقة أني منذ مدة أتابع هذا الموضوع ولم أجد
ما أشارك به ففقري للعلم وبساطة أفكاري وركني لما هو عملي
يجعلانني أتبع من بعيد وأتعلم على أيدي إخواني نفعنا الله بهم
و رغبة مني في تنوع الأفكار نقلت لكم رأي العلامة الدكتور يوسف عبد الله القرضاوي
في رده على سؤال طرح عليه في هذا السياق نفعنا الله بعلمه

********************

السؤال :
فضيلة الدكتور –حفظه الله- يعيب بعض الملتزمين ما يشاهدونه في تعامل الإخوان المسلمين مع الأقباط بل يصل الأمر بالبعض إلى التشكيك في عقيدتهم وأن ما يحدث منهم يتعارض مع مسألة الولاء والبراء، فنرجو تعليق فضيلتكم على هذا الأمر؟ وجزاكم الله خيرا

الجواب :
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم: الولاء والبراء، من مقتضاياته أن تقدم حب الله على ما سواه، ومن الولاء لله أن يتحقق فيك كمال العبودية لله عز وجل فيما أمر ونهى وأن تتجرد من هوى النفس وأن تذلها لله رب العالمين، والولاء والبراء لا يتنافى مع وجوب القسط والعدل لمن أمرنا الله أن نقسط إليهم، والنصارى في مصر أو في أي بلد إسلامي مأمورون شرعا بأن نحسن إليهم ونقسط ونعدل، فلهم ما لنا وعليهم ما علينا، بل من أساء إليهم فقد عصى أبا القاسم –صلى الله عليه وسلم- الذي قال "- من آذى ذميا فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة".
وإليك رد فضيلة الدكتور القرضاوي:
قضية الولاء والبراء، الإخوان كانوا أسبقَ الجماعات إلى تقريرها، فهم يُوالُون كلَّ مَن والَى الله ورسوله وجماعة المؤمنين، كما قال تعالى: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ ورَسُولُهُ والذِينَ آمَنُوا الذِينَ يُقِيمونَ الصَّلاةَ ويُؤتُونَ الزَّكَاةَ وهُمْ رَاكِعونَ. ومَنْ يَتَوَلَّ اللهَ ورَسولَهُ والذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الغَالِبونَ) (المائدة:55/56).
وهم يُعادُون كلَّ مَن عادَى الله ورسولَه والمؤمنين: (يَا أيُّها الذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ) (الممتحنة:1).

ويؤكِّد الأستاذ البَنّا في رسائله على هذه القضية، فأوثق عُرَى الإيمان: الحُبّ في الله، والبُغض في الله. وهل الإيمان إلا الحبّ والبغض؟
وفي رسالة التعاليم في ركن "التجرُّد" يقول: "أريد بالتجرَّد: أن تتخلّص لفكرتِك مِمّا سِواها من المبادِئ والأشخاص؛ لأنّها أسمى الفِكَر وأجمعُها وأعلاها: (صِبْغَةَ اللهِ ومَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ صِبْغةً) (البقرة:138). (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ والذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ ومِمّا تَعْبُدونَ مِنْ دُونِ اللهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وبَدَا بَيْنَنَا وبَيَنْكُمُ العَداوةُ والبَغْضاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤمِنُوا بِاللهِ وَحْدَهُ) (الممتحنة:4). والناس عند الأخ الصّادق واحدٌ من ستة أصناف: مسلم مجاهِد، أو مسلِم قاعد، أو مسلم آثِم، أو ذِمِّي مُعاهِد، أو مُحايِد، أو مُحارِب، ولِكُلٍّ حكمه في ميزان الإسلام. وفي حدود هذه الأقسام تُوزَن الأشخاص والهيئات، ويكون الوَلاء والعداء" أهـ. (رسالة التعليم، مجموع الرسائل ص 363.)
لا أحسب عالمًا أو منصفًا يتَّهِم صاحب هذا الكلام بأنه لا يعرف الولاء والبراء، أو المُوالاة والمُعاداة في الله، بل لقدْ رَبَّى جيلاً يُحبّ في الله، ويُبغِض في الله، ويُوالي في الله، ويُعادِي في الله.


والإخوان كانوا أشدَّ الناس على المستعمِرين والصَّهايِنة، الذين احتلُّوا ديار الإسلام لمقاوِمة هؤلاء، فلا يُتصوَّر أن يُتَّهموا بدعوَى الولاء لهم.


أخوّة المواطنين من غير المسلمين:
ولكن الإخوان يفرِّقون بين هؤلاء وبين مواطنيهم، الذين يَعيشون في دار الإسلام، وهم من أهل البلاد الأصليّين، وقد دخل الإسلام عليهم وهم فيها، وأعطاهُم الذِّمّة والأمان أن يعيشوا مع المسلمين وفي ظِلِّ حكمهم، لهم ما لهم، وعليهم ما عليهم، إلا ما اقتضاه التميِيز الديني.
فهؤلاء لم يَنْهَ الله تعالَى عن بِرِّهم والإقساط إليهم، كما في قوله تعالى: (لاَ يَنْهاكُمُ اللهُ عَنِ الذِينَ لَمْ يُقاتِلوكُمْ فِي الدِّينِ ولَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُقْسِطينَ) (الممتحنة: 8).

فهؤلاء لهم حَقّ البِرِّ والقسط، والقسط هو العدل، والبِرُّ هو فوق العدل، وهو الإحسان.
القِسط: أن تُعطيَهم حَقَّهُم، والبِرّ أن تَزيد على ما هو حقّ لهم!
القسط: أن تأخُذ منهم الحقَّ الذي عليهم، والبِرّ أن تتنازَل عن بعض حقِّك عليهم.
فهؤلاء ـ إذا كانوا من أهل وطنِك ـ لك أن تقول: هم إخواننا، أي إخواننا في الوطن، كما أن المسلمين ـ حيثما كانوا ـ هم إخواننا في الدّين. (والفُقهاء يقولون عن أهل الذمة: هم من أهل الدار، أي دار الإسلام). فالأُخُوّة ليست دينيّة فقط كالتي بين أهل الإيمان بعضِهم وبعض، وهي التي جاء فيها قول الله تعالى: (إِنَّمَا المُؤمِنونَ إِخْوَةٌ) (الحجرات:10). بل هناك أُخُوّة قوميّة، وأخوة وطنيّة، وأُخوة بشريّة.

والقرآن الكريم يحدِّثنا في قَصص الرُّسل مع أقوامِهم الذين كذَّبوهم وكفروا بهم، فيقول: (كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ المُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقونَ) (الشعراء: 105،106). (كَذَّبَتْ عَادٌ المُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ) (الشعراء:123،124).
(كَذَّبَتْ ثَمودُ المُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخوهُمْ صَالِحٌ) (الشعراء:142،141). (كَذَّبَتْ قَوْمُ لُوطٍ المُرْسَلينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخوهُمْ لُوطٌ..) (الشعراء:160،161).
كيف أثبت الله الأُخوّة لهؤلاء الرسل مع أقوامهم مع تكذيبهم لهم وكفرهم بهم ؟ لأنّهم كانوا منهم، فهم إخوتهم من هذه الناحية، فهي أُخوّة قوميّة، ولذا قال عن شعيب في نفس السّورة: (كَذَّبَ أَصْحابُ الأيْكَةِ المُرْسَلِينَ. إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلاَ تَتَّقونَ) (الشعراء:176،177). وذلك أَنَّه لَم يكن منهم، وإنما كان من مَدْيَنَ؛ ولذا قال في سورة أخرى: (وإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا) (هود: 84).

وإذا أثبتَ القرآنُ هذه الأخوةَ القوميّة بين الرسل وأقوامهم، فلا حرجَ أن نُثبِتَ أُخوّة وطنية بين المسلمين ومُواطنيهم من الأقباط في مصر، أو أمثالهم في البلاد الإسلامية الأخرى.
ولا يكون ذلك سببًا للطعن في عقيدة الإخوان، وأنهم لا يعرفون الولاء والبراء في عقيدتهم، بل يكون هذا من حسن فقه الإخوان، وفَهمهم عن الله ورسوله ما لا يَفهم الآخَرون.
والله أعلم.



*********************
انتهى كلام الدكتور
وأنا لي بعض التسؤلات التي طالما يتقاذفها عقلي المحدود
وفكري البسيط والتي أود أن أوردها في مداخلة أخرى إن شاء الله
وإذا أذن لنا أخونا صالح .... إلى ذلك الحين أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه


كل ما جاء في ما نقلته و أثبته عن الشيخ القرضاوي لا ينافي ما قلناه و ذلك:

أن الظلم و التعدي و الطغيان جميعها محرّمة بين العباد بل يحرم حتى ظلم الحيوان و الواجب عدل الكفار و انصافهم و عدم التعدي عليهم و لكن ليعلم أن القسط عمل ظاهر لا دخل له في أعمال القلوب و الواجب نحو الكافر بغضه و كرهه و كره افعاله و اقواله و هذا البغض و المقت لا يمنع من عدله و قسطه و وجب التفريق بين الكافر الصلي الذي له أحكام اهل الذمّة و الكافر المرتد الذي لا يقر على كفره و ليس له أحكام أهل الذمّة فالأول يبغض و يقر على كفره و يقسط و الثاني يبغض و لا يقر على كفره و يستات و العدل معه دعوته للتوبة و له ان يستجيب او يقتل.
و أما الكلام عن اأخخوة النسب فهذا كلام حق و قد نطق به القرآن و لكن تفهم على حسب ما ذكره الشيخ القرضاوي من حال الرسل و الأنبياء فهل اولئك السرل شفعت عندهم أخوة النسب و القوم لأقوامهم فلم يكفروهم و لم يحاربوهم لا بل حاربوهم و جاهدوهم لأن العبرة بأخوّة الدين و الملة و العقيدة في الولاء و البراء و لا عبرة بأخوة النسب و القوم و لك في قصص أولئك الأنبياء الذي ذكر الشيخ القرضواي طائفة منهم و غيرهم العبرة البيان و الحجّة.

فالعبرة بأخوة الذين لا اخوة النسب و القوم و الإنسانية

هذا ما يفهم من كلام الشيخ و جزاك الله خيرا اخي ناقله و بارك الله فيك

و اني انتظر منك المزيد المفيد - ان شاء الله -

الغزالي
2009-09-19, 14:55
دعنا أخي الكريم لا نفوت هذه المداخلة كي نستفيد حقا
راح نتعبك شوي لكن في سبيل الله
أولا :
الواجب نحو الكافر بغضه و كرهه و كره افعاله و اقواله

ربما بتفكيري المحدود أقبل وأقتنع وأبصم أن بغض ما يعتقده الكافر
من أوجب الواجبات في الدين وربما هو أساس عقيدة الولاء والبراء
حب كل ما يقربنا من الله وبغض كل ما يصدنا عنه
بمعنى نبغض في الكافر كفره غير أن كره الكافر لذاته
يحتاج منا إلى توضيح وشرح وتدليل

ثانيا :
الكافر الصلي الذي له أحكام اهل الذمّة و الكافر المرتد الذي لا يقر على كفره و ليس له أحكام أهل الذمّة فالأول يبغض و يقر على كفره و يقسط و الثاني يبغض و لا يقر على كفره و يستتاب و العدل معه دعوته للتوبة و له ان يستجيب او يقتل

هل كل مرتد عن الدين يستتاب أو يقتل ؟ يعني هل هذا الحكم مطلق ؟وهل هذا الحكم ثابت عبر الزمان لا يخضع لاجتهاد مجتهد ؟

ثالثا :
ما ذكره الشيخ القرضاوي من حال الرسل و الأنبياء فهل اولئك الرسل شفعت عندهم أخوة النسب و القوم لأقوامهم فلم يكفروهم و لم يحاربوهم لا بل حاربوهم و جاهدوهم لأن العبرة بأخوّة الدين و الملة و العقيدة في الولاء و البراء

لا خلاف هنا فالمقصود بالولاء إنما لأخوة الدين وحدها ... لا ولاء لأخوة فيها قومية أو وطنية ... إنما نحن أصحاب رسالة
لا ننتظر من الكفار عونا ولا تسهيلا ... وقسطهم إنما لرحم إذا كانت ... أو قومية أو وطن إذا كانا ... والإحسان إليهم إنما طمعا أن يكون لهما نصيب من الإسلام وهذا هو غاية ما يطمح إليه المسلم أن يهدي الله على يده انسانا بل غاية وجوده الدعوة إلى الله ... والإحسان خير طريق لذلك ولنا في رسول الله عندما عاد شابا يهوديا جارا له وبعدما سأله عن حاله بمنتهى اللطف والرقة قال له أسلم يابني فنظر إلى والده فقال له أطع أبا القاسم يابني فأسلم فقال رسول الله الحمد لله الذي أنقذه من النار ....فانظر إلى منهاج رسول الله أحسن إلى يهودي قبل أن يدعوه إلى الإسلام ولنا في أهل الطائف عبرة وعبر ...الرسول لم يدع عليهم بل دعا لهم وهذا هو قمة الإحسان
ونفعنا الله بما تكتبون

صالح القسنطيني
2009-09-19, 19:23
دعنا أخي الكريم لا نفوت هذه المداخلة كي نستفيد حقا
راح نتعبك شوي لكن في سبيل الله
أولا :


ربما بتفكيري المحدود أقبل وأقتنع وأبصم أن بغض ما يعتقده الكافر
من أوجب الواجبات في الدين وربما هو أساس عقيدة الولاء والبراء
حب كل ما يقربنا من الله وبغض كل ما يصدنا عنه
بمعنى نبغض في الكافر كفره غير أن كره الكافر لذاته
يحتاج منا إلى توضيح وشرح وتدليل

ثانيا :


هل كل مرتد عن الدين يستتاب أو يقتل ؟ يعني هل هذا الحكم مطلق ؟وهل هذا الحكم ثابت عبر الزمان لا يخضع لاجتهاد مجتهد ؟

ثالثا :


لا خلاف هنا فالمقصود بالولاء إنما لأخوة الدين وحدها ... لا ولاء لأخوة فيها قومية أو وطنية ... إنما نحن أصحاب رسالة
لا ننتظر من الكفار عونا ولا تسهيلا ... وقسطهم إنما لرحم إذا كانت ... أو قومية أو وطن إذا كانا ... والإحسان إليهم إنما طمعا أن يكون لهما نصيب من الإسلام وهذا هو غاية ما يطمح إليه المسلم أن يهدي الله على يده انسانا بل غاية وجوده الدعوة إلى الله ... والإحسان خير طريق لذلك ولنا في رسول الله عندما عاد شابا يهوديا جارا له وبعدما سأله عن حاله بمنتهى اللطف والرقة قال له أسلم يابني فنظر إلى والده فقال له أطع أبا القاسم يابني فأسلم فقال رسول الله الحمد لله الذي أنقذه من النار ....فانظر إلى منهاج رسول الله أحسن إلى يهودي قبل أن يدعوه إلى الإسلام ولنا في أهل الطائف عبرة وعبر ...الرسول لم يدع عليهم بل دعا لهم وهذا هو قمة الإحسان
ونفعنا الله بما تكتبون



ربما بتفكيري المحدود أقبل وأقتنع وأبصم أن بغض ما يعتقده الكافر
من أوجب الواجبات في الدين وربما هو أساس عقيدة الولاء والبراء
حب كل ما يقربنا من الله وبغض كل ما يصدنا عنه
بمعنى نبغض في الكافر كفره غير أن كره الكافر لذاته
يحتاج منا إلى توضيح وشرح وتدليل


ن القرأن و السنّة فرقوا جميعا بين الفعل و الفاعل و حكمهم على أفعال العباد بأن هذا الفعل كفر و ذك معصية و ثالث طاعة و رابع بدعة و خامس فسق لا يحتاج إلى تكلف القول فيه لشهرته في القرآن و شهرة ذلك في السنة و لا يعقل ان يوجد مسلم يعيش بين ظهراني المسلمين و لم يسمع أن ذاك الفعل معصية أو كفر أو شرك.

كما أن حكمهم على العباد غير حكمهم على أفعال العباد و أطلقوا لفظ كافر و مشرك و منافق و مؤمن و مسلم و عاصي و غيرها من الأسماء الشرعية و هي اسماء الفاعلين ثم علقوا الأحكام الدنيوية و الآخروية على كل من وقع عليه اسم فاعل فللمؤمن الحب و النصر و للكافر الكره و البغض

و كره الكافر إنما يكره في الله كرها ليس معه حبا مطلقا و دليل ذلك قوله تعالى: (( لا تجد قوما يؤمنون بالله و رسوله يوادون من حاد الله و رسوله)) فانظر - يرعاك الله - كيف نفى الله اجتماع الحب و الكره في حق من حاد الله و رسوله و هم الكفار فبغضهم ينافي حبهم كما ان هذا الحكم اطلقه الله على نفس من حاده و هم الأشخاص

ثم ان يوم القيامة ما يكون من ثواب و عقاب غنما يكون للعباد و ليس للفعال فقد حق للمؤمنين النعيم لأنهم كانوا أهل طاعة و وجب للكفار (اي اعيانهم و ذواتهم) العذاب لأنهم اهل كفر

فالتفريق في حق الكفار بين بعض العمل و بعضه هو في ذاته في ذات الله كمن اراد ان يفرق بين وفوع العذاب على الفعل و استحالته على من فعل ذلم الفعل و هل ذلك موجود


لهذا عد علماؤنا ((باب الأسماء و الأحكام) من أمر العقيدة و هو ليس ببدعة كما نعق البعض و إنما هو باب شرعي اصيل و دليله جميع القرأن و جميع السنة.

صالح القسنطيني
2009-09-19, 19:33
هل كل مرتد عن الدين يستتاب أو يقتل ؟ يعني هل هذا الحكم مطلق ؟وهل هذا الحكم ثابت عبر الزمان لا يخضع لاجتهاد مجتهد ؟

الذي اعرفه ان الاجتهاد مقرونا بأمر الفقه أي احكام الله العملية و اما احكام العقيدة و امور الغيب و الأحكام العملية فلا اجتهاد فيها و انما تبنى على النص فهي توقيفية

و منه ليس للعباد التكفير و انما يكفر من كفره الله و رسوله و من جملة الكفار المرتدين و الإجماع على وجوب قتل المرتد قد نقله غير واحد من العلماء و اجماعهم مبني على النصوص و هو في حد ذاته حجة

و قد نقل الإجماع عير واحد من اهل العلم منهم الموفق فقد قال: (وأجمع أهل العلم على وجوب قتل المرتد)

و انا اختلفوا بعد الإجماع على قتله في استابته

الغزالي
2009-09-19, 23:37
ن القرأن و السنّة فرقوا جميعا بين الفعل و الفاعل و حكمهم على أفعال العباد بأن هذا الفعل كفر و ذك معصية و ثالث طاعة و رابع بدعة و خامس فسق لا يحتاج إلى تكلف القول فيه لشهرته في القرآن و شهرة ذلك في السنة و لا يعقل ان يوجد مسلم يعيش بين ظهراني المسلمين و لم يسمع أن ذاك الفعل معصية أو كفر أو شرك.

كما أن حكمهم على العباد غير حكمهم على أفعال العباد و أطلقوا لفظ كافر و مشرك و منافق و مؤمن و مسلم و عاصي و غيرها من الأسماء الشرعية و هي اسماء الفاعلين ثم علقوا الأحكام الدنيوية و الآخروية على كل من وقع عليه اسم فاعل فللمؤمن الحب و النصر و للكافر الكره و البغض

و كره الكافر إنما يكره في الله كرها ليس معه حبا مطلقا و دليل ذلك قوله تعالى: (( لا تجد قوما يؤمنون بالله و رسوله يوادون من حاد الله و رسوله)) فانظر - يرعاك الله - كيف نفى الله اجتماع الحب و الكره في حق من حاد الله و رسوله و هم الكفار فبغضهم ينافي حبهم كما ان هذا الحكم اطلقه الله على نفس من حاده و هم الأشخاص

ثم ان يوم القيامة ما يكون من ثواب و عقاب غنما يكون للعباد و ليس للفعال فقد حق للمؤمنين النعيم لأنهم كانوا أهل طاعة و وجب للكفار (اي اعيانهم و ذواتهم) العذاب لأنهم اهل كفر

فالتفريق في حق الكفار بين بعض العمل و بعضه هو في ذاته في ذات الله كمن اراد ان يفرق بين وفوع العذاب على الفعل و استحالته على من فعل ذلم الفعل و هل ذلك موجود


لهذا عد علماؤنا ((باب الأسماء و الأحكام) من أمر العقيدة و هو ليس ببدعة كما نعق البعض و إنما هو باب شرعي اصيل و دليله جميع القرأن و جميع السنة.



لدي تعقيب بسيط فقط على هذه المداخلة ... وهو أن عدم الكره لا يعني الحب وعدم الحب لا يعني الكره ... وعندما أقول لماذا ينبغي أن أكره الكافر فهذا لا يعني أنه يجب حبه ... وما ذكرته أنت إنما في اجتماع الحب والكره فهذا لا يقول به عاقل ـ أي اجتماعهما ـ وربما لا يحتاج منا إلى دليل من الكتاب والسنة

الذي اعرفه ان الاجتهاد مقرونا بأمر الفقه أي احكام الله العملية و اما احكام العقيدة و امور الغيب و الأحكام العملية فلا اجتهاد فيها و انما تبنى على النص فهي توقيفية

و منه ليس للعباد التكفير و انما يكفر من كفره الله و رسوله و من جملة الكفار المرتدين و الإجماع على وجوب قتل المرتد قد نقله غير واحد من العلماء و اجماعهم مبني على النصوص و هو في حد ذاته حجة

و قد نقل الإجماع عير واحد من اهل العلم منهم الموفق فقد قال: (وأجمع أهل العلم على وجوب قتل المرتد)

و انا اختلفوا بعد الإجماع على قتله في استابته

لقد بحثت في أمر الردة ووجدت فيه كلاما طويلا أعجبني منه هذا
الذي نقلته نقلا أمينا دون زيادة ولا نقصان أترك لك فيه حق التعليق
*********************
في الأيام القريبة الماضية، تداولت أجهزة الإعلام حَدَث الأفغاني عبد الرحمن، الذي ارتد عن الإسلام واعتنق المسيحية في أثناء عمله لصالح جماعة إغاثة اللاجئين الأفغان، فاعتُقل خلال شهر فبراير في كابول إثر تقدم عائلته بشكوى ضده إلى الحكومة؛ لارتداده. كان عبد الرحمن سيواجه عقوبة الإعدام؛ لارتداده، لولا الضغوط الغربية التي مورست على الحكومة الأفغانية؛ فقد تعهد الرئيس بوش باستخدام نفوذ بلاده على أفغانستان لضمان "حق عبد الرحمن في اختيار دينه". وقال وزير الخارجية الإيطالي إنه سوف يطلب من حكومة بلاده منحه حق اللجوء السياسي، وكان بابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر طالب كرزاي بالعفو عنه فضلا عن تدخلات الأمم المتحدة وعدد من الدول الأخرى، بينها كندا وإيطاليا وألمانيا وأستراليا.

هذا الحدث يستدعي عددا من الأفكار التي تجب إثارتها ومناقشتها، تبدأ من حكم المرتد وحرية الاعتقاد، ولا تقف عند حدود الموقف الغربي الصاخب من حرية عبد الرحمن، والصمت الرهيب الذي أحاط بقضية وفاء قسطنطين التي اعتنقت الإسلام فاختطفتها الكنيسة وحبستها في دير وحجبت عنها الزوار حتى تراجع دينها.

حكم المرتد والخلاف فيه

أما بخصوص عقوبة المرتد، فقد اتفقت المذاهب الأربعة، بل الثمانية، على أن المرتد يُقتل. ودليلهم في ذلك ثلاثة: القرآن والسنة والإجماع.

- فمن الكتاب: {ستُدعون إلى قوم أولي بأس شديد تقاتلونهم أو يسلمون} (الفتح: 16) قيل: هؤلاء القوم هم المرتدون من أهل اليمامة وغيرهم.

- ومن السنة – وهو أصح وأقوى دليل على ذلك - قوله صلى الله عليه وسلم: "من بدل دينه فاقتلوه" (رواه البخاري)، وقوله: "لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: ... والتارك لدينه المفارق للجماعة". واستدلوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بقتل عبد الله بن أبي سرح وابن خَطل وأناس آخرين.

- ونقل ابن عبد البر وابن قدامة وابن دقيق العيد وابن حزم والنووي الإجماع على قتل المرتد. ولعلهم إنما حكوا الإجماع استنادا لقتال أبي بكر المرتدين من غير نكير من الصحابة.

وهذا الاستنباط الفقهي يرجع – في أصله - إلى ثلاث مسائل منهجية، هي:

أولا: التعبد بالحديث النبوي المقبول وفق شروط وضعها العلماء، وإن كان هذا الحديث خبرَ آحاد ظنيا (أي نقله شخص أو أشخاص ولم يتواتر بما يفيد اليقين أو القطع)، الثانية: أن خبر الآحاد يُقبل في الحدود، والتي فيها "سفك دمٍ" كما أكد الإمام الغزالي. الثالثة: أن أحاديث الآحاد تخصص عموم القرآن، ومن هنا اعتبروا أن أحاديث قتل المرتد تخصص عموم قوله تعالى: {لا إكراه في الدين} (البقرة: 256) وتخصص الآيات العامة المقررة لحرية الاعتقاد، ومن هنا يكون المرتد مستثنى من تلك الآيات العامة.

إلى هنا يبدو الحكم بقتل المرتد – وفق المنظومة الفقهية أصولا وفروعا – حكما ثابتا لا يحتمل الاختلاف. لكن الدخول في تفاصيل كل استدلال سيكشف عن اختلاف عريض في مراحل بناء الحكم والاستدلال بالنصوص السابقة وغيرها.

1- دعوى الإجماع:

إن المتأمل لحادثة حروب الردة بتفاصيلها التي ذكرها الإمام الطبري في تاريخه، يجد أنها لم تكن حادثة ردة عادية حتى يتم الاستشهاد بها في هذا السياق للدلالة على حدوث إجماع على قتل من ارتد عن دينه، فهي كانت تمثل انشقاقا وخروجا على الخليفة وشق عصا الطاعة بما يهدد وحدة الدولة القائمة مع وفاة قائدها صلى الله عليه وسلم.

أما المتأمل لمذاهب التابعين فإنه سيجد إمامين من أئمة التابعين لا يقولان بقتل المرتد، فأولهما الإمام إبراهيم النخعي وعنه تفرع فقه العراق، وثانيهما إمام بارز في الحديث هو سفيان الثوري، بل روي عن عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز أيضا، ويبدو أن هذا الرأي استمر إلى وقت متأخر لأننا وجدنا الإمام ابن حزم الأندلسي كرس في "المحلى" مبحث حد الردة للرد على هذا الرأي، مما يعني أنه كان رأيا معتبرا استحق كل تلك العناية بالرد عليه.

2- مناقشة الاستدلال بالقرآن:

وينبغي الإشارة إلى أن الاستدلال بالقرآن على قتل المرتد لا أعلم أنه من طريقة الفقهاء في هذا المجال، وإنما جرى التركيز عليه من قبل المعاصرين في مواجهة من يقولون: إن القرآن لم يذكر عقوبة دنيوية للمرتد وإنما ذكر أخروية فقط. والآية السابقة عن {قوم أولي بأس شديد ...} أورد فيها ابن كثير أقوالا عدة، فقيل: هم هوازن، وقيل: ثقيف، وقيل: بنو حنيفة، وقيل: أهل فارس، وقيل: الروم، وعن عطاء وابن أبي ليلى والحسن البصري وقتادة: هم أهل فارس والروم، وعن مجاهد: هم أهل الأوثان .. ما أود قوله: أنه لا دليل (صريحا) في الآية بل في القرآن كله على وجود عقوبة دنيوية للمرتد.

3- مناقشة الاستدلال بالسنة:

أما السنة، فإنه صلى الله عليه وسلم لم يثبت عنه أنه أمر بقتل أحد لوصف الردة، فالأسود العنسي مثلا لم يثبت أنه أسلم أصلا حتى نقول بردته، وابن أبي سرح حين ارتد "لحق بالكفار فأمر به رسول الله أن يُقتل فاستجار له عثمان فأجاره رسول الله" (النسائي، والحاكم، وأبو داود) فالحد لا تُقبل فيه الشفاعة كما هو مقرر في الحديث الشهير، وكل الأمثلة التي يذكرونها هنا في هذا المجال سيجد المتتبع للروايات والأخبار أنه ثبت أنها "لحقت بالكفار" بعد ردتها، في وقت كان هناك معسكران متمايزان في حالة حرب: معسكر إيمان ومعسكر كفر.

أما الأناس من عُكْل وعرينة فإنهم ارتكبوا جرائم عدة: قتلوا الرعاة، وسرقوا الإبل، ثم إنما طبق عليهم رسول الله حد الحرابة وليس القتل، "فقطع أيديهم وأرجلهم وسَمَل أعينهم وتركهم في الحرة حتى ماتوا" بحسب رواية البخاري. وقد قال أنس بن مالك: "إنما سمل النبي صلى الله عليه وسلم أعين أولئك لأنهم سملوا أعين الرعاء" (رواه مسلم) وقال ابن تيمية: "هؤلاء قَتَلوا مع الردة، وأخذوا الأموال، فصاروا قطاع طريق، ومحاربين لله ورسوله".

وأما مِقْيس بن صُبابة فإنما جاء يثأر ممن قتل أخاه هاشم بن صبابة (وكان قد قُتل خطأ) وتظاهر بالإسلام وأخذ دية أخيه، ثم قتل من قتل أخاه، وهرب مرتدا، وقال في ذلك شعرا، فأمر رسول الله بقتله (روى القصة البلاذري في أنساب الأشراف).

وأما سارة صاحبة كتاب حاطب بن أبي بلتعة وكانت مغنية نواحة، فقدمت مكة وادعت الإسلام فوصلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم رجعت إلى مكة (معسكر الكفر وقتها وفي حالة حرب) وجعلت تتغنى بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقُتلت (قصتها عند البلاذري). وكذلك عبد الله بن خطل، فقد أسلم وهاجر إلى المدينة (معسكر الإيمان) فبعثه النبي ساعيا على الصدقة وبعث معه رجلا من خزاعة، فوثب على الخزاعي فقتله ثم ارتد وهرب إلى مكة وساق معه الصدقة وجاء لأهل مكة وقال لهم: "لم أجد دينا خيرا من دينكم"، وكانت له مغنيتان تغنيان بهجاء رسول الله.

هذه هي الحوادث التي يتعلق بها من يقول بأن النبي صلى الله وعليه قتل مرتدا، والواقع أن المستدل بها، يسكت عن تفاصيلها التي توضح بأن هناك جرائم ارتكبت تستحق القتل وليس لوصف الردة.

وبالنظر لواقع السيرة النبوية والوقائع السابقة، يبدو جليا تعبير حديث "التارك لدينه المفارق للجماعة" وأنهما وصف واحد مركب، فقد كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم كل من يترك دينه يلحق بجماعة الكفار، ولذلك نجد مجمل حوادث الردة إنما وقعت قبل فتح مكة، وهنا تأتي رواية عائشة: "أو رجل يخرج من الإسلام ليحارب الله عز وجل ورسوله، فيقتل أو يُصلب أو ينفى من الأرض" (رواه أبو داود، والنسائي).

يبقى حديث "من بدل دينه فاقتلوه" وهو أقوى ما يُستدل به هنا، وقد حاول بعض المعاصرين من غير ذوي العلم بهذا الشأن أن ينكروا صحة الحديث، لكن الحديث صحيح رواه البخاري، إلا أن الاستدلال به غير متفق عليه كما سنبين. وقد وقع الخلاف فيه من ثلاث جهات:

الأولى: هل تشمل "مَن" في "من بدل ..." الذكر والأنثى؟ الحنفية يقولون إن المرأة لا تقتل، ويقولون إن "مَن" الشرطية لا تشمل الأنثى، وبأنه صلى الله عليه وسلم قد نهى عن قتل النساء في الحرب.

الثانية: قوله: "دينه" هل هو عام في كل دين؟ الإمام مالك قال إن المراد به "من خرج من الإسلام إلى غيره وأظهر ذلك" (الموطأ)، وتمسك بعض الشافعية بهذا الحديث في قتل من انتقل من دين كفر إلى دين كفر، سواء كان ممن يُقرّ أهله عليه بالجزية أم لا، واستدلوا بعموم قوله: "من بدل دينه"، وهذا أحد قولي الشافعي وإحدى الروايتين عن أحمد. والرواية الأخرى عن أحمد أنه إن انتقل إلى مثل دينه أو إلى أعلى منه أُقر على ذلك، وإن انتقل إلى أنقص من دينه لم يُقر. فاليهودية مثل النصرانية أما المجوسية فهي دون.

أما الحنفية فقالوا: إن الكفر كله ملة واحدة. والتبديل هنا هو نوع خاص بالرجوع عن الإسلام لا غير. ومع هذا الاختلاف الشديد، فإنهم متفقون جميعا على أن "ظاهر الحديث" غير مراد، ولذلك لا يقال: إن من بدل دينه إلى الإسلام يدخل في الحديث، مع أن اللفظ يشمله.

الثالثة: قوله: "فاقتلوه" اختلفوا: هل يلزم منه مباشرة القتل قبل الاستتابة؟ أو لا بد من الاستتابة؟ وفي هذا خلاف طويل، وبعض الفقهاء حدد مدة الاستتابة بثلاثة أيام، وبعضهم بأقل، وبعضهم بأكثر، ومنهم من قال يستتاب أبدا، أي إلى بقية حياته. وقد قال النووي: "اختلفوا في استتابته: هل هي واجبة أم مستحبة؟ وفي قدرها، وفي قبول توبته".

وبناء على ذلك يتضح أن الحكم بقتل المرتد يحيط به اختلاف واسع، يبدأ من الخلاف في قتله أولا، ثم في كيفية بناء الحكم على الأدلة التي يحيط بها اختلاف واسع في كيفية فهمها، وصولا إلى تخصيص الحنفية له بالرجل، وذهاب الجمهور إلى كونه للرجل والمرأة، وانتهاء بالخلاف حول الاستتابة ومدتها وقبولها.

والأصول التي يرجع إليها الاختلاف هي: الاختلاف في مباحث الألفاظ كاختلافهم في "مَن"، والاختلاف في تحديد مناط الحكم كما في وقائع الردة. ومن هنا فإن الحكم لم يكن -في بنائه على الأدلة- صريحا وقاطعا، ولذلك وقع الاختلاف فيه، وباب الاجتهاد فيه مفتوح، وهذا فضلا عن ظنية ثبوته من حيث سند الأحاديث الواردة، فإنه ظني في دلالته، فالحديث الأساسي في هذا الموضوع متفق على عدم العمل بظاهره، وأنه مؤول، وباب التأويل واسع.

حكم المرتد بين إعادة التفكير ومحاولة التبرير

غير أن إعادة التفكير في حكم المرتد لم تكن لتُثار إلا بأثر من الاحتكاك بالفكر الغربي وأفكار الثورة الفرنسية، وبروز أفكار مثل العلمانية والحرية، ومن هنا انشغلت إصلاحية محمد عبده بإعادة النظر في الحكم، وذلك بالعودة إلى تأمل الأدلة نفسها، فيرى عبده أن كلمة "الدين" جاءت بشكلها العمومي الذي يعني الإيمان بالله، وباليوم الآخر، والعمل الصالح، وعلى هذا تصبح الردة عنده ردة عن العناصر الثلاثة السابقة.

واستمرت مدرسة عبده في المسألة فذهب عبد العزيز الجاويش إلى أن الارتداد عن الدين يعني الارتداد عن "نصرة الإسلام والمسلمين" وعن "منازلة الأعداء"، أي "التخلف عن الجهاد"، وتردد الشيخ محمود شلتوت في حكم المرتد فقال: "وقد يتغير وجه النظر في المسألة إذا لوحظ أن كثيرا من العلماء يرى أن الحدود لا تثبُت بحديث الآحاد، وأن الكفر بنفسه ليس مبيحا للدم، وإنما المبيح هو محاربة المسلمين والعدوان عليهم ومحاولة فتنتهم عن دينهم، وأن ظواهر القرآن الكريم في كثير من الآيات تأبى الإكراه في الدين".

ثم أعيد الجدل في المسألة في العقود الأخيرة، مع فورة الحديث عن حقوق الإنسان وتشريعاتها، ومع إثارة حوادث ردة في مصر وغيرها، وصدور فتاوى بذلك. وحرصا على بيان أن الإسلام يتفق مع حرية الاعتقاد، وحقوق الإنسان، ذهب حقوقيون وبعض الكتاب في سوريا ومصر إلى عدم قتل المرتد وإثبات الحرية الدينية.

في المقابل، راح بعض العلماء يعتبر أن من يثير هذا التناقض بين قتل المرتد والحرية الدينية هو من "المفتئتين على الإسلام"، وانصرفت الجهود إلى "تبرير" الحكم بقتل المرتد، ففي حين كان قائما لدى الفقهاء السابقين على اعتبارين: الجمهور يقول إن "علة" قتل المرتد هي "مجرد الكفر" بعد الإسلام، امتثالا للنصوص. والحنفية الذين خصوا القتل بالرجل دون المرأة قالوا: علة قتل المرتد "الحربية" (من الحرب وليس الحرابة)، والمرأة لا تقاتل في الحرب فلا تقتل إذا ارتدت.

أما المعاصرون فقد سلموا بالحكم ابتداء، لكنهم راحوا يبررونه تبريرا ينسجم مع الأفكار المعاصرة، فهناك من يرى مساواة الردة بوصف "الحرابة" بمعنى أن "من استعلن بردته عن الإسلام، ونافح عن أفكاره المناهضة له، وأصر على ذلك، فعزم الحرابة في نفسه واضحٌ إلى درجة القطع واليقين، وهو الكيد للإسلام والمسلمين؛ عن طريق بث عوامل الزيغ والتشكيك بعقائد الناس، ومبادئهم الإسلامية"، وقد ذهب إلى هذا د. محمد سعيد البوطي وآخرون.

وهناك من يرى أن الردة تتجاوز مسألة الحرابة، لتدخل في حكم "الخروج على الدولة الإسلامية" والتمرد عليها، وبالتالي فهي بمنزلة "خيانة عظمى للأمة" من خلال "الطعن في النظام الاجتماعي والسياسي للدولة، والقائمين على الإسلام"، وعلى أساس أن الردة مؤداها "تبديل الولاء والانتماء من الإسلام إلى العدو"، وهو رأي سيد قطب ومحمد الغزالي. ويذهب القرضاوي إلى أن الردة "تغيير للولاء، وتبديل للهوية، وتحويل للانتماء. فالمرتد ينقل ولاءه وانتماءه من أمة إلى أمة أخرى، ومن وطن إلى وطن آخر، أي من دار الإسلام إلى دار أخرى".

أما د. سليم العوا فإنه يرى أن هذه العقوبة "تعزيرية مفوضة إلى السلطة المختصة في الدولة الإسلامية، تقرر فيها ما تراه ملائما من العقوبات، ولا تثريب عليها إن هي قررت الإعدامَ عقوبة للمرتد"، فالمراد مِن "فاقتلوه" هو "إباحة القتل لا إيجابه" بحسب قوله.

هذه التأويلات التي توزعت بين إعادة التفكير بالحكم، والتسليم به مع إعادة تبريره تبريرا "معاصرا"، تعترف –ضمنا- بأن الحكم نفسه يكتنفه الإشكال، مع شيوع قيم حرية الاعتقاد والحرية الدينية عامة.

الجدل الفقهي .. ومكمن الإشكال

ومع ذلك فإن تلك التأويلات لا تخلو من انتقادات جدية، فالمشكلة لا تُحل بتوسيع مفهوم "الدين" ليشمل "الإيمان بالله، وباليوم الآخر، والعمل الصالح" كما فعل محمد عبده، ولا بإعادة بناء المفهوم ليصبح "نصرة الإسلام والمسلمين" كما فعل جاويش.

وكذلك لا يُعقلََن الحكم الفقهي الوارد، ولا يصبح "معاصرا" بتركيب تعليلات معاصرة عليه، من قبيل "الخيانة العظمى" و"تبديل الولاء والهوية"، فالمجتمعات والدول أصبحت أكثر تركيبا من تلك البساطة المتصورة، ولا يمكن تنزيل هذه التبريرات على الواقع المعاصر؛ فما وضع مسلمي الغرب الآن من حيث الولاء والهوية والانتماء؟ وكيف يمكن فهم فتاوى الفقهاء لهم بحمل الجنسية الأجنبية، وبالقتال مع الجيوش الأجنبية التي يحملون جنسيتها حفاظا على "وطنيتهم"؟ وماذا لو عكسنا الأمر فقالت أمريكا مثلا: إن مسلميها خارجون عن "الهوية الأمريكية" لأنهم مسلمون، والهوية الأمريكية كما يعرفها هنتنجتون "هوية مسيحية"؟ ثم: هل يمكن القبول باعتبار فرنسا مثلا انتشار الدعوة الإسلامية فيها "حرابة" تمثل خروجا على النسيج الاجتماعي لها؟ أو أن المسلمين الجدد في الدول الغربية ارتكبوا خيانة عظمى؟ وأخيرا كيف هو حال غير المسلمين في الدول المسلمة من حيث الولاء والانتماء والهوية إذا نحن حصرنا تلك المفاهيم في "الإسلام"؟.

ما أود قوله: إن هناك ازدواجية متبادلة بيننا وبين الغرب في هذه المسألة تحديدا، وهو ما حصل من تدخل غربي سافر لحماية الأفغاني المرتد، في حين لم يرف جفن لأحد منهم عندما انتهكت حقوق وفاء قسطنطين من قبل الكنيسة!. لكن الفارق أن الطرف الغالب يملك الفعل، ويقف الطرف الأضعف عند حدود القول و"التبرير".

وأرى أن إعادة التفكير بعقوبة الردة تشكل مثالا بارزا لإعادة التفكير بالبنية الفقهية التي بنيت عليها المسألة نفسها، من لحظة انحصارها بمباحث الألفاظ وما يكتنفها من احتمالات مغرقة في ظنيتها، وهنا يجب إعادة الاعتبار بمكانة الأدلة، ففي المرتبة الأولى يأتي القرآن، ونصوصه واضحة وكثيرة جدا في تقرير حرية الاعتقاد، وأبرزها هنا: {لا إكراه في الدين}، ثم بإعادة الاعتبار لمنهجية المقاصد والأصول الكلية، فالحرية مقصد من مقاصد الشريعة تُحمل عليه باقي الأدلة لا العكس، وأنه لا بد من الوصول إلى تفسير منسجم بين مختلف الروايات (للحديث الواحد) والأحاديث الأخرى، والوقائع، ومحاكمة ذلك الفهم إلى كليات الشريعة.

غير أنه هنا لا بد من إثارة مسألة مهمة، وهي أن شيخنا العلامة القرضاوي كان قد لاحظ في كلمته الافتتاحية لندوة المقاصد في لندن 2005، أن مقاصد الشريعة الخمس، لوحظ فيها العقوبات الخمس: الردة، والقتل، وشرب الخمر، والزنا، والسرقة. وحين كتب عن الردة قال: إنها "خطر على الضرورية الأولى من الضروريات الخمس التي حرص الإسلام على صيانتها". وكنت قد أثرت هذه المسألة مع أستاذنا د. طه العلواني الذي يذهب إلى إسقاط القول بحدي الردة والرجم، في أثناء لقائنا في سلطنة عمان 2006، فقلت له: لا بد من الفصل بين فكرة المقاصد والعقوبات، وإعادة بنائها من جديد، فحصْرُها بخمسة من جهة، وإعادة الاجتهاد في بعض الحدود -وأبرزها الردة- من جهة أخرى سيثيران عددا من المشكلات.

صالح القسنطيني
2009-09-20, 18:31
السلام عليكم

اي صدقت عدم الحب لا يلزم منه عدم الكره فهذا فيما يتعلق بالمباحات و المحبة (( الزائدة)) عن القدر الواجب و أما الحب الواجب و الكره الواجب فأحدهما ينفى الآخر

هل انت مخيّر في حب المؤمنين لا و الله بل حبهم واجب و من الدين و هو من الإيمان و شعبة منه و دليله قوله تعالى: (( المؤمنون و المؤمنات بعضهم أولياء بعض)) و من السنة (أوثق عرى الإيمان الحب في الله )

و كذلك كره الكفار ليس بألمر الاختياري بل هو واجب و دليله الآية التي سقتها و قوله تعالى: (( قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم و الذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم و مما تعبدون من دون الله كفرنا بكم و بدا بيننا و بينكم العداوة البغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده)) لا حظ معي هذه الإية التي هي من آيات الباب فقد قال أ إبراهيم الخليل و من معه قال علماؤنا في معنى من ( معه) هم الرسل و الأنبياء و كل من آمن بإبراهيم في عصره و بعده قالوا لجميعا لقوامهم (انا برآء منكم و مما تعبدون من دون الله) لاحظ انهم تبرؤوا من العباد و المعبودات و لم يقتصروا على الأفعال ثم اعلنوا العداوة البغض فقالوا( و بدا بيننا و بينكم العداوة و البغضاء)ثم اكدوا هذه العداوة بقولهم (ابدا)

فزعمك اخي ان عدم الحب لا يلزم الكره في هذا الباب زعم باطل


و لي عودة لمناقشة ما اثبته من بعد

يوسُف سُلطان
2009-09-21, 16:27
السلام عليكم ....
أدخل الموضوع الى لوحة التحكم ...
فأنا متابع !

amid2308
2009-09-25, 00:05
موضوع مهم مشكورين على مناقشته

السمسمه
2009-09-25, 01:19
سلام عليكم صويلح و الله تقول عليك خطيب كبير مه هذوك ديال التليفيزيووووووووووووووووون :1:

http://www.my7op.com/vb/imgcache/6891.jpg

*محمد*
2010-04-05, 19:40
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلِل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد :






فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثَاتُها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار

أخي الكريم صالح لقد كان لأهل العلْم كلام كثير في باب الموالاة - الولاء - والبراء يتراوح بين المقل والمكثر والاجمال والتفصيل ... فجأتك ببعض ما طلبت



تعريف الموالاة :

يقول شيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "‏(‏الولاية)‏ ضد العَداوة، وأصل الولاية المحبَّة والقُرب وأصل العداوة البغض والبعد وقد قيل‏:‏ إنَّ الولي سُمِّي وليًّا من موالاته للطاعات أي: متابعته لها، والأول أصَحُّ، والولِيُّ: القريب، فيقال‏:‏ هذا يلي هذا؛ أي: يقرب منه‏،‏ ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -:‏ ‏((ألحقوا الفرائض بأهلِها، فما أبقت الفرائض فَلأَوْلَى رجلٍ ذَكَر)) أي: لأقرب رجل إلى الميت‏

و ولي الله هو الموافق المتابع له فيما يحبه ويرضاه ويبغضه ويسخطه ويأمر به وينهى عنه - ومن أجل هدا كان المعادي لوليه معاديا له كما قال الله تعالى‏:‏{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ}فمَن عادى أولياء الله فقد عاداه، ومَن عاداه فقد حارَبَهُ، فلهذا قال‏:‏ ((ومَن عادى لي وليًّا، فقد بارَزَنِي بالمُحَاربة))‏



ومن الصور المتعددة للموالاة :

* الحب والمودة والدليل قال تعالى: {لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ}

يقول ابن تيميَّة - رحمه الله -: "ونظائر هذا في غير موضعٍ من القرآن، يأمُر - سبحانه - بِمُوالاة المؤمنين حقًّا، الذين هم حِزْب الله وجُنده، ويُخبر أنَّ هؤلاء لا يُوالون الكفُّار، ولا يوادونهم".

يقول ابن رجب - رحمه الله -: "فأولياءُ الله تجب موالاتهم، وتحرم معاداتهم، كما أنَّ أعداءه تجب مُعاداتهم، وتحرم موالاتهم قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ} وقال تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}




* النصرة والانتصار والدليل قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا}، وقال سبحانه: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ}.

وعن جبير بن مطعم - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ليس منَّا مَن دعا إلى عصبيَّة، وليس منَّا مَن قاتَلَ على عصبيَّة، وليس منَّا مَن مات على عصبيَّة))

- وارجع هنا الى نقطة مهمة انه ادا دكر دليل من قول الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ماكان لنا رده ... تعصبا لشخص فان اخدتكم العصبية لفلان اوعلان فانها تأحدنا العصبية لله ورسوله

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به - حديث صحيح



وعن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مَن خَرَج من الطاعة، وفارق الجماعة فمات، مات ميتة جاهليَّة، ومَن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبيَّة، أو يدعو إلى عصبيَّة، أو ينصر عصبية فقُتل، قُتل قتلة جاهلية)).




* الاتباع والدليل قال تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ}.

كل ماسبق قد دل على حرمة الموالاة والولاء لغيرالمسلمين ومما أخبرنا به الصادق الامين من اخبار ما يكون في اخر هده الامة الولاء لغير المسلمين من اليهود والنصارى وقد حدرنا من دلك قبل وقوعه
فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((لتتبعُنَّ سنن مَن كان قبلكم، شبرًا بشِبْر، وذراعًا بذراع، حتى لو سلكوا جحر ضبٍّ لسلكتموه))، قُلنا: يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال: ((فمَن؟))، وفي الحديث: ((مَن تَشَبَّه بقوْمٍ فهو منهم)).

يقول ابن تيميَّة - رحمه الله -: "فالمشابَهة والمُشارَكة في الأمور الظاهرة توجب مشابهة ومشاكلة في الأمور الباطنة".
ويقول - رحمه الله -: "إنَّ المُشَابَهة في الظاهر تورِّث نوعَ مودة ومحبة وموالاة في الباطن كما أن المحبة في الباطن تورث المشابَهة في الظاهر وهذا أمر يشهد به الحس والتجربة" فإذا كانت المشابَهة في أمور دنيويَّة تورث المحبة والموالاة فكيف بالمشابهة في أمور دينية؟ فإنها تؤدي إلى نوع من الموالاة أكثر وأشد والمحبة والموالاة لهم قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلَاءِ الَّذِينَ أَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ إِنَّهُمْ لَمَعَكُمْ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَأَصْبَحُوا خَاسِرِينَ}
وقال تعالى فيما يذم به أهل الكتاب: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَكَانُوا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ}

فبين - سبحانه وتعالى - أن الإيمان بالله والنبي وما أنزل إليه مستلزم لعدم ولايتهم فثبوت ولايتهم يوجب عدم الإيمان لأنَّ عدم اللازم يقتَضِي عدم الملزوم.

وقال- الله تعالى :{لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}

فأخبر - سبحانه - أنه لا يوجد مؤمن يواد كافرا ....


يقول ابن كثير "وقوله تعالى: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ}؛ أي: شك، وريب، ونفاق، {يُسَارِعُونَ فِيهِمْ}

أي: يبادرون إلى موالاتهم ومودتهم في الباطن والظاهر



ومن مظاهر الموالاة :

مظاهرة الكافرين وإعانتهم وإفشاء أخبار وأسرارالمسلمين وكشْف عوراتهم لأعداء الدين والفرح لِمصاب المسلمين والحزن لنصرهم والسعي لهزيمتهم بالقلَم والمال والنفس والدعوة إلى خلْع رابطة الولاء الديني وجعل الولاء على أُسُس عرقية مثل: الوطنية والقومية والفرعونية

قال الشيخ الشِّنقيطي - رحمه الله -: "ومن هدْي القرآن للتي هي أقوم: هدْيه إلى أنَّ الرابطة التي يجب أن يعتقد أنها هي التي تربط بين أفراد المجتمع وأن يُنادى بالارتباط بها دون غيرها إنما هي دين الإسلام لأنه هو الذي يربط بين أفراد المجتمع حتى يصير بقوة تلك الرابطة جميع المجتمع الإسلامي كأنه جسَد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعَى له سائر الجسد بالسهر والحمى". كما أخبر رسول الله في حديثه


ومنها أيضا - مظاهر الولاء - الدعوة إلى زمالة الأديان ورفْع شِعار: "الدِّين لله، والوَطَن للجميع" ليذوب معنى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، و((المسلم أخو المسلم))، ومن ذلك: التجمُّع تحت أحزاب وكيانات تشترط أن يكون الاجتماع لا على أساس الدين كالماسونية ونوادي الروتاري والليُونز أو أحزاب سياسية تفصل الدين عن السياسة كالعلمانية وشعارهم: "لا سياسة في الدين ولا دين في السياسة".

وهل لنا غير دين الاسلام ؟؟؟؟



ومنه أيضا دعوى تقديم الواجب الوطَني على الواجب الديني فإذا تعارض عندهم الدين والوطنية قدم ما فيه مصلحة للوطن - كبعض الاحزاب المنتشرة هنا وهناك والتي صرحت جهارا نهارا انهم مع الدين فان اعترض الدين مبادئ احزابهم قدمو المبادئ على الدين - حتى لو كان فيه محاداة لله ورسوله ومحاربة لدِينه وأوليائِه.
ومنه أيضا "كسر حاجز الولاء والبراء بين المسلم والكافر وبين السني والبِدعي وهو ما يدعونه حاجز نفسي فيكسر تحت شعارات كالتسامح والتآلف ونبد التطرف والتعصب ولا حول ولاقوة الا بالله - فكل بدعة ضلا لة وكل ضلالة في النار ....

ومنه أيضا الاعتزاز باخلاق المشركين الكفار باسم المدنية والتحضر والتطور الى دلك من الفاظ كالموضة والفن الراقي والابتعاد عن اخلاق المسلمين التي يرونها تخلفا و تعصبا ... وطرح التمسك بآداب الاسلام وهديه ورميها وكما دكرت بالتخلف والرجعية ....

ضف الى دلك ماقال عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "لا تعَلَّمُوا رطانة الأعاجم، ولا تدخلوا على المشركين كنائسهم يوم عيدهم، فإن السخطة تنزل عليهم".


وقد سئل فضيلة الشيخ ابن العثيمين رحمه الله : عن الولاء والبراء؟
فأجاب - رحمه الله- بقوله: البراء والولاء لله سبحانه أن يتبرأ الإنسان من كل ما تبرأ الله منه كما قال ـ سبحانه وتعالى ـ : ( قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً ) وهذا مع القوم المشركين كما قال سبحانه : (وَأَذَانٌ مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ) فيجب على كل مؤمن أن يتبرأ من كل مشرك وكافر.
فهذا في الأشخاص.
وكذلك يجب على المسلم أن يتبرأ ويترك كل عمل لا يرضي الله ورسوله وإن لم يكن كفراً، كالفسوق والعصيان كما قال سبحانه: (لَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ ) .
وإذا كان مؤمن عنده إيمان وعنده معصية فنواليه على إيمانه، ونكرهه على معاصيه، وهذا يجري في حياتنا فقد تأخذ الدواء الكريه الطعم وأنت كاره لطعمه وأنت مع ذلك راغب فيه لأن فيه شفاء من المرض.
وبعض الناس يكره المؤمن العاصي أكثر مما يكره الكافر وهذا من العجب وهو قلب للحقائق فالكافر عدو لله ولرسوله وللمؤمنين ويجب علينا أن نكرهه من كل قلوبنا قال الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ) وقال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ . فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ ) فيصل لمطيع وإن عظمت معصيته قوله تعالى فيمن قتل مؤمناً عمداً قال تعالى ( فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاء إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ).


فجعل الله القاتل عمداً أخاً للمقتول مع أن القتل ـ قتل المؤمن عمداً ـ من أعظم الكبائر .
وقوله تعالى في الطائفتين المقتتلتين من المؤمنين قال تعالى : (وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا) إلى قوله : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ) فلم يخرج الله الطائفتين المقتتلتين من الإيمان ولا من الأخوة الإيمانية.
فإن كان في الهجر مصلحة أو زوال مفسدة بحيث يكون رادعاً لغير العاصي عن المعصية أو موجباً لإقلاع العاصي عن معصيته كان الهجر حينئذٍ جائزاً بل مطلوباً طلباً لازماً أو مرغباً فيه حسب عظم المعصية التي هجر من أجلها.
ودليل ذلك قصة كعب بن مالك وصاحبيه ـ رضي الله عنهم ـ وهم الثلاثة الذين خلفوا فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بهجرهم ونهى عن تكليمهم فاجتنبهم الناس، حتى إن كعباً - رضي الله عنه -دخل على ابن عمه أبي قتادة - رضي الله عنه -وهو أحب الناس إليه فسلم عليه فلم يرد عليه السلام. فصار بهذا الهجر من المصلحة العظيمة لهؤلاء الثلاثة من الرجوع إلى الله - عز وجل - والتوبة النصوح والابتلاء العظيم ولغيرهم من المسلمين ما ترجحت به مصلحة الهجر على مصلحة الوصل.
أما اليوم فإن كثيراً من أهل المعاصي لا يزيدهم الهجر إلاّ مكابرة وتمادياً في معصيتهم ونفوراً وتنفيراً عن أهل العلم والإيمان فلا يكون في هجرهم فائدة لهم ولا لغيرهم.
وعلى هذا فنقول: إن الهجر دواء يستعمل حيث كان فيه الشفاء، وأما إذا لم يكن فيه شفاء أو كان فيه إشفاء وهو الهلاك فلا يستعمل.

وأحوال الهجر ثلاث:
إما أن تترجح مصلحته فيكون مطلوباً.
وإما أن تترجح مفسدته فينهى عنه بلا شك.
وإما أن لا يترجح هذا ولا هذا فالأقرب النهي عنه لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يحل للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة".
أما الكفار المرتدون فيجب هجرهم والبعد عنهم وأن لا يجالسوا ولا يواكلوا إذا قام الإنسان بنصحهم ودعوتهم إلى الرجوع إلى الإسلام فأبوا وذلك لأن المرتد لا يقر على ردته بل يدعى إلى الرجوع إلى ما خرج منه فإن أبى وجب قتله وإذا قتل على ردته فإنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن مع المسلمين وإنما يرمى بثيابه ورجس دمه في حفرة بعيداً عن المقابر الإسلامية في مكان غير مملوك.
وأما الكفار غير المرتدين فلهم حق القرابة إن كانوا من ذوي القربى
كما قال تعالى : (وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ) وقال في الأبوين الكافرين المشركين: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ)








وهي نصيحة لكل مسلم ومسلمة لا ترغب عن سبيل المؤمنين كما قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} وقال - سبحانه -: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا}

يقول ابن كثير رحمه الله {نَوَلِّه مَا تَوَلَّى} أي: إذا سلك هذه الطريق جازيناه على ذلك بأن نحسنها في صدره، ونزيّنها له استدراجًا له كما قال تعالى: {فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ} وقال تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} وقوله: {وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} وجعل النار مصيره في الآخرة لأن من خرج عن الهدى لَم يَكُن له طريق إلاَّ إلى النار يوم القيامة".

فلا ترغب عن سبيل المؤمنين ولا تقتفِ سبل المجرمين من الكفار والمنافقين واعلم أنه ما من سبيل منها إلا وعليه شيطان يدعو إليه ويزينه لأهله.

فإن وفقك الله لسبيل المؤمنين فإياك والتفرق فيه واسمع لقول الله تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.





وعليك بالنُّصح لكل مسلم فـ((الدين النصيحة)) كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن جرير بن عبدالله البجلي قال: بايعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنُّصح لكل مسلم

وفي رواية: ((أبايعك على أن تعبُد الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتناصح المسلمين، وتفارق المشركين)).

فالنصيحةُ للمسلمين هو مقتضى ترك التفرق في السبيل وهو هدي أهل السنة وسمتهم.

يقول ابن تيميَّة - رحمه الله -: "ثُم من طريقة أهلِ السنة والجماعة اتِّباع آثار الرسول - صلى الله عليه وسلم - باطنا وظاهرا.... إلى أن يقول - رحمه الله -: ويدينون بالنصيحة للأمة، ويعتَقِدون معنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص، يشُد بعضه بعضًا))

وقوله: ((مثَل المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم كمَثَل الجسد الواحد، إذا اشتكى عضوٌ تداعى له سائر الجسد بالحُمَّى والسهَر".




هدانا الله واياكم لكل خير ... وجعلنا ممن يستمعون القول ويفقهونه .... وجعلنا الله واياكم ممن لا يفارقون طريق أهل السنة والجماعة ولا يتفرقون فيه ...

بارك الله فيك أخي الصالح وحفظك ....

ولقد كلفت من ينقل كلامي لك بعد ان رأيت ان في الموضوع قول يخصني ... ثبتنا الله وثبتك .. وجنبنا واياك الفتن ماظهر منها ومابطن

والسلام عليكم ورحمة الله ...
أخوك محمد . خ