الشيخ الطيّب العقبي ينزّه الله عن المكان والمحل بخلاف السلفية الوهابية المجسمة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم العقيدة و التوحيد

قسم العقيدة و التوحيد تعرض فيه مواضيع الإيمان و التوحيد على منهج أهل السنة و الجماعة ...

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الشيخ الطيّب العقبي ينزّه الله عن المكان والمحل بخلاف السلفية الوهابية المجسمة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2012-10-08, 13:52   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عبد الله ياسين
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Lightbulb الشيخ الطيّب العقبي ينزّه الله عن المكان والمحل بخلاف السلفية الوهابية المجسمة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يعتقد كثير من السلفية الوهابية عندنا في الجزائر، أنّ العضو البارز في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الشيخ الطيّب العقبي كان حشويّاً مجسّماًً يعتنق عقيدة التشبيه والتجسيم كإثبات الفوقية الحسّيّة للباري تعالى ربنا وجلّ عن ذلك، والحق أنّ الشيخ الطيّب العقبي وغيره من أعضاء الجمعية لم يكونوا على هذا المشرب في العقيدة أعني الصفات.

فمن المعلوم أن السلفية الوهابية تبعاً لأسلافهم من المجسمة، يعتقدون أنّ الله فوق العالم فوقية حسيّة، فالخالق عندهم فوق العالم فوقية مسافة وهو تقدّس وتعالى عن ذلك في (((مكان عدمي غير مخلوق !!!)))، كما يعبّرعنه الشيخ الوهابي الفوزان في تعليقاته على نونية ابن القيّم، بقوله : (((الله موجود في جهة عدمية غير مخلوقة !!!))).

والحق أن القوم متناقضون وواقعون في فلسفة متهافتة، إذ كيف يصحّ عند العقلاء أن يحلّ واجب الوجود (= الله جلّ وعلا)، في معدوم غير موجود (=جهة عدمية) ؟!!!، هذا محال وباطل من المقال.

المهم، هل كان الطيّب العقبي يوافق على هذه العقيدة الخرقاء والفلسفة العوجاء، أم أنّ حكمه فيمن يعتقد أن الله يحلّ في محل أو مكان يهدم ظنّ السلفية الوهابية في معتقد الرجل ؟!!!

يقول الشيخ الطيّب العقبي كما تجده في جريدة الشهاب، المجلد الأول صفحة 30، طبعة الغرب الإسلامي، السنة الأولى العدد الثاني الصحيفة 8، ما نصه :
((هو الله جلّ وعلا وتقدّس وتبارك وتعالى عن أن يحتاج إلى محلٍ ومكان. ويعلم كل من له إلمام بالديانة أن هذه العقيدة عقيدة الحلول والاتحاد (بما شرحه لها من ضرب المثال لله بالماء وللشيخ الممدوح بالإناء) قد تجاوز فيها معتقدها والدّاعي إليها كل ما قيل عن غلاة رجال الكنيسة من الأرثودكسيين ومتعصّبة المجوس البوذية أو المجسمة والمشبهة)).انتهى

هذا الكلام أورده الشيخ الطيّب العقبي وهو يردّ على مؤلّف القصيدة العاشورية، حيث اتّهمه الشيخ فكفّرهُ لاعتقاده بأن في القصيدة وصف لله بما لا يليق كالقول في حقّه بالمكان والمحل، والباري منزّه عن كلّ ذلك، ووصفه بهذه النقائص يُفضي إلى الحلول لا محالة. وقد رد الشيخ مولود الحافظي الأزهري المعروف بالفلكي، على الشيخ الطيّب العقبي فيما يخصّ طريقة قراءته وفهمه للقصيدة، وجرت بينهما حوارات في الجرائد.

وبالمقابل نورد على سبيل المثال قول ابن العثيمين ممثلاً لعقيدة السلفية الوهابية، ففي شرح العقيدة الواسطية، المجلّد الثاني صفحة 43، طبعة دار ابن الجوزي، باعتناء سعد بن فوّاز الصّميل، يقول ابن العثيمين وهو يؤكّد عقيدة (((العلو الحسّي والمكان العدمي !!!))) بما فهمه من حديث الجارية :
((واستفهام النبي صلى الله عليه وسلم بـ (أين) يدلّ على أنّ لله مكاناً)).انتهى

والله الموفق








 


قديم 2012-10-08, 18:50   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
mom147
محظور
 
إحصائية العضو










Icon24

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله ياسين مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يعتقد كثير من السلفية الوهابية عندنا في الجزائر، أنّ العضو البارز في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الشيخ الطيّب العقبي كان حشويّاً مجسّماًً يعتنق عقيدة التشبيه والتجسيم كإثبات الفوقية الحسّيّة للباري تعالى ربنا وجلّ عن ذلك، والحق أنّ الشيخ الطيّب العقبي وغيره من أعضاء الجمعية لم يكونوا على هذا المشرب في العقيدة أعني الصفات.

فمن المعلوم أن السلفية الوهابية تبعاً لأسلافهم من المجسمة، يعتقدون أنّ الله فوق العالم فوقية حسيّة، فالخالق عندهم فوق العالم فوقية مسافة وهو تقدّس وتعالى عن ذلك في (((مكان عدمي غير مخلوق !!!)))، كما يعبّرعنه الشيخ الوهابي الفوزان في تعليقاته على نونية ابن القيّم، بقوله : (((الله موجود في جهة عدمية غير مخلوقة !!!))).

والحق أن القوم متناقضون وواقعون في فلسفة متهافتة، إذ كيف يصحّ عند العقلاء أن يحلّ واجب الوجود (= الله جلّ وعلا)، في معدوم غير موجود (=جهة عدمية) ؟!!!، هذا محال وباطل من المقال.

المهم، هل كان الطيّب العقبي يوافق على هذه العقيدة الخرقاء والفلسفة العوجاء، أم أنّ حكمه فيمن يعتقد أن الله يحلّ في محل أو مكان يهدم ظنّ السلفية الوهابية في معتقد الرجل ؟!!!

يقول الشيخ الطيّب العقبي كما تجده في جريدة الشهاب، المجلد الأول صفحة 30، طبعة الغرب الإسلامي، السنة الأولى العدد الثاني الصحيفة 8، ما نصه :
((هو الله جلّ وعلا وتقدّس وتبارك وتعالى عن أن يحتاج إلى محلٍ ومكان. ويعلم كل من له إلمام بالديانة أن هذه العقيدة عقيدة الحلول والاتحاد (بما شرحه لها من ضرب المثال لله بالماء وللشيخ الممدوح بالإناء) قد تجاوز فيها معتقدها والدّاعي إليها كل ما قيل عن غلاة رجال الكنيسة من الأرثودكسيين ومتعصّبة المجوس البوذية أو المجسمة والمشبهة)).انتهى

هذا الكلام أورده الشيخ الطيّب العقبي وهو يردّ على مؤلّف القصيدة العاشورية، حيث اتّهمه الشيخ فكفّرهُ لاعتقاده بأن في القصيدة وصف لله بما لا يليق كالقول في حقّه بالمكان والمحل، والباري منزّه عن كلّ ذلك، ووصفه بهذه النقائص يُفضي إلى الحلول لا محالة. وقد رد الشيخ مولود الحافظي الأزهري المعروف بالفلكي، على الشيخ الطيّب العقبي فيما يخصّ طريقة قراءته وفهمه للقصيدة، وجرت بينهما حوارات في الجرائد.

وبالمقابل نورد على سبيل المثال قول ابن العثيمين ممثلاً لعقيدة السلفية الوهابية، ففي شرح العقيدة الواسطية، المجلّد الثاني صفحة 43، طبعة دار ابن الجوزي، باعتناء سعد بن فوّاز الصّميل، يقول ابن العثيمين وهو يؤكّد عقيدة (((العلو الحسّي والمكان العدمي !!!))) بما فهمه من حديث الجارية :
((واستفهام النبي صلى الله عليه وسلم بـ (أين) يدلّ على أنّ لله مكاناً)).انتهى

والله الموفق
الاخ الكريم : كل كتبهم تلهج بالمكان وان الله على العرش استقرارا، وانه مماس للعرش من جهته السفلى وانه يقعد الرسول عليه الصلاة والسلام بجانبه، تعالى الله علوا كيبرا، ورغم ذللك يقولون نحن اهل السنة والجماعة، وهذا غير صحيح، الان اهل السنة والجماعة تنزه الله على الحلول والاتحاد ، وعن الحيز والمكان، وانه لا يشبه مخلوقاته ولا يشبه احد من مخلةقاته ، ليس كمثله شيء، وقديم كانوا يعرفون بالحشوية، وحديثا بالسلفية









قديم 2012-10-08, 19:06   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
mazour
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله في الاخ الكريم فهو يوضح بعض النقاط المهمة للاعضاء اوالقراء الذين ليست لهم فكرة اودراية ولم يقرؤوا الفكر الوهابي الذي احتل الجزيرة العربية مع الخائن ال سلول العميل المخلص للصليب الانجليزي من 200 سنة تقريبا
المشكل لم يبقى في التجسيم وحصر الذات الالهية في مكان فقط
فقد استوردو بعض الثقافات الوثنية الاخرى
مثل مايعرف بطريقة تفكير الايقو
وهي منتشرة في شرق اسيا الاكونفوشوسية
التعصب والاقصاء انا على خير وحق دائما وغيري على خطاء
وهذا وضحه الداعية طارق السويدان حفضه الله
وزاد وضح الشيخ عمران حسين ان الوهابية يريدون ادخال مبداء التفكير الارثودكسي للدين الاسلامي بالقوة
والكثير من الطوام الاخر
وبما ان الاخ صاحب الموضوع تنوال ذكر احد شيوخ الاجلاء في جمعية االعلماء المسلمين
يسمحلي اخرج عن موضوعه قليلا
كنت اتمنى لو ان الشيخ عبد الحميد ابن باديس والبشير الابراهميم رحمهم الله احياء في حادثة تدمير العراق في 1991 و2003 وافغنستان2001 وحرب فتنةاليمن 1994
لشافو بام اعينهم ماهي الوهابية على وجهها الحقيقي
الشاهد ان جراثيم وفيروسات برسي كوكس وجون فليبي مازلت تعمل في جسم جزيرتنا العربية المحتلة فك الله اسرها
وان شاء الله قربت نهايتها









قديم 2012-10-08, 19:28   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
mazour
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله في الاخ الكريم فهو يوضح بعض النقاط المهمة للاعضاء اوالقراء الذين ليست لهم فكرة اودراية ولم يقرؤوا الفكر الوهابي الذي احتل الجزيرة العربية مع الخائن ال سلول العميل المخلص للصليب الانجليزي من 200 سنة تقريبا
المشكل لم يبقى في التجسيم وحصر الذات الالهية في مكان فقط
فقد استوردو بعض الثقافات الوثنية الاخرى
مثل مايعرف بطريقة تفكير الايقو
وهي منتشرة في شرق اسيا الاكونفوشوسية
التعصب والاقصاء انا على خير وحق دائما وغيري على خطاء
وهذا وضحه الداعية طارق السويدان حفضه الله
وزاد وضح الشيخ عمران حسين ان الوهابية يريدون ادخال مبداء التفكير الارثودكسي للدين الاسلامي بالقوة
والكثير من الطوام الاخر
وبما ان الاخ صاحب الموضوع تنوال ذكر احد شيوخ الاجلاء في جمعية االعلماء المسلمين
يسمحلي اخرج عن موضوعه قليلا
كنت اتمنى لو ان الشيخ عبد الحميد ابن باديس والبشير الابراهميم رحمهم الله احياء في حادثة تدمير العراق في 1991 و2003 وافغنستان2001 وحرب فتنةاليمن 1994
لشافو بام اعينهم ماهي الوهابية على وجهها الحقيقي
الشاهد ان جراثيم وفيروسات برسي كوكس وجون فليبي مازلت تعمل في جسم جزيرتنا العربية المحتلة فك الله اسرها
وان شاء الله قربت نهايتها









قديم 2012-10-09, 07:10   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة mom147 مشاهدة المشاركة
الاخ الكريم : كل كتبهم تلهج بالمكان وان الله على العرش استقرارا، وانه مماس للعرش من جهته السفلى وانه يقعد الرسول عليه الصلاة والسلام بجانبه، تعالى الله علوا كيبرا، ورغم ذللك يقولون نحن اهل السنة والجماعة، وهذا غير صحيح، الان اهل السنة والجماعة تنزه الله على الحلول والاتحاد ، وعن الحيز والمكان، وانه لا يشبه مخلوقاته ولا يشبه احد من مخلةقاته ، ليس كمثله شيء، وقديم كانوا يعرفون بالحشوية، وحديثا بالسلفية

يقول (الموم Cent quarante-sept): وانه مماس للعرش من جهته السفلى

أتحداك ومن على شاكلتك أن تثبت صدق الكذب الذي تفتريه
خبتَ وخسرتَ عدو الله ، مازلتَ تكذبُ كما هي عادتكَ الخسيسة أيها المفتري
قال المفتري : كل كتبهم تلهج بالمكان

سأل أبو مطيع البلخي أبا حنيفة عمن يقول : لا أعرف ربي في السماء أو في الأرض ، قال : إذا أنكر أنه في السماء أو في الأرض .
فقال أبو حنيفة : قد كفر ، لأن الله تعالى يقول : (الرحمن على العرش استوى) وعرشه فوق سماواته .

قال الألباني في أبي مطيع : (من كبار أصحاب أبي حنيفة وفقهائهم ).
مختصر العلو ص 136 .


وقد ذكر المؤلف رحمه الله عن الشافعي -رحمه الله - ما يوافق عقيدة السلف في ذلك حيث ذكر عنه أنه قال : القول في السنة التي أنا عليها ورأيت عليها الذين رأيتهم مثل سفيان ومالك وغيرهما إقرار بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وأن الله تعالى على عرشه في سمائه يقرب من خلقه كيف شاء ، وينزل إلى السماء الدنيا كيف شاء . وذكر سائر الاعتقاد .
وذكره الذهبي رحمه الله في العلو ولم يعلق الألباني عليه بشيء في المختصر ص 176.


أما عن نسبة المكان لله تعالى ، فقد قال الألباني رحمه الله : نسبة المكان إلى الله تعالى مما لم يرد في الكتاب والسنة ، ولا في أقوال الصحابة وسلف الأمة ، واللائق بنهجهم أن لا ننسبه إليه تعالى خشية أن يوهم ما لا يليق به عز وجل .

وقال أيضاً في الجهة والمكان :
لا ينبغي إثباتهما ولا نفيهما مطلقاً وأن ما أثبتهما أراد العلو ولكن لا يلزم من إثباته إثباتهما .

مختصر العلو ص 74.

وعن تفسير الاستواء بالاستقرار قال رحمه الله : هذا مما لم يرد فلا يجوز اعتقاده ونسبته إلى الله
كما أنكر أيضاً نسبة القعود على العرش لله عز وجل .


انظر مختصر العلو ص17، 41، 259.









قديم 2012-10-09, 07:59   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو الحارث مهدي مشاهدة المشاركة
أما عن نسبة المكان لله تعالى ، فقد قال الألباني رحمه الله : نسبة المكان إلى الله تعالى مما لم يرد في الكتاب والسنة ، ولا في أقوال الصحابة وسلف الأمة ، واللائق بنهجهم أن لا ننسبه إليه تعالى خشية أن يوهم ما لا يليق به عز وجل .

وقال أيضاً في الجهة والمكان :
لا ينبغي إثباتهما ولا نفيهما مطلقاً وأن ما أثبتهما أراد العلو ولكن لا يلزم من إثباته إثباتهما .
مختصر العلو ص 74.


لقد اشتهر عند الخلف نسبة كل من يثبت الفوقية لله تعالى إلى أنه مشبه أو مجسم أو إلى أنه ينسب لله الجهة والمكان . فهذه ثلاثة أمور لا بد من إزالة الشبه عنها .



الشبهة الأولى : التشبيه :
يمكن أخذ الإجابة عن هذه الشبهة مما تقدم من النقول عن الأئمة ومما سنراه في نصوص الكتاب الآتية أذكر الآن بعضها :


1 - قال نعيم بن حماد الحافظ : من شبه الله بخلقه فقد كفر ومن أنكر ما وصف به نفسه فقد كفر وليس ما وصف به نفسه ولا رسوله تشبيها .

2 - قال إسحاق بن راهويه : إنما يكون التشبيه إذا قال : يد مثل يدي أو سمع كسمعي فهذا تشبيه وأما إذا قال كما قال الله : يد وسمع وبصر فلا يقول : كيف ولا يقول : مثل فهذا لا يكون تشبيها قال تعالى : ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ) .

ولو كان إثبات الفوقية لله تعالى معناه التشبيه لكان كل من أثبت الصفات الأخرى لله تعالى ككونه قديرا سميعا بصيرا مشبها أيضا، وهذا ما لا يقول به مسلم ممن ينتسبون اليوم إلى أهل السنة والجماعة خلافا لنفات الصفات والمعتزلة وغيرهم
قال شيخ الإسلام في ( منهاج السنة ) ( 2/75 ) :
( فالمعتزلة والجهمية ونحوهم من نفات الصفات يجعلون كل من أثبتها مجسما مشبها ومن هؤلاء من يعد من المجسمة والمشبهة الأئمة المشهورين كمالك والشافعي وأحمد وأصحابهم كما ذكر ذلك أبو حاتم صاحب كتاب ( الزينة ) وغيره .
وشبهة هؤلاء أن الأئمة المشهورين كلهم يثبتون الصفات لله تعالى ويقولون : (إن القرآن كلام الله ليس بمخلوق ويقولون : إن الله يرى في الآخرة ) .
هذا مذهب الصحابة والتابعين لهم بإحسان من أهل البيت وغيرهم .
ثم قال ص 80 :
( والمقصود هنا أن أهل السنة متفقون على أن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله ولكن لفظ التشبيه في كلام الناس لفظ مجمل فإن أراد بنفي التشبيه ما نفاه القرآن ودل عليه العقل فهذا حق فإن خصائص الرب تعالى لا يماثله شيء من المخلوقات في شيء من صفاته .
وإن أراد بالتشبيه أنه لا يثبت لله شيء من الصفات فلا يقال له علم ولا قدرة ولا حياة لأن العبد موضوف بهذه الصفات فيلزم أن لا يقال له : حي عليم قدير لأن العبد يسمى بهذه الأسماء وكذلك في كلامه وسمعه وبصره ورؤيته وغير ذلك وهم يوافقون أهل السنة على أن الله موجود حي عليم قادر والمخلوق يقال له : موجود حي عليم قادر ولا يقال : هذا تشبيه يجب نفيه ) .

الشبهة الثانية : الجهة
والجواب عنها ما قاله ابن تيمية في ( التدمرية ) ( ص 45 ) : قد يراد بـ ( الجهة ) شيء موجود غير الله فيكون مخلوقا كما إذا أريد بـ ( الجهة ) نفس العرش أو نفس السماوات وقد يراد به ما ليس بموجود غير الله تعالى كما إذا أريد بالجهة ما فوق العالم . ومعلوم أنه ليس في النص إثبات لفظ الجهة ولا نفيه كما فيه إثبات العلو والاستواء والوفوقية والعروج إليه ونحو ذلك وقد علم أن ما ثم موجود إلا الخالق والمخلوق والخالق سبحانه وتعالى مباين للمخلوق ليس في مخلوقاته شيء من ذاته ولا في ذاته شيء من مخلوقاته .
فيقال لمن نفى : أتريد بالجهة أنها شيء موجود مخلوق ؟ فالله ليس داخلا في المخلوقات أم تريد بالجهة ما وراء العالم فلا ريب أن الله فوق العالم .
وكذلك يقال لمن قال : الله في جهة . أتريد بذلك أن الله فوق العالم أو تريد به أن الله داخل في شيء من المخلوقات ؟ فإن أردت الأول فهو حق وإن أردت الثاني فهو باطل ) .

ومنه يتبين أن لفظة الجهة غير وارد في الكتاب والسنة وعليه فلا ينبغي إثباتها ولا نفيها لأن في كل من الإثبات والنفي ما تقدم من المحذور ولو لم يكن في إثبات الجهة إلا إفساح المجال للمخالف أن ينسب إلى متبني العلو ما لا يقولون به لكفى .
وكذلك لا ينبغي نفي الجهة توهما من أن إثبات العلو لله تعالى يلزم منه إثبات الجهة لأن في ذلك محاذير عديدة منها نفي الأدلة القاطعة على العلو له تعالى . ومنها نفي رؤية المؤمنين لربهم عز وجل يوم القيامة فصرح بنفيها المعتزلة والشيعة وعلل ابن المطهر الشيعي في ( منهاجه ) النفي المذكور بقوله : ( لأنه ليس في جهة ) وأما الأشاعرة أو على الأصح متأخروهم الذين أثبتوا الرؤية فتناقضوا حين قالوا : ( إنه يرى لا في جهة ) يعنون العلو .

قال شيخ الإسلام في ( منهاج السنة ) ( 2/252 ) :
( وجمهور الناس من مثبتة الرؤية ونفاتها يقولون : إن قول هؤلاء معلوم الفساد بضرورة العقل كقولهم في الكلام ولهذا يذكر أبو عبد الله الرازي أنه لا يقول بقولهم في مسألة الكلام والرؤية أحد من طوائف المسلمين .
ثم أخذ يرد على النفاة من المعتزلة والشيعة بكلام رصين متين فراجعه فإنه نفيس .
وجملة القول في الجهة أنه إن أريد به أمر وجودي غير الله كان مخلوقا والله تعالى فوق خلقه لا يحصره ولا يحيط به شيء من المخلوقات فإنه بائن من المخلوقات كما سيأتي في الكتاب عن جمع من الأئمة .
وإن أريد ب ( الجهة ) أمر عدمي وهو ما فوق العالم فليس هناك إلا الله وحده .
وهذا المعنى الأخير هو المراد في كلام المثبتين للعلو والناقلين عن السلف إثبات الجهة لله تعالى كما في نقل القرطبي عنهم في آخر الكتاب .
وقال ابن رشد في ( الكشف عن مناهج الأدلة ) ( ص 66 ) :
( القول في الجهة ) وأما هذه الصفة لم يزل أهل الشريعة من أول الأمر يثبتونها لله سبحانه حتى نفتها المعتزلة ثم تبعهم على نفيها متأخروا الأشعرية كأبي المعالي ومن اقتدى بقوله وظواهر الشرع كلها تقتضي إثبات الجهة مثل قوله تعالى : ( ثم ذكر بعض الآيات المعروفة ثم قال ) إلى غير ذلك من الآيات التي إن سلط التأويل عليها عاد الشرع كله مؤولا وإن قيل فيها إنها من المتشابهات عاد الشرع كله متشابها لأن الشرائع كلها متفقة على أن الله في السماء وأن منه تنزل الملائكة بالوحي إلى النبيين . . . ) .

الشبهة الثالثة : المكان
وإذا عرفت الجواب عن الشبهة السابقة ( الجهة ) يسهل عليك فهم الجواب عن هذه الشبهة وهو أن يقال :
إما أن يراد بالمكان أمر وجودي وهو الذي يتبادر لأذهان جماهير الناس اليوم ويتوهمون أنه المراد بإثباتنا لله تعالى صفة العلو .
فالجواب : أن الله تعالى منزه عن أن يكون في مكان بهذا الاعتبار فهو تعالى لا تحوزه المخلوقات إذ هو أعظم وأكبر بل قد وسع كرسيه السموات والأرض وقد قال تعالى : ( وما قدر الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ) وثبت في ( الصحيحين ) وغيرهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :( يقبض الله بالأرض ويطوي السماوات بيمينه ثم يقول : أنا الملك أين ملوك الأرض ؟ ) .
وأما أن يراد بالمكان أمر عدمي وهو ما وراء العالم من العلو فالله تعالى فوق العالم وليس في مكان بالمعنى الوجودي كما كان قبل أن يخلق المخلوقات .
فإذا سمعت أوقرأت عن أحد الأئمة والعلماء نسبة المكان إليه تعالى . فاعلم أن المراد به معناه العدمي يريدون به إثبات صفة العلو له تعالى والرد على الجهمية والمعطلة الذين نفو عنه سبحانه هذه الصفة ثم زعموا أنه في كل مكان بمعناه الوجودي

قال العلامة ابن القيم في قصيدته ( النونية ) ( 2/446 - 447 - المطبوعة مع شرحها ( توضيح المقاصد ) طبع المكتب الإسلامي ) .

والله أكبر ظاهر ما فوقه شيء وشأن الله أعظم شان
والله أكبر عرشه وسع السماء والأرض والكرسي ذا الأركان
وكذلك الكرسي قد وسع الطبا ق السبع والأرضين بالبرهان
والله فوق العرش والكرسي لا تخفى عليه خواطر الإنسان
لا تحصروه في مكان إذ تقو لوا : ربنا حقا بكل مكان
نزهمتوه بجهلكم عن عرشه وحصرتموه في مكان ثان
لا تعدموه بقولكم : لا داخل فينا ولا هو خارج الأكوان
الله أكبر هتكت أستاركم وبدت لمن كانت له عينان
والله أكبر جل عن شبه وعن مثل وعن تعطيل ذي كفران

إذا أحطت علما بكل ما سبق استطعت بإذن الله تعالى أن تفهم بيسر من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والآثار السلفية التي ساقها المؤلف -رحمه الله - في هذا الكتاب الذي بين يديك ( مختصره ) أن المراد منها إنما هو معنى معروف ثابت لائق به تعالى ألا وهو علوه سبحانه على خلقه واستواؤه على عرشه على ما يليق بعظمته
وأنه مع ذلك ليس في جهة ولا مكان إذ هو خالق كل شيء
ومنه الجهة والمكان وهو الغني عن العالمين وأن من فسرها بالمعنى السلبي فلا محذور منه إلا أنه مع ذلك لا ينبغي إطلاق لفظ الجهة والمكان ولا إثباتهما لعدم ورودهما في الكتاب والسنة فمن نسبهما إلى الله فهو مخطئ لفظأ إن أراد بهما الإشارة إلى إثبات صفة العلو له تعالى وإلا فهو مخطئ معنى أيضا إن أراد به حصره تعالى في مكان وجودي أو تشبيهه تعالى بخلقه . وكذلك لا يجوز نفي معناهما إطلاقا إلا مع بيان المراد منهما لأنه قد يكون الموافق للكتاب والسنة
لأننا نعلم بالمشاهدة أن النفاة لهما إنما يعنون بهما نفي صفة العلو لله تعالى من جهة ونسبة التجسيم والتشبيه للمؤمنين بها ولذلك ترى الكوثري في تعليقاته يدندن دائما حول ذلك بل يلهج بنسبة التجسيم إلى شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم في كل مناسبة ثم تابعه على ذلك مؤلف ( فرقان القرآن ) في مواطن منه قال في أحدها ( ص 61 ) أن ابن تيمية شيخ إسلام أهل التجسيم ( ومن يضلل الله فما له من هاد ) .

واتهام أهل البدع وأعداء السنن أهل الحديث بمثل هذه التهم قديم منذ أن نشب الخلاف بينهم في بعض مسائل التوحيد والصفات الإلهية
وسترى في ترجمة الإمام أبي حاتم الرازي رحمه الله تعالى قوله :
( وعلامة أهل البدع الوقيعة في أهل الأثر وعلامة الجهمية أن يسموا أهل السنة مشبهة وعلامة القدرية ( المعتزلة ) أن يسموا أهل السنة مجبرة وعلامة الزنادقة أن يسموا أهل الأثر حشوية ) .

وإن افتراءهم على شيخ الإسلام ابن تيمية أنه قال بعد أن روى قوله ( صلى الله عليه وسلم ) : ( ينزل الله إلى السماء الدنيا . . . ) كنزولي هذا معروف وقد بين بطلان هذه الفري شيخي في الإجازة الشيخ راغب الطباخ في بعض أعداد مجلة المجمع العلمي بدمشق ثم صديقنا العلامة الأستاذ الشيخ محمد بهجة البيطار في كتابه ( ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية ) .

ومن أسوأ ما افتراه بعضهم على الإمام شيخ الإسلام أبي إسماعيل الهروي الأنصاري ما ذكره الحافظ المؤلف في ترجمته من ( تذكرة الحفاظ ) ( 3/358 ) :
( لما قدم السلطان ألب أرسلان ( هراة ) في بعض قدماته اجتمع مشايخ البلد ورؤساؤه ودخلوا على أبي إسماعيل وسلموا عليه وقالوا : ورد السلطان ونحن على عزم أن نخرج ونسلم عليه فأحببنا أن نبدأ بالسلام عليك وكانوا قد تواطؤوا على أن حملوا معهم صنما من نحاس صغيرا وجعلوه في المحراب تحت سجادة الشيخ وخرجوا وقام إلى خلوته ودخلوا إلى السلطان واستغاثوا من الأنصاري لأنه مجسم وأنه يترك في محرابه صنما يزعم أن الله على صورته ( ) وإن بعث السلطان يجده فعظم ذلك على السلطان وبعث غلاما ومعه جماعة فدخلوا الدار وقصدوا المحراب فأخذوا الصنم ورجع الغلام بالصنم فبعث السلطان من أحضر الأنصاري فأتى فرأى الصنم والعلماء والسلطان قد اشتد غضبه .
فقال السلطان له : ما هذا ؟ قال : هذا صنم يعمل من الصفر شبهة اللعبة . قال : لست عن هذا أسألك . قال : فعم تسألني ؟ قال : إن هؤلاء يزعمون أنك تعبد هذا وأنك تقول إن الله على صورته .
فقال الأنصاري بصولة وصوت جهوري : ( سبحانك هذا بهتان عظيم ) . فوقع في قلب السلطان أنهم كذبوا عليه فأمر به فأخرج إلى داره مكرما وقال لهم اصدقوني - وهددهم - فقالوا : نحن في يد هذا الرجل في بلية من استيلائه علينا بالعامة فأردنا أن نقطع شره عنا فأمر بهم ووكل ( لعله : فكل ) بكل واحد منهم وصادرهم ) .

وختاما أنقل إلى القراء الكرام فصلا نافعا من كلام الإمام أبي محمد الجويني في آخر رسالة ( الإستواء والفوقية ) في تقريب هذه المسألة إلى الأفهام بمعنى من علم الهيئة والفلك لمن عرفه قال :

( لا ريب أن أهل العلم حكموا بما اقتضته الهندسة وحكمها صحيح لأنه ببرهان لا يكابر الحسن فيه بأن الأرض في جوف العالم العلوي وأن كرة الأرض في وسط السماء كبطيخة في جوف بطيخة والسماء محيطة بها من جميع جوانبها وأن سفل العالم هو جوف كرة الأرض وهو المركز وهو منتهى السفل والتحت وما دونه ولا يسمى تحتا بل لا يكون تحتا ويكون فوقا بحيث لو فرضنا خرق المركز وهو سفل العالم إلى تلك الجهة لكان الخرق إلى جهة فوق ولو نفذ الخرق جهة السماء من تلك الجهة الأخرى لصعد إلى جهة فوق ( 1 ) .
وبرهان ذلك أنا لو فرضا مسافرا سافر على كرة الأرض من جهة المشرق إلى جهة المغرب وامتد مسافرا لمشى مسافرا على الكرة إلى حيث ابتدأ بالسير وقطع الكرة مما يراه الناظر أسفل منه وهو في سفره هذا لم يبرح الأرض تحته والسماء فوقه فالسماء التي يشهدها الحس تحت الأرض هي فوق الأرض لا تحتها لأن السماء فوق الأرض بالذات فكيف كانت السماء كانت فوق الأرض من أي جهة فرضتها . قال :
( وإذا كان هذا جسم وهو السماء - علوها على الأرض بالذات فيكف من ليس كمثله شيء وعلوه على كل شيء بالذات كما قال تعالى :( سبح اسم ربك الأعلى ) وقد تكرر في القرآن المجيد ذكر الفوقية ( يخافون ربهم من فوقهم ) . . . لأن فوقيته سبحانه وعلوه على كل شيء ذاتي له فهو العلي بالذات والعلو صفته اللائقة به كما أن السفول والرسوب والانحطاط ذاتي للأكوان عن رتبة ربوبيته وعظمته وعلوه . والعلو والسفول حد بين الخالق والمخلوق يتميز به عنه هو سبحانه علي بالذات وهو كما كان قبل خلق الأكوان وما سواه مستقل عنه بالذات وهو سبحانه العلي على عرشه يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج الأمر إليه فيحيي هذا ويميت هذا ويمرض هذا ويشفي هذا ويعز هذا ويذل هذا وهو الحي القيوم القائم بنفسه وكل شيء قائم به .
فرحم الله عبدا وصلت إليه هذه الرسالة ولم يعالجها بالإنكار وافتقر إلى ربه في كشف الحق آناء الليل [ وأطراف ] النهار وتأمل النصوص في الصفات وفكر بعقله في نزولها وفي المعنى الذي نزلت له وما الذي أريد بعلمها من المخلوقات ؟ ومن فتح الله قلبه عرف أنه ليس المراد إلا معرفة الرب تعالى بها والتوجه إليه منها وإثباتها له بحقائقها وأعيانها كما يليق بجلاله وعظمته بلا تأويل ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ولا جمود ولا وقوف . وفي ذلك بالغ لمن تدبر وكفاية لمن استبصر إن شاء الله تعالى ) .

وقال رحمه الله تعالى وأثابه خيرا مبينا أثر هذه العقيدة في قلب المؤمن بها :
( العبد إذا أيقن أن الله فوق السماء عال على عرشه بال حصر ولا كيفية وأنه الآن في صفاته كما كان في قدمه صار لقلبه قبلة في صلاته وتوجهه ودعائه ومن لا يعرف ربه بأنه فوق سماواته على عرشه فإنه يبقى ضائعا لا يعرف وجهة معبوده لكن لو عرف بسمعه وبصره وقدمه وتلك بلا هذا [ الإيقان ] معرفة ناقصة بخلاف من عرف أن إلهه الذي يعبده فوق الأشياء فإذا دخل في الصلاة وكبر توجه قلبه إلى جهة العرش منزها ربه تعالى عن الحصر مفردا له كما أفرده في قدمه وأزليته عالما أن هذه الجهات من حدودنا ولوازمنا ولا يمكننا الإشارة إلى ربنا في قدمه وأزليته إلا بها لأنا محدثون والمحدث لا بد له في إشارته إلى جهة فتقع تلك الإشارة إلى ربه كما يليق بعظمته لا كما يتوهم هو من نفسه ويعتقد أنه في علوه قريب من خلقه هو معهم بعلمه وسمعه وبصره وإحاطته وقدرته ومشيئته وذاته فوق الأشياء فوق العرش ومتى شعر قلبه بذلك في الصلاة أو التوجه أشرق قلبه واستنار وأضاء بأنوار المعرفة والإيمان وعكسته أشعة العظمة على عقله وروحه ونفسه فانشرح لذلك صدره وقوي إيمانه ونزه ربه عن صفات خلقه من الحصر والحلول وذاق حينذاك شيئا من أذواق السابقين المقربين بخلاف من لا يعرف وجهة معبوده وتكون الجاذبة راعية الغنم أعلم بالله منه فإنها قالت : ( في السماء ) عرفته بأنه على السماء فإن ( في ) تأتي بمعنى ( على ) فمن تكون الراعية أعلم بالله منه لكونه لا يعرف وجهة معبوده فإنه لا يزال مظلم القلب لا يستنير بأنوار المعرفة والإيمان .
ومن أنكر هذا القول فليؤمن به وليجرب ولينظر إلى مولاه من فوق عرشه بقلبه مبصرا من وجه أعمى من وجه مبصرا من جهة الإثبات والوجود والتحقيق أعمى من جهة التحديد والحصر والتكييف فإنه إذا عمل ذلك وجد ثمرته إن شاء الله تعالى ووجد نوره وبركته عاجلا وآجلا ( ولا ينبئك مثل خبير ) والله سبحانه الموفق والمعين ) .

دمشق 8 جمادى الأولى سنة 1392
محمد ناصر الدين الألباني- رحمه الله-









قديم 2012-10-09, 08:36   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله ياسين مشاهدة المشاركة

يعتقد كثير من السلفية الوهابية عندنا في الجزائر، أنّ العضو البارز في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الشيخ الطيّب العقبي كان حشويّاً مجسّماً يعتنق عقيدة التشبيه والتجسيم كإثبات الفوقية الحسّيّة للباري تعالى ربنا وجلّ عن ذلك، والحق أنّ الشيخ الطيّب العقبي وغيره من أعضاء الجمعية لم يكونوا على هذا المشرب في العقيدة أعني الصفات.

فمن المعلوم أن السلفية الوهابية تبعاً لأسلافهم من المجسمة، يعتقدون أنّ الله فوق العالم فوقية حسيّة، فالخالق عندهم فوق العالم فوقية مسافة وهو تقدّس وتعالى عن ذلك في (((مكان عدمي غير مخلوق !!!)))، كما يعبّرعنه الشيخ الوهابي الفوزان في تعليقاته على نونية ابن القيّم، بقوله : (((الله موجود في جهة عدمية غير مخلوقة !!!))).

والحق أن القوم متناقضون وواقعون في فلسفة متهافتة، إذ كيف يصحّ عند العقلاء أن يحلّ واجب الوجود (= الله جلّ وعلا)، في معدوم غير موجود (=جهة عدمية) ؟!!!، هذا محال وباطل من المقال.
قرأتُ بعض تمويهات المدعو عبد الله ياسين
فوجتها تحمل التمحل والبتر والتشويه عامله الله بما يستحق
فهذه سنة الله في خلقه ؛ الصراع بين الحق والباطل من خلق آدم إلى حدِّ الساعة بل إلى قيام الساعة


قال النكرة: فمن المعلوم أن السلفية الوهابية تبعاً لأسلافهم من المجسمة، يعتقدون أنّ الله فوق العالم فوقية حسيّة

أقولُ: لا مؤاخذة أنت تكذب كما هي بضاعتكم المجزاة...

أولاً : ما هي الوهابية المفتراة عليها ؟
ثانيا: ما هي الدعوة السلفية المباركة التي تحملون الحقد عليها ؟

ويبدو أن المسكين قد اختلط عليه الحابل بالنابل، فلا عزاء

ثم : ما معنى التجسيم ؟
وللتوضيح أكثر ؛ ما هو الفرق بين من أثبت لله ما أثبته لنفسه في كتابه
أو أثبته له رسول الله في سنته - صلى الله عليه وسلم -
وبين من شبه الله بخلقه ؟

حتى يكون القارئ الكريم على بينة من أمره









قديم 2012-10-09, 10:48   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله ياسين مشاهدة المشاركة

فمن المعلوم أن السلفية الوهابية تبعاً لأسلافهم من المجسمة، يعتقدون أنّ الله فوق العالم فوقية حسيّة، فالخالق عندهم فوق العالم فوقية مسافة وهو تقدّس وتعالى عن ذلك في (((مكان عدمي غير مخلوق !!!)))، كما يعبّرعنه الشيخ الوهابي الفوزان في تعليقاته على نونية ابن القيّم، بقوله : (((الله موجود في جهة عدمية غير مخلوقة !!!))).

الله الشيخ الفوزان أعلى الله قدره ليس من السهل أن يكذب عليه أمثالك من المفترين

أين الأمانة وأين النقل الصحيح بحروفه وعزوه بالصفحة ورقم المجلد إلى قائله
وإليك أخي القارئ الكريم ولك أن تفتش لترى كذب القوم وما عليه من حقد دفين

التعليق المختصر على القصيدة النونية
الإمام ابن قيم الجوزية
تعليق : صالح بن فوزان


الحجم : 16 ميجا
3 مجلدات

https://www.archive.org/download/tmqntmqn/tmqn.pdf











قديم 2012-10-09, 11:15   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله ياسين مشاهدة المشاركة

يقول الشيخ الطيّب العقبي كما تجده في جريدة الشهاب، المجلد الأول صفحة 30، طبعة الغرب الإسلامي، السنة الأولى العدد الثاني الصحيفة 8، ما نصه :
((هو الله جلّ وعلا وتقدّس وتبارك وتعالى عن أن يحتاج إلى محلٍ ومكان. ويعلم كل من له إلمام بالديانة أن هذه العقيدة عقيدة الحلول والاتحاد (بما شرحه لها من ضرب المثال لله بالماء وللشيخ الممدوح بالإناء) قد تجاوز فيها معتقدها والدّاعي إليها كل ما قيل عن غلاة رجال الكنيسة من الأرثودكسيين ومتعصّبة المجوس البوذية أو المجسمة والمشبهة)).انتهى
هذا هو التلبيس بعينه رغم تنوع أشكاله

من قال أن الله محتاج إلى مكان فقد كفر بالله العظيم الذي وسع كرسيه السموات والأرض

والمجسمة = المشبهة = الكرامية ويقابلهم المعطلة = المؤولة
من الجهمية والمعتزلة والأشاعرة والماتريدية
كلهم من الفرق الضالة الهالكة

المُشَبِّهُ يعبد صَنَمًا والمُعَطِّلُ يعبد عَدَمًا

قال الشيخ الطيِّب العقبي -رحمه الله- في قصيدته «إلى الدين الخالص»:

«أَيُّهَا السَّائِلُ عَنْ مُعْتَقَدِي ** يَبْتَغِي مِنِّيَ مَا يَحْوِي الفُؤَادْ
إِنَّنِي لَسْتُ بِبِدْعِيٍّ وَلاَ ** خَارِجِيٍّ دَأْبُهُ طُولُ العِنَادْ
يُحْدِثُ البِدْعَةَ فِي أَقْوَامِهِ ** فَتَعُمُّ الأَرْضَ نَجْدًا وَوِهَادْ
لَيْسَ يَرْضَى اللهُ مِنْ ذِي بِدْعَةٍ ** عَمَلاً إِلاَّ إِذَا تَابَ وَهَادْ
لَسْتُ مِمَّنْ يَرْتَضِي فِي دِينِهِ ** مَا يَقُولُ النَّاسُ: زَيْدٌ وَزِيَادْ
بَلْ أَنَا مُتَّبِعٌ نَهْجَ الأُلَى ** صَدَعُوا بِالحَقِّ فِي طُرْقِ الرَّشَادْ
حُجَّتِي القُرْآنُ فِيمَا قُلْتُهُ ** لَيْسَ لِي إِلاَّ عَلَى ذَاكَ اسْتِنَادْ
وَكَذَا مَا سَنَّهُ خَيْرُ الوَرَى ** عُدَّتِي وَهْوَ سِلاَحِي وَالعَتَادْ
وَبِذَا أَدْعُو إِلَى اللهِ وَلِي ** أَجْرُ مَشْكُورٍ عَلَى ذَاكَ الجِهَادْ
مِنْكُمُ لاَ أَسْأَلُ الأَجْرَ وَلاَ ** أَبْتَغِي شُكْرَكُمُ بَلْهَ الوِدَادْ
مَذْهَبِي شَرْعُ النَّبِيِّ المُصْطَفَى** وَاعْتِقَادِي سَلَفِيٌّ ذُو سَدَادْ
خُطَّتِي عِلْمٌ وَفِكْرٌ نَظَرٌ ** فِي شُؤُونِ الكَوْنِ بَحْثٌ وَاجْتِهَادْ
وَطَرِيقُ الحَقِّ عِنْدِي وَاحِدٌ * مَشْرَبِي مَشْرَبُ قُرْبٍ لاَ ابْتِعَادْ»











قديم 2012-10-09, 11:52   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ابو الحارث مهدي
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية ابو الحارث مهدي
 

 

 
الأوسمة
وسام أفضل قصيدة المرتبة  الثانية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الله ياسين مشاهدة المشاركة
وبالمقابل نورد على سبيل المثال قول ابن العثيمين ممثلاً لعقيدة السلفية الوهابية، ففي شرح العقيدة الواسطية، المجلّد الثاني صفحة 43، طبعة دار ابن الجوزي، باعتناء سعد بن فوّاز الصّميل، يقول ابن العثيمين وهو يؤكّد عقيدة (((العلو الحسّي والمكان العدمي !!!))) بما فهمه من حديث الجارية :

((واستفهام النبي صلى الله عليه وسلم بـ (أين) يدلّ على أنّ لله مكاناً)).انتهى
والله الموفق


أقولُ: وهنا -أيضا- أنت تكذب لا تستحي
لمن أراد أن يقرأ؛ "شرح الواسطية"

قال العلامة المحقق الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- : ( وأما التقرير ، فإنه في حديث معاوية بن الحكم رضي الله عنه ، أنه أتى بجارية يريد أن يعتقها ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم (أين الله )؟ قالت : في السماء ، قال: ( من أنا ، قالت :رسول الله ، قال: (اعتقها ، فإنها مؤمنة ) رواه مسلم .

فهذه جارية لم تتعلم ، والغالب على الجواري الجهل ، لا سيما وهي أمة غير حرة ، لا تملك نفسها ، تعلم أن ربها في السماء ، وضلال بني آدم ينكرون أن الله في السماء ، ويقولون ، إما إنه لا فوق العالم ولا تحته ، ولايمين ، ولاشمال ، أو أنه في كل مكان!!) أ.هـ
"شرح الواسطية" (1/390)


قال شيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله - : في "درء تعارض النقل والعقل" 15ـ 21 الجزء السابع :

( وهؤلاء يتكلمون بلفظ الجهة والحيز والمكان ويعنون بها تارة أمرا معدوما وتارة أمرا موجودا .

ولهذا كان أهل الإثبات من أهل الحديث والسلفية من جميع الطوائف : منهم من يطلق لفظ الجهة، ومنهم من لا يطلقه ، وهما قولان لأصحاب أحمد والشافعي ومالك وأبي حنيفة وغيرهم من أهل الحديث والرأي .


وكذلك لفظ ( المكان ) منهم من يطلقه ، ومنهم من يمنع منه.

وأما لفظ المتحيز فمنهم من ينفيه، وأكثرهم لا يطلقه ولا ينفيه.

لأن هذه ألفاظ مجملة، تحتمل حقا وباطلا ، وإذا كان كذلك ، فيقال قول القائل : إن الله في جهة ، أو حيز ، أو مكان ، إن أراد به شيئا موجودا غير الله فذلك من جملة مخلوقاته ، ومصنوعاته
فإذا قالوا : إن الله فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه
امتنع أن يكون محصورا ، أو محاطا بشيء موجود غيره ، سواء سمى مكانا ، أو جهة ، أو حيزا ، أو غير ذلك.

ويمتنع -أيضا - أن يكون محتاجا إلى شيء من مخلوقاته ، لا عرش ولا غيره ، بل هو بقدرته الحامل للعرش ، ولحملته .

فإن البائن عن المخلوقات العالي عليها يمتنع أن يكون في جوف شيء منها ، وإذا قيل إنه في السماء كان المعنى إنه في العلو ، وهو مع ذلك فوق كل شيء ، ليس في جوف السماوات ، فإن السماء هو العلو، وكل ما علا فهو سماء ، يقال سما يسمو سموا ، أي علا يعلو علوا ، وهذا اللفظ يعم كل ما يعلو لم يخص بعض أنواعه بسبب القرينة .

فإذا قيل فليمدد بسبب إلى السماء ، فقد يراد به السقف ، وإذا قيل نزل المطر من السماء ، كان نزوله من السحاب .

وإذا قيل العرش في السماء، فالمراد به ما فوق الأفلاك ، وإذا قيل الله في السماء ، فالمراد بالسماء ما فوق المخلوقات كلها، أو يراد أنه فوق السماء ، وعليها فأما أن يكون في جوف السماوات فليس هذا قول أهل الإثبات ، أهل العلم والسنة .

ومن قال بذلك فهو جاهل ن كمن يقول : إن الله ينزل ويبقى العرش فوقه ،أو يقول إنه يحصره شيء من مخلوقاته ، فهؤلاء ضلال كما أن أهل النفي ضلال .

وإن أراد بمسمى الجهة ، والحيز والمكان ، أمرا معدوما ، فالمعدوم ليس شيئا، فإذا سمى المسمى ما فوق المخلوقات كلها حيزا ، وجهة، ومكانا، كان المعنى أن الله وحده هناك ليس هناك غيره من الموجودات ، لا جهة ، ولا حيز ، ولا مكان بل هو فوق كل موجود من الأحياز، والجهات ، والأمكنة، وغيرها سبحانه وتعالى .

الوجه الثاني : أن يقال لو عارضكم معارض وقال :الجهة وإن كانت موجودة فهي مخلوقة له مصنوعة وهي مفتقرة إليه، وهو مستغن عنها، فإن العرش مثلا إذا سمي جهة ، ومكانا، وحيزا، فالله تعالى هو ربه وخالقه، والعرش مفتقر إلى الله ، افتقار المخلوق إلى خالقه، والله غني عنه من كل وجه .

فليس في كونه فوق العرش وفوق ما يقال له جهة ومكان وحيز وإن كان موجودا ، إثبات شرف لذلك المخلوق أعظم من شرف الله تعالى.

وهذا قد يجيب به من يثبت الخلاء ويجعله مبدعا لله تعالى .

الوجه الثالث: أنه إذا كان عاليا على ما يسمى جهة، ومكانا، كان هو أعلى منه فأي شرف ، وعلو كان لذلك الموجود بالذات ، أو بالعرض ، فعلو الله أكمل منه .

الوجه الرابع: أن يقال : لا نسلم أن العلو الحاصل بسبب الجهة هو لها بالذات ، ولغيرها بالعرض ، إذ الجهة تابعة لغيرها سواء كانت موجودة ، أو معدومة، وعلوها تبع لعلو العالي بها، فكيف يكون العلو للتابع بالذات وللمتبوع بالعرض .

وقولنا عال بالجهة ، مثل قولنا عال بالعلو ، وعالم بالعلم ، وقادر بالقدرة ، أو عال علو المكانة ، أو عال بالقهر فليس ، في ذلك ما يوجب أن تكون المكانة ، والقهر ، والعلو والعلم ، أكمل من القاهر العالم ، العالي ذي المكانة العالية.

ومهما قدر أنه يسمى جهة فإما أن يكون عدما فلا شرف له أصلا، وإما أن يقدر موجودا ، إما صفة لله ، وإما مخلوقا لله ، وعلى التقديرين ، فالموصوف أكمل من الصفة ، والخالق أكمل من المخلوق .

فكيف تكون الصفات والمخلوقات أكمل من الموصوف الخالق سبحانه وتعالى .

الوجه الخامس: أن الجهة قد نعني بها نسبة، وإضافة كاليمين ، واليسار ، والأمام، والوراء، فالعلو إذا سمي جهة بهذا الاعتبار ، كان العالي بالجهة معناه أن بينه وبين ما هو عال عليه نسبة، وإضافة ، أوجبت أن يكون هذا فوق هذا، فهل يقال إن هذه النسبة والإضافة التي بها وصف العالي ، بأنه عال أكمل من ذاته العالية الموصوفة بهذا العلو والنسبة.

الوجه السادس : أن يقال هذا الذي قاله إنما يتوجه في المخلوق إذا علا على سقف ، أو منبر ، أو عرش ، أو كرسي ، أو نحو ذلك ، فإن ذلك المكان كان عاليا بنفسه، وهذا صار عاليا لما صار فوقه بسبب علو ذلك.

فالعلو لذلك السقف والسرير والمنبر بالذات ، ولهذا الذي صعد عليه بالعرض ، فكلامهم يتوجه في مثل هذا.

وهذا في حق الله وهم ، وخيال فاسد ، وتمثيل لله بخلقه ، وتشبيه له بهم في صفات النقص، التي يتعالى عنها، وهؤلاء النفاة كثيرا ما يتكلمون بالأوهام ، والخيالات الفاسدة ، ويصفون الله بالنقائص ولآفات ، ويمثلونه بالمخلوقات ، بل بالناقصات ، بل بالمعدومات ، بل بالممتنعات.

فكل ما يضيفونه إلى أهل الإثبات ، الذين يصفونه بصفات الكمال ، وينزهونه عن النقائص ، والعيوب ، وأن يكون له في شيء من صفاته كفو ، أو سمي ، فما يضيفونه إلى هؤلاء من زعمهم أنهم يحكمون بموجب الوهم، والخيال الفاسد ، أو أنهم يصفون الله بالنقائص ، والعيوب ، أو أنهم يشبهونه بالمخلوقات ، هو بهم أخلق وهو بهم أعلق ، وهم به أحق فإنك لا تجد أحدا سلب الله ما وصف به ، نفسه من صفات الكمال إلا وقوله ، يتضمن لوصفه بما يستلزم ذلك ، من النقائص، والعيوب ، ولمثيله بالمخلوقات ، وتجده قد توهم وتخيل أوهاما ، وخيالات فاسدة ، غير مطابقة ، بنى عليها قوله من جنس هذا الوهم والخيال ، وأنهم يتوهمون ويتخيلون أنه إذا كان فوق العرش محتاجا إلى العرش كما أن الملك إذا كان فوق كرسيه كان محتاجا إلى كرسيه.

وهذا عين التشبيه الباطل ، والقياس الفاسد ، ووصف الله بالعجز ، والفقر إلى الخلق ، وتوهم أن استواءه مثل استواء المخلوق ، أولا يعلمون أن الله يحب أن نثبت له صفات الكمال وأن ننفي عنه مماثلة المخلوقات ، وأنه ليس كمثله شيء ، لا في ذاته ، ولا في صفاته، ولا أفعاله ، فلا بد من تنزيهه عن النقائص ، والآفات ، ومماثلة شيء من المخلوقات.

وذلك يستلزم إثبات صفات الكمال ، والتمام التي ليس فيها كفو لذي الجلال ،والإكرام .

وبيان ذلك هنا أن الله مستغن عن كل ما سواه ، وهو خالق كل
مخلوق ، ولم يصر عاليا على الخلق بشيء من المخلوقات ن بل هو سبحانه خلق المخلوقات ، وهو بنفسه عال عليها، لا يفتقر في علوه عليها إلى شيء منها، كما يفتقر المخلوق إلى ما يعلو عليه من المخلوقات وهو سبحانه حامل بقدرته للعرش ولحملة العرش .

وفي الأثر أن الله لما خلق العرش أمر الملائكة بحمله ، قالوا ربنا كيف نحمل عرشك وعليه عظمتك ، فقال قولوا لا حول ولا قوة إلا بالله .

فإنما أطاقوا حمل العرش بقوته تعالى ، والله إذا جعل في مخلوق قوة أطاق المخلوق حمل ما شاء أن يحمله من عظمته، وغيرها فهو بقوته، وقدرته الحامل ، للحامل والمحمول ، فكيف يكون مفتقرا إلى شيء ، وأيضا فالمحمول من العباد بشيء عال لو سقط ذلك العالي ، سقط هو والله أغنى وأجل وأعظم من أن يوصف بشيء من ذلك .

وأيضا فهو سبحانه خلق ذلك ، المكان العالي ، والجهة العالية ، والحيز العالي ، إذا قدر شيئا موجودا، كما لو جعل ذلك اسما للعرش ، وجعل العرش هو المكان العالي ، كما في شعر حسان :

تعالى علوا فوق عرش إلهنا * وكان مكان الله أعلى وأعظما

فالمقصود أنه خلق المكان وعلاه وبقوته صار عاليا، والشرف الذي حصل لذلك المكان العالي منه ، ومن فعله ، وقدرته، ومشيئته فإذا كان هو عاليا علا ذلك ، وهو الخالق له وذلك مفتقر إليه من كل وجه.

وهو مستغن عنه من كل وجه، فكيف يكون قد استفاد العلو منه ، ويكون ذلك المكان أشرف منه
، وإنما صار له الشرف به، والله مستحق للعلو والشرف بنفسه لا بسبب سواه .

فهل هذا وأمثاله إلا من الخيالات والأوهام الباطلة، التي تعارض بها فطرة الله التي فطر الناس عليها، والعلوم الضرورية والقصود الضرورية ، والعلوم البرهانية القياسية ، والكتب الإلهية، والسنن النبوية ، وإجماع أهل العلم ، والإيمان من سائر البرية ) أ.هـ









قديم 2012-10-09, 17:29   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
علي عيش
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك أخي
رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية لم يترك حجة للمعطلة و لا للمشبهة إلا دحضها مما آتاه الله من الحكمة.









 

الكلمات الدلالية (Tags)
الله, المكان, العقبي, الطيّب, ينزّه


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 22:02

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc