khadidjagc
2009-07-27, 13:05
هال من أحد كان يتوقع أن هذه البذرة التي قد ترمى هنا و هناك ستصير يوما تلك النخلة الفرعاء الشاهقة؟ و من كان يصدق أن هذا الرجل أو تلك المرأة اللذان واجها العدو يوما و دخلا التاريخ ، أنهما كانا مجرد طفلين يلعبان بالكرة و الدمية...
في هذه القصة، بعض التفاصيل عن رجال المستقبل، عن محررين لن يحسب لهم أحد حساب الآن، و لكن لا بد للبذرة إن تنمو، و للطفل أن يكبر.
************************************************** *
- يدخل الأستاذ و معه مدير المؤسسة و المفتش
الأستاذ
السلام عليكم !
التلميذ1
ما بال الأستاذ ليس من عادته أن يدخل مبتسما
التلميذ2:
و الأغرب من ذلك انه ألقى علينا التحية... ترى من هؤلاء؟
الأستاذ يدق بالعصا على المكتب: هدوء من فضلكم ... هدوء ) يتوقف التلاميذ عن الكلام في دهشة( درسنا اليوم هو عبارة عن حصة لتقويم إمكاناتكم في الإعراب ) يشير الأستاذ بعصاه إلى أحد التلاميذ ( أنت ... قف و أعرب:
عشق المسلم أرض فلسطين.
التلميذ1
عشق: فعل ماض مبني على الفتح ، المسلم: فاعل مرفوع و علامة رفعه الضمة، أرض: مفعول به منصوب و علامة نصبه الفتحة و هو مضاف ، فلسطين: مضاف إليه مجرور
الأستاذةأحسنت يا ولدي
الراوي
في هذه الأثناء رفعت تلميذ يده و هو ينظر إلى الأستاذ بنظرة حادة:
الأستاذ
تفضلي:
التلميذ2: لدي إعراب مناسب لما ذكرت، فهل تسمح لي ؟
الأستاذة:
مع أني لا أرى خطأ في إعراب زميلك، و لكن قل ما عندك.
التلميذ2
عشق:فعل صادق مبني على أمل يحذوه إيمان واثق بالعودة الحتمية إلى الوطن ، المسلم: فاعل عاجز أن يخطو أي خطوة في طريق تحقيق الأمل و صمته اعنف ردة فعل يمكنه أن يبديها ، أرض: مفعول به مغصوب و علامة غصبه أنهار الدم و أشلاء الضحايا و ستون عاما من المعانات و...و...و...
فلسطين: مضافة إلى أرض مجرورة بما ذكر من إعراب سابق
الراوي
فدهش المفتش و المدير من كلام التلميذ وقال الأستاذ
الأستاذ
يا أبني مالك غيرت فنون النحو و قانون اللغة ؟ عموما، من يريد أن يعرب الجملة التالية:
صحت ألأمة من غفلتها
الراوي:
يرفع تلميذ آخر يده
الأستاذ
ليس من عادتك أن ترفع يدك لغير ضرب زملائك!
التلميذ3
لا داعي للاستهزاء بمقدرتي يا أستاذ ، فإن العلامات في الفروض و الامتحانات لا تعبر بالضرورة عن ذكاء التلميذ حتى و إن كتب لك أحسن فقرة إنشائية فهذا لا يعني أنه أكثر عروبة مني ، و إني و الله لأرى زميلي أكثر عروبة و وطنية من الآخرين رغم تغييره لفنون النحو...لو سمحت ، ذكرني بالجملة .
الراوي
ينظر المفتش إلى التلميذ بإعجاب.
الأستاذ- بصوت مرتعش –
صحت ...صحت ألأمة من غفلتها، أعرب و لا تكثر الكلام.
التلميذ3
صحت: فعل ماض ولى على أمل أن يعود و التاء تاء تأنيث في امة لا تكاد ترى فيها رجالا، الأمة: فاعل هدّه طول السبات حتى أن الناظر إليه يشك أنه لا يزال على قيد الحياة ،
المدير– مخاطبا الأستاذ- :
ما هذا التخريف الذي تدرسه لطلابك يا أستاذ ؟ و ما ...
المفتش– مقاطعا كلام المدير-:
دعه يتمم من فضلك، أكمل يا بني.
التلميذ3
أين توقفت؟ آه تذكرت، من: حرف جر لغفلة حجبت سحبها شعاع الصحوة ، غفلتها : إسم عجز حرف جر الأمة عن أن يجر غيرها و الهاء ضمير ميت متصل بالأمة التي هانت عليها الغفلة مبني على المذلة التي ليس لها من دون الله كاشفة
الأستاذ
ما بك ؟ أنسيت اللغة؟ لقد حرفت كل معاني التبيان.
المفتش–مخاطبا الأستاذ-
هؤلاء التلاميذ لم ينسوا لغتهم، لا، بل يمكنهم أن يعلموها لك وللمدير ولألف مثلكما و مثلي معاني و أسس اللغة، هذه هي العروبة بعينها
فأطرق الأستاذ رأسه ثم رفعته قائلة:
الأستاذ
ولكننا لا نحتاج إلى...
التلميذ2:مقاطعة كلام الأستاذ
لا يا أستاذ، بل نحتاج ، أنها أمتنا ، نسيت عز الإيمان ، وهجرت هدي القرءان ، صمتت باسم السلام و عاهدت بالاستسلام ،
التلميذ 3
بل دفنت رأسها في قبر الغرب وخانت عهد الفرقان ، معذرة يا أستاذي فكلامه حرك أشجاني، ألهب وجداني و بعث أحزاني، وهدّ كياني فحطم صمتي مع رغبتي في حفظ لساني ومع ذلك فقد نطق قلبي قبل لساني
فصمت الأستاذ لبره ثم نظر على التلاميذ بغضب قائلا:
الأستاذ
أكتبوا نص القراءة مئة مرة و إلا ....) و أشارت إلى العصا على المكتب (
المفتش
و إلا ماذا يا أستاذ؟ ه ستضربهم بتلك العصا زيادة على العقوبة الكتابية؟ ألم يكفك أن وضع أبناء القردة و الخنازير أرجلهم على رؤوسنا؟ أتعلم ما الفرق بينك و بينهم؟ أنت رضيت بالمذلة ، رضيت أن يتحكم فيك غيرك حتى و إن كان عدوا لك بل و من غير ملتك، وهم لم يرضوا بها، و كسروا حاجز الصمت ليواجهوا جميع من يمس وطنهم بسوء بداية بك، لو علم الناس ما تخبئ هذه الأرض الطاهرة من رجال بمقدورهم فتح العالم لدفنوا أنفسهم خوفا ،
ثم حمل حقيبته و هم بالرحيل، ثم ألتفت إلى التلاميذ و قال:
المفتش
لا داعي لان تكتبوا نص القراءة الجاف ذاك ، لأنكم تستطيعون أن تكتبوا مئة خطاب يحرك ملايين الناس .
ثم التفت إلى الأستاذ مخاطبا إياه:
أرجو أن تعطي تلاميذك النقطة العليا في التقويم لأن إعرابهم كان أبلغ من ألف خطاب ممزوجا ببراءة الأطفال و حماسة الرجال
في هذه القصة، بعض التفاصيل عن رجال المستقبل، عن محررين لن يحسب لهم أحد حساب الآن، و لكن لا بد للبذرة إن تنمو، و للطفل أن يكبر.
************************************************** *
- يدخل الأستاذ و معه مدير المؤسسة و المفتش
الأستاذ
السلام عليكم !
التلميذ1
ما بال الأستاذ ليس من عادته أن يدخل مبتسما
التلميذ2:
و الأغرب من ذلك انه ألقى علينا التحية... ترى من هؤلاء؟
الأستاذ يدق بالعصا على المكتب: هدوء من فضلكم ... هدوء ) يتوقف التلاميذ عن الكلام في دهشة( درسنا اليوم هو عبارة عن حصة لتقويم إمكاناتكم في الإعراب ) يشير الأستاذ بعصاه إلى أحد التلاميذ ( أنت ... قف و أعرب:
عشق المسلم أرض فلسطين.
التلميذ1
عشق: فعل ماض مبني على الفتح ، المسلم: فاعل مرفوع و علامة رفعه الضمة، أرض: مفعول به منصوب و علامة نصبه الفتحة و هو مضاف ، فلسطين: مضاف إليه مجرور
الأستاذةأحسنت يا ولدي
الراوي
في هذه الأثناء رفعت تلميذ يده و هو ينظر إلى الأستاذ بنظرة حادة:
الأستاذ
تفضلي:
التلميذ2: لدي إعراب مناسب لما ذكرت، فهل تسمح لي ؟
الأستاذة:
مع أني لا أرى خطأ في إعراب زميلك، و لكن قل ما عندك.
التلميذ2
عشق:فعل صادق مبني على أمل يحذوه إيمان واثق بالعودة الحتمية إلى الوطن ، المسلم: فاعل عاجز أن يخطو أي خطوة في طريق تحقيق الأمل و صمته اعنف ردة فعل يمكنه أن يبديها ، أرض: مفعول به مغصوب و علامة غصبه أنهار الدم و أشلاء الضحايا و ستون عاما من المعانات و...و...و...
فلسطين: مضافة إلى أرض مجرورة بما ذكر من إعراب سابق
الراوي
فدهش المفتش و المدير من كلام التلميذ وقال الأستاذ
الأستاذ
يا أبني مالك غيرت فنون النحو و قانون اللغة ؟ عموما، من يريد أن يعرب الجملة التالية:
صحت ألأمة من غفلتها
الراوي:
يرفع تلميذ آخر يده
الأستاذ
ليس من عادتك أن ترفع يدك لغير ضرب زملائك!
التلميذ3
لا داعي للاستهزاء بمقدرتي يا أستاذ ، فإن العلامات في الفروض و الامتحانات لا تعبر بالضرورة عن ذكاء التلميذ حتى و إن كتب لك أحسن فقرة إنشائية فهذا لا يعني أنه أكثر عروبة مني ، و إني و الله لأرى زميلي أكثر عروبة و وطنية من الآخرين رغم تغييره لفنون النحو...لو سمحت ، ذكرني بالجملة .
الراوي
ينظر المفتش إلى التلميذ بإعجاب.
الأستاذ- بصوت مرتعش –
صحت ...صحت ألأمة من غفلتها، أعرب و لا تكثر الكلام.
التلميذ3
صحت: فعل ماض ولى على أمل أن يعود و التاء تاء تأنيث في امة لا تكاد ترى فيها رجالا، الأمة: فاعل هدّه طول السبات حتى أن الناظر إليه يشك أنه لا يزال على قيد الحياة ،
المدير– مخاطبا الأستاذ- :
ما هذا التخريف الذي تدرسه لطلابك يا أستاذ ؟ و ما ...
المفتش– مقاطعا كلام المدير-:
دعه يتمم من فضلك، أكمل يا بني.
التلميذ3
أين توقفت؟ آه تذكرت، من: حرف جر لغفلة حجبت سحبها شعاع الصحوة ، غفلتها : إسم عجز حرف جر الأمة عن أن يجر غيرها و الهاء ضمير ميت متصل بالأمة التي هانت عليها الغفلة مبني على المذلة التي ليس لها من دون الله كاشفة
الأستاذ
ما بك ؟ أنسيت اللغة؟ لقد حرفت كل معاني التبيان.
المفتش–مخاطبا الأستاذ-
هؤلاء التلاميذ لم ينسوا لغتهم، لا، بل يمكنهم أن يعلموها لك وللمدير ولألف مثلكما و مثلي معاني و أسس اللغة، هذه هي العروبة بعينها
فأطرق الأستاذ رأسه ثم رفعته قائلة:
الأستاذ
ولكننا لا نحتاج إلى...
التلميذ2:مقاطعة كلام الأستاذ
لا يا أستاذ، بل نحتاج ، أنها أمتنا ، نسيت عز الإيمان ، وهجرت هدي القرءان ، صمتت باسم السلام و عاهدت بالاستسلام ،
التلميذ 3
بل دفنت رأسها في قبر الغرب وخانت عهد الفرقان ، معذرة يا أستاذي فكلامه حرك أشجاني، ألهب وجداني و بعث أحزاني، وهدّ كياني فحطم صمتي مع رغبتي في حفظ لساني ومع ذلك فقد نطق قلبي قبل لساني
فصمت الأستاذ لبره ثم نظر على التلاميذ بغضب قائلا:
الأستاذ
أكتبوا نص القراءة مئة مرة و إلا ....) و أشارت إلى العصا على المكتب (
المفتش
و إلا ماذا يا أستاذ؟ ه ستضربهم بتلك العصا زيادة على العقوبة الكتابية؟ ألم يكفك أن وضع أبناء القردة و الخنازير أرجلهم على رؤوسنا؟ أتعلم ما الفرق بينك و بينهم؟ أنت رضيت بالمذلة ، رضيت أن يتحكم فيك غيرك حتى و إن كان عدوا لك بل و من غير ملتك، وهم لم يرضوا بها، و كسروا حاجز الصمت ليواجهوا جميع من يمس وطنهم بسوء بداية بك، لو علم الناس ما تخبئ هذه الأرض الطاهرة من رجال بمقدورهم فتح العالم لدفنوا أنفسهم خوفا ،
ثم حمل حقيبته و هم بالرحيل، ثم ألتفت إلى التلاميذ و قال:
المفتش
لا داعي لان تكتبوا نص القراءة الجاف ذاك ، لأنكم تستطيعون أن تكتبوا مئة خطاب يحرك ملايين الناس .
ثم التفت إلى الأستاذ مخاطبا إياه:
أرجو أن تعطي تلاميذك النقطة العليا في التقويم لأن إعرابهم كان أبلغ من ألف خطاب ممزوجا ببراءة الأطفال و حماسة الرجال