المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ليلى . . . . عثرة ذكرى


سفيرة الاحساس
2009-08-06, 08:03
في ذاك الصباح الباكر صممت " ليلى " بعد أن استيقظت من نومها العميق أن تذهب إلى غابة الحسن التي اعتادت الحسناوات كلهن الذهاب إليها ، سقط نظرها على المنديل الحريري الذي كان وديعة أمها ،التي رحلت دون عودة ، ابتسمت وباشرت بأخذه وضمه كالعادة إلى صدرها المعلق بين روحها المرحة وهيكل صمتها المعهود .. عادت ليلى إلى ذكرياتها مع الأم الحنون التي كانت تقوى على ضمها في كل صباح و تحيى معها حياة الفقر والقناعة إلى أن جاء اليوم الذي غادرت فيه الأم تلك القرية الصغيرة ، وهي تحمل جمال الحب في قلبها المليء بالأمل تذكرت ليلى اليوم الذي جاء فيه خبر وفاة أمها الحنون , فالمرض أعيى كاهلها " أمي !! ..أين أنت " ذاك السؤال الذي ترجمته ليلى بدموعها الساخنة فأحست بيد ترتجف، تكفكف دموعها وهي تملأ روحها صمتاً ، غادرت لحظات السكون بين جبال الذكريات و شواطئ الشوق للتذكر ، إنها الجارة التي شهدت معها كل لحظات الفرح والألم ,الجارة التي كانت تدخل إلى بيت ليلى أحياناً لترسم على شفاهها بحبر الأيام ضوء خافت لسعادة تكاد أن تتشتت بين ربوع هيكل صدرها النحيل وجسدها الحي الميت ، ضمتها إليها وفي تلك اللحظات قررت الذهاب إلى غابة الحسن البهية لتلتقي بالحسناوات .. قليلة هي الساعات التي كانت تمضيها هناك معهن فقط لتحارب جيش الوحدة ذاك ، التَحَفَ الجمال جسدها الأبيض فثغرها ذاك الصغير اختار الابتسامة التي يحياها في وجود تلك الحسناوات...ورقَّةُ صوتها القليل الخروج إلى بساتين النور يزداد جمالا وكأن القليل يخرج منه والباقي يشحن في ذاكرتها بألحان الصمت ليخرج خافتاً ...ساحراً وكأنه خيارها الأخير، اعتادت ليلى الذهاب إلى قبر والدتها كل يوم جمعة وتبقى في المقبرة ساعات طوال تحكي صمت الموتى والهدوء المتقطع...
واحات هي مشاعرها تحكي مراسيم وجهها الحزين الذي تغطيه بسمة أمل في ثنايا
صمتها هي تفرق الآن بين الألم والأمل وتخطوا إلى زوايا أحلامها الواسعة الأرجاء
عبق الحياة يختلس منها لحظات الصبا ،وبعد خروجها من بحور الحزن العميقة, اتجهت بخطوات بطيئة إلى كوخ الجد " أحمــد " الذي يحيطها بأنواع الحنان مذ كانت صغيرة ، نشأت ليلى على أكتافه كيف لا وهو الذي يعاني حروقاً في رجله اليمنى بسببها ..... وكلما نظرت إلى تلك الحروق قبلت يده اليمنى قبلة طويلة
تضم الحياة وطبيعتها ، سقطت أوراق الشجرة التي غرستها في صباها وبدأ الخريف يغطي ربوع الطبيعة الساحرة ، وقف سي أحمد بعصاه القديمة واتكأ بيده الأخرى على صغيرته فارشة له كفها الصغير ، وراحت معه يمشيان بخطى الزمن وأحضرا كومة من الحطب الرقيق ليبدآ في إشعاله دفعة واحدة بدأت آيات الليل تتدحرج في ساعات متأخرة كان الزيت والزيتون هما الحاضران في ذاك العشاء هي والجد والسكون يلازمهما كان دائماً يدعوا لها بالخير والبركة وتذكرت الطيف الذي كان يسكن حشاشة قلبها الطيب ورحيله في وقت هي تحتاج إليه فيه كان ذاك الطيف لا يزال يحيا في ذاكرتها ويحيا في عطر روحها الساحر انتظرته وقتا طويلا دون جدوى ، كان آخر ما تلفظ به هو أنه سيعود يوماً ما إليها جعلت الأيام تمتهن مدى صبرها لأجله ولد شعور جديد في قلبها أصبح يلازمها انه اليأس أين هو؟؟؟؟؟؟؟؟ أين أنت يا صاحب الوعود الراكدة أين أنت ؟؟ رددت هذه الأسئلة منذ بضع سنين كيف أصبحت وهل أنت حي أم ؟؟؟؟؟ أنا أحيا معك ولكن أين أأنت في حياة لابد أن تعيدك إليّ أم على ذلك الشاطئ الهادئ أَيُحيينَا الموت ؟؟؟؟ هي دائماً تقرأ مآتي الآتي في دموع السماء ............

<<...... يتبع

دحية الزهرة
2009-08-06, 08:36
جميل ماكتبت ياابنة الخال العزيز فهنيئا لك أيتها المتميزة وشكرا

azalia
2009-08-06, 22:06
السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته..

شكرا جزيلا غاليتي على القصة الرائعة...

مع اني اظن ان مكانها ليس هنا...

عواافي على ما جدت به

في امان الله