عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ :
بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ .
قَالَ :
فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالًا ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
[[ مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ ، وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ . ]]
قَالَ :
فَذَكَرَ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ مَا ذَكَرَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لَا حَقَّ لِأَحَدٍ مِنَّا فِي فَضْلٍ .
رواه مسلم في صحيحه
ومن المواقف المؤثرة للشيخ الألباني رحمه الله التي رواها عنه محمد الخطيب الذي عمل في بيت الشيخ -رحمه الله-لمدة ست سنوات
كان الشيخ رحيمًا رؤوفًا فقال لي مرة: يا محمد أنت لا تملك سيارة، وأولادك لابد أنهم بحاجة إلى استجمام ، فهيئ نفسك في أي يوم تريد حتى نذهب سويًّا في نزهة ترفه بها عن أولادك، وفعلاً بعد يومين رتبنا أمرنا وخرجنا بصحبة الشيخ وزوجته إلى بعض الأحراش خارج عمان، وقد أحضرنا طعامًا وفاكهة منوعة، وسُرّ أولادي أي سرور.
وفي موقف آخر .....
وكانت زوجتي على وشك الولادة، فكان الشيخ دائم السؤال عنها، وقبل يوم من الولادة – حينما أردت الانصراف من المكتبة – قال لي الشيخ : خذ سيارة أم الفضل
لعلك تحتاجها في منتصف الليل، وبقيت السيارة عندي يومين، وفعلاً جاءت الولادة في منتصف الليل، وخرجت من بيتي لا أعرف أين أذهب، وبعد بحث لم أجد
قابلة ، فتذكرت أن زوجة الشيخ عندها خبرة بالولادة، فتوجهت نحو بيت الشيخ وأنا متردد خشية أن أزعج الشيخ في هذا الوقت المتأخر، فطرقت الباب، فرد علي
الشيخ وقدمت اعتذارًا شديدًا وأعلمته حاجتي، فرد علي بلهجة المداعبة : لماذا لم تصنع مثل شيخك؟ فقد قمت بتوليد زوجتي بنفسي، ثم أردف قائلاً: لحظات وأوقظ
لك أم الفضل، وذهبت معي، وُرزقنا بولدي عبدالله.
أما سيارة الشيخ فكانت جمل محمل للإخوة، فكان يحمل بها الإخوة، وينقلهم من مكان لآخر، ويقول لي: يا محمد كان يقول لي والدي -رحمه الله- لكل شيء زكاة
وزكاة السيارة : حمل الناس بها.