بطاقة رقم 9: الحكمة في أفعال الله
موقف الأشاعرة من الحكمة في أفعال الله
الأشاعرة يقولون بنفي الحكمة والتعليل في أفعال الله مطلقا لكنهم قالوا إن الله يجعل لكل نبي معجزة لأجل صدق النبي فتناقضوا في ذلك بين ما يسمونه نفي الحكمة والغرض وبين إثبات الله للرسول المعجزة تفريقا بينه وبين النبئ وعلى الجملة فينفي الأشاعرة أن يكون شيئا من أفعال الله علة مشتملة على حكمة تقتضي إيجاد ذلك الفعل أو عدمه وقالوا إن كونه يفعل شيئا لعلة ينافي كونه مختارا مريدا وهذا الأصل تسمية بعض كتبهم)نفي الغرض على الله (كما في أم البراهين وجعلوا أفعاله كلها راجعة إلى محض المشة ولا تعليق لصفة أخرى الحكمة مثلا بها ورتبوا على هذا أصولا فاسدة كقولهم بجواز أن يخلد الله في النار أخلص أوليائه ويخلد في الجنة أفجر الكفار وجواز التكليف بما لا يطاق وسبب هذا التأصيل هو عدم فهمهم بأنه لا تعارض بين الحكمة والمشيئة والرحمة
*قال الرازي في الأربعين في أصول الدينالمسألة السادسة والعشرون:في أنه لا يجوز أن تكون أفعاله تعالى معللة بعلة البتة)
*وقال الآمدي في غاية المرامأن الباري تعالى خلق العالم وأبدعه لا لغاية يستند الإبداع إليها، ولا لحكمة يتوقف الخلق عليها، بل كل ما أبدعه من خير وشر ونفع وضر لم يكن لغرض قاده ليه، ولا لمقصد أوجب الفعل عليه)
_______________________________________
موقف اهل السنة من الحكمة في أفعال الله
هم يثبتون صفة الحكمة لله تعالى , وأنها من صفاته القائمة به , قديمة النوع حادثة الآحاد , فهم متفقون على أن الله تعالى حكيم , ولا يخلو فعل من أفعاله تعالى من الحكمة البالغة ,وأن هذه الحكم التي يفعل تعالى لها منها ما يعود إليه ومنها ما يعود إلى الخلق .
قال ابن القيم :
( الله سبحانه حكيم , لا يفعل شيئا عبثا ولا لغير معنى ومصلحة وحكمة , فأفعاله سبحانه صادرة عن حكمه بالغة لأجلها فعل , وقد دل كلامه وكلام رسوله على هذا في مواضع لا تكاد تحصى )
وقال في موضع آخر :
( ومن أعجب العجب أن تسمح نفس بإنكار الحكم والعلل الغائية والمصالح التي تضمنتها هذه الشريعة الكاملة , التي هي من أدل الدلائل على صدق من جاء بها , ولو لم يأت بمعجزة سواها لكانت كافية شافية , فإن ما تضمنته من الحكم والمصالح , شاهد بأن الذي شرعها وأنزلها أحكم الحاكمين , وأرحم الراحمين )
كتاب (شفاء العليل)