|
في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
طلباتكم اوامر لأي بحث تريدونه بقدر المستطاع
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
2011-04-30, 12:52 | رقم المشاركة : 1 | |||||
|
اقتباس:
الدولفين حيوان ثديي مائي من العائلة الدلفينية، ورتبة الحيوانات المائية يعيش في كل البحار والمحيطات ما عدا البحار القطبية، وهو يألف المياه الكشوفة والساحلية، لكنه نادراً ما يقترب من الشواطىء أو من المياه الضحلة. يبلغ الطول الإجمالي للدلفين العادي حوالي 2,6 متر، ويزن نحو 140 كغ، وعادة ما يكون الذكر أكبر قليلاً من الأنثى وهذا الجنس ينقسم إلى أجناس فرعية توجد في البحار والمحيطات المختلفة، وبحسب البيئة والموقع الجغرافي يختلف لون وحجم الدلافين. هناك بين (30 إلى 50) سناً على كل جانب لكل فك، وهو يقتات بالأسماك في المقام الأول، وزعانفه كلها حادة مثلثة الشكل. تتنفس الدلافين الهواء، لهذا فهي تصعد الى سطح البحر لاستنشاق الهواء ثم تعوص فى الماء ثانية. وللدولفين رئة واحدة فقط، وهو يتنفس بشكل إرادي لأنه يقضي جزءاً كبيراً من وقته تحت الماء، فيضطر أثناء ذلك أن يمتنع عن التنفس، وعندما ينام يبقى جزء من دماغه يعمل للمحافظة على تحكمه بالتنفس، وتبقى إحدى غينيه مفتوحة أثناء النوم. تدوم فترة الحمل عند الدلافين 11 شهراً، وترضع الدلافين أولادها سنة كاملة، وعادةً ما تصبح الدلفين بالغة تمام النضج الجنسي بعد 3 أو 4 سنوات من ولادتها، وهي تعيش (25 - 30 سنة). السلوك: يحيا ضمن قطعان يتراوح عدد أفرادها بين 10 و 100 دلفين. وقد يصل تعداد أفراده إلى 1000 دلفين أحياناً يهاجر بشكل مستمر فيهاجر من البحر الأبيض المتوسط إلى شواطىء أميركا ويعود إلى المكان نفسه متبعاً جولة دائرية. ويتمتع الدولفين بحس جماعي فعندما يجد نفسه مثلاً في خطر يصدر صوتاً يشبه الصفير يجذب رفاقه فيأتون لنجدته، وعندما يمر الدلافين أمام قطيع من السمك يقوم الدلافين بمحاصرة هذا القطيع من كل الجهات ثم الانقضاض عليه. وقد اكتشفت الدراسات الحديثة أن للدولفين لغة خاصة به، تتكون من 32 صوتاً مختلفاً يستعملها للتفاهم. وتستخدم الدلافين صوتها لكي تحدد الاتجاهات، فهي تطلق أصواتها مرتفعة ثم تستقبل صداها لتحديد اتجاه وبُعد الأشياء من حولها، و تسخدم ذلك من أجل البحث عن الطعام والسباحة في البحر دون الاصطدام بالعوائق. كما تصدر بعض الدلافين أصواتاً عالية جداً تتسبب في غيبوبة السمك الصغير الذي يسبح من حولها داخل مدى تلك الموجات الصوتية ثم يلتهم الدولفين تلك الأسماك. وتستطيع الدلافين التعرف على حجم وبعد وسرعة أي شئ في أعماق البحار من خلال الا ستماع إلى الذبذبات الصوتية التي تصدر عن هذه الأشياء . ويمكنه التمييز بين شكلين كرويين لا يختلفان أكثر من ربع بوصه في الحجم ، وقد استفاد سلاح البحرية الأمريكي من هذه المهارات بتدريب الدلافين على العثور على الألغام البحرية. كما كشفت الأبحاث أن سمع الدولفين مرهف لدرجة أنه يستطيع أن يلتقط أي صوت تحت الماء على بعد 15 ميلاً، وقد لاحظ العلماء أن سرعة جريان الماء حول الدولفين كبيرة جداً ولمعرفة هذا السبب قاموا باجراء عدد من التجارب والأبحاث العلمية فوجدوا أن جلد الدولفين يتكون من ثلاث طبقات: الطبقة الخارجية تكون مرنة ورقيقة، وأما الطبقة الداخلية فتكون ثخينة وذات شعيرات بلاستكية شبيه بالفرشاة وتوجد فيها أيضا قضبان مرنة. أما الطبقة الوسطى فتتكون من طبقة تشبه الإسفنج. وهكذا فإن الماء الذي يصطدم بالدلافين وهي تسبح بسرعة كبيرة يشكل دوامة ماء، وهذه الدوامة لها ضغط كبير على جلد الدولفين فتقوم الطبقة الأولى من الجلد بتخفيف الضغط ونقله إلى الطبقة الداخلية، وبهذا فإن الدوامة تنتهي قبل أن تكبر. ويشكل القرش العدو الأخطر بالنسبة للدولفين، ولذلك تحرص الدلافين على أن تعيش ضمن جماعات، وعندما يقترب القرش من هذه الجماعة يقوم الدلافين بعملية تمويه فيبتعد اثنين من الدولافين عن الجماعة ليلفتا انتباه القرش ويقوم بملاحقتهما، وعندئذ تنتهز الجماعة تلك الفرصة بإبعاد الصغار عن الخطر، ثم تقوم بتوجيه الضربات تلو الأخرى لهذا العدو المفترس. والدلافين حيوانات ذكية ويمكنها القيام بكثير من المواقف الطريفة، إحدى الدلافين و أسمها (أكى) تعودت على أن تتلقى مكافأة مقابل مساعدتها فى تنظيف الحوض الذى تعيش فيه، فهى تحضر أوراق الشجر، أو أى فضلات أخرى بالحوض الى مدربهامن أجل الحصول على وجبتها المفضلة يا لها لفكرة!، أنواع الدلافين: هناك أكثر من 30 نوعاًَ من الدلافين تسبح مياه محيطات و الأنهار العالم، وتعد دلافين الماوي أصغر الدلافين حجماً وتعيش جنوب المحيط الهادىء، و يقارب طولها متراً واحداً أما أكبر أنواع الدلافين حجماًً فهو دولفين (أوركا) الذي يعرف باسم الحوت القاتل، ويصل طول الذكر الأوركا إلى 10 أمتار تقريباً . الدولفين الباسيفيكي الأبيض الجنب : يوجد هذا النوع بكثرة في شمالي المحيط الباسيفيكي، ويتميز باللون الأسود على ظهره، ويكون اللون رمادياً قاتماً على الجانبين ثم يتحول إلى الأبيض في الناحية السفلى، وهناك خط أسود يسير من زاويتي الفم على طول الزعانف الجانبية يفصل بين الجانب السفلي الأبيض واللون الرمادي على الجانبين. يحيا ضمن قطعان يصل عدد أفرادها إلى 100 دلفين، وقد يصل عددها في بعض الأحيان إلى عدة آلاف، وفي الخريف يهاجر من المياه الشمالية الباردة إلى المياه الدافئة. دولفين الأمازون: يعيش في الأنهار العذبة والبحيرات ويوجد بكثرة في حوض الأمازون الأعلى على مسافة 3 كم عن مصبات النهر. لهذا الدولفين ظهرٌ رمادي وأجزاؤه السفلى باهتة، وعلى أنفه توجد شعيرات صغيرة جداً، وعيناه صغيرتان شوكة مرنة في ذيله تمكنه من التحرك بسهولة عبر العوائق الموجودة في النهر. الدولفين ذو الأنف الشبيه بعنق الزجاجة: وهو أكثر أنواع الدلافين انتشاراً، يعيش في كل البحار المعتدلة، ويألف المياه الساحلية، يبلغ طول هذا الدلفين حوالي 4 أمتار، ويزن نحو 227 كلغ، وقد يصل أحياناً إلى 650 كلغ، اللون الأساسي له هو الرمادي الفضي لكنه قد يأخذ لوناً آخر بحسب البيئة التي يوجد فيها. يتميز بمنقاره القصير وفمه الذي يبدو كأنه يبتسم، وفكه السفلي أكثر بروزاً من العلوي، وزعنفته الظهرية تميل بزاوية إلى الوراء وهي مثلثة الشكل. وهو معروف بذكائه ومرحه، ويهوى مرافقة السفن، وكثيراً ما ترى الدلافين تلاحق الزوارق السريعة، وتغوص وتقفز بالقرب منها ويمكنها القيام بكثير من الألعاب، كما يمكنها أن يسبح بسرعة تصل إلى (27كم/سا). الدلفين المبقع: يوجد هذا الدلفين في المناطق الإستوائية من المحيط الأطلسي، والمحيط الهندي، وهو يألف العيش في المياه العميقة وتوجد بقع وعلامات باهتة وداكنة في الأجزاء العليا والسفلى من جسمه، وكلما تقدمت السن بالدولفين ازدادت البقع في جسمه. وبعكس ما تقوم به كثير من أنواع الدلفين التي تغوص في أعماق المحيط بحثاً عن طعامها نجد أن الدلفين المبقع يبحث عن طعامه في المياه السطحية، حيث الرخويات والقشريات. وتعد هذه الدلافين من الأنواع النادرة، وقد تعرضت للموت بسبب الكمائن التي تنصب لأسماك الطون. يستخدم الدولفين ذبذبات صدى الصوت لتحديد الاتجاهات الدولفين حيوان مرح تحب الدلافين اللعب و إقامة الصداقات مع الكائنات الأخرى تستفيد الدلافين من الأمواج لزيادة سرعتها تبحث عن الغذاء في الأعماق أصوات الدلافين هي أسماؤها التي تميزها يحوي فم الدلفين اكثر من 200 سن حاد
|
|||||
2011-04-30, 12:55 | رقم المشاركة : 2 | ||||
|
اقتباس:
تحميل الملف إسم الملف : الدلفين.doc نوع الملف: doc حجم الملف : 41.0 كيلوبايت المشاهدات : 5 |
||||
2011-04-30, 17:27 | رقم المشاركة : 4 | ||||
|
اقتباس:
مجلة حائط من تصميمى وهى فى علم الرياضيات اتمنى تعجبكم وتدعو لى https://www.m5zn.com/files-1015100710...pvq56c5f2vcm إهداء من فريق النشاط المدرسي الخاص بشبكة أنا مسلمة.. لجميع المدارس.. أعداد لمجلة حائطية من إعداد بنات الفريق جزاهن الله خيراً.. وهي عبارة عن مجلة تعلق على البورد.. ويتم تبديل أعدادها كل فترة .. وهنا 3 أعداد تحوي مواضيع متنوعة ومشوقة.. العدد الأول العدد الثاني العدد الثالث |
||||
2011-04-30, 17:28 | رقم المشاركة : 5 | |||
|
مجلة الحائط : |
|||
2011-04-30, 17:32 | رقم المشاركة : 6 | |||
|
الإصلاح الجبائي في الجزائر وآثاره على التنمية الإقتصادية |
|||
2011-05-01, 19:07 | رقم المشاركة : 7 | |||
|
السلام عليكم و رحمة الله و تعالى و بركاته |
|||
2011-05-01, 19:41 | رقم المشاركة : 8 | ||||
|
اقتباس:
برونيسلو مالينوفسكي (1884-1942) تمثل إسهام مالينوفسكى في النظرية الوظيفية في طرحه لتوجيه نظري يقوم على فرضية مفادها أن جميع السمات الثقافية تشكل أجزاء مقيدة للمجتمع الذى توجد فيه، أي أن كل نمط ثقافي، وكل معتقد ديني، أو موقف من المواقف يمثل جزءاً من ثقافة المجتمع يؤدى وظيفة في تلك الثقافة. ويرى مالينوفسكي أن ثقافة أي مجتمع تنشأ وتتطور في إطار إشباع الاحتياجات البيولوجية للأفراد، وحصرها في التغذية، والإنجاب، والراحة البدنية، والأمان والاسترخاء، والحركة والنمو. ويرى مالينوفيسكى الثقافة بأنها "ذلك الكل من الأدوات وطبائع الجماعات الاجتماعية والأفكار الإنسانية والعقائد والعادات التى تؤلف في مجموعها الجهاز الذى يكون فيه الإنسان في وضع يفرض عليه أن يكيف نفسه مع هذا الجهاز الكلى لكي يحقق حاجاته الضرورية". ويؤكد مالينوفسكى أن كل ثقافة هي كيان كلى وظيفي متكامل ويشبهها بالكائن الحي بحيث لا نستطيع فهم أي جزء من الثقافة إلا في ضوء علاقته بالكل، وأن الوظيفة التى يؤديها بعناصر الثقافة الأخرى، أي أن الثقافة تدرس كما هي موجودة بالفعل وليس من الضروري أن نبحث في تاريخ نشأتها وتطورها.ويؤكد مالينوفسكى على الأسس البيولوجية التى تقوم عليها النظرية الأنثروبولوجية ذلك أن البشر في كل زمان ومكان عليهم أن يشبعوا حاجاتهم الضرورية التى تؤهلهم على البقاء، أي أن على البشر أن يشبعوا حاجاتهم الضرورية من غذاء وهواء، وعليهم أن يتناسلوا، وأن يزودوا أنفسهم بالراحة والصحة والأمن وغيرها من الحاجات الضرورية التى تحفظ للنوع البشرى البقاء والاستمرار، أي أن الإنسان ليس مثل بقية الحيوانات يعيش فقط على الدوافع الجسمية، وإنما على الدوافع الثقافية. ونرى في كل مجتمع أنواعاً من الاستجابات الثقافية لكل تلك الاحتياجات الضرورية ذلك أنه وفقاً لرأي مالينوفسكى "لا يمكن تعريف الوظيفة إلا بإشباع الحاجات عن طريق النشاط الذى يتعاون فيه الأفراد ويستخدمون الآلات ويستهلكون ما ينتجونه". يرى مالينوفسكى أن الاستجابات الثقافية للحاجات البيولوجية الضرورية هي التى فرضت على الإنسان عدداً من الضرورات الناتجة عن هذه الاحتياجات الضرورية التي تتمثل في: أولاً: نتيجة للحاجة الضرورية للغذاء ظهرت استجابات ثقافية تتمثل في الحصول على الغذاء والذي يعرف بالتنظيم الاقتصادي أياً كان هذا التنظيم ساذجاً غير معقد أو معقداً أو شاملاً لعدد من القواعد المنظمة للنشاط الاقتصادي والمتمثلة في صنع الآلات والأدوات اللازمة لإنتاج الغذاء واستخدامها لأغراض أخرى مختلفة، إلى جانب ظواهر أخرى مصاحبة مثل ملكية الأرض وتقسيماتها وتوزيع الثروة بين أفراد المجتمع وتقسيم العمل وما إلى ذلك. ثانياً: تظهر الضرورة الثانية، وهى ضرورة معيارية أي ثقافية، استجابة للاحتياج لتفسير الثقافة ذاتها بقصد الوصول إلى الوظيفة الأساسية للثقافة البشرية المتمثلة في عمليات التعاون والحياة المشتركة مع ما يتطلبه ذلك من مظاهر العمل المشترك بين أفراد المجتمع من أجل المصلحة العامة، وتظهر بفعل ذلك قواعد اجتماعية معينة. ثالثاً: التنظيم السياسي الذى يحدد السلطات في أي مجتمع، ويرتبط في معظم المجتمعات بالتسلط والقهر، ويرمى إلى تنظيم العلاقات بين أفراد المجتمع فيما بينهم، وينظم علاقاتهم بغيرهم من المجتمعات، ويوفر لهم الحماية ضد الاعتداءات التى قد تقع عليهم من الخارج. رابعاً: الضرورة التى تمثلها الطرق والوسائل التى ينتقل بها التراث الاجتماعي الثقافي من جيل إلى جيل، أي التربيَّة المسئولة عن إعداد أفراد المجتمع تربوياً وتزويدهم بالمعارف اللازمة التى تؤهلهم للقيام بأدوارهم المحددة في المجتمع، وهى تمثل القوانين المنظمة للسلوك الإنساني من جميع جوانبه. ظهرت كتابات مالينوفسكى عن جماعات جزر تروبرياند بماليزيا فيما بين 1922-1935 وقد شكلت تلك الدراسات،كما يرى الكثيرون من العلماء، جل إنتاجه العلمي في الفترة التى أمضاها مدرساً بجامعة لندن، وقد شكلت معلوماته التى جمعها من جزر تروبرياند جوهر محاضراته ودروسه التى ألقاها في لندن بخاصة ما تعلق منها بخبرته في جمع تلك المعلومات وطريقته التي انتهجها في الدراسة الحقلية. يلاحظ أن مالينوفسكى سعى لتحقيق بعض الغايات من خلال ما نشره، ويمكن أن يكون من بين تلك الغايات التأكيد على رأيه القائل بأن مظاهر الثقافة لا يمكن دراستها في ذاتها، أي بمعزل عن الغايات التى تسعى لتحقيقها، بمعنى أنه يجب على الباحث فهمها في حدود استخداماتها: فالقارب، على سبيل المثال، عند جماعات التروبرياند لا يُعد في حد ذاته أكثر من مجرد قطعة مادية، لكنه مصنوع لعدة أغراض. عند صناعته يواجه الناس بعدة صعوبات قد لا يمكن التغلب عليها إلا في حدود العمل التطوعي الجماعي، كما أن لكل خطوة من خطوات صناعة القارب طقوسها الخاصة بها وأن تلك الطقوس والاعتقادات لا تكمن في مجرد خطوات صناعة القارب وإنما حتى عند استخدامه في الإبحار، وفي مجابهة الأخطار، وفي نجاح التجارة وما إلى ذلك. ويلاحظ مالينوفسكى بفعل خبرته الدقيقة بقضايا منهج الأنثروبولوجيا الاجتماعية أنه يجب على الباحث ألا يعتمد كثيراً على العموميات، كما ويجب عليه ألا يعَّول كثيراً على شروح مخبره المرافق له في الدراسة الحقليَّة من أجل الوصول إلى فهم الحقيقة الاجتماعية وذلك لأن الناس دائماً يقولون شيئاً ويفعلون شيئاً مغايراً. ويسدى مالينوفيسكى نصيحة لطلاب الأنثروبولوجيا الاجتماعية مفادها أن الإنسان البدائي الذى صُور لنا على أنه إنسان متوحش هو في الواقع إنسان مثلنا يتمتع بعقل ويستخدم هذا العقل مثلنا، على أن مالينوفسكى كان قد استخلص هذه المبادئ في دراساته التي قام بها في جزر تروبرياند حيث اكتشف حقيقة الإنسان البدائي وعقليته، وأن مسألة العقلانية هذه مهمة جداً عند مالينوفسكى إذ كتب في مقدمة كتابه "الجريمة والعادة في مجتمع متوحش" أن الباحث الأنثروبولوجي الحديث قد جبل على طريقة الوصول إلى بعض القواعد العامة في بعض المسائل مثل قضية ما إذا كان العقل البدائي يختلف عن عقولنا أو أنه مثل عقولنا، أو ما إذا كانت حياة الجماعات المتوحشة كلها مسيَّرة وبصورة دائمة بعالم الغيبيات أو بقوى ما وراء طبيعية أو على العكس من ذلك إلى غير ذلك من القضايا. على أن هذه المشكلات العقلانية العامة، أي القوى والقواعد العامة وغيرها يمكن أن تكون من وجهة نظر مالينوفسكى الأساس لنظرية عالمية للإنسان الاجتماعي. يقدم مالينوفسكى في كتابه "أبطال المحيط الهادي الغربي" تحليلاً يجوز عده نموذجاً من نماذج الأنثروبولوجيا الحديثة وإن كانت بعض تفسيراته موضع اعتراض اليوم. يعرض مالينوفسكى تداخل عناصر ثقافة جماعات تروبرياند من خلال وصف النظام الاقتصادي للأسر الأموية حيث يلتمس الفرد أصله وقرابته عن طريق الأم وحيث لا يرتبط الابن بأبيه وإنما بخاله الذى هو عشيرته. الفرد من التروبرياند يعمل بجد واجتهاد في بستانه لكي يعول أخته وأولادها وليس زوجته وأولاده، وأن أكثر من 75% من إنتاجه يوزع على أقاربه من أمه. هنا يتضح تداخل النظام الاقتصادي بنظام القرابة في مجتمع التروبرياند كما يحلله مالينوفسكى من واقع حياتهم الاجتماعية. يسمح هذا النظام الاجتماعي للزعماء بتعدد الزوجات، ويفضل الزعماء الزواج بالنساء اللائي لهن إخوة أغنياء ليكون لهم عدد من الأصهار الأثرياء وبما أن النظام الأمومي في تروبرياياند يضع واجبات على الأخ نحو أخته فإن الزعيم يجد نفسه غارقاً في الثروة التى تقدم لزوجاته من أخواتهن. ما يتحصل عليه الزعيم من ثروة لا يخزنه، بخاصة السلع الغذائية، بل يقوم بتوزيعه في عدد من المناسبات والاحتفالات. أنه من خلال التزام الزعيم بالتوزيع المستمر للثروة في مثل تلك الاحتفالات فإنه يعنى بالمهام المناط بها زعيماً من جهة، ومن جهة ثانية فإن استمرار هذا الالتزام يعتمد على استمرار النظام القرابى. يقدم تحليل مالينوفسكى للسلطات التى يمارسها الزعيم في قرية أوماركانا التى تهيمن على مقاطعة كيريوينا إشارة إلى أن القرية تمثل الوحدة السياسية الأساسية لمجتمع تروبرياند، ويمارس حتى أكثر الزعماء شأناً سلطتهم على قريتهم بصورة رئيسة، وعلى مقاطعتهم بصورة ثانوية. تستثمر المشاعة القروية بساتينها جماعياً وتشن الحرب، وتقيم الاحتفالات الدينية، وترسل البعثات التجارية. يبقى استقلالها الذاتي السياسي والاقتصادي على جانب كبير من الأهمية. يمارس زعيم القرية شيئاً من السلطة على المقاطعة، أي على مجموعة من القرى تنضم إلى قريته في الحرب وفي الاحتفالات الدينيَّة الكبيرة. يتوزع جميع الرجال من ذوى الرتب في شكل هرم يترأسه زعيم أوماركانا. هذا الزعيم هو سيد أقوى القوى السحريَّة التى تتحكم بالمطر والشمس. يتحلى الرجال ذوو الرتب بحلي مميزة، لكنهم يتميزون قبل كل شئ عن العوام بوجود محرمات (تابو) يتكاثر عددها كلما ارتقينا سلم الهرم. لا يتمتع الأشخاص من ذوى الرتب العالية والزعماء بأي سلطة قضائية أو تنفيذية على الأفراد من ذوى الرتب الدنيا في القرى غير المرتبطة بقريتهم. عندما يطلب زعيم من الزعماء من أفراد قريته أو مقاطعته أو من الأجانب بذل الخدمات فإنه يكون ملزماً بالتعويض عن هذه الخدمات. وكما أوضحنا فأن الزعيم يتحصل على الموارد الضرورية عن طريق تعدد الزوجات الذى هو امتياز الزعماء، وعن طريق الهبة التى يدين بها كل صهر لزوج أخته. الزعيم ذو الرتبة يتزوج واحدة من أخوات كل زعيم من زعماء قرى مقاطعته فيصبحون مدينين له بجزء من محاصيلهم وأشيائهم الثمينة. يستخدم الزعيم ذو الرتبة هذا الثراء في إقامة الاحتفالات الكبيرة، وبوجه عام في دمج عدد من القرى بـ "اقتصاد المقاطعة". وبهذا فأن الزعيم هو الأداة لاقتصاد أوسع نطاقاً من اقتصاد القرية. لا يتمتع الزعيم بأية قوة عامة لتسوية المنازعات التى تظل من اختصاص الأنساب. يتمتع الزعيم بسلاح أوحد هو السحر، ويكون خيرة السحرة تحت تصرفه. وعلى هذا لا يعرف مجتمع تروبرياند حكومة مركزية. إن مجتمع تروبرياند يجسد مثالاً لتسلسل هرمي وراثي يربط بين مختلف الأنساب والمشاعات القروية المحلية من دون أن يؤدى الوظيفة التي تؤديها بنية سياسية ظاهرة. أن سلطة الزعماء هي ركيزة العلاقات الاقتصادية والدينية التى تتخطى إطار المشاعات القروية الخصوصية من غير أن تدمج مع ذلك هذه المشاعات في شبكة اقتصادية واحتفالية واحدة تغطى الجزيرة بأسرها. ويتمتع الزعماء بأقوى السلطات السحرية التى ينبغي عليهم أن يضعوها في خدمة مشاعاتهم . ولهذا فأن إمتيازاتهم هى الوجه الآخر لواجباتهم والمكافأة على الخدمات الاستثنائية التى يبذلونها لمشاعاتهم على كافة المستويات وهمية كانت أم فعلية. ويمثل مجتمع تروبرياند أشهر مثال على الأهمية والشكل اللذين قد تتلبسهما المبادلات في المجتمعات البدائية المجزأة. فعلاوة على تبادل القلائد والأساور، تتيح البعثات البحرية الكبيرة إمكانية التموين بالمواد الأولية الضرورية من حجارة للفؤوس وخيزران وصلصال وما إلى ذلك. لقد كانت شبكة توزيع الكولا تؤلف رابطة سياسية واسعة تربط بين مجتمعات مجزأة يتوجب عليها أن تكفل الانتظام لتجارة حيوية من دون مساعدة حكومة مركزية تحفظ السلام وتوطده. حاول مالينوفسكى لدى تحليل نظام شبكة توزيع الكولا توضيح النشاطات الاقتصادية ومزجها بالنظام الطقوسي المتمثل في السحر والشعوذة. تمارس جماعات تروبرياند الزراعة وبناء القوارب وصيد الأسماك من خلال أسلوب لتقسيم العمل بين الأفراد وفق أنواع النشاطات الاقتصادية الشئ الذى يدفعهم إلى تبادل السلع بين جزر تروبرياند المختلفة عن طريق شبكة توزيع الكولا. يحلل مالينوفسكى شبكة الكولا بحسبانها أنساق مركبة من الشعائر الدينية والطقوس والاحتفالات التى يتم فيها تبادل بعض المواد الطقوسية بين أفراد الجماعات التى تنتمى إلى شبكة كولا معينة. ورغم النسق المركب لشبكة الكولا فإنها تمارس دوراً تجارياً ذلك أنه عندما يرغب أحد الأفراد في شبكة ما زيارة شريكه في جزيرة أخرى عليه أن يحمل معه منتجاته ومصنوعاته التى يرى ضرورة حملها معه. يحلل مالينوفسكى طقوس الاستقبال والاحتفالات الدينية التى يتم خلالها تبادل السلع وكذلك تقديم الهدايا بمدى رضا الإنسان المتحصل على الهديَّة. هكذا يفسر مالينوفسكى فلسفة جماعات تروبرياند من توزيع سلعهم من خلال تحليله لشبكة توزيع الكولا. راد كليف بروان (1881-1955) حاول رادكليف براون أن يطور الأنثروبولوجيا الاجتماعية إلى علم طبيعي يقوم على الدراسة العلمية المقارنة للأنساق الاجتماعية عند الشعوب البدائية. أسهم إسهاماً بناءً في دراسة البناء الاجتماعي وأنساق القرابة. يعد هو ومالينوفسكى المؤسسين لمدرسة الأنثروبولوجيا البريطانية الحديثة. ألف كتاب: "جزر الاندمان" (1922). وجمعت مقالاته العلمية ومحاضراته في ثلاثة كتب: "البنية والوظيفة في المجتمع البدائي" (1952)، "علم طبيعي للمجتمع" (1957)، "المنهج في الأنثروبولوجيا الاجتماعية" (1958).من أهم الاتجاهات التي تأثر بها بروان وهيمنت على أفكاره مسألة المماثلة بين الكائنات الحية والحياة الاجتماعية، أي على أساس المشابهة بين الحياة الاجتماعية والحياة العضوية البيولوجية كما كان الحال عند إميل دور كايم. يرى بروان أن المجتمع مثله مثل الكائن الحي يتألف من أجزاء أو وحدات تتداخل وظيفياً وتعتمد على بعضها البعض، فمثلاً أنه كما تتعاضد أعضاء الكائن الحي للحفاظ على الكائن حياً تعمل نظم المجتمع وتقاليده بدورها على بقاء المجتمع واستمراره. يُعرِّف بروان الوظيفة بأنها الدور الذى يؤديه أي نشاط جزئي في النشاط الكلى الذى يكون هو جزء فيه. هكذا تكون وظيفة أي نظام اجتماعي كامنة في الدور الذي يؤديه في البنية الاجتماعية المكونة من أفراد يرتبطون ببعضهم في كلٍ واحدٍ متماسكٍ للعلاقات الاجتماعية المحددة، ووظيفة أية عادة اجتماعية هي الدور الذى تقوم به العادة المعينة في مجمل الحياة الاجتماعية على أساس أن هذه الحياة هي عماد النسق الاجتماعي الكلى. يعطى براون أهميَّة للحياة الاجتماعية في أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية طالما أن النسق الاجتماعي يؤلف، في رأيه، وحدة كيان ووظيفة، أي أنه ليس مجرد تجمع أو حشد وإنما هو كل متكامل مثله مثل الكائن العضوي. رأينا كيف أن مالينوفسكى اهتم بمفهوم الثقافة وجعلها محوراً وأساساً لدراساته وتحليلاته الوظيفية. أما براون فيهتم بالمجتمع عاداً إياه نسقاً طبيعياً. اهتم براون من ثم بالأشخاص Persons عاداً إياهم وحدات بنيوية حيث أن هذه الوحدات تكوَّن الكل وتجعل منه بنيَّة، هذه الأهميَّة التى أولاها براون للأشخاص جعلته يفرق بينهم وبين الأفراد Individuals. الأشخاص أعضاء المجتمع يمكن أن يكون كل منهم مواطناً له مهنة معينة، أي أن الشخص عند براون يجسد مجموعة علاقات اجتماعية، في حين أن الفرد هو كائن بيولوجي بمعنى أنه يجسد مجموعة من العمليات الفسيولوجية والسلوكية ويقوم علماء الفسيولوجيا وعلماء النفس بدراسته. أما الأشخاص فأن دراستهم تقع في نطاق البنية الاجتماعية ولا يمكن دراسة أية بنية اجتماعية ودونهم بحسبانهم وحدات البنية الرئيسة. لهذا فأن دراسة المجتمع عند براون بمعناها البنيوي تشير إلى الترابط الداخلي الذى يربط بين البنية الاجتماعية وبين صيرورة الحياة الاجتماعية. عليه فأن استخدام مفاهيم مثل صيرورة Process ، وبنية Structure ، ووظيفة Function ما هي إلا محاور بنى عليها براون نظريته في تفسير الأنساق الاجتماعية. تقوم فكرة الوظيفة بمعناها البنيوي عند براون على أساس أن البنية تؤلف مجموعة من العلاقات التى تربط بين تلك الوحدات البنيوية بدرجات متفاوتة. فالأسرة عند براون هي بمثابة وحدة بنيوية والعلاقات الأسرية القائمة بين أفرادها هي علاقات بنيوية تستحيل رؤيتها في عموميتها في أية لحظة لكننا نستطيع ملاحظتها. أن أهمَّ ما يميز تفسيرات براون وتحليلاته الوظيفية هو تركيزها على البنية الاجتماعية هو تركيزها على البنية الاجتماعية ووظيفتها وهو ما أدى إلى انبثاق اتجاه جديد في الأنثروبولوجيا صار يعرف بالاتجاه البنيوي الوظيفي. اضطر رادكليف براون، في محاولته إعطاء الأنثروبولوجيا نقاءً جديداً ومنهجية، أن يذوب هذا العلم في النظرية العامة المتعلقة بالمجتمعات، أي في علم الاجتماع، وفي الوقت نفسه أعطى براون الأنثروبولوجيا تمايزاً معرفياً. وبما أن المجتمعات غير المعقدة (البدائية/غير المعقدة) نسبياً هي مادة موضوع دراسة الأنثروبولوجيا، فقد ارتأى براون إمكانية أخذ مفاهيم علم الاجتماع الأساسية (بنية، ووظيفة، ومجتمع الخ. كما أشرنا). هكذا تبدى لبراون بأنه يمكنه، انطلاقا من أجزاء طفيفة في علم الاجتماع، إثراء طريقته. الأمر كذلك يجوز القول بأن فكرة البنية الاجتماعية ظهرت في الأنثروبولوجيا مع التحليلات التى قدمها براون ومع تعريفه لمفهوم البنية. الحق يقال فأن مفهوم البنية شابه قدر من الغموض لوروده بأشكال عديدة في أعمال الكثيرين من علماء الاجتماع. تعددت الآراء وتنوعت حول هذا المفهوم لدرجة استحالت معها فرصة الوصول إلى تعريف واحد شامل ومحدد يتفق حوله العلماء. ففي كتابه "البنية الاجتماعية" (1965) يرى موردوك أن مفهوم البنية الاجتماعية يدل على تماسك المؤسسات الاجتماعية إذ ليست تلك المؤسسات تجمعاً عشوائياً بل أن لها بنية. أحد أغراض هذا النوع من التحليل هو بالتحديد فهم تماسك المؤسسات الاجتماعية وإظهار تبعيتها المتبادلة، ولذلك فإنه يلاحظ استبعاد هذه الفكرة في شكل التحليل البنيوى الوظيفي. بصورة أعم غالباً ما ينال مفهوم البنية عند الوظيفيين والبنيويين تفسيراً قريباً من مفهوم النمط. في حالات يتم استخدام مفهوم البنية بمواجهة تعبيرات أخرى أو بالعلاقة معها إذ نجد أن غورفتش في مقال نشره بعنوان "مفهوم البنية الاجتماعية" (1955) يميز مثلاً المجموعات المبنية عن المجموعات المنظمة وهكذا فإنه يعتقد بإمكانية أن تكون الطبقات الاجتماعية "متبنية" دون أن تكون "منظمة". ويواجه مفهوم البنية في ظروف أخرى بمفهوم المصادفة. كذلك فأن مفهوم البنية غالباً ما يشير إلى العناصر الثابتة لنظام معين مقابل عناصره المتغيرة … وهكذا تشير فكرة المفهوم إلى نموذج معين، إما إلى ثوابت النموذج، وإما إلى مجمل الثوابت والوظائف التى تربط المتغيرات فيما بينها، وإما أيضاً إلى مجمل الثوابت والوظائف. وفي حالات أخرى أيضاً يستعمل مفهوم البنية بشئ من التردد لتمييز الأساسي من الثانوي والجوهري من غير الجوهري والأصلي من المشتق … هكذا يرى مانهايم أن البنية الاجتماعية هي "نسيج القوى الاجتماعية في نشاطها المتبادل والذي تخرج منه مختلف نماذج الملاحظة والفكر"…في هذه الحالة فأن مفهوم البنية الاجتماعية يشير بصورة ضمنية إلى مجمل العناصر لنظام اجتماعي معين يخمن عالم الاجتماع أنه يسيطر عليها ويحدد الأخرى. بالنسبة لمانهايم يتعلق الأمر بالعناصر المادية (التى يشار إليها بغموض بعبارة "القوى الاجتماعية" التى تسمح بتفسير العناصر الفكرية، وهو ما يذكرنا بالتمييز الذى يقيمه ماركس بين البنية التحتية والبنية الفوقية. ويستعمل بعض علماء الاجتماع مفهوم البنية الاجتماعية بحسبانه مرادفاً "لنظام التدرج" وتعد متغيرات التدرج في هذه الحال أولية وحاسمة. وقد رفض علماء الأنثروبولوجيا من أمثال كروبر وايفانز برتشارد وراد كليف بروان عد بعض فئات المتغيرات بصفتها حاسمة بحيث أصبح مفهوم البنية الاجتماعية عندهم مرادفاً بسيطاً لمفاهيم أخرى، مثل مفاهيم التنظيم الاجتماعي أو تنظيم العلاقات الاجتماعية. هكذا يمكن أن يظهر مفهوم البنية مترابطاً مع مفهوم النظام إذا اعتبرنا أن النظام هو مجمل "العناصر ذات التبعية المتبادلة". ولكن يمكن أن يظهر كذلك وكأنه معَّرف ضمنياً أو صراحة بمواجهة مجموعة أخرى من المفاهيم أو من التصاق بها، في اتجاهات متنوعة جداً ربما يستطيع الوضع العام وحده أن يحددها. على كل فقد اقترن مفهوم البنية عند أصحاب الاتجاه الوظيفي بالدراسات الحقليَّة المعمقة بخاصة تلك التى قام مالينوفسكى في جزر تروبرياند وكذلك راد كليف بروان في جزر الاندمان حيث ظهرت تبعاً لذلك تعريفات للبنية الاجتماعية بعيدة عن الارتباط بالوظيفة عند براون وآخرين وظهور اتجاه جديد يجمع بين البنية والوظيفة عرف بالاتجاه البنيوي الوظيفي. يرى بروان أن مفهوم البنية يشير بالضرورة إلى وجود نوع من الترتيب بين الأجزاء التى تدخل في تركيب الكل وذلك لأن ثمة علاقات وروابط معينة بين الأجزاء التى تؤلف الكل وتجعل منه بنية متماسكة ومتمايزة. ومن ثم تكون الوحدات الجزئية التى تدخل في تكوين البنية الاجتماعية هم الأشخاص أعضاء المجتمع الذين يحتل كل منهم مركزاً معيناً في المجتمع ويؤدى دوراً معلوماً في الحياة الاجتماعية. وكما أشرنا سابقاً فأن هذه تشكل النقطة الأساسية في نظرية راد كليف بروان عن البنية الاجتماعية لأن الإنسان فرداً لا يعد جزءاً مكوناً للبنية التى تتألف من أشخاص هم أعضاء المجتمع لا من حيث أنهم أفراد. الإنسان فرداً هو كائن بيولوجي يتكون من مجموعة كبيرة من وحدات وعمليات عضوية ونفسية وبالتالي مداراً لبحث البيولوجيا وعلم النفس. أما الإنسان شخصاً فهو مجموعة من العلاقات الاجتماعية تتحد طبقاً لمكانته الاجتماعية مواطناً، وزوجاً، وأباً، وعضواً في مجتمع الخ. من هنا يصبح الإنسان "الشخص" لا "الفرد" هو موضوع بحث الأنثروبولوجيا الاجتماعية التى تستمر باستمرار النظام الاجتماعي الذى ينظم أدوار الأشخاص ويشخص علاقاتهم بين بعضهم البعض ويحددها … هذا ما يفسر، في رأي براون، استمرار العشيرة، والقبيلة، والأمة بحسبانها تجسيداً لتنظيمات معينة من الأشخاص رغم التغير الذى يصيب الوحدات المؤلفة له من وقت إلى آخر . يقصد براون بالبنية الاجتماعية الآتي: أولاً: الجماعات الاجتماعية الموجودة لفترة طويلة وكافية، وهى الأشكال المورفولوجية للمجتمع الإنساني والتي تمثل تجمع الأنساق في وحدات اجتماعية مختلفة الأحجام. ثانياً: التباين القائم بين أفراد وجماعات مجتمع من المجتمعات، ويحدد ذلك التباين الأدوار الاجتماعية التى يقوم بها الأفراد والجماعات في المجتمع الواحد، مثل اختلاف المركز الاجتماعي بين الرجال والنساء، وبين الشيوخ والشباب، وبين الشباب والأطفال، وبين الرئيس والمرؤوس، وبين صاحب العمل والعمال. ثالثاً: كل العلاقات الاجتماعية التى تقوم بين شخص وآخر من البنية التى تتكون من العلاقات الثنائية مثل العلاقات بين الأب وابنه، وابن الخال وابن أخته الخ. ويعد النظام القرابى في المجتمعات غير المعقدة أهم النظم الاجتماعية وهو الذى يحدد شبكة العلاقات الاجتماعية للمجتمع. وتتميز البنية الاجتماعية وفقاً لبروان بعدة خصائص: 1- البنية الواقعية التى هي مجموعة من العلاقات الواقعيَّة بين شخصين على الأقل، وقد تضم عدداً كبيراً من الأشخاص. ما يميز هذه العلاقات طابعها المتغير سواء بين الأشخاص أو الجماعات، بمعنى أنها غير ثابتة بفعل دخول أعضاء جدد في المجتمع عبر الولادة أو الهجرة إلى المجتمع، والهجرة من المجتمع، والوفيات. تشمل البنية الاجتماعية الواقعية أيضاً جميع العلاقات الاجتماعية الجزئية المتغيرة بين أعضاء أي مجتمع من المجتمعات البشرية. 2- الصورة البنيوية التي تتميز بالثبات النسبي لفترة زمنية تطول أو تقصر وفق متغيرات معينة. وتتعرض الصورة البنيوية للتغير في حالات بصورة فجائية أو تدريجية … فالثورة أو الغزو الخارجي قد يؤديان إلى حدوث تغير فجائي عارم. 3- لا يمكن رؤية البنية الاجتماعية بصورة مباشرة، لكن يمكن للباحث ملاحظة البنية في صورة علاقات اجتماعية محسوسة بين أفراد وجماعات مجتمع من المجتمعات …. ثم أن دراسة البنية الاجتماعية شئ ودراسة العلاقات الاجتماعية شئ آخر. يستخدم بعض الأنثروبولوجيين مصطلح البنية الاجتماعية للإشارة إلى الجماعات الاجتماعية الثابتة فقط مثل الأمم، والقبائل، والعشائر…إلخ التى تحتفظ باستمراريتها وكياناتها بالرغم من التغيرات التى تتعرض لها عضويتها زيادة أو نقصاناً. 5- يدرس الباحث الأنثروبولوجي البنية الاجتماعية بهدف الوصول إلى نتائج موضوعية مستخدماً منهجاً شمولياً، أي دراسة تشمل جميع أجزاء البنية الاجتماعية وكافة مظاهرها ذلك أن عناصر البنية وأجزاءها تتفاعل ككل وعلى الباحث أن يكشف عن العلاقات المباشرة وغير المباشرة التي تربط تلك العناصر والأجزاء. بمعنى آخر عليه أن يحدد عملية التأثيرات المتبادلة بين وحدات البنية الاجتماعية. 6- استمرار البنية الاجتماعية وبقائها فترة طويلة من الزمن، وهى خاصة تميز البنية وتؤهلها للقيام بوظيفتها الاجتماعية الأساسية المتمثلة في الحفاظ على تماسك المجتمع وبقائه، ويكون بقاء البنية بقاءً متجدداً لا جامداً، بمعنى أنه متغير وليس ساكن. لقد أصبحت البنيوية الوظيفية دراسة لا لنمط الحياة بل لنمط وجود فعلى متخطية نزعة المركزة الاثنية التى ميزت الأنثروبولوجيا في النصف الأول للقرن التاسع عشر والتي لم تر في المجتمعات الأخرى إلا أنواعاً من الحياة التى تخطاها التطور. وتعد البنيوية الوظيفية أن كل مجتمع، بحسبانه نظام مؤسسات وممارسات لها دلالتها، قادر على الاستمرار في حركته وتحولاته والقيام بوظيفته رغم التغيرات الظاهرة داخلياً وخارجياً على المستوى "الشخصي"، وقادر على الممارسات غير الهامة. فالمجتمع ليس مجرد ركام لا عضوي كما تصور أنثروبولوجيو النصف الأول من القرن التاسع عشر، بل هو "نظام" وظيفي من مؤسسات تلبى حاجات إنسانية أساسية. فالوظيفة الإنسانية والاجتماعية لهذه المؤسسات هي التى تعطيها شبه شرعيتها وديمومتها. وقد عبرت عالمة الأنثروبولوجيا البريطانية لوسى ماير عن ذلك بقولها: "أن تفسير الثقافة الإنسانية بحسبانها آلية تضامن تهدف لتحقيق الحاجات الاجتماعية بحيث يرتبط كل عنصر فيها بالباقي ويظل مشروطاً به، يفرض ضرورة الاهتمام بجدية أكثر بالمؤسسات غير المعقدة للشعوب غير المتحضرة أكثر مما تم في الماضي، وطالما أننا نؤكد أن القبائل مازالت تعيش شروط البربرية غير المنتظمة،و هى شروط تعترف بقسوتها حتى القبائل، يصبح يسيراً علينا أن نتطلع إلى انتصار المدنية مع ما يلحق بها من حسنات، وأن تعد كل مقاومة حيوية مؤقتة سترتفع حين يتبنى السكان الأصليون مفهوماًُ أكثر عقلانية". |
||||
2011-05-01, 19:43 | رقم المشاركة : 9 | ||||
|
اقتباس:
بحث حول القيادة مقدمة يعتبر موضوع القيادة من الموضوعات الهامة ليس فقط على مستوى المنطقة و إنما على مستوى الدولة أيضا .وإذا نضرنا إلى الأمة العربة قبل ظهور الإسلام فأنها لم تكن سوى مجموعة من القبائل المتفرقة حيت تعدد فيها الزعامات وقلت فيها وحدة الملكة .وبمجيء الرسول الكريم وبظهور الإسلام تحولت هده المجموعات من القبائل المتفرقة إلى أمة قوية فرضت سيطرتها على جزء كبيرة من العالم . كما انه لاشك أن القائد الإداري يمثل عنصرا أساسيا وهاما في كل مراحل عملية التنمية الاقتصادية بكل ما تتظمنه من أبعاد ، إلا أن المشكلة التي تواجه المنظمات في وقتنا الحالي عدم توافر القائد الإداري الفعال الذي أصبح سلعة ناذرة يصعب العثور عليها بسهولة. كما أن العملية الادارية هي في الأساس عملية توجيه وتنظيم وتنسيق جهود الأفراد أو الجماعات في سبيل في سبيل تحقيق أهداف وغايات معينة فردية كانت او جماعية، ومن ثم يمكن القول ان القيادة الادارية تمتد جذورها إلى الوقت الذي بدا فيه التفاعل الاجتماعي وتوزيع العمل بين الأفراد والجماعات في تنظيمات ونظم اجتماعية متعددة . ومنذ ذلك الوقت والقائد الإداري يشكل اهتماما رئيسيا للباحثين و المفكرين ، الذين حاولوا من خلال دراساتهم وبحوثهم تحليل سلوك القائد و اتجاهاته من جميع جوانبه ، مما وفر لنا قدر لا يستهان به من النظريات العلمية ، والدراسات الميدانية التي أثرت على توجيه وتعديل سلوك القائد الإداري، وحددت مفاهيمه وافتراضاته في علاقته بمرؤوسيه ، إستراتجيته في التعامل معهم. المبحث الأول : ماهية القيادة المطلب الأول : تعريف القيادة: على الرغم من اهتمام الكثير من العلماء و الكتاب و الفلاسفة بدراسة موضوع القيادة ، فلا تزال القيادة لغزا مميزا و موضوعا غامضا ، ولا يوجد اتفاق على تعريف موحد لهذا المفهوم ، ولن نحاول حصر جميع التعاريف و لكننا سنذكر بعض التعاريف الأكثر تفصيلا و شمولية. لقد عرف الكاتب رنسيس لايكرت ( Rensis Linkert ) القيادة بأنها "قدرة الفرد على التاثير على شخص او جماعة و توجيههم و ارشادهم لنيل تعاونهم و تحفيزهم للعمل بأعلى درجة من الكفائة من اجل تحقيق الاهداف المرسومة. ويقترح الكاتب ( Lvancevich ) و زملاؤه تعريفا أكثر تفصيلا وهو " المقدرة على التأثير ، من خلال الاتصال على افعال الآخرين ، أفرادا و جماعات ، نحو تحقيق أهداف ذات معنى و قيمة و بهذا يعني: 1 – وجود شخص قائد. 2 – وجود مجموعة أفراد تتم قيادتهم . 3 – ممارسة مهارات التأثير . 4 – استخدام هذه المهارات بقصد تحقيق هدف . و أخيرا يعرف الكاتب جيمس جربين James Girbbinالقيادة بأنها عملية التأثير على جماعة في موقف معين ، ووقت معين وظروف معينة ، لاستشارة الافراد ودفعهم للسعي برغبة لتحقيق اهداف المنظمة ن مانحة إياهم خبرة المساعدة في تحقيق أهداف مشتركة ، و الرضا عن نوع القيادة الممارسة . يتضح من هذه التعاريف و غيرها أن القيادة عملية اجتماعية تسعى للتأثير على أفعال الافراد (المرؤوسين) و سلوكهم و اتجاهاتهم للعمل بجد و رغبة لتحقيق أهداف مشتركة مرغوبة ، ويركز بعض الكتاب و الباحثين على أهمية دور المرؤوس/التابع في عملية القيادة ، فالقائد الناجح هو الذي يستطيع ايجاد الدافعية و الحماس و الرغبة و الاستعداد الطوعي لدى الافراد و الامتثل لرغبات القائد كما أن القائد الناجح يتأثر هو أيضا بأتباعه/مرؤوسيه و دوافعهم وحاجاتهم ورغباتهم ... القائد و المدير The Leader and The Manager : المدير/الرئيس هو الشخص الذي تههد إليه مهمة الإشراف على وحدة/جماعة عمل (إدارة ،قسم ،شعبة و غيرها ) وهو مطالب بالقيام بوظائف العملية الإدارية – تخطيط و تنظيم وتوجيه و رقابة – و القيادة هي إحدى الوظائف الإدارية للمدير ، ولا يستطيع المدير القيام بهذه الوظائف بنجاح بدون إن يمتلك مقومات القيادة الناجحة ، و ليس كل مدير أو رئيس يشغل مركزا رئاسيا سيصبح قائدا ، و المركز الرسمي وحده لا يجعل من المدير/الرئيس قائدا . ويميز الكاتب جون كوتر ( Jone Kotter ) بين المدير و القائد كما يلي : الإدارة تعني بالتكيف و التعامل مع التعقيد، و الإدارة الناجحة تعمل على تحقيق النظام و الثبات من خلال و ضع الخطط الرسمية، و تصميم هيكل تنظيمي جيد، و مقارنة النتائج بالأهداف التي تضمنتها الخطط. أما القيادة فتعني بالتكيف والتعامل مع التغيير ، فالقائد يرسي توجها من خلال تطوير رؤية مستقبلية ، ومن ثم توصيل تلك الرؤية للناس و تحفيزهم للتغلب على الصعوبات ، و يرى كوتر إن القيادة الفعالة و الإدارة الفعالة ضروريتان لتحقيق فعالية عالية للمنظمة ، و لكنه يعتقد أن معظم المنظمات تعطي اهتماما للإدارة أكبر بكثير من اهتمامها بالقيادة. المهارات القيادية الأساسية Leadership Shills: تتوقف فعالية المدير على ما يمتلكه من قدرات و مهارات فنية ، وإنسانية و إدراكية و تحليله ،وهذه المهارات ضرورية أيضا للقائد ، و هناك خمس مهارات أساسية للقيادة هي : 1- التمكين (Empowerment ) : وهي مشاركة القائد إتباعه في أعمال التأثير و السيطرة واتخاذ القرارات المتعلقة بعمل الجماعة . 2- الحدس او البديهة ( Intuition ) : وهي مشاركة القائد على تشخيص الموقف و توقع التغيرات المحتملة و الإقدام على المخاطرة و بناء الثقة . 3- فهم الذاتSelf-Understanding) ) : القدرة على معرفة مواطن القوة و الضعف لديه . 4- البصر/الرؤية ( Vision ): المقدرة على تصور مستقبل منظمته ( مستقبل أفضل من الوضع الحالي ) ووضع الخطط لبلوغه. 5- التوفيق بين القيم ( Value Congruence ): المقدرة على فهم و استيعاب المبادئ التي تسترشد بها المنظمة و قيم العاملين و العمل على إحداث التوافق و الانسجام بينهما. القائد الرسمي و القائد الغير رسمي Formal and Informal Leader: يعتبر قائدا رسميا كل فرد يشغل مركزا رئاسيا (مدير عام، مدير إدارة، رئيس قسم... الخ) وبحكم الوظيفة التي يشغلها ، وقد يكون هذا القائد اسميا فقط حيث لا يمارس فعليا تأثيرا يذكر على أفراد جماعته ، بينما يلاحظ في حالات كثيرة ظهور فرد من بين أفراد الجماعة يمارس القيادة و التاثير على أفراد الجماعة و يرجعون إليه للتوجه و الإرشاد غيرها ، وهذا الفرد يمارس قيادة غير رسمية ، وهو قائد غير رسمي ، إذ انه يستطيع التأثير على الافراد من خلال قوة الشخصية و الاحترام و المكانة و الخبرة و غيرها ، و لا تعتبر هذه الظاهرة غير صحية و على القائد الرسمي أن يعي و يدرك هذه الظاهرة و يتفهمها و يحاول توظيفها لمصلحة تحقيق أهداف الجماعة و المنظمة. مصادر قوة تأثير القائد Sources of Power and Influence : من أجل أن يتمكن القائد من ممارسة عملية القيادة يلزمه مصادر قوة و أدوات تأثير يستخدمها في التأثير على الافراد و تعديل سلوكهم ونيل امتثالهم لطالبه ورغباته "وقد صنف الكاتبان John French & Bertram Raven مصادر قوة و تأثير القائد إلى خمسة مصادر رئيسة هي : 1- قوة المكافأة (Reward Power ): وتستند إلى إدراك الفرد بأن امتثاله لمطالب رئيسة سيؤدي إلى حصوله ( الفرد ) على عوائد ايجابية . 2- قوة الإكراه/العقاب ( Coercive Power): و تستند إلى الخوف و إدراك الفرد بأن عدم التزامه و تقيده بتوجيهات الرئيس يمكن أن تؤدي إلى إيقاع العقوبة عليه ( الفرد ). 3- القوة المشروعية ( Legitimate Power ): وهي مستمدة من الوظيفة التي يشغلها الرئيس في السلم الهرمي للمنظمة. 4- قوة الخبرة ( Expert Power ): و تستند إلى معرفة الرئيس و قدراته و خبراته و مهاراته ( الفينة و الإدارية و السلوكية ). 5- قوة الاقتداء و الإعجاب ( Referent Power ): و تعتمد على تمثل المرؤوس بشخصية الرئيس و إعجابه به و تقديره له لما يتمتع به من خصائص و سمات شخصية . ومن مصادر القوة الناشئة عن هيكلة المنظمة : القدرة على تأمين الموارد الأزمة و تسويق منتجاتها و امتلاك الخبرة النادرة و المعلومات الهامة واشغال موقع هام في المنظمة . ويضيف الكاتب Yukl لهذه المصادر الأدوات و الوسائل التالية: 1- الاستمالة القائمة على الرشد من خلال إقناع القائد لمرؤوسيه بأن السلوك المطلوب يمثل أفضل الطرق لإشباع حاجاتهم . 2- الإلهام و إثارة الحماس من خلال التركيز على قيم و مثاليات التابعين. 3- تغيير قيم و معتقدات الافراد . 4- تطويع القائد لبيئة العمل و أدواته ووسائله ... الخ. 5- المشاركة في القرار . نظريات القيادة: يمكن تصنيف نظريات القيادة إلى ثلاث مجموعات رئيسة هي: 1– نظريات السمات/الخصائص . 2- النظريات السلوكية. 3- النظريات الشرطية/الموقفية . وسوف نناقش المرتكزات الرئيسة لكل منها. أولا- نظريات السمات Trairs Theoty : إن أول ما استقطب اهتمام العلماء و الكتاب المعنيين بالقيادة هو السعي للتعرف واكتشاف الخصائص و السمات الشخصية التي تميز القائد عن غيره ، و قد اعتقد هؤلاء بأن هناك خصائص او سمات إذا توافرت في الفرد أصبح قائدا فعالا ناجحا . وقد اقترح هؤلاء الكتاب العديد من السمات ، من بينها-على سبيل المثال و ليس الحصر – القوة البدنية ،طول القامة ،الذكاء ،الأمانة ،الاتزان ،الثقة بالنفس ،الحيوية ،الدافعية العالية ،التبصر وغيرها ومن ناحية أخرى لقد رأى بعض أنصار هذا الاتجاه إن الإنسان يولد قائدا أي انه يرث الخصائص السابق ذكرها . ولكن هذه النظرية تعرضت لانتقادات و تحفظات كثيرة ومن أهمها : 1- وجود عدد كبير من السمات التي يصعب حصرها. 2- التفاوت في الأهمية النسبية لكل سمة من وقت لأخر. 3- أن السمات لم تتنبأ بدقة من الافراد الذين سينجحون في القيادة فهناك العديد من الافراد لديهم هذه السمات ولم يصبحوا قادة ناجحين كما أنه يوجد قادة ناجحون و ليس ليدهم بعض السمات سابقة الذكر . 4- عدم سهولة قياس الصفات المحددة و عدم إمكانية تحديد القدر المناسب من كل سمة. 5- عدم شمولية النظرية لأنها أغلفت متغيرات عديدة تعلق بفعالية القيادة. هل يملك القادة خصائص/سمات مشتركة ؟ نعم تشير الدلائل من الدراسات المختلفة إلى إن هناك ست سمات تميز القادة عن غيرهم وهي : الطموح و الدينامية ، الرغبة في القيادة ، الأمانة و النزاهة ، الثقة بالنفس ،الذكاء ، معرفة ذات علاقة بالعمل ، مراقبة الذات ( Self-Monitor ) مرن بدرجة عالية و يكيف سلوكه حسب المواقف . ولكن يجب التنبيه إلى ثلاثة أمور و هي: 1- السمات لا توفر ضمانا للنجاح . 2- الدلائل غير واضحة في معرفة السبب من النتيجة مثلا: هل القائد لديه ثقة بنفسه أم أن النجاح كقائد يبني الثقة ؟ 3- أن السمات تنبئ بمظهر القيادة أكثر من التمييز فعليا بين القائد الفعال و غير الفعال ... إن وجود قائد لا يعني حتميا قيادة فعالة. ثانيا- النظريات السلوكية Behavioral Theories: لقد كان من بين الاستنتاجات التي توصلت إليها دراسات هوثورن هي وجود علاقة بين اسلوب الاشراف و الانتاجية و نظرا لاخفاق نظريات السمات في تقديم تفسير واضح مقبول لفاعلية القيادة ، تحول اهتمام الكتاب و الباحثين الى السلوك القيادي بدلا من السمات و يفترض مؤيدو هذه النظريات أن أنشطة القائد و أفعاله و تصرفاته أثناء العمل- وليس سماته – و التي تشكل اسلوبا او نمطا عاما لقيادته ، هي التي تحدد فاعليته و هذا التحول يعتبر هاما لانه ينطوي على الاعتقاد بأن السلوك/الاسلوب يمكن تعلمه و تعديله و هكذا سعي الباحثون و الكتاب الى تحديد أنماط السلوك (اساليب القيادة) التي مكنت القادة من التأثير بفاعلية على الاخرين . لقد أجريت دراسات مكثفة كثيرة في هذا المجال ومن اهمها : دراسات جامعة ايوا Lowa ، وجامعة اوهايو Ohio ، ودراسات بليك وموتون ( الشبكة الادارية ) وغيرها وقد صنفت هذه الدراسات وغيرها اساليب القيادة التي مارسها المديرون و استنادا الى بعدين رئيسيين فيما يتعلق بأعمال و انشطة القائد هما : 1 – الاهتمام بالعمل ( Jobe-oriented behavior ) و يركز على تحقيق الاهداف و توضيف الاعمال و توزيعها بين الافراد ، و انجاز الاعمال في المواعيد المحددة . 2 – الاهتمام بالناس ( People-centered behavior ) ويتضمن انشاء علاقات جيدة بين العاملين و الشعور بالمودة نحو العاملين و الاهتمام بمشكلات العاملين و امورهم الشخصية . وفي ضوء المعطيات المعاصرة ( عدم التاكد و المنافسة و التغيير و غيرها ) برز بعد ثالث في سلوك القائد بالضافة الى البعدين الاخرين وهو السلوك الموجه للتطوير ( development-oriented ) و يتصف هذا الاسلوب بالتجريب و الاختبار و تطوير حلول جديدة للمشكلات و السعي نحو طرق جديدة لانجاز الاعمال و تشجيع الغيير ، وان مقدرة القادة على التكييف و التطوير في وجه التغيير أهم من أي وقت مضي . لقد افترض مؤيدو النظريات السلوكية ضمنيا بأن هنالك علاقة بين الاسلوب القيادي و فعالية الجماعة وبأن هناك اسلوبا قياديا معينا فعالا ناجحا في جميع المواقف ، ولكن نتائج الدراسات لم تثبت ذلك بل اشارت الى نتائج متضاربة فمثلا الاهتمام بالعاملين يؤدي بصورة عامة الى زيادة الرضا الوظيفي لدى العاملين ، ولكن ليس دائما ،وكذلك الاهتمام بالعمل يؤدي غالبا الى الانتاجية و لكنه يسبب أيضا زيادة الشكاوي و التغيب عن العمل ، والدوران الوظيفي ورضا وظيفي أقل و الدلائل لا تسمح بالتعميم على مختلف الافراد و الاعمال و ثقافات المنظمات و البلدان . وسنناقش فيما يلي اهم النظريات/الدراسات السلوكية حول القيادة. 1- نظرية لايكرت في القيادة Rensis Linkert Theory : لقد صنف لايكرت أساليب القيادة استنادا الى بعدي العمل و الناس الى أربعة أساليب/نظم و هي كالآتي: • الاسلوب التسلطي الاستغلالي ( Exploitative Autocratic ): و يتصف بالمركزية العالية و عدم ثقة الرئيس بالمرؤوس و عدم مشاركة المرؤوسين وعدم محاولة الرئيس الحصول على أفكار المرؤوس و آرائهم و يلجأ الرئيس الى اسلوب التخويف و الاكراه لحفز العامل على العمل . • الاسلوب الأتوقراطي النفعي/الخير Benevolent Autocratic : وهو لا يختلف كثيرا عن النظام السابق فالرئيس يثق بالعاملين ثقة السيد بخادمه ولا يشعر المرء بحرية كبيرة في مناقشة العمل و يسعى الرئيس أحيانا للحصول على آراء و مقترحات المرؤوس. • الاسلوب المشارك Participative : وفي هذا النظام يثق الرئيس بالمرؤوسين بصورة كبيرة و لكن ليست كاملة ولا يزال يرغب السيطرة على القرارات و يشعر الفرد بحرية نوعا ما في مناقشة العمل و يأخذ الرئيس عادة بأفكار و اداء المرؤوسين و يحاول الاستفادة منها . • الاسلوب الديمقراطي Democratic : حيث يثق الرئيس بالمرؤوسين ثقة كاملة في جميع الامور و يشعر المرؤوسين بحرية كاملة في مناقشة شؤون العمل و يسعى الرئيس دائما للحصول على أفكار و آراء المرؤوسين و الاستفادة منها بصورة بناءة . وقد دلت دراسات لايكرت و زملائه على ان الاسلوبين (3،4) حققا انتاجية أعلى من الاسلوبين (1،2) وكان أفضل هذه الاساليب في رأي لايكرت هو الاسلوب رقم (4) الديمقراطي . 2 – الشبكة الادارية Mangerial Grid : تستند هذه النظرية الى الكاتبين Jane Mouton & Robert Blake و تعتمد على تفاعل بعدي القيادة : الاهتمام بالعمل/الانتاج/ ، و الاهتمام بالعامل واستنادا لذلك اقترحا خمسة أساليب للقيادة بحسب موقعها على الشكبة كما يأتي : 1- القائد الضعيف/المتسبب (1،1) ( Impoverished ) وبموجب هذا الاسلوب يترك القائد الامور دونما تدخل فيها ولا يعطي ادني اهتمام للانتاج أو الانسان فهو ينسحب من العملية القيادية . 2- القائد المهتم بالانتاج ( المتشدد 9،1 ) Task Manager وهو الذي يعطي كل اهتمامه للانتاج و العمل- العمل اولا و اخيرا و يعطي ادنى اهتمام للعلاقات الانسانبية . 3- القائد الاجتماعي ( رئيس نادي ) Counrty Club (1،9) و يميل الى استخدام السلطة لدفع المرؤوسين للعمل و هنا يعطي كل الاهتمام للناس و مشاعرهم و حاجاتهم و بناء العلاقات الاجتماعية ولايعطي اهتماما يذكر للانتاج و العمل . 4- القائد الوسط Mid Road Manager (5،5) وهو الذي يوجه اهتماما معتدلا لكل من العمل و الناس ولكنه يواجه صعوبة في الحفاظ على التوازن بين هذين البعدين معا . 5- القائد المثالي ( قائد الفريق ) Team Meader (9،9) يتميز هذا الاسلوب باهتمام عال بالافراد و الانتاج معا و يركز القائد على العمل بروح الفريق و ضمان تماسك الجماعة وبناء الثقة و الاحترام المتبادلين للحصول على انتاج جيد . 6- وقد رأى الكاتبان أن أفضل هذه الاساليب هو الاسلوب الأخير (9،9) النظريات/النماذج الموقفية/الظرفية ( Contingency Models ): لقد اخفقت النظريات و النماذج السلوكية في القيادة في التوصل الى نتائج قاطعة محددة تشير الى إن اسلوبا معينا كان فعالا بشكل دائم بل كانت النتائج متناقضة و الحلقة الناقصة في هذه النظريات و النماذج هي إغفال دور المرؤوسين و العوامل الموقفية في فعالية القائد لذا برزت النظريات/النماذج الموقفية لتعالج هذا القصور في النظريات السابقة . تفترض النظريات الموقفية في القيادة أن فعالية القائد تتوقف على تبني سلوك يلائم متطلبات الموقف و تحاول هذه النظريات تحديد المواقف القيادية الهامة و اقتراح الاساليب القيادية المختلفة التي تناسب تلك المواقف و التي تحقق رضا العامل و الانتاجية و تضمنت هذه النظريات وجهتي نظر متناقضتين وهما : 1 – وجهة النظر الاولى : على القائد أن يتكيف مع الموقف . 2 – وجهة النظر الثانية : تكييف سلوك القائد حسب الموقف . وتفترض وجهة النظر الاولى أن اسلوب القائد نسبيا ثابت و ليس من السهل تغييره و تقترح ايجاد الموقف الذي يكون القائد فعالا و تجنب المواقف التي يكون فيها القائد اقل فاعلية ولكن هذا الامر ليس ممكنا دائما ومن النظريات التي تتبنى هذه النظرية نظرية فيدلل راما وجهة النظر الثانية فتفترض إن قرارات المدير و الموقف المتعلق بالعمل كلاهما مرن نسبيا و قابل للتغيير وهذه النظرية ترى أن المدير مرن وقابل للاستجابة للمواقف المختلفة و الافراد المختلفين . ومن الواضح أن وجهة النظر الثانية تقترح نظرة أكثر واقعية لطبيعة الانسان فالقائد يتعامل مع أناس تختلف شخصياتهم ومقدارتهم ودوافعهم ومن السذاجة أن يعاملهم على أنهم متشابهون . 1 – نظرية فيدللر Fiedler’s Theoty : تنسب أول نظرية موقفية إلى الكاتب Frederic Fiedler من جامعة الينوي في الولايات المتحدة الأمريكية ويعتبر أول محاولة جادة لتطوير إطار نظري للقيادة يأخذ في الاعتبار تفاعل بعض متغيرات الموقف وخصائص القائد ، و تبنى وجهة النظر الاولى – تكييف القائد للموقف و تتضمن النظرية خطوتين : 1- تحديد و قياس سلوك/أسلوب القائد . 2- إيجاد الموقف الذي يناسب أسلوب القائد الثابت . لقد افترض فيدلر أسلوبين في القيادة : 1- الأسلوب الذي يهتم بالعاملين و العلاقات الإنسانية ( أسلوب المشاركة ) 2- أسلوب القيادة الذي يهتم بالإنتاج و العمل ( الأسلوب الموجه ) أما العوامل الموقفية التي حددها فيدلر فهي ثلاثة : 1- طبيعة العلاقات الموقفية بين الرئيس و مرؤوسيه ( مدى ثقة المرؤوسين بالرئيس وولائهم ). 2- مدى السلطة و القوة الرسمية التي يتمته بها القائد بحكم و ظيفته . 3- درجة هيكلية العمل (مدى وضوح المهام و مدى روتينية هذه المهام التي يقوم بها المرؤوسين). إن محصلة تفاعل المتغيرات الموقفية الثلاثة تؤدي إلى مواقف مختلفة تتدرج من موقف ميسر و سهل و مفضل جدا إلى موقف صعب و غير مفضل جدا ، وقام فيدلر بإجراء دراسات مكثفة حول العلاقة بين اسلوب القيادة و الموقف ، و قد دلت تلك الدراسات على أن الأسلوب القيادي الموجه ( الذي يهتم بالانتاج و العمل ) كان فعالا في المواقف المفضلة جدا و غير المفضلة جدا أما أسلوب المشارك ( الموجه للاهتمام بالانسان ) فقد كان فعالا في المواقف/الظروف المعتدلة أو المتوسطة. 2 – نظرية/نوذج المسار- الهدف (The Path-Goal Model ): تنسب هذه النظرية للكاتبين هاوس و ميتشيل (House and Mitchell ) وجوهر هذه النظرية هو أن دور المدير هو مساعدة المرؤوس على ممارسة الأنشطة و المهام التنظيمية التي تؤدي إلى عوائد ذات قيمة لدى الفرد . وهنا يشتمل دور المدير على جانبين: (1) توضيح المسار الذي يمكن الفرد من تحقيق أهدافه الشخصية ( زيادة الأرباح و الانتاج ) و (2) زيادة العوائد التي يعتبرها الفرد قيمة و على المدير أن يوضح للعاملين كيف تقترن العوائد التنظيمية بأداء الفرد و إنجازه و القئد الفعال يساعد العاملين على القيام بما يؤدي إلى منحهم العوائد التي يعتبرونها قيمة أي أنه يحفز الفرد لتحقيق نتائج ذات قيمة للفرد و للمنظمة . تقترح نظرية المسار- الهدف أربعة أساليب قيادية وهي : 1- الأسلوب الموجه (Directive ) و يشبه الأسلوب الأتوقراطي الذي يركز على العمل- توضيح الأهداف و تحديد المهام ....الخ. 2- الأسلوب المساعد (Supportive ) وهنا يوجه القائد اهتمامه للناس ويكون مستعدا لتقديم النصح و الاصغاء حين ظهور أي مشكلة و هذا الاسلوب يشبه الأسلوب الذي يركز على الناس . 3- الأسلوب المشارك (Particpate) يسعى القائد بفاعلية للحصول على مقترحات العاملين و افكارهم و يستعين بها في اتخاذ قراراته . 4- أسلوب الانجاز (Achievement-Oriented ) : وضع توقعات و أهداف أدائية عالية و جعل العمل أكثر تحديا للفرد و لكن قابل للانحياز . أما من حيث المتغيرات الموقفية فتقترح النظرية نوعية من المتغيرات : 1- عوامل تتعلق بالسمات الشخصية للمرؤوسين (مركز السيطرة و الخبرة و المقدرة كما يدركها الفرد نفسه). 2- عوامل بيئية خارج سيطرة المرؤوسين ( هيكلية العمل ، نظام السلطة الرسمية و جماعة العمل ). وتقترح النظرية أن التوافق التالي بين أساليب القيادة و المواقف تؤدي إلى قيادة فعالة : 1- القيادة الموجهة : تناسب بشكل خاص الموقف الذي يتطلب مزيدا من هيكلية الموقف و المراقبة و التغذية الراجعة كما يناسب هذا الاسلوب بشكل خاص الموظف الجديد ذا الخبرة المحدودة ، وهي تؤدي على زيادة رضا العاملين حينما تكون الأعمال التي يقوم بها العاملون غامضة . 2- الأسلوب المساند ( Supprtive ): يناسب العاملين الذين يعرفون عملهم جيدا ويواجهون تأخيرا في العمل أو نزاع مع العميل وبحاجة ليعرفو أنهم يقومون بالعمل الصحيح و كذلك حينما تكون السلطة الرسمية واضحة ومحددة . 3- الأسلوب المشارك (Participative): يناسب العاملين الذي يعرفونعملهم جيدا الى درجة تمكنهم من المساهمة الفعالة في القرارات التي تؤثر عليهم وعلى وحدتهم التنظيمة . 4- وأخيرا فان أسلوب الانجاز (participative ): يناسب الموقف الذي يكون فيه الاداء العالي هو الافضل لمصلحة كل من العاملين و المنظمة وهذا الاسلوب يحقق أفضل النتائج حينما يكون لدى المرؤوسين حاجة عالية للانجاز . 3 – نظرية/نموذج هيرسي- بلانشارد ( Hersey & Blanchard ): تم تطوير هذه النظرية في القيادة من قبل الكاتبين ( Blanchard Panl Herse ) وحددت النظرية نضج/ استعداد المرؤوسين المتغير الموقفي ( Maturity/Readiness ) واقترحت أربعة اساليب قيادية وهي : 1- الأخبار (Telling ): يهتم بالعمل بدرجة كبيرة وبالعلاقات بدرجة منخفضة . 2- الاقناع ( Selling ): يهتم بكل من العمل و العلاقات بدرجة عالية. 3- المشارك (Participative ): يهتم بدرجة عالية بالعلاقات، وبالعمل بدرجة منخفضة. 4- التفويض ( Delegate ): يهتم بالعمل و بالعلاقات بدرجة منخفضة و تقترح النظرية أساليب القيادة الفعالة التي تناسب المواقف الآتية: 1. أسلوب الأخبار ( المهتم بالعمل ) يناسب الافرد ذوي النضج و الاستعداد المنخفضة . 2. أسلوب الاقناع وهو الافضل في حالة الافراد ذوي النضج من الدرجة المنخفضة المتوسطة. 3. أما أسلوب المشاركة فهو الأنسب للأفراد ذوي الدرجة المتوسطة إلى العالية من النضج . 4. ويعتبر أسلوب التفويض الأنسب للأفراد ذوي الدجة العالية من النضج . وهكذا تقترح النظرية أنه كلما زاد مستوى نضج و استعداد الأفراد لإنجازالعمل يتوجب على القائد إعطاء مزيد من الاهتمام للعلاقات و الأفراد و تقليص اهتمامه بالتوجيه و العمل ، وإذا ما بلغ مستوى نضج الأفراد فوق المتوسط فيجب على القائد تقليص نمط سلوكه المهتم بالعمل و بالعلاقات على السواء . 4 – نظرية مشاركة القيادة Lender Participation : تنسب هذه النظرية للكاتبين فروم و جاجو (Vroom and Jago ) وتركز النظرية على ضرورة قيام القائد بتحديد درجة مشاركة الأفراد التابعين له في عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بالجماعة ، وتقترح النظرية على القائد اتباع مجموعة قواعد محددة في تقرير نوع و درجة المشاركة في اتخاذ القرارات التي يجب تشجيعها في المواقف المختلفة . وتقترح النظرية خمس أساليب قيادية على امتداد الخط الذي يمثل مشاركة العاملين . شكل (2) خط مشاركة العاملين تزايد سلطة القائد 5 4 3 2 1 تزايد مشاركة العاملين أما أساليب القيادة المقترحة فهي : 1- يقوم القائد باتخاذ القرار منفردا . 2- يطلب القائد معلومات من أفراد الجماعة و لكنه يتخذ القرار بنفسه . 3- يطلع القائد على المشكلة بشكل منفرد و يطلب من كل فرد معلومات و تقييم الوضع ، ولا يجتمع الأفراد معا ، و يتخذ القائد القرار بنفسه . 4- يجتمع القائد و أفراد الجماعة لمناقشة الوضع/المشكلة ، ولكن القائد يتخذ القرار . 5- يجتمع القائد و أفراد الجماعة لمناقشة الأمر و تتخذ الجماعة القرار . 6- و السؤال هنا : أي من هذه الاساليب يجب أن يستخدم القائد ؟ 7- و للإجابة على هذا السؤال ، ينبغي على القائد الأخذ في الاعتبار (8) عوامل موقفية وهي : نوعية/جودة القرار ، أهمية التزام الأفراد بالقرار ، هل لدى القائد معلومات كافية ؟ ما مدى هيكلية المشكلة ، هل سيبقى الأفراد ملتزمين بالقرار فيما لو قام القائد باتخاذ القرار بمفرده ، ما مدى مشاطرة الأفراد الأهداف التنظيمية الواجب تحقيقها من خلال حل المشكلة ، وهل هنالك نزاع بين الأفراد حول حل مفضل ، وهل لدى الأفراد معلومات كافية لاتخاذ قرار عالي الجودة . وهكذا يجب على القائد زيادة مشاركة الجماعة في الحالات الآتية: 1- حينما يفتقر للمعلومات الكافية لحل المشكلة بنفسه. 2- المشكلة غير واضحة و المساعدة ضرورية لتوضيح الموقف. 3- تقبل القرار من قبل الآخرين ضروري لتنفيذه بنجاح. 4- هنالك وقت كاف يسمح بالمشاركة الحقيقة. محددات فعالية القائد: لقد ركزت كل نظرية/نموذج من نماذج القيادة الموقفية على عدد محدد من العوامل الموقفية ، بعضها يتعلق بالأفراد التابعين للقائد و البعض الآخر يتعلق بالعمل ، ولكن هنالك عوامل ومتغيرات عديدة تؤثر في فعالية القائد ، منها ما يتعلق بالقائد نفسه ، وبعضها يتعلق بالمرؤوسين ، وهنالك عوامل تتعلق بالمنظمة ذاتها ، و عوامل تتعلق بالحالة/الموقف ، وعوامل تتعلق بالبيئة العامة ، وسنناقش بإيجاز تلك العوامل/المتغيرات. 1- عوامل تتعلق بالقائد نفسه : لكل قائد شخصيته و قيمته و مدركاته و طموحاته و أهدافه ، وفلسفته القيادية و سماته التي تميزه عن غيره ، وكذلك اتجاهاته نحو المرؤوسين واستعداده لمنحهم مزيد من الاستقلالية و المشاركة ومدى ثقته بهم ، وفلسفته في القيادة ، وهذه العوامل وغيرها تؤثر كثيرا في فعالية القائد. 2- عوامل تتعلق بالجماعة وأفرادها التي يرأسها القائد : يتفاوت المرؤوسين في شخصياتهم و قيمهم واتجاهاتهم وقدراتهم و استعدادهم لتحمل المسؤولية ، وميلهم نحو الاستقلالية ، ومدى التزامهم بأهداف المنظمة و غيرها ، كما أن الجماعات تتفاوت من حيث الحجم ، و التماسك و المعايير و الثقافة و غيرها، و هذه العوامل جميعها تؤثر في فعالية القائد. 3- عوامل تتعلق بالمنظمة : إن سياسات المنظمة و فلسفتها و ثقافتها وطبيعة عملياتها ، وهيكلها التنظيمي و غيرها من الأمور التنظيمة لها تأثيرها على فعالية القائد. 4- عوامل ثقافية :تتأثر فعالية القائد وأسلوبه القيادي كثيرا بثقافة المجتمع الذي هو جزء منه و بثقافة المنظمة التي يعمل فيها ، فالقائد لا يستطيع إغفال القيم و الاعتقادات و المدركات السائدة في المجتمع و المنظمة التي يعمل فيها. 5- ظروف الحالة أو الموقف : ويشمل مدى وضوح المهام و الإجراءات ، وصعوبة وتعقد العمل ومستوى القدرات و المهارات التي يتطلبها ، ومدى توافر المعلومات ، و الضغوط التي يواجهها القائد و كذلك طبيعة المشكلة وهل الجماعة على اطلاع بها ، وتملك القدرات و المهارات الازمة لحلها ، و اخيرا فإن عامل الزمن له تأثير على أسلوب القائد ، فالمهام و المشكلات قد تتفاوت في أولويتها ومدى الاستعجال المطلوب لحلها. القيادة التحويلة Trans formational Leadership : يتضح من النظريات و النماذج السابقة في القيادة أمحور اهتمامه هو القيادة الإجرائية (Transactional)، أولئك القادة الذين يوجهون الأفراد أو يحفزوهم لتحقيق أهداف المنظمة وذلك من خلال توضيح متطلبات العمل وأدوار الأفراد..... وكان التركيز على سمات القائد و سلوكه و سمات المرؤوسين و العوامل الموقفية الأخرى ذات التأثير على فعالية القائد . ومع تزايد الضغوط و التحديات الكبيرة العديدة التي تواجه المنظمات المعاصرة ( المنافسة الشديدة ، العولمة ، البيئة المضطربة ، و التنويع و التعقيد ) ظهرت الحاجة إلى قيادة جديدة ، تعرف بالقيادة التحويلة ( Trasfarmational ) أولئك القادة الذين يلهمون المرؤوسين أن يتساموا عن مصالحهم الذاتية لصالح المنظمة ، و قادرون على التأثير الجوهري و الكبير على مرؤوسيهم و يهتمون بالقضايا و الأمور المتعلقة بحاجات التطوير للمرؤوسين للقضايا و المشكلات من خلال النظر للأمور و المشكلات نظرة جديدة ، و قادرون على الهام و استشارة الأفراد و حفزهم لبذل جهد مضاعف لتحقيق أهداف الجماعة. وينظر كاتب آخر إلى القيادة التحويلية على أنها قيادة متفوقة ( Outstanding ) وتهدف هذه القيادة إلى التمييز بين القادة الذين يحققون إنجازات متميزة عن القادة العاديين الذين هم إما غير فعالين أو الذين يحققون المتطلبات الدنيا ، ولكنهم لا يحققون إنجازات فائقة ، ويلخص الجدول التالي المقارنة بين القائد الإجرائي و القائد التحويلي . مقارنة بين القائد الإجرائي و القائد التحويلي القائد الإجرائي/ Transactional القائد التحويلي/ Trasfarmational 1- مكافأة مشروطة (contingent reward) يعد بمنح العوائد مقابل الجهد ، يعترف بالإنجاز. سحر الهالة (charisma):يقدم رؤية و رسالة ذات معنى، يزرع الفخر ، ينال الاحترام و الثقة. 2- الإدارة بالاستثناء (فعال): يتابع و يبحث عن أي انحرافات عن الأنظمة و المعايير ، ويتخذ الإجراءات التصويبية. الالهام (inspiration):يوصل توقعات عالية ، يستخدم الرموز و القيم لتركيز الجهود ـ يعبر عن الأغراض الهامة بطرق بسيطة . 3- الإدارة بالاستثناء (سلبي): يتدخل فقط حينما لا يتم استسفاء المعايير. الاستشارة الفكرية (Intellectual Stimulation): يطور الذكاء ،العقلانية وحل المشكلات بعناية. 4- متساهل/ضعيف (laisex-faire): يتخلى عن المسؤولية ، يتجنب اتخاذ القرارات الاعتبار الفردي (Invidualized): يعطي الانتباه الشخصي ، يعامل كل فرد منفردا يعلم و يدرب و ينصح . هذا و لا يجب أن ينظر إلى القيادة الإجرائية و القيادة التحويلية على أنهما مدخلان متعارضان لإنجاز الأمور ، فالقيادة التحويلية تبنى على قمة القيادة الإجرائية ـ تحقق مستويات من جهود وأداء الأفراد تفوق الأفراد ما يمكن تحقيقه باستخدام المدخل/النموذج الإجرائي فقط. العوامل المؤثرة في اختيار أسلوب القيادة : حاول الباحثان تاننبوم Tannenboum و شميدت Schmidt الإجابة على عوامل تتعلق بالمدير ذات على السؤال التالي: وهو كيف يختار المدير أو القائد نمط قياديا دون الآخر؟ ومن خلال محاولتهما تحديد بعض الاعتبارات العلمية التي ينبغي على المديرين أخذها في عين الاعتبار عند محاولة اختياراسلوب او نمط قيادي آخر، ويمكن إجمال هذه الاعتبارات فيما يلي : •عوامل تتعلق بالمدير ذاته :مثل خلفيه الشخصية ،خبراته مثلا : فالمدير الذي يعتقد بان احتياجات الأفراد يجب أن تأتي في المرتبة الثانية بعد احتياجات المنظمة يميل إلى أن يكون أسلوبه القيادي معتمدا على توجيه تصرفات المرؤوسين بدرجة كبيرة . •عومل تتلق بالمرؤوسين : يمكن مثلا للمدير إن يمنح مرؤوسيه فرصة اكبر في اتخاذ القرارات إذا كان لديهم الرغبة في تحمل المسؤولية ، وعكس ذلك إذا كانت مجموعة المرؤوسين تفتقر إلى المعرفة والخبرة ، فان الأسلوب الاستبدادي هو الأسلوب السائد. •عومل تتعلق بالظرف أو الموقف الذي تتواجد فيه المنظمة :مثل المناخ التنظيمي السائد وطبيعة تكوين المجموعة التي تتم قيادتها و درجة تحديد الوظيفة بالنسبة للمرؤوسين. صفات القيادة الايجابية : هناك خطوط عامة تتصف بها القيادة الايجابية وهي القيادة التي يعيش في إطارها القائد الفاعل: -لابد للقائد أن يضع نفسه موضع مرؤوسيه فيلتمس مشاعرهم ويدرك الامور من حيث هي وكما يرونها ويشعرون بها ويستجيبون لها ؛ -كما لابد للقائد أن يبتعد عن اللوم والتحريج حيث ان ذلك من شانه ان يجرح شعور مرؤوسيه وينقص من كرامتهم أمام زملاءهم في العمل وهذا الأمر لا ينتج إلا البغض والحقد للقائد ؛ -يجب على القائد أن لا يوهم المرؤوسين بقدراته أو الادعاء بما هو ليس عليه لأنه سرعان ما يكتشف المرؤوسين كفاءة رؤسائهم ومهاراتهم؛ -لابد للقائد أن يكون قريب المنال من مرؤوسيه بحيث يستطيعون الوصول إليه وبذلك يستطيع القائد معرفة ما يجري في نفوس العاملين فلا يترددون في وضعه الصورة الكاملة سواء حول العمل أو علاقاتهم ؛ -لابد للقائد أن يستقبل مخاوفهم دون ازدراء بها وهو يستطيع التغلب على تلك المخاوف وذلك بإتاحة الفرصة لهم للتعبير عنها والوقوف على حقيقتها ؛ -كما يجب على القائد الابتعاد على العصبية في القيادة لان فاقد الشيء لايمكن أن يعطيه؛ علاقة القيادة بالرئاسة و الإدارة : القيادة والرئاسة: بداية يجب التفريق بين ( مدير * رئيس منظمة * وزير * رئس دولة...الخ) من ناحية وبين القائد ( أو الزعيم ) من ناحية أخرى ف الأول يستمد سلطته وصلاحيته من وظيفته أي من التنظيم الرسمي القائم فهو مفروض على المجموعة ومن هذا المنطلق يصدر تعليماته وتوجيهاته وأوامره التي يقول أنها ملزمة و إلا تعرض من يخالفها إلى الجزاءات المنصوص عليها أو للتأنيب أو التعنيف من جانب المدير طبقا لسلطة الوظيفية أما الثاني فيستمد سلطته و صلاحيته ومن ثم قوته من المجموعة نفسها ... من ارتباطها وولائها و التفافها حوله واحترامها له ثم من اعترافها به و اقتناعها به ثم من ثقتها فيه وهذا طبعا لا يأتي بالفرض أو من فراغ . الأول مفوض من التنظيم الرسمي أي أن صلاحياته الرسمية * وهي فقط * تم تفويضها إليه من المستوى الادارى الأعلى وطبقا لنصوص التنظيم. أما الثاني فقد اكتسب التفويض أيضا * وهذا هو الأهم * من المجموعة نفسها ورضائها ورغبتها وحبها وثقتها. الأول مفروض على الجماعة (إن صح هذا التعبير ) . أما الثاني فمقبول من الجماعة وتنادي باستمرار يته بل تناضل من اجل ذلك أحيانا و أحيانا قد تفرض وجوده ورئاسته أو تفرض قيادته رغما عن وجود مدير رسمي لها. الأول تقبل الجماعة سلطتها ومن ثم توجيهاته وتعليماته خوفا من الجزاء أو تجنبا له بل يتحايلون على تنفيذها وهم يعرفون كيف يتحايلون . الثاني تقبل الجماعة على توجيهاته وتعليماته رغبة منها وحرص عليها وحرصا على العمل ثم وما هو أهم على العطاء أن مجرد أداء الواجب شيء و العطاء شيء آخر ( أن الحب احترام وعطاء) وبالتالي فالحالة الأولى * حالة الرئيس الإداري * عندما تغلب في المنشاة تهددها بخطر كبير بينما الحالة الثانية هي المطلوب دائما وكلما أمكن لتحقيق الإنجاز و الأهداف و العطاء و تعظيم هذا الإنجاز ثم لتحقيق الرضاء الوظيفي . القيادة و الإدارة القيادة كمفهوم في أوسع معانيه يشير في جوهره إلى انه أحدى المرحل الأساسية في عملية الإدارة ومن ثم فان هناك تداخلا بين مفهوم القيادة و الإدارة حيث إن الأولى هي إحدى مكونات العملية الإدارية باعتبارها تضم عدة عناصر أخرى منها (التنظيم و التخطيط و التنفيذ و رقابة و المتابعة ) . كما أن هذه التداخلات من ناحية أخرى يأتي في سياق التشابه في الأداء حيث أن كلا منها يشير إلى تنظيم النشاط الجماعي لتحقيق أهداف معينة فضلا من ذلك فان نجاح الإدارة مرتبط إلى حد كبير بطبيعة القيادة لذلك فان حاجة الإدارة القدرة و الرؤساء الأكفاء ذوي التعلم و الإبداع لا تكاد تعادلها حاجة و تثبت التجارب أن إنتاجية الإدارة تتأثر ارتفاعا و انخفاضا حسب نوعية القيادة التي تقودها كما أن العلاقة بالإدارة القيادة بالإدارة ليست علاقة العام ب الخاص ولكنها تكمن في طبيعة كل منها فمصطلح الإدارة يشير بدرجة اكبر إلى السياسات و الإجراءات و البناء التنظيمي أي الجوانب الفنية و التنظيمية في حين أن القيادة تعني بالخصوص الشخصية أي الإنسانية و خلاصة القول بان الإدارة أوسع من القيادة التي تعد إلى القيادة إحدى وظائف ومهام الإدارة. الخاتمة : يتضح مما سبق عرضه في مجال القيادة والنظريات المفسرة لها عدة أشياء نجملها فيما يلي: بالرغم من العديد من الاعتراضات التي أثيرت حول دراسة السمات إلا أن ذلك لا يقلل من أهميتها بأي حال من الأحوال فطالما أن احد شقي القيادة الفعالة يرتبط بنمط القائد ذاته لذلك فان دراسة السمات تعبر أساسية من اجل التعرف على هذا النمط. كذلك فقد أشارت دراسة دراسات القيادة إلى ضرورة وأهمية دراسة المواقف القيادية ذاتها وبالرغم من أن عدد هذه الدراسات لازال قاصرا ، إلا أن تركيز الباحثين يجب ان يوجه إلى دراسة هذه المواقف حتى يمكن التوصل في النهاية إلى مجموعة العوامل التي يمكن من خلالها التمييز بدقة بين المواقف المختلفة . كما تثير دراسة القيادة قضية منهجية كبرى تتعلق بمعنى ومكونات النمط القيادي، فبالرغم من اتفاق جميع الدراسات تقريبا على وجود بعدين أساسيين للنمط القيادي ،وهما الاهتمام بالإنتاج والبشر، إلا أن مكونات كل بعد قد تثير قضية كبرى في مجال البحث العلمي. |
||||
2011-05-03, 19:44 | رقم المشاركة : 10 | |||
|
السلام عليكم من فضلكم اريد بحث حول انقضاء الالتزام بالوفاء و الفروع البحث يكون فيها ما يلي: |
|||
2011-05-03, 21:47 | رقم المشاركة : 11 | ||||
|
اقتباس:
الالتزام (انقضاء ـ) يكون انقضاء الالتزام extinction de l'obligation، عموماً، إما بتنفيذه عيناً بالوفاء به، أو بما يعادل الوفاء بالمقاصة أو اتحاد الذمة أو بالوفاء بمقابل أو بالتجديد أو الإنابة، أو من دون الوفاء به: بالإبراء أو باستحالة التنفيذ أو بالتقادم المسقط. 1 ـ الوفاء paiement: هو الطريق المعتادة لانقضاء الالتزام وهو، في مدلوله القانوني، لا يقتصر على دفع مبلغ من النقود، وإنما يشمل تنفيذ المدين لالتزامه سواء أكان هذا الالتزام نقل ملكية شيء أم كان عملاً أو امتناعاً عن عمل. وقد يتم الوفاء من المدين أو وكيله، وبه ينقضي الدين نهائياً. وهذا هو الوفاء البسيط. وقد يقوم بالوفاء شريك في الدين أو الكفيل، أو يقوم به شخص لا تربطه بالدين أي رابطة، ويترتب عليه حلول الموفي محل الدائن تجاه المدين، وهذا الوفاء يسمى الوفاء مع الحلول paiement avec subrogation. وللوفاء بالصورة المتقدمة أحكام مطولة نص عليها القانون المدني السوري في مواده المتسلسلة من 322 إلى 338: وهي مطابقة لأمثالها في القانون المدني المصري والقانون الليبي وغيرهما من القوانين العربية. 2ـ قد ينقضي الالتزام كذلك بما يعادل الوفاء: وله أربع صور هي الوفاء بمقابل، والتجديد والإنابة، والمقاصّة، واتحاد الذمة. ـ أما الوفاء بمقابل dation en paiement: فهو أن يقبل الدائن في استيفاء حقه مقابلاً يعوضه من الشيء الذي استحق له، وتسري عليه أحكام البيع ولاسيما ما يتعلق فيها بأهلية المتعاقدين وضمان الاستحقاق وضمان العيوب الخفية كما تسري عليه أحكام الوفاء، ولاسيما ما يتعلق منها بتعيين جهة الدفع وانقضاء التأمينات، وذلك لأنه يقضي الدين. ـ وأما الوفاء بالتجديد novation: فيكون باتفاق الطرفين على أن يستبدلا بالالتزام الأصلي التزاماً جديداً يختلف عنه في محله أو في مصدره، كالاتفاق على إبقاء الأجر المتجمد قرضاً بذمة المستأجر، وبذلك يتغير الدين، كما يصح الوفاء بالتجديد بتغيير المدين إذا اتفق الدائن مع أجنبي على أن يكون مديناً مكان المدين الأصلي، وكذلك بتغيير الدائن إذا اتفق الدائن والمدين وأجنبي على أن يكون هذا الأجنبي هو الدائن الجديد. ويشترط في التجديد بكل أنواعه أن يخلو الالتزامان القديم والجديد من أسباب البطلان. ويترتب على التجديد انقضاء الالتزام الأصلي بتوابعه فينشأ مكانه التزام جديد. ـ وأما الوفاء بالإنابة délégation: فيتم برضاء الدائن بأن يلتزم شخص أجنبي وفاء الدين عن المدين. ـ وإذا كان للمدين ماهو مستحق عند الدائن فله حق التقاص compensation بين المطلوبين وبذلك يوفي مطلوب دائنه كلاً أو جزءاً بمقدار مطلوبه منه. وكثيراً ما يقع التقاص بالدعوى المتقابلة التي يدعي بها المدين على دائنه في دعوى هذا الأخير عليه بمطلوبه. على أنه يشترط مبدئياً لجواز المقاصة بين المطلوبين المستحقين أن يكون الدينان بين الدائن والمدين نفسيهما ويكون موضوعهما من نوع واحد، والغالب فيهما أن يكونا من النقود، وأن يكونا دينين مدنيين ثابتين مقدرين في قوة واحدة مستحقي الأداء، قابلين للحجز عليهما، فإذا كان أحد الدينين مدنياً والآخر طبيعياً، أو كان أحدهما ثابتاً والآخر موضوع نزاع، أو كان أحدهما مقدراً والآخر غير مقدر كالتعويض قبل تقديره، أو كان أحدهما مستحقاً والآخر معلقاً على أجل أو شرط، أو كان أحدهما قابلاً للحجز عليه والآخر غير قابل له، امتنعت المقاصة القانونية. ـ وقد يقع الوفاء باتحاد الذمة confusion إذا اجتمعت صفة الدائن والمدين في شخص واحد بدين واحد، لأنه لا يمكن للشخص أن يطالب نفسه، كما لو ورث المدين دائنه، ومن هنا يبدو الفرق جلياً بين المقاصة واتحاد الذمة، لأن المقاصة تفترض وجود دينين متقابلين بين شخصين كل منهما دائن للآخر في أحد الدينين ومدين له في الدَّين الآخر. أما اتحاد الذمة فلا يفترض إلا ديناً واحداً نشأ بين شخصين أحدهما دائن والآخر مدين، ثم انتقل حق الدائن إلى المدين فينقضي الدين باجتماع الدائنية والمديونية في شخص المدين. ولكن إذا زال سبب اتحاد الذمة، وكان له أثر رجعي، عاد الدَّين بملحقاته إلى الوجود، ويعد اتحاد الذمة كأنه لم يكن، كما لو كان اتحاد الذمة بسبب الوصية ثم تقرر إبطالها. 3ـ وإلى جانب انقضاء الالتزام بالوفاء أو بما يقابل الوفاء، فقد ينقضي الالتزام بلا وفاء وذلك بالإبراء من المدين أو باستحالة التنفيذ أو بالتقادم المسقط. ـ والإبراء remise de dette في القانون المدني السوري تبرع، وهو يتم بإرادة الدائن إذا كان مختاراً، ووصل إبراؤه إلى علم المدين، وللمدين أن يرده. والإبراء يسري عليه ما يسري على كل تبرّع من الأحكام الموضوعة، ولا يشترط فيه شكل خاص، ولو وقع على التزام يشترط لقيامه شكل خاص قانوناً. ولكن الإبراء في الفقه الإسلامي يقسم من حيث ماهيته إلى إبراء إسقاط وإبراء استيفاء. فالأول هو حط الدين الثابت في ذمة الآخر وتنزيله قسماً أو كلاً، والثاني هو الإقرار باستيفاء الحق، وهو نوع من الإقرار. وأولهما هو الذي ينقضي به الالتزام بلا وفاء. ـ وينقضي الالتزام بغير وفاء إذا أثبت المدين استحالة تنفيذه عليه بعد نشوئه لسبب أجنبي لا يد له فيه. والسبب الأجنبي هو ما لا يكون بخطأ المدين أو تقصيره وإلاّ فلا ينقضي، وينقلب تنفيذ الالتزام عيناً إلى تنفيذه بطريق التعويض. واستحالة التنفيذ وفق ما تقدم قد تكون فعلاً كما لو هلكت العين الملتزم بنقل حقها العيني، أو فقدت، وقد تكون قانوناً كما لو جرى استملاك تلك العين للمصلحة العامة. وبانقضاء الالتزام للسبب المتقدم تنقضي توابعه كالتأمينات العينية والشخصية والرهن وحق الامتياز وحق الاختصاص. ـ وآخر أسباب انقضاء الالتزام بلا وفاء هو التقادم: والتقادم نوعان: مسقط ومكسب. والمراد منهما في انقضاء الالتزام هنا هو المسقط prescription extinctive وهو وحده الذي أخذ به الفقه الإسلامي، ولكن التشريعات العقارية قد أخذت بالمكسب في اكتساب الحقوق العينية العقارية، فعرف أول مرة حين صدور تلك التشريعات سنة 1926، ثم أخذ به القانون المدني السوري بعدئذ. والتقادم المسقط مبني على ضرورة استقرار التعامل في المجتمع، فهو يتصل بالمصلحة العامة اتصالاً وثيقاً. وقد يفترض الشارع فيه، وإن كان افتراضه ضعيفاً، أن الدائن الذي سكت مدة طويلة عن المطالبة بدينه قد استوفاه، وإنه قد أبرأ منه ذمة مدينه على الأقل. ولكن استقرار التعامل بين الناس هو الأساس الذي يقوم عليه هذا التقادم أكثر من اعتبار الوفاء أو أي اعتبار آخر. ويجب التفريق بين التقادم المسقط ومدة السقوط، لأن مدة السقوط لم يضعها القانون لاعتبارات التقادم التي ذكرت آنفاً وإنما وضعها لتحديد الوقت الذي أوجب أن يتم فيه عمل معين على سبيل الحتم تحت طائلة البطلان. كالمدة التي وضعها القانون السوري لإقامة دعوى الاستغلال (المادة 130) وهي سنة واحدة، وكذلك مدة السنتين التي أوجب قانون التحديد والتحرير إقامة الدعوى فيهما بعد انتهاء أعمال التحديد، فهي وأمثالها من النظام العام. والتقادم المسقط يسري من تاريخ الحق في المطالبة بالدين، أي منذ أصبح الدين مستحق الأداء، ولكنه لا يسري كلما وجد مانع، ولو كان أدبياً، يتعذر معه على الدائن أن يطالب به. كما لا يسري التقادم الذي تزيد مدته على خمس سنوات في حق من لا تتوافر فيه الأهلية أو في حق الغائب أو في حق المحكوم عليه بعقوبة جنائية إذا لم يكن له نائب قانوني. وينقطع التقادم بالمطالبة القضائية، وبإقرار المدين بحق الدائن صراحة أو ضمناً، وليس للمحكمة أن تقضي به من تلقاء نفسها، بل لا بد من أن يطالب به المدين، وله أن يتمسك به في كل حالة تكون عليها الدعوى ولو في الاستئناف. ولا يجوز الاتفاق على مدة للتقادم تختلف عن المدة التي حددها القانون زيادة أو نقصاناً. والمدة مبدئياً خمس عشرة سنة باستثناء ما يلي: آـ خمس سنوات للحقوق الدورية المتجددة كأجر المباني وسائر العقارات وبدل الحكر والفوائد والرواتب والأجور والمعاشات، والتقادم فيها لا ينقطع بالإقرار لأنه ليس مبنياً على استقرار التعامل ولا قرينة الوفاء، وإنما هو مبني على أن المدين بهذا الدين يدفعه من الريع لا من رأس المال، فإذا تراكم المستحق منه مدة طويلة تزيد على خمس سنوات اضطر المدين إلى الدفع من رأس المال، وفي ذلك إرهاق قد يؤدي إلى توقف عمله. فالمصلحة العامة وحدها هي الأصل في هذا التقادم. ب ـ خمس سنوات لحقوق الأطباء والصيادلة والمحامين والمهندسين والخبراء ووكلاء التفليسة والسماسرة والأساتذة والمعلمين، إذا كانت حقوقهم ناشئة مما أدوه من أعمال مهنتهم وما تكبدوه من المصروفات. ج ـ سنة واحدة لحقوق التجار والصناع عن أشياء ورَّدُوها لأشخاص لا يتجرون بهذه الأشياء، ولحقوق أصحاب الفنادق والمطاعم عن أجر الإقامة وثمن الطعام وكل ما صرفوه لحساب عملائهم، ولحقوق العمال والخدم والأجراء من أجور يومية وغير يومية ومن ثمن ما قاموا به من توريدات. والتقادم بسنة واحدة مبني على الوفاء، ولذلك أوجب القانون على من يتمسك به أن يحلف اليمين على أنه أوفى الدين فعلاً. ومدة التقادم تحسب بالأيام لا بالساعات، ولا يحسب فيها اليوم الأول وتكتمل بانقضاء آخر يوم منها، وإذا انقطعت مدته بدأ تقادم جديد بمدة التقادم المنقطع نفسه. وأخيراً فالدعوى الصورية لا تتقادم لأن المطلوب فيها تقرير عدم وجود العقد الظاهر، وهي حقيقة مستمرة. وهذه الأحكام في انقضاء الالتزام واحدة في القانون المدني السوري والمصري والليبي والأردني والجزائري، وقد تتفق في بعضها مع أحكام القانون المدني العراقي وقانون الموجبات والعقود اللبناني وغيرها من القوانين العربية. |
||||
2011-05-03, 21:48 | رقم المشاركة : 12 | ||||
|
اقتباس:
بحث حول انقضاء الحق و زواله. خطة البحث :
المبحــث الأول : انقضاء الحق العيني : المطلب الأول : سقوط حق الملكية : المطلب الثاني : انقضاء حق الارتفاق والانتفاعالفرع الأول : انقضاء حق الارتفاق الفرع الثاني : انقضاء حق الانتفاع بوفاة المنتفع أو بانقضاء المدة او بهلاك الشيء المنتفع المطلب الثاني : انقضاء الحقوق العينية التبعية المبحث الثاني : انقضاء الحق الشخصي : المطلب الأول : انقضاء الحق بالوفاء وبما يعادل الوفاءالفرع الأول : انقضاء الحق بالوفاءالفرع الثاني : انقضاء الحق بما يعادل الوفاء المطلب الثاني : انقضاء الحق دون الوفاءالفرع الأول : الإبراءالفرع الثاني : استحالة التنفيذالفرع الثالث : التقادم المسقطالخـــاتمة مقدمــــة : الانقضاء في اللغة يقصد به الانتهاء أو الزوال أما في القانون فإنه يقصد به فقد السيطرة عليه أو بوفاة المالك أو تقلد بعض الوظائف فإنه ينقضي حق الموظف بالترشح مثلا كما أنه ينقضي حق الانتخاب بالنسبة للمحكوم عليه جنائيا فما هو المقصود بانقضاء الحقوق وكيف تنقضي هذه الحقوق؟ المبحث الأول : انقضاء الحق العيني : المطلب الأول : سقوط حق الملكية : كما هو معروف فإن حق الملكية يخول لصاحبه سلطة كاملة على الشيء ويتميز بأنه حق جامع ومانع ولا يسقط بعد الاستعمال إلا أنه يسقط بوفاة المالك حيث ينتقل حق الملكية بعده إلى ورثته أو الموصى إليه ويسقط ايضا بعدم الاستعمال إذا اقترنت الملكية بحيازة الغير وتوافرت لهذا الغير شروط التقادم المكسب فإنه يكتسب هذا الشيء بالتقادم لأن حق الملكية يكتسب بالتقادم ولا يسقط بالتقادم كما ان حق الملكية يسقط أيضا إذا تم التصرف فيه مثل البيع أو التنازل عنه كالهبة كما أنه يسقط أيضا ب: التخلي عنهالمطلب الثاني : انقضاء حق الارتفاق والانتفاعالفرع الأول : انقضاء حق الارتفاق ينتهي حق الارتفاق للأسباب التالية : • انقضاء الأجل المحدد له حسب نص المادة 878 من القانون المدني الجزائري فإذا تقرر حق الارتفاق على عقار لمدة خمس سنوات فإنه بانتهاء المدة ينتهي الارتفاق • نقضي الارتفاق بهلاك العقار المرتفق كليا • ينقضي باجتماع العقار المرتفق به والعقار المرتفق • ينقضي حق الارتفاق بالتقادم عشر سنوات • ينقضي بالفقد المنفعة المرجوة للعقار المرتفقالفرع الثاني : انقضاء حق الانتفاع بوفاة المنتفع أو بانقضاء المدة او بهلاك الشيء المنتفعالمطلب الثاني : انقضاء الحقوق العينية التبعية تنقضي بانقضاء الالتزام الشخصي الذي تضمنه كما تنقضي بعدم تجديد الرهن وينقضي الرهن كذلك بنزول المرتهن على الرهن وينقضي بانتقال المال المرهون إلى الراهن وينقضي كذلك بهلاك العقار المرهون أو تطهيرهالمبحث الثاني : انقضاء الحق الشخصي ينقضي الحق الشخصي بالوفاء ، او ما يعادل الوفاء كما ينقضي دون وفاء وفي ما يلي نتعرض لمختلف هذه الأسباب . المطلب الأول : انقضاء الحق بالوفاء وبما يعادل الوفاءالفرع الأول : انقضاء الحق بالوفاءالوفاء هو تنفيذ المدين ما التزم به عينا ، ومنه ينقضي حق الدائن ، ويشترط في بعض الالتزامات كالالتزام بالقيام بعمل أن يتم الوفاء من المدين نفسه اذ شخصه يكون محل اعتبار ، وفيما عدا هذا الاستثناء يجوز أن يكون الموفى شخصا آخر غير المدين وينقضي الحق اذا وفى غير المدين وللموفي الرجوع على المدين بالدعوى الشخصية أي دعوى الوكالة او الفضالة او الثرا بلا سبب وذلك بتوفر الشروط لرفع هذه الدعاوى . ويمكن الرجوع على المدين بدعوى الحلول حسب الحالات التي نصت عليها المادة 261 ق م ج وهي الخاصة بالحلول القانوني وزيادة علة هذه الحالات يمكن للموفي الرجوع على المدين بدعوى الحلول اذا تم الاتفاق بينهما على ذلك ، ويسمى هذا بالحلول الاتفاقي وإذا حل الموفي محل الدائن يكون له الرجوع على المدين بحق الدائن بما لهذا لا الحق من خصائص وتوابع ويمكن المدين التمسك في مواجهة الموفي بكافة الدفوع التي كانت له في مواجهة الدائن . ويلاحظ انه يجوز للمدين الذي حصل الوفاء بغير إرادته أن يمنع رجوع الموفي عليه بما وافاه عنه كلا او جزءا اذا اثبت أن له مصلحة في الاعتراض على الوفاء وهذا ما تضمنته المادة 259 م ج كأن يكون التصرف الذي انشأ الدين ، تصرفا باطلا لعدم مشروعية سببه او كان قد انقضى كله بالإبراء او المقاصة . ولكي ينقضي الدين بالوفاء يجب ان يشمل محل الوفاء ما كان مستحقا أصلا في ذمة المدين ، أي عين ما التزم به ، فلا يمكن ان يجبر الدائن على قبول الوفاء الجزئي وقد نصت المادة 277/1 ق م ج على : ( لا يجبر المدين الدائن على قبول وفاء جزئي لحقه ما لم يوجد اتفاق او نص يقضي بغير ذلك .) ويكون الوفاء الجزئي في حالات معينة نص عليها القانون ، ومنها يمكن الكفلاء غير متضامنين الدفع بالتقسيم وألزم الدائن بالقبول الوفاء الجزئي وهذا كما تضمنته المادة 664 ققرة 01 مدني وللمدنين غير المتضامنين الحق في الدفع بالتقسيم إلا إذا كان الالتزام غير قابل للانقسام أما إذا كان الالتزام غير قابل للتجزئة فلا يمكن الوفاء به جزئيا في غير الحالات المنصوص عليها قانونا أو المتفق عليها صراحة لا يحبر الدائن على قبول الوفاء الجزئي ويبقى الالتزام قائما ولا ينقضي حق الدائنالفرع الثاني : انقضاء الحق بما يعادل الوفاء طرق انقضاء الحق بما يعادل الوفاء هي الوفاء بالمقابل والمقاصة واتحاد الذمة والتجديدأ/-الوفاء بالمقابل إذا قدم المدين شيء آخر في مقابل الالتزام ( مبلغ النقود ) بشرط أن يقبل الدائن اذ تنص المادة 285 على ما يلي ( اذا قبل الدائن في استيفاء حقه مقابلا استعاض به عن الشيء المستحق قام هذا مقام الوفاء . ويترتب على قبول الدائن أن تسري أحكام البيع فيما يتعلق في أهلية الطرفين وبما يخص الضمانات التي يلتزم بها المدين كضمان الاستحقاق والعيوب الخفية كما أن الوفاء بالمقابل يعتبر وفاءا لدين وينقضي به حق الدائن فتسري عليه أحكام الوفاء فيما يخص جهة الدفع وانقضاء التأمينات وهذا ما تضمنته المادة 286 مدني ويترتب على الوفاء بالمقابل لانقضاء حق الدائن رغم انه لا يتم حق الوفاء بما هو مستحق عينا لأن العوض الذي تم الوفاء به يقوم مقام ما هو مستحق أصلاالمقاصة : هي اجتما صفتي المدنين والدائن في كل طرفي الالتزام كأن يكون أ دائن ل ب 4000 دج وب دائنا ل أ بـ 3000دج فينقضي الدين بقدر 3000 دج وهناك المقاصة القانونية والاتفاقية أو القضائية ويشترط في القانونية أن يكون الدينان دين نفس الشخصين وواردين على نقود أو مثليات متحدة النوع وخاليين من النزاع إذ لا تجوز المقاصة إذا كان أحد الدينين معلق على شرط ويشترط أن يكون الدينين صالحين للمطالبة القضائية وإذا كان أحد الدينين دينن طبيعيا فلا تجوز المقاصة بينه وبين التزام المدين ولا يحكم القاضي بالمقاصة من تلقاء نفسه يترتب على إجراء المقاصة انقضاء حق الدائن للقدر الذي تمت به وإذا لم تتوافر الشروط السابقة يجوز أن تقع المقاصة باتفاق الطرفين عندما تتخلف المقاصة القانونية كأن يسمح صاحب الحق المستحق الأداء بإجراء المقاصة مع صاحب الحق المؤجر ولا يجوز إجراء المقاصة الاختيارية آلا باختيار الطرفين اما المقاصة القضائية فيستطيع المدعي عليه في حق المتنازع فيه إذا كان دائنا للمدعي بمبلغ معين أن يطلب من القاضي إجراء المقاصة وللقاضي سلطة تقديرية في ذلكاتحاد الذمة : يجتمع في نفس الشخص صفة الدائن والمدين كأن يرث المدين الدائن ويشترط أن يكون وارثه الوحيد وتكون المقاصة بمقدار ما يرثه عند تعدد الو راث فإذا كان يرث الربع يجري المقاصة في حدود الربع ويبقى مدينا بقدر ثلاثة أرباع و قد يحدث اتحاد الذمة عند طريق الوصية وذلك في حالة ما اذا أوصى الدائن للمدين بما له في ذمته فينقضي حق الدائن في حدود الثلث و اذا كانت الوصية اكثر من الثلث و لم يقر الورثة الزيادة فان اتحاد الذمة يزول بالقدر الذي لم يقره الورثة و لا ينقضي الدين إلا في حدود الثلث لان الوصية لا تتجاوز الثلث شرعا . د/ التجديد : هو اتفاق يحل بموجبه التزام جديد محل الالتزام القديم فينقضي الحق القديم و نشأة محل حق محله حسب نص المادة : 291 فقرة 01 من مدني بقولها : ( يترتب على التجديد انقضاء التزام الأصلي بتوابعه و أنشاء التزام جديد مكانه) . و لحصول التجديد يجب أن يكون الالتزامان القديم و الجديد مرتبطان اذ لا ينقضي الالتزام الأصلي إلا اذا حل محله الجديد و لا ينشأ الجديد إلا بانقضاء الأصلي كما قد يتم التجديد بتغيير سبب الدين فيكون سبب الحق القديم مثلا عقد بيع و يصبح بالتجديد عقد قرض و قد يتم التجديد بتغيير الدائن او المدين المادة : 287 مدني . و يلاحظ انه اذا كان التجديد بتغيير المدين فمن الجائز نقل التأمينات المقدمة منه دون رضاه و اذا التجديد بتغيير الدائن فلا تنقل التأمينات الى التزام جديد إلا اذا رضي لذلك كل من الدائن و المدين و الدائن الجديد المادة : 292 مدني , اما اذا كان التأمين المقدم عبارة عن كفالة شخصية او تأمين عيني او تضامن سلبي بين المدينين فانه لا ينتقل الى الالتزام الجديد إلا اذا رضي لذلك الكفيل . او المدين المتضامن المادة : 293 مدني ( لا تنتقل الكفالة العينية او الشخصية و لا التضامن الى الالتزام الجديد إلا اذا رضي لذلك الكفلاء و المدينون المتضامنون ) . المطلب الثاني : انقضاء الحق دون الوفاء : ينقضي الحق دون أن يفي به المدين بالطرق التالية : الفرع الأول : الإبراء : يكون الإبراء بإرادة الدائن المنفردة و يشترط فيه أن يكون الدائن أهلا للتبرع لأنه تصرف بدون عوق و يمكن للمدين رد الإبراء لذلك هناك من يرى أن الإبراء هو اتفاق بين المدين و الدائن و لا يكون له أي اثر اذا رده المدين و الدكتورة فريدة محمدي ترى غير ذلك فلا يستطيع الدائن العدول عن تصرفه و تنص المادة ك 305 من القانون المدني على ما يلي : ينقضي الالتزام اذا برأ الدائن مدينه اختياريا , و يتم الإبراء متى وصل الى علم المدين و لا يصبح باطلا اذا رفضه المدين . الفرع الثاني : استحالة التنفيذ : ينقضي الحق اذا استحال المدين تنفيذه و كانت الاستحالة راجعة الى سبب أجنبي كالقوة القادرة او الحادث الفجائي او خطأ الغير او فعل الدائن و تنص المادة : 307 مدني : ¬(_ ي نقضي الالتزام اذا اثبت المدين أن الوفاء به اصبح مستحيلا عليه بسبب أجنبي عن إرادته ) و ليس على المدين التعويض اذا كان فعل الدائن او الغير هو السبب الوحيد الذي أدى الى الضرر اما اذا كانت الاستحالة ترجع الى المدين نفسه فهو ملزم بالتعويض . الفرع الثالث : التقادم المسقط : بمرور خمسة عشر سنة من يوم الاستحقاق : المادة ك 314 مدني تنص على ما يلي : تحسب مدة التقادم بالأيام لا بالساعات و لا يحسب اليوم الاول و تكمل المدة بانقضاء آخر يوم منه و اذا كان الحق معلقا على شرط واقف لا يبدأ سريان التقادم إلا من تحقق الشرط و قد يقترن الحق بأجل فلا يبدأ التقادم الا من يوم حلول الأجل .و قد يتعرض التقادم أثناء سريانه للوقف يؤدي الى توقف سريان مدته فتحسب المدة السابقة و تضاف إليها اللاحقة و قد يرجع وقف التقادم الى أسباب خارجية تمنع صاحب الحق من المطالبة بحقه او المحاكم لمباشرة عمله و قد يكون المانع أدبيا كعلاقة الزوجية او القرابة نص المادة : 116 من القانون المدني ( لا يسري التقادم كلما وجد مانع مبرر شرعا يمنع الدائن من المطالبة بحقه كما لا يسري فيما بين النائب و الأصيل) و قد يرد على التقادم الانقطاع بالمطالبة القضائية من صاحب الحق و لكي ينقطع التقادم بالمطالبة القضائية يجب أن تنتهي الدعوى لصالح المدعي اما اذا سقطت الدعوى او رفض الفصل فيها فلا ينقضي التقادم و ينقطع أيضا اذا نبه الى أن صاحب الحق يملك سند التنفيذ ( حكم او سند رسمي ).و ينقطع التقادم كذلك بفعل الحائز اذا اقر صراحة او ضمنا بحق الدائن فتسقط مدة التقادم و يبدأ بعدها تقادم جديد لا تحسب المدة السابقة . الخاتمــــة وفي الاخير ومن كل ما سبق يمكن القول ان الحقوق مهما كانت طبيعتها لابد من ان تنقضي وتوصلنا ان الحقوق العينية تنقضي اما بوفاة المالك واما بالتنازل عنها او بهلاك الشيئ محل الملكيةالمراجع المعتمد عليها 1 - نظرية الحق فريدة د. محمدي زواوي طبعة 1999 د م ج الجزائر دار هومة 2 - نظريتا القانون والحق – د . إسحاق إبراهيم منصور د.م.ج الجزائر |
||||
2011-05-03, 21:50 | رقم المشاركة : 13 | ||||
|
اقتباس:
التنظيم القانوني نوع الملف: Microsoft Word - عرض سريع منهج البحث. خطة البحث. تمهيد : فى تعريف الكفالة وخصائصها وأنواعها .... أولاً : انقضاء الالتزام الأصلى بالوفاء. ثانياً : انقضاء الالتزام الأصلى |
||||
2011-05-03, 21:52 | رقم المشاركة : 14 | ||||
|
اقتباس:
تمهيد ينقضي الالتزام وتنتهي آثاره بحصول صاحب الحق على حقه ويكون انقضاء الالتزام بعدة أسباب فقد ينقضي الالتزام بتنفيذه أي بالوفاء به أو ينقضي باستيفاء ما يعادله أي بما يقابله أو يساويه وفي حالات أخرى قد ينقضي الالتزام دون الوفاء به وهذا في حالات الإبراء واستحالة التنفيذ والتقادم المسقط و خلال بحثنا هذا سوف نتطرق إلى الحالة الأخيرة والتي ينقضي بها الالتزام دون الوفاء به ألا وهي التقادم المسقط. مقدمة : تختلف النظم القانونية اللاتينية عن النظم القانونية الأنجلوساكسونية من حيث الأخذ بفكرة التقادم بوجه عام فهذه الأخيرة لا تأخذ بالتقادم كنظام قانوني أما الدول اللاتينية كفرنسا وبقية الدول التي حذت حذوها كالجزائر وباقي الدول العربية فتأخذ بفكرة التقادم في قوانينها وتنص عليه كنظام قانوني قائم بذاته في منظومتها القانونية والقانون المدني الجزائري نص على نوعين من التقادم وهما التقادم المكسب وذلك في الحقوق العينية والتقادم المسقط وذلك في الحقوق الشخصية وكما سبق فإن موضوع بحثنا هذا يدور حول التقادم المسقط كسبب لانقضاء الالتزام دون الوفاء به . فما هو مفهوم التقادم ؟ وما هي أنواعه ؟ وشروطه ؟ وكيف يتم حسابه ؟ وما هي مدد التقادم ؟ وقبل هذا نتساءل عن الأساس الذي ترتكز عليه فكرة التقادم؟ والى ما ذلك من الأسئلة التي سنحاول الإجابة عنها خلال هذا البحث . المبحث الأول : التقادم مفهومه أساسه تقسيمه المطلب الأول : تعريف التقادم الفرع الأول : التقادم عموما أولا تجدر بنا الإشارة إلى تبيان أهمية التقادم من حيث هو مبدأ من المبادئ ذات الأثر الكبير المرتبط ارتباطاً وثيقاً بأمور الحياة، والتقادم بشكل عام هو مضي مدة معينة من الزمن على حق قائم لم يتم المطالبة به سواء كان هذا الحق مصدره المجتمع أو الفرد أو الدولة. أما لغة فالتقادم مأخوذ من (القدم وهو التقدم والسبق). و يختلف التقادم بحسب قسم القانون الذي يحكمه وينظم قواعده إذ أن هناك تقادما يقع في القانون المدني، وآخر يقع في القانون الجنائي. فالتقادم في القانون المدني وان كان ـ من حيث طبيعته ـ عين ما هو في القانون الجنائي، إلا أن الأثر المترتب على التقادم في الحقوق المدنية يختلف عن أثره في القضايا الجنائية 1 ،وما يهمنا هنا هو التقادم الذي يقع في القانون المدني. الفرع الثاني : التقادم في القانون المدني يمكن تعريف التقادم في القانون المدني على أنه مضي فترة معينة من الزمن على وضع أحدهم يده على حق دون أن يعرف له مالكاً، أو مضي تلك الفترة على سكوت أحدهم عن المطالبة بحقه فيمن وضع يده عليه في تلك الفترة الزمنية) 2. المطلب الثاني : أساس التقادم يقوم التقادم على أساس دعم استقرار التعامل وبالتالي النظام العام إذ لا يعقل أن يظل الناس يطالب بعضهم بعضا إلى ما لا نهاية ، كما يؤسس التقادم أيضا على قرينة الوفاء ، أي أن مرور فترة التقادم على ديون معينة يفيد أن أصحابها استوفوها وٌد يقوم التقادم أحيانا على اعتبار آخر هو أن المدين يدفع دينه من ريعه لا من رأسماله ، خاصة في الديون الدورية المتجددة ، وتراكم مبالغ الديون على المدين مما يرهقه بحيث يضطره إلى دفع المستحقات من رأسماله لا من ريعه ، لذلك قرر المشرع مدد التقادم قصيرة بشأنها 3.إذن بشكل عام الحكمة من التقادم هي استقرار المراكز القانونية. المطلب الثالث : تقسيم التقادم يقسم التقادم في القانون المدني إلى قسمين هما: الفرع الأول : التقادم المكسب: ومؤدى هذا النوع من التقادم هو تملك من وضع يده على عقار مثلاً ـ دون أن يعرف له مالكاً ( لهذا العقار ) فيما لو مضت المدة التي يحددها القانون لاكتسابه حق التملك، ولم يظهر خلال هذه ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ 1 – مقال جريدة الرأي الالكترونية السعودية،موقع الرأي ، حسن بن محمد الأنصاري محام ـ موثق . 2 - د. مشاعــل عبد العزيــز الهاجــري ، أحكــام الالتــزام انقضــاء الالتــزام، موقع جامع الكويت 3 - الأستاذ دربال عبد الرزاق ، الوجيز في أحكام الالتزامات ، ص 110 ، دار العلوم للنشر والتوزيع ، ص 110 ،الجزائر، 2004 المدة من يطالب بالعقار المذكور وهذه المدة القانونية تختلف بحسب قانون الدولة التي تقع الحالة فيها ،فهذا النوع من التقادم أذن يمنح واضع اليد حق التملك للعين التي وضع يده عليها. الفرع الثاني : التقادم المسقط : إذا كان التقادم المكسب هو من جانب واضع اليد على العين، فإن التقادم المسقط يكون من جانب مالك العين التي وضعت اليد عليها ومرت المدة المحددة في القانون دون أن يطالب بالعين التي يملكها فهذه المدة تسقط حقه فيها بعد مرور هذه المدة القانونية. المبحث الثاني : تحديد مدة التقادم الأصل في الالتزام أن يتقادم بمضي 15 سنة وهذا هو التقادم الطويل أو التقادم العادي إلا أن يقرر المشرع مدة تقادم أطول كما فعل في حقوق الإرث المادة : 829 بحيث تتقادم ب 33 سنة 1والتقادم بمضي 15 سنة كأصل عام نصت عليه المادة 308 : يتقادم الالتزام بانقضاء خمسة عشر سنة فيما عدا الحالات التي ورد فيها نص خاص في القانون ، غير أنه إذا كان الأصل هو تقادم الالتزام بمضي 15 سنة ، إلا أن هناك من الحالات ما يتقادم فيها الالتزام بمدة أقصر من ذلك تتراوح بين 5 سنوات وسنة واحدة وهي الاستثناءات الواردة على المادة 308.
تتقادم بمدة 5 سنوات كل الحقوق التي تتميز بصفتي الدورية والتجدد وهو ما نصت عليه المادة 309/1 : يتقادم بخمس سنوات كل حق دوري متجدد ولو أقر به المدين كأجرة المباني ،والديون المتأخرة ،والمرتبات والأجور ، والمعاشات. فما معنى الصفة الدورية والمتجددة للحقوق. الفرع الأول : صفة الدورية الحق الدوري هو الحق الذي يستحق في مواعيد متتالية(كل أسبوع ،كل شهر، كل سنة) يستوي أن يكون مصدر الدورية هو الاتفاق (الأجرة ، الإيجار ، الفوائد الاتفاقية ، أقساط الهاتف ، أقساط الـتأمين ) أو القانون (المعاشات ، الفوائد القانونية) 2 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ 1 - الأستاذ دربال عبد الرزاق ، المرجع السابق ، ص 113 2 – د ،جلال علي العدوى ،أحكام الالتزام ،ص 359 ،الدار الجامعية للطباعة والنشر ، بيروت 1993 . الفرع الثاني : صفة التجدد يكون الحق متجددا ً إذا كان ما يؤدى منه لا ينقص من أصله هو الحق الذي يستحق في مواعيد متتالية كل أسبوع ،كل شهر، كل سنة) 1 يمكن أن يكون الحق دوريا ً و لكن غير متجدد ( كتقسيط الدين على أقساط)، عندها لا يخضع للتقادم الخمسي بل التقادم العام (15 سنة) ومتى فقد دين ما إحدى الصفتين الدورية أو التجدد تقادم وفق القاعدة العامة أي بــ 15 سنة و نظرا ً لطبيعتها الملتبسة، و حسما ً لأي خلاف، نصت المادة 309 الفقرة الثانية على ما يلي : غير أنه لا يسقط الريع المستحق في ذمة الحائز سئ النية ، ولا الريع الواجب أداؤه على متصرف المال المشاع للمستحقين إلا بانقضاء خمسة عشر سنة . وقد جاءت هذه الفقرة للتأكيد على عدم كون الحقوق المنصوص عليها من الحقوق الدورية المتجددة، والحقوق نوعان و هما : - الريع المستحق في ذمة الحائز سيء النية . - الريع الواجب أداؤه على متصرف المال المشاع للمستحقين . الفرع الثالث : أساس التقادم بخمس سنوات أساس التقادم الخمسي أن المدين فيها عادة ما يدفعها مما يتقاضاه ،وتراكم تلك الديون عليه لمدة تزيد عن خمس سنوات يؤدي إلى إرهاقه بحيث يضطره ذلك إلى أدائها من رأسماله ،ثم إن هذا التقادم لا يبني على قرينة إن مضي المدة يفيد أدائها من المدين ذلك أن المشرع أبقى مدة التقادم على حالها حتى ولو أقر بها المدين. المطلب الثاني : التقادم بأربع سنوات والحقوق التي تتقادم بأربع سنوات هي أساسا الضرائب والرسوم المستحقة للدولة ،ونفس التقادم على من دفع الضريبة أو رسما غير مستحقا للدولة ، أما بدء سريان هذا التقادم فهو من نهاية السنة التي استحقت عنها الضريبة أو الرسم ، أو من تاريخ دفعها ومتى وجبت تلك الضرائب عن أوراق قضائية ،فيبدأ تقادمها من تاريخ تحريرها ، ومتى حررت لأجل مرافعة قضائية فمن تاريخ انتهاء تلك المرافعة 2 أساس التقادم بأربع سنوات الحكمة من التقادم بأربع سنوات لا يرجع إلى قرينة الوفاء بل إلى الرغبة في تقصير أمد الخصومات. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ 1 - د ،جلال علي العدوى ،أحكام الالتزام ، المرجع السابق ،ص 363. 2 – د، عبد الرزاق السنهوري ، الوجيز في النظرية العامة للالتزام ، ج 3 ، ص 1043 ، منشأة المعارف ، الإسكندرية، 2004. المطلب الثالث : التقادم بسنتين تتقادم بمضي سنتين حقوق المهنيين من أجور جهدهم الذهني مثل أجور الصيادلة والأطباء والمحامين والمهندسين والخبراء والمعلمين وتحتسب مدة التقادم من تاريخ قيامهم بالعمل مستحق الأجر وهو ما نصت عليه المادة 310 أساس التقادم بسنتين وهذا التقادم القصير مبناه أن عادة هؤلاء استيفاء حقوقهم فور إنهاء العمل المطلوب منهم ثم ان تلك الأعمال مصدر رزقهم وبالتالي فإن تقادم حقوقهم أساسه قرينة الوفاء ، خاصة وأن الغالب أن لا يحرر سند تلك الحقوق ،أما لو حرر سند ذلك فإن التقادم ينقلب الى 15 سنة وفق ما تقضي به (المادة 213 / 2) 1 المطلب الرابع : التقادم بسنة واحدة (التقادم الحولي ) الحقوق التي يرد عليها التقادم الحولي – الحقوق التي تسقط بالتقادم المسقط – هي : - حقوق التجار والصناع عن أشياء وردوها لأشخاص لأجل استهلاكها . - حقوق العمال والأجراء بأي طريقة كانت يحسب بها الأجر أي سواءا كان يحسب باليوم أو الأسبوع أو الشهر. - حقوق أصحاب الفنادق والمطاعم عن أجر الإقامة وثمن الطعام وبوجه عام كل ما صرفوه تجاه زبائنهم من إقامة وأكل وشرب وغسيل الملابس .. أساس التقادم بسنة واحدة أساس هذا التقادم القصير هو قرينة الوفاء ،ومبنى هذه القرينة أن الحقوق التي يرد عليها عليها التقادم هي حقوق عادية تزخر بها الحياة اليومية ، لذا لم تجر العادة على تحرير سند بها أو على السكوت طويلا عن استيفائها 2 فان حرر سند بتلك الديون انقلب تقادمها إلى 15 سنة وهذا حسب المادة 213/2 ويستطيع الدائن دحض قرينة الوفاء بمضي سنة واحدة ويكون هذا عندما يوجه القاضي اليمين المتممة إلى المدين الذي يتمسك بهذا التقادم الحولي أو الى ورثته من بعد وفاته أو من ينوب عنهم إن كانوا قاصرين ويحلف أنه وفى بالدين فعلا ،فإن هو حلفها سقط دين الدائن بالتقادم ، وإذا هو نكل عليها أي رفض أن يحلف على أنه أدى الدين فعلا ،ألزم بالوفاء رغم مضي السنة ورغم تمسكه بالتقادم . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ 1 - د ، دربال عبد الرزاق ، مرجع سابق ، ص 115 2 – د ، علي العدوى ، مرجع سابق ، ص 378 المبحث الثالث : كيفية احتساب التقادم المطلب الأول : بدء سريان التقادم يبدأ سريان التقادم من الوقت الذي يصبح فيه مستحق الأداء وهذا على اعتبار أنه من هذا التاريخ فقط يستطيع الدائن المطالبة بحقه وارتباط سريان التقادم بتاريخ استحقاق الدين ،يتطلب أن لا يكون الدين معلقا على شرط واقف أو مقترنا بأجل واقف فإذا كان الدين معلقا على شرط واقف فلا يسري التقادم بالنسبة إليه إلا من الوقت الذي يتحقق فيه هذا الشرط أما قبل ذلك فيمتنع سريان التقادم لعدم جواز رفع الدعوى بالحق 1 على أن المشرع قد خالف القاعدة السابقة بحيث يجعل التقادم يسري قبل أو بعد تاريخ الاستحقاق وهذا ما يلاحظ على البطلان للغلط أو التدليس أو الإكراه ( إذ يبتدئ التقادم من تاريخ اكتشاف الغلط أو التدليس أو زوال الإكراه)،ودعاوى الإثراء بلا سبب ودفع غير المستحق والفضالة (إذ يبتدئ التقادم من تاريخ العلم بحصول الإثراء أو دفع غير المستحق والفضالة ) 2 وعكس الحالات السابقة التي يتأخر فيها التقادم فإنه أحيانا يتقدم بدء سريان التقادم على تاريخ الاستحقاق وهو ما نجده في نص المادة 315 في الفقرة الثالثة أن الوفاء بالدين إن كان تاريخه متوقف على إرادة الدائن أي لا يمكن الوفاء به إلا من الوقت الذي يعلن فيه الدائن عن إرادته في استيفاء حقه . المطلب الثاني : قواعد حساب مدة التقادم - تحسب مدة التقادم بالأيام و ليس بالساعات المادة. - تحسب المواعيد بالتقويم الميلادي المادة 3 قانون مدني . - لا يدخل في حساب التقادم أول يوم منه ولا آخر يوم. - إذا كان اليوم الأخير الذي تكتمل به مدة التقادم أجازة ، عطلة رسمية، فإنه يحتسب ولا تمتد مدة التقادم إلى اليوم التالي لانتهاء العطلة. - في حالة انتقال الحق من سلف إلى خلف، فان مدة السلف تضاف إلى مدة الخلف (الدائن لم يطالب بالحق 10 سنوات ثم مات و انتقل الحق إلى خلفه. إذا ً على الخلف المطالبة بالحق خلال السنوات الـ 5 المتبقية). المبحث الرابع : وقف التقادم القاعدة العامة : حتى يحقق التقادم أثره، لا بد من أن يسري طوال الفترة المحددة له (15 سنة / 5 سنوات / 4 سنوات / 2 سنتان /1 سنة). المطلب الأول : مفهوم وقف التقادم يقصد بالوقف أن يتعطل سريان التقادم مدة ما بسبب مانع يتعذر معه على الدائن أن يطالب بحقه ،على أن يعود التقادم سيرته الأولى متى زال هذا المانع ولا يدخل بطبيعة الحال الفترة التي وقف التقادم أثناءها 3. ويمكن تعريف وقف التقادم على أنه طروء عارض ما يؤدي إلى تعطيل سريان مدة التقادم، و ذلك بعدم احتساب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ 1 - د ، علي العدوى ، مرجع سابق ، ص 381 2 - د ، دربال عبد الرزاق ، مرجع سابق ، 116 3 - د ، علي العدوى ، نفس المرجع ، ص 383 المدة التي يتعذر على الدائن خلالها المطالبة بحقه في نطاق الإطار الزمني لمدة التقادم. فإذا زال العارض استأنف التقادم سريانه من النقطة التي وقف عندها. والعلة من تقرير نظام وقف التقادم هو الرغبة في حماية الدائن الذي لا يستطيع لوجود مانع ما ، من أن يطالب بحقه قضاء فإذا كان من بين أسس نظام التقادم هو استخدامه كوسيلة لعقاب الدائن المهمل من ناحية وكقرينة وفاء مستفادة من سكوته فان مثل هذه الأسس لا محل لافتراضها وإعمالها إذا ثبت أن الدائن لم يكن في إمكانه أن يطالب بحقه خلال مدة معينة ، ولهذا كان من العدالة ألا يسري التقادم ضد هذا الدائن طالما ظل المانع قائما ، فإن زال المانع ، عاود التقادم سيره. 1 المطلب الثاني : أسباب وقف التقادم المعيار العام : هو وجود مانع يتعذر معه على الدائن المطالبة بحقه (لا تشترط الاستحالة). ويمكن رد الوقف إلى موانع مادية و أخرى أدبية وقانونية : أولا : موانع وقف التقادم المتعلقة بالدائن وتتعلق هذه الحالة بــ: § حالة عديم الأهلية § المحكوم عليه بعقوبة جنائية . § الغائب. كل هؤلاء يوقف سريان التقادم ضدهم متى زادت مدة تقادم حقوقهم عن 05 سنوات ، وهذا سواء كان لهم نائب قانوني أو لم يكن لهم نائب قانوني ويستمر هذا الوقف طيلة فترة فترة عدم أهليتهم أو غيبتهم وفي هذا إرهاق للمدين خاصة متى كان لهؤلاء نائب قانوني . أما في الحالة التي يقل فيها التقادم عن 05 سنوات فانه يوقف التقادم في حقهم متى لم يكن لهم نائب قانوني أما في الحالة العكسية فلا يوقف التقادم 2 . ثانيا : الموانع المادية المانع المادي هو الظرف / العقبة الذي لا يستطيع معها الدائن المطالبة بحقه أمثلة: § ظروف عامة ( كالحروب والثروات ...) § غياب الدائن غيبة اضطرارية دون وجود من يمثله قانونا ً § جهل الدائن بوجود حق له (شريطة أن يكون جهله لسبب جدي و مشروع و دون تقصير منه) ثالثا : وقف التقادم لوجود علاقة معينة بين الدائن والمدين (الموانع الأدبية) قد يحدث أن توجد بين الدائن والمدين علاقة خاصة من شأنها جعل مطالبة الدائن بحقه مستحيلا أو صعبا وهو ما يعرف ب المانع المادي وهو وجود علاقة رابطة تمنع الدائن من مطالبة المدين بحقه (و هو أمر يترك لتقدير المحكمة التي تدرس كل حالة على حدة، فتأخذ بالمعيار الشخصي). أمثلة: ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ 1 - د ، رمضان أبو السعود ، أحكام الالتزام ، ص 598 ، الدار الجامعية ، بيروت ، 1994. 2 - د ، دربال عبد الرزاق ، مرجع سابق ، ص 118. § القرابة (ابن + أب) § الصداقة (الأصدقاء) § الزواج (زوج + زوجة) § النيابة (الأصيل + النائب) § العمل (رئيس + مرؤوس: في القطاع الخاص فقط) المطلب الثالث : أثار وقف التقادم إذا وقف سريان التقادم ، فان المدة التي وقف سريان التقادم في خلالها لا تحسب ضمن مدة التقادم ، ولكن تحسب المدة السابقة والمدة التالية 1 أي أنه يترتب على وقف التقادم أن المدة التي انقضت قبل وقفه تبقى قائمة دون أن يضم إليها المدة التي التقادم خلالها موقوفا وبعد سريان استئناف سريان التقادم تؤخذ في الاعتبار المدة السابقة على الوقف. - إذا كانت مدة التقادم لم تبدأ بالسريان بعد = يتأخر بدء حسابها إلى حين زوال المانع. - إذا كانت مدة التقادم قد بدأت بالسريان = يعتد بالمدة السابقة +يقف سريانها منذ وقت حصول المانع+يعود سريانها منذ وقت زوال المانع. 2 المبحث الخامس : انقطــاع التقــادم المطلب الأول : المقصود بانقطاع التقادم انقطاع التقادم هو إلغاء أو محو مدة التقادم السارية قبل اكتمالها نتيجة لإجراء يتخذه الدائن ، أو إقرار يصدر من المدين ،على أن تبدأ مدة تقادم جديدة من وقت زوال السبب الذي أدى إلى الانقطاع 3. وبعبارة أخرى انقطاع التقادم هو عدم الاعتداد كليا بمدة التقادم التي انقضت قبل حصول الانقطاع ،ووجوب بدء تقادم جديد والانقطاع كما أنه يكون من الدائن عن طريق مطالبته بحقه وبإرادته الصريحة فانه قد يتعلق بالمدين كذلك عن طريق إقرار بحق الدائن. المطلب الثاني : أسباب انقطاع التقادم إن الأسباب التي تقطع التقادم إما أن تصدر من الدائن إما أن تصدر من المدين ، وتتمثل هذه الأسباب في : الفرع الأول : انقطاع التقادم لأسباب تعود إلى الدائن أولا ً : المطالبة القضائية o ينقطع التقادم بالمطالبة القضائية. و المقصود بها هو مطالبة الدائن بذات موضوع حقه الذي في ذمة المدين أمام القضاء. o يجب أن تكون مرفوعة من الدائن ضد المدين و ليس العكس. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــ 1 - رمضان أبو السعود ، المرجع السابق ، ص 601 2 - رمضان أبو السعود ، نفس المرجع ، ص 602 3 - د. مشاعــل عبد العزيــز الهاجــري ، المرجع السابق o يجب أن تكون المطالبة القضائية صحيحة من حيث الشكل، و إلا كانت باطلة و لا ترتب قطع التقادم. o لا يهم أن ترفع الدعوى أمام محكمة غير مختصة نوعيا أو محليا o كما تكون مطالبة الدائن لحقه من مدينه في صورة دعوى فإنها تكون في صورة طلب عارض من الدائن. o يجب أن تقبل المطالبة القضائية، فإذا رفضت ، قضي بسقوطها فلا ترتب قطع التقادم. 1. إعلان السند التنفيذي o ينقطع التقادم بالتنبيه الذي يصدر من الدائن للمدين (إعلان السند التنفيذي). و المقصود هو إجراء يقوم به الدائن بقصد التنفيذ بحقه، وتكليف المدين بالوفاء، تمهيدا ً لاتخاذ إجراءات التنفيذ الجبري ضده. o هذا الإجراء لا يقتضي المطالبة القضائية، و إنما يتيح للدائن اقتضاء حقه بشكل ٍ مباشر ٍ. o صوره: إعلان حكم ، إعلان عقد رسمي. 2. توقيع الحجز o ينقطع التقادم بالحجز الذي يوقعه الدائن على أموال المدين استيفاء ً لحقه. o هذا الحجز يسبقه إعلان للسند التنفيذي (و مجرد الإعلان يكفي لقطع التقادم إذا ً فالحجز يترتب عليه انقطاع التقادم مرة ً أخرى). 3. طلب التقدم بالحق في تفليسة المدين أو في توزيع أمواله o إذا صدر بحقه حكم قضائي بإشهار إفلاس المدين التاجر، فان التقادم ينقطع بالطلب الذي يقدمه الدائن إلى مدير تفليسة ، إلى مدير إدارة التنفيذ لقبول حقه. ثانيا ً: انقطاع التقادم لأسباب تعود إلى المدين o ينقطع التقادم بالإقرار الصادر من المدين بحق الدائن. o الإقرار هو تصرف قانوني يسلم فيه المدين ، يعترف بمديونيته للدائن و بوجود حق للدائن في ذمته. o يمكن أن يكون الإقرار صريحا ً ، ضمنيا ً (يستخلصه القاضي من ظروف الحال). المطلب الثالث : أثر انقطاع التقادم o تمحى المدة السابقة على حصول الانقطاع "مدة التقادم القديم"، فلا تدخل في الحساب. o يبدأ "تقادم جديد"، تحسب مدته من وقت انتهاء سبب الانقطاع. o وقت بدء سريان التقادم الجديد: - إذا كان سبب انقطاع التقادم القديم هو المطالبة القضائية = سرى تقادم جديد ابتدءا من انتهاء المرافعة بصدور حكم نهائي أو من تاريخ تنازل الدائن المدعي عن دعواه أو من تاريخ رفع الدعوى. - إذا كان سبب انقطاع التقادم القديم هو إعلان السند التنفيذي : يبدأ التقادم الجديد في السريان بعد الإعلان مباشرة ً. - إذا كان سبب انقطاع التقادم القديم هو الحجز : يبتدئ التقادم الجديد من تاريخ انتهاء إجراءاته بإقفال التوزيع ونفس الحكم في حالة قبول الدائن في تفليسة مدينه 1 . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ 1 - د. مشاعــل عبد العزيــز الهاجــري ، المرجع السابق. - إذا كان سبب انقطاع التقادم القديم هو الإقرار بالدين من المدين يسري التقادم الجديد من تاريخ صدور الإقرار. المبحث السادس : أثار التقــادم الثابت أن التقادم لا يقع حتما بمجرد اكتمال مدته وبصفة تلقائية ، بل يجب على كل ذي مصلحة أن يتمسك به أو النزول عنه . المطلب الأول : وجوب التمسك بالتقادم · لا ينتج التقادم المانع من سماع الدعوى أثره بقوة القانون، بل هو خيار / رخصة للمدين تتوقف على إرادته، إن شاء تمسك به و ان شاء لم يفعل. · تقوم فكرة التقادم المانع من سماع الدعوى على أن مضي المدة الزمنية المقررة للتقادم هي دليل على عدم وجود الحق، الا أنه مجرد دليل من حيث الظاهر فقط و ليس دليلا ً قطعيا ً. · لا يشترط شكل معين للتمسك بالتقادم. · لا يحدد وقت معين للتمسك بالتقادم. المطلب الثاني : من يملك حق التمسك بالتقادم 1. المدين o المدين هو صاحب المصلحة الأصلية في التمسك بالتقادم. o يكون لخلف المدين (العام / الخاص) التمسك بالتقادم اذا انتقل اليه الدين الذي اكتملت بالنسبة له مدة التقادم (مدة التقادم = مدة السلف + مدة الخلف). o اكتمال مدة التقادم بالنسبة لأحد المدينين المتضامنين يجيز لباقي المدينين التمسك بهذا التقادم بقدر حصة المدين المعني. 2. دائن المدين o لدائن المدين التمسك بالتقادم الذي اكتمل لصالح مدينه، لأن له مصلحة ً في ذلك (هي الحفاظ على الضمان العام للمدين)، و ذلك بطريق الدعوى غير المباشرة. 3. أي شخص له مصلحة في التمسك بالتقادم o المقصود هم من قد يصيبهم ضرر من سماع دعوى الدائن ضد المدين، فيحق لهم التمسك بالتقادم. المبحث الختامي : التقادم في الشريعة الإسلامية: جميع ما تقدم ذكره إنما كان في القانون الوضعي، أما في الشريعة الإسلامية فان الأمر مختلف نوعاً ما وإن كانت هناك بعض الموارد التي تلتقي أحكام الشريعة الإسلامية فيها مع قواعد القانون الوضعي. فالشريعة الإسلامية قد تمنح حق التملك لشخص وضع يده على عين ما ولكن هذا الأمر ليس مطلقاً وهو خلاف ما عليه القوانين الوضعية تماماً. فالشريعة تملك كل شخص وضع يده على عين لم تكن مملوكة لأحد أصلا. من قبيل الأرض البور التي لم تكن ملكيتها عائدة في الأصل لأحد فقد ورد في هذا المقام من أحيا أرضاً ميتةً فهي له). وإن كان هناك من يرى أن هذه الأرض الميتة وإن كانت مملوكة فإن من يحييها يمتلكها. هذا في الوقت الذي لا تبيح القوانين الوضعية مثلاً حق تملك الأراضي التي ليس لها مالك وإنما تعد هذه الأراضي أملاكا للدولة لذا فان من يحيي أرضا غير مملوكة لأحد فان ملكيته لتلك الأرض في ظل القوانين الوضعية غير تامة 1. الخاتمة : ان التقادم كنظام قانوني متميز له كبير الأثر على استقرار المعاملات فان نظرنا له من جهة الحقوق ففكرة التقادم المسقط مؤداها أن كل حق شخصي مستحق الآداء ينقضي ويزول اذا لم يقم صاحبه بالمطالبة به عن طريق القضاء خلال فترة زمنية معينة يحددها المشرع عادة بنص خاص وان نظرنا لفكرة التقادم من جهة الالتزام هو انقضاء الالتزام دون الوفاء به . |
||||
2011-05-04, 16:52 | رقم المشاركة : 15 | |||
|
اسم العضو :skoko86 |
|||
الكلمات الدلالية (Tags) |
المستطاع, اوامر, تريدونه, تقدر, طلباتكم |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc