أمير قطر الجديد والحرب في سوريا
وقف يزأر مثل ألأسد أمام رؤساء دول وحكام وملوك ومندوبي دول وكأنه أبا زيد الهلالي أو عنتر زمانه. وأتهم في كلمته أمام ألجمعية ألعامة للأمم ألمتحدة مجلس ألأمن ألدولي بالعجز بالتعامل مع التحديات ألعالمية وطموحات ألشعوب وعلى رأسها ألأزمة ألسورية. وأشار إلى أن ألنظام السوري "تجاوز كل الخطوط ألحمراء ولاسيما بعد أن استخدم ألأسلحة ألكيماوية، ويواصل سياسة "الأرض المحروقة ضد ألشعب السوري الذي لم يقم بثورته من أجل نزع سلاح النظام الكيماوي بل من أجل التخلص من حكم الإستبداد والفساد ولرفع الظلم عنه
واعرب عن اسفه في ان يظل مرتكبو هذه الجرائم والمجازر الوحشية التي اهتز لها الضمير الإنساني دون ردع او مساءلة. ومن المعروف أن امارة قطر اضافة الى دول خليجية اخرى على رأسها السعودية، تدعم الإنتفاضة المسلحة هناك والتي أودت حتى الآن بأكثر من مائة الف قتيل. ويتهم النظام السوري هذه الدول بالوقوف الى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة التي تقاتل في سوريا وتسليحها وتدريبها وتهريبها الى سوريا من اجل القتال هناك
على ماذا استند هذا الأمير الذي يحكم دولة قطر العظمى في كيل الإتهامات الى النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيماوية ضد شعبه، مع ان لجان المم المتحدة والتي حققت في الموضوع على ارض الواقع لم تتهم النظام مباشرة في ذلك؟ يبدو طبعا انه استند على المعطيات التي يستند عليها اسياده بالبيت الأبيض باتهام النظام السوري باستخدام الأسلحة الكيماوية. السؤال المحير هنا والذي لم يسأله امير قطر لنفسه ولا أي حاكم من حكام الخليج الآخرين هو لماذا تؤيدون كل ما يصدر عن البيت الأبيض من تلفيقات وأكاذيب ضد النظام السوري مع انكم اختبرتم كذبه وتضليله عندما دمر العراق تحت ذريعة انه يمتلك اسلحة دمار شامل ثبت بطلانها بعد الحرب، ولماذا تسيرون خلف السيد في البيت الأبيض وانتم مغمضوا العيون ومغلقوا الآذان والأفواه وتحتفلون بعد ذلك باعيادكم الوطنية والتي لا تعدو سوى دعابة سياسية لدول مستعمرة من قبل امريكا واوروبا واسرائيل؟ هل انتم فعلا دولا حرة تمتلك قرارها ولا تأتمر باوامر اسيادها؟ انا وكل العرب الشرفاء لا يصدقون هذا لا قولا ولا فعلا. ففلسطين لا زالت محتلة بفضل تآمركم وخذلانكم لأهلها ولدينكم ولعقيدة اسلامنا. فالجهاد المحرم في فلسطين بفتاوي مشايخكم وحكامكم، أصبح واجبا دينيا في سوريا. حتى جهاد النكاح اصبح فرضا على المسلمين. فكل انواع الجهاد اصبحت فرضا على كل مسلم لمحاربة النظام في سوريا
اما انتم ونساؤكم وابناؤكم وجواريكم وما ملكته ايمانكم ففي حل عن هذه الفتاوي والتي لا تنطبق عليكم. اذن انتم تريدون الإستمرار في اللعبة حسب الدور المرسوم لكم في تدمير سوريا وانهاكها وإرجاعها الى الخلف مئات السنين دون أن تكون لديكم خطة واضحة لتحقيق هدفكم وهدف اسيادكم. تريدون الإستمرار في دعم المسلحين هناك بالمال والسلاح وكل ما لديكم من مصادر وارصدة سرقت من قوت شعوبكم لتدمرو بها شعبا عربيا ودولة حرة تملك قرارها وارادتها كي تهيؤوا الفرص لآلاف العمال والموظفين في الدول الغربية وامريكا لصنع الأسلحة التي ترسل الى العصابات في سوريا
كنت اتمنى عليك يا سمو الأمير لو عدّدت على الملأ في هذا التجمع العالمي مظاهر الديموقراطية التي تطبقوها انتم وحكام الخليج الآخرون في دولكم والتي تريدون من نظام دمشق أن يحذو حذوكم ويطبقها في سوريا. فمثلا تذكرون لحكام الدول الأخرى كيف أن دولكم جميعها لا يوجد بها برلمان واحد منتخب الاّ بالكويت والتي لم يكمل مجلس واحد دورته العادية حتى الآن. أو مثلا تذكروا للعالم الشفافية التي تستخدموها في توزيع الثروة في بلدانكم على شعوبكم المقهورة والتي لا تحظى سوى بالقليل القليل من الثروة الضخمة التي وهبهم الله لهم واستوليتم عليها بالباطل. أو حتى ألقوانين العادلة التي تطبقوها على العمال الأجانب في بلدانكم وطريقة معاملتكم اللا أخلاقية واللاإنسانية لهم. في بلدان خليجكم أنتم تحكمون بطريقة حكم الفرد أو العائلة المطلق ولا يحق لأحد الإعتراض او الإحتجاج على أي قرار يتخذه الحاكم او عائلته. مع ذلك نرى حرصكم على تصدير الديموقراطية الى دول بها مجلس شعب وحرية رأي حتى المعارضين يقيمون فيها ويدلون بتصريحاتهم ضد ألأنظمة في بلدانهم لرجال الإعلام والصحافة بمنتهى الحرية، بينما في بلدانكم يعتقل الشخص اذا كتب تغريدة في تويتر أو انتقاد للحكم على اي وسيلة اخرى من وسائل التواصل الإجتماعي
في بلدانكم يعتقل المواطن إذا تجرأ وكتب قصيدة يهجو فيها الحاكم أو ينتقده وقد يصل الحكم عليه لإرتكابه هذه الجريمة النكراء السجن مدى الحياة. وهناك جريمة سب الذات الملكية أو ألأميرية، وكأن الملك أو الأمير عندكم أسمى من الله جل جلاله الذي لا يوجد قانون يطول من يشتمه عندكم. جميلٌ ان تقف في الأمم المتحدة وتنتقد النظام لإرتكابه الجرائم ولكن ماذا عن المجرمين الذين تمولهم وتدربهم وترسلهم الى سوريا لمحاربة النظام هناك الا يستحقوا منك ألنقد هم ايضا وكيف تنتقدهم وانت ودولتك اكبر ممول لشبكاتهم، وهذا ليس كلامي ولكن كلام صحيفة الواشنطون بوست، والتي تعمل انت وبقية طراطير الخليج عبيدا لدى دولتها. فقد كتبت الصحيفة في مقال لها تحت عنوان "قطر أكبر ممول لمقاتلي تنظيم ألقاعدة في سوريا" كشفت صحيفة "واشنطن بوست" عن أكبر شبكة تمويل مالية سرية لتنظيم القاعدة في سوريا، تقوم بجمع الأموال عبر شبكات التواصل الاجتماعي من خلال جمعيات خيرية في الدول العربية، مشيرة إلى ان قطر كانت تلعب دورا كبيرا في تمويل تلك الشبكة
ونقلت الصحيفة إن العديد من الجمعيات الموجودة في الدول العربية تقوم بجمع الأموال من المتعاطفين مع السوريين، لكنها تقوم بإرساله عبر تحويلات بنكية أو نقدا إلى المسلحين الذين ينتمون لتنظيم القاعدة، لاستخدامه في شراء السلاح وتمويل عملياتهم" يدفع هذا التصرف من قبلكم ودعمكم العلني لمقاتلي القاعدة في سوريا والتي تصنف حسب القانون الأمريكي والدولي بالإرهابية الى السؤال ألمحير "لماذا تسكت أمريكا وتتستر عليكم وانتم تدربون وتمولون من تصفهم بالإرهابيين، في حين انها تقتلهم بلا هوادة في اليمن والصومال وباكستان وأفغانستان؟" لا تقل لي بان دولتكم العظمى فوق القانون مثل إسرائيل وانكم تملكون قراركم بايديكم ولا تستطيع أمريكا التاثير عليكم لانكم دولة حرة ومستقلة ولا تواجد لأكبر قاعدة امريكية على أراضيكم. الجواب واضح، هو ان أمريكا تريد للحرب في سوريا ان تستمر على هذا المنوال حيث لا غالب ولا مغلوب وهي بذلك تصيد أكثر من عصفورين بحجر واحد: فمن ناحية تدمر دعائم الدولة السورية وتعيدها الى الخلف عشرات السنين حيث تنعم ربيبتهم إسرائيل بالأمن والإطمئنان، ومن ناحية ثانية تستنزف اموالكم واموال الدول الخليجية الأخرى والتي نهبت من ثروات شعوبكم، ببيع الأسلحة والمواد الأخرى المخزنة لديها مما يكفل لها ايجاد مئات الوظائف للعاطلين عن العمل، والأهم من ذلك انها تستعمل الحرب هناك كفزاعة لإخافة بقية الأنظمة في العالم والتي تتبع نفس اسلوب النظام في سوريا. هل استوعبت الدرس ام أن هذا الدرس صعبٌ على أمثالك فهمه واستيعابه؟ رجاء حار لك في المستقبل أن لا تحشر انفك في امور لا تستطيع فهما وتحاول ان تسوقها لنا من على المنابر الدولية لأنك ستظهر مثل ألأبله ألذي لا يعرف عن ماذا يتكلم، وان تركز على أكل الكبسة والمندي فقد لاحظنا أن وزنك قد نقص بالفترة ألأخيرة.