الاستشراق

[فارس الجزائري]

السلام عليكم
أضع بين أيديكم هذا الموضوع حول الاستشراق
لا تنسونا بالدعاء في سجودكم

ماهية الاستشراق.

تعريف الإستشراق.
الاستشراق لغة: مأخوذ من لفظ الشرق. واصطلاحا: يقصد به طلب علوم الشرق ولغاتهم، والمستشرق هو ذلك العالم الذي يخوض في دراسة الشرق من ناحية اللغة والآداب أو حضارة الشرق وأديانه.
ويهتم الاستشراق بالشعوب الشرقية عموما كالهند وجنوب شرق آسيا واليابان وكوريا والصين.
ولقد تم بعد ذلك الاستغناء على مصطلح الاستشراق وعوض "بالمؤتمر العالمية للدراسات الإنسانية حول آسيا وشمال إفريقيا" وهذا منذ مؤتمر باريس سنة 1973م.
وسبب هذا الاستغناء هو أن مصطلح الاستشراق لم يعد يفي حقا بوصف الباحثين المختصين في العالم الإسلامي.

نشأة الإستشراق.
يمكن أن نميز بين ثلاثة أطوار في تاريخ الاستشراق وهي:
1. طور التكوين: أو ما يمكن تسميته طور الإرهاص والذي يعود إلى العصر اليوناني الذي أشتهر بتأريخه للشعوب الشرقية )فارس وبلاد الرافدين ومصر( .. مرورا بالقرن الثامن الميلادي وذلك باحتكاك العرب بالأسبان في الأندلس إلى سلفستر الثاني الذي كان فاتحت عهد الاستشراق والذي كان اسمه قبل ذلك "دي أورليياك" )988 – 1003م( وهو رجل إيطالي تعلم العربية وبفضل مواهبه العصامية استطاع أن يعلو عرش البابوية باسم سلفستر الثاني، كأول مستشرق عرفه التاريخ.
2. طور التقدم: وانطلاقته من الحروب الصليبية عندما اكتشف الغربيون تقدم المسلمين عليهم حضاريا وعلميا فبدأت حركة الترجمة من العربية إلى اللاتينية، وتأسيس الجامعات والمعاهد في أوربا، وتدريس العربية طبقا لقرار مؤتمر فيينا في القرن الرابع عشر وكان رواد هذا الطور الرهبان في الكنائس والطلاب القادمون من جامعات الأندلس ) قرطبة، أشبيليا، وطليطلة ... ( ومن أوائل هؤلاء الراهب الفرنسي هاربرت عام )999م(وبطرس المحترم )1092م – 1156م(وجرار دي كريمون )1114 – 1187م(.
3. طور الانطلاق: ويبدأ مع عصر الطباعة وانتشار الكتب العربية في أوربا، حيث بدأت حركة موسعة للاستشراق وظهور مدارس له في الدول الغربية مثل مدرسة جادوى.
وبمجيء القرن الثامن عشر بدأ الغرب في استعمار العالم الإسلامي والاستيلاء على ممتلكاته وبدأ علماء الغرب بسرقة ونهب المخطوطات العربية حتى بلغ عدد المجلدات المسروقة في أوائل القرن التاسع عشر إلى 250 ألف مجلد.
واستمر هذا التطور للحركة الاستشراقية إلى ظهور حركات التحرر في الوطن العربي ومقاومة الاحتلال واستقلال أقطاره من الاستعمار، ولقد تم عقد أول مؤتمر للمستشرقين في باريس عام 1873م.

[فارس الجزائري]

اتجاهات الإستشراق.
ويمكن أن نميز بين ثلاثة اتجاهات للاستشراق.
1. الاتجاه العقائدي: نشأ هذا الاتجاه مع وجود المواجهة بين المسيحية والإسلام التي افتعلها الصليبيون، إذ حاول هذا الاتجاه أن يحيط إحاطة شاملة بالعالم الإسلام عامة والعربي خاصة ويدرس كل توجهاته سواء كان دينيا أو أدبيا أو سياسيا ... الخ، وقد كان يتزعم هذا الاتجاه العنصر اليهودي أملاً في تحطيم الإسلام وتفكيك أمته.
2. الاتجاه العلمي: وقد نشأ في العقود المزامنة للاستعمار الأوربي للوطن العربي، حيث شعر الأوربيون بتفوق العرب والمسلمين حضاريا وعلميا، وأيضا بعد بلوغ العقل الغربي إلى شيء من الموضوعية اتجاه العالم الإسلامي والاعتراف له بجهوده الحضارية، فكان بذلك ظهور المعاهد الشرقية والمجلات الاستشراقية المتخصصة، وإقامة المؤتمرات الإستشراقية في أوربا والعالم الإسلامي، ولا يزال هذا الاتجاه قائما بعد ظهور العولمة وما يدعى بحوار الحضارات. ويمكن أن نوجز هذا الاتجاه في نقاط أربع هي:
· تزايد عدد المستشرقين في كل من أوربا وإفريقيا وآسيا.
· اللجوء إلى الأساتذة العرب لتدريس العربية في المعاهد الشرقية الأوربية.
· إعجاب الأوربيين بسحر الشرق.
· إصرار الغرب ومحاولتهم لفهم أكثر للعالم الإسلامي.
3. اتجاه عربي إسلامي متأثر بالاستشراق: وأصحاب هذا الاتجاه هم من العلماء المسلمين الذين تأثروا بالإستشراق وطبقوا مناهجه على دراساتهم الإسلامية والمجتمع الإسلامي وهو توجه متنوع داخليا : فنجد فيه المسلمون المنبهرون بالاستشراق وحضارة الغرب عامة ويعتبرون أن منهج الاستشراق هو المنهج المناسب في دراسة الإسلام ومجتمعاته. وهناك فئة غير عربية عاشت في البلاد العربية وهؤلاء توجههم غربي رغم حياتهم في المجتمع الإسلامي وهم يعادون الإسلام، ولذلك يحتلون مكانا وسطا بين المستشرقين في الغرب والمسلمين المتأثرين بالاستشراق.

[فارس الجزائري]

دوافع الإستشراق وأهدافه.
دوافع الإستشراق.
وهناك سبع دوافع للاستشراق بالإضافة إلى دوافع ذاتية شخصية تتعلق بكل مستشرق، والدوافع الموضوعية هي:
1. الدافع النفسي: وهو حب المغامرة وروح الاستكشاف لدى كل فرد، مع الفضول المعرفي لدى الإنسان.
2. الدافع التاريخي: إن الهزائم التي تلقاها الغرب من العرب والمسلمين بدءا من دحر الروم إلى فتح الأندلس وفتح القسطنطينية، وهزائم الحروب الصليبية .. هي التي أدت بحركة الاستشراق لمعرفة أسباب الهزائم ثم الانتصار على الشرق المنتصر.
3. الدافع الاقتصادي: وهو من أهم الدوافع، فحركة نشر الكتب العربية خاصة والشرقية عامة كانت تدر على الغربيين أموالا طائلة.
4. الدافع الأيديولوجي: اختلاف الأفكار والفلسفات والتوجهات الفكر بين الشرق والغرب أجج حركة الاستشراق لغرض أيديولوجيته على الشرق، كما تفرض العولمة الآن عليه.
5. الدافع الديني: إن تفوق الإسلام على المسيحية، حرك في المسيحيين الفضول المعرفي فكان تعلم العربية هدفا لدراسة القرآن.
6. الدافع الاستعماري: ويتمثل في الحروب الصليبية والرحلات الاستكشافية واحتلال الغرب للوطن العربي في القرن 19م والهيمنة الحديثة على العالم العربي ... كان وراءها الاستشراق للسيطرة والاستغلال لخيرات الشرق.
7. الدافع العلمي: وهو أخلصها وأقلها بين المستشرقين، لأن معرفة ما توصل إليه العقل المسلم كان في آخر درجة من السلم الاستشراقي.


أهداف الإستشراق.
1. الهدف العلمي المشبوه: ويهدف إلى:
· التشكيك بصحة رسالة النبي r ومصدرها الإلهي ، وفي تفسيرهم لنزول الوحي أرجعوا ذلك إلى: الصَرَعْ الذي كان ينتاب النبي r حينا بعد حين. أو التخيلات التي كانت تملئ ذهن النبي، أو لإدعائهم لمرض نفسي كان يعاني منه النبي r ، كما كانوا ينكرون أن القرآن كتابا منزلا من عند الله عز وجل ويرجعون كل ما جاء فيه من حقائق تاريخية إلى أناس كانا قد أخبروا النبي r بها . أما الحقائق العلمية التي وردت فيه فيرجعونها إلى ذكاء النبي r .
· إنكارهم بأن الإسلام دين منزل من عند الله . وممن يدعمون هذا القول من المستشرقين اليهودي "جولد تسيهر" و"شاخت" ويؤيدهم في ذلك المستشرقون المسيحيون.
· التشكيك في صحة الحديث النبوي الذي اعتمده علماؤنا المحققون وحجتهم في ذلك ما دخل على الحديث من دس ووضع، متجاهلين بذلك الجهود التي بذلها علماؤنا من أجل وضع الأحاديث الصحيحة.
2. الهدف الديني السياسي: ويتضمن:
· تشكيك المسلمين بمولاهم ونبيهم .
· تشكيك المسلمين بقيمة تراثهم الحضاري، بزعمهم أن الحضارة الإسلامية منقولة عن الحضارة الرومانية ولم يكن للعرب أي إبداع فكري ولا ابتكار حضاري.
· إضعاف ثقة المسلمين بتراثهم وبث روح الشك في قيمهم وعقيدتهم ومثلهم العليا. وهذا يسهل على الغرب نشر حضارتهم وثقافتهم.
· إضعاف روح الإخاء الإسلامي بين المسلمين وإثارة الخلافات والنعرات بين شعوبهم عن طريق إحياء القوميات التي كانت لهم قبل الإسلام.
3. الهدف العلمي الخالص: وهو دراسة التراث العربي والإسلامي دراسة تجلي لهم بعض الحقائق الخافية عنهم، ولكن هؤلاء متهمون من قبل المستشرقين أصحاب الهدفين السابقين بأنهم قد انحرفوا عن النهج العلمي والرغبة في مجاملة المسلمين والتقرب إليهم، وهذا ما حدث لأرنولد توماس الذي أتهم بالانسياق نحو عاطفته في مؤلفه الدعوة إلى الإسلام الذي أكد فيه على تسامح المسلمين مع أصحاب الديانات الأخرى. ومن هؤلاء من يؤدي به البحث الخالص إلى اعتناق الإسلام والدفاع عنه، كما فعل المستشرق الفرنسي الفنان نصر الدين دينيه الذي عاش في الجزائر فأعجب بالإسلام وأعلن إسلامه.

[فارس الجزائري]

أهم المدارس الإستشراقية وأشهر المستشرقين.

المدارس الإستشراقية.
يرى الهراوي أن المستشرقين هم فرق ثلاث:
1. فرقة تخصصت في مباحث القرآن الكريم.
2. فرقة تخصصت في سيرة الرسول r .
3. فرقة تخصصت في التاريخ الإسلامي.
ويرى دغار" أن علم الاستشراق له مدارسه الخاصة والمقصود بالمدارس التيارات والمذاهب الخاصة للحركة الاستشراقية في الدول الأوربية"..
وأهم المدارس الإستشراقية هي:
- المدرسة الفرنسية: وتتميز بالوضوح في الإفصاح والجلاء في التعبير والدقة في البحث.
- المدرسة الإنجليزية: تتصف بالأخلاق، والمناقب والصبر والعمل الدءوب وتتميز بالموضوعية والتجريد.
- المدرسة الألمانية: هي تابعة للسابقين ولا تتميز إلا بالإلحاح وطلب الدقة والإيغال في البحث.
- المدرسة الروسية: وتتميز بالواقعية والموضوعية، والنظر العميق، والرأي الصائب.
- المدرسة الإيطالية: بالإضافة إلى المميزات السابقة، فهي تختلف عن سابقاتها بالتمركز المكاني )الاستشراق من الفاتكان( .
- المدرسة الاسبانية: اهتمت هذه المدرسة بآثار العرب في إسبانيا والمغرب فقط.
- المدرسة الأمريكية: استشراقها حديث جدا قام على أقلام أوربيين وعرب متأمركين ) خاصة من لبنان(.
- مدارس أخرى: مثل الهولندية، والكندية واليابانية واليوغسلافية ... الخ.
ولعل هذه الأخيرة أي المدرسة اليوغسلافية تميزت عن الأخريات بما يلي:
1. اهتمامها باللغات الإسلامية جميعا، كالعربية والفارسية والتركية ... الخ.
2. توفر المكتبات اليوغسلافية على عدد كبير ونادر ونفيس من المخطوطات الإسلامية.
3. توفر العنصر الإسلامي في البحث الاستشراقي مثل أحمد سمايلو فيتش.
أشهر علماء الاستشراق.
· كارل بروكلمان: من عظماء المستشرقين الذين خدموا التراث العربي والأدب خاصة فكتابه: "تاريخ الأدب" الذي نال شهرة واسعة، يعد من أهم ما أنتج هذا المستشرق.
· كارل نللينو: من أقدر المستشرقين على تفهم أسرار العربية وآدابها، من أشهر أعماله في الاستشراق "تاريخ الآداب العربية"
· رينولد نيكولسن: من المستشرقين العارفين باللغة العربية والتصوف الإسلامي.
· ريجس بلاشير: شهرة هذا المستشرق تكمن في تعمقه في دراسة الأدب العربي، وترجمته للقرآن الكريم.
· هاملتون جيب: أكثر المستشرقين إحاطة بتاريخ الإسلام والعربية، ويعد إماما من أئمة الاستشراق.
· أغناطيوس كراتشكوفسكي: عرف بحبه للأدب العربي من زمن مبكر ويعد من أعلام المستشرقين.
· غوستاف فون غرونباوم: مستشرق ضليع له أبحاث متفرقة جمعها باحثون عرب تحت عنوان "دراسات في الأدب العربي".
· آنخيل جنثالث بالنثيا: من المستشرقين الذين اهتموا بالتراث الأندلسي لكونه إسبانيا، له كتاب "تاريخ الفكر الأندلسي" مستفيدا فيه من مؤلفات العرب القدمى.
· تشارلز آدامز: وميزة هذا المستشرق أنه تناول الشرق العربي المعاصر انطلاقا من مصر فألف كتابه المشهور "الإسلام والتجديد في مصر".
ـــــــــــــــــــ

قائمة المراجع.
1. د.مصطفى السباعي، الاستشراق والمستشرقون.
2. د.عادل الآلوسي، التراث العربي والمستشرقون .
3. د.علي مصطفى صبح، من الأدب الحديث ) الجزائر:ديوان المطبوعات الجامعية، 1948م(.

[ناصر11]

الاستشراق شئ يعطينا بدائل عن النقد الذاتي

[mustapha213]

جزاك الله خيرا
إذا امكن يا فارس الجزائر إفادتي بموضوع عن التبشير الفرنسي إبان الاحتلال و شكرا.

[فارس الجزائري]

السلام عليكم
اليك هذا الموضوع حول سياسة التبشير في الجزائر علك تجد فيه ما يفيدك ولا تنسنا بالدعاء في سجودك

سياسة الغزو والإدماج
صرح عدد من الشخصيات العسكرية والدينية الفرنسية بأن احتلال الجزائر وحده لا يكفي ، فينبغي أن يدعم بإدماج الجزائريين في مجتمع الفرنسي من ناحية وتنصيرهم من ناحية أخرى وإن كان القائد "ذي بورمون" قد وعد في تصريح 5 جوييلة 1830 بعد استيلائه على مدينة الجزائر باحترام دين الجزائريين وعاداتهم وممتلكاتهم ، فكشف الغطاء عن نواياه عندما استقبل المرشدين العسكريين بمناسبة الاحتفال الديني الذي انتظم بعد انتصاره فقال: "قد فتحتم معنا من جديد معنا باب المسيحية في إفريقيا ، ورجاؤنا أن تزدهر فيها عما قريب الحضارة التي كانت قد انطفأت بها" (1) . وقد أكد أحد المرشدين العسكريين وهو "الابى" دو بيجر أن مرشدي الجيش جاؤوا ليحتلوا هم أيضاً إفريقيا هذه باسم الانجيل (2).



وقال "لويس فويو" كاتب "بيجو" سنة 1841 في كتاب له : "إن الجزائر ممتلكة مسيحية ولن تكون تونس والمغرب مثلها قبل زمن طويل" (3). ثم أضاف "إن العرب لن يكونوا لفرنسا إلا إذا صاروا فرنسيين ، ولن يكونوا فرنسيين إلا إذا تنصروا" (4) . وفي مقالة نشرت سنة 1846 ، شرح أحد الضباط الفرنسيين الذي لم يذكر اسمه لماذا يجب تطبيق سياسة التنصير فقال : "إن تعصب المسلمين هو الأمر الحقيقي الذي يدعم المقاومة التي نواجهها في إفريقيا ، وهذا الدين (الإسلام) الذي احترمناه إلى يومنا هذا نقترح الأن بجرأة محاربته ، وهكذا نثبت قوتنا وننشر طقوسنا على أنقاض الإسلام" (5) . ومعنى هذا كله أن الإسلام قد قاوم الاحتلال الفرنسي فرأى المستعمرون إزالة هذا الدين خدمة لمصلحتهم . وأبدى أسقف الجزائر السيد "دو بوش" أن وجود الإسلام قد انتهى وبعد نصف قرن لن يبقى له أثر إلا عند الهمجيين وستبعث به أوروبا إلى الصحاري التي لجأ إليها لينقرض هناك . وهكذا ستكتمل مشروعها التي بدأت في تنفيذه أثناء الحروب الصليبية (6) . أما الأسقف الذي تولى الأمر بعد "دوبوش" وهو السيد "بافي" فقد رأى من واجبه محاربة القرآن وتنصير المسلمين (7) . وهكذا تتضح فكرة المستعمرين أن احتلال الأرض لا يكفي وأنه يجب محاربة دين السكان وتحويلهم إلى نصارى . فتتحول الجزائر المسلمة إلى أرض فرنسية مسيحية .

[فارس الجزائري]

1 ـ آراء الأسقف لافجري :

كان لافيجري قد تشبع بهذه الآراء الاستعمارية قبل أن يتولى رئاسة الكنيسة في الجزائر وقد عين في هذا المنصب بتزكية من الوالي العام الماريشال "ماك ماهون" ، إلا أنه سينشب بينهما الخلاف فيما بعد . إن لافيجري أظهر عداوته للإسلام مثلما فعل الذين سبقوه فقال سنة 1860 : "إنه من الواجب علينا أن نعدل عن الأخطاء التي ارتكبناها في الماضي ، فيجب ألا نحصر (الشعب الجزائري) في حضيرة القرآن كما فعلنا ذلك مدة طويلة" . فاقترح تنصير الجزائريين أو إبعادهم إلى الجنوب (8) . فقال : "يتعين على فرنسا إما أن تقدم (للشعب الجزائري) ـ بل إني أخطأت التعبير ـ يتعين عليها أ، تفسح لنا المجال لنقدم له الإنجيل وإما عليها أن تطرد هذا الشعب إلى الصحارى بيعداً عن لعالم المتمدن" (9).
وفي رسالة أخرى بين سبب هذه السياسة ، وهو مقاومة الجزائريين ضد الاحتلال الأجنبي فقال: "إن القضية في جوهرها كما أكدنا على ذلك مراراً هي قضية هذا الدين الذي وقف أمامنا في غزو الجزائر نهائياً" (10). ولهذا الغرض أسس لافيجري جمعية لنشر الدين المسيحي ثم أسس جمعية المبشرين الذين يرتدون اللباس العربي وهم "الآباء البيض" سنة 1874 .
وقد أخطأت الإدارة الفرنسية في نظر لافيجري لأنها احترمت الإسلام ومؤسساته ، فطالبها بالتخلي عن مساعدة المساجد والمدارس الإسلامية التي تثبت " تعصب الأهالي " . فيجب أن تمنع هذه الإدارة تعليم القرآن وتسهيل أداء فريضة الحج (11). وتناسى الأسقف أن الحكومة الفرنسية قد استولت سنة 1843 على الأوقاف الإسلامية التي كانت تسهر على شؤون المساجد والمشاريع الخيرية .
وتسهيلاً لإدماجهم رأى لافيجري أن تمنح أراضي للجزائريين المتنصرين ، ولم يوافق طبعاً على سياسة "الاحترام" لأنها كانت تبحث عن معاملة الأهالي في ظل القرآن وكان يعتقد أن المسلمين لا يمكن أن يتصوروا المستعمرين إلا في شكل "كلاب مسيحيين" على حد تعبيره ، فيجوز لهم أن "يذبحوا ويرموهم في البحر" (12) . وحق الكنيسة ـ في تنصير الأهالي كان يبرره ـ في نظره ـ تخلف الإسلام الذي تسبب في "انحطاط الشعب العربي من الناحية الأخلاقية" (13) . ولهذا كان من الضروري إبعاد الشعب عن الإسلام حتى يعود إلى ماكان عليه قبل القرن السابع الميلادي أي قبل الفتح الإسلامي (14) . وسعى لافيجري أيضاً أن يتولى التبشير في تونس بعد احتلالها سنة 1881 ، فعين أول أسقف في إفريقيا وكان له مقر بقرطاجة قريباً من تونس ، غير أنه لم يكتف بهذا النشاط في الجزائر وتونس وغنما دفعه الطموح إلى مواصلة التبشير في القارة الإفريقية كلها ، وكان السبب في ذلك أن الإسلام قد انتشر في هذه القارة بصفة ملحوظة بحيث أن عدد المسلمين فيها بلغ خمسين مليوناً خلال قرن واحد . فكان لابد من وضع حد لانتشار الإسلام . ووافقت روما الأسقف على ذلك وعينته "كاردينال" تقديراً لعمله التبشيري سنة 1882 .

[فارس الجزائري]

نشاطه التبشيري
قضية اليتامى الجزائريين : شملت مجاعة كبيرة القطر الجزائري ما بين 1866 و 1868 (17) فاغتنم لافيجري هذه الفرصة ليجمع عدداً من اليتامى الجزائريين بموافقة السلطة العسكرية . وطلب مساعدات مالية من المواطنيين الفرنسيين وبعض المؤسسات ليبني ملجأ لهؤلاء الأيتام وقرر أيضاً أن "يعمدهم" وان يربيهم تربية مسيحية وأن ينشيء لهم قرى فلاحية بعد رشدهم . إلا أن الوالي العام "ماك ماهون" لم يقبل هذا المشروع وعارضه تخوفاً من غضب الأهالي ومقاومتهم العنيفة له . فحذر الأسقف قائلاً : "إذا علم الأهالي بواسطة الصحافة أنكم تريدون تنصيرهم بالقوة أو إبعادهم عن بلادهم ، أفلا يقولون بأنكم تريدون اغتنام هذه الفرصة التعيسة التي يعانون منها ليضحوا بدينهم في مقابل الخبز الذي قدمتموه لهم؟" فرد لافيجري بعنف على رسالة "ماك ماهون" قائلاً: "إن هؤلاء الأطفال هم لي ، لأن النفس التي هي فيهم أنا الذي حافظت لهم عليها ، إذا فإن القوة وحدها هي التي يمكن أن تأخذهم من مآويهم" (18) .
وفي الواقع أن الأولياء لم يطلبوا أطفالهم الذين استولى عليهم لافيجري وذلك لأنهم هلكوا عن آخرهم . وكانت أعمار اليتامى تتراوح بين الثامنة والعاشرة وبلغ عددهم 1753 طفلاً في أول الأمر ، إلا أنهم ماتوا بسبب المجاعة والتعب فبقي منهم 700 طفلاً وزعهم لافيجري بين عدة ملاجيء . وفي سنة 1870 ، بعث بعدد منهم إلى روما حيث تم "تعميدهم" ويصعب علينا أن نتصور تعصباً أعظم من هذا وعداوة أكثر صلابة للمسلمين الذين لم يراع إلا الأسقف شعورهم إطلاقاً .
إنشاء القرى المسيحية .
قرر لافيجري إنشاء مراكز فلاحية لليتامى الذين نصرهم وبين الغرض من ذلك في رسالته المؤرخة بـ6أبريل 1878 فقال : "سنجد فيها (في هذه القرى) بعد سنوات قليلة مجموعة كبيرة من العمال المفيدين الذين يساندون تعميرنا ويصيرون أصدقاء لنا أو بعبارة أخرى سنجد عرباً مسيحيين" . وفي سنة 1869 اشترى الأسقف لافيجري بعض الأراض في وادي شلف لينشئ قريتين لفائدة اليتامى المسيحيين . وشيد سنة 1872 قرية "سان سيبريان" تخليداً لأسقف قرطاجة السابق . وقد اختار هذا المكان لأنه وجد فيه آثتر كنيسة قديمة(20) . وأقام فيه 26 أسرة بعد ما زوج اليتامى الذين بلغوا سن الرشد . ومنح لكل أسرة 20 هكتاراً صالحة للزارعة ومنزلاً يتألف من غرفتين أو ثلاث غرف ومنحها تسبيقاً من النقود أو من المواد الزراعية . وقد بنيت القرية حول الكنيسة ، ويوجد في مدخلها بستان جماعي واسطبل يأوي الحيوانات في المساء (21) . غير أنه لم تكن الأراضي ملكاً لكل أسرة ، ولكنها أجرت لها بثمن رمزي . وبهذه الطريقة ظل الفلاحون خاضعين لسلطة المبشرين .
ثم أسس الأسقف القرية الثانية بعد الأولى بقليل ، وسماها "سانت مونيك" تخليداً لأم القديس أوغسطين ، وتكونت القرية من 24 أسرة . ومن ضمن العائلات ، نجد عائلات "فرانسوا بن عيسى" و "جان الشريف" الذين كانوا يعيشون أولاً في "سانت أوجين" قريباً من بوزريعة (22) . وأقامت "الأخوات البيض" في القرية واعتنين بالتعليم والتطبيب . وفي سنة 1876 أنشأ لافيجري مستشفى "سانت ايليزابيت" بالقرب من القريتين ، وشيده بحضور شخصيات مدنية وعسكرية (23) وأعجب قنصل بريطانيا بلافيجري إلى أن شبهه بالقديس أوغسطين (24) . واشتغل الفلاحون بالزراعة والرعي ، كما أنهم اشتغلوا بالصناعات المحلية التي يحتاج إلها سكان القرية من نجارة وإصلاح العربات والحديد ، وأنشئت كذلك بعض الدكاكين للتغذية العامة . ولم يختلط سكان القريتين بالمعمرين المسيحيين ولا بالجزائريين المسلمين . وكان لافيجري يخشى عليها عادات المسيحيين السيئة كما كان يخشى من المسلمين أن يضهدوهم أو أن يجلبوهم للإسلام (25). وهذه العزلة المفروضة على سكان القريتين كانت لابد أن تؤدي إلى فشل المشروع طال الزمن أو قصر .
وقد اعتنى الآباء "والأخوات البيض" بتعليم اليتامى وتربيتهم الدينية وكانت تجمعهم الصلاة كل يوم بالسكان في كنيسة القرية .
واقتصر تعليم الأطفال على المبادئ الأولى من قراءة وحساب ونشر "الوطنية الفرنسية " قال لافيجري : "بينما كان الفلاحون يشتغلون في القرية ، كان اثنان من المبشرين يقومان بتعليم بعض الأطفال المساكين الذين التقطوهم … "(26) ولم يكن من الضروري أن يتجاوز هذا التعليم مستوى معيناً. فرفض الأب الذي اعتنى بتربية "جان بن عيسى" أن يقدمه إلى امتحان الشهادة الابتدائية بدعوى أنه قد يتعلم أشياء كثيرة غير مفيدة وقد يؤدي به نجاحه إلى التكبر والتطلع إلى شئ آخر غير الزراعة فيضطرب أمره (27) فالغرض من هذا التعليم إذن هو ربط هؤلاء الناس بالأرض وجعلهم مساعدين للمعمرين الفرنسيين .
وكان ذلك هو هدف لافيجري إذ كتب في إحدى رسائله : "هذا هو التأكيد الحل الأنسب للقضية الجزائرية الكبرى لأنه هو وحده الذي يجعل تحت تصرفنا هذه الالاف من الأيدي العاملة من أجل الأعمال السلمية وقد كانت دائماً مستعدة لتحمل السلاح ضدنا(28) وقد لاحظ أحد مترجميه أ "فكرته الأساسية" في " إدماج الجزائر في فرنسا عن طريق المسيحية" (29).

[فارس الجزائري]

فشل لافيجري :
أراد لا فيجري إنشاء قرى مسيحية ولكنه لم يتمكن من تطبيق مشروعه بسبب معارضة الإدارة والمستعمرين والجزائريين المسلمين .
1 ـ خشيت الإدارة الفرنسية ما قد ينتج عن سياسة التنصير الجنونية هذه . ورفضت إنشاء مراكز أخرى لأن عجز الجيش عن حمايتها لم يسمح بذلك . ولم يرض "ماك ماهون" بنشوب حرب صليبية في الجزائر وإن كان قد ساعد لافيجري (30) في عملياته الأولى في وادي شلف . ولكن أمام طموحه المفرط عدل عن مساعدته المالية سنة 1874 . وألغى مجلس النواب هذه المساعدة من الميزانية وقد بلغت 950 ألف فرنك سابقاً (31)
2 ـ أيدي المستعمرون لافيجري أول الأمر ضد الحاكم العام "ماك ماهون" لأنهم كانوا يرغبون في إزالة الحكم العسكري . ولكنهم عارضوا فيما بعد فكرته في إنشاء قرى مسيحية جديدة . وعبر الطبيب "فارنيه" عن رأيهم إذ من المساعدات المالية التي منحت لليتامى كلن نائبهم في المجلس الوطنى واتهم لا فيجري بأنه لم ينفق إلا جزء قليلاً كما أنه وزع الأراضي على عدد قليل من الجزائريين المسيحيين وهم معزولون بين المسلمين . فاقترح الدكتور "فارنيه" على مجلس النواب أن يوزع المتنصرين بين الأسر الأوروبية ليكونوا في خدمة المعمرين (32).
3 ـ أما المسلمون فقد أظهروا عداوتهم لمشروع التنصير منذ البداية احتج السيد ابن علي الشريف على رسالة لافيجري المؤرخة في السادس أفريل 1868 برسالة وجهها إلى نائب الوالي العام فقال : "لقد قرأت رسالة الأسقف المؤرخة بالسادس أفريل الماضي ، والتي يقول فيها أنه يريد استبدال القرآن بالإنجيل من أجل إحياء الشعب العربي . لقد أثرت هذه الرسالة كثيراً في المسلمين ، إننا نفضل موت جميع أولادنا على تنصيرهم" (33). وبعث 61 من أعيان الجزائر برسالة إلى نابليون الثالث عبروا فيها عن سخطهم ضد رسالة الأسقف لافيجري . وفي بلاد قبائ أدى تعصب أحد المبشرين إلى معرضة السكان بحيث اضطر حاكم القطاع العسكري للمنطقة أ، يطلب من هذا المبشر مغادرة البلاد وذلك خوفاً من ثورة دينية . وهجر عدد كبير من أسر تيزي وزو وقور نابليون (فور ناسيونال) إلى سورية سنة 1870 (34). وأمام هذه المعارضة كلها وعدم الإمكانات المالية . أرغم لافيجري على التخلي عن مشروع إنشاء قرى مسيحية أخرى . وتوزع المسيحيون الجزائريون في البلاد وتوظفوا في مختلف القطاعات ولم يبق إلا 200 ساكن تقريباً في القريتين المسيحيتين بوادي شلف (35) . ولم يتقبل الأسقف فشله بسعة الصدر واتهم كل المعرضين بنوايا سيئة . فكتب إلى "ماك ماهون" مدعياً أنه سيترك لليتامى كل الحرية . وإذا أرادوا أن يظلوا مسلمين عندما يبلغون رشدهم ، فسوف لن يمنعهم من ذلك "وسيظل مخلصاً وحنوناً معهم" (36). وهذه "الأبوية" الغريبة لم تستطع أن تخفي غرضه التبشيري . وأما المعمرون فإنهم عارضوه في سياسته لأنهم كانوا "كفاراً" . صحيح أن الدكتور "فارنيه" كان ينتمي إلى الاشتراكيين من أ،صار "سان سيمون" ولكن كان موقفه موقفاً سياسياً إذ كان غرضه تمليك الأراضي للمعمرين الأوروبيين فقط ، لا للجزاشريين ولو كانوا مسيحيين .
أما الجزائريون المسلمون ، فقد اتهمهم لافيجري بكل الاتهامات كما أشرنا إلى ذلك . إنهم يمثلون "الهمجية" في نظره ، وشن ضدهم جملات غريبة : فالأغنياء منهم لا يساعدون إخوانهم الفقراء بل يطردون ويحاربون من يطلبون منهم الخبز"! (37) . وبلغت به العنصرية إلى درجة أنه اتهمهم بأكل الإنسان ، فقال : "لا يوجد اليوم في بعض المناطق منزلاً لم يأكل فيه لحم الإنسان" (38) .
حاول لافيجري عبثاً بهذه الاتهامات الكاذبة أن يغطي الواقع الأليم الذي لم يرد الاعتراف به وهو أن الغزو العسكري واستلاب الأراضي قد حول الجزائريين إلى بؤس لايوصف . ولا حظ هذه التعاسة أحد مترجميه السيد "كلاين" سنة 1890 في ضواحي القرى المسيحية بوادي شلف (39). وأجمع المؤرخون عن أن هذه السياسة الظالمة التي تميزت بالسرقة والنهب والتعصب التي جعلت الشعب الجزائري يقاوم الاستعمار ويثور عليه باستمرار إلى أ، اندلعت حرب التحرير النهائية .
ماذا تبقى اليوم من القرى المسيحية في وادي شلف ؟ شيء قليل ، إذا اعتمدنا على دراسة حديثة (40) . فقد غادر المسيحيون الجزائريون بلادنا إلى فرنسا سنة 1962 حسب ما ذكره الشيخ المهدي البوعبدلي . وفي الختام يمكن القول بأن نشاط لافيجري قد ترك في الجزائر ذكريات سيئة إلى يومنا هذا رغم تكيف بعض المبشرين مع ظروف الاستقلال ، فمثلت حركة هذا "الكاردينال" روح الاستعمار الحديث والحروب الصليبية القديمة . ولذا لا يمكن لحركة التبشير أن تنال ثقة المسلمين في الجزائر ولا في غيرها من البلاد الإسلامية (43).
ـــــــــــــ
الهوامش:
1 ـ الابي" دوبيجيز ـ ص 166 ، وكان هذا القسيس مرشداً عسكريا وقد واق الجيش الفرنسي الذي احتل الجزائر .
2 ـ نفس المصدر ـ ص28 .
3 ـ لويس فويو ـ ص13 .
4 ـ نفس المصدر ـ 65 .
5 ـ رسالة لضابط فرنسي ـ ص7 .
6 ـ الجنرال سبيلمان ـ ص23 .
7 ـ شارل اندري جوليان ـ ص 262 .
8 ـ شارل اندري جوليان ـ نفس المصدر ـ ص440.

9 ـ رسالة لافيجري 16 أفريل 1868 .
10 ـ غروسنميير ـ ص 153 .
11 ـ نفس المصدر ـ ص 160 .
12 ـ رسالة لافيجري 6 أفريل سنة 1868 .
13 ـ شارل انجري جوليان ـ نفس المصدر ـ ص440 .
14 ـ لوسور ـ ص 69 .
15 ـ الأستاذ تميمي (عبدالجليل ) الحركة التبشيرية في تونس ـ مجلة الأصالة ـ العدد 30 محرم ـ صفر 1396هـ ـ جانفي فيفري 1976 ـ ص 49ـ61 .
16 ـ غروسنمييط ـ ص 539 .
17 ـ الأستاذ بوعزيز (يحيى) المجاعة في الجزائر أواخر عقد الستينات من القرن 19 ـ مجلة الأصالة ـ العدد 33 جمادى الأول 1396هـ ـ ماي 1976م ـ ص 29 .
18 ـ الجينيرال سبيلمان ـ نفس المصدر ـ ص 104 .
19 ـ أنى رى ـ غولديغير ـ ص 499 .
20 ـ غروسنميير ـ نفس المصدر ـ ص150 .
21 ـ يونس ـ ص 312 .
22 ـ كلاين ـ ص 114 .
23 ـ نفس المصدر ـ ص127 ـ128 .
24 ـ نفس المصدر ـ ص128 .
25 ـ يونس ـ ص311 .
26 ـ غروسنميير ـ ص 154 .
27 ـ كلاين ـ ص121 .
28 ـ غروسنميير ـ ص 153 .
29 ـ غروسنميير ـ نفس المصدر ـ ص155 .
30 ـ شارل اندري جوليان ـ ص 440 .
31 ـ كلاين ـ ص114.
32 ـ كلاين ـ نفس المصدر ـ ص 116 .
33 ـ أنى ري غولد زيغير ـ ص 498 .
34 ـ نفس المصدر ـ ص500 .
35 ـ يونس ـ ص 313 .
36 ـ غروسنميير ـ ص 158 .
37 ـ رين ـ ص 85 .
38 ـ انى ري غولدزيغير ـ ص 509 .
39 ـ كلاين ـ ص 130.
40 ـ البوعبدلي (الشيخ المهدي) ـ الاحتلال افرنسي للجزائر ومقاومة الشعب في الميدان الروحي ـ مجلة الأصالة ـ العدد 8 ربيع الثاني ـ جماد الأول 1392هـ ـ ماي ـ جوان 1972م ـ ص 305 ـ 320 .

[mustapha213]

السلام عليك اخي فارس الجزائر .بوركت فالموضوع السابق جيد و شيق للقراءة .
وانا في دراسة لموضوع التبشير نظرا لما نعانيه هذه الايام من حرب غربية على ديننا الحنيف
"الإسلام" و محاولة زعزعة كيانه و اصوله العريقة .وشكرا.

[فارس الجزائري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mustapha213

السلام عليك اخي فارس الجزائر .بوركت فالموضوع السابق جيد و شيق للقراءة .
وانا في دراسة لموضوع التبشير نظرا لما نعانيه هذه الايام من حرب غربية على ديننا الحنيف
"الإسلام" و محاولة زعزعة كيانه و اصوله العريقة .وشكرا.

وعليكم السلام
وفيك بارك واعانك الله في دراستك