عند متابعتنا لنشرات الأخبار وللمواقع الإلكترونية الإخبارية يتجلى لنا بوضوح كل يوم حماسة بعض الأطراف الخارجية والدول الجارة خاصة لإسقاط النظام الجزائري القائم ... فبينما كنا ننتظر أن تلعب قناة الجزيرة القطرية دورها السياسي الذي لم يعد خافيا على أحد في إسقاط الأنظمة بتأجيج مشاعر الشعوب وزيادة حدة الإحتقان وتزيين العمل الثوري ومدحه تفاجأنا بتغطية عادية للمسيرة في الجزائر بل وكانت عناوين المسيرات في نشرات الجزيرة غير مستفزة وغير مأججة فقد إقتصرت على تغطية عادية بعناوين تدعو لأصلاح سياسي فقط ...بينما المفاجأة جاءت من القنوات الفرنسية وخاصة فرانس 24 التي خصصته يوما خاصا للمسيرة في الجزائر وكان شريط الاخبار فيها يزيد عن خمس عناوين كلها عن مسيرة الجزائر urgent مع إستفاضة في التحليلات و البلاطوهات حملت في مجملها عنوانا واحدا و وحيدا مسيرات في الجزائر تطالب بإسقاط النظام الجزائري القمعي ... بل وما تزال القنوات الفرنسية تعمل على محاولة التصعيد في الجزائر ببث حصص ثقافية تزين الفعل الثوري للشباب كالحصة التي بثتها bfm سهرة البارحة عن ثورة شباب الهيب هوب في الجزائر رغم أن المغني لافوين ضيف الحصة من أصل مغربي لكن لم تشر الحصة البتة للقمع والفساد الحاصل في المغرب و ثورة الشباب المغربي المرتقبة خاصة إذا عرفنا أن نسبة الفساد في الجزائر والمغرب هي نفسها و أن التحويلات الغير مشروعة لكلا النظامين هي 13 مليار دولار مع العلم أن مداخيل المغرب ليست هي مداخيل الجزائر خلال السنتين الأخيرتين لكن الحصة تكلمت عن الجزائر فقط... لعل أن الصحافة الفرنسية تحب الخير للجزائريين أكثر مما تحبه للأشقاء المغاربة ؟؟؟؟
وعلى ذكر المغاربة فالعجيب الغريب الذي لا يعقل هو تجند الصحافة المغربية بكل أطيافها لدعم إنتفاضة الشباب الجزائري المرتقبة ومن يدخل على مواقع الصحف المغربية أو يشاهد قناة ميدي سات المغربية يعتقد أنه يشاهد قناة أوروبية تعالج مشاكل دولة من العالم الثالث التي هي بمنأى عنها ولا تسمع حتى بهكذا مشاكل رغم أن الفساد الذي ينخر المخزن المغربي وجيشه لا يمكن مقارنته بأي دولة في المنطقة كما ذكرت وثائق الويكيلكس و رغم ما يرزح تحته الشعب المغربي الشقيق من ظلم وفساد و إفساد مالي و أخلاقي غير مسبوق فإن الصحف المغربية تجد لها متسعا من الوقت و المساحة لمعالجة المشاكل الجزائرية
و أصبح واضحا ومما لا شك فيه أن بعض الدول والأنظمة تريد فعلا وتتمنى سقوط النظام الجزائري و إستبداله بنظام آخرعلى أيدي الشباب مستغلة في ذلك رياح الثورة والتغيير التي تهب على المنطقة و الإحتقان الإجتماعي الحاصل... ولعل ملامح النظام القادم أو الجمهورية الجزائرية الثانية التي يدعوا لها سعدي ومن هم معه بدأت تتحدد من الآن وتحالفاتها محددة مسبقا ... فبعد أن خسر الفرنسيون و المخزن حليفهم في تونس يريدون تعويضه في مكان آخر فتحيا الثقافة والديموقراطية