تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : حصــونـنا مـخـتـرقــة مــــن الــداخـــل( من هو قدور بن غبريط)


بلقاسم 1472
2014-06-09, 02:33
لقد أثيرت في الفترة الأخيرة نقاشات جدلية حادة حول إحدى شخصيات الفريق الحكومي، بل بلغت حتى قبة البرلمان، حينما تعرض نائب من الحزب العتيق إلى محامد الحكومة في تغليب الكفاءة على الأصل مما جعل الوزير الأول ينتفض ويشير بيده إلى رئيس البرلمان ليوقف ممثل الشعب عن كلامه، وفعل ولد خليفة ما طلب منه بل وعقّب أن إسلام....... أفضل من إسلام بعض الجزائريين وفي رواية والعهدة على الصحف أنه قال: أن إسلام............... أفضل من إسلام البعض، وربما يتقصد من التبعيض جلساؤه وهم ممثلي الشعب.
وأيضا تكلم الشخص المعني ودافع عن نفسه، وقال أنه من أسرة بن غبريط ذلك العظيم الذي أسس مسجد باريس ولم يرتض أن يوارى إلا بالقرب منه.
إلى هنا الكلام عادي وقابل للأخذ والرد السطحي العابر، لكن لكتب التاريخ حكمها، وحكمها يحوز قوة الشيء المقضى فيه بلغة أهل القانون، وثمة شخصيات كثيرة لا نعرف عنها شيئا، ولها أدوار خطيرة في تاريخ الجزائر، ومن هؤلاء شخصية مصطفى بن إسماعيل المزاري وهو من عائلة كانت تعمل عند الاتراك فجل كبرائها أغوات، حاول الأمير عبدالقادر معه لينظم للمقاومة والجهاد، لكنه تماطل ودارى واتصل بالجنرال دي ميشل بوهران عارضا عليه العمالة، فرفضها دي ميشال فاتجه هذا الشخص بمن معه إلى منطقة "الحناية" ناحية تلمسان واشتبك مع الأمير عبد القادر ليثبت لفرنسا أنه رجل المرحلة، ثم أرسل مبعوثيه من تلمسان إلى وهران وفاتحوا دي ميشيل من جديد، فأسرهم، وبعد اشتداد المعارك الأميرية وصعوية فهم فرنسا لحرب العصابات، استنجدت بمصطفى بن اسماعيل وانظم لجيشها باكرا (ديسمبر 1935) وصار مع خاصة بيته وأبناء عمومته العين الساهرة واليد الطولى في حرب الأمير، وشهد كل المعارك التي قادتها فرنسا ضد الأمير عبدالقادر، وشاء الله له أن يجازى بما يستحق، حيث كان يقود جيشا في نجدة الفرنسيين نواحي وادي مينا ( غيليزان ـ تيارت)، وتربص به أبطال قبيلة فليتة (خمس أخماس) المجاهدين مع الأمير عبد القادر في معقلهم بمنداس، وقتلوا هذا الخائن وهو في عمر الـ80 عاما يوم23 أو24 ماي 1843 وجزوا رأسه وقطعوا يده اليمنى وحملوهما إلى الأمير. وقد تم نقل جثمانه من هناك وتمت موارته من قبل ابن أخيه الحاج المزاري في مقبرة سيدي البشير بوهران، والذي ولته فرنسا أيضا ليكون في محل خيانة الهالك.
لكن كل هذا لا يهم، ما يهم هو أن الدكتور يحي بوعزيز وقف على مخطوط كتبه أبو اسماعيل أبن عودة بن الحاج محمد المزري وكان ىغا بالغرب الجزائري، لكن الدكتور يحي بوعزيز رحمه الله لما حاول الاقتراب من هذا المخطوط تحركت أياد خفية لمنعه منه، ولم يقو على الحصول عليه (من متحف أحمد زبانة بوهران) سوى بالاستعانة بأحد رجال الجيش الشعبي من الضباط الكبار النافذين، والمصيبة أنه لما تسلم المخطوط وجد عشرة صفحات بترت منه، وهذه الصفحات بها تعريف تام وواف بهذه العائلة، يمكن أن يؤدي إلى كشف الأقاب التي تنتحلها حاليا. وهذا دل الدكتور بوعزيز على ان هذه العائلة نافذة ولها دراية تامة بالمخطوط وبما يمكن أن يفضحه.
ولأني كنت منذ سنوات قد قرأت مقالا للدكتور الهادي الحسني يعرف فيه بالجنرال بن غبريط ويشير فيه أيضا إلى الشبه مع مصطفى بن اسماعيل، ثم رأيت اليوم ردا على الشخص المعني في أول المقال نشرته جريدة الشروق اليومية، فأحببت أن نتعرف معا على الحقيقة من مظانها، حتى نعرف هل حصوننا مؤمنة أم مخترقة.
وإليكموا المقالين.
"الجنرال" ابن غبريط

http://static.echoroukonline.com/ara/themes/echorouk/img/font_decrease.gif http://static.echoroukonline.com/ara/themes/echorouk/img/font_enlarge.gif
لا أعلم إن كان ذلك الكائن المسمى قدور بن غبريط حمل رتبة جنرال، بل ولا أعلم إن كان حمل حتى رتبة "كابورال"، ولا أعلم أحدا من أراذلنا أنعمت عليه فرنسا برتبة جنرال إلا ذلك الخائن الأكبر مصطفى ابن اسماعيل، الذي أتبعه شياطين الإنس من الفرنسيين، واتخذوه سخريا...
فحقّ أن يطلق عليه لقب "أبا رغال الثاني" تشبيها له بأبي رغال، الذي كان دليل أبرهة الحبشي في سيره نحو ابيت العتيق. وقد شفى المجاهدون صدورنا، فأذاقوا ذلك الخائن الموت الزّؤام في عام 1843(❊)، ويا ليتنا نعرف الجحر الذي دسّ فيه، لنذهب إليه ونرجمه كما رجمت العرب قبر أبي رغال في المغمّس.

لكن الذي أعلمه هو أن ذلك الكائن المسمى قدور ابن غبريط كان عبدا لفرنسا، استخدمته في أقذر المهمات، فكان عينا لها وأذنا ضد إخوانه في الدين والوطن، فاستحق ما يستحقه كل خوّان أثيم، من لعنة الله - عز وجل- والملائكة، والناس أجمعين.

ولسائل أن يسأل: إذا كانت فرنسا لم تمنح ابن غبريط رتبة جنرال فمن منحها له؟

إن الأمر الذي أعلمه هو أنني قرأت هذه الرتبة مقرونة باسمه في مقال كتبه الشيخ المولود الحافظي (❊❊) في جريدة الشهاب تحت عنوان: "بحث حول جمعية الحرمين (1)"، وجمعية الحرمين هي جمعية أنشأتها فرنسا، وأوكلت إليه إنشاء مسجد في باريس، والإشراف عليه، "اعترافا" منها بفضل الجنود المسلمين عليها في الحرب العالمية الأولى، ولكن ذلك المسجد "صار محلّ لهو وطرب، ثمن الدخول إليه بخمس فرنكات، يتردّد عليه عدد وافد من "الرّوامة"، ولا يزوره المسلمون (2)".

ولد قدور في سيدي بلعباس في 1868 أو 1873، وقد يكون ممن تعلموا في "مدرسة تلمسان (❊❊❊)، وقد وجدت فيه فرنسا "قابلية الاستخدام" فبعثته في سنة 1893 إلى المغرب الأقصى كمترجم في بعثتها في طنجة، وفي 1902 عين عضوا في لجنة تعيين الحدود بين الجزائر والمغرب.. وقد ظهر دوره الخسيس في المغرب عندما بدأت فرنسا تطبيق في احتلال المغرب، فكان ابن غبريط إحدى وسائلها للضغط على السلطان المغربي عبد الحفيظ للتوقيع على "معاهدة الحماية" التي فرضتها فرنسا على المغرب الأقصى في 30 مارس 1912(3).

وفي سنة 1916 عندما قام عميل آخر في المشرق العربي بإعلان ما يسمى "الثورة العربية الكبرى" ضد الدولة العثمانية، حليفة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى، بعثت فرنسا وفدا كبيرا من "مسلمي إفريقيا" إلى "الشريف" حسين لتشجيعه على مواصلة جريمته (4)، وكان يرأس هذا الوفد ابن غبريط، الذي صرح قائلا: "إن المسلم الحقيقي لا يتردد في الاشتراك في رأي شريف مكة المكرمة،الذي يصرح جليا بأنه يحارب بجانب بريطانيا وحليفاتها في سبيل الحق، وقد سها الألمان عن الحقيقة عندما ظنوا أن الأتراك والمسلمين يندمجون معا في اعتقاد واحد، وأوضح أن العرب فصيلة مستقلة، وأما الترك فكثير منهم متسلسلون من أشخاص لا يعرف أصلهم (5)".

وكان الثمن البخس الذي قبضه هو تعيينه في السنة الموالية (1917) رئيسا لجمعية أحباس الحرمين الشريفين، التي جمعت أموالا طائلة من شتى أنحاء العالم الإسلامي لبناء "مسجد" باريس، كما زُعم. وقد حدّثنا الشيخ العباس ابن الحسين - رحمه الله - أن الجزائريين فُرضت عليهم في العشرينيات ضريبة سمّوها تهكما وسخرية "غرامة ابن غبريط"، كما "أنعمت" عليه فرنسا في سنة 1925 بلقب "وزير شرفي" كأنها تعوضه عن الشرف الذي باعه بثمن بخس، دراهم معدودة.. ثم عيّن على رأس مسجد باريس حتى هلك في 1954 فما بكت عليه السماء والأرض. وقد اعتبر مالك ابن نبي ذلك المسجد "إقطاعا لـ ابن غبريط (6)".

وبما أن العبد هو صوت سيده؛ فقد كان العبد ابن غبريط أمينا على مصالح فرنسا، بل وأشد حرصا عليها من الفرنسيين أنفسهم، حيث كان يصف دعاة الإسلام الصحيح في باريس بـ "المغرضين"، وصرح بأنه"يتشرف بمنعهم من جامع باريس،.. ويردد عبارات الشكر والثناء للحكومة التي أيّدته ضد دعاة الإسلام (7)"، حتى شبهه الإصلاحيون بـ "فردناند ميشال"، الذي أصدر قرارا في16 فبراير 1933 يمنع بموجبه أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين من إلقاء الدروس في المساجد..

لقد أشرب ذلك الكائن، الذي لا ندري من أي شيء خُلق، أشرب "حب فرنسا"، وكان يفتخر بهذا الحب، ويرفع به خسيسته، وجهل ذلك الكائن قوله تعالى: "ومن يٌهِنِ الّلهُ فَمَا له من مُكرِم" (الحج 18). ويأبى الله - العزيز الحكيم - إلا أن يبقي هذه الإهانة الصغرى حية في انتظار الإهانة الكبرى - إن شاء الله - لهذا "العبد" الذي رفض تكريم الله - عز وجل - ولهث كـ (....) وراء تكريم فرنسا، حيث ذكر الأديب أحمد حسن الزيات أنه حضر تدشين "مسجد" باريس في 1926، واتّسخت أذناه مما سمع من التزلف والتملث لفرنسا فلما جمعه لقاء بذلك الكائن (...) سأله: "كيف يبتهج العرب بعيد الحرية وهم عبيد؟" ويفتخرون بمجد فرنسا وهم أذّلة؟"، فلم يدعني أتمّ كلامي وإنما قاطعني محتدّا بقوله: "لا ياسيدي، ليس الفرنسيون بأكثر فرنسية منا، نحن نتمتع في ظلال الجمهورية بالإخاء الصحيح، والرخاء الشامل. وإن الجنود الجزائريين في الجيش والشرطة، والعمال المراكشيين والتونسيين في المصانع والمزارع يُعاملون بما يعامل به الفرنسي القحّ. أدام الله نعمة فرنسا على شعوب العرب، ونفع بعلومها وحضارتها أمم الإسلام (8)". اللهم، إننا نشهدك - وأنت العلاّم - أن هذا الكلام كذب، ومنكر، وزور، فاحشر صاحبه مع أمثاله في سقر، واجعله وقودا لها جزاءً هذا الإفك المبين.

وليعلم أذناب فرنسا الحاليين أن التاريخ لا يحرم، ولئن سترتهم الظروف اليوم فستكشفهم الأيام في المستقبل، وسنلعنهم كما لعنّا مصطفى بن اسماعيل بعد قرن وسبع وستين سنة من هلاكه، وكما لعنا ابن غبريط بعد ست وخمسين سنة من هلاكه، ولعنة الآخرة أشد وأخرى، وفي الوقت نفسه نذكر بالفخر والاعتزاز، ونستمطر شآبيب الرحمة على أرواح شهدائنا ومجاهدينا من الأمير المجاهد عبد القادر إلى العالم المجاهد عبد الحميد بن باديس، إلى شهداء ومجاهدي ثورة أول نوفمر.
مما يؤسف له أن هذا الخائن أدرج ضمن كتاب "موسوعة أعلام الجزائر" الذي صدر عن "المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر" صص 468 - 471. وإذا كنا نلتمس العذر أو بعضه لإدارة المركز لانشغالها بالجوانب الإدارية، فإنه لا عذر للأساتذة الذين أعدوا هذا الكتاب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
**) عن المولود الحافظي، غفر الله له، انظر كتاب: "منهج الشيخ المولود الحافظي في التربية والتعليم"، للأستاذين عبد الحليم وعبد السميع بوبكر.

1) جريدة الشهاب. ع 13 في 4 / 2 / 1926. ض.5

2) جرسذة الشهاب. ع 96 في 13 / 05 / 1927. ص 15. وهي تنقل عن جريدة "لوكري دو باري" (صرخة باريس).
*** هي ثالثة ثلاث مدارس أنشأتها فرنسا لتخريج من تحتاجه في شؤون الجزائريين في النواحي الدينية.

3) انظر بهيجة سيمو: الإصلاحات العسكرية في المغرب (1844 ـ 1912) وآسيا ابن عدادة: الفكر الإصلاحي في عهد الحماية.

4) انظر تفاصيل هذه الزيارة في كتاب: "على خطى المسلمين، حراك في التناقض" للأستاذ الدكتور أبي القاسم سعد الله. عالم المعرفة. صص 66 - 135.

5) حسن صبري الخولي: سياسة الاستعمار والصهيونية تجاه فلسطين... ج1. ص 162. وهو ينقل عن جريدة الكوكب. ع 17. في 21 نوفمبر 1916.

6) مالك بن نبي: مذكرات شاهد للقر. ج2. ص 93. ط 1984

7) جريدة البصائر ع 99. في11 فبراير 1938 . ص 2

8) أحمد حسنالزيات: وحي الرسالة. ج 4. ص 168


المصدر: هـــــــــــــــــــــــــــــــــنا (http://"الجنرال" ابن غبريط Decrease font Enlarge font لا أعلم إن كان ذلك الكائن المسمى قدور بن غبريط Ø*مل رتبة جنرال، بل ولا أعلم إن كان Ø*مل Ø*تى رتبة "كابورال"ØŒ ولا أعلم Ø£Ø*دا من أراذلنا أنعمت عليه فرنسا برتبة جنرال إلا ذلك الخائن الأكبر مصطفى ابن اسماعيل، الذي أتبعه شياطين الإنس من الفرنسيين، واتخذوه سخريا... فØ*قّ أن يطلق عليه لقب "أبا رغال الثاني" تشبيها له بأبي رغال، الذي كان دليل أبرهة الØ*بشي في سيره Ù†Ø*Ùˆ ابيت العتيق. وقد شفى المجاهدون صدورنا، فأذاقوا ذلك الخائن الموت الزّؤام في عام 1843(❊)ØŒ ويا ليتنا نعرف الجØ*ر الذي دسّ فيه، لنذهب إليه ونرجمه كما رجمت العرب قبر أبي رغال في المغمّس. لكن الذي أعلمه هو أن ذلك الكائن المسمى قدور ابن غبريط كان عبدا لفرنسا، استخدمته في أقذر المهمات، فكان عينا لها وأذنا ضد إخوانه في الدين والوطن، فاستØ*Ù‚ ما يستØ*قه كل خوّان أثيم، من لعنة الله - عز وجل- والملائكة، والناس أجمعين. ولسائل أن يسأل: إذا كانت فرنسا لم تمنØ* ابن غبريط رتبة جنرال فمن منØ*ها له؟ إن الأمر الذي أعلمه هو أنني قرأت هذه الرتبة مقرونة باسمه في مقال كتبه الشيخ المولود الØ*افظي (❊❊) في جريدة الشهاب تØ*ت عنوان: "بØ*Ø« Ø*ول جمعية الØ*رمين (1)"ØŒ وجمعية الØ*رمين هي جمعية أنشأتها فرنسا، وأوكلت إليه إنشاء مسجد في باريس، والإشراف عليه، "اعترافا" منها بفضل الجنود المسلمين عليها في الØ*رب العالمية الأولى، ولكن ذلك المسجد "صار Ù…Ø*لّ لهو وطرب، ثمن الدخول إليه بخمس فرنكات، يتردّد عليه عدد وافد من "الرّوامة"ØŒ ولا يزوره المسلمون (2)". ولد قدور في سيدي بلعباس في 1868 أو 1873ØŒ وقد يكون ممن تعلموا في "مدرسة تلمسان (❊❊❊)ØŒ وقد وجدت فيه فرنسا "قابلية الاستخدام" فبعثته في سنة 1893 إلى المغرب الأقصى كمترجم في بعثتها في طنجة، وفي 1902 عين عضوا في لجنة تعيين الØ*دود بين الجزائر والمغرب.. وقد ظهر دوره الخسيس في المغرب عندما بدأت فرنسا تطبيق في اØ*تلال المغرب، فكان ابن غبريط Ø¥Ø*دى وسائلها للضغط على السلطان المغربي عبد الØ*فيظ للتوقيع على "معاهدة الØ*ماية" التي فرضتها فرنسا على المغرب الأقصى في 30 مارس 1912(3). وفي سنة 1916 عندما قام عميل آخر في المشرق العربي بإعلان ما يسمى "الثورة العربية الكبرى" ضد الدولة العثمانية، Ø*ليفة ألمانيا في الØ*رب العالمية الأولى، بعثت فرنسا وفدا كبيرا من "مسلمي إفريقيا" إلى "الشريف" Ø*سين لتشجيعه على مواصلة جريمته (4)ØŒ وكان يرأس هذا الوفد ابن غبريط، الذي صرØ* قائلا: "إن المسلم الØ*قيقي لا يتردد في الاشتراك في رأي شريف مكة المكرمة،الذي يصرØ* جليا بأنه ÙŠØ*ارب بجانب بريطانيا ÙˆØ*ليفاتها في سبيل الØ*Ù‚ØŒ وقد سها الألمان عن الØ*قيقة عندما ظنوا أن الأتراك والمسلمين يندمجون معا في اعتقاد واØ*د، وأوضØ* أن العرب فصيلة مستقلة، وأما الترك فكثير منهم متسلسلون من أشخاص لا يعرف أصلهم (5)". وكان الثمن البخس الذي قبضه هو تعيينه في السنة الموالية (1917) رئيسا لجمعية Ø£Ø*باس الØ*رمين الشريفين، التي جمعت أموالا طائلة من شتى أنØ*اء العالم الإسلامي لبناء "مسجد" باريس، كما زُعم. وقد Ø*دّثنا الشيخ العباس ابن الØ*سين - رØ*مه الله - أن الجزائريين فُرضت عليهم في العشرينيات ضريبة سمّوها تهكما وسخرية "غرامة ابن غبريط"ØŒ كما "أنعمت" عليه فرنسا في سنة 1925 بلقب "وزير شرفي" كأنها تعوضه عن الشرف الذي باعه بثمن بخس، دراهم معدودة.. ثم عيّن على رأس مسجد باريس Ø*تى هلك في 1954 فما بكت عليه السماء والأرض. وقد اعتبر مالك ابن نبي ذلك المسجد "إقطاعا لـ ابن غبريط (6)". وبما أن العبد هو صوت سيده؛ فقد كان العبد ابن غبريط أمينا على مصالØ* فرنسا، بل وأشد Ø*رصا عليها من الفرنسيين أنفسهم، Ø*يث كان يصف دعاة الإسلام الصØ*ÙŠØ* في باريس بـ "المغرضين"ØŒ وصرØ* بأنه"يتشرف بمنعهم من جامع باريس،.. ويردد عبارات الشكر والثناء للØ*كومة التي أيّدته ضد دعاة الإسلام (7)"ØŒ Ø*تى شبهه الإصلاØ*يون بـ "فردناند ميشال"ØŒ الذي أصدر قرارا في16 فبراير 1933 يمنع بموجبه أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين من إلقاء الدروس في المساجد.. لقد أشرب ذلك الكائن، الذي لا ندري من أي شيء خُلق، أشرب "Ø*ب فرنسا"ØŒ وكان يفتخر بهذا الØ*ب، ويرفع به خسيسته، وجهل ذلك الكائن قوله تعالى: "ومن يٌهِنِ الّلهُ فَمَا له من مُكرِم" (الØ*ج 18). ويأبى الله - العزيز الØ*كيم - إلا أن يبقي هذه الإهانة الصغرى Ø*ية في انتظار الإهانة الكبرى - إن شاء الله - لهذا "العبد" الذي رفض تكريم الله - عز وجل - ولهث كـ (....) وراء تكريم فرنسا، Ø*يث ذكر الأديب Ø£Ø*مد Ø*سن الزيات أنه Ø*ضر تدشين "مسجد" باريس في 1926ØŒ واتّسخت أذناه مما سمع من التزلف والتملث لفرنسا فلما جمعه لقاء بذلك الكائن (...) سأله: "كيف يبتهج العرب بعيد الØ*رية وهم عبيد؟" ويفتخرون بمجد فرنسا وهم أذّلة؟"ØŒ فلم يدعني أتمّ كلامي وإنما قاطعني Ù…Ø*تدّا بقوله: "لا ياسيدي، ليس الفرنسيون بأكثر فرنسية منا، Ù†Ø*Ù† نتمتع في ظلال الجمهورية بالإخاء الصØ*ÙŠØ*ØŒ والرخاء الشامل. وإن الجنود الجزائريين في الجيش والشرطة، والعمال المراكشيين والتونسيين في المصانع والمزارع يُعاملون بما يعامل به الفرنسي القØ*Ù‘. أدام الله نعمة فرنسا على شعوب العرب، ونفع بعلومها ÙˆØ*ضارتها أمم الإسلام (8)". اللهم، إننا نشهدك - وأنت العلاّم - أن هذا الكلام كذب، ومنكر، وزور، فاØ*شر صاØ*به مع أمثاله في سقر، واجعله وقودا لها جزاءً هذا الإفك المبين. وليعلم أذناب فرنسا الØ*اليين أن التاريخ لا ÙŠØ*رم، ولئن سترتهم الظروف اليوم فستكشفهم الأيام في المستقبل، وسنلعنهم كما لعنّا مصطفى بن اسماعيل بعد قرن وسبع وستين سنة من هلاكه، وكما لعنا ابن غبريط بعد ست وخمسين سنة من هلاكه، ولعنة الآخرة أشد وأخرى، وفي الوقت نفسه نذكر بالفخر والاعتزاز، ونستمطر شآبيب الرØ*مة على أرواØ* شهدائنا ومجاهدينا من الأمير المجاهد عبد القادر إلى العالم المجاهد عبد الØ*ميد بن باديس، إلى شهداء ومجاهدي ثورة أول نوفمر. مما يؤسف له أن هذا الخائن أدرج ضمن كتاب "موسوعة أعلام الجزائر" الذي صدر عن "المركز الوطني للدراسات والبØ*Ø« في الØ*ركة الوطنية وثورة أول نوفمبر" صص 468 - 471. وإذا كنا نلتمس العذر أو بعضه لإدارة المركز لانشغالها بالجوانب الإدارية، فإنه لا عذر للأساتذة الذين أعدوا هذا الكتاب. ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ **) عن المولود الØ*افظي، غفر الله له، انظر كتاب: "منهج الشيخ المولود الØ*افظي في التربية والتعليم"ØŒ للأستاذين عبد الØ*ليم وعبد السميع بوبكر. 1) جريدة الشهاب. ع 13 في 4 / 2 / 1926. ض.5 2) جرسذة الشهاب. ع 96 في 13 / 05 / 1927. ص 15. وهي تنقل عن جريدة "لوكري دو باري" (صرخة باريس). *** هي ثالثة ثلاث مدارس أنشأتها فرنسا لتخريج من تØ*تاجه في شؤون الجزائريين في النواØ*ÙŠ الدينية. 3) انظر بهيجة سيمو: الإصلاØ*ات العسكرية في المغرب (1844 Ù€ 1912) وآسيا ابن عدادة: الفكر الإصلاØ*ÙŠ في عهد الØ*ماية. 4) انظر تفاصيل هذه الزيارة في كتاب: "على خطى المسلمين، Ø*راك في التناقض" للأستاذ الدكتور أبي القاسم سعد الله. عالم المعرفة. صص 66 - 135. 5) Ø*سن صبري الخولي: سياسة الاستعمار والصهيونية تجاه فلسطين... ج1. ص 162. وهو ينقل عن جريدة الكوكب. ع 17. في 21 نوفمبر 1916. 6) مالك بن نبي: مذكرات شاهد للقر. ج2. ص 93. Ø· 1984 7) جريدة البصائر ع 99. في11 فبراير 1938 . ص 2 8) Ø£Ø*مد Ø*سنالزيات: ÙˆØ*ÙŠ الرسالة. ج 4. ص 168)

بلقاسم 1472
2014-06-09, 02:36
ومقـــــال اليــــوم

الشيخ الهادي الحسني يكتب عن أصول وزيرة التربية:
"هذا ما قاله الإمام ابن باديس عن جد الوزيرة بن غبريط"

http://static.echoroukonline.com/ara/themes/echorouk/img/font_decrease.gif http://static.echoroukonline.com/ara/themes/echorouk/img/font_enlarge.gif
من مبادئ ديننا أنه "لا تزر وازرة وزر أخرى"، وأنه "ليس للإنسان إلا ما سعى"، والأمر من قبل ومن بعد إلى الله، يُعذب من يشاء ويغفر لمن يشاء.
لقد سبق لي أن كتبتُ في جريدة الشروق(28 / 04 / 2010) مقالا عنوانه "الجنرال ابن غبريط"، أوردت فيه حقائق لا تُشرفه، وما أعادني إلى الكتابة عنه، إلا ما جاء على لسان حفيدته نورية ابن غبريط في حوارها الذي نشرته جريدة الشروق في 29 ماي 2014، حيث ردت على منتقديها بأنها "حفيدة ابن غبريط"، وقالت عنه إنه "مُؤسس ومنشئ مسجد باريس، ووصفته بأنه "كان رجلا عظيما".
لقد استوقفني هذا الكلام وذكرني بقول شاعر أندلسي:
ما كلُ ما قيلَ كما قِيلا فقد مارس الناسُ الأبَاطِيلا
ومن هذه الأباطيل أن ابن غبريط أسس مسجد باريس، والحقيقة هي أن فرنسا ـ العدوة الأبدية والأزلية للإسلام والمسلمين الحقيقيين ـ هي التي أسست على غير تقوى ذلك "المسجد" باقتراح من أحد طغاتها، الجنرال "ليوتي" ذو الجرائم الكثيرة في منطقة عين الصفراء، ومحتل المغرب الأقصى، وما بَنَتْ فرنسا ذلك "المسجد" إلا لتُضلل المسلمين، وتُبيِض به وجهها الأسوَد، وأما المال الذي بُنيَ به فقد جُمِع أكثره من الجزائريين، وكم حدثنا الشيخ عباس ابن الحسين عما كان يسمى "غرامة ابن غبريط".
وأما وصفها لجدها بالعظمة فإن العارفين بحقائق التاريخ لا يُقرون لها بذاك. ومع ذلك فإننا نقول إن كانت "نورية" تريد بعظمة جدها عظمة علمية فما قرأنا له لفظا مفيدا ـ فضلا عن جملة ـ يدل على شبه عظمة، بل الذي قرأناه هو ما كتبه الإمام ابن باديس عندما قارن بين المستشرق الفرنسي "بيرشي" ذي اللغة العربية الفصيحة والكلام البليغ، والأداء المتقن وبين "ابن غبريط" الذي ألقى كلمة بعد ذلك المستشرق، قال ابن باديس:"وقام على إثره... ابن غبريط... فألقى خطابا كأنما أراد مدير المذياع أن يُريَنا به بعد خطاب "بيرشي" التباين بين الضدين المتعاقبَيْن"، وأسمح لنفسي أن أفسر كلام إمامنا ابن باديس بالقول إن كلام "قدور" لا يفوقه سوءا إلا كلام "نورية"، لأنه ليس معقولا أبدا، أبدا، أبدا، أبدا... أن تعيش نورية معنا نصف قرن وتكون "لغتها" بهذه الرداءة مبنى ومعنى.
ويُضيف ابن باديس معلقا على عمل لابن غبريط فقال: "وعلى ذكر ابن غبريط فإنني لا أنسى له ذلك الإمام الذي اختاره ـ بموافقة الإدارة ـ من إحدى مدن الجزائر الساحلية ونصبه إماما بجامع باريس، فكان فضيحة للجزائر، وسُبة مُعلنة في كل جمعة من فوق المنبر أمام أصناف الأمم الإسلامية". (جريدة البصائر عدد 144. في 16/12/ 1938ـ ص1) ولو كان حظ ابن غبريط من العلم معقولا لوجد في الجزائريين أئمة أفضل من ذلك الشخص ولو كانوا من "أحباب فرنسا" كما كانوا يُسمون أنفسهم، و "خدام فرنسا" كما كانت تسميهم.
وأما إن كانت "نورية" تريد العظمة الوطنية فلتسمح لنا بالإحالة إلى مراجع تُثبت عكس ذلك، ومنها كتاب "فرنسا ومسلموها" للباحث "صادق سلاّم"، والجزء الثاني من مذكرات "شاهد القرن" لابن نبي، و"وحي الرسالة" (ج4 ـ ص 168) للزيّات، وكتاب "على خطى المسلمين" لسعد الله ( ص 66 ـ 135).
وإذا كانت ابن غبريط قالت بأن مُنتقديها لا يُعقدونها فإننا نقول لها بأنها "ما تخلعناش" بما سمته "الكفاءة" التي على أساسها اختارها من اختارها لهذا المنصب الذي تحتله.
المصدر: هـــــــــــــــــــــــــــنا (http://www.echoroukonline.com/ara/articles/206925.html)

جزائري أصيل
2014-06-09, 08:57
شكرا جزيلا لك ..........

وليد المؤرخ
2014-06-09, 12:54
شكرا جزيلا لك حمانا الله من كيد الأعادي

بلقاسم 1472
2014-06-09, 17:50
وهذا ماقاله العلامة محمد رشيد رضا عن ابن غبريط
الكاتب : محمد رشيد رضا
__________
جامع باريس

قضت سياسة فرنسة الاستعمارية أن ينشأ جامع للمسلمين في عاصمتها
(باريس) يكون حجة لها على ما تدعي من حب المسلمين وحسن معاملتهم من حيث
يكون مثابة لمسلمي مستعمراتها وغيرهم ومجتمعًا عامًّا لهم يمكن عيونها (البوليس
السري) من الوقوف على جميع شئونهم وأفكارهم ومقاصدهم، فقامت أولاً بالدعاية
(البوربغندة) له والتنويه بشأنه ثم رسمت له رسمًا نشرته في مشارق الأرض
ومغاربها، وعُرض علينا في تلك الأثناء أن ننشره في المنار في مقابلة مال ننقده
فامتنعنا، ثم عهدت إلى أخلص خدم سياستها وأشهرهم في البلاد العربية الإفريقية
وهو الحاج قدور بن غبريط بجمع الأموال له من الأوقاف الإسلامية التي يتولى هوإدارتها أو مراقبتها في تونس والجزائر والمغرب الأقصى ومن مسلمي هذه الممالك
الثلاث ففعل فأخذ من تلك الأوقاف ما شاء من مبالغ عظيمة وقرضت الحكومة
الفرنسية من الإعانة للجامع على أهل تلك البلاد ما كانوا يئنون من ثقله ويشكون من غرمه. ولم يشبع المشروع كل هذا، بل استجدى القائمون به ملوك المسلمين
وكبراءهم في جميع الأقطار، وقد بني المسجد، وبني له مقهى وملهى ومطعم
متصلة به فيجتمع هنالك الرجال مع النساء بصفات منكرة يحرمها الشرع الإسلامي
كما روى لنا الكثيرون، وقد انتقدها كل من رآها من المسلمين ومن غيرهم، ولا
يزال الوزير الفرنسي قدور بن غبريط يسعى لجمع المال له فقد زار في العام
الماضي مصر وسورية لهذا الغرض فلم يستفد من مصر ما كان يؤمل؛ لأن أهل
مصر يعرفون حقيقة هذا المسجد، ولا يعتقدون أن في بذل المال له قربة ولا
يرجون منه مثوبة عند الله تعالى، بل منهم من يعتقد أن البذل له من إضاعة المال التي لا ترضي الله تعالى.
ولكن رأينا في بعض الصحف السورية أن رئيس حكومتها الجديد السيد الشيخ
تاج الدين الحسني بذل من خزينة البلاد مبلغًا عظيمًا لإعانة هذا المسجد إرضاء
لولية نعمته فرنسة لا لله تعالى، فأنكر المسلمون عليه ذلك وعدوه من تزلفه للدولة
الفرنسية التي نصَّبته رئيسًا لهذه الحكومة لثقتها بإخلاصه لها، وذكرت الصحف من حاجة البلاد وأهلها المنكوبين إلى مثل هذا المال ما يجب تقديمه على إعانة ذلك
المسجد السياسي الغني الجشع النهم الذي لا يشبع، ولا يعلم أحد أين تنفق الأموال
العظيمة التي لا تزال تُجمع له.
وإننا نقترح على حضرة الرئيس الحاج قدور بن غبريط أن ينشر في الجرائد
العربية والمصرية والسورية والإفريقية ما جمع من أموال الأوقاف ومن الضرائب
القهرية والإعانات الاختيارية لهذا الجامع بالتفصيل وما أنفق على بنائه ووجه
الحاجة إلى استمرار هذه الإعانات الدائمة، فإنني ما رأيت أحدًا واقفًا على أمر هذا
الجامع ممن رأوه ولا من غيره إلا وهو منتقد ضربًا من ضروب الانتقاد.
ونحن على هذا كله نقول: إن وجوده لا يخلو من فوائد للمسلمين الذين
يجتمعون هنالك من زائري تلك العاصمة العظيمة، ومن المقيمين فيها وحسبك من
ذلك تعارفهم واستفادة بعضهم من بعض وإقامة شعائر صلاة الجماعة وصلاة العيدين
التي يحضرها فيما بلغنا سفراء الدول الإسلامية وكثير من كبراء سياحي المسلمين
فيتعارفون ويتآلفون، وإن كانت إقامة الجمعة يشترط فيها عند بعض الأئمة أن
تكون في مِصْر من دار الإسلام تقام فيه أحكامه، وينفذ سلطانه. وحسبنا أن تصح
عند آخرين منهم .المصدر: جـــريـدة المـنـــار (http://islamport.com/w/amm/Web/1306/3954.htm)

بلقاسم 1472
2014-06-10, 08:03
نبذة عن مسجد باريس:
كانت نقطة انطلاق هذه المؤسسة بمبادرة فرنسية في شكل مشروع تقدمت به لجنة «أفريقيا الفرنسية» سنة 1895م لم يجد صدى، ثم تبلور مع بداية القرن العشرين وتحديداً بعد الحرب العالمية الأولى التي دفع فيها 70 ألف مسلم حياتهم ثمناً للدفاع عن فرنسا وتحريرها من ألمانيا. وتحمس مجدداً لنفس المشروع المفكر والصحفي الفرنسي «بول بورداري» Paul Bourdarie صاحب مجلة «السكان الأصليون» Indigène مبرراً ذلك بالاعتراف بالجميل لما قدمه المسلمون لفرنسا، وأهمية التواصل الحضاري بين العالمين الغربي والإسلامي، وأسس من أجل ذلك «لجنة المؤسسة الإسلامية» سنة 1916م، وأدت هذه الجهود ثمارها بتزايد مؤيدي المشروع من المثقفين والسياسيين، مما جعل البرلمان الفرنسي يصادق عليه في يوليو 1920م بأغلبية ساحقة (247 صوتاً ضد 11)، ورصدت ميزانية 500 ألف فرنك للبناء، كما تبرعت بلدية باريس بالمكان، على الرغم من أن قانون 1905م - الحجر الأساس للعلمانية الفرنسية - يمنع دعم وتقديم أي مساعدة لأي دين. دشّن مسجد باريس، وفتح أبوابه للمصلين والزائرين في 15 يوليو 1926م الموافق لسنة 1344 هـ بحضور «جاستون دومارج» Gaston Doumergue والسلطان المغربي يوسف ابن الحسن الأوّل، ومدير المسجد قدور بن غبريت. وكان العالم أحمد بن الحاج العياشي سكيرج - وهو أحد أقطاب الطريقة الصوفية التيجانية بالمغرب - أول من خطب وصلى بالناس في أول جمعة في هذا المسجد، الذي يعتبر أول مسجد على التراب الفرنسي يبنى في بداية القرن العشرين.

بلقاسم 1472
2014-06-10, 08:09
أول خطبة في افتتاح مسجد باريس
ألقيت من لدن أحمد بن الحاج العياشي سكيرج

نص الخطبة :

الحمد لله ذي النعم الوافرة، والرحمة الساترة، والعقوبات القاهرة يفعل ما يشاء بالاختيار، نحمده حمدا نسعد به في هذه الدنيا والآخرة، ونقهر به الهوى والشيطان والنفس الأمارة الساحرة، حتى نكون إن شاء الله من الأبرار، وأقر له بالتوحيد على عقيدة طاهرة ظاهرة، وأصلي وأسلم على سيدنا محمد المؤيد بالمعجزات الباهرة، المحبوب السيد الملجأ المختار، وعلى آله وأصحابه ذوي الأيادي المتكاثرة، والآخذين بالعدل لشريعته السامية الآمرة، فنعم المهاجرون ونعم الأنصار.

أما بعد : فيا عباد الله إن من نعم الله علينا بناء هذا المسجد الذي نحن فيه متوجهون لربنا الكريم لأداء الصلاة المفروضة، فسبحانه من إله رحيم لا يكون إلا ما خصصته إرادته، ولا يبرز للوجود إلا ما أنجزته قدرته، فطوبى لمن وحده وذاق حلاوة تصرفه في الكائنات، وبشرى لمن اهتدى للخير وفر من الموبقات، فتنبهوا يا إخواني لما أنتم فيه اليوم، أنتم في مسجد رب العالمين أنتم في مسجد تقام فيه شعائر الدين، أنتم في محل البركات والخيرات، أنتم في مسجد يضاعف فيه أجر الطاعات، أنتم في مسجد ينتبه به الغافلون للصلاة، أنتم في مسجد لذكر الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنتم في مسجد سيكون سببا في نشر فضائل الدين حتى يعم الائتلاف المسلمين وغيرهم من المجاورين، أنت في مسجد هو مرشد للقادم الغريب وللحاضر الشارد كالطبيب.

فلا تبخلوا رحمكم الله وأعانكم بما له عليكم، فلسان حاله يقول : لا تهملوني حقي، حقي عليكم وإليكم، فهنيئا لمن مات ولم تمت حسناته، وعمل صالحا فماتت سيئاته، فتمتعوا أيها المسلمون بالحرية في دينكم، واسعوا للخير، وافعلوا الخير واجتهدوا فيما ينفعكم، وكونوا إخوانا محاربين للجهل والعادات المذمومة، ولا تفسدوا عقولكم بالخمور، ولا تدنسوا أعراضكم بالفجور، ولا ترتكبوا العار، اجتنبوا الزنا والقمار، ولا تقتلوا أنفسكم بالقنوط والكسل، ولا تتأخروا عن العلم والعمل، سيروا إلى الأمام، ارحموا الفقراء والمساكين والأيتام، لا تسمعوا كلام الدجالين، لا تقبلوا أقوال المفسدين، لا تفرطوا في تربية أولادكم، لا تقتلوا شرف دينكم بالخسائس أمام جيرانكم.

أيها المسلمون هذا دينكم يناديكم فهل من مجيب مع اعتناء منكم، أيها المسلمون إن السعادة التي يتنافس فيها المتنافسون هي العلم والأخلاق الكاملة وقراءة ما سطر الله في الكائنات من الحكم، أيها المسلمون إن المؤمن هو الذي يغرس الود في فؤاد غيره مطلقا ويسقيه دائما بماء الإنسانية ،فاجمعوا رحمكم الله بين الدين والدنيا وسيروا سير أهل الكمال، وشاركوا غيركم فيما يحمد، فقد قتلتم أنفسكم بأيديكم من حيث لا تعلمون، وصرتم في غاية الانحطاط، أما تشعرون أن العلم يتبعه كل خير وكمال، وأن الجهل لا يفارق صاحبه الهم والنكال، ولا ترفع الأمة إلا ببذل المال، في جميع أصعدة هذا المجال، فبرهنوا على أنكم رجال.

وفقني الله وإياكم لما فيه خير الأمة، بجاه المصطفى المبعوث لكشف الغمة، روى البيهقي في السنن الكبرى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أعمل عمل امرئ يظن أن لن يموت أبدا، واحذر حذر امرئ يخشى أن يموت غدا، صدق رسول الله، صدق حبيب الله، ألا إن أفضل كلام تتعظ به قلوب المومنين كلام مولانا واسع الرحمة والعطاء في كل حين، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويامرون بالمعروف وينهون عن المنكر.

بلقاسم 1472
2014-06-10, 08:27
لفتة من مظان التاريخ

+==================+
أسرار عن موقف عبد الحفيظ من معاهدة فاس

محمد العربي الشاوش مجلة دعوة الحق، تأسست في(1957)،العدد 246 جمادى 2 1405- مارس 1985




اقترن اسم السلطان المرحوم مولاي عبد الحفيظ بن السلطان المقدس مولاي الحسن الأول بمعاهدة فاس بتاريخ 30 مارس سنة 1912 المعروفة بمعاهدة الحماية الفرنسية للمغرب وتدلنا الوثائق التاريخية والتصريحات الحفيظة على أن السلطان ذهب ضحية المؤامرة الاستعمارية ضد المغرب، وإنه وقع المعاهدة المذكورة تحت الضغط العسكري والإكراه الدبلوماسي من الجانب الفرنسي. خلافا لما أشاعه الحكم الفرنسي من أن السلطان طلب من فرنسا بسط حمايتها على المغرب لتبرير موقف الحكومة الفرنسية من المغرب، في حين أن العلاقات المغربية الفرنسية كان قائمة على التحفظ تارة والتوتر تارة أخرى بسبب احتلال فرنسا للجزائر منذ سنة 1830 ومؤازرة المغرب للمقاومة الجزائرية ضد الاحتلال. وقبل مناقشة الموقف الحفيظي من قضية الحماية "يحض بنا أن نقدم نبذة عن حياة السلطان المذكورة، كان الأمير مولاي عبد الحفيظي خليفة لأخيه المقدس السلطان مولاي عبد العزيز على إقليم مراكش قبل نشوب ثورة عارمة بسبب التدخل الأجنبي في المغرب بعد معاهدة الجزيرة الخضراء عام 1906 كانت نتيجتها مبايعة ممثلي الرأي العام المغربي (أهل الحل والعقد) للسلطان الجديد مولاي عبد الحفيظ عام 1908 وتنازل مولاي عبد العزيز لأخيه حقنا للدماء، ومبادرة منه في العمل على حفظ الاستقرار الداخلي لمواجهة الخطر الأجنبي الذي صار يستفحل يوما بعد يوم.
* * *
وقد بويع مولاي عبد الحفيظ بيعة مشروطة بإبعاد الخطر الأجنبي عن الغرب، واسترجاع ما اغتصبه الأجنبي من حدوده، مع تطهير الإدارة المغربية وإحداث مجلس شوري يمثل الأمة والعمل على إلغاء شروط مؤتمر الجزيرة الخضراء التي أعطت للأجانب حق التدخل في شؤون المغرب. وإن كان ولابد من اتحاد أو تعاون فليكن مع الخلافة العثمانية الإسلامية ومع الدول الإسلامية المستقلة (عبد الرحمن ابن زيدان: إتحاف أعلام الناس. ج1. ص 449 ط 1347-1929) لكن الظروف المتأزمة التي جلس فيها على العرش لم تساعده على إنجاز ما تعهد به. وانفجرت الثورة الشعبية من جديد ضد الوضعية المتدهورة في البلاد، خاصة بعد الاتفاق الفرنسي الألماني عام 1911 الذي تخلت بموجبه ألمانيا عن معارضة فرنسا في التدخل في شؤون المغرب.
رسالة تاريخية للمولى عبد الحفيظ بخطه وإمضائه تفضح معاملة رجال الحماية الفرنسية له رحمه الله على إثر هذا الاتفاق الخطير، بادر السلطان بتقديم مذكرة بالغة الأهمية إلى وزارة الخارجية الفرنسية جاء فيها ما نصه: "إن شرف الإمبراطورية (المغربية) واعتبارها، واحترام تقاليدها، يلزم أن يبقى كما كان في الماضي كاملا غير منقوص، بحيث لا يمس بحال من الأحوال. والحكومة الفرنسية لا تجهل أن السلطة الحاكمة لم تزل موضوعة بين أيدي العائلة العلوية منذ أربعة قرون، فلابد من أن تحفظ لها هذه الحرمة. واستلفت نظر الحكومة الفرنسية إلى الحقيقة الواقعة، وهي أن المغرب منذ الفتح الإسلامي لم ينضم إلى أية دولة أجنبية كمستعمرة من المستعمرات. وأنه منذ ثلاثة عشر قرنا لم ينقطع عن التمتع باستقلاله التام. ولهذا السبب نفسه لا يمكن أن تعتبر الإمبراطورية الشريفة في المستقبل أرضا مستعمرة" (محمد داود: مجلة السلام عدد 4 شهر يناير 1934) ولعل هذا النص يوحي بما شعر به مولاي عبد الحفيظ من سوء نية فرنسا نحو المغرب وأنه وضعها أمام مسؤولياتها المستقبلية.
* * *
نعم كان السلطان قد فتح محادثات مع الحكومة الفرنسية لدراسة الوضعية المغربية، وحيث كان المغرب يحتاج إلى تنظيم عسكري عصري لإقرار الأمن الوطني وخاصة في مدينة فاس عاصمة المملكة التي كانت مقرا للبعثات الديبلوماسية الأجنبية، فقد أعربت فرنسا عن استعدادها لتقديم مساعداتها للسلطان في هذا المجال. ولم يعارض عبد الحفيظ هذا الاقتراح بعد تعهد فرنسا بالمحافظة على استقلال البلاد واحترام نفوذ السلطان. فجاءت فرقة من الجيش الفرنسي بقيادة الجنرال موانيي إلى فاس، قادمة من الدار البيضاء التي سبق للجيش الفرنسي أن نزل فيها عن طريق البحر عام 1907 بحجة حماية الرعايا الأوربيين والقنصليات الأجنبية وفي المقدمة القنصلية الفرنسية. وتطبيقا السياسة التعاون الفرنسي الإسباني في قضية المغرب فإن بارجة حربية اسبانية جاءت من الجزر الخالدات (كنارياس) وأنجدت الفرقة الفرنسية بفرقة عسكرية اسبانية زيادة على تحطيم المدينة بقنابلها. وتقرر عدم جلاء القوات الفرنسية الاسبانية عن الدار البيضاء إلا بعد تكوين جيش مغربي منظم قادر على إقرار الأمن وحماية المصالح الأجنبية.
وقد اغتنمت الديبلوماسية الفرنسية وجود الجيش الفرنسي في فاس في إطار التعاون العسكري المغربي الفرنسي في فاس في إطار التعاون العسكري المغربي الفرنسي فأشاعت بأن السلطان طلب من فرنسا بسط حمايتها على المغرب. فبادر عبد الحفيظ بتكذيب الإشاعة على لسان وزير خارجيته الحاج محمد المقري، ونشرت وكالة الأخبار الفرنسية (هافاس) تصريح الوزير المغربي بأنه "يكذب تكذيبا قاطعا الإشاعة القائلة بأن السلطان عبد الحفيظ طلب من فرنسا بسط حمايتها على المغرب، وأن جلالته مغتبط بالمعونة التي قدمتها فرنسا إليه، لكنه يعلن في نفس الوقت عن استمرار العلاقات المغربية الفرنسية على أساس معاهدة الجزيرة الخضراء، (السلام عدد 4 يناير 1934) ومعلوم أن معاهدة الجزيرة تعترف للمغرب باستقلاله وسيادته ووحدة ترابه.
* * *
لكن الديبلوماسية الفرنسية استغلت ظروف تحول قيادة الجيش الفرنسي في فاس من وضعية التعاون العسكري إلى وضعية الإرهاب ومحاصرة السلطان، فأوفدت السفير (يوجين رينو) لمحاولة إقناع السلطان بفكرة معاهدة الحماية في محادثات طويلة كان يقوم بدور الترجمة فيها قدور بن غبريط الذي كان يحظى بثقة السلطان. غير أن جلالته لم يقتنع بنظيرة الحماية وعارض بشدة، بل هدد بالاستقالة أمام إصرار السفير الفرنسي على إقناعه بوجهة النظر الفرنسية. وأمام هذا الموقف ندرك قسوة الإكراه الذي مارسته الديبلوماسية الفرنسية على مولاي عبد الحفيظ معززة بالقوة العسكرية المرابطة في فاس.
كان السفير رينو يقدر أن استقالة السلطان إحباط لمهمته الاستعمارية، ولذلك مارس كل الضغوط لبقائه في الحكم مع مواصلة المحادثات في موضوع الحماية. ودامت جلسة يوم 29 مارس 1912 ست ساعات (من 6 مساء إلى 12 ليلا) بالقصر الملكي بفاس. وفي صباح 30 مارس تم توقيع معاهدة الحماية في ظروف غامضة وفي جو يشعر بالإكراه والابتزاز. وقد أعرب عن ذلك الكاتب الفرنسي (روبير رينار) فيما نقله عنه الكاتب الإنجليزي (روم لاندو) في كتابه (تاريخ المغرب في القرن العشرين – ط 2) قال: "إن السيد رينو قاد هذه المفاوضات المضنية باللجوء إلى الوعد مرة وإلى الوعيد أخرى، وبفضل أسلوبه هذا انتهت المفاوضات التي طال أمدها بالنجاح وتوجت بتوقيع المعاهدة" (ص 108)
* * *
وما أن علم الشعب بالخبر المشؤوم حتى انتفض انتفاضة عارمة وخاصة في فاس أثناء شهر أبريل عامه. فقوبل من طرف الجيش الفرنسي بمنتهى الوحشية والقمع والإرهاب. واحتج السلطان على ذلك في مناقشات طويلة مع (الجنرال ليوطي) أول مقيم عام فرنسي بالمغرب الذي أدرك أن السلطان غير مستعد للتعاون معه على تطبيق المعاهدة، مما جعله يهيئ الظروف لقبول استقالة مولاي عبد الحفيظ الذي لم تطاوعه نفسه على التعاون مع النظام الجديد. فغادر السلطان مدينة فاس يوم 6 يوليوز متوجها إلى الرباط تمهيدا لتنازله الاختياري عن العرش لأخيه الأمير مولاي يوسف بن الحسن الأول يوم 12 غشت 1912 وهو اليوم الذي بويع فيه جلالة السلطان مولاي يوسف رحمه الله بيعة شرعية في مدينة الرباط التي صارت عاصمة إدارية للمملكة المغربية بدلا من مدينة فاس التي احتفظت بشهرتها كعاصمة علمية.
* * *
وانتقل مولاي عبد الحفيظ إلى مدينة طنجة ثم إلى فرنسا، وأدى فريضة الحج سنة 1913، ولما أعلنت الحرب العالمية الأولى استقر في اسبانيا إلى سنة 1925 ولم تسمح له فرنسا بالعودة إلى طنجة، فأقام في فرنسا إلى وفاته رحمه الله سنة 1937 فنقل جثمانه في باخرة (جنة) إلى الدار البيضاء ومنها إلى فاس في قطار حديدي خاص، حيث أقيمت له جنازة رسمية رهيبة حضرها المغفور له جلالة الملك محمد الخامس، ودفن بضريح جده مولاي عبد الله بن إسماعيل بفاس.
* * *
وقد استنتجنا من سلوك الرصين ومواقفه الجريئة أنه أكره على إمضاء معاهدة الحماية إكراها، ولم يبق له اختيار أمام الحصار والإكراه إلا الإمضاء. وعلينا أن نتفهم المعنى الشرعي للإكراه، يقول القاضي ابن العربي: "المكره هو الذي لم يخل بينه وبين إرادته، ويكون الإكراه بالقول أو بالفعل أو بالتهديد. والمكره معذور في الدنيا، مغفور له في الآخرة" (أحكام القرآن ج 3 ص 1177 بتحقيق علي محمد البجاوي) وفي الحديث الشريف: "إن الله تجاوز لي عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه" (رواه ابن ماجة عن أبي ذر الغفاري. والطبراني والحاكم عن ابن عباس، والطبراني أيضا عن ثوبان الهاشمي. وأخرجه ابن حجر في بلوغ المرام. والسيوطي في الجامع الصغير وقال صحيح) ولا حجة لمن وسمه بضعف الإرادة، وقد كان متصفا بالحزم والنباهة وتوقد الذهن، ولكن لا حيلة له ولا لغيره أمام المد الاستعماري في أوائل القرن العشرين.
* * *
وقد أمعنت الحكومة الفرنسية في مضايقة واضطهاد مولاي عبد الحفيظ بعد تنازله عن الحكم انتقاما منه فيما سلف من مواقفه الجريئة في معاضرة نظام الحماية المفروض، ومحاولة إقناع الساسة الفرنسيين بالعدول عن فكرة الحماية إلى معاهدة تعاون بين الدولتين المغربية والفرنسية في إطار استقلال المغرب وسيادته، وذلك هو الذنب في نظر فرنسا التي آخذته به بعد تمكنها من بسط نفوذها على البلاد، فكان موقفها المتوتر نحوه عقابا سياسيا مارسته بأساليب توحي بالكراهية والحقد نترك وصفها للأمير في رسالة شخصية بخطه إلى صديقه بتطوان المرحوم أحمد الرهوني وزير العدل بتطوان سابقا. وفيما يلي نص الرسالة التاريخية:
"الحمد لله وحده صلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه "محبنا الأعز الأرضي الفقيه العلامة الأحضى وزير العدلية بالثغر التطواني السيد أحمد الرهوني، سلام عليكم ورحمة الله.
"وبعد فقد تعين إعلامك بأن موجب مفارقتنا ثغر طنجة عندما ظهرت الحرب الأرباوية (1) القساوة التي عوملت بها، والإهانات التي تجرعت غصصها، ولم أزل مدة الانتقال من ذلك الثغر أتجرع ألم الهجرة، لأن شأنها عظيم، وانتظر انفراج الأزمة بانتهاء الحرب الأورباوية، ولما انتهت وخلصت قابت من قوب، وظن كل مبتل أن الفرج مرقوب، بادرنا بالكتب لرجال الدولة الجمهورية (2) أسألهم السلم والصفح عن الذنب الذي ما اقترفناه، بتركهم سبيل أهلنا يمكن لنا نقلهم للشام أو مصر لقربهما من الحرمين الشريفين، والتخلي عن أموالنا وحقوقنا، فلم يفتح الله بشيء. فجددنا الطلب مرارا فأجبنا شفاهيا لا كتابة بقبول العفو على شرط سكناي بباريز، فأجبناهم باستحالته شرعا، ومنافاته لقصدنا الأول من التخلية عن الملك، لا نالم نحد عنه إلا للتمتع بكمال الحرية، فلم يلق جوابنا آذانا مصغية. فطلبنا منهم رفع المسألة للشرع، فرفض قبول حكم الرفع. ومن ذلك تبين لي أنني أنفخ في غير ضرم، وإن سعيي لا يأتي إلا بما هو أطم.
"ثم وجهنا على أبنائنا بقصد صلة الرحم معهم، فأجبنا بالمنع، فظهر من ذلك أنهم أسارى وإن كانو في غير حرب، وبموجبه قطعت المسنونة التي أوجهها التي لكم حتى يتبين هل هم أهلي أم لا. ونفدت لهم من الدراهم التي استحقها بكوني من العائلة الملوكية وبالواجب الشرعية النصف ليكن لهم معه المعيشة.
"وأشهدكم وليبلغ الشاهد الغائب، لأن الله جعلكم "أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا" (3) إنني ما أتيت بجريمة شرعية توجب استحلال مالي، ومفارقة أهلين وتزكي عرضة للضياع، لأني أقر لله بالوحدانية، ولرسوله الأعظم صلى الله عليه وسلم بعموم الرسالة وكمال التبليغ، وفي الحديث "فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها" (4) وإني أحفظ حق القيام بالطلب فيما أخذ مني قبل وبعد، لأن سيادتكم كانت تسمع في التصريح بعدم القبول عند إلا شهادة على البيع وأبرأ من كل دعوى تجعل سلما لمنعي ما ذكر.
"وسأكتب لسائر المسلمين بالأنحاء بشرح هذه القضية، والقصد بيانها لا النكاية أوجب الانتقام، لا أنا أهل البيت وكل بنا البلا، كما علمتم. لأن الجامعة الإسلامية والأخوة الدينية تلزمني بالتصريح دون التلويح، وتبيح لي إظهار ما كان السبب في مفارقتي الأهل من غير ذنب يبيح. وأعلمناكم لئلا يبلغكم الخبر على غير وجهه ممن لهم الغرض في تحريف الكلم عن مواضعه وعليكم السلام ورحمة الله. في 27 ذو الحجة 1338 – عبد الحفيظ".
تلك هي الرسالة الحفيظة التاريخية البليغة، الغنية عن كل تعليق أو تعقيب. وللمتأمل فيها أن يرى كيف عامل الاستعمار الفرنسي شخصية سياسية سامية المقام بمنتهى الغلظة والفظاظة وعدم احترام شخصيته وحقوقه الإنسانية، بعد فرض معاهدة الحماية بطريقة تعسفية جبرية. فالمعاهدة كانت مفروضة فرضا كما قال المحامي الفرنسي الكاتب (بول بوتان) في كتابه (مأساة المغرب) قال: "لقد فرضنا المعاهدة على السلطان فرضا" وأكد كذلك روم لاندو في كتابه (تاريخ المغرب) فقال: "إن المعاهدة التي جعلت من المغرب حماية إنما فرضت على السلطان" (ص 97) وإذن فلو كان السلطان قد رضي بالحماية وركن إلى فرنسا واطمئنان إليها لنال منها خيرا كثيرا خاصة بعد انسحابه من الحكم.
* * *
والجدير بالذكر أن المولى عبد الحفيظ كان على جانب كبير من الثقافة. وبالرغم من انهيار الأوضاع السياسية فإنه ساهم في تنشيط الحركة العلمية وحركة التأليف والنشر خاصة. وفي هذا المجال طبع مؤلفاته الخاصة وهي:
- نيل النجاح والفلاح في علم ما به القرآن لاح
- كشف القناع عن اعتقاد طوائف الابتداع
- العذب السلسبيل في حل ألفاظ الشيخ خليل
- منظومة في مصطلح الحديث
- منظومة في الأصول: الجواهر اللوامع في نظم جمع الجوامع
- منظومة في القضاء: ياقوتة الحكام في مسائل القضاء والأحكام
كما أمر بطبع مؤلفات هامة تعتبر من أمهات مصادر الثقافة الإسلامية تذكرها فيما يلي:
- شرح الخطاب على مختصر خليل، وبهامشه شرح المواق.
- أحكام القرآن للقاضي ابن العربي
- الإصابة لابن حجر، وبهامشه الاستيعاب لابن عبد البر
- شرح الأبي على صحيح مسلم
- المنتقى في شرح موطأ مالك لأبي الوليد الباجي
- بداية المجتهد لابن رشد الحفيد
- مشارق الأنوار للقاضي عياض
- الروض الأنف في السيرة النبوية للسهيلي
والملاحظ أن أغلبية المؤلفين المذكورين من المغاربة والأندلسيين. والملاحظ أيضا أن المولى عبد الحفيظ استعمل في رسالته السابقة الذكر عبارة "الجامعة الإسلامية" وهو تعبير لم يسبقه إليه في عصره أحد فيما نعلم إلا ما كان من دعوة جمال الدين الأفغاني إلى فكرة الجامعة الإسلامية في أواخر القرن التاسع عشر، وما كان من الجملة الواردة في وثيقة البيعة الحفيظة ونصها: "وإذا دعت الضرورة إلى اتحاد أو تعاضد، فليكن مع إخواننا المسلمين كما قال عثمان (أي الخلافة العثمانية) وأمثالهم من بقية الممالك الإسلامية المستقلة" وهي صيغة تشعر بإيمان الشعب المغربي مبكرا بنظرية الجامعة الإسلامية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الحرب العالمية الأولى 1914-1918
(2) يقصد الجمهورية الفرنسية
(3) الآية 143 سورة البقرة
(4) حديث متواتر رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة مرفوعا نصه "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله".

بلقاسم 1472
2014-06-10, 08:46
شكرا جزيلا لك ..........
شكرا على المرور
وعفوا سيدي

بلقاسم 1472
2014-06-10, 08:47
شكرا جزيلا لك حمانا الله من كيد الأعادي

آمين آمين، جزاك الله خيرا

ucutamani
2014-06-12, 23:43
je me demande quel est votre probleme avec madame nouria ben ghebrit ça fait a peine deux mois qu'elle est ministre et vous vous acharnez sur elle sous pretexte que son grand pere etait l'ami de la france coloniale sans la laisser faire son travail tandis que vous vous etes tus quand benbouzid a causé des catastrophes au systeme educatif pendant 18 ans je crois que lalgerie ne sera jamais bien avec ces mentalités quand on juge quelqu'un on le juge selon son travail et ses compétences mais helas on est loin de ça

Le Professeur A
2014-06-13, 21:10
نظرية المؤامرة التي لاتنتهي

بلقاسم 1472
2014-06-14, 12:01
je me demande quel est votre probleme avec madame nouria ben ghebrit ça fait a peine deux mois qu'elle est ministre et vous vous acharnez sur elle sous pretexte que son grand pere etait l'ami de la france coloniale sans la laisser faire son travail tandis que vous vous etes tus quand benbouzid a causé des catastrophes au systeme educatif pendant 18 ans je crois que lalgerie ne sera jamais bien avec ces mentalités quand on juge quelqu'un on le juge selon son travail et ses compétences mais helas on est loin de ça

نحن نقلنا ما قيل أخي الكريم لا أكثر ولا أقل
وربنا قال: "ولا تزر وازرة وزر أخرى"

ولا يتحمل الطفل جريرة والده إن اخطأ الوالد فعلا
ولا يوجد حكم مسبق وإنما هي نقولات لمقالات لا غير، ولم أجد شيئا يدين السيدة الوزيرة، كما أنني لست مقتنعا قناعة تامة بما يقال عن جدها، وليست لي المصادر التاريخية المتخصصة في هذا الباب. لكن النقل لما هو مثير كان لأجل المناقشة والوصول إلى الحقيقة.

ucutamani
2014-06-14, 12:06
نحن نقلنا ما قيل أخي الكريم لا أكثر ولا أقل
وربنا قال: "ولا تزر وازرة وزر أخرى"

ولا يتحمل الطفل جريرة والده إن اخطأ الوالد فعلا
ولا يوجد حكم مسبق وإنما هي نقولات لمقالات لا غير، ولم أجد شيئا يدين السيدة الوزيرة، كما أنني لست مقتنعا قناعة تامة بما يقال عن جدها، وليست لي المصادر التاريخية المتخصصة في هذا الباب. لكن النقل لما هو مثير كان لأجل المناقشة والوصول إلى الحقيقة.


شكرا اخي على التوضيح

بلقاسم 1472
2014-06-14, 12:26
شكرا اخي على التوضيح

عفــــوا أخـــي الكريم

في بعض الأحيان الموضوعات تحتاج إلى نوع من الإثارة حتى تستفز الفضول العلمي، الذي توصل مجساته الدقيقة إلى القبض على الحقيقة.
مع تمنياتنا بالتوفيق للوزيرة الجديدة في مهمتها ونتمنى أن تُبْعَدَ المدرسة الجزائرية عن التسيس عند إتخاذ القرارات المصيرية.

بلقاسم 1472
2014-06-15, 06:36
نظرية المؤامرة التي لاتنتهي

معك حق كثير من الخيبات عُلِّقت على نظرية المؤامرة، وكثير من الشخصيات الكبيرة أسقطها من لا خلاق لهم بالشائعات والأراجيف، لكن البحث والتحقيق سبيلان وحيدان يجليان الحقيقة.