طلباتكم اوامر لأي بحث تريدونه بقدر المستطاع - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات التعليم المتوسط > قسم النشاطات الثقافية والبحوث واستفسارات الأعضاء > قسم البحوث و الاستفسارات و طلبات الأعضاء

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

طلباتكم اوامر لأي بحث تريدونه بقدر المستطاع

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2011-05-01, 19:07   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
ksali
عضو جديد
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و تعالى و بركاته
اريد بحث في علم النفس الاجتماعي حول القيادة ( تعريفها -انواعها -نظرياتها- خاصة اهميتها في حياة الجماعة)
و بحث في الانتروبولوجيا حول شخصية مالينوفسكي و جزاكم الله خيرا









 


رد مع اقتباس
قديم 2011-05-01, 19:41   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ksali مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله و تعالى و بركاته
اريد بحث في علم النفس الاجتماعي حول القيادة ( تعريفها -انواعها -نظرياتها- خاصة اهميتها في حياة الجماعة)
و بحث في الانتروبولوجيا حول شخصية مالينوفسكي و جزاكم الله خيرا



برونيسلو مالينوفسكي (1884-1942)
تمثل إسهام مالينوفسكى في النظرية الوظيفية في طرحه لتوجيه نظري يقوم على فرضية مفادها أن جميع السمات الثقافية تشكل أجزاء مقيدة للمجتمع الذى توجد فيه، أي أن كل نمط ثقافي، وكل معتقد ديني، أو موقف من المواقف يمثل جزءاً من ثقافة المجتمع يؤدى وظيفة في تلك الثقافة. ويرى مالينوفسكي أن ثقافة أي مجتمع تنشأ وتتطور في إطار إشباع الاحتياجات البيولوجية للأفراد، وحصرها في التغذية، والإنجاب، والراحة البدنية، والأمان والاسترخاء، والحركة والنمو. ويرى مالينوفيسكى الثقافة بأنها "ذلك الكل من الأدوات وطبائع الجماعات الاجتماعية والأفكار الإنسانية والعقائد والعادات التى تؤلف في مجموعها الجهاز الذى يكون فيه الإنسان في وضع يفرض عليه أن يكيف نفسه مع هذا الجهاز الكلى لكي يحقق حاجاته الضرورية". ويؤكد مالينوفسكى أن كل ثقافة هي كيان كلى وظيفي متكامل ويشبهها بالكائن الحي بحيث لا نستطيع فهم أي جزء من الثقافة إلا في ضوء علاقته بالكل، وأن الوظيفة التى يؤديها بعناصر الثقافة الأخرى، أي أن الثقافة تدرس كما هي موجودة بالفعل وليس من الضروري أن نبحث في تاريخ نشأتها وتطورها.

ويؤكد مالينوفسكى على الأسس البيولوجية التى تقوم عليها النظرية الأنثروبولوجية ذلك أن البشر في كل زمان ومكان عليهم أن يشبعوا حاجاتهم الضرورية التى تؤهلهم على البقاء، أي أن على البشر أن يشبعوا حاجاتهم الضرورية من غذاء وهواء، وعليهم أن يتناسلوا، وأن يزودوا أنفسهم بالراحة والصحة والأمن وغيرها من الحاجات الضرورية التى تحفظ للنوع البشرى البقاء والاستمرار، أي أن الإنسان ليس مثل بقية الحيوانات يعيش فقط على الدوافع الجسمية، وإنما على الدوافع الثقافية. ونرى في كل مجتمع أنواعاً من الاستجابات الثقافية لكل تلك الاحتياجات الضرورية ذلك أنه وفقاً لرأي مالينوفسكى "لا يمكن تعريف الوظيفة إلا بإشباع الحاجات عن طريق النشاط الذى يتعاون فيه الأفراد ويستخدمون الآلات ويستهلكون ما ينتجونه".

يرى مالينوفسكى أن الاستجابات الثقافية للحاجات البيولوجية الضرورية هي التى فرضت على الإنسان عدداً من الضرورات الناتجة عن هذه الاحتياجات الضرورية التي تتمثل في:

أولاً: نتيجة للحاجة الضرورية للغذاء ظهرت استجابات ثقافية تتمثل في الحصول على الغذاء والذي يعرف بالتنظيم الاقتصادي أياً كان هذا التنظيم ساذجاً غير معقد أو معقداً أو شاملاً لعدد من القواعد المنظمة للنشاط الاقتصادي والمتمثلة في صنع الآلات والأدوات اللازمة لإنتاج الغذاء واستخدامها لأغراض أخرى مختلفة، إلى جانب ظواهر أخرى مصاحبة مثل ملكية الأرض وتقسيماتها وتوزيع الثروة بين أفراد المجتمع وتقسيم العمل وما إلى ذلك.
ثانياً: تظهر الضرورة الثانية، وهى ضرورة معيارية أي ثقافية، استجابة للاحتياج لتفسير الثقافة ذاتها بقصد الوصول إلى الوظيفة الأساسية للثقافة البشرية المتمثلة في عمليات التعاون والحياة المشتركة مع ما يتطلبه ذلك من مظاهر العمل المشترك بين أفراد المجتمع من أجل المصلحة العامة، وتظهر بفعل ذلك قواعد اجتماعية معينة.
ثالثاً: التنظيم السياسي الذى يحدد السلطات في أي مجتمع، ويرتبط في معظم المجتمعات بالتسلط والقهر، ويرمى إلى تنظيم العلاقات بين أفراد المجتمع فيما بينهم، وينظم علاقاتهم بغيرهم من المجتمعات، ويوفر لهم الحماية ضد الاعتداءات التى قد تقع عليهم من الخارج.
رابعاً: الضرورة التى تمثلها الطرق والوسائل التى ينتقل بها التراث الاجتماعي الثقافي من جيل إلى جيل، أي التربيَّة المسئولة عن إعداد أفراد المجتمع تربوياً وتزويدهم بالمعارف اللازمة التى تؤهلهم للقيام بأدوارهم المحددة في المجتمع، وهى تمثل القوانين المنظمة للسلوك الإنساني من جميع جوانبه.

ظهرت كتابات مالينوفسكى عن جماعات جزر تروبرياند بماليزيا فيما بين 1922-1935 وقد شكلت تلك الدراسات،كما يرى الكثيرون من العلماء، جل إنتاجه العلمي في الفترة التى أمضاها مدرساً بجامعة لندن، وقد شكلت معلوماته التى جمعها من جزر تروبرياند جوهر محاضراته ودروسه التى ألقاها في لندن بخاصة ما تعلق منها بخبرته في جمع تلك المعلومات وطريقته التي انتهجها في الدراسة الحقلية.

يلاحظ أن مالينوفسكى سعى لتحقيق بعض الغايات من خلال ما نشره، ويمكن أن يكون من بين تلك الغايات التأكيد على رأيه القائل بأن مظاهر الثقافة لا يمكن دراستها في ذاتها، أي بمعزل عن الغايات التى تسعى لتحقيقها، بمعنى أنه يجب على الباحث فهمها في حدود استخداماتها: فالقارب، على سبيل المثال، عند جماعات التروبرياند لا يُعد في حد ذاته أكثر من مجرد قطعة مادية، لكنه مصنوع لعدة أغراض. عند صناعته يواجه الناس بعدة صعوبات قد لا يمكن التغلب عليها إلا في حدود العمل التطوعي الجماعي، كما أن لكل خطوة من خطوات صناعة القارب طقوسها الخاصة بها وأن تلك الطقوس والاعتقادات لا تكمن في مجرد خطوات صناعة القارب وإنما حتى عند استخدامه في الإبحار، وفي مجابهة الأخطار، وفي نجاح التجارة وما إلى ذلك. ويلاحظ مالينوفسكى بفعل خبرته الدقيقة بقضايا منهج الأنثروبولوجيا الاجتماعية أنه يجب على الباحث ألا يعتمد كثيراً على العموميات، كما ويجب عليه ألا يعَّول كثيراً على شروح مخبره المرافق له في الدراسة الحقليَّة من أجل الوصول إلى فهم الحقيقة الاجتماعية وذلك لأن الناس دائماً يقولون شيئاً ويفعلون شيئاً مغايراً. ويسدى مالينوفيسكى نصيحة لطلاب الأنثروبولوجيا الاجتماعية مفادها أن الإنسان البدائي الذى صُور لنا على أنه إنسان متوحش هو في الواقع إنسان مثلنا يتمتع بعقل ويستخدم هذا العقل مثلنا، على أن مالينوفسكى كان قد استخلص هذه المبادئ في دراساته التي قام بها في جزر تروبرياند حيث اكتشف حقيقة الإنسان البدائي وعقليته، وأن مسألة العقلانية هذه مهمة جداً عند مالينوفسكى إذ كتب في مقدمة كتابه "الجريمة والعادة في مجتمع متوحش" أن الباحث الأنثروبولوجي الحديث قد جبل على طريقة الوصول إلى بعض القواعد العامة في بعض المسائل مثل قضية ما إذا كان العقل البدائي يختلف عن عقولنا أو أنه مثل عقولنا، أو ما إذا كانت حياة الجماعات المتوحشة كلها مسيَّرة وبصورة دائمة بعالم الغيبيات أو بقوى ما وراء طبيعية أو على العكس من ذلك إلى غير ذلك من القضايا. على أن هذه المشكلات العقلانية العامة، أي القوى والقواعد العامة وغيرها يمكن أن تكون من وجهة نظر مالينوفسكى الأساس لنظرية عالمية للإنسان الاجتماعي.

يقدم مالينوفسكى في كتابه "أبطال المحيط الهادي الغربي" تحليلاً يجوز عده نموذجاً من نماذج الأنثروبولوجيا الحديثة وإن كانت بعض تفسيراته موضع اعتراض اليوم. يعرض مالينوفسكى تداخل عناصر ثقافة جماعات تروبرياند من خلال وصف النظام الاقتصادي للأسر الأموية حيث يلتمس الفرد أصله وقرابته عن طريق الأم وحيث لا يرتبط الابن بأبيه وإنما بخاله الذى هو عشيرته. الفرد من التروبرياند يعمل بجد واجتهاد في بستانه لكي يعول أخته وأولادها وليس زوجته وأولاده، وأن أكثر من 75% من إنتاجه يوزع على أقاربه من أمه. هنا يتضح تداخل النظام الاقتصادي بنظام القرابة في مجتمع التروبرياند كما يحلله مالينوفسكى من واقع حياتهم الاجتماعية. يسمح هذا النظام الاجتماعي للزعماء بتعدد الزوجات، ويفضل الزعماء الزواج بالنساء اللائي لهن إخوة أغنياء ليكون لهم عدد من الأصهار الأثرياء وبما أن النظام الأمومي في تروبرياياند يضع واجبات على الأخ نحو أخته فإن الزعيم يجد نفسه غارقاً في الثروة التى تقدم لزوجاته من أخواتهن. ما يتحصل عليه الزعيم من ثروة لا يخزنه، بخاصة السلع الغذائية، بل يقوم بتوزيعه في عدد من المناسبات والاحتفالات. أنه من خلال التزام الزعيم بالتوزيع المستمر للثروة في مثل تلك الاحتفالات فإنه يعنى بالمهام المناط بها زعيماً من جهة، ومن جهة ثانية فإن استمرار هذا الالتزام يعتمد على استمرار النظام القرابى.

يقدم تحليل مالينوفسكى للسلطات التى يمارسها الزعيم في قرية أوماركانا التى تهيمن على مقاطعة كيريوينا إشارة إلى أن القرية تمثل الوحدة السياسية الأساسية لمجتمع تروبرياند، ويمارس حتى أكثر الزعماء شأناً سلطتهم على قريتهم بصورة رئيسة، وعلى مقاطعتهم بصورة ثانوية. تستثمر المشاعة القروية بساتينها جماعياً وتشن الحرب، وتقيم الاحتفالات الدينية، وترسل البعثات التجارية. يبقى استقلالها الذاتي السياسي والاقتصادي على جانب كبير من الأهمية. يمارس زعيم القرية شيئاً من السلطة على المقاطعة، أي على مجموعة من القرى تنضم إلى قريته في الحرب وفي الاحتفالات الدينيَّة الكبيرة. يتوزع جميع الرجال من ذوى الرتب في شكل هرم يترأسه زعيم أوماركانا. هذا الزعيم هو سيد أقوى القوى السحريَّة التى تتحكم بالمطر والشمس. يتحلى الرجال ذوو الرتب بحلي مميزة، لكنهم يتميزون قبل كل شئ عن العوام بوجود محرمات (تابو) يتكاثر عددها كلما ارتقينا سلم الهرم. لا يتمتع الأشخاص من ذوى الرتب العالية والزعماء بأي سلطة قضائية أو تنفيذية على الأفراد من ذوى الرتب الدنيا في القرى غير المرتبطة بقريتهم. عندما يطلب زعيم من الزعماء من أفراد قريته أو مقاطعته أو من الأجانب بذل الخدمات فإنه يكون ملزماً بالتعويض عن هذه الخدمات. وكما أوضحنا فأن الزعيم يتحصل على الموارد الضرورية عن طريق تعدد الزوجات الذى هو امتياز الزعماء، وعن طريق الهبة التى يدين بها كل صهر لزوج أخته. الزعيم ذو الرتبة يتزوج واحدة من أخوات كل زعيم من زعماء قرى مقاطعته فيصبحون مدينين له بجزء من محاصيلهم وأشيائهم الثمينة. يستخدم الزعيم ذو الرتبة هذا الثراء في إقامة الاحتفالات الكبيرة، وبوجه عام في دمج عدد من القرى بـ "اقتصاد المقاطعة". وبهذا فأن الزعيم هو الأداة لاقتصاد أوسع نطاقاً من اقتصاد القرية.

لا يتمتع الزعيم بأية قوة عامة لتسوية المنازعات التى تظل من اختصاص الأنساب. يتمتع الزعيم بسلاح أوحد هو السحر، ويكون خيرة السحرة تحت تصرفه. وعلى هذا لا يعرف مجتمع تروبرياند حكومة مركزية. إن مجتمع تروبرياند يجسد مثالاً لتسلسل هرمي وراثي يربط بين مختلف الأنساب والمشاعات القروية المحلية من دون أن يؤدى الوظيفة التي تؤديها بنية سياسية ظاهرة. أن سلطة الزعماء هي ركيزة العلاقات الاقتصادية والدينية التى تتخطى إطار المشاعات القروية الخصوصية من غير أن تدمج مع ذلك هذه المشاعات في شبكة اقتصادية واحتفالية واحدة تغطى الجزيرة بأسرها. ويتمتع الزعماء بأقوى السلطات السحرية التى ينبغي عليهم أن يضعوها في خدمة مشاعاتهم . ولهذا فأن إمتيازاتهم هى الوجه الآخر لواجباتهم والمكافأة على الخدمات الاستثنائية التى يبذلونها لمشاعاتهم على كافة المستويات وهمية كانت أم فعلية.

ويمثل مجتمع تروبرياند أشهر مثال على الأهمية والشكل اللذين قد تتلبسهما المبادلات في المجتمعات البدائية المجزأة. فعلاوة على تبادل القلائد والأساور، تتيح البعثات البحرية الكبيرة إمكانية التموين بالمواد الأولية الضرورية من حجارة للفؤوس وخيزران وصلصال وما إلى ذلك. لقد كانت شبكة توزيع الكولا تؤلف رابطة سياسية واسعة تربط بين مجتمعات مجزأة يتوجب عليها أن تكفل الانتظام لتجارة حيوية من دون مساعدة حكومة مركزية تحفظ السلام وتوطده. حاول مالينوفسكى لدى تحليل نظام شبكة توزيع الكولا توضيح النشاطات الاقتصادية ومزجها بالنظام الطقوسي المتمثل في السحر والشعوذة. تمارس جماعات تروبرياند الزراعة وبناء القوارب وصيد الأسماك من خلال أسلوب لتقسيم العمل بين الأفراد وفق أنواع النشاطات الاقتصادية الشئ الذى يدفعهم إلى تبادل السلع بين جزر تروبرياند المختلفة عن طريق شبكة توزيع الكولا. يحلل مالينوفسكى شبكة الكولا بحسبانها أنساق مركبة من الشعائر الدينية والطقوس والاحتفالات التى يتم فيها تبادل بعض المواد الطقوسية بين أفراد الجماعات التى تنتمى إلى شبكة كولا معينة.

ورغم النسق المركب لشبكة الكولا فإنها تمارس دوراً تجارياً ذلك أنه عندما يرغب أحد الأفراد في شبكة ما زيارة شريكه في جزيرة أخرى عليه أن يحمل معه منتجاته ومصنوعاته التى يرى ضرورة حملها معه. يحلل مالينوفسكى طقوس الاستقبال والاحتفالات الدينية التى يتم خلالها تبادل السلع وكذلك تقديم الهدايا بمدى رضا الإنسان المتحصل على الهديَّة. هكذا يفسر مالينوفسكى فلسفة جماعات تروبرياند من توزيع سلعهم من خلال تحليله لشبكة توزيع الكولا.

راد كليف بروان (1881-1955)
حاول رادكليف براون أن يطور الأنثروبولوجيا الاجتماعية إلى علم طبيعي يقوم على الدراسة العلمية المقارنة للأنساق الاجتماعية عند الشعوب البدائية. أسهم إسهاماً بناءً في دراسة البناء الاجتماعي وأنساق القرابة. يعد هو ومالينوفسكى المؤسسين لمدرسة الأنثروبولوجيا البريطانية الحديثة. ألف كتاب: "جزر الاندمان" (1922). وجمعت مقالاته العلمية ومحاضراته في ثلاثة كتب: "البنية والوظيفة في المجتمع البدائي" (1952)، "علم طبيعي للمجتمع" (1957)، "المنهج في الأنثروبولوجيا الاجتماعية" (1958).

من أهم الاتجاهات التي تأثر بها بروان وهيمنت على أفكاره مسألة المماثلة بين الكائنات الحية والحياة الاجتماعية، أي على أساس المشابهة بين الحياة الاجتماعية والحياة العضوية البيولوجية كما كان الحال عند إميل دور كايم. يرى بروان أن المجتمع مثله مثل الكائن الحي يتألف من أجزاء أو وحدات تتداخل وظيفياً وتعتمد على بعضها البعض، فمثلاً أنه كما تتعاضد أعضاء الكائن الحي للحفاظ على الكائن حياً تعمل نظم المجتمع وتقاليده بدورها على بقاء المجتمع واستمراره. يُعرِّف بروان الوظيفة بأنها الدور الذى يؤديه أي نشاط جزئي في النشاط الكلى الذى يكون هو جزء فيه. هكذا تكون وظيفة أي نظام اجتماعي كامنة في الدور الذي يؤديه في البنية الاجتماعية المكونة من أفراد يرتبطون ببعضهم في كلٍ واحدٍ متماسكٍ للعلاقات الاجتماعية المحددة، ووظيفة أية عادة اجتماعية هي الدور الذى تقوم به العادة المعينة في مجمل الحياة الاجتماعية على أساس أن هذه الحياة هي عماد النسق الاجتماعي الكلى. يعطى براون أهميَّة للحياة الاجتماعية في أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية طالما أن النسق الاجتماعي يؤلف، في رأيه، وحدة كيان ووظيفة، أي أنه ليس مجرد تجمع أو حشد وإنما هو كل متكامل مثله مثل الكائن العضوي.

رأينا كيف أن مالينوفسكى اهتم بمفهوم الثقافة وجعلها محوراً وأساساً لدراساته وتحليلاته الوظيفية. أما براون فيهتم بالمجتمع عاداً إياه نسقاً طبيعياً. اهتم براون من ثم بالأشخاص Persons عاداً إياهم وحدات بنيوية حيث أن هذه الوحدات تكوَّن الكل وتجعل منه بنيَّة، هذه الأهميَّة التى أولاها براون للأشخاص جعلته يفرق بينهم وبين الأفراد Individuals. الأشخاص أعضاء المجتمع يمكن أن يكون كل منهم مواطناً له مهنة معينة، أي أن الشخص عند براون يجسد مجموعة علاقات اجتماعية، في حين أن الفرد هو كائن بيولوجي بمعنى أنه يجسد مجموعة من العمليات الفسيولوجية والسلوكية ويقوم علماء الفسيولوجيا وعلماء النفس بدراسته. أما الأشخاص فأن دراستهم تقع في نطاق البنية الاجتماعية ولا يمكن دراسة أية بنية اجتماعية ودونهم بحسبانهم وحدات البنية الرئيسة. لهذا فأن دراسة المجتمع عند براون بمعناها البنيوي تشير إلى الترابط الداخلي الذى يربط بين البنية الاجتماعية وبين صيرورة الحياة الاجتماعية. عليه فأن استخدام مفاهيم مثل صيرورة Process ، وبنية Structure ، ووظيفة Function ما هي إلا محاور بنى عليها براون نظريته في تفسير الأنساق الاجتماعية. تقوم فكرة الوظيفة بمعناها البنيوي عند براون على أساس أن البنية تؤلف مجموعة من العلاقات التى تربط بين تلك الوحدات البنيوية بدرجات متفاوتة. فالأسرة عند براون هي بمثابة وحدة بنيوية والعلاقات الأسرية القائمة بين أفرادها هي علاقات بنيوية تستحيل رؤيتها في عموميتها في أية لحظة لكننا نستطيع ملاحظتها. أن أهمَّ ما يميز تفسيرات براون وتحليلاته الوظيفية هو تركيزها على البنية الاجتماعية هو تركيزها على البنية الاجتماعية ووظيفتها وهو ما أدى إلى انبثاق اتجاه جديد في الأنثروبولوجيا صار يعرف بالاتجاه البنيوي الوظيفي.

اضطر رادكليف براون، في محاولته إعطاء الأنثروبولوجيا نقاءً جديداً ومنهجية، أن يذوب هذا العلم في النظرية العامة المتعلقة بالمجتمعات، أي في علم الاجتماع، وفي الوقت نفسه أعطى براون الأنثروبولوجيا تمايزاً معرفياً. وبما أن المجتمعات غير المعقدة (البدائية/غير المعقدة) نسبياً هي مادة موضوع دراسة الأنثروبولوجيا، فقد ارتأى براون إمكانية أخذ مفاهيم علم الاجتماع الأساسية (بنية، ووظيفة، ومجتمع الخ. كما أشرنا). هكذا تبدى لبراون بأنه يمكنه، انطلاقا من أجزاء طفيفة في علم الاجتماع، إثراء طريقته. الأمر كذلك يجوز القول بأن فكرة البنية الاجتماعية ظهرت في الأنثروبولوجيا مع التحليلات التى قدمها براون ومع تعريفه لمفهوم البنية.

الحق يقال فأن مفهوم البنية شابه قدر من الغموض لوروده بأشكال عديدة في أعمال الكثيرين من علماء الاجتماع. تعددت الآراء وتنوعت حول هذا المفهوم لدرجة استحالت معها فرصة الوصول إلى تعريف واحد شامل ومحدد يتفق حوله العلماء. ففي كتابه "البنية الاجتماعية" (1965) يرى موردوك أن مفهوم البنية الاجتماعية يدل على تماسك المؤسسات الاجتماعية إذ ليست تلك المؤسسات تجمعاً عشوائياً بل أن لها بنية. أحد أغراض هذا النوع من التحليل هو بالتحديد فهم تماسك المؤسسات الاجتماعية وإظهار تبعيتها المتبادلة، ولذلك فإنه يلاحظ استبعاد هذه الفكرة في شكل التحليل البنيوى الوظيفي. بصورة أعم غالباً ما ينال مفهوم البنية عند الوظيفيين والبنيويين تفسيراً قريباً من مفهوم النمط. في حالات يتم استخدام مفهوم البنية بمواجهة تعبيرات أخرى أو بالعلاقة معها إذ نجد أن غورفتش في مقال نشره بعنوان "مفهوم البنية الاجتماعية" (1955) يميز مثلاً المجموعات المبنية عن المجموعات المنظمة وهكذا فإنه يعتقد بإمكانية أن تكون الطبقات الاجتماعية "متبنية" دون أن تكون "منظمة". ويواجه مفهوم البنية في ظروف أخرى بمفهوم المصادفة. كذلك فأن مفهوم البنية غالباً ما يشير إلى العناصر الثابتة لنظام معين مقابل عناصره المتغيرة وهكذا تشير فكرة المفهوم إلى نموذج معين، إما إلى ثوابت النموذج، وإما إلى مجمل الثوابت والوظائف التى تربط المتغيرات فيما بينها، وإما أيضاً إلى مجمل الثوابت والوظائف. وفي حالات أخرى أيضاً يستعمل مفهوم البنية بشئ من التردد لتمييز الأساسي من الثانوي والجوهري من غير الجوهري والأصلي من المشتق هكذا يرى مانهايم أن البنية الاجتماعية هي "نسيج القوى الاجتماعية في نشاطها المتبادل والذي تخرج منه مختلف نماذج الملاحظة والفكر"في هذه الحالة فأن مفهوم البنية الاجتماعية يشير بصورة ضمنية إلى مجمل العناصر لنظام اجتماعي معين يخمن عالم الاجتماع أنه يسيطر عليها ويحدد الأخرى. بالنسبة لمانهايم يتعلق الأمر بالعناصر المادية (التى يشار إليها بغموض بعبارة "القوى الاجتماعية" التى تسمح بتفسير العناصر الفكرية، وهو ما يذكرنا بالتمييز الذى يقيمه ماركس بين البنية التحتية والبنية الفوقية. ويستعمل بعض علماء الاجتماع مفهوم البنية الاجتماعية بحسبانه مرادفاً "لنظام التدرج" وتعد متغيرات التدرج في هذه الحال أولية وحاسمة.

وقد رفض علماء الأنثروبولوجيا من أمثال كروبر وايفانز برتشارد وراد كليف بروان عد بعض فئات المتغيرات بصفتها حاسمة بحيث أصبح مفهوم البنية الاجتماعية عندهم مرادفاً بسيطاً لمفاهيم أخرى، مثل مفاهيم التنظيم الاجتماعي أو تنظيم العلاقات الاجتماعية. هكذا يمكن أن يظهر مفهوم البنية مترابطاً مع مفهوم النظام إذا اعتبرنا أن النظام هو مجمل "العناصر ذات التبعية المتبادلة". ولكن يمكن أن يظهر كذلك وكأنه معَّرف ضمنياً أو صراحة بمواجهة مجموعة أخرى من المفاهيم أو من التصاق بها، في اتجاهات متنوعة جداً ربما يستطيع الوضع العام وحده أن يحددها.

على كل فقد اقترن مفهوم البنية عند أصحاب الاتجاه الوظيفي بالدراسات الحقليَّة المعمقة بخاصة تلك التى قام مالينوفسكى في جزر تروبرياند وكذلك راد كليف بروان في جزر الاندمان حيث ظهرت تبعاً لذلك تعريفات للبنية الاجتماعية بعيدة عن الارتباط بالوظيفة عند براون وآخرين وظهور اتجاه جديد يجمع بين البنية والوظيفة عرف بالاتجاه البنيوي الوظيفي.

يرى بروان أن مفهوم البنية يشير بالضرورة إلى وجود نوع من الترتيب بين الأجزاء التى تدخل في تركيب الكل وذلك لأن ثمة علاقات وروابط معينة بين الأجزاء التى تؤلف الكل وتجعل منه بنية متماسكة ومتمايزة. ومن ثم تكون الوحدات الجزئية التى تدخل في تكوين البنية الاجتماعية هم الأشخاص أعضاء المجتمع الذين يحتل كل منهم مركزاً معيناً في المجتمع ويؤدى دوراً معلوماً في الحياة الاجتماعية. وكما أشرنا سابقاً فأن هذه تشكل النقطة الأساسية في نظرية راد كليف بروان عن البنية الاجتماعية لأن الإنسان فرداً لا يعد جزءاً مكوناً للبنية التى تتألف من أشخاص هم أعضاء المجتمع لا من حيث أنهم أفراد.

الإنسان فرداً هو كائن بيولوجي يتكون من مجموعة كبيرة من وحدات وعمليات عضوية ونفسية وبالتالي مداراً لبحث البيولوجيا وعلم النفس. أما الإنسان شخصاً فهو مجموعة من العلاقات الاجتماعية تتحد طبقاً لمكانته الاجتماعية مواطناً، وزوجاً، وأباً، وعضواً في مجتمع الخ. من هنا يصبح الإنسان "الشخص" لا "الفرد" هو موضوع بحث الأنثروبولوجيا الاجتماعية التى تستمر باستمرار النظام الاجتماعي الذى ينظم أدوار الأشخاص ويشخص علاقاتهم بين بعضهم البعض ويحددها هذا ما يفسر، في رأي براون، استمرار العشيرة، والقبيلة، والأمة بحسبانها تجسيداً لتنظيمات معينة من الأشخاص رغم التغير الذى يصيب الوحدات المؤلفة له من وقت إلى آخر . يقصد براون بالبنية الاجتماعية الآتي:

أولاً: الجماعات الاجتماعية الموجودة لفترة طويلة وكافية، وهى الأشكال المورفولوجية للمجتمع الإنساني والتي تمثل تجمع الأنساق في وحدات اجتماعية مختلفة الأحجام.
ثانياً: التباين القائم بين أفراد وجماعات مجتمع من المجتمعات، ويحدد ذلك التباين الأدوار الاجتماعية التى يقوم بها الأفراد والجماعات في المجتمع الواحد، مثل اختلاف المركز الاجتماعي بين الرجال والنساء، وبين الشيوخ والشباب، وبين الشباب والأطفال، وبين الرئيس والمرؤوس، وبين صاحب العمل والعمال.
ثالثاً: كل العلاقات الاجتماعية التى تقوم بين شخص وآخر من البنية التى تتكون من العلاقات الثنائية مثل العلاقات بين الأب وابنه، وابن الخال وابن أخته الخ. ويعد النظام القرابى في المجتمعات غير المعقدة أهم النظم الاجتماعية وهو الذى يحدد شبكة العلاقات الاجتماعية للمجتمع.

وتتميز البنية الاجتماعية وفقاً لبروان بعدة خصائص:
1- البنية الواقعية التى هي مجموعة من العلاقات الواقعيَّة بين شخصين على الأقل، وقد تضم عدداً كبيراً من الأشخاص. ما يميز هذه العلاقات طابعها المتغير سواء بين الأشخاص أو الجماعات، بمعنى أنها غير ثابتة بفعل دخول أعضاء جدد في المجتمع عبر الولادة أو الهجرة إلى المجتمع، والهجرة من المجتمع، والوفيات. تشمل البنية الاجتماعية الواقعية أيضاً جميع العلاقات الاجتماعية الجزئية المتغيرة بين أعضاء أي مجتمع من المجتمعات البشرية.
2- الصورة البنيوية التي تتميز بالثبات النسبي لفترة زمنية تطول أو تقصر وفق متغيرات معينة. وتتعرض الصورة البنيوية للتغير في حالات بصورة فجائية أو تدريجية فالثورة أو الغزو الخارجي قد يؤديان إلى حدوث تغير فجائي عارم.
3- لا يمكن رؤية البنية الاجتماعية بصورة مباشرة، لكن يمكن للباحث ملاحظة البنية في صورة علاقات اجتماعية محسوسة بين أفراد وجماعات مجتمع من المجتمعات . ثم أن دراسة البنية الاجتماعية شئ ودراسة العلاقات الاجتماعية شئ آخر. يستخدم بعض الأنثروبولوجيين مصطلح البنية الاجتماعية للإشارة إلى الجماعات الاجتماعية الثابتة فقط مثل الأمم، والقبائل، والعشائرإلخ التى تحتفظ باستمراريتها وكياناتها بالرغم من التغيرات التى تتعرض لها عضويتها زيادة أو نقصاناً.
5- يدرس الباحث الأنثروبولوجي البنية الاجتماعية بهدف الوصول إلى نتائج موضوعية مستخدماً منهجاً شمولياً، أي دراسة تشمل جميع أجزاء البنية الاجتماعية وكافة مظاهرها ذلك أن عناصر البنية وأجزاءها تتفاعل ككل وعلى الباحث أن يكشف عن العلاقات المباشرة وغير المباشرة التي تربط تلك العناصر والأجزاء. بمعنى آخر عليه أن يحدد عملية التأثيرات المتبادلة بين وحدات البنية الاجتماعية.
6- استمرار البنية الاجتماعية وبقائها فترة طويلة من الزمن، وهى خاصة تميز البنية وتؤهلها للقيام بوظيفتها الاجتماعية الأساسية المتمثلة في الحفاظ على تماسك المجتمع وبقائه، ويكون بقاء البنية بقاءً متجدداً لا جامداً، بمعنى أنه متغير وليس ساكن.

لقد أصبحت البنيوية الوظيفية دراسة لا لنمط الحياة بل لنمط وجود فعلى متخطية نزعة المركزة الاثنية التى ميزت الأنثروبولوجيا في النصف الأول للقرن التاسع عشر والتي لم تر في المجتمعات الأخرى إلا أنواعاً من الحياة التى تخطاها التطور.

وتعد البنيوية الوظيفية أن كل مجتمع، بحسبانه نظام مؤسسات وممارسات لها دلالتها، قادر على الاستمرار في حركته وتحولاته والقيام بوظيفته رغم التغيرات الظاهرة داخلياً وخارجياً على المستوى "الشخصي"، وقادر على الممارسات غير الهامة. فالمجتمع ليس مجرد ركام لا عضوي كما تصور أنثروبولوجيو النصف الأول من القرن التاسع عشر، بل هو "نظام" وظيفي من مؤسسات تلبى حاجات إنسانية أساسية. فالوظيفة الإنسانية والاجتماعية لهذه المؤسسات هي التى تعطيها شبه شرعيتها وديمومتها. وقد عبرت عالمة الأنثروبولوجيا البريطانية لوسى ماير عن ذلك بقولها: "أن تفسير الثقافة الإنسانية بحسبانها آلية تضامن تهدف لتحقيق الحاجات الاجتماعية بحيث يرتبط كل عنصر فيها بالباقي ويظل مشروطاً به، يفرض ضرورة الاهتمام بجدية أكثر بالمؤسسات غير المعقدة للشعوب غير المتحضرة أكثر مما تم في الماضي، وطالما أننا نؤكد أن القبائل مازالت تعيش شروط البربرية غير المنتظمة،و هى شروط تعترف بقسوتها حتى القبائل، يصبح يسيراً علينا أن نتطلع إلى انتصار المدنية مع ما يلحق بها من حسنات، وأن تعد كل مقاومة حيوية مؤقتة سترتفع حين يتبنى السكان الأصليون مفهوماًُ أكثر عقلانية".









رد مع اقتباس
قديم 2011-05-01, 19:43   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
محب بلاده
مراقب منتديات التعليم المتوسط
 
الصورة الرمزية محب بلاده
 

 

 
الأوسمة
وسام التميز وسام المسابقة اليومية 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ksali مشاهدة المشاركة
السلام عليكم و رحمة الله و تعالى و بركاته
اريد بحث في علم النفس الاجتماعي حول القيادة ( تعريفها -انواعها -نظرياتها- خاصة اهميتها في حياة الجماعة)
و بحث في الانتروبولوجيا حول شخصية مالينوفسكي و جزاكم الله خيرا


بحث حول القيادة

مقدمة
يعتبر موضوع القيادة من الموضوعات الهامة ليس فقط على مستوى المنطقة و إنما على مستوى الدولة أيضا .وإذا نضرنا إلى الأمة العربة قبل ظهور الإسلام فأنها لم تكن سوى مجموعة من القبائل المتفرقة حيت تعدد فيها الزعامات وقلت فيها وحدة الملكة .وبمجيء الرسول الكريم وبظهور الإسلام تحولت هده المجموعات من القبائل المتفرقة إلى أمة قوية فرضت سيطرتها على جزء كبيرة من العالم .
كما انه لاشك أن القائد الإداري يمثل عنصرا أساسيا وهاما في كل مراحل عملية التنمية الاقتصادية بكل ما تتظمنه من أبعاد ، إلا أن المشكلة التي تواجه المنظمات في وقتنا الحالي عدم توافر القائد الإداري الفعال الذي أصبح سلعة ناذرة يصعب العثور عليها بسهولة.
كما أن العملية الادارية هي في الأساس عملية توجيه وتنظيم وتنسيق جهود الأفراد أو الجماعات في سبيل في سبيل تحقيق أهداف وغايات معينة فردية كانت او جماعية، ومن ثم يمكن القول ان القيادة الادارية تمتد جذورها إلى الوقت الذي بدا فيه التفاعل الاجتماعي وتوزيع العمل بين الأفراد والجماعات في تنظيمات ونظم اجتماعية متعددة .
ومنذ ذلك الوقت والقائد الإداري يشكل اهتماما رئيسيا للباحثين و المفكرين ، الذين حاولوا من خلال دراساتهم وبحوثهم تحليل سلوك القائد و اتجاهاته من جميع جوانبه ، مما وفر لنا قدر لا يستهان به من النظريات العلمية ، والدراسات الميدانية التي أثرت على توجيه وتعديل سلوك القائد الإداري، وحددت مفاهيمه وافتراضاته في علاقته بمرؤوسيه ، إستراتجيته في التعامل معهم.
المبحث الأول : ماهية القيادة
المطلب الأول : تعريف القيادة:
على الرغم من اهتمام الكثير من العلماء و الكتاب و الفلاسفة بدراسة موضوع القيادة ، فلا تزال القيادة لغزا مميزا و موضوعا غامضا ، ولا يوجد اتفاق على تعريف موحد لهذا المفهوم ، ولن نحاول حصر جميع التعاريف و لكننا سنذكر بعض التعاريف الأكثر تفصيلا و شمولية.
لقد عرف الكاتب رنسيس لايكرت ( Rensis Linkert ) القيادة بأنها "قدرة الفرد على التاثير على شخص او جماعة و توجيههم و ارشادهم لنيل تعاونهم و تحفيزهم للعمل بأعلى درجة من الكفائة من اجل تحقيق الاهداف المرسومة.
ويقترح الكاتب ( Lvancevich ) و زملاؤه تعريفا أكثر تفصيلا وهو " المقدرة على التأثير ، من خلال الاتصال على افعال الآخرين ، أفرادا و جماعات ، نحو تحقيق أهداف ذات معنى و قيمة و بهذا يعني:
1 – وجود شخص قائد.
2 – وجود مجموعة أفراد تتم قيادتهم .
3 – ممارسة مهارات التأثير .
4 – استخدام هذه المهارات بقصد تحقيق هدف .
و أخيرا يعرف الكاتب جيمس جربين James Girbbinالقيادة بأنها عملية التأثير على جماعة في موقف معين ، ووقت معين وظروف معينة ، لاستشارة الافراد ودفعهم للسعي برغبة لتحقيق اهداف المنظمة ن مانحة إياهم خبرة المساعدة في تحقيق أهداف مشتركة ، و الرضا عن نوع القيادة الممارسة .
يتضح من هذه التعاريف و غيرها أن القيادة عملية اجتماعية تسعى للتأثير على أفعال الافراد (المرؤوسين) و سلوكهم و اتجاهاتهم للعمل بجد و رغبة لتحقيق أهداف مشتركة مرغوبة ، ويركز بعض الكتاب و الباحثين على أهمية دور المرؤوس/التابع في عملية القيادة ، فالقائد الناجح هو الذي يستطيع ايجاد الدافعية و الحماس و الرغبة و الاستعداد الطوعي لدى الافراد و الامتثل لرغبات القائد كما أن القائد الناجح يتأثر هو أيضا بأتباعه/مرؤوسيه و دوافعهم وحاجاتهم ورغباتهم ...
القائد و المدير The Leader and The Manager :
المدير/الرئيس هو الشخص الذي تههد إليه مهمة الإشراف على وحدة/جماعة عمل (إدارة ،قسم ،شعبة و غيرها ) وهو مطالب بالقيام بوظائف العملية الإدارية – تخطيط و تنظيم وتوجيه و رقابة – و القيادة هي إحدى الوظائف الإدارية للمدير ، ولا يستطيع المدير القيام بهذه الوظائف بنجاح بدون إن يمتلك مقومات القيادة الناجحة ، و ليس كل مدير أو رئيس يشغل مركزا رئاسيا سيصبح قائدا ، و المركز الرسمي وحده لا يجعل من المدير/الرئيس قائدا .
ويميز الكاتب جون كوتر ( Jone Kotter ) بين المدير و القائد كما يلي :
الإدارة تعني بالتكيف و التعامل مع التعقيد، و الإدارة الناجحة تعمل على تحقيق النظام و الثبات من خلال و ضع الخطط الرسمية، و تصميم هيكل تنظيمي جيد، و مقارنة النتائج بالأهداف التي تضمنتها الخطط.
أما القيادة فتعني بالتكيف والتعامل مع التغيير ، فالقائد يرسي توجها من خلال تطوير رؤية مستقبلية ، ومن ثم توصيل تلك الرؤية للناس و تحفيزهم للتغلب على الصعوبات ، و يرى كوتر إن القيادة الفعالة و الإدارة الفعالة ضروريتان لتحقيق فعالية عالية للمنظمة ، و لكنه يعتقد أن معظم المنظمات تعطي اهتماما للإدارة أكبر بكثير من اهتمامها بالقيادة.
المهارات القيادية الأساسية Leadership Shills:
تتوقف فعالية المدير على ما يمتلكه من قدرات و مهارات فنية ، وإنسانية و إدراكية و تحليله ،وهذه المهارات ضرورية أيضا للقائد ، و هناك خمس مهارات أساسية للقيادة هي :
1- التمكين (Empowerment ) : وهي مشاركة القائد إتباعه في أعمال التأثير و السيطرة واتخاذ القرارات المتعلقة بعمل الجماعة .
2- الحدس او البديهة ( Intuition ) : وهي مشاركة القائد على تشخيص الموقف و توقع التغيرات المحتملة و الإقدام على المخاطرة و بناء الثقة .
3- فهم الذاتSelf-Understanding) ) : القدرة على معرفة مواطن القوة و الضعف لديه .
4- البصر/الرؤية ( Vision ): المقدرة على تصور مستقبل منظمته ( مستقبل أفضل من الوضع الحالي ) ووضع الخطط لبلوغه.
5- التوفيق بين القيم ( Value Congruence ): المقدرة على فهم و استيعاب المبادئ التي تسترشد بها المنظمة و قيم العاملين و العمل على إحداث التوافق و الانسجام بينهما.

القائد الرسمي و القائد الغير رسمي Formal and Informal Leader:
يعتبر قائدا رسميا كل فرد يشغل مركزا رئاسيا (مدير عام، مدير إدارة، رئيس قسم... الخ) وبحكم الوظيفة التي يشغلها ، وقد يكون هذا القائد اسميا فقط حيث لا يمارس فعليا تأثيرا يذكر على أفراد جماعته ، بينما يلاحظ في حالات كثيرة ظهور فرد من بين أفراد الجماعة يمارس القيادة و التاثير على أفراد الجماعة و يرجعون إليه للتوجه و الإرشاد غيرها ، وهذا الفرد يمارس قيادة غير رسمية ، وهو قائد غير رسمي ، إذ انه يستطيع التأثير على الافراد من خلال قوة الشخصية و الاحترام و المكانة و الخبرة و غيرها ، و لا تعتبر هذه الظاهرة غير صحية و على القائد الرسمي أن يعي و يدرك هذه الظاهرة و يتفهمها و يحاول توظيفها لمصلحة تحقيق أهداف الجماعة و المنظمة.
مصادر قوة تأثير القائد Sources of Power and Influence :
من أجل أن يتمكن القائد من ممارسة عملية القيادة يلزمه مصادر قوة و أدوات تأثير يستخدمها في التأثير على الافراد و تعديل سلوكهم ونيل امتثالهم لطالبه ورغباته "وقد صنف الكاتبان John French & Bertram Raven مصادر قوة و تأثير القائد إلى خمسة مصادر رئيسة هي :
1- قوة المكافأة (Reward Power ): وتستند إلى إدراك الفرد بأن امتثاله لمطالب رئيسة سيؤدي إلى حصوله ( الفرد ) على عوائد ايجابية .
2- قوة الإكراه/العقاب ( Coercive Power): و تستند إلى الخوف و إدراك الفرد بأن عدم التزامه و تقيده بتوجيهات الرئيس يمكن أن تؤدي إلى إيقاع العقوبة عليه ( الفرد ).
3- القوة المشروعية ( Legitimate Power ): وهي مستمدة من الوظيفة التي يشغلها الرئيس في السلم الهرمي للمنظمة.
4- قوة الخبرة ( Expert Power ): و تستند إلى معرفة الرئيس و قدراته و خبراته و مهاراته ( الفينة و الإدارية و السلوكية ).
5- قوة الاقتداء و الإعجاب ( Referent Power ): و تعتمد على تمثل المرؤوس بشخصية الرئيس و إعجابه به و تقديره له لما يتمتع به من خصائص و سمات شخصية .
ومن مصادر القوة الناشئة عن هيكلة المنظمة : القدرة على تأمين الموارد الأزمة و تسويق منتجاتها و امتلاك الخبرة النادرة و المعلومات الهامة واشغال موقع هام في المنظمة .
ويضيف الكاتب Yukl لهذه المصادر الأدوات و الوسائل التالية:
1- الاستمالة القائمة على الرشد من خلال إقناع القائد لمرؤوسيه بأن السلوك المطلوب يمثل أفضل الطرق لإشباع حاجاتهم .
2- الإلهام و إثارة الحماس من خلال التركيز على قيم و مثاليات التابعين.
3- تغيير قيم و معتقدات الافراد .
4- تطويع القائد لبيئة العمل و أدواته ووسائله ... الخ.
5- المشاركة في القرار .
نظريات القيادة:
يمكن تصنيف نظريات القيادة إلى ثلاث مجموعات رئيسة هي:
1– نظريات السمات/الخصائص .
2- النظريات السلوكية.
3- النظريات الشرطية/الموقفية .
وسوف نناقش المرتكزات الرئيسة لكل منها.
أولا- نظريات السمات Trairs Theoty :
إن أول ما استقطب اهتمام العلماء و الكتاب المعنيين بالقيادة هو السعي للتعرف واكتشاف الخصائص و السمات الشخصية التي تميز القائد عن غيره ، و قد اعتقد هؤلاء بأن هناك خصائص او سمات إذا توافرت في الفرد أصبح قائدا فعالا ناجحا . وقد اقترح هؤلاء الكتاب العديد من السمات ، من بينها-على سبيل المثال و ليس الحصر – القوة البدنية ،طول القامة ،الذكاء ،الأمانة ،الاتزان ،الثقة بالنفس ،الحيوية ،الدافعية العالية ،التبصر وغيرها ومن ناحية أخرى لقد رأى بعض أنصار هذا الاتجاه إن الإنسان يولد قائدا أي انه يرث الخصائص السابق ذكرها .
ولكن هذه النظرية تعرضت لانتقادات و تحفظات كثيرة ومن أهمها :
1- وجود عدد كبير من السمات التي يصعب حصرها.
2- التفاوت في الأهمية النسبية لكل سمة من وقت لأخر.
3- أن السمات لم تتنبأ بدقة من الافراد الذين سينجحون في القيادة فهناك العديد من الافراد لديهم هذه السمات ولم يصبحوا قادة ناجحين كما أنه يوجد قادة ناجحون و ليس ليدهم بعض السمات سابقة الذكر .
4- عدم سهولة قياس الصفات المحددة و عدم إمكانية تحديد القدر المناسب من كل سمة.
5- عدم شمولية النظرية لأنها أغلفت متغيرات عديدة تعلق بفعالية القيادة.
هل يملك القادة خصائص/سمات مشتركة ؟
نعم تشير الدلائل من الدراسات المختلفة إلى إن هناك ست سمات تميز القادة عن غيرهم وهي : الطموح و الدينامية ، الرغبة في القيادة ، الأمانة و النزاهة ، الثقة بالنفس ،الذكاء ، معرفة ذات علاقة بالعمل ، مراقبة الذات ( Self-Monitor ) مرن بدرجة عالية و يكيف سلوكه حسب المواقف .
ولكن يجب التنبيه إلى ثلاثة أمور و هي:
1- السمات لا توفر ضمانا للنجاح .
2- الدلائل غير واضحة في معرفة السبب من النتيجة مثلا: هل القائد لديه ثقة بنفسه أم أن النجاح كقائد يبني الثقة ؟
3- أن السمات تنبئ بمظهر القيادة أكثر من التمييز فعليا بين القائد الفعال و غير الفعال ... إن وجود قائد لا يعني حتميا قيادة فعالة.
ثانيا- النظريات السلوكية Behavioral Theories:
لقد كان من بين الاستنتاجات التي توصلت إليها دراسات هوثورن هي وجود علاقة بين اسلوب الاشراف و الانتاجية و نظرا لاخفاق نظريات السمات في تقديم تفسير واضح مقبول لفاعلية القيادة ، تحول اهتمام الكتاب و الباحثين الى السلوك القيادي بدلا من السمات و يفترض مؤيدو هذه النظريات أن أنشطة القائد و أفعاله و تصرفاته أثناء العمل- وليس سماته – و التي تشكل اسلوبا او نمطا عاما لقيادته ، هي التي تحدد فاعليته و هذا التحول يعتبر هاما لانه ينطوي على الاعتقاد بأن السلوك/الاسلوب يمكن تعلمه و تعديله و هكذا سعي الباحثون و الكتاب الى تحديد أنماط السلوك (اساليب القيادة) التي مكنت القادة من التأثير بفاعلية على الاخرين .
لقد أجريت دراسات مكثفة كثيرة في هذا المجال ومن اهمها : دراسات جامعة ايوا Lowa ، وجامعة اوهايو Ohio ، ودراسات بليك وموتون ( الشبكة الادارية ) وغيرها وقد صنفت هذه الدراسات وغيرها اساليب القيادة التي مارسها المديرون و استنادا الى بعدين رئيسيين فيما يتعلق بأعمال و انشطة القائد هما :
1 – الاهتمام بالعمل ( Jobe-oriented behavior ) و يركز على تحقيق الاهداف و توضيف الاعمال و توزيعها بين الافراد ، و انجاز الاعمال في المواعيد المحددة .
2 – الاهتمام بالناس ( People-centered behavior ) ويتضمن انشاء علاقات جيدة بين العاملين و الشعور بالمودة نحو العاملين و الاهتمام بمشكلات العاملين و امورهم الشخصية .
وفي ضوء المعطيات المعاصرة ( عدم التاكد و المنافسة و التغيير و غيرها ) برز بعد ثالث في سلوك القائد بالضافة الى البعدين الاخرين وهو السلوك الموجه للتطوير ( development-oriented ) و يتصف هذا الاسلوب بالتجريب و الاختبار و تطوير حلول جديدة للمشكلات و السعي نحو طرق جديدة لانجاز الاعمال و تشجيع الغيير ، وان مقدرة القادة على التكييف و التطوير في وجه التغيير أهم من أي وقت مضي .
لقد افترض مؤيدو النظريات السلوكية ضمنيا بأن هنالك علاقة بين الاسلوب القيادي و فعالية الجماعة وبأن هناك اسلوبا قياديا معينا فعالا ناجحا في جميع المواقف ، ولكن نتائج الدراسات لم تثبت ذلك بل اشارت الى نتائج متضاربة فمثلا الاهتمام بالعاملين يؤدي بصورة عامة الى زيادة الرضا الوظيفي لدى العاملين ، ولكن ليس دائما ،وكذلك الاهتمام بالعمل يؤدي غالبا الى الانتاجية و لكنه يسبب أيضا زيادة الشكاوي و التغيب عن العمل ، والدوران الوظيفي ورضا وظيفي أقل و الدلائل لا تسمح بالتعميم على مختلف الافراد و الاعمال و ثقافات المنظمات و البلدان .
وسنناقش فيما يلي اهم النظريات/الدراسات السلوكية حول القيادة.
1- نظرية لايكرت في القيادة Rensis Linkert Theory :
لقد صنف لايكرت أساليب القيادة استنادا الى بعدي العمل و الناس الى أربعة أساليب/نظم و هي كالآتي:
• الاسلوب التسلطي الاستغلالي ( Exploitative Autocratic ):
و يتصف بالمركزية العالية و عدم ثقة الرئيس بالمرؤوس و عدم مشاركة المرؤوسين وعدم محاولة الرئيس الحصول على أفكار المرؤوس و آرائهم و يلجأ الرئيس الى اسلوب التخويف و الاكراه لحفز العامل على العمل .
• الاسلوب الأتوقراطي النفعي/الخير Benevolent Autocratic :
وهو لا يختلف كثيرا عن النظام السابق فالرئيس يثق بالعاملين ثقة السيد بخادمه ولا يشعر المرء بحرية كبيرة في مناقشة العمل و يسعى الرئيس أحيانا للحصول على آراء و مقترحات المرؤوس.
• الاسلوب المشارك Participative :
وفي هذا النظام يثق الرئيس بالمرؤوسين بصورة كبيرة و لكن ليست كاملة ولا يزال يرغب السيطرة على القرارات و يشعر الفرد بحرية نوعا ما في مناقشة العمل و يأخذ الرئيس عادة بأفكار و اداء المرؤوسين و يحاول الاستفادة منها .
• الاسلوب الديمقراطي Democratic :
حيث يثق الرئيس بالمرؤوسين ثقة كاملة في جميع الامور و يشعر المرؤوسين بحرية كاملة في مناقشة شؤون العمل و يسعى الرئيس دائما للحصول على أفكار و آراء المرؤوسين و الاستفادة منها بصورة بناءة .
وقد دلت دراسات لايكرت و زملائه على ان الاسلوبين (3،4) حققا انتاجية أعلى من الاسلوبين (1،2) وكان أفضل هذه الاساليب في رأي لايكرت هو الاسلوب رقم (4) الديمقراطي .
2 – الشبكة الادارية Mangerial Grid :
تستند هذه النظرية الى الكاتبين Jane Mouton & Robert Blake و تعتمد على تفاعل بعدي القيادة : الاهتمام بالعمل/الانتاج/ ، و الاهتمام بالعامل واستنادا لذلك اقترحا خمسة أساليب للقيادة بحسب موقعها على الشكبة كما يأتي :
1- القائد الضعيف/المتسبب (1،1) ( Impoverished ) وبموجب هذا الاسلوب يترك القائد الامور دونما تدخل فيها ولا يعطي ادني اهتمام للانتاج أو الانسان فهو ينسحب من العملية القيادية .
2- القائد المهتم بالانتاج ( المتشدد 9،1 ) Task Manager وهو الذي يعطي كل اهتمامه للانتاج و العمل- العمل اولا و اخيرا و يعطي ادنى اهتمام للعلاقات الانسانبية .
3- القائد الاجتماعي ( رئيس نادي ) Counrty Club (1،9) و يميل الى استخدام السلطة لدفع المرؤوسين للعمل و هنا يعطي كل الاهتمام للناس و مشاعرهم و حاجاتهم و بناء العلاقات الاجتماعية ولايعطي اهتماما يذكر للانتاج و العمل .
4- القائد الوسط Mid Road Manager (5،5) وهو الذي يوجه اهتماما معتدلا لكل من العمل و الناس ولكنه يواجه صعوبة في الحفاظ على التوازن بين هذين البعدين معا .
5- القائد المثالي ( قائد الفريق ) Team Meader (9،9) يتميز هذا الاسلوب باهتمام عال بالافراد و الانتاج معا و يركز القائد على العمل بروح الفريق و ضمان تماسك الجماعة وبناء الثقة و الاحترام المتبادلين للحصول على انتاج جيد .
6- وقد رأى الكاتبان أن أفضل هذه الاساليب هو الاسلوب الأخير (9،9)







النظريات/النماذج الموقفية/الظرفية ( Contingency Models ):
لقد اخفقت النظريات و النماذج السلوكية في القيادة في التوصل الى نتائج قاطعة محددة تشير الى إن اسلوبا معينا كان فعالا بشكل دائم بل كانت النتائج متناقضة و الحلقة الناقصة في هذه النظريات و النماذج هي إغفال دور المرؤوسين و العوامل الموقفية في فعالية القائد لذا برزت النظريات/النماذج الموقفية لتعالج هذا القصور في النظريات السابقة .
تفترض النظريات الموقفية في القيادة أن فعالية القائد تتوقف على تبني سلوك يلائم متطلبات الموقف و تحاول هذه النظريات تحديد المواقف القيادية الهامة و اقتراح الاساليب القيادية المختلفة التي تناسب تلك المواقف و التي تحقق رضا العامل و الانتاجية و تضمنت هذه النظريات وجهتي نظر متناقضتين وهما :
1 – وجهة النظر الاولى : على القائد أن يتكيف مع الموقف .
2 – وجهة النظر الثانية : تكييف سلوك القائد حسب الموقف .
وتفترض وجهة النظر الاولى أن اسلوب القائد نسبيا ثابت و ليس من السهل تغييره و تقترح ايجاد الموقف الذي يكون القائد فعالا و تجنب المواقف التي يكون فيها القائد اقل فاعلية ولكن هذا الامر ليس ممكنا دائما ومن النظريات التي تتبنى هذه النظرية نظرية فيدلل راما وجهة النظر الثانية فتفترض إن قرارات المدير و الموقف المتعلق بالعمل كلاهما مرن نسبيا و قابل للتغيير وهذه النظرية ترى أن المدير مرن وقابل للاستجابة للمواقف المختلفة و الافراد المختلفين .
ومن الواضح أن وجهة النظر الثانية تقترح نظرة أكثر واقعية لطبيعة الانسان فالقائد يتعامل مع أناس تختلف شخصياتهم ومقدارتهم ودوافعهم ومن السذاجة أن يعاملهم على أنهم متشابهون .
1 – نظرية فيدللر Fiedler’s Theoty :
تنسب أول نظرية موقفية إلى الكاتب Frederic Fiedler من جامعة الينوي في الولايات المتحدة الأمريكية ويعتبر أول محاولة جادة لتطوير إطار نظري للقيادة يأخذ في الاعتبار تفاعل بعض متغيرات الموقف وخصائص القائد ، و تبنى وجهة النظر الاولى – تكييف القائد للموقف و تتضمن النظرية خطوتين :
1- تحديد و قياس سلوك/أسلوب القائد .
2- إيجاد الموقف الذي يناسب أسلوب القائد الثابت .
لقد افترض فيدلر أسلوبين في القيادة :
1- الأسلوب الذي يهتم بالعاملين و العلاقات الإنسانية ( أسلوب المشاركة )
2- أسلوب القيادة الذي يهتم بالإنتاج و العمل ( الأسلوب الموجه )
أما العوامل الموقفية التي حددها فيدلر فهي ثلاثة :
1- طبيعة العلاقات الموقفية بين الرئيس و مرؤوسيه ( مدى ثقة المرؤوسين بالرئيس وولائهم ).
2- مدى السلطة و القوة الرسمية التي يتمته بها القائد بحكم و ظيفته .
3- درجة هيكلية العمل (مدى وضوح المهام و مدى روتينية هذه المهام التي يقوم بها المرؤوسين).
إن محصلة تفاعل المتغيرات الموقفية الثلاثة تؤدي إلى مواقف مختلفة تتدرج من موقف ميسر و سهل و مفضل جدا إلى موقف صعب و غير مفضل جدا ، وقام فيدلر بإجراء دراسات مكثفة حول العلاقة بين اسلوب القيادة و الموقف ، و قد دلت تلك الدراسات على أن الأسلوب القيادي الموجه ( الذي يهتم بالانتاج و العمل ) كان فعالا في المواقف المفضلة جدا و غير المفضلة جدا أما أسلوب المشارك ( الموجه للاهتمام بالانسان ) فقد كان فعالا في المواقف/الظروف المعتدلة أو المتوسطة.
2 – نظرية/نوذج المسار- الهدف (The Path-Goal Model ):
تنسب هذه النظرية للكاتبين هاوس و ميتشيل (House and Mitchell ) وجوهر هذه النظرية هو أن دور المدير هو مساعدة المرؤوس على ممارسة الأنشطة و المهام التنظيمية التي تؤدي إلى عوائد ذات قيمة لدى الفرد .
وهنا يشتمل دور المدير على جانبين: (1) توضيح المسار الذي يمكن الفرد من تحقيق أهدافه الشخصية ( زيادة الأرباح و الانتاج ) و (2) زيادة العوائد التي يعتبرها الفرد قيمة و على المدير أن يوضح للعاملين كيف تقترن العوائد التنظيمية بأداء الفرد و إنجازه و القئد الفعال يساعد العاملين على القيام بما يؤدي إلى منحهم العوائد التي يعتبرونها قيمة أي أنه يحفز الفرد لتحقيق نتائج ذات قيمة للفرد و للمنظمة .
تقترح نظرية المسار- الهدف أربعة أساليب قيادية وهي :
1- الأسلوب الموجه (Directive ) و يشبه الأسلوب الأتوقراطي الذي يركز على العمل- توضيح الأهداف و تحديد المهام ....الخ.
2- الأسلوب المساعد (Supportive ) وهنا يوجه القائد اهتمامه للناس ويكون مستعدا لتقديم النصح و الاصغاء حين ظهور أي مشكلة و هذا الاسلوب يشبه الأسلوب الذي يركز على الناس .
3- الأسلوب المشارك (Particpate) يسعى القائد بفاعلية للحصول على مقترحات العاملين و افكارهم و يستعين بها في اتخاذ قراراته .
4- أسلوب الانجاز (Achievement-Oriented ) : وضع توقعات و أهداف أدائية عالية و جعل العمل أكثر تحديا للفرد و لكن قابل للانحياز .
أما من حيث المتغيرات الموقفية فتقترح النظرية نوعية من المتغيرات :
1- عوامل تتعلق بالسمات الشخصية للمرؤوسين (مركز السيطرة و الخبرة و المقدرة كما يدركها الفرد نفسه).
2- عوامل بيئية خارج سيطرة المرؤوسين ( هيكلية العمل ، نظام السلطة الرسمية و جماعة العمل ).
وتقترح النظرية أن التوافق التالي بين أساليب القيادة و المواقف تؤدي إلى قيادة فعالة :
1- القيادة الموجهة : تناسب بشكل خاص الموقف الذي يتطلب مزيدا من هيكلية الموقف و المراقبة و التغذية الراجعة كما يناسب هذا الاسلوب بشكل خاص الموظف الجديد ذا الخبرة المحدودة ، وهي تؤدي على زيادة رضا العاملين حينما تكون الأعمال التي يقوم بها العاملون غامضة .
2- الأسلوب المساند ( Supprtive ): يناسب العاملين الذين يعرفون عملهم جيدا ويواجهون تأخيرا في العمل أو نزاع مع العميل وبحاجة ليعرفو أنهم يقومون بالعمل الصحيح و كذلك حينما تكون السلطة الرسمية واضحة ومحددة .
3- الأسلوب المشارك (Participative): يناسب العاملين الذي يعرفونعملهم جيدا الى درجة تمكنهم من المساهمة الفعالة في القرارات التي تؤثر عليهم وعلى وحدتهم التنظيمة .
4- وأخيرا فان أسلوب الانجاز (participative ): يناسب الموقف الذي يكون فيه الاداء العالي هو الافضل لمصلحة كل من العاملين و المنظمة وهذا الاسلوب يحقق أفضل النتائج حينما يكون لدى المرؤوسين حاجة عالية للانجاز .
3 – نظرية/نموذج هيرسي- بلانشارد ( Hersey & Blanchard ):
تم تطوير هذه النظرية في القيادة من قبل الكاتبين ( Blanchard Panl Herse ) وحددت النظرية نضج/ استعداد المرؤوسين المتغير الموقفي ( Maturity/Readiness ) واقترحت أربعة اساليب قيادية وهي :
1- الأخبار (Telling ): يهتم بالعمل بدرجة كبيرة وبالعلاقات بدرجة منخفضة .
2- الاقناع ( Selling ): يهتم بكل من العمل و العلاقات بدرجة عالية.
3- المشارك (Participative ): يهتم بدرجة عالية بالعلاقات، وبالعمل بدرجة منخفضة.
4- التفويض ( Delegate ): يهتم بالعمل و بالعلاقات بدرجة منخفضة و تقترح النظرية أساليب القيادة الفعالة التي تناسب المواقف الآتية:
1. أسلوب الأخبار ( المهتم بالعمل ) يناسب الافرد ذوي النضج و الاستعداد المنخفضة .
2. أسلوب الاقناع وهو الافضل في حالة الافراد ذوي النضج من الدرجة المنخفضة المتوسطة.
3. أما أسلوب المشاركة فهو الأنسب للأفراد ذوي الدرجة المتوسطة إلى العالية من النضج .
4. ويعتبر أسلوب التفويض الأنسب للأفراد ذوي الدجة العالية من النضج .
وهكذا تقترح النظرية أنه كلما زاد مستوى نضج و استعداد الأفراد لإنجازالعمل يتوجب على القائد إعطاء مزيد من الاهتمام للعلاقات و الأفراد و تقليص اهتمامه بالتوجيه و العمل ، وإذا ما بلغ مستوى نضج الأفراد فوق المتوسط فيجب على القائد تقليص نمط سلوكه المهتم بالعمل و بالعلاقات على السواء .
4 – نظرية مشاركة القيادة Lender Participation :
تنسب هذه النظرية للكاتبين فروم و جاجو (Vroom and Jago ) وتركز النظرية على ضرورة قيام القائد بتحديد درجة مشاركة الأفراد التابعين له في عملية اتخاذ القرارات المتعلقة بالجماعة ، وتقترح
النظرية على القائد اتباع مجموعة قواعد محددة في تقرير نوع و درجة المشاركة في اتخاذ القرارات التي يجب تشجيعها في المواقف المختلفة .
وتقترح النظرية خمس أساليب قيادية على امتداد الخط الذي يمثل مشاركة العاملين .
شكل (2)
خط مشاركة العاملين
تزايد سلطة القائد

5 4 3 2 1

تزايد مشاركة العاملين
أما أساليب القيادة المقترحة فهي :
1- يقوم القائد باتخاذ القرار منفردا .
2- يطلب القائد معلومات من أفراد الجماعة و لكنه يتخذ القرار بنفسه .
3- يطلع القائد على المشكلة بشكل منفرد و يطلب من كل فرد معلومات و تقييم الوضع ، ولا يجتمع الأفراد معا ، و يتخذ القائد القرار بنفسه .
4- يجتمع القائد و أفراد الجماعة لمناقشة الوضع/المشكلة ، ولكن القائد يتخذ القرار .
5- يجتمع القائد و أفراد الجماعة لمناقشة الأمر و تتخذ الجماعة القرار .
6- و السؤال هنا : أي من هذه الاساليب يجب أن يستخدم القائد ؟
7- و للإجابة على هذا السؤال ، ينبغي على القائد الأخذ في الاعتبار (8) عوامل موقفية وهي : نوعية/جودة القرار ، أهمية التزام الأفراد بالقرار ، هل لدى القائد معلومات كافية ؟ ما مدى هيكلية المشكلة ، هل سيبقى الأفراد ملتزمين بالقرار فيما لو قام القائد باتخاذ القرار بمفرده ، ما مدى مشاطرة الأفراد الأهداف التنظيمية الواجب تحقيقها من خلال حل المشكلة ، وهل هنالك نزاع بين الأفراد حول حل مفضل ، وهل لدى الأفراد معلومات كافية لاتخاذ قرار عالي الجودة .
وهكذا يجب على القائد زيادة مشاركة الجماعة في الحالات الآتية:
1- حينما يفتقر للمعلومات الكافية لحل المشكلة بنفسه.
2- المشكلة غير واضحة و المساعدة ضرورية لتوضيح الموقف.
3- تقبل القرار من قبل الآخرين ضروري لتنفيذه بنجاح.
4- هنالك وقت كاف يسمح بالمشاركة الحقيقة.

محددات فعالية القائد:
لقد ركزت كل نظرية/نموذج من نماذج القيادة الموقفية على عدد محدد من العوامل الموقفية ، بعضها يتعلق بالأفراد التابعين للقائد و البعض الآخر يتعلق بالعمل ، ولكن هنالك عوامل ومتغيرات عديدة تؤثر في فعالية القائد ، منها ما يتعلق بالقائد نفسه ، وبعضها يتعلق بالمرؤوسين ، وهنالك عوامل تتعلق بالمنظمة ذاتها ، و عوامل تتعلق بالحالة/الموقف ، وعوامل تتعلق بالبيئة العامة ، وسنناقش بإيجاز تلك العوامل/المتغيرات.
1- عوامل تتعلق بالقائد نفسه : لكل قائد شخصيته و قيمته و مدركاته و طموحاته و أهدافه ، وفلسفته القيادية و سماته التي تميزه عن غيره ، وكذلك اتجاهاته نحو المرؤوسين واستعداده لمنحهم مزيد من الاستقلالية و المشاركة ومدى ثقته بهم ، وفلسفته في القيادة ، وهذه العوامل وغيرها تؤثر كثيرا في فعالية القائد.
2- عوامل تتعلق بالجماعة وأفرادها التي يرأسها القائد : يتفاوت المرؤوسين في شخصياتهم و قيمهم واتجاهاتهم وقدراتهم و استعدادهم لتحمل المسؤولية ، وميلهم نحو الاستقلالية ، ومدى التزامهم بأهداف المنظمة و غيرها ، كما أن الجماعات تتفاوت من حيث الحجم ، و التماسك و المعايير و الثقافة و غيرها، و هذه العوامل جميعها تؤثر في فعالية القائد.
3- عوامل تتعلق بالمنظمة : إن سياسات المنظمة و فلسفتها و ثقافتها وطبيعة عملياتها ، وهيكلها التنظيمي و غيرها من الأمور التنظيمة لها تأثيرها على فعالية القائد.
4- عوامل ثقافية :تتأثر فعالية القائد وأسلوبه القيادي كثيرا بثقافة المجتمع الذي هو جزء منه و بثقافة المنظمة التي يعمل فيها ، فالقائد لا يستطيع إغفال القيم و الاعتقادات و المدركات السائدة في المجتمع و المنظمة التي يعمل فيها.
5- ظروف الحالة أو الموقف : ويشمل مدى وضوح المهام و الإجراءات ، وصعوبة وتعقد العمل ومستوى القدرات و المهارات التي يتطلبها ، ومدى توافر المعلومات ، و الضغوط التي يواجهها القائد و كذلك طبيعة المشكلة وهل الجماعة على اطلاع بها ، وتملك القدرات و المهارات الازمة لحلها ، و اخيرا فإن عامل الزمن له تأثير على أسلوب القائد ، فالمهام و المشكلات قد تتفاوت في أولويتها ومدى الاستعجال المطلوب لحلها.
القيادة التحويلة Trans formational Leadership :
يتضح من النظريات و النماذج السابقة في القيادة أمحور اهتمامه هو القيادة الإجرائية (Transactional)، أولئك القادة الذين يوجهون الأفراد أو يحفزوهم لتحقيق أهداف المنظمة وذلك من خلال توضيح متطلبات العمل وأدوار الأفراد.....
وكان التركيز على سمات القائد و سلوكه و سمات المرؤوسين و العوامل الموقفية الأخرى ذات التأثير على فعالية القائد .
ومع تزايد الضغوط و التحديات الكبيرة العديدة التي تواجه المنظمات المعاصرة ( المنافسة الشديدة ، العولمة ، البيئة المضطربة ، و التنويع و التعقيد ) ظهرت الحاجة إلى قيادة جديدة ، تعرف بالقيادة التحويلة ( Trasfarmational ) أولئك القادة الذين يلهمون المرؤوسين أن يتساموا عن مصالحهم الذاتية لصالح المنظمة ، و قادرون على التأثير الجوهري و الكبير على مرؤوسيهم و يهتمون بالقضايا و الأمور المتعلقة بحاجات التطوير للمرؤوسين للقضايا و المشكلات من خلال النظر للأمور و المشكلات نظرة جديدة ، و قادرون على الهام و استشارة الأفراد و حفزهم لبذل جهد مضاعف لتحقيق أهداف الجماعة.
وينظر كاتب آخر إلى القيادة التحويلية على أنها قيادة متفوقة ( Outstanding ) وتهدف هذه القيادة إلى التمييز بين القادة الذين يحققون إنجازات متميزة عن القادة العاديين الذين هم إما غير فعالين أو الذين يحققون المتطلبات الدنيا ، ولكنهم لا يحققون إنجازات فائقة ، ويلخص الجدول التالي المقارنة بين القائد الإجرائي و القائد التحويلي .
مقارنة بين القائد الإجرائي و القائد التحويلي
القائد الإجرائي/ Transactional القائد التحويلي/ Trasfarmational
1- مكافأة مشروطة (contingent reward)
يعد بمنح العوائد مقابل الجهد ، يعترف بالإنجاز. سحر الهالة (charisma):يقدم رؤية و رسالة ذات معنى، يزرع الفخر ، ينال الاحترام و الثقة.
2- الإدارة بالاستثناء (فعال): يتابع و يبحث عن أي انحرافات عن الأنظمة و المعايير ، ويتخذ الإجراءات التصويبية. الالهام (inspiration):يوصل توقعات عالية ، يستخدم الرموز و القيم لتركيز الجهود ـ يعبر عن الأغراض الهامة بطرق بسيطة .
3- الإدارة بالاستثناء (سلبي): يتدخل فقط حينما لا يتم استسفاء المعايير. الاستشارة الفكرية (Intellectual Stimulation): يطور الذكاء ،العقلانية وحل المشكلات بعناية.
4- متساهل/ضعيف (laisex-faire): يتخلى عن المسؤولية ، يتجنب اتخاذ القرارات الاعتبار الفردي (Invidualized): يعطي الانتباه الشخصي ، يعامل كل فرد منفردا يعلم و يدرب و ينصح .

هذا و لا يجب أن ينظر إلى القيادة الإجرائية و القيادة التحويلية على أنهما مدخلان متعارضان لإنجاز الأمور ، فالقيادة التحويلية تبنى على قمة القيادة الإجرائية ـ تحقق مستويات من جهود وأداء الأفراد تفوق الأفراد ما يمكن تحقيقه باستخدام المدخل/النموذج الإجرائي فقط.
العوامل المؤثرة في اختيار أسلوب القيادة :
حاول الباحثان تاننبوم Tannenboum و شميدت Schmidt الإجابة على عوامل تتعلق بالمدير ذات على السؤال التالي:
وهو كيف يختار المدير أو القائد نمط قياديا دون الآخر؟
ومن خلال محاولتهما تحديد بعض الاعتبارات العلمية التي ينبغي على المديرين أخذها في عين الاعتبار عند محاولة اختياراسلوب او نمط قيادي آخر، ويمكن إجمال هذه الاعتبارات فيما يلي :
•عوامل تتعلق بالمدير ذاته :مثل خلفيه الشخصية ،خبراته مثلا : فالمدير الذي يعتقد بان احتياجات الأفراد يجب أن تأتي في المرتبة الثانية بعد احتياجات المنظمة يميل إلى أن يكون أسلوبه القيادي معتمدا على توجيه تصرفات المرؤوسين بدرجة كبيرة .
•عومل تتلق بالمرؤوسين : يمكن مثلا للمدير إن يمنح مرؤوسيه فرصة اكبر في اتخاذ القرارات إذا كان لديهم الرغبة في تحمل المسؤولية ، وعكس ذلك إذا كانت مجموعة المرؤوسين تفتقر إلى المعرفة والخبرة ، فان الأسلوب الاستبدادي هو الأسلوب السائد.
•عومل تتعلق بالظرف أو الموقف الذي تتواجد فيه المنظمة :مثل المناخ التنظيمي السائد وطبيعة تكوين المجموعة التي تتم قيادتها و درجة تحديد الوظيفة بالنسبة للمرؤوسين.
صفات القيادة الايجابية :
هناك خطوط عامة تتصف بها القيادة الايجابية وهي القيادة التي يعيش في إطارها القائد الفاعل:
-لابد للقائد أن يضع نفسه موضع مرؤوسيه فيلتمس مشاعرهم ويدرك الامور من حيث هي وكما يرونها ويشعرون بها ويستجيبون لها ؛
-كما لابد للقائد أن يبتعد عن اللوم والتحريج حيث ان ذلك من شانه ان يجرح شعور مرؤوسيه وينقص من كرامتهم أمام زملاءهم في العمل وهذا الأمر لا ينتج إلا البغض والحقد للقائد ؛
-يجب على القائد أن لا يوهم المرؤوسين بقدراته أو الادعاء بما هو ليس عليه لأنه سرعان ما يكتشف المرؤوسين كفاءة رؤسائهم ومهاراتهم؛
-لابد للقائد أن يكون قريب المنال من مرؤوسيه بحيث يستطيعون الوصول إليه وبذلك يستطيع القائد معرفة ما يجري في نفوس العاملين فلا يترددون في وضعه الصورة الكاملة سواء حول العمل أو علاقاتهم ؛
-لابد للقائد أن يستقبل مخاوفهم دون ازدراء بها وهو يستطيع التغلب على تلك المخاوف وذلك بإتاحة الفرصة لهم للتعبير عنها والوقوف على حقيقتها ؛
-كما يجب على القائد الابتعاد على العصبية في القيادة لان فاقد الشيء لايمكن أن يعطيه؛
علاقة القيادة بالرئاسة و الإدارة :

القيادة والرئاسة: بداية يجب التفريق بين ( مدير * رئيس منظمة * وزير * رئس دولة...الخ) من ناحية وبين القائد ( أو الزعيم ) من ناحية أخرى ف الأول يستمد سلطته وصلاحيته من وظيفته أي من التنظيم الرسمي القائم فهو مفروض على المجموعة ومن هذا المنطلق يصدر تعليماته وتوجيهاته وأوامره التي يقول أنها ملزمة و إلا تعرض من يخالفها إلى الجزاءات المنصوص عليها أو للتأنيب أو التعنيف من جانب المدير طبقا لسلطة الوظيفية أما الثاني فيستمد سلطته و صلاحيته ومن ثم قوته من المجموعة نفسها ... من ارتباطها وولائها و التفافها حوله واحترامها له ثم من اعترافها به و اقتناعها به ثم من ثقتها فيه وهذا طبعا لا يأتي بالفرض أو من فراغ .
الأول مفوض من التنظيم الرسمي أي أن صلاحياته الرسمية * وهي فقط * تم تفويضها إليه من المستوى الادارى الأعلى وطبقا لنصوص التنظيم.
أما الثاني فقد اكتسب التفويض أيضا * وهذا هو الأهم * من المجموعة نفسها ورضائها ورغبتها وحبها وثقتها.
الأول مفروض على الجماعة (إن صح هذا التعبير ) .
أما الثاني فمقبول من الجماعة وتنادي باستمرار يته بل تناضل من اجل ذلك أحيانا و أحيانا قد تفرض وجوده ورئاسته أو تفرض قيادته رغما عن وجود مدير رسمي لها.
الأول تقبل الجماعة سلطتها ومن ثم توجيهاته وتعليماته خوفا من الجزاء أو تجنبا له بل يتحايلون على تنفيذها وهم يعرفون كيف يتحايلون .
الثاني تقبل الجماعة على توجيهاته وتعليماته رغبة منها وحرص عليها وحرصا على العمل ثم وما هو أهم على العطاء أن مجرد أداء الواجب شيء و العطاء شيء آخر ( أن الحب احترام وعطاء)
وبالتالي فالحالة الأولى * حالة الرئيس الإداري * عندما تغلب في المنشاة تهددها بخطر كبير بينما الحالة الثانية هي المطلوب دائما وكلما أمكن لتحقيق الإنجاز و الأهداف و العطاء و تعظيم هذا الإنجاز ثم لتحقيق الرضاء الوظيفي .
القيادة و الإدارة
القيادة كمفهوم في أوسع معانيه يشير في جوهره إلى انه أحدى المرحل الأساسية في عملية الإدارة ومن ثم فان هناك تداخلا بين مفهوم القيادة و الإدارة حيث إن الأولى هي إحدى مكونات العملية الإدارية باعتبارها تضم عدة عناصر أخرى منها (التنظيم و التخطيط و التنفيذ و رقابة و المتابعة ) .
كما أن هذه التداخلات من ناحية أخرى يأتي في سياق التشابه في الأداء حيث أن كلا منها يشير إلى تنظيم النشاط الجماعي لتحقيق أهداف معينة فضلا من ذلك فان نجاح الإدارة مرتبط إلى حد كبير بطبيعة القيادة لذلك فان حاجة الإدارة القدرة و الرؤساء الأكفاء ذوي التعلم و الإبداع لا تكاد تعادلها حاجة و تثبت التجارب أن إنتاجية الإدارة تتأثر ارتفاعا و انخفاضا حسب نوعية القيادة التي تقودها
كما أن العلاقة بالإدارة القيادة بالإدارة ليست علاقة العام ب الخاص ولكنها تكمن في طبيعة كل منها فمصطلح الإدارة يشير بدرجة اكبر إلى السياسات و الإجراءات و البناء التنظيمي أي الجوانب الفنية و التنظيمية في حين أن القيادة تعني بالخصوص الشخصية أي الإنسانية و خلاصة القول بان الإدارة أوسع من القيادة التي تعد إلى القيادة إحدى وظائف ومهام الإدارة.
الخاتمة :
يتضح مما سبق عرضه في مجال القيادة والنظريات المفسرة لها عدة أشياء نجملها فيما يلي:
بالرغم من العديد من الاعتراضات التي أثيرت حول دراسة السمات إلا أن ذلك لا يقلل من أهميتها بأي حال من الأحوال فطالما أن احد شقي القيادة الفعالة يرتبط بنمط القائد ذاته لذلك فان دراسة السمات تعبر أساسية من اجل التعرف على هذا النمط.
كذلك فقد أشارت دراسة دراسات القيادة إلى ضرورة وأهمية دراسة المواقف القيادية ذاتها وبالرغم من أن عدد هذه الدراسات لازال قاصرا ، إلا أن تركيز الباحثين يجب ان يوجه إلى دراسة هذه المواقف حتى يمكن التوصل في النهاية إلى مجموعة العوامل التي يمكن من خلالها التمييز بدقة بين المواقف المختلفة .
كما تثير دراسة القيادة قضية منهجية كبرى تتعلق بمعنى ومكونات النمط القيادي، فبالرغم من اتفاق جميع الدراسات تقريبا على وجود بعدين أساسيين للنمط القيادي ،وهما الاهتمام بالإنتاج والبشر، إلا أن مكونات كل بعد قد تثير قضية كبرى في مجال البحث العلمي.









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المستطاع, اوامر, تريدونه, تقدر, طلباتكم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 02:39

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc