تجريم الفضائل - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > منتدى نُصرة الإسلام و الرّد على الشبهات

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تجريم الفضائل

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-10-03, 22:37   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أبو هاجر القحطاني
عضو فضي
 
الصورة الرمزية أبو هاجر القحطاني
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










B11 تجريم الفضائل

تجريم الفضائل

جاء لوط عليه السلام بالدعوة إلى توحيد الله ، وإزالة المنكرات التي تعارف عليها قومه ، ليزرع بدلها فضائل الأخلاق ، وساميَ الصفات ، فكان المفهوم الراسخ في عقول قومه ، منحرف عن أصل الفطرة ، فلم يؤمنوا ، ولم يتطهروا بل قلبوا الحقائق ، وجرّموا الفضائل ، فكان موقفهم كما أخبرنا به ربنا تبارك وتعالى جواب عجيب مُريب معيب : ( وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ) سورة الأعراف 82 ، قال القرطبي ـ رحمه الله ـ : " قال قتادة ـ رحمه الله ـ : عابوهم واللهِ بغيرِ عيبٍ ، بأنهم يتطهَّرون من أعمالِ السوء " .
هذا الجواب يردده كل منتكس عن الفطرة ، مستظل بالدون ، مستوطن للفساد ، مغيّب عن الفضيلة ، فالإصلاح عنده إفساد ، ولهذا تعجّب جلساء فرعون من ترك موسى وما يدعو إليه : ( أتذرُ موسى وقومَه ليُفسِدُوا في الأرضِ ويذَرَك وآلهتَك ) سورة الأعراف 127 .
والهداية عندهم غواية وضلال ، لا يرون طريقها ، ولا يستضيئون بنورها ، فهم يجتمعون ضدّ الناصحين ويقررون ما يرون : ( قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين ) سورة الأعراف60 .
والحكمة عندهم سفاهة وخبال ، لذا يخيب رأيهم ، ويفسد تصوّرهم عندما يقابلون رسل الله وحزبه : ( قال الملأ الذين كفروا من قومه إنا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين ) سورة الأعراف 66 .
وهذا الفهم المنتكس للصادّين عن دين الله ، يدلّ على عدة مؤشرات :
أولاً : أنّهم لا يريدون الحقّ ، ولا تزكية نفوسهم ، لأنّ مؤشر إرادة الحقّ أن يسمعوا ممن دعاهم ، ثمّ لهم أن يُحاجّوا في أصل المبدأ الذي يدعو إليه الداعي ، حتى يتبيّن الحقّ ، لا أن يقلبوا الحقائق المستقرة في الأفهام ، ويُحوّلوا الدعوة إلى اتهام .
ثانياً : أنّ اتهامهم للمصلحين بالطُهر والتطهّر يدلّ على أنّهم يتحلّون بضدّه ، وضدّ الطُهر النجاسة ، ألم يقُل الأول : وبضدّها تتبيّن الأشياءُ .
ثالثاً : أنّ الصادّين عن دين الله لا يُحسنون الحوار ، ولا أخلاقيات الجدال ، ولا أدبيّات البحث عن الحقيقة ، فهم يُقابلون الحوار بالسباب والاتهام ، والرفض القاطع لمجرّد استماع الحجة والبيان ، فأجدادهم : ( قالوا يا هود ما جئتنا ببيّنة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين ) سورة هود 53 .
رابعاً : أنّ كثيراً من الصادّين عن دين الله لا يفهمون إلا لغة القوة والحزم ، لا يقتنعون بالبيّنات ، ولا يتعظون بالآيات ، ولا يعتبرون بمن قد مات وفات ، لذا يختم ربُنا العظيم الجبّار قصصهم بما يمحقهم من العقوبات : ( فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصباً ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) سورة العنكبوت 40 .
خامساً : أنّ كثيراً من الصادّين عن دين الله ، المقلّبين للحقائق ، قد انغلقت قلوبهم عن قبول الخير ـ ما داموا على كفرهم وصدّهم ـ ، فلن تملك لهم من الله شيئاً ، : ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون ) سورة الجاثية 23 .
سادساً : أنّ صراخ وتهديد وانحراف الصادّين عن دين الله ، ينبغي ألا يُغيّر مواقف الداعين لدين الله ، فليثبتوا كما ثبت رسل الله ، مهما تكاثر عددهم ، أو حشدوا قوتهم .
سابعاً : أنّ العاقبة للمتقين ، والفوز والغلبة لحزب الله المؤمنين الصادقين ، وهذا ما أنزله العزيز سبحانه : ( كتب الله لأغلبنّ أنا ورسلي إنّ الله قوي عزيز ) سورة المجادلة 21 .


https://lojainiat.com/c-104855









 


رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الفضائل, تحريم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:31

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc