تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : إطلالات الصوم في الحديث النبوي


الصفحات : 1 2 [3] 4

العوفي العوفي
2016-06-06, 10:17
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRd7CMh1alDGFixg3yiMXdnz-DR1RXiDg1M1VZ3Mf234gZRPoz0

العوفي العوفي
2016-06-06, 10:22
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRc04QVCfu-k_wvzBOA_doDzdlJDM8GSmTRHa6ArfuJb3oR1WuG

العوفي العوفي
2016-06-06, 10:25
http://3.bp.blogspot.com/-G-3XESUgPIU/UydGJJbmvPI/AAAAAAAAVuE/a63_29h7azI/s1600/salsabil_220.jpg

العوفي العوفي
2016-06-06, 10:31
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQcCsHXFuNkdcztDD4L-bKmobNV9yfZEZUAMaqLi1nyjiskqrjB

sbmezghena
2016-06-06, 11:38
Ramadhan karim

العوفي العوفي
2016-06-06, 14:20
Ramadhan karim

https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTTZe8UjXbwZJXHHr-xz4WNaBgJE8Q421Vp41MhzloC13UfyhAC

https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTEU4n9eCmkMroQPPG9IxUHNwzhPhyoy jpC6i0_T_AuYOXe6ssY

العوفي العوفي
2016-06-06, 14:21
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTtSXO1_TRufOcdud5X2_j_5Lmu0lgFX fkHU7NVrYiFziwus7Ew

العوفي العوفي
2016-06-07, 04:14
مريض بداء السكري يتناول إبر الأنسولين، فهل يجب عليه الإفطار؟ وماذا عليه إن أفطر؟
عليك أن تَعرض نفسَك على الطبيب، فإن نصحك بالإفطار لأنّ الصّوم سيُسبِّب بلك مشاكل صحية خطيرة، فعليك بالإفطار والفدية عن كلّ يوم، وهي إطعام مسكين عن كلّ يوم مقدار مُدّ من قمح.
قال تعالى بعد أن أمَر المؤمنين بالصّوم: ”يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمْ العُسْر”، وقال في وجوب حفظ النّفس: ”وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا”. والله أعلم.
شخص مصاب بمرض مزمن ولا يستطيع الصّوم، فهل يُخرج الفدية يوميًّا من شهر رمضان، أم يستطيع أن يخرجها بعد مرور أيّام؟ وهل بإمكانه تأخير

العوفي العوفي
2016-06-07, 04:15
إخراجها إلى نهاية رمضان؟ وما مقدارها؟
قال تعالى: ”وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا”، وقال سبحانه: ”يُريدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُريدُ بِكُمُ الْعُسْرَ”. فعلى المريض الّذي يؤدّي صومُه إلى هلاكه أن يفطِر ثمّ يقضي ما أفطره بعد رمضان عملاً بقوله عزّ وجلّ: ”فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أيّامٍ أُخَرَ”، أمّا إن كان المرض مزمنًا لا يُرجى برؤُه، فعلى المريض أن يفطر وأن يُطعم مسكينًا عن كلّ يوم أفطره.
ومقدار الفِدية هو إطعامه، وإذا تعذَّر قدّرها صاحبُها من وسط طعامه، وفي صفة إخراجها متّسع، فإن شاء أخرج عن كلّ يوم فديتُه، وإن شاء أخرجها عن أيّام، وإن شاء أخرجها في نهاية الشهر بأكمله، والأفضل التّعجيل بها. والله أعلم.

العوفي العوفي
2016-06-07, 04:16
فما هو حكم وضع البخاخة في نهار رمضان بالنسبة لمرضى الربو؟
إذا كانت تلك البُخاخة مجرّد هواء يساعد على انفتاح قنوات التنفّس فلا حرج للصّائم في استعمالها، ولا شيء عليه من باب التّيسير ورفع الحرج، أمّا إن كانت سائلاً يصل إلى المعدة فهي مفطرة، وعلى مَن استعملها القضاء لقول الله تعالى: ”فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أيّامٍ أُخَرَ”، وقوله: ”يُريدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلاَ يُريدُ بِكُمُ الْعُسْرَ”. والله أعلم.

العوفي العوفي
2016-06-07, 04:17
هل يجوز للصّائم استعمال معجون الأسنان؟
يُكره استعمال معجون الأسنان للصّائم لأنّه ممّا يتحلّل في الفم وقد يصل إلى الجَوف، ويكفيه أن يغسل فمه بالفرشاة من غير معجون احتياطًا. ومَن تعمَّد استعمال المعجون ووصل إلى جوفه عمدًا أو غلبة لزمه القضاء والكفّارة عند مذهب المالكية. أمّا إذا حرص ألاّ يصل شيء من ذلك إلى جوفه ولم يصل فلا حرج. والله أعلم.

العوفي العوفي
2016-06-07, 04:18
هل يجوز استعمال السّواك في رمضان؟
يستحبّ السّواك عند كلّ صلاة ووضوء، ولا بأس أن يستاك الصّائم عندهما إن كان معتادًا على ذلك، شرط أن لا يبلع الرِّيق الّذي قد يكون فيه بعض قشور السّواك أو ذوقه، فإن أحسَّ بشيء من ذلك فعليه القضاء. أمّا السّواك الّذي يحمل نكهات مختلفة كنكهة اللّيمون والنّعناع وغيرهما فهو مفطر ويجب على مَن استعمله القضاء. والله أعلم. -

العوفي العوفي
2016-06-07, 04:21
قال الله سبحانه وتعالى: ”فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ”، وقال عزّ وجلّ: ”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا”، وقال تعالى: ”وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا”.

قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ”ألاَ أنبِّئُكم بخير أعمالكم وأزكاها عند مليككم وأرفعها في درجاتكم وخيرٌ لكم مِن إنفاق الذّهب والورق وخيرٌ لكُم من أن تلقوا عدوكم فتضرِبُوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم؟” قالوا: بلى، قال: ”ذِكْر الله تعالى”.
إنّ ممّا يَحفظ على المسلم صيامه من قول الزّور والجهل والغيبة والنّميمة والكذب والسبّ والشّتم واللّغو والرّفث، ذِكرُ الله تعالى، وهذا يدفع المسلم إلى الاهتمام به والعناية به والمحافظة عليه في اللّيل والنّهار طوال هذا الشّهر الكريم والحرص على تعلّمه ومعرفة الثّابت منه والعمل به.
فيجب على المسلم أن يتعلّم، وأن يعمَل بما تيسَّر له من الأذكار والأدعية، فالأذكار يضاعف أجرها في هذا الشّهر المبارك، ويكون الأمل في قبولها أقرب، ويجب عليه أن يستصحبها في بقية السنة، ليكون من الذَّاكرين الله تعالى، وممّن يدعون الله تعالى ويرجون ثوابه ورضوانه ورحمته.
وعلى المسلم أن يجتهد بذِكر الله عزّ وجلّ والدّعاء في نهار رمضان بخيري الدّنيا والآخرة لما ورد عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ”ثلاثة لا تُرَد دعوتهم الصّائم حتّى يفطر والإمام العادل والمظلوم”.
وذِكْر الله بعد الصّلوات مشروع، وكذلك عند النّوم، وعند الصّباح والمساء، وكذلك في سائر الأوقات. وأفضل الذِّكر التّهليل (لا إله إلاّ الله)، التّسبيح، التّحميد، الاستغفار، الحوقلة (لا حول ولا قوّة إلاّ بالله) وما أشبه ذلك.
وشهر رمضان المعظّم موسم من مواسم الأعمال، ولا شكّ أنّ المواسم مظنّة إجابة الدّعاء، فإذا دعوت الله تعالى بالمغفرة، وبالرّحمة، وبسؤال الجنّة، والنّجاة من النّار، وبالعصمة من الخطأ، وبتكفير الذّنوب، وبرفع الدّرجات، وما أشبه ذلك ودعوتَ دعاءً عامًا بنصر الإسلام، وتمكين المسلمين، وما أشبه ذلك، رُجي بذلك أن تستجاب هذه الدّعوة من مسلم مخلص، ناصح في قوله وعمله.
وقد أمر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالدّعاء وبسؤال الجنّة، وبالنّجاة من النّار، وذلك لأنّها هي المآل. أمّا الاستغفار فيقول الله تعالى: ”كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُون” الذاريات:17-18.
وجاء في حديث سلمان قول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ”فأكثروا فيه من أربع خصال، خصلتين ترضون بهما ربّكم، وخصلتين لا غنى لكم عنهما، أمّا الخصلتان اللّتان ترضون بهما ربّكم: فلا إله إلاّ الله، والاستغفار، وأمّا الخصلتان اللّتان لا غنى لكم عنهما: فتسألون الله الجنّة، وتستعيذون من النّار” رواه ابن خزيمة.
وأفضل الذِّكر تلاوة القرآن الكريم، قال الله تعالى: ”إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ وَأَقَامُوا الصَّلاَةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ”، ويقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”اقرؤوا القرآن فإنّكم تؤجرون عليه، أمَا إنّي لا أقول ألم حرف ولكن ألف عشر ولام عشر وميم عشر فتلك ثلاثون”، ويقول صلّى الله عليه وسلّم: ”مَن سَرَّهُ أن يُحبّ الله ورسوله فليقرأ في المصحف”، وفي الصّحيحين أنّ جبريل عليه السّلام كان يلقى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كلّ ليلة من رمضان فيُدارسه القرآن.

العوفي العوفي
2016-06-07, 15:14
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTv2Zur6zYtNHwsB3jkE7KhvWfgXFu72 cYeBp7jxOmy_RK11GAhhQ

العوفي العوفي
2016-06-07, 15:19
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTlaxO4NvCzV8e_ckMp1V6PbkZKPeO6V p7EFx0GKXtJyh5WEhd4-Q

وليد الشهامة
2016-06-08, 13:24
بارك الله فيك وجزاك كل الخير إن شاء الله

أفدتنا بموضوعك المميز ومجهودك القيم

جعله الله في ميزان حسناتك إن شاء الله

العوفي العوفي
2016-06-08, 14:55
أمرنا الله سبحانه وتعالى أن نأكل بلا إسراف، قال تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلاَ تُسْرِفُوا إنهُ لاَ يُحِب الْمُسْرِفِينَ}. وروى أحمد والبخاري والنسائي والحاكم وابن ماجه من طريق عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كُلُوا وَاشْرَبُوا وَالْبِسُوا وَتَصَدقُوا في غير إسراف ولا مخيلة”. لذا من أسباب الهلاك الإسراف، قال تعالى: {ثُم صَدَقْنَاهُمْ الْوَعْدَ فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَمَنْ نَشَاءُ وَأَهْلَكْنَا الْمُسْرِفِينَ}،
والإسراف هو مجاوزة الحد في الشيء والوقوع في الخطأ والغفلة.

❊ من المظاهر السلبية التي نشاهدها في رمضان الإسراف المشين في المأكل، حيث نشاهد أكواما من الأكل تُرمى في المزابل، فعلى المسلم تقدير النعمة وشكرها.
ومن مظاهر الشكر الأكل بالمعروف والشرب بالمعروف، وهي من أسباب بقاء النعمة، قال تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِن عَذَابِي لَشَدِيدٌ}، وكما جاء في الحديث القدسي فيما يرويه سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه جل جلاله يقول: “أهل ذكري أهل مجالستي، وأهل شكري أهل زيادتي..”.
وقد حكى لنا القرآن الكريم حال الأقوام الذين تنكروا للنعم ولم يقدروها، قال الله سبحانه وتعالى: {وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا مِنْ كُل مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللهِ فَأَذَاقَهَا اللهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ} أي أن صنيعهم من الإسراف وكفران النعمة أدى إلى زوالها. وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لله، وَمَنْ شَكَرَ فَإنمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ، وَمَنْ كَفَرَ فَإن اللهَ غَنِي حَمِيدٌ}.

فعلى المسلم أن يتذكر النعم التي أغدقها الله عليه ويقابلها بالشكر، قال تعالى: {وَهُوَ الذِي أَنْشَأَ لَكُمْ السمْعَ وَاْلأَبْصَارَ وَاْلأَفْئِدَة قَلِيلاً مَا تَشْكُرُون}. بل إن تقدير النعم وشكر الله عز وجل عليها كمرتبة القائم الصابر، فقد روى الحافظ أبو عيسى الترمذي في جامعه قوله صلى الله عليه وسلم: “الطاعم الشاكر كالصائم الصابر” لأن الأعمال تتنوع وتتفاوت بحسب تأثيرها، فهذا الذي قدر النعمة وشكر الله عز وجل عليها ولم يُسرف فيها وتصدق ببعض ما عنده على الفقراء والمساكين فتح باب القُرب من الله عز وجل، لأن أقرب العباد إلى الله أحسنُهم لعياله، فمَا أحوجنا ونحن في هذا الشهر الكريم أن نتذكر الفقراء والمساكين واليتامى والأرامل والمحتاجين متأسين بقدوتنا وحبيبنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيما روى البخاري في صحيحه: “كان أجود ما يكون في رمضان”. فرمضان شهر التكافل والمواساة والتصالح والإحسان، وكل ذلك مظهر من مظاهر الشكر، والشكر يدفع البلاء ويمنح العقاب، قال تعالى: {مَا يَفْعَل الله بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآمَنْتُمْ وَكَانَ اللهُ شَاكِرًا عَلِيمًا}، والصدقة تُطفئ غضب الرب كما ورد في الخبر: “صدقة السر تُطفئ غضب الرب”، بل إن البر نناله إذا أنفقنا مما نُحب، قال الله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا البِر حَتى تُنْفِقُوا مِما تُحِبون}.

العوفي العوفي
2016-06-08, 14:57
الصدق هو قول الحق ومطابقة الكلام للواقع. وقد أمر الله تعالى بالصدق، فقال: {يَا أَيهَا الذِينَ آمَنُوا اتقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصادِقِينَ}.
وأثنى الله على كثير من أنبيائه بالصدق، فقال تعالى عن نبي الله إبراهيم: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنهُ كَانَ صِديقًا نُبِيًا}، وقال الله تعالى عن إسماعيل: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيًا}، وقال الله تعالى عن يوسف: {يُوسُفُ أَيهَا الصديقُ}، وقال تعالى عن إدريس: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنهُ كَانَ صَديقًا نَبِيًا}. وهو من صفات رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وكان قومه ينادونه بالصادق الأمين، ولقد قالت له السيدة خديجة رضي الله عنها عند نزول الوحي عليه: “إنك لَتَصْدُقُ الحديث”.
والمسلم لا يكذب في حديثه مع الآخرين، روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كَبُرَتْ خيانة أن تحدث أخاك حديثًا، هو لك مصدق، وأنت له كاذب”.
والمسلم الصادق لا يخدع نفسه، ويعترف بعيوبه وأخطائه ويصححها، فهو يعلم أن الصدق طريق النجاة، قال صلى الله عليه وسلم: “دَعْ ما يُرِيبُك إلى ما لا يُرِيبُك، فإن الكذب ريبة والصدق طمأنينة”، وقال عليه الصلاة والسلام: “وما يزال الرجل يصدُق ويتحرى الصدق حتى يُكتَب عند الله صديقًا”.

العوفي العوفي
2016-06-08, 14:58
شخص مريض مرضًا يمنعه من الصيام، ويخرج الفدية عن الأيام التي يفطرها، وقد أعطى الفدية لشخص لا هو فقير ولا هو مسكين؟
الفدية تقدم للفقراء والمساكين، وبما أن الشخص الذي أعطيت له ليس بفقير ولا مسكين، فعليه أن يعطيها هو بدوره لفقير أو مسكين، حتى يبرئ ذمة ذلك المريض الذي أعطاها له، وإلا أعاد المريض إخراجها لمَن يستحقها.

العوفي العوفي
2016-06-08, 15:14
ما حكم مَن ينزع ضرسًا في شهر رمضان، هل يعيد صيام ذلك اليوم؟
إذا مرض المكلف مرضًا يلزمه علاجًا معينًا، لقوله تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدةٌ مِنْ أَيامٍ أُخَرَ} البقرة:184. ولكن نزع الضرس باستعمال المخدر في المكان المحيط به، فإن الضابط في ذلك من حيث صحة الصوم من عدمها ما يصل إلى الجوف مرورًا بالحلق، فإن أحس شيئًا في حلقه وابتلعه فإنه مطالب بالقضاء، وإن لم يجد شيئًا من ذلك فلا شيء عليه وصيامه صحيح.

العوفي العوفي
2016-06-08, 15:15
امرأة تبلغ من العمر 50 سنة، أكلت رمضان يوم كان عمرها 25 سنة، وتقول إنها فعلت ذلك عن جهل بحكم الشرع؟
كما يعرف في المصطلح القانوني “لا يُعذَر الجاهل بجهله”، فإنه أصل من أصول الشرع، فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان وزوده بكل وسيلة تعينه على المعرفة من سمع وبصر ولسان، ومن ثم لا يُعذر أن ينتهك معلومًا من الدين بالضرورة، ولأنها عاشت في مرحلة التكليف ما لا يقل عن عشر سنين كان من الأجدر بها أن تسأل أمها وأن تخبرها بما تفعل وتستبين أمرها من أقرب الناس إليها.
أمَا وإنها لم تفعل وأفطرت عمدًا، فهي مطالبة أولاً بقضاء ما أفطرت، ثانيا بفدية مقابل التأخر في القضاء، ثالثًا بكفارة عن كل يوم أفطرته. وإذا تعذر عليها الصوم، فإن الأولى في التكفير الإطعام، وهو أن تطعم ستين مسكينًا عدًا لا تكرارًا عن كل يوم أفطرته، إذ تتكرر الكفارة بتعدد الأيام التي أفطرتها.

العوفي العوفي
2016-06-08, 15:16
ما حكم الاستدانة في شهر رمضان من أجل تزيين الموائد بالكماليات من المأكولات والمشروبات؟
الإسلام دين يخلو من الحرج والمشقة، ويخلو من التكليف بما لا يطاق. قال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدينِ مِنْ حَرَجٍ} الحج:78. وقال: {لاَ يُكَلفُ اللهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا} البقرة:286، والصوم عبادة فرضها الله علينا لحِكَم منها، بعد طاعة الله والتقرب إليه ترويض الإنسان على التحمل والترفع عن شهوات النفس.

العوفي العوفي
2016-06-09, 01:19
ما حكم الإفطار في رمضان قبل الأذان بعشر دقائق؟
إن فعل الصائم ذلك عمدًا فعليه الكفارة، وإن فعلها سهوًا فعليه القضاء فقط في المذهب المالكي، ولا شيء عليه عند الجمهور، لاعتبار ذلك طعمة من الله له وامتنانًا عليه منه سبحانه وتعالى.
ولا بد أن يمسك الصائم متى أكل سهوًا أو شرب بعد تذكره مباشرة، ولا يجوز له مواصلة الأكل، فإن فعل فعليه الكفارة والقضاء.

العوفي العوفي
2016-06-09, 01:20
شخص توضأ، وأثناء المضمضة وصل شيء من الماء إلى حلقه وهو صائم؟
عليك القضاء، لأن الماء مر إلى حلقك، وبمروره تكون قد أفسدت الإمساك الذي وجب على الصائم من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ولأن الماء مر دون قصد منك إلى حلقك، فعليك القضاء فقط، أما إن كنتَ شربته عمدًا فعليك القضاء والكفارة.

العوفي العوفي
2016-06-09, 01:21
شخص أفطر عمدًا حينما كان يبلغ 16 سنة، وهو الآن تائب نادم على ما فعله، يسأل عن حكم اليوم الذي أفطره عمدًا وعن الأيام الأخرى التي لم يتذكرها؟
انتهاك حرمة رمضان من كبائر الذنوب التي تدل على انحراف البعد وضلاله عياذًا بالله، ونحمد الله أن وفقك الله إلى التوبة والرجوع إلى الحق، ونسأل الله أن يكون سؤالك عن حكم ما فعلتَ دليلاً على صدق توبتك، فتُكفر عن ذنبك في الدنيا وتلقى الله بقلب سليم يوم لا ينفع مال ولا بنون. فعليك إذًا أن تُكفر عن اليوم الذي أكلته عمدًا بالقضاء والكفارة، والكفارة صوم ستين يومًا متتالية، أما الأيام التي لم تتذكرها وشككتَ في إفطارها وعدمه، فعليك فقط بقضاء أقصى احتمال لعددها، مع الإكثار من أعمال الخير والصدقة وبر الوالدين والاستغفار والصلاة وصوم التطوع، وأبواب الخير كثيرة لا تعد ولا تحصى. وعلى المؤمن أن يعظم شعائر الله، والصوم من أعظم الشعائر، وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “مَن أفطر يومًا من رمضان عامدًا بلا عذر لم يقضه صيام الدهر وإن صامه” أخرجه البخاري.

العوفي العوفي
2016-06-09, 01:22
ما حكم مداعبة الزوج زوجته وهو صائم دون جماع؟
ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يُقبل نساءه وهو صائم، لكن لا بد من التفصيل في هذه المسألة، فإن كان الزوج شابًا لا يأمن إن قبل زوجته الشهوة والوقوع في الجماع، فإنه لا يجوز له ذلك، أما إن كان شيخًا كبيرًا يأمن على نفسه عدم الشهوة إن قبل زوجته أو لاعبها، فلا بأس بذلك.
أما إن كان غير متأكد من نفسه وغلب على ظنه عدم الشهوة، فالأفضل تركه، وعلى الزوجة أن تبتعد عن الزينة وما يدفع بزوجها إلى ذلك حتى لا يقعَا فيما حرمه الله تعالى كالجماع أو الاستمناء.

العوفي العوفي
2016-06-09, 01:30
ولو أن المسلمين أقاموا سُنة الإحسان التي أرشدهم الله إليها بالصوم لم ينبت في أرضهم مبدأ من هذه المبادئ التي كفرت بالله وكانت شرا على الإنسانية.
وأنا، فقد عافاني الله من وجع الأضراس طول عمري فانعدم إحساسي به، فكلما وصف لي الناس وجع الأضراس وشكوا آلامه المبرحة سخرتُ منهم وعددت الشكوى من ذلك نقيصة فيهم هلعًا أو خورًا أو ما شئت، وفي هذه الأيام غمزني ضرس من أضراسي غمزة مؤلمة أطارت صوابي، وأصبحت أؤمن بأن وجع الأضراس حق، وأنه فوق ما سمعت عنه، وأن شاكيه معذور جدير بالرثاء والتخفيف بكل ما يستطاع. هذه هي القاعدة العامة في طبائع الناس، فأما الذي يحسن لأن الإحسان طبيعة قارة فيه، أو يحسن لأن الإحسان فضيلة وكفى، فهؤلاء شذوذ في القاعدة العامة.
وشهر الصوم في الإسلام هو مستشفى زماني تعالج فيه النفوس من النقائص التي تراكمت عليها في جميع الشهور من السنة، ومكن لها الاسترسال في الشهوات التي يغري بها الإمكان والوُجد، فيُداويها هذا الشهر بالفطام والحِمية والحيلولة بين الصائم وبين المراتع البهيمية، ولكن هذه الإشفية كلها لا تنفع إلا بالقصد والاعتدال.
لو اتبع الناس أوامر ربهم ووقفوا عند حدوده لصلحت الأرض وسعد من عليها، ولكنهم اتبعوا أهواءهم ففسدوا وأفسدوا في الأرض وشقوا وأشقوا الناس

العوفي العوفي
2016-06-09, 01:32
ذهب بعض المتأخرين من الفقهاء والباحثين في الفقه والتفسير كما قال الشيخ أحمد الشرباصي في كتابه “يسألونك في الدين والحياة”، إلى استحسان الأخذ بحساب الفلك في تحديد هذه المواقيت، وعلل هذا البعض رأيه بأن إثبات أول رمضان وأول شوال هو كإثبات مواقيت الصلاة.

وقد أجاز العلماء والمسلمون عِلمًا وفهمًا وعملاً أن نعتمد على حساب علماء الفلك في صلواتنا الخمس كل يوم. ومِن مقاصد الشريعة الغراء اتفاق الأمة المسلمة كلها في عبادتها ما أمكن التوصل إلى هذا الاتفاق. ولو تقرر لدى أولي الأمر العمل بالتقاويم والحسابات الفلكية في تحديد مواقيت شهري الصيام والحج كمواقيت الصلوات، لكان ذلك من مظاهر التوفيق والاتحاد بين المسلمين.

ونحن بين أمرين: إما أن نعمل بالرؤية في كل العبادات من ناحية مواقيتها أخذًا بظواهر النصوص، وحينئذ سنقع في مصاعب كثيرة، إذ يجب بعد ذلك على كل مؤذن أن لا يؤذن حتى يرى نور الفجر الصادق ظاهرًا في الأفق وهو بداية فرض الفجر، ولا يؤذن للظهر حتى يرى زوال الشمس عن وسط السماء، ولا يؤذن لصلاة المغرب حتى يرى الغروب. وإما أن نعمل بالحساب المقطوع به لأنه أقرب إلى مقصد الشارع وهو العلم القطعي بالمواقيت وعدم الاختلاف فيها، وحينئذ يمكن وضع تقويم عام تبين فيه الأوقات التي يرى فيها هلال كل شهر في كل قطر عند عدم المانع من الرؤية، وتوزع في العالم، فإذا أضافوا إلى الأخذ بالتقويم والحساب القيام بعمل الرؤية كان ذلك مزيدًا من التأكد.

العوفي العوفي
2016-06-09, 01:33
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “عمرة في رمضان تعدل حجة -أو قال-: حجة معي” رواه البخاري. والعمرة في رمضان لها من المزية والفضل ما ليس لغيرها، وقد بين هذا الحديث الشريف أن العُمرة في رمضان أدركت منزلة الحج في الأجر والثواب، لكنها لا تقوم مقامها في إسقاط الفرض للإجماع على أن الاعتمار لا يجزئ عن حج الفرض.

إن مضاعفة الأجر سببها كما يقول الإمام ابن الجوزي رحمه الله: “ثواب العمل يزيد بزيادة شرف الوقت”، ولذلك كان للعمرة في رمضان ثوابٌ مضاعف كما لغيرها من الحسنات. وللحديث السابق رواية أخرى أكثر تفصيلاً، وتعطينا بُعدًا آخر من فضائل العُمرة الرمضانية وتعلقها بشقائق الرجال، فعن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لامرأة من الأنصار: “ما منعك أن تحجين معنا؟” قالت: كان لنا ناضح، فركبه أبو فلان وابنه -زوجها وابنها-، وترك ناضحًا (البعير الذي يُستقى عليه) ننضح عليه، فقال له عليه الصلاة والسلام: “فإذا كان رمضان اعتمري فيه، فإن عمرةً في رمضان حجة” رواه البخاري، وفي هذا الحديث نرى النبي صلى الله عليه وسلم أرشد المرأة التي فاتها الحج إلى القيام بعمرةٍ في رمضان، كي تتحصل على أجرٍ يُضاهي أجر تلك الحجة التي فاتتها.

وإذا كان الرجال يطرقون أبوابًا للأجر لا يمكن للنساء أن ينشدوها كباب الجهاد مثلاً، فقد جعل الله عز وجل لهن جهادًا لا قِتَال فيه، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله! هل على النساء من جهاد؟ فقال لها: “نعم، عليهن جهادٌ لا قتال فيه: الحج والعُمرة” رواه أحمد وابن ماجه.

ولا شك أن الأحاديث التي تبين فضائل العمرة على وجه العموم تدل كذلك على فضلها في رمضان وتشملها، منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “العمرة إلى العمرة كفارةٌ لما بينهما” رواه البخاري ومسلم، فقد بين الحديث فضيلة العمرة وما تُحْدِثُه من تكفيرٍ للخطايا والذنوب الواقعة بين العمرتين.

فمَن اعتمر في رمضان تحصل على قدر أجر الحج، غير أن عمل الحج فيه من الفضائل والمزايا والمكانة ما ليس في العمرة، من: دعاء بعرفة ورمي جمار وذبح نسك وغيرها. وتتضمن العمرة جملةً من الأعمال الصالحة التي ورد بخصوصها الأجر، فمن ذلك أجر الطواف، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَن طاف بالبيت أسبوعًا لا يضع قدمًا، ولا يرفع أخرى إلا حط الله عنه بها خطيئة، وكتب له بها حسنة، ورفع له بها درجة” أخرجه ابن حبان، وفي رواية أخرى: “مَن طاف سبعًا، فهو كعِدْل رقبة” رواه النسائي.

ودلت السنة أن النفقة التي يتكلفها المرء لأداء هذه المناسك له فيها أجر، فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها في عمرتها: “إن لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك” رواه الحاكم.

وكذلك للمعتمر في رمضان فضل الصلاة في المسجد المكي والمسجد النبوي. روى الإمام أحمد وابن ماجه عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “صلاة في مسجدي -أي المسجد النبوي- أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه”.

العوفي العوفي
2016-06-10, 00:12
هل حال المسلمين في رمضان إلاّ قلوب خفاقة، وعيون مهراقة، وأنفس إلى لقاء ربّها مشتاقة؟ وهلّ حال المسلمين في رمضان إلاّ دعاء وصلاة وصدقات وزكاة وتسبيح وتهليل وذِكْرٌ للمولى ومُناجاة، وهلّ حال المؤمنين في رمضان إلاّ توبة واستغفار، وتشبّه بالأبرار، واقتفاء لهدي ومنهج سيّد الأخيار.
في رمضان أنزل الله القرآن، ونصر نبيّه صلّى الله عليه وسلّم يوم الفرقان، في رمضان أعزّ الله جنده، وأنزل كتابه، ونشر كلمته، وفيه ليلة ليست ككلّ اللّيالي، فأوّل أحوال المؤمن مع رمضان التذكُّر والتّفكّر في عظمة الخالق سبحانه، فكم مرّ على النّاس قبلنا من شهور عديدة وأزمنة مديدة، وقرون متعاقبة، وأيّام متواصلة، منذ أن خلق الله آدم إلى اليوم، وسيبقى الأمر كذلك إلى قيام السّاعة، سنن لا تتبدّل، وصبغة لا تتغيّر: {سُنَّةَ الله فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللهِ تَبْدِيلاً}، فسبحان مَن خلق كلّ شيء فأحكم خلقته، سبحان مَن يحكم ما يشاء، ويفعل ما يريد، سبحان مَن نعَتَ نفسه العليّة بقوله: {إِنَّ رَبَّكُمُ الله الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}. فكم أحدثت عظمة الله في قلوب أصحابها من إقبال على الطّاعات وإحجام عن المعاصي والسيّئات، وكم أحدثت عظمة الله في قلوب المؤمنين من إقبال عن الله وإعراض عمّا نهى عنه سبحانه، وكم أعقبت لهم عند ربّهم من خاتمة حسنة ومَرَدٍّ غير مخزٍ ولا فاضح، وبُشرَى من ربّ العالمين وأرحم الرّاحمين جلّ جلاله.
فأوّل أحوال المؤمن في رمضان أن يتذكّر، في مرور اللّيالي والأيّام وتقلّب الدّهور والأعوام، الخالقَ الباري الّذي خلق هذا الخلق وسيّره كيفما يشاء، لا يعزب عنه مثقال ذرّة في الأرض ولا في السّماء.
ومن أحوال المؤمنين في رمضان أنهم ما أن يبدو هلاله إلاّ نظروا إليه كما نظر إليه من قبلُ سيّد الأوّلين والآخرين صلّى الله عليه وسلّم، فيقولون كما أثر عنه “ربّنا وربّك الله، اللّهمّ أهلَّه علينا بالأمن والإيمان، والسّلامة والإسلام”، فإذا ذكروا ذلك خافوا على أنفسهم ألاّ يوفَّقوا في هذا الشّهر إلى عمل صالح، خافوا على أنفسهم أن يدركهم الأجل قبل أن يتمّوا صيام شهرهم، خافوا على أنفسهم أن يردّوا على أعقابهم بعد إذ هداهم الله، خافوا على أنفسهم أن يكون حظّهم من صيامهم النّصب والتّعب، خافوا على أنفسهم أن لا تقبل لهم طاعة، ولا ترفع لهم كلمة طيّبة ولا عمل صالح، فلجئوا إلى ربّ العالمين، لجئوا إلى مَن فرَّج عن موسى وهارون وأنجى نبيّه ذا النون، أن يُوفّقهم إلى الأعمال الصّالحة وأن يتقبّلها منهم: {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}. ومن أحوال المسلمين في رمضان أن يعلموا أنّ الصّوم من أجَلِّ القُربات، ومن أعظم الطّاعات، فقد صام نبيّنا صلّى الله عليه وسلّم قبل أن يفرض عليه صيام رمضان، وجاء في الآثار أنّ موسى عليه الصّلاة والسّلام لمّا واعده ربّه أربعين ليلة صام تلك الأيّام، وصام أنبياء الله من قبل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ}.
ومن أحوالهم في رمضان ذِكْرُ ربّهم سبحانه، فذكره أُنْسٌ للسّرائر، وحياة للضّمائر: {أَلاَ بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}، وممّا تجدر الإشارة إليه أنّه في شهر رمضان تجدّد كثير من المسؤوليات، تجدّد مسؤولية الأب المسلم مع أبنائه في أن يدلّهم على الخير ويحثّهم على مواطن الرّشاد، ولا يكن همُّ المؤمن أن يتخلّص من أبنائه بحجّة أنّه يُريد أن يتفرّغ للعبادة، بل ينبغي عليه أن يُعلّم أبناءه ما لهذا الشّهر من مكانة سامقة وأهميّة بالغة.

العوفي العوفي
2016-06-10, 00:17
هل يجوز للمأموم أن يُتابِع قراءة إمامه من المصحف؟
لا يجوز للمأموم أن ينشغل بحمل المصحف والنّظر إليه وقلب صفحاته من أجل متابعة قراءة الإمام، فعلى المأموم أن ينصت للقراءة وأن يتدبّرها كما كان يفعلها سلفنا الصالح، وقد ذكرنا أن حمل الإمام للمصحف وقراءته منه فيه كلام، فكيف بالمأموم؟

العوفي العوفي
2016-06-10, 00:20
بعض النّاس يقضون ليالي رمضان في السّهر والسّمر بإقامة حفلات غنائية تُقترف فيها المعاصي الكثيرة. فماذا يقال لهم؟
شهر رمضان شهر القرآن والعبادة والقيام والدّعاء، شهر المغفرة والتّوبة والعتق من النّار، وقد أخبر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه لو يعلم النّاس ما في رمضان لتمنّوا أن يكون العام كلّه رمضان.
أمّا تلك الحفلات الغنائية فهي سبب للعقوبات الإلهية، عن عمران بن حصين أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال “في هذه الأمّة خَسْفٌ ومسخٌ وقذفٌ”، قال رجل من المسلمين يا رسول الله: ومتَى ذلك؟ قال “إذا ظهرت القينات والمعازف وشُربت الخمور” رواه الترمذي في سننه وغيره وهو حديث حسن.
وعن أبي مالك الأشعري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم “ليشربنّ ناس من أمّتي الخمر يسمّونها بغير اسمها يعزف على رؤوسهم بالمعازف والمغنيات، يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير” رواه ابن ماجه وغيره وهو حديث صحيح. وهذا ما حدث بالفعل كما ورد في الأخبار عند اليهود ذات ليلة في أحد ملاهيهم.

العوفي العوفي
2016-06-10, 00:21
امرأة تسأل هل يجب عليها أن تمسك عن الأكل والشرب إذا رأت دليل طهرها من الحيض بعد الفجر أو بعد الظهر مثلاً، وكانت قد أكلت قبل هذا الوقت، أم أنّها تواصل فطرها لأنّ الصيام من طلوع الفجر إلى غروب الشمس؟
إذا طهرت المرأة من حيضها، عند أو بعد دخول وقت وجوب الإمساك ببرهة سواء كان في أوّل النّهار أو وسطه أو بعد الظهر مثلاً، كما ورد في السؤال، فإنّه يجب عليها أن تمسك بقية يومها لقوله تعالى {فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمِ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ} البقرة:185، فهي تعتبر من الشاهدين للصوم بزوال المانع وهو الحيض، ويجب عليها أن تقضي ذلك اليوم لأنّها لم تصمه كاملاً، كما يجب عليها الغسل للصّلاة.

العوفي العوفي
2016-06-10, 00:22
ما حكم مَن يصلّي التراويح خلف الإمام، ثمّ يسحب نفسه في صلاة الوتر ولا يُصلِّيها خلفه قصد مواصلة الصّلاة بالبيت؟
هذا خطأ يقع فيه كثير من المصلّين، يحرمون أنفسهم أجر قيام ليلة، فمَن صلّى خلف الإمام ولم ينصرف حتّى ينصرف الإمام كُتب له قيام ليلة، ومَن أراد المزيد من الصّلاة في البيت فله ذلك، يزيد ما شاء دون أن يوتر مرّة أخرى، لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال “لا وِتران في ليلة” رواه أبو داود وغيره وهو حديث صحيح.

العوفي العوفي
2016-06-11, 09:02
الصيام في القطب الشمالي الكندي يختلف كلياً عن الصيام في غيره من بقاع الكرة الأرضية، والسبب يكمن في أن هذا المكان يشهد أياماً لا تغيب الشمس فيها صيفاً، حيث اتفق العلماء فيه على أن يتبع المسلمون توقيت مكة لأسباب كثيرة أجبرتهم على ذلكن حسب ما جاء في موقع "هوفنغتون بوست عربي".

يطلق الكنديون على هذه الظاهرة Midnight sun شمس منتصف الليل، وهي ظاهرة طبيعية تحدث في أشهر الصيف في الأماكن الشمالية من الدائرة القطبية الشمالية أو جنوب الدائرة القطبية الجنوبية.

وإذا كان المسلمون يفطرون على مغيب الشمس ويصومون قبل شروقها، فكيف يمكن لمسلمي كندا في القطب الشمالي وتحديداً في منطقة نونوفت الصيام والإفطار إذا كانت الشمس أصلاً لا تغيب في الصيف؟

عبدالله مصطفى، وهو عضو في لجنة إدارة المسجد الوحيد في القطب الشمالي، يقول لـ"هافينغتون بوست عربي" إن "المسلمين في هذه المنطقة يحظون بخصوصية تمكنهم من الصوم والإفطار، وبعد مشاورات ودراسات مع علماء من مختلف دول العالم ومجلس الأئمة الكندي أجمعوا على أن يصوموا على توقيت مكة".

وبحسب ما أوضحه مصطفى فإن الصائمين يمسكون عن الطعام بتوقيت مكة ويفطرون معها أيضاً، والأمر نفسه بالنسبة لمواقيت الصلاة.

الأمر لم يكن من السهولة قبل عام 2010، أي قبل أن يجمع العلماء على فتوى الصيام بحسب توقيت مكة، ولكن الأمر اختلف بحسب مصطفى.

المسلمون في نونوفت خلال شهر رمضان يمارسون أعمالهم ووظائفهم بشكل طبيعي، مع الاستمرار في الصيام والإفطار بحسب أذان مكة، حتى أنهم يؤدون صلاة التراويح في المسجد.

http://www.elkhabar.com/media/uploads/images/2016-06-0911%3A42%3A38.169840-b5796ed2-6d70-41ec-b7a2-749133d6e2f6_16x9_600x338-555x318.jpg

العوفي العوفي
2016-06-11, 09:07
أعجبتني خطبة إمام مسجد الحي وهو يحدّث النّاس عن فضائل الشّهر ويعددها، فوجدتها كثيرة كثرة خيرات الشّهر.. فقلت في نفسي سأتّخذ صاحبًا وصديقًا وجليسًا جديدًا.. جليسي وصديقي وصاحبي مصحفي وقرآني.. كتاب ربّي سأجعل جُلّ وقتي للتّلاوة والتدبّر، فهي الشّفاء وطريق كسب رحمة الرّحيم المنّان.
لقد تعلّمتُ من درس إمام المسجد أنّ تلاوتي لحزبين من المصحف، والنسخة الشّريفة هي: 7000 حرف، والحرف الواحد بعشر حسنات، يعني 70.000 حسنة في الحزبين من القرآن الكريم... والله يُضاعف لمَن يشاء، تقرأه في أقل من نصف ساعة وأنتَ في الزّمان الفاضل الّذي تتضاعف الحسنات.
تعلّمتُ في هذا الشّهر التّبكير للصّلاة.. فقد كنتُ مقصّرًا في هذا الشّأن، وقد جاءت سنّة الرّسول في التّرغيب فيها حتّى جعلها عليه الصّلاة والسّلام ممّا يتنافس عليه المتنافسون. أبكر للصّلاة ففيه إدراك السنّة القبلية والتنفّل بالصّلاة وفيه إدراك وقت الدّعاء المستجاب. وترديد الآيات وهو سبيل لإدراك الخشوع في الصّلاة.
أشعر بالطّمأنينة حينما تكون راحتي في صلاة التّراويح، وكم تسعد محاريب المسلمين بسماع آيات الله، وكم يفرح المؤمنون والمؤمنات من الأمّهات والأخوات.. وقد وقف النّاس في صلاة التّراويح أعداد هائلة يستحضرون قول النّبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم: ”فمن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدّم من ذنبه”.. سأختار إمامًا حسن الصّوت، فالصّوت الحسن يزيد القرآن حُسنًا، سأحرّك قلبي مع كلّ آية، سأسعى أن تكون هذه الصّلاة سبيل للقدوم على الله {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى}.

العوفي العوفي
2016-06-11, 09:10
وعدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في رمضان بالعتق من النّار ودخول الجنّة، وأخبرنا أنّ لله عتقاء من النّار في هذا الشّهر، وذلك كلّ ليلة... والسّؤال: مَن هم الّذين يظفرون بهذا الثّواب؟

لا شكّ أنّ الّذين يظفرون بهذا الثّواب هم الّذين تعاملوا مع رمضان كما تعامل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، الّذي يجتهد في رمضان ما لا يجتهد في غيره، وكان يركّز على خمسة أمور لا يتوانى في إنجازها.
صيام نهاره حقّ الصّيام، فلم يكن يمسك عن المفطرات من أكل وشرب وشهوة، ثمّ يطلق العنان لسانه وسمعه وبصره وجوارحه بالمعاصي والآثام، ولذلك قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ”مَن لم يَدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”.
قيام ليله حقّ القيام، فليالي رمضان مدرسة تربوية تهذب النّفوس وتمحو الخطايا، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه”، وقال عليه الصّلاة والسّلام: ”ومن قام مع الإمام حتّى ينصرف كُتب له قيام ليلة كاملة”، ومن منّا لا يحبّ أن تُغفر ذنوبه؟ وإذا كان رسول الله لا يفرط في القيام فما بالك بغيره؟
الصّدقة، حيث ”كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أجود النّاس وأجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل فيُدارسه القرآن وذلك كلّ ليلة، فلرسول الله أجود بالخير من الرّيح المُرسلة”، وسبب سخائه صلّى الله عليه وسلّم مجالسة جبريل وقراءة القرآن، فتجد بعدها ”ينفق إنفاق مَن لا يخشى الفقر”، فعجيب أن ينقضي الشّهر على المسلم دون أن يخرج صدقة.
قراءة القرآن الكريم، فقد كان جبريل عليه السّلام كما في الحديث السّابق ينزل كلّ ليلة يتدارس القرآن الكريم مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. ونزول القرآن جملة كاملة إلى السّماء الدّنيا كان في ليلة القدر من شهر رمضان المعظّم، وأوّل ارتباط بين السّماء والأرض بالوحي كان فيه، قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآن}، ولذلك كان العلماء يتركون الفقه والحديث في هذا الشّهر ويتفرّغون للقرآن تلاوة ودراسة وتفسيرًا.
الدُّعاء، إذ للصّائم فيه دعوة لا تُرَد، وخاصّة عند فطره، حيث يعلن الإخلاص لله ويعترف بالنّعمة للمُنعم ويسأل ثبات الأجر ”اللّهمّ لك صُمتُ وعلى رِزقِك أفطرتُ”، ”ذهب الظّمأ وابتلّت العروق وثبت الأجر إن شاء الله”. وقد ذكر الله الدّعاء متخلّلا آيات الصّيام وبعد فرضيته {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنّي فَإِنّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلّهُمْ يَرْشُدُون}.. هذه هي الخماسية الرّمضانية، فهل مِن مُشَمّر ليُعتق من النّار ولمغفرة الذّنوب والأوزار؟

العوفي العوفي
2016-06-11, 09:11
ما هو حكم الصّوم على جنابة؟
عن عائشة رضي الله عنها أنّ ”النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يُصبح جُنبًا من جماع أهله وهو صائم”، أي أنّه صلّى الله عليه وسلّم كان يغتسل من الجنابة بعد طلوع الفجر لأجل أداء الصّلاة على وقتها، فالصّوم صحيح، لكن على المسلم العناية بالصّلاة أكثر، والله أعلم. - See more at:

العوفي العوفي
2016-06-11, 09:12
بعض النّاس لا يتسحّرون، فهل صيامهم صحيح؟
نعم صيامهم صحيح، وإنّما فوّتوا على أنفسهم بركة السّحور، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”تَسحّروا فإنّ في السَّحور بركة”، متّفق عليه.
وإن كان الأكل وقت السَّحر يضرّهم فلا بأس أن يتسحّروا بتمرة أو جرعة من ماء رجاءَ البركة، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”تسحّروا ولو بجرعةٍ من ماء”، والله الموفّق.ف

العوفي العوفي
2016-06-11, 09:13
فتاة تسأل عن حكم الكدرة الّتي تراها قبل نزول دم الحيض، هل تعتبرها حيضًا فتفطر وتترك الصّلاة أم لا؟
الكدرة الّتي تراها المرأة قبل الحيض لا تعتبر حيضًا، وإنّما العِبرة بنزول دَم الحيض، فهي متى رأت الدّم تركت صلاتها وأفطرت، حتّى تطهر، وعلامة الطُّهر هي انقطاع الدّم وجفوفه، أو القَصّة البيضاء، فإن رأت المرأة إحدى هاتين العلامتين اغتسلت وصلّت وصامت، إلاّ إذا كانت متّصلة بالحيض قبله أو بعده فإنّها تعدّ من الحيض، والله أعلم.

العوفي العوفي
2016-06-11, 09:14
سائل يسأل ما هو حكم السّواك في نهار رمضان، خاصة إن كان ممزوجًا بنكهة ما؟
السّواك الّذي يحمل نكهات مختلفة كنكهة النعناع أو اللّيمون وغيرها يُعتبر مُفطرًا لمَن استعمله في نهار رمضان. أمّا السّواك العادي، فيُشترط في استعماله في نهار رمضان أن لا يبتلع قشوره وأن لا يتعمَّد مصَّ طعمه لابتلاعه، فذلك مفطر أيضًا، والله أعلم.

العوفي العوفي
2016-06-11, 09:14
سائلة تسأل: ما هو حكم تذوّق المرأة للطّعام بلسانها في نهار رمضان؟
الأَولى تجنّب ذلك، وإن فعلته المرأة فيجب عليها الاحتراز من مرور شيء منه إلى حَلقها، وعندنا في المذهب يُكره على مَن يَطبخ الطّعام تذوّقه ولو بطرف لسانه للخوف من عبور المَذاق إلى الحَلق وصعوبة الاحتراز من ذلك، وهو من باب سدّ الذّرائع، وفي المذهب الأخذ بالأحوط مقدَّم، والله أعلم.

العوفي العوفي
2016-06-11, 09:16
إنّ رمضان عند المؤمنين هو شهر الإخلاص في العبادة، والاحتساب بالطّاعة لوجه الله عزّ وجلّ، الّذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصّدور.. وكم هو صبر ومجاهدة وكم هو صبر ومراقبة.
فرمضان هو شهر الثّورة الرّوحية والحسيّة، فيه تتبدّل الأحوال وتتغيّر الأوضاع، فمن امتلاء إلى خلاء، ومن روي إلى ظمأ، ومن انطلاق مع الرّغبات إلى تقييد وحرمان، ومن غفلة ولهو إلى ذِكر وترتيل.
وكأنّ الصّوم قانون إلهي للبطن والشّهوات، وقائد للنّفس يحكمها من الدّاخل لا من الخارج، فما أكثر الّذين يخضعون لقوانين الأرض من الظّاهر ويفسدون مقاصدها من وراء ستار. وأمّا قانون الصّيام فإنّ سلطانه ينبع من أعماق النّفس وأغوار الضّمير.
ولذلك كان الصّوم سرًّا مودعًا في أمانة المؤمن لا يطّلع على حقيقته وصحّته، إلّا من يعلم طوايا النّفوس وخفايا الضّمائر، ومن هنا جاء في الحديث القدسي الّذي أخرجه البخاري ومسلم: ”كلّ عمل ابن آدم له إلاّ الصّوم فإنّه لي وأنا أُجزى به، يَدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي”.
والنّفس البشرية قد توضع لها القوانين البشرية لتحكمها وتزجرها، وقد تبدو النّفس راضية بهذه القوانين، ولكنّها تضيق بها إذا وقعت تحت طائلة عقابها الرّادع. ولكن الصّوم هو القانون الإلهي الدّاخلي الرّوحي الّذي يُسيطر على أعماق النّفس وخفاياها، فيقودها طواعية واختيارًا، ومتى استطاع الإنسان أن يملك زمام نفسه من الدّاخل بقوّة اليقين والإيمان والامتثال لله جلّ جلاله الّذي يعبده الإنسان ويقدّسه، فقد تحكم في أسباب نفسه واستطاع أن يقودها إلى حيث يريد من مواطن الطّاعة والإخلاص في عمل الخير والبرّ لأنّه ليس عبد لأية قوّة في الأرض ولكنّه عبد لله وحده، وهذه نهاية العزّة والقوّة للإنسان.

العوفي العوفي
2016-06-12, 07:44
رمضان شهر البر والإحسان والجود والكرم والإنفاق، قال الله تعالى: {فَمَنْ تَطَوعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ} البقرة:184. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ”كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيُدارسه القرآن، فلَرَسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة” متفق عليه.

تستعد شريحة كبيرة من المواطنين ومن مختلف الأعمار لاستقبال شهر الخيرات والبركات ببرنامج تطوعي لمساعدة الفئات المعوزة من المواطنين واللاجئين، من خلال موائد الرحمة أو مؤسسات المجتمع المدني وغيرها، بهدف تنمية الحس الخيري والتطوعي لدى فئة الشباب وكذا تسليط الضوء على أهمية العمل التطوعي وتأثيره الإيجابي على الشباب أنفسهم وعلى المجتمع بأكمله.
ويُعد التطوع مبادرة ذاتية من المتطوع لتقديم عمل خيري أو خدمة للآخرين بما لا يلزم به شرعًا لوجه الله تعالى دون مقابل، للإسهام في نفع الآخرين سواء أكانوا أفرادًا أو مجتمعًا، وهو من السلوكيات والقيم الإيجابية التي حث عليها الإسلام وندب إليها، قال الله تعالى: {فَمَنْ تَطَوعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ}، ذلك لما يترتب على العمل التطوعي من نفع الخلق وقضاء حوائجهم.
ورغم أن التطوع يُعدّ قيمة أصيلة في مجتمعاتنا الإسلامية وله من الآثار الإيجابية ما لا يحصى، إلا أن التقصير كبير من قبل المواطنين، وكأن الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة تمر علينا دون أن نلقي لها بالاً.
لقد جعل الله عز وجل الإنفاق على السائل والمحروم من أخص صفات عباد الله المحسنين، فقال عنهم: {إنهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلاً مِنَ الليْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أمْوَالِهِمْ حَق لِلسائِلِ وَالْمَحْرُومِ} الذاريات:16-19. ووعد الله سبحانه بالإخلاف على مَن أنفق في سبيله، فقال: {وَمَا أنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرازِقِينَ} سبأ:39. ووعد بمضاعفة العطية للمُنفقين بأعظم مما أنفقوا أضعافًا كثيرة، فقال تعالى: {مَنْ ذَا الذِي يُقْرِضُ اللهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفُهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} البقرة:245.
وتتعدد الأعمال التطوعية في هذا الشهر الفضيل، سواء تعلقت بالعمل الفردي أو الجماعي، منها: التصدق على الفقراء والمساكين، المساهمة في إعداد موائد الرحمن التي تنتشر خلال الشهر الفضيل لإفطار الصائمين، اتباع الجنائز، تنظيم زيارات للمَرضى ودور المسنين ودور الأيتام والتواصل معهم، تنظيف الأحياء من القاذورات المنتشرة في كل مكان.. وغير ذلك. قال تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِر حَتى تُنْفِقُوا مِما تُحِبونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِن اللهَ بِهِ عَلِيمٌ} آل عمران:92. وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ”مَن أصبح منكم اليوم صائمًا؟ قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا. قال: فمَن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا. قال: فمَن أطعم منكم اليوم مسكينًا؟ قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا. قال: فمن عاد منكم اليوم مريضًا؟ قال أبو بكر رضي الله عنه: أنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة”. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ”وإن أحب الأعمال إلى الله سرور تُدخِله على مؤمن، تكشف عنه كربًا، أو تقضي عنه دَيْنًا، أو تطرد عنه جوعًا” رواه البيهقي. وقال صلى الله عليه وسلم: ”صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة” رواه الحاكم.

العوفي العوفي
2016-06-12, 07:46
هل يجوز للمأموم أن يُتابِع قراءة إمامه من المصحف؟
لا يجوز للمأموم أن ينشغل بحمل المصحف والنظر إليه وقلب صفحاته من أجل متابعة قراءة الإمام، فعلى المأموم أن ينصت للقراءة وأن يتدبرها كما كان يفعل سلفنا الصالح، وقد ذكرنا أن حمل الإمام للمصحف وقراءته منه فيه كلام، فكيف بالمأموم؟!!

العوفي العوفي
2016-06-12, 07:47
شخص أفطر في نهار رمضان بعد غروب الشمس لكن قبل سماعه الأذان، فهل عليه قضاء؟
إذا تحقق الصائم من غروب الشمس وإقبال الليل فقد حل له الفطر، قال تعالى: {ثُم أَتِموا الصيَام إلى الليل} البقرة:187، وقال صلى الله عليه وسلم: ”إذا أقبل الليل من هَاهُنَا وأدبر النهار من هاهنا وغربت الشمس فقد أفطر الصائم” أخرجه البخاري ومسلم.
وبذلك، يعلم أنه لا يشترط سماع الأذان بعد تحقيق غروب الشمس، ومَن كان قريبًا من المسجد يسمع الأذان ليتحرى أحسن.

العوفي العوفي
2016-06-12, 07:48
ما حكم مَن يصلي التراويح خلف الإمام، ثم يسحب نفسه في صلاة الوتر ولا يُصليها خلفه قصد مواصلة الصلاة بالبيت؟
هذا خطأ وقع فيه كثير من المصلين، وحرموا أنفسهم أجر قيام ليلة، فمَن صلى خلف الإمام فلم ينصرف حتى ينصرف الإمام كتب له قيام ليلة، ومَن أراد المزيد من الصلاة في البيت فله ذلك، يزيد ما شاء دون أن يوتر مرة أخرى، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ”لا وِتران في ليلة” رواه أبو داود وغيره وهو حديث صحيح.

العوفي العوفي
2016-06-12, 07:49
ما حكم مَن يتعطر في نهار رمضان؟ وما حكم ذلك للمرأة؟
لا حرج في التطيب في نهار رمضان، بالنسبة للرجل فبشكل مطلَق، أما بالنسبة للمرأة فلا يجوز لها التطيب والخروج خارج البيت ليجدَ ريحَها الرجال، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك نهيًا شديدًا حتى إنه صلى الله عليه وسلم اعتبر مَن تفعل ذلك زانيةً عياذًا بالله، وذلك سَدا لذريعة الفاحشة. وأما الرجل فيحترز من المبالغة. والله أعلم.

العوفي العوفي
2016-06-12, 07:50
متى يكون الإمساك عن الأكل مع الأذان الأول أم الثاني؟
يكون الإمساك قبل الأذان الثاني بمقدار ما يكفي لقراءة خمسين آية، كما كان يفعله الصحابة، ويُقدر ذلك الوقت بعشر دقائق، وهو وقت كاف لاستقرار أكلة الشحَر في البطن وعدم صعودها إلى الحَلق بعد الأذان، أي بعد وقت الإمساك الواجب. والله أعلم.

العوفي العوفي
2016-06-12, 08:29
روى الترمذي في صحيحه عَنْ المِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَقُولُ: مَا مَلأ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرٌّا مِن بَطْنٍ، بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ كَانَ لا مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ قَالَ أَبو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ * كما رواه ابن ماجه في سننه عن نفس الصحابي: الْمِقْدَامَ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَقُولُ: مَا مَلأ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرٌّا مِنْ بَطْنٍ حَسْبُ الآدَمِيِّ لُقَيْمَاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ فَإِنْ غَلَبَتِ الآدَمِيَّ نَفْسُهُ فَثُلُثٌ لِلطَّعَامِ وَثُلُثٌ لِلشَّرَابِ وَثُلُثٌ لِلنَّفَسِ * ورواه الإمام أحمد في مسنده عن نفس الصحابي أيضًا.

العوفي العوفي
2016-06-12, 08:31
قال عمر ـ رضي الله عنه: (إياكم والبطنة، فإنها مفسدة للجسم، مورثة للسقم، مكسلة عن الصلاة، وعليكم والقصد فإنه أصلح للجسد، وأبعد عن السرف، وإن الله تعالى ليبغض الحبر السمين) رواه أبو نعيم. واعلم أن الشبع بدعة ظهرت بعد القرن الأول، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: (المؤمن يأكل في معي واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء) (متفق عليه)، ولا تدخل الحكمة معدة ملئت طعامًا، فمن قل طعامه قل شربه، ومن قل شربه خف منامه، ومن خف منامه ظهرت بركة عمره، ومن امتلأ بطنه كثر شربه، ومن كثر شربه ثقل نومه، ومن ثقل نومه محقت بركة عمره، فإذا اكتفى بدون الشبع حَسُنَ- اغتذاء بدنه، وصلح حال نفسه وقلبه.

العوفي العوفي
2016-06-13, 00:43
يقول العلامة ابن القيّم رحمه الله: “الصّيام لجام المتّقين”، وفعلاً هو كذلك، فهو لجامٌ للشّهوات الأربع: شهوة البطن، شهوة الفرج، شهوة الغضب، شهوة الكلام، فالصّوم مدرسة لعلاج هذه الشّهوات جميعها، الموجعة للفرد وللأسرة وللمجتمع برُمَّته، بل وللعالم كلِّه، الصّوم هو هذه “المدرسة” الربّانية الّتي تعالج الشّهوات النّفسية في وقت واحد.

تخيّل أنَّ حبّة من الأسبرين مثلاً تأخذها فتعالج لك أمراضًا أربعة في وقت واحد، مرض القلب، والضغط، والسكر، والتوتر العصبي، حبّة واحدة تعالج هذه الأمراض الأربعة، فهل يُقبِل عليها الإنسان أم لا؟! ذلك هو الصّوم يُعالج هذه الشّهوات الأربع الّتي تفسد الإنسان أو تصلحه، تُهلكه أو تُحييه، ويعيش الإنسان بها سعيدًا إن ألزمها اللجام، هذا هو اللجام الّذي عبّر عنه ابنُ القيِّم رحمه الله بقوله: “الصّيام لجام المتّقين”.
الصّيام لجام المتّقين لعلاج هذه الشّهوات الأربع الغالبة المطاردة لكلّ نوازع الخير المدفونة في داخل الإنسان، وهي بداخلك وبداخلي وبداخلنا جميعًا، لا يغيرها أيُّ شيء في عالم اليوم؛ لأنّها فطرةُ الله كما قال سبحانه: {فِطْرَةَ الله الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاً يَعْلَمُونَ”.
فالإنسان كما هو معلوم عبارة عن ثلاثة أشياء: أوّلاً، روح علوية ربّانية أتت من الملك سبحانه وتعالى تعبّر عن روحه عزّ وجلّ: {ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ}. ثانيًا، جسد من طين يهوي إلى الأرض: {أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ}. وأخيرًا، عقل يختار ويصدر قرارات يومية لحظية، ففي كلّ دقيقة نختار بالعقل قراراتٍ توجَّهُ لإصلاح الرّوح أو توجَّهُ لإصلاح الجسد في إطار متوازن أو مختل، فإذا اختل العقل في اختياره أو اختار للروح أشياء كثيرة ونسي الجسد، حدث الضنك والشّقاء، وهذا غير مقبول شرعًا، فلابدّ أن نعطي الجسد حقّه مع الرّوح، لا أن نعطي الجسد كلّ شيء طعامًا وشرابًا ومركبًا وملبسًا ومتعة، وننسى حقّ الله، ننسى غذاء القلب والرّوح والوجدان.
ومن هنا فإنّ إسلامنا يريد لهذا العقل أن يتلقَّى هذه البرامج الربّانية، فيتحوّل الإنسان كما خلقه الله إلى إنسان يشبع الجسد والقلب والعقل معًا، هذا هو الإنسان الّذي يريده دينًا، الّذي يَسْعَدُ في الدنيا والآخرة، الّذي يعمِّرُ ولا يدمِّر، الإنسان غير الأناني الّذي يأخذ ويعطي، الّذي يصفح ويرحم، وليس يغضب ويثأر ويقتل ويظلم ويطغى ويتجبر.
الحضارة المادية مكَّنت الإنسان من كلّ شيء، بضغطة واحدة على “زر”، تفتح سيارتك وتغلقها، بضغطة “زر” تفتح التلفزيون وتتصفح فضائيات العالم كلّه، بضغطة “زر” تفتح التليفون وتكلّم أيَّ مكان في العالم وهكذا، لكن هل هناك ضغطة “زر” للتحكمّ في النّفس للسّيطرة على هذه الشّهوات الأربع؟ شهوة البطن والفرج والغضب والكلام! هذه الشّهوات الّتي جعلها الله لتعمير الأرض إذا استخدمت بطريقة ربّانية سليمة وصحيحة، أو تدمّر الأرض إذا استخدمت بطريقة شهوانية عارمة لا لجام لها، فالصّيام وحده هو صمّام ذلك كلّه، فلا لجام للهوى إلاّ بالصّيام، ولا سبيل لتحصيل التّقوى إلاّ بالصّيام، ولا علاج للأنا إلاّ بالصّيام.

العوفي العوفي
2016-06-13, 00:45
من المسائل الّتي تهمّ المرأة في رمضان خاصّة، مسألة حيضها لتعلّقه بالصّيام، وها هي تسأل عن حكم الشّرع في حالتها، حيث جاءها الحيض وبعد ستة أيّام لم ينزل معها شيء، فاغتسلت وصلّت وصامت، وبعد يومين جاءها دمّ مدّة يومين ثم انقطع، ثمّ اغتسلت وصَلت وصامت، فهل صيامها هذا صحيح في اليومين اللّذين صامتهما بعد فترة الحيض الأولى؟
يجب على المرأة أن تفطر وأن تترك الصّلاة أيّام حيضها، فإذا رأت الطُّهر وجب عليها الغسل وقضاء الصّوم دون الصّلاة، ودليل الطُّهر إمّا انقطاع الدمّ وجفوفه، وإمّا رؤية القصّة البيضاء. فإن رأت بعد الطهر صفرة أو كُدرة، فلا يضرّها ذلك لقول عائشة رضي الله عنها: “كنّا لا نعدّ الصفرة والكردة بعد الطّهر شيئًا”، وهذا ما لم تتّصل تلك الصفرة أو الكدرة بالحيض، لهذا ينبغي للمرأة أن لا تستعجل في الغسل حتّى ترى دليل طهرها.
ومعظم المشاكل الّتي تشتكي منها النّساء حول الحيض راجعة إلى جهل بعضهنّ بدليل الطهر لديهنّ، أو إلى عدم تفرقة بعضهنّ بين دم الحيض والاستحاضة وغير ذلك.. والله أعلم.

العوفي العوفي
2016-06-13, 00:46
امرأة تسأل عن حكم الشّرع في جدّها الّذي مات وعليه صيام رمضان لم يقضه؟
مَن مات وعليه قضاء صيام من رمضان إن كان لم يتمكّن من القضاء حتّى مات، فليس عليه شيء لأنّه معذور، وإن كان قدر على القضاء وتكاسل عنه حتّى مات ولم يقض، فالأفضل أن يصوم عنه بعض أقاربه لقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “مَن مات وعليه صيام صام عنه وليُّه”، أخرجه البخاري ومسلم.
فإن لم يوجد مَن يستطيع الصّوم عنه، فإنّها تُطعم عنه من تركته عن كلّ يوم مسكينًا.. والله أعلَم.

العوفي العوفي
2016-06-13, 00:46
متى يجب الصّيام على الفتاة؟
الصّبي لا يجب عليه الصّوم حتّى يبلغ، لحديث: “رُفِع القلم عن الصّبيّ حتّى يحتلم”، وعلامات البلوغ هي عند الفتاة: بروز الثديين، خروج دم الحيض، الشعر النابت حول السّوءة وتحت الإبط. وعند الفتى: الخشونة في الصّوت، خروج المني. فمتى ظهرت واحدة من هذه العلامات عند الفتى أو الفتاة، فذلك دليل على البلوغ، وبالتالي وجوب الصّيام. ويُشرَع تعويد الصّبيان على الصّوم إذا كان لا يشقّ عليهم من غير أمر أو إلزام. فعن الربيع بنت معوّد رضي الله عنها قالت: “كنّا نصوِّم صبياننا ونجعل لهم اللّعبة من العِهن، فإذا بكى أحدهم على الطّعام أعطيناه ذلك حتّى يكون عند الإفطار”.. والله أعلم.

العوفي العوفي
2016-06-14, 15:41
السؤال: أنا حامل في شهري الثالث، وأثر علي الوحم مما يجعلني أتقيأ المرار، فهل صيامي صحيح؟
الجواب: المرأة الحامل إذا تضررت بالصوم أو وجدت فيه مشقة فادحة جاز لها أن تفطر ثم تقضي بعد ذلك، وإذا صامت صح صومها ولا يضرها ما يحصل منها من القيء ما دام غلبة لم تتعمده، لما رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ، وَمَنِ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ».

العوفي العوفي
2016-06-14, 15:42
السؤال: لما استيقظت للسحور سمعت الأذان فظننت أنه الأذان الأول فشربت وأكلت بعض حبات التمر، ثم تبيّن لي أنه الأذان الثاني، هل علي في هذه الحالة كفارة؟.
الجواب: لا كفارة عليه لأنك لم تتعمد الفطر، ومن شروط وجوب الكفارة تعمد انتهاك حرمة الشهر، ثم إن الخطأ معفو عنه لقوله صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الله تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ»، والعفو هنا بمعنى رفع الإثم ولا ينفي وجوب القضاء، فيلزمك أن تقضي هذا اليوم بعد رمضان.

العوفي العوفي
2016-06-14, 15:43
السؤال: هل وصول قطرات الماء إلى الحلق أثناء الوضوء يبطل الصوم؟
الجواب: للصائم أن يغتسل ويتوضأ، وله أن يتمضمض لدفع الحر أو العطش من غير مبالغة، كما يجوز للصائم الانغماس في الماء للاغتسال أو التدفي أو التبرد دون مبالغة تفسد الصوم، فقد روى مالك ومسلم عن أبي بكر بن عبد الرحمن عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنه حدثه فقال: «رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُبُّ المَاءَ عَلَى رَأْسِهِ وَهُوَ صَائِمٌ مِنَ العَطَشِ أَوْ مِنَ الحَرِّ»، وروى البخاري وابن أبي شيبة عن عبد الله بن أبي عثمان قال: «رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنه وَهُوَ صَائِمٌ يَبُلُّ الثَّوْبَ ثُمَّ يُلْقِيهِ عَلَيْهِ»، ولكن إذا وصل الماء إلى داخل جوفه فسد صومه سواء كان ذلك عمدا أو غلبة، لأن من أركان الصيام الإمساك عن إيصال أي شيء جامد أو مائع إلى الحلق، ولذا كره النبي صلى الله عليه وسلم المبالغة في المضمضة والاستنشاق للصائم لئلا يفسد صومه، فقد روى أصحاب السنن بسند صحيح عن لَقِيطِ بْنُ صَبْرَةَ رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَسْبِغْ اَلْوُضُوءَ، وَخَلِّلْ بَيْنَ اَلْأَصَابِعِ، وَبَالِغْ فِي اَلِاسْتِنْشَاقِ، إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا»، وفي رواية صحيحة لأبي بشر الدولابي «إِذَا تَوَضَّأْتَ فَأَبْلِغْ فِي المَضْمَضَةِ وَالاسْتِنْشَاقِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ صَائِمًا»، ولو كان وصول الماء إلى الحلق لا يفسد الصيام لما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن المبالغة في المضمضة.

العوفي العوفي
2016-06-14, 15:44
السؤال: سمعت الإمام في الدرس يذكر أن ذكر دعاء «اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ، وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ، ذَهَبَ الظَّمَأُ، وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ، وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ»، يكون بعد الإفطار وليس عند تناول المفطر، وهو ما دعاني وكثيرا من المستمعين إلى الاستغراب، فهل لما ذكره هذا الإمام وجه من الصحة؟.

الجواب: الدعاء عند الإفطار مستحب، وقد ورد فيه عدة أحاديث منها ما هو حسن ومنها ما هو ضعيف، ومن الأحاديث الحسنة ما رواه أبو داود والنسائي عن ابن عمر رصي الله عنه قال: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَفْطَرَ قَالَ: ذَهَبَ الظَّمَأُ، وَابْتَلَّتِ الْعُرُوقُ، وَثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ»، ومنها أيضا ما رواه أبو داود عَنْ مُعَاذِ بْنِ زُهْرَةَ أنه بلغه «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَفْطَرَ قَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ صُمْتُ، وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ».

ومنها أيضا ما رواه ابن ماجه عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ لِلصَّائِمِ عِنْدَ فِطْرِهِ لَدَعْوَةً مَا تُرَدُّ»، وكان عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو يَقُولُ إِذَا أَفْطَرَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَغْفِرَ لِي».

وقوله: «إِذَا أَفْطَرَ» يحتمل أن يكون معناه بعد أن يفطر، وعلى هذا المعنى يكون الدعاء بعد تناول الطعام، ويحتمل أيضا أن يكون معناه إذا أراد أن يفطر، وعلى هذا المعنى يكون الدعاء قبل تناول الطعام، والأمر فيه توسعة لا ينبغي التضييق فيه، والذي نفضله ونختاره هو أن يأتي بالتسمية ودعاء الأكل عند تناول المفطر، ثم يقول هذه الأدعية بعد ذلك، وخاصة أن الكثير من الصائمين يغفلون عن ذكر أدعية الأكل عند الإفطار ويكتفون بدعاء الفطر.

العوفي العوفي
2016-06-15, 01:16
شخص مصاب بمرض مزمن ولا يستطيع الصّوم، فهل يخرج الفدية يوميًا من شهر رمضان أم يستطيع أن يخرجها بعد مرور أيّام، وهل بإمكانه تأخير إخراجها إلى نهاية رمضان وما مقدارها؟
[right] قال تعالى: “وَلاَ تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا” النّساء:29، وقال سبحانه وتعالى: “يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ” البقرة:185، وقال أيضًا: “وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ” البقرة:195، فعلى المريض الّذي يؤدّي صومه إلى هلاكه أن يفطر ثمّ يقضي ما أفطره بعد رمضان عملاً بقوله سبحانه وتعالى: “فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ” البقرة:184، أمّا إن كان المرض مزمنًا لا يُرجى برؤه، فعلى المريض أن يفطر وأن يطعم مسكينًا على كلّ يوم أفطره. ومقدار الفدية هو إطعامه، وإذا تعذّر قدّرها صاحبها من وسط طعامه، وفي صفة إخراجها متّسع، فإن شاء أخرج عن كلّ يوم فدية، وإن شاء أخرجها عن أيّام، وإن شاء أخرجها في نهاية الشّهر بأكمله، والأفضل التّعجيل بها عند خروجها.

العوفي العوفي
2016-06-15, 01:16
شخص تعمّد القيء بسبب مرض، فهل فسد صومه؟
مَن تعمّد القيء فسد صومه، قال صلّى الله عليه وسلّم: “مَن ذرعه القيء فلا قضاء عليه، ومَن استقاء عمدًا فعليه القضاء” رواه أبو داود وغيره وهو حديث صحيح، فمن ذرعه القيء وغلبه وطرح كلّ ما خرج من جوفه ولم يرجع منه شيئًا إلى جوفه فلا شيء عليه، أمّا إن أرجع من قيئه شيئًا إلى جوفه بسبب غلبته فعليه القضاء. والله أعلم.

العوفي العوفي
2016-06-15, 01:18
هناك أشخاص يتسحّرون بعد صلاة التّراويح فهل هو ذلك السّحور المطلوب؟
إنّ وقت السّحور هو قبيل طلوع الفجر، قال تعالى: “وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ” الذاريات:18، ولقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “تسحّروا فإنّ في السّحور بركة” رواه البخاري ومسلم، وقال: “استعينوا بطعام السّحَر على صيام النّهار بقيلولة النّهار على قيام اللّيل” رواه ابن خزيمة في صحيحه وابن ماجه. وقال صلّى الله عليه وسلّم: “لا يزال النّاس بخير ما عجّلوا الفطور وأخّروا السّحور” أخرجه البخاري ومسلم.

العوفي العوفي
2016-06-15, 01:19
هل استعمال العطر يفطر في رمضان؟
يجوز استعمال الروائح العطرية في نهار رمضان إلاّ البخور، فإنّ له جرمًا يصل إلى المعدة ما لم تقع المبالغة فيه.

العوفي العوفي
2016-06-15, 01:20
اعتادت فئات كثيرة من النّاس على أداء مناسك العُمرة في شهر رمضان المبارك لما لها من فضل كبير، اقتداء بهديّ النّبيّ الكريم صلّى الله عليه وسلّم في الحديث الشّريف من أنّ عمرة في رمضان تعدل حجّة أو حجّة معه صلّى الله عليه وسلّم.

من الأعمال المباركة الّتي يُجمع فيها بين شرف الزّمان وشرف المكان “العمرة” في رمضان، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “عمرة في رمضان تعدل حجّة أو قال: “حجّة معي” رواه البخاري، فقد بيَّن هذا الحديث المبارك أنّ العمرة في رمضان أدركت منزلة الحجّ في الأجر والثّواب، لكنّها لا تقوم مقامها في إسقاط الفرض للإجماع على أنّ الاعتمار لا يجزئ عن حجّ الفرض.

والمضاعفة الحاصلة للأجر سببها كما يقول الإمام ابن الجوزي: “ثواب العمل يزيد بزيادة شرف الوقت”، ولذلك كان للعمرة في رمضان ثوابٌ مضاعف كما لغيرها من الحسنات. وللحديث السابق روايةٌ أخرى أكثر تفصيلاً، وتعطينا بُعدًا آخر من فضائل العُمرة الرمضانيّة وتعلّقها بشقائق الرّجال. فعن ابن عباس رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لامرأة من الأنصار: “ما منعك أن تحجّين معنا؟” قالت: كان لنا ناضح، فركبه أبو فلان وابنه -زوجها وابنها-، وترك ناضحًا (البعير الذي يُستقى عليه) ننضح عليه، فقال له عليه الصّلاة والسّلام: “فإذا كان رمضان اعتمري فيه، فإنّ عمرةً في رمضان حجة” رواه البخاري، وفي هذا الحديث نرى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أرشد المرأة الّتي فاتها الحجّ إلى القيام بعمرةٍ في رمضان، كي تتحصّل على أجرٍ يُضاهي أجر تلك الحجّة التي فاتتها. وإذا كان الرّجال يطرقون أبوابًا للأجر لا يمكن للنّساء أن ينشدوها كباب الجهاد مثلاً، فقد جعل الله عزّ وجلّ لهنّ جهادًا لا قِتَال فيه. فعن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله! هل على النّساء من جهاد؟ فقال لها: “نعم، عليهنّ جهادٌ لا قتال فيه: الحجّ والعُمرة” رواه أحمد وابن ماجه. ولا شكّ أنّ الأحاديث الّتي تبيّن فضائل العمرة على وجه العموم تدلّ كذلك على فضلها في رمضان وتشملها، منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “العمرة إلى العمرة كفارةٌ لما بينهما” رواه البخاري ومسلم، فقد بيَّن الحديث فضيلة العمرة وما تُحْدِثُه من تكفيرٍ للخطايا والذنوب الواقعة بين العمرتين. وتتضمّن العمرة جملةً من الأعمال الصّالحة الّتي ورد بخصوصها الأجر، فمن ذلك أجر الطّواف، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “مَن طاف بالبيت أسبوعًا لا يضع قدمًا، ولا يرفع أخرى إلاّ حطّ الله عنه بها خطيئة، وكتب له بها حسنة، ورفع له بها درجة” أخرجه ابن حبان، وفي رواية أخرى “مَن طاف سبعًا، فهو كعِدْل رقبة” رواه النسائي. ودلّت السُّنّة أنّ النّفقة الّتي يتكلّفها المرء لأداء هذه المناسك له فيها أجر، فعن عائشة رضي الله عنها أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قال لها في عمرتها: “إنّ لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك” رواه الحاكم.

وكذلك للمعتمر في رمضان فضل الصّلاة في المسجد المكّي والمسجد النّبويّ، روى الإمام أحمد وابن ماجه عن جابر رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “صلاة في مسجدي -أي المسجد النّبويّ- أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلاّ المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مئة ألف صلاة فيما سواه.

العوفي العوفي
2016-06-16, 22:50
إذا طهرت المرأة من حيضها في أول اليوم هل يجب عليها أن تمسك سائر اليوم، أم تواصل في إفطارها بحكم أنها ستقضيه؟ وماذا عليها لو رأت شيئًا بعد طهرها هل تعتبره حيضًا فتفطر أم لا؟
الحيض أمر كتبه الله على بنات آدم، فمتى رأته المرأة تركت صلاتها وصومها، وبعد انقضائه تقضي صومها ولا تقضي صلاتها، وهي إن طهرت في أول اليوم فعليها أن تغتسل وتمسكك ما بقي منه ثم تقضيه بعد رمضان، وقد ذهب كثير من العلماء إلى أنها لها أن تأكل، والإمساك تماشيًا مع العموم أولى.
وإن رأت شيئًا بعد طهرها الذي يكون إما برؤية القَصّة البيضاء أو بالجفوف فإنها لا تعتبره حيضًا، لقول أم عطية رضي الله عنها “كنّا لا نعدّ الكدرة والصفرة بعد الطهر شيئًا” أخرجه البخاري في صحيحه

العوفي العوفي
2016-06-16, 22:51
ما حكم مصافحة المرأة في رمضان؟
مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية ومصافحة المرأة للرجل غير المَحْرَم حرام، والدليل ما أخرجه الطبراني من حديث معقل بن يسار رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنه قال “لأن يُطعَن في رأس أحدكم بمَخيط من حديد خير له من أن يمسّ امرأة لا تحلّ له” حديث صحيح.
أمّا عن حكمها في رمضان، فإن أحسَّ الرجل بشهوة وأنزل فعليه قضاء ذلك اليوم، أمّا إن لم ينزل فليس عليه قضاء وهو آثم.

العوفي العوفي
2016-06-16, 22:52
ما حكم إفطار الحامل في شهر رمضان بأمر من الطبيبة؟
بما أن الطبيبة هي التي أمرتها بالإفطار حفاظًا على صحتها وسلامة جنينها فيجب عليها الإفطار، قال تعالى: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} البقرة:184، ولها متّسع من الوقت لقضاء دينها إلى غاية شهر شعبان من العام المقبل إن شاء الله تعالى.

العوفي العوفي
2016-06-16, 22:53
مريض بداء السكري يسأل عن الفدية وإلى أي شريحة توجّه؟
المريض بداء السكري لا يجب عليه الصوم، بل يحرم عليه إن أشار عليه الطبيب بعدم الصوم لما قد يسببه من هلاك في صحته، وحفظ النفس من الكليات التي أوجب الإسلام حفظها، فعليك أن تفطر وتفدي عن كل يوم، والفدية هي إطعام مسكين عن كل يوم أفطره، أو يخرجها مجموعة عن كل أيام الشهر بعد انقضائه أو بعد كل بضعة أيام، فلا بأس بذلك.
أما سؤالك عمن تُوجه إليه الفدية، فإن القريب الفقير أولى بها من الفقير البعيد لأن في الأولى صلة وصدقة، وأنت لست ملزمًا بالقضاء لأن السكري مرض مزمن.

العوفي العوفي
2016-06-16, 22:55
يسمّى الصّوم صبرًا لما فيه من حبس النّفس عن الطّعام والشّراب والشّهوة، ويسمّى رمضان شهر الصّبر لأنّه شهر الصّوم.والصّبر فضيلة تتعدّد مجالاتها،
فهناك صبر على الطّاعة أي استمساك بأدائها،
وصبر على المعصية أحرص موصول على تجنّبها،
وصبر في الابتلاء أي حسن احتمال له.
فلا بد للمؤمن من صبر على أداء الواجب وصبر عن الآثام والخطايا.
وصبر يحفظ اللّسان عن الخنا والفحش، وصبر بحرص اللّسان على النّطق بكلمة الحقّ حينما تجب،
وصبر بصيانة القلب والعقل من خواطر السّوء، وصبر بحفظ الجوارح والأعضاء من سوء الاستخدام،
وصبر عند الشّدائد والنّوازل، وصبر في مواطن الجهاد والنّضال والإقدام والثّبات وعدم الفرار أو التولّي يوم الزّحف..
والصّبر لفظ عام ينتظم جملة فضائل، وقد يسمّى بأسماء كثيرة لكثرة مواطنه ومظاهره. يقول الإمام أبو حامد الغزالي رحمه الله في هذا:
إن كان صبرًا على شهوة البطن والفرج سمّي عفّة، وإن كان عن احتمال مكروه اختلف أساميه عند النّاس باختلاف المكروه الّذي غلب عليه الصّبر،
فإن كان في مصيبة اقتصر على اسم الصّبر، وتضادُّه حالة تسمّى حالة الجزع والهلع، وهو إطلاق داعي الهوى يسترسل في رفع الصّوت وضرب الخدود وشقّ الجيوب وغيرها.
وإن كان في احتمال الغنى سمّي ضبط النّفس وتضاده حالة تسمّى البطر.
وإن كان في حرب ومقاتلة سمّي شجاعة ويضادُّه الجبن. وإن كان في كظم الغيظ والغضب سمّي حِلمًا ويضاده التذمّر.
وإن كان في نائبة من نوائب الزّمان مضجرة سمّي سعة الصّدر ويضاده الضّجر والتبرّم وضيق الصّدر.
وإن كان في إخفاء كلام سمّي كتمان السرّ وسمّي صاحبه كتومًا. وإن كان عن فضول العيش سمّي زُهدًا ويضاده الحرص.
وإن كان صبرًا على قدر يسير من الحظوظ سمّي قناعة ويضاده الشّرّه. فأكثر أخلاق الإيمان داخلة في الصّبر، ولذلك لمّا سئل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مرّة عن الإيمان قال “هو الصّبر” لأنّه أكثر أعماله وأعزّها.

العوفي العوفي
2016-06-17, 09:23
السؤال: رأيت بعض الأشخاص يشربون الماء أثناء الأذان الثاني، ولما سألتهم عن ذلك قال لي أحدهم: ثبت في السنة جواز الشرب والمؤذن يؤذن، أريد من سيادتكم توضيح هذا الأمر، هل هو صحيح أو خطأ؟

الجواب: إذا كان المؤذن ملتزما بالوقت عند طلوع الفجر ولا يقدم الأذان عن وقته وجب على كل من سمعه أن يمسك عن الأكل والشرب، لوجوب الإمساك بطلوع الفجر لقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ بِلاَلاً يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ»، ومن أكل أو شرب ولو شيئا قليلا فسد صومه ووجب عليه قضاء ذلك اليوم عند جماهير الأئمة من السلف والخلف، كما تجب عليه الكفارة إذا كان متعمدا غير متأول، ومعنى التأويل هنا أن يظن جواز ذلك لظاهر حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمُ النِّدَاءَ وَالإِنَاءُ عَلَى يَدِهِ فَلاَ يَضَعْهُ حَتَّى يَقْضِىَ حَاجَتَهُ مِنْهُ»، وهذا الحديث لو حملناه على ظاهره لكان معارضا لنص الآية وللأحاديث الآمرة بالإمساك بطلوع الفجر، ولذا فهو محمول على من تيقن أن المؤذن أخطأ وأذن قبل طلوع الفجر، ويؤيده حديث شَيْبَانَ رضي الله عنه «أَنَّهُ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ، فَجَلَسَ إِلَى بَعْضِ حُجَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَسَمِعَ صَوْتَهُ فَقَالَ: أَبَا يَحْيَى، قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: ادْخُلْ، فَدَخَلَ، فَإِذَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَغَذَّى، فَقَالَ: هَلُمَّ إِلَى الْغَدَاءِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُرِيدُ الصِّيَامَ، قَالَ: وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ، إِنَّ مُؤَذِّنَنَا فِي بَصَرِهِ سُوءٌ، أَذَّنَ قَبْلَ الْفَجْرِ»، وبهذا تتفق الأخبار ولا تتعارض.

العوفي العوفي
2016-06-17, 09:24
السؤال: عندي مشكلة كبيرة في الصوم، وهي أن الدم يسيل بشكل ملفت للنظر من لثتي، فما هو حكم صيامي؟

الجواب: نصّ الفقهاء على أن الدم الذي يسيل من اللثة أو الأسنان معفو عنه ولا يبطل به الصوم ولا يلزم منه القضاء، لأنه مما يعسر التحرز منه فعفي عنه؛ قال الإمام ابن القداح في مسائله الفقهية: «من وجد في فيه دما وهو صائم، فمجه حتى أبيض وبصقه فلا شيء عليه، ويستحب له غسله إذا قام إلى الصلاة أو إلى الأكل، فإن لم يفعل فلا شيء عليه، ومن كثر عليه الدم إذا كان علة دائمة في فيه فلا شيء عليه، وسواء ابتلع منه شيئا أو لم يبتلعه»، وكذلك بلع النخامة لا يفطر الصائم ولو تعمد ذلك، ولو كان قدرا على طرحها، ولا قضاء عليه.

العوفي العوفي
2016-06-17, 09:25
السؤال: هل مداعبة الصائم لزوجته في نهار رمضان حرام؟

الجواب: مداعبة الزوجة أثناء الصيام مكروه، سواء حصل ذلك بالتقبيل أو اللمس أو المعانقة أو تأمل محاسنها، وسواء كان الصائم شابا أو شيخا.
ومحل الكراهة إن علم السلامة من نزول المني أو المذي، فإن علم عدم السلامة أو شك حرم عليه فعل ذلك.
والدليل على أن المداعبة ليست حراما إن علم السلامة من الإنزال ما جاء في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: «إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيُقَبِّلُ بَعْضَ أَزْوَاجِهِ وَهُوَ صَائِمٌ، ثُمَّ ضَحِكَتْ».
وما رواه مالك في الموطأ عن يحيى بن سعيد الأنصاري «أَنَّ عَاتِكَةَ امْرَأَةَ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ كَانَتْ تُقَبِّلُ رَأْسَ عُمَرَ وَهُوَ صَائِمٌ فَلاَ يَنْهَاهَا».
ووجه القول بالكراهة ما تجره إلى إفساد الصوم بالوقوع في المحظور إما بالإنزال أو المضاجعة المحرمة، ولذلك كانت عائشة رضي الله عنها إذا ذكرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبّلها ويباشرها تقول: «وَأَيُّكُمْ يَمْلِكُ إِرْبَهُ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْلِكُ إِرْبَهُ».
وما رواه مالك عن نافع «أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنه كَانَ يَنْهَى عَنِ القُبْلَةِ والمُبَاشَرَةِ لِلصَّائِمِ».
وما رواه مالك عن عطاء بن يسار: «أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ سُئِلَ عَنِ القُبْلَةِ لِلصَّائِمِ؟ فَأَرْخَصَ فِيهَا لِلشَّيْخِ وَكَرِهَهَا لِلشَّابِّ».

العوفي العوفي
2016-06-17, 09:27
السؤال: هل على المرأة الحامل فدية إذا أفطرت بسبب الحمل؟
الجواب: الحامل في حكم المريض، إذا أفطرت وجب عليها أن تقضي الأيام التي أفطرت فيها، ولا تلزمها الفدية، لقوله تعالى: «وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ»، فكما أن المريض يقضي ولا يفدي فكذلك الحامل.

العوفي العوفي
2016-06-17, 09:31
السؤال: أنا أستعمل قطرات الدواء في العين أربع مرات في اليوم، وأنا مضطر إلى ذلك الدواء لأن الطبيب أمرني باستعماله دون انقطاع، فما حكم صيامي إذا استعملت الدواء ووصل إلى حلقي؟

الجواب: الأصل أن كل ما وصل إلى الحلق من طريق الفم أو المنافذ الأخرى كالعين والأذن والأنف يبطل الصوم، سواء وصل عمدا أو غلبة، فمن وضع قطرات الدواء في عينه ووصلت إلى حلقه فسد صومه ولزمه القضاء.

جاء في تهذيب المدونة للبراذعي: «ولا يكتحل أو يصب في أذنيه دهناً إلا أن يعلم أنه لا يصل إلى حلقه، فإن اكتحل بإثمد أو صبر أو غيره، أو صب في أذنه الدهن لوجع به أو غيره، فوصل ذلك إلى حلقه، فليتمادى في صومه ولا يفطر بقية يومه، وعليه القضاء، ولا يكفّر إن كان في رمضان، وإن لم يصل إلى حلقه فلا شيء عليه».

ولكن يجب التنبيه هنا إلى أمر هام وهو أن الفقهاء قديما تكلموا في مثل هذه المسائل باعتبار نوع الدواء وطريقة استعماله في زمانهم.

وقوله في التهذيب: «أو صب في أذنه الدهن» يدل على أن وضعهم للدواء كان بكمية كبيرة، والغالب في ذلك أن يصل إلى الحلق، أما اليوم فإن القطرات التي تصب لا تتعدى القطرة أو القطرتين أو الثلاث، والغالب أن الدواء يتوزع في العين أو الأذن وما حولها ولا يصل إلى الحلق، وما يصل إلى حلق المريض فهو من أثر رائحة الدواء لا القطرات نفسها، وعليه فإن وضع القطرتين أو الثلاث قطرات في العين لا يفسد الصوم، ولا ينبغي أن نضيق أمرا واسعا.

العوفي العوفي
2016-06-17, 09:32
السؤال: عندي مشكلة كبيرة في الصوم، وهي أن الدم يسيل بشكل ملفت للنظر من لثتي، فما هو حكم صيامي؟

الجواب: نصّ الفقهاء على أن الدم الذي يسيل من اللثة أو الأسنان معفو عنه ولا يبطل به الصوم ولا يلزم منه القضاء، لأنه مما يعسر التحرز منه فعفي عنه؛ قال الإمام ابن القداح في مسائله الفقهية: «من وجد في فيه دما وهو صائم، فمجه حتى أبيض وبصقه فلا شيء عليه، ويستحب له غسله إذا قام إلى الصلاة أو إلى الأكل، فإن لم يفعل فلا شيء عليه، ومن كثر عليه الدم إذا كان علة دائمة في فيه فلا شيء عليه، وسواء ابتلع منه شيئا أو لم يبتلعه»، وكذلك بلع النخامة لا يفطر الصائم ولو تعمد ذلك، ولو كان قدرا على طرحها، ولا قضاء عليه.

العوفي العوفي
2016-06-17, 09:33
السؤال: هل يجوز لي أن أستعمل الكريمة الخاصة بالوقاية من الشمس خلال نهار رمضان، لأن بشرتي شقراء، وأتأذى إن لم استعملها؟

الجواب: لا مانع من استعمال مثل هذه الكريمات خلال الصيام، لأنها تُسْتَعْمَلُ وقاية من المرض فهي في حكم الدواء، ولأنها لا تصل إلى الحلق فلا تفطر الصائم.

العوفي العوفي
2016-06-17, 09:34
السؤال: هل الشمة من المفطرات؟

الجواب: استعمال الشمة من مبطلات الصيام لعدة أسباب، منها أن طعمها يصل إلى الحلق، وكل ما وصل إلى الحلق يفطر الصائم، ومنها أن الدماغ يتكيف بها ويقوى، فيحصل بها ما يحصل بالأكل والشرب، بل هي أعظم عند من يتعاطاها من الأكل والشرب، ولهذا رأيناهم يصبرون على الجوع والعطش ولا يصبرون عليها.

العوفي العوفي
2016-06-17, 09:35
السؤال: أنا امرأة أبلغ من العمر ستين سنة، منذ أن بدأت صيام شهر رمضان المعظم كنت أتم صيامه كاملا إلى وقت الإفطار ولا أفطر لما تأتيني العادة الشهرية، وأنا الآن في حيرة من هذا الأمر، هل علي دين، وإذا كان علي دين فماذا أفعل؟

الجواب: الصيام في أيام الحيض لا يصح، لأن من شروط صحة الصوم الطهارة من الحيض والنفاس بإجماع المسلمين، دل على ذلك ما في الصحيحين عن مُعَاذَةَ قَالَتْ: سَأَلْت عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقُلْت: مَا بَالُ الْحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ وَلَا تَقْضِي الصَّلَاةَ؟ فَقَالَتْ: أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ؟ قُلْت: لَسْت بِحَرُورِيَّةٍ وَلَكِنِّي أَسْأَلُ، قَالَتْ: كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ وَلَا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ»

وبالتالي فإن أيام العادة الشهرية التي صمتها غير صحيحة، وهي دين عليك واجب قضاؤه إذا كنت قادرة على الصوم، ولا تبرأ الذمة إلا بذلك، فإن كنت الآن عاجزة عن الصيام بسبب كبر السن والمرض فيلزمك أن تطعمي عن كل يوم مسكينا، لقوله تعالى: «وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ».

ولا يترتب عليك الفدية على تأخير القضاء ما دمت جاهلة بالحكم، لكن إخراجها أفضل وأحوط لعموم قوله تعالى: «فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ».

العوفي العوفي
2016-06-17, 09:38
السؤال: توفي أبي منذ أشهر، وأنا أرغب في هذا رمضان أن أقرأ القرآن وأختمه وأهدي ثوابه له، فهل هذا جائز؟ وهل ينتفع بهذه القرأءة؟

الجواب: قراءة القرآن على الميت لم ترد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح، ولم يرد أيضا شيء يمنعها، ولذلك اختلف فيها العلماء، فذهب الحنفية والحنابلة والمتأخرون من المالكية والشافعية إلى جواز قراءة القرآن للميت وإهداء ثوابها له.

ونُقِلَ عن الشافعي أن ثواب القراءة لا يصل إلى الميت.

وكره المتقدمون من المالكية قراءة القرآن للميت وأن ثوابها لا يصل إلى الميت، لأنها ليست من عمل السلف الصالح، لأن عملهم كان التصدق والدعاء لا القراءة.

وظاهر كلام خليل في مختصره كراهة القراءة عند احتضاره وبعد موته وعند قبره حيث قال في مكروهات الجنائز: «وَقِرَاءَةٌ عِنْدَ مَوْتِهِ كَتَجْمِيرِ الدَّارِ، وَبَعْدَهُ، وَعَلَى قَبْرِهِ»، وحمل بعض الشراح الكراهة على من فعلها استنانا.

وفي نوازل ابن رشد أنه سئل عن قوله تعالى: «وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلاَّ مَا سَعى»، قال: «وإن قرأ الرجل وأهدى ثواب قراءته للميت جاز ذلك وحصل للميت أجره».

وقال ابن هلال في نوازله: «الذي أفتى به ابن رشد وذهب إليه غير واحد من أئمتنا الأندلسيين أن الميت ينتفع بقراءة القرآن الكريم ويصل إليه نفعه، ويحصل له أجره إذا وهب القارئ ثوابه له، وبه جرى عمل المسلمين شرقا وغربا، ووقفوا على ذلك أوقافا واستمر عليه الأمر منذ أزمنة سالفة».

وقال الشيخ بهاء الدين المقدسي الحنبلي في شرح العمدة: «وأما قراءة القرآن وإهداء ثوابه للميت فالإجماع واقع على فعله من غير نكير، وقد صح الحديث: «إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ»، والله سبحانه أكرم من أن يوصل إليه العقوبة ويحجب عنه المثوبة».

وجمع بعض الأئمة بين القولين بأن حملوا الكراهة على ما إذا نوى القارئ بقراءته أن تكون عن الميت، وأما النفع فينتفع الميت بأن يدعو له عقبها، أو يسأل جعل أجره له.

وقال شهاب الدين القرافي في كتاب الفروق: «والذي يتجه أن يقال ولا يقع فيه خلاف: إنه يحصل لهم بركة القراءة لا ثوابها كما تحصل لهم بركة الرجل الصالح يدفن عندهم أو يدفنون عنده، فإن البركة لا تتوقف على الأمر والنهي بخلاف الثواب كما علمت، لكن الذي ينبغي للإنسان أن لا يهمل هذه المسألة، فلعل الحق هو الوصول إلى الموتى، فإن هذه أمور مغيبة عنا وليس فيها اختلاف في حكم شرعي وإنما هو في أمر واقع هل هو كذلك أم لا».

ومن هذه النقول يتبين لنا أن جماهير المسلمين على جواز القراءة للميت وأن ثوابها يصله.

العوفي العوفي
2016-06-17, 09:39
السؤال: أرغب في صلاة قيام الليل في رمضان، ولا أستطيع أن أذهب إلى المسجد لأنني أعاني من بعض الأمراض، فهل يلزمني أن أقرأ في صلاتي حزبين كاملين كما يفعل الإمام في المسجد أو أقرأ ما أعرفه من القرآن؟

الجواب: صلاة التراويح هي من قيام الليل، وعنها قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، ولا يشترط فيها قراءة محددة، فيمكن للقائم في رمضان أو غيره أن يقرأ ما يشاء من القرآن الكريم، ولو قرأ بسورة الإخلاص وحدها، لقوله تعالى: «إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَؤُا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ».

العوفي العوفي
2016-06-17, 09:40
السؤال: هل بلع الريق في رمضان مفطر؟

الجواب: بلع الريق من جائزات الصيام، ولو اجتمع في فمك وابتلعته لم يضرك ذلك، سواء حصل منك ذلك سهوا أو عمدا، لأنه مما لا يمكن الاحتراز منه، فَعُفِيَ عنه رفعا للمشقة.

العوفي العوفي
2016-06-17, 09:46
السؤال: أنا تاجر وأملك المال الكثير والحمد لله، ولكن لا أملك الوقت لأتفرغ لختم القرآن الكريم عدة مرات كما يفعله بعض الصائمين، ولا أستطيع البقاء في المسجد لفترة طويلة لأذكر الله تعالى، فكيف يمكنني تعويض ذلك بالمال؟
الجواب: يمكن للغني أن يقدم في رمضان من أفعال الخير الكثير، لأن رمضان من أفضل الأوقات لبذل المال، بدليل ما رواه الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال سُئِل رسول الله صلى الله عليه وسلم «أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَل؟ قَالَ: «صَدَقَةٌ فِي رَمَضَانَ»، وفي الصحيحين عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جَبْرِيلُ، وَكَانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، قَالَ: فَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أَجْوَدُ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ».

ولأن بالتوسعة على الناس في أرزاقهم وفك قيود الحاجة عنهم وإدخال الفرحة عليهم من أعظم القربات عند الله، فقد روى الطبراني عن عمر بن الخطاب قال: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «إِدْخَالُكَ السُّرُورَ عَلَى مُؤْمِنٍ أَشْبَعْتَ جَوْعَتَهُ، أَوْ كَسَوْتَ عُرْيَهُ، أَوْ قَضَيْتَ لَهُ حَاجَةً».

وبإمكانك أن تنال الأجر الكثير بأموالك، وسأعطيك بعض الطرق والوسائل التي يكون فيها بذل المال محمودا، تكفر بها السيئات وتكثر الحسنات وتُرفع الدرجات، فمنها:

أولا: قضاء ديون الغارمين: فكم من عائلات أغرقتها الديون، وكم من أشخاص أعياهم الدين وعجزوا عن تسديده، فقد مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ».

ثانيا: إطعام الطعام: إما بدعوة الأشخاص الفقراء لتناول وجبة الإفطار، أو دفع قفة مملوءة بما يحتاجونه من مواد غذائية، أو المساهمة مع الجمعيات الخيرية في مواد رمضان، فقد قال تعالى: «وَيُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً إِنَّا نَخافُ مِنْ رَبِّنا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً»، وفي سنن الترمذي وابن ماجة عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيْئًا».

ثالثا: سقي الماء: ويمكن توفير قارورات الماء في المساجد ليشرب منها المصلون عند أداء صلاة التراويح، وهو من أفضل الصدقات، لما رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجه عن سعد بن عُبَادَةَ رضي الله عنه قال: «قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أُمِّي مَاتَتْ أَفَأَتَصَدَّقُ عَنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: فَأَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: سَقْيُ الْمَاءِ»، وقال بعض التابعين: «مَنْ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ فَعَلَيْهِ بِسَقْي الْمَاءِ».

رابعا: كسوة المحتاج: وخاصة إذا قَرُبَ عيد الفطر، فبادر إلى كسوة الأيتام والأرامل وأولاد الفقراء والمساكين، فقد روى أبو داود والترمذي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَيُّمَا مُسْلِمٍ كَسَا مُسْلِمًا ثَوْبًا عَلَى عُرْيٍ، كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ خُضْرِ الْجَنَّةِ، وَأَيُّمَا مُسْلِمٍ أَطْعَمَ مُسْلِمًا عَلَى جُوعٍ، أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ، وَأَيُّمَا مُسْلِمٍ سَقَى مُسْلِمًا عَلَى ظَمَإٍ، سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ».

خامسا: الصدقة عن الأموات: وخاصة إذا كان الميت أما أو أبا، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها «أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُهَا، وَأَظُنُّهَا لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، فَهَلْ لَهَا أَجْرٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ عَنْهَا؟ قَالَ: نَعَمْ».

سادسا: المساهمة في بناء المساجد: ففي الصحيحين عن عثمان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ تَعَالَى يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللهِ بَنَى اللهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ».

فهذا بعض من كثير مما يمكنك أن تبذل فيه المال وتنال به خير الدنيا والأخرة، وصدق الله تعالى إذ يقول: «مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلا أَذىً لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ».

العوفي العوفي
2016-06-17, 09:47
السؤال: أختي الكبيرة مصابة بمرض الزهايمر، وأصبحت لا تدري ما معنى الصيام ولا الصلاة، فهل ندفع عنها الفدية بسبب إفطارها؟

الجواب: أختك في حكم المجنون، وهي غير مكلفة بالعبادات لقوله صلى الله عليه وسلم: «رُفِعَ القَلَمُ عَنْ ثَلاَثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيقِظَ، وَعَنِ المَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ، وَعَنِ الصَّبِيَّ حَتَّى يَحْتَلِمَ»، وما دامت غير مكلفة فلا فدية عليها مثلها مثل الصبي، لأن الأصل براءة الذمة إلا بدليل.

العوفي العوفي
2016-06-17, 09:48
السؤال: أنا امرأة حامل في الشهر السابع، منعتني الطبيبة من الصيام لأنني مصابة بفقر الدم وهناك خطر على طفلي.سؤالي هل يجوز لي الإفطار في شهر رمضان؟ وكيف أقضي هذه الأيام؟ هل بأيام أخرى معدودة فقط أو بإخراج مبلغ من المال أضافة إلى الصيام؟

الجواب: المرأة الحامل إذا خافت على نفسها أو على جنينها أو وجدت مشقة تفطر، ولا يلزمها إلا القضاء فقط بعد أن تضع حملها وتقوى على الصوم دون فدية، لأنها في حكم المريض، والمريض يقضي ولا يفدي لقوله تعالى: «وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ»، فأمر المريض بقضاء عدة الأيام التي أفطر فيها ولم يأمره بالفدية.

العوفي العوفي
2016-06-17, 09:51
السؤال: أخت تسأل: في العادة أن أصلي الوتر في الثلث الأخير من الليل، فهل يجوز لي مواصلة ذلك أم ينبغي أن أصليها مباشرة بعد التراويح وركعتي الشفع؟

الجواب: ليس في الأمر حرج، فإذا كنت ترغبين في صلاة التهجد وتعلمين من نفسك القيام فلك أن تؤخري الوتر ليكون آخر صلاتك، عملا بما رواه الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اجْعَلُوا آخِرَ صَلاَتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا».

وفي الصحيحين أيضا عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا رَأَيْتَ أَنَّ الصُّبْحَ يُدْرِكُكَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ».

وإن خفت فوات الوتر فلك أن تصليه في أول الليل وإذا قمت في آخر الليل صليت ما تشائين من الركعات من غير إعادة الوتر، لما رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «أَيُّكُمْ خَافَ أَنْ لاَ يَقُومَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ ثُمَّ لْيَرْقُدْ، وَمَنْ وَثِقَ بِقِيَامٍ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ مِنْ آخِرِهِ فَإِنَّ قِرَاءَةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَحْضُورَةٌ وَذَلِكَ أَفْضَلُ».

العوفي العوفي
2016-06-17, 09:52
السؤال: أريد أن أعرف متى يبدأ الثلث الأخير من الليل الذي يستحب فيه القيام؟

الجواب: يبدأ الليل بغروب الشمس وينتهي بطلوع الفجر، لقوله تعالى: «وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيامَ إِلَى اللَّيْلِ».

وإذا أردت أن تعرف ثلث الليل ما عليك إلا أن تحسب مقدار الوقت ما بين الغروب وطلوع الفجر ثم تقسمه إلى ثلاثة أقسام، فالقسم الأول هو ثلث الليل الأول، والقسم الثالث هو الثلث الأخير.

وقد روى الشيخان في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ».

العوفي العوفي
2016-06-17, 09:53
السؤال: هل إزالة الشعر من البدن وتقليم الأظفار له علاقة بالصوم، أريد التوضيح لأنني أعاني من الوسوسة؟

الجواب: لا علاقة لإزالة الشعر وتقليم الأظفار بالصيام، ولا يوجد أي مانع من أن يحلق الصائم شعره أو يقلم أظفاره وهو صائم، وينبغي عليك أن تزيل هذه الوساوس عن نفسك، ولا تترك الشيطان يضحك عليك، فإنما يريد أن يفسد عليك عبادتك ويصدك عن إقبالك على ربك، واجعل نصب عينيك قوله تعالى: «إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ».

platinume
2016-06-17, 14:59
الف الف الف شكر

العوفي العوفي
2016-06-18, 00:58
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يُرَغِّب في قيام رمضان، من غير أن يأمرهم بعزيمة، ثمّ يقول: ”من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدّم من ذنبه”، وعن عمرو بن مرة الجهني قال: جاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم رجل من قضاعة فقال: يا رسول الله! أرأيت إن شهدتُ أن لا إله إلاّ الله، وأنّك محمّد رسول الله، وصلّيتُ الصّلوات الخمس، وصمتُ الشّهر، وقمتُ رمضان، وآتيت الزّكاة؟ فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ”مَن مات على هذا كان من الصّدّيقين والشّهداء”.
يُعدّ قيام اللّيل من أفضل الطّاعات وأجلّ القُربات، وهو سُنّة في سائر أوقات العام، ويتأكّد في شهر رمضان المبارك، وقد جاءت النّصوص من الكتاب والسُّنّة بالحثّ عليه والتّرغيب فيه وبيان عظيم شأنه وثوابه عند الله تعالى.
مدح الله عزّوجلّ أهل الإيمان بجملة من الخصال والأعمال، وكان من أخصّ هذه الأعمال قيامهم اللّيل، قال تعالى: ”إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ * تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” السّجدة:15 -17، ووصف الله تعالى عباده بقوله: ”والّذين يَبيتُون لربِّهم سُجَّدًا وقيامًا” الفرقان:64.
كما جاء في السُّنّة أحاديث كثيرة تبيِّن فضائل قيام اللّيل، ومن ذلك أنّ قيام اللّيل عادة الصّالحين في جميع الأمم، وهي أفضل صلاة بعد الفريضة، فقد ثبت في صحيح مسلم أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ”أفضل الصّلاة بعد الصّلاة المكتوبة الصّلاة في جوف اللّيل”، وقال عليه الصّلاة والسّلام: ”أقربُ ما يكون الربّ من العبد في جوف اللّيل الآخر، فإن استطعتَ أن تكون ممّن يذكر الله في تلك السّاعة فكُن” رواه الترمذي. وقيام اللّيل من أعظم أسباب إجابة الدّعاء، والفوز بالمطلوب ومغفرة الذّنوب، روى أبو داود عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، أيّ اللّيل أسمع؟ قال: ”جوفُ اللّيل الآخر، فصلِّ ما شئت، فإنّ الصّلاة مشهودة مكتوبة”، وقال كما في صحيح مسلم: ”إنّ من اللّيل ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرًا إلاّ أعطاه إيّاه”. وتُعدّ من موجبات دخول الجنّة، وبلوغ الدّرجات العالية فيها، فقد روى الإمام أحمد عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”إنّ في الجنّة غُرفًا، يُرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، أعدّها الله لمَن ألان الكلام وأطعم الطّعام وتابع الصّيام، وصلّى باللّيل والنّاس نيام”.
فاحرص -أخي الصّائم- على أن يكون لك ورد من صلاة اللّيل، ولو قليلاً بالقدر الّذي ينفي عنك صفة الغفلة، فقد قال صلّى الله عليه وسلّم كما عند أبي داود: ”مَن قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين”، واحرص على صلاة التّراويح في هذا الشّهر الكريم، ولا تنصرف حتّى ينصرف الإمام، ليحصل لك أجر قيام اللّيل كلّه، قال صلّى الله عليه وسلّم: ”مَن قام مع الإمام حتّى ينصرف كُتب له قيام ليلة” رواه الترمذي.
http://www.elkhabar.com/media/uploads/images/2016-06-1800%3A26%3A09.922186-1-555x318.jpg

العوفي العوفي
2016-06-18, 00:59
شخص أكل في رمضان متعمّدًا، فكيف يكفّر عن خطئه وهو يشعر بأنّه هدم ركنًا من أركان الإسلام؟
بني الإسلام على خمسة أركان عظيمة، متى فقد منها ركن واحد، لعذر غير شرعي، فإن إسلام المرء سيتزعزع، مثل البنيان إن أتت على أربعة أعمدة ثمّ هدّمت منها عمودًا، فإنّ بنيانك سيصير مهدّدًا بالانهيار، وهذه الأركان الخمسة هي:
شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّدًا رسول الله، وهي كلمة التّوحيد الّتي تعني أن لا معبود بحقّ إلاّ الله، فيجب على المرء أن ينطق بها وأن يفهم معناها وأن يعمل بمقتضاها فلا يشرك بالله أحدًا.
إقام الصّلاة، وهي خمس صلوات في اليوم واللّيلة، يؤدّيها المؤمن في وقتها، قال الله تعالى: ”إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا” النّساء:103، والصّلاة عمود الدّين الّذي يرتكز عليه، ومَن ضيّع صلاته فهو لما سواها أضيع، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
إيتاء الزّكاة، فعلى الّذي يملك أيّ صنف من الأصناف الّتي تجب فيها الزّكاة، وحال عليه الحول، وبلغ النّصاب، وكان قابلاً للنّماء، وجب عليه إخراج زكاته وإعطاؤها لمستحقيها الّذين ورد ذكرهم في الآية 60 من سورة التّوبة، وهي ليست تفضّلاً وتكرّمًا من الغني على الفقير وإنّما هي حقّ ضمنه الله للفقراء يقتطع من أموال الأغنياء حتّى لا يكون حكرًا عليهم دون غيرهم، قال تعالى: ”كَيْ لاَ يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ” الحشر:07، والزّكاة تطهير للمال والنّفس.
صوم رمضان، صومه واجب لا يسقط إلاّ لعذر كمرض أو سفر، ومَن انتهك حُرمة رمضان وجب عليه القضاء والكفّارة مع التّوبة الصّادقة، لعظم فريضة الصّوم في ديننا، وقد أخبرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّ الله ترك جزاء الصّوم له ولم يبيّنه لعباده في الدّنيا، فقال في الحديث القدسي: ”كل عمل ابن آدم له إلاّ الصّوم فإنّه لي وأنا أُجزي به” أخرجه البخاري ومسلم.
حجّ البيت لمن استطاع له سبيلاً، فمن توفّرت عنده القدرة البدنية والقدرة المالية وجب عليه الحجّ على الفور، وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: ”الحجّ المبرور ليس له جزاء إلاّ الجنّة” رواه البخاري ومسلم.
وفي القيام بكلّ هذه الأركان وجبت متابعة الرسول صلّى الله عليه وسلّم وموافقة سُنّته، قال تعالى: ”وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا” الحشر:07.
فصوم رمضان هو الركن الرّابع من أركان الدّين الإسلامي الّذي مَن تمسّك به فاز ونجا، ومَن ابتغى دينًا غيره خاب وخسر، قال تعالى: ”وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ” آل عمران:85، ولأنّك فطرت متعمّدًا ودون عذر شرعي في رمضان، فقد انتهكت حُرمته ولزمتك التّوبة والنّدم، مع القضاء والكفّارة، كما بيّنتها السُنّة وسبق الإشارة إليها هي عتق رقبة، أو إطعام ستين مسكينًا، أو صوم شهرين متتابعين، على سبيل التّخيير. وإطعام ستين مسكينًا يعني إطعامهم عَدًا لا تكرارًا فلا يجوز ولا يجزئ أن تطعم مسكينًا واحدًا عدّة مرّات، بل لا بدّ أن تبحث عن ستين مسكينًا، تطعم كلّ واحد منهم يومًا كاملاً، والله الموفّق.

العوفي العوفي
2016-06-18, 01:01
قال تعالى: ”شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَان” البقرة:185، فرمضان شهر القرآن يلتقي النّاس على مائدته ويجتمعون على مأدبته ويجلسون في حلقه يهرعون لتلاوته وتدبّر معانيه.

ورد في الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام قال: ”إنّ هذا القرآن مأدبة الله فتعلّموا من مأدبته ما استطعتم، إنّ هذا القرآن هو حبل الله والنّور المبين والشّفاء النّافع عصمة لمَن تمسّك به ونجاة لمَن اتبعه...” رواه الحاكم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ”وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسون بينهم إلاّ نزلت عليهم السّكينة وغشيتهم الرّحمة وحفّتهم الملائكة وذكرهم الله فيمَن عنده” رواه مسلم.
فالإنسان بالقرآن ومع القرآن يرتقي روحيًا وأخلاقيًا ونفسيًا، وللقرآن دور كبير في إصلاح حياتنا وفي إصلاح أحوالنا وأخلاقنا وفي ارتقاء أرواحنا إلى درجة الجمال والكمال، قال الله تعالى: ”إِنَّ هَذَا الْقُرْآن يَهدي للّتي هيَ أقْوَم وَيُبَشِّر الْمُؤْمِنين الَّذِين يَعْمَلُون الصَّالِحَاتِ أَنّ لَهُم أجْرًا كَبِيرًا” الإسراء:09.
قال الحسن البصري: سمعتُ القرآن من ابن مسعود فلمّا ترقى بي الحال ”حال الإيمان” صرتُ كأنّي أسمعه من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلمّا ترقّى بي الحال صرتُ كأني أسمع جبريل يقرؤه على رسول الله، فلمّا ترقّى بي الحال صرتُ كأنّي أقرؤه من اللّوح المحفوظ فهؤلاء بصدقهم ذاقوا حلاوة القرآن.
فما أحوجنا اليوم إلى أن نعود إلى القرآن ونحن على مشارف هذا الشّهر الكريم، حتّى نغيّر على ضوئه الأخلاق المنكوسة والقيم المعكوسة ونغيّر ما رسب بالضّمائر وما تعلّق بالعقول من اختلالات فكرية وعقائدية وما اكتسبته النّفوس من طبائع.
عن عطاء بن السّائب، أنّ أبا عبد الرّحمن السّلمي قال: ”أخذنا القرآن عن قوم أخبرونا أنّهم كانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يجاوزوهنّ إلى العشر الأواخر حتّى يعملوا ممّا فيهنّ، فكنّا نتعلّم القرآن والعمل به، وسيرث القرآن بعدنا قوم يشربونه شرب الماء، لا يجاوز تراقيهم”. وعن إبراهيم قال: ”كان الأسود يختم القرآن في رمضان في كلّ ليلتين، وكان ينام بين المغرب والعشاء، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كلّ ست ليال.
وهاهي مساجدنا والحمد لله على هذه الأرض الطيّبة الّتي ارتوت بدماء الشّهداء والصّالحين تشعّ بالقرآن في هذا الشّهر الفضيل، تلاوة في المحاريب ومدارسة في حلقات الحزب الرّاتب عملاً ورثناه عن أسلافنا وعلمائنا ومشايخنا. فتأمّلوا في نهج أسلافكم ولا تكونوا من الغافلين.
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول صلّى الله عليه وسلّم يقول: ”اقرأوا القرآن فإنّه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه” رواه مسلم.

العوفي العوفي
2016-06-18, 01:13
السؤال: هل صحيح أن تحديد الإمساك هو بعشر دقائق، كما هو معمول في الرزنامة الحاصة برمضان؟ الجواب: هذا الكلام غير صحيح، وهو مردود بالسنة النبوية الصحيحة. وما جرى به العمل في هذه البلدان يستند إلى ما رواه الشيخان عن أنس بن مالك رضي الله عنه «أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَزَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ تَسَحَّرَا، فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ سَحُورِهِمَا قَامَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الصَّلاَةِ فَصَلَّى، قُلْنَا لِأَنَسٍ: كَمْ كَانَ بَيْنَ فَرَاغِهِمَا مِنْ سَحُورِهِمَا وَدُخُولِهِمَا فِي الصَّلاَةِ؟ قَالَ: قَدْرُ مَا يَقْرَأُ الرَّجُلُ خَمْسِينَ آيَةً».




وربما اعترض بعضهم على هذا الاستدلال بأن الوقت المقصود هنا هو الفراغ من السحور والقيام إلى صلاة الصبح، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقوم للصبح بعد الأذان مباشرة، بل يصلي سنة الفجر ثم يضطجع قليلا، فيكون هذا هو المقصود من كلام أنس رضي الله عنه.

والجواب عنه أن نقول: إن أنسا رضي الله عنه قصد الوقت ما بين السحور ودخول الفجر، بدليل ما جاء في الرواية الأخرى عند البخاري عن أنس رضي الله عنه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: «تَسَحَّرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ، قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَ الأَذَانِ وَالسَّحُورِ؟ قَالَ: قَدْرُ خَمْسِينَ آيَةً».

وفي رواية النسائي عن أنس رضي الله عنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَلِكَ عِنْدَ السُّحُورِ: «يَا أَنَسُ إِنِّي أُرِيدُ الصِّيَامَ، أَطْعِمْنِي شَيْئًا، فَأَتَيْتُهُ بِتَمْرٍ وَإِنَاءٍ فِيهِ مَاءٌ، وَذَلِكَ بَعْدَ مَا أَذَّنَ بِلَالٌ، فَقَالَ: يَا أَنَسُ، انْظُرْ رَجُلًا يَأْكُلْ مَعِي، فَدَعَوْتُ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، فَجَاءَ، فَقَالَ: إِنِّي قَدْ شَرِبْتُ شَرْبَةَ سَوِيقٍ وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَأَنَا أُرِيدُ الصِّيَامَ، فَتَسَحَّرَ مَعَهُ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلَاةِ».

وفي هذه الروايات تصريح بأن سحورهما كان بعد أذان بلال، وبلال كان يؤذن الأذان الأول، كما دل عليه ما رواه الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ بِلاَلًا يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، ثُمَّ قَالَ: وَكَانَ رَجُلًا أَعْمَى، لاَ يُنَادِي حَتَّى يُقَالَ لَهُ: أَصْبَحْتَ أَصْبَحْتَ».

وأن قوله: «كَمْ كَانَ بَيْنَ الأَذَانِ وَالسَّحُورِ؟»، أي كم كان الوقت بين فراغهما من السحور وأذان ابن مكتوم رضي الله عنه حيث كان يؤذن عند طلوع الفجر، وصرح بهذا ابن حجر في كتابه فتح الباري، بعد أن أورد الروايات فقال: «فعلى هذا فالمراد بقوله: «كَمْ كَانَ بَيْنَ الأَذَانِ وَالسَّحُورِ؟» أي أذان ابن أم مكتوم، لأن بلالا كان يؤذن قبل الفجر، والآخر يؤذن إذا طلع».

وبهذا تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمسك عن سحوره إذا قارب الفجر، ولم يكن يستمر في أكله وشربه حتى يسمع أذان الفجر، والله ولي التوفيق، وهو الهادي لأقوم طريق.

العوفي العوفي
2016-06-18, 01:14
السؤال: هل يتأثر الإنسان بالسحر في رمضان مع أن الشياطين والجن صفدت؟

الجواب: يمكن أن يتأثر الإنسان بالسحر في رمضان أو غيره، لأنه لا يوجد دليل ينفي ذلك، ولأن الشياطين التي تصفد هي المردة لا كل الشياطين، بدليل ما رواه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحهما عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ مَرَدَةُ الْجِنِّ»، فأفاد الحديث أن غير المردة لا تصفد.

العوفي العوفي
2016-06-18, 01:15
السؤال: غلبتني نفسي الأمارة بالسوء فقمت بالعادة السرية وأنا صائم، ماذا أفعل حتى يغفر الله لي؟

الجواب: العادة السرية من الأفعال المحرمة، ومن فعلها فقد اعتدى على ما أحله الله تعالى، حيث قال سبحانه: «وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ إِلاَّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ»، وفِعْلُهَا في نهار رمضان أشد تحريما وأعظم إثما، لانتهاكه حرمة الصيام.
ويجب عليك أن تتوب منها توبة نصوحا، كما يجب عليك أن تقضي تلك الأيام التي مارست فيها العادة السرية، وأن تكفر عن كل يوم بصيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكينا.

العوفي العوفي
2016-06-18, 01:18
الف الف الف شكر

شكرا جزيلا ............موفق إن شاء الله بورك فيكم على المرور الكريم المشجع....

العوفي العوفي
2016-06-18, 07:14
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لامرأة من الأنصار: “ما منعك أن تحجّين معنا؟” قالت: كان لنا ناضح، فركبه أبو فلان وابنه -زوجها وابنها-، وترك ناضحًا (البعير الذي يُستقى عليه) ننضح عليه، فقال له عليه الصّلاة والسّلام: “فإذا كان رمضان اعتمري فيه، فإنّ عمرةً في رمضان حجة” رواه البخاري،

العوفي العوفي
2016-06-18, 19:59
https://encrypted-tbn3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQ7RcTj9-1SltlphJ53q37TXBGLqytZsnah4aPzPp3Ln3OPL6iR2A

sissou sifox
2016-06-21, 11:19
جزاك الله خيرا وبارك فيك

العوفي العوفي
2016-06-23, 15:01
شخص يقضي نهار رمضان نائمًا وإن أيقظه أحد شتمه وربّما ضربه، ويقضي ليله في السّمر والتّدخين، فهل يقبَل الله صومه؟
أمَا إن كان الله سيقبل صومه أم لا، فالعلم عند الله، وليس للبشر الحكم على أيّ شخص بدخول الجنّة أو النّار أو بالشّقاء أو بالسّعادة، فالقلوب بين أصبعين من أصابع الرّحمان يُقلّبها كيف يشاء، قال تعالى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءْ وَقَلْبِهِ} الأنفال:24، ولقد كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يكثر من هذا الدّعاء: “اللّهمّ يا مُقلِّب القلوب ثَبِّت قلبي على دينك، اللّهمّ يا مُصرِّف القلوب صرِّف قلبي إلى طاعتك”.
أمّا قضاء نهار رمضان في النّوم وقضاء ليله في السّمر والتّدخين مع السبّ والشتم، فجوابه ما يلي: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “... فإذا كان صوم أحدكم فلا يَرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقُل: إنّي صائم”، أخرجه البخاري ومسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضًا قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “مَن لم يَدَع قول الزُّور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه”، أخرجه البخاري، وقال صلّى الله عليه وسلّم: “رُبَّ صائم ليس له من صومه إلاّ الجوع والعطش”، رواه ابن ماجه وهو حديث صحيح.
فعلى المؤمن الصّائم أن يغتنم كلّ لحظة من لحظات هذا الشّهر المبارك العظيم، الّذي تفتح فيه أبواب الجنّة وتغلق فيه أبواب جهنّم وتصفّد فيه الشّياطين ويعتق الله كلّ يوم منه مجموعة من المسلمين من النّار، ويغفر الله فيه لمَن استغفره ويرحم من استرحمه، ويجعل لكل عبد مؤمن في كلّ يوم وليلة دعوة مستجابة والمجموع ستون دعوة مستجابة. فكيف يُعرِض المؤمن عن أداء عبادة صوم رمضان على أكمل وجه بعدما علم بكلّ هذه الفضائل وغيرها.
ثمّ إنّ النائم طيلة نهار رمضان سيُفوِّت أداء صلاة الجماعة في وقتها، ويكون آثمًا على ذلك، قال سبحانه وتعالى: {إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} النّساء:103.
وحكم التدخين هو التّحريم، واقتراف الأمر المحرّم يستلزم عقاب الله تعالى، فليجعل المؤمن هذا الشّهر المبارك فرصة لترك التدخين وسائر المحرّمات وتعويد النّفس على أداء العبادات على أكمل وأحسن وجه، وعلى السّعي من أجل تحصيل الأجر من سبل الخير الكثيرة، كالصّدقة وتلاوة القرآن وذِكر الله سبحانه وتعالى وبرّ الوالدين وصلة الرّحم وغيرها، والله الموفّق.

العوفي العوفي
2016-06-23, 15:05
يقول الحقّ سبحانه: {وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ}. بعض الخليقة تجعل من مواسم الطّاعة مرتعًا لنيل اللّذّات بكلّ أنواعها، وهو مرتع وخيم على صاحبه، إذ به يخرج من الشّهر كما دخل، بل ربّما أفسد ممّا كان عليه قبل رمضان، وتزداد المسافة بينه وبين حقيقة قصد الآخرة، وتتكاثف عليه غيوم الشّهوات حائلة بينه وبين الوصول إلى الله.

إذا كان شهر رمضان هو شهر الصّوم والصّبر، فما أحرانا أن نتذوّق حقيقة الصّبر لنتذوّق حقيقة الصّوم، فأمامنا في سعينا إلى الخيرات في هذا الشّهر صبر عن المحارم، وصبر على الطّاعات.

وأنواع الصّبر هذه هي أوسمة الولاية وقلادات الإمامة في الدّين، يقول أهل العلم: إنّما تُنال الإمامةُ في الدّين بالصّبر واليقين، واستدلّوا بقول الله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}، يقول ابن القيم رحمه الله: (إنّه لا خلاف بين أهل العلم أن أظهر معاني الصّبر: حبس النّفس على المكرمة، وأنّه من أصعب المنازل على العامة وأوحشها في طريق المحبّة، وإنّما كان صعبًا على العامة لأنّ العامي مبتدئ في الطّريق، وليس له دربة في السّلوك، وليس تهذيب المرتاض بقطع المنازل، فإذا أصابته المحن أدركه الجزع، وصعب عليه احتمال البلاء، وعزّ عليه وجدان الصّبر؛ لأنّه ليس في أهل الرياضة فيكون مستوطنًا للصّبر، ولا من أهل المحبّة فيلتذّ بالبلاء في رضا محبوبه).

فممّا سبق نعلم أنّ شهر رمضان ميدان رحب لممارسة رياضة الصّبر، فإذا فعلنا ذلك وجدنا أنفسنا إلى الخير وثابة، وعن الشرّ هيابة، فلم يبق إلاّ أن نُعالج الخطرات والوساوس الوالجات في حنايا قلوبنا.
وليت شعري ما أشبه قلوبنا بالمريض في غرفة العناية المركّزة، فإنّه محروم من كلّ طعام يفسد دورة علاجه، بل محروم من مخاطبة أقرب الأقربين، لتتفرّغ أجهزة جسمه للانتعاش واسترداد العافية، ثمّ إنّه يتنفّس هواء معقّمًا خاليًا من كلّ تلوث، وتدخل في شرايينه دماء نقيّة لتمدّه بأسباب القوّة، ويُقاس نبضه ودرجة حرارته في كلّ حين ليتأكّد الطبيب من تحسّن وظائف جسمه، فما أحرى هذا القلب السّقيم الّذي أوبقته أوزاره، وتعطّن بالشّهوات، وتلوّث بالشّبهات، وترهّل بمرور الشّهور والدّهور دون تزكيّة وتربيّة، ما أحراه أن يدخل غرفة العناية المركّزة في شهر رمضان، فتكون كلّ إمدادات قوّته مادة التّقوى، الّتي هي غاية صومه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}.

فلنصدر مرسومًا على أنفسنا أن نُلزِمَها جناب الحشمة في هذا الشّهر أمام شهوة البطن وغيره، فإن أعلنتَ علينا التمرّد، فلا نتردّد في فرض الأحكام الاستثنائية، وإصدار قرار باعتقال هذه النّفس النّاشز وإدخالها سجن الإرادة حتّى تنقاد لأوامرنا إذا صدرت، فإن ازداد تمرّدها وتجرّأت في ثورتها فلنلهب ظهرها بسياط العزيمة، ولنعنِّفها على مخالفتها أوامرنا وعصيانها إرادتنا، فإن أبَت إلاّ الشّرود، فلنلوِّح لها بحكم الإعدام، وأنّها ليست علينا بعزيزة، فإن تمنّعت إدلالاً وطمعًا في عطفنا، فلا بدّ من تنفيذ حكم الإعدام في ميدان العشر الأواخر، وذلك بحبسها في معتكف التّهذيب، حتّى تتلاشى تلك النّفس المتمرّدة وتفنى، وتتولّد في تلك اللّيالي والأيّام نفس جديدة وادعة مطمئنة، تلين لنا عند الطّاعات إذا أمرناها، وتثور علينا عند المعاصي إذا راودناها، فقد ولدت ولادة شرعية في مكان وزمان طاهرين، ونشأت وتربَّت في كنف الصّالحين، فلن نراها بعد ذلك إلاّ على الخير، وعندها تحصيل حلاوة الطّاعة: “ذاق طُعم الإيمان مَن رضي بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمّد صلّى الله عليه وسلّم رسولاً”، “ثلاثة مَن كُنّ فيه وجد حلاوة الإيمان: مَن كان الله ورسوله أحبّ إليه ممّا سواهما، ومَن كان يحبّ المرء لا يُحبّه إلاّ لله، ومَن كان يكره أن يرجع في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يلقى في النّار”، ولمّا نهى الرّسول صلّى الله عليه وسلّم أصحابه عن الوصال قالوا: إنّك تواصل، قال: “إنّي لستُ كهيئتكم، إنّي أُطْعَم وأُسْقَى”، قال ابن القيم: (وقد غلُظَ حجاب مَن ظنّ أنّ هذا طعام وشراب حسّي للفم)، ثمّ قال: (والمقصود أنّ ذوق حلاوة الإيمان والإحسان أمر يجده القلب، تكون نسبته إليه كنسبة ذوق حلاوة الطّعام إلى الفم). ولنعلم أنّ كلمات القوم في هذا الباب رسوم، وإرشاداتهم في هذا الباب عموم، ولا تبقى إلاّ الحقيقة الثابتة في نفسها، وهذه لا يَنالها إلاّ من أناله الله إيّاها، ومَن ذاقَ عَرَف، فلنكُن من هذا على ذِكْرٍ. والله وليّ التّوفيق

العوفي العوفي
2016-06-24, 00:10
هل يجب أن يختم الإمام القرآن في صلاة التراويح؟
قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَان} البقرة:185، وقال سبحانه وتعالى: {إنّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ. وَمَا أدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ ألْفِ شَهْرٍ} القدر:1-3، فالقرآن الكريم نزل في شهر رمضان المبارك، وتلاوته في رمضان والاستماع إليه ومدارسته وتدبّر أحكامه من أعظم القُربات الّتي يتقرّب بها الصّالحون إلى الله تعالى، ففي الصّحيحين عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال “كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أجود النّاس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل يلقاه كلّ ليلة من رمضان فيُدارسه القرآن” أخرجه البخاري ومسلم.

وفي حديث فاطمة رضي الله عنها عن أبيها صلّى الله عليه وسلّم أخبرها “أنّ جبريل عليه السّلام كان يعارضه القرآن كلّ عام مرّة، وأنّه عارضه في عام وفاته مرّتين” أخرجه البخاري ومسلم.
أمّا عن ختم القرآن في التّراويح فليس واجبًا، وإنّما هو مرغوب فيه، والأصل فيه مراعاة أحوال المأمومين وعدم الشقّ عليهم، وقد قال صلّى الله عليه وسلّم “مَن قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين” أخرجه أبو داود وابن خُزَيمة وابن حبّان وغيرهم وهو حديث صحيح.

فليس العبرة في القيام بختم القرآن وكفى، بل بتدبّر كلام الله والعمل به والدّعاء والتّضرّع لله ربّ العالمين، وسؤاله الأجر والمغفرة والعتق من النّار، كما جاء في حديث أمامة مرفوعًا: “ولله عُتَقاء من النّار وذلك كلّ ليلة” رواه الترمذي وابن ماجه وهو صحيح. -

العوفي العوفي
2016-06-24, 00:12
رمضان شهر مبارك تشمَل بركتُه جميعَ المؤمنين، في أعماله الصّالحة المنوّعة، وأجورها الكثيرة المضاعفة. وتأتي بركته على القلوب بإصلاحها، وعلى الأخلاق بتهذيبها وتزكيتها، وبين رمضان والأخلاق رباط وثيق وحبل متين، والعفّة من أجلّ الأخلاق وأعظمها؛ لأنّ العزّة مرتهنة بالعفّة، فالعفيف لا يكون إلاّ عزيزًا ولو كان فقيرًا ضعيفًا، وهي تُكسب صاحبها أخلاقًا حسنة كثيرة.
إنّ فَقْد العفّة تنزل بالوجيه من الثريا، وتُبدله مكان الفوق تحتا، والعفّة هي الكَفُّ عمّا لا يحلّ ولا يجمُل، وكَفٌ عن المحارم والأطماع الدنيّة، وقيل في الاستعفاف: الصّبر والنّزاهة عن الشّيء. ورمضان شهر الصّبر، ومدرسة الأخلاق، وشهر الكفّ عن الحلال لتتربّى في النّفس ملكة الكف عن الحرام.
ومجالات العفّة ثلاثة: عفّة اليد، وعفّة اللّسان، وعفّة الفرج. فإذا حقّقها المرء سلم له دينه، وكان شريفًا عزيزًا، فعِفَّة اليد سبب لعفّةِ البطن، وقلّةِ الأكل، والتحرّر من الشّهوة البهيمية. والصّيام الحقّ يُروّض الصّائم على عفّة اليد والبطن؛ وذلك أنّ الصّائم يرى الطّعام الشهيّ فيحبس نفسه عنه بإرادته، مع أنّ الجوع يدعوه إليه، فيحقّق وصية القرآن لسيّد الأنام، قال الله تعالى: {وَلاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى}.
وإذا عفَّت يد المسلم عن السّؤال، وعفَّ قلبُه عن التطلّع إلى ما عند الآخرين؛ عاش عزيزًا بينهم ولو كان أفقرهم، وكان محبوبًا في أوساطهم؛ لأنّه لا يطمع في دنياهم. وهؤلاء جاء وصفهم في القرآن: {يَحْسبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا}.
كما أنّ شهوة بني آدم تدعوه للكلام؛ فالإنسان له أعضاء تكَلّ وتتعب، وله عُضو لا يعرف التّعب وهو اللسان، ولذا كثُر التّحذير من خطره والدّعوةُ إلى حبسه، ففي الحديث “مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ”، وفي حديث آخر “مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ أَضْمَنْ لَهُ الجَنَّةَ”، وفي ثالث “وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟”.
والمؤمن المستفيد من رمضان يَقضي أغلب ساعاته في الذِّكر والقرآن، فلا يبقى من وقته شيء للقيل والقال، كما أنّ سبب السِّباب والشّتائم الغضب والخصومة، والمؤمن مأمور وهو صائم بأن يصبر على جهل الجاهلين، ولا يردّ شتائمهم بمثلها، بل يقابلها بالحِلم والاعتذار بالصّوم؛ ولذا كان الصّيام وقاية عن جهل القول والفعل، كما قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “الصِّيَامُ جُنَّةٌ فَلاَ يَرْفُثْ وَلاَ يَجْهَلْ، وَإِنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أَوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إِنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ” رواه الشيخان.
فإذا كان الصّوم مدرسة الأخلاق، والعفّة من أجلّ الأخلاق وأرفعها، وتكون في اليد واللّسان، فلا بدّ من عفّة الفَرج، وحتّى تستقيم عفّة الفرج لا بدّ من عفّة العين وعفّة الأذن؛ لأنّ العين والأذن رسولاَ الفرج ومحرّكا الشّهوة، وقد قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “إِنَّ اللهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أَدْرَكَ ذَلِكَ لاَ مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ المَنْطِقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيُكَذِّبُهُ” رواه الشيخان.
وإنَّ عفيف البصر والسّمع عن المحرّمات عفيف الفرج ولا بدّ عن الشّهوات المحرّمة، والصّيام عمومًا طريقٌ موصل إلى العفّة، ويربّي الصّائم عليها، وما على الصّائم إلاّ أن يستجن بالصّيام؛ لأنّه جنّة، فيحفظ بصره وسمعه من الفضائيات الّتي تبث كلّ خبيث؛ ليتأتّى له التعوّد على العفّة، فلا يمضي رمضان إلاّ وقد تعوّد المسلم على غضِّ بصره، وحفظِ سمعه، وكبح جماح شهوته؛ لينال أعظم الجزاء، ويكون حقيقًا بقول الرّحمن سبحانه “الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلِي، وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ”.

العوفي العوفي
2016-06-24, 00:25
السؤال: كانت جدتي لا تقضي أيام دينها من رمضان وهذا لسنوات طويلة، وهي اليوم نادمة وصارت عاجزة عن الصوم فماذا تفعل؟

الجواب: هي بلا شك آثمة لتركها القضاء في وقته من غير عذر، ويلزمها أن تتوب إلى الله تعالى مما فعلت، والندم توبة كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وما دامت عاجزة عن القضاء فإنه يسقط عنها لقوله تعالى: «لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا»، ويكفيها أن تعوضه بالإطعام، فتطعم مسكينا عن كل يوم وتعطيه قدر وجبتين، وجبة عن اليوم الذي أفطرت فيه والأخرى لأجل تأخيرها القضاء عن وقته.

العوفي العوفي
2016-06-24, 00:25
السؤال: أفطرت في رمضان العام الماضي بشرب القليل من الماء غير متعمد ونسيت أن أقضيه حتى دخل علينا رمضان لهذا العام، فما الذي يجب أن أفعله؟

الجواب: الناسي لا إثم عليه في تأخير القضاء لقوله تعالى: «رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِينا أَوْ أَخْطَأْنا»، ولقوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي الْخَطَأَ وَالنِّسْيَانَ وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ»، ولكن الفدية لا تسقط عنك لتفريطك بالنسيان، والواجب عليك أن تبادر إلى القضاء بعد رمضان وتُخْرِج فدية التأخير.

العوفي العوفي
2016-06-24, 00:27
السؤال: هل يجوز للصائم بعد أن يتمضمض أن يبلع ريقه أم يجب عليه أن يبصقه؟
الجواب: يجوز للصائم أن يبلع ريقه ويزدرده وإن أمكنه مجه، ولا يفسد به الصوم ولو جمعه في فمه حتى يكثر ثم ابتلعه، لأنه مما لا يمكنه الاحتراز منه، ولو منع منه الناس لوقعوا في حرج شديد وعنت ومشقة كبيرة، ولأفضى ذلك إلى الوسوسة المذمومة، والشريعة تقوم على اليسر ورفع الحرج، ومن قواعدها أن المشقة تجلب التيسير، وأن الأمر إذا ضاق على الناس اتسع حكمه.

وإذا تمضمض الصائم وطرح من فمه الماء فلا يضره بلع ريقه إثر المضمضة، وقد جاء عن مالك في المجموعة أنه يجوز بلع الريق إذا تمضمض، وفسره الباجي في شرح الموطأ فقال: «ومعنى ذلك عندي بعد أن يزول عنه طعم الماء ويخلص طعم ريقه».

العوفي العوفي
2016-06-24, 00:28
السؤال: أنا مريض بالربو، وأستعمل البخاخة خلال النهار، سألت عنها بعض الأئمة فاختلفت أجوبتهم في حكمها، أريد أن أعرف الرأي الصواب، هل صيامي صحيح أو فاسد؟

الجواب: إذا استعمل الصائم المصاب بمرض الربو البخاخة خلال النهار فإن صومه صحيح ولا يفسد بذلك، والأصل في ذلك الاستحسان، لأنه مضطر إليها ولا يستغني عنها، ولو منعناه من استعمالها لكان في حرج شديد، وربما هلك.

ولأن أعراض ضيق التنفس تعتريه في رمضان وغيره، فيعفى عنه كما عفي عن غبار الطريق ودخان الحطب، وكما عفي عن غالب غبار الدقيق والجبس وغبار الكيل بالنسبة للصانع، بل العفو عن البخاخة أولى لتحقق الضرورة، والله تعالى يقول في كتابه العزيز: «وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ»، ويقول: «يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ»، وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ».

العوفي العوفي
2016-06-24, 00:29
السؤال: منذ أن جاءتني الحيضة منذ ست سنوات لم أقض تلك الأيام التي أفطرت فيها، وقررت الآن أن أقضي ما علي من ديون، فما هي قيمة المال الذي أدفعه عن تلك الأيام؟ لأنني سمعت البعض يحددها بـ 100دينار، وآخرون يحددونها بـ 200دينار.

الجواب: قضاء الدين واجب لقوله تعالى: «فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ»، ويجب أن يكون القضاء قبل دخول رمضان السنة الأخرى، فإن دخل عليه رمضان آخر ولم يقض من غير عذر كان آثما يجب عليه أن يتوب ويستغفر الله تعالى، وإن كان معذورا فلا إثم عليه لقوله تعالى: «لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا».

ويجب على المفرط أن يطعم مسكينا عن كل يوم لم يقضه، والواجب إخراجه في الفدية هو مدٌّ من غالب الطعام، وغالب طعامنا في الجزائر هو الدقيق، فيكفي إخراجه ويجزيه ذلك، فقد روى الدارقطني والبيهقي بسند صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال في المفرط: «يَصُومُ الذِي أَدْرَكَهُ، وَيُطْعِمُ عَنِ الأَوَّلِ لِكُلِّ يَوْمٍ مُدًّا مِنْ حِنْطَةٍ لِكُلِّ مِسْكِيْنٍ، فَإِذَا فَرَغَ فِي هَذَا صَامَ الذِي فَرَّطَ فِيهِ».

وروى الدارقطني والبيهقي بسند صحيح عن نافع أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يقول: «مَنْ أَدْرَكَهُ رَمَضَانُ وَعَلَيْهِ مِنْ رَمَضَانَ شَيْءٌ، فَلْيُطْعِمْ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِيْنًا مُدًّا مِنْ حِنْطَةٍ».

والحنطة هي البُرُّ، فمن أعطى حفنة أي رطلا من الدقيق أجزأه ذلك، وإذا أراد أن يخرج قيمة الحفنة من الدقيق فله ذلك، وقيمتها هي 25 دينارا جزائريا، هذا هو الواجب عليه وهو عين الفقه، أما من يحددها بـ 100 دج أو بـ 200 فليس له مستند من النقل ولا من القياس.

العوفي العوفي
2016-06-24, 00:30
السؤال: أصبت بالرعاف في بداية رمضان، فهل أعيد ذلك اليوم؟

الجواب: الرعاف لا يفطر الصائم ولو كثر، فإن خشي الصائم على نفسه بعد الرعاف أو وجد مشقة في الصوم وتعبا شديدا فله أن يفطر لأنه صار في حكم المريض، والله تعالى يقول: «وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ».

العوفي العوفي
2016-06-24, 00:32
السؤال: هل الاحتلام خلال نهار رمضان يؤثر في صحة النوم؟

الجواب: لا شيء على من احتلم في نهار رمضان وصومه صحيح، لأنه لا اختيار له في ذلك، وليس عليه قضاء، لأنه يعذر بالنوم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلاَثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ، وَعَنِ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ»، وهذا محل إجماع بين الأئمة، والواجب عليه أن يغتسل لأداء الصلاة، لقوله تعالى: «وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا».

العوفي العوفي
2016-06-24, 00:32
السؤال: أعمل في مطحنة للحبوب، وأثناء الطحن يتطاير الغبار ويصل شيء منه إلى حلقي، فهل ذلك يفسد صومي ويوجب عليّ إعادة اليوم؟

الجواب: الصحيح من قول العلماء أن ما تطاير من غبار الطحين ووصل إلى حلق العامل لا يفسد صومه ولا يوجب عليه القضاء، لأن المحلَّ محلُّ ضرورة، وعن هذه المسألة يقول الشيخ خليل في مختصره: «وَلَا قَضَاءَ فِي غَالِبِ قَيْءٍ، أَوْ ذُبَابٍ، أَوْ غُبَارِ طَرِيقٍ، أَوْ كَيْلٍ، أَوْ جِبْسٍ لِصَانِعِهِ».

العوفي العوفي
2016-06-24, 00:33
السؤال: هل نزع الأسنان ومداواتها خلال الصيام جائز أو غير جائز؟

الجواب: نزع الضرس ومداواة حفر الأسنان إما أن يكون ليلا أو نهارا، فأما في الليل فيجوز فعل ذلك ولا مانع منه، لأن الليل زمن للإفطار وتناول المباحات.

وأما في النهار ففيه التفصيل الآتي:

أولا: إن خشي هلاكا بتأخير قلع الضرس أو مداواة حفر الأسنان إلى الليل أو إلى ما بعد رمضان وجب عليه فعل ذلك، لوجوب حفظ النفس، فإن لم يبتلع شيئا من الدواء أو الدم الذي سال منه أو ما انكسر من الأسنان صح صومه، وإن ابتلع قضى.

ثانيا: إن لم يخش الهلاك ولكن خاف حدوث مرض أو زيادته أو تأخر شفائه أو وجد شدة ألم جاز له المداواة ودين الله يسر، فإن سلم من وصول شيء لحلقه صح صومه وإن ابتلع منه قضى، وإن اضطر لشرب الدواء شربه وقضى لعموم قوله تعالى: «فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ».

ثالثا: إن لم تدعُ الحاجة إلى قلعه أو مداواته ولم يخش شيئا من تأخيره كره له ذلك، فإن فعل لم يبطل صومه إلا إذا ابتلع شيئا، فإن كان غلبة قضى فقط وإن تعمد لزمه القضاء والكفارة.

العوفي العوفي
2016-06-24, 00:34
السؤال: هل التبرع بالدم في رمضان أو أخذ عينات من الدم للتحليل يفسد الصوم؟

الجواب: يجوز أخذ عينات من الدم خلال نهار رمضان للتحليل ولا يفسد ذلك الصوم، سواء كانت كمية الدم المأخوذ قليلة أو كثيرة، كما يجوز أيضا التبرع بالدم، وما يقوله بعض العلماء من أنه يفسد الصوم فهو مبني على مسألة الحجامة للصائم هل هي من مبطلات الصيام أو ليست من مبطلاته.

والراجح أنها لا تبطله، لأن الدليل الذي اعتمده من قال بالبطلان منسوخ، وهو ما رواه أبو داود عن ثوبان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَفْطَرَ الْحَاجِمُ وَالْمَحْجُومُ»، والحديث صحيح غير أنه منسوخ بما رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتَجَمَ وَهُوَ صَائِمٌ».

وروى النسائي في السنن الكبرى عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَخَّصَ فِي الْحِجَامَةِ لِلصَّائِمِ».

ومن الصحابة الذين رخصوا في الحجامة للصائم ابن عمر وسعد بن أبي وقاص وأبو سعيد الخدري وأنس بن مالك رضي الله عنهم.

ومع كل ذلك فإن الأفضل أن يكون التبرع ليلا مراعاة للخلاف، وأن لا يؤثر ذلك على الصائم، وفي صحيح البخاري عن ثابت البُنَانِيِّ قال: «سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَكُنْتُمْ تَكْرَهُونَ الحِجَامَةَ لِلصَّائِمِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ: لاَ، إِلَّا مِنْ أَجْلِ الضَّعْفِ».

العوفي العوفي
2016-06-24, 00:36
السؤال: ما هو حكم الرجل الذي لا يصوم رمضان من غير عذر؟

الجواب: تارك صيام رمضان له حالتان:

أحدهما: من تركه كسلا من غير إنكار له، فهو من جملة المسلمين وليس بكافر، والإفطار في نهار رمضان عمدا من غير عذر شرعي من أشد المحرمات.

قال الحافظ الذهبي رحمه الله: «وعند المؤمنين مقرر أن من ترك صوم رمضان من غير عذر أنه شرّ من الزاني ومدمن الخمر، بل يشكّون في إسلامه ويظنّون به الزندقة والانحلال».

والمشهور أن من امتنع من صوم رمضان مع إقراره بوجوبه يقتل حدا، ويُغَسَّلُ ويُصَلَّى عليه ويُدْفَنُ في مقابر المسلمين كحكم من امتنع من أداء الصلاة.

وذهب القاضي عياض رحمه الله إلى أنه لا يقتل، بل يأمره الحاكم أو نائبه بالصيام، فإن لم يفعل يحبسه ويمنع عنه الطعام والشراب طول النهار.

ومما يستدل به للقول المشهور الحديث الوارد عند أبي يعلى في مسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عُرَى الإِسْلاَمِ وَقَوَاعِدُ الدِّينِ ثَلاَثَةٌ، عَلَيهِنَّ أُسِّسَ الإِسْلاَمُ، مَنْ تَرَكَ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ فَهُوَ كَافِرٌ حَلاَلُ الدَّمِ: شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَالصَّلاَةُ المَكْتُوبَةُ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ».

والحديث بعمومه يشمل كل من ترك الصيام، ولا يستثنى منهم إلا أصحاب الأعذار الذين وردت النصوص بإباحة الفطر لهم، لكن يستشكل على هذا الاستدلال قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: «فَهُوَ كَافِرٌ»، فيتعين حمله على من تركه جحودا وإنكارا لا على من تركه تكاسلا وتفريطا.

والثاني: من تركه إنكارا له وجحودا لوجوبه، فهو كافر مرتد، يستتاب ثلاثة أيام، فإن تاب قبلت توبته وكان من المسلمين، وإن أصرّ على الترك والجحود قُتِلَ كفرا، وماله في بيت مال المسلمين، ولا يغسّل ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين لأنه من الكافرين، ككل من جحد معلوما من الدين بالضرورة، لقوله عزّ وجلّ: «وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ»، ولما رواه البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ بَدَّلَ دِيْنَهُ فَاقْتُلُوهُ».

العوفي العوفي
2016-06-24, 00:36
السؤال: إذا طهرت من الحيض خلال نهار رمضان، فهل يجب علي أن أمسك عن الأكل والشرب بقية اليوم؟

الجواب: لا يجب عليك ولا يستحب الإمساك بقية اليوم إذا طَهُرْتِ خلال النهار، وبإمكانك تناول الطعام والشراب طول اليوم.

العوفي العوفي
2016-06-24, 00:37
السؤال: أنا مصابة بسرطان الثدي، ومنعني الطبيب من الصيام، ولكنني أصوم ولا أجد أي مشقة في ذلك، فهل أنا على صواب أو على خطأ؟

الجواب: أنت مخطئة في ذلك، لأن إحساسك بالقدرة على الصوم لا يعني عدم وجود الخطر، والطبيب أدرى منك بحالتك الصحية، وأعلم بالآثار الناجمة عن الصوم، والمريض إذا خشي بصومه حدوث مضاعفات ولو في المستقبل أو كان الصيام مدة العلاج يؤخر الشفاء، فإنه يفطر وجوبا إذا خشي الهلاك أو الضرر الشديد، وندبا إذا خفّ الضرر، والله تعالى يحب من عبده امتثال شرعه، ومن شرعه الأخذ بالرخص، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ»، وقال عليه الصلاة والسلام: «صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللهُ بِهَا عَلَيْكُمْ، فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ».

العوفي العوفي
2016-06-24, 00:38
السؤال: وصلت إلى المسجد فوجدت المصلين أتموا صلاة العشاء وشرعوا في التراويح، فهل أدخل معهم في التراويح وأؤخر العشاء، أو أصلي معهم بنية العشاء؟

الجواب: إذا دخلت المسجد ووجدت الناس يصلون التراويح فالمطلوب منك أن تصلي العشاء وحدك ثم تدخل معهم، لأن الأصل في صلاة التراويح أن تكون بعد أداء صلاة العشاء كما ثبت في السنة المطهرة، ولأن النهي عن الصلاة في المسجد أثناء صلاة الجماعة في قوله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَلاَ صَلاَةَ إِلاَّ المَكْتُوبَةُ»، خاص بالمكتوبة أي الفريضة، وما ذكرته في سؤالك أنك تصلي معهم بنية الفريضة فلا تصح بذلك الصلاة لاشتراط اتحاد نية المأموم والإمام.

العوفي العوفي
2016-06-24, 09:22
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSH8v086bTj7M3GdCpSL--_w9jfrGzbEbqZfX6dZpZwdP87yqR-

العوفي العوفي
2016-06-24, 09:31
https://encrypted-tbn1.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSk8oOp0Rm2tjTOjXSQyywW_H4FY4ksq FvvsVdpsltfZ6ROIeyp

العوفي العوفي
2016-06-24, 23:42
رمضان نفحة إلهية تهُبُ على العالم الأرضي في كلِ عام قمري مرة، وصفحة سماوية تتجلَى على أهل هذه الأرض، فتجلو لهم من صفات الله عطفه وبرَه، ومن لطائف الإسلام حكمته وسرَه، فلينظر المسلمون أين حظُهم من تلك النفحة، وأين مكانهم في تلك الصفحة.
ورمضان “مستشفى” زماني يجد فيه كلُ مريض دواء دائه، يستشفي فيه مرضى البخل بالإحسان، ومرضى البطنة والنعيم بالجوع، والعطش، ومرضى الجوع والخصاصة بالشبع والكفاية.
ورمضان جبَار الشهور، في الدهور، مرهوب الصولة والدولة، لا يقبل التساهل ولا التجاهل، ومن غرائب شؤونه أن معظم صائميه من الأغفال، وأن معظم جنده من الأطفال، يستعجلون صومه وهم صغار، ويستقصرون أيامه وهي طوال، فإذا انتهك حُرمته منتهك بثُوا حوله الأرصاد، وكانوا له بالمرصاد، ورشقوه ونضحوه، و(بهدلوه) وفضحوه، لا ينجو منهم مختفٍ ولا مختبئ في حان، ولا ماكر يغشُ، ولا آوٍ إلى عشٍ، ولا متستر بحشٍ، ولا من يغير الشكل، لأجل الأكل، ولا من يتنكر بحجاب الوجه، ولا بسفور الرأس، ولا برطانة اللسان، كأنما لكل شيء في خياشيمهم رائحة، حتى الهيئات والكلمات، وهم قوم جريحهم جُبار الجرح، وقتيلهم هدر الدم.
سبحان من ضيَق إحصاره
وصيَر الأطفال أنصاره
وحرَك الرِيحين بُشرَى به
رُخاءه الهينَ وإعصاره

العوفي العوفي
2016-06-26, 10:32
لله تعالى نفحات ومواسم يتعرّض فيها لعباده كي يتزوّدوا منها بالطّاعات، ويغسلوا عن أنفسهم الآثام والخطيئات، ومن تلك المواسم والنّفحات الأيّام العشر الأخيرات من شهر رمضان المبارك، وقد كان السّلف الصّالح أوّل المسارعين والمسابقين في اغتنام هذه الفرص، والتزوّد منها بكلّ وسيلة تمكّنهم، حتّى ضربوا أروع الأمثلة، وكانوا خير مَن يُقتدى بهم، حتّى إنّ القارئ لسيرهم ليُخيّل إليه أنّه يقرأ قصصًا من نسج الخيال.

عندما نتأمّل أحوال أسلافنا، نتساءل: ما الّذي كان يشغل عقولهم، وما الّذي كان يداعب آمالهم، وما الّذي كان يشحذ عزائمهم، وما الّذي كان يسهر ليلهم، ويضني نهارهم، ويفطر أقدامهم، وما الّذي كانوا يملأون به اللّيالي العشر، وما هي الأحوال في أيّامنا هذه، علّنا ندرك أنّنا في حاجة إلى أن نسترد عقولنا المغيّبة، وأن نرجع نفوسنا اللاهية، وأن نحيي قلوبنا الغافلة.
لابدّ أن نتأمّل تلك الأحوال، وأن نرى بعض تلك المفارقات العجيبة، فنقول: إذا ذهب من رمضان عشرون يومًا يكون قد مضى الثلثان وبقي الثلث، والثلث كثير، وفيه خيرٌ وفيرٌ، وحسبنا من عشره الأخير أنّ فيها ليلة القدر الّتي هي خير من ألف شهر، والّتي تنزل فيها الملائكة بكلّ أمر، أليس هذا جديرًا بأن يكون لنا معه شأن آخر كما كان شأن أسلافنا، وكما هو شأن كلّ مؤمن حي القلب، يقظ الفكر، حريص على الخير، مقبل على الطّاعة، عالم بما ينبغي لكلّ حال وزمان بما يناسبه؟ فكيف بنا نجعل اللّهو والصّفق في الأسواق والعبث في الأوقات الّتي جعلت للعبادات والطّاعات.
وإذا تأمّلنا لوجدنا ما كان عليه أسلافنا، حيث تغلق الأسواق وتفتح المساجد، ويهجر النّوم فلا يكون هناك نيام، وإنّما يحيا اللّيل بالذِّكر والقيام، لقد كانوا رضي الله عنهم يغتسلون في كلّ ليلة من ليالي العشر، كان يفعل ذلك أيّوب السختياني رحمه الله، وكان يفعله الإمام مالك فيما يرجّح عنده أنّه من ليالي القدر، فيغتسل ويتطيّب ويلبس حلّة لا يلبسها إلى العام القادم من شهر رمضان، وكان غيرهم يفعل مثل ذلك.
وأمّا حال نبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم في العشر الأواخر من رمضان فذاك شأن آخر، فإذا تأمّلنا ما كان عليه سيّد الخلق صلّى الله عليه وسلّم في العشر الأواخر، فإنّا نجد أنّ العبارات والأحاديث الّتي رويت في هذا المقام ليس فيها كثير كلام، وليست من الأحاديث الطّويلة، ولكنّها أوصاف أَجمَلت وأَوجَزت صفة القلب، وحياة الرّوح، وفعل البدن، أوجز ذلك في كلمات عجيبة ذكرها أصحاب النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، فهذه أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وقد استأثرت بأكثر ما روي عن العشر وقيامها والاعتكاف فيها، تقول: “كان صلّى الله عليه وسلّم إذا دخل العشر شدّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله”.
فهل في هذا الكلام شيء يحتاج إلى شرح وتفسير؟ وهل فيه شيء غامض، أم أنّه صورة حيّة واضحة جلية؟ “إذا دخل العشر شدّ مئزره، وأحْيَا ليله، وأيقظ أهله”، هل تسمع في صفة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في هذه العشر ذِكرًا للأسواق، أو ذِكرًا للعبث؟ إنّها جمل ثلاث: “شدّ مئزره” أي: شمّر عن ساعد الجد، وتفرّغ للأمر الجلل، وتهيّأ لمناسبة الزّمان وفضيلته، وللإقبال على الله سبحانه وتعالى، الّذي قد جعل لهذه اللّيالي من الخصائص ما يضيق المقام عن حصره، وقولها: “شدّ مئزره”، كناية لاعتزاله نسائه، وقولها: “وأحيا ليله” كان عليه الصّلاة والسّلام يُحييه دائمًا وأبدًا في سائر أيّامه.
فما هي الإضافة في هذه العشر؟ قال أهل العلم: كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يخلط في اللّيالي الأولى من رمضان قيامًا بنوم، فإذا جاءت العشر الأواخر أحيَا ليله من غروب شمسه إلى انبثاق الفجر، وقولها: “وأيقظ أهله” ليجعل البيوت عامرة بالطّاعة والذِّكر والصّلاة: “رحم الله رجلاً قام من اللّيل فأيقظ امرأته، فإن لم تستيقظ نضح عليها الماء، ورحم الله امرأة قامت من اللّيل فأيقظت زوجها، فإن لم يستيقظ نضحت عليه الماء”.

العوفي العوفي
2016-06-26, 10:33
دخلت العشر الأواخر من رمضان إيذانًا بموعد الرّحيل لهذا الشّهر الكريم، وهي تروي لنا قيمة وثواب العمل الصّالح من صلاة وقيام وذِكر وقراءة قرآن واعتكاف وليلة القدر، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أتاكم رمضان شهر مبارك، افترض الله عليكم فيه صيامه، تفتح فيه أبواب الجنّة وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغلّ فيه الشّياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، مَن حُرِمَ خيْرَها فقد حُرِمَ” أخرجه عبد الرزّاق وأحمد واللفظ له والنسائي بإسناد صحيح من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يُحيي العشر الأواخر من رمضان، قالت أمّنا السيّدة عائشة رضي الله عنها: “كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا دخلت العشر أحيَا ليله وأيقظ أهله وشدّ مئزره”.
والسُنَّة إحياء ليالي العشر كلّها، وإذا أحيا الإنسان منها الأوتار إحدى وعشرين وثلاث وعشرين وخمس عشرين وسبع وعشرين وتسع وعشرين فلا بأس، لكن الأفضل أن يحييها كلّها، لكن هذه الأوتار أولى بالإحياء، وهي متأكّدة لأنّها أرجى لليلة القدر، وسيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “التمسوها في كلّ وتر”، وفي بعض الروايات: “التمسوها في العشر الأواخر”، لكن الأوتار أرجى الليالي إحدى وعشرون، ثلاث وعشرون، وخمس وعشرون، سبع وعشرون، تسع وعشرون، وأرجاها الليلة السابعة والعشرون.
فللعشر الأواخر من رمضان الكريم فضل عظيم، لأنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان يخصّها بالاعتكاف ويخصّها بالقيام كلّ الليل ويوقظ أهله فيها وفيها ليلة القدر الّتي هي خير من ألف شهر، فلا ينبغي للإنسان أن يضيّعها بالتّجول في الأسواق هنا وهناك أو بالسّهر في البيوت فيفوته في ذلك خير كثير، وكان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يعتكف أوّل الشّهر العشرة الأولى منه ثمّ اعتكف العشرة الأوسط لرجاء ليلة القدر ثمّ قيل له إنّها في العشر الأواخر فصار يعتكف العشر الأواخر رجاء لهذه الليلة العظيمة.
ومن أهم الأعمال المباركة في العشر الأواخر هي:
1 ـ “إحياء الليل”، فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كان إذا دخل العشر أحياء الليل وأيقظ أهله وشدَّ المئزر، ومعنى إحياء الليل: أي استغرقه بالسّهر في الصّلاة والذكر وغيرهما.
2 ـ “إيقاظ الرجل أهلَهُ للصّلاة، فقد كان من هديه عليه الصّلاة والسّلام في هذه العشر أنّه يُوقِظ أهلَهُ للصّلاة كما في البخاري عن عائشة، وهذا حرص منه عليه الصّلاة والسّلام على أن يُدْرِك أهلَهُ من فضائل ليالي هذا الشهر الكريم ولا يقتصر على العمل لنفسه ويترك أهله في نومهم، كما يفعل بعض النّاس، وهذا لاشك أنّه خطأ وتقصير ظاهر.
3 ـ “شَدَّ المِئزر” كما في الصحيحين، والمعنى أنّه يعتزل النساء في هذه العشر وينشغل بالعبادة والطاعة وذلك لتصفو نفسه عن الأكدار والمشتهيات فتكون أقرب لسمو القلب إلى معارج القبول وأزكى للنّفس لمعانقة الأجواء الملائكية.
4 ـ “الاعتكاف في المساجد” الّتي تصلّى فيها، فقد كان هدي النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم المستمر الاعتكاف في العشر الأواخر حتّى توفّاهُ الله كما في الصحيحين عن عائشة.

العوفي العوفي
2016-06-26, 10:37
كفّارة انتهاك حُرمة رمضان عمدًا هي إطعام ستين مسكينًا، فكيف يكون ذلك؟


عليك أن تُطعم ستين مسكينًا مختلفين، بمعنى أنّه لا يجوز لك إطعام مسكينًا واحدًا ستين مرّة مثلاً، أو أن تطعم مسكينًا واحدًا عشر مرّات مثلاً، بل ستين مسكينًا، بأن تطعم كلّ واحد منهم يومًا كاملاً، عَدًّا وحَدًّا.
ومَن أفطر في رمضان ثلاثة أيّام عمدًا، فإنّه يكفّر بإطعام 180 مسكينًا مع قضاء الثلاثة أيّام صومًا، وهكذا، ومَن لم يستطع الإطعام يقضي اليوم الّذي أفطره ويصوم شهرين متتابعين عن كلّ يوم أكله عمدًا بغير عذر مع قضائه.

العوفي العوفي
2016-06-26, 10:37
نحن نعيش في بداية العشر الأواخر من رمضان، فكيف يستغلها المؤمن؟

إنّ العشر الأواخر فضل من الله على مَن لم يغتنم العشرين الماضية من رمضان، فإن أراد الخروج من رمضان مغفورًا له مرحومًا معتقًا من النّار فما عليه إلاّ استغلال هذه العشرية العظيمة، الّتي كان فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يجتهد في العبادة ويوقظ أهله للصّلاة ويحيي لياليها كلّها بالصّلاة والذِّكر، لأنّ فيها ليلة هي خير من ألف شهر، ليلة القدر الّذي تنزل فيها ملائكة الرّحمة إلى الأرض ويستجاب فيها الدعاء.
فعلى المؤمن أن يكثر في هذه العشر الأواخر من تلاوة القرآن ومن ذِكر الله ومن الدّعاء ومن الصّلاة ليلاً، وأن يكثر من الدّعاء الّذي علّمه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأمّنا عائشة رضي الله عنها ولنا من بعدها وهو “اللّهمّ إنّك عفُوٌ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنّا” رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما وهو حديث صحيح.
ومن المؤسف أن يغفل الصّائمون عن هذه العشر الأيّام الأخيرة، فتراهم ينشغلون بصنع أصناف وأطباق الحلوى وتراهم ينشغلون في الأسواق بشراء الملابس يوميًا وبإمكانهم فعل كلّ هذه الأمور باعتدال مع الاجتهاد في العبادة، فعلينا أن لا نغفل والخير كلّه في إدراك ليلة القدر، الّتي قال فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم وما تأخّر” أخرجه البخاري ومسلم. ومن حُرم فضل ليلة القدر، فقد حُرم الخير خيره.
وللمؤمن أن يتحرّاها في ليلة الوتر من هذه العشر الأخيرة، وفّقنا الله جميعًا إلى قيام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا.

العوفي العوفي
2016-06-26, 19:19
نحن في العشر الأواخر من رمضان، فهل لكم أن تفيدونا بفضلها والأعمال الّتي ينبغي أن نحرص عليها طوالها، وفي أيّها تكون ليلة القدر؟
ها هو شهر رمضان يمضي بسرعة، عشرون يومًا انقضت وما بقي لنا منه إلاّ عشرًا، لكنّها عشر فاضلة، تفتح ذراعيها للّذين فرّطوا في العشرين الماضية، وتدعوهم للخيرات والبركات العظيمة، ولنا في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الأسوة الحسنة، قال تعالى: {لقدْ كانَ لكُم في رسولِ الله أسوَةٌ حسَنَةٌ لمَن كان يرجُوا اللهَ واليومَ الآخرَ وذَكَر اللهَ كثيرًا} الأحزاب:21، حيث كان صلّى الله عليه وسلّم يجتهد في غيرها من أيّام الشّهر كما روَت عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول اله صلّى الله عليه وسلّم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها” رواه مسلم.
وكان صلّى الله عليه وسلّم يُحيي لياليها بالقيام والدّعاء ويوقظ أهله حتّى لا يفوتهم فضل العبادة فيها. قالت عائشة رضي الله عنها: “كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا دخل العشر أحيى الليل وأيقظ أهله وشدّ المئزر” رواه البخاري ومسلم، وشدّ المئزر أي اعتزال النّساء من أجل التّفرّغ للعبادة، ولابُدّ أن يحرص كلّ واحد منّا على إدراك فضائلها من جميع أفراد البيت، قال سبحانه وتعالى: {يَا أيُّهَا الّذِينَ آمَنُوا قُوا أنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} التّحريم:6، وقال سبحانه وتعالى: {وأمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاَةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا} طه:132، وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: “لم يكن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم إذا بقي من رمضان عشر أيّام يدع أحدًا من أهله يطيق القيام إلاّ أقامه”. وقال صلّى الله عليه وسلّم: “رحم الله امرأة قامَت من اللّيل فصلّت وأيقظت زوجها، فإنْ أبَى نضحت في وجهه الماء” رواه البخاري ومسلم، وكان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم كما ذكرنا يحيي ليالي العشر الأواخر بالصّلاة والدّعاء وقراءة القرآن، أي أنّه لا ينام فيها، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يخلّط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر - يعني الأخير - شمّر وشدّ المئزر” رواه أحمد، فإن كانت هذه حاله صلّى الله عليه وسلّم إذا أقبلت العشر الأواخر وقد غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، فكيف بنا نحن؟ وزيادة على ما في رمضان من فضل وخير وعلى ما في كلّ ليلة من إجابة الدّعاء في ساعة مخصوصة كما ثبت في صحيح البخاري عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “ينزل ربُّنا تبارك وتعالى في كلّ ليلة إلى السّماء الدّنيا حين يبقى ثلث اللّيلة الأخيرة فيقول: هل مَن يدعوني فأستجيب له، ومَن يسألني فأعطيه، ومَن يستغفرني فأغفر له”.
قلت زيادة على ذاك وذاك، فإنّ في العشر الأواخر من رمضان ليلة هي خير من ألف شهر، وهي ليلة القدر، ليلة أمرُها عظيم والخير فيها جزيل وعميم، قال الله تعالى عنها: {فِيهَا يُفْرَق كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} الدّخان: 4، أي فيها تُقسّم الآجال والأعمار والأرزاق، ومَن قامها إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدّم من ذنبه، فقد ثبت عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: “مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدّم من ذنبه” أخرجه البخاري ومسلم. وليلة القدر آكدة في العشر الأواخر، ففي الصّحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “تحرّوا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان”، وفي رواية: “في الوتر من العشر الأواخر من رمضان” أخرجه البخاري ومسلم، وقد رجّح أهل العلم أنّها ليلة السابع والعشرين من رمضان كما ذكر ابن حجر العسقلاني في الفتح: (وأرجحها عند الجمهور ليلة سبع وعشرين”، وقد ثبت في صحيح مسلم أن أُبَيْ بن كعب رضي الله عنه قال: “والله الّذي لا إله إلاّ هو إنّها لفي رمضان - يحلف ما يستثني - والله إنّي لأعلم أيّ ليلة هي، هي ليلة القدر الّتي أمرنا بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بقيامها، هي ليلة صبيحة سبع وعشرين، وأمارتها أن تطلع الشّمس صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها” أخرجه مسلم. فإذا أدرك المؤمن هذه اللّيلة، فليتضرّع إلى الله جلّ جلاله فيها بالدّعاء، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: “قلت يا رسول الله: أرأيت إن علمت أيّ ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: قولي “اللّهمّ إنّك عفوٌ تُحِبُّ العفو فاعْفُ عنِّي” رواه الترمذي وابن ماجه وهو صحيح. وليدع الجميع أن يصلح حال الأمّة الإسلامية وحال بلادنا الجزائر، وأن يوفّقنا الجميع لما يُحبّ ويرضى.

العوفي العوفي
2016-06-26, 19:20
إنّ الله تعالى فتح للنّاس مواسم المغفرة لنزداد فيها عبادة وتقرّبًا، ويرتفع مؤشر الاجتهاد، وحتّى يحصل الاستدراك لما فات من أعمال طوال العام، وحتّى يذهب عن قلوبنا ما ران عليه من الغفلة والبُعد والتّكاسل والتّقصير والذّنوب والسيّئات، فيكون موسم رمضان وغيره من المواسم المعروفة موسمًا لغسل السيّئات وتكفير الذّنوب، وليكون المرء فيها أقرب إلى الله تعالى، وأحبّ إليه، وأكثر استعدادًا للقائه؛ وكذلك ليكون أكثر زهدًا في الدّنيا، وأكثر محبّة للآخرة واستعدادًا لها.

أعظم ما يُميّز رمضان أنّه فرصة لتحصيل المغفرة، بل إنّه من لم يُغفر له في رمضان متى يُغفر له؟ ألم يقل النّبيّ عليه الصّلاة والسّلام: “ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثمّ انسلخ قبل أن يُغفر له”، وقوله: “ومن أدرك رمضان فلم يُغفَر له دخل النّار فأبعده الله وأسحقه، قُل: آمين، فقلت: آمين”، فمغفرة الذّنوب وحطّ الأوزار وتكفير السيّئات هي من أهم ما جاء به رمضان، وهي لمَن صامه إيمانًا واحتسابًا، وامتثالاً وتعبُّدًا.

فلينظر المسلم إلى نفسه وكسبه، وعمله وآثاره، هل يرى إلاّ التّقصير، هل يرى إلاّ الذّنوب، هل يرى إلاّ الآثام والأخطاء، وكلّ بني آدم خطّاء، وهذه الأخطاء ليست متناثرة هنا وهناك، بل هي جبال من الأوزار، لا يغسلها ولا يُذهبها إلاّ مغفرة الرّحيم الغفّار، الّذي دعا عباده إلى التعرّض لنسمات رحمته، ومواسم مغفرته.

إنّ كثيرًا من النّاس عن هذه الدّعوة لغافلون، ولها مضيّعون، وبأسبابها لا يأخذون، ولفواتها لا يُبالون، فهل ندري ما قيمة هذه الدّعوة؟ ومَن دعا إليها؟ إنّ الدّاعي إلى المغفرة هو الله عزّ وجلّ، فإذا دعانا ربّنا إلى أمر فهل نرد دعوته؟ إذا فتح ربّ العزّة باب مغفرته وتجاوزه عن ذنوبنا فهل نولّ ظهرنا لها؟ ونُقبل على كسب المزيد من الذّنوب، ونتكاسل ونُسوّف، ونُفضّل النّوم على تحصيل أسباب المغفرة، ونتغيّب عن صلاة القيام موضع عباد الرّحمن الّذين يبيتون بين السّجود والقيام، فالله تعالى يُنادي على عباده: {وَاللهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ}.

وإنّ الّذي لا يستجيب لدعوة الجنّة والمغفرة فهو عُرضة لأن يستجيب لدعوة البُعد عن الله والشّقاء في الدّنيا والآخرة، فقد سبقت آية الدّعوة إلى المغفرة التّحذير من دُعاة النّار والهلكة، قال تعالى: {أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ}، أي احذروا إجابة دُعاة الغفلة والمعصية، ولكن أجيبوا دعوة الجنّة والمغفرة، وإنّ الّذي لا يستجيب لدعوة الله من أجل تحصيل المغفرة لمحروم حقًّا، بل قد يكون ممّن طُبع على قلبه وكُتب من أهل الشّقاء، إذ كيف لا يستجيب العبد مع أنّ الله يُرغّب عباده ترغيبًا عجيبًا، فهو يعد بالمغفرة الأكيدة والزّيادة والفضل، قال سبحانه: {وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً}، وقد جاء سياق الآية مُقدّمًا لفظ الجلالة لتقدير هذه المغفرة والتّعريف بالدّاعي إليها وهو الله، ليتأكّد في النّفوس صدق الدّعوة والوعد، {وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ}، وإنّ هذه المغفرة واسعة تشمل كبائر الذّنوب وعظيم الأوزار، قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ}، وقال سبحانه: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ}، فالله تعالى دعا النّاس للإصابة من المغفرة رغم توالي ذنوبهم، وتكرار معاصيهم، لم يُقنطهم من دواعي مغفرته، ولم يغلق دونهم بابه، فكيف يزهد المسلم والله يدعوه إلى نيل إحسانه وكرمه؟ وكيف يغفل عن فرصة رمضان للخروج من المظالم الّتي اقترفها طوال عامه؟
إنّه لا ينبغي مُقابلة هذه الدّعوة إلاّ بالمسارعة إليها، فلا يدري العبد ما تبقى من عُمره، بل إنّ الله أمر عباده بالمسارعة لنيل مغفرته فقال: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ}، فكيف نترك المسارعة في الفضل والدرجات الّتي وعد الله عليها بالجنّة والنّعيم الدّائم، والّتي تفوّت بفوات المواسم، ومُضي الأعمار، ونُسارع وراء طلب الدّنيا الّتي ضمنها الله للعباد، وهي الّتي لَن يفوت العبدَ منها رزق مُقدّر، ولَن يَحصل له منها حظّ غير مكتوب.

العوفي العوفي
2016-06-26, 23:09
السؤال: وصلت إلى المسجد فوجدت المصلين أتموا صلاة العشاء وشرعوا في التراويح، فهل أدخل معهم في التراويح وأؤخر العشاء، أو أصلي معهم بنية العشاء؟

الجواب: إذا دخلت المسجد ووجدت الناس يصلون التراويح فالمطلوب منك أن تصلي العشاء وحدك ثم تدخل معهم، لأن الأصل في صلاة التراويح أن تكون بعد أداء صلاة العشاء كما ثبت في السنة المطهرة، ولأن النهي عن الصلاة في المسجد أثناء صلاة الجماعة في قوله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَلاَ صَلاَةَ إِلاَّ المَكْتُوبَةُ»، خاص بالمكتوبة أي الفريضة، وما ذكرته في سؤالك أنك تصلي معهم بنية الفريضة فلا تصح بذلك الصلاة لاشتراط اتحاد نية المأموم والإمام.

العوفي العوفي
2016-06-26, 23:10
السؤال: أنا مصابة بسرطان الثدي، ومنعني الطبيب من الصيام، ولكنني أصوم ولا أجد أي مشقة في ذلك، فهل أنا على صواب أو على خطأ؟

الجواب: أنت مخطئة في ذلك، لأن إحساسك بالقدرة على الصوم لا يعني عدم وجود الخطر، والطبيب أدرى منك بحالتك الصحية، وأعلم بالآثار الناجمة عن الصوم، والمريض إذا خشي بصومه حدوث مضاعفات ولو في المستقبل أو كان الصيام مدة العلاج يؤخر الشفاء، فإنه يفطر وجوبا إذا خشي الهلاك أو الضرر الشديد، وندبا إذا خفّ الضرر، والله تعالى يحب من عبده امتثال شرعه، ومن شرعه الأخذ بالرخص، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ»، وقال عليه الصلاة والسلام: «صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللهُ بِهَا عَلَيْكُمْ، فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ».

العوفي العوفي
2016-06-26, 23:11
السؤال: إذا طهرت من الحيض خلال نهار رمضان، فهل يجب علي أن أمسك عن الأكل والشرب بقية اليوم؟

الجواب: لا يجب عليك ولا يستحب الإمساك بقية اليوم إذا طَهُرْتِ خلال النهار، وبإمكانك تناول الطعام والشراب طول اليوم.

العوفي العوفي
2016-06-26, 23:12
السؤال: ما هو حكم الرجل الذي لا يصوم رمضان من غير عذر؟
الجواب: تارك صيام رمضان له حالتان:
أحدهما: من تركه كسلا من غير إنكار له، فهو من جملة المسلمين وليس بكافر، والإفطار في نهار رمضان عمدا من غير عذر شرعي من أشد المحرمات.

قال الحافظ الذهبي رحمه الله: «وعند المؤمنين مقرر أن من ترك صوم رمضان من غير عذر أنه شرّ من الزاني ومدمن الخمر، بل يشكّون في إسلامه ويظنّون به الزندقة والانحلال».

والمشهور أن من امتنع من صوم رمضان مع إقراره بوجوبه يقتل حدا، ويُغَسَّلُ ويُصَلَّى عليه ويُدْفَنُ في مقابر المسلمين كحكم من امتنع من أداء الصلاة.

وذهب القاضي عياض رحمه الله إلى أنه لا يقتل، بل يأمره الحاكم أو نائبه بالصيام، فإن لم يفعل يحبسه ويمنع عنه الطعام والشراب طول النهار.

ومما يستدل به للقول المشهور الحديث الوارد عند أبي يعلى في مسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «عُرَى الإِسْلاَمِ وَقَوَاعِدُ الدِّينِ ثَلاَثَةٌ، عَلَيهِنَّ أُسِّسَ الإِسْلاَمُ، مَنْ تَرَكَ وَاحِدَةً مِنْهُنَّ فَهُوَ كَافِرٌ حَلاَلُ الدَّمِ: شَهَادَةُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَالصَّلاَةُ المَكْتُوبَةُ، وَصَوْمُ رَمَضَانَ».
والحديث بعمومه يشمل كل من ترك الصيام، ولا يستثنى منهم إلا أصحاب الأعذار الذين وردت النصوص بإباحة الفطر لهم، لكن يستشكل على هذا الاستدلال قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث: «فَهُوَ كَافِرٌ»، فيتعين حمله على من تركه جحودا وإنكارا لا على من تركه تكاسلا وتفريطا.

والثاني: من تركه إنكارا له وجحودا لوجوبه، فهو كافر مرتد، يستتاب ثلاثة أيام، فإن تاب قبلت توبته وكان من المسلمين، وإن أصرّ على الترك والجحود قُتِلَ كفرا، وماله في بيت مال المسلمين، ولا يغسّل ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين لأنه من الكافرين، ككل من جحد معلوما من الدين بالضرورة، لقوله عزّ وجلّ: «وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كافِرٌ فَأُولئِكَ حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ»، ولما رواه البخاري عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ بَدَّلَ دِيْنَهُ فَاقْتُلُوهُ».

العوفي العوفي
2016-06-27, 23:12
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن لله تعالى عتقاء في كل يوم وليلة – يعني في رمضان – وإن لكل مسلم في كل يوم وليلة دعوة مستجابة” رواه الإمام أحمد، وقال صلى الله عليه وسلم: “إن لله عز وجل عند كل فطر عتقاء” رواه أحمد.

بشر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من صام نهار رمضان وقام ليله إيمانًا ‏واحتسابًا بغفران ما تقدم من ذنبه، ومغفرة الذنوب مدعاة وسبب للعتق من النار ودخول الجنة، وهذا هو الفوز العظيم، قال تعالى: {فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النارِ وَأُدْخِلَ الْجَنةَ فَقَدْ فَازَ}، وقال عليه الصلاة والسلام: “إذا جاء رمضان، فُتحت أبواب الجنة، وغلقَت أبوابُ النار، وصفدَت الشياطين، ونادى منادٍ: يا باغِي الخير أقبِل، ويا باغي الشر أَقصِر” رواه الخمسة إلا أبا داود.

وعن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “إن لِرَبكُم في أيام دهركم لنفحات ألاَ فتعرضُوا لها” متفق عليه من حديث أبي هريرة وأبي سعيد، وشهر رمضان من هذه النفحات التي يجب أن نتعرض لها فلعل أحدنا أن تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبدًا.وقد دلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على أعمال إذا قُمنا بها كانت سببًا لعتق رقابنا من النار، فما بقي منك إلا العمل، فلا تفتر فإنها أعظم جائزة وأفضل غنيمة، منها:
الإخلاص: قال صلى الله عليه وسلم: “لَن يوافي عبد يوم القيامة يقول: لا إله إلا الله يبتغي بها وجه الله إلا حرم الله عليه النار” رواه البخاري.
إصلاح الصلاة بإدراك تكبيرة الإحرام: قال صلى الله عليه وسلم: “مَن صلى لله أربعين يومًا في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان: براءة من النار وبراءة من النفاق” رواه الترمذي. المحافظة على صلاتي الفجر والعصر: قال صلى الله عليه وسلم: “لَن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها -يعني الفجر والعصر-” رواه مسلم.
المحافظة على أربع ركعات قبل الظهر وبعده: قال صلى الله عليه وسلم: “مَن يحافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار” رواه أبو داود والنسائي والترمذي.
البكاء من خشية الله تعالى: قال صلى الله عليه وسلم: “لا يلج النار رجل بكَى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع، ولا يجتمع غبار في سبيل الله ودخان جهنم في منخري مسلم أبدًا” رواه الترمذي والنسائي.

مشي الخطوات في سبيل الله: عن يزيد بن أبي مريم رضي الله عنه قال: لحقني عباية بن رفاعة بن رافع رضي الله عنه وأنا أمشي إلى الجمعة فقال أبشر فإن خطاك هذه في سبيل الله سمعت أبا عبس يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن اغبرت قدماه في سبيل الله فهما حرام على النار” رواه الترمذي وقال حديث حسن.
سماحة الأخلاق: قال صلى الله عليه وسلم: “مَن كان هينًا لينًا قريبًا حرمه الله على النار” رواه الحاكم.
إحسان تربية البنات أو الأخوات: قال صلى الله عليه وسلم: “ليس أحد من أمتي يعول ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا كُن له سِتْرًا من النار” رواه البيهقي.. نسأله سبحانه وتعالى أن يُعْتِق رقابنا من النار.. آمين.

العوفي العوفي
2016-06-27, 23:13
لما كان هذا المقصود إنما يتم مع الصوم، شرع الاعتكاف في أفضل أيام الصوم وهو يوم العشر الأخيرة من رمضان. ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اعتكف مفطرًا قط، بل قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: “لا اعتكاف إلا بصوم” رواه أبو حنيفة ومالك وأحمد.
ولم يذكر الله سبحانه وتعالى الاعتكاف إلا مع الصوم ولا فعله النبي عليه الصلاة والسلام إلا مع الصوم. قال تعالى: {وَلاَ تُبَاشِرُوهُن وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فٍي الْمَسَاجِد} البقرة:186. فالاعتكاف يعني الخُلوة إلى الله في المساجد وعدم دخول البيوت إلا لضرورة قصوى غير متوقعة أو حتمية، فهي فترة تجرد لله تعالى ومن ثم امتنعت فيها كما ترى المباشرة تحقيقًا لهذا التجرد الكامل الذي تنسلخ فيه النفس من كل شيء ويخلص فيه القلب من كل شاغل. وأما فضول الكلام، فإنه شُرع للأمة حبس اللسان عن كل ما لا ينفع في الآخرة. وأما فضول المنام، فإنه شرع لهم من قيام الليل ما هو من أفضل السهر وأحمده عاقبة وهو السهر المتوسط الذي ينفع القلب والبدن ولا يعوق عن مصلحة العبد. ومدار رياضة أرباب الرياضات والسلوك على أن هذه الأركان الأربعة وأسعدهم بها من سلك فيها المنهاج النبوي ولم ينحرف انحراف الغافلين ولم يزغ زيغ الغُلاة في الدين ولا قصر تقصير المفرطين.

العوفي العوفي
2016-06-27, 23:19
ما شتّت شمل المسلمين وأرث بينهم العداوة والبغضاء، إلاّ قدح بعضهم في أمانة بعض، في الإمامة والشّهادة، وهما حجر الأساس في بناء الإخوة الإسلامية، لأنّ الإمامة من دعائم الدّين، ولأنّ الشّهادة من مقاطع الحقوق في الدّنيا.

تعمل جمعية العلماء هذه الأعمال وتعدّها من أهم الوسائل لجمح كلمة المسلمين، لأنّ الخلاف كلّه شرّ، وشرّه ما كان في الدّين وأشعنه ما اتّصل بالعامة وآثر فيها التعصّب الباطل. فإنّ الخلاف في العلميات مقصور على العلماء محصور منهم في دائرة ضيّقة فلا تظهر آثاره ولا أعراضه في العامة، أمّا الخلاف في الصّوم والعيد وما جرى مجراه فإنّه يسري في العامة فيتناولونه بعقولهم الضيّقة فلا يثير إلاّ التّشنيع والتّعصّب والعداوة.

أضاع المسلمون بهذا الخلاف كلّ ما في الأعياد من جلال روحي ومعان دينية واجتماعية، وأصبحت أعيادنا تمرّ وكأنّها مآتم. لا تنبّه في النّفوس سموًا ولا تشيّع فيها ‏ابتهاجًا، ولا تثير فيها حركة إلى جديده، ولا سعيًا إلى مفيد، ولم يبق فيها إلاّ معان ثانوية مغسولة فاترة تظهر في هذه الصّغائر من ترفيه تقليدي على الصّبيان أو توسعة شهوانية على العيال، أو تزاور منافق يتولّاه اللّسان ولا يتولّاه القلب، وقد يلتقي الأخوان أو الصّديقان أو ‏الجاران، وأحدهما مفطر والآخر صائم.

العوفي العوفي
2016-06-27, 23:23
نسيان الخالق والغفلة عنه سبحانه خطر دائم وبلاء قائم، لأنه منزلق إلى النار، ومنحدر إلى الشنار، ولذلك كانت وظيفة الأنبياء التذكير {وَذَكِرْ فَإِنَ الذِكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} الذاريات:55. ولا تزول غيايات النسيان إلا بالتذكير، ولا تنقشع سحابات الغفلة إلا بالتبصير، وإن أعظم الأسباب التي يؤخذ بها في علاج النسيان تعريف النعم، وتعداد المنن، {يَا أَيهَا الْإِنْسَانُ مَا غَركَ بِرَبكَ الْكَرِيمِ * الذِي خَلَقَكَ فَسَواكَ فَعَدَلَكَ * فِي أَي صُورَةٍ مَا شَاءَ رَكبَكَ} الانفطار:6-8.
يريد الله منك أيها الناسي أن تنظر كيف خُلقت ولم تكن شيئًا يذكر، وحين خرجتَ إلى الدنيا أقام عودك بالحليب الدافئ شتاءً، والبارد صيفًا، ولا تكاد تسيغ اللقمة، ولو فعلت لهلكت، ثم يذكرك يوم كان نطقك نغنغنة ونأنأة ثم فتح عليك {عَلَمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} العلق:5، وحين اشتد عودك تنكرتَ لخالقك وقلتَ: “وما رب العالمين”، قال الشاعر في الجحود:
أُعلمهُ الرمايَةَ كُل يومٍ فَلَما اشتَد ساعِدُهُ رَماني
خلع عليك من لباس الخلق أجمله وأحسنه، ولو شاء أقامك على وجهك تهيم، وعلى أربع كالبهيم، ثم تصد بوجهك عن الله صدودًا، إن نسيَ ابن آدم ذلك فليذكُر كيف خلقه الله من لاش، وأعطاه العقل ببلاش، وأمتعهُ في الدنيا باللباس والأثاث والأرياش {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ} الأعراف:26. إن استدبار السماء من بني آدم خيانةٌ ومصيبةٌ، نسيان الفرد لربه جريرة، ولكن أعظم من ذلك أن تنسى الأمة ربها، أو يغفل بنو آدم بالمجموع عن خالقهم، كما تعيش اليوم شعوب كقطعان هائمة، ودواب سائمة لا تعرف دينًا ولا عبادةً، ولا تعبأ لصلاح أو هداية، والله يناديهم: “عبدي أنتَ تريد وأنا أُريد، فإذا أعطيتني ما أُريد أعطيتُك ما تُريد، وإذا لم تُعطني ما أُريد أتْعَبْتُك فيما تريد، ولا يكون إلا ما أُريد” حكمة بالغة فما تُغني النذُر!

العوفي العوفي
2016-06-28, 16:29
السؤال: ما هو فضل العشر الأواخر من رمضان، وبماذا تنصحنا ونحن قد أقبلنا عليها؟


الجواب: جاء في الحديث الذي رواه البخاري عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا»، ولذلك كانت العشر الأواخر من أفضل أيام الشهر.

ولأن فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخصها بالمزيد من الاجتهاد في العبادة والعمل الصالح.

فقد روى مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَهِد فِي العَشْر الأَوَاخِر مَا لاَ يَجْتَهِد فِي غَيْرهَا».

وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ العَشْرُ أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ، وَشَدَّ المِئْزَرَ».

ويؤخذ من الحديث استحباب إحياء الليل بالصلاة، والجِدُّ في الطَّاعة، واستحباب حث الأهل على قيام الليل.

وقد روى أحمد والترمذي وصححه عن علي رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوقِظُ أَهْلَهُ فِي الْعَشْرِ الأَخِيرِ مِنْ رَمَضَانَ».

وروى محمد بن نصر عن زَيْنَب بْنت أُمّ سَلَمَة رضي الله عنها قالت: «لَمْ يَكُنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَقِيَ مِنْ رَمَضَان عَشْرَة أَيَّام يَدَعُ أَحَدًا مِنْ أَهْله يُطِيق الْقِيَامَ إِلَّا أَقَامَهُ».

وكان صلى الله عليه وسلم يعتكف فيها متحريا بذلك ليلة القدر، كما جاء ذلك في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُجَاوِرُ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ وَيَقُولُ: تَحَرَّوا لَيلَةَ القَدْرِ فِي العَشْرِ الأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ».

فعلى الصائمين والصائمات أن يحسنوا استقبالها بالتشمير عن ساق الجد اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم، وأن يعمروها بالأعمال الصالحة، وأن يخصوها بالإكثار من تلاوة القرآن والذكر والدعاء والمزيد من الصدقات، وأن يداوموا على الاعتكاف فيها أو ملازمة المساجد في أكثر الأوقات، وعليهم أيضا أن يحثوا الأهل والأولاد على اغتنامها، وأن يتعاونوا جميعا على استغلالها، ومن أيقظ أهله فيها وأحيا لياليها كان من المرحومين.

ففي الحديث عند أحمد وأبي داود والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رَحِمَ اللهُ رَجُلاً قَامَ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّى وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ، فَإِنْ أَبَتْ نَضَحَ فِي وَجْهِهَا المَاءَ، رَحِمَ اللهُ امْرَأَةً قَامَتْ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّتْ وَأَيْقَظَتْ زَوْجَهَا، فَإِنْ أَبَى نَضَحَتْ فِي وَجْهِهِ المَاءَ».

وروى أبو داود والنسائي في الكبرى وابن ماجة عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا أَيْقَظَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ مِنْ اللَّيْلِ فَصَلَّيَا أَوْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ جَمِيعًا، كُتِبَا فِي الذَّاكِرِينَ وَالذَّاكِرَاتِ».

قال سفيان الثوري: «أحب إلي إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل ويجتهد فيه، وينهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك».

العوفي العوفي
2016-06-28, 16:31
السؤال: خلال رمضان وقبل الأذان الثاني للفجر ببضع ثوان شربت الماء، ولما سمعت الأذان توقفت عن ذلك لكنني بلعت ما كان في فمي من الماء ولم أرده، فهل يعتبر هذا عمدا، مع العلم أنني كنت شارد الذهن منذ البداية، فما الحكم جزاك الله كل خير؟

الجواب: من كان يأكل أو يشرب ثم دخل وقت الفجر وجب عليه أن يتوقف عن الأكل والشرب ويلقي ما في فمه من طعام أو شراب، فإن ألقاه فصيامه صحيح ولا قضاء عليه، وإن تمادى في أكله أو شربه أو ابتلع ما في فمه فصومه فاسد، وعليه أن يعيده، لأن من شرط الصيام الإمساك عن الأكل والشرب من لحظة طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وهذا لم يمسك، ومعلوم في أصول الفقه بأن الشرط يلزم من عدمه العدم، فعدم الإمساك والتمادي في تعاطي المفطر يلزم منه عدم المشروط وهو صحة الصيام، وعن هذه المسألة يقول العلامة خليل في مختصره في ما لا قضاء فيه: «وَنَزْعِ مَأْكُولٍ أَوْ مَشْرُوبٍ أَوْ فَرْجٍ طُلُوعَ الْفَجْرِ»، أي لا قضاء على من كان يأكل أو يشرب أو يجامع فنزع ما بفمه من طعام أو شراب وألقاه أو نزع ذكره من فرج زوجته، أما إن تمادى فلا يصح صومه.

العوفي العوفي
2016-06-28, 16:32
السؤال: لدي مبلغ من المال بلغ النصاب في عاشوراء السنة الماضية، ولم أزكه في تلك السنة لعدم مرور الحول عليه، هل هذا صحيح؟

الجواب: لا زكاة في المال إذا بلغ النصاب حتى يحول عليه الحول، وبالتالي في موعد زكاتك في عاشوراء القادم لسنة 1438 هجرية.

العوفي العوفي
2016-06-28, 16:33
السؤال: أفطرت في رمضان سنة 2011 بحكم أنني كنت نفساء، وانقطع دم النفاس قبل أربعين يوما، أي في الأيام الأخيرة من رمضان، وكنت أرضع ابني فأفطرت الأيام التي كنت فيها طاهرا خوفا من انقطاع الحليب، ثم قمت بقضاء الشهر كله في نفس السنة، أي قبل حلول رمضان التالي لكن لم أقم بإخراج الفدية على الأيام التي أفطرتها، هل تجب عليّ إخراج الفدية عن الأيام التي أفطرتها؟ وإذا كان الجواب بنعم فهل أخرجها عن السنة التي أفطرتها أم عن كل هذه السنوات التي مرت؟

الجواب: الواجب عليك قضاء جميع شهر رمضان، وقد فعلت ذلك، وليس مع قضاء الأيام التي أفطرت فيها بسبب النفاس أي فدية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر الحائض وكذا النفساء بقضاء الصوم ولم يأمرهما بالفدية، وعلى ذلك وقع إجماع المسلمين، أما الأيام التي أفطرت فيها بسبب الرضاعة فيجب إخراج الفدية عنها، بإطعام مسكين عن كل يوم، ولا تتضاعف ولو مرّ عليها عدة سنوات.

العوفي العوفي
2016-06-28, 16:33
السؤال: أردت سؤالكم عن حالتي، حيث أنني بعد الإفطار بمدة رأيت في ملابسي بقعة سوداء صغيرة جدا ولم تبدو لي كالدم، وقد ذهبت لأداء صلاة التراويح، وعند انتهائي من الصلاة رأيت بقعا من الدم، فهل وجب علي قضاء ذلك اليوم؟ وهل علي ذنب عند ذهابي إلى التراويح في تلك الحالة؟

الجواب: إذا تبين لك أن تلك البقعة من أثر الدم فذلك يعني أن الحيض قد اعتراك، فإن كان نزول الدم بعد الغروب فلا قضاء عليك، وإن كان قبل الغروب فيجب القضاء، وإن وقع منك التردد وحصل الشك هل نزل قبل الغروب أو بعده فيجب القضاء أيضا، لاحتمال أن يكون نزوله قبل المغرب، والاحتياط في مثل هذا مطلوب، والشك مؤثر في صحة العبادة، وأما ذهابك إلى صلاة التراويح وأنت معتقدة الطهارة ولم يتبين لك أمر الحيض إلا بعد الصلاة فلا شيء عليك ولا إثم، إن الإثم على من علمت به وتعمدت الصلاة ودخول المسجد.

العوفي العوفي
2016-06-28, 16:34
السؤال: كيف لنا أن نقوي إيماننا فيما بقي من أيام شهر رمضان المبارك ونعزز ثقتنا بالمولى عز وجل؟

الجواب: الأيام العشر الباقية من رمضان هي أفضل أيامه، لأن فيها ليلة القدر المباركة، ولأن الأعمال بالخواتيم، ولهذا قالت عائشة رضي الله عنها: «كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ».
ومن جملة الأسباب المقوية للإيمان المحافظة على الصلاة المكتوبة في وقتها مع الجماعة، والمحافظة على صلاة النافلة وخاصة قيام الليل، والإكثار من قراءة القرآن الكريم والاستماع إليه، والمداومة على ذكر الله تعالى والدعاء والاستغفار، وتعمير المساجد وحضور مجالس الذكر والعلم، والإحسان إلى ذوي الحاجات من الفقراء والمساكين، واجتناب مجالس اللغو كالطرقات والأسواق، واختيار الأصحاب الأخيار، فإذا حافظت على هذه الأشياء قوي إيمانك بالله تعالى وتوثقت صلتك به.

العوفي العوفي
2016-06-29, 00:26
وَرَدَ عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه كان إذا أقبل شهر رمضان يقول: “أتاكم رمضان شهر بركة، يغشاكم الله فيه، فينزل الرّحمة، ويحطّ الخطايا، ويستجيب فيه الدّعاء، ويُباهي بكم ملائكته، وينظر فيه إلى تنافسكم في الخير، فأروا الله من أنفسكم خيرًا، فإنّ الشّقي من حُرِم فيه رحمة الله عزّ وجلّ”.

إنّ الله تعالى يُباهي بالصّائمين ملائكته فيقول: انظروا إلى عبادي، انظروا إلى الصّائمين في النّهار، انظروا إلى مَن أقاموا اللّيل رُكَّعًا سُجَّدًا بين يدَيَّ، انظروا إلى مَن قضوا اللّيل مع قرآني يتلونه ويتدبّرون آياته، وهذه علامات من علامات الحبّ لله تبارك وتعالى، يقول ابن القيم: “إنّ اللّيل أُنس المحبّين، وروضة المشتاقين، ومدرسة الصّالحين، من هذه المدرسة تخرَّج العارفون بالله، وتخرَّج الصّادقون مع الله، إنّ عباد الله الصّالحين ينتظرون هذا اللّيل يرعونه بالنّهار كما يرعي الرّاعي غنمه، ويحنون إلى غروب الشّمس كما تَحِنّ الطّير إلى أوكارها، حتّى إذا ما جنّهم اللّيل، واختلط الظّلام، وبسطت الفُرش، وخلا كلّ حبيب بحبيبه قام عباد الله الصّالحون فنصبوا إلى الله أقدامهم، وافترشوا جباههم، وناجوا ربّهم طيلة اللّيل بقرآنه، وتضّرعوا إليه تبارك وتعالى، وطلبوا منه تكرّمه وإنعامه وإحسانه.

فمُباهاة الله بنا ملائكته عندما نكون على الأحوال الّتي يرضاها سبحانه، فهذا ذاكر لله، وهذا صائم لله، وهذا صابر لله، وهذا شاكر لله، وهذا مُحسن لله، وهذا مستغفر لله، وهذا متصدّق على الفقراء والمساكين لوجه الله. أخرج الحاكم في مستدركه من حديث عبد الله بن عمرو أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “الصّيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصّيام: أي ربّي، منعتُه الطّعام والشّراب والشّهوة، فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: أي ربّي، منعته النّوم باللّيل فشفّعني فيه”، انظر إلى هذه البِشارة النّبويّة: “فيشفعان”، أي: فيَشفع الصّيام فيك أيّها الصّائم، ويشفع القرآن فيك أيّها القارئ، فيا لها مِن كرامة، ويا له من فضل، ويا لها من رحمات.

فإذا باهى الله بنا ملائكته، وشفّع فينا الصّيام والقرآن، فإنّ الجائزة والمِنحة في انتظارنا، تاالله إنّها لصفقة مربحة، صفقة عرضت علينا فنربَح فيها جنّة عرضها السّماوات والأرض، بفضل الصّيام والقيام والقرآن، فيغفر الله لنا معشر الصّائمين: “مَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدّم من ذنبه”، صفقة عظيمة، ورحمة كريمة من الله سبحانه.

فهيّا أيّها الصّائم أقْبِل إلى ربّك، عُد إلى الله، ارجع إليه، استغفر الله عزّ وجلّ، وامش بين يديه، وقِفْ على بابه ذليلاً خاشعًا طالبًا منه العفو والرّحمة والغفران، ولا تيئس ولا تقنط مهما ارتكبت من الذّنوب والمعاصي، حتّى لو وقعت في الكبائر، عُد إلى ربّك، واعلم بأنّ عفو الله أعظم من كبائرك، وأعظم من ذنوبك، وأعظم من معاصيك: “ينزل ربّنا كلّ ليلة إلى السّماء الدّنيا حين يمضي ثلث اللّيل الأوّل فيقول: أنا الملك، أنا الملك، مَن ذا الّذي يدعوني فأستجيب له، مَن ذا الّذي يسألني فأعطيه، من ذا الّذي يستغفرني فأغفر له”، فقُم يا عبد الله في هذا اللّيل، وكُن من السّاجدين بين يدي ربّك، كن من القائمين، كن من الذّاكرين والمستغفرين في الأسحار.

إنّ خالقك يُناديك، فهل أنت ممّن سيقول لربّه: ها أنذا يا ربّ بين يديك، أسألُك العفو والمغفرة، أسألك أن تغفر لي ما قد سلف من الذّنوب والعصيان، وكُن على يقين بأنّ الله عزّ وجلّ سيستجيب منك الدّعاء: “قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ”، أمَا علمتَ أنّك إذا عُدتَ إلى الله فإنّه سيفرَح بتوبتك وأوبتك وعودتك، وهو الغنيّ عنك فلا تنفعه طاعتك، ولا تضرّه معصيتك: “يا عبادي، لو أنّ أوّلكم وآخركم وإنسكم وجنّكم كانوا على أتْقَى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا، يا عبادي لو أنّ أوّلكم وآخركم وإنسكم وجنّكم، كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من ملكي شيئًا”. والله وليّ التّوفيق.

العوفي العوفي
2016-06-29, 00:27
سيدة تسأل عن ساعات إجابة الدعاء في شهر رمضان المبارك؟
شهر رمضان فرصة للعابدين والذّاكرين والعاملين، والدّعاء من أعظم العبادات الّتي يتقرّب بها الصّائم إلى الله تعالى فينال به خيري الدّنيا والآخرة، قال تعالى: “وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ” غافر:60، فمتى حقّق المؤمن شروط الدّعاء وآدابه فإنّ الله وعد بإجابته.. “ومَن أصدق من الله حديثًا”، وقد ذكرنا بعضًا منها في الأيّام السّابقة، ولا بأس بذكر ما يُناسب منها المقام هذه الأيّام وهو شهر الصّيام وعبادة الصّيام والقيام. وقد شرعت صلاة التّراويح في شهر رمضان، قال صلّى الله عليه وسلّم: “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدّم من ذنبه” أخرجه البخاري ومسلم.

وقد ورد في فضل قيام اللّيل وفي إجابة الدّعاء في الثلث الأخير منه أحاديث كثيرة، منها ما رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: “إنّ الله يَبسُط يده باللّيل ليتوب مسيء النّهار، ويبسط يده بالنّهار ليتوب مسيء اللّيل، حتّى تطلع الشّمس من مغربها” رواه أحمد ومسلم. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “ينزل ربّنا تبارك وتعالى كلّ ليلة إلى السّماء الدّنيا حين يبقى ثلث اللّيل الآخر فيقول: مَن يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له” أخرجه البخاري ومسلم. كما أنّ ليلة القدر ليلة يُستجاب فيها الدّعاء، يتحرّاها المؤمن في العشر الأواخر من رمضان، فيقومها ويذكر الله فيها، ويدعو سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، موقنًا بالإجابة غير مستعجل، مخلصًا له جلّ جلاله

العوفي العوفي
2016-06-29, 00:28
هل تجوز الاستدانة من أجل إخراج زكاة الفطر؟
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: “فرض زكاة الفطر من رمضان على كلّ نفس من المسلمين حر أو عبد أو رجل أو امرأة، صغير أو كبير، صَاعًا من تمر أو صاعًا من شعير”. وحكمة زكاة الفطر هي التّطهير من الآثام الّتي قد يكون ارتكبها ووقع فيها في شهر رمضان، وهي أيضًا طُعْمَة للفقراء والمساكين حتّى يحسّوا بفرحة يوم العيد كاملة مثل الأغنياء.

وهي واجبة على كلّ مسلم يملك قوت يومه، وإن كان المسلم لا يملك قوت يومه واستدان من غير متيقِّنًا قدرته على تسديد الدَّين فإنّه يجب عليه الاستدانة وإخراجها، وإن كان لا يملك قوت يومه فأعطيت له زكاة الفطر، فإنّه يجب عليه إخراجها من تلك الزكاة الّتي أعطيت له.

العوفي العوفي
2016-06-29, 00:47
السؤال: ما هو الوقت الذي يجوز لي أن أخرج زكاة الفطر فيه؟

الجواب: أفضل وقت إخراج زكاة الفطر هو صبيحة يوم العيد قبل الصلاة، لما رواه الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنه «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِإِخْرَاجِ زَكَاةِ الْفِطْرِ أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاَةِ»، ويجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين لفعل الصحابة رضي الله عنهم وأقرهم النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك، ففي البخاري عن ابن عمر رضي الله عنه قال: «وَكَانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الْفِطْرِ بِيَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ»، وعليه فيمكنك أن تخرج زكاة فطرك ابتداء من ليلة الثامن والعشرين من رمضان.

العوفي العوفي
2016-06-29, 00:48
السؤال: سؤالي عن ختم القرآن في صلاة التراويح، وهو أننا في البلدية التي نسكن فيها اعتدنا أن نختم القرآن في صلاة التراويح في آخر رمضان، ولا يوجد أي خلاف في ذلك ماعدا في مسجد واجد يقرأون حزبا واحدا فقط ويقول إمام المسجد أن الختم ليس مشروطا ولا سنة، ونريد أن نعرف الحق في هذه المسألة، وهل هناك فرق بين صلاة التراويح التي يحصل فيها ختم القرآن كله وبين التراويح التي يقرأ فيها بنصف القرآن أو أكثره أو أقله؟

الجواب: ما يفعله هذا الإمام لا يجوز شرعا، لأنه خالف التعليمة التي تأمر بختم القرآن في التراويح، وطاعة الجهة المسؤولة التي عينته وأخذت عليه العهد والشرط أمر لا يختلف في وجوبه، لقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ»، ولأن المسجد وقف لله، واحترام شرط الواقف واجب، ولأن هذا الإمام الذي لا يختم القرآن ثم في آخر الشهر يدعي الختم ويدعو بدعاء ختم القرآن يكذب على الناس، فكيف يدعي ختم القرآن وهو لم يقرأ إلا نصفه، ومن جهة أخرى فهو غير أمين، لأن الأمانة تقتضي أن يختم بالناس القرآن حتى لا يحرمهم أجر قراءة كل القرآن.

وأما من حيث أجر صلاة التراويح فالكل مأجور عليها، لا فرق بين من ختم القرآن أو لم يختمه، لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».

وأما من حيث أجر القراءة فلا شك أن التراويح التي يختم فيها القرآن الكريم أفضل من التي يقرأ فيها ببعض القرآن الكريم، لأن الحسنات تكثر وتتضاعف بعدد الحروف التي تليت، لما رواه الترمذي عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلَامٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ».

وعدد حروف القرآن 323015 حرف، فليس من قرأها جميعا كمن قرأ نصفها أو ثلثها.

ومن تأمل صلاة السلف في قيام رمضان علم أنهم رضي الله عنهم كانوا يختمون القرآن الكريم عدة مرات في التراويح، ولهذا اتفق فقهاء المذاهب الإسلامية على فضل واستحباب ختم القرآن الكريم في صلاة التراويح، وسنورد من كلامهم ما يدل على ذلك، ففي المبسوط للسرخس الحنفي قال: «والختم سنة في التراويح».

وفي تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق للزيلعي الحنفي قال: «ومنهم من استحب الختم في الليلة السابعة والعشرين من رمضان رجاء أن ينالوا ليلة القدر؛ لأن الأخبار تضافرت عليها، وروى الحسن عن أبي حنيفة أنه يقرأ في كل ركعة عشر آيات ونحوها، وهو الصحيح لأن السنة فيها الختم مرة وهو يحصل بذلك مع التخفيف».

وجاء في مختصر خليل المالكي: «وَالْخَتْمُ فِيهَا وَسُورَةٌ تُجْزِئُ».

وقال الخرشي في شرحه: «يعني أنه يستحب ختم القرآن كله في التراويح، أي في جميع الشهر إن أمكن، ليوقف المأمومين على سماع جميعه، والسورة في جميع الشهر تكفي عن طلب قراءة الختم، فيسقط الطلب بذلك، هذا هو المراد بالإجزاء».

العوفي العوفي
2016-06-30, 16:17
إنّ هذا الخلاف الفاشي بين المسلمين في الصّوم والعيدين هو التفرّق في الدّين، حذّر منه القرآن فقال: “إِنَّ الَّذِينَ فَرّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ”، وقال: “أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلاَ تَتَفَرَّقُوا فِيهِ”. وكيف يرجو المسلمون الخير وهم متفرّقون في دينهم، مخالفون لكتابهم، معرضون عن وصايا نبيّهم، ناكبون عن صراط سلفهم.
إنّ هذا الزّمان هو زمن التكتّل والتجمعّ، وكأنّ الأفراد هم الّذين تحتّم عليهم الحياة أن يتكتّلوا ليدفعوا عنهم البلاء الّذي لا يستطيع الفرد أن يدفعه وحده.
إنّ من أشنع أنواع آثار التفرّق بين المسلمين اختلافهم في صوم رمضان وفي العيدين، ولو كان هذا الخلاف خلافًا صامتًا لا يصحبه تشهير لكان شرًا مقدّرًا بقدره، ولكن خلافهم في هذا يصحبه تشهير من الصّائم على المفطر ومن المفطر على الصّائم وتشنيع ينتهي إلى سبب الخلاف فيثير الأحقاد الدّفينة والحزازات الطّائفية.

العوفي العوفي
2016-06-30, 16:19
اعلم أنّ كلّ يوم يصحّ صومه يجوز اعتكافه، ولا يجوز اعتكاف يوم العيد ولا أيّام مِنى، وأقلّ مدّة الاعتكاف يوم وليلة، والاختيار عند مالك أن لا يعتكف أحد أقلّ من عشرة أيّام. ومَن نذر اعتكاف عشرة أيّام مطلقة غير معيّنة لزمه أن يأتي بها متتابعة فإن فرّقها من عذر بنى وإلاّ ابتدأها.
ويجوز الاعتكاف في كلّ مسجد من المساجد على رأي الجمهور لعموم قوله تعالى: “وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِد”، خلافًا لمَن قال أنّه لا يجوز إلاّ في المساجد الثلاثة: المسجد الحرام، المسجد النّبويّ الشّريف والمسجد الأقصى، واستدلّوا بحديث: “لا تَشُدّ الرِّحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد..”.
ومن أراد أن يعتكف يومًا أو أكثر منه دخل موضع اعتكافه قبل غروب الشّمس من اللّيلة الّتي يريد الاعتكاف من صبيحتها وخرج من اعتكافه بعد غروب الشّمس من آخر أيّام اعتكافه، وإن دخل قبل طلوع الفجر أجزأه.
ويُستحبّ لمَن اعتكف العشر الأواخر من رمضان أن يَبيت ليلة الفطر في المسجد حتّى يغدو منه إلى المُصلّى، وإن مرض معتكف العشر الأواخر ثمّ أفاق قبل الفطر رجع إلى معتكفه فيَبني على ما مضى، فإن غشيه العيد انصرف إلى منزله لأنّه يوم لا يصحّ اعتكافه، وإن اعتكف خمسًا من رمضان وخمسًا من شوال خرج يوم الفطر من المسجد إلى أهله ثمّ عاد قبل غروب الشّمس من يومه.
ولا يخرج المعتكف من المسجد لشيء إلاّ لحاجة الإنسان أو ما لابدّ منه من قوته وطعامه، ولا يخرج لعيادة مريض ولا لشهود جنازة.. وإذا لم يخرج لمثل هذا من أفعال البرّ فأحرى أن لا يخرج لغير ذلك. وإن استُدعي لتأدية شهادة خرج لها إن لم يكن من ينوب عنه فيها ثمّ استأنف الاعتكاف، وإن أُخرِج مُكرهًا بنى بعد زوال الإكراه إذا لم يكن نذر أيّامًا متتابعة.

العوفي العوفي
2016-06-30, 16:31
السؤال: هل الفقير الذي تدفع له زكاة الفطر يشترط فيه أن لا يكون عاملا، أي أنه لا يملك منصب عمل دائم، أو هو من لا يملك قوت عامه؟

الجواب: الاعتبار في الفقر عدم امتلاك النصاب الكافي لطول السنة، كما قال العلامة خليل في مختصره: «وَإِنَّمَا تُدْفَعُ لِحُرٍّ مُسْلِمٍ فَقِيرٍ»، وعلق عليه الشيخ العدوي بقوله: «أي فقير الزكاة على المشهور، فتدفع لمالك نصاب لا يكفيه لعامه»، فالعمال والمستخدمون الذين يتقاضون أجورا قليلة ولا يملكون مالا مدخرا يبلغ النصاب يعدون من الفقراء، يجوز إعطاء زكاة الفطر لهم، والأفضل أن نراعي الأحوج والأكثر فقرا حين دفعها.

العوفي العوفي
2016-06-30, 16:31
السؤال: نسيت أن أشرب الدواء، فتناولت حبة من غير أن أشرب الماء، فهل صيامي صحيح أو يلزمني القضاء؟

الجواب: الصيام فاسد غير صحيح، لأن تناول أي شيء يصل إلى الحلق يفسد الصوم، وقد صح عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: «إِنَّمَا الصِّيَامُ مِمَّا دَخَلَ وَلَيْسَ مِمَّا خَرَجَ»، فتناول حبة الدواء من غير ماء مبطل للصوم، ويجب عليك قضاء ذلك اليوم.

العوفي العوفي
2016-06-30, 16:32
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcT_xTrkFVM7nJVwlcOgnWzlDpb--oz8ocAMEZqhXLVCFr3NMC6g

العوفي العوفي
2016-06-30, 16:34
https://encrypted-tbn3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQ6jD284HbgexBzxSROYTSdXs7hAE_dp lBXC3kIOTK4lHWbeh7oPw

العوفي العوفي
2016-06-30, 16:36
https://encrypted-tbn3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTCg3nfZwP8gHVfA7eNUavcGssbAKA4C 5XZp1MUT8KZ23N2E5nL7Q

العوفي العوفي
2016-06-30, 19:10
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTMMa74x-35O0MMiMRWNIhIy6RTZ-esY4faJ4Rszxu94PBpollU

العوفي العوفي
2016-06-30, 19:18
لخّص العلماء علامات ليلة القدر بما يأتي: هي ليلة فردية من إحدى ليالي العشر الأواخر في رمضان، وذلك لقول الرّسول عليه السّلام: (إنِّي كُنْتُ أُجاوِرُ هذه العَشْرَ ثمَّ بدا لي أنْ أُجاوِرَ هذه العَشْرَ الأواخرَ ومَن كان اعتكَف معي فليلبَثْ في معتكَفِه وقد أُريتُ هذه اللَّيلةَ فأُنسيتُها فالتمِسوها في العَشْرِ الأواخرِ في كلِّ وِتْرٍ وقد رأَيْتُني أسجُدُ في ماءٍ وطينٍ).
تتميّز بأنّها ليلة معتدلة، فلا هي بليلة باردة ولا حارّة، وذلك لقول الرّسول عليه السّلام: (ليلةُ القدْرِ ليلةٌ سمِحَةٌ، طَلِقَةٌ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ).
تطلع شمس صباح اليوم الذي يليها بيضاء باردة من دون شعاع، وذلك لحديث الرّسول عليه السّلام: (هي ليلةُ صبيحةُ سبعٍ وعشرين .
وأمارتُها أن تطلعَ الشمسُ في صبيحةِ يومِها بيضاءَ لا شُعاعَ لها).
هي ليلة لا يُرى فيها نجمٌ، ولا تهبّ فيها رياح، ولا سحاب، ولا أمطار، كما ورد في الحديث الشريف: (ليلَةُ القَدْرِ لَيْلَةٌ بَلْجَةٌ ، لا حارَّةٌ ولا بارِدَةٌ ، ولا يُرْمَى فيها بنَجْمٍ ، ومِنْ علامةِ يومِها تَطلُعُ الشمْسُ لا شُعاعَ لَهَا).
يشعر المسلم في هذه الليلة بالسّكينة وقد سكنت روحه، وبالطمأنينة في قلبه، وبالانشراح في صدره. في ليلة القدر تُصفّد الشياطين لتصبح ليلة روحانية خالصة، وكأن النّور ينبثق بين ثناياها، والمسك يتطاير فيها، كيف لا وفي هذه الليلة أنزل أعظم كتاب وفيها ملائكة ذاكرة لربنا في كلّ ركن، والمساجد تصدح بالذّكر والتّلاوة والتّسبيح.

العوفي العوفي
2016-06-30, 19:21
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTdaZ4wvfW52x_f93d6C2nufgZknBIfE d5O6-4ww8V5eU412N-1sg

sliman rabeh
2016-06-30, 21:49
https://encrypted-tbn3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQ6jD284HbgexBzxSROYTSdXs7hAE_dp lBXC3kIOTK4lHWbeh7oPw

العوفي العوفي
2016-07-01, 00:55
شخص أفطر في نهار رمضان بعد غروب الشّمس لكن قبل سماعه الأذان، فهل عليه قضاء؟
إذا تحقّق الصّائم من غروب الشّمس وإقبال اللّيل فقد حلّ له الفطر، قال تعال: {ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ} البقرة:187، وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “إذا أقبَل اللّيل من هاهُنا وأدبر النّهار من هاهُنا وغربت الشّمس فقد أفطر الصّائم” أخرجه الترمذي وهو حديث حسن.
وبذلك يعلم أنّه لا يشترط سماع الأذان بعد تحقيق غروب الشّمس، ومَن كان قريبًا من المسجد فيسمع الأذان ليتحرّى أحسن.

العوفي العوفي
2016-07-01, 00:56
نحن في الأيّام الأخيرة من شهر رمضان، فبماذا تذكّرون مَن غَفل عن العبادة في العشرين الأولى منه، أو صام ولم يحقّق معاني الصّيام العظيمة؟
لقد أنعم الله على هذه الأمّة بمحطّات إيمانية عظيمة هي بمثابة فُرَص للتزوُّد بالتّقوى وتطهير القلوب والنّفوس من المعاصي والذّنوب، ومن هذه المحطّات الإيمانية شهر رمضان المبارك، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “جاءكم شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامَه، فيه ليلة خير من ألف شهر، مَن حُرِم خيرها فقد حُرِم”، وقال عليه الصّلاة والسّلام: “إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنّة وغلّقت أبواب النّار وصفّدت الشّياطين” متفق عليه.
وينبغي للمسلم أن يستقبل هذا الشّهر بعزيمة قويّة على صيام نهاره وقيام ليله، وأن يستعدّ للاجتهاد في الطّاعات واجتناب المعاصي والمحرّمات، حتّى لا يكون ممّن قال فيهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن لم يَدَع قولَ الزّور والعمل به فليس لله حاجة في أن يَدَع طعامَه وشرابه”، ورُبّ صائم ليس له من صيامه إلاّ الجوع والعطش، وربَّ قائمٍ ليس له من قيامه إلاّ التّعب والسّهر.
فالصّيام ليس عادة من العادات، نصوم لأنّ آباءنا يصومون ونقوم به من غير خشوع ولا نيّة، بل هو عبادة جسدية وقلبية عظيمة، لا بدّ أن نصوم عن الأكل والشّرب، ونقول لمَن ضيَّع وقتَه في رمضان في اللّهو واللّغو والسّمر، إنّ باب التّوبة مفتوح فاقصده قبل فوات الأوان، قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: “إنّ اللهَ عزّ وجلّ يبسط يده باللّيل ليتوب مسيء النّهار، ويبسط يده بالنّهار ليتوب مسيء اللّيل، حتّى تطلع الشّمس من مغربها” رواه مسلم.
أمّا مَن وفّقه الله للعمل في رمضان فيدعو اللهَ أن بتقبَّل منه ويثبّته على الطّاعة بعد رمضان، لأنّ من علامات قَبول العمل المداومة والزّيادة في الطّاعات. والله أعلم.

العوفي العوفي
2016-07-01, 01:03
http://www.elkhabar.com/media/uploads/images/2016-06-3018%3A46%3A47.787276-Ramadan-555x318.jpg

العوفي العوفي
2016-07-01, 01:05
إنّ مغفرة الذّنوب ينبغي أن تكون مطمع كلّ أحد، وإذا أردنا أن نتأكّد من قيمة المغفرة فلنتأمّل حال الأنبياء ما كان مطلبهم، فهذا نوح عليه السّلام قال: {رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ}، وهذا موسى عليه السّلام يقول: {رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي}، وإبراهيم عليه السّلام يقول: {وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ}.

فإذا كان الأنبياء وهم معصومون من الذّنوب يسألون الله المغفرة ويطمعون فيها، فالأولى بأهل الإيمان وهم غير معصومين أن يلزموا أسباب المغفرة، وإذا فُتح لهم موسم من مواسم العفو والرّحمة وتكفير السيّئات أن لا ينسلخ عنهم إلاّ وقد فازوا بالمغفرة والعتق من النّار، فليكن شعار المسلمين {إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا}، وهذا شعار الأنبياء والصّالحين.

وإذا كان المسلمون في شهر رمضان يُسابقون ويعملون من أجل المغفرة، فكيف يليق بأحد أن يتعرّض لطالبي المغفرة بالأذى؟ فإذا لزم المسلم صنوف الطّاعات، فليحذَر الوقوع في أنواع المؤذيات، للصّائمين والصّائمات، بيده أو بلسانه، وليكن من الّذين يُقبلون على الخير، ويُحجمون عن الشرّ.

وإذا صدقنا في طلب المغفرة فلا بدّ أن نعرف الأعمال الموجبة لها حتّى نسعَى إليها، ونزاحم عليها، ونجدّ ونجتهد، إلاّ أنّها كثيرة، فأوّلها وأهمّها الصّلاة، وهي المكتوبات، وكذا النّوافل المستحبّات، فالصّلاة المفروضة عماد الدّين، أمّا النّوافل المستحبّات فإنّ التّراويح وقيام اللّيل من أهم الأعمال الموجبة للمغفرة، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدّم من ذنبه”، فالمسلم إذا صام رمضان ولم يُصلّ التّراويح هل يجد لذلك معنًى كاملاً لرمضان؟ كلاَّ، فالصّيام والقيام أمران مُقترنان.

أمّا العمل الثاني الّذي ينبغي الحرص عليه لنيل المغفرة فهو تلاوة القرآن الكريم، والاستماع لآيات الذِّكر الحكيم، قال تعالى في وصف المؤمنين: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آَيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ. الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ. أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}، والتّراويح من أعظم الفُرص لتحقيق قول الله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآَنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}، وإنّ الجمع بين القرآن والقيام أفضل بكثير من الاشتغال بالقرآن وحده، فبعض النّاس ربّما يختم القرآن مرّتين أو ثلاثا لكنّه يُضيّع ختم القرآن مع القيام.

وإذا رجعنا إلى الآية السّابقة وتدبّرناها وجدنا أنّها تضمّنت عملاً آخر من الأعمال الموجبة للمغفرة، وهي الصّدقة والإنفاق في وجوه الخير: {الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ}، وقد كان النّبيّ يجود ويُكثر من الإنفاق في رمضان، فالصّدقة في رمضان ممّا ينبغي أن لا يمرّ يوم من أيّامه إلاّ ويتصدّق المسلم فيه، بقليل أو كثير. والدّعاء من أهم ما يُوصي به المسلم للفوز بالمغفرة، وقد لقّننا الله إيّاه فقال لنبيّه: {وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ}، وسأل أبو بكر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن يُعلّمه دعاء يدعو به في صلاته فقال: “قل: اللّهمّ إنّي ظلمتُ نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذّنوب إلاّ أنت، فاغفر لي من عندك مغفرة، إنّك أنت الغفور الرّحيم”، وهذه أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها تسأل النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن دعاء تدعو به ليلة القدر فقال: “قولي: اللّهمّ إنّك عَفُوٌ تحبّ العفو فاعْفُ عنّي”، فالصّالحون لا تكفّ ألسنتهم عن الدّعاء وطلب المغفرة.

والّذي يصوم رمضان، ويجوع من الفجر إلى الغروب، ويحرم نفسه من الملذّات، وينسلخ رمضان دون أن يُحصّل المغفرة، فليس في شيء من الخير، وليس ذلك إلاّ الخُسران المبين، قال نوح عليه السّلام: {وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمَنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، وقالها آدم عليه السّلام: {وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمَنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}، إنّ عدم الفوز بالمغفرة هو الخُسران الّذي لا ينجبر، فماذا ينتظر من فُتح له رمضان للمغفرة والعتق من النّار؟ -

العوفي العوفي
2016-07-01, 01:16
السؤال: هل يجوز للمرأة الحائض أن تدخل المسجد للجلوس فيه أثناء صلاة التراويح؟

الجواب: يحرم على الحائض والنفساء دخول المسجد، سواء دخلت للمكث فيه أم للعبور لأنها مثل الجنب، لقوله تعالى: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلاَّ عابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا»، فنهى عزّ وجلّ السكران عن قرب الصلاة حال سكره، وكذا الجنب حال الجنابة وقبل الاغتسال، إلا إذا كان الجنب مسافرا فله أن يصلي إذا تيمم.
ويدل أيضا على منعها من دخول المسجد ما رواه أبو داود وابن خزيمة بسند حسن عن عائشة رضي الله عنها قالت: «جَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوُجُوهُ بُيُوتِ أَصْحَابِهِ شَارِعَةٌ فِي المَسْجِدِ، فَقَالَ: وَجِّهُوا هَذِهِ البُيُوتَ عَنِ المَسْجِدِ، ثُمَّ دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَصْنَعِ القَومُ شَيئًا رَجَاءَ أَنْ يَنْزِلَ فِيهِمْ رُخْصَةٌ، فَقَالَ: وَجِّهُوا هَذِهِ البُيُوتَ، فَإِنِّي لاَ أُحِلُّ المَسْجِدَ لِحَائِضٍ وَلاَ جُنُبٍ».
ويستثنى من المنع المستحاضة، فيجوز لها دخول المسجد للصلاة فيه إن أمنت من تلويثه، لما رواه البخاري عن عائشة رضي الله عنها: «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَكَفَ مَعَهُ بَعْضُ نِسَائِهِ وَهِيَ مُسْتَحَاضَةٌ تَرَى الدَّمَ، فَرُبَّمَا وَضَعَتِ الطَّسْتَ تَحْتَهَا مِنَ الدَّمِ».

العوفي العوفي
2016-07-01, 01:18
السؤال: زوجتي حامل في شهرها الثامن، ونحن على مقربة من عيد الفطر، فهل يجب علي أن أخرج زكاة الفطر عن الجنين الذي في بطنها؟

الجواب: ظواهر النصوص النبوية التي توجب زكاة الفطر كلها تفيد بأن الجنين لا تجب في حقه زكاة الفطر، ومن ذلك الحديث المتفق عليه عن ابن عمر رضي الله عنه قال: «فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ أَوْ حُرٍّ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ».

فقوله: «صَغِيرٍ» أي ممن لم يبلغ سن الرشد، ولم يأت في أي حديث أمر بإخراجها عن الجنين، وكذلك لم يكن الصحابة رضي الله عنهم يفعلون ذلك.

وما روي عن عثمان رضي الله عنه «أَنَّهُ كَانَ يُعْطِي صَدَقَةَ الْفِطْرِ عَنْ الصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ حَتَّى عَنْ الْحَمْلِ فِي بَطْنِ أُمِّهِ» فهو ضعيف السند، لا تقوى به الحجة.

العوفي العوفي
2016-07-01, 01:18
لسؤال: توفيت الوالدة رحمها الله في أول أسبوع من رمضان، فهل من الواجب إخراج زكاة الفطر عنها؟

الجواب: لا يجب عليكم إخراج الزكاة عنها لأنها ماتت قبل حلول وقت وجوبها، لحديث ابن عمر رضي الله عنه في الصحيحين: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ مِنَ المُسْلِمِينَ»، أي إن الزكاة تجب بالفطر من رمضان وذلك يحصل بغروب الشمس من آخر يوم منه، فمن مات قبل غروب آخر يوم فلا زكاة عليه، ومن مات بعد الغروب لزمت الزكاة عنه.

العوفي العوفي
2016-07-01, 01:19
السؤال: لما أقوم قبل الفجر أكتفي بشرب القهوة والماء، فهل هذا سحور أو لابد من أكل الطعام؟

الجواب: لا يشترط في حصول سنة السحور أكل الطعام، بل يكفي بمطلق الأكل والشرب ولو كان على لقيمات أو حسوات من ماء، لما رواه ابن حبان عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تَسَحَّرُوا وَلَوْ بِجَرْعَةٍ مِنْ مَاءٍ»، وإن أكل شيئا فهو أفضل حتى يتقوى على الصوم ولا يشتد به الجوع والعطش في النهار، لأن شدة الجوع والعطش تثير في الإنسان الغضب وتدفعه إلى سوء الخلق، ولهذا جعله النبي صلى الله عليه وسلم بركة فيما رواه الشيخان عن أنس رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال: «تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً»، وسماه عليه الصلاة والسلام الغذاء المبارك، ففي مسند أحمد وسنن أبي داود والنسائي عن الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ رضي الله عنه قال: «دَعَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى السَّحُورِ فِي رَمَضَانَ فَقَالَ: هَلُمَّ إِلَى هَذَا الْغِذَاءِ الْمُبَارَكِ».

العوفي العوفي
2016-07-01, 01:20
السؤال: ما حكم استخدام العطر في شهر رمضان؟

الجواب: المشهور كراهة استعمال العطر أثناء الصوم، يقول الإمام الصاوي في بلغة السالك: «إنما كره شم الطيب واستعماله نهاراً لأنه من جملة شهوة الأنف الذي يقوم مقام الفم، وأيضاً الطيب محرك لشهوة الفرج»، وينبغي التفريق بين العطر القوي والخفيف، لأن ما خف منه يقطع رائحة العرق ولا يُخْشَى منه هيجان الشهوة وإثارة الغريزة.

العوفي العوفي
2016-07-01, 17:00
إنّ ممّا أنعم به الله تعالى على هذه الأمّة، ليلة وصفها سبحانه وتعالى بأنّها مباركة، لكثرة خيرها وبركتها وفضلها. إنّها ليلة القدر، عظيمة القدر، ولها أعظم الشّرف وأوفى الأجر، أُنزل فيها القرآن، قال الله جلّ وعلا: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ} القدر:1-2، وقال سبحانه وتعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ} الدّخان:3، وهذه اللّيلة هي في شهر رمضان المبارك ليست في غيره، قال الله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ} البقرة:185.

نوّه الله عزّ وجلّ بشأنها، وأظهر عظمتها، فقال {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ. لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ} القدر:2-3، فمن تُقبِّل منه فيها صارت عبادته تلك تفضل عبادة ألف شهر، وذلك ثلاثة وثمانون عامًا وأربعة أشهر، فهذا ثواب كبير، وأجر عظيم، على عمل يسير قليل.

يُستحبّ إحياء ليلة القدر لأنّها أفضل اللّيالي، قال الله تعالى: {لَيْلَةُ خَيْرٌ مِنْ ألْفِ شَهْرٍ} القدر:3، أي قيامها والعمل فيها خير من العمل في ألف شهر خالية منها، وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن قام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدّم من ذنبه” رواه البخاري وأبو داود والترمذي والنسائي عن أبي هريرة.

ولعلّ ما ورد في الأحاديث الصحاح من ذكرها وتلمّسها في العشر الأواخر من رمضان، توجيه للأمّة منه صلّى الله عليه وسلّم لإحياء هذه الليلة شُكرًا لله تعالى على ما هداهُم بهذا القرآن الكريم في هذه الليلة المباركة، ومَن أراد أن يوافقها على التّحقيق، فعليه أن يتفرّغ لعبادة الله في الشّهر كلِّه، وهذا هو السرُّ في عدم تعيينها.

ويُستحبّ طلبها في الوتر من العشر الأواخر من رمضان، فقد كان النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يجتهد في طلبها في العشر الأواخر، وللعلماء آراء في تعيين هذه الليلة، فمنهم مَن يرى أنّها ليلة الخامس والعشرين، ومنهم مَن قال إنّها تنتقل في ليالي الوتر من العشر الأواخر وأكثرهم على أنّها ليلة السابع والعشرين، وروى الإمام أحمد بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “مَن كان متحرّيها فليتحرّها في ليلة السابع والعشرين”، وروى مسلم وأحمد وأبو داود والترمذي وصحّحه عن أُبي بن كعب أنّه قال: والله الّذي لا إله إلاّ هو إنّها لفي رمضان، والله إنّي لأَعلم أيُّ ليلة هي، هي الليلة الّتي أمرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بقيامها، هي ليلة سبع وعشرين وأمارتها أن تطلع الشّمس في صبيحة يومها لا شُعاع لها.
وأمّا أمارتها، ما رواه ابن خزيمة من حديث ابن عباس مرفوعًا: “ليلة القدر طلقة لا حارة ولا باردة، تصبح الشّمس يومها حمراء ضعيفة”.
وجدير بالمسلمين أن لا يفوتهم وقتها دون إحيائها، فيمضوا وقتها كلّه قيامًا بين يدي ربّهم ضارعين مبتهلين مُسبِّحين راكعين ساجدين لله شاكرين.

العوفي العوفي
2016-07-02, 02:23
ربنا سبحانه اختار المتقين فوهب لهم أمْنًا وإيمانًا، وعم المذنبين بحلمه ورحمته عفوًا وغفرانًا، لم يقطع أرزاق أهل معصيته جودًا وامتنانًا، حذر من يوم الحساب بجسيم كربه، ودعا المذنب إلى التوبة لغفران ذنبه، رب عظيم لا يماثل الأنام، وغني كريم لا يحتاج إلى الشراب والطعام، الخلق مفتقرون إليه على الدوام، ومضطرون إلى رحمته في الليالي والأيام.

ألاَ فلنختم شهر رمضان بالتوبة إلى الله من معاصيه، والإنابة إليه بفعل ما يرضيه، فإن الإنسان لا يخلو من الخطأ والتقصير، وكل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون.
وقد حث ربنا في كتابه، وحث المصطفى صلى الله عليه وسلم في خطابه على استغفار الله تعالى والتوبة إليه: {وَأَنْ اسْتَغْفِرُوا رَبكُمْ ثُم تُوبُوا إِلَيْهِ، يُمَتعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمى وَيُؤْتِ كُل ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ}، {وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعًا أَيهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلكُمْ تُفْلِحُونَ}. والآيات في ذكر التوبة عديدة، وأما الأحاديث فمنها: عن الأغر بن يسار الْمُزَني رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه، فإني أتوب في اليوم مئة مرة”، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة”.
ترى ماذا تعني التوبة؟ إنها تعني الرجوع من معصية الله إلى طاعته؛ لأنه سبحانه هو المعبود حقا، وحقيقة العبودية هي التذلل والخضوع والمسكنة للمعبود محبةً وتعظيمًا، فإذا حصل من العبد شرود عن طاعة ربه، فتوبته أن يرجع إليه ويقف ببابه موقف الفقير الذليل الخائف المنكسر بين يديه، والتوبة واجبة على الفور لا يجوز تأخيرها ولا التسويف بها، لأن الله أمر بها ورسوله، وأوامر الله ورسوله كلها على الفور والمبادرة.
والتوبة التي أمر الله بها هي التوبة النصوح التي تشتمل على شرائط التوبة ومن ذلك أن تكون خالصة لله عز وجل، بأن يكون الباعث لها حب الله وتعظيمه ورجاء ثوابه والخوف من عقابه، فلا يريد بها شيئًا من الدنيا ولا تزلفًا عند مخلوق، فإن أراد هذا لم تقبل توبته، وأن يكون نادمًا على ما سلف من ذنبه، يتمنى أنه لم يحصل منه لأجل أن يحدث له ذلك الندم إنابة إلى الله وانكسارًا بين يديه ومقتًا لنفسه التي أمرته بالسوء، فتكون توبته عن بصيرة، وأن يقلع عن المعصية فورًا، فإن كانت المعصية بفعل محرم تركه في الحال، وإن كانت بترك واجب فعله في الحال، إن كان مما يمكن قضاؤه كالزكاة والحج، فلا تصح التوبة مع الإصرار على المعصية، فلو قال: إنه تاب من الربا مثلاً وهو مستمر على التعامل به لم تصح توبته، ولم تكن هذه إلا نوع استهزاء بالله وآياته، فلا تزيده من الله إلا بُعدًا، وإذا كانت المعصية فيما يتعلق بحقوق الخلق لم تصح التوبة منها حتى يتخلص من تلك الحقوق، وإن كانت معصيته بغيبة مسلم وجب أن يستحله من ذلك، وأن يستغفر له ويثني عليه في المجلس الذي اغتابه فيه، فإن الحسنات يُذهبن السيئات. ومن شروط التوبة أن يعزم على أن لا يعود في المستقبل إلى المعصية؛ لأن هذه ثمرة التوبة ودليل صدق صاحبها، فإن قال: إنه تائب وهو عازم أو متردد في فعل المعصية يومًا ما لم تصح توبته؛ لأن هذه توبة مؤقتة يتحين فيها صاحبها الفرص المناسبة، ولا تدل على كراهيته للمعصية وفراره منها إلى طاعة ربه.
ومتى صحت التوبة باجتماع شروطها، محا الله بها ذلك الذنب الذي تاب منه وإن عظُم: {قُلْ يَا عِبَادِي الذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ، إِن اللهَ يَغْفِرُ الذنُوبَ جَمِيعًا إِنهُ هُوَ الْغَفُورُ الرحِيمُ}، {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُم يَسْتَغْفِرْ اللهَ يَجِدْ اللهَ غَفُورًا رَحِيمًا}. والله ولي التوفيق.

العوفي العوفي
2016-07-02, 02:26
صدقة الفطر أو زكاة الفطر هي زكاة الأبدان الواجبة بالفطر من صيام رمضان، وقد جاء بيان فرضيتها في الحديث الذي أخرجه الإمام مالك والشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فرض زكاة الفطر من رمضان على الناس صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير على كل حر وعبد ذكر أو أنثى من المسلمين”.

بيّن حكمتها ومصرفها ووقتها الحديث الذي أخرجه أبو داوود وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طُهرة للصائم من اللغو والرفث، وطُعمة للمساكين، فمَن أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة ومَن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات”.
على مَن تجب ومتَى؟
تجب زكاة الفطر بمغيب شمس آخر يوم من رمضان على كل مسلم وجد قدرًا زائدًا على قوته يوم العيد، وبهذا يكون كثير من الفقراء الآخذين لزكاة الفطر مخرجين لها، وفي ذلك إشعار للفقير بالعزة ولذة العطاء، وقد يدفعه ذلك إلى العمل على التخلص من الفقر الذي يلجئه إلى مدّ يده.
يخرجها المسلم عن نفسه وعمن تجب عليه نفقتهم من زوجة وأبناء صغار، وبنات ما لم يتزوجن، وأبوين فقيرين، ويخرجها كذلك عن أبنائه الكبار إن كانوا عاجزين عن الكسب عجزًا بدنيًا مستديمًا أو بسبب آخر. يقول الإمام مالك في الموطأ: إن أحسن ما سمعتُ فيما يجب على الرجل من زكاة الفطر، أن الرجل يؤدي ذلك عن كل مَن يضمن نفقته.
كما أن مَن وُلد قبل غروب شمس آخر يوم من رمضان وجبت في حقه زكاة الفطر وكذلك مَن أسلم، ويجوز إخراجها عن المسافر إن أوصى بذلك أو كان من عادتهم أن يفعلوا.
وقت إخراجها
أفضل أوقات إخراجها بعد طلوع الفجر قبل الغدو إلى المُصلى كما في الصحيح. ويجوز إخراجها قبل ذلك بيوم أو يومين أو نحو ذلك لمَا رواه مالك عن نافع أن عبد الله بن عمر كان يبعث بزكاة الفطر إلى الذي تجمع عنده قبل عيد الفطر بيومين أو ثلاثة، ولعل تمكين الفقراء منها قبل العيد أنسب لزماننا حتى يتمكنوا من الاستعداد للعيد، وبذلك تغيب في ذلك اليوم مظاهر الفقر والفاقة. ولا تسقط زكاة الفطر مهما طال الزمن بل لابد من قضائها.
مقدارها
مقدارها صاع من غالب قوت أهل البلد، والصاع أربعة أمداد (حفنة الرجل المتوسط غير مبسوطة ولا مقبوضة) لمَا جاء في حديث ابن عمر السالف ذكره، ولحديث أبي سعيد قال: “كنا نخرج زكاة الفطر صاعًا من طعام، أو صاعًا من تمر، أو صاعًا من أقط (لبن مجفف) أو صاعًا من زبيب”، وزاد الإمام مالك أقواتًا أخرى.. ويجزئ إخراجها من كل ما في معنى هذه الأقوات. أما إخراج القيمة فهذا هو الجاري به العمل في أكثر بلاد المسلمين اليوم، وهو خلاف مذهب الجمهور، لكن يرى الأكثرون أنه أنسب لواقع زماننا وأكثر تحقيقًا للمصلحة. والله أعلى وأعلم.

العوفي العوفي
2016-07-02, 02:28
قد تكون بعض المصطلحات خداعة مغرية، يقع في شباكها قليلو المعرفة وسطحيو الثقافة، مثل “التنوير” الكلمة التي شغلت مفكرين وفلاسفة، وأسالت من الحبر أودية، واستهلكت من الورق تلالاً وجبالاً، ولستُ هنا بصدد التفصيل والتحليل فلا تسع الصفحة لنقد الحركة التنويرية ما لها وما عليها، حيث ظهرت وازدهرت منذ مطلع القرن الماضي الثامن عشر في أوروبا، أو مصطلح “الإيضاح” في فرنسا.
لكن العجيب أن تتنادى أقلام وتتجند أعلام لتقول إن التدين ظلام، والإيمان به خرافة، والتخلص منه أو التحلل من قيوده تنوير وحرية، ولأن كان بعض هذا ردة فعل على فكر كنيسي مظلم دفن الحجة، واستدبر العقل! حيث تنكرت الكنيسة للعلماء “علماء الطبيعة والحياة” بل حاكمتهم وأعدمتهم، وأحرقت كتبهم ومؤلفاتهم واعتبرت الإيمان نقيض العقل حتى شاع عندهم “اعتقد ولا تنتقد”، فتعالت أصوات متحررة تريد فصل الدين عن الحياة، وكان لهم ذلك بعد حروب طاحنة ومعارك فكرية ساخنة، فكيف يُقال هذا في الإسلام ويعمم عليه هذا المصطلح؟!
الإسلام نورٌ في حد ذاته، وعباداته كلها نور، “الصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء”، وكلها كواكب زاهرة وأقمار باهرة، والعلم الذي تطلب به أحكامه نوره، قال وكيع: “إن علم الله نور، ونور الله لا يؤتاه عاصي”، بل ليس المقصود كثرة الحفظ والسرد، بل هي إشراقات المقاصد، وأنوار المآلات تستقر في قلب صاحبه وعقله فيهتدي، وليس العلم بكثرة الرواية، ولكن العلم نور يقذفه الله في قلب من يحب من عباده، بل إن نور العلم والحكمة يفتح القلوب قبل الألفاظ والعبارات.
قال ابن عطاء الله السكندري: “تسبق أنوار الحكماء أقوالهم فحيث كان التنوير وصل التعبير”، وإذا وصل التعبير تحقق التغيير: {إِنَ اللهَ لا يُغَيِرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَى يُغَيِرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ} الرعد:11، {نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ} النور:35، ومن كان خارج الوحي بعيدًا عن الدين الصحيح فهو في ظلمات ليس بخارج منها، وإن حمل شعار التنوير!

العوفي العوفي
2016-07-02, 02:30
بعض المتعبدين يرهق نفسه ببعض الرياضات التهذيبية مثل أن يصوم عن مخاطبة الناس أربعين يومًا أو يمتنع عن بعض أنواع الطعام مثل ذلك أو نحوهما من أساليب تصفية النفوس من الأكدار والعوالق، ولا حرج في شيء من ذلك بهذا المقصد إذا لم يخالف مقتضى الشريعة، وإنما الحرج الأظهر والإشكال الأكبر في أولئك المتعبدين الذين يبتغون من فعل ذلك ظهور الكرامات وخوارق العادات على أيديهم كالطيران في الهواء والمشي على الماء، ظنا منهم أن ظهور ذلك هو غاية التربية.
وهذا الفهم خاطئ وليس هو من مقاصد التربية الإسلامية الصحيحة، لأن الكرامات وخوارق العادات بعيدًا عن الأسباب ومسبباتها لا تدل بالضرورة على استقامة صاحبها بل إن وقعت فأقصى غايتها أن تدل على اختصاص صاحبها بعطاء من الله تعالى لسر لا نعلمه، ولذلك قال صاحب الحكم العطائية: (ربما رزق الكرامة مَن لم تكْمل له الاستقامة)، فالكرامات قد تكون لبعض الناس من أصحاب الدعوى والاعتزاز استدراجا وفتنة، وقد تكون لبعضهم ترقية لهمة أو إظهارًا لرُتبة، أو تأنيسًا من وحشة، أو زيادة في معرفة، وقد تكون لثالث امتحانا واختبارًا.
وإنما تتجلى الاستقامة الحقيقية في مدى ثبات المؤمن على متابعة الهدي الحق بمنهج السداد والاعتدال من غير إفراط ولا تفريط، وهذه هي الكرامة الحقيقية، فمَن عمل عملاً متواصلاً بلا فتور ولا إخلال، وتاب توبة نصوحًا بلا إصرار ولا رجوع، وأخلص إخلاصًا بلا تشوف ولا حظوظ، وسلم أمره لربه بلا منازعة ولا معارضة، وفوضه بلا تردد ولا تدبير، فـ(مُلازمها واصل قطعًا، فهي الكرامة على الحقيقة لا غيرها) كما قال الشيخ أحمد زروق رحمه الله تعالى في مفتاح الإفادة على الحكم.
وبالجملة نقول إن التخصيص بالكرامة لا يدل على الاستقامة، قال صاحب الحكم: (ليس كل مَن ثبت تخصيصه كَمُلَ تخليصه) أي ليس كل من ثبت تخصيصه بإظهار أمر خارق للعادة كطي الأرض والطيران في الهواء والمشي على الماء وغيرها من الكرامات، كمل تخليصه من آفات النفس شهواتها.

العوفي العوفي
2016-07-02, 02:38
السؤال: أسمع بعض المقرئين في صلاة التراويح يقرؤون البسملة جهرا في بداية السور، وآخرون لا يجهرون بها، فما هو الصحيح في ذلك؟

الجواب: الأمر واسع لا تضييق فيه، والكل ثابت، وعن ذلك يقول مالك في المدونة في قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في النافلة: «إن أحب فعل، وإن أحب ترك، ذلك واسع».
وجاء في مختصر خليل في عدّه لمكروهات الصلاة: «وَجَازَتْ كَتَعَوُّذٍ بِنَفْلٍ، وَكُرِهَا بِفَرْضٍ»، أي جازت قراءة البسملة والتعوذ في صلاة النفل وكرها بفرض، وظاهر قوله استواء الجهر بها والسر.
وقد اختلفت آثار الصحابة رضي الله عنهم في ذلك، فمنهم من جهر ومنهم من أسر، وفيهم أسوة، ومن اقتدى بهم فما ظلم.

العوفي العوفي
2016-07-02, 02:38
السؤال: إذا أخرت صلاة الوتر إلى آخر الليل ولم أستيقظ إلا بعد طلوع الفجر، فهل أصلي الوتر أو أتركه؟

الجواب: من انتبه من نومه بعد طلوع الفجر وقبل الإسفار فله أن يصلي الشفع والوتر ما لم يصل الصبح.
وذلك للحديث الذي رواه أبو داود بإسناد صحيح عن أبى سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَامَ عَنْ وِتْرِهِ أَوْ نَسِيَهُ فَلْيُصَلِّهِ إِذَا ذَكَرَهُ».
ويفهم من الحديث أن الذي يمكنه أن يصلي الوتر بعد الفجر هو من غلبته عينه أو نسي وتره، أما المفرط فلا يفعله لأنه غير معذور، ومن تعجّل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه.
وروى مالك في الموطأ مالك عن سعيد بن جبير: «أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَقَدَ ثُمَّ اسْتَيْقَظَ فَقَالَ لِخَادِمِهِ: انْظُرْ مَا صَنَعَ النَّاسُ، وَهُوَ يَوْمَئِذٍ قَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ، فَذَهَبَ الْخَادِمُ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ: قَدْ انْصَرَفَ النَّاسُ مِنْ الصُّبْحِ، فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ فَأَوْتَرَ ثُمَّ صَلَّى الصُّبْحَ».
وروى مالك في الموطأ عن عبد الله بن مسعود أنه قال: «مَا أُبَالِي لَوْ أُقِيمَتْ صَلَاةُ الصُّبْحِ وَأَنَا أُوتِرُ».
ويستثنى من جواز صلاة الوتر بعد الفجر من خشي فوات صلاة الجماعة، فإنه يتركه لأجلها ولا يقضيه.

العوفي العوفي
2016-07-02, 02:40
السؤال: توفي والدي رحمه الله في منتصف رمضان، فهل يجب علينا إخراج زكاة الفطر عنه؟

الجواب: لا يجب عليكم إخراج الزكاة عنه لأنه مات قبل حلول وقت وجوبها، لحديث ابن عمر رضي الله عنه في الصحيحين: «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ مِنْ رَمَضَانَ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ مِنَ المُسْلِمِينَ»، أي أن الزكاة تجب بالفطر من رمضان وذلك يحصل بغروب الشمس من آخر يوم منه، فمن مات قبل غروب آخر يوم فلا زكاة عليه، ومن مات بعد الغروب لزمت الزكاة عنه.

العوفي العوفي
2016-07-02, 02:41
السؤال: الوالدة تبلغ من العمر سبعين عاما، لا تشتكي من أي مرض والحمد لله، إلا أنها لما تصوم تفشل وتأخذها الرعشة، فما هو حكم الصيام بالنسبة لها؟

الجواب: والدتك لا يجب عليها الصيام، لأن الكبير إذا صار لا يطيق الصوم فحكمه حكم المريض في جواز الإفطار بإجماع الأمة، ويستحب له الإطعام من غير إيجاب إن قدرا عليه، مدا من طعام عن كل يوم، أما إن كانا يقدر على الصوم في زمن دون زمن، فإنه يؤخره للزمن الذي يقدر فيه ولا يطعم.
قال الإمام ابن المنذر رحمه الله ناقلا الإجماع على إباحة الفطر للكبير العاجز: «أجمعوا على أن الشيخ الكبير والعجوز العاجزين عن الصوم أن يفطرا».
وروى الطبري عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال في تفسير قوله تعالى: «وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ»؛ «الشَّيْخُ الْكَبِيْرُ الذِي لاَ يَسْتَطِيعُ الصَّوْمَ يُفْطِرُ وَيُطْعِمُ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِيْنًا».
وروى الدارقطني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «رُخِّصَ لِلْشَّيخِ الْكَبِيرِ أَنْ يُفْطِرَ وَيُطْعِمَ عَنْ كُلِّ يَومٍ مِسْكِينًا وَلاَ قَضَاءَ عَلَيهِ».
وروى الدارقطني عن قتادة «أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ضَعُفَ عَنِ الصَّوْمِ قَبْلَ مَوْتِهِ عَامًا، فَأَفْطَرَ وَأَطْعَمَ عَنْ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا».

العوفي العوفي
2016-07-02, 16:31
رمضان يتأهّب للرّحيل، ويستعدّ للوداع الحزين.. وما هي إلا أيام ثلاثة حتى يأفل نجمه وتغيض أنواره.. لا شكّ أنّ منّا من سيتحسّر ويبكي لفراقه؛ يبكي تلك الرّحمات التي كانت تتنزّل في أيّامه ولياليه، ويبكي الصّلوات والدّعوات التي ملأت لياليه نورا استنارت به القلوب.

اذا عسانا نقول ونحن نستعدّ لوداع رمضان؟ لو كنّا نعلم أنّ الله تقبّل منّا الصّيام والقيام، والدّعاء والذّكر وتلاوة القرآن، لو كنّا نعلم أنّ الله قد أعتق رقابنا من النّار، لو كنّا نعلم أنّنا سنخرج من رمضان بصحائف بيضاء محيت عنها الأوزار والسيّئات، لو كنّا نعلم أنّ الله قد رضي عنّا وأحبّنا... لو كنّا نعلم ذلك لكان من حقّنا أن نفرح ونسعد، وأن نهنّئ بعضنا بعضا، لكن لعلّ بيننا من لم يُغيّر من حاله شيئا في رمضان، بل لعلّ بيننا من ازداد بعدا عن الله في رمضان.. ماذا عسانا نقول؟ هل تغني الحسرات وهل تنفع الآهات والنّدامات؟ لكن ما الذي عسانا نفعله إن لم نتحسّر؟ كيف لا نتحسّر على رمضان والواحد منّا لا يدري هل سيعود وهو في الوجود، أم تحت اللّحود طعاما للدّود.

المجتهد سيتحسّر على رحيل أيام وليالي رمضان الغالية، لأنّه وجد فيها حلاوة الطّاعة وأنس القرب من الله، والمفرّط سيتحسّر على أنْ مضى رمضانُ وانقضى ونفسُه هي نفسه وحاله هي حاله؛ ما دمعت عيناه لله.. ما شعر لرمضان بلذّة.. ما وجد للجوع طعما.. لا يزال أسيرا لنفسه عبدا لشهواته.. لسان حاله: هل سيمهلني الله أحد عشر شهرا أخرى ويبلّغني رمضان آخر لأحاول مرّة أخرى؟ يا حسرتا على ما فرّطت في جنب الله.. لله ما أتعسك يا نفس.. حرمتِني لذّة الصّيام.. منعتِني متعة القيام.. لئن عشت إلى قابل لترينّ وترينّ.

أخي المؤمن.. يا من تشعر بالتّقصير في حقّ رمضان، أشرفت أيّام رمضان على الانقضاء، لكنّ رحمات الله لا تنقضي وأبواب رجائه لا تنثني، إن خسرت ما مضى من أيام رمضان فلا تخسر ما بقي من أيامه وساعاته، ولا تخسر ما بقي من أيام عمرك.. تب إلى الله من إضاعة أيام رمضان ولياليه.. تحسّر على نفسك وابكِ لحالك، فلعلّ الله يتوب عليك ويقلّب قلبك إلى حيث رضاه.

العوفي العوفي
2016-07-02, 16:31
http://static.echoroukonline.com/ara/dzstatic/thumbnails/article/2014/ram_343947117.jpg

العوفي العوفي
2016-07-02, 16:44
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTKMfSuPXHwL694mcFUaFmpTbQpxWJoV etsD8BiE-lmqOcmRCAY1w

العوفي العوفي
2016-07-02, 16:48
https://encrypted-tbn0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSX2op-LeVcb6niXz9jC3dytMru9r0hUYsP2omh0lvDIpU1jxM

العوفي العوفي
2016-07-02, 16:49
https://encrypted-tbn2.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcTNrorJnRZanW23mWCmQPlUQJndY6nYB tD3YFhwkjsI6Ht6ERiw2w

العوفي العوفي
2016-07-02, 16:54
http://www.sqebd.com/vb/Photo/2015_1402889710_128.jpg

العوفي العوفي
2016-07-03, 00:42
قال يحيى بن معاذ رحمه الله: “الدّنيا حانوت المؤمنين، واللّيل والنّهار رؤوس أموالهم، وصالح الأعمال بضائعهم، وجنّة الخلد أرباحهم، ونار الأبد خسرانهم”. الأرباح والخسائر هي محور مقالتي اليوم، خاصة ونحن نعيش السّاعات المعدودات الأخيرات من رمضان، وذلك ليتسنّى للمكلّف أن يمعن النّظر في عظمة الأرباح، وكذا إلى فداحة الخسائر من جهة أخرى.

الدّنيا حانوت المؤمنين، الدّنيا كلّها ليست شهرًا من عامها، ولا وقتًا من أوقاتها، ولا حالاً من أحوالها، ولا بلدًا من بلادها، الدّنيا حانوت المؤمنين، وأين رأس المال؟ إنّه اللّيل والنّهار، الأيّام والأعوام، كلّ لحظة من اللّحظات، كلّ ساعة من السّاعات، كلّها رأس مال يمكن أن تنفقه وتأخذ كسبًا، أو تبدّده وتعود بخسران، والعياذ بالله.

فما هي هذه البضائع الّتي نعمل فيها؟ إنّها صالح الأعمال، إنّها الأعمال الصّالحة الّتي لا تقتصر على زمان، ولا تختص بمكان، ثمّ ما هي النتيجة في الأخير؟ إمّا الرّبح فجنّة عرضها السّماء والأرض أعدّت للمتّقين، وإمّا الخسارة فهي أفدح خسارة، وأعظمها نار وقودها النّاس والحجارة، نسأل الله عزّ وجلّ السّلامة.

خُذ العمر في أوّله، واعمل منه في أفضله، وائت باجتهادك بأتمه وأكمله، واسع سعي مَن يخاف أن ينقطع عن المنزل ويُحبس عنه فلا يصل، قبل أن يضعف جِدُّكَ، ويكد زندك، ويحبسك الكبر، ويفنيك الهرم، وتندم وأنى ينفعك النّدم، ومَن سعى في الشباب وجد ذلك في الكبر أمامه، وكان النّجاح حليفه.

اسمع رعاك الله إلى هذه الوصية الّتي بعث بها الحسن البصري إلى عمر بن عبد العزيز: “أمّا بعد: فإنّ مَن حاسب نفسه ربح، ومَن غفل عنها خسر، ومَن نظر في العواقب نجَا، ومن أطاع فهو أفضل، ومن حلم غنم، ومن اعتبر أبصر، ومن أبصر فهم، ومن فهم علم، فإن زللت فارجع، وإذا ندمت فأقلع، وإذا جهلت فاسأل، وإذا غضبت فأمسك، واعلم أن أفضل الأعمال ما أكرهت عليه النّفس”.

ودخل رجلٌ على الجُنَيد وهو يُصلّي -وقد أطال صلاته- والرجل ينتظر، فلمّا قضى صلاته قال للجنيد: قد كبُرت سنّك، ووهن عظمك، ورقّ جلدك، وضعفت قوتك فلو اختصرت، لِمَ هذه الإطالة؟ ولأيّ شيء تلك المشقّة؟ ولِمَ هذا التحمّل؟ فقال العالم الربّاني: [اسكت، إنّه طريق عرفنا به ربّنا، لا ينبغي لنا أن نقتصر منه على بعضه، ومَن ترك طريق القُرب يوشك أن يسلك طريق البُعد]، فطريق معرفة الله أخي الفاضل ليس في رمضان، وموسم طاعته ليس مقتصرًا على ثلاثين يومًا في العام، بل هو على مدار العمر كلّه.

هل فكّرنا كم هي خسارتنا ونحن كأنّما نركَل النّعم بأقدامنا، كأنّما قد صُمَّت آذاننا، فلا نسمع تلك الآيات، ولا نعرف تلك الأحاديث، كأنّ قلوبنا ليس فيها شيء يبعثها إلى التّرغيب وإلى التحبّب وإلى العمل بهذه الطّاعات رغبة في تلك الأجور، وتأمّلاً في تلك الأرباح العظيمة.

العوفي العوفي
2016-07-03, 00:56
هل يجوز لشاب إخراج زكاة الفطر عن نفسه وهو لم يتزوّج بعد، ولكنّه يقبض أجرة شهرية؟
جاز له، وقد ذهب المالكية إلى أنّ زكاة الفطر تجب على الرجل فيمن وجبت نفقته عليهم، ولكن إن ملكت الزّوجة أو الأولاد مالاً أخرجوها من مالهم أجزأتهم بإذن الله، ولقد ذهب العلماء إلى أنّه يجوز للمرأة الغنية أن تدفع زكاتها لزوجها الفقير، والعكس لا يجوز، لأنّ نفقة المرأة واجبة على الرجل وليست نفقة الرجل واجبة على المرأة.

العوفي العوفي
2016-07-03, 00:57
هل يجوز إخراج زكاة الفطر ثوبًا يُتصدّق به على فقير؟
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “فرض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زكاة الفطر من رمضان، صاعًا من تمر أو صاعًا من شعير، على العبد والحُرّ والذّكر والأنثى والصّغير والكبير من المسلمين” رواه البخاري ومسلم.

فالواجب في صدقة الفطر صاع من القمح أو الشعير أو التمر أو الزبيب أو الأرز أو الذرّة أو نحو ذلك ممّا يعتبر قوتًا، وجوّز أبو حنيفة إخراج القيمة، وهو المعمول به في الكثير من البلدان الإسلامية، بما فيها بلادنا الجزائر، لأنّ المقصد من زكاة الفطر، إغناء الفقير يوم العيد عن ذلّ السّؤال، والمال يُدخل الفرح على الفقير وأهله وعياله من غيره، فهو يحقّق المقصد أكثر من غيره. فمن أخرج زكاة الفطر ثوبًا أو قماشًا أو نحوه لا يجزئه ويبقى دينًا عليه يخرجه مستقبلاً، ودَيْنُ الله أحقّ أن يُقضى والله أعلم.

العوفي العوفي
2016-07-03, 00:58
هل تجوز الاستدانة من أجل إخراج زكاة الفطر؟
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم “فرض زكاة الفطر من رمضان على كلّ نفس من المسلمين حرّ أو عبد أو رجل أو امرأة، صغير أو كبير، صاعًا من تمر، أو صاعًا من شعير”، وحكمة زكاة الفطر هي التّطهير من الآثام الّتي قد يكون ارتكبها ووقع فيها في شهر رمضان، وهي أيضًا طعمة للفقراء والمساكين حتّى يحسّوا بفرحة يوم العيد كاملة مثل الأغنياء.

وهي واجبة على كلّ مسلم يملك قوت يومه، وإن كان المسلم لا يملك قوت يومه واستدان من غيره متيقنًا قدرته على تسديد الدَّيْن، فإنّه يجب عليه الاستدانة وإخراجها، وإن كان لا يملك قوت يومه فأعطيت له زكاة الفطر، فإنّه يجب عليه إخراجها من تلك الزّكاة الّتي أعطيت له، وإن لم يكن يملك قوت يومه وليس له أن يسدّد الدَّيْن لو استدان حينئذ نقول ما قال الله تعالى: “لاَ يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إلآَّ وُسْعَهَا” البقرة:286، والله أعلم.

العوفي العوفي
2016-07-03, 01:07
السؤال: من استمنى وهو صائم فهل يبطل صومه؟ وماذا يترتب عليه بفعل ذلك؟

الجواب: الاستمناء محرم عند جمهور العلماء في رمضان وغيره، وهو من الاعتداء لقوله تعالى: «وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ»، أي من لم يحفظ فرجه إلا عن زوجته فقد اعتدى على حدود الله وانتهك حرماته، سواء كان الاعتداء بالزنا أو اللواط أو السحاق أو الاستمناء، ومن تعمّد إخراج المني في نهار رمضان بطل صومه ووجب عليه أن يتوب إلى لله تعالى، كما يجب القضاء والكفارة.

العوفي العوفي
2016-07-03, 01:08
السؤال: انقطع عني الحيض قبل أذان الصبح الثاني ولم أغتسل حتى النهار، فهل صيامي صحيح؟

الجواب: إذا انقطع الحيض قبل الأذان الثاني ولو بلحظة قصيرة وجب الصوم على المرأة، سواء اغتسلت عند طهرها مباشرة أو أخرت الغسل، لأن صحة الصوم لا تتوقف على الغسل.

العوفي العوفي
2016-07-03, 01:09
السؤال: في هذه الأيام الأخيرة من شهر رمضان صار الإمام يدعو في صلاة الوتر بدعاء القنوت ويطيل فيه بنحو عشر دقائق أو ربع ساعة، فهل هذه الإطالة مشروعة؟

الجواب: المطلوب من الأئمة التخفيف في الصلاة وعدم الإطالة لاسيما إذا كان ذلك يشق على المصلين، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا أَمَّ أَحَدُكُمُ النَّاسَ فَلْيُخَفِّفْ فَإِنَّ فِيهِمُ الصَّغِيرَ وَالكَبِيرَ وَالضَّعِيفَ وَالمَرِيضَ، فَإِذَا صَلَّى وَحْدَهُ فَلْيُصَلِّ كَيْفَ شَاءَ»، فلا ينبغي للإمام أن يطيل في القراءة أو السجود أو الركوع أو الدعاء، وما يفعله هذا الإمام مخالف للهدي النبوي، إذ لم يكن صلى الله عليه وسلم يطيل في دعاء القنوت، ومن رجع إلى الأدعية الواردة عنه أو عن الصحابة وتابعيهم وجدها قصيرة جدا؛ والإطالة هذه من الاعتداء في الدعاء المنهي عنه كما في الحديث عند أبي داود عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّهُ سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الأمَّةِ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الطَّهُورِ وَالدُّعَاءِ».

العوفي العوفي
2016-07-03, 01:09
السؤال: إذا كانت الزوجة عاملة ولها أموال، فهل تخرج زكاة الفطر عن نفسها؟

الجواب: لا يجب على الزوجة إخراج زكاة الفطر عن نفسها ولو كانت غنية، وإن أرادت أن تفعل ذلك أعلمت زوجها لتسقط عنه، لأن الخطاب متوجه إليه دونها، فلا تسقط عنه إلا إذا علم أنها أخرجت زكاة فطرتها، لأن نية إخراج الزكاة فرض.

العوفي العوفي
2016-07-03, 01:10
السؤال: حصل شجار بيني وبين زوجتي في بداية رمضان بسبب خلاف وقع بينها وبين أمي، فغضبت وخرجت من البيت وهي الآن عند أخيها، ولم يكن لي أي دخل في هذا الشجار، ولما طلبت منها أن تعود إلى البيت رفضت، فهل رفضها يعد عصيانا للزوج، وهل أنا مطالب بإخراج زكاة الفطر عنها في آخر رمضان لأنها لم تصم معي في البيت؟

الجواب: خروج المرأة من بيت زوجها من دون إذنه حرام، سواء خرجت لبيت أبيها أو أخيها أو غيرهما، وفعل ذلك يعد نشوزا، ويجب عليها أن ترجع، وقد قال تعالى: «وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا»، والأحاديث في تحريم مغادرة بيت الزوجية أو هجرة فراشه كثيرة، منها ما رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِذَا بَاتَتِ الْمَرْأَةُ هَاجِرَةً فِرَاشَ زَوْجِهَا، لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ».

وروى الحاكم والطبراني بسند جيد عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اثْنَانِ لَا تُجَاوِزُ صَلَاتُهُمَا رُءُوسَهُمَا: عَبْدٌ أَبَقَ مِنْ مَوَالِيهِ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْهِمْ، وَامْرَأَةٌ عَصَتْ زَوْجَهَا حَتَّى تَرْجِعَ».

وإذا لم تعد فلا يجب عليك أن تخرج زكاة الفطر عنها، لأن زكاة الفطر واجبة على المسلم عن كل من تلزمه نفقته، والمرأة الناشز لا تستحق النفقة.

ولابد هنا من التنبيه على أمر مهم، وهو أن أم الزوج يجب عليها أن تكون منصفة وعادلة، ويحرم عليها أن تظلم زوجة ابنها، ولا يجوز لها أن تتدخل في شؤون الزوجين إلا بالمعروف، لأنها إذا تسببت في التفرقة بين الزوجين فهي آثمة عاصية لله عز وجل، وقد جاء في الحديث الصحيح عند أحمد والنسائي وابن حبان عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ أَفْسَدَ امْرَأَةً عَلَى زَوْجِهَا فَلَيْسَ مِنَّا».

العوفي العوفي
2016-07-05, 01:33
سيدة تسأل: هل يجب إخراج زكاة الفطر على الجنين في بطن أمه؟
زكاة الفطر تجب على المسلم الحر والعبد، الصغير والكبير، الذكر والأنثى، يخرجها عن نفسه وعمن ينفق عنهم، أما الجنين في بطن أمه فلا يجب عليك أن تخرجي زكاته، ولكن إن استهل قبل صلاة العيد وجب إخراجها عنه، وهذا عند كثير من العلماء، ومنهم من يقول بوجوب خروجها إن استهل قبل الفجر.

العوفي العوفي
2016-07-05, 01:34
سائل يسأل عن حقيقة العيد؟
شرعت صلاة العيد في السنة الأولى من الهجرة، ودليل مشروعيتها من الكتاب قوله تعالى: {فَصَل لِرَبكَ وَانَحَرْ} الكوثر:2، وفي السنة ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي صلاة العيدين وأول عيد الفطر في السنة الثانية من الهجرة، وأجمع المسلمون على مشروعية صلاة العيدين، حيث يجتمع المسلمون للصلاة وللتكبير ولسماع الخطبة التي تتوسطها جلسة خفيفة، ليتوجه بعدها بعضهم إلى بعض بطلاقة وجه يلقي التهنئة ويقول: “تقبل الله منا ومنكم”، فيتصالح المتخاصمون ويتواد المتحابون في الله وتوصل الأرحام. ونذكر في هذه الكلمات بهدي النبي صلى الله عليه وسلم يوم العيد، فهو قدوتنا وأسوتنا الحسنة والذي نرجو بالتأسي به دخول الجنة. كان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يأكل قبل خروجه لصلاة العيد تمرات يأكلهن وِترًا، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “ما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فطر حتى يأكل تمرات ثلاثًا أو خمسًا أو سبعًا أو أقل من ذلك أو أكثر وِترًا” أخرجه البخاري بغير هذا اللفظ “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو حتى يأكل تمرات” وزاد “ويأكلهن وِترًا”.
وكان هديه صلى الله عليه وسلم يوم العيد أن يلبس أجود لبسه أو يتطيب ليذهب إلى المسجد ويحضر صلاة العيد مع جمع المؤمنين.
وعلى المؤمن أن يُكثِر من التكبير من ليلة العيد وخاصة عند خروجه لحضور الصلاة (صلاة العيد)، قال تعالى: {لِتُكَبرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ} الحج:37.
ومن هديه صلى الله عليه وسلم أنه يخرج إلى الصلاة من طريق ويرجع من أخرى، قال جابر: كان النبي صلى الله عليه وسلم “إذا كان يوم عيد خالف الطريق” أخرجه البخاري، ومخالفة الطريق أدعى للقاء عدد كبير من إخوانه المسلمين ليُبادلهم التهنئة، ولقد روي أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كانوا إذا التقى بعضهم ببعض يوم العيد قالوا: “تقبل الله منا ومنكم” قال ابن حجر: حديث حسن. كما يجوز للمرأة الحائض أن تخرج إلى المصلى يوم العيد لتشهد الخير والبركة ودعاء المسلمين كما ثبت من حديث أم عطية رضي الله عنها قالت: “أُمِرنا أن نخرج العواتق والحيض في العيدين يشهدن الخير ودعوة المسلمين ويعتزل الحيض المصلى” رواه البخاري ومسلم، ولنجعل العيد فرصة للتصافي والتصالح والتحاب والتواد .

العوفي العوفي
2016-07-05, 01:36
بعد سويعات يرحل عنا شهر رمضان المعظم الذي شرفه الله تعالى وعظمه ورفع قدره وكرمه بالصيام والقيام وتلاوة القرآن والخشوع والتضرع إلى الله عز وجل والإقبال عليه ونزول الرحمة فيه عليكم من الله سبحانه وتعالى، ليعود العام المقبل إن شاء الله تعالى، فمنا الرابح ومنا الخاسر، ومنا مَن اغتنم أيامه ولياليه في التقرب إلى الله تعالى بما يستطيع، ومنا مَن كان مُقصرًا ومُسرفًا على نفسه.

إن من تمام شكرك لله عز وجل أن تجعل من نهاية شهر رمضان الفضيل حياة جديدة ملئها الطاعة، ومعاملة صادقة صالحة مع الله، واستأنف عملك وداوم عليه تفُز بجنة الرضوان.
كم تعذر متعذر عن العمل الصالح قبل رمضان، فجاء رمضان ليُزيل عنه هذا اللبس ويرفع عنه تلك الغشاوة، ليُصبح في رمضان عبدًا صالحًا، يتقرب إلى الله بالطاعات، يصوم مع الصائمين، ويقوم مع القائمين، بل ويعتكف مع المعتكفين، ليزداد المرء إيمانًا وصلاحًا. قال الله تعالى: {الذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ دَائِمُونَ} المعارج: ٢٣، وقال سبحانه: {وَالذِينَ هُمْ عَنِ اللغْوِ مُعْرِضُونَ} المؤمنون:3.

وعندما سُئِلت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها عن أحب الأعمال للنبي صلى الله عليه وسلم قالت: “أدومها”، ومِن حبه صلى الله عليه وسلم للمُداومة كان إذا فاته وِرَدُه من الليل قضاه في الصباح، وفي هذا دليل على حبه للعمل وحرصه على المداومة. وقد وصى الله عز وجل خير خلقه الأنبياء صلوات ربنا وسلامه عليهم: {وَأَوْصَانِي بِالصلاَةِ وَالزكَاةِ مَا دُمْتُ حَيا} أي: داوم واستمر على الطاعة حتى الممات. فإذا كانت هذه وصية الله للأنبياء، فنحن من باب أولى، وهي ليست وصية بل أمر وصى بها خير أنبيائه. وقد خطب سيدنا عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يوم فطر فقال: أيها الناس: إنكم صُمتم لله ثلاثين يومًا، وقُمتم ثلاثين ليلة، وخرجتم اليوم تطلبون من الله أن يتقبل منكم.

ومن علامات القبول للصيام والقيام أن يكون حال العبد بعد الصيام أفضل من حاله قبل رمضان. فاحمدوا الله عباد الله على بلوغ اختتامه، وسلوه قبول صيامه وقيامه، وراقبوه بأداء حقوقه، واعتصموا بحبل الله وتوفيقه.

لذا، على الصائم أن يُودع رمضان بالتوبة النصوح من جميع الذنوب والآثام، والعزم على أن يكون حاله بعد رمضان أفضل من حاله قبله، فقد خابَ وخسر مَن عرف ربه في رمضان وجهله في غيره من الشهور، فإنه عبد سوء، وأن يغلب عليه الخوف والحَذَر من عدم قبول العمل، روي عن علي رضي الله عنه أنه قال: كونوا لقبول العمل أشد اهتمامًا منكم بالعمل، ألَم تسمعوا الله عز وجل يقول: {إنمَا يَتَقَبلُ اللهُ مِنَ الْمُتقِينَ}. فاللهم كما بلغتنا شهر الصيام، فاجعل عامه علينا من أبرك الأعوام، وأيامه من أسعد الأيام، وتقبل منا ما قدمناه فيه من الصيام والقيام، واغفر لنا ما اقترفنا فيه من الآثام، واعتق رقابنا من النار يا أرحم الراحمين.

العوفي العوفي
2016-07-05, 01:37
مرة أخرى يلزم القرآن الكريم المعاندين والمنكرين بالتفكير دليلاً وحجة وبرهانًا، رفعًا لقدر التفكير وحثا عليه، إذ يقول الحق سبحانه: {أَوَلَمْ يَتَفَكرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنةٍ إِنْ هُوَ إِلا نَذِيرٌ مُبِينٌ * أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَي حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ * مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}، هكذا يكتفي القرآن في إبطال مزاعم المشركين بأن يطالبهم بالتفكير؛ لأن الحقيقة وليدة التفكير، والوصول إلى الصواب نتيجة التفكير، والاقتناع فرع عن التفكير، وتطوير العلوم واكتشاف المجهول رائده التفكير، كما أن الانتفاع الصحيح بوحي الله عز وجل نتيجةٌ للتفكير القويم.
وهذه الآية وغيرها توضح ذلك وتؤكده، فمعنى الآية كما يقول الإمام ابن الجوزي رحمه الله: “ومعنى الآية: {أَوَلَمْ يَتَفَكرُوا} فيعلموا {مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنةٍ}، أي: جنون، فحثهم على التفكر في أمره ليعلموا أنه بريء من الجنون، {إِنْ هُوَ} أي: ما هو {إِلا نَذِيرٌ} أي: مخوف مُبِينٌ يبين طريق الهدى. ثم حثهم على النظر [والنظر التفكير] المؤدي إلى العلم فقال: {أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السماواتِ وَالْأَرْضِ} ليستدلوا على أن لها صانعًا مدبرًا”.
وقال سيدي عبد الرحمن الثعالبي رحمه الله في تفسير هذه الآية: “ويظهر مِنْ رصف الآية أنها باعثةٌ لهم على الفِكْرة في أمره صلى الله عليه وسلم وأنه ليس به جنةٌ كما أحالهم بعد هذه الآية على النظَرْ [وهو التفكير]”. فقوله سبحانه: {أَوَلَمْ يَتَفَكرُوا} إنكارٌ لعدم تفكرهم في شأنه، المبين صدقه، وصحة نبوته، وحث لهم وبعث على التفكير. ونحن المسلمين المصدقين بهذا الكتاب أولى منهم بالامتثال بهذا الأمر! -

العوفي العوفي
2016-07-05, 01:52
السؤال: هل صحيح أن دفع زكاة الفطر لا تجوز بالنقود ويجب أن تخرج طعاما؟

الجواب: في المسألة أقوال للعلماء، منهم من منع إخراج زكاة الفطر نقدا وأوجبها طعاما، ومنهم من أجاز إخراجها نقدا.والذي تؤيده ظواهر النصوص الشرعية ومقاصد الشريعة الإسلامية هو جواز إخراج الزكاة نقدا، وهذا القول مروي عن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب والصحابي الجليل معاذ بن جبل أعلم الأمة بالحلال والحرام، وهو قول عمر بن عبد العزيز وبه أخذ أبو حنيفة وسفيان الثوري ورواية عن مالك، وهو مذهب الإمام البخاري صاحب الصحيح، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية، وبناء عليه يجوز لك أن تخرج زكاة فطرك نقدا وتجزئك إن شاء الله.

العوفي العوفي
2016-07-05, 01:53
السؤال: أنا مقيم في ولاية الجزائر، فهل يجوز لي أن أبعث زكاة الفطر إلى أقاربي الفقراء وهم يسكنون في ولاية بجاية.

الجواب: الأصل أن تخرج زكاة الفطر في الموضع الذي وجبت عليك، فإن كنت في تيبازة أخرجتها فيه، وإن كنت في جيجل أخرجتها فيه، لما جاء في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «فَأَعْلِمْهُمْ أَنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً فِي أَمْوَالِهِمْ تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ»، فإن لم تجد فقيرا تدفعها له أو كان البعيد أشد فقرا وأكثر حاجة جاز لك إرسالها إليه.

العوفي العوفي
2016-07-05, 01:54
السؤال: والدي يبدأ فطره على الشربة، وفي كل مرة ننصحه أن يبدأ بالتمر أو الماء ولكنه لا يستجيب، فما هي النصيحة التي تقدّمها له لأنه يتابع أجوبتك باستمرار؟

الجواب: بدء الإفطار على الأشياء الدسمة غير منصوح به شرعا وطبيا، والمستحب ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهو الإفطار على التمر أو الماء، ففي الحديث عن أنس رضي الله عنه قال: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَعَلَى تَمَرَاتٍ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ».

وروى أبو داود والترمذي عن سلمان بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ وَجَدَ تَمْرًا فَلْيُفْطِرْ عَلَيهِ، وَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى المَاءِ فَإِنَّهُ طَهُورٌ».

العوفي العوفي
2016-07-05, 01:55
السؤال: أرغب في صيام ستة أيام من شوال، وعليّ قضاء ستة أيام أفطرتها في رمضان بسبب العادة الشهرية، فهل أبدأ بالقضاء أو بصيام أيام شوال؟

الجواب: يقتضي منا الجواب أن نوضح بعض الأمور وهي:
أولا: أن صيام ستة أيام من شوال مستحبة للحديث الذي رواه مسلم عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ».

ومعنى كصيام الدهر أن العام فيه اثنا عشر شهرا، ولأن الحسنة بعشر أمثالها فإن شهر رمضان بعشرة أشهر، ويبقى شهران يتمهما الصائم بصيام ستة أيام من شوال لأنها تعدل ستين يوما يتمم بها السنة.

ثانيا: أن القضاء واجب على التراخي وليس على الفور، بدليل ما جاء في الآية الكريمة: «فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامِ أُخَرَ»، فإن الأمر فيها على التراخي لا على الفور.

ولحديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين قالت: «كَانَ يَكُونُ عَلَيَّ الصَّوْمُ مِنْ رَمَضَانَ فَمَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَقْضِيَهُ إِلاَّ فِي شَعْبَانَ»، ولو كان واجبا على الفور ما أخرته إلى شعبان.

ثالثا: أن المستحب المبادرة والمسارعة إلى القضاء وعدم تأخيره لأجل إبراء الذمة من الدَّين، وخشية أن يعجز الإنسان أو يدركه الموت قبل قضائه، لقوله تبارك وتعالى: «وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ»، وقوله تعالى: «سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ».

رابعا: أن تقديم صيام أيام شوال على القضاء مكروه على الرأي المشهور وليس حراما، والمستحب أن يبدأ بقضاء دينه ثم يتطوع بما شاء من الصيام.

فقد روى عبد الرزاق والبيهقي بسند صحيح عن عثمان بن موهب قال: «سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه وَسَأَلَهُ رَجُلٌ فَقَالَ: إِنَّ عَلَيَّ أَيَّامًا (مِنْ رَمَضَانَ)، وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَتَطَوَّعَ فِي العَشْرِ، (أَفَأَصُومُ العَشْرَ تَطَوُّعًا ؟)، قَالَ: لاَ، بَلْ ابْدَأْ بِحَقِّ اللهِ فَاقْضِهِ، ثُمَّ تَطَوَّعْ بَعْدُ مَا شِئْتَ».

خامسا: هناك رأي لابن رشد الجد يجيز تقديم السنة على قضاء الفرض إذا كان القضاء واجبا وجوبا موسعا وخشي من فوات السنة، واستدل على ذلك بما في صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم لما نام عن صلاة الصبح هو وأصحابه ولم يستيقظوا حتى طلعت الشمس وكانوا في غزوة، فأمر بلالا فأذن بالصلاة فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة الفجر ثم صلى بأصحابه رضي الله عنهم صلاة الصبح، فقدّم النبي صلى الله عليه وسلم السنة على الفرض كي لا يفوته فضلها، ويمكن الاستفادة من هذا القول بالنسبة للذي لا يمكنه أن يقضي ثم يتطوع.

العوفي العوفي
2016-07-05, 15:31
الحمد لله الذي وفقنا لصيام شهر رمضان وقيام لياليه بالصلاة والدعاء وقراءة القرآن، وها هي نسمات العيد تهل علينا.
إن الله تعالى قد شرع العيدين لحِكم جليلة سامية، أما فيما يتعلق بعيد الفطر فإن الناس قد أدوا فريضة من فرائض الإسلام وهي الصيام، فجعل الله لهم يوم عيد يفرحون فيه، ويفعلون فيه من السرور واللعب المُباح ما يكون فيه إظهارٌ لهذا العيد، وشكرٌ لله على هذه النعمة.
وللعيد في ديننا الإسلامي آداب وسنن وأحكام لابد من القيام بها حتى نحقق المقاصد الشرعية من الاحتفال والبهجة والفرح والسرور في هذا اليوم العظيم، وأول ما يبدأ به المسلم، إخراج زكاة الفطر التي جعلها الله عز وجل طُهرة للصائم من اللغو والرفث قبل صلاة العيد.
الاغتسال لصلاة العيد ولبس أحسن الثياب والتطيب، لذلك فقد صح في الموطأ وغيره أَنَ عبدَ اللهِ بنَ عمر كان يَغْتَسِلُ يوم الفطر قبل أنْ يَغْدُوَ إلى المصلى، وعن جابر رضي الله عنه قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم جُبة يلبسها للعيدين ويوم الجمعة.
وكذا الأكل قبل الخروج من المنزل على تمرات أو غيرها قبل الذهاب لصلاة العيد الفطر، لما رواه البخاري عن أنس بنِ مالك قال: “كان رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ لا يَغْدُو يوم الفطرِ حتى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ.. ويَأْكُلُهُنَ وِتْرًا”. والتكبير يوم العيد، ويبدأ من ثبوت العيد وينتهي بصلاة العيد. وقد قال الله تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدةَ وَلِتُكَبرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلكُمْ تَشْكُرُونَ}، وصيغة التكبير الثابتة عن الصحابة رضي الله عنهم: “الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرًا”، و«الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر ولله الحمد”.
والذهاب من طريق إلى المُصلى والعودة من طريق آخر، عن جابرِ رضي الله عنه قال: “كان النبي صلى اللهُ عليهِ وسلمَ إذا كان يومُ عيدٍ خَالَفَ الطريقَ”. وقيل إن الحكمة من ذلك ليشهد له الطريقان عند الله يوم القيامة، والأرض تحدث يوم القيامة بما عُمل عليها من الخير والشر، وقيل لإظهار شعائر الإسلام في الطريقين، وقيل لإظهار ذكر الله.
كما أن صلاة العيد في المُصلى سُنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلنحرص عليها، وإن صليت في المسجد لسبب أو لآخر جاز ذلك، إلى جانب اصطحاب النساء والأطفال والصبيان دون استثناء حتى الحُيض والعواتق وذوات الخدور من النساء كما جاء في صحيح مسلم عن أُم عطيةَ رضي الله عنها قالت: “أَمَرَنَا، تعني النبي صلى اللهُ عليهِ وسلم، أَنْ نُخْرِجَ في العيدين العَوَاتِقَ وذوات الخُدُورِ وأَمَرَ الْحُيضَ أن يَعْتَزِلْنَ مُصَلى المسلمين”.
وأداء صلاة العيد ركعتان، يُكبر في الأولى سبع تكبيرات غير تكبيرة الإحرام وفي الثانية خمس تكبيرات قبل الفاتحة أيضًا، ويقرأ الإمام فيهما سورة الأعلى والغاشية كما في صحيح مسلم عن النعمانِ بن بشير قال: “كان رسولُ اللهِ صلى الله عليهِ وسلمَ يَقْرَأُ في العيدين وفي الجمعةِ بِسَبحِ اسْمَ رَبكَ الْأَعْلَى وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ”.
كما أن الاستماع إلى الخطبة التي بعد صلاة العيد سُنة، بالإضافة إلى أن التهنئة بالعيد ثابتة عن الصحابة رضي الله عنهم، ولم تثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح، وأما عن الصحابة فعن جبير بن نفير قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقى يوم العيد يقول بعضهم لبعض: “تقبل منا ومنك”

العوفي العوفي
2016-07-05, 16:02
روى البخاري عن أنس بنِ مالك قال: “كان رسولُ اللهِ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ لا يَغْدُو يوم الفطرِ حتى يَأْكُلَ تَمَرَاتٍ.. ويَأْكُلُهُنَ وِتْرًا”. والتكبير يوم العيد، ويبدأ من ثبوت العيد وينتهي بصلاة العيد.

sliman rabeh
2016-07-10, 16:02
جزاك الله خيرًا وبارك فيك

العوفي العوفي
2016-07-11, 07:20
كيف يكون موقف الإنسان بين حزنه على وداع رمضان وفرحته بالعيد؟
رمضان شهر مبارك، جاء بالخير كلّه، بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، ربط المسلمين بكتاب ربّهم وبالصّلاة وبقيام الليل، وهذه من أجلّ العبادات الّتي ينبغي الحفاظ عليها بعد رمضان، فكأنه مدرسة تكوينية تحضّر لما بعد التخرّج، فيشمّر الدارسون بها سواعدهم للخوض في الحياة العملية، وينبغي على المسلم أن يبقى حريصًا على أداء الصلاة في وقتها مع الجماعة، وعلى قيام الليل ولو بركعتين، وعلى الإنفاق على الفقراء، وعلى صلة الرحم، وعلى ضبط الأعصاب وحسن الخلق ولين الجانب مع إخوانه المسلمين، وصوم ست من شوال، وغيرها من أبواب الخير.
وحق لمَن وفّقه الله لصيام رمضان وقيامه وقيام ليلة القدر إيمانًا واحتسابًا أن يفرح، قال صلّى الله عليه وسلّم: “للصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربّه”، أخرجه البخاري ومسلم، فيفرح يوم العيد لتوفيق الله له، ويفرح أن جعله عنصرًا من أمة الإسلام المباركة الّتي يحسدها غيرها من الأمم تدين بغير دين الإسلام على تلك المناسبات والمحطات المباركة الّتي تجمع شمل المسلمين وتوحّدهم وتربطهم بخالقهم جلّ وعلا، قال تعالى: {وَلِتُكْمِلُوا العِدّة ولتُكبِّروا الله على ما هداكُم ولعلّكم تشكرون} البقرة:185.

العوفي العوفي
2016-07-11, 07:21
امرأة تسأل: هل تبدأ بقضاء دينها ثمّ تصوم ستا من شوال، أم تبدأ بصوم ست من شوال ثم تقضي دينها؟
الأولى هو قضاء الدَّين ثمّ صيام ست من شوال، لأنّه جاء في الحديث: “مَن صام رمضان واتبعه بست من شوال...”، رواه مسلم.
والمرأة الّتي أفطرت في رمضان بسبب الحيض أو النّفاس أو من أفطر في رمضان لعُذر شرعي لا يكون صائمًا لرمضان كلّه حتّى يقضي ما أفطره، وبقضائه يصدق فيه حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إن أتبعه بست من شوال.
ثمّ إن تأخير القضاء قد يورث التهاون والكسل إلى غاية رمضان الموالي، وربّما أدركه الموت وأخذ معه دينه إلى ربّه عزّ وجلّ، والله أعلم.

العوفي العوفي
2016-07-11, 10:50
http://www.lakii.com/img/free/Aug12/DcluMzevFsC.jpg

العوفي العوفي
2016-07-11, 10:51
https://encrypted-tbn3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQGTcX85V5_SLr0jymLxXn5-AwqTWX7W4zSNHAsALAx8ic3_cxoTQ

العوفي العوفي
2016-07-11, 10:51
http://img.rjeem.com/imgcache/2014/01/351490.jpg

العوفي العوفي
2016-07-11, 10:52
http://www.m5zn.com/uploads/2010/11/12/photo/1112100611559vq3opjvxocas0cbt5w2.png

العوفي العوفي
2016-07-11, 10:54
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان المراد صيام الستة من شوال فإنه مستحب لما يترتب على ذلك من الأجر حيث إن صيامها يعادل صيام سنة ومن صامها بعد صيام رمضان فكأنه صام الدهر كما ورد في الأحاديث الصحيحة، ففي صحيح مسلم: عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنه حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من صام رمضان ثم أتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر. وفي سنن ابن ماجه عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة { من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}. صححه الألباني. ورواه ابن خزيمة في صحيحه عن ثوبان أيضا بلفظ: صيام رمضان بعشرة أشهر، وصيام الستة أيام بشهرين، فذلك صيام السنة يعني رمضان وستة أيام بعده. وهذه الأيام لا تسمى أيام البيض.

وإن كان المراد صيام أيام البيض من كل شهر فقد ورد أيضا أن صيامها كصيام الدهر ففي البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام. قال الحافظ ابن حجر في الفتح: الذي يظهر أن المراد بها البيض: انتهى. وفي سنن أبي داود : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نصوم البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة قال: وقال: هن كهيئة الدهر: صححه الألباني.

وفي سنن النسائي عن جرير بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : صيام ثلاثة أيام من كل شهر صيام الدهر، وأيام البيض صبيحة ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة :حسنه الألباني.والله أعلم.

العوفي العوفي
2016-07-11, 10:59
ما حكم صيام الستّ من شوال ، وهل هي واجبة ؟.

صيام ست من شوال بعد فريضة رمضان سنّة مستحبّة وليست بواجب ، ويشرع للمسلم صيام ستة أيام من شوال ، و في ذلك فضل عظيم ، وأجر كبير ذلك أن من صامها يكتب له أجر صيام سنة كاملة كما صح ذلك عن المصطفى صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال كان كصيام الدهر . " رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.

وقد فسّر ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله : " من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة : (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) . " وفي رواية : " جعل الله الحسنة بعشر أمثالها فشهر بعشرة أشهر وصيام ستة أيام تمام السنة " النسائي وابن ماجة وهو في صحيح الترغيب والترهيب 1/421 ورواه ابن خزيمة بلفظ : " صيام شهر رمضان بعشرة أمثالها وصيام ستة أيام بشهرين فذلك صيام السنة " .

وقد صرّح الفقهاء من الحنابلة والشافعية : بأن صوم ستة أيام من شوال بعد رمضان يعدل صيام سنة فرضا ، وإلا فإنّ مضاعفة الأجر عموما ثابت حتى في صيام النافلة لأن الحسنة بعشرة أمثالها .

ثم إنّ من الفوائد المهمّة لصيام ستّ من شوال تعويض النّقص الذي حصل في صيام الفريضة في رمضان إذ لا يخلو الصائم من حصول تقصير أو ذنب مؤثّر سلبا في صيامه ويوم القيامة يُؤخذ من النوافل لجبران نقص الفرائض كما قال صلى الله عليه وسلم : " إن أول ما يحاسب الناس به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة قال يقول ربنا جل وعز لملائكته وهو أعلم انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها فإن كانت تامة كتبت تامة وإن انتقص منها شيئا قال انظروا هل لعبدي من تطوع فإن كان له تطوع قال أتموا لعبدي فريضته من تطوعه ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم " رواه أبو داود . والله أعلم .

Abdessamed19
2016-07-11, 14:55
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا

العوفي العوفي
2016-07-11, 15:05
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا
http://www.karom.net/up/uploads/132550221810.gif

العوفي العوفي
2016-07-12, 15:15
http://img.rjeem.com/imgcache/2014/01/351490.jpg

العوفي العوفي
2016-07-13, 20:45
كثير من النّاس يُصاب بالفتور بُعيد الاجتهاد في رمضان، ففي رمضان يجتهد كثير من النّاس في الإقبال على الطّاعات وفعل القُربات من الفجر إلى اللّيل بتلاوة القرآن وملازمة المساجد والمُحافظة على الصّلوات في وقتها.

ما إن تنقضي أيّام رمضان حتّى تجد كثيرًا من النّاس قد أصيبوا بالتّعب والنّصب، وبعضهم سرعان ما ينقطع عن الصّلوات في المسجد، والآخرون لا يُمكنهم حتّى صيام الست من شوال لاسيما إذا لم يُبادر بالصّيام بعد العيد مباشرة، حيث أنه إذا ضيّع المسار الّذي كان يتّبعه في رمضان في بضعة أيّام لم يتمكّن ولم يقدر على العودة إليه.

ولذلك يحتاج المسلم بعد خروجه من رمضان فائزًا بإذن الله تعالى إلى جملة من الأسباب الّتي تعينه للمداومة على الأعمال الصّالحة، ومن هذه الأسباب طلب العون من الله عزَّ وجلَّ على الهداية والثّبات أوّلاً وقبل كلّ شيء، وقد أثنى الله تعالى على دُعاء الرّاسخين في العلم: {رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} آل عمران:8، ولذلك قال حكيم:
إذا لم يكن عونٌ من الله للفتى
فأوّل ما يقضي عليه اجتهاده
وكذلك العزيمة الصّادقة بعد التوكّل على الله تعالى، ونفض غبار الغفلة والتّسويف. إضافة إلى الاقتصاد في العبادة وعدم الإثقال على النّفس بأعمال تؤدّي إلى المشقّة المُفضية إلى السّآمة والملل من العبادة، وقد ثبت في الصّحيحين عن عائشة رضي الله عنها أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم سُئل: أيّ الأعمال أحبّ إلى الله؟ قال: “أدومها وإن قلّ”، وقال: “اكلَفوا من الأعمال ما تطيقون”.
إلى جانب تذكّر الموتِ والدّارِ الآخرة وقِصرُ الأمل، فإنّ طول الأمل يُورّث الكسل ويفسد العمل، كما قال صلّى الله عليه وسلّم: “أكثروا ذكرَ هادمِ اللّذات”، أي الموت، ومَن أكثر ذِكر الموت نَشِط في عمله، ولم يغتر بطول أمله، وبادر بالأعمال قبل نزول أجله، قال تعالى: {وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ * وَلَن يُؤَخِّرَ اللهُ نَفْسًا إِذَا جَاء أَجَلُهَا وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} المنافقون:10-11.

والإكثار من مُجالسة الصّالحين، والحرص على مجالس الذِّكر الّتي تحيي القلوب، وترغّب النّفس في العمل الصّالح. والتعرّف على سير الصّحابة والسّلف الصّالح من خلال القراءة للكتب أو استماع الأشرطة، فإنّها تبعث في النّفس الهمّة والعزيمة.

وكذلك الإكثار من ذِكْر الله واستغفاره، فإنّه عمل يسير، ونفعه كبير، وهو يزيد الإيمان، ويُقوّي القلب. والبُعد كلّ البعد عن مفسدات القلب من جلساء السّوء، ومشاهدة القنوات الفاسدة، والاستماع للغناء والطّرب. وأخيرًا لابدّ من تجديد التّوبة النّصوح الّتي ليس فيها رجوع للمعصية، فإنّ الله يفرح بتوبة عبده.

العوفي العوفي
2016-07-13, 20:50
{رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ} آل عمران:8

العوفي العوفي
2016-07-14, 07:12
https://encrypted-tbn3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQ_8qE1LtSoRSmov2SjWXvfioMMcc1X8 zh8tG4Gha1cXb4PFX6HsQ

http://www4.0zz0.com/2011/08/07/07/858781385.jpg

kristal farah
2016-07-15, 23:42
شكرااااااااااا

طيباوي ابو علي1
2016-07-16, 09:09
بارك الله فيكم

العوفي العوفي
2016-07-16, 23:17
بارك الله فيكم

http://www.karom.net/up/uploads/132550284011.gif

العوفي العوفي
2016-07-16, 23:18
بارك الله فيكم

http://www.karom.net/up/uploads/132533875711.gif

العوفي العوفي
2016-07-17, 11:07
http://static.oujdacity.net/thumbs/r800/data/Image/islam/ramadane_islame_oujda.jpg

العوفي العوفي
2016-07-17, 11:08
http://www.lovely0smile.com/images/Card/613.jpg

العوفي العوفي
2016-07-17, 11:10
http://lovely0smile.com/images/Card/621.jpg

العوفي العوفي
2016-07-17, 11:12
http://www.lovely0smile.com/images/Card/c-00091.jpg

العوفي العوفي
2016-07-17, 11:16
https://encrypted-tbn3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcSMMkIIn35uPaxiSwKTCQIsifp1CJQ0v d73T0lPtPJIZdf4vsD0

العوفي العوفي
2016-07-18, 23:29
http://www.img.gsm-egypt.com/images/04115641751745164235.gif

oussamaalger
2016-07-19, 13:26
جزاك الله خيييييييييييييرا جزاك الله خيييييييييييييرا جزاك الله خيييييييييييييرا جزاك الله خيييييييييييييرا جزاك الله خيييييييييييييرا جزاك الله خيييييييييييييرا جزاك الله خيييييييييييييرا جزاك الله خيييييييييييييرا جزاك الله خيييييييييييييرا

dacheraziz
2016-07-21, 18:42
موضوع جميل وشكر على المجهود المبدول منكم وشكرا

dacheraziz
2016-07-21, 18:45
موضوع جميل وشكر على المجهود المبدول منكم وشكرا

dacheraziz
2016-07-21, 18:50
موضوع جميل وشكر على المجهود المبدول منكم وشكرا

العوفي العوفي
2016-07-22, 00:29
جزاك الله خيييييييييييييرا جزاك الله خيييييييييييييرا جزاك الله خيييييييييييييرا جزاك الله خيييييييييييييرا جزاك الله خيييييييييييييرا جزاك الله خيييييييييييييرا جزاك الله خيييييييييييييرا جزاك الله خيييييييييييييرا جزاك الله خيييييييييييييرا

بورك بورك فيك...............................

العوفي العوفي
2016-07-22, 00:30
موضوع جميل وشكر على المجهود المبدول منكم وشكرا

بورك فيك.......................................

العوفي العوفي
2016-07-23, 00:42
بارك الله فيك

بورك فيك..............بورك فيك.......................................





.

العوفي العوفي
2016-08-05, 16:40
http://1.bp.blogspot.com/-2e1I8tWfS1E/T_ym0bYso6I/AAAAAAAAFjg/26wH_lnF1SI/s1600/qasralkhair-ec71f621ed.gif

العوفي العوفي
2016-08-05, 22:19
رجل أكل في رمضان الماضي بسبب مرض مُزمن وهو لا يستطيع القضاء، فكيف يكفّر عن ذلك؟

إذا أكل المؤمن في رمضان لعُذر شرعي وجب عليه القضاء، فإن لم يستطع القضاء بسبب مرض فعليه الفدية، وهي إطعام مسكين عن كلّ يوم، والإطعام يكون بمقدار وجبة كاملة من أوسط ما يُطعم الإنسان أهله وحسب مستواه المعيشي.

bilal888
2016-08-07, 23:13
بارك الله فيك

العوفي العوفي
2016-08-08, 06:30
بارك الله فيك

بورك فيك..............بورك فيك.......................................





.

العوفي العوفي
2016-09-05, 07:29
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/06/48.jpg

العوفي العوفي
2016-09-05, 07:29
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/06/47.jpg

العوفي العوفي
2016-09-05, 07:31
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/06/13.jpg

العوفي العوفي
2016-09-05, 07:31
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/06/46.jpg

العوفي العوفي
2016-09-05, 07:32
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/06/53.jpg

العوفي العوفي
2016-09-05, 07:33
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/06/62.jpg

العوفي العوفي
2016-09-05, 07:35
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/06/64.jpg

العوفي العوفي
2016-09-05, 17:42
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/06/88.jpg

العوفي العوفي
2016-09-05, 17:45
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/06/77.jpg

العوفي العوفي
2016-09-05, 17:45
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/06/77.jpg

العوفي العوفي
2016-09-05, 17:46
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/06/80.jpg

العوفي العوفي
2016-09-05, 17:46
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/06/105.jpg

العوفي العوفي
2016-09-05, 17:46
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/06/106.jpg

العوفي العوفي
2016-09-05, 17:47
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/06/110.jpg

العوفي العوفي
2016-09-05, 17:47
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/06/56.jpg

العوفي العوفي
2016-09-05, 17:52
https://matwiat.files.wordpress.com/2015/06/28.jpg