تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شرح معنى لا اله الا الله لابن تيمية الصغير حفظه الله


ابو مسلم السلفي
2012-07-21, 16:28
قال ابن تيمية الصغير صالح ال شيخ وفقه الله وحفظه وجمعنا واياه في جنة النعيم في شرحه للعقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله

قوله : ( وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقراراً به وتوحيداً ) : فهذه تحتاج إلى

شيءٍ من التفصيل .

وذلك أن قوله هنا : ( وأشهد ) : هذه الشهادة معناها : ( الاعتراف والإقرار الذي يتبعه

إعلامٌ وإخبار
) .
لأن الشهادة تشمل : اعتقاد القلب وإخبار اللسان .

فمن اعتقد بقلبه دون أن يتكلم بلسانه لم يُعد شاهداً .

ومن تكلم بلسانه – كحال المنافقين – ولم يعتقد بقلبه لم يكن شاهداًَ بما دلت عليه كلمة

التوحيد .

إذن الشهادة في قوله : ( وأشهد ) : يعني اعتقد وأعترف وأقر لله بأنه هو المستحق للعبادة

وحده دون ما سواه وأخبر وأعلن بذلك : بأن الله جل وعلا هو المستحق للعبادة دون ما

سواه .

وهذا هو الذي فسر به قوله تعالى : { شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم

قائماً بالقسط } .

{ شهد } : أي أعلم وأخبر .

{ والملائكة } : شهدوا بذلك ، أعلموا وأخبروا بذلك واعتقدوا ذلك .

{ وأولوا العلم } : من خلقه شهدوا ذلك بمرتبتين :

1 – مرتبة الاعتقاد .

2 – ومرتبة القول .

قال : ( أن ) : و ( أن ) هاهنا : هي التفسيرية .

وضابطها : أنها هي التي تأتي بعد كلمةٍ فيها معنى القول دون حروف القول .

كـ ( أشهد ) و ( نادى ) و ( أوحى ) و ( قضى ) و ( أمر ) و ( وصى ) ونحو ذلك .

فـ ( أن ) : إذا أتت بعد هذه الألفاظ أو نحوها مما فيه معنى القول دون حروف القول .

هي : التفسيرية .

لأن ما بعدها يفسر ما قبلها
.
كالتي جاءت في قول الله جل وعلا : { ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا

ما وعدنا ربنا حقاَّ } الآية .

قوله : ( لا إله إلا الله ) : وهذه الكلمة هي كلمة التوحيد .

ولها ركنان :

1 – النفي .

2 – والإثبات .

النفي المستفاد من قوله : ( لا إله ) ، والإثبات المستفاد من قوله : ( إلا الله ) .

النفي نفي استحقاق العبادة عن كل أحد ، وإثبات استحقاق العبادة لله جل وعلا .

فركنا هذه الكلمة : النفي والإثبات .

فمن نفى ولم يثبت لم يكن قد أتى بهذه الشهادة بهذه الكلمة على صحتها .

إذ أتى بركنٍ ولم يأتي بالثاني .

وكذلك من أثبت ولم ينفي ، فإنه لم يأتي بما دلت عليه هذه الشهادة .

فلا بد أن يجتمع في حق الشاهد : أنه ينفي استحقاق العبادة عن أحدٍ ، ويثبت استحقاق

العبادة لله جل وعلا وحده دون ما سواه .

والمشركون كانوا يثبتون ولا ينفون .

يقولون : إن الله جل جلاله مستحقٌ للعبادة ، فهو مستحقٌ لأن يُعبد ، لكنهم لا ينفون
.
ولهذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم : لما قال لأبي طالب : ( قل كلمة أحاج لك بها عند

الله ) فأبى ذلك .

وقال للمشركين ذلك ، فقالوا : نقول عشر كلمات ، فلما قال لهم : ( قولوا : لا إله إلا

الله ) .

أبوا ذلك لأنهم يعلمون أنه لا يصلح الإقرار بهذه الكلمة إلا بالنفي والإثبات .

وهم إنما يثبتون لله جل وعلا أنه معبود وأنه يُعبد لكن ينفون كونه جل وعلا أحداً في

استحقاقه العبادة .

قال سبحانه : { إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعرٍ

مجنون }
.
وقال جل وعلا في سورة ص مخبراً عن قولهم : { أجعل الآلهة إلهاً واحداً }
.
وهذا هو الذي صنعه المشركون فيما بعدهم من مشركي هذه الأمة فإنهم أتوا بركنٍ من

ركني كلمة التوحيد ألا وهو : الإثبات .

قالوا : إن الله جل جلاله مستحقٌ للعبادة .

لكن قالوا : يمكن أن يكون معه من يستحق شيئاً من أنواع العبادة ، لكن لا على وجه

الأصالة ولكن على وجه الواسطة ؟

وهذا من الأمور المهمة التي ينبغي العناية بها ، وهي : أن كلمة التوحيد لها ركنان :

1 – ركن النفي .

2 – وركن الإثبات .

أما معناها : فإن معنى : ( الإله ) : في قوله : ( لا إله ) : هو : ( المعبود عن محبةٍ وتعظيم )
.
لأن مادة : ( أَلَهَ ) في اللغة التي جاء ت والتي جاء بها القرآن معناها : العبادة .

( أله ) : معناها : ( عَبَدَ مع المحبة والتعظيم ) .

و ( الألوهة ) : ( العبادة مع المحبة والتعظيم ) .

فـ ( الإله ) : هو : ( المعبود مع المحبة والتعظيم ) .

ويدل له من قول العرب : قول الشاعر في رجزه المشهور :

لله دَرُّ الغـانيـات المُدَّهي سَـبَّحْنَ وَاسْتَرْجَعْـنَ من تَأَلُّهِ يعني : من عبادة
.
وعليه قراءة ابن عباس في آية الأعراف في قوله تعالى : { ويذرك وإلهتك } يعني : وعبادتك .
فإذن معنى : ( الإلهة ) و ( الألوهة ) في كلام العرب : ( العبادة مع المحبة والتعظيم )

وهذا ينبئ ويثبت أن قول الأشاعرة والماتريدية والمتكلمين في معنى ( الإله ) أنه قولٌ باطل
.
حيث قالوا : إن معنى : ( الإله ) : هو : ( القادر على الاختراع )
.
( الإله ) عند المتكلمين ومن حذا حذوهم ونحا نحوهم الأشاعرة والماتريدية ونحوهم :

يقولون : ( الإله ) : هو : ( القادر على الاختراع ) .

وهذا معنى ( الرب )
.
وأما ( الإله ) فليس فيه معنى الخلق ولا القدرة على الخلق ولا القدرة على الاختراع .

وإنما فيه معنى العبادة .

ويقول آخرون من الأشاعرة والماتريدية ونحوهم : إن : ( الإله ) : هو : ( المستغني عما

سواه المفتقر إليه ما عداه ) .

كما قالها السنوسي في عقيدته المشهورة التي يسميها أصحابها : ( أم البراهين )
.
يقول فيها ما نصه يقول : ( فالإله : هو المستغني عما سواه المفتقر إليه كل ما عداه ، فمعنى

: لا إله إلا الله – هذا من تتمة كلامه – : لا مستغنياً عما سواه ولا مفتقراً إليه كل ما عداه

إلا الله ) .

ففسر الألوهية بالربوبية .

وهذا من مناهج المتكلمين ومن عقيدة أهل الكلام .

إذ أنهم يفسرون : ( الإله ) : بـ ( الرب ) .

يفسرون الألوهية بالربوبية .

وعلى هذا – عندهم – من اتخذ مع الله جل وعلا إلهاً آخر يعبده يرجوه يخافه يدعوه

يستغيث به ينذر له يذبح له فإنه لا يكفر بذلك عندهم .

لأنه لم يخالف ما دلت عليه كلمة التوحيد إذا كان معتقداً – عندهم – بأن الله جل وعلا هو

المتفرد وحده بالقدرة على الاختراع وبالاستغناء عما سواه وبافتقار كل شيء إليه جل وعلا .
فإذن معنى : ( لا إله ) : ليس معناها الربوبية .

وإنما معناها : ( لا معبود ) .

وخبر : ( لا ) : النافية للجنس محذوف .

والعرب تحذف خبر : ( لا ) النافية للجنس إذا كان المراد مع حذفه ظاهراً واضحاً لا إشكال فيه .

وعلى ما قال ابن مالك في الألفية :

وشاع في ذا الباب إسقاط الخبر . إذا المراد مع سقوطه ظـهـر . قوله : ( وشاع في ذا

الباب ) : يعني باب : ( لا ) النافية للجنس .

وهنا في قوله : ( لا إله إلا الله ) : ما خبر ( لا ) ؟ لم يُذكر لأنه معروف لأن المعركة بين

الرسول صلى الله عليه وسلم ومن بُعِثَ إليهم كانت معروفة أنها لم تكن في نفي آلهة

موجودة ، وإنما كانت في نفي استحقاق شيء من هذه الآلهة لشيء من العبادة .

ولهذا قَدَّرَ أهل العلم الخبر المحذوف بأنه كلمة : ( حق ) .

( لا إله – حقٌ – إلا الله ) : ( لا معبود – بحقٍّ – إلا الله ) .

ومعنى ذلك : أن كل معبودٍ سوى الله جل وعلا فإنه معبودٌ بغير الحقِّ ، معبود بالباطل

بالبغي بالظلم بالعدوان ليس بحق ، وإنما المعبود بحق هو الله جل وعلا .

ثم قال : ( إلا الله ) : و ( إلا ) هذه : إما أن تكون أداة حصر ، وإما أن تكون أداة استثناء

ملغاة .

ولفظ الجلالة بعدها بدل من ( لا ) مع اسمها لأنه في محل رفع بالابتداء .

تحقيق : ( لا إله إلا الله ) : بألا يعبد إلا الله .

فمن قال : ( لا إله إلا الله ) وشهد بها يحققها إذا لم يعبد إلا الله جل وعلا ، لم يتوجه بشيءٍ

من أنواع العبادة إلا إلى الله جل وعلا .

لهذا نقول : تحقيق الشهادتين يكون بتحقيق : ( لا إله إلا الله محمد رسول الله ) .

وتحقيق الأولى : بألا تعبد إلا الله جل وعلا .

وتحقيق الثانية : بألا يعبد الله إلا بما شرعه رسوله صلى الله عليه وسلم .

مسافرة الى الله
2012-07-21, 17:21
بارك الله فيك ووفقك للمزيد

ولد حمد الباتني
2012-07-21, 17:39
رفقا بالألقاب .....

ابو مسلم السلفي
2012-07-21, 23:15
بارك الله فيك ووفقك للمزيد
وفيك بارك الله وفقك الله لكل خير

مهاجرة إلى ربي
2012-07-21, 23:49
شرح عظيم
نسأل الله أن يحيينا على التوحيد ويميتنا عليه
جزاكم الله خيرا

ترشه عمار
2012-07-21, 23:50
http://forums.hawalive.com/storeimg/Hawa_1341130285_166.gif

ابو مسلم السلفي
2012-07-21, 23:53
شرح عظيم
نسأل الله أن يحيينا على التوحيد ويميتنا عليه
جزاكم الله خيرا

اميين اميييين ويحشرنا مع الموحدين بارك الاله فيكم

شمس البياضة
2012-07-21, 23:55
بوركت أخي الكريم

شمس البياضة
2012-07-21, 23:55
موضوع جميل

شمس البياضة
2012-07-21, 23:56
شكرا لكم جميعا

ابو مسلم السلفي
2012-07-21, 23:57
بارك اللله في مرورك اخي وفقك الله وثبتك وايانا وجميع من هاهنا من الموحدين على التوحيد