لا تفريق بين فقه وعقيدة الإمام مالك رحمه الله - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لا تفريق بين فقه وعقيدة الإمام مالك رحمه الله

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-06-06, 00:00   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
الاخ رضا
بائع مسجل (ب)
 
الصورة الرمزية الاخ رضا
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز سنة 2012 المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي لا تفريق بين فقه وعقيدة الإمام مالك رحمه الله

https://www.nebrasselhaq.com/2010-06-...%D9%84%D9%87-1

عقيدة الإمام مالك رحمه الله
الشيخ عبد الحليم توميات الجزائري.
[محاضرة ألقيت بالدّورة العلميّة الّتي نظّمتها شعبة " جمعيّةالعلماءالمسلمينالجزائريّين "
ببلديّة " سيدي الشّحمي " بولاية وهران].
المحاضرة الأولى يوم 21 جمادى الأولى 1434 هـ الموافق لـ: 02 أفريل 2013 م
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فإنّ الحديث عن عقيدة إمامِ دار الهجرة، الإمامِ مالكٍ رحمه الله، إنّما هو حديثٌ عن عقيدة السّلف الصّالح، الّتي كان عليها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وصحابتُه الكرام.
وإنّما اخترنا الحديث عن الإمامِ مالكٍ رحمه الله خاصّةً؛ ليتعلّم الجاهل، وليتذكّر الغافل، ولتُقطَعَ حجّة كلّ مجادل بالباطل، أنّه لا يُغنِي الانتساب إلى الإمام مالك رحمه الله إذا لم يكُن على ما كان عليه، (( وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ )):
إذا اشتبكت دموعٌ في خدودٍ *** تبيّن من بكـى ممّن تباكى
وكلٌّ يدّعِـي وصـلاً بليلى *** وليلـى لا تُقِـرّ لهم بذاك
وإنّه لا بدّ قبل عرض مجمل اعتقاد الإمام مالك رحمه الله أن نبيّن أصولَه ومصادرَه في العقيدة؛ ذلك لأنّ الأصول والدّلائل أخطر وأهمّ من الفروع والمسائل، وقد قال العلماء: من حُرِم الأُصول حُرِم الوصول.

مصادر وأصولالإمام مالكرحمه اللهفي العقيدة.
فقد جعل الإمام مالكٌ رحمه الله أصوله في الاعتقاد كتاب الله تعالى، وسنّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وما أجمع عليه سلف الأمّة.
1- أمّا القرآن الكريم: فحرِيٌّ بمن ينتسبون إلى الإمام مالك رحمه الله أن يجعلوه إمامَهم في شدّة اعتنائه بالقرآن، علما وعملا، في الأصول والفروع، لا أن يكون كتاباً يُقصَد للتبرّك فحسب !
فنرى الإمام مالكاً رحمه الله يعقِد في " الموطّأ " كتابا كبيرا سمّاه:" كتاب القرآن"، وضمّنه آدابَ التّلاوة، وكيف حُزّب القرآن ؟ واختلاف القراءات، وكيف نزل القرآن ؟، وبعض أسباب النّزول، وسجود القرآن، وأذكار القرآن، وقيام اللّيل بالقرآن، وغير ذلك.
ولا يخفى جزؤُه في التّفسير الّذي يرويه خالد بن عبد الرّحمن المخزوميّ رحمه الله.
وصنّف مكّي بن أبي طالب رحمه الله كتابا فيه ما يُروَى عن الإمام مالكٍ في التّفسير ومعاني القرآن.
حتّى إنّ أبا عمرو الدّاني رحمه الله ذكره في طبقات القرّاء، وأنّه تلا القرآن على نافع رحمه الله.
ومن درس حياة الإمام أدرك أنّه كان يعيش بالقرآن في علمه وعمله؛ فقد تواتر عنه قولُه:" القرآن هو الإمام "، وحكى عنه أهل بيته أنّه كان يستمتع بتلاوة القرآن.
2- أمّا السنّة النّبويّة: فهو حامل لوائها، وناشر رايتها.
يقول الإمام الذّهبي رحمه الله في "السّير":" كان أعلم أهل المدينة في زمانه "، وقال:" كان عالما إماماً في نقد الرّجال حافظا مجوّدا متقنا ".
وذكر عن الشّافعيّ رحمه الله قولَه:" إذا ذُكِر العلماء فمالكٌ النّجم "، وقولَه:" كان مالكٌ إذا شكّ في حديثٍ طرحَه ".
وعن سفيان بن عُيينة رحمه الله قولَه:" مالك عالم أهل الحجاز، وهو حجّة زمانه ".
ولا يخْفَى على أحدٍ موقِفَه في محنة المنصور، وكيف ثبت حين منعه من الإفتاء بما دلّت عليه السنّة أنّ يمين المُكرَه لا تنعقد.
وكان يردّد قولته المشهورة:" السنّة سفينة نوح عليه السّلام، من ركبها نجا، ومن تخلّف عنها غرِق " [رواه الهرويّ في "ذمّ الكلام"].
3- أمّا مذهب السّلف وإجماعهم: فهو رحمه الله ما ألّف الموطّأ إلاّ للذّود عن حياضه والصدّ من زحف الجهميّة وأهل الرّأي.
فكان تلميذا لأئمّة السنّة أمثال: هشام بن عروة، والزّهري، وربيعة بن عبد الرّحمن، وعطاء الخراساني، وسهيل بن أبي صالح، ويحيى بن سعيد الأنصاريّ، وغيرهم.
فكان رحمه الله لا يعمل بشيءٍ لم يُحفظ عن السّلف، حتّى كان من أصوله المشهورة عمل أهل المدينة.
وقد ذكر الشّاطبيّ رحمه الله في "الاعتصام" أنّ مؤذّنا كان إذا همّ بأذان الفجر تنحنح، فقال له الإمام مالك رحمه الله:" لاتُحدِث في بلدنا شيئا لم يكُن فيه ".
قال ابن الماجشون رحمه الله: سمعت مالكا رحمه الله يقول:" من ابتدع في الإسلام بدعةً يراها حسنةً، فقد زعم أنّ محمّدا صلّى الله عليه وسلّم قد خان الرّسالة، فإنّ الله يقول:{اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلَامَ دِيناًوما لم يكُن يومئذٍ دينا، فليس هو اليوم ديناً ".
ويتّضح تعظيمه لمذهب السّلف من خلال موقفه من الرّأي.
موقفه رحمه الله من الرّأي:
قال الشّاطبي رحمه الله في "الاعتصام":" قال مالك: قُبِض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقد تمّ هذا الأمرُ واستكمل، فينبغي أن تُتّبع آثار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأصحابه، ولا يُتّبَع الرّأي؛ فإنّه من اتّبع الرّأيَ جاءه رجلٌ أقوىفيالرأي منه فاتّبعَه ! واعملوا بما جاء عن جابرٍ رضي الله عنهما أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا إِنْ اِعْتَصَمْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا أَبَداً: كِتَابَ اللهِ وَسُنَّتِي، وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الحَوْضَ ))"اهـ.
وذكر الذّهبي رحمه الله في "السّير":" عن مطرّف بن عبد الله قال: سمعت مالكا يقول: سنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ووُلاةُ الأمور بعده سُنناً، الأخذُ بها اتّباعٌ لكتاب الله، ليس لأحدٍ تغييرُها ولا تبديلها، ومن تركها اتّبع غير سبيل المؤمنين، وولاّه الله ما تولّى، وأصلاهُ جهنّم وساءت مصيرا "اهـ.
وفي "السّير" أيضا عن إسحاق بن عيسى قال: قال مالك: أفكلّما جاءنا رجلٌ أجدلُ من رجل تركنا ما نزل به جبريل علىمحمّد صلّى الله عليه وسلّم لجدله !؟".
وفيه أيضا عن الشّافعيّ رحمه الله قال: كان مالك إذا جاءه بعضُ أهل الأهواء قال: أمَا إنّي على بيّنةٍ من ديني، وأمّا أنتفشاكٌّ، اِذهبْ إلى شاكٍّ مثلِك فجادله.
هذا هو منهج الإمام مالك رحمه الله في الاعتقاد، أمّا ما نُقِل عنه في مسائل عقيدة، فنأتي عليه إن شاء الله في المحاضرة الثّانية.
والله الموفّق لا ربّ سواه.










 


قديم 2013-06-06, 00:02   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
الاخ رضا
بائع مسجل (ب)
 
الصورة الرمزية الاخ رضا
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز سنة 2012 المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

[محاضرة ألقيت بالدّورة العلميّة الّتي نظّمتها شعبة "
جمعيّة
العلماءالمسلمين الجزائريّين "
ببلديّة " سيدي الشّحمي " بولاية وهران].
المحاضرة الثّانية يوم 22 جمادى الأولى 1434 هـ الموافق لـ: 03 أفريل 2013 م
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد:
فسنتطرّق - إن شاء الله - في محاضرة اليوم إلى مسائل ثلاثٍ:
الأولى: بيان معتقد الإمام مالك رحمه الله.
الثّانية: ذكر الموافقين له في هذا الباب من المالكيّة.
الثّالثة: ذكر المخالفين له من المنتسبين إلى مذهبه.
أوّلا: اعتقاد الإمام مالك رحمه الله.
فهذه طائفة ممّا أُثِر عن الإمام مالك بن أنس رحمه الله في الاعتقاد، ممّا يوضّح أنّه لم يخرج عمّا كان عليه سلف هذه الأمّة.

1- التّوحيد هو الإسلام الّذي تدلّ عليه الفطرة والشّريعة، لا كما يقول الأشاعرة أنّه المبنيّ على النّظر ! فقد أخرج الهرويّ في "ذمّ الكلام" عن الإمام الشّافعي رحمه الله قال: سُئل مالك عن الكلام والتوحيد، فقال مالك:" محال أن يُظنّ بالنبيّصلّى الله عليه وسلّمأنّه علَّم أمّتَه الاستنجاء ولم يعلّمهم التّوحيد ! والتّوحيد ما قاله النبيّصلّى الله عليهوسلّم: (( أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ )) فما عصم به المال والدم حقيقة التوحيد ".
ومن عجيب ما نقله الحافظ رحمه الله عن الأشعريّة في "الفتح" (13/350):" قول جماعة منهم: إنّ من لم يعرف اللهَ بالطّرق الّتي رتّبوها، والأبحاث الّتي حرّروها لم يصحّ ايمانه ! حتّى لقد أُورِد على بعضِهم أنّ هذا يلزم منه تكفير أبيك وأسلافك وجيرانك ! فقال: لا تشنِّعْ عليّ بكثرةِ أهل النّار !".
2- قولهرحمه الله في الأسماء والصّفات.
فقد اشتهر عن الإمام مالكٍ رحمه الله ما أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/326) عن جعفر بن عبد الله قال:
" كنّا عند مالك بن أنس، فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله، {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى}، كيف استوى ؟ فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته، فنظر إلى الأرض وجعل ينكت بعود في يده، ثمّ رفع رأسه، ورمى بالعود، وقال:
" الكيف منه غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأظنّك صاحبَ بدعة "، وأمر به فأُخرِج.
وأخرج الدّارقطني في "الصّفات" (ص 75)، والآجري في "الشّريعة" (ص 314)، والبيهقي في "الاعتقاد" (ص 118)، وابن عبد البرّ في "التمهيد" (7/149) عن الوليد بن مسلم قال:" سألت مالكاً، والثوري، والأوزاعي، والليث بن سعد، عن الأخبار في الصفات فقالوا: أمرّوها كما جاءت ".
ولا يعني كلامهم هذا ما ذهب إليه أهل التّفويض - أعني الّذين يفوّضون المعاني - فإنّ معنى هذه العبارة: إثبات الصّفات على الحقيقة دون تكييف.
ويظهر لك ذلك جليّا من وجوه:
أ‌) أنّ نصوص الصّفات جاءت ألفاظا دالّة على معانٍ، فلو كانت دلالتها منتفيةً لكان الواجب أن يقال: أمرّوا لفظها !
ب‌) ثمّ لماذا تواتر عنهم قولهم: بلا كيف ؟ فإنّ نفي الكيف عن شيءٍ ليس له معنى: لغو من القول؛ فإنّه لا يحتاج إلى نفي علم الكيفية من لم يفهم عن اللّفظ معنى. [انظر: " الفتوى الحموية " من " مجموع الفتاوى (5/41-42)].
ت‌) قول الإمام ربيعة ومالك وغيرهما في الاستواء: " الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب "، يردّ على مذهب أهل التّفويض؛ فإنّهم قالوا:" الاستواء غير مجهول " أي: معناه معلوم لدينا، وإنّما الكيف هو الّذي لا يُعقل فلا يسأل عنه.
ومن إثباته للعلوّ ما أخرجه أبو داود في "مسائل الإمام أحمد" (ص 263) عن عبد الله بن نافع قال: قال مالك:" الله فيالسّماء، وعلمه في كلّ مكان ".
3- قوله رحمه الله في الرُّؤية.
قال ابن عبد البرّ رحمه الله في "الانتقاء" (ص 36): سُئل مالك: أيُرى الله يوم القيامة ؟ فقال: نعم، يقول الله عزّوجلّ:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}. وقال لقوم آخرين:{كَلاَّ إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}".
4- قوله رحمه الله في القرآن.
أخرج أبو نعيم في "الحلية" (6/325) عن يحيى بن الرّبيع قال: كنت عند مالك بن أنس، ودخل عليه رجل فقال: يا أبا عبد الله، ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق ؟ فقال مالك:" زنديق فاقتلوه"، فقال: يا أبا عبد الله، إنما أحكي كلاماً سمعته! فقال:" لم أسمعه من أحد، إنّما سمعته منك !" وعظّم هذا القول.
وأخرج ابن عبر البرّ في "الانتقاء" (ص 35) عن عبد الله بن نافع قال: كان مالك بن أنس يقول:" من قال القرآن مخلوقيوجعُ ضرباً، ويُحبس حتّى يتوب ".
5- قوله في الإيمان.
أخرج أبو نعيم في "الحلية" (6/327) عن عبد الله بن نافع قال:" كان مالك بن أنس يقول:" الإيمان قول وعمل ".
وأخرج ابن عبد البرّ في "الانتقاء" (ص 34) عن عبد الرزّاق بن همام قال:" سمعت ابنَ جريح، وسفيانَ الثوريَّ، ومعمرَ بنَ راشد، وسفيانَ بنَ عيينةَ، ومالكَ بنَ أنس يقولون:" الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص ".
وأخرج أيضا ص (34) عن أشهب بن عبد العزيز قال: قال مالك: قام النّاس يصلّون نحو بيت المقدس ستّة عشر شهراً، ثمّ أُمروا بالبيت الحرام فقال الله:{وَمَا كَانَ اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} أي: صلاتكم إلى بيت المقدس، قال مالك:" وإني لأذكربهذه قول المرجئة: إن الصّلاة ليست من الإيمان ".
6- قوله في القدر.
أخرج أبو نعيم في "الحلية" (6/326) عن ابن وهب قال:" سمعت مالكاً يقول لرجل:" سألتني أمس عن القدر ؟" قال: نعم، قال:" إنّ اللهتعالىيقول:{وَلَوْ شِئْنَا لآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا وَلَكِنْ حَقَّ القَوْلُ مِنِّي لأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَفلا بدّ أن يكون ما قاله اللهتعالى ".
وأخرج ابن أبي عاصم في "السنّة" (1/87) عن سعيد بن عبد الجبار قال: سمعت مالكَ بنَ أنس يقول: رأيي فيهم أنيُستتابوا، فإن تابوا وإلاّ قُتِلوا- يعني القدرية - ".
وأخرج أيضا عن مروان بن محمد الطاطري قال:" سمعت مالك بن أنس يُسأَلُ عن تزويج القدري ؟ فقرأ:{وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌخَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ}"..
7- قوله في الصّحابة.
أخرج أبو نعيم في "الحلية" (6/327) عن عبد الله العنبري قال: قال مالك بن أنس:" من تَنَقَّصَ أحداً من أصحاب رسولاللهصلّى الله عليه وسلّم، أو كان في قلبه عليهم غلٌّ، فليس له حقّ في فَيْءِ المسلمين " ثمّ تلا قوله تعالى:{وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً}".
وأخرج أيضا عن رجل من ولد الزّبير قال: كنّا عند مالك، فذكروا رجلاً يَتّنقَّص أصحابَ رسول الله صلى الله عليهوسلّم، فقرأ مالك هذه الآية:{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ} حتّى بلغ {يُعْجِبُ الزُرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُالكُفَّارَ}، فقال مالك:" من أصبح في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول اللهصلّى الله عليه وسلّم، فقد أصابته الآية".
ثانيا: من كان على اعتقاد السّلف من المالكيّة.
فنذكر - إن شاء الله تعالى- في هذا الفصل أعلام المالكيّة الّذين كانوا على ما كان عليه الإمام مالكٌ رحمه الله في الاعتقاد، قبل أن تزلّ قدم كثيرٌ من المتأخّرين في مزالق الأشعريّة، حتّى يعلم من يتستّرون وراء المذهب المالكيّ أنّنا أولى بمالكٍ منهم.
ومن أبرز هؤلاء:
1- عبد الرّحمن بن القاسم رحمه الله [كما في "الصّواعق المرسلة"].
2- عبد الله بن وهب رحمه الله3- سحنون رحمه الله 4- ابن الماجشون رحمه الله [كما في "سير أعلام النّبلاء"].
5- ابن عبد البرّ رحمه الله [كما بيّنه المغرواي في "فتح البرّ"].
6- ابن أبي زيد القيرواني رحمه الله [كما هو جليّ في "رسالته"، خلافا لأكثر شرّاحها كزرّوق، وابن ناجي]. وأحسن شروحها السّلفيّة شرح ابن موهِب رحمه الله كما في "الصّواعق".
7- أبو عمر الطّلمنكي رحمه الله [كما في كتابه "الوصول إلى معرفة الأصول"].
8- أبو بكر محمّد بن موهِب رحمه الله.
9- عبد العزيز بن يحيى الكناني رحمه الله [له "الردّ على الجهميّة والزّنادقة"].
10- رُزين بن معاوية رحمه الله [صاحب كتاب "تجريد الصّحاح"، قال عنه ابن القيّم في "الصّواعق":" هو أعلم اهل زمانه بالسّنن والآثار"].
11- الأصيليّ رحمه الله12- أبو الوليد بن الفرضيّ رحمه الله13- وأبو عمرو الدّاني رحمه الله.
14- مكّي بن أبي طالب رحمه الله15- ابن أبي زَمَنين رحمه الله، وغيرهم.
ثالثا: من خالف الإمام مالكارحمه اللهفي الاعتقاد.
وسنذكر بعض من خالف مذهب السّلف في الاعتقاد ووقع في مذهب الأشعريّة بحسب الكتب المشهورة:
1- شرّاح رسالة ابن أبي زيد القيرواني: كزرّوق، وابن ناجي، وأبي الحسن المنّوفي، والتّتائيّ رحمهم الله.
2- عقائد السّنوسي الخمسة: "العقيدة الصّغرى" المسمّاة بأمّ البراهين، والالعقيدة الوسطى، والعقيدة الكُبرى، و"المقدّمات في العقائد"، و"الحفيدة".
3- بعض تفاسير المالكيّة: كتفسير القرطبيّ رحمه الله، و"تفسير ابن عطيّة" رحمه الله، وتفسير ابن جُزيّ رحمه الله، و"البحر المحيط" لأبي حيّان الأندلسيّ رحمه الله.
4- الشّروح الحديثيّة:
منها شروح "صحيح مسلم": كشرح القاضي عياض رحمه الله، وشرح المازريّ رحمه الله، وشرح الأُبّي رحمه الله.
وشرح سنن التّرمذي لابن العربيّ رحمه الله.
5- المنظومات: وأشهرها " جوهرة التّوحيد" للقاني، و"الخريدة البهيّة" للدّردير، و"مراصد المعتمد لمقاصد المعتقد" لأبي المحاسن الفاسي.
وأكثر ما يُتداول:"المرشد المعين في الضّروريّ من علوم الدّين" وهو المعروف بابن عاشر، والّذي صرّح أنّه سلك في نظمه مسلك الإمام مالك رحمه الله في الفقه، واعتقاد الأشعريّ ! وكأنّ الإمام مالكاً لم يكُن له اعتقاد حتّى جاء أبو الحسن الأشعريّ رحمه الله !
ونختم محاضرتَنا هذه بجوابٍ عن سؤال قد يطرحه كثيرٌ من الحضور، ألا وهو:
كيف دخلت العقيدة الأشعرّية إلى المغرب ؟
فاعلموا أنّ العقيدة الأشعريّة دخلت إلى المغرب العربيّ في القرن الخامس الهجريّ، وتمّ ذلك بوساطة شخصيّات ثلاث:
أ)الباقلاّنيّرحمه الله (تـ:403 هـ): وكان رأس المالكيّة بالمشرق العربيّ، ويُعدّ أوّل من غلا في التّأويل، فأَوَّلَ صفاتِ الذّات خلافا لما كان عليه أبو الحسن الأشعريّ رحمه الله. وكان يأتيه التّلاميذ من كلّ البلاد، ومنهم:
ب)أبو ذرّ الهرويّرحمه الله (تـ:434 هـ): قال الإمام الذّهبيّ رحمه الله:
" كان أهل المغرب لا يخوضون في الكلام، بل يُتقِنون الفقه، والحديث، والعربيّة، حتّى جاء الهرويّ الّذي أخذ رأي أبيالحسن عن الباقلاّني، وحمله إلى المغرب والأندلس ".
ج)المهديّ بن تومرت (تـ:524 هـ): فقد نشر مذهب الأشعريّ يالقوّة، وقال المراكشي رحمه الله في "المعجب":" كان على عقيدة أبي الحسن، إلاّ في الأسماء فكان على مذهب المعتزلة ".
ثمّ جاء الباجي، والقابسيّ، والمازريّ، وابن العربيّ، وغيرهم.
وما أحسن ما قاله الكرجيّ الشّافعيّ رحمه الله في "الفصول في الأصول عن الأئمّة الفحول":
" وقد افتُتِن أيضا خلقٌ من المالكيّة بمذهب الأشعريّة، وهذه- والله- سبّةٌ وعار، وفلتةٌ تعود بالوبال والنّكال وسوء الدّار، على منتحل مذاهب هؤلاء الكبار ".
وسبحانك اللهمّ وبحمد، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك.









قديم 2013-06-06, 08:51   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
العنبلي الأصيل
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
فقد اشتهر عن الإمام مالكٍ رحمه الله ما أخرجه أبو نعيم في "الحلية" (6/326) عن جعفر بن عبد الله قال:
" كنّا عند مالك بن أنس، فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله، {الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى}، كيف استوى ؟ فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته، فنظر إلى الأرض وجعل ينكت بعود في يده، ثمّ رفع رأسه، ورمى بالعود، وقال:
" الكيف منه غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأظنّك صاحبَ بدعة "، وأمر به فأُخرِج.

وفي رواية أخرى عن مالك رحمه الله ذكرها القاضي عياض في "ترتيب المدارك" :
قال سفيان بن عيينة: سأل رجل مالكاً، فقال على العرش استوى. كيف استوى يا أبا عبد الله؟ فسكت مالك ملياً حتى علاه الرحضاء وما رأينا مالكاً وجد من شيء وجده من مقالته، وجعل الناس ينتظرون ما يأمر به ثم سري عنه. فقال :
الاستواء منه معلوم، والكيف منه غير معقول، والسؤال عن هذا بدعة والإيمان به واجب وإني لأظنك ضالاً أخرجوه عني
.
فناداه الرجل يا أبا عبد الله والله الذي لا إله إلا هو لقد سألت عن هذه المسألة أهل البصرة والكوفة والعراق فلم أجد أحداً وفق لما وفقت له.









قديم 2013-06-06, 20:11   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
رمضان الجلفاوي
محظور
 
إحصائية العضو










Hot News1

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العنبلي الأصيل مشاهدة المشاركة

وفي رواية أخرى عن مالك رحمه الله ذكرها القاضي عياض في "ترتيب المدارك" :
قال سفيان بن عيينة: سأل رجل مالكاً، فقال على العرش استوى. كيف استوى يا أبا عبد الله؟ فسكت مالك ملياً حتى علاه الرحضاء وما رأينا مالكاً وجد من شيء وجده من مقالته، وجعل الناس ينتظرون ما يأمر به ثم سري عنه. فقال :
الاستواء منه معلوم، والكيف منه غير معقول، والسؤال عن هذا بدعة والإيمان به واجب وإني لأظنك ضالاً أخرجوه عني
.
فناداه الرجل يا أبا عبد الله والله الذي لا إله إلا هو لقد سألت عن هذه المسألة أهل البصرة والكوفة والعراق فلم أجد أحداً وفق لما وفقت له.

هذه هي الرواية الاصح عن امامنا لا روية السابقة التي تجعل لله كيف ، ولكنه مجهول، والا ما داعي ان يقول الامام بدعة، وهذا هوالتفويض والتسليم والحمد لله رب العالمين









قديم 2013-06-11, 23:42   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
العنبلي الأصيل
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رمضان الجلفاوي مشاهدة المشاركة
هذه هي الرواية الاصح عن امامنا لا روية السابقة التي تجعل لله كيف ، ولكنه مجهول، والا ما داعي ان يقول الامام بدعة، وهذا هوالتفويض والتسليم والحمد لله رب العالمين
فإن سأل سائل :
"ويبقى وجه ربك" كيف وجه الله ؟
فأجبتُهُ :
الوجه معلوم ، والكيف مجهول ،والسؤال عنه بدعة.
أفتراني مشبها مجسما ؟











قديم 2013-06-12, 09:44   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيكم











قديم 2013-06-12, 10:30   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

جهود علماء المالكية في إبطال العقيدة الأشعرية

كان الأئمة المتقدمون المعتبرون من أصحاب مالك على عقيدة السلف القائمة على الإثبات كعبد الرحمن بن القاسم وعبدالله بن وهب، وعبد العزيز بن الماجشون وتلاميذ تلامذته كسحنون وأصبغ بن الفرج ، وأتباع مذهبه كأبي عمر ابن عبد البر ، وابن أبي زيد القيرواني ، وأبي عمر الطلمنكي، وأبي بكر محمد بن موهب، وعبدالعزيز بن يحيى الكناني، ورزين بن معاوية صاحب "تجريد الصحاح"، والأصيلي ، وأبي الوليد الفرضي ، وأبي عمرو الداني ، ومكي القيسي ، وابن أبي زمنين ، وغيرهم.

قال الذهبي في السير (17/557) عن أبي ذر الهروي : " أخذ الكــلام ورأي أبي الحسن عن القاضي أبي بكر بن الطيب ، وبث ذلك بمكة وحمله عنه المغاربة إلى المغرب والأندلس ، وقبل ذلك كانت علمــاء المغرب لا يدخلون في الكلام ، بل يُتقنون الفقه والحديث أو العربية ، ولا يخوضون في المعقولات ، وعلى ذلك كان الأصيلي وأبي الوليد بن الفرضي وأبو عمر الطلمنكي ومكي القيسي وأبو عمر الداني ، وأبو عمر بن عبد البر والعلماء ". انتهى.

وأبو ذر الهروي المالكي مع كونه معروفا بالميل إلى المذهب الأشعري إلا أنه كثيرُ الإنتصار لِعَقائد السَّلَفِ في أمور كثيرة.


قال الذهبيُّ في السير (17/55 في ترجمة أبي الحسن الأشعري : وقد ألف كتاباً سماهُ الإبانة ويقول فيه : فإن قيلَ فما الدليل على أن لله وجها ويدا ؟ قال: قوله : {ويبقى وجه ربك} وقوله: {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيديّ}. فأثبت تعالى لنفسه وجهاً ويداً. إلى أن قال : فإن قيل: فهل تقولون إنه في كل مكان ؟ قيل: معاذ الله، بل هو مستوٍ على عرشه، كما أخبر في كتابه. إلى أن قال: وصفات ذاته التي لم يزل ولا يزال موصوفا بها: الحياء والعلم والقدرة والسمع والبصرة والكلام والإرادة والوجه واليدان والعينان والغضب والرضى. فهذا نص كلامه. وقال نحوه في كتاب التمهيد له، وفي كتاب الذب عن الأشعري، وقال: قد بينا دين الأمة وأهل السنة أن هذه الصفات تمر كما جائت بغير تكييف ولا تحديث ولا تجنيس ولا تصوير.
قلتُ (أي الذهبي): فهذا المنهج هو طريقة السلف وهو الذي أوضحه أبو الحسن وأصحابه، وهو التسليم لنصوص الكتاب والسنة، وبه قال ابــن الباقلاني وابن فورك والكبار إلى زمن أبي المعالي، ثم زمن أبي حامد، فوقع اختلاف وألون ، نسأل الله العفو. انتهى.










قديم 2013-06-12, 10:32   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

من أشهر المالكية معارضة لمذاهب الأشاعرة:
الحافظ الكبير والإمام بدون منازع: أبو عمر ابن عبد البر، وكلامه في إثبات الصفات التي ينفيها الأشعرية مشهور، اقتصر منه على نقل واحد، قال رحمه الله في كتاب التمهيد (7/145) : أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والإيمان بها، وحملها على الحقيقة لا على المجاز، إلا أنهم يكيفون شيئا من ذلك ولا يجدون فيه صفة محصورة. اهــ

وهذا الإعتقاد الذي نقله ابن عبدالبر يخالف عقائد الأشعرية جملة وتفصيلاً، فقد اتفق جميع الأشعرية على حمل تصور الصفات على المجاز لا على الحقيقة، إلا صفات سبع، يؤول أمرها عند التحقيق إلى المجاز كذلك، بل عند كثير منهم مَن حمل نصوص الصفات على الحقيقة كفر، وقال آخرون: فسق فقط.


وقال ابن عبدالبر في جامع بيان العلم وفضله (1/117):حدثنا إسماعيل بن عبدالرحمن ثنا إبراهيم بن بكر، قال: سمعت أبا عبدالله محمد بن أحمد بن إسحاق بن خويزمنداد المصري المالكي في كتاب الإجارات من كتابه في الخلاف: قال مالك : لا تجوز الإجارات في شئ من كتب أهل الأهواء والبدع والتنجيم، وذكر كتباً ثم قال: وكتب أهل الأهواء والبدع عند أصحابنا هي كتب أصحاب الكلام من المعتزلة وغيرهم، وتفسخ الأجارة في ذلك، قال: وكذلك كتب القضاء بالنجوم وعزائم الجن وما أشبه ذلك.


وقال في كتاب الشهادات في تأويل قول مالك: لا تجوز شهادة أهل البدع وأهل الأهواء قال: أهل الأهواء عند مالك وسائر أصحابنا هم أهل الكلام، فكل متكلم فهو من أهل الأهواء والبدع أشعريا كان أو غير أشعري، ولا تقبل له شهادة في الإسلام أبداً، ويهجر ويؤدب على بدعته، فإن تمادى عليها استتيب منها.


قال أبو عمر : ليس في الإعتقاد كله في صفات الله وأسمائه إلا ما جاء منصوصاً في كتاب الله أو صح عن رسول الله أو أجمعت عليه الأمة، وما جاء من أخبار الآحاد في ذلك كله أو نحوه يسلم له ولا يناظر فيه، فتأمل كيف يحكي هذا الإمام ابن خويزمنداد المصري المالكي أن أهل الكلام أهلُ بدع، وأن الأشعرية منهم، وقد ساق ابن عبد البر هذا الكلام ولم يرده بشيء، ولو كان لا يرتضيه لرده وأبطله.


وقال ابن عبد البر في التمهيد (129/7): وفيه دليل على أن الله عز وجل في السماء على العرش من فوق سبع سماوات، كما قالت الجماعة، وهو من حجتهم على المعتزلة والجهمية في قولهم: إن الله عز وجل في كل مكــان، وليس على العرش. والدليل على صحة ما قالوه أهل الحق في ذلك قول الله عز وجل: {الرحمن على العرش استوى}(طه:5) وقوله عز وجل: {ثم استوى على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع} (السجدة:4) وقوله: {ثم استوى إلى السماء وهي دخان} (فصلت:11)، وقوله: وذكر آيات كثيرة دالة على العلو.


إلى أن قال (131/7): وهذه الآيات كلها واضحات في إبطال قولي المعتزلة، وأما ادعاؤهم المجاز في الإستواء، وقولهم في تأويل استوى: استولى، فلا معنى له لأنه غير ظاهر في اللغة. ومعنى الإستيلاء في اللغة المغالبة، والله لا يغالبه ولا يعلوه أحد، وهو الواحد الصمد، ومن حق الكلام أن يحمل على حقيقته حتى تتفق الأمة أنه أريد به المجاز، إذ لا سبيل الى اتباع ما أنزل إلينا من ربنا إلا على ذلك، وإنا يوجه كلام الله عز وجل إلى الأشهر والأظهر من وجوهه، ما لم يمنع من ذلك ما يجب له التسليم، ولو ساغ ادعاء المجاز لكل مدع ماثبت شيء من العبارات، وجل الله عز وجل عن أن يخاطب إلا بما تفهمه العرب في معهود مخاطباتها مما يصح معناه عند السامعين. والإستواء معلوم في اللغة ومفهوم، وهو العلو والإرتفاع على الشيء والإستقرار والتمكن فيه، قال أبو عبيدة في قوله تعالى: {استوى} قال: علا. قال: وتقول العرب: استويت فوق الدابة، واستويت فوق البيت. وقال غيره: استوى أي: انتهى شبابه واستقر، فلم يكن في شبابه مزيد.


قال أبو عمر: الإستواء الإستقرار في العلو، وبهذا خاطبنا الله عز وجل وقال: {لتستووا على ظهوره ثم تذكروا نعمة الله ربكم إذا استويتم عليه}(الزخرف:13). وقال: {واستوت على الجودي}(هود:44). وقال: {فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك}(المؤمنون:28)... إلى آخــر كلامه.


قلت: وهذا المذهب الذي أبطله ابن عبد البـر أي: تأويل استوى باستولى، هو مذهب أكثر الأشعرية. وقد أكثر الأشعرية من الإحتجاج لهذا التأويل، والرد على من خالفه.


إلى أن قال: (134/7): ومن الحجة أيضا في أنه عز وجل على العرش فوق السماوات السبع أن الموحدين أجمعين من العرب والعجم إذا كربهم أمر أو نزلت بهم شدة رفعوا وجوههم إلى السماء يستغيثون ربهم تبارك وتعالى. وهذا اشتهر وأعرف عند الخاصة والعامة من أن يحتاج فيه إلى أكثر من حكايته، لأنه اضطرار لم يؤنبهم عليه أحد، ولا أنكره عليهم مسلم، وقد قال صلى الله عليه وسلم للأمة التي أراد مولاها عتقها إن كانت مؤمنة فاختبرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن قال لها: أين الله؟ فأشارت إلى السماء. ثم قال لها: من أنا ؟ قالت: رسول الله. قال: أعتقها فإنها مؤمنة. فاكتفى رسول الله صلى الله وعليه وسلم منها برفعها رأسها إلى السماء، واستغنى بذلك عما سواه. انتهى.


فأثبت رحمه الله علو الله على خلقه، خلافا لأكثر الأشعرية، بل صرح بعضهم بأن من موجبات الكفر اعتقاد جهة العلو !...











قديم 2013-06-12, 10:33   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

من المالكية كذلك: ابن أبي زمنين أبو عبدالله محمد بن عبدالله المالكي المتوفي سنة (399هـ) له كتاب "أصول السنة" قرر فيه عقيدة السلف، ومما قال فيه (88): ومن قول أهل السنة أن الله عز وجل خلق العرش واختصه بالعلو والإرتفاع فوق جميع ماخلق ثم استوى عليه كيف شاء. انتهى.


وإثبات العلو والإستواء ينافي المعتقد الأشعري من كل الوجوه، بل عد بعضهم إثباته من أصول الكفر.


وقال أبو القاسم عبدالله بن خلف المقري الأندلسي المالكي في الجزء الأول من كتاب الإهتداء لأهل الحق والإقتداء من نصتيفة من شرح المخلص للشيخ أبي الحسن القابسي رحمه الله تعالى في شرح حديث النزول: في هذا الحديث دليل على أنه تعالى في السماء على العرش فوق سماوات من غير مماسة ولا تكييف كما قال أهل العلم. ثم سرد نصوصاً تدل على ذلك، وأبطل تأويل استوى باستولى. كذا في "اجتماع الجيوش الإسلامية" (89).

ومن متأخري أصحاب مالك ممن أثبت لله الإستواء وفسره بالعلو، وردّ من فسره بالإستيلاء: أبو الوليد بن رشد في "البيان والتحصيل" (16/368-369).


وقال ابن القيم في الصواعق المرسلة (357- مختصره): الوجه الرابع عشر: إن الجهمية لما قالوا: إن الإستواء مجاز، صرح أهل السنة بأنه مستو بذاته على عرشه، وأكثر من صرح بذلك أئمة المالكية، فصرح به الإمام أبو محمد بن أبي زيد في ثلاثة مواضع من كتبه، أشهرها الرسالة، وفي كتاب جامع النوادر، وفي كتاب الآداب، فمن أراد الوقوف على ذلك فهذه كتبه.


وصرح بذلك القاضي عبد الوهاب، وقال وكان مالكيا، حكاه عنه القاضي عبد الوهاب أيضا.

وصرح به عبدالله القرطبي في كتاب شرح أسماء الله الحسنى، فقال: ذكر أبو بكر الحضرمي من قول الطبري يعني محمد بن جرير وأبي محمد بن أبي زيد جماعة من شيوخ الفقه والحديث، وهو ظاهر كتاب القاضي عبد الوهاب عن القاضي أبي بكر وأبي الحسن الأشعري، وحكاه القاضي عبد الوهاب عن القاضي أبي بكر نصا، وهو أنه سبحانه مستو على عرشه بذاته، وأطلقوا في بعض الأماكن فوق خلقه، قال : وهذا قول القاضي أبي بكر في تمهيد الأوائل له وهو قول أبي عمر بن عبد البر والطلمنكي وغيرهما من الأندلسيين، وقول الخطابي في شعار الدين.


وقال أبو بكر محمد بن موهب المالكي في شرح رسالة ابن أبي زيد قوله: (إنه فوق عرشه المجيد بذاته)... فتبين أن علوه على عرشه وفوقه إما هو بذاته، إلا أنه باين من جميع خلقه بلا كيف ، وهو في كل مكان من الأمكنة المخلوقة بعلمه لا بذاته.... انتهى.


ومن المغاربة الذين اشتهروا بالإنتصار لمذهب السلف ومعارضة مذهب الأشاعرة: الإمام أبو عبدالله محمد بن أحمد المسناوي الدلائي الفاسي (ت 1136 هــ) ألف "جهد المقل القاصر في نصرة الشيخ عبدالقادر".

وقد اطلعت على نسخة الخزانة العامة، وقد قرر فيه عقيدة السلف، ورد على الأشاعرة والسبكي.


ومن علماء المغرب المتأخرين الذين عرفوا بمعارضة المذهب الأشعري: السلطان العلوي محمد بن عبدالله، وكان أحد المنصفين وقد طبعت له عدة كتب، ولا زالت أخرى في عداد المخطوطات.


قال السلطان محمد بن عبدالله في طبق الأرطاب (ص 41- القرويين -74 وأنا في نفسي أتبع الأئمة الأربعة في أبواب العبادة، ولا نفرق بين واحد فيها... وأما في غير أبواب العبادة كالنكاح والطلاق والبيوع وحبس والهبة والعتق وغير ذلك، فلا أتبع إلا مذهب مالك رحمه الله، لأني مالكي المذهب حنبلي الإعتقاد، مع أني مؤمن بأن الإمام أحمد على اعتقاد الأئمة الثلاثة، وأنهم كلهم على هدى من ربهم.


وكان من عادة السلطان محمد بن عبد الله افتتاح كتبه بقوله: المالكي مذهبا الحنبلي اعتقادا.

وعقد فصلين في أواخر كثير من كتبه لبيان مقصوده بذلك.


فقال في كتابه الجامع الصحيح الأسانيد المستخرج من ستة مسانيد (92): "فصل في بيان قولي في الترجمة: المالكي مذهبا الحنبلي اعتقادا.

والأئمة رضي الله عنهم اعتقادهم واحد، فأردت أن أشرح قولي المالكي مذهبا الحنبلي اعتقادا، وأبين المقصود بذلك والمراد، لئلا يفهمه بعض الناس على غير وجهه.

وذلك أن الإمام أحمد، ثبت الله المسلمين بثبوته، سد طريق الخوض في علم الكلام، وقال: لا يفلح صاحب الكلام أبداً، ولا ترى أحدا ينظر في علم الكلام (إلا) وفي قلبه مرض، (....) وإلى ذلك ذهب الشافعي ومالك وسفيان الثوري وأهل الحديث قاطبة حتى قال الشافعي رضي الله عنه: لأن يلقى الله العبد بكل ذنب ما خلا الشرك بالله خير له من أن يلقاه بشيء من الكلام، فلزم الناس السكوت عن الخوض في علم الكلام.

في الإعتقاد سهلة المرام :: منزهة عن التخيلات والأوهام
موافقة لاعتقاد الائمــــة :: كمـا سبق من الصالح من الأنام

أعاشنا الله على مِلَّتهم ما عاشوا عليه، وأماتنا على ما ماتوا عليه ...."

ثم عقد فصلاً ثانيا لبيان أن اعتقاد الأئمة الأربعة واحد.

وقال الناصري في الإستقصاء (68/3): وكان السلطان سيدي محمد بن عبدالله رحمه الله، ينهي عن قراءة كتب التوحيد المؤسسة على القواعد الكلامية المحرر على مذهب الأشعرية رضي الله عنهم، وكان يحض الناس على مذهب السلف من الإكتفاء بالإعتقاد المأخوذ من ظاهر الكتاب والسنة بلا تأويل.

وقال المشرفي في الحلل البهية في ملوك الدولية العلوية (ص 159): وكان أيضا ينهى عن قراءة كتب التوحيد المؤسسة على القواعد الكلامية المحررة من مذهب الأشعري (ض)، وكان يحض الناس على مذهب السلف من الإكتفاء بالإعتقاد المأخوذ من ظاهر الكتاب والسنة بلا تأويل
.










قديم 2013-06-12, 10:35   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
قطــــوف الجنــــة
عضو متألق
 
الصورة الرمزية قطــــوف الجنــــة
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[المقال نُشر في جريدة الشروق الجزائرية ]:
قال الله تعالى : ﴿وَقُلْ جَاءَ الحَقُّ وَزَهَقَ البَاطِلُ إِنَّ البَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾ [الإسراء:81]


السَّلفيَّةُ هيَ مذهبُ الإمامِ مالك ، ومذهبُ الإمامِ مالكٍ هو السَّلفيَّةُ (1)
بقلم : الشَّيخ السَّلفي-خادم العلم- : الأُستاذ سمير سمراد – حفظه الله


بسم الله الرحمن الرحيم


[المقال نُشر في جريدة الشروق ليوم الثلاثاء 22 جانفي 2013م الموافق لــ : 10 ربيع الأول 1434هــ / العدد : (3903)]


ماذا ينقمون من السَّلفيَّة ؟ وما الَّذي أفزَعهُم فيها ؟ وما العيبُ الَّذي أتتْ بِهِ ؟ وما ضَرَّهم إذا كان النَّاسُ يَرجعونَ إليها ويُقبلون عليها ؟ وماذا عليهم إذا كان مِن الأغْيَارِ مَنْ تبنَّاها ودعا إليها وثبَّتها في أرضِهِ وتحت سلطانه وجعلَ يُبَشِّرُ بها ويُقَرَّرُ حَقَّهَا ولُزَومَ الأخْذِ بهِ والرُّجوع إليه ؟!

هي السَّلفيَّة ليست لقوم دون آخرين ولا من خصائص أُمَّةٍ دون أخرى ، بل هيَ لكلِّ بَنْي الإسلام وأتباع الرَسول عليه السَّلام ، فمَن أخذ بها منَّا : فَرْدًا كانَ أو جماعة ، فإنَّما قُدْوَتُهم القرآن والسُّنَّة وما كانَ عليه الصَّحابةُ والتَّابعُون والأئمَّة ، لا نِسبةَ لهم إلاَّ إليها ، ولا متبوع لهم إلاَّ إيَّاها ، فليست نسبتهم إلى شخص دون محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم ولا انتماؤهم إلى طائفةٍ أو أمَّةٍ دونَ أُمَّةِ الصَّحابةِ رضوان الله عليهم ... وهذه أمثلةٌ لزيادةِ الإيضاح : قامَ بعضُ المنوّرين في إحدى مدن بلدنَا الجزائر في مطلع الثَّلاثينيَّات من القرن الماضي الإفرنجي بإزالة بعضِ بدع القبور وقطع مادّة الإفتتانِ بها ، فكتبَ عنه بعضُ المادحين فيمَا كتبَ إنَّ ما قام به هو عملٌ بسُنَّةِ الرَّسولِ صلَّى الله عليه وسلَّم واقتداءٌ بالملك السَّلفيّْ عبد العزيز بن سعود ملك الحجاز ، فتعقَّبه من كتبَ باسمِ مُوَحِّد " اقتداءٌ بالسَّلفٍ الصَّالح لا بالإمام ابن سعود " ، وقال تحت هذا العنوان : " ... فإنَّنَا لا نشُكُّ أن مثلَ هذا الإمام يَأتون ما يأتون مِن إحْيَاءِ السُّنن وإماتة البدع اتباعًا للكتاب والسُّنَّة وعمل السَّلفِ الصَّالح ، إذ هذه هي الأصُول المرجُوعُ إليها والـمُقتدَي بها ، والـمُحتجُّ بها ، وما ابن السُّعود وغيرهُ إلاَّ واحدٌ مِن المتَّبعين لها ، يقبل ما وافقها ويردُ ما خالفها ، نُريدُ أن يُعْلَمَ أنَّا لا نُدْخِلُ الأشخاصَ في طريق الاتباعِ للكتاب والسُّنَّةِ ، ولاَ لَنا علاقةٌ في قوَّةِ الحَقّ بأحدٍ مِن أنْصَار الحقُّ في الأوطان الأخرى ، مُوَحِّد " إ.هــ

وهذا الشَّيخ البشير الإبراهيمي الَّذي أقامَ في بلاد المشرق وفي الحجاز سنين عددَا ، قبل تأسيس مملكة ابن سعود ، بل في زمانِ اضطهاد الدَّعوةِ السَّلفيَّة ، ومُعاقبةٍ (اسْتِتَابةِ) مَن دعا إليها وأعلنَ بها ، في زمانِ تسلُّط أعداء هذه الدَّعوة ومُحاربي هذا الـمَشْرَب ، يُصّرح الإبراهيميِّ بأنَّ اهتداءَهم إلى السَّلفيَّة لم يكن تأثُّرًا بحالةٍ غالبة هنالِك ، بل لم يكن للإصلاح شأنٌ يُذكر ولم يكن يتبنَّاهُ سوى أشخاصٌ معدودون ، وأَرْجَعَ تأثرَهم وتأثَّرَهُ هُوَ خاصَّةً إلى : عنايته بكتب الحديث رواية ودرايةً وطبقات المحدّثين وسِيَر السَّلف الصَّالحين فانجذب إلى السُّنَّة وإلى السَّلفيَّة ، وطَالعَ كُتب الأئمَّة الفُحُول المصلحين كالقاضي ابن العربيِّ والحافظ ابن عبد البرّ وأبي إسحاق الشَّاطبي وشيخ الإسلام ابن تيميَّة وتلميذه ابن القيِّم وغيرهم ، فقوَّى فيه ذلك النَّزعةَ السَّلفيَّة وزاده صلابةُ فيها ، وفي الدَّعوة إليها ، وهو القائل : " وإنَّ هذه الفئة الَّتي رجعت من الحجاز بالهَدْي المحمَّدي الكامل ، قد تأثّرت بالإصلاح تأثّرًا مُبَاشِرًا ، مُسْتَمْدًّا قُوَّتَهُ وحَرَارَتَهُ مِنْ كلام اللهِ وسُنَّةْ رسولِهِ مُبَاشَرَةٌ ، ولم تكن قطُّ مُتَأثّرَةً بحالٍ غالبةٍ في الحجاز ، فلم يكن الإصلاح في ذلك الوقت شأنٌ يُذكر في الحجاز إلاَّ في مجالس محدودةٍ وعند علماء معدودين " [ السجلّ (ص:42)]

وهذا الإمامُ ابن باديس رحمه الله يُؤكِّدُ كلامَ الإبراهيميِّ ، إذْ لـمَّا صار ينعتُّهُ أعداءُ السَّلفيَّة الَّتي أعلنَ بها بأنَّه عَبْدَويٌّ وهَّابيٌّ ، وقال : إنَّه لم يقرأ كتابًا واحدًا لابن عبدّ الوهَّاب ، وقال تحت عنوان : "الدَّعوة الإصلاحيَّة هنا وهنالك" : " ... لم يَزَلْ في هذه الأمَّةِ في جميع أعصارها وأمصارها مَن يُجاهِدُ في سبيل إحيْاءِ السُّنَّة وإمَاتَةِ البدعة بكُلِّ ما أُوتِـيَ مِنْ قُدْرَةٍ ، وَلَـمَّا كانت كلُّ بدعة ضلالة محْدَثةٌ لا أصْلَ لها في الكتاب والسُّنَّة ، كان هؤلاء المجاهدون كلُّهُم : (يَدعون النَّاس إلى الرُّجُوعِ في دينهم إلى الكتاب والسُّنَّة وإلى ما كان عليه أهلُ القرون الثَّلاثة خير هذه الأمَّة الَّذين هُمْ أَفْقَهُ النَّاس فيها ، وأَشَدُّهُمْ تَمَسُّكًا بِهِمَا) ، هذه الكلمات القليلةَ المحصورة بين هلالين هي ما تدعو إليه هذه الصحيفة أي – صحيفة الشِّهاب – منذُ نشأتِها ويُجاهِدُ فيه المصلحُون مِنْ أنْصَارِهَا ... وهي ما كان يدعو إليه الشَّيخ محمَّد بن عبد الوهَّاب رحمه الله ، وهي ما كان يَدعو إليه جميع المصلحين في العالم الإسلامي قبلهم ، وإنَّما عرف النَّاسُ هؤلاء وخصَصْنَاهُمْ لَهُمْ بالذِّكْرِ للمُعَاصَرةِ وقُرْبِ العَهْدِ وشُهْرَةِ الدَّعْوَةِ

الكتابُ واحد ، والسُّنَّة واحدة ، والغاية – وهي الرّجوع إليهما – واحدةٌ ، فبالضّرورة تكونُ الدّعوة واحدة ، بلا حاجةٍ إلى تعارف ولا ارتباط ، إن تباعدت الأعصار والأمصار.

هذه الحقيقة يَتَعَامَى الـمُبْدِعُونِ ذَوُو الأغراض عنها ، فَيُصَوِّرُونَ مِنْ خَيَالاتهم أشْبَاحًا وَهْمِيَّة للدَّعوة الإصلاحيَّة الدّينيَّة الـمَحْضَةِ الَّتي نقومُ بها فيقولون ... (وهَّابيَّة) ، ويقولون ... وهم في الجميع مُتَقَوِّلُونَ ، يقول الـمُتَقَوِّلُونَ على هذه الدَّعوة على ظهور حقيقتها ووُضوح طريقتها ويخصِّصون أتباع الشَّيخ ابن عبد الوهاب ، بالقِسْط الكبير " إ.هــ

وقال في موضع آخر : " إنَّ الغاية الَّتي رمى إليها ابن عبد الوهَّاب ، وسعى إليها أتباعه ، هي الَّتي لازال يَسعَى إليها الأئمَّةُ المجدِّدون ، والعلماء المصلحون في جميع الأزمان ، فلهَا أَلَّفَ أبو بكر ابن العربيِّ العواصم من القواصم ... وأَلَّفَ الإمام الشَّاطبيّْ الاعتصام ... وغيرهم مِن الأئمَّة وكتبهم كثير .... " "آثار ابن باديس" (5/33)

ولـمَّا زعم بعض أهل السِّياسة المغرضين بأنَّ جمعيَّة ابن باديس تنشر المذهب الوهَّابيِّ ، ردّ عليهم بقوله : " أَفَتَعُدُّ الدّعوة إلى الكتاب والسّنَّة وما كان عليه سلفُ الأمّة وطرْحَ البِدع والضّلالات واجتناب الـمُرْدِيَات والـمُهلكات نَشْرًا للوهَّابيَّة ؟... فأئمَّة الإسلام كلُّهم وهَّابيُّون ؟ ما ضَرَّنا إذا دعونَا إلى ما دعا إليه جميعُ أئمَّة الإسلام ؟ ... " "آثار ابن باديس (5/282-283)

وبإختصار عبارةٍ ، قال ابنُ باديس على لسان النُّخبة الجزائريَّة : " 2 ...نحنُ والإصلاح الدّيني :ليس لنا إمامٌ في هذا السبيل إلاَّ القرآن والسّنَّة وسيرة السَّلف الصَّالح ، وليست لنا غاية إلاَّ تصحيح العقائد ، وتهذيب الأخلاق ، وتقويم الأعمال ، وتنزيه الدّين عمَّا أَحْدَثَهُ فيه الـمُحْدثُون ، وليس لنا دَاعٍ يَدْعُونَا إلى هذا إلاَّ الشُّعُورُ بواجبِ النُّصحِ ، ومحبَّة الخير لإخواننا المسلمين الجزائريِّين ، ذلك الشُّعُور وتلك المحبَّة اللَّذان لم يزالا يَحْمِلاَنِ أمثالَنا في جميعِ الأُمَمِ على سُلوكِ مثلِ هذا السَّبيل ، إنَّنَا نسعَى إلى الإصلاح الدّيني في خصوص الأمَّة الجزائريَّة الَّتي نحن منها دون غيرها من الأمم الغنيَّة برجالها عنَّا ، وبدون أن تكون لنا أدنى علاقة خاصَّة بأيِّ أُمَّةٍ أخرى ، فأعمالُنا في هذا السَّبيل كلُّهَا مِنَّا ولَنَا ... (النُّخبة) " إ.هـ "الشِّهاب" ، العدد (12) ، (ص:4-5)

وآخرُ ما أَخْتِمُ به هذه الفقرة ما قال الشَّيخ ابن باديس : " الإصلاحيّون والسّلفيون عامٌ ، والوهَّابيون خاصٌ ، لأنهُ يُطلق على خصوص مَن اهتدَوْا بدعوة العلامة الإصلاحي السَّلفي الشَّيخ ابن عبد الوهَّاب ... وليعلم النَاقمون على السَّلفيَّة النَاظرُون إليها نظرَ السَّاخِطين ، ليعلمُوا أنَّ السَّلفيَّة هي المرجعيَّة الدِّينيَّة للجزائريِّين ، وهي الدَّعوةُ الأصليةُ في هذه الدِّيار ، لا كما يُحَاوِلُهُ مَنْ يَطْمِسُ الحَقَائقَ ويَعْمَى ويَصِمُّ عن الدَّلائل وَيولِّيها ظَهْرَهُ ، فيزعُمُ بأنَّها وافِدٌ دخيلٌ وجسمٌ غريبٌ في الأمَّة الجزائريَّة وخطرٌ دَاهَمَ ديارنَا وغَزْوٌ حَلَّ مَحلَّ أَصالتِنَا ! ... لا والله ! إذا كان هؤلاء يُرَدِّدُون في كلِّ مَناسبةٍ وبلا مُناسبةٍ أنَّهم لا يُريدون إلاَّ مذهبَ الإمام مالكٍ والطَّريقة المالكيَّة ، فإننا نقولُ لهم هاتُوا لنا مذهبَ الإمام مالكٍ ، فلا نجِدَهُ إلاَّ إمَامًا في السَّلفيَّة الحَقَّة ومَتْبُوعًا مِن كبار المتبُوعين في هذه الطَّريقةِ الشَريفةِ ، ولْنَعْرِضْ بَعْدُ مَن كان صادق الاتباعِ صحيحَ النِّسبةِ إلى هذا الإمام ، ممّن يَتمَوَّهُ بالنِّسبة إليه ، ومَنْ يُغطِّي انحرافَهُ عنِ السُّنَّةِ بالانتِماء إلى إمامِ السُّنَّة ....

.
سمير سمراد
إمام مدرس - الجزائر العاصمة










قديم 2013-06-12, 11:15   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
مسلم امازيغي 09
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

الامام مالك رحمه الله كان يتجنب الخوض في الذات الالاهية
ويذكر الله عز وجل كما ذكر نفسه في القران الكريم ولكن نيته كانت صادقة فهو كان يعلم ان الله عز وجل ليس كمثله شيئ
كما ان الامام مالك لم يفصل في الصفات التي ذكر الله بها نفسه في القران ولكن من جاءو بعده اخطءو حيث خاضو في امور لا يعلمونها كما ان في نيتهم ليست سليمة فهم يعتقدون ان الله عز وجل له حد محصور في المكان الذي هو خلقه تعالى الله عز وجل عما يصفون
الامام مالك قال ان الخوض في الصفات هو بدعة ولكن من جاء بعده فصلو وخاضو في امور لا قبل لهم بها غفر الله لهم










قديم 2013-06-12, 11:41   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
سميرالجزائري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية سميرالجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك اخي الحبيب رضا على المواضيع الملجمة لبنو شعر
وبارك الله في الاخوة والاخوات ...










قديم 2013-06-12, 11:59   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
mom147
محظور
 
إحصائية العضو










456ty

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قطوف الجنة مشاهدة المشاركة
جهود علماء المالكية في إبطال العقيدة الأشعرية

قال الذهبي في السير (17/557) عن أبي ذر الهروي : " أخذ الكــلام ورأي أبي الحسن عن القاضي أبي بكر بن الطيب ، وبث ذلك بمكة وحمله عنه المغاربة إلى المغرب والأندلس ، وقبل ذلك كانت علمــاء المغرب لا يدخلون في الكلام ، بل يُتقنون الفقه والحديث أو العربية ، ولا يخوضون في المعقولات ، وعلى ذلك كان الأصيلي وأبي الوليد بن الفرضي وأبو عمر الطلمنكي ومكي القيسي وأبو عمر الداني ، وأبو عمر بن عبد البر والعلماء ". انتهى.

وأبو ذر الهروي المالكي مع كونه معروفا بالميل إلى المذهب الأشعري إلا أنه كثيرُ الإنتصار لِعَقائد السَّلَفِ في أمور كثيرة.




--هل قال الذهبي هذا الكلام فقط؟؟؟









قديم 2013-06-14, 12:30   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
العنبلي الأصيل
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الصّواب والله اعلم :

الحافظ الكبير والإمام بدون منازع: أبو عمر ابن عبد البر، وكلامه في إثبات الصفات التي ينفيها الأشعرية مشهور، اقتصر منه على نقل واحد، قال رحمه الله في كتاب التمهيد (7/145) : أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة والإيمان بها، وحملها على الحقيقة لا على المجاز، إلا أنهم لا يكيفون شيئا من ذلك ولا يجدون فيه صفة محصورة. اهــ










قديم 2013-06-14, 15:02   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
الاخ رضا
بائع مسجل (ب)
 
الصورة الرمزية الاخ رضا
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز سنة 2012 المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سميرالجزائري مشاهدة المشاركة
بارك الله فيك اخي الحبيب رضا على المواضيع الملجمة لبنو شعر
وبارك الله في الاخوة والاخوات ...
و فيك بارك الله أخي العزيز سمير .
و جزى الله الأخت الفاضلة على الاضافات القيمة.









 

الكلمات الدلالية (Tags)
مالك, الله, الإمام, رحمه, عقيدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 14:51

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc