الفكر الاجتهادي عند الإمام محمد المكي بن عزوز الجزائري - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية

قسم التاريخ، التراجم و الحضارة الاسلامية تعرض فيه تاريخ الأمم السابقة ( قصص الأنبياء ) و تاريخ أمتنا من عهد الرسول صلى الله عليه و سلم ... الوقوف على الحضارة الإسلامية، و كذا تراجم الدعاة، المشائخ و العلماء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الفكر الاجتهادي عند الإمام محمد المكي بن عزوز الجزائري

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2016-02-04, 21:31   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
كرماني
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية كرماني
 

 

 
إحصائية العضو










B9 الفكر الاجتهادي عند الإمام محمد المكي بن عزوز الجزائري

الفكر الاجتهادي عند الإمام محمد المكي بن عزوز الجزائري
المؤلف:
شمس الدين حماش


بسم الله الرحمن الرحيم

الفكر الاجتهادي عند الإمام محمد المكي بن عزوز الجزائري

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ وبعد:

كان للانتشار الواسع للمذهب المالكي الدور الأساسي في تطوره وتجدده؛ من حيث التأصيل والتنزيل؛ إذ زخر بسعة أصوله، ووفرة اجتهادات أئمته، ما أكسبه مرونة لمواكبة الحوادث، وسلاسة في تكييف الوقائع وحل المسائل المشاكل.

أسهم هذا الزخم المعرفي في إرساء صبغة عملية ومنهجية تُحكَمُ مسائلُ المذهب وتضبط إثرها، وكان له الأثر الفعال في بروز علماء مغاربة أفذاذ تجشموا عبء ذلك الموروث، وسلطوا عنايتهم الفائقة في تحليل النصوص، واستنباط الأصول، وتخريج الفروع، مع لحظ لمصالح التشريع وأسراره.
إثر ذلك؛ عرف علماء المغرب استحداث وسائل اجتهادية معتبرة، ومناهج رصينة في معالجة مسائل المذهب؛ يتجلى جانب منها من خلال اعتماد أصول خاصة تعرف منها الأحكام؛ كأصل مراعاة الخلاف، وقاعدة جريان العمل.

أو اعتبار مسالك مبتكرة يستعين بها المجتهد في تمحيص الأقوال وتوجيهها والترجيح بينها؛ حيث كان أبو الحسن اللخمي رائد الاتجاه النقدي في المذهب المالكي.

من تلكم الزمرة الفذة يبرز الإمام محمد المكي بن عزوز الجزائري صاحب التواليف البديعة، والتصانيف الرفيعة؛ والذي انتهج مسلكا فريدا في التأليف الفقهي والأصولي، يُنمي عن فكر اجتهادي حاذق، تتجلى بعض جوانبه في الآتي:

- ثنائية التأصيل والتنزيل: إذ يُدْمِنُ رَبْطَ الفروع بالأصول وتخريجها إثرها؛ ما يؤكد سعة اطلاعه بمحالِّ الخلاف وأسبابه.


- معرفته الواسعة بمصادر المذهب المالكي وموارده، حيث بيّن ما يَحْسُنُ على ممارس المذهب معرفتُه؛ من قواعد في معرفة الكتب والأقوال المعتمدة، أومسالك الأئمة في فهم نصوص المذهب وتوجيهها.


- التحقيق والتوثيق في مسائل أصول مالك التي اختُلِفَ في النقل أو الفهم عنه؛ كأصل عمل أهل المدينة، مراعاة الخلاف...

ويمكن تلخيص أهداف البحث في النقاط التالية:

- الوقوف على جانب من سيرة الشيخ العطرة.

- استشفاف معالم المنهجية الاجتهادية عند ابن عزوز، وإبراز موقعه من مراتب المجتهدين.


- إبراز أثر الفكر الاجتهادي عند ابن عزوز في توجيه آرائه الفقهية.

المبحث الأول: التعريف بالشيخ محمد المكي بن عزوز


المطلب الأول: كنيته، اسمه، ولقبه: هو أبو عبد الله محمد المكي، بن مصطفى بن أبي عبد الله محمد بن عزوز الحسني، الجزائري ثم التونسي(1).

المطلب الثاني: مولده ونشأته العلمية: وُلد ابن عزوز -رحمه الله- في اليوم الخامس عشر من شهر رمضان المبارك، سنة سبعين ومئتين وألف بعد الهجرة النبوية (1270هـ)، والموافق سنة أربع وخمسين وثمان مئة وألف ميلادية (1854مـ).كان مولده في مدينة نفطة بأرض الجَريدِ في الجنوب التونسي.

من أبرز شيوخه بنفطة: الشيخ قاسم الخَيْراني، ابن عمه الشيخ محمد بن عبد الرحمن التَّارزي بن عزوز، عمه الشيخ محمد المدني بن عزوز.

ثم ارتحل إلى جامع الزيتونة وهو ابن الثانية والعشرين؛ سنة 1292هـ، وأتم مسيرته العلمية بالأخذ عن أطواد الجامع وأعلامه:

الشيخ عمر بن الشيخ،الشيخ سالم بوحاجب المفتي المالكي، وغيرهم كثير.

واتصل في الجزائر بالشيخ محمد ابن أبي القاسم الشريف الحسني شيخ زاوية الهامل، وأخذ عنه.

كما ارتحل إلى الإمام المعمِّر المحدث الشيخ ابن الحفاف مفتي المالكية في مدينة الجزائر، وأخذ عنه «صحيح البخاري» رواية بالسند العالي.


يتبع....









 


رد مع اقتباس
قديم 2016-02-04, 21:36   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
كرماني
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية كرماني
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

المطلب الثالث: وظائفه: لما برز عِلْمُ ابن عزوز وذاع صيتُه بالسَّبق والتَّفوُّق؛ حاز قصب السَّبق بين أقرانه، ما بوأه لتولي المناصب الإسلامية الرفيعة وهو في مقتبل الشباب:

- تصدر الشيخ المكِّي للتدريس، وأتى بالدُّرِّ النفيس، ببراعة وإفصاح، واقتدار على حسن الإيضاح، امتازت دروسه في الجامع الأعظم «جامع الزيتونة» وغيره من الجوامع بكثرة الإقبال، وغزارة المادة وفصاحة القول وعلو الأسلوب وجاذبيته، فأقرأ: «شرح الدردير على خليل»، و«البخاري بأحد شروحه»، و«الأربعين النووية»، و«الجامع الصغير»(2).

وفي سنة 1297هـ أجيز من قبل خير الدين باشا على تولي خطة الافتاء بمسقط رأسه نفطة، وعمره سبع وعشرون سنة.

تولى منصب القضاء في سنة 1305هـ في نفطة بإلحاح وتكليف من السلطة، فوَقَفَ في نصر المحقين، وقهر المبطلين وإقامة الحدود.

وفي سنة 1316هـ هاجر الشيخ إلى الآستانة(3) إثر ملاحقته من قِبَلِ الاستعمار الفرنسي، فاشتغل في التعليم والوعظ باللغتين العربية والتركية. حتى أسّست الدولة العثمانية كلية «دار الخير»سنة 1324هـ، وحُوِّلَ اسمها إلى «دار الفنون»، فعَيَّن مجلس معارفها صاحبَ الترجمة مدرِّسا خصيصا للحديث الشريف، ثم أسست الحكومة التركية مدرسة الواعظين، فعين مدرسا بها.

المطلب الرابع: تلاميذه: تخرج على الشَّيخ ابن عزوز جمع غفير في العلوم العقلية والنقلية بتونس وغيرها، وقد ذكر الشيخ عِدَّةَ مَنْ تتلمذ عليه: «تلقّى منّي زمر وجماعات وأفراد تعدّ بالمئات»(4). من بينهم: شيخ الأزهر محمد الخضر حسين ابن أخت الشيخ ابن عزوز، الشيخ محمد الجنيد بن الحسين، الشيخ عبد الحي الكتاني.

المطلب الخامس: مكانته العلمية وأقوال العلماء فيه: قد خص ابن عزوز جلَّةُ علماءِ زمانه بالثناء العاطر، والذكر السَّائر، كلٌّ يشهد له بالعلم وطول الباع، من أولئك الأئمة الأعلام:

عبد الحي الكتاني؛ إذ قال: «هذا الرجل كان مسند إفريقية ونادرتها، لم نَرَ ولم نسمع فيها بأكثر اعتناء منه بالرواية والإسناد والإتقان والمعرفة ومزيد تبحر في بقية العلوم، والاطلاع على الخبايا والغرائب من الفنون والكتب والرحلة الواسعة، وكثرة الشيوخ»(5).

عبد الرحمن الجيلالي: قال في ترجمته له: «وقد شئنا أن نأتي على ترجمة أحد عظمائنا الأفذاذ، ونُبَغائِنا الشواذ؛ ألا وهو العلامة الجليل الشيخ المكي، الذي كان منذ ثلاث وأربعين سنة نجما يتألق في سماء العلم والأدب بهذا القطر الجزائري، رافعا لواءه بين الألوية»(6).

المطلب السادس: مؤلفاته: أما ابن عزوز فقد بلغت مؤلفاته الآفاق، وضُرِبَت لها الأكباد والأعناق، غزيرُ البضاعة، بديعُ الصِّناعة، لا يك2اد يكتب في مسألة إلا كفاها، لذا تهافتت عليه المطالب، وشُدَّتْ إليه الرغائب؛ في ضروب التأليف، وبدائع التصنيف، وقد ألف ابن عزوز في ضروب العلم وألوانه، إذ فاق عدد مؤلفاته التي أمكن معرفتها المائة، أذكر منها:

1. نُمِيَ إليه ديوان شعر, وطبع كتابان في جمع شعر الشيخ المكي بن عزوز, الأول: «ديوان محمد المكي بن عزوز» للأستاذ علي الرضا الحسيني, دار الفارابي؛ والثاني: «ديوان البرجي» للأستاذ عبد الحليم صيد, دار الخليل القاسمي.

2. النفحات الرحمانية في مناقب رجال الخلوتية. طبع باستنبول سنة: 1327هـ.

3. أصول الحديث: كتبها نزولا عند رغبة طلبته بدار الفنون، ضمنها أنواع علوم الحديث بعرض سهل مختصر، طبعت بالآسِتانة سنة 1322هـ.

4. بطاقة العقائد. منظومة ألّفها سنة 1268هـ.

5. عقيدة التوحيد الكبرى؛ طبعت، وبذيلها عقيدة التوحيد الصغرى؛ بتحقيق محمد رشيد بوغزالة، عن مؤسسة الريان سنة2008مـ.

6. العقيدة الإسلامية. شرحها مجد مكي، عن دار نور المكتبات.

7. النسمة الحجازية في المذاكرة البنغازية: تَضَمَّنَ الجواب على أسئلة رفعت من بعض علماء بنغازي.

8. هيئة النّاسك في أنّ القبض في الصلاة هو مذهب الإمام مالك: من أجل ما ألف ابن عزوز وقسَّمه إلى عشرة أبواب؛ تعاطى فيها تفصيل ما أجمل، وتوضيح ما أشكل في مسألة القبض، أهم ما انفردت به هذه الرّسالة هو الطابع الفقهي المتين المبني على قواعد الأصول ومسالك الترجيح المعتمدة في المذهب، فكانت بحق أصلا في الباب خدم بها الشيخ مذهب مالك خدمة جليلة.

9. الجوهر المرتب في العمل بالرّبع المجيب: نظم طبع بالمطبعة الرسمية في تونس سنة: 1290هـ

10. التقرار المهذّب في حلّ تراجم الجوهر المرتّب: موضوعه شرح تراجم أبواب «الجوهر المرتب».

11. الذخيرة المكية في الخزانة المدنية.

12. الهلال في بيان حركة الإقبال. في علم الميقات.

13. الأجوبة المكية على الأسئلة الحجازية: وهو جواب عن سؤال منظوم رفعه عبد الحفيظ القاري، أوضح به ما خَفِيَ من الدَّلائل، وفَتَحَ ما أُغْلِقَ من مُدْلَهِمَّاتِ المسائل؛ المتعلِّقة بتلاوة القرآن وبعض أحكامه، في نظم بارع يقع في مائة وواحد وثلاثين بَيْتا، قسَّمه إلى خمسة مباحث، بعلم غزير نافع، وصَوْغٍ أدبيٍّ ماتع، حتى جاء في ظهرها: «ومن اللَّطائف أن بعض أدباء الشَّرق لمّا سمع هاته القصيدة قال: ما رأينا نظما علميًّا مكتسيًا جلباب الأدبيَّات غير هاته القصيدة، ومعلوم أن ذلك لا يتم إلا لطويل الباع من الجهتين». طبعت بإشراف المؤلف بالمطبعة الحميدية بالآسِتانَة سنة1323هـ(7).

14. الدراية فيما ليس برأس آية: نظم من البحر الطويل يحتوي على اثنين وأربعين بيتا، كتبه الشيخ وهو ابن العشرين. وقد ضَمَّنَهُ الكلام على ما ليس رأس آية؛ استهله بقوله:
أصدِّر حمد الله ربّي ليقبلا *** نظامي ومنه العونَ أرجو ليكمُلا

طُبِعَتْ هذه الرسالة بالمطبعة الرسمية بتونس سنة 1295هـ، حيث جاء في طرة الكتاب: نظم المجود الماجد، الفاضل الشاب الزكي، الشيخ السيد محمد المكي بن عزوز.
15. عمدة الأثبات في الاتصال بالفهارس والأثبات: وهو ثبت عظيم قد حوى بديع الفوائد، وغرر الفرائد، جاء في طالعه: «الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى، وبعد: فإن أندر العلوم في هذا الزمان؛ علم الحديث ومعالم السنة، مع كونه أرفعها وأشرفها وأنفعها؛ إذ لا يقبل تحرير أي مسألة من مسائل الدين ومطالع اليقين إلا به، ولا يعتد بعمل صالح إلا ما كان السير فيه على منهاجه، حتى إنه لا يقال زيد عالم في الحقيقة؛ إلا إذا كان عالما بهذا الشأن، وما سواه فعالم مجازا...»(8).
كما طُبِع له مجموعة من المراسلات، والتَّقريضات، والمنظومات، والأشعار، واللَّطائف، والإجازات، ونحوها.

يتبع..









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
بن عزوز جزائري


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 03:18

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc