|
قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
2008-09-13, 10:18 | رقم المشاركة : 1 | ||||
|
هارون الرشيد
بسم الله الرحمان الرحيم عش ما بـدا لك سالماً في ظـل شاهقة القصــور تسعى إليك بما اشتهيت لدى الـرواح إلى البكــور فـإذا النفـوس تقعقعت عن ضيق حشرجة الصـدور فهناك تعلـــم موقناً ما كنت إلا في غــــرور فبكى الرشيد بكاءً كثيراً .. فقيل للشاعر: دعاك أمير المؤمنين تسره فأحزنته فقال الرشيد: دعه فإنه رآنا في عمى فكره أن يزيدنا عمى. أيها الإخوة: لقد طلب الخليفة هارون الرشيد يوماً من الطباخ أن يحضر له لحم جزور، فلم يحضر له، لأنه لم يذبح في هذا اليوم جزوراً أي جملاً – وبعد مدة من الزمن، طلب الخليفة لحم جزور، فأحضر له لحم جزور، فقيل له: أتدري كم كلفت هذه اللقمة من لحم الجزور؟ قال: أربعة دراهم، قيل بل أربعمائة ألف درهم. قال كيف ذلك؟ فقيل له: إنك طلبت قبل مدة لحم جزور، فلم نحضر لك طلبك، ومن يومها نحن نذبح كل يوم جزوراً، ولكنك ما طلبت اللحم إلا اليوم. لذلك فقد صرف منذ ذلك اليوم إلى هذا اليوم أربعمائة ألف درهم، فقام هارون الرشيد من فوق الطعام ولم يأكل منه وأخذ في البكاء وأخذ يتصدق على الفقراء وهو يبكي يومه ذلك كله، فدخل عليه أبو يوسف القاضي فقال: ما شأنك يا أمير المؤمنين باكياً في هذا اليوم؟ فذكر أمره وما صرف من المال الجزيل لأجل شهوته وإنما ناله منها لقمة، فقال أبو يوسف: هل كان ما تذبحونه يفسد أم يأكله الناس؟ قيل: بل كان يأكله الناس، فقال: أبشر يا أمير المؤمنين بثواب الصدقة، وبما أنفقته من أموال في سبيل الله، وبما رزقك الله في هذا اليوم من الخشية والخوف، وقد قال تعالى: ولمن خاف مقام ربه جنتان عندها هدأ الخليفة وطلب الطعام، فكان غذاؤه في هذا اليوم عشاء. .................................................. .................................................. .................................................. .................................................. . وجاء في كتاب البداية والنهاية لأبن كثير هذه القصة عن أحد أبناء هارون الرشيد رحمه الله أذكرها باختصار. إنه أحمد بن هارون الرشيد الذي كان يعارض والده في التوسع في الدنيا والأخذ من مال المسلمين، لقد كان رحمه الله زاهداً عابداً ورعاً لا يأكل إلا من عمل يده. كان يعمل في الطين في البصرة لدى أحد أصحاب المزارع كان يعمل يوماً واحداً في الأسبوع بدرهم ودانق.. فيقسم هذا الأجر على بقية أيام الأسبوع يتقوت به ويتفرغ للعبادة .. هذا الشاب هو ابن أمير المؤمنين هارون الرشيد الذي كان يحكم من الهند إلى بلاد المغرب، أي يحكم ما يقارب من خمسين دولة من الدول الموجودة الآن أو أكثر، يأتيه خراجها ومواردها، ولديه من القوة الاقتصادية والعسكرية ما قد سمعتم. هذا ابن أمير المؤمنين لم يتخذ من موقع والده مركز نفوذ له بل قد اختفى عن سمع وبصر والده حتى ظن أنه توفى وأنه ليس على قيد الحياة، ولم يكن يعرفه أحد بأنه ابن أمير المؤمنين. هذا الشاب مرض وكان لديه خاتم لوالدته يعرفه أبوه هارون الرشيد، فحينما أحس الابن بدنوا الأجل قال للشخص الذي كان يعمل عنده: خذ هذا الخاتم وأعطه لأمير المؤمنين أثناء مروره للحج وقل له: إن صاحب هذا الخاتم يقول لك: إياك أن تموت في سكرتك هذه فتندم حيث لا ينفع نادماً ندمه. فإن ما أنت فيه لو دام لغيرك لم يصل إليك وسيصير إلى غيرك، وقد بلغك أخبار من مضى. فلما مات أحمد بن هارون الرشيد تعرض الرجل لموكب الخليفة وأعطاه الخاتم وأخبره بقول ابنه وهو لا يعلم، فلما نظر الخليفة إلى الخاتم .. صرخ وقال: ويحك أين صاحب الخاتم فقال الرجل مات يا أمير المؤمنين ... وذكر له قصته وعمله في الأسبوع يوماً واحداً ثم يتفرغ بقية الأسبوع للعبادة فلما فرغ الرجل قام الخليفة وألقى بنفسه على الأرض وجعل يتمرغ ويقول وهو يبكي: والله لقد نصحتني يا بني .. ثم سأل عن قبره وذهب إليه ليلاً وبكى عنده حتى الصبح. إن في هذه عظة وعبرة لهذه الأمة. لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد وكان الرشيد قد حفر قبره في حياته، فنظر إليه وهو يقول: إلى هنا تصير يا ابن آدم ويبكي، ثم يقول: ما أغني عني ماليه هلك عني سلطانيه. ويبكي ويقول: اللهم انفعنا بالإحسان واغفر لنا الإساءة، يا من لا يموت ارحم من يموت. أما زوجته زبيدة فمازال الناس يشربون من العين التي ساقتها إلى مكة والمعروفة باسمها [عين زبيدة]. هذه نبذة عن هذا الخليفة الذي شوهت صورته عن طريق بعض الكتب والوسائل الإعلامية المغرضة، وهناك من الخلفاء والملوك من كانوا على دين وتقوى وتحمل للمسؤولية ورفع لراية الجهاد في عصور مختلفة، كانوا يسيرون على نهج السلف الصالح الخلفاء الراشدين، مقتدين بالنبي صلى الله عليه وسلم مستمسكين بالوحي، خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمناً قليلاً.
|
||||
2008-09-13, 17:14 | رقم المشاركة : 2 | |||
|
السلام عليكم |
|||
2008-09-14, 00:07 | رقم المشاركة : 3 | |||
|
بصراحة أنا لاأعرف جواب أسئلتك فهلا تفضلت مشكورا ونفعتنا بعلمك يا abh3 |
|||
2008-09-14, 13:01 | رقم المشاركة : 4 | |||
|
السلام عليكم |
|||
2008-09-15, 22:42 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
شكرا لك علي هذه المعلومات الجديدة |
|||
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc