لعل الكثير منكم من المتتبعين للشأن السوري يراقب الأوضاع الراهنة عن كثب و يتابعها باهتمام و الأهم في هدا معظمنا يلحظ دخول أطراف جديدة لمعادلة سوريا و هي أطراف لم يتوقع حتى كبار الخبراء تدخلها أو حتى توغلها بهدا الشكل...من بين الأطراف الدخيلة على الشأن السوري هو تنظيم القاعدة و الدي طالما كان فزاعة استعان بها النظام السوري لكسب النشطاء المعتدلين و ما أكثرهم و كما أنه النظام قد حاول في اكثر من مرة ربط الكثير من الأحداث في البلد بالقاعدة و التكفيريين و قد نجح في أكثر من مرة..كل أعيننا ترى اليقين حاليا بأن القاعدة و تنظيماتها و فروعها قد تمكنت من اختراق قواعد المعارضة العسكرية و قد احتلت أجزاء كبيرة خارجة عن نطاق تغطية النظام أو بالأحرى قد انتزعت هده التنظيم الزعامة و السلطة السياسية و الميدانية و حتى الاقتصادية لمعظم المناطق التي كانت تقبع تحت حكم المعارضة أو على الأقل في ظل الحماية الميدانية لها..و هده الحركات تتميز بجملة من الصفات و تتحدد في كون الجماعات على غرار داعش أو دولة العراق الاسلامية جماعات مارقة عن التنظيم الأم القاعدة و خارجة عن الطاعة و الدليل البارز الخلافات الواضحة بين صفوفها على سبيل المثال جبهة النصرة التي أعلنت ولائها للقاعدة قد اشتبكت اعلاميا و سياسيا و الأهم عسكريا مع داعش التي تعلن ولائها الآخرى للقاعدة..لكن و في نفس الوقت لا يمكن انكار القوة التي تمتلكها داعش اقليميا و سيطرتها الواسعة و في دات الوقت لا يمكن انكار القدرة القتالية للجيش السوري النظامي الدي يبدو مستفيدا من التقاتل و التخالف في المناطق التي تسيطر عليها القوات المناوئة و للمرة الأولى بعكس التوقعات يظهر الجيش الحر الدي يظم في صفوفه خبرات عسكرية لا يستهان بها و ظباط ساميين سابقين في الجيش النظامي لكن يبدو الجيش الحر مهمشا و بعيدا عن المعادلة العسكرية كل البعد من عدة نواحي أهمها الناحية الاستراتيجية و حتى فشل في نيل المكاسب الاستراتيجية التي يعد أهمها التسليح الدولي و العوائد الاقتصادية و بقية المساعدات و حتى التغطية الاعلامية التي استغنت عن الجيش الحر نوعا ما و الأنظار حاليا تتوجه الى داعش و جبهة النصرة خاصة مع تقدم قوات الجيش النظامي السوري باتجاه حلب و بعض المكاسب الميدانية التي تحققها بتوالي..لكن التواجد المفاجئة و القواعد الغريبة التي تفرضها داعش و فروعها على اللاعبين و على المدنيين السوريين حتى تبدو نوعا ما خطيرة و مربكة الى أبعد الحدود..ان نأخد على صعيد المثال بعض العناصر الغامضة اد أكد شهود عيان في سوريا و نشطاء عديدون بأن معظم عناصر داعش ملثمون و يتحدثون بلهجة غريبة بعض الشيء و حتى أنهم يتمتعون بمزايا قتالية و قدرات بدنية و أسلحة تكتيكية من المستحيل امتلاك مقاتل معارضي و مدني لمثيلتها و حتى أبعد من هدا وسائل نقل و اتصال باهضة الثمن و غير معروفة معظم الأحيان..هدا ما يدفع الشك لعدة شكوك و فرضيات منها تلك التي تقول بأن داعش ليس الا وسيلة نظامية و سلاح دي حدين و الفرضية الأخرى تقول بأن التنظيم عبارة عن أداة لبعض رؤوس الأموال لحماية استثمار الدم و الرصاص من جهة و استثمار الأرض و العقار من جهة أخرى و بهدا التنظيم يظهر كمرتزقة بدرجة عالية من الاحتراف العسكري و تأتمر و تتسمى برغبة من يدفع أكثر.الأخيرة و التي لا تختلف في واقعيتها مع سابقاتها الفرضية الاخرى تفتح باب افتراض أخر دلك الدي يربط ايران و بالتالي النظام السوري بتنظيم القاعدة و بشكل مباشر كون الأولى الباب المثالي للانضمام للتنظيم في نهاية التسعينيات و لغاية اليوم و الثاني كونه الاختيار الأمثل للانضمام للتنظيم في بداية الألفية و تزامنا مع احتلال العراق..رغم اختلافها لكن الفرضيات تجمع على كون التنظيم قوي عسكريا و اقليميا و تمثيله لدور الأداة في يد محركها..و أي كان ما يريده من يقف وراء التنظيمات المماثلة أو من الدي يقف وراءها حقيقة هي أمور لن يكشف عنها الا الزمن و ربما ستفطع الأيام المقبلة الشك بتلك الفرضيات